"صمت بعد عاصفة الدمار" * مكتملة *

[تماضر عبدالله]

جاري الكتابة........

[تماضر عبدالله]

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد....
سبحان الله... والحمدلله والله أكبر....


ها أنا أضع الفصل "الـ ١٢" بين أيديكم.....



الفصل الـ١٢.. . . .

(أرجوك لا تقترب)

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~






"شوق؟! كيف حالك؟!"

هذا الصوت؟!...رفعت عيني للمتكلم ثم اتسعت عيناي بصدمة...

قلت وأنا أنظر للجهة التي ذهب منها فهد"وليد رجاءً ارحل...ستورطني"

وليد "ولماذا أنت خائفة؟! لقد "ثم صمت عندما رآني

أنهض وأحمل حقيبتي...ولكنني توقفت وأنا منصدمة عندما وقعت عيني على فهد الواقف بيده كيس الأدوية وينظر إلى وليد الواقف أمامي.....بلعت ريقي بتوتر من الذي سيحصل...وأنا أراه بدأ يقترب منا......

وليد عرف أن فهد هو أحد أقاربي من نظراته... لذا قال"كنت أعطيها بطاقتها الصحية....لقد سقطت منها"وبعد أن أكمل جملته فر هاربـاً....

فهد نظر إلي..فتبدلت ملامحه للبرود وقال"لنذهب"

بلعت ريقي...ثم ذهبنا إلى السيارة...
وأول ما أغلق الباب فاجأني وهو يقول بحده"من ذاك الشاب؟!"

قلت بخوف وتوتر"لـ لا أعرف...فـ فقط أعطاني بطاقتي الصحية"

زفر فهد قائلاً"حسناً...-نظر إلي وقال-أنا أثق بك-وأدار محرك السياة"

أما أنا فبلعت ريقي...تباً لذلك الوليد....كان سيوقعني في مشاكل وأنا في غنى عنها....أذكر أنني في أيام مراهقتي...كنت حينها في السنة الأولى في الجامعة....كنت أحدثه وأخذت رقمه...وبدأنا نتواصل مع بعضنا...إلى أن نبهتني هيام بأن ما أفعله حرام...وأنه يستغل مشاعري فقط...لم أصدقها...إلى أن رأيته في يوم من الأيام....يقف بجانب إحدى الفتيات ويعطيها رقمه...حينها أيقنت مدى غبائي...وتبت؟!!!!.....كلا....لا أنكر أنني بعدها...حاولت جاهدة لإيقاع فارس ابن خالتي في شباكي...فأصبحنا نتواصل مع بعضنا البعض لأيام ولساعات...كان في البداية لا يعلم بأنني ابنة خالته نفسها...ولكنني في النهاية أخبرته....كنت سعيدة حينما قال لي

"في الواقع صدمني ذلك....ولكن أنا سعيد حقاً...لأن هذا سيسهل علي المشوار....عندما أنهي دراسة الماجستير سآتي لخطبتك.. "

ولكن الآن... نظرت لفهد المشغول بقيادة السيارة... تنهدت بضيق.....

فقال"مابك عزيزتي؟! "

قلت"لاشيء... لاشيء"

فهد بهدوء"لم تحددي بعد... متى سنعتمر؟! "

قلت"أول أيام رمضان... لأن الأجر فيها سيكون مضاعفاً."

فهد"سأحاول أن أرتب جدولي من الآن"




__________________________________________________ _________________________________



اليوم التالي...
الساعة٩:٣٠ صباحاً

لم أصدق أنني الآن أقف على عتبة الطائرة.... دخل الجميع ومازلت أنا أعيش مع أحلامي...

قال بسخرية"ألا تنوين الدخول؟! "

نظرت لقيس بازدراء وقلت"ليس من شأنك"

ذهب وهو يتمتم"كلما حدثتها قالت ليس من شأنك"

نظرت للورقة التي بيدي وقلت في نفسي"لما أعطوني"

المضيفة"لو سمحتي... أرجو أن تجلسي على مقعدك"

قلت"المكان مزدحم أين أجلس؟! "

المضيفة ابتسمت وقالت"أعطني الورقة التي معك"

أعطيتها فمشت ومشيت خلفها.... إلى أن أشارت إلى المقعد المخصص لي...

قلت"شكراً"

المضيفة "لا شكر على واجب" وذهبت....

وقفت أمام مقعدي فنظرت للذي سيجلس بجانبي فابتسمت"معاذ؟! "

التفت إلي معاذ فابتسم....
جلست فقلت"كنت أخشى أنني سأجلس بجانب أحد لا أعرفه"

معاذ "والدي حرص أن يجلس كل واحد بجانب أحد منا"

ابتسمت فقلت"لا أصدق أنني سأذهب لتركيا"

ابتسم معاذ على حماستي... فهو يعلم أنها المرة الأولى لي في السفر...

"أيتها الحمل الصغر"

التفت للمتكلم فقلت "تقصدني"

ابتسم وقال"بالطبع... فأنا أنظر إليك"

قلت بازدراء"ليس بحمل صغير غيرك"

ابتسم فارس بجاذبية"تعجبينني عندما تغضبين"

عبست وربطت حزامي وقلت" لا تستفزني".... نظرت للجالس بجانب فارس فقلت بسخرية"غريب لا يجلس مع توأمه"

قيس رفع حاجبه وقال ليغيظني"ليس من شأنك"

قلت بقهر"لاتقلدني"

فارس"ههههه...تغضب بسرعة".... وعندما رأى اكفهار وجهي قال"كنت أمزح معك"

قلت بهمس"أكثر اثنين يستفزانني"

معاذ "لا تلقي لهما بالاً"

وأعلنوا عن بدأ تحرك الطائرة....

وبدأت أقرأ المعوذات...

وبعد فترة أعلنوا عن بدأ صعود الطائرة.... وتنبيههم لربط حزام الأمان....

شعرت بالخوف فجأة وقلت"ستسقط؟! "

ابتسم معاذ"لاتقلقي... لن تسقط بإذن الله... اقرأي المعوذات"

أخذت شهيقاً وزفيراً عميقين... وأنا أتخيل ماذا لو سقطت الطائرة... عندها.... بالتأكيد سنموت.... بقيت هكذا حتى استقرت الطائرة في الجو....

وشيئاً فشيء بدأت أشعر بالملل.... نظرت لمعاذ المنشغل في قراءت المجلة..... في حياتي لم أفكر في يوم ان أستغل وقتي في القراءة.... مددت يدي للمجلة التي كانت أمامي... فتحتها وبدأت أقرأها بملل... نظرت لفارس... ورأيته يتحدث مع قيس... فنظرت لمعاذ... فوجدته مازال يقرأ المجلة....

زفرت بملل وقلت"ملل"

أبعد المجلة عنه وقال"شاهدي التلفاز"

نظرت للتلفاز الذي أمامي وقلت"لا أحبه "

أخرج كتاباً كان بجانبه وقال"تودين قراءته؟! "

أخذته فقلت"رواية؟!...-أكملت بملل-لا أحب قراءة شيء باللغة العربية الفصحى... لأنها معقدة ولا أفهمها"

معاذ"ليس دائماً.... كلمات هذه الرواية سهلة... تستطيعين فهمها... وإذا لم تفهمي شيئاً أخبريني"

قلت"حسناً-وبدأت أقرأ الرواية... شيئاً فشيء...حتى بدأت أشعر بالاستمتاع... "

قلت"معاذ... ماذا تعني..****... معاذ ماذا تعني...****.... معاذ معاذ........هههههه معاذ إقرأ....صحيح ماذا تعني..*****.."

....أعتقد بأنه سينفجر الآن من الغضب... فمنذ وأن بدأت في القراءة وأنا أسأله عن أبسط الأمور
نظرت إليه فرأيته يمسك رأسه من الصداع... هههه أشك أنه بسببي...لا لا أشك بل أنا متيقنة من ذلك...

وضع معاذ يده على جبينه.....

قلت"معاذ؟!"

معاذ لم يتكلم...وبدأ بالهيجان...

شعرت بالخوف.... أمسكت معاذ وقلت"معاذ... مابك؟! "..... وضعت يدي على جبينه فأحسست بسخونته.....

معاذ أبعد يدي وبعدما هدأ....أخرج من جيبه... علبة مضاد حيوي.... تناول واحدة فقلت...


قلت بهمس" أيعقل بأنها مجرد حمى"..... التفت لفارس فشعرت بالفزع عندما رأيته ينظر إلي....

ابتسم فارس... فقال"معاذ؟! "

معاذ التفت لفارس"نعم؟! "

فارس"هل راجعت الطبيب؟! "

معاذ أشاح بنظره"ولماذا؟! "

فارس"أتحسب أننا لا نعلم بمرضك؟!"

معاذ صمت وأشغل نفسه بالمجلة التي أمامه...

فارس"لن ينفعك صدقني هذا الإهمال... أنت متهاون جداً... ماهو مرضك؟! "

معاذ"لست مريض...انتهى الأمر"

فارس"إذا سأضطر أن أخبر والدي"

معاذ التفت لفارس وقال بشيء من العصبية"قلت لك... أنا لست مريضاً.... مجرد حمى خفيفة...لا تتدخل"

فارس قال بعدم اكتراث لمعاذ"حسناً... حسناً "

نظرت لمعاذ بقلق....كنت أظن بأنني الوحيدة... من لاحظت التعب على معاذ... وكثرت رؤيته للمس جبينه الدالة على الصداع...
وكثرت تكرار هذه الأعراض... أصابتني بالقلق حقاً...ولكن عندما رأيت في ذلك اليوم نظرة فارس له...عرفت أنه لاحظ ذلك أيضاً.. ولكن لماذا ينكر معاذ ذلك....







__________________________________________________ _________________________________

اليوم التالي...
.هو أول أيام الشهر الفضيل....
على أرض السعودية~مكة المكرمة...
وفي أحد الفنادق المقابلة للمسجد الحرام...


خرجت من الحمام...وتوجهت نحو عباءتي وارتديتها...فقد أتينا بالأمس... نظرت لفهد الذي دخل...



قال"هل انتهيتي؟!..... لنذهب"

قلت وأنا أجلس"أشعر بالتعب...غيرت رأيي... لن أذهب "

فهد جلس...صمت ثم قال"هذه المرة الثانية التي تقولين فيها هكذا..هل أنتي مريضة؟! "

قلت"لا.... ولكنني لست معتادة كثيراً على المشي لذا أشعر بالتعب بسرعة"

فهد"حسناً... سنذهب بعد الإفطار.. لتستعيدي نشاطك"

قلت وأنا أضع عباءتي في مكانها"حسناً "

وخرجت من الغرفة وجلست على إحدى المقاعد الخشبية الملتفة حول مائدة الطعام الدائرية...تنهدت...
.بهذه الطريقة لن ينفع...يجب أن أفعل أي شيء...يجب أن يشعر




__________________________________________________ _________________________________

في مثل هذا الوقت...

في تركيا~أسطنبول...

زياد"أظن بأننا العائلة الوحيدة التي تسافر للسياحة في رمضان.. وهذا كله بسبب دراسة فارس المتخلفة.... أوف أشعر بالملل...نحن لم نأتي لنسجن للمعلومية فقط.-ثم قال- ما رأيكم أن نتزلج"

فارس "دع التزلج للأطفال.... ثم إننا صائمون فكيف لنا أن نتزلج"

زياد أمال شفته وقال"هذا بسببك لاتملك الحق لتتذمر ثم إن التزلج رياضة...لم تخصص للأطفال...بل للجميع...-التفت لإياد- إياد ستذهب صحيح؟!"

إياد"أجل....فنحن لم نأتي لنسجن بداخل هذا الفندق"

فارس"سآتي..ولكنني لن أتزلج..."

قيس نظر لمعاذ النائم على السرير"معاذ ستأتي؟!."

معاذ أجاب وهو مغمض العينين"كلا"

خرج الجميع من الغرفة التي يتشاركها(زياد..ومعاذ)...

رأوني أمشي في الممر المؤدي إلى المصعد بهدوء...نظرت إليهم فقلت في نفسي( وكأنهم جيش هههه)

"أيتها الحمل الصغير....هل ستذهبين معنا"

قلت "بالطبع...أود أن أخرج من هذا السجن...-أكملت بهمس لنفسي سمعه الجميع- أود أن أرى التركيين...إنهم جميلين"

فارس وضع يده على كتفي وهمس لي بشيء وذهب....
نظرت للجميع كان ينظر إلي...أنا حمقاء دائماً عندما أتحدث لنفسي يسمعونني...لم أكترث...فمشيت وراء فارس بغرور...


بعد فترة من الزمن ليست بقليلة...لم أشعر بمرورها من جمال المناظر...استغربت أنه مازال لديهم شتاء......وصلنا للبورصة...وأنا أنظر للجبل الثلجي...وعليه أناس يتزلجون....أشعر بالبرد الشديد....كنت دوماً أحلم ان يتساقط ثلج في بلادنا...ولكن هيهات.... فأمنيتي شبه مستحيلة...
نزلنا من السيارة التي كان يقودها فارس...وكل واحد أخذ لوح التزلج الخاصة به...وحمل العصاتين المسننتين بيده لتساعده على التزلج من أعلى الجبل...

توقفنا أمام المكان المخصص للتزلج......

قيس"لن أتزلج كثيراً...سأشعر بعدها بالجوع"

زياد"نسيت بأنني صائم"

مشيت بصعوبة كبيرة وراءهم....بدأوا بالتزلج وأنا أنظر إليهم...

سمعته يقول"ألا تعرفين كيف تتزلجين؟!"

نظرت لقيس وقلت بثقة"بلى أعرف"....

حركت العصا التي كانت بيدي...وبدأت بنزول الجبل الثلجي...لحظة....لاااااااااا� �ااا
فقدت توازني....فسقطت...وبدأت أتدحرج بشكل مضحك من أعلى الجبل...صرخت بأعلى صوتي...والجميع كان ينظر إلى تلك الغبية....أقصد نفسي...
وزياد الذي كان أمامي...لم يستوعب مايحدث إلا وأنا أسقط فوقه...
فسقط زياد...وأنا سقطت فوقه...شعرت بشيء حاد يغرس بداخل بطني...توقفت عن الحراك من الألم الذي اجتاحني...

صرخت بألم....

زياد بألم "الجود...مابك... ".وأبعدني قليلاً

جميعهم التفو حولنا....
ابتعدت عن زياد ...وأنا أمسك عصا التزلج المسننة...التي دخلت بداخل أحشائي من قوة السقوط...نظرت ليدي التي تلطخت بدمائي

بكيت وقلت بألم"يؤلم....آآآآه يؤلم...لا أستطيع.... يؤلم"

إياد اقترب مني...وانصدم عندما رأى أن الثلج تحول لونه للون الأحمر....

قيس"لنوصلها إلى المستشفى"

فارس الذي جاء الآن قال"مالذي.....-لم يكمل كلامه حتى فهم الذي حدث من مجرد نظره لي"

أمسكت العصا وبكل قوتي نزعتها من بطني...لأنها كانت تتحرك فتزيد الألم... بكيت من الألم وأنا أواصل تكرار كلمة"يؤلم "....

فارس أبعد إياد وحملني وقال بسرعة" قيس افتح السيارة"

قيس ذهب مسرعاً...
وإياد ساعد زياد في الوقوف....وبسرعة نقلوني لأقرب مستشفى
وصفه لهم أحد الأتراك....

وفي الخارج كانا إياد وفارس ينتظراني...بعد فترة خرجت من غرفة الطبيبة...ورأيتهما....اقتربت منهما وأنا أضع يدي على بطني...

انتبها إلي فقال إياد"كيف حالك الآن"

قلت"الحمدلله"

ذهب فارس لإحضار الدواء فذهبنا إلى السيارة....وعدنا إلى اسطنبول....حيث يتواجد فندقنا....
.مرت الأيام بسرعة في تركيا....... فاللحظات الجميلة دائماً ما تأتينا كلمح البصر... واللحظات التعيسة تأتي ببطئ وكأنه مر قرن من مرافقتها لك...
عاد الجميع من تركيا الى القصر ليجتمع شمل أسرتهم من جديد فقد انتهت دورة رياض وعمار وباسل وعلي في بريطانيا.... عاد الجميع والآن هم يجتمعون على مائدة الطعام...
واصلوا الحديث عن الشركات قطع حديثهم فارس وهو يقول"بعد غد...سأسافر"

أم رياض"ألن تجلس حتى العيد؟!"

فارس"لا...سأتأخر هكذا كثيراً"

سلمان"لم تجلس هذه المرة كثيراً...انتبه على نفسك...وفي المرة القادمة...لا تأتي مثل هذه المرة...وإلا لن تدخل القصر"

ابتسم فارس وقال"كنت أمازحكم"

زياد"مزحك ثقيل....-نظر للوشم الذي بيد فارس-أزله...ألا تدرك أنك مقزز به؟!"


كنت جالسه على مقعدي....وأنا أنظر لمعاذ بقلق...كان وجهه تعب جداً..توقف ..وفجأة سقط أرضاً متيبساً.... وبدأ جسمه ينتفض....ويداه وقدماه تهتزان بعنف...وهو يرفع رأسه..... لقد..... دخل في نوبة....صرع!!!!!!!
الجميع انصدم ووقفوا متفرجين....شهقت بصدمة.... لم أشعر إلا بقدمي تتجه تلقائياً نحوه بسرعه وأضع الشال الذي كان على عنقي... في فمه لكي لايبلع لسانه.... تقطع قلبي... وأنا أراه في هذه الحاله من الإضطراب...
صرخت أم معاذ فزعة لما يحدث لابنها الأكبر... منذ متى... وهو لديه هذا المرض المخيف.... شيئا فشيء حتى سكنت حركته... أخرجت الشال من فمه... وأنا أنظر إليه... لم أصدق كيف تجرأت وأحسنت التصرف في هذا الموقف...وأنا في قمة خوفي... والجميع كان مصدوم....
تنهدت وأنا أحمد الله... لأنني تذكرت ماذا يجب أن نفعل لمن تأتيه نوبة الصرع.... التفت لسلمان وقلت...

"عليك أن تنقله إلى المشفى"

اقتربت أم معاذ التي كانت تبكي وتنظر بخوف إلى معاذ...
وقالت بصراخ"اتصل بالإسعاف"

اتصل علي بالإسعاف...
وجاء رياض وإياد وأوقفوا معاذ الذي بدأ يستفيق...

نهضت من مكاني... نظرت لأم معاذ التي كانت تبكي والخوف يتملكها...وتلطم وجهها من الخوف...والقلق....

الصمت عم المكان بأكمله... حتى جاءت الإسعاف ونقلوا معاذ إلى المستشفى....
ومن ذهب هم علي ورياض وسلمان.... وطلبوا من البقية أن لا يلحقوهم...

"الجود؟!!"

التفت للمتكلم فكان زياد"شكراً لك... فمن دونك لما عرفنا كيف نتصرف.... لا أعلم كيف جاءتك الشجاعة"

قلت وأنا مازلت مصدومة بأنني أحسنت التصرف لمرة في حياتي"أنا بنفسي مازلت مصدومة... كيف تجرأت على فعل ذلك.... هل أنا من ذهب أم أنه طيفي؟!!!!! "







تابع/

[تماضر عبدالله]

ابتسم زياد...ولكن سرعان ماتحولت ملامحه إلى القلق الشديد...

بعد ساعة... عاد الجميع... كانت أعيننا تبحث عن معاذ... ولكننا لم نجده بينهم... مما تملكنا خوف وقلق شديد.....
أم معاذ اتجهت نحوهم مسرعة وهي تقول بخوف"أين معاذ؟!.... مالذي حصل؟!! لماذا لم يأتي"

فكانت إجابت كل منهم الصمت....

ازداد خوفنا جميعاً.... فقالت أم معاذ بصراخ"مالذي حصل لابني.... لماذا لم يأتي؟!.... تكلموا."

رياض"اهدئي... ابنك بخير"

أم معاذ بدون تصديق"لو كان بخير لكان قد أتى معكم... مابه"

سلمان بهدوء ظاهري قال"ابنك مصاب بالتهاب في الدماغ"

أم معاذ وضعت يدها على صدرها من هول ما سمعت... فسقطت مغشي عليها من الصدمة....

رياض"لا حول ولا قوة إلا بالله"

زياد ذهب وأتى بقارورة ماء وبدأ يمسح على وجه والدته بالماء...

زياد بخوف"أمي... أمي-ضربها بخفه على وجنتيها ولكنها لم تستفق... نظر إلينا وقال بخوف-لا تستيقظ"

اقترب إياد من والدته فقال"أعطوني منديلاً وعطراً"

قام زياد وذهب مسرعاً ثم أتى وأعطى إياد المنديل والعطر... وقربه من أنف والدته لتستنشقه... وبدأت تستفيق شيئاً فشيئاً....

اتجهت نحو سلمان الذي كان ينظر إلى أم معاذ بضيق...وقلت بهدوء....

"سلمان؟!"

سلمان نظر إلي وقال"ماذا هناك؟! "

قلت"كيف حاله؟! "

سلمان تنهد وقال بضيق"الحمدلله"

قلت"لا أريد هذه الإجابة"

سلمان أكمل بضيق أكبر"جود... حلي عني..ليس وقته"

كلماته هذه أشعرتني بقلق أكبر...قلت بإصرار..

"أرجوك قل... مابه؟!... هل مرضه أصبح خطيراً؟!"

سلمان زفر بضيق وقال"أجل...لاتنقلي الكلام لأحد"







__________________________________________________ _________________________________




قد نكبر في السن ولكننا أحياناً نشتاق لكوننا صغاراً في الماضي...لكوننا أبرياء.. لانفهم معنى الخيانة ولا النفاق... كل ما نعلمه هو كيف أن أكذب كذبة بيضاء مكشوفة لكي نحمي أنفسنا من الضرب..وفي الأخير نضرب لاكتشافهم لكذبنا .. كل ما نعلمه هو كيف نلعب ونبني جبلاً من الطين تدور حوله الحجارة.... مع كله حجرة ألصقنا عليها أمنياتنا الصغيرة التي لاتحمل أي معنى سوا النقاء.... كنت أجلس على الأرجوحه وأحركها بسرعه وأنا أبتسم.... لو كان لدي ابن لكان الآن يحتل مكاني الحالي... لكنت أدفه بكل حب وحذر من أن يقع... ولكن مامن هناك أحد ليدفني بحب وحذر... فهناك من يفتعل المشاجرات معي على أتفه الأسباب وهذا يكفيني..

نزلت من على الأرجوحه تاركه مهمة إيقافها للهواء....

دخلت للمنزل ورأيت في وجهي بدر.... أحياناً تحوم حول ذهني فكرة... لو كان إسمه محاق لكان أنسب له من بدر... فالبدر لايناسب شخصيته المتسلطه والمنافقه...لم يسألني عن حالي أوعن متطلباتي بل سألني عن إذا ماكان الغداء جاهزاً أم لا....

أجبته بابتسامه"الغداء جاهز....استحم...وستجده في غرفة الطعام"

بدر"حسنا"....وذهب

بعد أن انتهيت من ترتيب وتوزيع الأطباق على المائدة السوداء المصنوعة من الرخام.... دخل بدر وجلس على كرسيه...

جلست فسألته عن حاله وحال عمله... ولكن قاطعه اتصال فأجاب بارتباك....

"مرحباً.... مابك؟!....حسناً سآتي في الحال"

شرب الماء بسرعة وخرج وهو يقول"لا أريد غداءً...إنني على عجلة من أمري"

خرج وتركني أكمل الغداء بمفردي... هذه حالي... ولكن لايهم... مايهمني هو أن أراه سعيداً فهي سعادتي أيضاً....شعرت بالملل فقررت أن أتمشى قليلاً في حديقة المنزل....ارتديت حاجبي...

وخرجت...نظرت للأرجوحة التي كنت أتأرجح عليها...مازالت تتحرك...

"آآه"
.. حككت رأسي بألم من الحجرة التي ارتطمت برأسي... فتتالت بعدها مجموعة من الحجارة...وسمعت صوت ضحك أطفال...غضبت....

فقلت بعصبية"لا ترمون الحجر"

سمعت صوت طفل يقول آت من جهة بيت جيراني الهمج "سمعت سمعت...هنالك أحد "

وشيء فشيء حتى رأيت رأسهم يتضح من أعلى الجدار....كتمت ضحكتي وأنا أرى شعرهم..وكأنه أصاب بالتماس كهربائي....

كانا طفلين في الخامسة من العمر....

ابتسمت وقلت بتعاطف معهما"عزيزاي...لا ترميا الحجارة...هذه عادة سيئة ستـ...."

لم أكمل كلامي إلا وحجرة ارتطمت بوجهي بقوة فتبعها ضحك الطفلين....

"لقد فزت...أصبتها"

مسحت على عيني اليمنى...التي أصابتني فيها الحجرة....وصحت بغضب...

"كيف تجرآن على رميي بالحجارة....إنكما طفلين وقحين...إغربا عن وجهي"

مد الطفل لسانه للخارج ليغيظني...فكبحت نفسي من أن أقتله على هذه الحركة المستفزة.....

قلت"سأتصل على شرطة الأطفال...ستأتي وتأخذكما"

قال أحد الطفلين"قديمة....إنها مجرد كذبة...نحن لا نخاف اتصلي اتصلي"

شعرت بالغيظ فما كان علي إلا أن أترك هذين الطفلين أبناء جيراني الهمج...وأدخل لداخل المنزل...في هذه الأثناء...قرع الجرس..فعزمت أن لا أفتحه...لا شك بأنهم جيراني الغثيثون..

توقف الجرس عن الرنين فسمعت صوت هاتفي يرن....
وكان اتصال من صديقتي رينا....أجبتها فأخبرتني بأنها هي من في الخارج....خرجت وفتحت لها الباب....

ابتسمت لي رينا وقالت"مرحباً"...وصافحتني بحرارة...

قلت بابتسامة"تفضلي"

فدخلنا....وجلسنا في غرفة المعيشة....

رينا"لقد اشتقت لك...لما لا تأتين لزيارتي؟!....أنت وشوق دائماً هكذا...منذ أن تزوجتما تغيرتما"

ابتسمت وقلت"نحن لم نتغير....ولكن ظروفنا هي من تغيرت....تزوجي وستدركين أسبابنا"

رينا ابتسمت"لقد خطبت"

قلت بدهشة"حقاً...متى؟!....هل وافقتي؟!"

رينا"أجل...صحيح لما لم تفتحين الباب بسرعة...ظننت أنني سأموت من الحر خارجاً..ألم تجدي بيتاً آخراً غير هذا...في هذه الأرض القاحلة؟!"

قلت"كنا على عجلة من أمرنا"





__________________________________________________ _________________________________


في المساء...١٠:٣٣

فتحَ باب الغرفة فدخل...كنت أجلس في هذه الأثناء...على المقعد الهزاز...الموجود أمام البلكونة...وأقرأ رواية...فمنذ ذلك اليوم وقد عشقت شيئاً يسمى روايات...

رفعت عيني لسلمان وقلت "ضاري...أغلق الباب"

سلمان بعصبية "من ضاري أيتها الوقحة"

استغربت...هل قلت ضاري؟!!...ابتسمت وقلت"إنه حبيبي"

سلمان بعصبية أكبر"وتقولينها بكل بساطة؟!"

قلت لأنهي النقاش"أوف....هو شخصية في الرواية...ولقد وقعت في حبه"

سلمان مد يده"هاتها"

أملت شفتي بازدراء...هذا ما كان ينقصني...زوج عجوز يفسد متعتي في القراءة...

أعطيته الرواية بملل....وبعد أن قرأ الاسم وصدقني أعطاني إياها....ثم قال جملة صدمتني بل لم أستوعبها...

"كح كح كح-قلت بانفعال-ماذا قلت؟؟؟؟"

سلمان ببرود"ولما أنت مصدومة...قلت لك أريد ابن"

أشرت إلى لاشيء وقلت بانفعال"اذهب لزوجاتك الثلاث...أنا لا أريد أيةَ أبناء أتفهم؟!!"

سلمان اتجه ناحية الباب وأغلقه واقترب مني....وانصدمت وقلت بعصبية وصراخ..."ابتعد...قلت لك لا أريييد........ابتعد"

سلمان ابتسم ووضحت أسنانة المقرفة"أوتظنيني لن أكترث لكذبتك"

قلت باستغراب"أي كذبة؟!"

وبدأ بالاقتراب أكثر....وأنا رجعت للخلف أكثر...وأنا أصرخ وأهرب إلى حيث لا أعلم.....






__________________________________________________ _________________________________






وقفا أمام الفيلا الكبيرة...فطرقت الباب...وخرج رجل في أواخر العشرينات...وهو أخ زوجي الأكبر...يدعى بـ ( عبدالله)....دخلنا فوجدنا خالتي في استقبالنا....

أم فهد بفرح"نور المنزل بوجودكما."

اقترب فهد من والدته بابتسامة وقبل رأسها....

فهد"كيف حالك يالغالية؟!"

أم فهد بابتسامة"بخير بوجودكما"....اقتربت من خالتي أم فهد ببرود وقبلتها من على رأسها...

"كيف حالك ياشوق...لما لا تتصلين بي وتوصليني أخباركما؟!"قالت أم فهد مخاطبة لي

قلت ببرود"نسيت".....وأكملت في نفسي"ولما هي لم تتصل إذا كانت تود أخبارنا..؟!"

فهد" شوق؟!"

نظرت إليه فمد يده وقال"أعطيني أحمل عنك"

أعطيت فهد الكيس الذي بيدي فذهب....

أم فهد"ماذا أحضرتي لنا؟!"

رفعت حاجبي الأيمن فقلت"لم أحضر شيئاً....نحن ذهبنا لنعبد ربنا لا لأن نشتري الهدايا لكم..ولكنني أحضرت لكم بعض المكسرات"

قالت أم فهد بدهشة"ماذا سأقول للناس...سيقولون عنا بخيلون...أخبرت جميع معارفي بأنكما ذهبتما لتعتمرا...كان يجب عليك أن تحظري بعض التذكارات"

قلت بازدراء"لم أطلب منك أن تنشري الخبر....وكأنك تريدين من الناس أن يقولوا...أوه ابن ثريا وزوجته ذهبا للعمرة ماشاء الله بدل أن يذهبا لشهر العسل....-أكملت بملل-إذا كان كلامهم يهمك إلى هذه الدرجة سأخبر فهد بأن يشتري لك التذكارات...فهنا تباع أيضاً.... على العموم أشعر بالتعب...سأذهب لأنام تصبحين على خير".....وذهبت

لا أعلم لما تحدثت معها بهذه الوقاحة....ربما لأنني أود أن أنام....ولا أشعر بما أقوله.....شعرت بألم طفيف في بطني....اتجهت ناحية السلم وذهبت لطابقنا....دخلت فكانت الإضاءة خافتة وهدوء إلا من صوت...
التكييف...نظرت للسرير... فرأيت فهد نائماً... وضعت عباءتي على العلاقة.... واتجهت نحو السرير...جلست....و نظرت لفهد بهدوء لدقيقتين.... ثم استلقيت على السرير وأنا أتنهد بضيق... ثم دخلت في سبات عميق...


__________________________________________________ _________________________________

مر شهر كامل... مر معه العيد الذي لم تحدث فيه أي أحداث جديدة تذكر.... وقد سافر فارس إلى استراليا قبله بيومين....



........

كنت أجلس على السرير وأنظر إلى زوجي الذي كان يجلس على المقعد
الخشبي ويقرأ القرءان... إلى أن أنتهى من القراءة وقبل المصحف ووضعه فوق المنضدة التي كانت بجانبه...

قلت "فهد؟!"

فهد نظر إلي وقال"نعم؟!"

قلت"أمم... أود أن أخبرك شيئاً "

فهد نظر إلي باهتمام وقال"خير إن شاء الله.. قولي"

قلت"أولاً... بعد غد ستكون حفلة تخرجي وأريد أن أذهب للسوق
ثانياً.... أنا أفكر أن أكمل دراستي
ثالثاً....-أكملت ببرود- أنا حامل"



__________________________________________________ _________________________________



كنت أعتصر ألماً....أشعر بأن سكانين تغرس في بطني...استخدمت المصعد في النزول....وأنا أضع يدي على بطني بتعب شديد...

فتح المصعد...مشيت خطوتين فلم تستطع قدماي أن تحملني...وجلست على الأرض وأنا أبكي ...وأعض شفتي السفلى من الألم....

رأتني إحدى الخادمات فاقتربت مني وقالت بخوف"سيدتي..مابك؟!"

قلت وأنا أبكي"بطني...بطني...نادي أي أحد...آآه"

ذهبت الخادمة مسرعة فعادت بعد قليل ومعها رياض وزوجه عبير...
...
عبير اقتربت مني وقالت بخوف"الجود...مابك؟!"

قلت بألم"بطني يؤلمني"

انهضتني عبير وقالت بسرعة"رياض....لنأخذها إلى المستشفى"

رياض"حسناً....سأشغل السيارة...تعاليا "

ذهب رياض فساندتني عبير في المشي...وأخذوني إلى المستشفى وعبير تواصل تهدءتي"


__________________________________________________ _________________________________


"عزيزتي؟!"

أظن أنني أتوهم...ههه مابك ياغلا ألهذه الدرجة بتِ تتمنين منه هذه الكلمة....

"غلا...عزيزتي؟!"

نظرت إلى زوجي فقلت"تحدثني"

قال بسخرية"وهل يوجد أحد غيرك لأحدثه؟"

قلت "لا...حسناً مالذي كنت تريد قوله؟!"

بدر"المنزل...أعني المنزل الذي تبنينه...باسم من؟!"

قلت"باسمي...لماذا؟!"

بدر"اكتبيه باسمي...ماذا تريدين من الناس أن تقول؟!"

قلت"ولكنني أنا من ساهمت في بنيانه"

بدر قال بزعل"أتبخلين علي...غلا أنا زوجك"

قلت"حسناً....سأجعله مشترك"

بدر"أفضل أن يكون باسم واحد-صمت ثم أكمل- لتكون إجراءاته أسهل"

قلت باستغراب"إجراءات ماذا؟!"

بدر ابتسم"أرأيتي...وما أدراكن أنتن بهذه الأمور...إجراءات البنيان...وغيرها.."

قلت باستغراب"لم أسمع عنها من قبل"

قال بدر "والآن سمعتي...-أكمل بلهفة-هل ستجعلينه باسمي؟"

قلت بعد تردد"سأفكر"

وقف بدر وقال بعصبية"وتقولين أنني لا أثق بك....أنظري من الذي لا يثق بالآخر...هل ترينني لا أنفع لهذه المسؤولية؟!"....أخذ مفتاح سيارته وقبل أن يخرج قلت..

"انتظر....-وقلت بتردد-..حسناً... سأكتبه باسمك"

التفت إلي وابتسم"يا عزيزتي....هذه الزوجة الصالحة..أنا محظوظ حقاً... لأنك زوجتي وحبيبتي"




__________________________________________________ ________________________________



دخلنا القصر....كنت أمشي بهدوء وعبير ممسكة بي....

عبير"سأوصلك إلى الغرفة"

لم أتحدث فاتجهنا ناحية المصعد وبعد دقائق كنا أمام غرفتي....ابتعدت عن عبير واتجهت نحو السرير جلست ووضعت رأسي عليه....وشيئاً فشيء حتى أنفجرت بالبكاء....

قلت ببكاء وكره شديد"أكرهه... حقير...ال####....-شهقت بمرارة وضربت الفراش بقبضة يدي-لماذا يفعل هذا لي...أريد أن أتطلق سأقبل بحياتي بعدها....لم أعد أحتمل....-مسحت دموعي وقلت بانفعال وبكاء-أنا ما زلت صغيرة على الحمل ألا يدرك ذلك....أنا لدي مستقبل....بعد شهر...ستبدأ المدرسة...كيف سأذهب أخبريني...إذا لم يتضح علي في هذا الفصل فسيتضح في الآخر......أكرهه"

وقفت وضربت بطني وأنا أبكي"إنزل...لا أريدك فلتمت....إنزل"

عبير أمسكتني وأجلستني"الجود...ماتفعلينه حرام....إرضي بقضاء الله وقدره...صدقيني لن ينفعك في النهاية سوا أبناءك....ستندمين أنك أردته أن يموت."

قلت وأنا أومأ رأسي بانفعال"لا...لا...لا أريد.....عبير أرجوك...أرجوك لنعد إلى المستشفى...قولي لهم أن يقتلوه...أن يخرجوه...أن يفعلوا أي شيء...الجنين مازال لم يتكون...لذا لن يعتبر قتل"

عبير "أنت مخطئة...وحتى لم يتكون...لا تملكين عذراً لتقتليه...أنت محاسبة يالجود....عليك أن تكبري عقلك قليلاً...ماتفعلينه لا يجوز..."

بكيت أكثر فحضنتني عبير وهي تواصل تهدأتي....هذا الطفل سينهي كل مخططاتي....مخططي كان أن أجمع المال....ثم أرفع قضية خلع...ثم أرحل من هذا القصر إلى أي مكان.....ولكن الآن... كيف سأربي طفلي وحدي وأنا جاهلة... كيف سأتقبله...تنهظت بعمق.....ومن من؟!...من أكره وأبغض إنسان إلى قلبي.....

تركتني عبير وحدي بعد أن هدأت....وذهبت....نظرت لهاتفي الذي كان يرن منذ وقت طويل....قررت أن أرى من المتصل....
فكانت ريم...

قلت"ألو"

ريم"السلام عليكم"

رددت السلام بهدوء...

ريم"الجود مابك؟!"

قلت وأنا أتمالك نفسي"لا شيء"

ريم"الجود أنا أعرفك...تحدثي..لما تكتمين كل شيء بداخلك...أنت بصمتك هذا تؤذين نفسك
أكملَت"أنا وأثير موجودات دائماً يالجود... إن كنت تودين منا مساعدتك لن نبخل على ذلك... إن كنت في مأزق سنقف بجانبك لاتجعليننا نقلق عليك"

بكيت فقلت"ريم.... أنا لن أكمل دراستي"

ريم بصدمة"لماذا؟! "

قلت وأنا أحبس شهقاتي"لأن... لأنني حامل"

ريم انصدمت ولكنها قالت بحكمة"وماذا هناك؟!.... ألم تكوني متوقعة... هذا شيء طبيعي أنت متزوجة... ولما لا تكملين دراستك؟!.. لكي لايكتشفن الفتيات بأمر حملك؟!.... هنالك ألف طريقة يالجود.... زوجك مليونير...يستطيع أن يجلب لك معلمين ليدرسونك... وتستطيعين إكمال دراستك منازل" (منازل~دراسة عن بعد)

قلت "ولكنني لا أستطيع أن أتحمل المسؤولية... أنا لا أعرف شيئاً ياريم...ثم كيف لي أن أتقبله وهو ابن أكره إنسان إلى قلبي "

ريم"لاتقولين هكذا... تعلمي... هنالك كثير من الفتيات تزوجن في سنك... وتحملن مسؤولية أكبر من مسؤوليتك... فقر... ومأكل... وأطفال... وعمل... أنت لا شيء يالجود... لاتعطي الموضوع أكبر من حجمه... طفلك... سينسيك أحزانك... سيكون هو كل شيء بالنسبة لك... لاتظلمينه يالجود لأن والده هو سلمان... هذا طفلك أيضاً...خذي الموضوع بمنظور إيجابي...لما أنت سلبية هكذا....لو كنت مكانك لسعدت بهذا الخبر"

صمت فلم أتكلم....

فقالت ريم"على العموم... اتصلت لكي أعزمك على حفل زفاف خالي... أظن أن أثير أخبرتك بأن والدتها هي زوجته.... ستحظرين صحيح؟! "

قلت بهدوء"سأفكر"

ريم بابتسامة"لا داعي للتفكير... تعالي... إذا لم تأتي سأقتلك"

ابتسمت فقلت"سيكون أفضل"

اختفت ابتسامة ريم وقالت"الجووووووووووووود"

أبعدت الهاتف عن أذني وقلت"إذا أصبحت صماء فهذا بسببك"

ضحكت ريم وقالت"أخبرتك من قبل... لاتكوني سلبية"

ابتسمت وقلت"حسناً... لا للسلبية"

ريم "مبارك عليك... هههه... ماذا ستسمينه.... أنا سأسميه حسناً؟!"

قلت"طبعاً لا.... أتعب وفي النهاية أنتي من تسمينه؟! "

ريم بخيبة"لماذا ألا تثقين بذوقي؟! "

قلت"لا... لا أحب ذوقك في الأسماء"

ريم "جرحتي مشاعري ههههههههه"

أكلمنا الحديث لساعة كاملة....لم أصدق كيف أنني أقتنعت بفكرة حملي....نظرت إلى بطني لفترة ثم نهضت واتجهت ناحية البلكونة....

رأيت رجلاً يرتدي الثوب.... والعمامة يضعها بإهمال على كتفه....من هيئته عرفت أنه ليس من أبناء سلمان....رأيت بعدها....سيارة سلمان تدخل من بوابة القصر...ثم خرج من سيارته متجهاً نحو ذلك الرجل؟!!....أعتقد بأنه رجل أربعيني......
تملكني الفضول لرؤية وجهه...وخاصةً...أنه يمكن أن يكون...

نزلت بواسطة السلم بسرعة...خوفاً من أن يرحل ولا أرى وجهه..
وصلت إلى رواق القصر...فاختبأت وراء العمود فأصبحت قادرة على رؤية وجه ذلك الرجل....شيئاً فشيء حتى اتسعت عيناي بصدمة....إنه هو...هو نفسه.......











مقتطفات من الفصل القادم....


قلت باقتضاب"هذا ما أردتموه أنت ووالدي منذ البداية..."
........


قلت"لا أحتاج لردك.... فقط أود أن أتحدث مع عجوزة النار الثالثة.... ماهذا الجو الكئيب الذي تعيشينه"
..........
انصدمت وقلت بانفعال"كاذب....أتعتقد أنني سأصدقك أيها المعتوه...أنا لست غبية لأصدقك..ولو كان كلامك صحيحاً.... فأنت أحقر إنسان على وجه هذه الأرض..لأنك أردت الاعتداء على ابنة أختك..لولا تدخل والدي ..-أكملت بسخرية- صحيح يا قاتل والدي".


..........

أغلق الهاتف ووقع نظره علي فانصدم...اقترب مني"****؟!.... هل صحوتي ؟! "










انتهى الفصل الـ١٢.....الفصل ١٣ بإذن الله الأربعاء القادم....ولا تنصدموا من أحداثه 😱

[تماضر عبدالله]

قراءة ممتعة..... أتمنى أراءكم....
دمتم بود.... 😘

[ظبية البان$]

فصل رائع يمهد لاحداث شيقة في الفصل القادم

احسنت جود
وموفقة في امتحاناتك

[تماضر عبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظبية البان$

فصل رائع يمهد لاحداث شيقة في الفصل القادم

احسنت جود
وموفقة في امتحاناتك

شكراً لك....تسلمين غاليتي....
آمين~اليوم خلصت الامتحانات

[أخت الشهيد.]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جميلة جداً الجووود

+مبدعهههه
ساواصل القراءة

لك مني اجمل تحية 💕 💕 🌼.

[تماضر عبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخت الشهيد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جميلة جداً الجووود

+مبدعهههه
ساواصل القراءة

لك مني اجمل تحية 💕 💕 🌼.

😍😍😍 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكراً حبيبتي لمرورك....أسعدتيني.... إن شاء الله تعجبك 😘

[غارقة بين ثنايا خواطري]

اعجبتني القصة الاولى اكثر

لكن المصادفة التي جمعت الجود بزوجها الشايب غير معقولة ومبالغ فيها

بالتويق

[تماضر عبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غارقة بين ثنايا خواطري

اعجبتني القصة الاولى اكثر

لكن المصادفة التي جمعت الجود بزوجها الشايب غير معقولة ومبالغ فيها

بالتويق

شكراً لمرورك عزيزتي...ولإبداء رأيك....أسعدني...وبالنسبة للمصادفة فهي لم تكن مصادفة...
في فصل بيكون فيه ذكريات سلمان مع أبو الجود بيتوضح فيه كل شي...وسبب زواجه من الجود....