آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماهي أجمل قصة؟!
الجود +سلمان 5 50.00%
شوق+فهد 4 40.00%
غلا+بدر 1 10.00%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 10. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-19, 06:44 PM   #11

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنـى لك التوفيـــق
وإن شاء الله تحققــي النجـــاح اللي تتمنيه
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-19, 08:27 PM   #12

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنـى لك التوفيـــق
وإن شاء الله تحققــي النجـــاح اللي تتمنيه
..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
آمين ان شاءالله جميعاً


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-19, 06:51 PM   #13

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

*
*
*
الفصل الرابع

*
*
*
*


~5/3/2015~



هناك في مكان آخر.. بعيد قليلاً عن هذا القصر....وفي بيت متواضع... كانت شوق تتقلب في فراشهها وتضع المخدة فوق رأسها لتمنع أشعة الشمس بأن توقظها... ولتكمل نومها بهناء... ولكن كالعادة... فتح الباب.. وأغلقت والدتها التكييف... وفتحت الستار وهجمت أشعة الشمس بكل عناد الغرفة لتنيرها....
قلت باستياء"أمي... أرجوك أريد أن أنام اليوم إجازة"

الأم بحده"لا هيا غادري فراشك أريدك في موضوع"

جلست وانا ابعد الفراش عن وجهي"وهل المواضيع لا تأتي إلا وقت نومي"

الأم بحده"هيا انهضي"

قمت وأنا أتأفف ودخلت للحمام... غسلت وجهي مراراً وتكراراً وفرشت أسناني ....خرجت وأنا أمسح وجهي بالمنشفة ...رميتها على السرير لتصيح بي أمي قائلة"ضعيها في مكانها المخصص... لست طفلة ياشوق... في سنك الفتيات متزوجات ولديهن أطفال"

قلت باستهزاء"وهل جاء أحد ليطلب يدي؟! "

"وهذا الموضوع الذي أردت التحدث فيه معك"

عدلت جلستي وأنا أشعر بالتوتر.....من الذي خطبني؟!..

"هل تودين معرفة من جاء لخطبتك؟"

ارتبكت وقلت بسرعة"سأفطر أولاً"

هزت أمي رأسها متفهمة... وخرجت من غرفتي...توجهت للمطبخ وأخرجت زجاجة الحليب من الثلاجة... وشربت كأسين كاملين من التوتر....

دخلت أمي وقالت"الفطور في غرفة الطعام"

تركت كأس الحليب من يدي وتوجهت لغرفة الطعام وأطلت في الأكل... أخذ شهيقاً وزفيراً عميقين ثم قلت"من هو"

قالت أمي والبسمة مرتسمة على محياها"ابن عمك..... فهد"

تركت الملعقة التي بيدي بصدمة.... مستحيييييل... ربما أنا أحلم مستحيل أن الذي خطبني هو فهد.... وقفت والخيبة مرسومة على وجههي... لماذا؟!.....وذهبت لغرفتي... ظنت أمي بأنني ذهبت لأنني محرجة لهذا تركتني على راحتي....وقفت أمام نافذة غرفتي ونزلت دمعتي ومسحتها بسرعة... كيف سأرفض؟!... ماذا سأقول لوالدي؟!... كيف سأقابل عمي بعد أن رفضت ابنهم.... يالله مالذي علي فعله.... رسمت على زجاج نافذتي قلب وقبل أن أكتب بداخله شيء مسحته بسرعة.... علي أن أرفض وليحدث ماليحدث...


.....


"لا أرغب بالزواج منه"

نظرت إلي والدتي بصدمة وقبل أن تتكلم قاطعها صوت...

"والسبب؟! "....التفت للمتكلم فكان أبي الذي كان يقف عند الباب. ..

توترت ثم قلت"أأ نا صغيرة على الزواج وو وأريد أن أكمل دراستي"

تكلم والدي"ولكنه وافق على أن تكملي دراستك"

قلت"ولكن... ولكنني لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية بالإضافة إلى دراستي"

قال والدي"لن يطلب منك أي شيء.... سيوفر لك كل ما تحتاجين... ليس لديك أي عذر لترفضينه... فهو ابن عمك وسيرغب في مصلحتك... وهو أولى من الغريب... لن أجبرك عليه إذا أعطيتني سبباً مقنعاً لترفضينه"

قلت"أنا لا أحبه"

قالت أمي بحكمة"الحب يأتي بعد الزواج"


قلت بجراءة لم أحسب لها حساب"ولكنني أحب شاباً آخر" ...انتبهت لكلماتي ورفعت عيني بتوتر لأرى ردة فعل والدي.... ولم أرى إلا كف والدي يطبق بقوة على خدي الأيمن وكأنني ارتكبت جريمة ...وكلامه صدمني أكثر "من هو أيتها الوقحة... هل كنتي تحدثينه من ورائي؟؟؟!!! .... هل كنتما تتواعدان؟! "

ذرفت دموعي وأومأت رأسي بلا... ألهذه الدرجة لا يثق بي؟!... ألهذه الدرجة يعتبر الحب وكأنه شيئاً حراماً ..أو جريمة؟!

قالت أمي بانزعاج "إهدأ يا حمد دعها تتكلم... مالذي فعلته لتضربها؟! "

قال والدي بعصبية"وكيف لي أن أهدأ... ولكن صدقيني غير فهد لن تتزوجي أيتها ال -وصمت قبل أن يتمم كلامه وغادر.....


رميت بجسدي في حضن أمي...وانفجرت بالبكاء... فهو بقراره هذا كأنه يحكم علي بالإعدام... مسحت والدتي على رأسي بحنان ولم تنطق بكلمة وأنا أبكي... قلت بمرارة
"أمي صدقيني... لم نكن نتواعد... وأنتي تعرفينه جيداً..لم أ -صمت ثم قلت- أنا لم أفعل شيئاً خاطئ... الحب ليس خطئاً أو جريمة كما يظنه والدي...لست أنا من يختار من أحب بل قلبي
.. لماذا يجبرني والدي من أن أتزوج من شخص غير الذي أحب ... أمي.. أمي أخبريني مالخطأ الذي اقترفته-نظرت في عينيها ثم قلت- مالخطأ في أن أحب فارس"

نظرت إلي بصدمة ثم قالت "فارس؟!... أتقصدين فارس ابن اختي؟!"

أنزلت رأسي وقد احمر وجهي من الاحراج... والآن أدركت مدى جرأتي.. ولكنني فتاة لا تستطيع إخفاء مشاعرها....
مسحت على شعري ثم احتضنتني"لم تفعلي شيئاً خاطئاً يابنتي... ولكن مابيدي أنا؟!.... والدك عنيد...إذا أراد شيئاً لن يتراجع عنه... ولكنني سأحاول معه وأوضح له الأمر...ولكن فكري بالموضوع أكثر يابنتي ولاتتسرعي ...فهد شاب جيد ولا يعوض...استخيري وأبلغيني قرارك النهائي"


أومأت رأسي بلا"لقد قررت يا أمي-وقلت بحزن-.ليت والدي يهتم بقراري... لا أريد الزواج من فهد"

تنهدت أمي بعمق وقالت"أرجو أن لا تندمي على تسرعك.... وفقك الله يابنتي"

قبلت أمي على رأسها وقلت"أنا لا أريد أن أظلم فهد معي.. أنا أعلم أن فهد شخص طيب وحنون... ولذلك أتمنى أن يتزوج من المرأة التي يستحقها... أنا لا أستحقه"

مسحت أمي على شعري بحزن ومسحت دمعتي وقالت بحنية"لقد كبرت يابنتي "

ابتسمت لأمي رغم دموعي التي لم تتوقف عن السقوط... نعم لا أريد أن أتزوج من شخص آخر غير فارس.... تركت أمي وعدت لغرفتي... وأنا أقرأ رسائلي معه... لقد وعدني بأن يتزوجني حالما يعود من سفره... نظرت من النافذة للبعيد وأنا أقول في نفسي:متى ستعود يافارس وتنفذ وعدك... متى؟!... ولكن أخاف أن تعود وتجدني متزوجة من ابن عمي...صدقني يافارس سأفعل ما بوسعي...

قاطع حديثي مع نفسي... اتصال من رينا أخت فارس... هي ليست شقيقته بل أخته.. لأن والدهما متزوج من ثلاث نسوة... وعلمت من رينا قبل يومين بأن والدها تزوج من الرابعة وتدعى"الجود"...استغربت كثيراً عندما علمت بسنها... رددت على الاتصال لأستقبل الترحاب من رينا....

"مرحباً...كيف حالك ياشوق... لقد اشتقت لك.. لماذا لاتتصلين بي.. لو لم أكن اتصل بك لكنتي قطعتني"

ضحكت ثم قلت"الحمدالله.... آسفة ولكنني انشغلت بالدراسة... سأتخرج قبلك أيتها الفاشلة"

ضحكت رينا ثم قالت"عندما تتخرجين.. لا تنسي بأن تدعينني لحفل تخرجك"

قلت بابتسامة"لن أدع سوا المتخرجات أمثالي"

رينا"لن أنتظر دعوتك سأهجم على منزلكم هههه... لقد انسيتني سبب اتصالي"

قلت"ماهو"

"اممم.. دعيني أتذكر -صمتت لبرهه ثم قالت-أجل تذكرت سأذهب للسوق أنا وشجون ما رأيك بالذهاب معنا"

"أريد رؤية الجود... ما رأيك أن تذهب معنا؟ "

قالت رينا باستياء"لا فكما تعلمين أنني أكرهها... لا أرغب بمرافقتها"

"ولكنني لا أكرهها... أنت حقاً غريبة مالذي فعلته لك لتكرهيها ووالدك تزوج للمرة الثالثة على والدتك فلماذا تكرهينها؟! "

"لأنها ليست من مقامنا... وقد سمعت من علي بأنها ابنت سكير... ومغرورة...وسمعت من شجون بأنها كانت دائماً تفتعل المشاجرات في الفصل ولا تحترم أحداً"

"دعك منهم...سأستأذن من والدي أولاً-ثم صمت وأنا أتذكر ما حدث-ولكنني لا أعدك بأنني سأذهب "

قالت رينا بأسف"لماذا؟! "

"والدي خرج مستاءاً مني... حسناً إلى اللقاء"

"حسناً لا تتأخري بالإجابة علي... إلى اللقاء"

أقفلت الهاتف ونظرت للباب الذي انفتح وظهر من خلفه والدي... ارتبكت ثم عدلت من وضعيتي... وأنزلت رأسي...

"علمت كل شيء من والدتتك"

رفعت عيني بأمل ولكن إجابة والدي بعثرت وحطمت كل آمالي..

"ولكنني رفضت... أنا لا أرتاح لفارس... ولن أسلمك لأحد لا أثق به... وفهد أنا أثق به... ولكن ألم تفكري قليلاً ...ربما فارس لايفكر فيك من الأصل... ماذا سيفيد انتظارك... أو سترمين كرامتك بعرض الحائط وتقولين له.. هل تتزوجني؟؟!....أو ستدعين والدتك تعرضك أمام خالتك؟ -لم ينتظر ردي وأكمل-لذلك لن أغير رأيي وسأخبر عمك غداً بأنك وافقتي" ..

...وغادر ولم يدع لي مجال لأعلن رفضي... وكأنه سيسمعني...كلام والدي منطقي وصحيح ولكن فارس أخبرني بأنه يحبني أيضاً...ولكن ماذا رأى والدي فيه لكي لا يرتاح له
وضعت يدي على وجهي فبللتهما دموعي.... فتحت محادثاتي مع فارس وأخذت أقرأها من بدايتها إلى نهايتها.... احتضنت الهاتف وبكيت على حظي العاثر ...لماذا تعذبني يافارس... عد بسرعة لا أطيق صبراً لرؤيتك ومحادثتك....

فتحت هاتفي وأرسلت لرينا بأنني لن أذهب... وبعد ثلاث ثواني وصلتني رسالتها"أعطني والدك لأحدثه أنا مصره على ذهابك اليوم معي... أحب ذوقك وأثق به... غداً يوم ميلاد جنى رفيقتي وأريد أن أبدو أجمل من في الحفل"

أرسلت لها"آسفة ولكنني لا أستطيع الذهاب معك هذه المره"

وبعدها ارسلت رينا رسالة تعلن فيها استسلامها... لانني مثل مايقول عني الجميع "ملكة العناد"...وهذا لقبي... أشك بأن هذا العناد سيجعلني أندم في يوم ما
......





15/3/2015



ارتديت حذائي الأسود ذو الكعب العالي ووصلتني رسالة من صديقتي تخبرني بوصولها.... ادخلت هاتفي في حقيبتي المخملية وخرجت من المنزل بعد أن ودعت أمي .... ركبت سيارة صديقتي... وقلت مرحبةً...

"مرحباً...."

"وعليكم السلام"

ابتسمت ثم قلت"حسناً السلام عليكم.... ولكنها طويلة"


قالت رفيقتي هيام وهي تحرك السيارة"وعليكم السلام... صحيح ولكنها كلما طولت عظم أجرها"

قلت مغيرةً الموضوع"أريد أن أنام... لم أنم جيداً"

"ولماذا لم تنامي جيداً....أشك بأنك سهرت في قراءة جزء من المصحف"

"مابك ياهيام... تحسسينني بأنني دائماً مقصرة... ولكن لم أكن أقرأ القرآن وإنما افكر"

"هل هنالك شيئاً يقلقك؟! "

"لا أود أن أتكلم عن هذا الموضوع في هذا الوقت... سنتكلم وقت استراحة الغداء"

"براحتك"

وصلنا إلى جامعتنا ذات الطراز الحديث... وتصميمها الراقي... خطت أقدامنا على عتبة باب قاعتنا الدراسية... ومن حظنا أن الدكتور لم يصل بعد...جلسنا على مقاعدنا ..فدخل الدكتور وألقى السلام علينا وبدأ محاضرته التي استمرت لساعتين ونصف... لم أفق بنفسي إلا وأنا في سبات عميق.... هززتني هيام وأنا أكملت نومي بعناد... ووضعت كتاب المادة أمام رأسي لكي لا يراني الدكتور... لا أذكر أي كلمة قالها الدكتور أثناء المحاضرة... لايهمني سأطلب من هيام شرح الدرس لي....سمعت هيام تقول"انتهت المحاضرة آنسة شوق"

فتحت عيني وبدأت أعرك عيناي... وعندما وضحت لي الرؤية قلت بابتسامة"أتصدقين ياهيام لقد حلمتك"

قالت هيام باهتمام"وعسى ان يكون خيراً"

قلت بانزعاج"حلمتك تقولين لي شوق انهضي... الدكتور يراك... حتى. فالأحلام تزعجينني"

ضحكت شوق وقالت بسخرية"يالك من بلهاء... ولكنني حقاً كنت أوقظك وأقول لك هكذا.. واتخذت رؤية الدكتور لوضعك حجة لتنهضي... ولكنك هههههه.. "ولم تستطع الإكمال من الضحك ....

ابتسمت وقلت مستعجلة"هيا لنخرج.... ولنأكل شيئاً "

وقفت هيام واتجهنا نحو المقهى... وطلبنا لنا شيئاً خفيفاً لنتناوله...

جلسنا على أحد الكراسي... فقالت هيام..

"هل الآن هو الوقت المناسب؟ "

تنهدت بضيق وأردفت هيام"خير إن شاءالله ماذا هناك؟! "

قلت وأنا ألعب بأناملي"لقد خطبت"

قالت هيام بشك"ومن من؟! "

عضضت شفتي السفلى وقلت بقهر"من ابن عمي فهد"

"هل رفضته؟ "

نظرت إليها وكادت دموعي أن تسقط إلا أنها قالت بسرعة"أرجوك لا تبكي"

قلت وأنا أتمالك نفسي"والدي... والدي سيجبرني على الزواج منه-نزلت دمعة مني وأردفت-قلت لهم أني أحب شخصاً آخر ولكن... ولكنهم أصروا أن أتزوجه... قال والدي بأنه لايرتاح لفارس... وهو لن يسلمني لشخص لا يثق به"

صمتت هيام تنتظرني أن أتمم كلامي لأنها تعلم أنني لا أحب أن يقاطعني أحد وأنا أشكوا له حالي وأكملت"أنا يا هيام... أعلم أن كلام والدي صحيح ولكنني لا أستطيع... أكره أن يجبرني أحد... أنا لا أستحق فهد... لا أريد أن أظلمه معي... -أومأت رأسي بلا-لا أستطيع نسيان فارس"

ربتت هيام على كتفي وقالت مواسية"لعله خير ياشوق... لعله خير.... وعسى أن تكرهو شيئاً وهو خير لكم.... من المؤكد أن والدك رأى شيئاً على فارس ولم يعجبه.... والدك لن يسلم ضناه إلى أي أحد.. والدك يرغب براحتك.... ويهتم لمصلحتك ومستقبلك.. شوق لاتضيعي مستقبلك... أرضي بالواقع... فحتى لو لم تكوني مع شريك حياتك الذي تتمنينه... فارضي بقضاء الله وقدره وحاولي نسيان فارس... وتخلصي من أي شيء يتعلق به... لاتفكري بأحد سوا فهد.... فهد فقط"

أنزلت رأسي وقلت"إذن تقولين لي بأن أستسلم"

"لاتثقي بأحد ياشوق... فأنتي تعلمين ماذا حصل لي عندما وثقت بشخص... حتى لا أرغب بذكر اسمه... لم أتصور أبداً أن يخونني... إذا كان زوجي من خانني.... كيف لفارس ان لا يخونك"

قلت"ولكنه قال أنه ي... "

قاطعتني "كاذب...... لاتصدقي أحداً يأتي إليك ويحدثك من هذه الطرق الملتوية.... لو كان صادقاً...لخطبك منذ زمن....لا أريد أن أظلمه فلكل واحد ظروفه....ولكنني أنصحك ياشوق...لاترمين نصيحتي بعرض الحائط...-ابتسمت لي وقالت-.هيا ابتسمي"

ابتسمت وقلت براحة"سأحاول ...شكراً لك"

ابتسمت وقالت"لاشكر على واجب...ومتى احتجتني أنا موجودة"

حتماً أنا محظوظة لامتلاكي لصديقة مثل هيام ....فأنا لا أتردد عندما أخبرتها عن تصرفاتي السيئة فالماضي... لأنني مهما أخبرتها عن تصرفاتي السيئة... فلن تفكر أنني شخص سيء... لأنها تعلم أن الذي بداخلي أنقى وأجمل ... وما أجمل الصداقات الصادقة.... التي لا تأتي عن مصلحة.... وما أجمل الصديق عندما يزيح الكم الهائل من الهموم..... التي تحتجزه بداخل صدرك.... أتدركون كيف سيثقل وزننا ونحن نحتجز أحزاننا في صدرنا؟... ألا تدركون عندها بأننا سنتعفن معها... وسنصبح غير قادرين على مواصلة حياتنا طبيعية

فليس هنالك أجمل من ترضى بقدرك وأن تحمد ربك وتقول"الحمدالله على كل حال"
فنحن نعلم أن حال الناس ليس أفضل من حالنا .....

ولكن هل يعقل بأن (ملكة العناد استسلمت؟!)...ربما... فبني آدم لا يظل على طبعه...

.........


دخلت المنزل وأنا أشعر بالراحة قابلت والدتي في غرفة المعيشة وهي تبعد الأرائك لتنظف ما تحتها... تركت حقيبتي ورحت أساعدها في إزاحة الأرائك....

"السلام عليكم"

ابتسمت أمي وردت السلام" وأخيراً عرفتي كيف تلقين السلام مثل الناس"

قلت بعباطة"وهل كنت ألقي السلام مثل الحيوانات؟! "

ابتسمت والدتي وهزت كتفها"لا أعلم"

"أمي... أريد أن أسألك سؤالاً...ماهي الفائدة التي تجنينها عندما تبعدين هذه الأرائك... وتنظفين ماتحتها غير آلام المفاصل والظهر؟!... ففي النهاية لن يرى أي أحد ما بأسفلها"

"أنني نظيفة... وأحب أن يكون كل ركن في منزلي نظيف..فأشعر بالراحة النفسية.." ورفعت حاجبها تقصدني في كلامها

"أتقصدين بأنني قذرة؟! "

فاجأتني صراحتها"أجل... لو لم تكوني قذرة لما دسستي المناديل التي تستخدمينها وراء الأرائك.... مالذي سيصيبك لو أنك حركتي جسدك ورميت المنديل في سلة المهملات... أتحسبينني لا أعلم؟! "

ضحكت وقلت"لن يحدث لي شيء.... ولكنك تعلمين بأنني فتاة كسولة "

قالت أمي بنصح"الرجال لا يحبون الفتاة الكسولة والتي لا تهتم بنظافة منزلها... يجب أن تتعلمين دروساً كثيرة"

أومأت رأسي وحملت حقيبتي وذهبت وأنا أقول"تكفيني دراستي ".....وقبل أن أدخل غرفتي... تذكرت موضوع خطبتي من فهد وقلت بسرعة...

"ماذا بشأن موضوع خطبتي -وبأمل-هل غير والدي رأيه"

تنهدت أمي بعمق وهي ترجع الأرائك إلى أماكنها بعد أن انتهت من التنظيف... وأومأت رأسها بلا


"قال والدك بالأمس أن عقد قرانك من فهد سيكون بعد يومين"






انتهى الفصل الرابع...


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-19, 05:22 PM   #14

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد....
.
.
.
.
الفصل الخامس

.
.



16/3/2015

توقفت قدماي أمام باب الفصل... لقد تغيبت مده لا بأس بها عن المدرسة... وقد فاتتني دروس كثيرة.. وعلي كرس جهدي في كتابة دروسي... سأطلب من أثير مساعدتي فهي طيبة... وضعت يدي على قبضة الباب وفتحته... من حسن الحظ أنه لاوجود لمعلمة في الفصل إلا أنني استغربت من الهدوء الذي خيم الفصل عندما فتحت الباب... شعرت لبرهه أنه ليس فصلي... ولكنني عندما امعنت النظر في وجوه الطالبات... تأكدت من أنه هو نفسه فصلي الدراسي... دخلت بهدوء وجلست على مقعدي ولم أنطق بأي كلمة...شعرت بالأسف عندما لم أرى أثير... ياترى مالذي حدث لها... أرجو أن تكون بخير... وكأنها سمعتني فدخلت الفصل.... انصدمت من مظهرها... وتفحصتها من فوقها إلى تحتها.... وانطلقن الفتيات ليتحمدن عليها بالسلامة....

نهضت من فوري وساعدتها على الجلوس... وقلت بقلق"حمداً لله على سلامتك مالذي حدث لرجلك؟ "

ابتسمت أثير "حادث بسيط"

قلت"هل حظرتِ اليوم فقط؟! "

مددت أثير رجلها السليمة وقالت "أجل... لقد فاتتني دروس كثيرة"

قلت "وأنا كذلك... اليوم حظرت لقد تغيبت لمدة أسبوع تقريباً"

نظرت إلي أثير وقالت مستفسرة"لما؟! "

قلت "لاحقاً سأخبرك..أفكاري الآن مشتتة"

قالت أثير بفضولها المعتاد"الجوود لا أطيق صبراً حتى أعلم مالذي حصل هيا اخبرينني؟

ولكن بعض المعلمات يخترن الوقت الغير مناسب للحظور... دلفت المعلمة وألقت السلام.... وقفنا احترماً لها ورددنا السلام....ألقت المعلمة نظرة على رجل أثير اليمنى الملفوفة بالضماد... وعلى العكاز الملقى على الأرض بجانبها....

قالت المعلمة بقلق"حمداً لله على سلامتك يا أثير مالذي حدث"

ابتسمت أثير"مجرد حادة بسيط"

أومأت المعلمة رأسها متفهمة"وهل تأذى أي أحد آخر"

أنزلت أثير رأسها وصمتت لتحبس عبراتها... تفهمت المعلمة أثير فبدأت بشرح الدرس... وعيني لم أرفعها ثانية عن أثير... كانت طوال الدرس منزلة رأسها وأسمع شهقاتها المكبوته... مالذي حصل يا أثير لتبكي... متى سينتهي الدرس.... وفجأة جاءتني فكرة...

رفعت يدي مستأذنةً"معلمتي"

"ماذا هناك؟! "

"هلا رافقت أثير إلى غرفة الممرضة"

"أتؤلمها رجلها؟! "

"أجل"

"تفضلا"

ساعدت أثير في الوقوف وخرجنا من الفصل واتجهنا لغرفة الممرضة... حتى لا أكذب.. لم نتحدث أنا وأثير أثناء مشينا... طرقت باب غرفة الممرضة واستأذنتها للدخول... أذنت لنا ودخلنا...

الممرضة جاءت وساعدت أثير معي في الجلوس...

قلت"فقط تود أن ترتاح.."

قالت الممرضة لأثير"هل تؤلمك رجلك؟ "

أومأت أثير رأسها بلا... وأطلقت الحرية لشهقاتها وانخرطت في البكاء.... أجلست أثير وكدت أن أبكي لبكائها وقلت بقلق..

"مابك يا أثير بالله عليك أخبريني"

"آه يا جود... لقد مات وتركني... لقد توفى والدي في الحادث... مات ...مات" وبكت

بكيت لبكائها وقلت"وأنا كذلك يا أثير مات والدي... لقد قتل.....قتل.. ولم أستطع إنقاذه"

كانت الممرضة تراقبنا باستغراب وعيناها تدمعان... فكلمتي"موت وقتل"ليستا هينتين البته
بعد أن هدءنا.... عدنا إلى الفصل ونحن أفضل قليلاً ...لم أستطع إخبار أثير بمشكلتي.... سأنتظر إلى تهدأ الأمور.... أو... أو ربما سأتصرف هذه المره بطريقتي...

التفت للوراء لأحدث شجون...

"شجون"

رفعت عينيها وقالت بهدوء"ماذا هناك؟! "

"أمم... إذهبي مع السائق لوحدك هذا اليوم سأعود مع أثير"

"حسناً...لا أهتم"

التفتت لي أثير مستغربتاً فغمزت لها ....فأعطتني ورقة فتحتها وكان المكتوب"مالذي تفكرين به؟ "

كتبت"سر... عندما تتحسن الأمور سأخبرك اياه" وأعطيتها الورقة وبدأنا نتبادل الرسائل

.........

أخبرني الشرطي بأنه يمكنني الدخول لمقابلة الضابط... دخلت بتردد وتوتر....

وأشار لي بأن أجلس... ألقى الضابط علي نظرة ثم قال"خير إن شاء الله... ماهي مشكلتك"

صمت لبرهه ثم قلت بتردد"جئت... جئت لأبلغكم عن قضية قتل... قد حدثت منذ فترة أرغب بأن أفصح لكم عن قاتل والدي"

قال مستغرباً"ومن هو والدك يا آنسة؟! "

"محمد بن سالم العادي"

صمت ووضع يده على ذقنه"ومن هو باعتقادك؟!."

قلت بشجاعة"زوجي... سلمان البحري"

سجل الضابط الملاحظات وقال"اسم والدك ليس بغريب علي... ولكن سأتحقق من القضية ....وسأفعل ما بوسعي... ولكن هل لديك أي اثباتات أو أدلة تثبت أن زوجك هو القاتل؟! "

قلت بأسف"لا ولكنني سمعته خلستاً يتحدث مع ابنه عن قتل والدي ولكن أرجوكم لا تخبروه عني"

.............

خرجت وأنا أفكر في نفسي... هل مافعلته صحيحاً...ولكن أشعر وكأنني تهورت قليلاً أو ربما كثيراً... ركبت سيارة والدة أثير (مطلقة) التي كانت تنتظرني....

"آسفة لتأخيركن"

قالت والدة أثير"لاداعي لذلك يابنتي... أنتي أطلبي ونحن بخدمتك"

ابتسمت للطف والدتها.... كم أتمنى أن تكون لدي أم... لن أقول كوالدة أثير بل فقط أتمنى أن تكون لدي أم لأشكي لها أحزاني...لتنصحني... لتهتم بي...

تكلمت والدة أثير"تفضلي معنا في منزلنا"

قلت بإحراج"لا.. شكراً"


قالت أثير موافقة لرأي والدتها"أجل... لاتخجلي يالجود... فكما تعلمين أنه لايوجد رجال في منزلنا... فقط أنا وأمي وأختي الصغيرة... أريد أن أتحدث معك في أمور كثيرة"

قلت بتردد"حسناً"

"هل تريدين إخبار والدتك؟! "قالت والدة أثير

ابتسمت بسخرية.... والدتي؟!...التي لم أرها في حياتي... التي لم أنعم بحنانها...

قالت أثير متداركة للموقف"أمها متوفية"

ندمت أم أثير وقالت بهمس"رحمها الله... إذن و.. "

قاطعتها أثير"لا داعي" وأعطت والدتها نظرة بمعنى أن تتوقف عن الكلام



..........

"مابك لا تأكلين؟! ...هل حدث شيء؟! "

قلت بهدوء وتوتر"خائفة.. ومتوترة قليلاً"

"لماذا ذهبت لمركز الشرطة"

"سأخبرك حالما تهدء الأمور"

"لا أستطيع... لا أطيق صبراً ...ستخبرينني لقد حسمت الأمر"

ابتسمت وقلت"حسناً فلتشاركينني خوفي وتوتري"

ابتسمت أثير مشجعة لي فقلت لها"بعد انتهائي من وجبة الغداء"

أكلمنا الغداء وابتسمت لأثير... ولفضولها حتى أنها كانت تأكل بسرعة... وكأنني سأهرب...
بعد أن انتهينا..جلسنا متقابلتين فوق السرير وقالت أثير بحماس"هيا"

"هههه أضحكتني... أحب أن أحرق أعصابك... غيرت ر... "

قاطعتني بضجر"الجوووود...أقسم إن لم تتحدثي.. لن أحدثك ثانية"

ابتسمت وأخبرتها بكل شيء... انتيهت من حديثي وتفحصت ملامح وجهها لأرى ردت فعلها... ولكنها كانت صامته وتراقبني بجمود... ثم قالت بعصبية أرعبتني"غبية"

رجعت للوراء وقلت"مابك... سلمان يستحق ذلك وأكثر"

تنهدت أثير وقالت"الجود... مماذا عقلك مصنوع... لقد ورطي نفسك... حسناً أنا معك سلمان يستحق ذلك ولكن والدك لا يستحق... هل نسيتي من كان يصبحك ويمسيك بالضرب... هل نسيتي من كان يهينك ويذلك... ويجعلك تتسولين... هل نسيتي؟؟!.. ولكن لندع هذا جانباً هل أنتي متأكدة من أن سلمان هو من قتله؟!... هل لديك أي دليل؟!... هل تظنين أنهم سيصدقونك بمجرد أنك سمعت مجرد حديثهم ....شكوتك فاشلة صدقينني... هل نسيتي مكانت سلمان.؟.. لن يصدقونك"

قلت "أجل.. لأنني ابنت سكير... ولكن أنا لا أستطيع أن أصمت عن أمر كهذا... سلمان وابنه علي يجب أن يسجنا... أيظنون أرواح الناس لعبة بأيديهم....؟!"

أثير "والآن؟! "

قلت بهدوء"لنرى ما سيحدث... ولكنني متأكدة بأنهم لن يسجنونه"

أثير تنهدت وقالت مغيرةً الموضوع"ماذا تحبين أن تشربين؟! "

...........


دخلت القصر وكان الهدوء يعمه.... لمحت شخصاً واقفاً متكتفاً وهو ينظر إلي بعصبية..... تقدم مني وقال بعصبية"أين كنتي"

رفعت حاجباي وقلت"ليس من شأنك"

قال بعصبية أكبر"بل من شأني... أين كنتي"

قلت ببرود وأنا ألعب بأصابعي"مع صديقي" نظرت إليه فابتسمت

نظر إلي بصدمة وأمسكني بقوة من معصمي"وبكل وقاحة تقولينها؟!...... صدقيني إذا كررت هذه الكره مرةً أخرى... ستندمين... وعندما تخرجين يجب أن تأخذي الإذن مني أولاً...وعندما تكلمينني تكلمي باحترام رجاءً ...لأنني لا أضمن في المرة القادمة أن لا أرتكب فيك جريمة"

ابتسما وقلت ببرود"وما الجديد فأنت معتاد على قتل الناس وارتكاب الجرائم... تكاد أن تكون هوايتك"

ولم أشعر إلا بكف سلمان يطبق على خدي بكل قوته وصرخ في وجهي وهو يقول بعصبية حتى أنني خفت أن يقتلني حقاً"اخرسي"

لم أنطق بأي كلمة... ودفعني للوراء وذهب... لو كان بإمكاني أن اخنقه لخنقته من غيظي... التقت نظراتي بذاك الكائن الذي أطلقت عليه لقب"خريج السجون"وهو علي.. كان ينظر إلي بشماته وغيظ في نفس الوقت... أعطيته نظرة احتقار ...ومشيت باتجاه المصعد بغنج لأغيظه...
وصلت لغرفتي وألقيت بجسدي فوق السرير وسرعان ما دخلت لعالم الأحلام....

.......

اليوم التالي....

نظرت لأمي وقلت بعناد"لن أذهب"

أمي وهي تحاول ضبط أعصابها"شوق لا ترفعين ضغطي... أطيعيني"

"أخبري والدي بأنني لن أتزوجه"

قالت والدتي بعصبية"شووق....هيا انهضي... لن أخبره وستذهبين... وستتزوجين فهد رغماً عن أنفك... أتظنيننا نلعب؟!.. تارةً نوافق وتارةً نرفض؟! "

عضضت على شفتي السفلى بقهر وقلت"أريد من رينا أن تذهب معي"

تنهدت أمي وهي تضع يدها على جبينها وهي تقول بيأس"وهل ستعتمدين على ابنت خالك رينا في كل شيء؟! "

"فقط اليوم... سأذهب وأتصل بها"

ذهبت وعدت بعد أربع دقائق وانا ابتسم"وافقت وستذهب معنا خالتي أم رياض معنا"

"ما رأيك أن تدعين صديقاتك ومن في الحي بأكملهم لنذهب لشراء فستان حفلتك"

قلت وانا ابتسم"فكره جيدة.... "وانفجرت من الضحك وأنا أرى أمي تلتفت يمينا ويساراً وكأنها تبحث عن شيء لترميه فوقي من فرط غيظها وقلت وأنا أضحك"أمزح... أمزح"

قالت بغضب"وهل ترين الوقت المناسب للمزاح... اذهبي وارتدي عباءتك"

ذهبت باستسلام... ومررنا على قصر سلمان لنأخذ معنا خالتي أم رياض وابنت زوجها...رينا(ابنت أم علي).....

دخلن وألقين التحية وتوجهنا للسوق.... كان الجميع سعيد من أجلي... ولكنني لم أكن كذلك.... كنت أرى خيوط الأمل تذبل أمامي

إلى اختفت نهائياً....قاطع تفكيري رينا وهي ترفع فستاناً أنيقاً زهري اللون ....

"ما رأيك بهذا الفستان"

قلت بهدوء"جميل... سآخذه"

ابتسمت رينا بسخرية وقالت"في أحلامك... هذا لي"

اتسعت عيناي وقلت"هل جئتي لتختاري فستاناً لك أم لي؟! "

رينا"أعجبني فاخترته... ثم إنه لا يناسب لعروس مثلك "

قلت باستياء"لست عروس"

رينا استغربت من انزعاجي وقالت"هل أنتي متوترة؟! "

"بل خائفة"

ضربتني بخفة على ظهري... ولكنني فتاة رقيقة يؤلمني كل شيء
قلت بعصبية"يؤلم... إياك أن تعيدينها"

ابتسمت رينا وضربتني بخفة وذهبت مسرعة قبل أن انقض عليها... وأحرجها....




...... . .....



وقفت أمام باب المستشفى بتوتر... والخوف يسري في جسدي من النتيجة....اليوم سأفحص... لا أريد أن يحدث الذي في بالي يالله.. قلت في سري"بسم الله"....ووضعت قدمي على أرض المشفى... ولكنني تراجعت للوراء.... وأنا أفكر.... ماذا لو علم زوجي... ماذا سيفعل حينها؟!.... أقل شيء يفعله ...هو أن يطلقني.... ولكن ماذنبي أنا؟! تشجعت ودخلت... وعملت بعض الإجراءات اللازمة... وجلست انتظر دوري... وأنا أدعي ربي... أن لا أكون إمرأةً عقيم...بعد أن انتهيت من الفحص... خرجت وأنا أدعو الله في سري ...جاءني اتصال وكان المتصل زوجي بدر...

رددت وقلت بهدوء"الو... السلام عليكم"

رد بعصبية"أين أنتي؟! "

استغربت من عصبيته وقلت"مابك؟! "

تنهد وقال بهدوء"لقد تأخرت..ألم أقل لك عندما ينتهي دوامك أن تمريني"

قلت "حسناً لا تغضب... أنا في طريقي إليك سأشتري الغ.... "

قاطعني وهو يقول"سأموت من الحر يا غلا... تعالي لي أولاً"

"إن شاءالله"

اغلقت الهاتف وتنهدت... وأنا أتخيل ردت فعله لو كنت عقيم... مرت ثلاث سنوات على زواجنا.... ربما ليست بالمده الطويلة ولكن... هذا الأمر يقلقني كثيراً...وخاصةً عندما أرى تعلق بدر زوجي بالأطفال...

حركت السيارة واتجهت نحو مكان عمل بدر......أوقفت السيارة وأنا أرى بدر يقف تحت المظلة ويمسح جبينه من الحر... شعرت بالذنب... ركب السيارة...

"السلام عليكم"

"وعليكم السلام... آسفة لتأخري...تأخرت في المدرسة"

انتظرته ليرد.. ولكنه كان صامتاً...
قلت بندم"هل أنت غاضب مني.؟!"

قال بهدوء"لست غاضباً...توقفي عند مطعم لنشتري الغداء"

ارتحت قليلاً وتوقفت أمام المطعم الذي أرشدني إليه بدر
...........

نزلت للأسفل وأنا أمد ذراعاي للأعلى... كان البيت هادئاً....سمعت صوت أم معاذ وأم علي يتحدثن في غرفة المعيشة بصوت خفيف... اقتربت ووصلت عند باب غرفة المعيشة... وتنصت لما يقلنه...

أم علي"حسبي الله عليها... منذ أن تزوجها وأبو علي هذه حالته"

أم معاذ"غيري الموضوع... لأنني لا أتحمله... ماذا عن والدة قيس"

أم علي"أخبرتني بأنها تود رؤيته "

أم معاذ"هل سيذهب إلى لبنان لزيارتها أم هي ستأتي؟! "

أم علي"طبعاً هو.... ولكنني أرأف لحاله... والده......... "

سمعت ماتحدثت به أم علي وكانت صدمة لي.... هل يعقل أن يكون سلمان.. بهذه الحقارة والجشع.... وقيس... شعرت بالأسف نحوه... فهو لا يعلم شيئاً.. علمت أن امه لبنانية ....و

"ماذا تفعلين؟!... هل تتجسسين عليهن؟! "

كاد قلبي أن يقع من الخوف... التفت لزياد وأشرت له بأن يصمت... نظر إلي ثم قال"لقد ملتت هل تودين أن تلعبين معي"

"ماذا ألعب؟! "

"ألعاب الفيديو"

نظرت إليه ببلاهه ثم قال"اتبعيني"

ذهبت وراءه وسمعت صوت باب القصر يفتح.... ودخل منه زوجي العجوز... متجهم الملامح... ينظر إلي بنظرات كادت أن تحرقني... اقترب مني... وشعرت بالخوف... ذهبت بسرعة واختبأت وراء زياد...

صاح سلمان بعصبية"جوووود.... ياحقيرة"

زياد استغرب وأنا تمسكت به بقوة... حتى أنه كاد أن يقع....

نظر سلمان لزياد وقال"ابتعد"

وأنا ازيد تشبثاً بزياد وأقول له"لا تبتعد... سيقتلني لا لا"

وصرخت وأنا أرى سلمان يقترب مني ...ابعدت يدي عن زياد وركضت خارجة من القصر.... اصطدمت بعلي من خوفي ولم أدع له الفرصة ليشتمني.... اختبأت وراء الشجيرات الصغيرة وجلست... وأنا أضع يدي على صدري وأتحسس نبضات قلبي السريعة... قلت في نفسي(هل يعقل أنه علم أنني اشتكيت عليه.... سيقتلني الآن حقاً...أن غبية كما قالت أثير) سمعت صوت أحد يلهث ورائي....
التفت ببطئ وأنا أرى وجهه خلفي مباشرة... وسرعان ما أطلقت صرختي

"آآآآآآ... كككلب"

وركضت بسرعة.... ماهذا اليوم... أشك بأنني سأموت حقاً من الرعب... سمعت صوت باسل شقيق رينا وعلي يقول"لا تركضي سيلحقك"

ولكنني كنت مستمرة في الركوض.... توقفت وأنا أرى سيارة بيضاء تدخل... نظرت ورائي فرأيت باسل قد أمسك بالكلب وأشار لي بأن أهدأ..... نزلت أم رياض ورينا ومعهما امرأتين.... نظرت إلي أم رياض باحتقار والتفتت لامرأة دعتها بأم شوق....

"تفضلا ياأم شوق وشوق"

والدة شوق"شكراً...مرةً أخرى.... غدا تعاليا من وقت قليلاً"

أم رياض ابتسمت"بالتأكيد ....سنساعدك في التجهيزات"

اقتربت فتاة مني علمت أن اسمها هو شوق مدت يدها وصافحتها بابتسامة...

قالت وهي تبتسم"هل أنتي الجود؟! "

نظرت لرينا التي تنظر إلي باحتقار... قلت بغرور"أجل"

"أدعى شوق... ابنة خالة فارس ورياض وعمار"

أومأت برأسي فقالت"هل ستأتين لحضور حفلتي... سأكون سعيدة بذلك"

وضعت يدي تحت ذقني وقلت"سأفكر....حسناً"

ابتسمت وقالت"أراك غداً بإذن الله... إلى اللقاء"

"إلى اللقاء"

ذهبت لغرفتي متعبة وأنا أقول في نفسي(وأخيراً وصلت إلى غرفتي بسلام) تفاجأت وأنا أرى سلمان يجلس فوق السرير تراجعت للوراء وسمعته يقول بهدوء"تعالي"

طمأنتني نبرته الهادئة قليلاً ولكنني نظرت إليه بشك... ربما هو الهدوء ماقبل العاصفة... أشار إلي بأن أجلس بالكرسي المقابل له... ترددت ...ووكلت أمري لله... وجلست على الكرسي المقابل له...
مرت دقيقتان وأنا أراقبه وهو يتنفس بعمق والضيق واضح عليه..

"لماذا اشتكيت علي؟! "

قلت بشجاعة"لأنك قتلت والدي.... هل تظن أنني سأسكت بهذه السهولة عن قضية قتل؟! "

نظر إلي ثم قال"وكيف علمت بأنني هو قاتله"

قلت بثقة "سمعتك بأذني تتحدث عن ذلك "

مسح على وجهه ثم قال"هل رأيتني أقتله؟! "

أومأت رأسي بلا...

"هل سمعت أنني هو من قتلته"

أومأت رأسي بلا"ولكنك مشترك في الجريمة"

تنهد بعمق ثم قال"هل لديك أي دليل على أنني شريك في هذه الجريمة"

أومأت رأسي بلا....
"مرةً أخرى.. لاتفعلين أي شيء قبل أن تتأكدي من ذلك... -ثم قال وملامحه تتغير للعصبية-... هل تريدين أن تشوهي سمعتي برفعك قضية علي....وأنا... تتهمني وتشتكي علي فتاة ابنت سكير... أنت ووالدك مجرد حثالة ....اسمعي من الآن فصاعداً ...إن علمت أن أقدامك أخذتك إلى مكان وأنا لا أعلم ستندمين"

قلت بسخرية"حسناً..عندما أذهب إلى الحمام سأخبرك... وعندما أذهب للمدرسة سأخبرك... وعندما أخرج لأستنشق هواء سأخبرك.. و... "

قاطعني بعصبية"أنا لا أمزح معك.... لا تجعليني أتحمل فوق طاقتي يكفي أن والدك رماك علي... وابتلاني فيك... "

قلت بهدوء"إذا كنت لا تستطيع تحملي طلقني... فهو الحل الأنسب لتريح أعصابك"

قال باستهزاء"وإن طلقتك ألم تفكري أين ستذهبين... هل ستعيشين في الطرقات... وتصبحين متشردة ومتسولة... سأكسب فيك الأجر -وقال بنبرة اغاظتني -لأنك يتيمة... والرسول عليه الصلاة والسلام وصانا باليتيم"

نظرت إليه باشمئزاز وخرجت مجروحة الكرامة ولكنني عدت وقلت "إذن كيف مات والدي"

رفع كتفه وقال"أعدم قبل أسبوعين ويومين تقريباً"

اتسعت عيناي بصدمة"ماذا؟!... لماذا؟! "

"مجتمعنا لا يحتاج لمتسولين وسكيرين وحثالة مثل والدك ل... "
قاطعته بعصبية"لا تقل هكذا عن والدي أيها الأحمق... والدي أفضل منك ومن أمثالك.. على الأقل لم يمكن جشعاً ليستولي على أملاك أ.... "

قاطعني بعصبية"اخرسي..... إياك وأن تتكلمين بذلك أمام أبنائي... ستندمين"....وذهب...

حقاً إنه عجوز أحمق... رفعت كتفي وكأن الأمر لا يعنيني... وذهبت لزياد لألعب معه ألعاب الفيديو.... مع أنني لا أعلم كيفية لعبها.... وأنا ألعب مع زياد... دخلت أم معاذ وقالت

"زياد أ..... -وصمتت عندما رأتني... رفعت حاجبيها ثم قالت - أين وضعت الملف الأسود"

قال زياد وهو مندمج في اللعب"في دولابي"

تنهدت أم معاذ وقالت"ألم تكبر على لعب هذه الألعاب"

نظر زياد للتلفاز وقال"ولكنها ألعاب للكبار والصغار"

أخذت أم معاذ الملف الأسود من دولاب زياد وخرجت...

قلت "هل تجيد السياقة؟! "

قال زياد"أجل ولكنني لا أملك رخصة قيادة"

قلت"غير مهم فقط أريدك أن توصلني لمكان قريب جداً جداً"

"لماذا لا تذهبين مع السائق"

"لا أريد"

"أين تريدين أن أوصلك؟! "

"إلى السوق"

"لا أملك سيارة"

"خذ سيارة معاذ أو السائق"

"طلبت من السائق لعدة مرات بأن يعيرني سيارته ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل... فقط نبهه والدي أن لا يعطينا"

"إذن؟! "

"سأطلب من قيس ".....وذهب وبعد قليل عاد ومعه مفتاح السيارة وهو يبتسم بانتصار

قلت باستغراب"هل أعطاك بهذه السرعة؟! "

"أجل مقابل أن أشتري له وجبة العشاء ....وأن أكتب له بحث.."

"وهل وافقت؟! "

"أجل... لأنك أنت من ستكتبين البحث "

قلت باستسلام"حسناً.... سأذهب لأتجهز".....ذهبت وعدت بعد فترة
.......
ركبنا سيارة قيس الرياضية.... وأنا أتأملها بتعجب.... حرك زياد السيارة..... وأنزلت النافذة التي بجانبي وابتسمت...التفت لزياد وقلت..

"ماذا لو صادفتنا نقطة تفتيش"

"تفاءلي"

تحدثنا في مواضيع مختلفة ثم أوقف زياد السيارة فجأة... نظرت إليه والتوتر واضح عليه.... نظرت للأمام فرأيت نقطة تفتيش....توترت.... وأنا أرى الشرطي يشير إلينا بأن نتوقف.... أنزل زياد النافذة ولم ينطق بأي كلمة... فقد نسي أن يسلك الطريق الآخر....

تقدم الشرطي وقال "السلام عليكم"

"وعليكم السلام"

"أعطني ملكية السيارة ورخصة القيادة لو سمحت"

فتح زياد الصندوق الواقع بين الكرسيين الأماميين وأخرج ملكية السيارة وأعطاها للشرطي....
تحقق الشرطي من الملكية ثم نظر لزياد وقال

" أين رخصة القيادة ؟!"





انتهى الفصل الخامس.... أتمنى أنه نال إعجابكم....
محبتكم:Al-jood


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-19, 07:22 PM   #15

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
.
.
.
.


## الفصل السادس ##







تحقق الشرطي من البطاقة ونظر لزياد"أين رخصة القيادة"

توتر زياد وقال بثقة مصطنعة"نسيتها ف سيارتي الثانية"

ابتسم الشرطي بسخرية"هذا الكلام لا يمر علي ...تفضلا معي إلى المركز...- ثم القى نظرة علي وقال بحدة- من هذه؟!"

قال زياد بتلعثم"أ أختي"..

الشرطي"بطاقتكما الشخصية لو سمحتما"

قلت"لا أملك بطاقة شخصية"

الشرطي نظر الي باستنكار...

قلت"أنا زوجة والده"

زياد نظر إلي بقهر...

الشرطي باستهزاء"ومن هذا الأب الأحمق الذي سيتزوج من فتاة بعمر ابنه"

قلت "ليس من شأنك اعتقد أن وظيفتك ليست التدخل في شؤون الآخرين"...

اشتشاط الشرطي غضباً"تفضلا معي "

قلت "شكراً شكراً....لانحتاج لضيافتك إننا مشغولان رجاء لا تعطل أعمالنا"

عض الشرطي شفته السفلى بقهر"بل أنتما من تضيعان وقتي"

قال زياد بإحراج "سامحنا هذه المرة "....وأعطاني نظرات توعد

الشرطي أصر أن نرافقه لمركز الشرطه... وسيارة قيس حجزت لمدة 24 ساعة.... واتصلوا بسلمان الذي كان وجهه لا يبشر بخير عندما دخل مكتب الشرطة ورآني أنا وزياد.... كان زياد منزلاً رأسه من الإحراج والخوف من والده... أما أنا كنت ابتسم بانتصار عندما أخبر سلمان الشرطي بأنني زوجته.... طوال الطريق وسلمان هادئ.... ومثل مايقولون... لاشك بأنه الهدوء ماقبل العاصفة... وخاصةً عندما نظر إلي تلك النظرة التي لم أفهمها..... وصلنا القصر وقابلنا في طريقنا عمار وقيس وإياد....

كانو ينظرون إلينا باستغراب....لزياد الذي تتضح على ملامح وجهه التوتر والخوف... وعلي أنا!!... التي كنت أمشي بغرور!!... وعلى سلمان الغاضب....

ابتسم قيس واتضحت غمازته اليتيمة في خده الأيمن التي لاحظتها للتو... عندما استنتج الذي حدث.... خرجوا الثلاثة.... أما نحن وقفنا عندما وقف سلمان أمام المصعد...

سلمان بهدوء"ارحلي"....مددت شفتاي ونظرت لزياد الذي زاد توتره... شعرت بالذنب...

"أنا التي طلبت من ز... "

قاطعني بصوت أقرب لفحيح الأفعى"قلت لك ارحلي"...

نظرت لزياد ففهمت من نظراته بأنه يود مني أن أرحل.... فتح المصعد فخرج منه باسل ورينا وشجون.... ذهبت إليهم وقلت...

"إلى أين ستذهبون"

قالت رينا "ليس من شأنك"

باسل"للسوق"

قلت"أود الذهاب معكم"

وقبل أن تعترض رينا وافق باسل وذهبنا... حتى أنني لم ألحظ نظرات سلمان القاتلة وهو ينتظر مني أن أستأذن منه في الخروج....


........
قبل أن أركب سيارة باسل سمعت أحدهم يناديني... "الجود؟! "

التفت له فكان قيس "نعم؟! "

قيس باستغراب"سيارتي؟!... أين هي؟ "

تذكرت السيارة وانفجرت من الضحك وقلت "لقد حجزت في مركز الشرطة ل 24 ساعة يالك من مسكين"

رفع حاجبه استنكاراً"مالذي تقولينه؟! هل فعلتما بسيارتي شيئاً؟!.."

قلت"لا تخف إنها سليمة"

إياد بضحك"غبي... لماذا أعطيته"

قيس باستياء"كنت أريد أن استفيد منه ....لا أستطيع كتابة البحث يدي تؤلمني-نظر إلي ثم قال-كان عليه أن يسلك طريق لا توجد به نقطة تفتيش"

رفعت كتفي بعدم مبالاة وركبت سيارة باسل واتجهنا نحو السوق....

عدنا بعد ساعتين من ذهابنا وأنا أمسك ظهري بألم.... رأيت زياد أمامي.... فاقترب مني... وأنا أتأفف... ليس وقته...

قال زياد"باركي لي"

قلت باستغراب "مبارك... ولكن لماذا؟! "

قال زياد بابتسامة"سأتعلم القيادة"

ابتسمت"حقاً؟!.."

أومأ زياد رأسه بنعم ومد لي ورقة"أكتبي له البحث.... هذا هو الاتفاق"

قلت باستنكار"ولكننا لم نذهب إلى المكان الذي أريده...وفوق ذلك أنا متعبة"

أعطاني الورقة وقال"يريدها غداً... لاتنسي بأنك السبب... ولكن أشكرك.. فبسببك سمح لي والدي بأن أتعلم القيادة"

قلت وأنا أحك شعري باستغراب"والدك غريب... ألم يكن غاضباً"

ضحك زياد وذهب... رفعت كتفي بعدم اهتمام وذهبت لغرفتي....
نظرت إلى الورقة بكسل... وأنا أشعر بالنعاس.... آه ارحموني أريد أن أنااام.... قرأت التعليمات... وبدأت أكتب له بكسل..ففي النهاية أنا لا أخون بوعودي.... انتهيت بعد نصف ساعة ويدي تؤلمني.... ألقيت بجسدي على السرير ودخلت في سبات عميييق...
...........




اليوم التالي....

نهضت وأنا أشعر بألم في كامل جسدي... دخلت الحمام... وأخذت حماماً دافئاً ....وارتديت ملابسي... أخبرت خادمتي الخاصة بأن تحضر الطعام إلى غرفتي لأنني أشعر بالكسل.... وقعت عيناي على أوراق البحث... فقررت أن أسلمها له بعد أن أفطر... جاءت الخادمة وأخبرتني بأنها قد أتت بالطعام... وأكلت منه قليلاً ثم قمت وأنا أمد ذراعاي للأعلى...

نظرت للخادمة فابتسمت"كم عمرك"

ابتسمت الخادمة فقالت "28"

وبدأت احسب فارق السن بيننا فكان كبيراً...وقلت بابتسامة"فارق السن بيننا كبير ولكن سأعدك أختي الكبيرة... -وابتسمت لفكرتي-أجل أختي.. ههههه أحس بأن الكلمة غريبة على لساني"

الخادمة"ألا تملكين أي أخوات؟! "

ابتسمت بسخرية وقلت"أنا لا أملك أخوات... ولا اخوان... ولا أب ولا أم.... أنا وحيدة في هذه الدنيا...وكأنني مقطوعة من شجرة...-أردت أن أتحدث أكثر فعقبت-... لا أحد يهتم بأمري... ببساطة لأنني لا أملك أهل ليدافعو عني... لسندونني... ليفتخرون بي "

وصمت ...لأن الكلمات أصبحت غير قادرة عن التعبير ...



رأيت الخادمة تمسح دموعها وقالت وهي تقشعر وكأنني ذكرتها بشيء"الحمدالله على كل حال
"


أخذت الخادمة الأطباق وذهبت.. وعدت وحيدة... أسيرة بين زوايا هذا المكان... ولكنني لا أكترث سواء أكنت أسيرةً أم لا.. أخذت الأوراق... ونزلت لطابق الثالث بواسطة الدرج.... احترت أي غرفة هي غرفته... ولكن ماسهل علي هو خروجه من الغرفة... كان ينظر لهاتفه ويبتسم... انتبه لي فرفع عينه وقال "أنتي!...-صمت ثم قال-صباح الخير"

قلت ببرود"صباح النور"....تقدمت منه ومددت الأوراق بدون أن أتكلم...

رفع رأسه بعدما كان ينظر لهاتفه... استغرب ولكنه عندما علم ماهي أخذها مني وبدأ يقلب صفحاتها وأنا أراقبه .. رفع لي الورقة ورفع حاجبيه استنكاراً وقال
"إنك فعلاً تجيدين كتابة اليابانية ..هل أنتي جادة -نظر للكتابة وأردف-حتى خربشة الأطفال أفضل من خطك...في النهاية لم أستفد منكما .……وفوق ذلك حجزت سيارتي ليوم كامل .-وقال باستياء-.عديما الفائدة"...

شعرت بالإحراج وأنا أنظر لخطي ...لا أعلم كيف كتبت هكذا.. حتى خربشت الأطفال أفضل منه.. ربما من الإرهاق كتبت هكذا وقلت بدفاع وحنق"كنت متعبة ....فلتقل الحمدالله لأنك وجدت أحداً ليكتب لك...أوف "

رفع حاجبه وقال بغرور" أحتاج إلى ترجمة لأفهم الخربشات التي كتبتها...-ثم أردف بهمس-حسناً أتعبت نفسك للا شيء لا أحتاجه...شكراً"

أغاظني... أغاظني... أكاد أن أنفجر.... قلت بعصبية...

"تباً لك... لا أهتم إن كنت تريده أو لاتريده... أنا كتبته لأنني شخص أفي بوعودي.... ولكنني حمقاء... لأنني فعلت معروفاً لشخص لا يستحق "

أخذت الأوراق من يده بقوة ومزقتهن لنصفين... ورميت الأوراق في وجهه وذهبت وسط نظراته المذهولة... وأنا ابتسم بانتصار

..........

كنت أراقب الطيور في السماء وعيني تملأها الدموع.... وشفتاي ترتجفان... أحاول كبح شهقاتي ولكنها بكل إصرار تحارب للخروج... فأصدر شهقات مؤلمة... اليوم... سوف يرتبط اسمي مع شخص لا أتمنى أن يكون شريك حياتي... مع شخص لا تتعدى مشاعري اتجاهه مشاعر الأخوة.... آه ياحبي المسكين ...بل آه ياحبي اللعين كم ذوقتني المر والألم.... كم ذوقتني تعاسة الحياة عندما أحرم منك
......

دخلت أمي وقالت بملل "المصففة قد وصلت.... دعي الليلة تمر على خير.... لا تحرجيننا"

خرجت والدتي وشددت على قبضة يدي.... كنت أود أن أصرخ بأعلى صوتي.... لأخرج الكبت الذي بداخلي.... لأوصل لهم صدق مشاعري... وكم كسروني وجرحوني....

دخلت المصففة وبدأت بتصفيف شعري... كانت تستغرب من كل دمعة تذرفها عيني.... ولكنها لم تنطق بأي كلمة.... انتهت من تصفيف شعري بعد ساعة تقريباً...وجاء دور فنانة مساحيق التجميل.... بدأت بوضع مساحيق التجميل في وجهي وهي مستغربة من عيناي الحمراوتان.... انتهت بعد ساعة أيضاً...وتركوني في غرفتي وحدي... أمي لم تدخل لتطمئن علي.... ووالدي لم يأتي ليرى حالي بعد أن أرغمني .....

طرق الباب ودخلت صديقتي بابتسامتها المشرقة....
وقالت باللهجة المصرية"كيف حالك.... ياقمر"

ابتسمت رغماً عني وقلت"الحمدالله"

رينا"ولكنك حقاً.. قمر.... تبدين جميلة... سيعجب بك... بل سيقول لوالدك أنه سيأخذك اليوم إلى منزله"

قلت"إذا كنتي تعتقدين ذلك فسأزيل مساحيق التجميل وأطلب من أسوء ف...." قاطعتني رينا وهي تضحك... دخلت شجون وهي تبتسم...

"مرحباً...لا ... لا أستطيع ماهذا الجمال ياشوق"

شعرت بالخجل"أخجلتي تواضعي"

شجون"هههههه أي تواضع"

قلت"ماذا تقصدين... هل أنا متكبرة"

شجون"لا... فقط أمزح معك"

طرق الباب فأطلت غلا برأسها وقالت"أأنتن هنا"....دخلت وصافحتهن"مرحباً....لقد اشتقت لكن"
....
عانقت غلا وقلت"وأنا أيضاً منذ أن تزوجتي... وأصبحت لقاءاتنا قليلة"

رينا ربتت على كتفي"لا تقلقي ستصبحين مثلها"

شعرت بالخوف ثم قلت"هل سيمنعني.... -ثم قلت-.. لا لن أسمح له سأفعل ما أريد"

شجون"سنرى"

................
في نفس المنزل وفي الأسفل حيث يتجمع المدعويين...

أمشي بكل غرور وأعين الكل باتجاهي.... لماذا ينظرون إلي هل هم معجبون بي.... نظرت لفستاني الرمادي.... ربما أحرقته أو أسكبت عليه شيئاً....ريما لأنني... ابدو اليوم فائقة الجمال... ابتسمت بثقة... وذهبت وألقيت نظره على وجهي في المرآة وانصدمت.... بل صعقت...أو أقرب شعور هو الإحراج.... أتذكر أنني فركت عيناي...لكنني لم أعلم بأن الكحل سال وشكل بقعة حول عيني... أشبه بالبقعة السوداء حول الباندا.... الآن علمت لما كن الفتيات يتساسرن عند رؤيتي ويضحكن.... وأنا الغبية ظننت بأنهن معجبات.... وانفجرت من الضحك على أفكاري... ومسحت عين الباندا من وجهي وأنا لا زلت أشعر بالإحراج.... ف بالنسبة لي هذه المرة الأولى التي أضع فيها مساحيق التجميل وأخرج بها للناس...

رأيت إحدى الخادمات توزع العصائر... توجهت لها ولكنني فقدت توازني من حذائي الكعب الذي لأول مرة ارتديه... وارتطمت بظهر الخادمة.... وتطايرت أكأس العصير فوق المدعوات... وقفت بسرعة وهربت ودخلت بسرعة للحمام... أنا غبية... غبية... غبية... لأنني فكرت أن أحظر... ماذا سيقولون عني؟!... ومن متى اهتم لحديث الناس.... ضحكت ثم خرجت من الحمام... رأيت في وجهي أم رياض وأم علي... بئساً مالذي يريدانه...

أم علي بحنق"لقد أحرجتنا... كفي عن هذه التصرفات الحمقاء... لقد أخطأنا عندما سمحنا لك بالمجيئ"

أم رياض "لقد اتصلت برياض وأخبرته بأن يوصلك للمنزل"

رفعت حاجباي ثم قلت"لن أعود.... ليس من شأنكما... أنا حره بما أفعل"


أم رياض بعصبية"الجود... لا تجبرينني على رفع صوتي... هيا عودي"

نظرت إليها بملل"أعصابك لا تحرقينها.... لأنني لن أعود وقد حسمت الأمر.... ".

..وذهبت وتركت بركانين ثائرين خلفي.... وذهبت ورقصت مع الفتيات... وبعد قليل دخلت شوق ورينا وشجون وفتاة أخرى معهن... انطلقن المدعوات ليباركن لشوق.... تقدمت بكل ثقة من شوق ومددت يدي وصافحتها...

ابتسمت شوق وقالت"الجود؟!... شكراً لمجيئك"

ابتسمت وقلت"لاشكر على واجب... مبارك لك.."

ردت علي شوق بابتسامة... ونظرت للفتاة الغريبة التي كانت تقف معهن... ولم تكن سوا غلا.... شعرت لبرهه أنني أعرفها ورأيتها من قبل ولكنني سرعان ما طردت أفكاري ...وعدت لأرقص مع الفتيات

.......
دخلنا القصر منهكين كل واحد منا يبحث عن سريره.... دخلت غرفتي فإذا بي أرى سلمان يجلس على السرير ويزيح الفراش لينام...

وضعت يدي على خصري وقلت"ماذا تفعل؟! "

نظر إلي ولم يتكلم وتمدد على السرير ....

اتسعت عيناي بدهشة وابعدت الفراش عن وجهه وقلت بحده"لن تنام هنا... في أحلامك... اختر واحدة من عجائز النار الثلاث ...فلتنم معهن.."

قال سلمان ببرود"أنا حر أنام مع أي واحدة منكن... وإن كنتي لاترغبين في النوم فوق السرير معي... فلتنامي على الأريكة-تثائب ثم قال-أنتي حرة -وأرجع.الفراش وغطا به وجهه-لا أهتم"

قلت بغضب"لا... بل أنت قم ونم على الأريكة أو أخرج"

سلمان"لا تجبرينني على فعل شيء لا يعجبك"

احتقنت الدماء في وجهي وخرجت وركلت بالباب بكل قوتي وتمددت على الأريكة.... شعرت بالبرد.... فدخلت الغرفة وسحبت الفراش من فوق سلمان وذهبت وتمددت على الأريكة وتدثرت بالفراش... ودخلت لعالم الأحلام....

.........

دخلت غرفتي وبدأت أمسح مساحيق التجميل من وجهي.... وأنا أبكي....
لقد عاملني فهد بلطف وبالمقابل أنا... عاملته بنفور... أتذكر نظرات الاستغراب البادية على وجهه... ورغم ذلك لزم الصمت.... يارب قدرني على إسعاده.... يارب أريد أن أنسى فارس..طيبة فهد تجعلني أشعر بالذنب...

نقلت نظري إلى يدي... ورأيت الدبلة المغروسة في إصبعي الأوسط...وشعرت أنني من الآن مقيدة.... دخلت الحمام وأخذت حماماً دافئاً ....وارتديت ثوباً خفيفاً...سمعت رنين هاتفي فاتجهت إليه... كان الرقم غريب... ففضلت بأن لا أرد... .وعاد الهاتف يرن مرة أخرى... فرددت...

لم اتكلم فسمعت الطرف الآخر من الهاتف يقول"مرحباً....أنا فهد... هل أزعجتك"

قلت بهدوء"لا"....وقلت في نفسي "ولكنك ستزعجني من الآن فصاعداً"


أغلقت الهاتف بعد أن تمت المكالمة لنصف ساعة... وألقيت بجسدي فوق السرير....

........
اليوم التالي....

دخلت الفصل وكالعادة صمتن الفتيات عندما دخلت... أريد فقط أن أعلم مالذي يحدث... ولماذا يتحدثن عني؟!... نظرت لأثير وقلت..

"صباح الخير"

أثير "صباح النور"

جلست وأنا أتأفف... رأيت ملامح التوتر مرتسمة على وجه أثير... ضيقت عيني وقلت"مابك؟! "

أثير"لا شيء"

اقتربن مني مجموعة من الفتيات... قالت إحداهن"مبارك يالجود.. سمعنا... بأنك تزوجت....

نظرت إليهن ببرود"أها.. "

قالت فتاة أخرى"وأيضاً علمنا أنك حامل... -وقالت بحماس-في أي شهر أنت الآن"

نظرت إليهن ببلاهه وقلت بغباء"حقاً؟ "

استغربن من ردي وفضلن الصمت....لحظة..هل سمعتوا ما سمعته للتو....

اكفهر وجهي وقلت بتجهم"ماذا قلتي؟! "

فتاة أخرى"هذا ما سمعناه"

ضيقت عيني وقلت"من أخبركن"

وبدأت كل واحدة تشير إلى طالبة في الصف ولم ينتهن الفتيات...
قاطعتهن بضجر"هراء".

وقفت أمام شجون وضربت بقبضة يدي على الطاولة وقلت بغضب
"أنتي من نشر هذه الإشاعة التافهة.... مالذي تريدينه ها؟!... ألا تملكين شيئاً لتفعلينه سوا الإفتراء على الناس"

وضعت شجون يدها تحت خدها وقالت"أممم.... ربما... كلامك صحيح" ورفعت حاجبيها لتقهرني...

ومن فرط غيظي أخذت كتابها ورميته ولم أسمع سوا صرخت المعلمة"من الوقحة التي رمت الكتاب في وجهي"

تعالت ضحكات الفتيات ثم أجابت إحداهن وهي تخبس ضحكتها...

"الجود"

قالت المعلمة بيأس"الجوود.. ماعساني فاعلة معك... لقد سئمت من مشاكلك... -وقالت بصرخة- ألا تكفين عن ذلك"

نظرت إلى المعلمة بحنق وقلت"من الواجب علي أن أدافع عن نفسي... وأن أصحح الإشاعات التي يتداولنها الفتيات عني في هذه الفترة.... "

قالت المعلمة بعصبية"لا أريد أن أسمع... يكفي أنك تضيعين وقت الحصة دائماً....أخرجي من الفصل"...

قلت باستياء"معل.... "

قاطعتني بعصبية "قلت اخرجي... ومن دون نقاش"

نظرت للفتيات... كانت فئة منهن يضحكن... وفئة منهن ينظرن إلي باحتقار... وأخريات ب شفقة....

خرجت من الفصل وجثيت على ركبتي وبكيت.... جلست وأسندت بظهري على الحائط ومسحت دموعي.... فالطريقة التي طردتني بها المعلمة. ... جرحتني.... ونظرات الفتيات لي جرحتني أيضاً.... لماذا؟!... لماذا يصرون على إيلامي؟! ....أجد نفسي منبوذة في كل مكان.... في المدرسة لا يحبونني.... وفي المنزل لا يحبونني أكثرهم يكرهونني...ووالدي الذي مات كان يكرهني.... وأنا.... أكره الجميع.... أكره كل الناس... أتعرفون معنى أن تكونوا بلا أم... بلا أب... بلا أخ وأخت... بلا أهل... بلا سند لك في الحياة...



أشعر بالضعف حقاً...أشعر بالعجز والنبذ... جميعهم يعلمون بأن والدي سكير. ..جميعهم يسخرون من أصلي....أنا عندما ولدت لم أختر أصلي وأهلي.. ماذنبي ليسخرون مني... ماذنبي أن أولد في هذه الحياة البائسة ولا أجد أحداً يتقبلني...

وقفت أمامي وجلست بمثل وضعيتي وقالت بهدوء"لا تهتمي... ربما جرحتك. طريقتها ولكن... لا تكترثي... الجود أنتي أقوى من أن تسمحين لدموعك بالسقوط... كلام الناس لا يجيد سوا الجرح... وتحطيم قلوب الناس.... لذلك لاداعي بأن تفكري كثيراً"

رفعت عيني لصديقتي وسمحت لدموعي بالنزول"لماذا يكرهونني؟! "

ابتسمت وقالت"لأنهم لا يملكون ذوقاً في اختيار الأشخاص الصالحين... أغلب العلاقات الآن فاشلة لأنها ناتجة عن مصلحة... لذلك لاتهتمي لمن يكرهك أو يحبك... .. ولكن فلتعلمي أن هنالك أناس يحبونك ويتمنون لك الخير"

ابتسمت لهذه الفكرة وتنهدت بعمق"أتمنى ذلك"



.........

دخلت غرفة الطبيبة وألقيت السلام... ردت علي السلام بهدوء... فجلست...

"أنا غلا.... جئت قبل ثلاثة أيام لإجراء فحص... هل ظهرت النتائج"

الطبيبة ألقت علي نظرة "أمم... أجل انتظري لحظة... قلتي أن اسمك هو غلا؟ "

قلت بتوتر"أجل"

"غلا أحمد؟! "

أومأت رأسي بأجل"نعم"....
لم تجب علي وبدأت تعمل على الحاسوب الخاص بها نظرت إلي فتركت حاسوبها جانباً وقبل أن تحرك شفتيها قاطعتها وأنا أرتجف...

والدموع في عيني"أنا امرأة عاقر أليس كذلك؟!"...وضعت يدي على وجهي بخيبة وقلت وأنا أبكي"كنت أعرف...كنت أعرف"



.......

كان يجلس أمام البحر... ويمسح على رمال الشاطئ الناعمة... وصوت المد والجزر... يعزف سينفونية هادئة... أغمض عينيه بألم وأمسك رأسه من الصداع.... قال في نفسه"يجب علي زيارة الطبيب... ليشخص حالتي "...
لا يعلم كم من الوقت مر وهو يجلس على نفس الوضعية....رأى طفل في الثالثة من العمر يتجه نحو البحر بكل سرعته ليأخذ لعبته قبل أن يأخذها البحر معه... التفت معاذ للوراء فلم يجد أحداً منتبه له... تعثر الطفل وهو يصارع للحصول على لعبته... قام معاذ بسرعة واتجه نحو الطفل وأوقفه وأبعده... وصاح الطفل"سيارتي... سيارتي"

قال معاذ"لا تقلق سأجلبها لك"....دخلت قليلاً في البحر إلى أن استطعت الإمساك بالسيارة وأعدتها للصغير....

ابتسم الصغير وقال بلهجة متكسرة"شكراً"

ابتسمت له وقلت"عليك أن تبتعد من هنا.... المكان خطر هنا... البحر هائج"

سمعنا صوت فتاة بالعشرين من العمر تقول بقلق"منيب....لماذا ابتعدت"

تعلق منيب بأخته وأشار إلي"إنه بطل... لقد أنقذ لعبتي"

نظرت إلي الفتاة وقالت بإحراج"..أأ شكراً لك... -ونظرت لمنيب- هيا بنا"

لوح الطفل الصغير منيب لمعاذ بيده... ابتسم له معاذ ولوح بيده أيضاً...تنهد بألم....وأمسك رأسه من الألم الشديد وعاد لسيارته متجهاً للقصر

......

دخل بهيبته وكيس صغير بيده....جلس بإهمال على المقعد ورمى لي الكيس....

نظرت إليه باستغراب فقال لي"افتحيه"

نظرت للكيس فأخرجت ماكان بداخله... وتغيرت ملامح وجهي المستغربة إلى الفرح وصحت بفرح...

"هاتف؟!"

ابتسم لي وأومأ رأسه بأجل...

قلت وأنا ابتسم"ياااه... لقد أصبحت أملك هاتفاً خاصاً"..نقلت نظري
لزوجي العجوز وقلت"آه ياعزيزي شكراً لك"

رفع حاجبه استنكاراً وقال بسخرية"العفو"...

ففرحتي لشيء حصلت عليه يعتبر غريب ...لأنهم معتادون ...أما أنا نادراً ماتحصل لي هذه المفاجئات...

أخرجت الهاتف من علبته وضغط على زر التشغيل.... وعندما أضاءت شاشة الهاتف ازدادت فرحتي وقلت بغباء"انه يعمل"

وأمأ رأسه مسايراً لفرحتي.... لاحظت ذلك ولكنني لم أهتم.. القيت بجسدي على السرير وبدأت أكتشف مابداخله... وأعبث به....ضغط على زر الاتصال ووضعت الهاتف على أذني... استغرب سلمان مني... فمن هذا الذي سأتصل به... ولكنني فاجأته عندما قلت بخوف...

"أجل أرجوكم... أحتاج لمساعدة.... بيتنا يحترق... نعم نعم... حي ال ****.... شارع ال****.. بسرعة رجاءً"....وأغلقت الهاتف بسعادة

نظرت لسلمان فرأيت ملامحه المندهشة"هل أنتي مجنونة؟ "

قلت وانا أبتسم"كنت أمزح معهم ههه حتى إن اسم الشارع ألفته هههههه "

قال سلمان باستياء"لاتكرري هذا التصرف الغبي ثانيةً...تصرفات أطفال... إن حدث وكررته سآخذ الهاتف عنك"

قلت بأدب"آسفة... أعدك بأن لا أكرره"....نظر إلي بعدم مبالاة وأخذ جهاز التحكم الخاص بالتلفاز... وبدأ يتابع قناة الأخبار.... لم أهتم ورجعت أعبث بالهاتف ثم ذهبت ووقفت قبال سلمان ومددت له الهاتف"أريد أن أتحدث مع صديقتي إسمها أثير إبحث عن اسمها لا أعرف كيفية استخدامه"

نظر إلي ثم قال"اتحفظين رقم هاتفها؟! "

أومأت رأسي بلا....

نظر إلي بحيرة فقلت"لاداعي لذلك... ابحث عن اسمها وسيظهر لك"

قال"لا أستطيع.... مازالو لم يتوصلوا لاختراع هاتف يعرف رقم كل أسماء الأشخاص فالعالم"

قلت "ولكن أنا لم أقل فالعالم إن بيتها ليس ببعيد.. هيا هيا أريد أن أحدثها"

نظر إلي بيأس"ألا تفهمين؟! "

قلت ببراءة"ألا أفهم ماذا؟ "




يتبع/


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-19, 09:22 PM   #16

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمان"لاتستطيعين الاتصال بأي شخص لا تحفظين رقمه.... حسناً أخبري خادمتك الخاصة بأن تعلمك كيفية استخدامه... بالمناسبة كيف هي درجاتك في المدرسة؟! "

قلت بتفاخر وأنا أضع يدي على صدري"من المتفوقات"

هز رأسه برضى وعاد لينظر لتلفاز...هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها مع سلمان... شعرت لبرهه بأنه هو الأب الذي فقدته... وأنه مثل الأب الذي نعرفه ويصفونه... ليس مثل والدي الحقيقي... نظر إلي سلمان عندما لاحظ بأنني أطلت النظر إلي...

"في ماذا تنظرين"

ابتسمت وقلت"لا.. لاشيء... شكراً".

..ظهرت علامات الاستغراب على محياه ولكنه لم يرد على كلامي وواصل متابعة التلفاز... وأنا ذهبت لمذاكرة كتاب التربية الإسلامية... قرأت أول سطر من الكتاب بصعوبة وتأففت بضجر... حتى أنني لا أعلم كيفية المذاكرة... ذهبت ووقفت أمام سلمان... وقلت

"سلمان؟! "

نظر إلي ولم يتحدث...

"كيف أذاكر؟! "

ظهرت علامات الاستفهام والاندهاش فوق رأسه"ألم تقولي بأنك من المتفوقات؟! "

قلت بثقة"أجل... ولكنني أريد أن أتعلم طرقاً جديدة للمذاكرة"

"لا أعلم -وقال بدون اهتمام- ابحثي على اليوتيوب"

نظرت إليه ببلاهه... "يوتيوب"...كثيراً ما أسمع هذه الكلمة... ألم تكن تعني بأنه...

"وما معنى يوتيوب؟!.."

نظر إلي بيأس... وخرج من الغرفة... تعجبت ...مابه؟!... دخلت خدامتي الخاصة وقالت"

"أمرني السيد بأن أعلمك... كيفية استعمال الهاتف... واستخدام البرامج التي بداخله"

قلت بحماس"حسناً لنبدأ".

..وبدأن نتعلم ونسيت أن فالغد هو إختبار التربية الإسلامية....

............

دلفت أمي غرفتي بعد أن طرقت الباب... ووجدتني غارقة في وسط كتبي...

"وفقك الله يابنتي"....

ووضعت كأساً من عصير البرتقال أمامي..

نظرت لأمي فابتسمت بامتنان"شكراً لك... لاتتعبي نفسك "

أومأت والدتي رأسها بلا"ليس هنالك أي تعب يابنتي".

..جلست على سريري وقالت بحزن"سأفتقدك ياشوق"

لمعت الدموع في عيني وقلت"وأنا كذلك... كيف لي أن أعيش بعيدةً عنك... لقد اعتدت على وجودك معي... كيف سيمر اليوم بدون أن أراك.... من سيهتم بي بعدها؟!... "

ابتسمت والدتي "لاتفكري بذلك يابنتي.. أنا موجودة في كل وقت... ومتى أردت أن تأتي لزيارتي... فأنا بانتظارك... زوجك سيهتم بك وأكثر مني أيضاً...وستعتادين على عدم رؤيتي"

أومأت رأسي نافيةً...كيف.. كيف؟!

اقتربت مني أمي واحتضنتني لكي لا أرى دموعها وعندما مسحت دموعها ابعدتني وقالت بابتسامة مشرقة... ابتسامة أمي وحدها...تنسيني دنيا وما فيها... تشعرني بخليط من المشاعر... حب.. حنان... أمان... أمنيتي الوحيدة أن لا تنطفئ هذه الابتسامة من على وجهها... وسأسعى دائماً لإحيائها....

"هل نبدأ بشراء أغراضك... ياعروس؟! "

تقوست شفتاي وقلت"ولكنه بعيد"

"ولكن سترتفع الأسعار مع قرب العيد... ثم إن حفلة زفافك ليست ببعيدة... متى ستشترينها ها؟!... صدقينني ستستمتعين وأنت تشترينها"

مددت شفتاي وقلت بيأس"حسناً...مع أنني غير متشوقة لذلك"

"كيف هي دراستك... هل لديك اختبارات؟! "

"الحمدالله...أجل لدي اختبارات بعد يومين "...أخذت عصير البرتقال من أمامي ورشفة رشفةً أنعشتني... وأعطتني دافعاً أكثر للمذاكرة






......

اليوم التالي....

وضعت المعلمة ورقة الإمتحان أمامي... أخذت شهيقاً وزفيراً عميقين... وأزلت الغطاء عن قلمي الأزرق....
كتبت أسمي وصفي...
وبدأت أقرأ الإختبار... نظرت لآخر سؤال... فمن عادتي أن أبدأ من السؤال الأخير إلى السؤال الأول...
كان السؤال:ماهي حقوق الزوجة في الإسلام؟!

حككت شعري وأنا أفكر... رفعت يدي وقلت"معلمة"

نظرت المعلمة إلي وقالت"هل من سؤال؟! "

"مامعنى حقوق؟! "..قلت

المعلمة"...يعني... يعني ...كيف لي أن أفسرها لك... يعني الشيء الذي يجب أن يكون لك... أو أن تحصلي عليه"

أعدت صياغة السؤال بطريقتي فصار"ماهي الذي يجب أن يكون لك الزوجة في الإسلام؟! "

وضعت يدي على ذقني في حالة تفكير... حتى في التربية الإسلامية يعطوننا ألغاز.... فرحت عندما عرفت الجواب وكتبت بكل ثقة....

((أن لا تتزوج الزوجة من رجل عجوز بأسنان متفرقة كسلمان... وأن يكون يكبرها بسنوات لا تزيد عن سنها بعشر سنوات)).... ابتسمت بنصر عندما رأيت أن إجابتي صار حجمها كبير... وأضفت تحتها لتصبح أكبر((تحياتي الجود))

ابتسمت وقلت بفرح"أنا فعلاً ذكيه هههه"

نظر إلي جميع من في الفصل... فعلمت أنني كنت أتحدث مع نفسي بصوت مسموع... حككت أنفي بإحراج....وأجبت على جميع الأسئلة.... التي أعرفها والتي أجهلها.. أعلم أنني فتاة غبية ولكن.. الأسباب ترجع للحياة التي عشتها... لم أجد فرصة لأجتهد في دراستي وأكن من المتفوقات.... كان همي الوحيد أن أعيش بسلام.... نظرت للأسفل وأخذتني الذكرى إلى ذلك اليوم...


((

دخل والدي يحمل بيده أكياساً وصاح ينادي"جووود... أيتها ال###...أين أنتي "

تأخرت لأنني كنت في الحمام استحم فترك والدي الأكياس التي بيده بغضب... واتجه نحو غرفتي وفتحها بقوة وقال"أين أنتي... -اتجه نحو باب الحمام وطرقه بقوة-أخرجي"

وصله صوتي وأنا أقول بخوف"إنني استحم"

قال بغضب"بسرعة أيتها الحمقاء... أخرجي.. سيأتون قريباً"

فتحت الباب فمسكني بقوة من معصمي وجرني بكل عنف للمطبخ... وقال"عشرون دقيقة.... عشرون دقيقة وكل شيء يكون جاهزاً ...هل فهمتي؟! "

أومأت رأسي بسرعة وأنا أرتعد خوفاً ...وأراقب يده حتى أتحاشاها إذا ارتفعت لتلقنني درساً ....قاطع أفكاري صرخته...

"تحركي"...

أرتعبت... وارتبكت.. وحملت الأكياس التي أتى بها وبدأت أغلي الماء... وأنا ألقي نظرة على الباب كل حين من الخوف... بعد مضي عشرون دقيقة... طرق الباب... فسمعت صوت الرجال وهم يدخلون ويلقون السلام....دخل والدي في ذلك الأثناء واحتقنت الدماء في وجهه وهو يرى القهوة مكانها لم أنته منها.... اقترب مني وشد شعري بكل قوة وقال بعصبية...

"مالذي تفعلينه.... -وقال وهو يكبت غضبه-حسابك ليس الآن... بعدما يرحلون".....ودفعني بكل قوة فارتطم جسدي النحيف والضعيف... بحد الحائط المتكسر".....

))

صرخت فجأة عندما أحسست بشيء يتحرك ورائي... التفت للوراء فرأيت شجون تمد لي ورقتها بانزعاج وهي تقول"انتهى الوقت... مرري ورقتك للتي أمامك"...

شعرت بالإرتياح... فقد كانت ذكريات مزعجة... أخذت الورقة من شجون وسلمتها للفتاة التي أمامي

. ......
في هذا الوقت وفي إحدى مدارس الثانوية.. وفي غرفة المعلمات...

كنت أجلس بهدوء... وأصحح أوراق الأنشطة والواجبات....وقفت أمامي طالبة فرفعت عيني لها...


قلت"ماذا هناك ياريم؟! "

قالت ريم بقلق والدموع في عينيها"أريد إعادة الأختبار"

فتحت سجل الدرجات وبحثت عن درجة طالبتي المتميزة ريم... وكانت درجتها 8.5 من 10..

قلت "درجتك جيدة... لماذا تودين إعادة الإختبار؟! "

قالت ريم بحزن"كانت لدينا ظروف...لم أستطع المذاكرة... والدتي كانت مريضة.. ووالدي في ال-صمتت ثم أكملت-.. لذلك كان علي الإعتناء بإخوتي... تغيبت عن المدرسة فترة لأعتني بأختي الرضيعة... ظروفنا لاتسمح بأن "وتوقفت عن الحديث ومسحت دموعها التي نزلت

نظرت إليها لبرهه وقلت"متى يناسبك إعادة الإختبار؟! "

نظرت إلي بفرح"ستعيدينه لي؟! "

أومأت رأسي بنعم... نظرت إلي ريم بامتنان وقالت"أشكرك.. .أريده يوم الأربعاء"

أعطيتها الأوراق التي كنت أصححها وقلت"العفو... أعطي الأوراق لزميلاتك"

"حسناً"...وذهبت

تنهدت بعمق.. المشاكل والظروف الصعبة... لاتنتهي...
تذكرت الفتاة التي أوصت بها أمي عندما توفت.... نسيت اسمها...ربما جوري.... أين سأجدها؟.. لا أعتقد أننا سنتقابل يا جوري.. تنهدت بعمق وعدت لعملي... .


........

العصر الساعة 5:21


في إحدى البيوت الصغيرة.... التي تقع ضمن نطاق التخطيط للهدم من الحكومة.... جميع البيوت من حوله... مهجورة أو مهدمة.... فقط ذلك المكان يشعرك بعدم ارتياح....فقط ذلك البيت الوحيد الصامد.. خيروهم بين أن يعطونهم المال أو منزل شعبي كتعويض.... فاختاروا المنزل الشعبي.... لذلك هم إلى الآن مازالو على قيد الانتظار.... مرت خمس سنوات على هذه الحال... وإلى الآن بيوت التعويض الشعبية لم تجهز ليعيشوا فيها....

في هذا الوقت بالتحديد...وفي داخل هذا البيت الوحيد.... الذي يتكون من غرفتين وصالة ومطبخ صغير وحمام مشترك...
فتاة في الخامسة عشر من العمر... تحمل أخيها الرضيع... والذي كان يبكي بشدة....

قالت الفتاة والدموع في عينيها مخاطبةً أخيها الصغير"أصمت... أرجوك أصمت... أريد أن أذاكر دروسي... -رفعت رأسها تنظر لجهة الباب وأردفت-أين أنت يا عيسى؟! "

بعد أن هدأ أخيها الرضيع والذي نام من البكاء جلست ووضعته في حضنها لكي لا ينهض وبدأت بالمذاكرة.... نظرت لأختها الصغيرة وهي تلون فراشةً باستمتاع... نظرت إليها فابتسمت ثم قالت..

"سارة دعيني أرى"

سارة وهي منهمكة في التلوين"لحظة... عندما انتهي"...

نقلت الفتاة المدعوة ب"ريم"نظرها لأمها النائمة على السرير... وهي تئن من شدة المرض... تقوست شفتى ريم بحزن لحال أمها... ودعت من قلبها بأن تشفى والدتها في أسرع وقت... عادت بأنظارها لكتاب العلوم الذي أمامها... وبدأت بالمذاكرة.... قاطع مذاكرتها سماعها لصوت سيارة قريب من منزلهم.... لاشك بأن عيسى قد وصل... وأخيراً...ولكنها استغربت عندما سمعت صوت رنين جرس المنزل... تقلبت والدتها في انزعاج وفتحت عينيها.. وقالت..

"اذهبي وافتحي الباب"

قامت ريم... ووضعت أخيها بهدوء فوق السرير.... وهو سرعان ما أطلق صفارات الإنذار الخاصة به... تأففت ريم وحركت يدها بعدم مبالاة... ووقفت أمام الباب... وقالت"من"..

سمعت صوت امرأة عجوز "أنا أم سالم"

استغربت ريم... فهي أول مرة تسمع بها.... فتحت الباب وعندما رأت من أمامها اتسعت عيناها بصدمة...ثم قالت بفرح "لا أصدق"

ضحكت الفتاة التي أمامها وضربتها بخفة على كتفها"بل صدقي أنني أمامك"....وحضنت الفتاة ريم...

بدأت دموع ريم بالنزول وحضنت الفتاة الأخرى... وأدخلتهن للمنزل..

ثم قالت بفرح"مفاجأة جميلة... أثيرو الجود لقد اشتقت لكن كثيراً"

الجود بثقة"أعرف... ونحن أيضاً-ثم قالت بانزعاج من بكاء الطفل-ماهذا الإزعاج"

ريم بضجر"إنه أخي الصغير... لايكف عن البكاء... لا يدعني أذاكر دروسي وأمي مريضة... وأخي يعمل لساعات طويلة-صمتت لبرهه ثم أردفت-ووالدي كما تعلمان مسجون منذ شهر "


قلت "لأنه مديون؟! "

أومأت ريم رأسها بحزن..

أثير"إذن اجلبي لي أخيك. الصغير... سأخرسه"

ريم ابتسمت"لا يصمت لن تستطيعين"

ضحكت وقلت"لا يصمت... كأنك تبالغين"

ريم باستياء"لا أبالغ يالجود... لو كنتي مكاني ستصدقينني"....وقامت ريم وأتت بعد قليل ومعها أخيها الصغير وأعطته لأثير التي بدأت بمداعبته وإسكاته....

قلت"ألا تنوين العودة لمدرستنا؟! "

قالت ريم بحزن"أرغب بذلك.... ولكنك تعلمين بأوضاعنا"

صمت بحزن لحال ريم ثم قلت"متى ستنتقلون من المنزل"

قالت ريم باستياء"الحكومة الغبية... لا أعلم متى سيجهزن بيوت التعويض.... فقط النظر للبيوت المتهدمة التي من حولنا تشعرني بالإكتئاب"

قلت موافقة"أجل... بل تشعرني بالخوف... ولكن الجميل أن البحر أمامكم"

ريم"الناس همجيون هنا"

ابتسمت أثير للطفل ورفعت رأسها"ألم تسمعي عن الجود؟! "

ريم"مابها؟! "

أثير ضحكت بعباطة وقالت"تزوجت من فارس أحلامها "وانفجرت أثير من الضحك وعقبت"ولكنه يختلف قليلاً عن الذي رسمته بمخيلتها"

ريم بصدمة وهي تنظر إلي"تزوجتي؟! "

قلت ببرود"أجل... ومن رجل عجوز غني بأسنان متفرقة.... متزوج من ثلاث عجائز.... ولديه تسع أولاد.....وشجون هي حفيدته"





اليوم التالي...

في إحدى الجامعات وبالتحديد... في الجامعة"الألمانية"....وفي استراحة الغداء.... يجلسن في استراحة الفتيات... والنوم يغلب كل الفتيات الموجودات... واثنتان منعزلتان في زاوية... ويقال أنهن يذاكرن دروسهن....

التفتت صديقتي لي وقالت"كم الساعة"

قلت بملل"بقي نصف ساعة عن المحاضرة"

مدت صديقتي ذراعيها للأعلى وقالت"أريد أن أناااااام"

أومأت رأسي "يكفينا أن ننام نصف ساعة "

قالت هيام معترضة"لا.. لا يكفي.. أحتاج لثلاث ساعات لنوم... نصف ساعة لا تكفيني البتة... لاتنسي بأن قاعتنا الدراسية بعيدة... نحتاج لذهاب من هنا قبل الوقت بخمس دقائق "

قلت موافقة رأيها"هذا صحيح"

ابتسمت لي هيام وقالت"هل حددتما موعد الزفاف؟! "

قلت بملل"لا.... أو قولي هو حدده وأنا رفضت... لا أعلم لما هو مستعجل -أردفت باستنكار- تخيلي... قال بأنه يريده في الشهر القادم... في أحلامه... لا يكفيني أبداً..وفوق ذلك إلى الآن لم أتقبل فكرة أن أتزوجه... ولا أظن أنني بعد قرن سأتقبل الفكرة"

هيام"هل تكرهينه؟! "

"لا أكرهه... ولكني أكره والدته... وهل نسيتي بأنني أحب شخصاً آخر؟! ...فكرة أن أتزوج من شخص غير الذي أحب... -أكملت بحزن- تحزنني... وفكرة أنهم أجبرونني... تجرحني...لن تفهميني ياهيام"

هيام"بلى أ.... -وقبل أن تكمل كلامها صرخت بفزع-آآآ "

صرخت وقفزت "ماذا هناك"

وتتالت الصرخات من الفتيات وهن لا يعلمن السبب...
أشارت هيام إلى أسفل قدماي... نظرت للأسفل... وصرخت... وابتعدت للوراء...

اقتربت فتاة منا وقالت "ماذا يحدث؟! ....لا تصرخن"

أشرت إلى الأسفل بخوف وتقزز "صرصور... إنه تحت قدميك"

نظرت الفتاة لتحت قدميها... فرأت صرصوراً كبيراً يقترب منها... تراجعت للوراء.... فتقدمت فتاة أجنبية ودعست الصرصور بكل برود وقالت باللغة الأنجليزية"لقد انتهى... يالكن من تافهات"....وذهبت


عفست وجهي وأنا أرى ل الصرصور المسكين... الذي دعس بكل عنف... ذهبت مسرعة لدورة المياه وتقيأت من المشهد المقزز....
خرجت بعد أن فرغت ماببطني وسمعت همسات الفتيات

"تفاهة".
...
.

.."كنت أظن أن شيئاً حدث وفالنهاية صرصور؟! "..
.
..
"لقد أرعبننا"....

رفعت حاجباي... وأنا أسمع تعليقاتهن المنزعجة... ولكن كنت متأكدة من أنهن لو كن مكاننا... لفعلن الفيلم نفسه... ولربما لبالغن ...



.............

في مدرسة الفتيات....

أطلقت ضحكاتها الساخرة وهي تقول"واحد... ههههههه... الذكية درجتها واحد من عشرة"

نظرت إليها بحنق ونزعت ورقة الاختبار الخاصة بي منها بقوة... وقلت"عندما توزعين أوراق الاختبار.... تعلمي أن لاتنظري لخصوصية الآخرين...على الأقل أحاول واجتهد... ولا أغش... أما أنتي... أبصم للجميع بأنك غششت من ورقة زينب كلها"

نظرت إلي بصدمة... ونظرت لزينب الفتاة المتميزة... التي كانت تنظر إليها بحنق ثم نظرت إلي شجون وقالت بثقة"أنتي تغارين مني.... لأنني حصلت على الدرجة النهائية.... ولذلك تتهمينني بالغش"

قلت بثقة"إذن اسألي أثير"

نظرت شجون إلي بقهر ثم تحولت ملامح وجهها للبرود"على العموم.. لا اهتم"

.... وأكملت توزيع أوراق الاختبار..... نظرت إلى درجتي بحزن... مهما اجتهدت... فنتيجتي واحدة... المادة الوحيدة التي أكون فيها من المتفوقات... هي الرياضيات... ولكن على الأقل لم أفكر في أن أغش يوماً ... لأنني أعلم ...لأن المعلمة إذا لم تراني.... فإن الله يراني... استغرب حقاً ...ماهو الفرق في أن تسرق ...أو أن تغش؟... أليست كلها من الكبائر التي تدخلك إلى نار جهنم؟!..هذا ماتعلمته....أصبح الغش (عادة).... ويعتبرونه معروفاً ومساعدتاً...ويكرهون الشخص الذي لا يقوم بتغشيشهم.... ربما تفكيري غريب وخاصة مع أنه لا يوجد هناك من يرشدني وينبهني إلا.... أنني ربيت نفسي بنفسي ... واخترت الطريق الصحيح قبل أن انحرف
عن المسار...









انتهى الفصل السادس. 😊


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-19, 10:15 PM   #17

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اللهم صلي وسلم على سيدن محمد 🌺
.
.
.
.
. .... الفصل السابع.......
.
.
.
.
.


الضيق بدأ يكبر لديها.... وأفكارها مشتتة.... هل تخبره.. أم لاتخبره؟!... ففي النهاية من الواجب عليه أن يعلم... لكي لا ينتظر من دون جدوى.... يحزنني كثيراً رؤيته متعلق بأبناء أخيه... وكأنه يقول.. ليتني أملك أطفالاً....من الصعب أن أخبره... صعب جداً...


نظرت إليه وهي ينظر إلى هاتفه وعلى ملامحه الجدية... ظللت أتابع تغيرات وجهه حتى هدأت وتنهد براحة... وضع هاتفه جانباً ثم نظر إلي وقال...

"بقي 2000 ريالاً "

قلت بهدوء"لا تقلق... سأتولى أمرها أنا سأدفع دينك كسابقتها"

نظر إلي بامتنان ثم قال"مابك؟! "

استغربت من سؤاله وقلت باستغراب"ماذا بي؟! "

"يبدو عليك الضيق"

نظرت إليه لبرهة..... ثم أنزلت نظري للأسفل مترددةً ومتوترةً في نفس ِِ الوقت... هل علي إخباره؟!... أجل علي أن أخبره الآن لأنه أعطاني فرصة لأتحدث معه.... وهذه الفرصة تأتيني نادراً....

عندما أطلت الصمت أقترب مني وجلس بجانبي وقال بقلق"مابك ياعزيزتي؟! "

رفعت نظري له فتلألأت الدموع في عيني وقلت"أأ.. أنا... أنا آسفة"

عقد حاجباه باستغراب وقال"ولما تعتذرين؟! "

ترددت كثيراً وبدأت دموعي بالنزول ثم قلت "أنا آسفة....هذا كل شيء-صمت قليلاً ثم قلت-..إنسى.ما قلته قبل قليل"

بدر"غلا؟!...تحدثي...هل يقلقك.شيء ما؟!"


مسحت دموعي وقلت وأنا أتحاشى النظر إليه " أنا لا أستطيع الإنجاب.... أنا آسفة لأنني....لأنني امرأة عقيم ..."

وتوارت دموعي بالنزول وحررت شهقاتي... ارتجفت شفتاي وأنا أنظر إلى وجهه المصدوم.... إلى وجهه الحزين... مما زاد بكائي...

ربت على كتفي ثم قال"لاتبكي... هذا قضاء الله وقدره... الطب. تطور الآن... ربما نستطيع إنجاب أطفال أنابيب؟! "

قلت وأنا أبكي"لا أعلم... سأتعالج وبإذن الله سننجب أطفالاً ...بدر أنا آسـ ـفـة. كلما أرى تعلقك الشديد بالأطفال أشعر بالذنب.....-مسحت دموعي وأردفت-لأن المشكلة تكمن فيني... "

نظر إلي بحزن فمسح على ظهري وقال"إهدئي... يكفي.."

تنهد بعمق ثم نهض واتجه نحو الغرفة وأنا أراقب طيفه ..بحزن...

أنزلت بصري للأسفل وبكيت على حظي العاثر... لن أكون أماً...هو شيء مؤلم ...مسحت دموعي بكلتا يدي واتجهت نحو الحمام وغسلت وجهي من دون فائدة...لأن دموعي أبت أن تتوقف...







__________________________________________________ _________________________________

__________________________________________________ _________________________________






تقلبت فوق سريري بملل ...وضعت خصلات شعري على وجهي...وبدأت أنفخها من الملل...فجأة جاءتني فكرة...اتجهت نحو دولابي وأخرجت جميع الأكياس التي بداخله ...وبدأت أخرج كل ما فيهن...

طرق الباب فتأففت وقلت"ادخل"

فتح الباب فأطلت الخادمة برأسها وقالت"والدتك ...تريدك أن تأتي في الحال"

أشرت لها بأن تغلق الباب ووقفت ...قلت بملل"أوف...مالذي تريده الآن ...- اتجهت نحو المرآة أمسكت بالمشط وبدأت أمشطت شعري وهمست- هي لا تناديني إلا إذا كان الموضوع يخص السيد الغثيث فهد .."

خرجت من غرفتي ببطئ واتجهت نحو غرفة المعيشة.....رأيت والدتي تجلس بهدوء ...وبجانبها والدي....وملامح العصبية بادية على وجه والدتي...شعرت بالتوتر ...وأفكاري تأخذني يميناً وشمالاً...مالذي فعلته لتغضب والدتي...

نظرت إلي وقالت"تعالي ياشوق...تعالي"

زاد توتري نبرة صوتها... جلست بهدوء على أقرب مقعد لي وأنا أرمش ببراءة وخوف....

"لماذا هاتفك مغلق".قالت والدتي

خخخ يبدو بأن السيد فهد اتصل علي وعندما لم أجب خاف واتصل على والدتي ليسألها عني ...

فاجأتني صرخة أمي وهي تقول"ماذا تقصدين بهذه الحركة ها؟!...شوق للمره المليون سأعيدها لك...إذا لم تعاملي فهد بشكل لائق ستندمين ...أقسم أنني سأغضب عليك"

بدأ قلبي يدق بسرعة من صراخ والدتي ...وقلت بتبرير وأنا أتحاشى النظر إلى والدي"أ أ.. ..لقد نفذت بطاريته ...وانطفأ ..ههه ...أمي مابك أنا لم أقصد هذا ...-وقلت بتمثيلية وبراءة-دائماً تظلمونني"

والدي"إذن أرني هاتفك"

توترت.. حقاً إن حبل الكذب قصير قلت "لا أعلم أين هو... نفذت بطاريته وأنا أبحث عنه الآن"

تنهدت أمي وقالت بهدوء"شوق...أنتي ابنتي وأنا أكثر شخص يفهمك"

قلت بسخرية"حقاً؟!"

قال والدي بعصبية"تكلمي بأدب مع والدتك"

نهضت وقلت"ومالذي فعلته ....-أكملت بسخرية- أنتم حقاً تفهمونني...وتراعون مشاعري لدرجة أنكم أجبرت...."

قاطعني صوت والدي وهو يقول بحده"شووق...اخرسي"

عضضت شفتي بقهر وحبست دموعي.....نهضت وذهبت بسرعة لغرفتي وأغلقت الباب بقوة...وألقيت بنفسي فوق السرير ...وسمحت لدموعي بالنزول....حسناً...حسناً..سأف� �ل ما تريدون....ولكن بطريقتي..يامن تفهمونني وتراعون مشاعري....ضربت على مخدتي بقهر ...وكرهي لفهد يزداد شيئاً فشيئاً...







__________________________________________________ _________________________________


__________________________________________________ _________________________________



يوم الأربعاء....الساعة ٣:٤٠

نزل من السيارة وعلامات الضيق بادية على وجهه... فقط من يتذكرها يشعر بالضيق.... لقد تزوجها منذ شهر تقريباً ..وأغلب الأمور التي لا يعلمها أحد سواه هو وعلي تعلمها.... لا يعلم كيف علمت بها.... صحيح زوجاتي الأخريات يعلمن ولكن... هل يعقل بأنهن أخبرنها... معرفتها بهذه الأمور دليل على أن أحداً ما أخبرها... أو أنها سمعته بالصدفة.... يحمد ربه كثيراً لأنها غبية...والدليل أنها عندما صدقت كذبته عن إعدام والدها.... حقاً إنها فتاة بلهاء... حتى أنها لم تسأل عن سبب إعدام والدها أو لم تعاود السؤال.... وبسبب عدم وجود الأدلة التي تدينه... خرج من التحقيق بسلام....هذه الفتاة بحد ذاتها... يجب أن يحذر منها... وأن يعل.....

قاطع تفكيره رؤيتي وأنا على وشك الخروج وأنا بكامل زينتي... مررت من جنبه... كمروري على الحائط... فاجأني وهي يمسكني من ياقة ثوبي وسحبني ووضعني أمامه...ونظر إلي من الأعلى إلى الأسفل... عبست في وجهه وأنا أقول في نفسي"مالذي يريده العجوز الأخرق بحق الجحيم

"
رفع حاجبه وأبعد يديه عني وقال "إلى أين تنوين الذهاب"

أملت فمي وقلت"ليس من شأنك"

كرر سؤاله ولكن بحده وهي يعيد سؤاله ببطئ"إلى.. أين تنوين.. الذهاب؟! "

ابتسمت بعباطة وقلت"أوه.... نسيت بأنك عجوز وتملك مشاكل في السمع -رفعت صوتي وقلت-ليس من شأنك"

رمقني بشدة وقال"احذري من كلماتك.... عودي أدراجك.... ومرةً أخرى لا تخرجي من دون إذني -وأردف بغضب- فهمتي؟! "

عبست في وجهه وقلت"وما علاقتك أنت بي.... أنا حرة... أذهب إلى أي مكان.... امنع عجائزك الثلاث... أما أنا حالة استثنائية... ابتعد عني"

قال ومن الواضح بأنه يحاول أن يتحكم بأعصابه"الجود... أنا زوجك... وكلمتي تحترمينها... وتسمعينها.... -أشار إلى المصعد وأردف-هيا عودي.. "

أطلت النظر في وجهه وقلت ببرود وتحدي"وإذ لم أفعل"

ابتسم بسخرية على تحدي الذي أعلم أنني لست نداً له وقال"ستحلمين أنك تخرجين من هذا القصر كل ليلة عندما تنامين"

قلت بغباء"ولكنني لا أحلم... لا أتذكر أنني حلمت حلماً في حياتي "

هز رأسه بيأس وذهب وهو يقول"حذرتك... إن علمت بأنك خرجتي سأنفذ تهديدي.... أنا جاد"

...واختفى من انظاري... تحولت نظراتي إلى ازدراء ...وخرجت متجهةً ....نحو البركة.... رأيت أحداً جالساً أمامها ولكنني لم أميزه...اقتربت أكثر... فاتضح لي من كان.... ولم يكن سوا معاذ..

انتبه لي وابتسم"مساء الخير"

قلت بهدوء"مساء النور"

جلست بالكرسي المقابل له بضجر...

"مابك؟! "

نظرت إليه... فكأنه أعطاني جرعة لأفجر ما بداخلي وقلت بضجر"أكرهه.... سلمان الغبي... لقد دعتني صديقتي لزيارتها.... ولكن ذاك العجوز الأخرق... أوقفني.... يقول إذا خرجت من دون علمه.. سيمنعني بعدها من أن أخرج من هنا.... سحقاً من يظن نفسه ليتحكم بي... أنا حرةً في الذهاب إلى أي مكان أريده... حتى والدي لم يكن يمنعني... فيأتي هذا العجوز ويمنعني... ماذا سأقول لصديقتي الآن.... أن محرجة منها... كانت متحمسة جداً لمجيئي"

تنهدت بعمق ووضعت يدي تحت خدي بانزعاج....

تكلم معاذ"اعتذري منها... ليس بالأمر الكبير.... لن أدافع عن والدي ولكن ...معه حق... أنتي زوجته.. ومن واجبك إخباره إلى المكان الذي ستذهبين.....فهذا يعتبر معصية....وليس لك أن تخرجي من دون أذنه...حتى أن الكثير من العلماء أشار إلى ذلك..... صحيح أنك صغيرة على الزواج... ومازلتي في سن المراهقة... وبنظرك أنه يتدخل في شؤونك... وتودين أن تكوني حرة بأفعالك...ولكن يجب أن تكبري عقلك قليلاً...وأن تفهمي بأنك الآن أصبحت زوجة... وعليك الاستماع لزوجك.... أعلم أنك لم تكوني راغبةً بهذا الزواج من قبل... ولكن... أرغمي نفسك على تقبله... وصديقتك ليست بالمشكلة الكبيرة.... أخبريها بأن لديك ظرفاً طارئاً... وهي ستتفهمك"

نظرت إليه لبرهه وقلت بهدوء"وهذا ما سأفعله"

...وأخرجت هاتفي من جيبي....وأرسلت رسالة اعتذار لأثير... بعد أن انتهيت أعدته لجيبي... ومازلت أفكر في كلام معاذ... بصراحة.... أنا إلى الآن... لم أتقبل أن أكون زوجةً لسلمان... ففارق السن الكبير بيننابحد ذاته ... يجعلني غير متقبلة لهذا الزواج. بتاتاً....أتمنى أن يطلقني... ولكن لو فكرت قليلاً. بالذي سيحدث بعد طلاقنا... لوجدت نفسي ضائعة.... مشردة.... ومن فقري سأصبح متسولة.... أومأت رأسي بسرعة نافية للذي سيحدث....

نظرت لمعاذ فاستغربت من وجهه الذي يبدو عليه التعب قلت"أنت أكبر أشقائك أليس كذلك؟! "

نظر إلي ثم قال"أجل"

"كم عمرك؟! "

"24 سنة"

"هل تعمل... أم لازلت تدرس-ثم تذكرت وقلت- آه صحيح تذكرت أنك لا تزال جامعياً... إذن ماهو تخصصك؟! "

"هندسة طيران"

"جميل-ضحكت ثم عقبت - وكأننا في مقابلة.."

ابتسم لي ولم يعلق.... اختفت ضحكتي وبدأ كل واحد منا يفكر بحياته الخاصة...




__________________________________________________ _________________________________

__________________________________________________ _________________________________





يوم الجمعة...

ومن اسم هذا اليوم... فهو يعتبر يوم التجمع عند أغلب العائلات... ومن هذه العائلات... عائلة سلمان...

الجو هذا اليوم مشمس كأغلب الأيام... صرخات طفلتان كانت تعلو المكان..... وخادمتان توقفان الشجار بينهما....
كنت أنظر إليهن من النافذة بملل... قررت النزول لهاتين الطفلتين... فهذه المرة الأولى التي أراهما.... سمعت صوت ضجيج نابع من غرفة المعيشة... دخلت ونظرت للجالسين... كالعادة عجائز النار الثلاث... ومعهن رينا و شجون... وامرأتان لاشك بأن أحدهما أم شجون والأخرى... الله أعلم من تكون....

جلست فقالت أم رياض"وعليكم السلام... أظن بأنك دخلتي على مسلمين"

قلت بلا مبالاة"المعذرة... ظننت أنني دخلت على كفار"

اتسعت عينا أم رياض وقالت"وقحة"

قلت"أجل ولكن أقل من وقاحتك"

عبست رينا وقالت"ناس همجيون"

قلت"الاعتراف بالحق فضيلة"

رينا"لم أحدثك"

قلت"وأنا أيضاً ...كنت أحدث نفسي"

أم علي"لا تهتمي للحثالة أمثالها.... لاتود سوا الشجار"

رينا نظرت إلي بازدراء"وهذا ما سأفعله"

أملت شفتاي ولم أعرهما بالاً...ونظرت للامرأة التي تجلس بجانبي قلت"مرحباً....من أنتي؟! "

ابتسمت المرأة وقالت"اسمي عبير.... وأنا زوجة رياض"

تفاجأت وقلت"لم أكن أعلم بأن رياض متزوج... هل الطفلتان اللتان في الخارج.. هما ابنتاك؟! "

عبير"لدي ابنة واحدة... الأخرى هي ابنة غادة"

قلت باستفسار"أم شجون؟! ".

أومأت عبير برأسها... انزعجت من حديث عجائز النار الثلاث عني وعن تربيتي وقلت"قبل أن تتحدثن عن تربيتي... أنظرن إلى تربيتكن أولاً....ونعم التربية... سأصمت عنكن الآن... لأنني لا أرد على السفهاء.... -وقلت لأغيظهن- يا عجائز النار الثلاثة -أشرت على أم علي- عجوزة النار الأولى -وأشرت على أم رياض-عجوزة النار الثانية-وأشرت على أم معاذ فصمت للحظة ومن ثم أردفت-عجوزة النار الثالثة... هههههه"

أم علي بسخرية"لا تنسين نفسك ياعجوزة النار الرابعة"

ابتسمت وقلت"لا لا.... أنا لست عجوز... فسلمان لم يتزوجني إلا لصغر سني-مسحت على بشرتي وأردفت بغرور- أنظري إلى بشرتي الناعمة والصافية... أنفع لأن أظهر في إعلانات الترويج... أما أنتن ههههه سيخافون الناس أن تصيبهم الشيخوخة من المنتج إذا ظهرتن في أي إعلان..."

أمالت شجون فمها وقالت"أشك بأنك تقصدين العكس.... جدتي لا تجيبين على أمثالها"

نظرت إلى أم علي وقلت بترجي"أجل أرجوك... فصوتك يجلب لي الصداع"

نظرت أم علي إلي بازدراء وكره شديد...أما أنا فلوحت بيدي بعدم مبالاة والتفت لعبير وبدأت أتحدث معها………وكلما تكلمت واحدة منهن استحقرتهن واستفززتهن بعبارة"لا تكترث للحمير... لتعيش أمير"





__________________________________________________ _________________________________

__________________________________________________ _________________________________





كنت أجلس أمام شاشة الحاسوب وأكتب أسئلة اختبارات الصف العاشر والثاني عشر..... مرت ساعة وأنا على هذه الحال.... لممت شعري وربطه بالرباط الذي كان أمامي...

سمعت صوتاً جاء من الغرفة الأخرى... يبدو بأن (بدر) قد عاد.... فجأة سمعت صوت باب مكتبي الذي أنا فيه يدق.... استغربت... من هذا الذي سيطرق الباب.... أنا وبدر الوحيدين الذان نعيش في هذا البيت الصغير.... وبدر من المستبعد أن يطرق الباب..إذن لا شك بأنهم ال...... شعرت بخوف وقلت"من؟!... ادخل"


انفتح الباب قليلاً ولم يدخل أحد.... شعرت بالخوف... فارتديت حذائي الصوفي وذهبت ببطئ وأطللت برأسي لأرى الطارق... لم أجد أحداً...أمسكت مقبض الباب... لأغلقه... ولكنني عندما نظرت للأسفل... رأيت قطةً سوداء.. صرخت من الخوف وعدت خطوتين إلى الوراء وأغلقت الباب بسرعة وقفلته.... وقلبي يدق بسرعة...فجأة سمعت صوت أحداً يناديني"غلا.... غلا"

لا لا... هذا ليس بدر... كثيراً ما يتكرر هذا الموقف ولا أجد أحداً ...اتجهت نحو هاتفي.... وأشغلته على سورة البقرة.... واتجهت نحو الحاسوب وأكملت كتابة الأختبارات....وعقلي مع تلك القطة... لأنني متيقنة أنها ليست قطة عادية... بل جني متجسد على شكل قطة.. لأن بيتنا مسكون... آخ فقط متى سيجهز بيتنا. ...لا فائدة من الانتظار... لأنني أعلم أنه سيجهز بعد سنتين... إذن علينا تغيير المنزل قبل أن يحرقوننا ويؤذوننا....

فجأة سمعت صوت طرق الباب.... واتسعت عيناي بصدمة عندما فتح الباب... لا أقسم أنني قفلته....شئياً فشيء... رأيت بدر يطل برأسه ويقول "أنتي هنا؟! "

تنهدت براحة.... فدخل وجلس أمامي...
"هل أخفتك؟! "

"كثيراً ...ظننت أنك جني"

أمال فمه يقول"هل مازلت ميقنة من وجود هذه الأشياء في المنزل؟! ...أنتي تتوهمين"

قلت "لا... أنا متأكدة... أرجوك يابدر دعنا نغير المنزل....لا أستطيع احتمال مايحدث... أنا خائفة.... يكفي إزعاجهم... خاصةً وقت النوم.... "

أسند ظهره على الكرسي وقال"حسناً...حسناً...ولكن ليس الآن... ثم إنني لا أملك المال ..عند... "

قاطعته بسرعة"أنا سأدفع... أهم شيء أن نغير هذا المنزل"

أومأ رأسه ثم قال"سأتأخر اليوم لذا... لاتنتظريني "

قلت بسرعة"أريد الذهاب إلى منزل والدي... أخاف أن أجلس هنا أكثر من ساعتين وحدي"

نظر إلي بملل ثم قال"إقرأي الأذكار... وسورة البقرة ولن يأتيك أي شيء"

"أنا لم أرى والدي منذ زمن... لقد اشتقت له"

"ليست مشكلتي"..

..وذهب وأنا أراقب زواله بحزن... عدت وأكلمت عملي من دون نفس

__________________________________________________ _________________________________

__________________________________________________ _________________________________




يوم الأحد... ٧:٠٠

صباح دافئ منعش... يبدأه طلبة المدارس بتمارين الصباح.... في إحدى مدارس الثانوية....

وفي طابور الصباح.... تمشي تلك المعلمة بين صفوف الطالبات... وتسجل المخالفات... ومن ثم تعاقبهن ... وأخرى تمسح وجوه الفتيات حرصاً...على أن لاتضع أي فتاة مساحيق التجميل.....ومن هناك نسمع إذاعة الصباح التي لم نلقي لها بالاً....وأصلاً...لا أعلم لما وجدت... لأن أغلبنا ينشغل بالحديث مع من جنبه..... ثم تأتي مديرة المدرسة وتلقي محاظراتها المملة الشبه يومية..... هكذا هي أغلب المدارس...

أقتربت تلك المعلمة الملقبة ب(ماسحة الوجوه)... مني... رفعت المنديل لتمسح على وجهي ولكنني لا إرادياً...أبعدت يدها وأسقط المنديل أرضا.... تجهم وجه المعلمة وقالت:

"إذا... تخافين أن نكتشف أنك تضعين مساحيق التجميل هاه.. .لقد كشفتك.... بسرعة إلحقي بالفتيات الأخريات"

قلت"لن أذهب.... لأنني واثقة من جمالي... لذلك لا أضع أقنعة لوجهي كالتي تضعينها"

اتسعت عينا المعلمة بصدمة من وقاحتي وقالت"وقحة... تحتاجين لإخطار لولي الأمر فعلاً"

قلت بحزن مصطنع"والدي متوفيان"

رفعت حاجبيها وقالت"كاذبة"

وضعت يدي على فمي وقلت"كاذبة؟!... معلمة... أوتظنيني سأكذب مثل هذه الكذبة... إسألي الفتيات"

أجابت أثير"أجل معلمة.... والديها متوفيان"

قالت المعلمة"عمك... خالك... أي أحد من أقاربك"

قلت"لا أملك"

أجابت فتاة فضولية وقالت"هي متزوجة... أعطي زوجها"

نظرت إلي المعلمة وقالت"هذه آخر مرة".....وذهبت

نظرت لتلك الفتاة بازدراء وقلت"من أذن لك بأن تتدخلي في ما لا يعنيك؟!..... لم أطلب منك أن تتحدثي"

نظرت إلي الفتاة ولم تتحدث...

أنتهى الطابور وعدنا. إلى فصولنا..... دخلت بتأفف وجلست في كرسي ...وجلست أثير مقابلي....

"لماذا لم تأتي؟! "

رفعت عيني لأثير وصمت وقلت بهدوء"بسبب العجوز الأخرق.... يريدني أن أستأذن عندما أخرج من المنزل "

قالت أثير بدهشة"وهل كنتي تخرجين من دون إذن؟! -لم أتحدث فأكملت- غبية...من حقه أن يمنعك "

قلت بضجر"حتى أنتي... أنا حرة أفعل ما أريد"

"اجتنبي المشاكل... ونفذي أوامره "

تنهدت بعمق وأنا أنظر لمعلمة التربية الإسلامية وهي تدخل الفصل... قمنا جميعاً وحييناها... ثم جلسنا....

المعلمة"سحر.... فاطمة... خولة... الجود... وليال... تعالن"

قمت ببرود... واتجهت نحو المعملة فسلمتني ورقة... قرأت ما بداخلها فكان استدعاء لولي الأمر...

نظرت للمعلمة وقلت"والداي متوفيان"

نظرت إلي المعملة بشفقة وحزن وقالت"رحمهما الله... إذن عمك ...خالك"

ادخلت الورقة في جيبي وقلت باستسلام"حسناً...ولكن لا أعدك بأن يحظر أي أحد"....وعدت لمكاني ببرودي المعتاد... بدأت أتنفس بعمق... مرة... مرةً أخرى... وضعت يدي على صدري وبدأت أحاول إدخال أكبر دفعة ممكنة من الهواء إلى صدري... بلعت ريقي.... تعرق وجهي من التعب... أخذت قنينة الماء التي كانت على الطاولة وشربتها دفعة واحدة....بدأت أتنفس بصوت عالٍ قليلاً ...وأنا أحاول أن أكون طبيعية....





__________________________________________________ _________________________________

__________________________________________________ _________________________________





"وأخيراً سنتخرج"

التفت لصديقتي وابتسمت "لاتفرحي...لازال أمامنا وقت طويل...شهرين"

أمالت صديقتي بشفتيها وقالت"لاتحبطينني...فقط عندما أفكر بأنها آخر سنة سأقضيها في هذهِ الجامعةِ...أشعرُ بدافعٍ قويٍ للمذاكرةِ وأن أجعل من هذه السنة ذكرى جميلةً ...-أغلقت عينيها بحالمية وأردفت-سنرتدي قبعات التخرجِ...ونحملُ الشهادةَ في أيادينا...وسنقول وداعاً للدراسة
سيصفق ُ لنا الجميع...-أكملت بحماس- يااه سنظهرُ في التلفاز.. "

أكلمت تخيلاتها وأنا أنظرُ إليها بملل.... ثم ابتسمت.... نظرتُ للأمام وقلت"بعد شهر..... سيكون حفل زفافي"

التفتت هيام إلي بصدمة وقالت"تمزحين"

قلت "أتمنى حقاً..... لو كنتُ أمزح- نظرتُ إليها ثم قلت- هيه هيام هل أنتي اليوم متفرغة"

أومأت هيام رأسها بإيجاب فقلت"إذن ما رأيك أن تأتي اليوم لمنزلي.... أود أن أريك مشترياتي"

ابتسمت هيام وقالت"حسناً... شَوق؟! "

جلسنا على أحد الكراسي وقلت"همم"

هيام"لا أعلم... لقد فكرت كثيراً ولكنني لا أعرف ماذا تحبين... لذلك. قررت أن أسألك.... ماذا تودين أن تكون هديتك؟! "

ابتسمت وقلت"هديتي؟!... هدية زفافي؟! "

هيام رفعة حاجبيها وقالت"لا... بل لحفلة زفافي"

ضحكتُ ضحكةً قصيرةً ثم قلتُ بجديةٍ"اممممم... سأفكرُ وعندها سأُخبرك.... حبّذا لو كانت مساحيق تجميل...تعلمين كم أحبها... سأتصفح اليوم الانستجرام وبعدها سأفكر... ولكن صدقيني سأقبل بالهدية أياً كانت... لاتكلفي نفسك"

قالت هيام وهي تضع كف يدها تحت ذقنها"ستكون هديةً مميزة... ههههههه"

قلتُ باستغراب"لما تضحكين؟"

هيام بابتسامة"لاشيء فقط.... تذكرت شيئاً "

قلت"بالمناسبة.... هل تفكرين بأن تتزوجين مرةً أخرى؟ "

اختفت ابتسامة هيام وظهرت ملامح الجدية عليها... تنهدت بعمق وقالت وهي تلعب بأصابعها"لم أفكر..... لقد فشلت في زواجي الأول ولكن-نظرت إلي وقالت- إذا جاء خطيب مناسب سأوافق..وإن شاءالله ستتيسر أموري..-صمتت لثانيتين ثم أردفت-.. شَوق... نصيحة مني إذا كان فهد شخص طيب ومتفهم لا تفرطي به.... لأنك في النهاية... ستندمين"...... وأشاحت بناظريها

نظرت إليها لبرهة... ثم أنزلت ناظري فتنهدت وقلت بهمس"سأحاول"




__________________________________________________ _________________________________

__________________________________________________ _________________________________




الساعة ٥:٢٤


كانت تنظر من النافذة بسرحان....وعمتها تقف خلفها... وهي تسرح شعرها الطويل وتغني بصوت خافت.....وهي لا تزال تنظر من النافذة قالت..

"تعلمين.؟...أشفق عليها.... صحيح أنني لا أفهمها.... ولا أفهم سبب شجاراتنا التافهة والطفولية.... واتهامها لي دائماً.... ولكن مازلت. حزينة لأجلها....يتيمة الأبوين... علمت أنها لا تملك أعمام... ولا تعلم عائلة والدتها أين تعيش.... لم أكن أعلم أن جدي هو الوحيد... هو عائلتها.... صحيح أنها تكرهه ولكنها غبية... إذا فكر جدي في التخلص منها.... ستصبح مشردة...كانت دائماً تأتي المدرسة ووجهها أو يدها عليها آثار الضرب...كانت دائماً تبدو كئيبة والحزن واضح على وجهها.... كانت تفتعل الشجار مع الجميع لأتفه الأسباب.... ولكنها منذ وأن تزوجت... تغيرت... لا أعلم هل هذا قناع ترتديه لتخفي شخصيتها الحقيقية... أم ماذا؟"

التفتت لعمتها التي جلست مقابلها وقالت باهتمام"من تقصدين"

ابتسمت لعمتها وقالت"الفتاة... التي تسكن في الطابق الرابع"

قالت عمتها باستغراب"أتقصدين جود؟ "

شجون"أجل"

رينا بكره"أكرهها.... تصرفاتها طفولية... ووقحة كثيراً.... خاصةً مع أمي وعمتي زينة(أم رياض) "

شجون أومأت رأسها موافقة"معك حق-وقالت باقتراح- ما رأيك أن نذهب إليها؟"

رينا باستغراب"إلى أين؟.... للجود"

هزت شجون رأسها بإيجاب وعقبت"أشعر بالملل... لنرى ماذا تفعل تلك القروية"

رينا ابتسمت"حسناً..... هيا"

وذهبن للطابق الرابع الذي تتواجد به(الجود)......
فتح المصعد وخرجن منه... بحثن بنظرهن عني فوجدنني نائمةً فوق المقعد.... وممسكة بيدي اليمنى جهاز التحكم....

التفت يميناً وشمالاً بخوف"لا.... لا... اتركوني.. ابتعدوا"

نظرن رينا. وشجون لبعضهن باستغراب ثم ضحكن....

رينا بسخرية"تتحدث في نومها"

اقتربت رينا مني فركلتها في بطني وأنا أقول "أتـ ـركـ ـوٌني"..... ثم اختفى صوتي مع انعقاد حاجباي

تألمت رينا من ركلتي فضربتني بخفة على رجلي"غبية....مؤلم"

ضحكت شجون" هههههههه..... لا أستطيع هل حقاً هي هكذا؟هههه "

فتحت إحدى عيني بانزعاج وقلت"ماذا تفعلن هنا؟"

ارعبتهن...فصرخت رينا وقالت"ألست نائمة؟"

قلت بضجر"قطعتن الفيلم "

استغربن رينا وشجون مني... أي فيلم؟؟؟!!!!. فالتلفاز مغلق....

اعتدلت في جلستي وقلت". شاهدت على اليوتيوب والتلفاز بعضاً من الأفلام ولكن الأحداث كانت مملة... ولم أجد شيئاً يناسبني...أغلب الأفلام لا بد من وجود لقطات منحرفة..وتكون مملة...لذلك قررت أن أنتج فلم بنفسي وأألفه...-أكملت بحماس-أغمضت عيناي وعشت مع فيلمي....كان جميل جداً....فيه قتل ودماء...وجرائم اختطاف...أنا اختطفتني عصابة بسبب جمالي...هههههه وفي النهاية قرروا قتلي لأنني لم أتعاون معهم...قتلت أحدهم وهربت بعدها من الخوف....ولكنه كان جميلاً حقاً.....لا أعلم كيف للأمريكيين والأوربيين أن ينتجوا مثل هذه الأفلام التافهة والغبية...لو كنت أنا مكانهم لأعطيت جائزة الأوسكار على جمال انتاجي الفني ...

نظرت رينا لشجون بابتسامة غير مصدقة لحديثي وقالت"هل هي جادة؟....والدي تزوج من مجنونة...أشفق عليه"

أملت فمي وقلت"بل أنا من أشفث على نفسي"






__________________________________________________ _________________________________


__________________________________________________ _________________________________




دخل المنزل وهو متعب...أدخل مفاتيح سيارته في جيب ثوبه وفتح باب المنزل....نظر للمكان بانزعاج....كانت غرفة المعيشة في فوضى عارمة....أشغل التكييف...وألقى بنفسه على المقعد بإهمال ومسح على شعره.....نظر لباب غرفته هو وزوجته المفتوح وقال..

"غلا؟!"

......لم يسمع أي إجابة...تعجب فناداها مرةً أخرى فلم يلقى جواباّ سوى الصمت...تعجب أين هي؟!....قام بملل متجهاً نحو الغرفة...وما إن وضع قدمه بداخل الغرفة حتى اتسعت عيناه بدهشة عندما وقع بصره على جسدي الملقى على الأرض دون حراك....اقترب بسرعة مني وبدأ يهزني ويضرب على خدي "غلا...غلا...غلا ردي علي....غلا مالذي حدث؟..."









انتهى الفصل السابع......


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-19, 08:59 PM   #18

دمعه? ألم ..
 
الصورة الرمزية دمعه? ألم ..

? العضوٌ??? » 441490
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » دمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond reputeدمعه? ألم .. has a reputation beyond repute
افتراضي

اممممممم الجود الصراحة عجبتني شخصيتها وشوق يارب تحب فهد وغلا يارب تقد تتعالج وصح ابي اعرف وش قصة فارس ؟؟ وامم اكثر من حبيتهم اياد وزياد ومعاذ مرررة يجننون وذاك اللي كان يبي البحث نسيت اسمه بعد يجنننن .

وينك ؟


دمعه? ألم .. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-19, 09:29 AM   #19

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعه? ألم .. مشاهدة المشاركة
اممممممم الجود الصراحة عجبتني شخصيتها وشوق يارب تحب فهد وغلا يارب تقد تتعالج وصح ابي اعرف وش قصة فارس ؟؟ وامم اكثر من حبيتهم اياد وزياد ومعاذ مرررة يجننون وذاك اللي كان يبي البحث نسيت اسمه بعد يجنننن .

وينك ؟
شكراً على مشاركتك....اللي كان يبي البحث اسمه(قيس)....فارس مالحين بيظهر....
وانشاءالله يكون الفصل الثامن يوم الأحد.....


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 10:09 PM   #20

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد 🌺
.
.
.
.
.
.

الفصل الثامن....


لم يتحرك مني أي ساكن... فقام بدر مسرعاً وأتى بالماء ورشني على وجهي مراراً وتكراراً..... فتحت عيني قليلاً....

"غلا... هل تسمعينيني؟!"...

حملني ووضعني على السرير.... ووضع يده على جبيبني.... كانت الرؤية مشوشة لدي..وأشعر ببعض الصداع... حركة شفتاي وقلت بهمس" بـ ـدر"

بدر أمسك بيدي وقال"أسمعك...هل أنتي بخير؟!"

أغمضت عيني بتعب ثم فتحتهما... تذكرت ما حصل قبل أن يغمى علي فاقشعر جسدي وقلت بخوف شديد"لا أستطيع البقاء هنا أكثر.....أنا... خائفة...لقد رأيتهم...-أرتجفت أطرافي وأردفت-علينا أن نرحل من هنا...و في أقرب وقت...إبحث عن منزل لنستأجره اليوم...أرجوك"

تنهد بدر وقال"حسناً....ولكنني لا أعدك"









__________________________________________________ _________________________________





قرية هادئة...يعمها الصمت....وخلف جدرانها جرائم لا تعد ولا تحصى....مخدرات...سرقة...تسول...� �عتداء...ظلم...قتل؟!...جهل
جدرانها كتبت عليها كتابات لا معنى لها...أو كتبوا بداخلها مشاعرهم...مطالبهم...أمنياتهم ...وفي داخل أحد تلك البيوت التي هجرت منذ شهر....جدران متشققة...صوت قطرات الماء يشكل مقطوعة مزعجة....بيوت عناكب منسوجة بدقة في سقف المنزل...روائح كريهة....وذكريات مغلفة بالحزن....القسوة...الظلم..الأ� �م...

ما إن وضعت قدماها على أرض هذا المنزل المتهالك...حتى هاجمتها آلاف الذكريات بكل عنف....هناك دفعت بوحشية...هناك كان ليعتدى علي من قبل صديق والدي لولا تدخل والدي في اللحظة الأخيرة...وهناك أغمى علي من شدة الظمأ والجوع...وهناك...توقفت عند تلك اللحظة..نعم هنا كانت آخر ذكرى لي مع والدي...وبعدها انتهى كل شيء...من الألم والفقر وغيرها..

أخذتني الذكرى إلى ذلك اليوم...


قبل شهر ونصف..


================

كنت أغسل الملابس بيدي...وأمسح العرق من جبيني...الجو كان حاراً جداً....آه أشعر بالجوع الشديد...والطعام نفذ...ولو قلت لوالدي لقال لي اذهبي واطلبي من الناس...أطلب من الناس؟!...ليلقوا علي آلاف الشتائم؟....ليشتكوا للشرطة عن وجود متسولة؟...وإذا اشفقو علي لا يعطونني سوا مئة بيسة لا تسمن ولا تغني من جوع...

قاطع أفكاري ظهور والدي الذي قال بحده"تعالي ياجود"

جود؟!
هل سمعتم...لقد قال جود؟!
مالذي حل بالدنيا؟!
والدي يناديني باسمي

قمت بسرعة وغسلت يدي بالماء...واتجهت ناحية والدي وقلت بهدوء..

"نعم"

"تعالي"

عقدت حاجباي باستغراب فقال"اسمعي...يجب عليك أن تقولي نعم"

قلت باستغراب"نعم؟!...لمن؟"

والدي"ستتزوجين...اليوم سيعقد.قرانك"

اتسعت عيناي من الصدمة وقلت"أتزوج؟!....-قلت بترجي-أرجوك..أرجوك.ياوالدي لا أريد أن اتزوج مازلت صغيرة لَآ يــمــ.."


قاطعني بحده"اخرسي...لم أأتي لأطلب رأيك لقد حسمت الأمر...أنتي مجرد حمل ثقيل على كاهلي...وأريد الخلاص منك.."

مزقتني كلاماته إرباً إرباً....تجمعت الدموع في عيوني من ألألم التي سببتها كلمات والدي...أنا حمل ثقيل عليه؟!...شهقت بمرارة
وقلت بألم وحسرة"حسناً...سأتزوج...ستتخل� � مني...لن أتعبك معي بعد هذا اليوم يا..يا والدي"...واجشهشت بالبكاء...كلماته جرحتني...جرحتني جرحاً عميقاً أعمق عن ذي قبل..

مشيت خلف والدي نحو مجلس الرجال فأعلنت موافقتي للشيخ على هذا الزواج...ولكن كانت صدمتي عندما علمت بأنه كبير فالسن حينها رفعت صوتي"لن أتزوجه...لن أتزوجه"

قال والدي ببرود"انتهى الأمر...لقد أصبحتي زوجته- وصرخ في وجهي-إذا افسدت هذا الزواج سألقنك درساً لن تنسينه طوال حياتك"

بكيت وقلت برجاء"أرجوك...سأرحل ولن ترا وجهي ثانية..ولكن لا تزوجني "

مسكني من شعري وقال وهو يصر على أسنانه"لقد قلت ستتزوجينه...سواءً رغبت في ذلك أم أبيت-وصرخ في وجهي-فــهّمــتــي؟؟؟؟!"


قلت"لا أريد... لا أريد أن أفهم".... ربما كلماتي ذكرت والدي بهوايته التي نسى أن يمارسها اليوم علي... فبدأ بضربي وإطلاق الشتائم علي


=============


"ألن تدخلي؟"

التفت لمعاذ الذي كان هو من أوصلني إلى هنا لأأخذ بعض الحاجيات التي نسيتها هنا...

تنهدت وقلت"بلى... سأدخل".... دخلت لغرفتي فبدأت أتأملها... فتشت الأدراج جميعها... ولم أجد ما كنت أبحث عنه فتحت باب الدولاب فسقط شيئاً ثقيلاً على قدماي سبب لي الذعر.... رجعت خطوتين للخلف ونظرت للذي سقط علي...

"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ� �ه" صرخت بفزع... وارتجف جسدي من الخوف... دخل معاذ مسرعا.. ً"مابك"

أشرت للذي أمامي وأنا أقشعر...






__________________________________________________ _________________________________






فتحت عيناي ونظرت للساعة...مددت ذرعاي للأعلى بكسل...وأزحت الفراش عني...حلمي اليوم غريب....لقد حلمت تلك الغرفة المقفولة...لعدم حاجتنا لها....كانت تصدر منها في الأيام الماضية صوت لعب أطفال...وأوقات أخرى صوت شجار...ينتابني الفضول حتماً لأفتحها...ولكن بصدق...أنا خائفة ومتوترة للغاية

نهضت واتجهت نحو الحمام...واغتسلت...خرجت وأنا أمسح وجهي بالممسحة....اتجهت نحو المطبخ وبدأت أعد وجبة افطار سريعة...
أكلت فطوري..ثم استحممت ومررت من تلك الغرفة..انتابني فضول لأفتحها...ولكن أين هو مفتاحها؟!...أين..أين...آه تذكرت..أذكر أنني وضعت رزمة المفاتيح في ....عدت لغرفتي وفتحت ثالث درج...بحثت حتى وجدتها...أخذتها...واتجهت نحو الغرفة الأخرى...وقفت بشيء من التردد...وكلت أمري لله فبدأت أجرب المفاتيح حتى وجدت مفتاح الغرفة...أدرت المفتاح ببطئ فانفتح الباب....هل علي أن أفتحها...لدي فضول...ضحكت بسخرية على سذاجتي فمالذي سيحدث؟!...انها غرفة كبقية الغرفة...أو لأنني حلمتها؟!

فتحت الباب قليلاً فنظرت بداخل الغرفة...شيئا فشيء حتى اتسعت عيناي بصدمة....




__________________________________________________ _________________________________







كان يمشي ويلوح بمفاتيح سيارته بيده...رأى زوجة عمه الأولى تجلس في غرفة المعيشة....دخل وقال...

"السلام عليكم"

نظرت إليه أم علي"وعليكم السلام"

جلس ثم قال"أين باسل؟"

أم علي ببرود"وما أدراني أنا....سلمان يبحث عنك"

أخرج هاتفه بعدما وصلته رسالة وهو يقول"أها"

أم علي"أريد أن أعلم...أنت وعمار وإياد...أين تذهبون...كل ما سُئل عنكم..قالوا أنكم خرجتم...٢٤ ساعة وأنتم في الخارج..."

ابتسم قيس وقال"وماذا تخالين شباب هذا الزمان يفعلون"

اتسعت عينا أم علي بدهشة"هل تقوم بترقيم البنات...ماذا سيقول الناس عنا...لم نربي أبناءنا"

ادخل قيس هاتفه في جيب بنطاله"أنا لم أقل هكذا.."

أم علي"إذا ماذا تفعلون"

نهض قيس وهو يقول"وما شأنك أنتي؟!".....خرج من غرفة المعيشة وقابل في طريقه أم رياض...تغيرت ملامح وجهه ونظر إليها باحتقار وذهب...

فُتح المصعظ فخرج منه إياد...اقترب إياد"أين أنت..كنت أبحث عنك"

قيس"كنت أتحدث مع عمتي خديجة"

إياد عقد حاجبيه باستغراب ثم قال"اليوم لن نتجمع في الاستراحة"

قيس"لماذا؟!"

إياد"لديهم اختبارات...وشراع والده مريض"

قيس بدون مبالاة"فلنجلس اليوم هنا مع زياد"

ضحك إياد وقال"سنرحمه اليوم"





__________________________________________________ _________________________________






أشارت للذي أمامها وهي تقشعر....اتسعت عينا معاذ وهو ينظر للمكان الذي أأشر إليه....جثة قد فارقتها الحياة...مليئة بالدماء الجافة....تنبعث منها رائحة كريهة...وقد تجمعت عليها الحشرات...

صرخت بفزع وشفتاي ترتجف"ووالدي...إنه إنه والدي....لالا...لا....أبي..."

مسكني معاذ من يدي وهو يحاول أن يتمالك نفسه من هذا المنظر المرعب والمقزز"جود... إهدئي"

نظرت لمعاذ وقلت"أبي...-بكيت وقلت-..ككيف..هو...لا..هو والدي.."

سحبني معاذ إلى خارج المنزل...وأنا أصرخ "اتركني..أبيي" ومازلت غير مصدقة لما حدث...منظر مريع ومقزز...ابتعدت عن معاذ وبدأت أتقيأ.....كيف لوالدي أن يكون هنا...ألم يعدم؟!...كيف لوالدي أن لايكون تحت قبره...وهو توفي منذ شهر...أنا لا أفهم....قتل بكل وحشية....ورمي في الدولاب..أي قلب قاسي أستطاع فعل هذا....لم أستطع التحمل وأنا أتذكر منظره...وتقيأت كل مافي بطني...

أخرج معاذ من سيارته قارورة ماء وأعطاني إيها...شربتها ومازال جسدي يقشعر.....مازلت مصدومة وغير مصدقة للذي حصل...شربت الماء كله...ومسحت دموعي...اقترب مني معاذ وربت على كتفي شهقت وقلت "مــ ـعـ ـآذ..لَـم يـ ـكـن ذلك والدي..أعني...? كيف...-لم أستطع الإكمال فعدت أبكي"

أنهضني معاذ"هيا لنرحل...سنتورط إذا رآنا أحد-مظر إلى المكان-كيف كنتم تعيشون هنا...هذا المكان مشهور بالجرائم"

قلت وأن أومأ رأسي نافية...بلعت ريقي وقلت"لن أذهب قبل أن يدفن والدي....والدي...والدي هو مثل أي إنسان..يجب أن يدفن...لقد توفي منذ شهر...كنت أظن أنه أعدم...لم أكن أعلم أن والدك الحقير قتله"

معاذ تنهد ثم قال"لا تلقي اللوم على والدي لكل مايحدث....ثم لاتقولي عن والدي بأنه حقير"



قلت باندفاع"بلى... حقير ولم أرى أحداً بحقارته.... لقد كذب علي وأنا الغبية صدقته... معاذ اتصل على الشرطة؟ "

معاذ "لماذا؟"

قلت"لماذا؟!.... وماذا تظن أنني سأفعل... أترك والدي هكذا وأذهب وكأنني لم أرى شيئا.... يجب أن تبلغ الشرطة... يجب أن يعاقب قاتله... يجب أن يعاقب سلمان... "

معاذ"قلت لك لا تلقي اللوم على والدي"... وأخرج هاتفه

من بين دموعي قلت بانفعال "سمعته بأذني..يقول... ولكن أنا الغبية صدقته عندما اخبرني أن والدي أعدم"

معاذ أجرى المكالمة مع الشرطة وأخبرهم بالأمر...أغلق الهاتف ونظر إلي "هيا بنا"..

مسحت دموعي وقلت"يجب أن أتأكد..أنهم سيد..."

قاطعني معاذ"لا تخافي...سيتولون المهمة كاملة وسيحققون في قضية والدك"

ارتحت قليلاً...سمعنا صوت سيارات الشرطة تقترب...ركبنا السيارة...تأملت المنزل قليلاً...وتذكرت شكل والدي...أغمضت عيني...

همست"لن أسامحك"

معاذ"هل قلتي شيئا؟ ً"

"لا"





__________________________________________________ _________________________________






نظرت لأنحاء الغرفة بصدمة....الجدران متشققة...والصبغ متقشر....الأثاث متكسر وصوت...وصوت خافت يصدر منها...يعلو قليلاً...يزداد أكثر تكاد تلك الأصوات أن تكون صاخبة...رجعت خطوتين للوراء بخوف...وجسمي يقشعر...خرجت من الغرفة و

أغلقت الباب بسرعة وقفلته أكثر من مرة...استدرت لأفر هاربة...
فاجأني ذلك الشخص الواقف خلفي وصرخت فزعة...

تفاجأ ذلك الشخص من صرختي"مابك؟!-أردف بسخرية-هل رأيتي جنياً أو ما شابه"

عندما علمت أنه بدر ... ارتحت فقلت"الغرفة... لن تصدق ما حصل لها"

هز بدر رأسه بيأس وفتح الغرفة وهو يقول"ومالذي سيحصل لها.."

فتح الباب وشتت نظره في أنحاء الغرفة وسرعان ما تغيرت ملامح وجهه للبرود والسخرية....
انصدمت عندما رأيت الغرفة قد عادت كسابق عهدها.. قلت بشيء من الاستنكار"ولكن؟!! "

وضع بدر يده على جبيني"أخاف أن الجنون قد أصابك.. فأصبحت تتوهمين أشياءً لا وجود لها.... بالمناسية بالأمس... من كان ينام بجنبك على السرير"

عقدت حاجباي باستغراب فقلت"جنبي؟!... ألم تكن أنت؟! "

بدر رفع حاجبيه قائلاً"أنا أسألك أنت.... عندما دخلت الغرفة رأيتك نائمة و بجانبك رجل"

وضعت كلتا يدي على فمي بصدمة ثم قلت بانفعال"مالذي تهذي به.... هل تشك بي؟!.... بدر أنت تمزح صحيح؟!.... أنا لم أنم مع أي رجل....-قلت بعصبية-بدر إياك أن تكرر ماقلت قبل قليل-صمت ثم قلت بشيء من الخوف- ربما... ربما كان جني"

بدر هز رأسه بيأس"احزمي متاعك....سنغادر هذا المنزل في المساء لأن غداً يوم الأحد"

قلت بنسبة من الارتياح"أخيراً"

رن هاتف بدر أخرجه من جيبه وابتعد....نظرت لباب الغرفة بعدم اكتراث وعدت لغرفتي...







__________________________________________________ _________________________________








نزلنا من السيارة...وأنا أنظر للأرض في سرحان....لو لم يكن ممسكاً بي...أظن أنني لسقطت....دخلنا القصر...فالتفت لي معاذ بحزن....

"هل أوصلك؟"

أومأت رأسي بلا....فترك يدي...

"انتبهي على نفسك...حاولي أن تنسي ماحصل"

مرت صورة جثة والدي أمامي فارتجفت أطرافي...أكملت طريقي نحو الغرفة...وأنا أضم يدي إلى صدري....فتحت المصعد وضغطت على الزر الرابع....بعد دقيقتين توقف المصعد وفتح بابه....خرجت من المصعد وتوجهت للغرفة....فتحت الباب فرأيت سلمان نائم على السرير.....تغيرت ملامحي تدريجياً...ونظرت لسلمان بكره شديد....

"هل جئتي؟"

قلت بكره شديد"لا....مازلت في الطريق"

جلس سلمان وهو يقول"كم مرة علي أن أخبرك أن تستأذني عندما تودين الخروج"

قلت لأنهي النقاش...لأنني لم اتحمل أن أتحدث معه أكثر"كنت مستعجلة"

عاد سلمان لينام وأنا مازلت انظر إليه......لن أستطيع مواجهته...لن أستطيع أن أشتكي عليه....لا أملك أي أدلة تدينه....شخص مثله يجب أن يموت....شددت على قبضة يدي...توجهت ناحية البلكونة...ووقفت أمامها...بدأت أتأمل النجوم كعادتي...






__________________________________________________ _________________________________



اليوم التالي.....





دخلتْ الفصل وجلستْ بمقعدها....عقدت حاجبيها وهي تنظر إلي...

"صباح الخير"

ولم تسمع أي رد مني....
لوحت بيدها أمام عيني فنظرت لها...
أثير بقلق"ما بك؟"

تنهدت بعمق وقلت"لا شيء"

أثير"تبدين مكتئبة"

لم أعلق فأردفت"سمعتي... عن ريم؟! "

نظرت إليها فأومأت برأسي بلا.....

أثير بابتسامة"فاعل خير سدد ديون والدها..... ستعود لتدرس هنا مجددا ً"

قلت بشبح ابتسامة"الحمدالله"

أثير اختفت ابتسامتها"الجود... صدقاً مابك... هل حدث شيئاً ما"

أومأت رأسي بلا فعقبت أثير"براحتك... ولكن عندما تودين أن تتحدثين معي... سأسمعك"

لم أعلق ونقلت نظري للمعلمة التي دخلت وضربت بعصاها في السبورة وهي تقول"ألم تسمعن الجرس؟.... هيا اخرجن... بسرعة"

وقفنا وبدأنا بالخروج وكل واحدة تتأفف من جهة...


بعد أن انتهى الطابور الصباحي عدنا لفصولنا....

قلت"رياضيات؟ "

شهقت أثير فخفت وقلت"مابك؟! "

أثير بخوف"الواجب".... شهقت أنا الأخرى.. وذهبنا مسرعتين للفصل..

التفت لشجون"شجون... شجون هل حللتي الواجب؟ "

شجون شهقت"لا".... قامت وقالت بصوت عال"بناااات....هل حللتن الواجب"

قالت فتاة تدعى زينب بهدوء"أنا حللته"... هجمن الفتيات على دفترها وبدأن ينقلن الواجب...

دخلت إحدى الفتيات إلى الفصل وقالت بسعادة"المعلمة لن تحظر ستذهب لرحلة مع جماعة العمل التطوعي"

ارتحن أغلب الفتيات... وتركن دفتر زينب... وعدن لأماكنهن ليكملن أحاديثهن....

اقتربت فتاة مني تدعى مها...

مها"الجود-أكملت بحماس-ماهو شعورك وأنتي متزوجة؟!(أكملت بحالمية) هل يمسيك ويصبحك بكلام رومانسي... هل ذهبتي لشهر العسل؟! "

ابتسمت بسخرية فضحكت أثير...ثم كتمت ضحكتها وهي تقول"أوه...آسفة"

نظرت للفتاة التي كانت تنظر إلي بفضول شديد..قلت"هل تأثرتي بالروايات؟!..ثم إنها أمور شخصية...لا أحب أن أتكلم عنها"

ابتسمت مها وغمزت لي...فرفعت حاجبي وابتسمت ثم أردفت مها"أتعلمين...كنت أظنك متكبرة في بادئ الأمر"

قلت"والآن"

قالت بابتسامة"فتاة متقلبة المزاج"

أصابتني الخيبة من إجابتها فضحكت أثير...نظرت لأثير بحنق وقلت"ألا تعرفين شيئاً سوا الضحك؟!"

قالت أثير بابتسامة"وماذا هناك؟!.ألم تسمعي بالمثل الذي يقول اضحك.. سترى الدنيا تضحك لك"

طرق الباب فدخلت معلمة وبيدها أوراق"أثير ودرر...والجود في هذا الفصل؟!"

أجابن الفتيات بـ نعم فأعطت المعلمة للطالبة التي كانت أمامها وأخبرتها بأن تعطينا....

أثير"ماهذه الأوراق؟!".

..استلمت ورقتها ثم استلمت ورقتي وقبل أن أقرأ ورقتي فاجأتني أثير وهي تقول بحماس وسعادة"رحلة....سنذهب لرحلة إلى جامعة ال****....الجود سأقتلك إن لم تذهبي"

ضحكت ثم قلت"بالطبع سأذهب... أريد أن أرى الجامعة"

أثير"هنا تدرس ابنة خالتي جمان وابن عمي-ابتسمت بعباطة-سلمان"
ورفعت حاجبيها ثم أخفضتهما لتغيظني...رفعت حاجبي ثم ضحكت على حركتها....

وبدأنا نخطط لما سنفعله...




__ ____ ______ ______ __________________________________________________ _____________




العصر...الساعة 4:46

بدأت أحزم متاعي ومتاع زوجي.....وأجهزهن في حقائب....
سمعت صوت بدر يناديني فتركت مابيدي وخرجت من الغرفة متوجهة نحو غرفة المعيشة....

قلت"نعم"

بدر"هل أنتهيتي؟"

قلت"بقي القليل...-تفاجأت من القطة السوداء التي يحملها فأشرت إليها-ماهذه...أعني لما تحملها؟!"

بدر ابتسم"هذا جني مرسول من الجن الموجودون في المنزل...أراد توديعنا...ويقول أنهم حزينون لفراقنا"

نظرت إليها باستنكار وقلت بحنق"أنت تسخر مني صحيح"

ضحك بدر فقال"ولكن من نظراتك له تقولين بأنه ليس بقط بل إنه من الجن...أنت تظلمين الحيوانات السود.....حتى عندما تسمعين صوت الجرس تقولين لي لاتذهب إنه جني....هههههه حتى الجن مؤدبون قبل أن يدخلون المنزل يستأذنون...هههههههههههههه"

قلت بخوف"بدر....لاتسخر منهم....سيؤذونك"

ضحك بدر وأردف"حسناً أين هي الحقائب؟!"

قلت"في الغرفة"

أخرج بدر القطة وذهب ليحمل الحقائب.....وأخيراً سنرحل عن هذا المنزل المسكون بالجن....لقد سببوا لي الرعب حقاً....

"بدر...هل ذهبت لتتفقد منزلنا...أعني اللذي يبنى"

بدر خرج من الغرفة وهو يحمل الحقائب"لا....اليوم مشغول غداً إن شاءالله"

"غداً أريد الذهاب لزيارة والدي....لقد ارتفع لديه السكر...يجب أن تراه أيضاً"

صمت قليلاً ثم خرج وهو يقول"حسناً...حسناً"






__________________________________________________ _________________________________





نحنُ واثقونَ أن أحلامنا يمكنُ لها أن تكون

وأصواتنا يمكنُ بدفئها أن تنهي صقيع الكون

لذا سوفَ نغني للربيع

للأعالي سنصلُ بدون قيود

ومعاً لا شكَ نستطيع

أن نتجاوزَ حدوداً تلو الحدود
‏✦ ‏✦

صامدونَ حتى لو صرخاتنا تعالت بينَ ذي الجراح

صامدونُ حتى لو متنا برداً أو حتى تهشمَ الجناح

في الظلام نبدو كالشموع

ويظلُ الأملُ عظيماً كبير

للأمام!, لن نبالي بالدموع

وسنواصلُ المسير نحو المصير

‏✦ ‏✦

________




خرج من القصر فسمع صوتها وهي تغني..حرك.مقعده ودخل بداخل القصر بسرعة...رأى إياد وقيس أمامه...فحرك مقعده واتجه نحوهم هو يقول...


"تعالو بسرعة....سيفوتكم إن توقفت"

استغربا وتبعانه وخرجوا....سمعها عمار فقال"إسمعا"

................



نورٌ سامٍ عال.. فجَّرَ طاقاتٍ فينا

في الليلةِ الدلماء

أشرقَ نورهُ السماء

وتعالى هلالاً بينَ الظلمات

والأفقُ الباهي.. رسمَ في أعيننا نورا

قلنا "لا للاستسلام"

قلنا "ليخسأ الظلام"

فثقتنا بأنفسنا في ثبات

‏✦ ‏✦

قد هُشمنا في ارتجافٍ وخوفٍ تام

ثم ضِعنا في صحونا وفي المنام

نحنُ طُرحنا أرضاً

خُذلنا دوماً

تُركنا للآلام

نحن لن نســ

........

لم يستطع قيس أن يتمالك نفسه فانفجر ضاحكاً.....وتتالت ضحكاتهم....

تفاجأت عندما سمعت صوت ضحكهم فالتفت للوراء...وانصدمت عندما رأيتهم....


شعرت باحراج شديد...

إياد بابتسامة"لديك إحساس جميل في الغناء.. "

قيس استدار ولم يستطع أن يتمالك نفسه من الضحك...

عمار "هههههههه... ادهشتيني"

احمر وجهي من الاحراج... فأنا أعلم أن صوتي شنيع... لم أكن منتبه لصوتي أنه ارتفع فقد اندمجت... آه يا للإحراج حتى من شدة اندماجي كنت اتحرك مع الأغنية...

إياد"انظروا لوجهها كيف احمر...-ضرب إياد كفه بكف قيس ثم انفجرا ضاحيكن- .... لقد احرجناها.."


عمار التفت لقيس"أنت توقف عن الضحك.... "

قيس أخذ شهيقاً وزفيراً عميقين وقال بضحك"لم أتوقع أن صوتك قبيحاً إلى هذه الدرجة"

قلت بعصبية"لم أطلب رأيكم... أنا معجبة بصوتي... مادخلكم أنتم....-ثم التفت لقيس وأردفت-وأنت اخرس"

ضرب إياد ظهر قيس بخفة"أظن بأنها تحقد عليك "

رفعت حاجبي" تفاهة"

عمار"لقد أغضبتموها"

قيس"أنت من ناديتنا لنستمع إلى صوتها"

نظرت لعمار بحنق...فقال إياد"خسارة....حقدت عليك أيضاً"

نظرت لإياد فعبست...

إياد ابتسم"حتى أنا؟!....أنا لم أفعل شيء"

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

التفتنا للمتكلم فكان رياض....

رياض"ماذا تفعلون هنا؟!"

عمار"لاشيء....نتحدث مع عمتنا"

رياض نظر إلي بنظرة لم أفهمها فنقل نظره لقيس"لاحول ولا قوة إلا بالله.. وأنت...كيف تحدثها...أنت لست من محارمها لتنظر إليها... أو لتحدثها"

قيس رفع حاجبه وقال"أنا حر...أتحدث مع من أريد...وأنظر إلى من أريد"

رياض"الأمر ليس أنه إن كنت حراً أم لا....الأمر أن دينك هكذا يقول...-ثم أمال فمه وأردف-ولكنني لا أقول شيئاً مادامت أمك نصرانية"

اتسعت عينا قيس ً وقال بغضب"لا تتحدث عن أمي...فهمت...أمي لاتتحدث عنها أمامي..ليس لها أي دخل فيني..وفي تربيتي....لا تتدخل في شيء لا يعنيك...أنا حر بما علي فعله".....نظر لرياض بغيظ قليلاً ورحل

نظر إياد لرياض بلوم .... ثم تبع قيس...

عمار بقهر"أنت تعلم أن أم قيس لم تربي قيس أبداً.... من رباه هي عمتي خديجة(أم علي) وسلمى(أم معاذ).... أنت تعلم أنه يكره والدته لأنها تركته من دون أسباب.... ثم تأتي أنت وتسخر من ديانة والدته؟!.... رياض مرة أخرى عندما تريد أن تنصح... رجاء أنصح كما ينصح الحكماء.... وليس السفهاء"....... وذهب

تنهد رياض بعمق ونظر إلي"يجب أن ترتدي الحجاب"..... وذهب

قلت في نفسي"وما علاقتك بي إن كنت أتحجب أم لا..".....

رفعت كتفي بعدم مبالاة واتجهت ناحية باب القصر....التفت للسيارة التي دخلت واصطفت مع الأخريات....خرج منها زياد وسلمان...تعجبت وأنا أرى رجل زياد قد لفت بالشاش...ويستند على العكاز...اقتربت منه

فقلت بدهشة"زياد؟!....ماللذي حصل؟!"

زياد ابتسم"مجرد حادث بسيط أثناء تعلمي السياقة"

قلت "حمداً لله على سلامتك"

زياد"سلمك الله"

ابتعدت ليمر...فدخلنا القصر....ثم دخل سلمان....

أم معاذ كانت واقفة أمامنا بقلق وعندما رأته اتجهت ناحيته وهي تقول بدهشة"زياد....عزيزي ماللذي حصل لك؟!"

زياد ابتسم"لا تخافي يا أمي...مجرد حادث بسيط"

وضعت أم معاذ يدها على صدرها وهي تقول بقلق ونظرت لرجل زياد"يؤلمك؟"

زياد"قليلاً"

امسكته أم معاذ من ذراعيه وهي تقول ",تعال فلتجلس ...-والتفتت للخادمة التي كانت ستدخل المطبخ- سارا اجلبي لي عصير ليمون"

ابتسم زياد وقبل رأس والدته"لا تخافي يا أمي....أنا في أتم الصحة والعافية".......وذهبا...وتبعهم� � سلمان وهو يبتسم....أما أنا فأسندت بظهري على الحائط بحزن وأنزلت رأسي للأسفل...لَقـ ـد آشـ ـتــقـ ـت لَك.... يـ ـا.. أأمـــي.... أنا لم أرك في حياتي... وأنتي أيضاً لم تريني قط... ولدتيني فمتي... أنا أعرف أن الأم مهمة في حياتنا لذا... لذا... أتمنى لو أراك للحظة


"أنتي تفكرين كثيراً "

رفعت عيني للمتكلم فكان معاذ ينظر إلي بابتسامة وبيده يحمل كتبه الجامعية....ابتسمت له...فقال

"كيف حالك اليوم"

ابتسمت"لا تسألني عن حالي بل اسأل عن حال أخيك"

عقد حاجبه باستغراب"أخي؟...لدي إخوة كثيرون فمن تقصدين؟!"

"زياد"

قال معاذ بقلق"مابه"

"إذهب وهيئته ستخبرك بحاله"

"لقد أقلقتني".....وذهب وأنا أنظر إليه بابتسامة





__________________________________________________ _________________________________






كنت أجلس على مقعدي....وأحتسي كوباً من القهوة الساخنة...وألعب بهاتفي من الملل...تركته ثم خرجت من غرفتي...
واتجهت نحو غرفة المعيشة....فوجدتها فارغة...

"زَمِلي؟!"

خرجت الخادمة من غرفتها ووقفت أمامي"نعم سيدتي"

خاطبتها باللغة الإنجليزية"أين والدتي"

رفعت كتفها وهي تقول باللغة الإنجليزية"لا أعلم...ربما في غرفتها"

أملت بشفتي ثم قلت"حسناً تستطيعين الذهاب"....وذهبت...

أما أنا فأخرجت هاتفي من جيب قميصي واتصلت على أمي...

"أمي....أين أنتي؟!"

أجابت أمي"في غرفتي...ماذا تريدين؟!"

قلت بضجر"أشعر بالملل...هل تسمحين لي بالذهاب إلى لزيارة خالتي؟!"


صمتت أمي لثانيتين ثم قالت"لا تتأخري... في الساعة الثامنة يجب أن تكوني هنا"

قلت"لماذا؟! "

أمي" فقط لا تتأخري".... وأغلقت أمي الهاتف في وجهي

أملت بشفتي ثم صعدت السلم وذهبت لغرفتي... ارتديت عباءتي... ووقفت أمام المرآة وبدأت أضع مساحيق التجميل...وبعدها أرتديت حذائي ذو الكعب الطويل... وحملت هاتفي وحقيبتي وخرجت من المنزل....

ركبت سيارتي وارتديت نظارتي الشمسية فرن هاتفي...أشغلت السيارة... فرددت..

"ألو... "

"مرحباً...كيف حالك عزيزتي؟!"

حركت السيارة وقلت"الحمدالله.... آآ... إذا تريد شيئاً رجاءً قله بسرعة لأنني الآن أسوق سيارتي"

"فقط أردت إخبارك أنني سآتي لزيارتك في المساء"

عقدت حاجبيّ ثم قلت"في الساعة الثامنة؟! "

"آه أجل... يبدو بأن والدتك أخبرتك... إذن أراك مساءً... انتبهي على نفسك عزيزتي.... إلى اللقاء"

أجبت بهمس"إلى اللقاء"

أغلقت الهاتف ووضعته جانباً.... وكنت قد وصلت أمام القصر... فتح الحارس لي الباب وركنت بسيارتي بجانب السيارات... تأملت السيارات... وخاصةً تلك السيارة السوداء....(سيارة فارس).... تنهدت بعمق... ونزلت من السيارة... دخلت القصر فسألت الخادمة التي رأيتها عن رينا.. فأجابت بأنها قد خرجت.... تأففت وكنت سأعود إلا أنني تذكرت زوجة زوج خالتي الرابعة.... دخلت المصعد فضغط على الزر الثاني....

فتح المصعد فخرجت منه.... أنزلت نظارتي الشمسية... وقلت
"مرحباً"

التفتت أم رياض إلي وقالت"شوق؟!.... مرحباً بك... لماذا لم لا تأتين إلى هنا لقد اشتقت لك"

تقدمت من خالتي وصافحتها"تعلمين... دراستي أشغلتني"

أم رياض "إجلسي.... هل جاءت معك والدتك"

"لا"

"هل تشربين شيئاً؟"

"لا... قبل أن أأتي شربت قهوةً ساخنة لذا اكتفيت"

"هل تهيئتي نفسياً للزواج"

أنزلت رأسي "أأجل"

بعد نصف ساعة من جلوسي مع خالتي أم رياض نهضت"سأذهب لرؤية رينا...وبعدها علي المغادرة"

أم رياض"حسناً"

استخدمت السلم...لأنزل للطابق الأول..(الذي تسكن فيه أم علي)...

طرقت غرفة رينا...ففتح الباب...

ابتسمت رينا وقالت بفرح"شوووق"...وحضنتني

"ههههه...كيف حالك؟!"

رينا"بخير....ادخلي"

دخلت الغرفة فقالت رينا"أريدك في موضوع"

قلت"ماهو؟!"

رينا بتوتر"هنالك شخص يقوم بابتزازي....ماذا علي أن أفعل...أخاف أن أخبر والدي "

وضعت يدي على خدي وقلت بملل"لا تتوبين...كم مرةً قلت لك أن لا تتواصلي مع شخص غريب.."

رينا بلا مبالاة"فقط استمتع....وقد صارحتهم بهذا الأمر...يعني.فقط أصدقاء"

"إذن أخبري الهيئة المختصة عنهم....وأخبريهم أن لا يبلغو والدك وهم سيتولون بالأمر كاملاً"

رينا"حسناً....كنت سأشاهد فلم رعب...هل تشاهدين معي؟!"

قلت بخوف"لا...هذا ماكان ينقصني....تعلمين أنني لن أنام إذا شاهدت مثل هذه الأفلام"

رينا أمالت فمها وقالت"جبانة"






__________________________________________________ _________________________________





كنت أنظر من النافذة بحزن....أشعر وكأنني أعيش وحدي...لا يأتي إلا للنوم....وضعت يدي على صدري من الريح التي دخلت و طيرت خصلات شعري....أغمضت عيني....ومددت يدي لخارج النافذة....فتساقطت قطرات المطر على يدي...تنهدت بعمق...وذهبت وجلست أمام حاسوبي...وبدأت أتصفحه...

فتح الباب فدخل بدر....نظر إلي ثم قال"أعدي القهوة...لدي ضيوف"

أغلقت الحاسوب فنهضت"حسناً...هل أعد شيئاً آخر"

بدر"براحتك...ولكنهم في الطريق".....وقبل أن يخرج..رجع والتفت لي"صحيح...بخري المجلس...وإن كان فيه غبار نظفيه"

أومأت رأسي بطاعة...وذهب...دخلت المطبخ وبدأت أعد القهوة...وإلى أن تجهز فكرت أن أعد كعكة بالزنجبيل....
رن الجرس فعقدت حاجبي وقلت في نفسي(هل يعقل بأنهم حضروا بهذه السرعة)....طرق باب المطبخ...فالتفت للطارق...ابتسمت فقلت..

"أهلاً"

دخلت الفتاة التي كانت تقف عند الباب"السلام عليكم"....وصافحتني

قلت بابتسامة"وعليكم السلام...إذن أنتم الضيوف الذين أخبرني عنهم بدر"

قالت أخت بدر(بدور)"نحن ضيوف؟!"

ابتسمت"إسألي بدر"

قالت بدور"لا يهم...ماذا تعدين؟!"

"كعكة بالزنجبيل"

"أممم...هل هي نفسها التي أعددتها في المرة الماضية"

قلت"لا أتذكر"

"هل ستعدين الشاي"

"الآن أعد القهوة...إذا كنتي تودين أن أعد لك الشاي....حالما أنتهي من الكعكة سأعده...لأنه يعطي مذاق ألذ معها"

"كنت أريد أن أسألك...ماهي النكهات التي تضعينها في الشاي...حاولت أن أخمن لكنني لم أعرف"

ضحكت ثم قلت "لن تخمني...فهي أكثر من مكونين"

اتسعت عينا بدور دهشة"هل هذه كعكة أم ماذا؟...وماهن؟!"

قلت وأنا أعجن العجين"الزنجبيل....والهيل...و القرنفل...وقليلاً من القرفة...أممم وأيضاً الحبة الحلوة فهي تعطيه مذاقاً مميزاً...والزعتر
"

بدور"أتعلمين...لم أسمع أحداً من قبل يستخدم كل هذه المكونات ليعد الشاي"

ضحكت ثم قلت"هل جاءت والدتك معك"

بدور"أجل"

غسلت يدي وقلت"انتبهي للقهوة...سألقي السلام عليها وأعود"

بدور"حسناً"





__________________________________________________ _________________________________









في صباح اليوم التالي....

ارتدت ثوب المدرسة وارتديت فوقه العباءة.... وقفت أمام المرآة في حالة تفكير وأنا أنظر إلى مساحيق التجميل.... فكرت وفكرت... إلى أن قررت أخيرا... وأدخلت بعضاً منها في جيب بنطالي...وارتديت حجاباً أسود اللون...

ابتسمت برضا.... واتجهت نحو المصعد... أدخلت في فمي علكةً وبدأت أعلكها...انتبهت أنني نسيت حقيبتي... فعدت بسرعة وأحضرتها.... وأنا أشعر بالفخر للأنني سأذهب للجامعة... ضحكت في نفسي... وفتح باب المصعد.. وضغطت على الزر(0).... الذهاب للجامعة هو حلم أغلب الفتيات في المدرسة...







انتهى الفصل الثامن......


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
al-jood

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.