14-08-19, 11:29 PM
| #1362 | |||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  النت عمل عملتو معي اليوم بالوقت الغلط وهلا لرجع انا اسفه كتير رح أنزل البارت قبل ما يرجع يروح النت وبعديها رح أرد على الحضور اهلا وسهلا بكم | |||||||||
|  |
|
14-08-19, 11:32 PM
| #1363 | |||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| الـفصل الـعـشـرون خرجت من قاعة الامتحان تتنفس الصعداء ، اضطرت لأن تعيد امتحان الرياضيات حتى تنقذ معدلها من الضياع ..ولكن وكما تظن هي فالحال لن يتغير .. لوح لها كرم بابتسامة واسعة فاقتربت منه مستنكرة " ماذا تفعل هنا !" سار فتبعته وهو يقول " ننهي بعض الأوراق ..للتخرج كما تعلمين " اقتضبت قائلة " رواد هنا أيضاً " التفتت حولها ثم همست مستنكرة " لما ينظر الجميع نحوي هكذا !" تنحنح كرم وسار كمن لم يسمع ، لكنها استوقفته قائلة تواجهه " ما الذي يحدث كرم !" قهقه ضاحكاً " ما الذي يحدث .. لا شيء جمان " تكتفت قائلة " الجميع ينظر الي باستغراب والادارة المسؤولة عن أوراقكم قد غادرت منذ ساعة مع هذا أنتم لازلتم هنا ..ناهيك على أنك تنتظر هنا كالعسكري وكأنكما خائفان من أن أتصرف بطيش أو أعرف حقاً ما الذي يحصل .. لذا أخبرني باختصار ما الذي يحصل " تمتم ينظر الى السماء " هل عليه قراءتها بهذه الدقة في كل مرة !" “ بماذا تتمتم !" “ لا شيء .. لا شيء مهم " قالت بغضب " أين رواد ؟" لا ينكر أنه قد خاف منها لوهلة " قرب الصالة " “ ما الذي حصل .. أو تعلم سأسل أحد هؤلاء الذي يرجموني بنظراتهم " أوقف طريقها بسرعة وقال " حسناً حسناً .. سأخبرك " تكتفت تسمعه بينما قال مستسلماً " رهف نشرت بين الطلاب المتواجدين أنك ورواد .. تعيشان علاقة محرمة " جقت الدماء من عروق وجهها وطأطأت رأسهما خجلة من أن تنظر للناس .. هذا ليس ككل مرة .. هذه المرة هي مذنبة حقاً .. قلبها مذنب .. سمعت كرم من فوق رأسها يقول مواسياً " رواد يحل الأمر معها الآن ثم إن عدد الطلاب الحاضرين ليس بالشيء القليل " “ سأقتلها !" استنكر قولها وهو يهمهم مستفسرا فأوضحت " أقسم أنني سأقتلها " رفعت رأسها نحوه قتراجع خطوة للرواء اجفالاً من الغضب ورددت " وإياك أن تجرؤ على الامساك بي " وبخطى سريعة راحت تسير .. لحظات حتى استوعب كرم الأمر ليلحق بها محاولاً ايقافها ، تهدئتها أو حتى ازالة الغضب الكامن في عينيها ذاك .. لكن هيهات أن يحدث لا سيما وهي ترى رواد يحادث رهف وعلامات الاقتضاب على وجهه وتلك .. تلك هي وصديقها الأحمق الذي كانت تستمتع معه بخيانتها لرواد ينظران بتعال نحوه كأنهما قد أمسكا بحبل مشنقته خطاها أصبحت أسرع وهتفت " رهف " أجفلت رهف فزعة وذلك الشاب حقاً شهق بقوة بينما رواد الذي يولي ظهره لجمان أغلق عينيه يندب يومه " رباه " التفت رواد نحو جمان التي بدأت تركض قائلة " ألم أحذرك من قبل .. ألم أخبرك ألا تتحامقي " ثم قفزت تنقض عليها لولا أن رواد أمسك بها بصعوبة .. لم يستطع تهدئتها حتى فكل تركيزه ينكب على الامساك بهذه الهائجة ورهف تبتعد خطوات الى الوراء .. تابعت جمان تحاول الافلات من يدي رواد " سأقتلك .. أتعلمين سأنتزع شعرك الغبي ذاك .. دعني رواد " هربت رهف بأقسى ما تملكه من قوة وجمان تتوعدها محاولة الانفلات عليها ونظرات عاتبة رمق رواد كرم بينما الأخير رفع كفيه بقلة حيلة وكأنه يقول .. من يستطسع التحكم بهذه تنهد رواد بعد اختفت رهف عن الأنظار فأفلت جمان لكن سرعان ما أمسك عضديها قائلاً " أهدأي .. انني أتصرف " هتفت به قائلة " لا تحتاج أمثالها الى اللباقة " أفلت معصميها وقال باستسلام " لمرة واحدة تذكري أنك أنثى جمان .. أنثى " " أي أنثى هذه حباً بالله " التفتا للشاب الواقف بجانبهما ساخراً ..فرقعت أصابعها تؤشر بسبابتها في وجهه والشر يقدح من عينيها " اختفي من أمامي والا حرقت صبري و شويتك بنيرانه .. لم أنسى ما قلته عني بعد " بشخرة ساخرة متظاهرة رحل عنهما فعاد رواد يمسكها من معصمها نحو أقرب طاولة وأجلسها على الكرسي برفقة كرم قائلاً " والآن اجلسي هنا كأي أنثى طبيعية ودعيني أتصرف " أمام مخفر الشرطة جلسوا متجمعين حول كرسي خشبي ، مريم تغوص في عمق بعيد وصامتة .. إيلين تذرع المكان توتراً ، هكذا هما في لحظة الخوف إيلين تجول حتى لا تبكي ومريم تنوح بالبكاء ، لكن الآن مريم تتصرف بغرابة جعلت شاهبن يقلق ، منذ أن تأكدت الشرطة أن سراج - تاجر المخدرات - هو الخاطف ، حتى انغلقت على نفسها تماماً ، دون دمعة أو تذمر وقف مراد يمسك بإيلين التي تحت الأرض بمشيتها ، قابلها نحو وجهه وهمس بحنية " لن يصيبه شيء ، لا تقلق " توقفت عن السير فتوقفت ارادتها ، تغرغرت عينيها بالدموع وندبت " تيم مريض ، موعد ابرته اليوم .. إن تأخرنا عن إعطائه .." " سيخضع لعملية جراحية " أكملت مريم ما ثقل على لسان إيلين بصوت بارد وهادئ " مريم حبا بالله لا تفعلي " ترجاها شاهين قلقاً عليها بينما هي لم تعبأ بحالها وعادت للصمت الوقت يمر ، والنبضة تضيع سدىً ، نبضة حياة لشخص ميت ! كانت تهز قدمها بغضب وتقضم اظفر ابهامها تتمتم " أنثى .. حتى وأنا هكذا لم أسلم من اتهاماتهم فما بالك لو أصبحت أنثى " تنهيدة باسمة من كرم جعلتها تلتفت له فقال " ربما لأنك فتاة بطريقة مختلفة " استنكرت فأردف " تقضمين أظافرك بلا مبالاة مثلاً .. أتعلمين أن سمر في احدى المرات عندما كانت بعلاقة مع رواد ..بقيت تبكي لساعات من اجل اظفر مكسور " رفعت حاجبيها وقالت ساخرة " أبكي بسبب أظفر مكسور ، أكتئب طيلة اليوم لأنني لم أستطع رسم خط عيني بشكل جيد .. أسهر الليل مفكرة ماذا علي أن أرتدي .. تقصد أنه علي أن أكون تافهة لأكون أنثى !" اتكئ كرم على كفه وقال متنهداً " الأنوثة ليست بالمظاهر ..لكن أنت حالة خاصة " تنحنح في جلسته وقال " حسب رأي رواد طبعاً .. عندما تفردين شعرك مثلاً ، لأنك غير معتادة على ذلك أنت تتكتفين وبالتالي تصبحين محكّمة بتصرفاتك .. لن تقفزي على فتاة لضربها مثلاً " أشاحت بأنظارها بعيداً مدركة سخريته بينما هو ابتسم مردفاً " الفساتين ومساحيق التجميل تبعثرك فيصبح حديثك ، صوتك ، مشيتك تماماً كالفتيات " تنحنحت قائلة بصوت مكسور " لا يهمني هذا الآن .. صديقات أمي ، أصدقاء خالي والعائلة .. جل اأبنائهم يرتادون هذه الجامعة .. إن وصلهم الخبر .. إن وصل الخبر الى المنزل سيفتح باب من الجحيم " اغرورقت عينيها بالدموع وهي تردف بنبرة باكية " ستندلع نار لا يمكن اخمادها .. لن أستطيع اخمادها " طأطأت رأسها تضع كفها على جبهتها نادبة " بأي عين سأخمدها حباً بالله " راح كرم في ذكرى بعيدة قليلاً ، قبل سنة تقريباً حينما كان في ضيافة رواد .. كان يجلس على العشب بينما رواد يقف بجانبه يتكئ على الحائط .. جمان كانت أمامهما تلعب بكرة السلة فتمتم كرم " لا أفهم كيف تستطيع أن تحبها أقصد أن تتعامل معها " ابتسم رواد ينظر اليه من علوه قائلاً " ألا تحبها أنت " نظر كرم نحو جمان السعيدة بادخالها السلة وقال مصفقاً لها " أحبها ولكن .. تصرفاتها تجعل ردة فعلي .. لا أدري لنقل همجية ، أعني كأي ردة فعل قد أرغب في فعلها معك ولكني أنظر وأرى أنها فتاة فأتوقف غير قادر على تحديد أي ردة فعل يجب علي التعامل بها " قهقه رواد وهو يجلس بجانب صديقه وقال " أتعرف مقولة تقول ، ليس كل ذكر رجل .. وأيضاً ليس كل فتاة أنثى " " أنت تزيد من حيرتي " ابتسم رواد قائلاً " مثلاً البكاء .. جمان ضعيفة كأي فتاة ، تبكي حينما تظلم ، تهان ، تتألم ولكنها قوية كأي أنثى .. فور ما تسقط تلك الدمعة حتى تقف وكلها غضب واصرار على أن ينال جزاءه من أنزل تلك الدمعة " التفت نحوها وأردف " تشعر بالضعف لكنها لا تنتظر رجلاً ليجبر كسرها .. لهذا أنا أحبها " عاد كرم من تلك الذكرى بينما كانت جمان تندب مصيبتها .. رنت كلمتها الأخيرة في أذنه ، بأي عين سأخمدها حتى تذكر ما حدث هذا الصباح .. حينما رمقه الطلاب بنظرات دنيئة .. لم يحتمل هو فأمسك بياقة أحدهم وقال يحقق معه " ما الأمر " أجاب الشاب مستسلماً " رهف مازن قالت أنك تعيش علاقة محرمة مع ابنة عمتك " ارتجف كيانه للحظة ونفض الشاب عنه باحثاً عن تلك الرهف .. سأله كرم " لما لم تعترض أو تنفي " توقف رواد عن السير وصوته يرتجف قائلاً " ماذا سينفع .. على من نشر هذا أن ينفيه ليصدق الجميع " وحينما وجد رهف حيث كانت مع شاب ما .. أمسكها رواد من معصمها وقال والنار يقدح من عينيه " ما الذي فعلته وبأي حق تفعلين " تمتمت هي بتعال وقالت " أوليس صحيحاً !" همس رواد بفحيح غاضب أرجفها " أتظنين أن جمان بدناءتك !" عاد كرم من تلك الذكرى مرتجفاً يهمس من بين شفتيه " لم ينكر عن نفسه ورواد لا يكذب .. لم ينكر " وقفت جمان بغضب قائلة " لن أجلس هكذا .. سأقتلها " ثم تحركت والنيران الهائجة تفيض منها حتى أمسكها رواد قائلاً " الى أين !" وقفت أمامه وقالت بلا مبالاة " سأضرب تلك اللعينة " باستهزاء قال " أوه ، لا تؤاخذيني أوقفتك " أومأت وقالت وهي تهم بالرحيل " بعد إذنك " عاد يمسك معصمها ويجرها نحو كرسيها " أطلب منه لدقيقة .. دقيقة فقط أن تكوني أنثى ، حباً بالله جمان دعيني أتعامل مع أنثى لمرة واحدة في حياتي " أجلسها في مقعدها وقال " حللت الأمر .. ستقول أنني خنتها وأطلقت هكذا اشاعة لتنتقم مني " " ولكن .. أنت " اعترضت جمان فقاطعها رواد تعباً " لقد تخرجت من هذه الجامعة .. لم يعد يهمني ما يقال عني هنا " " وافقت بسرعة !" " هددتها بالتسجيل الذي ظهرت فيه مع ذلك الشاب وهي تخونني به " أرجع رواد رأسه الى الوراء وتأفف مرهقاً من الصداع الذي يتملكه بينما كرم الذي لم يصدر صوتاً يغوص في التحاليل والذكريات .. وآخر ذكرى غاص بها هي حينما طرق رواد باباه صباحاً أجفل لوجوده فقد كان من المفترض أن يذهب الليلة الماضية الى كندا .. سأله كرم في نهاية الحديث " وحبك الذي في كندا ماذا ستفعل به !" شخر رواد ساخرا وقال " حبي ليس في كندا .. بل ملجأ حبي هناك " راقب كرم رواد التعب وهمس مدركاً " رباه رواد " التفت الجالسان لهمسة كرم الذي ارتبك فعلاً .. بسبب ما أدركه وبسبب نظرات كل من رواد وجمان اتجاهه فقال متحججاً " هددت فالفتاة فعلاً رواد " همهمت جمان بغيض " تستحق ذلك " وعاد الصمت من جديد وكرم يتخبط في داخله باحثاً عن قرار أو ردة فعل مناسب لما أدركه عن صديقه للتو لم يوقظها صباحاً بل تركها تنام فقد شعر بها تتقلب طوال الليل ، تحجج لوالديه بألم معدتها حتى لا تجبر على النزول لتناول طعام الافطار لكن ، حان وقت الغداء وعليها أن تنزل .. طرق باب الغرفة ودخل إليها ، أجفل لحالها تتكور جالسة على السرير وعينيها جاحظتين في الفراغ ، اقترب منها هلعاً " هل أنت بخير سوزان ؟" التفتت له بحركة بطيئة ، نظرت الى داخل عينيه بصمت أرعبه .. جزء منه ، جزء من أسامة في داخلها ينمو ، يا ترى أي جزء ؟ الطيب الذهبي صانع بسمتها ! أو بالأحرى السراب ، أم المخادع الثمل الوغد ! هو لا يريدها أيضاً ، أتخبره ليجد حلا ! .. لكن ماذا لو قال فعلا الحل الوحيد لهذا ، أستتحمل أن ترى وجهه وهو يخبرها أن تجهض الطفل ! أو حتى أن يتخلى عن مسؤوليته اتجاهه ! " متى سنتطلق أسامة !" همست بصوت باهت بالكاد استمع له ، تنهد لرغبتها الملحة في الابتعاد عنه لكنه اعتاد ، اعتاد وهو يعطيها كل الحق " سنتطلق عندما نجد حجة لا تهينك ، لا تؤذيك ، لا تثير كلام الناس عنك " ارتجف صوتها أكثر وقالت " كم يوماً بعد ؟ " أجفل " يوم ! " " كم شهراً اذا ! " شخر بضحكة ساخرة على ألمه الذي ينبض في قلبه ، أتعد الأيام لتتخلص منه ! أحقاً نفضت حبها له من قلبها ! ألم يكن عشقا دائماً ! هه وما الدائم في هذا العالم ، إن كان العالم بحد ذاته مؤقت ! وقف مبتعدا قبل أن يساري رغبة قلبها بالهتاف ، لن يأتي ذلك اليوم ولو بعد سنين .. لكنها لا تريده ، لا ترغب به قال بنبرة هادئة " لا أدري ولكن لا تقلقي ، سأحرص أن تكون في أقرب وقت ممكن " وخرج يتركها تتحسس بطنها ، أيهما سينقل إلى جنينها ! ذلك الذي ارتجفت عيناه قلقاً عليها أم البارد اتجاهها الذي لا يأبه - حسب ظنها - لحاجتها أو وجودها حل الليل الكئيب ، إيلين تسير في أرجاء صالة منزل مريم والأخيرة تنظر إلى الفراغ ، شاهين يجلس أمامها راجيا أن تظهر ردة فعل ومراد ، يراقب إيلين يهدئها لتتوقف عن ردة فعلها تلك تنحنح شاهين قلقاً " أنتما ستدفعاننا للجنون ، يكفي .. مريم قولي شيئا " تنهدت مريم من تذمر شاهين ،منذ الصباح وهو يطلب منها أن تفعل شيئا ، تمتمت له " ماذا أفعل ! أبكي ؟ هل دموعي ستحضر صغيري إلى هنا ! .. هل أصرخ ؟ كم صرخة تكفي لهذا الألم الذي في روحي ! هل صرخة واحدة تكفي ! حتى أستطيع حنجرتي إخراج صرخة كتلك ! " نظر إليها دون مقدرة منه على المجادلة ، الشعور بالعجز أمر مهين وقاسي .. الانتظار موحش والألم قاتل دقت الساعة ترن إثنا عشر رنة ، وفي كل رنة قلب إيلين تضعف نبضاته أكثر .. اغرورقت عينيها بالدموع وهمست " صغيري " أغمضت مريم عينيها باستسلام فهتف مراد " ما الأمر " رددت مريم بصوت مهتز " انتهى الوقت .. ستجرى له عملية ، لم يستطع أخذ الابرة ،" تحركت إيلين تخرج من المنزل فلحق بها مراد مسرعاً .. كل ما احتاجته هو بعض الهواء لتبكي لا لترتاح .. وأي راحة تلك وعزيز قلبها يعاني وتنتظره معاناة أخرى ! أغلق الباب خلفه حيث أنها وقفت تحت الضوء الخافت أمام المنزل ، اقترب منها يخفف عنها ببعض الكلمات الواهنة ، فلا شيء فعليا يمكنه أن يطمئنها همست له " ترى ماذا يفعل صغيري الآن ! " " يغط في نوم عميق متوسداً إحدى خديه الممتلئة " التفتت نحوه فوجدته يبتسم بهدوء جعلها تبتسم بدورها ، انساق جسدها نحوه واحتضنته مطلقة شهقة بكاء لم تتوقف ، أما هو فقد استقبلها بكل رحابة صدر وحنان قلب عندما عاد أسامة إلى المنزل شعر بالسعادة لأنها لا تزال مستيقظة ، ليحادثها ، ليسمع صوتها .. جلس أمامها وقال " ما حكاية انزعاجك اليوم " هزت رأسها بالنفي وهمست " أفكر في سبب لرفضك الطلاق وأنت غير مجبر على ذلك " ارتاح في جلسته وقال مازحاً " أمتضايقة أنت بسبب عدم تلبيتي طلبك ! عليك أن تنضجي سوزان ، ليس كل طلباتك تنفذ " نظرت له للحظة بهدوء ثم أطلقت ضحكة قصيرة تقول بعدها " أتنضج عندما تعرف أن طلباتك لا تلبى ! " صمته بسبب ضحكتها التي أخذ بها ظنته هي علامة تأكيد فأردفت " اذا أنا نضجت بعمر الست سنوات " اقتضب قائلاً " لماذا ! " " لست مثلك سيد أسامة ، أنا لم تلبى طلباتي ، في حين أنك طلبت حقيبة الرجل الوطواط ، أنا كنت أتأمل حقائب الباربي على ظهور الفتيات ولم أحصل على لعب والمثلجات مثلك .. لم تنظر هكذا ! ؟" استنكرت نظراته المستهزئة فقال ساخراً " أتعجب من قولك ، مثلي أنا ! " أومأت هي فأردف " لم تفهمي بعد ماذا يعنيه أن تكوني الابنة البكر لعائلة نبيلة " قالت هي ساخرة " من ماذا حرمت ؟ سفرة على ديزني لاند في عيد ميلادك ؟ " بهدوء قال " حرمت من طفولتي " اجفالها لم يفاجئه ولم يجعله حتى يتروى بالحديث بل واصل " برأيك كيف أصبحت الفتى الذهبي ! لم أولد ذهبيا ، بل أنشئت على أن أكون .. حقيبة الرجل الوطواط التي تتحدثين عنها لم تحضر إلي لأنني لم أطلبها .. ليس تعاليا مني عليها بل لأني - صدقا - لا أعرف من يكون الرجل الوطواط هذا " " من لا يعرف الرجل الوطواط حبا بالله ! " " شخص لم يرى الرسوم المتحركة في حياته " سلاسته في الحديث ربما هي أكثر شيء أجفلها ، حقيقة تسليمه لهذه الحقيقة ومصادقته لها ، كحالها تماماً أردف يقول " كل طلباتي باءت بالرفض حتى توقفت عن الطلب .. الواقع سيء صحيح !" همست هي " أظن أن الرفض أهون من التخدير " " التخدير ! " " هو أسلوب أسميته التخدير ، لا يرفض لك طلب بل يؤجل إلى حين آخر ، وعند وصول كل حين يؤجل إلى الحين الذي بعده ، حتى تمل السؤال ، تكره الشيء الذي طلبته ، تبرد إزاء حاجتك " تنحنح واقترب نحوها في جلسته ثم همس ينظر إلى داخل عينيها " لا أحد يمكنه أن يرجع لي طفولتي لكن .. يمكنني تلبية حاجتك سوزان .. اسمحي لي " انحنت كفيها فأردف بسرعة كمن قرأ كلامها من بريق عينيها " أنا لا أكفر عن خطأ الماضي بهذا " وقفت بسرعة وغادرت تهمس له " علي أولاً أن أفهم من أنت ، هل أنت أسامة ، أم الوغد الثمل " الهلع ، والخوف .. وقت الحساب على أخطاء الماضي ، حساب على شيء لم يكن لك يد فيه ، أو ربما أنت فقط ولدت في الخطأ وعشته دون أي مجهود منك على تغييره بعد أن وجدت الشرطة تيم ، كان الصغير في حالة يرثى له ، تصاعدت درجة حرارته بشكل لا يصدق ونقل مباشره الى المشفى الذي تتواجد فيه طبيبته ليدخل على غرفة العمليات .. الممرضة تهتف بالمرأتين " نحتاج لمتبرع بالدم " لكن الوعي لهما ذهب أدراج الرياح .. طفل بقدر اللقمة نائم على سرير أبيض كبير ، وكأن وحدته هناك لا تكفي ، زاده كبر السرير برودا ، كلتاهما تبرعتا بالدم وركضتا نحو غرفة العمليات بجسد مرتجف .. لا طعام ولا نوم .. ولا نبض همسات إيلين المنادية لصغيرها سكبت الجليد على مريم ، استكانت لتتراجع خطوتين ثم تستدير مغادرة بخطوات سريعة ، النار الساكنة تشع منها ولم يهمها حتى منادات شاهين ، ركبت سيارتها فلحق بها يسألها بإلحاح عما يحصل لها دون أن تجيب، قادت بسرعة قصوى نحو منزل عمها ، النيران التي في خلدها ألجمت لسانها ، وشاهين يصرخ مطالبا تفسيرا ، تركت السيارة في منتصف الطريق وترجلت تعصف بالباب تلكمه كمن يرغب بطحنه فتح الباب فهجمت إلى الداخل تقتحم المنزل كما احتل المستعمر ( الألم والخداع ) حياتها وجدت عمها يتناول الفواكه المقطعة ، صفقت بطريقة افتراضية وقال " تتناول السموم وصغيري بين الحياة والموت ! " دخل عمرآن الذي يسكن في الجوار فزعاً حينما رآى مريم بتلك الحالة ، تساءل باهتمام " ماذا حصل لتيم ؟ " جن جنون مريم لتتجحظ عينيها وتصرخ " تجرى له عملية ، لماذا ! لأن عمي جشع حد الموت " التفتت لعمران وأردفت " لأن صديقي خائن ، ولأن زوجي قرر الهروب في لحظة ضعف متحججاً بالفرص " تراجعت خطوات للوراء تمسك برأسها وقالت " ولأن والدي ، أخجل حتى من قول ما يعيبه " ترنحت فاقترب شاهين بعين مكسورة ، ابعدته عنها بصفعة على الصدر استهلكت كل طاقتها ، لتسقط أرضا وتصرخ بأعلى صوت ، قهر وألم .. عذاب يردها قتيلة لحظة الحساب ، حينما تقف في الهدف تستعد أن تتلقى سهام أخطائك ، خطاياك ، أسرارك نبضة القلب مختلفة ، تنفسك مختلف ، هلعك مختلف .. أنت محاسب وحان وقت الدفع وقف أمامها مستعداً لرمي أول سهم عليها ، جامد وبارد تماماً كاللحظة التي أخبرها فيها أنه هو مغتصبها .. أسامة بجديته تلك مخيف ، مخيف جداً كان يتمشى في الحديقة ، قرر أن يساعد الخادمة التي تعاني في حمل كيس القمامة الكبير ، وعندما عرض عليها أن يفعل ارتبكت من رهبة السيد فسقط الكيس أرضا ، راحت تلملم ما سقط وتنظف ، استرعى انتباهه علبة ما التقطها يتفحصها .. قرأ عنوان فحواها ليغلق عينيه متنهداً ، ليهدأ قلبه أو غضبه سوزان تنظر اليه باستنكار تنتظر أن ينطق ، حرك يديه المختفيتان خلف ظهره ورمى العلبة على السرير بجانبها يقول بثبات " لم تخبريني نتيجة تحليل الحمل الذي أجريته " عندما عادت مريم وشاهين إلى المشفى كان مراد قد أمسك بإيلين يسألها سؤالا حاسما ، من هو والد الطفل ! رد إيلين كان ساخراً وكالعادة مبهم " لماذا ، هل ستضغط على زر القلق الخاص في قلبك إن كان ابنك ! " الامتعاض كان واضحاً على وجه مراد وهو يقول " من حق تيم أن يتواجد والده بجانبه " غضبت فجأة وكشرت في وجهه " أمضى كل هذا الوقت دون وجود أباه ، والدته تكفيه لا تقلق " " هل حصل تطور ؟ " هتفت مريم تجرجر شاهين المنكسر خلفها ، عادت بعد أن بكت روحها على أرضية بيت عمها لكنها لم تخرج من هناك قبل أن تخبره بقرارها الذي نفذه المحامي .. حصته وعلاقته بالشركة محيت تماماً ، لا المال ولا السلطة ستطاله بعد الآن حضرت الممرضة تقول بسرعة " زمرتا الدم لم تتطابقا " هتفت بها مريم " ماذا يعني هذا ؟ زمرتانا مانحتين " " تيم صغير جداً ، لا يحتاج لمانح بل لزمرة تتطابق من الأب والأم .. وبما أن الأم لم تتطابق بشكل كافي ، نحتاج لدم الأب " انهارت مريم على الكرسي بعد أن غادرت الممرضة ، مراد أمسك بإيلين من معصمها يديرها إليه ويهتف " لا وقت لألاعيبك ، من هو والد الطفل " أمسكت مريم بيد شاهين الواقف أمامها وقالت برجاء " أرجوك ، أتوسل إليك .. تبرع له " تنهد شاهين ، ظنا منه أنها دخلت في صدمة .. همس لها " لما سأتبرع له ، مريم .. " قاطعته تشهق بالبكاء " لأنك والده " أغمضت إيلين عينيها بينما مراد ينظر إليها بإجفال .. تنحنح شاهين " مريم ، عودي إلى وعيك حبا بالله " " وقفت مريم وعينيها تقطران دماً " أنا وأنت ، نحن والدا تيم .. أنت والده ، أنت والده " أقضب حاجبيه مستنكراً .. تأتأ يقول " لا أصدق ... قلت أن عمره ثلاث سنوات ! " شهقت مريم لكنه لم يستوعب بعد " قلت أنني السبب في خسارتك طفلك " عادت ممرضة أخرى تسأل مراد وشاهين " من منكما والد الطفل ؟ " همس شاهين " أنا .. أعتقد " أمضى هذا الوقت كله بعيداً عن ابنه ، امضاه ابنه من دون أب .. أمضاه هو يلوم نفسه على اجهاضها المزعوم كانت قد أخبرته مسبقاً .. هي تعاقبه وعندما يدرك ماهية عقابه سيشعلم أنها أشعلك فيه نارا أبدية .. لكنها أبداً لم تخبره أن تلك النار هي شعلة من الجحيم بذاته نهاية الفصل | |||||||||
|
| |
|
14-08-19, 11:40 PM
| #1364 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
14-08-19, 11:42 PM
| #1365 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
14-08-19, 11:44 PM
| #1366 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
حبيبتي يسعد ربي 🌹🌹 | ||||||||||
|
| |
|
14-08-19, 11:45 PM
| #1367 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
14-08-19, 11:47 PM
| #1368 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
منورين 😂😂🌹 | ||||||||||
|
| |
|
14-08-19, 11:47 PM
| #1369 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
577Likes
.png)
العرض العادي
