آخر 10 مشاركات
234 - ستيفاني - ديبي ماكومبر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          واقعة تحت سحره (126) للكاتبة: Lynne Graham (الجزء 3 من سلسلة العرائس الحوامل) *كاملة* (الكاتـب : princess star - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          من خلف الأقنعة (100) للكاتبة: Annie West *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماهي أجمل قصة؟!
الجود +سلمان 5 50.00%
شوق+فهد 4 40.00%
غلا+بدر 1 10.00%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 10. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-19, 09:38 PM   #91

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اللهم صلي سلم على سيدنا محمد....




الفصل الــ ١٦

((فاختفيت))


.
.
.



بعد أن أنتهى وقت الدراسة... انصرف الجميع إلى منازلهم....متعبين... يبحثون عن أسرتهم.... ليأخذوا قسطاً من الراحة...

دخلتُ المنزل بفرح....هذه المرة الأولى التي أحصل فيها على الدرجة النهائية....منذ و أن انتقلت...ازددن درجاتي..لأنني سئمت ومللت...فقررت أن أجتهد...فلن ينفعني بعدها سوى شهادتي..وحتى لو انضممت لقائمة الباحثين عن عمل...لا يهم..سأفتح مشروعاً تجاريا....اممم ربما سيكون مطعماً..سأسميه مطعم الجود..ابتسمت لفكرتي..يبدو بأنني جائعة...لهذا أفكر في المطعم.. والطعام..رأيت الخادمة ثم قلت في نفسي.." من الجيد أن سلمان أبقاها معي"

"سلمان هنا؟!"

"لا"

"الغداء جاهز؟!"

"نعم"

"سأغير ملابسي...وأنت ضعيه في الطبق"

وصعدت إلى الأعلى..دلفت غرفتي الواسعة رأيت كأس الزجاج الذي تركته عند المنضدة قبل أسبوع تقريباً..كان ممتلئاً بالماء..اتجهت نحو الدولاب وأخرجت لي بنطال جينز وقميصاً أسوداً ودخلت إلى الحمام لأستحم.... بعد ساعة... خرجت وأخذت كأس الماء ذاك وقررت أن أرجعه بنفسي للمطبخ... تكاسلت في سكب الماء في الحمام... فنزلت من الدرج بنشاط لا أعلم من أين أتاني.. ولكني منذ أن علمت درجتي في الإختبار شعرت بالفرح يغمرني.... وأنا أنزل بسرعة... اهتز كوب الزجاج في يدي فسُكِب نصف الماء الموجود على الدرجات... لم أكترث لأنه سيجف من تلقاء نفسه... دخلت غرفة الطعام وأنا أتضور جوعاً...جلست على مقعدي ومددت يدي لأتناول الملعقة... فقاطعتني الخادمة قائلة...

_السيد سيصل الآن لقد اتصل وقال بأن تنتظرينه إلى حين مجيئه

_أنا جائعة لا أستطيع انتظار ذاك العجوز..
مددت يدي وتناولت كأس الماء وشربته بأكمله...

سمعتُ صوت الباب يفتح... فخرجت.. لأرى أن سلمان قد وصل... كان وجهه شاحب اللون... وعمامته يضعها على كتفه... وقد فتح زر ثوبه....

قلت بعجلة" بسرعة أيها العجوز...غير ملابسك...أنا أتضور جوعاً"

قال بتعب"السلام عليكم"

قلت بملل"وعليكم السلام"

قال" توقعت أنكِ لن تنتظريني "

لم أتكلم فابتسمت وعدت لأجلس على مقعدي لأتأمل الطعام....
صعد سلمان السلالم...واتجه نحو غرفة النوم... فدلفها وهو يشعر بالدوار... أخرج له ثوب خفيف واستحم ليخفف عنه الصداع والإرهاق... ولكنه ازداد... أحس بأنه مخنوق...أدويته أهملها هذه الفترة بسبب تراكم أشغاله... أحس بأنه مقصر في حق زوجاته... فقد أصبح يتردد على بيت الجود أكثر من بيوتهن... نزل من الدرج

رؤيته بدأت تتشوش...المكان أصبح ملماً بالضباب وهو ينزل فجأة..... انزلقت قدميه إثر تلك المياه التي سكبتها الجود من غير قصد.... فقد توازنه... فسقط وتدحرج جسده الضعيف والضخم على تلك الدرجات الطويلة... اصطدم بها بعنف حتى شقت رأسه فانفجرت الدماء منه.... صرخ من الألم الذي كساه... وصل لآخر درجة وسقط في بركة من دماءه فاقداً لوعيه....سمعنا أنا والخادمة صرخته فخرجنا مسرعتان فاتسعت حدقتا أعيننا عندما رأينا منظره المريع...
كان... غارقاً في بركة من دماءه... ووجهه تملأه الكدمات.... الخادمة شهقت ووضعت يدها على فمها... أما أنا اقتربت منه ببطئ وصدمة في نفس الوقت... جلست بجانبه فتلطخت بدماءه هززت جسده الضعيف برفق وقلت بصدمة وعدم استيعاب لما حصل.. اقشعر جسدي وقلت برجفة سرت في كامل جسدي....

_سـ.. سلـ ـمان؟!

الخادمة بسرعة" اتصلي بالإسعاف..بسرعة"

استفقت من صدمتي أخيراً ...وقلت...

_لا أملك هاتفاً

الخادمة أخرجت هاتفها من جيبها وبسرعة أعطتني هاتفها...
ما إن استلمته...فوراً اتصلت بالإسعاف وقد علموا ماحصل مني بعد عناء.. أخبروني بأنهم يريدون وصفاً للمنزل ولكن ياللمصيبة فأنا لاأحفظ موقع المنزل أخبرتهم بأنني لا أعرف...حتى اسم المنطقة التي أسكنها...فأخبروني بأنهم عاجزون على مساعدتي... صرخت في وجههم..." سيموت إن لم تسرعوا يالبرود أعصابكم".... وحاولت ولكنهم ببرودة دم.... أغلقوا الخط في وجهي... بكيت....ماذا علي أن أفعل...مالذي يتوجب علي فعله ...اقتربت منه ...ورششته بالماء قليلاً ولكنه لم يستفق....

هززته بقوة وصرخت"سلمان انهض...لا تمت... أرجوك لا تمت...سلمان"

الخادمة خرجت مسرعة من المنزل وأوقفت أول سيارة تمر على الطريق وأخبرتهم باللذي حصل وعلى الفور نقلوا سلمان إلى المشفى....
..
..كنت أنظر إلى الغرفة وأنا أقضم أظافري بتوتر ودموعي لم تتوقف ثانية.... لا أريده أن يموت... صحيح أنني أكرهه... لكن.. لكن لا أريد أحداً أعرفه أن يموت... لا أحتمل....قلبي لا يحتمل صدمات أكبر... ياااارب... يااارب عافه وأطل بعمره... يارب... كنت أبكي ولا أحد بجواري يهدئ من روعي... ولكن كنت أعلم بأنه لن يفيدني في ذلك الوقت سوى الدعاء...

خرج الطبيب ونظر إلي...ثم قال " أنتِ من عائلته؟!"

أومأت رأسي بنعم وأنا أضع يدي على قلبي وقبل أن يتكلم وضعت أصبعاي في أذناي وقلت بترجي ومن بين دموعي". لا تقل شيئاً"

نظر إلي بحيرة.. ماذا يجب عليه فعله...

قلت والدموع قد أغرقت عيناي"هو لم يمت صحيح؟!..لم يمت"

الطبيب أومأ رأسه بأسف وقال"كان الله في عونك.....البقاء لله...لقد توفى لم نستطع إنقاذه.....الله ييسر عليك مصيبتك"

.. وذهب... ذهب ولن يعود ليبشرني بأن سلمان زوجي...مازال على قيد الحياة.....غصة...شعرت بغصة الفقد للمرة المليون....شعرت بمرارة الفراق للمرة الترليون....ارتجفت أطرافي...ارتجفت شفتاي وقلت بصوت متهدج لم يستوعب مايحدث"مـ..ممـــــــات؟!.."

لم تحملني قدماي فجلست وكلمات الطبيب تتردد على مسامعي... وكأنها مقطوعة موسيقية حزينة....هل حقاً مات؟!... أحسست بأعضائي تتشنج.... والهواء ينعدم... كل شيء بداخلي يصرخ ويقول... كفى... كفى لم أعد احتمل....... لماذا وجدت من الأساس؟!.هل لأتذوق مرارة الفقد والحرمان..... كفى أيتها الدنيا من الصدمات؟!..
..شهقت ووضعت يدي المرتجفة على قلبي..... قلبي.....لا أستطيع ياالله....لماذا كل من أعرفهم أفقدهم...... ليتني أموت...ليتني أنا من مت...
... نظرت للأعلى...أنتِ قاسية ياحياتي...ولن تتغيري...أغمضت عيناي وقبل أن أسقط مغشياً علي التقطتني يدان دافئتان...سألني بخوف عن الذي حل بي...هزتني تلك اليدان لأستعيد وعيي كاملاً....وضحت رؤيتي قليلاً..نظرت للشخص الذي أمسكني...

فقلت بحرقة"قـ..قيس...مـ..مات"

قيس بخوف"من...من الذي مات"

نزلت دموعي وقلت"مات....-شهقت وأمسكت رأسي- مات..-بكيت وقلت بمرارة- ماااات"

قيس بخوف أكبر"من هو....الجود تكلمي؟!."

بكيت بهستيريا وقلت "سلمان...سلمان مات...أأ أنا قلته...هو مات بسببي..-أومأت رأسي نافية بشدة- لاااا..لا.....هو لم يمت...هو...هو...هو لم يمت...هم يكذبون....لا...لا...-صرخت وقلت-هو لم يمت....لم يمت أحد...والدي لم يمت...عمتي لم تمت....-شهقت وأكملت-.أأمي لم تمت....و معاذ لم يمت....سـ سلمان أيضاً لم يمت....أنا من مت-بكيت بحرقة وقلت-قيس أخبرهم..هـ هو..سـ سلمـ....."

قيس أغلق على فمي وهو يحبس عبراته وقال وهو يدعي الصمود"أرجوك كفى يالجود....أنتِ ماذا تهذين؟!... توقفي أرجوكِ"

أبعدت يده وقلت بهمس وانكسار"كلهم...تركوني و..وحدي.... كلهم تركوني أسيرة هذه الدنيا القاسية...تركوني لأرى الجحيم بأم عينه...أخبرهم أني لم أعد أستطيع... أخبرهم بأنني لم أعد أحتمل.."

توقف وهو يراهم أمامه..تحدث باستغراب... وهو لا يرى سوى ظهر الفتاة التي يقف قيس معها."قيس....ماذا تفعل؟!..لقد انتهى وقت التدريب...لقد بحثت عنك..وأنت هنا؟! "

نظر قيس لإياد بحزن شديد....


__________________________________________________ _________________________________



انتشر خبر وفاة "سلمان"....فكان كالصاعقة على الجميع...
أقيم العزاء في منزل أم علي...
دخلت بجمود فنظرت في وجه كل من أعرفهن...أم علي التي كانت تنحب وتلطم وجهها وتصيح ياويلاه....وأم رياض التي كانت تمسك رأسها وتبكي على كتف أم شجون....وأم معاذ التي لا تفعل شيئاً سوى النظر إلى الفراغ....رينا...شجون...عبير.... كلهم هنا...بجانب بعضهم البعض...يواسوون بعضهم البعض..أهلهم يخففون عنهم...ويصبرونهم....وقفت وسط غرفة المعيشة الواسعة..وكأنني أبحث عن شيء....لأتفاجأ من هجوم أم رياض علي...وهي تشد شعري وتبكي....وتقول بصراخ....

"كل هذا بسببك أيتها النحيسة....مالذي أتى بك إلى هنا؟!...أنتِ من سلبته منا وقتلته...أنتِ أيتها الـ......"

تقدمت أم علي مني ودفعتني للخارج"أخرجي من منزلي....لا تريني وجهك مرةً أخرى....أخرجي"

مشيت بهدوء..بقلب متحطم...منكسر...أبحث عن حطامي لألملمه...من بعد عاصفة الصدمات التي هبت بقوة وقسوة لم تترك في داخلي سوى الحطام.....لم تبقي في داخلي سوى الدمار....ابتسمت بسخرية...وفتحت الباب وأغلقته لأنظر إلى أبناء سلمان جميعهم يخرجون من سياراتهم....وكل واحد الله أعلم بحاله...

أقتربوا جميعهم مني ليدخلوا المنزل ليتوجهوا جميعهم إلى المجلس....ولكن علي توقف..فتوقف الجميع وراءه..لأنه كان يقف أمام الباب...

نظر إلي من رأسي إلى أخمص قدمي باحتقار وقال"أنتِ؟!...إحساسي يقول بأنك أنت التي دفعته من الأعلى...فكمية الكره التي بداخلك اتجاه والدي...توصل لأن تقتليه...يا ابنة السكير..أقصد يا ابنة المجرم... "

أمسكته من ياقة ثوبه وقلت بعصبية حاده "إلزم حدودك ياعلي....-ابتسمت بسخرية- هذا اللقب نتشارك به جميعاً...هل نسيت بأن والدك مجرم أيضاً"

باسل بعصبية"الجود....ألا يوجد احترام....تراب قبر والدي لم يجف بعد وأنتِ تتحدثين عنه بهذه الوقاحة؟!"


علي بسخرية"ولهذا أنا متأكد من أنها هي من دفعته"

قلت بحدة وحنق"إذا كان لا يعجبكم أن أتحدث عن والدكم بهذه الطريقة فأنا أيضاً.....-نظرت لعلي وأكملت-أتمنى....أتمنى أنني أنا من دفعته....لآخذ بثأر والدي....ولغيرهم....ولوالد قيس الذي تقولون بأنه متوفي ولكنه....في المشفى....في غيبوبة منذ أعوام...وبسبب من..."

قاطعتني صرخة علي اللذي أمسكني من عضدي"اخرسي...أيتها الكاذبة اللعينة"

قيس بهدوء"أتركها"

علي نظر إليه"تصدقها؟!...تصدق هذه المفترية"

دفعت يده بكل قوتي ونظرت إلى قيس" أنا لا أكذب...سلمان فـ...."

قاطعتني تلك الصفعة القوية التي تلقيتها.....

علي بعصبية" اخرسي أيتها الـ###....اخرسي قبل أن أخرسك... أيتها اللعينة"

إياد بعصبية"يكفي أنت وهي...ماهذه المهزلة....وكأن شيئاً لم يكن....يجب أن نقوم بواجب العزاء....أجلوا هذه المواضيع التافهة....ليس وقتها؟!"

صمت الجميع فدخلوا....وكل من مر بجانبي أعطاني نظرة تقتلني..
لماذا؟....أن لم أقل إلا الحقيقة...أنا لم أخطئ....نظرت يميناً ويساراً.....أين أذهب...أنا لا أعلم أين هو منزلي....أسندت بظهري على الحائط وبكيت بصمت...لقد أصبحت وحدي...الآن جميعهم تركوني..وهذا بسببي...لا بسبب علي...لا أصدق ما يحصل لي....

حل الظلام وما زلت مكاني أبكي...لم يخرح أحداً سوى باسل وعلي ورياض...ولكنهم لم يكترثوا لي....


توقفت سيارة أجرة أمامي فخرج منها شاب يرتدي القميص والبنطال.....أعطى السائق أجره....رحلت سيارة الأجرة....فالتفت للمنزل وحدق به لثواني....أنزل نظره فرآني أضم يدي إلى صدري وأبكي وأنظر إليه...اقترب مني وقال بحزن"الجود...لم أنت في الخارج؟!...أدخلي"

لم أشعر إلا وأنا أرتمي في حضنه وأبكي"فـ فارس....كلهم تركوني...كلهم يكرهوني..يقولون بأنني أنا من قتلته...لقد طردت من المنزل.....لا أعلم..أين أذهب الآن...فارس أرجوك لا تتركني أنت أيضاً....أنا لم أعد أحتمل أكثر....مايحصل لي كثير علي"

فارس تنهد ومسح على رأسي وهو يشعر بالقهر....كيف لهم أن يطردوها..وأن يتهموها بقتله...قال بهدوء"إهدأي يالجود....لن أتركك.....إرضي بقضاء الله وقدره...سؤوصلك إلى المنزل..."


مسحت دموعي وقلت"شكراً فارس....لكنني لا أعلم طريق منزلي..لو كنت أعلم....لكان والدكم الآن حي-شهقت وأكملت- لقد مات بسببي وبسبب غبائي...أنا آسفة...آسفة لم أستطع إنقاذه"

فارس أشفق علي...وتضايق أكثر من ضيقته...هو بحاجة لمن يواسيه ولكنه يجد نفسه الآن يواسيني "الجود لا تقولي هكذا....هذا أجله...انتظريني لحظة"

دخل وبعد فترة خرج ومعه مفتاح سيارة زياد...لقد طلب من زياد أن يصف له طريق منزلي....ركبنا السيارة بهدوء....حرك السيارة....واتجه نحو منزلي...

توقف بعد فترة أمام منزلي....
قلت "شكراً"

فارس"لا داعي للشكر"

نزلت بهدوء وقلت" وداعاً" وأغلقت الباب ودخلت المنزل.....

في هذا الوقت لم أكن أفكر بشيء سوى....منظر سلمان وهو غارق في بركة من دماءه....وجثت والدي التي حبست بداخل الدولاب لشهر كامل... كل شيء من حولي أصبح سواداً....كل شيء أصبح رماداً.....نزلت دموعي واحتضنت نفسي....سأواسيك يانفسي...أنا خسرت كل من أعرفه....حتى....صديقتاي.....خسر� �هما بعد أن انتقلت.....مسحت دموعي....ودلفت غرفتي...

كل شيء غدا كالسراب....
وبات حلم يستحيل تحقيقه....
بات تمني وجودهم مستحيل...
لقد رحلوا الرحيل الأبدي... لذا
يستحيل رجوعهم..
ذكرياتي غلفتها بالسواد...
غلفتها بالحزن..
لقد أصبحت وحيدة...
أسيرة أفكاري السوداوية...
لقد أصبحت مجرد حطام...
من الصعب جمع أشلائه...
الحياة لم تفهم كم هي قاسية بعد....
لم تفهم كم آلمتني...كم عذبتني...
لقد تعبت من أن أفصح لها...
ولكنها لا تفهم...
عندها مللت منها....
ولزمت الصمت...
نعم سأصمت...مع علمي...
بأن الصمت قاتل...



مرت الأيام....كنت دائماً أجلس على السرير وأنظر إلى الأسفل....وأهذي....لا أتحرك أبداً سوى للصلاة...وأعود لأجلس مكاني...وأوقات أشعر بالغثيان..
.أغلب وقتي أقضيه في النوم المبالغ فيه...أو أقضيه في البكاء وعتاب الذات...الضيق والفراغ والحزن لا يفارقاني....أصبحوا هم عنواني في الحياة...وكلما دخلت الخادمة لتخبرني عن موعد الطعام....أصرخ في وجهها...
لاحظت الخادمة حالتي السيئة...سواءً جسدياً أو نفسياً....مرت ذات يوم بجانب غرفتي وهي تنظف فسمعتني أهذي...فاتصلت بـ"علي"....وأخبرته عن حالتي ....
ومن يومها....
اخـــــــــــــتفيت...


__________________________________________________ _________________________________

بعد مرور أربعة شهور....

حملت الحقيبة بيدي ونظرت للساعة الجدارية....أين ذهبتي يالجود
لماذا لم تعودي إلى المدرسة؟!....سألت رينا عنك..ولكنها لا تعلم أيضاً
صحيح على ذكر رينا....فرينا تزوجت قبل شهر...ولكن بدون حفل زفاف....وصلني صوت بدر وهو يحثني على الخروج....
خرجت من المنزل ونظرت إلى ذاك الجدار الذي يفصل بين منزلنا وبين منزل جيراني الهمج...ابتسمت ولحقت بدر....
اليوم سننتقل إلى منزلنا الكبير....لقد تعبت في تصميمه حقاً...
ركبنا السيارة وتوجهنا نحوه وأنا أشعر بسعادة غامرة...

قلت بسعادة"وأخيراً"

بدر ابتسم بسخرية" لقد أجهدتي نفسك فعلاً "

ابتسمت وصمتت...

أوقف السيارة بعد فترة أمام منزلنا الكبير بطابقين وسرداب كبير....
نزلت من السيارة وفتحت باب المنزل... التفت لبدر وقلت...

"بدر... أين مفتاح المنزل؟!"

وصلني صوت بدر"معي... انتظري".... ودخل وهو يحمل حقيبتين بيده...

قلت"سأساعدك"

بدر"لا... لا أحتاج.... ادخلي المنزل أولاً"

فتح باب المنزل... وابتسمت بسعادة عندما نظرت إليه من الداخل وأنا أشعر بالفخر من تصاميمي.... وذهبت لأتفقده للمرة الألف....
وبعدما انتهيت.... دخلت غرفة المعيشة فرأيت بدر جالساً وينظر إلي بسخرية.....

قال"هل انتهيتي؟! "

ابتسمت وقلت"أجل"

بدر ابتسم وقال"تعالي حبيبتي... اقتربي"

اقتربت منه فأخرج من جيبه ظرف وأعطاني بابتسامة"هذه هدية المنزل"

ابتسمت وقلت"شكراً ".... فتحت الظرف وأخرجت منه ورقة... استغربت ففتحتها وبدأت أقرأها... لم أستوعب فقرأتها مراراً وتكراراً.......









انتهى الفصل.....

توقعاتكم....😘😘😘😘


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-19, 10:41 PM   #92

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ايه الفصل الصادم ده 😱😱يعني علي اخذ الجود وين وداها هو مجرم زي ابوه ..وغلا المسكينة اكيد الهدية ورقة طلاقها 😖😖الكلب الحقير يستاهل يتشنق ..اما سليمان مات موتة حقيرة زية اتأخر الايعاف عنه ويستاهل هو الي عزلها عن العالم وماتعرف شي وكل ده احا ع راسه😈 ..بس الجود غبية ماكان لازم تتلاسن مع علي وهي عارفة انه مجرم ..الان ماجد في غيبوبة ولا مات مافهمت 🤔🤔

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-19, 10:59 PM   #93

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
ايه الفصل الصادم ده 😱😱يعني علي اخذ الجود وين وداها هو مجرم زي ابوه ..وغلا المسكينة اكيد الهدية ورقة طلاقها 😖😖الكلب الحقير يستاهل يتشنق ..اما سليمان مات موتة حقيرة زية اتأخر الايعاف عنه ويستاهل هو الي عزلها عن العالم وماتعرف شي وكل ده احا ع راسه😈 ..بس الجود غبية ماكان لازم تتلاسن مع علي وهي عارفة انه مجرم ..الان ماجد في غيبوبة ولا مات مافهمت 🤔🤔
أسعدني مرورك الراقي والجميل...❤💕
فالفصل الا قبله محمد(أبو الجود) ما قتل ماجد..... هو دخل غيبوبة...
بس السؤال هو هل لا زال في غيبوبته أم لا.... تلاقي الجواب في الفصل.....القادم.....



ودي أنزل لكم بارت ثالث بس....الفصول القادمة يريد لهن تركيز وأبحاث هههه....


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-06-19, 11:31 PM   #94

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

والله روايه مشوقه من بدايتها يسعدني غاليتي متابعتهامعاكم ومشكوره جداعلى الدعوه
ان شاءالله متابعه معاكم بس متى موعد تنزيل الفصول


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-19, 05:23 AM   #95

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
والله روايه مشوقه من بدايتها يسعدني غاليتي متابعتهامعاكم ومشكوره جداعلى الدعوه
ان شاءالله متابعه معاكم بس متى موعد تنزيل الفصول
تسلمين حبيبتي على مرورك العطر.....العفو.💙..
اممم كنت انزل كل يوم أربعاء...
بس الحين إجازة.. وما أقدر ألتزم بيوم محدد....
هو أكثر شي الأربعاء لكن اليوم مافي 😅


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-06-19, 09:03 PM   #96

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

عندماابتدت القصه تحلو وصارالتشويق فيهاكبير قلتي مافي فصل اليوم لالالالاانااحتج اريد اعرف مصيرالجود وغلاهمااكثراثنتين تعذبو
روايه رائعه فعلا يسلمويداتك موفقه حبيبتي


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-19, 10:27 PM   #97

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
عندماابتدت القصه تحلو وصارالتشويق فيهاكبير قلتي مافي فصل اليوم لالالالاانااحتج اريد اعرف مصيرالجود وغلاهمااكثراثنتين تعذبو
روايه رائعه فعلا يسلمويداتك موفقه حبيبتي
هههه تسلمين حبيبتي... مرورك الأروع غلاتي.😘....
طيب بنزل الفصل الجمعة... ✌..


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 03:00 PM   #98

فيتنام

? العضوٌ??? » 445976
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » فيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond reputeفيتنام has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
فصلين رائعين تسلم ايدك ...
الحمدلله ان سلمان مات وافتكينا منه بس طلعلنا علي بعد... وين اخذها هذا بعد... الصراحة هي اكثر وحده عانت منهن... والصدمات اللي تلقتهن اكيد بتأدي إلى الاكتئاب...عجبتني لما لاسنت علي لكن بالمقابل هم تغيرت نظرتهم لها.... وبقت هي وحيدة بس فارس كان عادي معها... وسلمان حصد ثمرة افعاله....هو عزلها ومنعها من اشياء وايد... وبالمقابل هي ما قدرت تساعده وتنقذ حياته....

أما غلا فأكيد أنه بدر أعطاها ورقة طلاقها... حقييييير... متشوقة لردت فعلها... يعني البيت اللي تعبت عليه صار له وهو طلقها يعني غبااااااء
انها كتبته ب اسمه....

وشوق... هذي بعدها على نفس السالفة... لو يطلقها ويفتكوا باثنينهم يكون احسن لهم...

وشكرا عزيزتي على ه الفصل الجميل....
خاصة انه الاحداث بدت تتعمق أكثر...
بانتظارك...


فيتنام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 03:24 PM   #99

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 06:50 PM   #100

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد....


.
.
.
.
.

الفصل الـ١٧
((سجينة بين أضلع الدمار))
.
.
.

نظرت إليه بعصبية وقلت" طلقني"

فهد "طفح الكيل يا شوق... أنا مللت منك... ومن تصرفاتك... كلما قلت ستتغير... تزدادين سوءا.... لا أعلم لماذا... في حياتي لم أسئ لك يوماً..... كنت دائما متفهماً معك...-نظر لابنته التي كانت تنظر إليه.. حملها وأردف- لكن على الأقل فكري بابنتنا...بمستقبلها"

نظرت إلى ابنتي فقلت باصرار "لأنني أريد مصلحتها... أريد منك الطلاق.... لا أريد منها أن تكبر... وترى المشاكل والنزاعات التي بيننا.... لأنها ستتعقد... ثم إنني مللت... من عيشتي في هذا المنزل"

فهد نظر لابنته التي ابتسمت وبدأت تداعب وجهه...قبلها بعمق ثم قال"قلت لك انتظري....سننتقل من هذا المنزل سنعيش وحدنا بعدها....لكن أنت لا أعلم مابك...كل يوم تفتحين معي نفس الموضوع...أمي لم تعد تحتك بك....ماذا تريدين أكثر يا شوق أنا تعبت....الطلاق ليس حلاً....قولي لي ما يريحك وسأنفذه....إذا كنتي تريدين منا أن نعيش وحدنا....سأستأجر شقة إلى أن يجهز منزلنا"

قلت بهدوء"تريد ما يريحني؟!"

فهد"بالطبع"

قلت"طلقني...راحتي في انفصالنا"

فهد صمت ثم قال بعد فترة"هل أسأت لك يوماً....لماذا دائماً تصرين على الطلاق؟!"

قلت"أجل...عندما خطبتني..بسببك لم أستطع الزواج ممن أحب..أنا مجبرة عليك...صدقني طلاقنا هو الأفضل لـ...."

قاطعتني صفعته على خدي وقال بصوت مجروح "يكفي...-أردف بعصبية- سأطلقك....واذهبي لخليلك وتزوجيه وافعلي ما تشائين.....لكن اعلمي....ابنتي ستكون معي....والدتي من ستربيها"


قلت بعصبية"كيف تجرؤ على ضربي؟!...ثم إن طفلتي...أنا من سيربيها...مازال عمرها شهرين... الطفل بحاجة لأمه في هذا السن....وليس هنالك أحن من قلب الأم على طفلها....ثم إن هذا قانونياً إن لم تكن تعرف"

فهد وهو يحاول ضبط أعصابه"إذن..احلمي أن أطلقك"...وقبل أن يذهب استوقفته"انتظر"

التفت إلي ثم قلت بعد تردد"أ..أنا موافقة"

اتسعت عينى فهد لكنه قال"سأطلقك..لكن إن أردتني أن أعيدك...فلن أعيدك"

قلت"لا تخف....لأنني لن أطلب منك ذلك"


قال بهدوء "أنتِ....-داس على مشاعره وحبه لي ليقول- طالق"....وخرج

كم تمنيتها هذه الكلمة....لكنني شعرت بالغصة عندما نطقها....وداعاً
فهـ ـد.....أتمنى أن تجد الفتاة التي تستحق?....نفضت مشاعري وحملت حقيبتي بعد أن جهزتها....

__________________________________________________ ________________________________



نظرت للورقة التي بين يدي....لم أستوعب ماقرأته...وأعدت قراءتها مراراًوتكراراً....اقشعرت يدي ونظرت لبدر بعدم تصديق..

نظرت إلى بدر وقلت بصدمة وبشفتين مرتجفتين"أ..أنت...ما هذا..أقصد..كيف"

نظرت للورقة مرة أخرى ونزلت دموعي بدون سابق إنذار....


ابتسم بدر بكل برود وقال"شكراً حبيبتي على كل شيء... تستطيعن الخروج الآن من منزلي... آه صحيح.... ولا تريني وجهك مرة أخرى "

رفعت يدي لأصفعه ولكنه أمسكها ببرود"احترمي نفسك... واخرجي بهدوء.... قبل أن أرميك في الشارع حافية الرجلين"

قلت بعصبية وأنا أبكي"لن أخرج من بيتي أيها الحقير...أنت من يجب أن تخرج ولست أنا"

بدر بسخرية"نسيتي أن هذا المنزل باسمي...-أردف بحده-أخرجي قبل أن أتصل بالشرطة.... لقد طلقتك ألا تملكين كرامة"

قلت "أنت شخص وغد يابدر... لم أرى أحداً بمثل حقارتك ودناءتك.... سلبت أموالي ومنزلي الذي تعبت من أجله.... لقد استغليت طيبتي وثقتي بك....-ضربته على صدره وأنا أكمل ببكاء ودموعي لم تتوقف ثانية.. شهقت وأكملت- أكرهك...أنت لا تستحق كل الحب والاهتمام الذي قدمته لك...لا تستحق كل الثقة التي منحتها لك....-أكملت ببكاء وصوت متهدج-لاتستحق كل الذي فعلته من أجلك أيها الحقـ.... ".

.. لم أستطع الإكمال وسقطت مغشي علي.....
لم تهتز حتى شعرة من بدر... ولم يشعر بالذنب.... بل ابتسم وغادر المكان بكل برود...


__________________________________________________ ________________________________


دخلت المنزل أجر حقيبتي....رأيت والدتي واقفة أمامي تنظر إلي باستغراب...تقدمت منها وقبلتها من على رأسها بصمت....

تحدثت والدتي بخوف"لماذا كل هذه الأغراض...ثم أين هي ريناد...هل هي في الخارج مع والدها؟!"

لم أجب على والدتي بل تعديتها ودخلت غرفتي وأغلقتها...أسندت بظهري على الباب ووضعت يدي على فمي أكتم شهقاتي وأنا أقول"آسفة يابنتي"

سمعت طرق الباب...ابتعدت عنه وفتحته لأجد أمي تنظر إلي بقلق واضح وكأنها علمت الإجابة"شوق حبيبتي...أخبريني مالذي حصل...طمأنيني"

قلت ببرود"أطمأنك؟!..حسناً أمي...اطمئني لقد تطلقت من فهد وسأتزوج بالشخص الذي أحبه والذي من المفترض أن يكون هو زوجي قريباً"

لم أشعر إلا بيد والدتي تصفعني...صفعة تردد صداها في المكان...
وقالت بغضب"..لقد هدمتي بيتك بيدك...لقد هدمتي مستقبل ابنتك أيتها الغبية....ظننتك ستعقلين...ولكنك ازددت سوءاً"

خرج والدي من الغرفة وهو يقول"ماذا هناك...لمَ كل هذا الصراخ؟!"

أمي بحنق" انظر إلى ابنتك الوقحة والغبية.....تطلقت من فهد "

قلت ببرود"أليس هذا ما أردتموه....أن أرتبط.بشخص لا احمل له ذرة من المشاعر اتجاهه...علاقة علمت أنها ستفشل قبل أن أتزوج حتى....ولكنكم أجبرتموني....أنتما من هدمتم حياتي..ولست أنا ..بسببكم أضعتم عمري في هذا الزواج الفاشل...والآن تطلقت..ولن أعود له... ولو على جثتي... يجب أن تفهما هذا جيداً ... وريناد ستبقى مع فهد... وأنا راضية.. ولا تتدخلا في حياتي مرةً أخرى"

صرخ بأعلى صوته"يكفي....يكفي..-اقترب والدي مني وصفعني- أرى بأن لسانك طول....ظننت بأنك كبرتي وأصبحتي عاقلة...على الأقل فكري بابنتك.....عمرها شهرين....أي أم أنتِ؟!....أنت لا تستحقي لقب أم....ألم تفكري بمستقبلها....كيف ستكون حياتها بعد انفصالكما....كيف انها ستتشتت....أعطيني سبب واحد لطلاقك"

قلت بحنق " السبب هو أنتم....أنا لا أريد أن أكمل حياتي معه....لا أريد إكمال حياتي في حياة فاشلة...ثم إن هذه حياتي....ما شأنكم أنتم في حياتي....يكفي أنكم تدخلتم في حياتي من قبل وأفسدتموها....رجاءً لاتدخلا....أنا حرة بما أفعل....أنا راضية بما فعلت"

فاجأتني صفعة والدي وهو يقول بتجهم" لست ابنتي يا شوق...لا أريد رؤية وجهك ثانيةً....-صرخ بعصبية- أخرجي من المنزل....إن كنا نحن من أفسدنا حياتك فامضي حياتك قدماً بدوننا....أنا المخطئ لأنني أعطيتك الحرية في صغرك ودللتك...فتماديتي في كبرك وأصبحتي ترفعين صوتك على من ربيانك - وضع يده على قلبه بتعب- اللوم علي.... لم أربيك كما يجب....أخرجي...لاتعودي ثانية إلا إذا عدتي إلى فهد"

انصدمت وقلت"ك..كيف لي أن أعود...لا أريد...أرجوك والدي افهمني ولا تقسو علي...أرجوك والدي أنا لا أستطيع إكمال حياتي بدونكما"

قال بحده"لا يجب أن أعيد كلامي...تظنيني لا أعلم لماذا تطلقتي؟!....بسبب اللـ### فارس...اذهبي سينفعك حبك....اذهبي...ولا تعودي لهذا المنزل إلا إذا عدتي لفهد"...وذهب وهو يسعل...

نظرت إلى أمي بعدم تصدق وقلت"أمي...والدي ماذا يقول بحق الله....لماذا تصرون على جعل حياتي جحيماً...أرجوك أمي...أخبريه أنا ابنته..أنا ابنتكم الوحيدة...كيف لكم أن تتخلو عني بهذه الطريقة...ومن أجل من؟!....من أجل فهد الأحمق...أمي أرجوك أتوسل إليك"

نظرت إلي أمي بعينين دامعتين.... ثم تركتني وذهبت...لماذا؟!....لماذا يحدث هذا لي؟!...أين علي أن أذهب الآن...كيف لهم أن يتبرؤو مني....أنا ابنتهم من لحمهم ودمهم....لماذا يفعلون هذا بي...

__________________________________________________ ______________________________



توقف أمام المبنى الكبير الذي أمامه....نزل من سيارته الرياضية السوداء....كان يرتدي الثوب الأبيض...وعمامته التي يلفها بالطريقة البدوية....أنزل نظارته الشمسية وهو ينظر إلى المستشفى....هل هنا حقاً والدي...طوال حياتي وأنا أعلم بأن والدي ميت....ولكن فاجأتني تلك في يوم عزاء عمي بإخباري مكان والدي...كدت أيأس وأنا أبحث عنه في كل المستشفيات...لم أجده...لم يكن هنالك وجود لاسم "ماجد البحري"....جلست مع أم معاذ واستجوبتها إلى أن باحت بالذي عرفته من أم علي....وهو أنه قد دخل في غيبوبة بسبب حادث عندما كان عمري سنتين....عمري الآن 25 سنة.....هل يعقل أنه سيصحى من غيبوبته..هذا أشبه بالمستحيل؟!!!...."ابتسم بسخرية"....ولمحاسن الصدف...كان طوال الوقت موجود في المشفى الذي أعمل فيه....رغم أنني بحثت فيه....ولكن....مالم أكن أعلمه....أنه قد أدخل تحت اسم مزور....وبصعوبة عرفته من علي...


لم يرتدي سترته الطبية لأن دوامه ليلي....توجه إلى مكتب الاستقبال....

"السلام عليكم"

ابتسم موظف الاستقبال" د.قيس...وعليكم السلام"

ابتسم وقال" كيف حالك...لا أرى عمرو في هذه الأيام"

الموظف"أخذ إجازة سنوية"

"أها...حسناً أريد أن أسألك عن غرفة المريض خالد الرئـ***"

أدخل البيانات في حاسوبه ثم قال"ألا تعرف اسم الوالد؟!"

"حمود"

بعد فترة قال"أمم الغرفة 11"

أومأ قيس برأسه ثم قال"شكراً"...ثم توجه إلى المصعد..إلى الطابق الثالث....توقف أمام الغرفة...بلع ريقه بتوتر....


هل هنا حقاً والدي...هل حقاً سأراه؟!....رغم أنه لن يشعر بي...لأنه ميت سريرياً....ما أستغربه أنهم كيف أبقوه على قيد الحياة إلى الآن ولم ينزعوا المغذيات وجهاز التنفس عنه....لأن حاله ميئوس منها
ولكن علي شكرهم....لأنهم أعطوني فرصة لأراه..وضعت يدي على المقبض وأدرته برفق...لأرى تلك الأسلاك الكثيرة المعلقة في ذلك الجسم الضعيف المليئ بالتجاعيد...نظرت إلى وجهه الشاحب...وأنا أحاول أن أتماسك بعد أن هاجمتني الكثير من المشاعر والأحاسيس..كان وجهه شاحب...شحوب الأموات...هو ميت لا محالة...من المفترض أن يكون الآن تحت قبره...لما لازالوا يعذبونه بهذه المغذيات إلى الآن....اقتربت من سريره وأمسكت بيده الباردة...برودة الموت...

ارتجفت شفتاي ونزلت دموعي....هل حقاً هذا والدي؟!...كيف يقولون لي بأنه حي...وأن يبعثوا لي الأمل للقائه...وهو ميت...

"أ...أبي"

لقد قست علي الدنيا يا والدي...لا أم...تَذْكرني...تحن إلي أو تخاف علي....ولا أنت...لتنصحني أو لتشجعني...يا أبي..حتى من أحببتها رحلت بعد أن أخبرتني عنك...رحلت ولم تعد...وإن عادت فأنا أعلم أنها لن تحمل معها سوى الشتات....هذه الدنيا لا ترحم أحداً....أفق ولو أن أمنيتي مستحيلة....فقط اروني من سيل نصائحك العذبة لمرة واحدة...لأنني ضائع بدونكم....لأنني ضائع منذ أن ولدت...لا دفئكم يحتوي رعشاتي حينما أخاف...ولا من آبه لي حينما يمسني السقم....

وعندما قابلتها....تلك التي تسمى"جنة الدنيا"...تلك... الحنونة....وجدت أن كل مفاهيم الأم تتضاد مع أمي...بل أكاد أكذب كل تلك الأقاويل عن الأم....لولا رُأيَتي لتعامل زوجات عمي مع أبنائهن....هي لاتبحث إلا عن مصلحتها الخاصة...وهذا ما أراهن به


قبلت يمناه بعمق ثم نهضت وغادرت المكان بأكمله..





__________________________________________________ ________________________________


وقفتُ أمام منزل خالتي ودققتُ الجرس...
وبعد فترة فتحت الخادمة الباب لي..

قلت بهدوء"هل السيدة موجودة؟!"

الخادمة"أجل تفضلي"

"ناديها لي"

أومأت الخادمة رأسها بنعم ودلفت للداخل... وبعد فترة خرجت خالتي...

واقتربت مني.... رفعت النقاب وقالت خالتي بدهشة"شوق!!!... أهلاً وسهلاً... كيف حالك أيتها القاطعة"

اقتربت منها وصافحتها وقبلت رأسها...

أم رياض"تفضلي"

لم أتحرك وقلت بخجل"خالتي؟! "

أم رياض"نعم"

أنزلت رأسي"هل أستطيع المبيت معك اليوم؟! "

أم رياض "ولما لا تستطيعين... البيت بيتك حبيبتي...اجلسي فيه كيفما تشائين..هل حدث شيئاً؟!"

لم أستطع التحمل وبكيت وأنا أعانق خالتي"لقد تطلقت... ولهذا السبب طردني والدي من المنزل"

انصدمت أم رياض"كيف لوالدك أن يطردك... لسبب تافه مثل هذا... ادخلي ادخلي سأحدث والدتك"

قلت برجاء"أرجوك لا تحدثينها عني....ولا تخبرينها أنني أتيت إليك؟! "

أم رياض مسحت على شعري"لك ذلك"

سمعت صوت جعل قلبها يخفق بسرعة"أمي؟! "

أم رياض"نعم؟ "

خرج فارس من غرفة المعيشة وانتبه إلي....

أنزلت النقاب بسرعة فقالت أم رياض"ألا تستطيع الانتظار؟! "

فارس"السلام عليكم"

قلت بهدوء"وعليكم السلام"

التفت إلى أمه"سأخرج الآن... وعندما يحين الوقت اتصلي بي"

أم رياض "انتظر لحظة"... أمسكتني من يدي وأدخلتني في أحد الغرف" هذه ستكون غرفتك.. يجب أن لا تخرجي من الغرفة مازلت في العدة... وأبنائي دائماً خارجين... داخلين"

أومأت برأسي وخرجت أم رياض لفارس....

نظرت إلى أنحاء الغرفة....ثم وضعت يدي على قلبي...سحقاً توقف...ابتسمت وأنا أتذكر شكل فارس....لقد تغير كثيراً...أصبح وسيماً جداً...هل مازال يتذكر وعده لي..لقد ضحيت كثيراً من أجل حبنا..جلست على السرير وغصت في أحلامي....وأنا أبتسم...


__________________________________________________ _______________________________

_

اليوم التالي...


خرجت من غرفتي ونظرت لوالدي الذي أرهقه المرض...وجعله نحيفاً..وذا وجهاً شاحباً تملأه التجاعيد...اتجهت نحوه وقبلت رأسه"صباح الخير"

التفت إلي والدي وابتسم بحزن "صباح النور"

قلت"سأخرج"

والدي بحزن"لكن يا غلا "

قاطعته"لا تقلق لن يراني أي أحد"

اكتفى والدي بالصمت...ابتسمت بتهكم وخرجت بعد أن أنزلت النقاب على وجهي....ركبت سيارتي ونظرت إلى تلك القنينة التي كانت في الكرسي الخلفي.... تجهم وجهي وأشغلت المحرك وأنا أتوعد له بداخلي.... لقد استغل طيبتي... فمن يستغل شخصاً لأنه طيب... يحتاج إلى طبيب نفسي...لقد أخرستني لأيام يابدر..
كان صعب علي تقبل ذلك.... بأنني لا شيء في قلب... جعلته كل شيء...لم تهتم لمشاعري المسكينة...لقد غرست في قلبي سكيناً... تقتلني في اليوم أكثر من مرة... تقتلني ولا زلت حية...حتى تغلغلت إلى أحشائي...وغرست معها روح الإنتقام....لقد أحببتك بصدق... ووثقت بك أكثر من نفسي... اهتممت بك وساعدتك.... لم أعلم بأنك شخص سافل... شخص حقير مستغل... لتوهمني بحبك الكاذب...لترسلني بعدها إلى خيبة توقعني إلى القعر....لا أستطيع النهوض منها إلا إذا نهضت بدافع الانتقام.... فقط لأشفي غليلي.... أنا يا بدر... فديتك بكل مالدي .... فعلت وفعلت.... وأنت لم تفعل شيء سوى كسري وتحطيمي...

توقفت أمام ذاك المنزل... الذي من المفترض أن يكون منزلنا... أقسم أنني لن أجعلك تتهنئ به....تأكدت من أن سيارة بدر غير موجودة.. ففي هذا الوقت يكون في عمله... دخلت المنزل... وأخرجت نسخة المفاتيح التي لدي... فتحته ثم دخلت وبيدي أحمل القنينة... اتجهت نحو المطبخ وبدأت أسكب البنزين الذي كان في القنينة..... من المطبخ حتى غرفة المعيشة.... رجعت إلى الخلف وأخرجت علبة الكبريت من جيبي... أشعلت عودين الكبريت ورميتهما... فاشتعلت النيران... ابتسمت وخرجت بعد أن أقفلت الباب.... وركضت باتجاه سيارتي.... وأوقفتها في مكان بعيد عن المنزل.... بين منزلين كبيرين.... بينهما ممر ضيق تستطيع رؤية المنزل منه....تستحق ذلك... ابتسمت وأنا أتخيل شكل بدر وهو يرى المنزل الذي أصبح رماداً.... بعد أن أكلته النيران.... ولم تبقي منه شيئاً....تذوق يافهد البضع فقط مما ذوقتني إياه.... بعد نصف ساعة.... سمعت صراخ امرأة تطلب النجدة.... وصوت الإطفاء والإسعاف... آتيتان من جهتي ومرتا كالبرق.... بدأ الناس يجتمعون حول المنزل... نزلوا رجال الإطفاء وبدأو بعملهم..... بعد فترة.... وقفت سيارة أمام المنزل وخرج منها رجل يصرخ ويريد الدخول.. ولكن الرجال منعوه.... وفي هذه الأثناء رأيت رجلا الإطفاء يخرجان شخصاً من المنزل.... اتسعت عيناي بدهشة... نزلت من السيارة وركضت باتجاههم.... حتى وصلتهم
كانت امرأة..ولكن وجهها مغطى...علمت من شعرها... ورجل وراءهم يحمل طفلاً .... اقشعر جسمي...وأنا أنظر بصدمة.... إليهما.... من يكونان... أنا لم أقصد.... لم أقصد إحراقهما...

"لو سمحتي ابتعدي"

لم أكن أسمع شيئاً...

"ألفة... هل أنت بخير... سامي.... دعوني وشأني... "

نظرت إلى بدر المنفعل والذي كان يبكي... توقف عن الصراخ عندما رآني..... اقترب مني بصدمة ثم أمسكني من عنقي....
وصرخ"أيتها الـ###.... قتلتيهما....لماذا...يا##" وبدأ يخنقني وأنا واقفة كالصنم من الصدمة... والرجال يبعدونه عني..

__________________________________________________ _________________________________





كنت أقف أمام النافذة...انتظر عودته...قبل قليل خرجت أم رياض وابنها عمار....تهلل وجهي عندما رأيته يدخل...وهو ينظر إلى هاتفه...

ابتسمت وخرجت من غرفتي واتجهت نحو غرفة المعيشة....
رأيته يقف وما زال ينظر إلى هاتفه....

ضحك فارس وقال وهو يجلس"غباء"

انتبه أن هنالك شخص يقف أمامه فرفع عينه لي واختفت ابتسامته"شوق؟!"

نظرت للأسفل"السلام عليكم"

فارس بهدوء"عليكم السلام"

قلت بتردد"هل أستطيع أخذ القليل من وقتك"

فارس استغرب ثم وضع هاتفه جانباً "أجل... تفضلي"

نظرت إلى الباب خوفاً من قدوم أم رياض أو عمار...
انتظرني لأتكلم ولكنني كنت صامته... وعلامات التردد واضحة على وجهي....

استنطقني"مالأمر؟!"

قلت بتردد"لقد تطلقت"

فارس صمت قليلاً ثم قال"حسناً... وما علاقتي أنا"

نظرت إليه بصدمة....

فارس فهم مقصدي ولكنه لزم الصمت...

قلت وأنا أتمالك نفسي"أنا تطلقت من أجلك"

قال بهدوء"هل قلت لك تطلقي؟! "

أومأت رأسي بلا وأنا أحاول أن أتماسك...

صمت ثم قال"باختصار أنتِ تريدين مني أن أتزوجك؟!"

أنزلت نظري للأسفل ومسحت دموعي"أنت وعدتني أنك ستخطبني بعدما تنهي دراستك"

قال بهدوء"قلت هذا عندما كنتي غير متزوجة-وأومأ رأسه بلا- لكن الآن آسف.....لا أستطيع"

انصدمت من رفضه ثم قلت والدموع قد تجمعت في عيني"لماذا؟... لأنني مطلقة؟! "

قال"لا... ليس لأجل هذا السبب..أولاً فهد طليقك هو صديقي منذ الصغر ...ثانياً أنا كنت أكذب عليك.. وتفاجأت عندما عرفت بأنك ابنة خالتي.. لذلك وعدتك بالزواج"

قلت بعدم تصديق":أنت تكذب صحيح؟!"

فارس"لا أملك مصلحة لأكذب عليك"

بكيت وقلت بمرارة"تطلقت من زوجي....وتخليت عن ابنتي...والدي تبرأ مني...وكل هذا لأجل من؟!...لأجلك...وفي النهاية...بكل برود تقول بأنك كنت تكذب علي...لماذا لم تقل لي منذ البداية...لماذا جعلتني أتعلق بك وأرفض الارتباط بشخص آخر غيرك-شهقت وأردفت ببكاء- لقد أحببتك...لماذا لم ترفض حبي منذ البداية..لقد كسرتني جداً يا فارس....لن أسامحك...بسببك هدمت حياتي...وضحيت لأجلك....لكنك لا تستحق"....

قلت آخر كلماتي وانخرط بعدها في البكاء..لا يهمني إن رأتني خالتي الآن...لا يهمني شيئاً بعد أن رفضت....حتى كرامتي..


فارس ببرود"تقصدين بسبب غباءك...هل نسيتي أنك من بدأت في مراسلتي وإزعاجي... إلى أن سايرتك واتخذتك وسيلة للتسلية... مشكلتكن أنتن الفتيات... أنكن لا تتعلمن من تجارب غيركن...بالتأكيد قلتي هذا ابن خالتي ولن يكذب علي-ابتسم بسخرية- لكن من غباءك أنك لم تخبريني من أنت فقط اكتفيت بالاسم...حتى أنك أرسلتي صورك لي وأنا لم أطلب منك...ومع ذلك لم أعرفك.... أنت من فرضتي نفسك علي....لو أخبرتني منذ البداية...لكنت انهيت علاقتنا...الخطأ كله يركبك.. من رأسك إلى أخمص قدمك.. أعترف أنني أخطأت... لأنني لم أوضح لك ماهي علاقتنا... لكنني لم أكذب عليك... حتى عندما قلت لك بأنني سأخطبك... لأنني فكرت بذلك لأريح ضميري..عندما علمت انك ابنة خالتي.. شوق نصيحة مني... إرجعي إلى فهد... وابنتك... وانسيني"

عضضت شفتي السفلى بقهر ورفعت يدي لأصفعه ولكنه أمسك يدي تأتأ ثم قال".... لم نتفق على ذلك"

أبعدت يده عني وقلت من بين دموعي"فارس.....-أردفت بحنق كبير-أكرهك"

ابتسم فارس فرن هاتفه وأجاب بابتسامه"أهلاً بأبو ريناد.... كيف حالك...... ههههه لاشيء......-سمع صوت بكاء طفلة ثم قال بقصد وهو ينظر إلي- أسمع صوت بكاء... أمها غبية كيف تركت ابنتك القمر.... ههههه حسناً لن أتحدث عنها..... إذا تذكرت اتصل بي إلى اللقاء"

نظر إلي بسخرية فقلت"غبي" واتجهت نحو غرفتي....وألقيت بجسدي على السرير وانفجرت بالبكاء"غبي...أكرهك"...هل هذا ثمن حبي وتضحياتي لك..هل كانت الأحلام التي كنت أحتضنها...ليلاً ونهاراً مجرد سراب..لقد أحببتك كثيراً يافارس....ولكنك بالمقابل...أوجعتني كثيراً...بسببك تدمرت حياتي..أصبحت مجرد حطام..في حطام..كنت أملي الوحيد ولكنك تخليت عني أيضاً...كل هذا بسببي...لقد اتبعت عواطفي ولم أستمع لنداءات عقلي...كل هذا بسببك أيها الحب اللعين...ها أنا أضم ضمن قائمة العلاقات الفاشلة...مسحت دموعي وأنا أفكر بابنتي كم كنت غبيةً عندما تركتها..كيف لي أن أتخلى عنها "بكيت على حظي"هل تنام جيداً...هل تأكل جيداً....كيف سأرتاح..وهي بعيدة عني..

__________________________________________________ ________________________________

كنت أجلس أمام الضابط مكبلة اليدين..وأمامي يجلس طليقي بدر متجهم الوجه....مازلت في طور الصدمة....كيف حدث هذا؟!..لم أقصد قتلهما...هل كانا زوجته وابنه؟!...

الضابط"سيدة غلا "

لم أنظر إليه بل كنت أرى ذاك البيت يحترق....

بدر بعصبية"تحدثي أيتها المجرمة"

الضابط"لو سمحت الزم هدوءك"

كنت أنظر إلى تلك النيران التي تلتهم المنزل الذي يحترق ليخرج رجلا الإطفاء ومعهما جثة امرأة وطفل... هنا صرخت"أنا لم أقتلهما... مالذي أدخلهما المنزل... لم أقصد إحراقهما.... فقط أحرقت المنزل..... لم أقتلهما.... لم أقتلهما"

أمر الضابط الشرطية بأن تمسكني فقلت بصراخ"لم أقتلهما...لما لا تصدقونني"

الشرطية همست بمسايرة"حسناً أنتِ لم تقتلينهما"

هدأت وقلت "أجل.. لم أعلم بوجودهما...كنت أنا زوجته الوحيدة...-نظرت إلى بدر-. متى تزوجت علي؟!..-نظرت للضابط وقلت- أنا أحرقت منزلي أنا.... وليس منزله...هو كاذب.... لاتصدقوا شخص حقير مثله"

وقف بدر وقبل أن يتكلم أمره الضابط بأن يلتزم الهدوء.....فجلس...
أشار الضابط إلى الشرطية بأن ترسلني إلى الحبس فقلت بخوف وأنا أتشبث بها"إلى أين تأخذينني قلت لك لم أقتلهما..صدقيني.-بكيت- لم أقصد..لم أقصد صدقاني"


أدخلتني بداخل الزنزانة وأغلقت الباب بالقفل..

الشرطية"حافظي على هدوءك وإلا عوقبتي"

بكيت وقلت"لما تسجنوني... قلت لم أقصد... ثم إنني أحرقت منزلي... لما تسجنوني"

لم تستمع الشرطية إلي وأغلقت الباب بالقفل.... نظرت بخوف إلى الجدران... جلست وأسندت بظهري على الحائط وأنا أحتضن رجلي...نظرت إلى المكان بخوف...ثم اجهشت بالبكاء...لماذا حصل كل هذا...من المفترض أن يكون هذا مكانه... لا أنا....هل كسرتني يابدر..لترسلني بعدها إلى حاوية الدمار....حسبي الله ونعم الوكيل....


__________________________________________________ _________________________________

بين جدران بيضاء... غرست بعالمي الرمادي....
من المفروض أن أثمر وأن تتزايد أوراقي..
ولكن لم يزداد فيني سوى الذبول...
مسكينة نفسي حينما يلقونها فالهلاك...
حينما يكذبونها... يؤذونها..
مسكينة هي دموعي..
حينما أواصل ذرفها من دون فائدة...
لأنني مهما بكيت ومهما فعلت سينقلب الأمر علي سوءاً...
أنادي وأنادي... ولكن لاحياة لمن أنادي...
فاللذي زرعني هنا.. ماهو الا شخص حقود يتمنى موتي...
لطالما الأحياء لم يكترثوا لندائي...
فهل يصح أن أنادي على الأموات؟!...
أن أشكي لهم حالي... وهمومي؟!..
أتمنى... فقط أتمنى...
أن تنتهي حياتي إلى هنا...
لأنني ذقت المر من هذه الدنيا...
لأنني تعبت...
جزعت...
مللت الانتظار...
مللت التشبث بالأمل...

امقت معاملتهم لي.. هم لايصدقونني...
أنا لست مريضة....
أنا لست مجنونة...
افهموني...تكذيبكم لي هو من سيوصلني لمرحلة الجنون...
لمرحلة الهستيريا...

هل سأقضي حياتي بين هذه الجدران؟!...
هل سأقضي حياتي متأملة أن يذكرني أحد؟!....
هل سأظل أرجو..أن يلين قلب ❤ ذاك المغفل...
صاحب القلب المتحجر....
كم أمقته...
وأمقت شجاعتي عندما تحديته من قبل.....








انتهى الفصل....البارت القادم يوم الأربعاء بإذن الله....
توقعاتكم....


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
al-jood

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.