10-07-19, 01:17 PM
| #1071 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اقتباس:
المشاعر عمياء الروح عمياء لهذا نخدع | ||||||||||
|  |
|
10-07-19, 01:19 PM
| #1072 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
بعض إجابات أسئلتك ستتوضح في فصل اليوم نوريني 💚💚 | ||||||||||
|
| |
|
10-07-19, 01:20 PM
| #1073 | |||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
وأرجوأن تبقى الرواية بذات المستوى 💜💜 | |||||||||||
|
| |
|
10-07-19, 11:54 PM
| #1079 | |||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| الـفـصـل الـسـادس عـشـر بداخلنا رغبة في الحديث دون وعي ، ورغبة في البوح دون توقف ، ورغبة في الصمت أيضاً .. الحيرة أمر سيء ، شعور خبيث لا يمكن التخلص منه الرغبة في التجاهل رغم أن الحواس كلها ترغب في احتضان ذلك الشخص ، حتى تجاهلك يريد احتضانه ، حيرة ما بين الصحيح والخاطئ ، الصدق والكذب ، الحب والكره ، العشق والغضب دخل أسامة الى صالة منزله ، كان قد قرر أن يعمل اليوم من مكتبه المنزلي حيث أنه تأخر في الاستيقاظ .. اتجه نحو شرفة الصالة حيث زوجته ووالدته يحتسيان الشاي وقت العصر ، ابتسامه كان واضح تكلفها .. أمسك بيد زوجته وقال " سوزان ، أريدك قليلاً " انساقت نحوه وتحركة طوعاً حتى اختفيا عن أنظار والدته ثم بقوة نفضت يدها عنه ، لم يهتم بل كتف يديه وقال بثبات " وصلتني رسالة على بريدي الالكتروني أن علي دفع مستحقات جامعة ما " أومأت هي بثبات فتابع يناقشها " لم تخبريني مسبقاً أنك اخترت مساق الجامعة " قالت هي بعدوانية " ألديك اعتراض !" تنهد ببطء ، عليه أن يكون عقلانيا قدر الامكان فقد أدرك من اسم الحامعة ما تريده سوزان ، أن يعترض على مستوى الجامعة ، أن يذكرها بفرق المستوى بينهم حيث أن جامعة كتلك لن تناسب كنة عائلة النعيمي ، ينبع شجار بينهما وتطلب الطلاق فهو قد جرح كرامتها هذا ناهيك عن غضب والديه الذان لن يتوقفا عن لومه تنهد مجدداً ثم قال " ليس اعتراضا لكن الجامعة لن تناسبك " وقبل أن يسمح لها بالتعليق أردف مبتسماً " اخترت مساق المحاماة " اقضبت حاجبيها أكثر وقالت" ألديك اعتراض !" زادت ابتسامته اتساعا وهي تؤكد له أنها تبحث عن فتيل شجار تشعله ، قال يشاكسها " تريدين أن تترافعي عن نفسك في قضية طلاقنا !" اتسعت نظراتها فزعاً كأن روحها ستقبض الآن ورددت بهذي " هل سنبقى متزوجين لأربع سنوات!" اختفت ابتسامته وضاق صدره من رده فعلها ، تمتم بهدوء " أمتأكدة أنك تريدين هذا ؟ هل أدفع المستحقات !" تكتفت تسخر منه " ألم تقرر أن تكون الملاك الذي يسعدني ! " تخطه عائدة الى مجلسها وهي تتمتم على مسمعه " ملاك من الزجاج المشقق ، ملاك مزيف " ظن أن المخرج من متاهة الألم والحيرة موجود في التظاهر بأنها غير موجودة ، لكن نار عيني سوزان ، الكره والألم الذي في عينيها يذكره بالمتاهة ، حتى أنه يدفعه للولوج الى داخلها أكثر الساعة التاسعة مساءً .. راقبت هاتفها ، الرسائل والبريد الإلكتروني تنتظر خبراً عن جمان .. كان والدها يغط في النوم ووالدتها تحيك بعض الشراشف بينما تشاهد مسلسلها المفضل .. رج هاتفها قليلاً فوقفت فزعة .. همهمت لوالدتها " سأصعد الى السطح قليلاً " فتحت الباب وصعدت الدرجات بسرعة .. أغلقت الباب خلفها ثم قالت توبخ ذلك الجسد البالي " رباه جمان .. لقد أخفت الجميع .. أين كنت كل هذا الوقت !" احتضنتها جمان ودفنت رأسها في كتفها وهي تشهق " لا أستطيع العودة للمنزل الآن .. لا أستطيع " ابتعدت عنها إيلين تراقب وجهها الباكي وتحتضن وجنتيها قائلة " ما الأمر جمان !!" صرخت جمان " الأمر أنني سيئة ، أنا سيئة إيلين .. روحي سيئة جداً .. مظلمة وخائنة وشنيعة " احتضنتها إيلين تخفف من روعها لكن جمان أشهقت بالبكاء أكثر وتهذي " أنا عفة ، داخلي عفن إيلين " دعتها إيلين تفرغ شهقات قلبها الباكي ، حتى هدأت ... تمددتا على الأرض مراقبتين للنجوم .. هدأت جمان دون أن تقول شيئاً وإيلين فضلت ألا تسأل .. صمت فقط عمّ لدقيقتين قطعته جمان بتمتمة " هل مازلت تعشقين أخي !" التفتت لها إيلين مجفلة وقالت ساخرة " سؤالك ثقيل " اعتذرت جمان " أوه لم أقصد تجاوز الحدود !" اعتدلت إيلين في جلستها وقالت " أقصد استخدامك لكلمة عشق بدل حب هو أمر ثقيل " جلست جمان أيضاً تتربع وتقابل ايلين مستهزئة " قلتها هكذا .. وكأن هنالك فرق !" “ هنالك فرق .. فرق كبير " “ كلاهما معنىً للغرام " هزت ايلين رأسها بالنفي وقالت " الحب ثلج والعشق بحر .. كلهما ماء ولكنهما مختلفين عن بعضهما " تنهدت ايلين ثم أردفت " أن تحبي ابتسامة شخص .. أن تحبي وجود شخص حولك .. أن تحبي كلامه معك .. هذا حب ، فتماماً كما يذوب الثلج إن خرج من البرد .. يزول الحب ان ابتعد عنك .. ان زالت ابتسامته ، ان اختفى وجوده ، ان انتهى كلامه .. بينما البحر لا يزول .. في الحر والبرد موجود " ابتسكت وهي تنظر لجمان في منتصف الظلام " عوض كلامه ستعشقين كيانه فيك .. عوض وجوده ستعشقين روحه التي تسكنك .. ومن بين آلاف الأصوات ستميزين بحة صوته .. ضحكته ، هذه أمور لاتزول .." أغمضت جمان عينيها باستسلام فأردفت إيلين " ما تقتله الظروف يسمى حباً .. وما يحارب الظروف يسمى عشقاً " نظرت لها جمان متأملة وقالت " اذا .. سيزول ، الحب الممنوع يمكن ازالته " أمسكت إيلين بكفها وقالت " ما يولد وسط الممنوع لا يمكن ازالته ... يولد وهو على علم تام بما عليه محاربه " ارتجف فكها وكادت عينيها أن تمتلئا بدموع خجلة .. من نفسها ومن خطيئتها ، طبطبت إيلين على كفها وقالت بنبرة اعتذار " أعلم أن هذا ليس الجواب الذي تريدينه ولكن هذه الحقيقة .. عشقك لرواد لن يزول .. لم يزل رغم أنك لم تدركيه من أربع سنوات .. ولن يزول وأنت تفقين كل احساس فيه " صرخت بهستيرية وعينيها تفيض دموع " لا .. لا يمكن أن يكون عشقا ، لا تدعيه يكون عشقا أتوسل اليك " اقتربت منها إيلين تحاول تهدئتها لكن جمان ابتعدت تهترف بقوة أكبر " أنت لا تفهمين .. هذا العشق دنيء ، أتعلمين لماذا !" اقتربت من إيلين تقول لها " لأن العائلات النبيلة تعيش في منزل واحد .. قبل سنين انتشرت الرذيلة بين أبناء الأقارب ، المنزل واحد والغرف متاحة ، لذلك وضع هذا القانون .. قانون يقول أن أبناء الأقارب يربون سويا على أنهم إخوة " أغمضت عينيها سامحة للدموع بالنزول وقالت بنبرة مجروحة "لا أريد أن أكون عاشقة لمن يفترض أن يكون كأخي إيلين.. أنه يؤلم .. قلبي يؤلم روحي كثيراً " دعتها تفضفض دموعها للحظات ثم ساعدتها على كفكفتهم وقالت " لكن عليك اخبار عائلتك بمكانك .. سيقتلونك " “ هاتفي نفذ شحنه " وبختها على وفعلتها ونهظت مبتعدة تبحث في هاتفها عن رقم أي أحد من عائلة رسلان .. اتصلت بمنال ، مرة ومرتين لكنها لم تجب وكأن الحياة تغلق جميع الأبواب في وجهها عدا الباب الذي لا ترغب في دخوله .. ضغطت مجبرة على ذلك الرقم وانتظرت الرنين .. مستحيل أن يجيب ، مراد لا يجيب على أرقام غير مسجلة ..لن يجيب .. لن يجيب “ ايلين !" .. اقشعر بدنها وعي تسمع همسته المستنكرة عبر سماعة الهاتف .. تأكد من الرقم الظاهر على الشاشة حينما لم تجيبه .. الأرنبة ، هكذا حفظ رقمها في هاتفه قبل سنوات .. حقيقة استنكر الاسم واستنكر الاتصال وهاهي لا ترد .. عاد يناديها فأجابت " أهلاً مراد " أغمض عينيه وهو يجيب " هل هناك أمر ما " تنحنحت في وقفتها وقالت " جمان عندي " وقف هو فزعاً محكماً الإمساك بهاتفه وهتف " ماذا !" “ اتصلت بمنال مراراً لكنها لم تجب " هدأت هي وجمان تقترب منها بينما هو هدأ هو من روعه أيضاً وقال " لايجوز أن آتي أنا .. سأرسل رواد لأخذها " تمتمت إيلين تنظر لجمان " سترسل رواد !" هزت رأسها جمان بقوة لا تريد أن تذهب مع رواد .. ليس رواد .. ليس الآن ، ارتبكت ايلين قائلة " لا .. تعال أنت " استنكر مراد وقال " لابد أنها سببت لك ما يفكي من المتاعب مع والدك ان أتيت .. " قاطعته قائلة " لا ..نحن نجلس على السطح .. لا أحد يعلم بقدومها ، ثم إنني أريد التحدث معك في أمر ما " باستغراب شديد وافق ، أغلقت الخط معه فقالت جمان مستنكرة " أي أمر هذا الذي تريدين التحدث عنه " لوحت إيلين بالهاتف وقالت " سأفكر في أمر ما ريثما يأتي " احتضنتها جمان قائلة " أنت الأروع " بينما هو ما يزال ينظر الى شاشة الهاتف .. مكالمة من الأرنبة ، ابتسم بهدوء وهو يتذكر أنفها الوردي عندما حضر الشتاء ولشاكسها بدل اسمها في هاتفه الى الأرنبة .. رغم غضبها لم يغيره .. ورغم السنين لم يمحه نزل الى الصالة وقال يخبر الجميع القلق " لقد اتصلت بي جمان " هتفت السيدة وصال قائلة " أين هي !" طبطب مراد على كتفيها وقال " أنا ذاهب لاحضارها .. لا تقلق " وقف رواد يتبعه الى الخارج وقال " سآتي معك " لم يعلق مراد أمام الجميع لكنه قال فور أن وصل الى باب سيارته " لا يمكنك أن تأتي " اعترض رواد فأجابه " جمان في منزل ايلين ، سنحدث بلبة بذهابنا سوياً وسنسبب لها مشكلة هي في غنىً عنها " تمتم رواد مستنكراً " إيلين ! .. من إيلين " فتح مراد باب سيارته وقال بغضب " إيلين رواد .. كم واحدة نعرف !" هتف رواد مجفلاً " ما الذي ذكرها بها بحق الله " استنكر مراد ردة فعله وقال " إيلين تعمل في مكتبي وقد قابلتها جمان مراراً " علامات الاجفال على وجه رواد جعلت حاجبي مراد ينعقدان أكثر " ألم ترى إيلين في مكتبي عندما أحضرت عمل والدي إلي !" نفى رواد ذلك فأغلق مراد باب سيارته واقترب من أخيه قائلاً " ما الذي يحصل معكما " انحشرت أنفاس رواد وهو يقول " لا شيء " “ رواد .. رواد ذاته لا يعرف ما خطب جمان !" التزم رواد الصمت وهو لايجد اجابة لنفسه فكيف يجيب غيره .. أردف مراد بحنية " أخبرني ما الأمر أخي " هز رواد رأيه بالنفي وقال متحججاً " ستأتي ونعرف " قال مراد بشك " سأذهب إليها وأعرف " " أخي .. دعني آتي معك .. سأنتظر في السيارة ، أرجوك " وافق مراد على قدوم آخاه .. فمن ناحية بدأ صداع رأسه يزداد بسببهما وعليه أن يعرف الحكاية .. ومن ناحية أخرى ينتابه فضول حول الأرنبة والأمر الذي تريد التحدث فيه وسط السيارات الفخمة المعروضة بتبجح وغرور ، جلس الرجل الكبير في السن خلف المكتب الوحيد ، لطالما كان يهوى السيارات في صغره وحلمه تحقق في فتح معرض للسيارات ، لكنه علم فيما بعد أن المال الوفير أهم لذلك أدخل أخاه الراحل في تجارة الممنوعات ليتنعم هو بالمال والنعيم دخل شاهين بقوة وسرعة يتجه نحو الرجل والشر يتطاير من عينيه .. صفع بيده المكتب فتردد الصدى في المكان ، قال شاهين " ما حكايتك يا هذا " كان شاهين قد حشر سيليا في زاوية سؤاله ، من هذا الذي يدفع لك المال لتبعديني عن مريم ؟ سؤال بسيط واجابته كانت مطيرة للعقل .. أخبرته أنه عمها السيد عصمان العمرآني طرق عصمان بعصاه وقال بقوة " وضب لسانك وسلوكك " “ كشفت أوراقك ، لا يمكنك استخدام سيليا بعد الآن " قال عصمان بتعالي " لنلعب بشكل مكشوف اذا ، أريدك أن تبتعد عن مريم نهائياً وإلا " سخر منه شاهين " وإلا ماذا ؟ " تمتم عصمان بتحد " سأخبر مريم من هي سيليا " اعتدل شاهين في وقفته وقال بتحد كبر " أرجوك افعل ، هو الشيء المتبقي الوحيد الذي يمنعني من الوصول لمريم .. أرجوك أخبرها " تصلب فك الرجل العجوز وتحولت تظراته الى الغضب ، هدده شاهين مشهرا سبابته في وجهه قائلاً " ستبتعد عن مريم ، عني وعنها تحديداً .. ستتوقف عن التلاعب في حياتها " ثم أمسك بالكرسي الجلدي بجانب المكتب وقلبه أرضا منفسا غضبه وبهذا أنهي كلامه وخرج .. بعد أن انهيتا كوبي القهوة الساخن تمتمت جمان " الهدوء رائع هنا " شخرت إلين ساخرة وأشارت الى الجهة الأخرى من سور السطح وقالت " انتظري قليلاً ويلتم الرجال للعب الطاولة في المقهى المقابل للبناية .. سترين حقاً ما يعنيه الهدوء " عبثت جمان بكوب القهوة وقالت " كيف علمت أنني .. رغم أنني لم أكن أدركه .. ذلك ال.." " العشق " .. أكملت إيلين عنها وهي تلاحظ مدى ثقل الكلمة على لسانها ثم أردفت " لو أنك ترين نفسك معه ، تريد نفسك وأنت بجانبه ، حتى لو رأيت عينيك وهما تنظران إليه ، لفهمت وما تكبدت عناء التهرب " تمتمت جمان " لن أسمح لأحد بأن يدرك هذا " قالت إيلين بروية " أهذا يعني أنك اعترفت بعشقك !" هتفت جمان بثبات " بل اعترافي بأنني مريضة ، كمرض الإيدز الناتج عن خطيئة " همست إيلين " هو داء فعلاً" “ ألا يوجد علاج لهذا الداء !" قالت إيلين بحنية " لا يوجد علاج للإيدز جمان " اغرورقت عينيها بالدموع وهمست" رباه " بين صمتها وارتجافها ، أتى صوت من الأسفل صاخب نوعا ما .. تحيات السلام والردود الكثيرة من مجموعة رجال مما أتيح لجمان فرصةً لتهرب وتقول " لقد أتى رجال المقهى " تحية سلام أخرى .. بعدها قالت نالين " وها قد أتى أخاك أيضاً " باستنكار انتقلت جمان مسرعة نحو جهة السور المطلة على الشارع لترى مراد فعلاً يدخل الى البناية ، عادت أدراجها نحو إيلين وهي تردد باسمة " كنت قد سألتك سؤالاً بداية الحديث لم تجيبي عليه ، إذا كنت ما تزالين تعشقين أخي " وقفت أمامها لتردف بابتسامة واثقة وأعرض " وأنا متأكدة الآن أنك ما زلت تعشقينه حد النخاع " أفرجت إيلين عن عينيها تستنكر مازحةً قولها لتجيب جمان بكل ثقة " لقد ميزت بحة صوته من بين ما يقارب عشرة رجال ... من تحية سلام بسيطة وبعد ثلاث سنوات من الفراق أيضاً " قهقهت إيلين باستمتاع ونكزت جمان توبخها بمزاح " لا تستخدمي فلسفتي ضدّي " " فلسفة كانت أم لا ، المهم أنك يا أختاه تع.." وضعت إيلين كفها على فم جمان تسكت حديثها بينما بيدها الأخرى تضع سبابتها على شفتيها طلباً منها أن تتوقف عن الحديث .. طرقات على باب السطح المفتوح جعلت الاثنتين تلتفتان أزاحت إيلين يدها عن جمان ، بينما انطلقت الأخيرة نحو مراد تحييه بودية .. عند وصولها إليه أمسكها من أذنها وقال بتوبيخ مازح " متى ستكبرين سيدة جمان جاسم ! " قهقهت جمان متألمة " ليس ومراد رسلان يدللني " " يدللك ها .. اذاً ستنزلين الى السيارة وتبقين في انتظار عودتي دون تذمر " قاومت جمان دموعا تكاد أن تظهر في عينيها وانصاعت تنزل نحو السيارة ،قدميها تتسابق للرحيل حتى يتسنى لهذين الكلام .. عليهما أن يتكلما ويحلا مشاكل الماضي .. فالاثنين ما زالا عالقين هناك ... في بحر من العشق بأمواج من الألم وحصى العذاب التفت الى تلك الواقفة بارتباك وتقدم منها قائلاً " شكت لك همها !" تنحنحت في وقفتها تزيل عنها الذكريات التي اجتاحتها بسبب وجوده وقالت " أرجو أن تجد طريقة تخفف من وقع الأسئلة عليها هذه الليلة ، فهمها لا يحكى " وقف أمامها يتفحصها بثبات .. عين على الذكريات وعين عليها " ألهذا أسكتها عن الحديث حينما شعرت بوجودي " تناقلت بنظراتها بين عينيه وقالت محبسة الأنفاس " بل لأنها لم تكن تتحدث عن همها " بسلاسة سألها " عن من اذاً " بتنهيدة قالت " عني " بحثت عن المكان الذي ركن فيه مراد السيارة وقد خمنت أنه أوقفها بعيداً حتى لا يسبب مشكلة عند عائلة زوجته .. اقتربت من سيارة تشبه سيارته تبحث في داخلها عن كوب القهوة الخاص بشره القهوة ذاك " أين مراد ؟" التفتت فزعة للصوت الذي صدر من خلفها ، رواد كان .. جامداً ، وجه صامت وعينان معاتبتين ، قالت تزيح رجفتها اتجاهه " يحادث إيلين " اقترب منها خطوة وقال بذات الجدية " جيد .. يمكنك أن تخبريني ما الذي يحدث " زاد ارتباكها والأفكار تصدع داخلها " ما الذي يحدث !" أمسكها من معصمها وزمجر بغضب " ما الذي يحدث لك جمان !" تارة صوته (( ترغبين في المزيد .. بأن تبقى لمسته هناك على يدك )) .. وتارة صوت إيلين (( تميزين تلك البحة في صوته .. تعشقين كيانه فيك ، روحه فيك )) كل هذا الصراع في رأسها يجعلها مشوشة التفكير أخفض صوته بانهاك يقول " حباً بالله ، لقد لجأت لإيلين " داخلها يصرخ ((ابتعد عني )) ولسانها يقول " إيلين ستفهم " “ ومتى لم أفهم جمان " تنظر الى داخل عينيه وتسمع صوته فتصرخ روحها اصمت ، حبا بالله اصمت “هذه المشكلة " .. صرخت به بانهاك هي الأخرى فألجم ساكتاً .. تعب وتعب يتملكها حد النخاع .. اغرورقت عينيها بالدموع وبنبرة ترجوه أن يشفيها " أنا لا أفهم نفسي رواد .. وأخاف أن تفهمها " “ لماذا !'' .. تمتم ودموعها المنذرة بالسقوط تربكه فقالت هي تلوح بيدها " لأنني أخافها .. تلك التغييرات التي تحصل فيّ .. هذا العذاب .. أنا أتغير رواد " أمسك بمعصميها يوقفها عن التلويح ويهدئها " لا أنت بخير " تساقطت دموعها ترد عليه " لقد كذبتك .. أنت الشخص الذي أسير بخطى كلامه مغلقة العينين ، كذبتك .. رددت مراراً أنك لا تكذب .. ليس علي على الأقل ولكن عقلي يرفض .. عقلي يقول أنك كاذب و.." راحت تهذي فأمسك بوجهها بين كفيه يطمئن روحها العاصية " مهما تغيرت .. مهما أصبحت ستبقين تلك المشاكسة التي تقتحم عرفتي وخلوتي وحياتي " أكمل في خلده .. وقلبي دون استئذان كفكف لها دموعها وهو يبتسم " المشاكسة التي تقلق راحتي طوال اليوم " دخل أسامة الى الطابق المخصص لهما ، رأى زوجته تجهز الكنبة لتنام عليها .. تأفف ثم اقترب منها يحمل الملائة والمخدة ويتجه الى الغرفة وسط اعتراضها .. لحقت به فقال بسلاسة وهدوء " أمي سترسل بعض الخدم صباحاً لتنظيف الصالة والحمام ، عليك أن تنامي في الغرفة اليوم " هتفت سوزان معترضة " كيف سيدخل الخدم أثناء نومنا ! ألا يوجد لدينا خصوصية " وضب السرير وقال " لهذا أعلمتني أمي سابقاً ، يوم واحد سوزان ، يوم واحد في الاسبوع " استكانت أمام الأمر الواقع .. ستنام الليلة معه في ذات الغرفة ، ليلة واحدة فقط ، تحملي لليلة واحدة سوزان كان حقيقة أسامة يكذب ، هو من طلب من الخدم الحضور لتنظيف الصالة باكرا ، حجة تجبرها على النوم براحة فوق السرير .. تمدد هو يستعد للنوم فهتفت هي باجفال " أستنام على السرير " قال باستفزاز " ماذا ترين أنت " هتفت هي معترضة " أنا لا أستطيع النوم على كنبة الغرفة " كنبة الغرفة المصنوعة من قماش يسبب الحساسية لسوزان كانت ضمان أسامة أن سوزان ستنام الليلة على السرير لا محالة ، دعاها للنوم فرفعت حاجبيها متعجبة ليقول هو ببرود " لن ألتهمك سوزان " تلبدت ملامحها فقال هو موضحا " أنا لم أكن لأقترب منك لولا وعدي لك أنني سأقدم كامل حقوق الزوجية وإلا لما كنت قد اقتربت منك خطوة واحدة " تقلب يوليها ظهره لينهي النقاش وهي انصاعت مرغمة للنوم بجانبه ، تبتلع بصعوبة وجوده واهانته تأفف في وقفته وقال " ما الأمر الذي أردت التحدث فيه " ارتبكت إيلين عليها التصرف بشأن تلك الكذبة التي قالتها لتحضر مراد عوضاً عن رواد .. جالت ببصرها حوال المكان علّ إلهام الكذب يأتيها .. “ توقفي " همس آمراً فأجفلت بينما أردف والغضب يتأجج في عينيه المعتمتين " لا بأس .. قولي الحقيقة .. قولي أن جمان تشاجرت مع رواد لذا أرت حضوري بدلاً عنه " صمتت هي فشخر ساخراً ثم قال " ظننتك ستخبريني عن تيم " قالت مستنكرة " أتهتم ! تسأل بعد كل هذا الوقت !" أغمض عينيه وتنهد كأنه ينفض عن نفسه ما تفكر به ثم هز رأسه بحركة نفي قوية وقال " لا .. لا تخبريني ، مهما سألتك عنه لا تخبريني " شهق ببسمة يتذكر المرة الوحيدة التي رآى تيم فيها ثم أردف " ذلك المخلوق العجيب، بخديه الأحمرين الممتلئين وعينيه المتسعتين .. ذلك الكائن البريء ، لا أريده أن يدخل في لعبتك القذرة ، لعبة الشك تلك .. أتوسل إليك ، مهما ضعفت أمامك لتخبريني عنه .. لا تفعلي " همست هي بهدوء تخفي رجفتها " لا يمكن أن أدخله في عقابك مراد اقترب منها لترى الغضب الكامن داخله وقال مزمجراً بصوت غاضب " لا أريد أن أشك بهذا حتى " لاحظ رجفتها فتراجع عنها ..تنهد وتنفس بعمق ثم قال بهدوء تام " تصبحين على خير " خطى باتجاه مغادرته وعندما توارى عن ناظريها شهقت بقوة وأجشت بالبكاء حتى أنها قرفصت أرضت وقدميها ترتعدان بغير حول ولا قوة .. تعبة جداً ، لماذا مراد ؟ لماذا ! رغم أنني لا أمتلك الا أنني أرتعب من فقدانك .. أحاول أن أنساك فأجد نفسي أقرأ ملامح وجهك سراً .. قليلاً من الدموع وقليلاً من الذكريات .. قليلاً من الرغبات وكثيراً من الوعود ، هكذا كان عشقك فلما .. لما هذا القليل لا تنتهي .. لما ما زلت بداخلي !! جلس على درج البناية يستمع الى شهقاتها بهدوء .. لا يمكنه أن يقاوم .. لا يمكنه أن ينسى ما فعلته فما زالت ذبذبات صوتها تتردد في أذنيه .. فكيف حباً بالله سيستطيع أن ينسى .. كل بسمة ، كل نزاع .. كل مشاكسة وكل حديث بينهما !! وكمن اكتفى سارع خطاه نحو سيارته .. استقل مكانه خلف المقود وتمتم " هل هذا يعني أنكما قد تصالحتما " أومأ له رواد الذي يجلس مجاوراً له ثم نظر لانعكاس جمان التي تجلس خلفه في المرآة الجانبية وابتسم مفكراً كم هي حمقاء .. تتغير ! فلتتغير كما تشاء وكأن الأمر سؤثر عليه .. آه لو تعلم أنها الوحيدة التي يهتم بها وكأن العالم بأسره مجرد وريقات شجر تساقطت وهمشت .. آه لو تعلم أنها الوحيدة التي يعرف والعالم بأسره ..بأسره غريب عنه أما هي فقد كانت في حال يرثى لها .. لا تقوى حتى على ابتسامة باردة ..فعقلها تارة يصرخ بأنه ممنوع وتارة يصرخ بكلماته حرفاً حرفاً يستمتع بها وينبض لها .. رغم أنها تستلذ تلك الأحاسيس الا أنها تحترق لخيانتها العهد .. الثقة .. العقيدة عشق .. أما قبل عذاب .. لكن إن لم يكن هذا العشق فماذا يكون .. ★★★★★ | |||||||||
|
| |
|
10-07-19, 11:58 PM
| #1080 | |||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| ★★★★★★ الصباح المشرق طلع ، رغم أن مزاج مريم لم يكن بخير الى تلك الدرجة لكن على الأقل شيء واحد سيكون جميلا في يومها ، ستسلم الxxxx الذي ستفتتح فيه مركز بيع خاص بمواد شركتها .. ستنفذ استراتيجيتها وقد أراحها عمرآن بإيشاده عليها ، صفت سيارتها حيث المكان الموصوف لها وترجلت تتأمل المنطقة المكتضة نوعاً ما بالناس ، ابتسمت ببهجة لأن مراد قد قدم لها أفضل ما يملك نظرا لضائقته ولم يقدم لها أيا كان دخلت الى الxxxx الجديد رويدا رويدا ، كان مفتوحا رغم أن لا أحد هناك .. فاجأها مراد الواقف داخله مع موظف التسليم .. كما فاجأها اتساع المكان المناسب عمّا تخيلته هي .. اقترب منها مراد وحده وحياها بابتسامة " هل أعجبك المكان " أشادت هي على المكان وقالت مستنكرة " لكن ماذا تفعل أنت هنا ! " اتسعت ابتسامته أكثر وقال " أردت تسليمه لك بنفسي " شكرته بابتسامة باهتة وهي أفضل ما تستطيع فعله نظرا لمزاجها المعكر. ، قال بسلاسة " أستطيع الاستماع الى كربك مريم .. أدين لك بهذا " عادت تبتسم هي بهدوء وقالت " يكفي أنني أسبب الصداع لإيلين بشكوتي .. دعني لا أسببه لك أيضاً " " كيف يمكنني أن أساعدك اذا " شخرت ساخرة " أعني على فهم الرجال " أقضب حاجبيه مستنكراً ، النساء هن من لا يمكن فهمهن أمة الرجال فهم صفحة شفافة مفهومة .. أو ربما شفافة لا تقرأ حتى رددت مريم بهستيرية " لما لا تبررون ، تفعلون أشياء لا يمكن تصورها ثم تعتصمون عن التبرير " قهقه بهدوء وقال " نحن لا نحب أن نبرر ، الرجال لا يبررون لأن هذا سيظهر نقاط ضعف فيهم لكن .. إن سألت سيجيب ، إن كان يحبك بالقدر الكافي سيجيب بسلاسة على سؤالك ، سؤالك فقط .. لذا اذهبي واسأليه ، سؤالا سؤالا بما تريدين له إجابة " الحيرة التي واتتها أثقلت صدرها .. هل حقاً عليها تذهب الى شاهين وتتسول منه الإجابة ! لكن قلبها متعب من كل هذا .. متعب من الأسئلة ، كيف فعل هذا ولماذا ومتى .. الحيرة صعبة جداً أمسكت به والدته في زاوية احدى الممرات وقالت بعتاب " لما تصر على جعلي أتشبه بنساء الحي ! " قهقه ضاحكاً وقبلها ليقول " نساء الحي أم نساء نبيلات في النهاية الأم تبقى أماً " " أسامة " .. نهرته توضح له مدى جديتها وقالت تردف " زوجتك ، ألم تخترها لأنك تحبها ! " استنكر قولها فأردفت " أظهر القليل من الحب ..لم يمضي شهر على زواجكما وأنت لم تخرج برفقتها مذ عدتما من السفر " قال متهرباً " انها تتفهم أنني مشغول .. حتى أن لدي لقاء مع صديقي بعد قليل " أراد أن يتهرب ويرحل فأمسكت به من أذنيه لتقول " ستخرجها معك الآن " امتثالاً لأوامرها صعد الى طابقهما .. فتح باب الصالة وقال يهتف حيث كانت " أعدي نفسك سنخرج " أطلت برأسها بعفوية من داخل الممر حيث كانت ترتب شعرها أمام المرآة .. استنكرت طلبه بشدة فقال متذمراً " والدتي أصرت ونحن .." قاطعته تقترب منه قائلة بجفاء " نحن عاشقان كما تعتقد " تمتم " سأقابل صديقي .. نتغدى ونعود .. أنتظرك في السيارة " وبسرعة دلف الى سيارته ...تريد أن يتوارى عنها ، ما تلك المشاعر التي عصفت به ! حينما أطلت بتلك العفوية .. حينما تحولت الى الجفاء فجأة .. عندما اقتربت منه ، كل ما حصل له تلك اللحظة كان في داخله .. أحاسيس ومشاعر تبعثر داخله ، كبيرة لدرجة يمكنها أن تظهر على سطحه فهرب .. لا يعلم لما ، لكنها غريزة منه تخبره أنه لا يجوز حان وقت الحقيقة، قرار لا رجعة فيه أبداً .. ترجلت من سيارتها واقتربت منه حيث وقف يستقبلها بجمود على باب وكالته ، مشت على الحصى بخطى ثابته استعدادا لجميع الاحتمالات قال هو فورما وصلت إليه بعملية بحته " بضاعة الشركة قد انطلقت في الطريق مريم ، لم نتأخر " نظرت الى عينيه بهدوء كأنها تجاهد لحمل الكلمات الثقيلة الى لسانها ، اقضبت حاجبيها استعدادا للهجوم وقالت " هل سيليا حامل شاهين ؟" أربكه سؤالها ، جديتها وارتجافها .. حقيقة مجرد قدومها إليه وسؤاله كفيلة لقلب كيانها .. تمتم بسلاسة رغم ذلك " لا ، ولا يمكن أن تكون " أخذت نفساً الى داخل جوفها وأخرجت عوضا عنه سؤالا آخر " من هي سيليا ، ولما تزوجتها ؟ " أغلق عينيه وقال مترددا " قدمت إلي سيليا بعد أسبوع من وفاة أخي تبكي .. أخبرتني أنهما كانا حبيبين ، وقد تجاوزا الحدود معا بكلا إرادتهما .. كان أخي قد وعدها بالزواج لكنه توفي قبل أن يفعل " همست هي " على الأخ الكبير أن يصلح أخطاء الصغير دائماً " أظهر ابتسامة جانبية هادئة وأردف بحزن " في قريتي ، في قضية كهذه تقتل الفتاة ويتم نفي الفتى وعائلته .. لا يمكنني أن أسمح بحصول شيء كهذا لأمي مريم " رمشت قليلاً تقطع تواصل عينيهما ثم قالت بتردد أكبر " هي لم تكن زوجة لك أبدا " بثبات أجابها " كنت أعدها الفتاة التي أرادها أخي ، أتظنين أنني أستطيع لمسها حتى " " كنت !" همست مستنكرة فانحنى نحوها يقول ببسمة صغيرة " لو قلت أنني لا أستطيع الاقترا من إمرأة لا تحمل رائحتك .. هل ستصدقيني ! " ارتباكها زاد وأصبح يزعها .. تعبت من الاحكام برباطة جأشها فقالت بإعياء " لما أصبحت ضعيفا اتجاهي هكذا .. وكأنك لا تريدني أن أسامحك " تنهد وبسمته بقيت على شفتيه " لأنني لا أريدك أن تسامحيني.. ليس بعد " أقضبت حاجبيها استنكاراً وتعجبا فقال هو موضحاً " أريدك أن تعرفي كل الأسرار قبل أن تسامحيني .. فأخاف أن أكون قد استهلكت فرصتي الأخيرة قبل ذلك " رمشت تستوعب ما قاله وتأتأت " مازال هنالك شيء مخبأ ، تخاف أن أسامحك الآن ، أسامحك للمرة الأخيرة ثم أكتف ذلك السر ولا أستطيع مسامحتك بعدها " أومأت لها مؤكداً فقالت " أخبرني اذا ما هو " " لا أستطيع ، لا أستطيع فعل هذا بك ..لا أستطيع هدم شيء غالي عليك " انحنت كتفيها بإعياء وقالت بتعب " حبا بالله ما الغالي الذي تبقى لي ولم يهدم ! " رقق صوته حزينا عليها " بقي مريم ، بقي " فتحت عينيها إجفالا " ماذا فعل أبي شاهين ! " " لا أستطيع مريم " هتفت به بقوة " هناك شيء سيء فعله أبي .. أنت تعرفه وتخفيه عني ، وتريد مني أن أتغاضى عنه " أجابها هو بسلاسة " لا أريد أن أستخدم فرصتي الأخيرة قبل أن تعرفي عذا الأمر بنفسك " رفعت ذقنها بتعال " وما أدراك أنك لم تستهلك فرصتك الأخيرة عندي ؟ " بكل ثقة أجابها " وجودك هنا الآن " " الفرصة الأخيرة يصعب أن تعطى " " سأجبرك على اعطائها لي " علا تنفسها حدة وتحولت نظراتها الى الغضب المظلم وقالت بروي مخيف " تذكر هذا الكلام ، تذكر أن لي الحق .. كل الحق بأن أشعل فيك ناراً أبدية لذا ، حينما تكتشف أنني أحرقك تذكر أن الفرصة الأخيرة صعبة " استدارت ترحل وهبطت روحه هو ، روحه تضعف كلما توليه ظهرها ، لو يخبرها أحد ، سيرممها بيديه ويرتاح .. سيضعها بين كفيه ويخبئها عن الجميع ، يخبئها لنفسه بكل أنانية جلس عائدا إلى مكتبه ، تأفف يخفف حرقة داخله فقال السيد غسان بحنيته المعتادة " لما لا تخبرها وترتاح " قال شاهين متذمرا " ماذا أخبرها حبا بالله ! ماذا ، سيليا التي عرفتها وتزوجتها تصحيحا لخطأ أخي اكتشفت فيما بعد أن أخي لم يلمسها قط ! أن أخي كان يأخذها معه إلى والدك مقابل أكياس الممنوعات ! ، كيف سأخبرها أن أباها كان يخون والدتها حتى في الفترة التي كانت فيها والدتها تصارع على فراش الموت !" قال السيد غسان مهدئا إياه " ستضربها بالفأس لكنك ستكون بجانبها " همس هو بإعياء " أملك الفأس لكني لا أملك القوة لرفعه نحوها " دخلا الى المكتب حيث قالت موظفة الاستقبال أن مديرها موجود ، طرق الباب ودخل برفقة زوجته .. اعتذر حينما رأى شخصاً آخر في المكتب لكن المدير ذاك هتف بسعادة " لا داعي ..تفضل أسامة " دخل أسامة برفقة سوزان الى الداخل وجلست سوزان على احدى الكراسي المقابلة للمكتب بعد أن عرفها على مراد – المدير - تراقب المرأة الأخرى الواقفة تتفحص زوجها بعينين ثاقبتين في حين أن أسامة قال " عليك بإحضار مساعدة شخصية لك تنسق دخول العملاء لمكتبك مراد " قهقه مراد ضاحكاً " تكفيني موظفة الاستقبال " رفع أسامة بصره نحو المرأة التي تتفحصه فتفحصها هو بالمقابل ليتمتما معاً " أين رأيتك من قبل ؟" قهقه مراد مجدداً وسوزان تناقل نظرها بين الاثنين المستنكرين ليقول أخيراً " هذا أسامة صديقي يا إيلين " فتح أسامة عينيه مجفلاً وهمس دون أن يسمعه أحد سوى سوزان القريبة منه " رباه " الا أن إيلين لم تتذكره فقال مراد " أسامة النعيمي صاحب النادي الذي كنت أذهب إليه " هتفت متذكره " أوه تلك الحادثة ، عندما .. " “ كيف حالك إيلين " همس أسامة مقاطعاً جملتها فصمتت عنها تمد يدها نحوه تحييه وتجيب عن سؤاله اللبق .. عرفها بسوزان مرة أخرى فحيتها بضراوة وودية تبارك لهما زواجهم السعيد .. التفت لمراد الذي خاطبه يقول " سنتحدث بشأن المشروع الجديد !" “ أجل .. ريثما تتجول سوزان في متاجر الطابق السفلي " كانا قد اتفقا بعد خروجهما من المنزل أنها ستتجول في المتاجر ريثما ينهي عمله بعدها يعودان سوياً متدعين أنهما قد أمضيا أفضل وقت ولحسن حظه المجمع الذي يتواجد فيه مكتب مراد يحتوي على طابق مخصص لمتاجر الحلي وآخر لمتاجر الملابس .. أخذت إيلين الملف من مراد وتنحنحت قائلة " سأوصلها إن أردت " مد أسامة يده نحو سوزان فتلقتها هي لتنهض بجانبه قائلاً " أردت أن أعرفها على مراد فقط .. سأوصلها وأعود " حيتهما بلباقة ثم خرجت ترافقه ... أوصلها الى المصعد قائلاً " لن آخذ كثيراً من الوقت ، سأتصل بك حينما أنتهي " أومأت هي وضغطت على زر الطابق في المصعد ليغلق الباب ويختفي من أمامها لتفكر بهدوء وروية كم تبدو عالة .. زيادة عليه في المكتب حيث كان مراد ينهي عمله مع ايلين قال يهمس لها " لا تحادثيه كثيراً عن الماضي " “ لاحظت أنه قد انزعج لذكري الماضي " “ لأسامة .. الماضي يعني أخاه .. وأخاه قد توفي منذ مدة ليست بقصيرة " تمتمت بكلمات آسفة شاعرة بالحزن على مصابه .. ليس كأنها تعرفهما حق المعرفة هي فقط رأتهما في حادثة النادي حينما كان زوجها ثملاً فقط ، استأذنت تنصرف تاركةً أسامة ومراد يتحدثان حيث قال هذا الأخير حينما أصبحا لوحدهما " اذا .. مشروعك عمّا يتحدث !" “ دعك من مشروعي الآن .. ماذا تفعل طليقتك هنا !" ابتسم مراد بهدوء " من حقها أن تعمل " ابتسم أسامة بمشاكسة " عندك !" “ ليست مشكلة بما أننا تطلقنا بطيب خاطر " هتف أسامة ساخراً " بطيب خاطر ! .. عذراً هي مشكلة حينما تكون عاشقاً لتلك المرأة " “ عاشقاً! حباً بالله " ..هتف مراد يعبث بقلمه فاتسعت ابتسامة اسامة " أنت تتهرب الآن " تأمله مراد وكمن يملك كروت اللعبة قلب الطاولة عليه وقال " تقصد كتهربك حينما أسألك عن سوزان !" تصلب فكه وقال مدعياً " ماذا سألتني ولم أجبك " لوح مراد بقلمه غير مصدق " كل شيء سألتك إياه في لقائنا السابق .. ما الذي ذكرك بالليلة المشؤومة .. من هذه الفتاة .. كيف تزوجتها .. كيف تزوجتها رغم أنك ما زلت تتألم لفقدان أخاك .. والأهم أسامة ، هل تحب هذه الفتاة " صمت عم لدقيقة .. اثنتين حتى وأغمض عينيه ليقول " أنا لا أهرب .. بل أنا لا أعرف الإجابة حتى . كل ما يمكنني الإجابة عنه هو أن هذه المرأة هي ضحية تلك الليلة المشؤومة " استنكر مراد " ماذا يعني هذا " تواصلت نظراته مع أسامة الصامت ثم هتف جاحظ العينين " لا تقل لي " أهدب أسامة عينيه بينما هتف مراد " رباه أسامة ، وأنت تزوجتها تصحيحاً لذلك الخطأ " تأفف كلامها لتخفيف ثقل الجو الذي أصبح مميتاً فجأة بينما تمتم مراد ماقتا " ليتنا لم نثمل ذلك اليوم ، ليتني استجبت لطلب إيلين الصامت وبقيت معها تلك الليلة ، ليتني لم ألبي دعوة أخاك للسهر " راح أسامة يتمتم هو الآخر " ليتني لم أغفل ناظري عن فهد تلك الليلة ، ليتني لم أدعه بمفرده ثملا ، لما دخل الى النادي ولم يكن ليفعل فعلته أبداً " " كيف عرفت أنت ؟ " " قبل أن توافيه المنية أخبرني ، قال أنه كان ينوي أن يتزوجها قبل أن يموت مصححا خطأه .. لهذا كان قد بدأ يهتم بالنادي فجأة " التضحيات لا تحتمل الحيرة ، إما تستغني أو لا تفعل .. لا مجال للتفكير ولا مجال لتحتار ، إن وازنتها في عقلك تتوقف عن عدّها تضحية ، تصبح خطة .. استراتيجية للحياة .. ليست تضحية أبداً نـهـآيـة الـفـصـل | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
577Likes
.png)
العرض العادي
