آخر 10 مشاركات
طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دانبو ...بقايا مشاعر (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          وأذاب الندى صقيع أوتاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-17, 01:18 AM   #1

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile19 1117 - الفترة التجريبية - كاى ثورب - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)**





الرواية كتابة الجميلة Rihana

1117 - الفترة التجريبية - كاى ثورب - عبير دار النحاس
الملخص

"تعتقد أنه ماعليك سوى ان تشير باصبع يدك لتسرع السيدات اليك"
كان برت ساندرسون رجل اعمال ناجح ، ثري كما أن فندقه في الكاريبي كان واحداً من هذه الاعمال الناجحة.
كان يهتم ايضاً بالحسناوات الجميلات اللواتي لم يرفضن مرة له طلباً ، اما ليزا فقد رفضت ان تكون من هذا الصنف لكن يبدو ان برت كان قد قرر و انتهى الامر.








محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 09-03-17 الساعة 01:26 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:19 AM   #2

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
- اعطني ماتحملين من مال!.
امرها اللص ذو البشرة الداكنة، حاولت ليزا ان تحتفظ على رباطة جاشها واجابت بكل هدوء:
- انا لا احمل مالاً.
لم يكن من الصواب ان تخرج بمفردها في هذه الساعة المتأخرة من الليل، حتى ولو كان شارع رئيس في هذا البلد الغريب، عندما شعرت بالرهبة في قلبها خاصة وانه لم يكن من احد يسير قريباً منها مما يمكنها ان تستنجد به.
كرر الرجل قوله مهدداً:
- قلت لك اعطني ماعندك من مال، والا اخذته منك عنوة.
لقد كانت ليزا صادقة عندما قالت له بأنها لاتحمل مالاً، ولكنه من الواضح لم يصدقها فأخذ قلبها يخفق بشدة وقد شعرت بالخطر الذي يحدق بها، عندها قامت بمحاولة فاشلة لتهرب منه ، فأوقفها بقسوة وقد احاط باحدى يديه خصرها، وباليد الأخرى اطبق على فمها كي يمنعها من الصراخ، ثم سحبها الى زقاق ضيق ، فكرت ليزا عند ذلك بخوف شديد، انها وقعت في خطر لا تدري ماقد يكون نوعه، وحاولت جاهدة الافلات منه، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.
سمع في تلك الاثناء هدير سيارة تقف الى جانب الطريق، جعلت الرجل ينتبه الى انه هو الآخر قد وقع خطر شديد.
----------------------------------
وخرج رجل من السيارة وصاح باللص الذي يمسك بليزا، فماكان منه الا ان دفعها فسقطت على الأرض، ثم ولى هارباً في الزقاق الضيق.
كانت ليزا في تلك اللحظات الرهيبة ، ترتجف خائفة بينما كان الرجل الغريب الذي خلصها من ذلك اللص يقترب منها بخطوات ثابتة، وعندما اصبح قريباً منها انحنى ليساعدها في النهوض.
ثم قال بنبرة جافة:
- لا خطر عليك مني، هل اصبت بأي اذى؟
اجابت وهي تحاول ان تستعيد كرامتها وكان ماأصابها آلمها في الصميم:
- لا، لم اصب بأية خدوش ولكنني متوترة بعض الشيء.
- لا يدهشني ذلك.
قالت وقد لاحظت فمه يلتوي اشمئزازاً:
- انه كان يلاحقني لأجل المال فقط.
- طبعاً، فالحسناوات صاحبات الشعر الأشقر والعينين الزرقاوين لا يسلمن من قطاعي الطرق هنا.
وتابع يقول دون ان يمنحها فرصة لتعلق على قوله:
- في اي فندق تنزلين؟.
اجابت ليزا:
- في فندق امباسادور بلازا.
رفع حاجبيه الداكنتين وقال:
- انه يبعد كثيراً عن هذا المكان.
قالت وكأنها تعترف بخطئها:
- خرجت للتنزه سيراً على الاقدام ويبدو انني ظللت طريق العودة.
اجابها بسخرية واضحة:
- تتنزهين سيراً على الاقدام في سان جوان؟ هل أنت ساذجة الى هذه الدرجة، ام أنك متهورة لاتدرسين الأمر قبل ان تقدمي عليه!.
اجابت بكل ماأوتي لها من فظاظة:
- لا هذا ولا ذاك كل ما في الأمر انني اخطأت وكفى.
- انه خطأ كاد ان يكلفك غالياً.
ثم اشار الى حيث تقف سيارته وتابع يقول:
- هيا، سأعيدك بنفسي الى الفندق.
كان في السيارة سائق ببذلته الرسمية، ففكرت ليزا انها ربما نجت بنفسها من خطر لتقع في خطر اشد هولاً من الأول ، لكن الرفض في هذه الظروف لن يفيدها ولا بأي شكل من الاشكال ، وسيكون تصرفاً طائشاً وغبياً صدر عنها، خاصة وانها لا تعرف في اي مكان يقع الفندق الذي تنزل فيه.
وجد الرجل بعد صمتها انها وافقت على ان يعيدها الى الفندق بسيارته، فسحبها من يدها وساعدها على الدخول الى المقعد الخلفي، ثم دخل هو ايضاً وجلس الى جانبها قائلاً للسائق:
- الى فندق سادور بلازا.
وبعدما ارتاح واستند بظهره الى الجلد الفاخر للسيارة، حول نظره الى ليزا، واخذ يتفحصها بنظرات ثاقبة وكانه يريد أن يتعرف بالتفصيل الدقيق على ملامح وجهها.
ثم سألها فجأة:
- كم تبلغين من العمر؟
لم يكن لها من خيار سوى ان تجيب قائلة:
- انني في الثالثة والعشرين من عمري اذا كان هذا يفيدك بأي شيء.
- هذه يعني انك ناضجة مافيه الكفاية لتستشيري عقلك وانصحك بأن تكوني اكثر حذراً وادراكاً حتى تبلغي سن الرابعة والعشرين، فالمرأة لا يمكنها ان تضمن سلامتها حتى في بريطانيا وفي ايامنا هذه.
---------------------------------
اخذت ليزا تنظر حولها وهي لاتدري بماذا تجيبه، بينما حول هذه نظراته عنها لينظر الى الخارج من النافذة، فكانت لها الفرصة لتنظر في وجهه الوسيم الذي انعكس عليه نور المصابيح في الشارع، وفكرت انه قد يكون ولد في بريطانياولكنه من المؤكد لم يعش فيها مؤخراً من الملاحظة التي ابداها عنها، واتضح لها بعد ان اطالت النظر اليه انه قد يكون في حوالي الثلاثين من عمره ومن النوع الذي يأمر وينتظر امره أن يطاع ، يميل الى الغطرسة عندما يتكلم معها ، ولكنها ومع كل ذلك تشعر بالامتنان له لانه خلصها من ذلك اللص.
لاحظت بعد ان تفرست في ملامح وجهه انه كان يرتدي بذلة بيضاء انيقة، فقالت بأدب:
- لايهم بضع دقائق من التأخير، هل سافرت الى سان جوان بمفردك؟.
اجابته بشيء من التحدي:
- نعم كما وأنني افضل السفر بمفردي، فذلك يتيح لي بأن ارى وافعل كل مايطيب لي.
- اعتقد انه يمكنك ان تتصرفي بحرية حتى ولو كنت برفقة صديق او صديقة يمكنك الاعتماد عليهما، انك من الواضح غير متزوجة ويمكنك أن تسافري مع اي صديقة، فذلك قد يكون اسلم واقل خطر عليك.
اجابت ليزا بغيظ:
- ولكنني لا احب ولا ارغب برفقة احد على كل ، فإنا لن اجازف بحياتي مرة اخرى لذا يمكنك ان ترتاح وان لا تقلق علي.
تجاهل ماقالته وقال:
- هناك اماكن افضل يمكنك زيارتهاغير بورتوريكو، عليك أن تزوري احدى هذه الجزر.
انها لا تريد أن تخبره بأن هذا ماستفعله في الصباح، وقد شعرت أنه ليس من الضروري ان يعرف سبب مجيئها الى بورتوريكو.
وصلا بعد ذلك الى الفندق المضيء بأنوار ساطعة وبشكل ملحوظ وعندها فقط شعرت بالارتياح لأنها ستتخلص من ذلك الغريب الذي يتدخل بكل صغيرة وكبيرة في امورها الخاصة.
خرج من السيارة احتراماً لها وليفسح لها ان تخرج هي الأخرى، واستطاعت ان تتميز الآن منكبيه العريضين وقامته الطويلة وجسده الرياضي، والذي لا تقوى اية امرأة الا ان تندهش وتنجذب اليه.
قالت له بنبرة باردة نوعاً ما:
- شكراً لك من جديد، انني حقاً ممتنة لمساعدتك لي.
كشفت عيناه الرماديتان عن نظرة استخفاف ومكر وهو يقول لها:
- يسعدني ان اكون في خدمتك، لكن انتبهي لنفسك من الآن وصاعداً.
سمعت ليزا هدير السيارة تبتعد بينما كانت تدخل الى الفندق ، ولكنها لم تلتفت لتلقي عليها نظرة اخيرة، وجدت ان ردهة الفندق تعج بالناس الوافدين وكذلك الخارجين وكان الكثير منهم قد اعتنى بهندامه استعداداً للسهر في سان جوان، وتناهى إلى سمعها اصداء الموسيقى التي تعالت من المطعم التابع للفندق، وكادت أن تدخل لترفه عن نفسها قليلاً، لكنها سرعان ماعدلت عن فكرتها تلك، إذ تذكرت ان موعد اقلاع الطائرة غداً سيكون في تمام الساعة الثامنة، ويجب أن تكون في المطار في السابعة والنصف، لذا من الافضل لها أن تأوي إلى فراشها باكراً استعداداً لتلك الرحلة، فتوجهت الى المصعد وضغطت على الزر الذي يؤدي إلى الطابق المنشود.
------------------------------------
دخلت غرفتها الفخمة والواسعة وقد غمرتها موجة من الارتياح غير مصدقة ان الحظ لايزال يلازمها، فقد تأخرت في مطار نيويورك لساعة او اكثر قبل ان تقلع بها الطائرة الى سان جوان، لتجد ان الطائرة التي كانت ستقلها إلى جزيرة سان توماس قد سبقتها واقلعت، فحجزت لهاشركة الطيران غرفة في هذا الفندق لليلة واحدة على ان تسافر في طائرة الغد إلى تلك الجزيرة ، فواقفت على الاقتراح وفي نفسها ذعر وخوف، لكنها كانت متأكدة ان الجزيرة التي ستتوجه اليها ستكون افضل، ففندق رويال الذي ستنزل فيه هناك له سمعة وشهرة واسعة، كما أنه من افضل الفنادق في الكاريبي، ولقد سبق وقرأت عنه الشيء الكثير في المنشورات السياحية، ممايدل على أنه من اغلى الفنادق على الاطلاق! فليس بمقدورها ان تتحمل مصاريف ليلة واحدة فيه ولا بشكل من الاشكال، ولكن الوضع سيكون مختلفاً معها لأنها ستعمل فيه ولن تدفع قرشاً واحداً طوال فترة اقامتها فيه.
ان عملها هو معالجة فيزيائية وهي تدري تماماً بأن هذا العمل ليس من العمال المفضلة في هذه الحياة مع انها لاتشك في مقدرتها على القيام بذلك وبطريقة ممتازة كما يريدها الزبائن، ولقد ساهم في نجاحها هذا، عملها المستمر في ناد من نوادي الدرجة الأولى، حيث أن زبائنه من الطبقة الراقية، وقد اتاح لها فرصة العمل في افخم فنادق الكاريبي، غاري كونواي عندما تحقق من اتقانها وخبرتها الواسعة في هذا الحقل، ومدة العمل في هذا الفندق تمتد لثلاثة اشهر، كما انها قابلة للتجديد خاصة وان الفصل السياحي يدوم طوال اشهر السنة حيث ان الجو معتدل والشمس تشرق معظم الايام.
وبعد ان اصبحت في السرير وصوت الموسيقى يدخل اذنيها واهياً وضعيفاً من الطابق الاسفل للفندق، رجعت بأفكارها الى الرجل الذي خلصها من المأزق الذي وقعت فيه، انه ومن دون شك من الطبقة الارستقراطية الثرية، كما أنه من النوع الذي يعتقد بأن النساء لا يدركن خطورة الأمور ولا يمكنهن العيش من دون حماية الرجل لكثرة ماتزل به اقدامهن، ان تصرفها المتهور والطائش لهذه الليلة، اثبت نظريته تلك لكنها صممت على ان لا تقع في مثل هذا الخطأ مرة اخرى.
قالت لنفسها، بما ان هناك فرص نادرة لمقابلته مرة اخرى، فأن رأيه بها لا يهمها على الاطلاق وحاولت بكل ماعندها من ارادة قوية ان تطرد من رأسها حوداث هذه الليلة وان تنعم بنوم هادئ استعداداً لرحلة الغد.
استيقظت في صباح اليوم التالي في الساعة السادسة، واسرعت الى المطار ووصلته قبل الساعة السابعة، فسألها الموظف هناك اذا كانت تفضل السفر في طائرة السابعة واربع بدلاً من ان تنتظر طائرة الثامنة ، وافقت على اقتراحه وتوجهت في الاتجاه الذي اشار به، ووجدت بعض المسافرين ممن سبقوها ينتظرون النداء للتوجه نحو الطائرة.
--------------------------------
اخذت ليزا مكانها وراء عائلة تتألف من اربعة اشخاص، ثم جاء شخص آخر ووقف وراءها، فالتفتت لتراه ينظر اليها بعينيه الرماديتين بتساؤل ثم قال:
- ارى انك عملت بنصيحتي.
نفت ليوا قوله قائلة:
- ليس بالتمام، لأنني كنت في الأساس متوجهة الى سان توماس.
- لم اتصور ليلة البارحة بأنك عازمة على السفر إلى سان توماس اليوم.
قالت دون مبالاة:
- وماهو ذنبي اذا كان تصورك في غير محله؟
قال نبرة هادئة وقد وجد ان الأمر مسلياً:
- نعم هذا ما يبدو فعلاً، ان تصوري كان في غير محله، اواقفك في ذلك.
قالت له عند ذلك بنبرة باردة:
- انني اعيش هناك، هل تريد زيارة الجزيرة مثلي؟
اجابها بنبرة باردة:
- انني اعيش هناك، على الاقل بعضاً من الوقت، كم ستطول مدة اقامتك فيها؟
- سأقيم فيها مبدئياً لمدة ثلاثة اشهر.
قالت ليزا وهي تلاحظ الدهشة التي تدل على أنها ليست من الطبقة الثرية، والتي يمكنها ان تتحمل مصاريف الاقامة في مثل هذه الجزيرة ولمدة ثلاثة اشهر، وشعرت من نظراته المتسائلة بأنه ينتظر منها ايضاحاً على ذلك، فترددت في ان تمنحه ذلك التوضيح ام لا، ولكنها قررت في النهاية ان لا تقول له شيئاً، لأن ذلك يعنيها هي ولا يعني احداً سواها.
اكتمل عدد المسافرين في هذه اللحظات، ففتح موظف المطار الباب الزجاجي ليتيح لهم عبوره وهو يأخذ منهم بطاقات صغيرة الحجم.
قال له عند ذلك:
- اعتقد بأن هذه رحلتك الأولى إلى مثل هذا الجزء من العالم، فالناس عادة يمضون اسبوعاً او اكثر بقليل في جزيرة واحدة من هذه الجزر البعيدة.
اجابت ليزا:
- أن المسألة مسألة دوق واختيار، فأنا ممن يرغب في حصر اهتمامه في مكان واحد حتى يتيح لي ان اعرف عنه الكثير، لا ان اعرف اشياء ولعدة اماكن وانا متأكدة بأنني سأجد اشياء كثيرة لأسلي نفسي بها في سان توماس، هذا بالإضافة الى ان الشمس هي المكسب الاهم ، خاصة وانني قادمة من بريطانيا حيث أن الطقس يختلف تماماً عن هذا في شهر نوفمبر.
قال بنبرة كأنه يستعيد بها ذكريات مرت عليه:
- ان الطقس في بريطانيا هذه الايام ضبابي ورطب، فأنا لا ألومك لأنك تريدين التخلص منه ولو لبعض الوقت.
سألته عند ذلك بفضول:
- منذ متى زرت بريطانيا لآخر مرة.
اجابها:
- منذ بضع سنوات، وقد مكثت فيها بضعة ايام، ولكنني اعتقد انني تركتها نهائياً عندما انتقلت مع اهلي إلى هنا.
- تعني إلى سان توماس.
نفي بحركة من رأسه وقال:
- لا بل إلى تورتولا.
-----------------------------------
كانت الطائرة التي ستقلها إلى سان توماس صغيرة بمروحيتين ويبدو عليها أنها استخدمت لفترات طويلة، وكيف لا، وهذه الطائرة تقوم بمثل هذه الرحلة عدة مرات في اليوم وتستغرق من الوقت اربعون دقيقة في كل مرة، كما وانها لم تتعرض لأية حادثة تذكر، كان مقعدها في الطائرة قريباً من النافذة وهذا شيء مسر، اما الذي لم يسرها ، فهو جلوس هذا الرجل الغريب بجوراها.
قال ببساطة:
- سنصل الى الجزيرة عند موعد تناول الفطور، هل استأجرت شقة لك فيها، ام انك حجزت في فندق ما؟.
اجابت ليزا وادركت بأن جوابها سيقابله سؤال آخر:
- في فندق الجزيرة الملكي.
قال متعجباً وفي نبرة صوته عدم التصديق:
- في هذا الفندق الفخم ولمدة ثلاثة اشهر؟ وهل قمت بحجز غرفة لك فيه؟.
ادركت عند ذلك انه ليس من مجال لها في ان تذكر السبب الرئيسي لاقامتها في مثل هذا الفندق من الدرجة الاولى والذي لا ينزل فيه سوى اصحاب الملايين.
قالت اخيراً:
- في الحقيقة، انا لا انزل فيه كسائحة ، بل كموظفة.
عقد حاجبيه وقال:
- صحيح؟ ولكن ماهي هذه الوظيفة؟.
- معالجة فيزيائية.
ادير محرك الطائرة في تلك الاثناء ، فمنعه هديره العالي من ان يعلق بكلمة واحدة حول الامر الجديد الذي عرفه عنها ولكن العلامات التي ظهرت على وجهه لم تكن لها معنى وسألها بعد ان خف هدير المحرك جزئياً:
- هل اعلن عن هذه الوظيفة في بريطانيا؟.
مع أن الأمر لا يعنيه، ولكن ليزا شعرت في قرارة نفسها وهذا الشعور قد لازمها منذ ان تعرفت عليه، بأنها مجبرة على أن تبوح له بكل شيء، فأجابت:
- في الحقيقة، انه لم يعلن على مثل هذه الوظيفة في بريطانيا، لكن ومن حسن الصدف انني كنت في حديقة سان جايمس عندما كان مدير عام هذا الفندق الذي سانزل فيه، يمارس رياضة الهرولة، فيماكنت انا أمارسها ايضاً، فتعرفت عليه هناك وسألني عن طبيعة مهنتي.
- وهل عرض عليك الوظيفة في الحال؟.
- لا، انما بعد ان قام بعدة زيارات للنادي الذي اعمل فيه وسأل عني هناك.
- وهذه العلاجات تكلف غالياً، اليس كذلك؟.
- لا، خاصة وان نتائجها مضمونة وجيدة.
بدأت في تلك الاثناء الطائرة تسير بسرعة على مدرج المطار إلى أن اقلعت، فأسندت ليزا رأسها على المقعد وفي قلبها خوف شديد وكأنها لا تثق بهذا النوع من الطائرات البدائية والتي تطير بمروحيتين.
مع ذلك، اقلعت الطائرة بطريقة اسهل مما كانت تتوقع، فنظرت من النافذة وقد اصبحت الطائرة فوق البحر بعلو لا يتجاوز يضع مئات القدام، ووجدت البحر يتلألأ تحت أشعة الشمس بلونه الأزرق المتموج، اعجبها هذا المنظر المتقطع النظير وقد ملأ نفسها انتعاشاً، فهي لم تتوقع ابداً بأنه سيكتب لها في يوم من الايام ان تزور هذا الجزء من العالم.
كان الرجل الذي إلى جانبها غارق في الصمت وكأنه يفكر في مسألة يصعب حلها، عندما نظرت اليه ليزا بسرعة وحولت نظرها بعد ذلك الى النافذة، وتساءلت في نفسها من يكون هذا الرجل الذي عرف الكثير عنها دون أن تعرف شيئاً عنه.
------------------------------------
لكن ذلك لم يثر اهتمامها كثيراً في الواقع، فمعها يكن ، هي في حالها وهي في حاله، وبقي صامتاً طوال الرحلة الى ان بدأت الطائرة بالهبوط في أرض المطار، فانشغلت ليزا بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تمكنت من رؤيتها من النافذة وادهشتها روعة التلال الصغيرة، والشواطئ الرملية الحالمة، فأدركت بأنها ستحب هذه الجزيرة الهادئة.
وقف الرجل عندما حطت الطائرة في أرض المطار، وتناول حقيبته وحقيبة يدها من الخزانة الصغيرة فوق رأسيهما، ثم ناولها حقيبتها.
اخذت ليزا الحقيبة من يده وقالت:
- شكراً لك.
ابتسم بمكر وادركت انه منذ ان عرف حقيقة ماجاءت من اجله إلى هذه الجزيرة، قد غير بتصرفاته معها فماذا هناك ياترى؟ على اية حال، لقد علمتها التجارب في هذه الحياة الا تنخدع بمظاهر الأمور لأنها في أكثر الاحيان تكون كاذبة، ففي تقديرها ان البشر هم جميعهم متشابهون، فقراء كانوا ام اغنياء.
خرجا من الطائرة ومشيا في ممر قصير المسافة يؤدي الى مبنى حديث العهد فدخلت اليه مع بقية الركاب وبعد أن دقق الموظف بجواز سفرها توجهت رأساً إلى المكان المخصص لاستلام الحقائب، اما الرجل الذي كان برفقتها، فقد توجه إلى مكان آخر واختفى عن انظارها ، فقالت في نفسها آمل أن لا اراه مرة اخرى.
أخذت تتوالى وصول حقائب المسافرين ببطء شديد وطال انتظارها، فلما عاد ذلك الرجل مجدداً سألته عن سبب تأخر وصول الحقائب، وفيما اذا كان مثل هذا الامر يحدث دائماً، فكان جوابه لها:
- هذا هو الحال في الكاريبي، وماعليك سوى ان تتقبلي الوضع كما هو او ان تضعي جناحين وتسبقي الجميع.
ضحكت ليزا وقالت:
- اعتقد انني سأتقبل الوضع كما هو، كما وانه سيكون تغيراً لطيفاً بالنسبة إلي.
- نعم وطالما انك لن تواجهي امراً طارئاً وملحاً ، عندها اعتقد انك لن تتقبلي الوضع على ماهو.
اما بالنسبة إلى ليزا، فهي لا تعتقد انها قد تواجه امراً ضرورياً يضطرها إلى التحرك بسرعة، وماعليها في الوقت هذا سوى ان تتأقلم مع نمط الحياة في الكاريبي على ماهي عليه من عدم سرعة واندفاع كما هي عادتها في بريطانيا.
وجدت اخيراً حقيبتي سفرها اللتين كانتا ثقيلتا الوزن، ولم تجد حمالاً يساعدها على حملهما إلى خارج المطار، فأخذت تجرهما بجهد في اتجاه موقف سيارة الأجرة.
تقدم منها الرجل وقد وجدها تعاني المرين من جر هذه الحمولة الثقيلة وقال:
- سأحملها لك فهناك سيارة تنتظرني.
اسرعت ليزا تقول له مؤكدة :
- هذا غير مهم، ويمكنني ان أتدبر حملها بنفسي، شكراً لك على اية حال.
أجابها بجفاف:
- ان هذه الحمولة قد تسبب لك آلاماً في ظهرك، كما أنها لا تستحق منك هذه المخاطرة على اية حال فأنا ذاهب ايضاً الى فندق رويال.
قال متسائلة:
- اعتقد بأني سمعتك تقول انك تعيش هنا.
--------------------------------
- نعم وذلك لفترة من الوقت ، لكن عندما اجيء إلى هنا، اعيش في فندق رويال.
قالت ليزا في نفسها، هذا يعني انه نزيل دائم في ذلك الفندق الفخم وان هذا يوضح سبب اهتمامه بالوظيفة التي اوكلت إلي.
- يمكنني أن استقل اية سيارة اجرة.
قالت له ذلك وهي لا تريد أن تشعر بأنها مجبرة على الانصياع لإرادته.
- ان تعرفة سيارة الاجرة هنا باهظة الثمن ونادراً ما تجدين من يطلب تعرفة مقبولة .
- انني لست معدمة الى هذا الحد، ويمكنني ان اتحمل اية تعرفة قد تطلب مني.
اجابها دون ان يدل في نبرة صوته اعتذراً للإهانة التي وجهها إليها:
- لا اعتقد انك ستكونين مضطرة لذلك خاصة واننا متجهان إلى نفس الفندق، فاقبلي هذا العرض مني بشكر وامتنان لي.
لم يسع لليزا سوى ان تقبل عرضه رغماً عنها وهي تشعر بالاشمئزاز من اصراره على ملاحقتها وملازمتها طوال الوقت، حمل حقائبها بخفة ومشى امامها وكأنه يرشدها على الطريق الذي عليها ان تسلكه.
كانت السيارة التي تنتظرهما حديثة الطراز وسائقها شاب هندي، رحب بهما بابتسامة واسعة وكأنه يعرفهما من قبل، ولاحظت ان سيارات اخرى مثل هذه السيارة كانت تتوقف لنقل الركاب إلى قلب الجزيرة وكلها من نفس النوع واللون مايدل على انها الوسيلة المعتمدة والعامة لنقل الناس.
سألته عند ذلك بفضول:
- اليس معك حقائب غير تلك الحقيبة اليدوية؟.
اجابها:
- اسافر عادة بحمولة حفيفة، آه لم اعرفك بنفسي، انني برت ساندرسون.
قالت:
- كما انني ليزا رنشو، انك في غاية اللطف ايها السيد ساندرسون.
مال برأسه ياستخفاف وقال:
- كما قلت لك، انني ذاهب إلى نفس الفندق الذي تنزلين فيه، والفندق يقع فوق تلة كما أن اقرب شاطئ اليه يبعد عنه بضعة اميال ومن المهم ان تعرفي ان اجمل بقعة على هذه الجزيرة ، هو ميناء شارلوت امالي ويقصده السواح من جميع الجهات، ويعرف بأنه من بين افضل اربع مرافئ في العالم خاصة عندما يحل الظلام.
تذكرت ليزا انها كانت قد قرأت منذ بضع اسابيع في كتاب دليل السائح باهتمام بالغ عن هذا المرفأ، وستشاهده هذه الليلة لأول مرة وطبعاً لعدة ليال اخرى.
أخذت السيارة تشق طريقها بهما صعوداً في اتجاه الفندق الذي يقع فوق التلة كما قال برت، وكان بامكانها ان تتعرف إلى الاماكن التي يمران بها وذلك لأنها كانت قد حفظتها من كتاب دليل السائح ومنها: الأبنية التي تواجه البحر، والسد الضخم والمنيع الذي حمي قديماً سكان هذه الجزيرة من الغزاة، ومن أمامها وفوق احدى التلال يقع فندق وقصر بلوبيرد الذي كتبت عنه الاساطير بأنه كان ملجأ قراصنة البحر، ثم لاح لها بعد ذلك وعلى تلة اعلى من الأخريات فندق رويال الفخم بين احضان الطبيعة الخضراء.
-----------------------------------
انحرفت السيارة إلى مجاز ضيق ثم وصلت بعد عدة دقائق الى بوابة تؤدي الى مساحات واسعة من الازهار الجميلة والشجيرات، يطل منها منحوتتان لحيوانين مفترسين وكأنهما يحرسان تلك المساحات من اي عدو غادر.
قال برت ساندرسون وقد لاحظ ليزا تلتفت لتنظر إلى المنحوتتين :
- انهما لحيوان النمس، سوف تشاهدين الكثير منها في اماكن اخرى، كذلك ولو بقيت عينيك مفتوحتين جيداً، ستشاهدين منحوتات لحيوانات الأغوانة التي تعرف بضخامة شكلها وبأنها اكلة للأعشاب، مع ذلك اعتقد ان افضل الاماكن لمشاهدتها، هي حول شاطئ لمتري.
وصلا اخيراً إلى الفندق فدخلت بهما السيارة في المدخل الخاص لتقف بعد ذلك في فنائه، فترجلت ليزا من السيارة ، وقد اخذت تماماً بروعة المشهد امامها.
كان الفندق يطل على ذلك المرفأ الذي تحدث عنه برت ، بينما كانت الجزر العديدة تتناثر في البحر هنا وهناك. كان بامكانها ان ترى ايضاً ثلاث مراكب كبيرة وقد ربطت بجبال متينة برصيف المرفأ شمالاً وكان يوجد عدد لا يستهان به من المراكب الصغيرة، وكانت بعض الغيوم الصغيرة تتماوج في الافق بفعل الجو الحار،ونقل لها الهواء رائحة زهر الخبيزة والياسمين فانتعشت وابتهجت نفسها.
فقالت وهي لا تستطيع ان تخفي اعجابها:
- ماراه الآن اكثر بكثير مماقرأت وشاهدت من صور في كتاب دليل السائح واكاد لا اصدق بأن مااشاهده حقيقة.
قال برت مؤكداً:
- ماتشاهدينه ليس حلماً، بل حقيقة مع ذلك اعتقد لو شاهدت هذا المكان منذ بضع سنوات، عندما شن هوغو هجوماً عليه، لكنت اعتقد انك تعانين من كابوس ما.
اخذت ليزا تنظر الى الحجر الذي استعمل لبناء الفندق ثم قالت:
- لا ارى اية خسائر ظاهرة في مبنى الفندق.
- ذلك لأنه اعيد بناؤه من جديد بعد عام من تلك الحادثة، كما أن الجزيرة بأكلمها لم تسلم منذ ذلك الاعتداء المدفعي.
نقل السائق في تلك الاثناء حقائبها ووضعها عند باب الفندق فخرج عند ذلك من الفندق شاب يرتدي سروالاً ابيض وقميصاً صفراء، وحمل الحقائب وهو يبتسم مرحباً بهما.
- سأنقلهما لك سيدتي إلى قسم الاستعلامات.
قال ذلك واسرع بالدخول إلى الفندق قبل أن تتمكن ليزا من الاعتراض.
دفع برت ساندرسون لسائق الاجرة المبلغ المطلوب، وتقدم منها ليقول لها مشيراً:
- هيا بنا ندخل الآن.
بما انها ستكون موظفة في هذا الفندق، فلا من داع لكي تسجل اسمها في مكتب الاستعلامات مثل اية نزيلة او نزيل آخر، هذا مافكرت فيه ليزا، كما ان برت ومن دون شك سيرشدها إلى مكتب الادارة عندما يصبحا داخل الفندق.
كانت ردهة فندق رويال بغاية الفخامة والذوق ، فقد كانت ارضها من الرخام الخالص، وفيها اثاث دل من نوعيته انه باهظ الثمن وتدلت من السقف مراوح كهربائية.
تأملت ليزا كل ذلك باعجاب ودهشة ثم ابتسمت عندما وجدت رجلاً يتقدم نحوهما، انه غاري كونواي، في الثانية والاربعين من عمره تقريباً، ومدير عام فندق رويال الفخم والذي كان السبب الرئيس لوجودها في هذه الجزيرة.
رحبت به قائلة:
- مرحباً ، هاقد وصلت اخيراً.
------------------------
- عظيم.
قال غاري لليزا ثم حول نظره إلى برت وبدت على ملامح وجهه عدم الارتياح ثم قال له:
- لم نكن نتوقع قدومك في هذا اليوم يابرت.
قال برت بنبرة باردة:
- لقد غيرت رأيي وحضرت اليوم، على فكرة هل حصلنا على معالجة فيزيائية؟.
اجابه غاري:
- الم تكن فكرتك من الاساس؟.
قال برت:
- وهل من الضرورة ان تسافر الى بريطانيا لتفتش عنها؟.
- لا، انما حدث وانني كنت بحاجة الى بعض العلاجات بينما كنت هناك فسمعت بأن ليزا هي من يسند اليه هذه المهمة كما انني علمت بأنها من امهر الاخصائيات على الاطلاق.
كانت ليزا في تلك الاثناء تنتقل بنظراتها بين الاثنين وهي في حيرة من امرها ثم قالت :
- آسفة ، لكنني اعتقد ان هناك امراً لم اعرفه بعد.
ظهرت على ملامح وجه غاري الدهشة والاستغراب وقال:
- اعتقدت انك تعرفينه، انه برت ، السيد ساندرسون مالك فندق رويال.
-----------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:09 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:21 AM   #3

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
كانت ردة الفعل الاولى عند ليزا، هي ان تثور في وجهه، لقد سخر منها كثيراً وعن تعمد ولكنها قررت ان تحافظ على رباطة جأشها، وقالت له بكل برود بينما كانت تغلي وتثور من الداخل:
- لماذا لم تقل لي بأنك صاحب هذا الفندق؟.
اجابها دون مبالاة:
- لم اجد ان في الأمر ضرورة لذلك، فقد كنت ستعرفين ذلك عاجلاً أن آجلاً.
- وهل أفهم من كلامك أنني لن احصل على الوظيفة التي جئت من اجلها؟.
حرك كتفيه العريضين دون مبالاة وقال:
- بماانك اصبحت هنا، سأمتحن مؤهلاتك وألمس بنفسي الثقة التي وثقها بك مدير عام فندقي، وستكون مدة الامتحان ثلاثة اسابيع، ولكن اعتقد بأنني سأمدد هذه الفترة لستة اسابيع لأحكم على النتيجة لأعمالك بصورة أفضل.
ثم حول نظره إلى مدير الفندق وتابع يقول:
- اننا لم نتناول بعد طعام الفطور، ولكن اعتقد أن الآنسة رتشو قد تفضل ان تتناوله في غرفتها.
ابتعد برت عنهما بعدما اصدر أوامره المشددة ، فأخذت ليزا تنظر الى قامته الطويلة بانزعاج، وكيف أنه ومن بين العالم كله، سيكون هو رئيسها! لكنها شكرت حظها لأنه لم يطردها خارجاً، ولكنه منحها فترة تجريبية.
--------------------------
قال غاري بعد ذلك بنبرة مؤسفة:
- انني حقاً آسف للتغيير الذي لم يكن في الحسبان، لقد كنت آمل ان تصلي وتبدأي بممارسة عملك قبل عودة برت، ولكن الظروف شاءت عكس ذلك، وكما قلت سابقاً، لقد كانت فكرته منذ البداية ان يوظف معالجة فيزيائية.
- لكن ليس من مكان بعيد مثل بريطانيا او أن تكون امرأة هناك متسع من الوقت امامي هذه ستة اسابيع.
- وستبقين اكثر من هذه المدة فيما لو اثبت جدارتك في عملك وهذا مما أثق به تماماً. صحيح ان برت رجل اعمال صعب المراس، ولكنه دائماً يضحي لاسعاد نزلاء الفندق الذي له سمعة مشهورة في تقديم وتوفير ذلك، بالمناسبة، كيف التقيتما معاً، على اية حال؟.
رأت ليزا انه ليس هناك من موجب لتذكر حقيقة لقائها ببرت فقالت:
- التقيت به في الطائرة التي نقلتنا من سان جوان الى هذه الجزيرة، وفكرت أنه من باب الذوق والاحترام ان اوافق على طلبه بتوصيلي إلى الفندق، ولكن الذي يحيرني، كيف أنه لا يملك طائرة خاصة لنقله من والى الجزيرة خاصة وهو بهذا المركز المرموق؟.
- انه في العادة يستأجر طائرة الجيت لتنقله رأساً إلى هذه الجزيرة من حيث اقامته فقد كان في بوسطن مساء الجمعة الماضي، ولا ادري ماالذي جعله ينتقل إلى سان جوان ليلة البارحة.
ابتسمت ليزا ساخرة وقد تذكرت كيف كان في منتهى الأناقة ليلة البارحة عندما خلصها من ذلك اللص وقال:
- ربما كان مدعواً إلى مناسبة هامة ولم يستطع أن يرفضها ، لا أدري ماالذي يجعلني أفكر بأن صديقاته الفتيات يفوق عددهن عن اصدقائه الذكور.
ضحك غاري وقال:
- قد تكونين محقة في ذلك، كما وانني اعتقد بأن له صديقتان في سان جوان تستحقان منه ان يسافر اليهما من وقت لآخر، ولكن الذي لا افهمه، انه ليس من عادته أن يصل إلى هنا في مثل هذا الوقت الباكر. على اي حال، لننسى هذا الموضوع الآن، سأطلب من احدهم أن يرشدك إلى الغرفة التي ستقيمين فيها فترة بقاءك بيننا، ويمكنك الاتصال منها لتطلبي ماترغبينه لفطور الصباح.
قالت بصدق:
- انني لا اشعر بالجوع في الوقت الحاضر، ويمكنني أن انتظر طعام الغداء.
- لك ملء الحرية بالطبع، واعلمي ان المطبخ يعمل أربع وعشرين ساعة دون توقف فيما لو غيرت رأيك. عودي الي بعد أن تعلقي ملابسك في الخزانة لأعرفك اكثر على الفندق وأطلب منك أن لا تقلقي فالأمور ستجري على أحسن ما يرام.
تمنت ليزا ذلك هي الأخرى، وكان في فكرها تساؤلات عدة أرادت ان تطرحها ولكن لم يكن مناسباً، ذلك لأن غاري في الوقت الحاضر له اموره وشؤونه ومن المؤكد انها ستجد فرصاً مناسبة اكثر وفي وقت لاحق لتحصل منه على على توضيح لبعض الأمور التي تحيرها.
حمل أحد خدم الفندق حقائبها وأرشدها إلى غرفتها في مبنى آخر يتألف من طبقتين يخرج اليه من باب يقع في آخر ردهة الفندق، ويفصل بينهما ممر ضيق على جانبيه أشجار صغيرة، وكان مدخل المبنى مشيد على الطريقة الاسبانية.
-----------------------------------
كانت غرفة ليزا تقع في الطابق الثاني من المبنى، وفوجئت بها فسيحة ورحبة وقد عنى بترتيب أثاثها، فرشت بسجادتين صغيرتين، كما ان الاريكة قد جهزت لتستعمل كسرير ايضاً، وخزانة في الحائط وللغرفة ايضاً حمام خاص بها وكذلك شرفة.
قال لها الخادم الذي يدعي كليف لند، بأن جميع غرف الموظفين متشابهة وعلى هذا النحو، ثم اضاف بلكنته الهندية:
- ان السيد ساندرسون رجل طيب، ولكنه لا يتواجد هنا بصورة دائمة، كما وان السيد مونواي طيب هو الآخر ويحسن معاملتنا.
ثم ابتسم لها ابتسامة واسعة ودودة قبل ان يخرج ، ارتاحت لها ليزا.
علقت ليزا ملابسها في الخزانة وخرجت إلى الشرفة لبضع دقائق، وقد تمكنت من ان ترى جزءاً من المرفأ والبحر من مكانها وشاهدت سفينة كبيرة تهم بالدخول اليه، فمن الواضح ان لجزيرة سان توماس مرفأ من أهم المرافئ في الكاريبي.
ازدادت وفود السفن الى المرفأ بعد لحظات قليلة، ويمكن القول ان عدد الركاب السواح الذين نزلوا منها قد يخنق الجزيرة بازدحام شديد، وسبب كثرة الوافدين اليها مرده إلى أسواقها الحرة في مرفأها، وأخذت ليزا تشعر تدريجياً وهي تراقب السفن ونزول الركاب منها بأنها تستعيد نشاطها، وبقوة ارادتها ، سوف تثبت لبرت ساندرسون مهارتها في عملها، ثم تذكرت ان غاري لمح امامها بأنه اتصل به في بوسطن، وقد يكون هذا مركز عمله الأساسي وهذا مما يدل على أنه لن يبقى في الفندق طوال الفترة التجريبية لها والتي ستستغرق أسابيع.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً، عندما خرجت من غرفتها وتوجهت إلى ردهة الفندق، ووجدت غاري هناك يتكلم مع نزيلين في الفندق، وعندما تأكدت بأنه رآها، وقفت تنتظره جانباً إلى أن ينهي حديثه، ثم أخذت تلهي نفسها بمشاهدة الداخلين والخارجين من الفندق.
وفكرت ان بعضاً من هولاء النزلاء الأثرياء من الرجال والنساء سيكونون من زبائنها في المستقبل القريب.
انتهى غاري من الحديث الذي دار بينه وبين النزيلين وتقدم منها ليقول:
- آسف لقد جعلتك تنتظرين ، انهما نزيلان دائمان ويقيمان هنا منذ اعدنا افتتاح هذا الفندق، كل شهر نوفمبر بكامله من كل سنة.
قالت ليزا بخفة:
- اعتقد ان الاقامة في مثل هذا الفندق تكلف كثيراً والآن لنبدأ الكلام في الأمور العملية، يوجد في الفندق غرفة كانت مخصصة للرياضة، ولكنها ستصبح من الآن وصاعداً مقراً للعلاج الفيزيائي فقط.
كانت غرفة الرياضة تقع في القسم الأسفل للفندق ولها ابواب زجاجية يمكن الخروج منها الى حدائق الفندق بواسطة ممر متعرج يؤدي أولاً إلى مكان واسع في وسطه حوض للسباحة، تأثرت ليزا بروعته وقالت انها مهما أطالت النظر إلى هذا المنظر البديع، فهي لن تمل ولن تتعب من ذلك.
----------------------------
كما جهزت غرفة رياضية اخرى بتجهيزات جيدة بالنسبة لحجمها. وكان في داخلها في الوقت الحاضر رجل في الخمسين من عمره يمارس رياضية رفع الاثقال، فقالت ليزا في نفسها انه قد يكون أول زبون لها، وذلك بعدما رأته في الطريقة المجهدة والمتعبة التي كان يمارس بها هذه الرياضة.
ولم تستطع ان تسكت عن ذلك فقالت:
- يجب ان يبقى احدهم في غرفة الرياضة ليراقب الرياضيين، لأنهم عندما يتركون بمفردهم ، فقد يجهدون أنفسهم بطريقة تضر بالقلب.
أيد غاري كلامها وقال:
- أنت محقة، وعادة تقفل هذه الغرفة أيام الآحاد، لكن يظهر ان الذين قاموا على تنظيفها وترتيبها قد نسوا ان يقفلوا بابها، على أية حال، اذا بقي يمارس الرياضة اكثر من ذلك سأعمل على ايقافه واخراجه نهائياً من الغرفة.
ثم القى نظرة شاملة على الرداء البيض الذي ترتديه عادة من كانوا في مهنتها وتابع يقول:
- بالمناسبة، انك لست بحاجة لارتداء هذا الرداء الرسمي، ومن المؤكد انك ستجدين السروال والقميص القطني اكثر عميلاً وراحة.
كان الرداء والحذاء الابيض هو الطقم الرسمي للنادي الذي كانت تعمل فيه في لندن. صحيح ان السروال والقميص القطني يتناسبان مع الطقس الدافئ، لكن غرفة الرياضة كانت مكيفة، ولوانها ارتدت مارأه عليها غاري فستشعر بأنها تقلل من قيمة مهنتها.
أمضت مع غاري نصف ساعة اخرى من الوقت وهو يريها الفندق واقسامه بكامله، حتى أنه أخذها ليريها احدى جناحاته الفخمة والتي لم يشغلها أحد بعد في الوقت الحاضر، ولكن حسبما قال لها غاري أنها سوف تبقى خالية للغد فقط على أبعد تقدير.
ثم اضاف وكأنه يشعر برضى تام عن عمله:
- فلن يبقى لا جناحاً ولا غرفة واحدة دون أن يشغلها أحد، كذلك في يوم الاحتفال بالسنة الجديدة، كما انني أؤكد بأنك ستتمتعين بهذه الحفلة على الطريقة الكاريبية.
كان من الصعب على ليزا أن تتصور أن هذا اليوم سيكون بعد أربع أسابيع فقط خاصة وأن الشمس كانت تشع مشرقة والحرارة مرتفعة جداً. تذكرت عائلتها وانها لأول مرة لن تمضى هذا اليوم معهم مع انهم سيشعرون بالشوق اليها، لكنهم في نفس الوقت كانوا يقدرون ويعترفون بأن مهنتها هي من أولويات مهماتها في حياتها، لكن وفي حال ان الأمور لم تجر كما تشتهيها، فستعوج الى عائلتها وتكون بينهم في يوم العيد.
ثم دخلت مع غاري جناحاً آخر لايقل قيمة وفخامة عن الجناح الأول، لكن شرفته تتيح لمن يقيم فيها أن يرى منظراً رائعاً للطبيعة الخضراء التي تحيط بالفندق، كذلك يمكن رؤية المرفأ منها بوضوح.
وعندما لاحظ غاري اعجابها ودهشتها لكل ذلك قال:
- ان هذا الجناح يخص برت، صحيح ان قامته الدائمة في بوسطن، ولكنه عندما يرغب في الراحة يأتي الى هذا المكان.
- وهل تتاح له الفرص دائماً أن يأتي إلى الفندق؟.
سألت ليزا وهي تتمنى في نفسها ان يكون رد غاري نقياً.
------------------------------------
- انه يأتي في العطلة الاسبوعية احياناً، لكن من المستحيل أن يأتي يوم الاحد بالذات ولهذا السبب فوجئت بوصوله هذا اليوم، ومن عادته ايضاً أن يأتي ويمضي اسبوعاً كاملاً قبيل العيد، كما أنه يمكنه وفي أي وقت أن يتقاعد ويسكن في هذا الفندق بصورة دائمة وان يستغني عن عمله الآخر.
تساءلت ليزا بينها وبين نفسها، هل أنها فعلاً لمست نبرة حسد وغيرة في كلامه الاخير، ام هذا مايصوره لها عقلها؟ على أية حال ، كيف لا يغار منه فبرت ليس فقط رجلاً واسع الثراء بل يصغره بعشر سنوات تقريباً.
فقالت بخفة:
- قد يكون مدمناً على العمل أو انه جشع يحب جمع الاموال وتكديسها.
هز غاري كتفيه غير مبال:
- على أي حال ان برت رجل طيب وعنده ثقة كبيرة بي ويتركني أدير له هذا الفندق بالطريقة التي أراها مناسبة.
- وهل تعتقد أنك خيبت أمله بك هذه المرة، أعني لأنك عينتني المعالجة الفيزيائية لهذا الفندق.
- لا، ابداً، انما استاء لأنني تصرفت بسرعة، كما ان هذه البادرة مني لن تؤثر على تقدمي في العمل معه.
سألته عند ذلك ليزا:
- هل أنت نادم على دعوتك لي في المجيء إلى هنا؟.
ابتسم وهو يتأمل وجهها الجميل ثم قال:
- ولا بشكل من الاشكال، يجب أن أعود الآن إلى الطابق الأرضي وأريدك ان تعلمي انه اذا سارت الأمور على غير مايرام فهذا يعني انني لست في مكتبي قد تتعجبين اذا قلت لك إن الطلبات ابتدأت تنهال عليك منذ الآن، لكن لن يكون هناك اية جلسات قبل يوم الثلاثاء، ويمكنك ان تستريحي يوم غد.
فكرت ليزا وهي نازلة بالمصعد بأنها حتى الآن لم تتعرف بعد على أي شيء يذكر من المنطقة التي قطعت تلك المسافة الطويلة للعمل فيها، ويمكن القول ان توقفها القصري في سان جوان قد ساعدها على أن تأخذ ولو فكرة قليلة عنها.
ان توقيت الظهيرة هنا سكون الخامسة مساء في بريطانيا وتذكرت ذهابها الى منزل والديها الأحد الماضي في مثل هذا اليوم لتودعهما قبل أن تعود إلى لندن لتبلغ النادي الذي تعمل فيه بانتقالها الى هذه الجهات .
كانت عائلتها تسكن في نورث وود وهي بلدة قريبة من لندن ويمكنها ان تزورها في اي وقت، فمن دون شك سيشعران بالوحدة وهي بعيدة عنهما خاصة اذا اعجبها العمل هنا وعملت فيه بصورة دائمة.
عل كل حال، انها الضريبة التي يدفعها الاهل عندما يمنحون أولادهم الحرية والاستقلالية. هذا لا يعني انها تشعر بالندم لأنها استقلت بحياتها، كونها كانت تشعر بالوحدة والفراغ، خاصة عندما وجدت ان اللتين كانتا تشاركانها الشقة لديهما صداقاتهما الخاصة، لقد تعرفت هي على اصدقاء ولكنها لم تشعر ولا مرة بارتياح لواحد منهم، وعندما عرض عليها غاري عليها هذا العمل، وجدت فيه انفتاح على عالم جديد قد يغير مجرى حياتها كاملاً، لذا قررت أن لا تفوت عليها مثل هذه الفرصة الذهبية والتي لا تأتي سوى مرة واحدة في الحياة.
---------------------------------
قابلت غاري في ردهة الفندق وقالت له عندما طلب منها ان توافيه لتناول طعام الغداء مع في مطعم الفندق:
- أفضل أن اتناول طعام الغداء مع بقية زملائي الموظفين، كما أنني لا يمكن أن امنح نفسي امتيازاً خاصاً دون غيري.
ألح غاري قائلاً:
- اذاً لهذا اليوم فقط ويمكنك ان تسميه ترحيباً بقدومك.
وافقت ليزا على طلبه على كره منها فهي لا تريد ان ترفع الكلفة بينها وبينه خاصة وان أمراً كهذا قد يجعل بقية الموظفين والموظفات ينظرون اليها نظرات حاقدة وحاسدة، فعلى غاري ان يدرك ذلك بنفسه وقد تمادى أكثر عندما أخذ يعرفها على كل جزء من الفندق بنفسه بدلاً من أن يكلف بذلك أحد الموظفين العاديين.
عادت إلى غرفتها ونزعت عنها ثوب عملها الابيض وارتدت فستاناً قطنياً مقلماً بالابيض والاخضر وانتعلت صندلاً خفيفاً يناسبه.
نزلت بعد ذلك لتنزه في الجزء الخارجي من الفندق والذي لفت نظرها ان معظم الزبائن في منتصف أعمارهم والقليل منهم من الشبان كما انه لا وجود للأولاد على الاطلاق، فأدركت ليزا ان مثل هذا المكان ليس من الأمكنة التي يمكن ان يمضوا فيه العائلات اجازاتهم .
نظرت الى ساعة يدها لتجدها تشير الى الواحدة ظهراً انه موعدها مع غاري لتناول طعام الغداء.
كان غاري في تلك الأثناء قد جلس الى الطاولة ينتظرها وعندما دخلت المطعم اعطت النادل اسمها، ثم مشى امامها ليرشدها الى الطاولة.
كان النادل يرتدي سترة كحلية وسروالاً أزرق اللون، يمشي بخفة بالرغم من سمنته الشديدة بين طاولات تعج بالنزلاء إلى ان خرج الى شرفة واسعة فيها نباتات استوائية خضراء، وقد جهزت ايضاً بطاولات اخرى.
تعثرت ليزا بخطواتها عندما وجدت برت ساندرسون يجلس مع غاري وكان من الصعب عليها أن تعود ادراجها في هذه اللحظة وقد شاهدها.
وقف الرجلان لها بأدب واحترام بينما سحب الخادم الكرسي ليفسح لها مجالاً للجلوس، مماجعلها ترتبك اكثر ولم تستطع ان تقرأ على ملامح وجه برت الجامدة شيئاً ولكنها فكرت في نفسها بأنه ليس مرتاحاً لرؤيتها مجدداً وبهده السرعة.
جلست في كرسيها وقالت وهي تحاول ان تسيطر على اضطرابها في الداخل لرؤيته:
- لم أتوقع أن اجدك هنا ايضاً سيد ساندرسون.
بقيت ملامح برت جامدة وقال:
- أحب من وقت لآخر التغيير ، هل هيأت نفسك؟.
- أجل، تقريباً.
ولوتستطع ان تضيف كلاماً آخر على الذي قالته، لأنه كان ينظر إليها نظرات ثاقبة ودقيقة ، شعرت بها وكأنها جرثومة ينظر اليها عالم بمجهره!
تكلم غاري في اللحظة المناسبة وكأنه يريد أن يخلصها من نظرات برت اليها، فقدم لها لائحة الطعام قائلاً :
- اختاري لنفسك الطبق الذي يعجبك، فهناك أصناف متنوعة، هل ترغبين بمرطب منعش قبل الغداء؟.
أجابته ليزا:
- لا، بل أفضل الماء البارد.
سألها برت :
- هل تتبعين حمية؟
نظرت اليه نظرات ثابتة وقالت: لا.
- انه لأمر عجيب، فمعظم النساء يرغبن باتباع الحمية.
-------------------------------
- ربما النساء اللواتي تعرفهن انت، اما بالنسبة الي فإنني لم اتضايق مرة واحدة من زيادة في وزني.
اجابها:
- النساء اللواتي أعرفهن هن مثلك تماماً، على كل فأنا لا أجد متعة في أن أتناول العشاء مع امرأة تحرك الشوكة في طبقها دون أن تتناول منه شيئاً.
قالت لبزا دون خجل:
- ربما لأنك تثير أعصابهن.
لمعت عيناه بوميض غريب وقال:
- وهل أنا أثير اعصابك؟.
أجابت:
- ليس لدرجة أن تحرمني من تناول طعامي خاصة وان هذا الفندق يقدم أشهى المأكولات ، بالمناسبة أنا لا أحبذ أن اتناول طعامي دائماً في مطعم الفندق.
أجابها بثبات:
- ان الموظفين والموظفات يتناولون نفس الطعام الذي نتناوله ، لذا فأنت لن تخسري شيئاً.
توردت وجنتا ليزا خجلاً وقد ادركت انه جعلها تعرف مكانتها ومكانه، انها هي التي جرته بوقاحتها لأن يكلمها بهذه الطريقة ، فهو ليس من النوع الذي يدع التلميحات والغمزات تمر بسلام دون أن يبادلها بالمثل، فإذا كانت تريد أن تبقى في عملها لمدة ستة أسابيع ، وهي الفترة المحددة التي أعطاها اياها، عليها ان تتحلى بالصبر وان لا تدع الحقد والكراهية يتفاقمان في داخلها.
جاء نادل آخر ليسأله عما يرغبونه من طعام للغداء ، فلطف مجيئه الجو العكر والحرج، لاحظت ليزا انه لم يدون على لائحة الطعام الاسعار التي تتبع عادة مع كل صنف ، وكان الصنف الذي وقع اختيارها عليه يعتبر من أرخص الأصناف ثمناً.
قالت في نفسها يالها من حياة مترفة لا يعيشها سوى الأثرياء، وقد اتاحت لها الظروف ان تعيشها ولو لفترة من الزمن وجلست بارتياح تنتظر وصول الطعام وهي تتأمل البحر الذي يبدو عليها جلياً من هذه الشرفة، حيث كانت اشعة الشمس تتلألأ مشرفة فوق سطح المياه الهادئة لتحولها الى لون فضي رائع، عندما كان يخت يشق المياه الفضية ليحول المنظر بأكمله الى لوحة زيتية تبهج العين.
فاجأها برت بالقول:
- انك ستحتاجين إلى وسيلة نقل لتتجولي في هذه الجزيرة.
اجابت ليزا:
- نعم، ولكن....
لم يدعها برت تكمل كلامها وقال:
- هناك سيارة جيب اضافية يمكنك استعمالها عندما تشائين.
قالت وهي تحاول ان تضبط نفسها كي لا تبدو عليها السعادة لهذا العرض السخي:
- هذا لطف منك، انني فعلاً اود ان اتعرف على هذه الجزيرة اثناء إقامتي فيها.
- وستحتاجين الى خريطة لتسهل عليك التجول فيها، كما أن الطرقات تعتبر ضيقة وخليج ماغن لا يبعد عن هنا، اذا اردت التنزه على شاطئه في أوقات فراغك ، ويعتبر هذا الخليج وبعد الاحصاءات التي أجريت بأنه احد من أهم عشرة خلجان في العالم.
تساءلت ليزا في نفسها ماهو السبب الذي جعله يلاطفها فجأة ويرشدها الى الامكنة التي يفضل رؤيتها في هذه الجزيرة وقالت:
- هذا شيء مثير وشكراً جزيلاً لك.
ابتسم وقال:
- اهلاً بك وعلى الرحب والسعة.
-------------------------------
تدخل غاري عند ذلك وقال:
- ان لدى ليزا شقيق يعمل في حقل الفنادق بوظيفة رئيس طهاة متمرن.
أجاب برت:
- هذا أمر مهم لنا، ويجب أن نبقيه في ذاكرتنا فقد نحتاج اليه في المستقبل.
استاءت ليزا للواسطة لأخيها وقالت ببرود:
- لا اعتقد ان شقيقي يكترث للعمل هنا، خاصة وانه خطط لاتجاهاته في هذه الحياة.
فقال برت:
- اذاً وفي هذه الحالة سندعه وشأنه.
عضت ليزا على شفتها وقد ادركت السخرية في كلامه، لقد تسرعت في كلامها والذي أبداه من الرغبة تجاه شقيقها لم تكون سوى ملاحظة عابرة وليست جدية، وانه من المؤكد يحاول أن يتلاعب بأعصابها ولا تدري كيف ستتقبل منه ذلك طوال فترة خدمتها في هذا الفندق.
وجدت ليزا الطعام شهياً ورائعاً وكان النادل يعاملها باحترام وكأنها نزيلة في هذا الفندق الفخم وليست موظفة فيه مثله، وحاولت أن تجعله يشعر بذلك، لكن الرجل بقي جامد الملامح ولا يتهلل وجهه إلا عندما يسأله برت عن زوجته واولاده.
ثم قال غاري بينما كانوا يتناولون القهوة:
- ان النادل لوكسلي يعمل عندنا منذ فترة طويلة، كذلك العديد من الموظفين ويجب أن ألفت نظرك بأن من يحصل على وظيفة في فندق رويال يتطلعون اليه بهيبة واحترام.
تدخل برت ليقول بجفاف:
- كما أنه يتقاضى أعلى واغلى الاجور، لأننا نرى بأن الصدق والامانة فيما يعملون لهما ثمنها ايضاً.
تجرأت ليزا وقالت:
- كما أن الصدق والامانة لا يمكن ابتياعهما ، فالأصالة والنزاهة تولدان مع الانسان وتصقلهما تربية صالحة من الأهل.
اجابها برت:
- ليس الجميع يتمتعون بالأصالة والنزاهة لنأخذ مثلاً عنك، فأن كنت فعلاً مميزة كما وصفك غاري، فلابد ان من كنت تعملين لديهم قد شعروا بالاشمئزاز منك والدليل ان اخلاصك وتفانيك لأجلهم لم يدم طويلاً بعدما وجدت عرضاً افضل من العرض الذي قدموه لك.
وعندما حاولت ان تعترض على كلامه منعها وتابع يقول:
- انني لم احاول ان انتقدك بكلامي هذا، انما حاولت ان اضع النقاط فوق الحروف ولاشي اكثر من ذلك.
امسكت ليزا نفسها عن الكلام وقد اسكتها بكلامه ولم تجد عندها شيئاً لتقوله في مثل هذا الظرف العصيب، في الحقيقة انها جاهدت وتوسلت لتحظى بالعمل في ذلك النادي، انما وعندما جاءها عرض غاري المغري لم تستطع رفضه، قد يكون برت من النوع الساخر بكل مافي الكلمة من معنى، ولكنه كان على صواب وعلى حق في قوله اللاذع لها، لكنها كانت تعلم جيداً ان الأصالة والنزاهة تعرضان صاحبها إلى التضحية الذاتية في العمل أكثر مما قد يتصوره البعض.
وسألها فجأة سؤالاً من ضمن اختصاصها ليبعدها عن افكارها المتضاربة:
- ماهي الطريقة المفضلة لديك والتي تتبعينها في معالجتك؟.
اجابت ليو بصدق:
- ذلك عائد إلى مايشتكي منه الزبون، كما انني أقوم بدراسة علم رفلكسولوجي.
-------------------------------
اعتقدت أن لا يفهم بالأمور العلمية ولكنه خيب ظنها عندما قال لها:
- هذا يعني تدليك القدمين أليس كذلك؟.
- نعم، ويعني ايضاً تدليك اليدين مع انني ارى ان تدليك القدمين يعطي نتيجة اكثر من تدليك اليدين.
بدت على ملامح وجه غاري الحيرة وقال:
- وماهي العلامة بالتحديد؟.
- هناك ردة فعل في القدم تتصل مباشرة بسائر اعضاء الجسم لذا ، اذا كان الزبون يشكو من أية مشكلة في جسده ، فالقدم كفيلة بأن تظهر ذلك ، وعندئذ فقط استطيع أن أركز في المكان الذي يجب معالجته.
قال برت مشككاً بالأمر:
- يبدو لي انه لأمر يصعب علي تصديقه.
اكدت له ليزا قائلة:
- لا، بل أمر حقيقي، انما لا استطيع ان افيدك بأكثر من ذلك لأنني مازلت في مرحلة دراستي لهذا الموضوع.
قال برت عند ذلك:
- لا اعتقد أنني أعاني من اية مشكلة في أعضاء جسدي ، ولكنني افضل أن تبدأي تجاربك علي شخصياً أولاً قبل أي زبون من زبائني لنحدد في الساعة الثالثة؟.
كانت نبرة صوته لهجة أمر اكثر من ان تكون سؤالاً ينتظر عليه عليه جواباً، ولم يكن في وسعها أن ترفض له ذلك، اجابت وهي تحاول أن تحافظ على رباطة جاشها بكل ماأوتيت من قوة:
- حسناً ، كما انه لك ملء الحق في ان تتعرف على مقدرتي كي لا تكون مغشوشاً وتهدر مالك الذي سأتقاضاه منك شهرياً ياسيدي.
التمعت عيناه بسخرية لاذعة وقال:
- طبعاً يحق لي ذلك وفي كل وقت.
انتهى برت من تناول القهوة فدفع بكرسيه إلى الوراء ثم وقف ، فما كان من غاري إلى أن وقف هو الآخر ، ثم وجه حديثه الى ليزا:
- خذي راحتك ، فأنا ذاهب الى جناحي وساراك فيما بعد.
أجابته ملمحة:
- في الواقع لعد أقل من ساعة ، فالساعة تشير الآن الى الثانية وعشر دقائق.
قال بنبرة استهزاء:
- انها كذلك فإلى اللقاء اذاً بعد خمسين دقيقة من الآن، اذا أردنا أن نكون اكثر دقة في حساباتنا.
لقد نالت جزاءها من جراء تماديها معه، ابتعد عنها وهي تبتسم لغاري ابتسامة اشمئزاز وقالت له قبل ان يلحق بمديره:
- يبدو انني لم انجح حتى الان من أن أنال ثقته.
أكد لها غاري:
- لا تقلقي، فعندما يعلم مدى اتقانك وبراعتك سيغير رأيه كلياً بك.
استدعى غاري حالاً، فأوضح لها قبل أن يبتعد عنها، ولكن دون حقد وضغينة من برت، بانه لا احد يجد يوم راحة واحد في هذا الفندق.
عادت ليزا الى غرفتها وارتدت سروالاً وقميصاً قطنياً كما أشار لها غاري سابقاً، ونظرت الى نفسها في المرآة مشمئزة من مظهرها وفضلت ارتداء الثوب البيض التقليدي اثناء عملها.
شعرت وبغض النظر لما كان يعتقده غاري، انها غير مرتاحة لهذا الزي الذي فرض عليها ، كما انه خامرها شعور بأن لا يكون برت ساندرسون متحرراً ويوافق على أثناء قيامها يوظيفتها.
---------------------------------------
خرجت من غرفتها ونزلت الى الطابق الأسفل للفندق ، ثم الى غرفة الرياضة، مع ان الساعة كانت ماتزال تشير الى الثانية والنصف وموعدها مع برت كان الثالثة.
كانت الغرفة مقفلة في مثل هذا الوقت، انما كان غاري قد زودها بمفتاح خاص بها، كيف لا وهي التي سيكون المسؤولة الوحيدة للشؤون الرياضية.
كانت غرفة الرياضة مرتبة ومكيفة على نحو يبهج النفس، قررت ان تسير في انحائها لرؤية كل الآلات لأنه لم يكن هناك من شيء تقوم به سوى ان تنتظر قدوم حضرة المدير الميمون.
وصل برت في الموعد المحدد وحاولت ليزا ان تتمالك اعصابها، ثم قالت وهي تحاول جاهدة كي تبقي نبرة صوتها طبيعية:
- يمكنك ان تتمدد على هذا الكرسي.
فكرت بينما كانت تقوم بتفحص الغرفة بما أن برت لم يذكر امامها زوجته بشيء، فهذا لا يعني بأنه لم يتزوج قبلاً بالطبع، فقد يكون مطلق والطلاق في ايامنا هذه اصبح شيئاً عادياً وطبيعياً.
وتابعت ليزا لتفكر بأنه رجل ليس من السهل العيش معه لأنه من النوع المتسلط والذي يفرض رغبته في أن يدير شؤون المنزل العائلي على مزاجه وهواه، وفكرت بأن هناك نساء مستعدات لتقبلن بشروطه، ولكن من المؤكد ان مثل هذه الشروط لا توافقها هي بتاتاً.
على أية حال، هذه ليست مشكلتها ، ان مهمتها تنحصر في عملها فقط، وان تثبت له جدارتها ومهارتها في هذا العمل لكي تحافظ على استمرارية عملها.
لم يتفوه برت بكلمة واحدة سواء كانت احتجاجاً على سير عملها أو مديحاً.
فقالت ليزا ببرود:
- هل تريد أن أكمل معالجة يدك، اعني بأن الوقت المحدد للجلسة هي نصف ساعة، فهل تريدها كاملة أم اكتفيت؟.
لم يجب على سؤالها، ولكنه أشار لها بيده أن تتابع مابدأت به ، فتابعت تقول معلقة:
- من المؤكد أنك تقوم بالتمارين الرياضية كل يوم وبشكل متواصل.
تكلم اخيراً وقال:
- لا، بل كلما أتيح لي ذلك، فلدي مركز رياضي في بوسطن.
سألته ليزا مستدركة:
- حيث لك ايضاً اهتماماتك العملية الاخرى؟ تعني أنك تملك فندقاً آخر؟.
قال:
- لا، فأنا لا املك سوى فندق رويال.
- ولكنه يعد من الفنادق الناجحة ومن الدرجة الأولى.
رفع حاجبيه متعجباً وقال:
- يمكنك قول ذلك، والآن هلا تابعت عملك؟.
- نعم بالطبع
قالت ليزا ذلك وهي تشعر باضطراب شديد في داخلها، واملت أن لا يظهر شيء على ملامح وجهها، وقد شعرت ولأول مرة منذ أن بدأت عملها بكره وعدم اندفاع ورغبة للمتابعة.
عادت تتجنب النظر في عينيه الساخرتين، ولكن الامر لم يكن سهلاً عليها لأنه استمر ينظر في وجهها دون أن يرمش له جفن.
-------------------------------------
قال لها فجأة:
- بالمناسبة، هل أنت عادة تؤلمين الذين لا يعجبوك وأنت تعالجيهم؟.
تورد خدا ليزا خجلاً، ولكنها تمالكت نفسها وقالت:
-آسفة لذلك ، تاكد جيداً انه لم يكن في نيتي أن أسبب لك الألم.
قال بنبرة واضحة:
- بل كان في نيتك ذلك لأنني لم أعرفك على نفسي قبل مجيئنا الى هذه الجزيرة.
اجابت دون أن تتمكن من أن تخفي الحدة في نبرة صوتها :
- لا تكن سخيفاً.
لمعت عيناه بغضب شديد وقال:
-لا تكوني متمردة فمهما كانت الظروف ، فأنا مازلت مدير عملك فحاولي أن تظهري لي بعض الاحترام لو سمحت.
شعرت ليزا بارتخاء شديد في قدميها وبأنهما ماعادتا تحملانها من تأثير كلامه الأخير عليها، وكأنه تعمد في أن يثير غضبها ليجعلها تسأله رأيه في عملها، انه من المؤكد وهم ولن ينجح بذلك، لقد قطعت المسافات الطويلة لأجل هذه الوظيفة وستنجح فيها مهما صادفتها من مصاعب وعقبات امامها.
وعندما وجدها تلوذ بالصمت قال:
- هكذا أفضل، فالمرأة العاقلة تعرف دائماً متى وأين يجب أن تصون لسانها وتصمت . بالمناسبة إنني لم أرى أي خطأ في عملك، ولكن الأهم أن نعرف ماهو رأي المرضى بك وإذا شكوت من اية مشكلة ومع أي واحد منهم ، فيجب ان تبلغيني بالأمر.
أجابت ليزا بثبات:
- لو صادفت اية مشكلة فسأعرف تماماً كيف أعالجها بنفسي.
- قلت لك يجب أن تبلغيني، هل هذا واضح؟.
ابتعد عنها دون أن ينتظر منها جواباً على سؤاله، فتنفست ليزا بعمق، واحست انه رغم تصرفه الفظ معها ، له تأثير قوي عليها كرجل، اما بالنسبة لطلبه الأخير منها، فهي ستعرف كيف ستعالج تلك المشاكل التي قد تحدث بطريقتها الخاصة.
----------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:11 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:26 AM   #4

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
تلقت عدة مواعيد ليوم الاحد، ولكنها لم تعمل بنصيحة غاري الذي اشار عليها أن تتجول بين الجزر قبل أن تبدأ بالعمل يوم الثلاثاء المقبل، فسبب مجيئها الى هذه المكان كان للعمل ليس لهدر الوقت دون طائلة.
سر غاري لاهتمام ليزا بعملها وسر اكثر عندما ابلغ يوم الجمعة إلى مكتبه وقال لها:
- لقد اثبت بسرعة ثقتي بك يا ليزا، وكنت متأكداً بأنك لن تخيبي أملي فيك.
واستوى على كرسيه لينظر اليها متأملاً باعجاب وتابع يقول:
- انك تبدين منتعشة مثل زهرة الربيع، ألا تشعرين ابداً بالتعب؟.
ضحكت ليزا ثم قالت:
- انني لا اعمل هنا بتعب وارهاق كما كنت اعمل في وظيفتي الاولى في ذلك النادي.
- علمت بأنك لم تحاولي الخروج ولا مرة واحدة من هذا الفندق للترويح عن نفسك.
اجابته ليزا باشراق:
لدي متسع من الوقت لذلك في عطلة نهاية الاسبوع.
توقفت عن الكلام لتتابع قائلة بتردد:
- هل ان استخدام سيارة الجيب مازال فعالاً كما قال السيد ساندرسون في الاسبوع الماضي؟.
بدت الدهشة على ملامح وجه غاري وقال:
- لم لا يكون مازال فعالاً؟.
أجابت مراوغة:
- ليس من اجل شيء ابداً، انما اعتقدت فقط في ان يكون السيد ساندرسون ربما قد نسى هذا الأمر ولم يبلغ المسؤولين.
- لايمكنني أن اتصور شيئاً من هذا، انما إذا كان لديك ادنى شك، فلماذا لا تتأكدين منه شخصياً، لقد عاد الى الفندق هذه الساعة.
قالت ليزا:
- تصور أنني لم ألاحظ حتى بأنه تركه ليسافر إلى عمله في بوسطن.
- لقد سافر يوم الثلاثاء الماضي، ولكن ليس من عاداته أن يعود إلى الجزيرة وبهذه السرعة، على العموم، لقد كنت غارقاً في عملي في الأيام القليلة الماضية، ويسعدني ان ترافقينني غداً في رحلة سياحية في هذه الجزيرة.
كانت ليزا تود القيام بمثل هذه الرحلة ولكن بمفردها، وقد تكون فظة لو أنها رفضت دعوة غاري الذي وضع نفسه تحت تصرفها في هذا الأمر.
لذا فقد ابتسمت وقالت بلطف:
- شكراً لك.
- ان ذلك من دواعي سروري، بالمناسبة مارأيك لو نتناول طعام العشاء معاً هذه الليلة؟.
نظرت ليزا اليه للحظة مترددة بما تجيبه قبل أن تقول:
- انه لطف منك أن تدعوني إلى العشاء، ولكنني اعتقد بأنه ليس من الصواب والحكمة أن نشاهد كثيراً مع بعض، أليس كذلك؟ فربما قد يأخذون فكرة خاطئة عنا.
عقد حاجبيه وقال:
- وماعساها قد تكون هذه الفكرة؟.
- بأن سبب مجيئي إلى هنا كان لأجل أشياء أخرى غير العمل، انت وانا نعرف أن ذلك غير صحيح ، لكن هذا ماأفكر فيه، كما أنه لدي شعور بأن السيد ساندرسون سيرى هذا الأمر بهذه الصورة غير الصحيحة.
----------------------------------
لمحت الالم في عينيه للحظات، ثم وجدته يهز كتفيه غير مبال ليقول:
- ربما أنت على حق، واعتقد بأنه علينا أن نتناسى أمر النزهة في الجزيرة معاً في الوقت الحاضر.
- هذا أفضل بكثير.
ورن جرس الهاتف في تلك اللحظة وتابعت تقول:
- ساتركك الآن لتجيب على هذا الاتصال الهاتفي وعلى اية حال فأنا لدي موعد مع احدى الزبائن بعد ربع ساعة فيجب أن استعد لها.
خرجت من غرفة مكتبه وهي غير متأكدة إن كانت قد تمكنت من أن تجعله يفهم قصدها، انما وفي كل الحوال ، ما قالته قد يفي بالغرض في الوقت الحاضر ، وعليها أن تستمر في أن ترفض طلبات غاري منها بالطريقة اللائقة والمناسبة، لأن أية شكوك قد تطرأ على رأس برت ساندرسون لناحيتها وناحية غاري، ستجعلها تخسر وظيفتها للأبد.
انها الآن وبعد ان اقطعت الطريق على غاري، يمكنها أن تمضي أوقات راحتها وفراغها بحرية وبالطريقة التي تحلو لها مع أن سؤالها عن سيارة الجيب التي يمكن أن تستعملها بقي سؤالاً لم تحصل على جواب عليه، وعلى كل ان للفندق سيارة خاصة تروح وتجيء مرتين في اليوم منه واليه، كما أن هناك سيارات أجرة يمكنها ان تتصل بهم ليؤمنوا لها زيارتها للجزيرة، لكن افضل الحلول المناسبة عندها هي أن تستأجر سيارة لنهاية الاسبوع فقط كي تقتصد بالمصروف.
كان الموعد التالي، هو الموعد الأخير لزبائن هذا اليوم الأخير من الأسبوع، لم تكن الزبونة جديدة عليها ، فلقد سبق وقامت لها بجلستي معالجة في الاسبوع الفائت، مشكلتها أنها تعاني تشنجاً في كتفيها بعد أن أجهدت نفسها بالسباحة ولاتزال تشعر بالتعب.
اسم الزبونة أنجيلا هانسون، وهي سيدة واسعة الثراء تجاوزت الخمسين من عمرها، غزا الشيب شعرها الكستنائي وكان من عادتها أن تمضي كل فصل الشتاء في المناطق الكاريبية تنتقل من جزيرة الى اخرى كيفما يحلو لها، أما فصل الصيف فكانت تمضية في بلدها بوسطن حيث أن لها هناك ابن متزوج لا يتفق معها بأي شيء.
كانت ليزا تنال ثقة زبائنها فيطلعوها أحياناً كثيرة على أمورهم الشخصية وقد ادركت بحسها المرهف ان أنجيلا تعانى من الوحدة بالرغم مما كان يظهر عليها المرح والنشاط، فتساءلت لماذا لم تتزوج مرة اخرى ياترى؟ من المستحيل أن لا تكون الفرص سمحت لها بذلك.منتتديات
قالت ليزا لها:
- اعتقد أنك سترتاحين نهائياً بعد هذه الجلسة، متى ستغادرين هذه الجزيرة؟.
اجابت انجيلا:
- لست متأكدة بعد، ربما قبل يوم العيد باسبوع.
تذكرت ليزا عند ذلك ماقاله غاري لها، بأن الفندق محجوز بكامله حتى ليلة العيد، ولكن من دون شك ان زبوناً دائماً مثل انجيلا هانسون، لن ترفض الادارة طلبها فيما لو ارادت ان تمدد اقامتها في الفندق، فهناك مبنى تابع له وصحيح أنه صغير انما فخم بأثاثه وقد يستقبل الزبائن الذين قد ينزلون فيه فجأة.
----------------------------------
قالت ليزا ملحمة:
-يقال ان امسية العيد في فندق رويال له ميزته الخاصة.
- نعم انه كذلك حقاً، اعرف اربعة فنادق في هذه الجزيرة ، لكن والحق يقال انه لا سبيل للمقارنة مع مايوفره برت ساندرسون لهذا الفندق من رفاهية وحسن الضيافة.
- هل تعرفين السيد ساندرسون معرفة شخصية؟
- أعرفه فقط من خلال زياراتي المنتظمة إلى فندقه مع انه يدير في بوسطن أهم وأعظم شركة من شركات المدينة، فلو أنه يفكر بطريقة عقلانية عليه ان يتقاعد كلياً عندما يتجاوز الخمسين من عمره خاصة وانه يملك مثل هذا الفندق فيعود اليه ساعة يشاء وينعم بالراحة والاستجمام.
قالت ليزا بلطف وهي تتابع عملها:
- ان البعض لا يحبذون صرف أوقاتهم في الراحة والاستجمام ويفضلون على ذلك العمل المتواصل ، بالمناسبة هل ماتزالين تشعرين بالألم؟
- لا، ابداً أشعر بأنني أحسن حالاً.
- على كل، اذا شعرت بأي ألم فيجب أن تبلغيني بذلك.
- نعم سأفعل.
ثم أخذت بتحريك كتفيها بعد أن انهت ليزا جلستها معها وكأنها لم تعتقد بعد أنها قد شفيت من التشنج الذي قد اصابها، ثم تابعت تقول بصدق:
- انك تخففين الألم بطريقة عجيبة!.
فقالت ليزا بخفة:
- تسعدني جداً خدمتك لكنني احذرك ان لا تجهدي نفسك في السباحة ولو لبعض الوقت.
- حسناً سأعمل بنصيحتك.
قالت ذلك ثم أخذت تراقبها وهي تلملم وترتب الاشياء التي كانت تستعملها، سألتها فجأة:
- ماذا تفعلين عادة في أوقات فراغك؟.
أجابت ليزا بصراحة:
- إنني لم أفكر بشيء بعد، كما انه الأسبوع الاول فقط لعملي في هذا الفندق عموماً هناك اماكن كثيرة أرغب في رؤيتها في هذه الجزيرة.
قالت لها عند ذلك:
- انني مدعوة مساء الغد إلى حفلة عشاء وليس لدي رفيقة لتذهب معي، فهل تشفقين على عجوز مثلي وترافقينها إلى تلك الحفلة؟.
نظرت ليزا إلى وجهها المبتسم وكادت أن تضحك وهي تقول:
- تقولين بأنك عجوز؟ ربما تكونين أكبر سناً مني ولكنك لست عجوز كما تدعين.
- هل ترافقينني إلى الحفلة إذاً؟.
وعندما حاولت أن تعترض قاطعت كلامها وتابعت تقول:
- لا تخشي شيئاً فكل الذي أريده رفيقة أرتاح اليها.
أسرعت تقول:
- لاشك أن هناك الكثيرات من اللواتي يرغبن بمرافقتك، وماذا عن تلك السيدة التي كنت تكلمينها في الفناء الخارجي للفندق هذا الصباح؟.
- تقصدين تلك السيدة التي كانت تتكلم معي؟ آه انها ثرثارة ولاارتاح لحديثها.
توقفت عن حديثها قليلاً وقد لاحظت ترددها ثم تابعت تقول:
- فكري بالأمر على الاقل، هل تعدينني بذلك؟
ونظرت اليها بحنان فوجدت نفسها تقول قبل أن تقرر الأمر في رأسها:
- حسناً سأذهب معك، أين ستقام تلك الحفلة؟.
- في الجهة الأخرى من الجزيرة ، أي في خليج ماغن.
- في منزل أحد سكان الجزيرة؟.
-----------------------------------
- لا أبداً انما في منزل عائلة غوردينز وهم ايضاً من بوسطن، فهم يبقون منزلهم مفتوحاً على مدار السنة و ذلك كي يتسنى لأفراد العائلة المجيء اليه كلما سنحت لهم الفرصة وابنتهم اندريا تأتي اليه دائماً كما وأنها من الصنف الذي يعرف كيف تدير كل المدعوات الكبيرة، هي ليست أكبر منك سناً، لذا فانك لن ترى كل المدعوات والمدعويين يناهزونني في السن.
قالت ليزا مؤكدة لها وكأنها تزيل من رأسها أدنى شك لعدم تلبية الدعوة:
- لاحاجة لك أن تقنعيني أكثر لقد سبق ووافقت على دعوتك لي ، في أية ساعة تريديني أن أكون جاهزة؟.
اجابتها بلطف:
- في الساعة التاسعة.
فكرت ليزا وقد خرجت من القاعة ، انه من المفرح أن تجد مكاناً تخرج اليه ليلة السبت وفي الاسبوع الأول لها في هذا الفندق كما أنها قررت أن تتصل بعائلتها غداً لتطلعهم على حسن سير أمورها هنا.
وعندما أصبحت في ردهة الفندق أوقفها موظف الاستعلامات ليقول لها:
- ان السيد ساندرسون يريد رؤيتك وعليك أن تصعدي إلى بيته الخاص.
فكرت ليزا انها دعوة تحمل المشاكل ولا تعلم من أي نوع وشعرت باضطراب في داخلها لشيء ربما قد تكون اقترفته دون ان تعلم، مما دفع برت ليستدعيها ويلومها، انها لا تستطيع ان تواجه الأمر دون مبالاة، لأن برت ساندرسون من النوع الذي لايمكن التنبؤ بمايفكر به.
همت في البداية ان تعود الى غرفتها لتغير الرداء التقليدي الأبيض الذي ترتديه عادة في جلساتها مع الزبائن، لكنها سرعان ماغيرت رأيها.
خرجت من الفندق وتوجهت الى بيته الذي شيد على تلة صغيرة، تحيط به حديقة مساحتها واسعة وفي وسطها حوض للسباحة.
صعدت الدراجات القليلة ووقفت امام الباب لتلتقط أنفاسها ثم حولت نظرها لتتمتع بمنظر أفضل مما يمكنها أن تشاهده من الفندق.
كان قد بقي على غروب الشمس ساعة وقد ابتدأ الافق منذ الآن يتلون باللون البرتقالي البديع وقد تمكنت أن ترى من مكانها هذا حدود الجزيرة بسهولة وبوضوح أكثر ، فقد كان المشهد رائعاً لدرجة أنه يأخذ بالقلب والروح معاً وتمنت لو أن عائلتها موجودة معها في هذه اللحظات ليستمتعوا هم ايضاً بالذي تستمتع به لأنها وجدت انه ليس عدلاً أن تكون وحدها بهذه النعمة الوافرة.
- هل تعانين من أية مشكلة؟.
جاءها صوت مالؤف لديها فاستدارت نحو مصدره وقد زاد الارتعاش والاضطراب في داخلها لترى برت ساندرسون يقف على بعد عدة خطوات منها، وقد كان يرتدي حذاء خفيفاً مصنوعاً من الحبال الرفيعة، لهذا السبب لم تستطع أن تسمع خطواته عندما كان يقترب منها ووجدت ايضاً أن ليس في تعابير وجهه مايدل اذا كان مزاجه على مايرام أم لا.
- ان المسافة صعوداً إلى بيتك لابأس بها.
- ان في ذلك رياضة مستحبة وعلى اية حال هناك طريق اخرى للوصول اليه وللذين يجدون هذه الطريق صعبة المسلك.
توقف عن الكلام ليشير بيده الى الطريق الأخرى ثم تابع يقول:
- اجلسي الآن، وساحضر بعض المرطبات فما الذي تفضلينه؟.
------------------------------------
- أفضل عصير البرتقال الطازج لو سمحت.
قالت ذلك وهي تشعر بالارتباك.
ابتسم قليلاً وقال:
- حسناً، امنحيني خمس دقائق.
ابتعد عنها فتنفست الصعداء لأنه مهما كان الذي سيقوله لها فلن يكون سيئاً بعد الذي قدمه لها من لطف وكياسة، عاد بعد خمس دقائق بالضبط حاملاً صينية عليها ابريق من عصير البرتقال وكوبين وصحنين من المكسرات ورقائق البطاطا.
ثم وضع الصينية على الطاولة وقال:
- تفضلي اخدمي نفسك.
قالت ليزا:
- أليس عندك من يساعدك في هذا البيت؟.
أجابها بجفاف:
- أنا لا أقوم بالتنظيفات إذا كان هذا ما تقصدينه ولكنني لا أرغب في من يبقى على خدمتي طوال الوقت.
- ان فندق رويال قريب جداً من بيتك، ويمكنك الاتصال بهم هاتفياً ليلبوا لك طلباتك.
- هذا صحيح، ولكنني أتصل بهم في الحالات الطارئة فقط، بالمناسبة كيف كان عملك لهذا الأسبوع الأول؟.
كادت أن تقول له انه لم يمض عليها بعد اسبوعاً واحداً ، لكنها تمنعت عن ذلك وقد تذكرت ماذا حصل لها في المرة السابقة عندما حاولت أن تتحاذق عليه وقالت:
- كل شيء يسير على أحسن مايرام لغاية الآن، إلا إذا كان قد ابلغك احدهم عكس ذلك.
- لا، بل على العكس، لم اسمع عنك إلا كل تقدير وثناء حتى النساء من زبائنك يقدرن اسلوبك التقني الفريد.
قالت بشيء من الحدة:
- لماذا استعملت كلمة حتى؟ وهل هناك أي فارق في عملي مابين الرجال و النساء؟.
أجابها دون مبالاة:
- لأن معظم النساء يفضلن أن يكون المعالج الفيزيائي رجلاً، فهذه طبيعة الحياة.
أردفت ليزا:
- اعتقد ان ذلك مبدأ يطلقه فقط الرجل! فنحن لسنا جميعاً متشابهون.
قال دون أي تغيير في نبرة صوته الباردة:
- انك تتكلمين بسرعة دون تفكير، هل حاولت مرة أن تعدي الى العشرة قبل أن تتفوهي بأية كلمة؟.
عضت على شفتها وقد ادركت ان مايقوله بشأنها صحيح لأنها بطبيعتها حادة الطبع فيزل لسانها وتنطق بأشياء كان من الأجدر أن لا تنطق بها.
فقالت:
- اعتذر منك.
أجابها دون هوادة:
- سأعتبرها زلة لسان ولن احاسبك عليها ولهذه المرة فقط لذا حاولي أن لا تكرريها.
ثم اخذ ينظر الى وجهها نظرات دقيقة كأنه يريد أن يقرأ على ملامحها مايتصارع في داخلها ، وتابع يقول وهو يبتسم ابتسامة ساخرة:
- هل انت كذلك لأنني أحاول مضايقتك ، ام لأنك في الأساس حادة الطباع وسريعة الغضب؟.
تجاهلت السؤال الذي وجهه لها وقالت:
- لقد اعتذرت منك ولن يتكرر ذلك ياسيدي.
لمعت عيناه وكأنه ينذرها ثم قال:
- لطالما أعجبت بروحية المرأة ولكن لا تعتمدي في ذلك على الحظ كثيراً.
--------------------------------------
شعرت بالثورة الجامحة عليه والتي اتقدت من جديد في داخلها، لكنها تمالكت كي لا ينعكس ذلك على وجهها فإذا كان يريد أن يخلق أي عذر لطردها من هذه الوظيفة ، يمكنه ذلك ببساطة لأنها واجهته الند للند وتحدته لعدة مرات، على أية حال ، لقد قالها وبلسانه بأنه راض بما تسلم من تقارير جيدة حول عملها وهذا هو الأهم.
سألته بعد ذلك متعمدة:
- هل أنني ماازال في فترتي التجريبية لمدة ستة اسابيع؟ أم انك قررت بأنني اجيد عملي بمافيه الكفاية، وأيدت ايضاً أيضاً ثقة غاري بي؟.
أجابها ببرود:
- مازال الوقت باكراً لاصدر قراري وبالحديث عن غاري هل علاقتكما مع بعض لا تتعدى حدود العمل؟.
أجابت مؤكدة:
- بالطبع وماالذي تفكر به غير ذلك؟.
- لاتنسى انك امرأة شابة وجذابة ولقد وظفك دون استشارتي فكان عمله هذا مخاطرة كبيرة.
- هل تعني أنه كان سيفقد وظفيته بسببي؟.
- أعني انني كدت أنا سأفقد ثقتي باختياره هذا، لأن ليس له الحق في أن يتخذ أي قرار دون موافقتي شخصياً ، فتوظيفه لك ولمجرد أنك اقمت له جلستي علاج قي ذلك النادي ليس بالامر الحكيم ابداً.
- لقد أخذ اعتبارات أخرى غير هذه مثل خبرتي الطويلة في هذا الحقل والسمعة الجيدة لذلك النادي ، ولكن الذي حاولت أن تلمح عنه من أن هناك علاقة شخصية بيني وبينه لا وجود لها على الاطلاق.
قال دون اكتراث:
- عظيم.
- افهم من كلامك أنك سبق وطرحت على غاري السؤال نفسه، والظاهر انك لم تقنع بجوابه.
- لا، لم اجد في جوابه شيء مقنع، والآن لنتوقف عن هذه المناقشة ، استريحي وتلذذي بشرب عصير البرتقال، وراقبي الشمس وقد اوشكت على الغروب.
بالنسبة إلى ليزا كانت تفضل لو تتركه في هذه الدقيقة مع انه ليس هناك أجمل وأبهى من مشاهدة غروب الشمس لكنها وجدت صعوبة في تنفيذ رغبتها تلك وبقيت في مكانها صامتة ونظرها تحول إلى الأفق.
أختفت الشمس خلف البحر خلال لحظات قليلة وقد تركت السماء الخالية من الغيوم ترتدي حلة برتقالية متوهجى ولونت صفحة المياه الزرقاء إلى لون نحاسي يعجز أمهر الرسامين أن ينقلو مثل هذا المشهد إلى لوحاتهم.
أخذت عند ذلك أنوار الجزيرة تتلألأ بينما فردت الظلمة جناحها وتمكنت من رؤية حركة السير المتواصلة على الطريق الموازية لشاطئ البحر، كما أن البواخر الراسية عند ميناء الجزيرة اضيئت بأنوار ملونة في جميع أرجائها تنهدت ليزا بعمق وقد تغلغل كل ماتشاهده وتلمسه وتسمعه في روحها لتسمى بها ، وقد نسيت وجود برت الجالس قريباً منها بصورة مؤقتة.
تكلم برت ليأخذها من تأملاتها وليشعرها بوجوده من جديد:
- انه ليس بأفضل مشهد للغروب ولكنه لا بأس به، هل شاهدت مرة الوميض الأخضر؟.
سألت ليزا:
- وماعساه يكون؟.
- انها ظاهرة تحدث في اللحظة التي تختفي فيها الشمس ومن السائد بأن يجلب الحظ السعيد لمن يتمكن من رؤيته لأنه يختفي بسرعة مع اختفاء الشمس.
----------------------------
- وهل تمكنت أنت من رؤيته؟.
ابتسم قليلاً وقال:
- لا، لكنني صدقت كل من أقسم بانه رآه مع انني اؤمن بشيء واحد وهو اننا نحن من نصنع الحظ سيئاً كان أم جيداً.
قالت بجرأة:
- لا اعتقد ان المرء بامكانه أن يصنع أم يجلب الحظ الجيد له وإلا لما وجدت الناس طبقات، ان في كلامك تناقضاً للشروط المعترف بها.
اندهشت لأنه لم يغضب من اعتراضها لفكرته وقال:
- ربما الصح أن تقول بأننا نسعى الى جذب الحظ الينا بجميع الطرق وبامكاننا أن ننجح في ذلك.
لكن ليزا بقيت غير مقتنعة بكلامه فالحظ في هذه الحياة يأتي احياناً للانسان وهو قابع في بيته لا يفعل شيئاً ، اضيئت في تلك الاثناء حديقة البيت ومايحيط بحوض السباحة، فشعرت برغبة جامحة لتسبح فقررت أن تذهب في صباح الغد إلى أعلى شاطئ لتنعم بسباحة تريح اعصابها وتهدئ من خاطرها.
سألته فجأة مترددة:
- هل مازالت سيارة الجيب التي حدثتني عنها جاهزة لأستعملها شخصياً؟.
- بالتأكيد، لقد تركت خبراً مع رئيس الخدم في ان يعطيك مفتاحها متى تشائين ، وماعليك سوى أن تطلبيه منه.
- هذا لطف كبير منك.
أجابها بنبرة ساخرة:
- لا اعتقد ذلك، هل ترغبين بمزيد من عصير البرتقال؟.
نفت بحركة من رأسها وجرعت ماتبقى من العصير الذي في كوبها ثم اعادته إلى الطاولة ونهضت عن الكرسي قائلة:
- سأتركك لتستمتع بليلتك وشكراً لك مرة اخرى لاعارتي سيارة الجيب.
وقف هو الآخر وبدت ملامح وجهه غير واضحة ثم قال:
- تذكري أن نظام السير هنا على جهة اليسار كنظام السير في بريطانيا، قد تجدين الامر صعباً في البداية، ولكنك سرعان ماتعتادين عليه، كما انه يمكنك أن تأخذي خريطة للجزيرة من موظف الاستعلامات لتسهل عليك عملية التنقل.
قالت ليزا:
- لقد فعلت ودرستها طوال الاسبوع الفائت لذا اعتقد أنني لن أعاني من أي مشكلة في تنقلاتي في هذه الجزيرة.
ابتعدت عنه وهي تشعر بنظراته تتسلط عليها بينما كانت تنزل درجات السلم، وقد كان المكان مضاء جيداً، فلن تجد صعوبة ومشكلة في طريق العودة، ولكن قدميها كانتا ترتجفان من شيء آخر، ان نصف ساعة من الوقت يمضيها المرء مع برت ساندرسون، كفيلة بأن تجعله مضطرباً ومرتعشاً.
لكن شيئاً آخر في داخلها كانت تشعر به تجاهه، فهي مع كونها تكرهه، تشعر بانجذاب شديد اليه في الوقت نفسه، وقد ايقظ في نفسها شعوراً لا يمكنها أبداً أن تتجاهله أو تنكره وادركت انه لأجل راحتها وتهدئة نفسها من الافضل لها أن تقلل من الاجتماع به، لكن هل ياترى ممكن ذلك وهو مدير عملها؟
تناولت طعام العشاء تلك الليلة عند الساعة الثامنة وتحدثت لبعض الوقت مع زملاء لها في الفندق، ثم خرجت لتنزه سيراً على القدام في الأماكن التي تحيط بالفندق قبل أن تلجأ الى غرفتها، ولتكتب في دفتر مذكراتها منذ أن بلغت سن الخامسة عشرة وتحتفظ بكل كتبته في منزل والديها، ولكنها ولغاية اليوم لم تسمح لها الظروف باعادة قراءتها من جديد.
------------------------------------
لكنها لم تكتب شيئاً هذه الليلة عن صاحب فندق رويال، بل دونت كل أحاسيسها من الذي رأته من روعة وجمال الغروب وبدقة متناهية ، كانت تدرك أنه لابد وان هناك غروب في بريطانيا، لكنها وبعد أن أخذت حمامها وارتدت ملابسها ، انقشعت السماء من الغيوم وعاد إليها صفؤها وغمرت الشمس المشرفة بأشعتها الدافئة معظم انحاء الجزيرة.
اما المشكلة الأساسية التي تعاني منها هذه الجزيرة هي مشكلة مياه الشرب الملوثة، لذا كانت تستورد تلك المياه من الخارج معبأة بزجاجات بلاستيكية ووجدت ليزا في بداية الامر صعوبة في ذلك لأنها معتادة أن تستعمل في بلدها الحنفية نفسها للشرب وللاستعمال بأنواعه.
توجهت إلى رئيس الخدم الذي ناولها سيارة الجيب قبل أن تطلبه منه، ولكنها لاحظت في تعابير وجهه شيئاً غريباً مماجعلها تتساءل كم وكم من الموظفات الأخريات قادهم الحظ لمثل هذا الامتياز من قبل برت ساندرسون ، انها لاتريد ابداً معاملة خاصة، ولكن هكذا شاءت الظروف.
وقررت في نفسها ، لقد فات الأوان لتعيد أو ترفض استعمال السيارة فالواقعة وقعت ولا يمكنها أن تغير شيئاً ولكن يمكنها أن تستعملها لهذه العطلة الاسبوعية القادمة فستتدبر امرها وعلى طريقتها الخاصة.
لم تجد صعوبة في قيادة سيارة الجيب بالرغم من أنه لم تتوفر فيها أسباب الراحة وكما أخبرها برت البارحة فقد وجدت بعض الصعوبة في البداية للقيادة على الجهة اليسرى للطريق، لكن وبما أن الجزيرة لم تكن تزدحم كثيراً بالسواح في هذا اليوم، كان الأمر أسهل عليها لتتجول فيها طيلة النهار على ان تعود إلى الفندق في حوالي الساعة الثامنة والربع لتهيء نفسها لسهرة الليلة مع انجيلا هانسون والتي كانت تنتظرها بشوق ولهفة.
عندما كانت تهبط التلة في اتجاه الشاطئ كادت أن تصطدم فجأة بمؤخرة سيارة أمامها توقفت فجأة ودون سابق اشارة، وذلك لأن السائق تفاجأ بها وهي تقطع الطريق دون أن يكلفا نفسيهما الالتفات إلى الاتجاهين وتكرر مثل هذا الأمر لعدة مرات أخرى حتى كادت تفقد اعصابها لعدم انتباه واهتمام المشاة في هذه الجزيرة.
وأخيراً أوقفت سيارة الجيب في موقف قريب من الشاطئ فوجدت أن الجو هنا أكثر حرارة وكذلك أكثر ضجة وضوضاء وكانت سيارات الأجرة تروح وتجيء بحثاً عن الركاب الذين يرغبون في العودة الى الفندق الذي يقيمون فيه أو إلى البواخر التي قدموا على متنها لتمضية نهار واحد في هذه الجزيرة ولاحظت ان معظم المحلات في ذلك الشارع تبيع الحلي والحجارة الكريمة وقفت لتنظر باعجاب الى قرطين من الماس عرضت في احدى الواجهات إلى أن شعرت ان واحداً مايقف وراءها.
-----------------------------------
لقد كان برت ساندرسون الذي بادرها:
- اذا كنت تفكرين بشراء شيء منها، فأنا انصحك بالا تشتري مثل هذه البضاعة ، فقد عرضت لتغش السياح ولا حملهم على شرائها بأغلى الأثمان.
ضحكت ليزا وقالت:
- على كل حال، أنا أتفرج عليها وأعرف تماماً انه لا يمكنني أن أتحمل ثمنها.
وافقها قائلاً:
- بالطبع لايمكنك فعلى الرجل الذي في حياتك أن يهديك مثل هذا النوع الثمين.
- ومن أين لي أن احظى بمثل هذا الرجل.
ثم تنبهت الى أمر ما فقالت له:
- لم أتوقع أن أراك هنا، فما الذي جاء بك يا ترى؟.
أجابها بصراحة:
- من الطبيعي جداً أن لا تريني هنا ولكنني على موعد أحد الاشخاص، بالمناسبة كيف وجدت قيادة سيارة الجيب؟.
- لابأس بها ، كما أنني أشكرك لأنك سمحت لي بقيادتها .
توقفت عن الكلام وقد شعرت بالتردد في اضافة شيء على قولها، ولكنها تجرأت وقالت بلطف:
- ماأود أن أقوله لك ، انه ربما من الأفضل لي لو انني قد أجد لنفسي وسيلة اخرى لأتنقل في هذه الجزيرة في عطلات الأسابيع المقبلة.
رفع حاجبيه بتعجب وقال:
- ولكن لماذا تفضلين ذلك؟.
- لأنني اعتقد ان مثل هذا المعاملة قد تجلب الغيرة والامتعاض إلى سائر زملائي في الفندق ولا ارغب كوني بريطانية الاصل ان اكون في مثل هذا الموقف.
- بالمناسبة فأنا أيضاً بريطاني المولد واعتقد ان مثل هذه المصادفة قد تقرب العلاقات فيما بيننا.
أجابته ليزا وهي حائرة كيف تشرح له الامر :
- لم اقصد هذا ، فمن الواضح اننا لسنا...
قاطعها برت ليقول بنبرة ساخرة:
- بأننا لسنا على علاقة صداقة ببعضنا البعض؟ ألا تذكرين بأنه سبق وكنا بمفردنا لمرتين ولم يحصل شيء بيننا.
- اذاً لماذا استدعيتني إلى بيتك وقد كان بامكانك أن تقول كل الذي اردت قوله في غرفة مكتبك ؟.
قال دون مبالاة:
- لأنني أفضل عندما أريد أن أبلغ احداً أمراً ما، أن يكون في جو شاعري وليس أكثر من ذلك ، على أية حال ان الامر عائد لك فيما لو أردت استعمال سيارة الجيب أم لا، مع أنني اعتقد وبعد أن استعملتها للمرة الأولى بأنك ستثيرين التساؤلات الآن ، فأنا مضطر لأن اتركك فأرجو ان تستمتعي بيومك.
ثم ابتسم ابتسامة ماكرة وابتعد عنها ليتركها واقفة هناك تنظر إليه بعيني غاضبيتين ماقاله أمر سخيف بالطبع ، فلا يمكن لأحد أن يصدق ان هناك مايمكن ان يجمع بينهما انه وببساطة يحاول أن يسخر منها.
------------------------
أمضت ليزا بعد ذلك ساعة من الوقت أو ربما اكثر بقليل لتنتقل من محل إلى آخر تستعرض واجهة كل منها على طول الشارع الرئيسي الذي يقابل الشاطئ، ثم تناولت طعام الغداء في أحد مقاهي هيبيسكوس، وعادت الى حيث أوقفت سيارة الجيب في حوال الساعة الواحدة، لتجد باصاً يقطع عليها الخروج من الموقف وهو مجهز لينتقل بالسواح في أنحاء الجزيرة.
كما أنها لم تجد أثراً للسائق، فما كان عليها سوى أن تنتظر عودته ، لكنه لم يظهر الا بعد مضي عشرين دقيقة, أخبرها بأنه كان يتناول طعام الغداء، ولك يظهر عليه أي اكتراث لتصرفه المعيب والمزعج فكأنما ماقام أمر طبيعي لا يلام عليه، فأشارت له ليزا وهي تغلي من الغضب، بأن يبعد الباص عن طريقها حالاً.
أخذ الامر معه عشر دقائق أخرى قبل أن يفسح لها المجال لتخرج من الموقف وذلك لأن سيارة أجرة ظهرت في الشارع فجأة تنتظر قدوم الركاب، وهذا السائق ايضاً لم يكترث للأمر ، بل بدا وكان عليه أن ينتظر قدوم الركاب، صحيح أن ليزا كانت في حالة هستيرية شديدة لأنها تعتد على حدوث أمور كهذه في وطنها حيث ان النظام فيه سيد الحكام ولكنها أخذت عبرة من ذلك فلم العجلة، أمامها النهار بكامله.
-------------------------------------




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:13 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:27 AM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساء عندما عادت ليزا إلى الفندق واتشحت الدنيا بوشاحها الأسود الحالك، وكانت قد أمضت يوماً رائعاً تحت أشعة الشمس تتنزه على طوال الخط الساحلي للجزيرة، كما انها استطاعت ان تمارس السباحة في بحر امواجه هادئة باختصار لقد امضت يوم عطلتها الاسبوعية بسعادة لم تحلم يوماً أن تحظى بمثلها.
كانت الفتاة التي تشغل الغرفة إلى جانب غرفتها وتدعى سيلينا ديستري تقاربها في العمر وتعمل موظفة في مكتب الاستعلامات وكانت اول من قدم يد المساعدة لليزا.
التقت ليزا بسلينا التي كانت قد انتهت من دوام عملها في اللحظة التي دخلت فيها ليزا الى الفندق، فقالت لها سيلينا وبدون اية مقدمات:
- اذا كنت لم تخططي بعد أي شيء لسهرة الليلة فيسعدني جداً ان ترافقيني للإنضمام الى بعض الاشخاص في المدينة وذلك بعد ساعة من الآن.
اجابت ليزا متأسفة:
- آه ، يسعدني أن أرافقك ولكنني ارتبطت قبل الآن بموعد آخر، فهل يمكننا ان نؤجل ذلك إلى وقت آخر؟.
- بالتأكيد.
اجابت سيلينا وقد ظهر الفضول في عينيها وتابعت تسأل ليزا:
- هل هو شخص اعرفه؟.
من الواضح انها كانت تعني برت ساندرسون بكلامها وهذا مما يؤكد ماقاله لها عندما التقت به صدفة عند الشاطئ صباح هذه اليوم، فقررت ان تقطع الطريق على كل من يحاول بأن يلمح بأي كلمة حولها وحول برت ، لذا فإنها اجابت سيلينا بصدق:
- اني ذاهبة الى حفلة برفقة انجيلا هانسون التي تشغل الجناح رقم 113.
------------------------------------------
وصلتا في تلك اللحظة إلى غرفتيهما فتابعت ليزا تقول:
- على اية حال اشكرك لدعوتك لي.
قالت سيلينا وهي تهز رأسها:
- حسناً إلى اللقاء اذاً.
دخلت ليزا غرفتها وبعد ان اقفلت الباب وقفت للحظة تراجع ذهنها مالمحت به لها سيلينا وهي تدرك جيداً بأن اية علاقة مابين رجل وامرأة شابة تتعرض لأن تفسر بطريقة مختلفة، ولكن هل ياترى ستتمكن من ان تواجه مثل هذه القاويل والثرثرة دون ان تتأثر بها؟.
اختارت ان ترتدي لسهرة الليلة تنورة من الحرير وبلوزة تناسبها وبعد أن وضعت سلسلة بسيطة من الذهب حول عنقها وقرطين بسيطين في اذنيها، نظرت إلى نفسها في المرآة راضية تمام الرضى، لكنها ومع اقتراب موعدها مع انجيلا، اخذت تشعر بتوتر وقلق شديدين، لأنها ستكون وسط غرباء لم يسبق لها أن تعرفت بهم.
ازاحت تلك الافكار عن رأسها وهي تؤكد لنفسها بأن من ستلتقي بهم في الحفلة ليسوا سوى بشر مثلها، كما أنها لم يسبق لها بأنها لم تنسجم مع كثيرين مثلهم قبل الآن، فلا داعي اذاً لهذه التخيلات اغريبة التي تفكر بها.
عندما التقت بانجيلا خارج الفندق وجدتها تقف مع رجل كبير في السن، حين تقدمت منهما صافحها الرجل معرفاً عن نفسه:
- اسمي ريتشارد وانت ليزا أليس كذلك؟.
نظرت اليه انجيلا مندهشة واجابت:
- نعم.
وتساءلت لما لم تبلغها انجيلا عنه.كان ريتشارد قد سبق وطلب سيارة اجرة لتنقلهم إلى الحفلة وقد اوضح لها عندما انطلقت بهما السيارة بأنه يفضل ان يرتاح من القيادة وسط سائقين لايراعون انظمة السير وقوانينها.
ثم اضاف قائلاً:
- كما انني أعقد العزم في أن أستفيد من تقاعدي عن العمل فأزور اماكن كثيرة لم تتح لي الظروف قبلا بزيارتها وان اقوم بأشياء لم أقم بها في السابق مثلاً ، لقد امضيت طوال الأسبوع الفائت امارس الغطس تحت الماء ، انه امر جديد علي لأنني لم اجربه ولامرة في حياتي، ولا تتصوري كم كان هذا رائعاً.
اجابته ليزا:
- ان هذا الامر لم أجربه بعد، فأنا لست ماهرة في السباحة، ولكنني مصممة على المحاولة.
ثم نظرت اليها انجيلا متسائلة عن سبب وجوده معهما، همست انجيلا لها:
- انه صديق قديم صادفته في الفندق ، تصوري انه نزيل هناك ولم اراه قبل اليوم.
ردت ليزا:
- لا بأس بذهابه معنا ، فنحن نريد التسلية.
تابع ريتشارد مؤكداً:
- على اية حال، فأنت لست مجبرة لتكوني سباحة ماهرة لتغطسي تحت الماء ولكن من الافضل ان لاتقومي بمثل هذه التجربة بمفردك ، لقد سبق لي ان ذهبت برحلة بحرية على متن يخت يضعه برت تحت تصرف نزلاء الفندق ويجب ان تقومي انت ايضاً بمثل هذه الرحلة.
- انني لست حرة سوى في عطلة نهاية الاسبوع ، وارجو ان ابقى دائماً مشغولة طوال الاسبوع وان يزداد عدد زبائني.
---------------------------------------
- لا اعتقد انه هناك ادنى شك في ذلك، لقد كانت فكرة رائعة توظيفك في الفندق واعتقد انه من الواجب ان نهنئ برت على فكرته هذه.
اقرت ليزا:
- انني لم احضر إلى هنا بناء على طلبه في اختياري فغاري كونواي هو الذي اختارني لهذه الوظيفة وامامي ستة اسابيع من التجربة لأثبت جدارتي.
كان خليج ماغن في الليل يفتقر كثيراً للمناظر البديعة عكس النهار، بالرغم من أن ضوء القمر المشع جعل شاطئه يتلألأ بلون فضي يلفت النظر، وعندما وصلوا الى مكان الحفلة كانت الساحة الأمامية للمنزل قد امتلأت بسيارات المدعوين.
تعالت اصداء الموسيقى من ذلك المنزل المطلي بلون ابيض مما يدل على أن الحفلة كانت قد بدأت قبل وصولهم وعندما دخلوا المنزل الفخم ومنه الى صالة فسيحة تعج بالمدعوين، لفت نظر ليزا تلك الفخامة والناقة ممايدل على الثراء الفاحش لصاحب هذا المنزل، انها ومنذ بداية هذا اليوم استطاعت ان تتعرف على كل مايدل على الفقر والعوز وعلى كل مايدل الثراء في هذه الجزيرة.
تكلم ريتشارد بعد ذلك وقال:
- سنأتي بالشراب المنعش وننتقل عندئذ بين الحضور، لأن العشاء لن يقدم قبل الساعة الحادية عشرة على اقل تقدير.
ان تناول الطعام هو آخر ماتفكر به ليزا في الوقت الحاضر، كانت انجيلا على معرفة بعدد لا يستهان به من المدعوين مماجعل الامر اسهل عليها ، فهدأت نفسها واخذا يتنقلان بين المدعوين لساعة أو اكثر وريتشارد يقدمها للتعارف على هذا وذاك واكثر ماكان يدور من الاحاديث عن هذه الجزيرة وهي تصغي باهتمام لتعرف عنها مالم تعرفه، ثم خرجت من الباب الزجاجي الذي يؤدي إلى شرفة خارجية، وقد شعرت بحاجة ملحة لتنشق الهواء العليل.
كان الجو في تلك الليلة لطيفاً وقد خلت السماء من الغيوم فظهرت النجوم متناثرة هنا وهناك كحبات اللؤلؤ ، مالت ليزا عند ذلك على درابزين الشرقة باسترخاء، وصوبت نظرها الى البحر تتأمله في هذه الليلة المقمرة وفكرت كم انها سعيدة الحظ لوجودها في هذا الجزء من العالم والذي وجدته يختلف عن عالمها لناحية روعة طبيعته وتنظيم الحياة فيه ، لذا فأنها لن تهدر الوقت سدى خلال فترة اقامتها في الجزيرة وستتعرف اكثر عليها كلما سمحت لها الظروف في ذلك.
وبينما هي واقفة على الشرفة مسترسلة في أفكارها جاءها صوت مألوف لديها جعل قلبها يخفق بشدة فاستقامت واقفة عندما بدا صاحب الصوت واقفاً الى جانبها ، ثم قال:
- لقد خيل الي بأنني لمحتك منذ برهة.
فقالت ليزا:
- يبدو كأنك معتاد على مثل هذا الأمر.
رفع برت ساندرسون حاجبيه متعجباً وقال:
- معتاد على ماذا؟.
- ان تفاجئ الناس بحضورك غير المتوقع.
اجابها ببرود:
- ذلك بمخض الصدفة لا اكثر ولكنني ارى انني كلما لمحتك في مكان ما، اجدك غارقة في تأملأت عميقة، على فكرة لم اكن اعلم بأنك على معرفة بأحدهم هنا.
---------------------------------
رفضت ليزا ان تبدو امامه بمظهر المرتبكة فقالت بهدوء:
- لقد جئت برفقة انجيلا هانسون وصديقها ريتشارد وهو سيد مهذب ولطيف.
اجابها بنبرة قاسية:
-اعلمي جيداً بأن كل من سيراكما معاً هذه الليلة سيظن تماماً كما اظن والمفهوم الوحيد والذي لابديل عنه في مثل هذه الحالة ، هو عندما تخرج فتاة بسنك مع رجل في سنه يكون لأجل سبب واحد وهو طموحك وسعيك وراء ماله، فإذا كان قصدك منذ البداية ان تصطادي مليونيراً عندما اقنعت غاري بمنحك الوظيفة في هذه البقعة من الارض ،فأقول بأنك اخطأت في تنقية القمح من القشر!.
تنفست ليزا بحدة وقالت:
- أنا لم أحاول ان اقنع غاري لكي احصل على الوظيفة ،فإذا كان قد اخبرك ذلك فأعلم جيداً بأنه كاذب، لقد حصلت على الوظيفة كما اخبرتك، لقد كان مصاباً بتشنج بكتفيه فعالجته وهذا كل مافي الامر.
قال بنبرة قاطعة:
- لا يمكنني أن اتغاضى او ان اتسامح عن فعلته تلك لكنني وفي نفس الوقت ادرك واقدر موقفه ،فأنت امرأة بامكانك ان تجذبي أي رجل اليك.
قالت ليزا بنبرة عذبة لكنها ساخرة في الوقت نفسه:
- ياله من اطراء جميل اسمعه منك ولكن اخبرني سيد ساندرسون هل انت ايضاً واحد من هولاء الرجال الذين تتكلم عنهم؟.
اجابها بسخرية:
- اعتقد بأنني سبق واجبتك على هذا السؤال ، عل اية حال ، هل اكون انا صاحب المواصفات الذي تبحثين عنه؟.
اجابت ليزا بمرارة قاسية:
- انك تتفوه بكلام سخيف لا معنى له، ولاداعي لي ان اصغي اليك اكثر.
اقترب برت منها اكثر وامسك بيدها بقبضته الفولاذية وادارها نحوه قائلاً:
- لا بل ستصغين ! واعلمي جيداً انك من الآن وصاعداً لن تجتمعي بأي من نزلاء الفندق في الاماكن العامة وخاصة وأنت تعملين لدي!.
تحدته قائلة:
- لم يخطر ببالي مطلقاً ان هناك قانون بهذه الصرامة يحظر ويمنع الصداقات التي يقيمها الموظفون.
- لقد سنيت هذا القانون الآن فقط ومن الأفضل لك ان تأخذيه بعين الاعتبار.
سألته بسخرية:
- وهل ستعلم ريتشارد بقانونك الجديد؟ فأنا متأكدة بأن سيسر عندما يعلم رأيك بأخلاقه.
اجابها بحدة:
- اخلاقك أنت الوحيدة هو مااهتم به من اجل سمعة هذا الفندق، فإذا كنت لاتوافقين بالابتعاد عن الزبائن فيمكنك ان توضبي امتعتك وترحلي عن فندقي.
نظرت اليه باشمئزاز وقالت:
- هل تتصرف بحياتك الخاصة ايضاً كحاكم ذو سلطة على من حولك ، ام أن هذه هي شخصيتك في جميع الاحوال ، تأمر وتهدد وتنتظر الانصياع التام لأوامرك؟.
اجابها ببرود:
- اسمعي انني لا تصرف بهذا الشكل الا عند الضرورة واعلمي جيداً بأن تهديداتي عادة تكون قاسية.
اسرعت ليزا تجيب قبل أن تنهار امامه:
- كما أنني لن اقبل بمثل هذه المعاملة ولا بشكل من الاشكال، اعتقد اذا واجهت ريتشارد الآن ستقول له ماتفكر به تجاهي وبأنني فتاة لعوب لا هم لها سوى اصطياد الرجال الاثرياء وستعرف جوابه عندئذ، فهو من المؤكد سيستاء منك ويعتبر كلامك اهانة له، وكأنك تنعته بأنه ليس ناضجاً بمافيه الكفاية لدرجة أن فتاة مثلي تستطيع أن تخدعه، لا تنسى بأنه زبون دسم لفندقك.
----------------------------------
ضاقت عينا برت وقال:
- ان في كلامك نوع من الابتزاز.
اجابته ليزا دون مبالاة:
- لا، بل في كلامي الحقيقة الجارحة من ردة فعل ريتشارد عندما تواجهه بالأمر ، فماذا تقول ايها السيد سانرسون؟.
اخذ ينظر إليها للحظات قليلة نظرات خطرة لايمكن التكهن ماقد يصدر عنها من ردات فعل، فتراجعت ليزا الى الوراء على سبيل الاحتياط.
ثم قال اخيراً:
- قد يكون من الأفضل لك ان تعودي الى الداخل قبل ان افقد اعصابي واصب جام غضبي عليك.
وقفت ليزا للحظة مترددة لاتدري ماذا تفعل، قبل أن تعود الى الداخل مبتعدة عنه وقد شعرت بالامتعاض ، لأن الكلمة الأخيرة كانت له في هذا الموضوع ولكنها ادركت وفي الوقت نفسه ، انه من العبث أن تطيل معه ، لأنه لن يصدقها مهما قالت.
كان ريتشارد وانجيلا عندما عادت ليزا الى الداخل يتحدثا مع جماعة من المدعوين، قتوقف ريتشارد عن الكلام في الحال ليبتسم لها ابتسامة مشرقة.
ثم قال:
- لقد خامرني شعور بأنك عدت إلى فندق رويال.
ارغمت ليزا نفسها على الابتسام بالرغم من انفعالاتها الداخلية وقالت:
- خرجت الى الشرفة لاستعرض المكان.
- في الحقيقة انه ليس بالوقت المناسب لمشاهدته.
قالت السيدة الطويلة القامة والجميلة والتي كانت تقف الى جانب ريتشارد، ثم تابعت كلامها بطريقة تدل على أنها من اصحاب السلطة والمال:
- انني اندريا غوردان ، آسفة لأنني لم أتمكن من التعرف بك قبل الآن ، لأنني كنت انتقل لأرحب بالمدعوين.
حاولت ليزا جهدها لتتكلم بطريقة سارة وقالت:
- انك تملكين منزلاً رائعاً ياسيدة اندريا.
اجابت اندريا بنبرة تدل على ان اطراء ليزا لمنزلها لم يعنى لها شيئاً البتة:
- شكراً لك ، لقد اخبرتني انجيلا بأنك معالجة ماهرة.
قالت ليزا:
- نعم، ارجو ان أكون كذلك كما وانني موظفة في فندق رويال.
ظهرت في عيني اندريا الدهشة وهي تقول:
- آه ، حقاً؟.
تدخلت عند ذلك انجيلا قائلة باهتمام:
- كما وانها بريطانية الجنسية ولابد من أن برت قد اجهد نفسه ليفوز بك اخيراً.
اجابت ليزا بسرعة:
- بل توظفت من قبل غاري كونواي واعتبر نفسي ايضاً سعيدة الحظ لأمارس مهنتي في هذا الجزء من العالم.
قالت انجيلا:
- لان ليزا تقلل من تقدير مؤهلاتها.
اجابت اندريا:
- قد اقوم بذلك في وقت من الاوقات.
اسرعت ليزا لتقول:
- انا لست متأكدة بأنه قد يسمح لي ان أعالج غير نزلاء الفندق، خاصة وأنني انشغلت كثيراً معهم في الأسبوع الفائت.
أجابت اندريا:
- لايدهشني في أن تكوني على هذا الحال من الانشغال اذا كنت فعلاً تتمتعين بالمهارة والجدارة كما تقول انجيلا، على اية حال سأتكلم مع برت في هذا الامر.
-------------------------------------
نظرت اندريا في الناحية التي دخلت منها ليزا قبل لحظات وقالت وهي مقطبة الجبين:
- يمكنك أن تكلميه في هذه الدقيقة.
ثم رفعت يدها تنادي على برت الذي مايزال يقف في الشرفة:
- برت ، تعال ياعزيزي!.
شعرت ليزا وقد انضم برت اليهم بالدم يتجمد في عروقها، كان يبدو عليه الارتياح التام وهو ينظر اليها وكأنهما لم يسبق لهما ان التقيا ، ثم حول نظره الى انجيلا:
- تريد اندريا ان تلبي طلباً لها.
نظر الى اندريا وقال مرحباً :
- نعم اندريا.
قالت:
- ارغب أن تأتي ليزا إلى هذا المكان لتعالجني ان لم يكن لديك مانع، لقد اخبرتني انجيلا عن كفاءتها في هذا المجال.
بدت ملامح برت جامدة لا حياة فيها وقال:
- ولم لا؟.هذا اذا كانت ليزا على استعداد لأن تضمك إلى برنامج عملها مع زبائن الفندق وعلى شرط واحد وهو ان تدفعي القسط لذلك.
ضحكت وقالت:
- وكأنني كنت اتوقع لي منك سعراً خاصاً.
ثم تحولت الى ليزا وتابعت تقول:
- سأتصل بك غداً لنحدد الوقت.
- عظيم.
قالت ليزا محاولة جهدها ان لا تنظر في عيني برت ، يبدو أن تهديدها له قد جعل منه يفكر ملياً بالامر كي لا يخسره كزبون دائم وكريم، لكن لماذا تشغل نفسها بمثل هذا الامر فهي ليست مجبرة على ان تنصاع إلى أوامره خاصة وانه قد تجاوز حدوده اكثر من اللازم!.
تفرق الجميع ليقفوا مع جماعات اخرى في الحفلة، قالت ليزا في نفسها ، فليحاول ماقدر له من المحاولة في التخلص منها ولاجل حجة لا اساس لها وهي ستحاول من ناحيتها ايضاً بضراوة اذا اقتضت الحاجة لتحافظ على وظيفتها.
تأخر الوقت وبدأ المدعون بالانصراف من الحفلة وشعرت ليزا بارتياح عندما قرر ريتشارد وانجيلا الانصراف ايضاً، وكان برت في ذلك الوقت يتكلم مع اندريا بانسجام تام، وهي تبتسم له بتحبب وقد ارخت يدها على ذراعه كان من الواضح انها هائمة به ومنجذبة اليه..
تقدموا اليه ليودعوا صاحبة المنزل ويشكرونها لحسن ضيافتها ، ثم قالت ليزا بصوت فاتر موجهة نظرها الى برت:
- عمت مساءً.
ثم خرجت عائدة الى الفندق وعندما انطلقت السيارة فاجاها ريتشارد بسؤال لم تتوقعه منه:
- هل تعانين من مشاكل معينة مع برت ساندرسون؟.
ارغمت ليزا نفسها على ان تتكلم بلا مبالاة وقالت:
- ماالذي يدعوك لتفكر بذلك.
- من الطريقة التي ظهرت فيها عندما دخلت من الشرفة ، هل كنت معه في الخارج؟.
ادركت ليزا بأنه كان يراقبها ويتبع خطواتها فلا مجال لها للانكار، فقالت:
- نعم، لقد كنت معه، ولكن لم يكن هناك اية مشكلة بيننا.
قالت انجيلا بسرعة:
- عظيم، لقد تهيأ لي بأنني وضعك في موقف حرج عندما دعوتك الى هذه السهرة وذلك لأن لبعض الفنادق قوانين صارمة تحرم خروج النزلاء مع الموظفين.
- لو كان هناك من مشكلة ، لكنت اطلعتك عليها.
------------------------
ربتت على يدها بلطف وقالت:
- نعم بالطبع كنت ستطلعينني عليها.
قال لهما ريتشارد:
- مارأيكما اذاً لو نذهب لزيارة جزيرة سان جوان غداً بالمركب؟ انها لا تبعد اكثر من عشرين دقيقة عن هذه الجزيرة، هناك حديقة عامة تحيط الجزء الاكبر منها.
ابتسمت ليزا باشراق وقالت دون تفكير:
- يبدو لي الامر رائعاً.
- اتفقنا اذاً.
ثم توجه بالكلام الى السائق قائلاً:
- سنحتاج اليك في صباح الغد لتنقلنا الى هوك لننطلق بمركب الساعة التاسعة.
وافق السائق بابتهاج قائلاً:
- سأكون عندك في الصباح كما أمرت.
لكن ليزا تفاجأت حين سمعت انجيلا تقول:
- انا اعتذر منكما فغداً لدي موعد ولا استطيع الخروج برفقتكما اذهبي ياليزا معه فلا بأس عليك .
ارتبكت ليزا بعدما تذكرت تهديد برت لها في هذا الأمر لكنها قررت الموافقة للتحدي فقط.
كان الفندق في تلك الساعة المتأخرة من الليل هادئاً وقد خلا من الناس عدا موظف الاستعلامات الليلي فتوجهت الى آخر الرواق من ردهة الفندق لتخرج من باب يؤدي إلى مبنى منفصل خصص لموظفي الفندق.
عندما اصبحت في غرفتها ولم يكن امامها ان تفعل شيئاً سوى الخلود الى النوم، بدأت تراجع نفسها وتصرفاتها وبالأخص موافقتها على الخروج مع ريتشارد ، فمهما كانت العلاقة طيبة وعير مؤذية بينهما ، هل كانت فعلاً على استعداد وققبول تام لتمضي ساعات النهار الطويلة في الغد برفقة رجل مسن ولطيف يشكو من الوحدة؟.
بما أنه قد فات الوان لتعتذر منه على دعوته لها ليوم الغد قررت بأن لا تقبل منه اية دعوة اخرى بعد الآن، لكن وفي الوقت نفسه تصرفها معه يعني الطاعة العمياء لبرت ساندرسون.
لكنها في اليوم التالي بدأ القرار اتخذته الليلة الماضية بعدم تلبية دعوات ريتشارد انه رفيق ممتاز ومحدث لبق وبأنه يتمتع بروح مرحة، وكان قد اقترح عليها ان يستأجر دراجة نارية يتجولان بها في جزيرة سان جون الصغيرة ويشهدان شوراعه التي لا اسماء لها.
وجدت ليزا ان الوقت في هذه الجزيرة واقف لا يتحرك حتى أن سكانها يمشون ببطء وتكاسل كأنهم هم الذين يؤخرون تقدم xxxxب الساعة. كانت تعتقد ان جزيرة توماس جميلة ، ولكنها وجدت جزيرة سان جون تفوقها جمالاً بشفافية مناظرها الساحرة.
اشترى ريتشارد طعام الغداء البسيط لهما وكان يتكون من الخبز والجبن والفاكهة وجلسا على شاطئ رملي يأكلان بهدوء ثم قال:
- ياليتنا احضرنا معنا ملابس السباحة.
ثم حول نظره الى البحر الهادئ الامواج وقد شعر بالندم.كان يستلقي على الرمل الناعم يعرض نفسه الى أشعة الشمس الدافئة وهو مغمض العينين، بينما كانت ليزا تستمتع بتناول الطعام البسيط ولكنها وجدته مع ذلك طيب وذو مذاق فريد ، ذلك لأنها تتناوله في هذا المكان البديع الذي يريح النفس ويفتح الشهية.
-----------------------------------
يبدو أنها غفت لبعض الوقت، وذلك لأنها عندما فتحت عينيها من جديد وجدت ان ريتشارد ليس إلى جانبها بل قريباً من مياه البحر.
لاحظت انه يتمتع بجسم رياضي يلفت النظر بالنسبة الى سنه ولكنه كان في تلك الاثناء ، لاهياً عنها وعن نظراتها اليه ويتناول الحصى الصغيرة ويرميها في البحر.
فتساءلت لماذا لا يتزوج ياترى؟ خاصة وانه مازال في سن يسمح له بذلك، فلماذا يمضي وقته وحيداً من غير امرأة يكملان معاً درب الحياة.
وكأنه شعر اخيراً بنظراتها مصوبة اليه ، التفت اليها مبتسماً بحيوية، فقالت معتذرة:
- آسفة، فأنا لا أغفو عادة في ساعات النهار.
أجابها ريتشارد:
- لابأس عليك، اعتقد ان تغيير الجو والسهر المتأخر جعلاك تستسلمين للنوم.
ثم نظر اليها متأملاً قبل أن يتابع كلامه:
- يبدو أن لبرت ساندرسون تأثير كبير عليك.
نظرت اليه بدهشة وقد تسارعت نبضات قلبها ثم قالت:
- وماالذي جعلك تقول ذلك؟.
- لأنك كنت تتفوهين باسمه اثناء نومك.
وعندما شاهد الخوف في عينيها بادرها قائلاً:
- لاتخافي، انك لم تتفوهي سوى باسمه ولاشيء اكثر من ذلك.
فقالت بإرتباك:
- يبدو انني كنت احلم حلماً مزعجاً،لأنني اكره هذا الرجل.
تفاجأ بكلامها وقال:
- آه، وهل أكون فضولياً إن سألتك لماذا تكرهينه؟.
تظاهرت ليزا بعدم المبالاة وقالت بنبرة حاولت جاهدة لتبدو طبيعية:
- من طريقة تعامله مع الآخرين، فهو يتوقع طاعة عمياء لكل كلمة ينطق بها.
- بينما أنت تعارضين من يذكرك بواجباتك؟.
- نعم، خصوصاً عندما تكون الأمور شخصية.
اخذ ريتشارد ينظر اليها بامعان قبل ان يقول:
- لقد حصل شيء مابينكما ليلة البارحة اليس كذلك؟ هل الأمر يتعلق بخروجك معنا بطريقة من الطرق.
عضت ليزا على شفتها ، لم تتوقع بأن الحديث بينهما وبين برت ليلة البارحة، ثم لاذت بالصمت وغاصت بأفكارها.
فتابع يلح عليها بلطف عندما لم تجبه على سؤاله:
- اعتقد بأنه يحق لي ان اعرف، اذا كان الأمر يطالني شخصياً.
اعترفت ليزا وقد وجدت ان لا مجال لاخفاء الأمرعنه اكثر من ذلك:
- انه يعتقد بأنني اهتم بك لأجل مالك.
- وهل أنت فعلاً كذلك؟.
نظرت اليه مستاءة ثم قالت بعد ان تمالكت اعصابها:
- اليس بالأمر المضحك؟ كما وانه لن يكون الشخص الوحيد الذي قد يفكر بالطريقة نفسها.
- لكنني ارى انه مهما كان الامر ، فأنه لن يكون الشخص الوحيد الذي قد يفكر بالطريقة نفسها.
- لكنني ارى انه مهما كان الأمر فأنه لم يمنعك من الخروج معي هذا اليوم.
اخذت تحمل الرمل بيدها وتبعثرها بعصبية متحاشية النظر في عينيه ثم قالت:
- كما سبق وقلت لك، أنا ضد كل من يملى علي ما أفعل ومالا افعل، لكن هذا لا يعني بأنني لا اعجب بك، فأنت رفيق جيد وممتع.
--------------------------------
- وكذلك فأنا اميل الى المفهوم الأفلطوني.
وعندما حاولت ان تتكلم ، رفع يده ليمنعها عن ذلك وليتابع مبتسماً:
- كان لي ابنة قتلت بحادث سيارة مؤسف منذ ثلاث سنوات ، كانت في العشرين من عمرها كنا قريبيين جداً من بعضنا، أنت تذكريني بها ولهذا السبب فقط ارغب في ان امضي الوقت معك.
اجابت ليزا وقد آلمها ان تسمع منه هذا الخبر:
- آسفة جداً، ماكان اسمها؟.
قال بصوت كئيب:
- هيلين وكان شعرها بنفس لون شعرك ولكنه اطول من شعرك بكثير لدرجة انهاكانت تجلس عليه، لكنها اضطرت الى قصه حتى كتفيها وذلك عندما التحقت بكلية الحقوق...
توقف عن الكلام وقد شعر بألم شديد في صدره وتابع قائلاً:
- لنتوقف عن التحدث في هذا الموضوع ولنعد الى موضوعك ، اذا كانت لقاءاتي بك تسبب لك المشاكل، فسأبتعد عنك دون تأخير.
اكدت له قائلة:
- لا حاجة لأن تقلق او تشغل بالك علي، لأنه يسعدني جداً أن أمضي الوقت معك ياريتشارد، على فكرة، الم تتحدث قبل الآن عن الغطس تحت المياه؟.
بدا اكثر ارتياحاً من السابق وقال:
- نعم فعلت ذلك فإذا كنت راغبة في ممارسة هذا النوع من الرياضية ، فسأعد العدة لها لعطلة الاسبوع المقبل وقد نذهب لتناول العشاء في احدى الليلي القادمة.
قال وهي تعي تماماً ماتقول:
- يسعدني ان اخرج معك.
وليفعل برت ساندرسون مايطيب له ان يفعل، فهذا آخر ما اهتم له.
امضيا الفترة الباقية من بعد الظهر وهما يلقيان نظرة على معمل سابق للسكر والذي يقع فوق هضبة عالية من الجزيرة، بعد ذلك عندما حل الظلام، تناولا طعام العشاء على مهل في مطعم صغير يدعى باك يارد وتمكنا من العودة إلى جزيرة سان توماس في آخر لحظة على متن مركب عائد إلى الجزيرة.
كانت الساعة تشير الى العاشرة ليلاً عندما وصلا إلى فندق رويال، انه ليس بالوقت المتأخر ، انما كانت ليزا متشوقة لتستسلم للنوم استعداداً لعملها في الغد.
ودعت ريتشارد وقبلته قبلة ابنة لوالدها على خده وقالت:
- لقد امضينا يوماً رائعاً وقد استمتعت بكل لحظة فيه! عمت مساء وشكراً لك مرة اخرى.
كانت زميلتهاسيلينا في وظيفتها في مكتب الاستعلامات فبادرتها قائلة بعدما ابتعد ريتشارد:
- لقد سأل عنك السيد ساندرسون ويريدك ان تصعدي الى بيته.
تقبلت ليزا رسالة سيلينا بابتسامة مشرقة وقالت في نفسها، انها لن تذهب اليه في مثل هذا الوقت ومايريد قوله يمكن أن يؤجل للغد، وإذا كان هناك اية مشاكل ، فمن المؤكد ان ريتشارد سيتمكن من تسويتها لو انها طلبت منه ذلك، ولكن لماذا يفعل ذلك؟ ان الشيء الوحيد الذي يجمعها به لايعني احد سواهما.
----------------------------------------
ذهبت إلى غرفتها والنعاس يداعب جفنيها فاستلقت على سريرها وماكادت تفعل ذلك، حتى تعالى رنين الهاتف في غرفتها.تساءلت هل يكون ريتشارد قد نسى أن يقول لها شيئاً، رفعت سماعة الهاتف فكانت لها صدمة كبيرة عندما جاء صوت برت ساندرسون عبر الأسلاك.
- كان من الواجب عليك ان تصعدي إلى بيتي في اللحظة التي دخلت فيها الى الفندق ، فلماذا لم تفعلي ذلك؟
اجابته ليزا وهي لاتصدق نفسها بأنها تمكنت من الحفاظ على هدوء اعصابها:
- لأن الوقت كان متأخراً ولدي موعد مع أحد الزبائن في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح الغد، فان كنت تريد ان تبلغني ان احزم حقائبي و...
تعالت ضحكاته عبر الاسلاك كاجعلها تتوقف عن متابعة كلامها ثم قال:
- اعتقد بأني تجاوزت حدودي معك في بعض الاحيان وكنت مندفعاً جداً بكلامي معك .
ثم توقف عن الكلام قليلاً ليفسح لها المجال في ان تقول شيئاً ولما لم تجب على كلمة واحدة تابع يقول:
- هل الاعتذار مقبول؟.
تكلمت اخيراً وقد خرجت الكلمات من فمها بعد جهد:
- هل هذه مزحة ام ماذا؟.
- لاابداً، انني احاول فقط اصلاح الأمور بيني وبينك.
قالت وهي مندهشة من كلامه:
- ولكن لماذا؟.
- اعتقد ان ذلك افضل لنا.
- ولكنه ليس بالنسبة الى.
اردف بعد صمت وكأنه يفتش في باله عن الكلمات المناسبة ليقولها لها:
- يجب أن تعرفي بأنني اشعر بميل شديد نحوك ياليزا، وعندما أفكر انك مع ريتشارد...
قاطعته ليزا وهي مازالت لا تصدق بأنه جاد فيما يقوله:
- مابيني وبينه ليس كما يصوره لك عقلك، فأنا اذكره بابنته التي قتلت منذ سنوات ولاشيء اكثر من ذلك.
- لم يكن لي علم بذلك وعلى اية حال لا اعرفه حق المعرفة، لننسى امره والان ادعوك لتناول طعام العشاء معي في بيتي مساء الغد لنبدأ بالتعارف على بعضنا البعض اكثر.
لم تدر ليزا ماتجيبه حتى انها لم تدر بالشعور الغريب الذي غمرها فجأة فقالت:
- لا اعتقد بأنني...
قاطعها برت ليقول:
- لا اطلب منك اعتقادك ، انما عليك ان تمتثلي للأمر، كوني في بيتي في تمام الساعة الثامنة وساكون بانتظارك.
واقفل الخط قبل ان تتمكن من الاجابة بكلمة واحدة . اعادت سماعة الهاتف الى مكانها وقد شعرت بانهيار تام، ثم اخذت تحدق بسقف الغرفة مفكرة بالتغيير الذي طرأ عليه فجأة منذ ليلة البارحة الى هذه الليلة، ماالذي يدور في فكره ياترى؟ وماذا كان يقصد بكلامه عندما قال بأنه يرغب في أن يتعارفا على بعضهما اكثر؟
ثم قالت لنفسها اخيراً، انها لن تحاول معرفة سبب التغيير الحاصل ببيرت ساندرسون تجاهها، ولكن مهما كانت مشاريعه ، فانها وبالتأكيد لن تشاركه في أي شيء.
-----------------------------------




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:31 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:29 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
كان يوم الاثنين ملئياً بالعمل بالنسبة الى ليزا حتى أن الوقت لم يسنح لها لتفكر بمكالمة برت ليلة البارحة، وبينما كانت تستعد لاستقبال آخر زبون لهذا اليوم، دهشت لدخول غاري كونواي المفاجيء عليها.
قال لها دون اي مقدمات:
- لقد علمت بأنك تمضين اوقاتاً ممتعة مع ريتشارد هانسون ولا اعتقد انه يسمح للموظفين الارتباط بصداقات شخصية مع الزبائن.
بدأت بالكلام وهي تدافع عن نفسها:
- اننا لسنا كما...
ولكنه قاطعها قائلاً:
- انني فقط اشير الى القوانين المسنة في هذا الفندق ولاذكرك ايضاً بأن برت ساندرسون لن يكون راضياً عن هذه التصرفات.
اجابت ليزا ببرود:
- ولكنه يعرف كل مايتعلق بهذا الأمر وقد رأيته في الحفلة التي أخذني اليها ريتشارد ليلة السبت الفائت ولم يذكر شيئاً امامي عن قوانين الفندق.
بدا غاري حائراً ومرتبكاً للحظات قليلة ولكنه سرعان ماتبدلت ملامح وجهه ليقول مندفعاً:
- ليس من اختصاصه ان يناقش سلوك الموظفين بنفسه ، بل انا من يقوم بهذه العمل بصفتي مدير عام الفندق الذي يملكه واذا سمحت بمثل هذا العمل فكأنني افتح المجال امام باقي الموظفين ليقوموا بمثله، عليك ان تعرفي ان الخدمات التي نقدمها للزبائن لها حدودها، فعليك ان لا تتجاوزيها!.
قالت ليزا عندذلك بحدة:
- اعتقد انه عليك ان تكلم برت بهذا الموضوع وتأخذ رأيه فيه قبل ان تتفضل وتجيء الي وتطرح علي قانون الفندق وليكن في معلومك ايضاً بأنني ساتناول طعام العشاء معه هذه الليلة.
كان غاري يتوقع اي شيء الا ذلك وكا ماتمكن من قوله وهو في حيرة وارتباك:
- ومنذ متى توافينه الى العشاء؟شعرت ليزا بالندم لتسرعها عندما أخبرته بموعدها مع برت الى العشاء وقالت مختصرة الكلام معه:
- منذ أن طلب مني ذلك والان ارجو المعذرة لأن احد الزبائن سيأتي بين لحظة واخرى، فلنتوقف عن الكلام بهذا الموضوع في الوقت الحاضر.
اجاب غاري بحدة والغيرة تنهش قلبه:
- قد أكون كنت على حق بما يختص بمهارتك وبراعتك في المعالجة، ولكن بالتأكيد اخطأت بتقديرك من نواح اخرى! فلا يغرنك عقلك بأن ماسيقدمه لك برت سيكون افضل مما قدمه لك ريتشارد ، اذا كان هذا ماتطمحين اليه.
وخرج غاري بسرعة قبل أن تتمكن من الرد عليه ولوبكلمة واحدة ليتركها تشعر بالامتعاض والاشمئزاز لتصرفه الكريه معها، وبهذا يكون قد اثبت شكوك برت نحوه خاصة اذا كانت هي المعنية في الامر كله وعادت بها الذكرى الى ذلك الاسبوع الذي التقت به بغاري وكان الاهتمام الذي صدر منها ليس به او بشخصه الكريم بل للعمل الذي عرضه عليها وتذكرت ايضاً كيف دعته الى منزل والديها ليطمئنا بأنها بين ايد امينة وأنه ليس بالرجل الذي يريد خداعها او يبحث لنفسه عن المتعة.
-------------------------------------
لقد اتسعت رقعة سوء التفاهم بينهما الآن، كما أنه لايلام إذا كان يعتقد بأنها فرصة ذهبية اتت اليه كأمرأة خاصة وأنها هي التي اجبرته على أن ايظنها من هذا الصنف عندما قدفت في وجهه اسم برت ساندرسون وبتلك الطريقة الحاقدة، لأنها وكما في كل مرة عندما تثور اعصابها ، تتفوه دون تفكير بأشياء كان من الأفضل لها أن لا تقولها ، لأنها تجرها الى امور هي في غني عنها، وعليها ان تعود نفسها في أن لا تفكر مرتين او اكثر قبل أن تنطق بأية كلمة.
قررت بينها وبين نفسها ان شرح هذا الامر على غاري سيكون مضيعة للوقت ولن يأتي بنتيجة تذكر، لذا فأنها ستترك الامور تأخذ مجراها الطبيعي وعلى أية حال من يضمن لها البقاء وأن لا تطرد من وظيفتها بعد ان تنتهي من الفترة التجريبية والتي مدتها ستة اسابيع.
وجدت نفسها وقد اقترب الوقت من الساعة الثامنة وهو موعدها الى العشاء مع برت ساندرسون ، بأنها بين فكرتين متضاربتين ، وهي أن توافيه الى منزله أم لا، لأنها لا تريد ان تبقي معها لفترة طويلة، وبالتالي لا تريد ان تدعه قابعاً في منزله ينتظر قدومها، كما وبعد ان اتصالاً هاتفياً له يمكنه ان يلغي موعدها معه ولكنها وبعد تفكير طويل وجدت ان الطريقة البروتوكولية كانت في ان تحافظ على موعدها معه وتوافيه الى بيته، وان تتصرف معه بأسلوب يجعله لا يفكر في توسيع رقعة معرفتهما ببعض ، فهو لا يقبل ولا بشكل ان تعانده اية امرأة هذا هو الواقع سواء صدق ام لا، فهذا أمر يخصه وحده ولا دخل لها فيه.
ارتدت سروالاً اسود وقميصاً ابيض وخرجت من غرفتها الى بيته في تمام الساعة الثامنة واملت ان لا يكون احد ماقد شاهدها وهي في طريقها اليه.
استقبلها برت مرحباً في الفناء الخارجي للبيت، حيث وجدت طاولة معدة باتقان لشخصين مضاءة بشموع خضراء وقد وضع في وسطها مزهرية فيها يبقة جميلة من الأزهار المتنوعة.
بادرها قائلاً:
- اعتقدت بأنك تفضلين ان نتناول طعام العشاء في الخارج ، لأنه ليس من فرص لتناول العشاء في الهواء الطلق في بريطانيا، أي نوع من الشراب تفضلين؟.
اجابت ليزا:
- ارغب بتناول عصير الاناناس لقد تناولته مع ريتشارد البارحة والحقيقة ان له نكهة خاصة في هذه الانحاء.
لم يظهر اي تغيير على ملامح وجهه عندما ذكرت ريتشارد امامه وقال:
- حسناً كما تشائين تفضلي بالجلوس.
جلست ليزا في الحديقة على كنبة مريحة وحمل لها هواء الليل العليل رائحة النباتات المتعددة الأنواع والألوان ، كانت تشعر باضطراب شديد وقلبها يخفق بشدة من صاحب هذه الدعوة والذي كلما نظرت في وجهه يحدث في نفسها مشاعر تجعلها تميل اليه بالرغم من نفورها منه، وكان عليها والحالة هذه ان تفعل مافي وسعها كي لا يبدو على وجهها ماتشعر به نحوه.
عاد برت بصينية العصير وجلس قريباً منها ورفع الكوب ليشرب نخبها وقال:
- هذا لأجل تفاهم افضل بيننا.
----------------------------------
تساءلت ليزا في نفسها عما يقصد من ذلك وقد ازداد الاضطراب في داخلها لقربه الشديد منها.
قال لها :
- لم أكن اتوقع ان تلبي دعوتي لك.
فسألته:
- ماذا كنت ستفعل لو انني لم البي دعوتك هذه؟.
- كنت سأذهب اليك لأعرف السبب في عدم مجئيك.
- او بمعنى آخر، لا يسمح لأحد ان يقول لا لو يرفض ما يأمر به برت ساندرسون.
اجابها برت بثقة:
- هذا صحيح الا اذا كان هذا الشخص صريحاً معي وقال لي لا، وجهاً لوجه، فأنا أرفض رفضاً قاطعاً من يوافقني على شيء ثم يبدل رأيه بعد ذلك فإذا كنت غير نادمة على تلبيتك لدعوتي فلم لا تحاولين نسيان هذا الأمر لنتمتع بهذه الليلة الهادئة.
- هذا مافعلته بالفعل، بوضوح وصراحة وفي الموعد المحدد.
ضحك مسروراً وقال:
- رائع ، اذاً لنبدأ من جديد.
- وماالذي يدور في خاطرك؟.
بدا أكثر انتعاشاً وسروراً وقال:
- ماالذي تعتقدينه يدور في خاطري؟.
- لكن من المفروض ان تجيب على سؤالي قبل ان تبادرني بسؤال منك.
- هذا صحيح ولكني مازلت بانتظار الجواب.
ضبطت اعصابها وقالت:
- حسناً ، اتساءل ماالسبب الذي جعلك تغير تصرفاتك نحوي فجأة وبهذه السرعة وبالأخص انك اتهمتني ليلة السبت الماضي بأنني اسعى وراء الرجل لأجل ماله.
- لكنني سبق واعتذرت منك قبلاً، لو أنك شرحت لي الوضع سابقاً، لما كان ازداد سوء التفاهم بيننا ، فلم لم تفعلي ذلك؟.
اجابته بهدوء:
- لانني اعتبرت ان الامر لايعنيك وانه من شأني وحدي، ويحق لي ان اختار من ارافق دون ان اعطي سبباً لاحد ايضاً.
- حتى ولو كان ذلك الحد رئيس عملك؟.
- لايحق لك بتاتاً ان تتدخل فيما افعله في اوقات فراغي.
اجابها برت بنبرة هادئة بينما كانت عيناه تتحديانها لتنكر قوله:
- لكن يبدو انه لي سلطة عليك لاجعلك توافقين حينما ادعوك فتأتين إلي.
فقالت ليزا:
- جئت لأنك لم تعطني فرصة لأرفض دعوتك.
- كان بإمكانك ان تتصلي بي اليوم في أي وقت.
- في الحقيقة كنت مشغولة لدرجة انني لم افكر بالأمر.
مما لاشك فيه، انه لم يصدق ولا كلمة واحدة من الذي قالته وذلك لأنه اجابها ببرود:
- بالطبع، انك تريدين ان تظهري جدارتك بعملك المتواصل ليصبح اسمك على كل شفة ولسان ولكنني انصحك ان لا ترهقي نفسك كثيراً، فالزبون الذي لا يأتي اليوم سيأتي حتماً غداً ودون شك.
اجابته ببرود ايضاً:
- اعرف جيداً كم يجب ان يكون عدد زبائني لليوم الواحد.
- بكلام آخر، تعلمين عادة بالطريقة التي تناسبك وتناسب مزاجك.
- حسناً إذا كنت تريد ان تفهم معنى كلامي على هذا النحو.
تنهد برت ساخطاً ثم قال:
- ان كنت تحاولين استفزازي فأقول لك انك نجحت في ذلك.
------------------------------------
نفت ليزا قائلة:
- ابداً، انا لا احاول استفزازك، لكن فقط اطلب منك ان لا تعاملني وكأنني مازال فتاة قاصرة، فأنا اعرف جيداً كيف اعالج اموري بنفسي.
بقي صامتاً للحظات قليلة يدرس ملامح وجهها بعمق ثم قال:
- لا اعتقد انني اعجبك ، اليس كذلك؟.
تفاجأت ليزا بسؤاله وأجابت كعادتها دون ان تفكر:
- بصراحة ، لا ، انك لا تعجبني.
- لماذا بالضبط؟.
شعرت ليزا بأن التوتر الذي احدثه في داخلها قد ضيق على صدرها، ورأت وبما انها ومن تلقاء نفسها اوصلت الحديث الى ماهو عليه الآن، ان تصارحه بكل ماتعتقده به:
- لأنك رجل متغطرس تشمخ بانفك وتعتقد انك ماأن تشير بأصبعك حتى ينحني الجميع متمنياً رضاك! أنا لست من هذا الصنف الذي اعتدت عليه.
ابتسم بسخرية وقال:
- انني لم اشك يوماً بذلك، لا تتوقفي عن الكلام اخبريني المزيد.
ضغطت ليزا على نفسها لتتمالك اعصابها وقالت:
- ولماذا لزعج نفسي واخبرك المزيد؟ فأنا متأكدة بأن ماأقوله لا يؤثر عليك مطلقاً.
لمس يدها برفق فسرت قشعريرة باردة في داخلها ، ثم قال:
- ومن اخبرك أن كلامك ليس له تأثير علي؟ لقد بدأ يؤثر علي منذ أول مرة التقيت بك، وقد كنت حينذاك على قاب قوسين من خطر شديد داهمك لو لم أظهر امامك فجأة، اذكر كيف كانت نظراتك الي عندما قلت لك انه من الغباء في أن تتنزهي بمفردك وسيراً على القدام، وقد شعرت عند ذلك برغبة ملحة لاضمك الى صدري واقبلك.
لاذت ليزا بالصمت وهي لا تدري هل انه يسخر منها ام لا، ولكنها قالت اخيراً وبنبرة ثابتة:
- لو انك فعلت ذلك لكنت فكرت بأنني تخلصت من رجل خطر لأقع فريسة رجل اشد خطورة من الأول.
عاد برت ينظر اليها بعمق وقد زالت عن ملامح وجهه كل اثر للسخرية وقال:
- صدقيني انني اشعر بنفس الرغبة الملحة الآن ايضاً.
اجابت ليزا ممازحة:
- حسناً ، لكن لن تحصل على هذه الرغبة ومعدتي مازالت خاوية.
ابتسم لمداعبتها وقال:
- اذاً علينا أن نتناول طعام العشاء حالاً .
ثم وقف ومد يده اليها ليساعدها على النهوض من مكانها ورأته يضغط على زر في الحائط ، ثم مشت معه الى الطاولة المعدة لهما لتناول العشاء فسحب لها الكرسي لتجلس عليه وقد شعرت بأن ماكانت تعانيه في داخلها من اضطرابات نفسية قد بدأ يجف الآن، لقد سألها اذا كانت معجبة به ولقد كانت صادقة معه حين قالت له بأنه لا يعجبها ولكن الذي لم تسمعه بعد منه، هو انجذابه الشديد لها.
خرج عند ذلك الخادم يدفع امامه عربة صفت عليها اطباق الطعام، فعرفته ليزا حالاً، انه احد خدم مطعم الفندق وقد عرفها هو ايضاً، ثم أخذ ينقل اطباق ثمار البحر الطازجة من العربة الصغيرة الى الطاولة وعندما انتهى من عمله عاد ليدخل من الباب الذي خرج منه.
قالت ليزا:
- هل تعلم أن دعوتك لي هذه سوف تنتشر بين موظفي الفندق غداً صباحاً.
----------------------------------
هز كتفيه العريضين دون مبالاة وقال:
- اتوقع ذلك فعلاً.
- الايهمك هذا؟.
نظر اليها متسائلاً وقال:
- وهل يهمك أنت؟.
- طبعاً لأنني اعيش واعمل بينهم.
اجابها ملمحاً:
- ولكنك لم تهتمي لسمعتك عندما كنت تخرجين مع ريتشارد.
- لأن الأمر يختلف تماماً.
- اوافقك في ذلك، فهو يكبرني بعشرين سنة تقريباً.
- كما وأنه ليس هناك من شيء بيننا ولقد سبق وشرحت لك سبب اهتمامه بي.
- وانا اصدقك، ولكن الموظفين لا يعلمون بالذي علمته منك وسيستمرون في اعتقادهم بالذي اعتقدته بك ايضاً.
اجابت بتعمد:
- كما وانك ايضاً كنت ماتزال على اعتقادك عندما اتصلت بي هاتفياً ليلة البارحة.
- دعك من هذا الأمر الان ولنرجع الى ماكنا نتحدث عنه، انك لا تستطيعين بأن تمنعي الآخرين من الثرثرة والكلام في امور لا دخل لهم فيها، كما وانه لو كنت حقاً تهتمين لكلامهم لما كنت وافيتني الى منزلي.
توقف للحظة عن الكلام ليتابع بعد ذلك بنبرة ارق حدة:
- كيف تجدين الطعام؟.
تقبلت ليزا تغيير دفة الحديث دون اي اعتراض، وقد تذكرت بأنها كانت قد توصلت ليلة البارحة الى نفس القرار بعد أن فكرت بالأمر مراراً وتكراراً وهو أنه لا يمكن للمرء ان يعيش حياته خائفاً ومهتماً لما يعتقده الآخرون به لكنها ومع انها كانت قد توصلت الى قرارها هذا، كانت تشعر بالخجل من مواجهة زملائها في الفندق.
متسائلة عما قد يفكرون به وهي تتناول طعامها مع برت ساندرسون صاحب فندق رويال ، بعد اسبوع واحد من وصولها وعملها في الفندق.
لقد تأكد لها الآن إلى ماذا يهدف كل ذلك وقد اوضح برت ذلك بنفسه وبوضوح تام ، انها مستعدة لتجيبه على مايريده منها ولكن ليس بالسرعة التي يريدها هو، لأنها تريد له العذاب والفشل قبل ذلك.
مهما كانت نواياه ، فقد وجدت ليزا فيه مضيفاً لبقاً، ففي عدة فترات خلال تلك الوجبة ، كان برت يجعلها تنسى سبب وجودها هنا بحديثه الشيق ورفقته المميزة وكانت تنظر في وجهه الوسيم وهو يتحدث معها بشوق وهيام، فقد كانت لهما آراء مختلفة في اكثر من موضوع، لكن برت كان يعرف كيف يصوغ كلماته ليجعلها تستحسن رأيه وتثني عليه في بعض الاحيان ولكنها عندما عاندته في احد المواضيع قال بنبرة غير حاقدة:
- اتدرين ، انت عنيدة جداً.
ضحكت لملاحظته واجابت:
- كذلك أنت.
ابتسم ابتسامة واسعة:
- اذاً ، أنا وأنت من عجينة واحدة.
ثم مد يده الى إبريق العصير وتابع يقول:
- لقد اصبح كوبك فارغاً.
فقالت ليزا بسرعة:
- لا، شكراً لك ، فأنا لا أرغب بالمزيد.
قال:
- لقد اصبح الجو بارداً، مارأيك لو نتناول القهوة في الداخل.
وافقت ليزا على اقتراحه بحركة من رأسها وشعرت بسعادة عندما وجدته يقوم من مكانه ويسحب كرسيها ، فلقد اثبت خلال الساعتين الماضيتين، بأنه يتمتع بانطباعات مختلفة، ويمكن كذلك القول، بأن برت ساندرسون رجل صاحب وجوه متعددة.
----------------------------------
كانت الأبواب الزجاجية تؤدي الى غرفة الجلوس فسيحة الرجاء وقد فرشت وزينت بأثاث يتلاءم مع طبيعة هذه الجزيرة ، دخلت ليزا تتهادي في مشيتها على السجاد الثمين، وجلست على احدى الكنبات المريحة، ثم أخذت تتأمل بأعجاب النباتات الاستوائية المخضرة التي زرعت بذوق في انحاء الغرفة.
قالت وقد وقع نظرها على المدخنة:
- هل تحتاجون للتدفئة هنا؟.
اجابها برت :
- نحن لا نحتاج الى التدفئة هنا، ولكنني احببت ان اضيف الى هذه الغرفة مدخنة، تذكرني بطفولتي عندما كنت اعيش في بريطانيا.
عاد الخادم الذي قدم لهما الطعام قبل حين ، يحمل صينية القهوة ولم تبدو عليه الدهشة لانتقالهما الى الداخل.
فقال لها برت:
- بامكانك ان تذهب الآن ياسول.
سألت ليزا بعد ذهاب الخادم قائلة:
- سول؟ لم اسمع بهذا الاسم.
- انه تصغير لأسم سولومان وهو من الاسماء التي تعود الى العهد القديم، كما أن مثل هذه الاسماء تعتبر من الاسماء الشعبية الرائجة في هذه الجزيرة، والآن هل ستسكبين القهوة انت ام اقوم أنا بذلك؟.
اسرعت تقول:
- اطلب منك أن تقوم أنت بذلك، لأنني اخشى ان ينسكب بعضاً منها على هذا السجاد الثمين.
اجابها بنبرة دلت على عدم اهتمامه فيما لو تلطخت السجادة:
- لا ادري اذا كان يمكن تنظيفها لو حصل هذا فعلاً ، انسي ذلك الآن، كيف تفضلين قهوتك بالحليب ام بدونه؟.
- بالحليب من فضلك، مع ملعقة واحدة من السكر.
فعلق ملاطفاً:
- انني في خدمة السيدات الجميلات.
ثم قدم لها فنجان القهوة بعد ان اضاف اليه السكر والحليب حسب رغبتها.
شعرت بروحها تسمو وتحلق بخفة الى النجوم لكلامه الذي يقطر عسلاً ولما عرض عليها فنجاناً آخر من القهوة ، تقبلت منه ذلك بكل خاطر.
ثم وفجأة اخذ من يدها فنجان القهوة وجلس على الكنبة الى جانبها وقال بعذوبة:
- لقد انتظرت مافيه الكفاية.
شعرت ليزا بارتعاش شديد في داخلها من اللحظة القادمة وقد رأته يمسك وجهها بيده ليديره نحوها وقالت:
- هل تريدني أن ادفع ثمن دعوتك الى العشاء بهذه الطريقة؟.
تلاشت ابتسامته واخذ ينظر في وجهها بعينين ضيقتين وقد تبدلت ملامح وجهه عما كانت عليه في بداية السهرة وقال بخشونة:
- أهذ ماتعتقدينه؟.
اجابت وقد حاولت جهدها ان تتمالك اعصابها في هذا الموقف العصيب:
- هذا مااعتقده بالذي تريده مني ، افليس من اجل ذلك ابعدت سول عن هذا المكان؟.
قال وهو يسحب يده عن وجهها :
- طلبت من سول أن يذهب لأن مهمته قد انتهت ، اما بالنسبة لشكك بي فأنا لن أقوم بعمل انت لست راضية وموافقة عليه.
اسرعت ليزا تقول وقد شعرت بأنها تسرعت في الحكم عليه:
- انني آسفة جداً واعتذر منك.
------------------------
قال بنبرة قاطعة:
- كذلك أنا آسف واعتقد انه قد حان الوقت لتعودي الى غرفتك.
لقد اخطأت في حقه وشعرت برغبة ملحة في ان تراجع الامور بينهما من انسجام ومودة الى ماكانت عليه في بداية هذه السهرة فقالت:
- لا، لن أذهب ونحن على هذا الحال ، برت اسمع لقد اخطأت نحوك فأقبل اعتذراي ارجوك!.
بقي وجهه جامد الملامح ينظر اليها بعيني باردتين ثم قال:
- اعطني سبباً وجيهاً واحداً يفرض علي أن اقبل اعتذراك.
ان كل مااستطاعت ان تعطيه من اسباب كان:
- لأنني اطلب منك ذلك.
- لماذا؟.
نظرت اليه مترددة تفكر وتبحث في رأسها عن كلام قد يصلح الوضع بينهما ، لكنها لم تتوفق، خاصة وانها ادركت بأنه لا يلام على مايظهر لها.
عادت تناشده قائلة:
- ماذا تريدني ان اقول لك؟ وخصوصاً انك تعلم انني اشعر بميل نحوك.
اجابها بصوت منخفض:
- لكنك لا تثقين بي.
- ولكنني اثق بك الان ، صدقني يابرت.
اخذت ملامح وجهه القاسية تتغير تدريجياً لتعود الى ما كانت عليه من رقة وعذوبة وهو ينظر اليها نظرات حالمة، فشعرت بنفسها تغوص في اعماق عينيه الرماديتين وقد جذبها الى صدره ، انها تريد هذا الرجل ، تريده ان يكون حبها الكبير الذي تسعى اليه كا فتاة.
ابعدها عنه بعد لحظات قليلة وهو يقول :
- اعتقد انه قد حان الوقت لتعودي الى غرفتك.
نظرت اليه نظرات محدقة وقد شعرت بأنه حقاً يعني مايقوله وتابع بجفاف:
- لماذا الألم في عينيك؟ اليس هذا ماكانت تريدينه منذ البداية؟ وهو أن تخرجي من منزلي كما دخلته؟.
ارتبكت ليزا وهي تحاول ان تقف على قدميها وقد شعرت بالإشمئزاز من نفسها وإلى اين جرها كلامها اللطيف والمتوسل معه؟.
قالت وهي ترتجف بشدة من الغضب :
- فلتذهب الى الجحيم!.
ابتسم ابتسامة ساخرة وقال:
- لا اعتقد ان املك هذا سيتحقق والان دعيني ارافقك الى الخارج.
اجابت بغضب:
- يمكنني أن أخرج دون مساعدتك.
فقال لها ببرود:
- انني دائماً اقوم بحسن الضيافة مع ضيوفي ولآخر لحظة، فليس عندي تمييز بين ضيف وآخر.
مشيا والصمت يلفهما في الحديقة ، لم يبدو على ملامح وجه برت اي شيء يمكن تفسيره كما هي عادته وما ان وصلا الى درجات السلم حتى قال ببرود:
- اتمنى لك احلاماً سعيدة وانتبهي لخطواتك وانت تهبطين هذا السلم.
هبطت ليزا درجات السلم وهي لا تدري بنفسها ، فقد كانت الافكار تتضارب وتتسارع في خاطرها ماالذي حدث بينها وبين برت هذه الليلة وقد توصلت لأمر واحد وقاطع بأن ماكان سيحدث بينها وبينه من صداقة شخصية اذا صح التعبير قد انتهى الآن واسدل الستار عن الرواية في بداية احداثها.
-----------------------------
مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي كان الموظفون يثرثرون ويتهامسون عليها ونظراتهم المستاءة والحاقدة تلاحقها من مكان الى آخر عدا سيلينا فهي الوحيدة التي بادرتها بالحديث مباشرة وجها لوجه، اذ قالت لها:
- ياترى من يكون الشخص التالي الذي ستوافيه وتقبلين دعوته؟.
اجابت ليزا بهدوء رصين:
- انني لا اخطط لأمور كهذه ولا ادري ماالذي سمعته عني ولكنني واثقة من ان المسألة قد أخذت حجماً اضخم مما هي عليه في الحقيقة.
- يقول سول بأنك والسيد ساندرسون كنتما في غاية الانسجام قبل أن يغادر المكان فعلى ماذا اعتمد بكلامه هذا؟.
بقيت ليزا محافظة على هدوء نبرة صوتها واجابت:
- ذلك لأن السيد ساندرسون سيد نبيل يعرف كيف يكرم ضيوفه.
ابتسمت سيلينا بخبث وقالت:
-لم اقصد بكلامي هذه الناحية في الأمر .
- اسمعي ياسلينا ،لقد دعاني برت.. السيد ساندرسون لأتناول طعام العشاء معه لأننا كلانا بريطانيان وقد كانت بادرة طيبة منه.
كان من الواضح بأن سلينا لم تصدق كلمة واحدة من كلام ليزا فتابعت تقول بمكر:
- آه بادرة طيبة بالفعل سأذيع ماسمعته منك بين الموظفين.
فقالت ليزا:
- لا تزعجي نفسك فالأمر ليس بهذه الاهمية.
تابعت سيلينا الابتسام وهي تقول:
- حسناً كما تشائين.
قررت ليزا ذلك ، لأنها مهما قالت او فعلت فهي لا تقدر بأن توقف تلك الوشاشات اللئيمة والحاقدة كما وأن تلك الهمسات ستتوقف من تلقاء نفسها عندما يرون ويلمسون مع الوقت بأن ماكانوا يظنوه بينها وبين مالك هذا الفندق لم يكن سوى شائعة ابتكروها على مزاجهم لأن مابدأته مع برت توقف ولن يستمر اكثر من ذلك وكل ماعليها هو أن تتجاهل الامر تماماً.
ولكن الذي لم تتوقعه ان يدري ريتشارد هو ايضاً بتلك الهمسات وكان قد حدد معها موعداً لصباح يوم الاربعاء لانه كان يعاني من تشنج حاد في كتفيه.
سألها ريتشارد فجأة:
- ماهذا الذي اسمعه عنك انت وبرت؟ هل يمكنني القول بأنكما تعيشان قصة عاطفية؟.
اجابته ليزا باختصار:
- ليس الامر كما سمعت اعتقدتك ارفع من تصغي الى ثرثرة من هذا
نظر اليها وقد رفع حاجبيه متعجباً ثم قال:
- هل حدث شيء ما؟.
اجابت وهي تتعمد عدم المبالاة:
- ليس من عادتي أن يحدث معي شيء من دون أن اتمكن من معالجته.
- هل ترغبين ان نتحدث بشأنه فهذا يساعد احياناً في التخفيف مما يعانيه المرء من شجون وشؤون.
ابتسمت ليزا ابتسامة واهية وقالت:
- ان الأمر لا يستحق التحدث بشأنه شكراً لك على اية حال.
لكنه فاجأها بسؤاله هذا:
- لقد سبب لك آلاماً نفسية ، أليس كذلك؟.
أجابته بنبرة حازمة:
- سبق وقلت لك بأن الأمر ليس كما تعتقد.
--------------------------------------
لكن ريتشارد لم يرحمها بل تابع يسألها بالحاح وهو ينظر اليها بعمق:
- انك تحبينه ، هل أنا مخطئ بظني هذا؟.
شعرت ليزا بالألم في صدرها واجابت بعكس ماكان ينطق به قلبها تجاه برت:
- لا فأنا لا احبه ابداً، كيف لي ان احبه ولم يمض على معرفتي به وقتاً كافياً؟.
- وهل ليقع الحب بين شخصين يلزمه وقتاً طويلاً ؟ خذي مثلاً عني فقد احببت زوجتي منذ أن وقع بصري عليها ولأول مرةوبقيت وفياً لحبها حتى بعد مماتها ، اقول لك ذلك في حال كان لديك ادنى شك في استمرار وخلود الحب الحقيقي ، عل كل فبرت رجل ممتاز.
حاولت قصارى جهدها ان تحافظ على رباطة جاشها وتمالك عواطفها في الحديث الذي يدور حول رجل يهتف لها قلبها مع كل نبضة من نبضاته وقالت:
- انني لا انكر ذلك لكنني لا اكن له اية عاطفة بقدر ماهو يفعل ، كل مافي الامر انه دعاني الى العشاء ولبيت دعوته.
ابتسم ريتشارد بلطف وسألها سؤالاً جعل خديها يتوردان خجلاً:
- ألم يحاول أن يقبلك؟ واعتقد انك لم تمنعيه من ذلك.
اجابت ليزا دون ان تغير اعتقاده:
- ان انجذابي لذلك الرجل لا يعني بأنني مغرمة ومتيمة به وعلى اية حال ان ذلك لن يتكرر مرة اخرى.
- هل افهم من كلامك بأنه تمادى معك بهذه السرعة؟.
- لا بل على العكس...
وكأنما انتبهت الى ماكانت على اهبة أن تقوله، فتوقفت مستدركة لتتابع:
- اسمع انني حقاً اقدر اهتمامك بي ياريتشارد ولكنني لا ارغب بالتحدث في هذا الموضوع ، اتفقنا؟.
اجابها على الفور:
- طبعاً كما تشائين لكن اود ان تتذكري دائماً بأنني على استعداد للاصغاء اليك عندما تغيرين رأيك والان ارجو منك ان تتابعي عملك.
عادت ليزا الى عملها مفكرة كيف وأنها من سخافة عقلها اعتقدت ان برت رجل يمكنه ان يحب خاصة بعد الطريقة التي ارسلها فيها الى غرفتها ليلة البارحة، انه رجل لا يستحق منها ان تفكر به او ان تهتم لأمره.
كان القرار الذي اتخذته يسهل التفكير به لكنه في الوقت نفسه يصعب القيام بتنفيده، فقد كانت تفكر به طوال الاسبوع متسائلة هل هو في الفندق ام انه قد عاد الى عمله في بوسطن ، لكنها لن تحاول مرة واحدة ان تستطلع عن هذا الامروامضت الوقت تدرب نفسها وتحصنها لتضغط على عواطفها فيما لوحدث ورأت وجهه مرة اخرى.
لقد تناولت طعام العشاء مع ريتشارد في احدى الليالي ووافقت عندما دعاها لمرافقته السبت المقبل في رحلة في المركب ليقوما برياضة الغطس تحت مياه.
كانت شخصية ريتشارد تختلف كثيراً عن شخصية والدها ولكنها كانت تشعر باعجاب شديد به بالرغم من كل ذلك ولقد اخبرها بأن علاقته مع ابنه ليست ودية كما كانت العلاقة بينه وبين ابنته هيلين، لأنهما كانا يختلفان في وجهات النظر بأكثر من موضوع والذي سبب لهما عدم الانسجام والترابط العائلي كما ينبغي.
وكان ريتشارد يقر ويعترف بأن المشاكل الحاصلة بينه وبين ابنه لانس سببها ، بأنه كان يعطي كل اهتماماته لأموره العملية مماجعله ينشغل عن شؤون ابنه في السنوات المنصرمة ولكنه في الوقت نفسه، لم يعامل هيلين بالمثل بل كان يمنحها اهتمامه وعطفه عليها، كانت ليزا تصغي اليه وافكارها متجهة الى والدها وهي تشعر بالامتنان له ورعايته للعائلة.
-----------------------------------
اما غاري كونواي فقد لاحظت ليزا أن تصرفاته ابعد ان تكون سهلة المراس ولينة مع انه لم يرجع الى الحديث معها بخصوص مايربطها بريتشارد، لكن وبما انها اثبتت جدارتها ومهارتها في عملها لم يكن من شيء يدل على انه هو من يحدد استمرارها بعملها في هذا الفندق فالقرار النهائي والأخير يعود الى برت ساندرسون وحده.
وكما توقعت ليزا فقد توقفت الهمسات باللقاء والثراثرات بشأنها مع الوقت لعدم استمرارها باللقاء مع برت ، توالت الأيام وجاء يوم السبت يوم عطلتها الاسبوعية وموعد مرافقتها لريتشارد في الرحلة البحرية التي شارك فيها نزلاء من الفندق لا يقل عددهم عن اثنى عشر شخصاً، وكان في انتظارهم باصاً لينقلهم الى المرفأ، انضمت ليزا الى ريتشارد خارج الفندق في تمام الساعة الثامنة والنصف وشعرت بعيون المتطفلين تراقبانها، لكنها لم تعطى للأمر اية أهمية وتجاهلتهم تماماً.
كان طول المركب يبلغ ستين قدماً وكان سطحه مطلياً بلون أبيض ، اخذ يشع شرقاً تحت أشعة الشمس، ولاحظت ليزا ان عدد آخر من الناس عدا زبائن الفندق قد انضموا لمشاركتهم في هذه الرحلة ايضاً، ممايدل على انه لا يوجد عدد محدد للركاب كما هي العادة في اماكن اخرى من العالم.
دهشت ليوا عندما طلب من الركاب ان ينزعوا احذيتهم ويضعوها في اكياس في مكان خاص، وذلك كي لا تؤدي نعالهم سطح المركب المصنوع من خشب الساج الثمين، لم تعترض ليزا على ذلك احتراماً للقانون المتبع في هذا المركب، لكن بعض السيدات اللواتي كن اكبر سناً منها بدا على وجوههن الامتعاض لمثل هذا القانون الغريب.
لاحظت ليزا رجلاً ألفت رؤيته انه برت يحدث شابين يرتديان كما يرتدي هو تماماً، سروالاً قصيراً وقميصاً من القطن وكان يلف ذراعه كتفي اندريا غوردان مديراً نظره ناحيتها، فشعرت ليزا باضطراب وارتعاش في داخلها بينما هو يضحك عالياً وبعذوبة.
سألت ريتشارد:
- لم تقل لي بأنه سيشاركنا هذه الرحلة ايضاً ، يجب أن اخرج من هذا المركب حالاً.
اجابها ريتشارد:
- لقد فات الأوان على ذلك، وبدأ المركب يتحرك.
نظر اليها ثم تابع بنبرة متأسفة:
- لم اعرف بأنه عاد من بوسطن ، على أية حال هذا المركب يخصه.
فكرت ليزا والالم يعصر قلبها، بأنها ليست من شيء في هذا العالم الذي يعيشه هو.
----------------------------------




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:33 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:30 AM   #7

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
كان طاقم المركب يتألف من ثلاثة اشخاص، فماكان على صاحبه برت سوى ان يقوم بدور المضيف اللبق تجاه ضيوفه الركاب وبعد أن ابتعد المركب عن الميناء وسار في عرض البحر، أخذ برت ينتقل بين الركاب مرحباً بهم ، وكان يبدو انه على معرفة وثيقة ببعضهم.
ضبطت ليزا اعصابها لكي تنظر اليه بثبات عندما اقترب منها ولم تبد عليه أية علامات من الدهشة عندما رآها جالسة على احد المقاعد الخشبية لسطح المركب.
وبادرها فجأة بالسؤال:
- هل سبق لك ومارست رياضة الغطس تحت الماء؟.
أجابت بصدق:
- لا، ابداً ، لكنني مصممة على ان اجربها.
فقال وهو يبتسم ابتسامة باردة:
- اذا تمسكت بقوانينها وأنظمتها فلن تواجهي اية صعوبة تذكر ، على كل اعتقد ان ريتشارد سيخبرك عنها وسيساعدك.
دخل ريتشارد في الحديث عند ذلك وقال:
- لم أقم بممارسة هذا النوع من الرياضة سوى مرة واحدة، فمن الافضل ان تتولى أنت مساعدتها في ذلك لأنك تملك خبرة واسعة في هذا المجال.
اجابت ليزا على الفور:
- او اي شخص آخر لديه خبرة فأنا اعتقد بأن السيد ساندرسون لديه مشاريع اخرى للقيام بها أهم من ان يعلم مبتدئة مثلي.
لمعت عينا برت بطريقة لم تتوقعها عندما قال:
- لا ، بل على العكس ، فأنا أعتبر نفسي مسؤولاً عن كل شخص موجود على متن هذا المركب حتى يعرف ويدرك جيداً ماعليه ان يفعله، سنتوقف للمرة الاولى بعد قليل وساراك عند ذلك.
انتظر ريتشارد الى ان ابتعد برت عنهما ثم قال بلطف:
- اذا كنت تحاولين إثارة غضبه، فأعترف بأنك نجحت في ذلك، اذ لا توجد امرأة تنادي الرجل الذي سبق وقبلها بالسيد، دون أن تخشي منه الثأر والانتقام.
أجابت ليزا:
- انه رئيس عملي ، فماعساني أناديه بغير ذلك؟
فقال بنبرة عتب:
- لا تتغابي امامي فأنت تعلمين جيداً ماذا أعني فكل الذي جرى بينكما انتما الاثنان يبدو انه انقطع مخلفاً لكما الألم.
ابتسمت ليزا ابتسامة واهية وقالت:
- ربما كان كذلك بالنسبة الي ولكنه ليس بالنسبة اليه.
- لاتكوني واثقة من نفسك الى هذه الدرجة، فلقد شعرت بنظراته المتلهفة والمحببة اليك.
فكرت ليزا بينها وبين نفسها بأن نظرات برت المتلهفة اليها او كما تصورها ريتشارد ، لم تكن سوى محاولة متعمدة منه لاثارة اعصابها واستفزازها ، لكنها وفي الوقت نفسه صعب عليها أن تظهر امامه بطريقة غير مبالية أو بمعنى آخر ان تتصرف معه ببرود وكأنه لا يعني لها شيئاً،لأن حضوره كان يوقظ احاسيسها في كل مرة فكيف سيكون نهارها الطويل معه ياترى؟
-------------------------
لاحظت والمركب يشق المياه بسرعة بأن هناك جزر كثيرة كيفما اتجهت بنظرها ، كان بعضها صخري وبعضها الآخر اخضر بأعشابه.
فعلقت قائلة لريتشارد:
- لقد فهمت الآن لماذا الابحار رياضة اكثر شعبية من غيرها، وعلى الأخص في اقليم مثل هذا.
ثم رفعت عينيها لتنظر الى أشرعة المركب البيضاء تداعبها الرياح وتابعت تقول:
-انني لم أقم بمثل هذه الرحلة من قبل.
سألها بخبث:
- وهل أنت مسرورة لمجيئك بالرغم من كل شيء؟.
ضحكت بمرارة وقالت:
- يمكنك أن تقول ذلك.
ثم اخذت تبحث بنظراتها عن برت فوجدته يجلس بين جماعة الركاب وقد بدا عليه الارتياح والانسجام وكانت اندريا تجلس قريبة منه.
توقف المركب قرب جزيرة صغيرة ، ثم وزعت عدة الغطس على الركاب دون استثناء فقال لها ريتشارد:
- اعتقد أنه من الافضل لك ان تبقي مرتدية قميصك حتى لا تحرق اشعة الشمس ظهرك.
تقبلت ليزا نصيحته لها بامتنان وقد لاحظت بأن بعض الركاب كذلك لم ينزعوا عنهم قمصانهم القطنية وعندما انتعلت حذاء السباحة وجدت صعوبة شديدة في الوقوف فقالت ضاحكة:
- أشعر وكأنني طائر البطريق المائي ، فكيف سيكون بي الحال وأنا اسبح فيها في البحر؟.
جاء برت في تلك اللحظة وسمع آخر ماقالته فقال:
- ستتعلمين كل شيء خطوة بخطوة، انما هل جربت القناع المائي على وجهك؟
نفت ليزا باشارة من رأسها دون أن تكلف نفسها بالاجابة على سؤاله ، ثم نظرت اليه بدهشة عندما تناول القناع المائي من يدها ليضعه على وجهها، شعرت عندما أدخلت الصمام المطاطي في فمها أن شكلها يبدو غريباً ومضحكاً الآن وقاومت رغبتها الشديدة في نزعه عن وجهها، لأنها صممت ان تتدرب على هذا النوع من الرياضة حتى ولوكلف الأمر حياتها!
قال برت:
- هناك ايضاً سترات واقية في هذا المركب ان كنت تشعرين بأنك في حاجة الى حماية اقوى ، على فكرة هل تجيدين السباحة؟.
أخرجت ليزا الصمام المطاطي من فمها لتتمكن من الاجابة على سؤاله وقالت باعتداد:
-أجل، أجيد السباحة بمافيه الكفاية.
حاول ريتشارد أن يقول شيئاً ، لكنه تراجع عن ذلك ،بينما كان برت ينظر اليها بعينين ضيقتين وكأنه لا يصدق ما قالته ، ثم قال بنبرة لا تقبل جدلاً:
- ستكونين رفيقتي الآن ، اذهب ياريتشارد لمرافقة دايف ، فإذا تمكنتما مني وأظهرتما براعتكما في هذا المجال يمكنكما ان تترافقا بعد ظهر هذا اليوم.
أجاب ريتشارد بلطف:
- اتمنى ان نكون عند حسن ظنك.
ثم وجه كلامه الى ليزا وقال:
- أراك لاحقاً.
قال برت بعد ان ابتعد ريتشارد:
- انزعي القناع المائي عن وجهك وابصقي فيه، ثم دلكي زجاجة بإصبعك ، فذلك يمنع حصول طبقة ضبابية فوقه والتي تسبب في عدم الرؤية بوضوح.
----------------------------------
فعلت ليزا بما اشار عليها وكان معظم الركاب قد اصبحوا في الماء الآن.
امسك برت بيدها عندما انتهت من عملها قال بسخرية:
- سأساعدك في النزول على درجات السلم تجنباً لأي مكروه قد يحصل لك.
فقالت بعزم شديد:
- يمكنني أن أتدبر الامر بنفسي.
أفلت يدها وقال:
- عظيم ، إذا ً دعيني أراك تقومين بذلك بمفردك.
تدبرت ليزا نفسها وتمكنت ان تهبط أولى درجات السلم ، ثم وقفت قليلاً لتضع القناع المائي على وجهها ولتدخل الصمام المطاطي في فمها بعد ان اخذت نفساً عميقاً ، ثم تابعت تهبط الدرجات المتبقية الى ان اصبحت في الماء، فعلت كما فعل الآخرون، ارخت يديها الى جانبيها ومدت ساقيها باستقامة ثم أدخلت رأسها في الماء.
عندما أصبح وجهها تحت الماء وجدت عالماً مختلفاً تماماً ، عالماً رائعاً من الحركة والألوان، كان هناك اسماك زرقاء اللون واسماك مخططة بألوان متعددة، وأسماك تتغير ألوانها كلما غيرت اتجاهها، شعرت ليزا وهي تشاهد كل ذلك بايمان جديد يغمر روحها ونفسها ، لأنها لم تكن تتصور ان المخلوقات التي تعيش تحت الماء بهذه الروعة والجمال .
أخذ برت يسبح الى ان اصبح قريباً منها، ولامس ذقنها اشارة لها كي ترفع رأسها ، ثم سألها:
- هل أنت بخير؟.
اخرجت ليزا الصمام من فمها وهتفت قائلة:
- إنه عالم مدهش وغريب.
لم تستطع ان تقرأ أي شيء على ملامح وجهه حيث أنه ابقى القناع المائي ثم قال لها:
- اذا قررت الغطس تحت الماء فلا تنسي ان تنفخي في الصمام المطاطي عندما تعودين الى سطح الماء ، على كل سأسرع اليك حالاً فيما لو واجهت اية صعوبات، ولكنك تقومين بهذا العمل بطريقة ممتازة ، امامك عشر دقائق من الوقت، وبعد ذلك سنعود جميعاً الى متن المركب، انك فعلاً قمت بعمل جيد بالنسبة لتجربتك الاولى.
اجابت ليزا:
- انني لا اريد أن افسد عليك الأمور ، يمكنني حقاً الاعتماد على نفسي.
نبهها برت قائلاً:
- لا تقومي بهذا العمل بمفردك مهما كانت الظروف، فهذا أهم وأقدم قانون من قوانين هذه الرياضة، هناك دورة أخرى بعد ان نتناول طعام الغداء وسأراك عند ذلك.
انه بلا شك يمضي الوقت برفقة اندريا، فكرت ليزا بذلك بامتعاض وان الذي شاهدته في ممارستها لهذه الرياضة بأنها على خبرة واطلاع كاملين.
نادى برت بعد ذلك على الجميع بالعودة الى متن المركب وقد سبقهم اليه، ثم نزع القناع المائي وحذاء السباحة وأخذ ينظر إليها تصعد سلم المركب بصعوبة.
أشار لها قائلاً:
- انزعي حذاء السباحة ارميهما الى ناحيتي لتتمكني من صعود السلم بسهولة.
فعلت ليزا ماطلبه منها وامسكت بيدها بالسلم وبيدها الأخرى نزعت الحذاء ورمت به الى ناحية برت وتمكنت من الصعود بسهولة وبسرعة.
-----------------------------------
كان الجميع مايزالون بالماء ومن بينهم اندريا التي شاهدت ليزا تقف قريباً من برت فبان الغضب والانزعاج جلياً على وجهها ونادت:
- برت، ألن تعود الى الماء؟.
ابتسم برت لها وتناول من جديد عدة الغطس قائلاً لليزا:
- استريحي الآن لتتمكني من ممارسة هذه الرياضة بنشاط اكبر بعد ظهر هذا اليوم ، كما وأننا سنتناول طعام الغداء بعد ظهر هذا اليوم، كما وأننا سنتناول طعام الغداء بعد نصف ساعة من الآن.
كان تناول الطعام آخر ماتفكر به ليزا في هذا الوقت اخذت تراقبه وهو يلحق باندريا على عجلة ، فمن الواضح انه ماعلى تلك السمراء سوى أن تشير له باصبعها ليصبح رهن اشارتها.
أخذ الجميع بعد ذلك يعودون الى المركب تلو الآخر، ثم جاءت احدى السيدات اللواتي قامت ليزا بمعالجتهن عدة مرات لتجلس الى جانبها قائلة:
- أليس مانقوم به أمر رائع؟ ان برت يعرف جيداً كيف يكرم زبائنه! انني أقضي مثل هذه الاسابيع الجميلة في فندق رويال منذ ثلاث سنوات، أي منذ أن أعيد افتتاحه ولكنني لم اصادفه سوى هذه المرة ، لأنه وكما سمعت، لايأتي الى هذه الانحاء سوى في عيد السنة الجديدة، هل تعلمين اذا كان ينوي أن يمضي العيد هنا هذه السنة؟.
أجابت ليزا بنبرة طبيعية:
- لا، ومن أين لي أن أعرف ، على كل حال لم لا تسأليه بنفسك؟.
- هذا فعلاً ماسأقوم به، فلقد وعدت بعض الاصدقاء أن نمضي العيد سوية في باربادوس، ولكنهم اضطروا ولظروف خاصة ان يلغوا الموعد فلهذا السبب قد أبقى هنا.
كانت السيدة التي تتحدث مع ليزا، هي نفس السيدة التي قال عنها ريتشارد انها تفتش عن زوج جديد لها، فإذا كانت تخطط لتفوز ببرت ، فآمالها ستخيب مرة أخرى، خاصة وأنها تجاوزت الخامسة والأربعين من عمرها.
كانت غرفة الطعام في المركب تحوي على أنواع متعددة ومختلفة من أصناف الطعام كذلك انواع العصير الكثيرة وكعادتها اختارت عصير البرتقال المفضل لديها.
التقت بريتشارد الذي قال لها:
- سينطلق بنا المركب الى مكان آخر لنقوم بالغطس من جديد وذلك لن يكون قبل ساعة من الآن.
انضم برت اليهما فأسرعت تلك السيدة لتسأله بلهفة:
- هل ستمضي فترة العيد هنا يابرت؟.
اجاب بهدوء:
- ربما، وذلك يعتمد على تسيير اموري.
اعماله ام أموره مع ادريا؟
تسألت ليزا بينها وبين نفسها، هل يعني بذلك تسيير اعماله ام اموره مع اندريا؟وشعرت فجأة بألم حاد يقبض على صدرها.
انطلق المركب من جديد في الساعة الواحدة وأخذ يشق المياه لمدة ساعة أو اكثر بقليل من الوقت الى أن رسى في خليج صغير لاحدى الجزر فقرر البعض ان يتخلوا عن فكرة الغطس من اجل جمع الأصداف الفريدة من على ذلك الشاطئ، والبعض الآخر قرر الاسترخاء تحت أشجار النخيل الظليلة في تلك الجزيرة لكن ليزا كانت ترغب أن ترافق ريتشارد لتمارس الغطس تكملة لما بدأته صباح اليوم والذي باتت متشوقة للقيام به مرة أخرى.
----------------------------
غطست ليزا تحت الماء وقد شعرت بأن هذا الأمر قد اصبح أسهل عليها من الصباح وكان الباقون من الذين قرروا الغطس قد بقوا قريبين من بعضهم كماهو النظام لهذه الرياضة، لكن الظاهر أن ليزا قد نسيت هذا المبدأ لروعة ما كانت تشاهده تحت الماء من أنواع كثيرة وغريبة من الأسماك وأخذت تسبح وتسبح الى أن وجدت نفسها قد اصبحت قريبة من الشاطئ الرملي للجزيرة وارتاعت عندما وجدت ان المكان قد خلا من الجماعة الذين كانوا يرافقونها وان المركب قد أقلع دونها ولكنها أدركت بعد ان هدأت من نفسها قليلاً بأنها قد سبحت حول الجزيرة والى شاطئ آخر منها.
شعرت بالتعب الشديد وأنها غير قادرة لتسبح الى حيث يرسو المركب وكانت قدماها ترتجفان من الخوف ، لقد أنبت نفسها على هذا العمل الغبي الذي قامت به، وقررت ان ترتاح قليلاً ، فكرت بما أنها تمكنت من السباحة في هذا المكان، انه يمكنها ومن دون اي صعوبة أن تعود الى حيث يرسو المركب فالواضح ان المسافة ليست طويلة وقد ادركت ذلك من الوقت الذي استغرقته لتصل الى هذا الجزء من الجزيرة.
تمددت فوق الرمل الناعم وأغمضت عينيها مستسلمة لأشعة الشمس الدافئة، ولم تقطن لوجود شخص آخر في هذا المكان إلا عندما ظللها كلياً وحجب عنها أِشعة الشمس.
كان صاحب تلك الظلال برت وقد بدا متجهماً عابس الوجه، قال بنبرة ساخطة:
- ماالذي تنوين القيام به؟.
فوجئت بوجود برت الى جانبها وتعثرت وهي تحاول النهوض ، ثم قالت بارتباك شديد:
- لقد قمت بعمل غبي، أعرف ذلك ولكن..
- لا، بل عمل أحمق ، لا تقوم به سوى القليلات النضج والتفكير السليم ، فلو لم أشاهدك تتوجهين الى هذا المكان لاعتقدنا جميعنا انك علقت في مكان ولا يمكنك العودة الينا.
اعتذرت ليزا لتصرفها ، فهي لا تريد ان تتجادل معه في هذا الأمر وقالت:
- آسفة، لقد أخذت بنوع من السمك ولحقت به ولم أفكر بأنني بذلك سأبتعد عنكم ، على كل فأنا جاهزة للعودة الآن.
اجاب بنبرة آمرة:
- بل ستبقين حيث أنت إلى أن آذن لك بذلك فأنا لست مستعداً كي أسحبك بنفسي الى الجهة الأخرى من هذه الجزيرة .
لمعت عيناها بغضب شديد وقالت:
- ومن قال لك بأنني سأسمح لك بذلك !لأنني سرعان ماسأقوم بذلك بنفسي دون مساعدتك!.
- صحيح ؟ إذاً تفضلي واثبتي لي صحة كلامك.
ثم ضمها الى صدره ليهدئ من نفسها ويطيب خاطرها:
- حاولي أن تقولي الآن بأنك لست بحاجة إلي وانك لا تريدينني ياليزا!
فكرت ليزا بأنها لا تثق به ، ولكنه يحاول أن يقوم بشيء لغاية في نفسه، أجابت والألم يعصر قلبها:
- في الحقيقة أنا لست محصنة كلياً امام جاذبيتك وسحرك ولكن وبالرغم من كل ذلك، فأنا مازلت على موقفي وجوابي لك هو ، لا وانني أعني ذلك بكل ما للكلمة من معنى!.
قال بخشونة:
- بالطريقة التي رفضتني بها ليلة البارحة؟ تعلمين بأنه كل بامكاني أن اجبرك على ذلك.
فواجهته بتحد:
- إذاً كان بامكانك ان تحاول ذلك ، خاصة وانك لن تجد فرصة أخرى شبيهة بها! سأدعك ترى نجوم الظهر قبل أن أرضي غرورك وأطماعك بي!
-----------------------------------
نظر اليها نظرة شرسة وقال:
- لا تستفزيني اكثر من ذلك، فقد افقد السيطرة على نفسي وأقوم بعمل قد لا يرضيك!.
اجابت وكأنها لا تبالي بتهديده :
- حقاً ؟ وهل تعلم ماذا قد يكون شعوري تجاهك عند ذلك؟
تعلقت عيناه بعيناها وسألها:
- لا، ولكن هلا تواضعت وقلت لي ماهو؟.
اجابته بصوت يرتجف غضباً:
- بأنني ساكرهك كرهاً شديداً وسأجدك اكثر الناس حقارة وخساسة!.
قال بنبرة باردة:
- لكنك ورغم كل ذلك ، تريدينني منذ اسبوعين ، اسمعي الآن، اريدك ان تمضي يوم غد برفقتي.
اجابت ليزا:
- لا! اعتقد بأن ذلك سيحدث.
سألها:
- وماالذي تخشينه؟.
ارادت أن تقول له بأنني أخشى أن تسبب لي الألم والأذى، ولكنها قالت بدلاً عن ذلك:
- الذي اخشاه هو انني لا أريد ولا أرغب لنفسي أن ينظر الي نظرات ذات معنى امام زملائي في الفندق ، فيما لو اردت ان احتفظ بوظيفتي.
أجابها برت:
- ألم تفهمي بعد بأنه لو لم أكن اشعر بشيء تجاهك لما وجدتني أقضي اكثر أوقاتي في الفندق، بل بقيت في بوسطن حيث عملي الآخر؟ على أي حال يجب ان تفهمي جيداً بأن مهارتك بعملك لا علاقة لها بمجيئك او عدم مجيئك الي.
نظرت اليه دون ان يطرف لها جفن وقالت:
-في هذه الحالة، لماذا تتركني على هذا الحال من القلق والترقب خاصة وانني قد اثبت لك جدارتي وكسبت ثقة زبائني؟.
- لقد سبق وقلت لك بأن الفترة التجريبية مدتها ستة اسابيع وبعدها فقط سأعلمك بقراري بشأن عملك، والآن من الافضل لنا ان نعود الى حيث يرسو المركب .
أخذا يسبحان ليقطعا المسافة بين ذلك المكان والمركب وكان ريتشارد قد اصبح على سطح المركب وقد لازم نفسه كثيراً لأنه جعلها تغيب عن نظره وقال لها عندما اصبحت على المركب:
- لا ادري كيف انك اختفيت وبسرعة البرق عن ناظري، فأنا ماكنت سأسامح نفسي فيما لو حصل لك أي مكروه!.
أكدت ليزا وهي تطيب خاطره:
- ان الذنب ذنبي أنا وحدي لأنني نسيت القانون الذي يحتم علي في أن ابقى الى جانبكم على كل ، لا تقلق فأنا بخير.
- اشكر حسن الصدف لأن برت شاهدك وأنت تبتعدين عنا، وإلا لما كنا عثرنا عليك بسهولة.
قال برت عند ذلك:
- من حسن الحظ انها لم تصب بأذى.
ونظر في عينيها بعمق قبل ان يبتعد عنهما، ليتركها تتمزق بشكوكها تجاهه وإلى ماكان يرمي اليه في قوله الخير.
نظرت اليها اندريا نظرة عميقة متفحصة، فبادلتها ليزا نظرة ذان مغزى وهي تبتسم لها، ثم حولت نظرها عنها بسرعة وقد ادركت ان هناك سبباً وجيهاً يمنعها من أن تقيم صداقة مع برت، فهي ليست من مستواه والتي من نوعه تماماً هي اندريا فقط.
---------------------------------------
عند عودتها الى جزيرة سان توماس، ضربتهم عاصفة مفاجئة، ادركت ليزا وللمرة الاولى، بأن البحر لا يمكن أن يتكهن له متى يكون مزاجه جيداً أو سيئاً.
بقيت ليزا مكانها على سطح المركب، بينما اسرع الآخرون الى داخله تجنباً لجنون العاصفة البحرية، ثم هطل المطر بغزارة مما سبب لها قشعريرة باردة سرت في عروقها ، انما ذلك لم يدم طويلاً، فقد هدأت العاصفة وتوقف هطول المطر.
عاد ريتشارد الى سطح السفينة وقال لها حين وجدها مبللة:
- إن العاصفة مرت بسلام، أرجو أن لا تصابي بالبرد.
لم تتوقع ليزا أن تصاب بالبرد خاصة وان الشمس عادت تشرق من جديد لتلفها بأشعتها الدافئة، وصلوا جميعاً الى ميناء سان توماس في الساعة الخامسة، لتجد ان برت يساعد اندريا في الدخول إلى سيارة حمراء من نوع الفيراري، مماجعلها تشعر بغصة في حلقها ولكنها تجاهلت ذلك وحاولت ان يبدو عليها عدم الاكتراث.
رفضت دعوة ريتشارد للعشاء في مطعم الفندق لأنها كانت تشعر بالتعب الشديد بعد تلك الرحلة البحرية طوال النهار.
ولازمت غرفتها تكتب الرسائل الى عائلتها واصدقائها تشرح اليهم عن شوقها لهم وإلى الوطن الحبيب، وأنها كانت تعتقد في مجئيها الى هذه الديار الغريبة فرصة لا تعوض، لكنها الآن وفي هذه اللحظات تمنت لو أنها لم تتعرف على غاري الذي كان السبب في مجيئها.
رن جرس الهاتف في غرفتها في اللحظة التي ألقت بنفسها على السرير وقررت في البداية ان تتجاهل رنينه المتواصل، ولكنها لم تستطع الاحتفاظ بذلك القرار طويلاً، وجاءها صوت برت عبر الأسلاك ليقول لها:
- آسف لاتصالي المتأخر وذلك لأنني وصلت في هذه اللحظة بالذات، أريد منك أن توافيني إلى منزلي غداً في الساعة الثامنة لنتناول طعام الفطور معاً، ونقرر بعد ذلك كيف سنمضي اليوم بأكمله.
أجابته ليزا:
- انك واثق جداً من نفسك.
قال بصوت رقيق:
- أرغب في أن أراك ، هل كنت تعتقدين حقاً بأنني سأكف عن ملاحقتك وبهذه السهولة؟.
قالت ودون تفكير:
- وماذا بخصوص اندريا؟.
أجابها بلطف:
- انني لا أعتبر نفسي مسؤولاً عنها، انما الذي أطلبه منك هو المجيء إلي.
وتوقف عن الكلام ليسمع جوابها ولما لن تفعل تابع يقول:
- سأعتبر صمتك موافقة على طلبي، فلا تخيبي آمالي.
أعادت ليزا سماعة الهاتف إلى مكانها وبقيت مستيقظة في الظلام متسائلة عما قد يفعله ان لم تذهب إليه غداً، فما قد تكون ردة فعله تجاهها ، انها لا تدري.
------------------------



samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:31 AM   #8

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
استيقظت ليزا في صباح اليوم التالي، وكان الوقت قد تجاوز الثامنة، فأسرعت لتستحم وترتدي ملابسها، ثم وضعت ثوب السباحة في حقيبة يدها ، والقت نظرة سريعة على وجهها في المرآة معجبة باللون البرونزي الذي اكتسبته في رحلتها البحرية.
وبينما كانت في طريقها الى باب غرفتها ، رن جرس الهاتف.
رفعت سماعة الهاتف وتكلمت رأساً دون ان تعرف من يكون صاحب المكالمة، لأنها تعرف جيداً من يكون المتصل في هذا الوقت:
- لقد استغرقت في النوم اكثر من اللزوم، سأكون عندك بعد دقائق قليلة.
اجابها برت ببرود:
- من الأفضل ان تسرعي ، فليس من صفاتي الصبر.
ضحكت ليزا وقد شعرت بالدفء من نبرة صوت برت وقالت:
-ربما عليك ان تعود نفسك اكثر على التحلي بالصبر.
- تعنين أنه من عاداتك أن تجعلي الرجل ينتظرك!
اجابت بخفة:
- أن في ذلك اكتياز من امتيازات المرأة.
- ليس بالامتياز المعتاد عليه شخصياً، لذا اطلب منك أن تتوخي الحذر، هيا الآن تفضلي بالمجيء، فليس أمامك سوى عشر دقائق.
كان بامكانها أن تصل الى برت في المهلة التي حددها لها، لكن وبينما هي تسيرفي ردهة الفندق اصطدمت بغاري كونواي الذي بأدرها بالقول:
- ليس من حقك المشاركة برحلة الامس البحرية، لأنها مخصصة فقط لنزلاء الفندق وممن يدفعون.
أجابت ليزا:
- لقد كنت مدعوة من قبل نزيل وهو حسب قولك ممن يدفعون.
- هذا ليس ماأعنيه بالضبط ولكنك هل فكرت ولو للحظة واحدة ماقد يشعر به بقية الموظفين تجاه هذا الأمر؟.
احتارت ليزا بماتجيب فقد لمست في صوته شيئاً غريباً، ثم اجابت:
- في الحقيقة، أنا لم أتكلم معهم عن شعورهم تجاه هذا الامر، على كل حال، لقد كان برت في الرحلة البحرية ايضاً، ولم يبدو عليه انه يرفض مشاركتي.
أضاف بحدة:
- وهل تعتقدين بأنك عينت الاثنين برت وريتشارد رهن اشارتك وطوع امرك؟ ربما يمكن ذلك ان يطبق مع ريتشارد ، انما برت فأقول لك بأنك واهمة ، فلا من امل يرجى منه لناحيتك، لأنه ليس من النوع الذي يستمر في صداقاته مع آنسه لا قيمة لها ولا وزن!.
حافظت ليزا على ربأطة جاشها وقالت بنبرة هادئة:
- انا متأكدة بأنك محق في كلامك، ولكنني لا ارى نفسي آنسة لا قيمة لها ولاوزن كما تدعي.
فقال غاري عند ذلك بنبرة هامسة خلت من الحدة:
- اسمعي ياليزا انني اعتبر نفسي مسؤولاً عنك وعن تصرفاتك، ولا اريدك ان تتعرضي لأي أذى.
شعرت بالحيرة والارتباك عندما تغيرت نبرة صوته وأحست بهدوئه المفاجئ، فقالت:
- اذا كنت حقاً كما تتصورني ، فلماذا يهمك أمري ويقلقك؟.
----------------------------------------
اجابها باستياء:
- لقد أوحيت إلي عندما كنا في لندن بأنه سيكون بيننا صداقة وتآلف، فلماذا إذاً تعتقدين بأنني عينتك في تلك الوظيفة وجئت بك الى هنا؟ انك ولا انكر في ذلك معالجة فيزيائية جيدة، انما كان بوسعي ان اعثر على واحدة من هذه المنطقة.
نظرت ليزا اليه بألم:
- لو كنت حقاً أوحيت لك بشيء ما، كما تقول فذلك وبكل تأكيد قد صدر عني بدون تعمد أو قصد، وهذا لا يعني أنني اكرهك بالطبع، ولكنني لم اتصور قط...
قاطعها ليقول بخشونة:
- ليكن في علمك بأن برت سيعود الى بوسطن صباح الغد، هذا إذا كنت لا تعلمين حتى الآن.
تركها بعد ذلك تقف جامدة في مكانها وافكارها تروادها، ليس لأنها لم تكن تتوقع سفر برت الى بوسطن، بل لأنها لم تفكر بتاتاً بالذي قد يحصل بعد هذا اليوم الذي ستقضيه معه وتعيشه لأجله دون أن يعكر صفو افكارها أي شيء.
وصلت الى منزل برت بعد مضي ربع ساعة من الوقت، ووجدته مستلقياً يستريح على احدى المقاعد في الحديقة وهو ينظر اليها متسائلاً:
- هل تحاولين أن تثبتي امراً ما؟.
أسرعت ليزا تقول:
- أراد غاري ان يكلمني في موضوع ما، وأعلم بأنني لست من اللواتي يحاولن اللهو العبث خاصة بالمواعيد.
نهض وقال:
- يسعدني ان اسمع ذلك منك، هل ترغبين في السباحة؟.
وافقت ليزا على اقتراحه ودخلت الى المنزل لتبدل ملابسها ، بادرها بالقول حين خرجت الى الحديقة:
- يجب ان تسبحي ذهاباً واياباً مرتين على طول الحوض لكي تشتد عضلات جسدك فتسهل عليك الحركة .
أدركت ليزا بأنه على حق فيما يقول، ولكنها وجدت أن السباحة في الحوض صعب عليها اكثر من البحر وذلك لأنها كانت تستعمل العدة الكاملة للسباحة بما فيها حذاء السباحة الذي يسهل عليها الحركة اكثر.
فقالت:
- اننا مثل السلحفاة والارنب عندما تباريا في الركض ، فأنا أسبح ببطء شديد.
أجاب برت مشيراً:
- ولكن لا تنسي، فقد فازت السلحفاة على الأرنب اخيراً، ان كل ما تحاجين اليه هي التمارين المتواصلة ، لذا بامكانك ان تستعملي الحوض عندما تشائين.
فقالت بخفة:
- ولكن غاري لن يوافق على ذلك.
أجابها بنبرة حاسمة:
- سأتصرف مع غاري بطريقتي الخاصة.
ثم مد يده ليساعدها على الخروج من الماء وتابع يقول:
- هناك رداء اضافي للحمام على ذلك الكرسي يمكنك استعماله، بالمناسبة هلى ترغبين في تناول فطور الصباح في الحديقة ام داخل المنزل؟.
أجابت ليزا:
- في الحديقة.
ابتسم لها برت ابتسامة واسعة وقال:
- هذا مااحبه في المرأة أن تكون حاسمة وثابتة في مواقفها!.
أجابت مبتسمة ايضاً:
- كل ما اتمناه هو أن احظى برضاك وأن تكون سعيداً بي .
نظر برت اليها نظرة دافئة ألهبت مشاعرها:
- انك فعلاً تقومين بذلك.
----------------------------------
ثم تناول رداء الحمام عن الكرسي وساعدها في ارتدائه، فلاحظت ليزا بأنه رداء نسائي من شكله ومن مقاسه الصغير وهذا مما يدل على أنها ليست المرأة الوحيدة التي توافيه الى منزله.
نبهت نفسها الى انها يجب ان تنسى الآن وهي برفقته الآخريات ، فهذا ليس بالوقت الملائم للغيرة التي تنهش صدرها ، خاصة وأنه قد نسيهن جميعهن ليلتفت ويحصر كل اهتمامه بها، وهذا مايهمها أكثر الآن.
أخذ برت يحضر طعام الفطور بنفسه في مطبخ فسيح الأرجاء والذي كان مجهزاً بكافة الدوات اللازمة للطهي. لقد اعد البيض المقلي بدقة وعناية وبطريقة تعجز حتى ليزا ان تتقنها لو طلب منها ذلك، خاصة وأنها لم تكن معتادة إلا على تحضير القهوة والخبز المحمص لفطور الصباح ولاشيء عدا ذلك، لكن رائحة ذلك الطعام الذي كان برت يحضره لكليهما، أثار شهيتها.
وعندما عبرت له ليزا وبكلمات قليلة عن اعجابها بطريقة تحضيره للطعام، اجابها مبتسماً:
- لقد كسبت خبرة من قيامي لهذا العمل ولفترة طويلة.
ثم سكب البيض المقلي في طبق كبير برشاقة وتابع يقول:
- هيا الآن احملي صحنين لنا وابريق العصير، بينما احمل البيض الشهي.
تناولت ليزا ولأول مرة في حياتها فطور الصباح بشهية، كيف لا وهي جالسة في هذا المكان الذي يشرف على مناظر طبيعية خلابة؟ والأهم من كل ذلك، انها برفقة برت الذي بدل من كيانها واحاسيسها.
قالت بعد ان انتهت من تناول الطعام وقد شعرت بالكآبة:
- اتعلم انني ولأول مرة في حياتي، اتناول هذه الوجبة من الطعام والمليئة بالكوليسترول!.
نظر اليها نظرة لاهية وقال بتكاسل:
- ان استسلام المرء لرغباته احياناً، لايسبب له اي سوء، انما الخطورة تكمن، عندما يدمن عليها، هل ترغبين بمزيد من القهوة؟.
اجابت ليزا:
- لا، لقد تناولت منها مافيه الكفاية، شكراً لك ، انك حقاً طباخ ماهر.
- ان حاجتي للفطور جيد وشهي، دفعني لأن اكون طباخاً ماهراً ، على فكرة ماذا لديك من خطط لقضاء اليوم؟.
اجابته دون أن يكون في فكرها اي مشروع ما:
- لاأدري، ولا امانع في أي شيء تقترحه!.
ابتسم بهدوء وقال:
- في هذه الحالة مارأيك لو نعود ونبحر مرة أخرى؟.
- تقصد بذلك المركب الذي ابحرنا فيه البارحة؟.
- لا، فذاك فقط لرحلات زبائن الفندق، انني أملك يختاً يرسو في ميناء الجزيرة.
- انه أمر مثير للغاية، وهل سنتمكن من الغطس كما فعلنا البارحة؟.
- لا اعتقد ذلك، لأنني عادة أبقي معدات الغطس على متن المركب ليندرس، وستجدين في الأمر صعوبة من دونها.
أسرعت ليزا تجيب:
- هذا لايهم، انما يسعدني جداً أن اعود الى تلك الأماكن التي ذهبنا اليها البارحة، فالأمر كان ممتعاً.
ثم قال بلطف:
- كذلك انا استمتع بماحصل البارحة، وعلى الأخص في أوقات معينة.
-----------------------------
وعندما شاهد تورد خديها تابع يقول مبتسماً:
-تبدين أكثر جمالاً عندما تتورد خداك.
اجابته متهمة اياه:
- وأنت لاشك تتمتع بذلك عندما تدفعني اليه.
- ماتقولينه صحيح، لأنني لم اصادف بعد أي امرأة تتورد وجنتاها خجلاً لذكر المواضيع الحساسة.
قالت ليزا بامتعاض:
- ربما لأنهم قد تعودين على ذلك فأصبح الامر بالنسبة اليهن أمراً عادياً كتنشق الهواء.
- اما بالنسبة إلي، فأفضل ان اسمي هذا الأمر تغييراً يبهج النساء اللواتي اتعرف عليهن، هيا الآن ، لقد آن الاوان لكي نذهب.
دخلت ليزا الى المنزل لتبدل ثيابها، وعندما خرجت كان برت في انتظارها بقامته الممشوقة ، وقد ارتدى سروالاً ابيض قصيراً وقميصاً أزرق اللون.
قال لها:
- بالمناسبة ، لقد اتصلت بمطعم الفندق ليزودوا اليخت بأشهى أصناف الطعام، وذلك لأننا سنتناول طعام الغداء على متنه.
استقلا سيارته الفخمة والتي قادها بنفسه الى ميناء الجزيرة حيث ترسو مراكب عديدة من ضمنها يخته الأنيق والفخم وعندما صعدا اليه، اخذت تراقب برت وهو يقوم بتشغيل محركه بنفسه باتقان وروية، فتساءلت ولأول مرة منذ ان تعرفت اليه الى أية حدود يبلغ ثراءه وغناه.
تحرك اليخت في تلك الاثناء فنظر برت اليها نظرة جعلت قلبها يخفق بشدة، ثم حول كل اهتمامه لقيادة اليخت وقال لها:
- والآن هيا بنا الى مكان المفضل لدي، ويخامرني شعور بأنه سيكون كذلك بالنسبة لك ايضاً.
ضحكت ليزا وقالت:
- ستعرف رأيي فيه في آخر النهار.
عاد ينظر اليها متأملاً هذه المرة ثم قال:
- أريدك ان تعرفي بأنني أراك اليوم طبيعية وهادئة، فأنت غير الامس تثورين بسرعة كعادتك ، انصحك ان تبقي هكذا دوماً.
- ربما وجدتني طبيعية وهادئة هذا اليوم ، لأنك لم تفعل ولم تقل شيئاً يغضبني ، ولكنني أرى انه قد آن الأوان لكي أتعلم كيف احافظ على هدوء أعصابي عندما يثيرني احد ما.
أجابها ممازحاً:
- ياللخسارة ، لقد كنت استمتع بتلك المشاجرات التي كانت تدور بيننا.
- الأنك تجد في ذلك شيئاً مغايراً لعلاقاتك بالسيدات الأخريات؟.
ابتسم ابتسامة واسعة وقال:
- هل تقصدين بكلامك أنني معتاد على السيدات اللواتي يوافقتني على كل كلمة أنطق بها؟ إذاً، ليكن في علمك ، نعم، انه شيء من هذا القبيل.
- بمن فيهن اندريا غوردان؟.
لمعت عيناه الرماديتان وهو يقول:
- ان لأندريا افكارها الخاصة بها.
كانها ندمت على طرح مثل هذا الاقتراح عليه، أردفت تقول:
-من المؤكد انها كذلك ، كما انه يبدو عليها بأنها واثقة من نفسها الى أبعد حدود.
- انها فعلاً على هذا النحو، بالمناسبة، سنتمكن من رؤية الاطلنتيس بعد قليل من الوقت.
ارتاحت ليزا للتغيير المفاجئ لدفة الحديث بينهما، وقد ادركت ان مايكون بينه وبين اندريا ، لا يريد ان يتباحث فيه مع اي مخلوق كان .
----------------------------------
فسألته :
- ومايكون هذا الاطلنتيس؟.
- انها غواصة اعدت لمن يرغب من السواح في مشاهدة عالم البحار دون أن يقوموا بالغطس كما يفعل البعض الآخر، ويمكنها أن تغوص تحت الماء لعمق مئة وخمسون قدماً، كما انها تستوعب ستة واربعون راكباً.
ثم قالت فجأة بكآبة وقد تذكرت أمراً هاماً:
- لقد نسيت ان اتصل بوالدي، فقد تكون والدتي قلقة علي جداً.
ابتسم برت وقال:
- ان الامهات كلهن على هذا الحال، وهكذا كانت والدتي ايضاً.
سألته بلطف:
- تقول كانت؟.
- لقد توفيت منذ بضع اعوام مضت.
- آسفة لسماع هذا الخبر، وماذا عن والدك؟.
اجابها بنبرة وكانه يريدها ان تكف عن طرح المزيد من الأسئلة:
- لقد تزوج مرة اخرى، على فكرة ماذا بشأن والدك أنت؟.
اجابت بشيء من الامتعاض:
- ان والدي رجل دين.
قال بدهشة:
- ولماذا تقولينها بهذه النبرة؟.
فكرت ليزا مستاء من سرعة ملاحظته واداركه ثم قالت:
- ذلك لأنني اسمع وشوشات ساخرة أو شيء من هذا القبيل حول اي فتاة تكون ابنة رجل دين.
هز رأسه وكأنه ينفي مثل هذا الكلام وقال:
- وكنت تتوقعين ذلك مني ايضاً؟ كيف كان شعور والديك عندما قررت المجيء الى هذا الجزء من العالم؟.
- انهما ومن المؤكد يفضلان ان ابقى قريبة منهما، ولكنهما وبعد ان فكرا طويلاً، وجدا بأنها فرصة نادرة لي لأرى عالماً جديداً علي.
- إذاً، فأنهما لن يشعرا بالكآبة فيما لو استمريت بالعمل هنا؟.
نظرت اليه نظرة ذات معنى وقالت:
- لا اعتقد ذلك، ولكن هل حقاً ماتزال تريدني ان انتظر قرارك النهائي بعد مرور ستة اسابيع؟.
اجابها بلطف:
- كما قلت لك البارحة ، لامجال للمناقشة في هذا الموضوع، سيأتيك قراري بعد مرور ستة اسابيع.
قال بعد قليل:
- رأيت انه بامكاننا ان نتوقف في هذه الجزيرة الصغيرة ثم نسبح قليلاً في الماء وبعدها نتناول طعام الغداء.
قفزت ليزا الى الماء دون خوف هذه المرة متسلحة بالنجاح الذي حققته نهار البارحة في عملية الغطس، فلحق بها برت ليسبح الى جانبها.
قال لها محذراً عندما لاحظ انها تسرع:
- لاتجهدي نفسك، فلا داعي ان اقول لك كم من السهل اصابتك بتشنج في عضلات جسدك، وكا قلت لك هذا الصباح ، يمكنك ان تسبحي في الحوض في حديقة منزلي لتتمرني على ذلك بشكل منتظم.
بدأ يتناول طعامهما والذي كان مكوناً من اللحومات الباردة على مختلف انواعها، وسلطة الخضار والأجبان ، ثم الفاكهة المتنوعة والطازجة.
تذكرت بعد ذلك امر سفر برت الى بوسطن ، فسألته:
- في أي وقت ستسافر غداً؟.
-----------------------------------
اجابها وكأنه ينزع آخر امل في نفسها لبقائه:
- باكراً، فلدي اجتماع مهم في الثالثة بعد الظهر.
قالت ليزا بعد ان وجدت الكلمات التي يمكن ان تقولها:
- هذا يعني انك ستكون في عجلة لسفرك.
- هذا صحيح، ولكنني سأتمكن من الوصول الى الاجتماع في الموعد المحدد، وسأتغيب طوال الاسبوع المقبل، لكنني سأحاول ان أعود الى هنا في عطلة الاسبوع.
شعرت بقلبها يهوي من مكانه للمدة الطويلة التي سيتغيب فيها وقالت وهي تحاول السيطرة على نفسها:
- انتم من الأشخاص الذين يركبون الطائرات كما نركب نحن الاتوبيسات.
سألها متعجباً:
- انتم؟!.
- اعني الاميريكيين، فأنا تطبعت بهم منذ سنوات عديدة، لكن هل هناك مايزعج في ذلك؟.
اجابت ليزا بارتباك متجاهلة سؤاله:
- اعتقدت انك بعد مضي تلك السنوات التي امضيتها بعيداً عن بريطانيا متنقلاً مابين جزيرة سان توماس وبوسطن انك ستنسى لكنك البريطانية.
- ليس من السهل على اي كان أن ينسى اللكنة البريطانية الاصلية بعد أن يترعرع وكبر على التكلم بها.
ثم اخذ يدلك كتفه بتكاسل وقال:
- يبدو علي انني لست قوي العضلات كما كنت اعتقد.
اجابت ليزا وهي المدركة والخبيرة بمثل هذه الأمور :
- يصادف أي كان مهما كانت عضلاته صلبة ان يعاني من تشنجات فيها، هل تريديني ان ادلك كتفيك؟.
وافق على اقتراحها وقال:
- انها فكرة لا بأس بها، هيا اذاً فأنا أترك عضلاتي بين يديك الخبيرتين.
بدأت ليزا بتدليك كتفيه ولكنها شعرت بشيء مايحرك مشاعرها وأحاسيسها عندما لامسته وقالت:
- هل تشعر بأي تحسن؟.
اجابها برت:
- نعم بعض الشيء، ولكن أطلب منك أن لاتتوقفي وتابعي عملك لانهاء المدة المقررة لمثل هذه الجلسات تماماً كما في المرة السابقة.
تابعت ليزا عملها بدقة واتقان كعادتها مع أي مريض يأتيها، ولكن برت لايمكن أن يكون كأي زبون من زبائنها لأنها كانت تقوم بتلك الضربات الخفيفة على كتفيه وفي داخلها اضطرابات وعوامل نفسية لم تعتد عليها ولك تشعر بها قبل الآن.
قال بهدوء وقد شعر بالارتياح:
- انك رائعة ياليزا في عملك هذا بقدر ماأنت رائعة في جمالك.
ريتشارد على حق، لقد أحبت برت منذ النظرة الولى. الثقافية
ثم قال فجأة لينشلها من أفكارها المتلاحقة:
- أتعلمين انك حقاً مدهشة.
سألته بلطف:
- من اية ناحية؟.
اجابها وهو ينظر في عينيها بعمق :
- من جميع النواحي وأنا الذي كنت اعتقد بأن النساء البريطانيات باردات المشاعر والأحاسيس.
- ربما لأن الرجال البريطانيون هم الباردون في طبيعتهم.
-------------------------------------
مد يده ليرفع خصلات شعرها عن وجهها وقال:
- انك من النساء الواتي يستحيل مقاومة جاذبيتهن ، وهذا مادفعني في المجيء الى هنا لأمضي العطلة الاسبوعية.
- تعني انك جئت من أجلي؟.
- من غيرك دفعني إذاً للمجيء؟ ولقد انضممت الى رحلة البارحة لأنني وجدت اسمك يتصدر لائحة المشتركين فيها.
- لكنك جئت بأندريا معك.
نظر اليها متأملاً ثم قال:
- لقد حصل ذلك بظروف لم استطع ان اتجنبها، ولكن هل يجعلك هذا الأمر مستاءة؟.
اجابت وهي تحاول جهدها هذا ان لا يظهر ذلك حقاً على وجهها:
- لا ابداً كما وانه لا ارى من داع حتى اشعر بالاستياء منها.
- ولكنني اشعر بأنك لا تحبينها.
اجابت ليزا:
- ذلك لأنه مامن هناك اشياء مشتركة بيننا.
- كما وأنني لا اعتقد ذلك ايضاً.
سألها فجأة سؤالاً لم تتوقعه:
- هل احببت قبل الآن؟.
- اعتقدت مرة بأنني احببت.
- وماالذي بدل من حالك اذاً؟
- ادركت بعد فترة من الوقت بأنني كنت مخطئة في ذلك الحب.
- وماكان شعور الرجل الآخر تجاهك؟.
- اعتقد انه قد عانى من هجري له بكرامته وليس بقلبه.
- ولكنك لايمكنك ان تكوني أكيدة من ذلك.
- لابما، على كل، لقد مضى على هذه القصة اكثر من سنة.
- ألم تتعرفي على أحد غيره منذ ذلك الوقت؟.
- لا، لأنني لم أشعر بأحد قد أثار بي الاهتمام تجاهه.
توقفت عن الكلام قليلاً وكأنها تريد أن تشجع نفسها لتطرح عليه مثل هذا السؤال:
- وماذا بشأنك؟.
- لم أقع بالحب ولامرة في حياتي.
فقالت بطريقة حاولت من خلالها ان تبدو طبيعية:
- اعتقد انك لهذا السبب لم تتزوج إلى الآن.
- لا ينجح الزواج بالحب المتبادل بين شخصين فقط.
- لكنه احد اسباب نجاحه.
- لا، وحسب اعتقادي يحصل ذلك عندما يكون هناك انسجاماً بين الطرفين وليس يسبب الحب.
- ألا يعنيان نفس الشيء؟.
- الكثيرون ينخدعون بين الحب والانسجام، وينتهي بهم الأمر في المحاكم لأجل الطلاق، اما بالنسبة الى فعندما اقرر ان اتزوج، لن اجعل مثل هذا الامور ان تحدث.
قالت عند ذلك:
- لا اعتقد بأنك قد تقع في هذا الخطأ، على فكرة ، ألم يحن بعد موعد عودتنا الى سان توماس؟.
اجابها برت بخشونة:
- ليس بعد، فالرحلة مازالت في بدايتها.
ولم يعودا الى جزيرة توماس إلا عندما اذنت الشمس بالمغيب، فاستقلا سيارته الفخمة وقد شعرت ليزا بالألم والاضطراب في داخلها، وصارت تتساءل كيف سيمر عليها هذا الاسبوع دون أن يكون الى جانبها، ولم تعد تشعر بالاندفاع الى عملها الذي كانت تحبه وتتفاني بشتى الطرق كي تنجح فيه.
--------------------------------
وإذا أخذنا بعين الاعتبار حدود علاقتهما ، نجد انه من الممكن ان تكون فكرة صائبة لو أنها تحزم امتعتها وتغادر جزيرة سان توماس وتقوم هي أولاً بهذه المبادرة قبل أن يمل منها ويطردها من العمل في فندقه، فهي محتارة لما يظهر لها من الاهتمام، ولكن الى متى قد يدوم هذا؟.
قطع برت عليها افكارها وقال:
- تبدو على ملامحك الكآبة، هل تشعرين بالتعب؟.
اجبرت ليزا نفسها على الابتسام وقالت :
- كنت افكر فقط.
بادل ابتسامتها بنظرة مبهمة من عينيه وقال:
- لقد امضينا يوماً رائعاً، فمارأيك لو نتناول طعام العشاء في مكان ما خارج الفندق.
قررت ان تستمتع بوقتها معه طالما انه لا يزال يظهر لها الاهتمام فتمتمت قائلة:
- علي ان ابدل ملابسي اولاً.
اجابها:
- من الطبيعي ان تفعلي ذلك وكذلك أنا ، ساوصلك الى الفندق وأعود اليك لأصطحبك لتناول العشاء عند الساعة الثامنة، هل يكفيك هذا الوقت؟.
- نعم.ريحااااااااااانة
قالت ليزا موافقة مع انها كانت تفضل ان تمضي هذه الليلة في منزله، لكنها لم تتجرأ ان تقول له ذلك وجهاً لوجه، وادركت وهي تشعر بالألم يقبض على صدرها ، ان استسلامها لحب برت كان اكبر خطأ ارتكبته في حياتها.
-----------------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:43 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:33 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
ارتدت فستاناً من الحرير احمر داكن اللون وانتعلت الكعب العالي.
خرجت من غرفتها وتوجهت الى بوابة الفندق ولكنها فوجئت به ينتظرها في سيارته امام المبنى الذي يسكن فيه مع بقية الموظفين.
فقالت له بينما يساعدها في الدخول الى السيارة:
- اعتقدت وكما قلت لي قبل الآن، بأنك ستصطحبني من امام بوابة الفندق.
فسألها بنوع من السخرية:
- وهل تمانعين ذلك خوفاً من ان يشاهدك زملاؤك وأنا اصطحبك من هذا المكان؟.
اجابت بطريقة تدافع بها عن نفسها:
- لا، ولكنني اعمل بوجهة نظرك كما اشرت علي في البداية وحذرتني.
- ان هذا الأمر يعنيني انا وحدي ولاشأن لأحد في ذلك.
ثم اقفل باب السيارة بكل هدوء وهو ينظر اليها قبل ان يتابع كلامه:
- هل أنت مستعدة لتتصرفي مثلي تماماً؟.
قالت دون ان تمنح نفسها لحظة تفكير:
- نعم.
ابتسم لها مشجعاً وقال :
- عظيم.
استدار حول السيارة وجلس وراء المقود ليدير المحرك، لاحظت ليزا بأن رطوبة الجو قد ارتفعت هذه الليلة على غير عادتها ، بينما انطلق بالسيارة يخرج من الطريق الخاص للفندق.
----------------------------------------
كيف يشعر المرء عندما يكون صاحب فندق عظيم مثل فندق رويال؟.
سألته ليزا دون أن تشعر ، وتمنت لو انها لم تطرح عليه مثل هذا السؤال عندما وجدت الدهشة الشديدة مرتسمة بكل معانيها على ملامح وجهه.
اجابها:
- اعتقد بأنه لا يختلف عن أي فندق آخر.
- ولكن من المؤكد بأنك تفتخر بنجاحه وشهرته.
كان جوابه عليها صريحاً وواضحاً:
- لو لم يكن كذلك، لما استمريت به وذلك لأنه يقع على اجمل تلة في هذه الجزيرة ويشرف على اروع المناظر الطبيعية، فمن حسن حظي ان يكون لي مركزاً مهماً في هذه الممطقة، صحيح أن بوسطن من الولايات التي يهنا المرء في العيش فيها ولكن طقس شتاءها رديء جداً، على فكرة ، هل سبق أن قمت بزيارتها؟.
أجابت ليزا:
- لا ابداً ، فأنا امضي دائماً اجازتي في انحاء اوروبا.
- في رحلات تثيقيفية.
ضحكت ليزا وقالت:
- ليس تماماً، لأن اجازتي عادة تكون في فصل الشتاء، حيث يتسنى لي أن امارس رياضة التزلج.
سار برت في سيارته في طريق الساحلي، ولكنه توقف فجأة ودون سابق انذار، وذلك لأن السيارة التي كانت امامه توقفت فجأة دون أن يراعي سائقها بأنه قد يكون وراءه سيارة اخرى، لكن برت لم يغضب لذلك وتصرف بكل هدوء وهو يقطع عنها ويستمر في طريقه.
فقالت ليزا وكأنها تستنكر مثل هذه الأمور:
- ألا يكلف السائقون هنا انفسهم وينظرون في المرآة عندما يقررون التوقف فجأة.
اجابها برت ببرود:
- حتى لو أنهم نظروا في المرآة فذلك لن يغير شيئاً من عاداتهم، على فكرة هناك منطقة جبلية قريبة من بوسطن وتعتبر من الأماكن الممتازة للتزلج وانصحك ان تجريبيها في وقت من الاوقات.
فكرت ليزا بألم ، انه من الصعب ان يكون في كلامه دعوة لها الى بوسطن لتمارس رياضة التزلج التي تحبها ، انها فقط نوع من المحادثة بينهما، فأجابت بأسلوب ارادت فيه ان تظهر طبيعية:
- اعتقد انني سأتمكن من ذلك، ولكنني سأتذكر ذلك دائماً.
بقي برت صامتاً بعد ذلك لعدة دقائق وكان بين الفينة والفينة ينظر اليها ، لاحظت ذلك وأملت بينها وبين نفسها ان لا يكون ، قد ابتدأ يمل من رفقتها ، فأخذت تفكر بموضوع ماتحدثه به.
سألته واليأس يملأ قلبها:
- إلى اين نحن ذاهبان؟.
اجابها بنبرة لم تستطع ان تدرك منها أي شيء يطمئن لها قلبها:
- اننا ذاهبان الى مكان اعرفه يقدم طعاماً شهياً، كما وان صاحبه صديق قديم لي، واعتقد أنه سيعجبك ايضاً.
كادت ان تجيبه ، طبعاً سيعجبني طالما أنه يعجبك ولكن كرامتها منعتها من ان تقول له ذلك، ثم قالت باهتمام:
- يبدو لي انه مكان مشوق، فهل تذهب اليه دائماً.
- في الأوقات التي أشعر فيها بالاحباط فقط، لأنني أجد الراحة والهدوء عندما اختلط بالسكان المحليين.
تمنت ليزا ايضاً ان تجد في هذا المكان الراحة والهدوء لنفسها المضطربة، وعندما وصلا الى المطعم الصغير الذي لا يسع الا لستة طاولات فقط وقد شغلت طاولتان منها .
--------------------------------------
استقبلهما صاحب المطعم بابتسامة عريضة ، واندفع قائلاً:
- واخيراً احضرت معك سيدة ياصديقي، ماذا تطلبان؟.
ابتسم برت ابتسامة واسعو وقال:
- كوبان من عصير البرتقال ، ليزا اعرفك على موسز ليفينغ ستون جونسون.
فهتف موسز قائلاً وهو يشير بيده التي تشبه المطرقة إليهما ليجلسا الى احدى الطاولات:
- أي صديق لبرت يكون صديقي انا ايضاً، اعطني شالك لأضعه جانباً ايتها السيدة.
اعطته ليزا الشال وقد شعرت بالانتعاش يملأ كيانها لحيوية الرجل وحسن استقباله، كذلك رحب بها الزبائن القلائل الذين وجدوا في المطعم دون أن يظهر عليهم أي امتعاض لوجود امرأة بينهم.
ثم سأل موسز برت:
- هل ستنتاولان طعام العشاء عندي؟.
ووضع عصير البرتقال امامهما.اجابه برت:
-طبعاً، وهل لنا غير عندك؟.
- اذاً من الافضل ان تختارا ماتريدان قبل أن يزدحم المطعم، وانصحكما بالكالالو.
فسر برت لليزا قائلاً:
- ان الكالالو هو نوع من السمك المفضلة لدي.
ابتهجت اسارير وجهها قائلة:
- اذاً فأنا متأكدة بأنه سيعجبني ايضاً.
لمعت عينا برت وقال:
- اشربي العصير اولاً.
امتلأ المطعم بعد فترة قليلة بالزبائن كما اخبرهما موسز، لاحظت ليزا ان جميع من دخل اليه كانوا يعرفون بعضهم البعض، لابد وانهم من الزبائن الدائمين لهذا المطعم ، ولكنها شعرت وفي الوقت نفسه بارتياح كلي لجو الألفة والمحبة بين الجميع ، بالرغم من أنها كانت تجد صعوبة في فهم بعضا الالفاظ الغريبة عنها.
اما برت فقد بدا وكأنه في وسط اهله ومحبيه وأخذت ليزا تصغي اليه وهو يمزح مع موسز ويقهقه عالياً بانشراح تام، ادركت بأنها تحبه حباً كبيراً يعجز اشهر الأدباء عن شرحه ونقله الى القراء، انه ولأول مرة يصطحب امرأة معه الى هذا المكان ، هذا ماصرح به موسز عندما دخلا اليه ،وقد ادخل هذا النبأ السعادة الى صدرها، تذكرت انريا او تستمتع بجلوسها وسط السكان المحليين والمتواضعين في هذه الجزيرة.
مر الوقت بسرعة دون ان تشعر به وقد تجاوز منتصف الليل ومع ذلك كانا أول من غادر المطعم ، وقد اعتذر برت من صديقه موسز بأنه سيسافر في الصباح الباكر.
عندما اصبحا في السيارة سألها برت:
كيف وجدت هذا المطعم؟.
هتفت ليزا تقول من صميم قلبها:
- انه مكان رائع ولاشك في ذلك، كما انني لا اعتقد بأنني استمتعت بوقتي كما استمتعت به اليوم!.
- يسعدني جداً ان اسمع منك ذلك ، كما أنه يؤسفني ان اكون مضطراً الى فراقك صباح الغد، ولكنني اعدك انني ساعود في أسرع وقت ممكن، مايحيرني هو هل تشعرين بنفس ما أشعر به وانك ستكونين على انتظار حار لعودتي؟.
حجبت عنها ظلمة الليل في ان تقرأ في ملامح وجهه أية تعابير تذكر، وذلك لأنها لم تستطع ان تفهم من نبرة صوته مايجول في خاطره ويشعره به في اعماقه تجاهها.
-----------------------------------------
اجابت مرواغة:
- وماالذي تعتقده؟ انني سأكون غير ذلك؟.
- انني فقط اريد أن اتاكد من الأفضل أن نعود حالاً، لأنني يجب ان ارتاح لأكون بكامل حيويتي ونشاطي في الصباح الباكر.
أوقف سيارته امام المبنى المخصص لو ظفي الفندق وقال:
- الى اللقاء ياليزا، انتبهي الى نفسك!
اخذ الألم يعصر قلب ليزا وهي تنظر اليه يبتعد بسيارته عنها، وشعرت بأن الاسبوع القادم سيكون اطول اسبوع يمر عليها في حياتها .
لكن الاسبوع قد امتلأ اكثر من كل الأسابيع بالعمل بالنسبة اليها ، فقد انهالت عليها الطلبات من خارج الفندق ايضاً، وذلك بعد مديح فيليستي ديردون بقدرتها واسلوب علاجها المميز وقد لمست كل ذلك منها بعد عدة جلسات لتصبح بعد ذلك من الزبائن المواظبين.
كان زوج فيليستس يكبرها بسنوات عدة، وقد تقاعد ليمضي معظم اوقاته في هذه الجزيرة الرائعة، ولكن يظهر ان زوجته لم تكن مرتاحة لبقائها الدائم هنا.
وفي احدى الجلسات معها قالت لليزا:
- هذا لا يعني بأنني لا أحب هذا المكان ، ولكن الشمس والمناظر الطبيعية ليست كل شيء في هذه الحياة، ان المرء في النهاية يشعر بالملل والضجر ويحن الى ضوضاء المدينة ، اشعر بالغيرة احياناً منك لأنك منهمكة طوال الوقت في عملك ولا تشعرين بما اشعر به من الملل.
- ولكن اكثر الناس يعتقدون بأنك سيدة محظوظة لأنك لست بحاجة الى العمل، فتقومين بكل مايخطر ببالك وفي اي وقت تشائين.
- ذلك اذا كان هناك من شيء يستحق القيام به، وبالطبع مع شخص ترتاحين اليه .
فقالت ليزا مقترحة عليها:
- ماذا عن اندريا جوردان ، يمكنك ان تقومي بمشاريع مسلية معها، لأنها تمضي اكثر اوقاتها في هذه الجزيرة.
اجابت فيليستي بجفاف:
- لا اعتقد بأنها تناسبني ، على أية حال فاندريا لن تمنحني يوماً لأقضيه برفقتها.
- لكنها تدعوك الى حفلاتها.
- ان ذلك من باب التملق وحب الظهور، لأن اندريا تعتقد بأن الشخص الوحيد الذي يثير اهتمامها هو برت ساندرسون ولا احد غيره ،على كل انا لا الومها فبرت رجل مميز الأوصاف ! لا ترين ذلك ايضاً؟.
جاهدت ليزا لكي تحافظ على هدوء نبرة صوتها وقالت:
- كيف لي أن اعرف ذلك.
- آه، لا تتجاهلي الأمر ياليزا، فالكل يعلم بأمركما ، وذلك لأن الجزيرة الصغيرة وعدد سكانها ضئيل كما وان الشائعات تقول بأنك كنت مهتمة بغاري كونواي في البدء الى أن ظهر برت في حياتك.
اجابت ليزا :
- ان هذه الشائعات لاصحة لها مطلقاً ووجودي هنا فقط للمهنة التي امارسها.
- يمكنك ان تنكري هذه الشائعة ماشاء لك في ذلك ولكنك لن تتمكني من اقناع الجميع بما يرونه ويلمسونه ، انك تملكين الجمال والجاذبية كأي فتاة اخرى، ولكن برت لم يصرف اهتمامه لأحد سواك ، فكيف تمكنت من حعله يميل إليك؟.
------------------------------------
قالت ليزا وقد شعرت بعدم قدرتها على متابعة الحديث قد طال بيننا وتجاوز الحد ، على اية حال لقد انتهت فترة الجلسة.
- ياللأسف .
ثم نظرت اليها بخبث وتابعت تقول:
- ولكن يجب ان تعلمي بأن مابينك وبينه لن يطول.
لم تعلق ليزا بكلمة واحدة بل شعرت بارتياح شديد والسيدة الكبر سناً منها تبتعد عنها وتخرج من غرفة الرياضة، انها تعلم بأن ماقالته فيليستي اخيراً ليس مزاحاً، بل أنه امر حقيقي، ولكن الوقت قد فات الآن لتفكر به وقد باتت متعلقة ببرت قلباً وروحاً.
كان ريتشارد هو خير الاصدقاء لتمضي اوقات فراغها معه في غياب برت.
قال لها مرة في احدى المسيات وهما يتناولان طعام العشاء:
- لا ادري لماذا برت مايزال يصر على ان تنهي الفترة التجريبية بكاملها خاصة وبعد ان اثبتت جدارتك وكفاءتك! هل سمعت شيئاً عن اخباره مؤخراً؟.
حافظت ليزا على هدوئها وقد بدأ الحديث يدور بينهما عن برت واجابت:
- انني لا انتظر منه ذلك.
سألها بطريقة مشككة:
- بالرغم من انكما امضيتما نهار الحد بطوله مع بعضكما؟.
تظاهرت بعدم المبالاة وقالت:
- انك تعرف ذلك المثل الشائع بعيد عن العين بعيد عن القلب.
- لكن ليس بالنسبة اليك ياليزا ، فلا تحاولي ان تخدعينني ، انك تحبينه.
اجابت ليزا بصراحة:
- حسناً ولكن لا تقلق بشأني يمكنني أن أتدبر امري.
سألها بلطف:
- هل حقاً يمكنك ذلك؟.
حاولت جهدها لتظهر له الصدق في الكلمة الوحيدة التي اجابته بها:
- نعم.
- اعتقد بأنك تغالطين نفسك، فالذي الاحظه ان من الصعب عليك ان تتجاوزي هذا الامر وبأعصاب باردة كأن مابينكما قد انقطع.
فقالت له:
- انت مخطئ باعتقادك بي، فأنا ممن لا يعيشون بالأوهام فلو رجع برت في نهاية عطلة الاسبوع لن تكون عودته مردها انه لايمكنه العيش بدوني.
- كيف يمكنك أن تكوني متأكدة من مشاعره نحوك، فهل لمح لك بشيء ما؟.
- لا، انما من تمنعه عن الاتصال بي ليؤكد عودته وموعده معي في نهاية الاسبوع، افلا يعطيك هذا تفسيراً وافياً؟.
نظر ريتشارد اليها بعينين ضيقتين وقال:
- هل افهم من كلامك بأنه سيتخلص منك عندما تنتهي فترتك التجريبية ؟ لا يمكنني ان اصدق ذلك.
هزت كتفيها دون مبالاة وقالت:
- ولا اريد ان اصدق انا ايضاً ولكن كيف يكون العكس عندما يعاند ولا يلمح لي بكلمة واضحة في هذا الشأن، واعتقد ان بقائي هنا سيجلب له المتاعب.
- ربما تصدر المتاعب من غيرك من النساء ، ولكن بكل تأكيد ليس منك.
- انك تثق بي اكثر مما يثق هو بي.
-----------------------------------------
- إذا اعتقد بأنه ليس عنده بعداً في النظر ليحكم على شخصيات الآخرين .
اجابت ليزا وقد توردت خداها خجلاً:
- ان شخصيتي لا تعني له شيئاً انما هو يرمي الى امور اخرى تصعب علي أن اقولها.
- اذا كان يقيمك بمثل هذه الامور ، فهو في هذه الحالة جاهل لا يفهم بأمور الحياة بمافيه الكفاية!.
ابتسمت ليزا وقالت:
- لسوء الحظ، انكما مختلفان في وجهات النظر.
ثم اضافت مترددة:
- وحتى اكون صادقة معك، أنا لست اكيدة فيما لو سأستمر في العمل هنا حتى ولو وافق واراد ان يوثق عقد العمل معي.
نظر ريتشارد اليها متأملاً وقال:
- ربما يكون هذا الاختيار انسب وافضل لك على كل الاحوال، ولكن اذا قررت اخيراً في ان لا تستمري في العمل، فهل تقبلين ان تكوني المرافقة الخاصة لي لدوام معالجتي؟ وهذا يعني انك ستسافرين معي اينما ذهبت خلال فصل الشتاء ، كما انه ستكون لك شقتك الخاصة في بوسطن، ولك كذلك ملء الحرية في ان توسعي اعمالك مع مرضى غيري.
لقد كان فعلاً عرضاً سخياً منه واحتارت بما تجيب، ولكنها قالت اخيراً :
- انه لعرض ممتاز تقدمه لي ياريتشارد ، وانا ممتنة لك جداً ، انما لا يمكنني ان اسمح لك في ان تجد لي عملاً بديلاً لعملي هذا.
فقال ريتشارد:
- لكن مااعرضه عليك سيأخذ صيغة اوسع واكبر من صيغة العمل ، فأنت ستمنحيني في الوقت نفسه رفقة طيبة وممتنة ، بدلاً من ان انتقل وحيداً بين البلدان ويمكنك ايضاً ان تزوري عائلتك في اي وقت تشائين بالطبع فأنا لن امنعك عن ذلك بتاتاً.
وعندما حاولت ان تقول شيئاً منعها بحركة من يده ليتابع قائلاً:
- لا تجيبيني الآن، بل فكري بالأمر بروية، هل تعدينني بذلك؟.
اذعنت ليزا للأمر ووعدته في ان تفكر في عرضه مع انها كانت تعلم بأنها لن توافق عليه لأنها لا تريد ان تستغل طيبة ومشاعر ريتشارد الذي ينظر اليها كبديلة لابنته المتوفاة.
غير ريتشارد بعد ذلك دفة الحديث لكنها ادركت من ملامح وجهه ونظراته اليها بأنه ينتظر منها الموافقة على عرضه لها ، انه ومن دون شك عرض مغر وعليها ان تعترف بذلك وقد يمكنها في الوقت نفسه ان تنسى كل ماكان لها مع برت.
بينما كانت ليزا في اليوم التالي تراجع جدول مواعيدها مع الزبائن تفاجأت لا بل ضعفت عندما وجدت اسم اندريا غوردون يتصدر قائمة المواعيد ليوم الجمعة وفي الساعة العاشرة صباحاً.
وجاءت اندريا في موعدها دون ابطاء ، لكن ليزا وجدت صعوبة في التركيز على عملها ، كيف لا، وهي تعتبرها منافستها على برت.
قالت اندريا فجأة خلال الجلسة :
- انني لن اركز في الحديث على ماكان بينك وبين برت او اناقشك به ، ولكنني اعتقد انه من الواجب علي ان احذرك بأن ذلك سيكون مؤقتاً ولن يطول بكما الأمر.
شعرت ليزا بالدم يتجمد في عروقها واحتارت بما تجيب ولكنها قالت بعد ذلك:
- هل يعنيك الأمر؟.
----------------------------------------
اجابت اندريا بوقاحة:
- قد يكون معك الحق لو كان الأمر يختلف ولكننا أنا وبرت لدينا مشاريع طويلة ودائمة والتي لا يمكننا ان نبت بأمرها في الوقت الحاضر، ولكن وإلى ان يحين ذلك الوقت ، فكلانا حر بتصرفاته فلا تعقدي الآمال عليه وانصحك بذلك كي لا تتألمي في النهاية وتتأذي مشاعرك.
ألم هذا الكلام ضمناً ليزا ولكنها تمالكت نفسها كي تنقذ ماتبقى لها من كرامة واعتزاز بالنفس ،فأجابت وهي تتصنع البرود :
- اشكر لك تعاطفك معي ولكنني في الحقيقة لم اكن بحاجة لسماعه ، وذلك لأنني لم افكر يوماً بالفوز به ، وهذا يعني بالتالي انني لن اسبب اي مكروه لمشاعري.
تنهدت اندريا بارتياح ظاهر وقالت:
- عظيم، في هذه الحالة لاحاجة لنا لنتكلم اكثر في هذا الموضوع ، على فكرة لقد كانت فيليستس محقة عندما اثنت على مهارتك في عملك ، فأنت ممتازةوهذا يشجعني كي احجز لجلسة اخرى معك.
اخذت ليزا تصر على اسنانها وهي لا تصدق متى تنتهي من هذه الجلسة بالذات والتي بقي منها ربع ساعة من الوقت ، فكيف بها بجلسة اخرى مع هذه السيدة الوقحة؟ كانت كلمات اندريا الأخيرة والتي يفوح منها الحقد واللؤم تتردد صداها في نفسها وروحها ، فضغطت على اعصابها لتبقى قادرة على الاستمرار بعملها.
وعندما انتهت الجلسة قالت اندريا وهي تنظر الى ليزا نظرات متفحصة:
- لقد اخطأت بالظن بكما وهذا يدل كم ان المرء يخطئ في تصوراته احياناً.
اجابت ليزا بنبرة باردة:
- معك حق واتمنى لك يوماً طيباً.
شعرت ليزا ببعض الارتياح حالما خرجت اندريا من غرفة الرياضة، وشكرت حسن حظها لأنه كان هناك متسع من الوقت بين هذه الجلسة والجلسة التالية مما قد يساعدها على ان تفكر بهدوء في هذه المسألة وكيفية معالجتها.
ومن الأشياء التي فكرت بها وبالرغم مما قاله لها برت بأنه سيعود في نهاية الاسبوع فهناك احتمال كبير بعودته عن ذلك، لكنها قررت ومتى يقع نظرها عليه ان تفهمه وبأية وسيلة انها تريد ان تضع حداً لكل مايجري بينهما وأنها تفضل ان تعود الى وطنها وتعيش وسط اناس يمكنها ان تثق بهم.
تتالت جلسات الزبائن لذلك اليوم وكان على ليزا ان تحصر كل اهتمامها بالعمل الذي تقوم به لتصل الى نتيجة مرضية وكان بعض الزبائن ممن يحبون الثرثرة فوجدت نفسها مضطرة الى مسيارتهم كعادتها وهي غير مصدقة متى يأتي على نهايته.
وبينما كانت تحضر نفسها للجلسة الاخيرة اخذت تفكر بسهرة هذه الليلة وهي تشعر بانقباض شديد في صدرها فمن المؤكد ان ريتشارد سيسره جداً ان تتناول معه طعام العشاء ، ولكنها لم تكن في حالة انسجام حتى مع نفسها وبنفس الوقت تحتاج الى احد ماترتاح اليه وتثق به لتروح قليلاً عماينتابها.
وبينما كانت تلتفت الى ناحية ما شاهدت برت يقف عند مدخل باب الرياضة ، وكان يرتدي بذلة رسمية رمادية اللون وهذا يعني بأنه جاء رأساً اليها من المطار قبل ان يذهب الى منزله ويستبدل ملابسه بملابس خفيفة ومريحة، ولو ان اندريا لم تأت اليها وتتفوه بكلامها البغيض لكانت وجدت مبادرته هذه مشجعة ومطمئنة لقلبها ، ولما شعرت بهذا الشعور المؤلم والمؤسف الذي تشعر به الآن .
----------------------------------
ظهر في عينيه الرماديتين تساؤلاً لتأخرها بالترحيب به، ثم قال بجفاف:
- كنت اتوقع منك ان تقولي انني سعيدة لرؤيتك مجدداً، ماذا هناك، هل ياترى كان يومك شاقاً ومتعباً.
اجابت وكأنها في عالم آخر:
- لم يكن متعباً اكثر من العادة كما وانني اتوقع مجيء زبونة بين لحظة واخرى.
اخذ ينظر اليها متأملاً وقد عقد حاجبيه وهو يقول:
- هل هناك من شيء يزعجك؟.
كادت ان توجه اليه اتهاماتها به ولكنها تراجعت عن ذلك ، فهي لو فعلت ذلك فلن تتحرك شعرة من رأسه.
هزت كتفيها دون مبالاة وقالت:
- لا شيء يزعجني بهذه الاهمية.ريحااااانة
طبعاً ، لم يصدق كلامها ولكنه رفض مناقشة الموضوع في هذا الوقت وفي هذا المكان فقال:
- تعالي الى منزلي حالما تنتهين من عملك فنحن بحاجة للتحدث.
اظهرت ليزا عدم مبالاة وقالت:
- لا اعتقد ان هناك مايدعو لذلك.
تبدلت ملامح وجهه ليقول بعناد:
- قلت لك بأننا يجب ان نتحادث سأكون بانتظارك بعد ساعة من الآن.
ثم غادر الغرفة قبل ان يتيح لها الاعتراض على قوله والتقى بالزبونة الاخيرة وهو خارجاً.
قالت الزبونة ملمحة:
- ارى ان السيد ساندرسون بات يمضي معظم اوقاته هنا مؤخراً ففي السنوات الماضية كنا بالكاد نشاهده.
اجابت ليزا بهدوء:
- اعتقد بأنه يريد من وراء ذلك ان يدير شؤون وامور فندقه بنفسه ليبقيه دائماً في ارفع المستويات ، بالمناسبة هل مازلت تشعرين بالألم في ظهرك؟.
نجحت ليزا في تغيير دفة الحديث واخذت الزبونة تقدم لها تفصيلاً دقيقاً عن حالة ظهرها، كانت ليزا تصغي اليها بينما كانت افكارها مشغولة بكيفية تخلصها من برت، الى ان اقنعت نفسها اخيراً على ان تصعد الى منزله وتقول له كل ماتريد قوله مباشرة ، قد لا يعجبه ماتود قوله، ولكن هذا ليس كم شأنها وليفعل مايطيب له ان يفعل.
اخذت تعمل عل مهل بعد خروج الزبونة وهي توضب وتعيد الأشياء التي استعملتها الى مكانها، وكانت الساعة تشير الى السادسة مساءاً عندما انتهت من كل ذلك وقد فات عن الموعد الذي حدده برت اكثر من ساعة.
صعدت الى منزله بتلكؤ وتباطؤ تلبية لرغبته في رؤيتها ولأول مرة لم يهمها غروب الشمس الرائع عند حلول الظلام ، اما همها الوحيد فقد كان في ان تنتهي من موعدها وفي اسرع وقت ممكن.
كان برت في انتظارها كالعادة في حديقة منزله وقد بدل ملابسه الرسمية بملابس خفيفة وأخذ يراقب وصولها دون ان يتحرك من مكانه وكعادته ايضاً ، كانت ملامح وجهه مبهمة.
اشار بيده الى الطاولة وقال:
- لقد اعددت ابريقاً من عصير البرتقال، هل ترغبين باضافة بعض قطع الثلج؟.
------------------------------------------
توقفت ليزا في منتصف الطريق اليه واجابت:
- لا اريد شيئاً ، شكراً لك ، فأنت لم تطلبني لأجل ذلك.
رفع حاجبيه بسخرية وقال:
- اخبريني ماذا هناك؟.
ترددت ولم تعرف كيف ستبدأ معه بالحديث، فابتدأت قائلة:
- لم اتوقع مجيئك بهذه السرعة.
اجابها برت:
- لقد قلت الاسبوع الماضي بأنني ساعود بأسرع مايمكن، فهل ياترى قد اخذت موعداً مع احداً ما؟.
رفعت رأسها بتعال وقالت:
- وماكنت تتوقع غير ذلك؟.
فقال بحدة:
- مع من تواعدت مع ريتشارد؟.
اجابت وكانت غير صادقة فيما تقول:
- نعم مع ريتشارد، كما واننا سنذهب الى جزيرة سان كروا غداً، وقد نمضي ليلتنا فيها.
- اذا قولي له بانك لن تتمكني من مرافقته.
لم تستطع تمالك اعصابها وقالت بحدة:
- لن اقول له شيئاً من هذا! من تظن نفسك ياترى؟.
اجابها:
- اعرف تماماً من اكون ، ان امرك يحيرني وانا الذي كنت اعتقد بأنك لست ممن يتلعبن بمثل هذه الالاعيب.
- ليس في الامر اية لعبة.
- اذا, ماذا هناك ياليزا؟.
تنفست بعمق ثم قالت:
- بعض اللقاءات احياناً لا تؤدي الى شيء يذكر؟.
اجابها وقد نفذ صبره:
- اتمنى عليك ان تقولي ماتريدينه بالتحديد دون الغاز.
عادت تتنفس بعمق اكثر من المرة السابقة لتقول:
- حسناً ، لقد فقدت كل اهتمام بك فهل هذا واضح لك الآن؟.
- اهتمام بماذا على وجه التحديد؟.
- تعرف جيداً مااعنيه.
اجاب:
- لا، اوضحي الامر اكثر.
ادركت ليزا انه يعرف تماماً ماذا تعنيه بكلامها ولكنه اراد ان يتلاعب بأعصابها ومشاعرها، وقالت بحدة:
- اعني بأنه لم يعد يثيرني الخروج معك لأي مكان.
فقال برت:
- ولكنني لم اكون عنك مثل هذا الانطباع الأحد الماضي، خاصة وانني لاحظت عليك انك لا تريدين فراقي.
اجابت بحدة:
- اذا كان غرورك يجعلك ترى الأمر على هذا الشكل فتهنأ به لوحدك واسمح لي الآن فأنا لا ارغب في ان اتابع النقاش معك.
ادارت ظهرها ومشت نحو السلم ولكنها لم تكد تفعل ذلك حتى كان وراءها وبلمح البصر امسك بكتفيها واداراها الى ناحيته ونظر اليها نظرات لها الف معنى ولون.
تركها فجأة بعد ذلك واستدار ليدخل الى منزله دون ان يتفوه بكلمة واحدة وبقيت ليزا واقفة في مكانها وهي تشعر بعبأ كبير يجثم على صدرها، لقد قالت ماارادت ان تقول وحصلت على النتيجة التي كانت تريدها ايضاً، لكن كل ذلك لم يهدئ ما في نفسها ، فمهما حدث وجرى ، فهي تحب هذا الرجل.
---------------------------------




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:46 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:35 AM   #10

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
طبعاً لم يكن هناك موعد محدد مع ريتشارد لسهرة هذه الليلة وانتظرت منه ان يتصل بها عبر الهاتف ويطلب منها ان تخرج معه، لأنها ترفض ان تكون البادئة في الاتصال اولاً. وبالنسبة لادعائها لبرت أنها ستخرج معه غداً الى الجزيرة سان كروا فأنها متأكدة من أن ريتشارد لن يمانع ولكنه من المؤكد انه عرف برجوع برت وسوف يتساءل لماذا تريد ان تهرب من فندق رويال.
وبعدما فكرت مطولاً، وصلت الى احد الامرين اما ان تخبر ريتشارد بالذي حصل بينها وبين برت واما ان تدع الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، وهذا يعني ان برت سيرى ريتشارد بمناسبة او بأخرى وسوف يعلم بأنها كانت تكذب عليه ليس فقط في هذا الامر ولكن في امور عديدة اخرى، لذا قررت في النهاية ان تبادر هي في الاتصال بريتشارد.
عندما سمع ريتشارد قصتها عبر الهاتف لم يطرح عليها اي سؤال، بل كل ماقاله لها، بأنه سيطلب سيارة اجرة لتنتظرهما بعد نصف من الآن، كما وانه لن يحدد المكان الذي سيقصدانه، لم تكترث ليزا لهذا الأمر ، لأنها كانت تفضل ان تكون في اي مكان عدا هذا المكان.
حاولت بجميع الطرق السيطرة على اعصابها كي لا تجعل مشاكلها العاطفية تؤثر بها، ثم التقت بسيلينا تهم بصعود الدرج بينما كانت هي تهم بالنزول.
سألتها سيلينا بلطف:
- هل أنت خارجة هذه الليلة، ام انك ستبقين في الفندق؟.
لم يفت عن ليزا الى ماكانت تلمح اليه سيلينا ، خاصة وخبر رجوع برت قد انتشر بين الجميع.
اجابت ليزا دون تكلف:
- انني خارجة مع ريتشارد.
بدت سيلينا حائرة وقالت :
-آه ، لقد اعتقدت انك ستجتمعين مع برت هذه الليلة، ولقد ذهبت اليه قبل قليل من الآن.
ثم تبدلت ملامح وجهها وتابعت قائلة:
- هل كان يريد ان يبلغك بأنه قد استغنى عن خدماتك ولم يعد يريدك في الفندق؟.
اجابت ليزا وهي تحاول ان تضغط على اعصابها كي لا تنفعل:
- لا، ابداً فأنا مازلت اخضع لتلك الفترة التجريبية والتي بقي منها ثلاثة اسابيع .
ثم ابتسمت مودعة:
- والآن عن اذنك واتمنى لك نهاية اسبوع ممتعة.
فكرت ليزا وقد شعرت بالاشمئزاز ، بأن سيلينا لن تضيع وقتها فسوف تنشر ماسمعته منها الى بقية الموظفين ، وسيعتقد الجميع ان برت قد مل منها ولم يعد يرغب في مرافقتها الى اي مكان ، فماذا بوسعها ان تفعل حيال ذلك ، لا شيء بالطبع، ولكنها طمأنت نفسها وقد تذكرت كلام والدتها التي كانت تقول دائماً، ان اي شيء ينطفئ مع الايام بسرعة كما اشتعل كذلك بسرعة.
كان ريتشارد بانتظارها كما وعدها امام الفندق حيث كانت توقفت ايضاً سيارة الأجرة التي طلبها ، رحب بها كعادته بحرارة ، ولم يأت على ذكر برت طوال الطريق المؤدي الى فندق آخر.
-----------------------------------
دخلا مطعم الفندق ، ثم بعد ان جلسا الى طاولة قالت ليزا بلطف:
- انك تدللني اكثر من اللازم، فأنا لم اتناول في حياتي كلها مثل هذه الكمية من الطعام التي تناولتها خلال الثلاثة اسابيع الماضية!.
اجابها ريتشارد بعطف الوالد الحنون:
- بامكانك ان تأكلي مثل هذا الطعام كل الأوقات اذا انت قبلت بعرضي الذي عرضته عليك سابقاً، فهل فكرت به؟.
نفت بحركة من رأسها وقالت:
- انني لست مهيأة نفسياً بعد لأتخذ مثل هذا القرار.
قال لها بنبرة لطيفة:
- وهل هناك امور اخرى تشغل رأسك؟ فإذا كان برت هو الذي تمنحينه كل تفكيرك ، لماذا لست برفقته الآن؟.
اجابت ليزا:
- لأنني افضل ان اكون برفقتك انت.
ابتسم قائلاً:
- اشكرك انني اعتبر ماقلته الآن مديحاً بي ولكنني اشك في انها الحقيقة بأكملها ، الم يتصل بك ابداً عند عودته؟.
قالت ليز بكآبة:
- نعم لقد اتصل بي، ولكن يجب ان تعلم يا ريتشارد، انه ليس بالرجل الذي كنت تتصوره ، انت وتصورته انا.
حثها على الكلام قائلاً:
- هيااذاً ، اخبريني ماذا حصل؟.
اخذ يصغي الى كلامها، وقد شعر بالسخط والغضب عليه، ثم قال بعد ان انهت ليزا كلامها:
- لقد سمعت قصصاً غريبة فيما يختص بالمرأة ومعاملته لها، ولكنني لم اتصوره بهذه الحقارة والنذالة! كما ان اندريا من هذا المستوى التي بينها وبين برت، انني على معرفة قديمة بجدها هاورد انه من الاشخاص المثاليين والمحافظين وقد يحرمها من الميراث فيما لو علم بأنها داست على كرامتها وشرفها.
سألته ليزا بسرعة:
- وهل ستخبره عن تصرفاتها؟.
تردد قليلاً قبل ان يقول:
- لا اعتقد بأنني سأفعل ذلك لأنني اكره ان اسبب له الألم والحزن، اما بالنسبة لبرت اعتقد انه من الأفضل ان اكلمه ليعلم بأن تصرفاته هذه غير مستحبة!
شعرت ليزا باضطراب شديد في داخلها وقالت:
- اطلب منك ان لا تعلمه بهذا الموضوع، ارجوك ياريتشارد!
سألها:
- ولم لا؟ فلو كان والدك موجوداً هنا لفعل مثلما سأفعل.
- لا، لم يكن ليقول له شيئاً ، ذلك لأنني لما كنت اخبرته منذ البداية بأمرنا نحن الاثنين.
- الا تأتمنينه على اسرارك؟.
- انه رجل دين ويعيش حياة استقامة وتعبد كما هو جد اندريا، وسيشعر هو والدتي بالخزي والعار فيما لو علما انني اخرج مع رجل لانية عنده بالزواج مني.
- قد يكونا على العكس ماتعتقدينه بهما وينظران طبيعياً الى مثل هذه الأمور.
اجابت ليزا بثقة:
- لا ابداً ولا بشكل من الأشكال فوالدي يرى ان في هذا الشيء خطيئة.
- ولكنني لا ارى ان ماتفعلينه يعتبر خطيئة.
اسرعت ليزا تقول:
- هذا من وجهة نظرك انت، وعلى اية حال أنا لا اتذمر منه او من والدتي لأفكارهما تلك ولكنني احترم رأيهما ولا اعترض عليه.
----------------------------------
- وهل هما كذلك مع اشقائك؟.
- آه نعم فدايفيد متزوج الآن وينظرا اليه بكل احترام لأنهما يحترمان ويقدسان الزواج ، اما فيليب فهو مازال طالباً جامعياً.
جاء النادل بالطعام وقدمه لهما ولما ابتعد عنهما عاد ريتشارد الى الموضوع الأشد الماً على قلب ليزا.
- يجب ان ندرس الامور من جميع نواحيها، من المحتمل ان يجد برت نفسه مجبراً على ايقاف عملك في فندقه.
لقد فكرت ليزا بمثل هذا الامر ايضاً حتى انها توقعت بغريزتها ماقد يحصل بعد ذلك، ثم قالت:
- اذاً في هذه الحالة سأمضي العيد مع عائلتي ككل سنة.
- وماالذي ستقولينه لهما؟.
- مهما قدمت لهما من اعذار لعودتي المفاجئة ، فهما سيسعدان لرجوعي الى احضانهما.
اجاب ريتشارد بكآبة:
- ومتى عدت الى بلدك، فمن المؤكد انك لن تخرجي منها.
- وماذا عساني ان افعل غير ذلك، فنحن مهما حاولنا ان نعالج الأمور فالناس ستكون دائماً فكرة معكوسة للواقع.
- هل هذا يهمك كثيراً، خاصة اننا نعرف الحقيقة في كل ذلك؟.
- نعم يهمني هذا الأمر واتصور ان ذلك قد يهم ابنك ايضاً.
ابتسم ريتشارد بوهن وقال:
- ولكنني ومن ناحية اخرى، لا افكر الا بنفسي، ربما كنت حق عندما قلت لي بأنه من المستحيل ان تحلي مكان ابنتي المرحومة لأنك تملكين الحق في ان تختاري طريقة حياتك.
كانت ليزا تعلم جيداً ان في العرض الذي يعرضه عليها اشياء مغرية ولكنها ليست مستعدة لتوافق على ذلك في الوقت الحاضر، لكنها في الوقت نفسه، تعلم انها لو عادت الى بريطانيا فليس من عمل لها لتعيل به نفسها والذي ادخرته من مال لن يكفيها الى ان تجد لها عملاً آخر وهذا يعني بأنها ستعود الى العيش مع اهلها، فكم سيكون الامر صعباً عليها من بعد سبع سنوات لاستقلالها كلياً عنهما.
ولكنها ادركت انها تنظر في الامر من ناحية واحدة، ويمكن القول، بأن برت قد لا ستغنى عنها اكراماً لزبائنه الكرام، ، فإذا فعلاً حصل ذلك ، يجب عليها ان تعود نفسها من جديد على سير الأمور طبيعياً كما كانت الحالة قبل ان تتعرف على برت.
وافق ريتشارد بكل رغبة ان يصطحبها في يوم الغد الى جزيرة سان كروا عندما اقترحت عليه ذلك، بالرغم من كل ماقالته سابقاً بأنها تعير اهتماماً لما قد يقوله الناس عنها.
لكنها لم تلمح له في ان بيتنا في تلك الجزيرة، لأنه كان يخامرها شعور بأنها سترى برت يوم الأحد، الا اذا كان قد قرر طردها من حياته نهائياً وكذلك من العمل، ومثل هذا الطرد لن يصدر سوى عن لسان غاري كونواي المدير العام لفندق برت.
كانت مساحة جزيرة سان كروا ضعفي مساحة جزيرة سان توماس وفيها غابات من شجر الماهوغاني الضارب الى اللون الأحمر والذي يعتبر من الخشب الأهم والأجود لصنع اثاث المنازل، كما ان الأزهار البديعة الألوان تتفتح في كل جزء من اجزاء هذه الجزيرة.
---------------------------------------
قال لها ريتشارد وهما في طريق العودة الى الجزيرة سان توماس بالطائرة:
- يجب ان تشاهدي ايضاً الجزر البريطانية الغنية بأزهارها ، قد نتمكن بأن نقوم بمثل هذه الرحلة في عطلة العيد اذا...
اكملت ليزا ماكان يريد ان يقول:
- هذا اذا كنت مازال هنا.
فقال بسرعة:
- لم اقصد شيئاً، انما اردت ان اقول اذا كنت ترغبين في ذلك ، اتدرين لقد غاب عن ذهني مشكلتك ولفترة قليلة.
تمنت ليزا لو ان ذلك يحصل معها ايضاً، وتنسى مشكلتها، وكأنها لم تكن ، كانت وقبل ان تخرج مع ريتشارد هذا الصباح ، قد اتصلت بمنزل والديها وتكلمت مع والدتها والتي اخبرتها ان الطقس مثلج في نورث وود، لاحظت بأن والدتها على غير عادتها تشعر بالقنوط واليأس ، مع انها نفت ذلك عندما سألتها ليزا ارادت ان تبلغها بأنها ستعود اليهما قريباً، لكن قوة داخلية منعتها من الكلام بهذا الشأن انها تدرك بأنها ستترك العمل في هذا الفندق فيما لو طلب منها ذلك، ولكن اذا لم يطلب منها ذلك فستتحمل العذاب الذي سببه هجر برت لها وستكون تعزيتها الوحيدة هي في ان تراه او تلمح طيفه من وقت لآخر.
افترقت عن ريشارد عند وصولهما الى فندق رويال على ان يعودا ويلتقيا مساء لتناول طعام العشاء معاً، فإذا كانت تشعر بأي ذنب لأنها كانت تستغله كمهدئ لاعصابها المضطربة والمتأججة، فأنه كان يزول بسرعة عنها عندما تتذكر سعادته وفرحته لمرافقتها ، وهي التي تذكره بابنته الوحيدة المتوفاة، انه ومهما سيجري بالنسبة لعملها هنا، فلسوف تودعه عاجلاً ام آجالاً، وكانت تعلم جيداً بأنها ستفتقده ، اما بالنسبة للعرض الذي قدمه لها ، فيستحيل عليها القبول به.
وجدت ليزا عند دخولها الى الفندق غاري كونواي يتحدث مع بعض نزلاء الفندق، وشعرت بانزعاج عندما اومأ اليها كي تنتظره لأنها كانت تعلم الأمر الوحيد الذي يريد ان يكلمها به، فأخذت تضغط على اعصابها لتتمكن من التكلم معه دون اي انفعال.
تقدم منها وقد اختفت الابتسامة عن وجهه.
ثم قال لها وبدون اية مقدمات:
- يبدو انك لن تتمكني من رؤية صديقك ريتشارد بعد الآن لأنه ولسوء الحظ لن نتمكن من تمديد اقامته في هذا الفندق في عطلة العيد وسوف يضطر الى المغادرة صباح الغد.
نظرت ليزا اليه مشدوهة في بداية الأمر ، قبل ان تستشيط غضباً، ثم هتفت قائلة:
- لايمكنك ان تفعل ذلك!.
رفع غاري حاجبيه وقال:
- بالتأكيد يمكنني ان افعل ذلك ، ان الجناح الذي يشغله سيخصص لزبائن آخرين.
- لقد قرر مسبقاً وقبل اسبوعين بأن يريد البقاء فكان عليك ان توفر له ذلك.
اجابها غاري:
- قديكون قرر ذلك مع نفسه ولكنه لم يكلف خاطره ويعلمني بذلك الا صباح هذه اليوم ، كأنه بوسعه ان يحقق مايريده في أي وقت يشاء.
-----------------------------------
- لكن زبوناً دائماً مثله قد تكون له الأفضلية وبعض الامتيازات على الأقل ، ولكن هل ذلك يعني ايضاً بأنك لا يمكنك ان تجد له حتى ولا غرفة في المبنى الاضافي للفندق؟.
- سبق وقلت لك بأنه لا يمكننا تمديد اقامته.
نظرت الى وجهه بحدة وقالت:
- هل هذا القرار قد نتج عنك ام عن برت؟.
لمعت عيناه وقال:
- لا تنسى ان هذا فندقه وله حق التصرف به.
- وانت الناطق الرسمي له .
قالت ليزا ذلك وهي تدرك تماماً بأن لا يحق لها ان تقول هذا الكلام، لكنه وكعادتها لم تستطع ان تسيطر على انفعالاتها وتابعت تقول:
- لقد كنت اعتقدك ياغاري بأنك ارفع واسمى من ذلك بكثير!
- ولكن لا تنسى بأنني موظف مأجور هنا وكل ماعلي ان افعله هو ان انفذ اوامر برت، على اية حال لو كان الأمر عائد الي لكنت امرت ان تغادري انت هذا الفندق في الحال لأنك لم تكوني سوى مثيرة للمشاكل منذ ان وطأت قدماك هذا الفندق!
- كل ذلك لأنني خيبت ظنك بي ورفضت الخروج برفقتك؟.
ثم تمالكت نفسها كي لا تتفوه بحماقات اخرى وتابعت تقول بطريقة تتعالى فيها عن مثل هذه الأمور:
- لقد جئت الى هذا الفندق لأعمل فقط وبعد ان لمست بنفسك مؤهلاتي وقدراتي وليس من العدل ابداً ان تقول لي بأنني خيبت املك في هذا المجال ايضاً.
هز كتفيه دون مبالاة وكأنه يريد ان ينهي الحديث بينهما وقال:
- ربما لكنني اصر واقول على انك باعثة حقيقية لخلق المشاكل وقد يكون برت غبياً لوسمح بتمديد اقامة رجل مثل ريتشارد في فندقه لأجل سواد عينيك، كما وانني متأكد بأنه سيدرك نواياك قريباً ولن يسمح لك بالإستمرار بالعمل هنا.
وقفت ليزا للحظات والغضب يشتعل في داخلها بسبب طريقة برت في ايصال هذه الرسالة عبر غاري وادركت ان التخلص من ريتشارد هو بداية الطريق وسيأتي دورها هي ايضاً بعد ذلك، ولكنها لن تقف صامتة تنتظر دون ان تفعل شيئاً.
استدارت لتبتعد عن غاري دون ان تعلق بكلمة واحدة على اقواله الأخيرة والغضب يغلي في داخلها لتتجه الى منزل صاحب الشأن والآمر الناهي لكافة الأمور، صعدت الدرج الذي يؤدي الى الحديقة ومن ثم الى الباب الزجاجي للمنزل ولمحت خياله في الداخل.
دخلت الى المنزل دون تردد ونظرت الى برت باستياء واحتقار لتقوله له بحدة:
- انك لا تستطيع ان تقبل هذه الأمور وترضاها على نفسك، اليس كذلك؟.
- اقبل ماذا؟.
- في ان تشعر بالهزيمة وانه لمن المؤكد بأنها المرة الأولى التي تشعر فيها بمثل هذا الشعور ، فعلا انا مخطئة في ذلك؟.
- ربما معك حق ، انني قد اخطأت ولأول مرة في حسن التدقيق والاختيار ، هل هذا كل ماجئت ساعية اليه؟.
اتقدت عيناها شرراً وقالت:
- انك تعرف جيداً سبب مجيئي اليك! ومن الواضح انك تدرك انه ليس من العقل والحكمة ان تطردني من العمل ولكنك اردت ان تحاربني بواسطة ريتشارد هانسون ولم تمدد له الاقامة في فندقك!.
--------------------------------------
اجابها بشيء من السخرية:
- نعم انه شيء من هذا القبيل، هل هناك اي شيء آخر؟.
اخذت تستشيط اكثر فأكثر غضباً وقالت:
- انت رجل واثق جداً من نفسه، اليس كذلك؟ لأنك برت ساندرسون الثري واللورد المالك على اراضيه وممتلكاته وحتى على الناس الذين من حوله! لأن لا احد في ايامنا هذه يهتم بمثل هذه الأمور، لذا فأنا اجد انك واندريا غوردان مناسبان لبعضكما البعض، لأنكما من نفس الطينة.
نظرا اليها ببرود وقال:
- وماعلاقة اندريا في هذا كله؟.
ادركت ليزا بكآبة بأنها اخطأت عندما ذكرت اسم اندريا، لأن ذلك سيجبرها الى ان تكشف الكثير من الأمور ، فأجابت تغير الموضوع:
- اسمع جيداً، اذا غادر ريتشارد هذا الفندق غداً فأنا سأغادره معه ايضاً!.
وعندما همت بالخروج ضغط برت على احد الأزرار في الحائط فأقفل الباب الزجاجي ليمنعها من الخروج .
ثم قال بغموض:
- انك لن تذهبي من هنا حتى تقولي لي ماعلاقة افتقاري للكمال وحسن البصيرة باندريا غوردان.
اوضحت له قائلة:
- ان من يوافق على مثل هذه المشاريع معها مفتقراً لما قالته سابقاً، حتى ولو ان الاتهامات التي وجهتها الي سابقاً حقيقية لا يحق لك ان تناقشني بها وانت على مثل الإفتقار.
قطب حاجبيه وقال:
- ماهي هذه المشاريع التي تتحدثين عنها؟.
اجابت وقد شعرت بالاشمئزاز من كل ذلك:
- آه لا تحاول ان تتجاهل ذلك وتحلى ببعض الصدق على الأقل.
قال بحنق وقد نفذ صبره:
- كيف اتجاهل شيئاً لا اعرف ماهو بعد ، سألتك ماهي تلك المشاريع؟.
نظرت اليه ليزا بحيرة للحظات قليلة وكأنها لا تصدق انه لم يفهم ماذا تقصد بتلك المشاريع، ثم قالت:
- كانت اندريا قد حجزت لجلسة معي لنهار البارحة، واخبرتني بكل شيء وفهمت ان كلاكما يسعد نفسه ويلهيها الى ان يحين تنفيذ مشاريعكما والتي لا ادري متى ستكون بالتحديد.
فسألها برت بطريقة آمرة:
- اريد ان اعرف ماالذي قالت بالتحديد وليس الذي اعتقدته انت.
- لم اعتقد شيئاً، لأنها كانت واضحة جداً في كلامها .
ثم اضافت بنبرة ساخرة:
- على اية حال ماالذي تنتظرانه؟ فأنا لا اعتقد ان زواجكما سيوقفكما عن التمتع واللهو متى اتيحت لكما الفرصة لذلك؟.
نظر اليها نظرة غريبة وقال:
- هل تصدقين بأنني اخطط للزواج منها؟.
لوت ليزا بفمها وقالت:
- هذا مافهمته منها، ربما قد تقول لي ان هذا ليس صحيحاً.
قال بطريقة لم يجهد نفسه بها كي يظهر لها الصدق بكلامه وتابع النظر اليها بثبات:
- انني لن اتباحث معها ولا مرة في قصة الزواج منها ولامع أية إمرأة اخرى.
نظرت اليه بتحد وقالت:
- هل تعني بأنها اختلقت هذه الرواية؟.
-------------------------------------------
- اذا كان الامر غير صحيح، فعندها تكونين انت قد فعلت ذلك.
- تقول اذا، ففي هذه الحالة يكون احد منكما هو الذي يكذب!
اجابها ببرود:
- وفي هذه الحالة ايضاً، عليك انت ان تقرري في هذا الأمر وحدك.
احتارت ليزا من تكذب ومن تصدق ، فإذا كان برت صادقاً بكلامه فهذا يدل بأن اندريا تريد ان تقطع علاقتهما وتبعدهما عن بعضهما.
وعندما لم تجب بأية كلمة تابع يقول:
- اعتقد انه يجب ان نسوي اموركثيرة فيما بيننا.
تكلمت عند ذلك ببرود قائلة:
- هذا لا يهم لأنه موضوع جانبي ولقد قصدتك من اجل التكلم بشأن ريتشارد، انه غير مسؤول عن كل ماقلته لك مساء البارحة.
اجابها بجفاف:
- كما وانني غير مسؤول ايضاً عن كلام اندريا لك.
فاعترضت ليزا قائلة:
- لكنك جعلتها وبطريقة واضحة تعتقد بأن لها حق عليك وإلا كيف تجرأت على ان تقول لي ذلك؟.
هز كتفيه دون مبالاة وقال:
- ربما لأنها معتادة ان تحصل على كل ماتريده في هذه الحياة.
- وهل انت من ضمن الاشياء التي تريدها؟.
- نعم ، لأنها تراني الأنسب لها.
- لا اعتقد بأنها وحدها تفكر كذلك.
ابتسم يسخرية وقال:
- ربما لا، ولكن لماذا لم تخبريني بكل هذه الأمور ليلة البارحة بدلاً من ان تمثلي ذلك الدور امامي.
رفعت ليزا رأسها بتعال وقالت:
- ومالذي يجعلك تتأكد بأنني كنت امثل عليك دوراً ما؟.
اجابها متعمداً:
- هذا.
تسمرت مكانها عندما رأته يقدم منها بسرعة ، وتسارعت نبضات قلبها عندما جذبها اليه ليضمها الى صدره وكأنه يمتنحها فيما لو توافقه على ذلك او ان تبعده عنها، ولكنها شعرت بالضعف ولم تبد اية ممانعة، وكيف تفعل ذلك وهي التي تحبه حباً لا يتصوره العقل البشري ، كما لو يعد يهمها فيما لو كان صادقاً معها ام لا.
ثم همس في اذنها:
- اما زلت تعتقدين بأنه يوجد بيني وبين اندريا اية مشاريع معينة؟.
اجابت:
- لا، لم اعد اعتقد ذلك الآن ، على اية حال فليس بيننا من عهود.
- هل افهم من كلامك انه بامكاننا الاستمرار في اللقاء معاً؟.
ضغطت ليزا على نفسها كي لا تظهر نبرة صوتها مايختلج في داخلها وقالت:
- ولم لا؟ طالما اننا متفقان في الوقت الحاضر؟
اجابها:
- بالطبع ولم لا؟ اذاً ، وفي هذه الحالة ، لم لا نستفيد من اتفاقنا الحالي؟.
تذكرت في هذا الوقت موعدها مع ريتشارد في الساعة الثامنة وقد مضى الوقت دون ان تشعر واصبحت الساعة التاسعة والنصف الآن، وقد يكون ايضاً قد علم بأنه لم تمدد له الاقامة في هذا الفندق كما كان ينتظر ، ترى بأية حيرة واقع هو الآن فيها؟.
-----------------------------------
وعندما حاولت الابتعاد عنه سألها:
- هل تريدين الذهاب؟.
اجابت:
- لم الحظ ان الوقت مر بهذه الشرعة.
- بالفعل لقد مضى الوقت بسرعة ولكن لا ادري لماذا تريدين الهروب مني؟.
ترددت قائلة:
- انا لا اريد الهروب منك ولكنني مرتبطة بموعد على العشاء مع ريتشارد.
اجابها باقتضاب:
- لقد امضيت النهار بطوله معه، الايكيفيك ذلك؟.
- اذا كان حقاً سيسافر غداً فيجب علي ان اودعه على الاقل.
- هل تفضلين ان يبقى؟.
- نعم ومن المؤكد جداً ، وكما قلت لك بأن لا علاقة له بما جرى بيننا ليلة البارحة ،فإذا كنت تريد ان تضع الأمر عل عاتق احد ، فلما لا تضعه على اندريا؟
فقال لها برت:
- سيكون لأندريا حسابها معي في في وقت من الاوقات ولكن اذا سمحت ان يبقى ريتشارد هنا فهل يمكنك ان تبقي بعيدة عنه؟.
ترددت ليزا قائلة:
- لقد وضعتني في موقف حرج.
اجابها دون مبالاة:
- هذا هو شرطي وانت حرة في اختيارك.
قالت بحدة:
- لماذا؟ ان ريتشارد صديق لي ولاشيء اكثر من ذلك، ومن الخطأ ان تعتقد بأن مابيننا ...
لم تستطع ان تنهي ماارادت ان تقوله فتابع عنها وبوقاحة:
- علاقة عاطفية؟ لا لم اقصد ذلك ، انما لا ارى في علاقتكما تصرفات بنوية وابوية لأن هناك بعض الرجال يلهون انفسهم في الخروج مع فتيات جميلات دون ان يكون هناك اية علاقة عاطفية بينهم، فلا داعي لأن تعيدي على مسمعي بأنه يرى فيك ابنته المتوفاة، لأنني لا انخدع بمثل هذا الكلام.
- لايمكنك ان تحكم على الناس من خلال اعتقادك الخاص والذي تؤمن به.
- اعلمي جيداً بأنني ماكنت مرة مخطئاً في مااعتقد.
اجابت ليزا بغضب شديد:
- كما وانك رجل متغطرس وعنيد! و لاادري كيف سمحت لنفسي ان ارفق رجلاً مثلك في وقت من الاوقات.
- هل تقصدين بأنك نادمة على ذلك؟.
استشاطت غضباً اكثر من الاول وقالت:
-كما وانني لم اندم على شيء اكثر من هذا في حياتي كلها!
لمعت عيناه وقال:
- كاذبة والذي تقولينه عكس ما تشعرين به في داخلك.
- هذا ماتعتقده انت!
فما كان منه الا وجذبها الى صدره من جديد ليقبلها قبلة جعلتها تخسر معه المعركة ثم قال:
- اعرفي لي الان بأنك لست كاذبة بماكنت تدعين.
اجابت بضعف وبنبرة خافتة:
- انني مستاءة فقط من انك تفرض علي مايمكنني رؤيته وما لا يمكنني ، انك لا تملك اي حق في ذلك.
- لكن لي الحق في ان اختار نزلاء الفندق.
----------------------------------
- انني اوفقك في ذلك ، انما دوافعك من هذه المسألة بالذات لا ترضيني.
- انها من الدوافع التي اجد نفسي فيها مجبراً على تنفيذها وكما قلت لك سابقاً ، معك الحق في ان تختاري ماتشائينه.
نظرت اليه شذراً وقالت:
- الويل لك يابرت!
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
- هل اعتبر ذلك موافقة على طلبي ام رفضاً له؟.
ولأنها كانت تحبه ذلك الحب الكبير اجابت برقى :
- انا موافقة.
وما ان اعلنت ليزا موافقتها على شرطه حتى توجه الى الهاتف دون ان يعلق بكلمة واحدة وطلب رقماً معيناً.
وسمعته يقول:
- اخبر السيد ريتشارد هانسون بأننا اخطأنا بحساباتنا وبأن اقامته في الجناح 113 ستمدد.
قالت ليزا بعد ان اعاد سماعة الهاتف الى مكانها:
- ربما يكون قد عزم على السفر بعد ان ابلغ قبل الآن بأن اقامته لن تمدد.
اجابها ببرود:
- سيكون له الخيار اذاً.
ثم ابتسم لها وتابع يقول:
- هل تشعرين بالجوع؟.
قالت ليزا:
- قليلاً، فأنا لم اذق شيئاً من الطعام منذ ظهر هذا اليوم.
- اذا يجب ان نفعل شيئاً حيال ذلك ، ففي الثلاجة الكثير من اصناف الطعام.
توجه الى المطبخ ولحقت به لتجده يخرج كمية من لبيض من الثلاجة ويبدأ يخفقها قائلاً:
- انني احضر طبقاً من العجن على الطريقة الاسبانية ومعها سلطة الخضار ، هل ترغبين بذلك؟.
وافقت على الفور:
- ارغب جداً ، هل يمكنني ان اساعدك بأي شيء؟.
اجابها :
- كل شيء معد ومحضر عدا البيض المخفوق ، فقط اجلسي وتحدثي معي.
لاحظت ان الطاولة في المطبخ مجهزة لشخصين وفي وسطها طبق من سلطة الخضار ، فجلست على الكرسي وقالت:
- بماذا تريدني ان احدثك؟.
نظر برت اليها وقال:
- بأي شيء يخطر على بالك فليس من عوائدك السكوت طويلاً.
- ذلك لأنني لست معتادة على جلسة من هذا النوع.
سكب البيض المخفوق في المقلاة وقال:
- انك تحبين ان يبقى الرجل محتاراً امامك، اليس كذلك؟.
ترددت قبل ان تقول :
- لا افهم ماذا تعني؟.
- اعني انك فتاة متقلبة المزاج احياناً ارى فيك النضج وحسن التفكير واحياناً اخرى اراك تمثلين البراءة وقلة الخبرة!.
اجابت بحدة:
- اني لا امثل شيئاً.
انتهى في تلك الاثناء من قلي البيض المخفوق فقسم الكمية بينهما وقال:
- ابدأي بأكلها وهي ماتزال ساخنة.
شعرت بفقدان شهيتها للطعام بعد الذي سمعته منه ، ولكن من المستحيل عليها ان ترفض تناول الطعام الآن ، ثم جلس قبالتها ببرود، فتساءلت بينها وبين نفسها، اذا كانت هي وكما يقول متقلبة المزاج، فماذا يكون هو اذاً؟
قال فجأة وهو يرفع رأسها:
- لا تقطبي وجهك.
- انني لا...
----------------------------------
وتوقفت عن الكلام وقد لاحظت البريق في عينيه الرماديتين ثم قالت:
- من الذي يحاول الآن ان يربك الآخر؟.
تجاهل كلامها وقال:
- اريد منك ان تمضي هذا الليل معي..
شعرت ليزا بقلبها يهوي بين ضلوعها، وارادت ان توافقه على ذلك ولكن الحذر والخوف منعاها من ذلك فقالت :
- لا اعتقد بأنها فكرة صائبة.
- تعنين بأنك ترفضين لي هذا الطلب؟.
- لم اقل ذلك.
- اذاً، هل ترغبين بذلك؟.
تنهدت ثم قالت :
- انت تعلم جيداً بأنني ارغب في ذلك.
تذكر لكلامها قائلاً:
- انني اعرف فقط ماتريدينني ان اعرفه ، فماهي المشكلة في بقاءك معي؟.
- ستكثر الهمسات حولنا لو شهدني احد ماخارجة من منزلك في الصباح.
- سأدعك تخرجين باكراً وقبل ان تدب الحركة في الفندق .
- لا تنسى موظفي الفترة الليلة.
- يمكنك ان تستعملي طريقاً آخر لتصلي الى غرفتك تعلمين ذلك جيداً، والآن ، ماذا قلت؟ هل توافقين ام لا؟.
لم تعد تأبه لأخذ الحيطة والحذر امام هذا العرض فاجابت:
- اوافق.
ضحك وقال:
- هذا ماكنت اود ان اسمعه منك.
سألته بخفة:
- هل انت دائماً تفوز بالذي تريده وتتمناه!
- في معظم الأوقات ، فليس من احد يمكنه ان يحصل دائماً على مايريده.
- مع انني اجدك عكس ماتقوله.
- ربما من الناحية المادية، ولكن هناك امور اخرى في الحياة.
ثم نظر من غير قصد في صحنها وقال:
- انك لم تأكلي جيداً، الم يعجبك الطعام؟.
اكدت له بصدق:
- الطعام لذيذ جداً لكن يبدو انني لست جائعة كما شعرت قبلاً.
- وكذلك انا.
ثم اخذ الشوكة من يدها ليضعها قرب شوكته وتابع يقول:
- والآن ، لم يعد من منفعة لجلوسنا الى الطاولة.
ووقفا معاً فأحاطها بذراعه وغادرا المكان.
--------------------------------




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 22-02-17 الساعة 12:49 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.