آخر 10 مشاركات
68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-19, 10:11 PM   #21

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي


الكتاب الثاني


من مذكرات بابل


الزمن: قبل عشرة أعوام من الحاضر.
المكان: محيط جديد..عمل مختلفا..سكن أخر.



تساؤل

السماء ..الملاك ..والعيون ألاثمة..أحدهن يكفي لتغير مسار الحياة ..لم أدرك أن اقترابي منها سيغير عالمي بأكمله..لكن كيف ستكون حياتي إن لم أخطو تلك الخطوات ؟



تمهيد

كنت أدرك إني فقدت زمام الأمور، وغدوت كالمجنون باتخاذي هكذا قرار..لكن بالرغم من هذا شعرت براحة تغمرني ..راحة لم أعهدها من قبل ..كان الأمر يستحق هذا ..يستحق هذه الحركة الجنونية ..يستحق هذا الاندفاع المتهور ..يستحق أن أعرف حقيقة التي تجاورني في جلستها..إن كانت بشرية أم أشباهها .
كان علي قبول أي شيء لا منطقي ..لأني ببساطة غدوت دون منطق يقودني ..سنوات حياتي تربيت على مبدأ ومفهوم واحد..الحقيقة ..دون غطاء ..دون الأعيب ودون هلوسات ، لكن الآن أختلف الأمر ..هناك أمور تفرض نفسها علي وتكشف أذرعها لي..تدعوني إلى دخول عالم أخر.



اللقاء الأول


كانت الساعة تشير إلى الثانية مساءا عندما هممت الخروج من الجامعة المستنصرية التي تخرجت منها حاملا شهادة الماجستير في علوم الأحياء ثم انظممت إلى كادر التدريس فيها، ومازال لدي طموح نيل الدكتوراه ..لكن كان علي أخذ قسط من الراحة، فالدراسة منهكة للذات، رغم ما تكسب المرء علما ينير طريقه، ويحقق فيه طموحاته المثالية.
أستقليت سيارتي متجها بسرعة إلى شقتي الدافئة من برودة الجو الشتائي القارص والذي لا تنفك سماءه من بعث خيراتها إلى الأرض بأمطار غزيرة،فهذا العام مختلف جدا عن أي عام مضى سبقه بالجفاف.
كان علي الوصول بسرعة فمبارة كرة القدم بين الريال وبرشلونه ستبدأ في تمام الساعة الثانية والنصف مساءا ..ربما لدي متسع من الوقت لكن قبلها علي دس معدتي شيء من الطعام.
كان الجو ضبابيا منذ الصباح لكن مع هطول الأمطار وتوقفها من حين إلى أخر جعله يفر من حيث جاء..ضغطت على دواسة البنزين لتصل السرعة 100 كيلومتر في الساعة لمحاولة الوصول في أقرب وقت، فشقتي ليست قريبة من الجامعة .
فجأة حدث ما ليس في الحسبان ..شعرت بأن الأرض تدور حولي ،أن صح القول أنا من كنت أدور فمن أثر سرعتي انزلقت السيارة عن الطريق متجه نحو أحد جانبي الشارع ..ومن حسن حظي أن الشارع كان أقرب إلى الخالي من السيارات، فمعظم الناس متسمرون أمام شاشة التلفاز بانتظار البث المباشر للمباراة التاريخية بين الفريقين.
ورغم شدة الموقف واضطرابي لا اعلم كيف لم أستسلم لفكرة الضغط على مكابح التوقف التي قد تودي إلى قلب السيارة, ففي تلك اللحضات الخاطفه تركت السيارة دون تدخل تأخذ المسار الذي قدر لها، دارت السيارة حول نفسها مرتين او ثلاث ثم اصطدمت بالسياج الحديدي على جانب الرصيف وتوقفت.
كانت أنفاسي حينها مذعورة .. كنت مخاطر جدا بنفسي في تلك اللحظات ..منحت نفسي عدة دقائق محاولا استرجاع أنفاسي بهدوء حامد الله على السلامة..ثم ترجلت خارجا لتفقد وضع سيارتي المسكينة ..لففت ذراعي حول صدري فالبرد كان شديد رغم أرتداي سترة جلدية سوداء، تمنع كنزتي البنية من البلل من رذاذ المطر الهادئ، المتساقط من سماء ملبدة بغيوم مثقلة بالمطر، يتشققها البرق من حين إلى أخر.
كان انبعاج بسيط في حديد السيارة مع خدوش طفيفة على طول الجانب المقابل للمقود لكنه يكلفني بالمقابل الكثير من المال لإصلاحه ..ربما نصف راتب لشهر واحد ..ليست خسارة فقد نجوت بنفسي..لتذهب تلك الأموال فداء لي .
ركبت السيارة من جديد ..أدرت محركها محاولا تشغيلها فالوقت كاد يداهمني فلم يبقى من الوقت الكثير وتبدأ المباراة ..لكن اللعنة على السيارة لم تشتغل.
أدرت المحرك عدة مرات لكن لا فائدة ..ربما سلك البطارية تحرك من مكانه هذا ما خمنته، ترجلت مرة أخرى ..رفعت غطاء المحرك، وكان تخميني صحيح، لكن صوت ما داهم مسمعي قادم من جهة رصيف الشارع حيث توزع نخيل بشكل مرتب ومنسق، ألتفت إلى ناحية الصوت.. كان صوت غريب لم تألفه إذناي من قبل .. صوت لنعيم بومة كانت تقف على نخلة قصيرة!
كانت البومة ذات ريش أبيض يغطي رقبتها أما بقية جسدها فكان بلون كستاني ..إنها المرة الأولى التي تراه عيناي بومة هكذا ..وبهذا اللون ..نعم شاهدت الكثيرات منها عبر شاشة التلفاز وأذكر عندما كنت طفل صحبني والدي إلى حديقة الحيوان وهناك شاهدت من نوعها لكن بريش داكن وليس بهذا اللون الناصع..وكأنها تحيط رقبتها فراء بديع المظهر، كانت عيني مشدودتان إليها وكأنهما تودا التقاط صورة في عدستيهما..لكنها استمرت تنعب بصوت حاد مزعج..وفجأة خرست عندما سقط مستوى ناظري إلى الأرض..إلى أسفل النخلة القصيرة..كان هناك شيء أخر..شيء بلون أبيض متكور على نفسه.
طارت البومة وحطت على شجرة مرتفعة هذه المرة لكن كانت ماتزال تراقب تحركي الذي قاده الفضول لكشف ذلك الشئ, ومع اقترابي توضحت الرؤيا ..كانت جثة إنسان! ..نحيف متكور على نفسه وقد غطى بوشاحا أبيض..لكن ما أن أصبحت المسافة التي تبعدني عنه عدة خطوات..أتضح أن شعر أبيض طويل تناثر بشكل الوشاح يغطي كامل الجثة المجهولة..بدت الأفكار تنهال على من كل مكان وملأتني الرهبة أن تكون الروح فارقتها .
عاد نظري إلى البومة التي مازلت تقف دون نعيب..دون حراك تتفرس أي خطوة مني!
انحنيت ببطء نحو الجثة محاولا اكتشاف وجه صاحبها..وكانت معها المفاجئة ..كانت جثة شابة ناصعة البياض كالثلج ..ذات شعر أبيض طويل حريري ..ترتدي هندام أبيض ذو نسيج ناعم...بدت كمظهر ملائكي يمكن تخيله..تسارعت يداي إلى جس نبضها عبر عنقها المرمري ..كان النبض ما زال موجود !! ..إنها على قيد الحياة .. لكن ماذا حل بها لتكون بهذا الحال!
حاولت إيقاظها ببطء لكنها لم تستجب ..رغم سقوط قطرات المطر علي وجهها الطفولي الرائع لتجعله رطب جميل للغاية ..كان علي مساعدتها ..ولا أعلم لماذا اجتاحتني فكرة إن القدر ساقني إليها وأن محرك السيارة ما كان بمحض الصدفة ..ربما أفكاري تبدو مجنونة ولكن كان علي التركيز في كيفية تقديم العون لهذا الملاك النائم دون أن يسبب لي أي ضرر..فالخدوش في سيارتي من أثر الحادث،وهذه الفتاة الفاقدة الوعي ، كلها تشير إلى أن أتهم بجريمة لم أقترفها ..جريمة دهس فتاة بحادثة سيارة..وأي فتاة ..مجهولة الهوية..فليس برفقتها حقيبة ما يمكن استدلال هويتها أو شيء يعرفني بأسمها..كل شيء واردا يمكن أن تكون الفتاة فاقدة الذاكرة و بهذا أعيش في فلم درامي..
كان اسم دريد اول أسم لمع في مخيلتي عندما ادركت ان عليّ اصطحاب الفتاة على المستشفى ..أنه زميل الإعدادية وقد أصبح طبيب في مستشفى اليرموك وما زلت على اتصال به .
كان أنسب شخص يمكن الوثوق به والاعتماد عليه وما هي برهة حتى حملت تلك الفتاة المجهولة إلى سيارتي محاولة مني لانتشالها من وضعها المزري..لم ألقي أي صعوبة في حملها بذراعي القويين ..ربما كان وزنها خفيف جدا أو أني اعتدت على حمل أوزان ثقيلة من خلال حمل للحديد في صالة بناء الأجسام فاستهنت بوزنها.
بخطى سريعة توجهت نحو سيارتي ..فتحت الباب خلف المقود وممدتها على كنبة السيارة ..أغلقت الباب بهمة وعدت إلى ذلك السلف من جديد ..وضعته بشكل جيد .. أدرت المفتاح ..وأخيرا اشتغلت ..أغلقت باب المحرك وعدت إلى المقود من جديد، لكن مازالت تلك البومة كما هي ، تراقبني بعينها الكبيرتين وأنا أنطلق بسيارتي إلى المستشفى التي تبعد مسافة نصف ساعة عن شقتي حيث التلفاز الذي كان من المفترض أن اجلس أمامه وأشاهد المباراة كأي شخص أخر.
مضى الوقت ببطء رغم شعور القلق الذي بدء يكبر مع كل دقيقة تموت لتحي دقيقة أخرى، كنت أجهل مصير تلك الفتاة النائمة في سيارتي..هل هي تنازع الموت أم ماتت ..ربما كنت متشائم ..وأظن هذا نتيجة الخوف مما ينتظرني .
رفعت سماعة هاتف المحمول عند أول إشارة مرورية للتوقف ..بحثت عن أسم دريد في سجل الأسماء ..أجريت الاتصال ..كان يرن لكنه لا يجيب..أعدت المحاولة مرة أخرى ..لكن ليس من هناك مجيب ..وفجأة ظهر في انعكاس المرأة الأمامية ..شيء أزرق كزرقة بحر عميق ..لم يكن مصباح بل كانت عينين تتلالاين بشدة ..استدرت إلى الخلف حيث الفتاة..لم تكن نائمة أو فاقدة الوعي..بل كانت جالسة تنظر نحوي بعينين زرقاوتين وملامح هادئة ..لا اعلم متى استعادت وعيها و نهضت، كان انشغالي بالهاتف منعني من الملاحظة، لكن حمدت لله...أنها ما تزال على قيد الحياة..
-" هل أنت بخير ؟" ..سألتها بصوت حماسي متسرع للجواب ..لكنها لم تقل شيء بل أكتفت بإيماءة رأسها إلى الأعلى والأسفل..إماءه تشير إنها بخير..ربما هي خرساء " الحمد لله .. لم يتبقى إلا وقت قصير ونصل إلى المستشفى "..اضفتها مظهرا شيء من ابتسامة خفيفة إلى وجهي.. لكنها ما زالت محتفظة بهدوء ملامحها الرائعة حتى تفاجئت بإيماءة أخرى تحرك وجهها إلى اليمين والشمال ،كأنها تريد أن تخبرني أن لا أكمل طريقي !
-" هل أنت متأكدة إنك بخير ..ولست بحاجة إلي الذهاب إلى المستشفى؟"..تمنيت أن تقول نعم..فربما لن أجد دريد ..عندها أقع في مشاكل في غنى عنها ...المهم إنها أماءت بالثبات .... ..كان الجواب نعم ...شيء رائع !
-" لكني أظن من الأفضل أن يراك طبيب فقد كنت فاقدة الوعي "..قلتها و صوتي يمتلأ شيء من التهويل المصطنع ، لكنها تبسمت بشكل مدهش جعلتني أشعر أن فكري تشتت بشكل عجيب .. فقدت تركيزي لبرهة وأنا أقرء في إماءه أخرى أظهرتها ..إماءه النفي..إنها لا تريد أن أذهب بها إلى المستشفى..اختيار لصالحي !
-"حسنا ، أذن دعيني أوصلك إلى منزلك..أين يقع ؟" ..سألتها وقد بدأت بعض السيارات بالانطلاق ..فقد أصبحت إشارة المرور خضراء ..ألتفت من جديد إلى المقود قدت السيارة لثواني بسيطة ثم توقفت على جانب الطريق..لابد من معرفة أين تسكن..أطفت محرك السيارة ثم عدت ألتفت إليها من جديد، بعد أن أخرجت ورقة وقلم من محفظة أوراقي.
-" حسنا ...أكتبي لي عنوان منزلك وسأوصلك إليه إن شاء الله " إنها لا تتكلم ولكن لديها يد جميلة يمكن أن تكتب بها العنوان .
تناولت الورقة والقلم وعلى ملامح وجهها تساؤل محير ..تمعنت إلى الورقة جيدا..ولبرهة شعرت إنها تفكر بعمق ماذا تفعل ..فكانت المفاجئة إنها لا تعرف الكتابة..والكارثة إنها لا تعرف كيف تمسك القلم الذي ضمته براحة كفها كالطفل الذي يضم حلوى بيديه!
عادت تنظر إلي وحيرة كبيرة ظهرت على ملامح وجهها الذي وجدت صعوبة في ملئ رئتي بالأوكسجين وأنا أتأمله ..بدت هادئة الملامح رغم الحيرة التي ظهرتها .
-" ألا تعرفين الكتابة ؟" ..سألتها وقد ازدادت دهشتي إنها تومئ بالإثبات ..إنها لا تعرف الكتابة..فكرة مؤلمة كيف لهذا الملاك الرائع أن يكون أمي بهذا الشكل إضافة إلى إنها بكماء..كيف لها العيش في حياة لا يمكن أن تعبر عن حاجة ما ترغب بها أو قول شيء ما لأحد وهي لا يمكن أن تتكلم أو تكتب..أعلم أن هناك لغة الإشارة ولكنها لا تكفي التعامل مع الأشخاص الطبيعيين..كان عليها أو على والديها إلحاقها بالمدرسة...والدين عديمي المسؤولية !
-"حسنا ...لا أسمك ..ولا عنوانك ..والوقت يمضي وربما أهلك جدا قلقون عليك ..كيف يمكن أن نصل إليهم ؟؟" سألتها بينما تنظر إلى الورقة من جديد ..حتى خيل لي أنها تمنت لو تجيد الكتابة..وما هي لحظات حتى تركت ما في يدها وهمت الاقتراب بجلستها إلى باب السيارة، دفعتها كأنها تريد فتحها والخروج وهي جاهلة كيف يمكن هذا ! .
وما أن لامست يدها عتلة الباب حتى حركتها بفوضى ففتحت الباب على أثرها ..قفزت خارجا بخفة والاستغراب من تصرفها يملأني ..هل شعرت بالخوف مني ! ..أنا لم أفعل شيء غير تقديم مساعدة ..كانت الحيرة أطبقت علي جاعلة مني كالمشلول لا حراك متأملا خروجها المفاجئ...وفجأة لمعت في مخيلتي فكرة أن تكون هذه الفتاة هاربة من أهلها، وليست مفقودة كما ظننت وإلا ما سبب وجودها تحت الشجرة فاقدة الوعي .. ربما تكذب بخصوص الكتابة وأيضا الكلام..ربما هي إنسانة طبيعية لكنها تفعل هذا لتتخلص من السؤال و الجواب.
عدت أنظر باتجاهها كانت تسير بخطى بطيئة ...تائهة ...حافية القدمين على جانب الطريق..وقد ابتل ثوبها الأبيض الطويل بإمطار كانون الثاني، غير إن الهواء أخذ يتلاعب به رغم بساطته..فقد كان بحجم أكبر عن حجم جسدها الرشيق ..بدء عليها مترهل ذو أكمام عريضة..ولكن ألا تشعر بالبرد ! .. .مسكينة هي ..كان علي تقديم العون بشكل أفضل ..كان يمكن أن تقدم على الانتحار أو ربما تقع فريسة أناس أشرار.
ترجلت من السيارة بسرعة وتوجهت نحوها قائلا بتصميم
-" هيا اركبي السيارة ..وثقي بي ..أنا لن أوذيك ..كل ما أريده هو تقديم العون " ..
نظرت إلى وجهي بامعان، كان المطر بلل وجهها الذي استطعت تمعنه اكثر ..كانت بملامح عجيبة ..فهي جميلة لكن جمالها من نوع مختلف ..جمال من النوع القاسي الذي يدخلك احساس الرهبة وقد تتردد في مخيلتك فكرة الابتعاد عنه او حتى الفرار!
أما شعرها فقد بدء اكثر عجبا بلونه الأبيض غير إن طوله فيه جاذبية كبيرة وأزداد مع بلله..كانت بما تبدو عليه كما لو إنها منحوتة رخامية بيضاء .
لم يسبق لحياتي أن شاهدت بشرية بهذا القدر الكبير من الفتنة وتحمل في ذات الوقت احساس يدخل الرهبة عند رؤيته.
فجأة جاء عصف كبير من الهواء البارد ليطلق شعرها الأبيض الطويل نحو الأمام ..نحوي ...فتلامس خصاله وجهي المتسمر أمامها.. حينها شعرت إني لست في عالم حقيقي بل عالم أخر!
كنت أقف أمام بحر تتلاطم أمواجه بأنسابية هادئة، وأنا أمعن إلى خيوط فجر تشق طريقا في سماء توشك شمسها على الشروق ..كان منظر رائع ، يدخل في القلب شعور التأمل بصفاء.
وفجأة اختفى كل شيء كأنه ومضة من مشهد سينمائي عشته لحظات!
كانت الفتاة ما تزال تقف وفي عينيها تساؤلات..ربما هي مندهشة مثلي ..هل شاهدت ما شهدت قبل لحظات !
-" ما كان هذا! " .
لم تجب لكن ملامح وجهها أظهرت استغرابا بتقطيبه حاجبيها الرفيعين !.
لا أسم ..لا عنوان..وما الذي حصل لها لتكون بهذا الحال ثم مشهد عجيب..كلها أسئلة حاولت الإطباق علي لكن لم أدعها تهزمني ..فالمهم كان كيف أقدم لها العون وهي بحال مزري .
" لم لا تأخذين قسط من الراحة في شقتي ! ..أعدك لن يصيبك مكروها".
قلتها بعد أن نويت اصطحابها إلى شقتي حتى أجد طريقة مناسبة لمساعدتها ولا أنكر القلق الذي أقتحم قلبي من فكرة ان نكون معا منفردين تحت سقف واحد!




عيون الرشا غير متواجد حالياً  
قديم 06-03-19, 11:00 AM   #22

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اكيد الفضول والتشويق اصبحوا الان فووووووول
طبعا لايمكن ان يكون صاحب المذكرات استاذ علم الاحياء والحاصل على الماجستير هو نفسه المهندس المعماري الان

هل هو تناسخ ارواح مثلا ؟؟

كل الاشارات الان تدل ان الروايه خياليه

ويمكن لانك مختفيه من سنوات رشا لاتعلمي ان المنتدى الان به اقسام كثيره وبتخصصات مختلفه والروايات الخياليه تنقل لقسم الخيال

لكن اعترف اني ساغمض عيني عن صلاحياتي وانتظر لااعرف التالي ,,,, من يدري قد تنقلب الامور وتتغير ويصبح مجرد حلم او شيء ممكن حصوله في الواقع

لان لايمكن ان انكر اننا سمعنا حكايات عن ارواح او منازل مسكونه يعني العالم فيه غرائب تحدث بالواقع

وقسم الخيال خاص بالروايات الفنتازيا التي لاتمت للواقع بصله

سؤال جانبي يعني استاذ بالجامعه المستنصريه مالكه شقه يعيش بها الا بالصوب الثاني وجماله بعد ابعد من مستشفى اليرموك ... يعني كانه ساكن بغير محافظه

مو يمه شارع فلسطين ومناطق كثيره اقرب له خصوصا انه واضح عليه يسكن لوحده يعني ليس في بيت الاهل




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 06-03-19, 05:23 PM   #23

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

هو كده الفصل خلص ولا ايه ؟!!
متشوقة جدا للي جاي


Riham** غير متواجد حالياً  
قديم 08-03-19, 06:52 PM   #24

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
اكيد الفضول والتشويق اصبحوا الان فووووووول
طبعا لايمكن ان يكون صاحب المذكرات استاذ علم الاحياء والحاصل على الماجستير هو نفسه المهندس المعماري الان

هل هو تناسخ ارواح مثلا ؟؟

كل الاشارات الان تدل ان الروايه خياليه

ويمكن لانك مختفيه من سنوات رشا لاتعلمي ان المنتدى الان به اقسام كثيره وبتخصصات مختلفه والروايات الخياليه تنقل لقسم الخيال

لكن اعترف اني ساغمض عيني عن صلاحياتي وانتظر لااعرف التالي ,,,, من يدري قد تنقلب الامور وتتغير ويصبح مجرد حلم او شيء ممكن حصوله في الواقع

لان لايمكن ان انكر اننا سمعنا حكايات عن ارواح او منازل مسكونه يعني العالم فيه غرائب تحدث بالواقع

وقسم الخيال خاص بالروايات الفنتازيا التي لاتمت للواقع بصله

سؤال جانبي يعني استاذ بالجامعه المستنصريه مالكه شقه يعيش بها الا بالصوب الثاني وجماله بعد ابعد من مستشفى اليرموك ... يعني كانه ساكن بغير محافظه

مو يمه شارع فلسطين ومناطق كثيره اقرب له خصوصا انه واضح عليه يسكن لوحده يعني ليس في بيت الاهل


اهلا ام سوسو..
اتفق معك.. كان على بابل ان يعيش في شارع فلسطين، لكن يمكن لغلاء الاسعار يلعب دور بالموضوع.. فمن يدرس الماجستير وله رغبة في اكملها بالدكتورا عليه توفير المال.
تحياتي


عيون الرشا غير متواجد حالياً  
قديم 08-03-19, 06:55 PM   #25

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة riham** مشاهدة المشاركة
هو كده الفصل خلص ولا ايه ؟!!
متشوقة جدا للي جاي
لك ولجميع المتابعين الفصل الذي يليه.

تحياتي


عيون الرشا غير متواجد حالياً  
قديم 08-03-19, 06:56 PM   #26

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

فتاة في بيتي

حين وصلت إلى العمارة حيث شقتي في الطابق الثالث، كان الشارع هادى غير أزيز الرعد المدوي في السماء برفقة زميله صاحب السياط..البرق ..كان الجو باردا. ملابسي الرطبة من أثري وقوفي تحت المطر لعدة دقائق أشعرت جسدي بحاجة إلى الكابتشينو الساخن ..ذلك الشراب الرائع الذي يملى الجسد بدفء جميل ، كما لو انه موصل حرارة يتوزع في عروقه وصولا إلى العضلات جاعلا منها تسترخي بهدوء ..لكن ما أثأر استغرابي هدوء تلك الفتاة الجالسة بجانبي ، كانت تحدق إلى الأمام مستغرقة التفكير طوال الطريق دون أي التفاتة تذكر.
كان لهدوء الشارع وتسمر الناس أمام شاشة التلفاز لمشاهدة المباراة خدمني كثيرا ..فمجرد فكرة أن يراني شخص ما برفقة فتاة تصعد إلى شقتي ، أمر يثير الشكوك حولي ويبدأ القيل والقال ..خاصة صاحب أفران الخبز..ذلك الرجل المسن (خزعل ) الذي أشاهده في خروجي ودخولي للعمارة كأنه يرقبني ويراقب المارة بعينيه الجاحظتين ..من حسن حظي في تلك اللحظة أنه لم يكن جالس في كرسي إعتاد وضعه خارج واجهة أفرانه..فقد أصابه الزكام منذ مساء أمس، ليعفيه عن التلصص .
-"لقد وصلنا " .قلتها وأنا أطفئ محرك السيارة بعد إيقافها قرب مدخل العمارة ..كان جواب الفتاة الصمت وهي ما تزال محدقة نحو الأمام .
" هل إنتِ بخير ؟ " سألتها ممعنا التفاتتها الهادئة نحوي وقد ارتسمت على وجنتيها ابتسامة خفيفة..لم تبدو حينها قلقة أو خائفة !
حركت عتلة باب السيارة ليفتح بهدوء وخرجت ..يبدو أنها نجحت هذه المرة في معرفة كيف يفتح !
ترجلت غالقا الباب في حين كانت هي تقف بشموخ رغم هندامها البالي!
اقتربت منها وأغلقت الباب الذي كان من المفترض ان تغلقه هي ..لكن لا بأس..أحكمت غلق أبواب السيارة بالتحكم عن البعد..وأشرت إليها إلى باب العمارة قائلا " هيا بنا ..الشقة في الطابق الثالث " .
بدأت تسير بمحاذاتي وهي تتلفت إلى ما حولها وكأنها تستكشف المكان .
وصلنا إلى شقتي عبر السلالم ولم أفكر في المصعد..بل أني لم أفكر فيه حتى..فقد تظاهرت بتجاهله مع الأيام ..فأنا أعاني من فوبيا الأماكن المغلقة ..ومجرد وجودي في مصعد يعني اضطرابا ، قلقا وفزعا كبيرا يشل أوصالي.
دخلت الشقة وفي عينيها تفحص مما حولها من الأشياء..الكنبات الزرقاء التي احتلت مقدمة الشقة وتلك التحفة الزجاجية على شكل فيل يحتل مركز منضدة صاجية..أشعلت جهاز التدفئة المعلق على الجدار ملتفتا إلى ملابسها الرثة الرطبة.
-" تفضلي بالجلوس .." قلتها مشيرا إلى الكنبة " ...حسنا أنتِ بحاجة إلى هندام جديد .." أضفتها مفكرا لو إني احتفظت بهندام واحد من هندام إحدى شقيقتي بعد هجرتهما برفقة والداي إلى لندن قبل أربعة أعوام ..فتحت خزانتي باحثا عن هندام يناسبها.. يناسب جسدها الرشيق.. قلبت عدة ملابس ولم أجد غير بلوزة صفراء كانت قد أهداتها لي والدتي الشتاء السابق وكانت ضيقة، لكنها تبدو مناسبة بعض الشيء للضيفة.. بحثت عن سروال مناسب..فليس لدي تنوره بالتأكيد...وجدت واحد اسود يمكن طي أكمامه فيكون مناسبة أيضا.
عندما عدت لها، كانت جالسة على الكنبة محدقة النظر إلى لوحة كانت معلقة قبالته..لوحة هاتجيت للرسام بوريس فاليو..سيدة عليها إمارة الشباب والهيبة ، تناهز الثلاثين ، ترتدي هندام لافت بمفاتنها ، تحمل في إحدى يديها كأس والأخر مسدس يتطاير منه دخان لعيار ناري وقرب حذاءها الأسود اللامع تهالك جسدي رجلين يحملان مسدس وكأن صراع كان بينهما، لتكون هذه النهاية المأساوية لهما ، في حين كانت تلك سيدة تحتفظ بنظراتها الثاقبة وملامحها الهادئة على بشرتها البرونزية ..بالتأكيد ليست لوحة أصليه لكنها نسخة قد أهداها لي ابن عمي مجدي بمناسبة نيلي شهادة الماجستير.
" حسنا ..أنه ليس بقياسك لكن أظنه الأنسب لك حاليا..هل أعجبتك اللوحة ؟ " ..سألتها مناولا إياها الهندام الذي اخترته..وبدورها تناولته دون أن تجيب بكلمة..أقصد دون أن تومئ باشارة ...فمن الصعب تقبل أن تكون هذه الفتاة الحسناء بكماء.
" حسنا ..يمكنك أخذ حمام ساخن وتغير ملابسك..أنه من هنا ؟ " قلتها شاعرا بشيء من الاضطراب يجتاح جسدي..فتاة في حمامي ..يا لها من وسوسة شيطان لعين..رافقتني بهدوء إلى الحمام ..ألقيت عليها محاضرة بسيطة عن كيفية فتحه ..فقد خيل لي إنها لا تعرف هذا كما لم تعرف كيفيه فتح باب السيارة...خرجت وأغلقت الباب خلفي ..كانت الساعة تشير إلى الثالثة والربع ..المباراة على نهايتها ربما..لكن المباراة بين شيطاني وضميري قد بدأت.
ذهبت إلى غرفتي ..غيرت هندامي بسرعة ..اتجهت إلى المطبخ الذي يجاور الحمام ..كان صوت المياه المتساقطة من ( الدوش ) تصدر صدى كبير في تفكيري ..إنها عارية تحت المياه ..ذلك الجسد الناعم ..والشعر الطويل..و ..و ..كثيرا هو حرف الواو الذي بدء يتردد بشكل نقطة تلي الأخرى ، يجلبها الوسواس الذي حاولت أسكته بتشغيل التلفاز وتعليه صوته حتى استطعت سماع صوت معلق المباراة وأنا في المطبخ ..أخرجت أربعة قطع من(البيف بركر) ..قمت بقليه متحسسا نار الطباخ وفكرة نار جهنم كيف لها كي جسدي وتحمصه بشكل رهيب إذا ما زلت نفسي بخطيئة مع تلك الفتاة الذي لا يفصلني عنها غير باب خشبي لم تقفله هي بمزلاجه.
كانت دقائق عصيبة ..صعبة للغاية ..لكني وجدت مفرا منها بإشغال نفسي مع طبخ الطعام ..كان صوت الجوع يقرقر في بطني ....أستغرق الأمر خمس عشرة دقيقة لأنتهي من إعداد المائدة..أما هي فلم تخرج بعد .
حقا أن الفتيات يحتاجون إلى وقت طويل في الحمام.. خاصة هي مع شعرها الطويل الغريب بلونه..أذكر كيف كنت أتشاجر مع شقيقتي في الصغر من أجل دخول الحمام أولا..كنت دوما أدعي بإستغرق وقت أقل منهن ..وكانت هذه نقطة لصالحي ..انتظرت خمس دقائق أخرى لعلها أنهت حمامها..لكن ...لا شيء..اقتربت الباب لأناديها ولكن بأي أسم ؟
طرقت الباب ثم قلت
-"ألم تنتهي بعد ! ..إن الطعام جاهز..لابد إنك جائعة ..بالمناسبة يمكنك استخدام المنشفة المعلقة إنها نظيفة "..لكن لا شيء تغير ..كانت المياه ما زالت على هديرها دون تغير في سيمفونيته ..رجعت إلى المائدة ..كان الجوع بدء يتأكلني والطعام البارد ليس مفضلا لدي .. صنعت سندويش بسرعة وتسمرت أمام شاشة التلفاز لمشاهدة المباراة لعلي أشغل تفكيري عن الوسواس الذي بدء يرافقني مع كل ثانية تمر ..انتهيت من سندويش واحد وبدئت بالثاني ..ثم أكملته مع قنينة مشروب غازي ..حتى بدء الشوط الإضافي والنتيجة 1-2 لصالح الريال ....نظرت إلى الساعة مستنتجا إن الفتاة مضى عليها نصف ساعة في الحمام..الأمر بدءا يتحول من وسوسة إلى قلق..هل يمكن إن تؤذي نفسها !..وفجأة ملأت شفرة الحلاقة مخيلتي ..هل يمكن أن تقدم على عمل مجنون !..هل يمكن أن تنتحر !!...قفزت بسرعة متجها إلى الحمام مرة أخرى ..
" ألم تنتهي بعد ! .." سألتها طارقا الباب بشيء من القوة, لكنها لم تقترب حتى لتريني وجهها لأقرأ إماءه منها تجيب بها سؤالي أو تغلق صنبور المياه لتشير لي بشيء..انتظرت لبرهة ..لكن لا شيء ..وكأني أحدث نفسي !
مسدت جبيني لعلي أهتدي إلى طريقة يمكن قتل الفكرة المجنونة ..فكرة إنها قد تؤذي نفسها ..عندها لم أجد غير أن أدخل الحمام ..إنها الطريقة الوحيدة لاكتشاف ما يحدث.
تنفست بعمق محاولا تخفيف الاضطراب الذي اجتاحني لأخرج منه منتصرا بفكرة القلق ليس على هذه المسكينة التي لا حول لها ولا قوة..بل على نفسي أن أصابها مكروه..قد أقضي حياتي وراء قضبان صدئة لأني قدمت مساعدة لمن لا يستحقها.
صرخت " أسمعي جيدا ..إذا لم تغلقي صنبور المياه حالا سأضطر لدخول الحمام ".. مرة أخرى .. لا شيء..عندها لم أجد حلا أخر.
فتحت الباب ببطء فأندفع بخار الماء الساخن في وجهي ، حاجبا شيء من الرؤيا ..وما هي ثانية حتى وقعت عيناي باتجاه الدوش، لم أجدها واقفة ، بل جالسة على الأرض متكورة على نفسها وقد احتضنت وجهها بين ساقيها بحيث يكون شعرها يغطي كامل جسدها العاري!
" يا ألهي..هل أنتي بخير " قلتها مسرعا نحو المنشفة ..أغلقت صنبور المياه ثم أحطت المنشفة على ظهرها..لففتها جيدا عليها وهي ما تزال على جلستها " ما الذي يحدث لك بحق السماء !"
رفعت رأسها لأرى وجهها ..كان بدر يتلألأ بحزن صامت ..كانت قطرات المياة تنحدر من أعلى راسها بسلاسة مدهشة ..كانت جميلة بقدر يصعب وصفها ..تسمرت كالأبلة أنظر إليها لثانية ثم تلعثمت قائلا
-" أسمعيني جيدا ..كل شيء سيكون بخير ..اطمئني ..كل مشكلة لها حل..فكري بهذا فقط ..واعتمدي على الله وعلي ..أعدك سأبذل قصار جهدي في تقديم العون..والآن هيا لننهض ".
لم أجد نفسي إلا وأنا أمد ذراعي لحملها عن الأرض المبللة ومن حسن الحظ أن منشفتي البيضاء كانت كبيرة تغطي معظم جسدها غير ساقيها الفارعتين الرائعتين..حملتها دون أن يتلامس جلدينا معا ...أخرجتها من الحمام وأجلستها على الكنبة القريبة من المدفئة .
أسرعت وملأت أبريق الشاي بالماء لغرض صنع حليب ساخن لها ..أخرجت الهندام المفترض أن ترتديه وبدأت أملي عليها ملاحظاتي في كيفيه ارتداءه..ولولا شكلها البشري لأيقنت إنها قادمة من كوكب أخر.
-" انظري إلي ..أنظري كيف أرتدي هندامي..أرتدي هذا البلوزة بهذا الشكل والسروال بهذا الشكل " ..عدت من جديد إلى المطبخ ..صنعت كوبا من الحليب..وعدت به إلى الصالة كانت هي قد ارتدت الهندام كما أشرت لها..حاولت كتم ضحكة تشاطرت على الظهور لما بدت الفتاة من مظهر مضحك ..تناولت مني كوب الحليب وبدئت تأخذ رشفة بعد الأخر بهدوء محدقة نحو سجادة الصالة..كانت تبدو كطفلة..ومن هذا الموقف ترسخت في مخيلتي إنها كذلك طفله لا أكثر ..طفلة بحاجة إلى رعاية واهتمام خاصين ..طفلة متقمصة جسد أخر ..جسد فتاة مليء بمفاتن أنوثة رائعة..أنوثة أحاول تجاهلها لأصل إلى تلك الطفلة بداخلها .


عيون الرشا غير متواجد حالياً  
قديم 08-03-19, 07:26 PM   #27

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد والجوري... عزيزتي ارجو منك ترقيم مشاركاتك انا رقمت مشاركتك على انها الفصل الثاني من الكتاب الثاني ولكن اذا الترقيم خطأ ارجو منك تنبيهي حتى يتم التعديل واخباري ماهو ترقيم هذه المشاركة؟...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 08-03-19, 09:59 PM   #28

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

انا مش عايزة اخمن اي حاجة الحقيقة وعاجبني سير الاحداث بس ليا تعقيبين مش بخصوص القصة كفكرة او كاسلوب انما بخصوص طول الفصل لانه قصير جدا جدا كانه مشهد مش فصل مكتمل
ثانيا لو مفيهاش تعب ممكن في اخر الفصول تكتبي انتهى الفصل علشان بقعد اعمل ريفرش للصفحة علشان مش ببقى عارفة نهاية الفصل فين
وشكرا 💓


Riham** غير متواجد حالياً  
قديم 08-03-19, 10:01 PM   #29

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء الورد والجوري... عزيزتي ارجو منك ترقيم مشاركاتك انا رقمت مشاركتك على انها الفصل الثاني من الكتاب الثاني ولكن اذا الترقيم خطأ ارجو منك تنبيهي حتى يتم التعديل واخباري ماهو ترقيم هذه المشاركة؟...
صورة البروفايل بتاعتك علامة مميزة عندي لانها بتشبه غلاف قصة عينان قاتلتان 💕


Riham** غير متواجد حالياً  
قديم 11-03-19, 10:26 PM   #30

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء الورد والجوري... عزيزتي ارجو منك ترقيم مشاركاتك انا رقمت مشاركتك على انها الفصل الثاني من الكتاب الثاني ولكن اذا الترقيم خطأ ارجو منك تنبيهي حتى يتم التعديل واخباري ماهو ترقيم هذه المشاركة؟...
عاشت ايديك على الترقيم.
وسابدا من الان وصاعدا على ترقيم الفصول.
تحياتي


عيون الرشا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.