مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة *

[rontii]

مر يومان ولم يتصل والدها ... حتى هي لم تهتم بالاتصال تسأله ... تفهم منه أسباب طلبه المفاجئ .
أما هو لم يتصل ... أراد تركها بعض الوقت أو بمعني ادق أراد أن تكون المبادرة منها هي لكن لا حياة لمن تنادي ... فلا هى اهتمت ولا تلقى رد من والدها .
اتصل وهو يكاد ينفجر من الغيظ هو هادي الشريف الذي تحلم به ألاف الفتيات ينتظر كل هذا للموافقة عليه .
ردت بعد رنتان وهي لا تعلم ماذا تقول أو ماذا تفعل لكنها لن تستطيع الهروب أكثر من هذا ... ردت بصوت مرتعش وأنفاس هاربة وقالت : هادي ...
قال بسخرية : كويس إنك لسة فاكرة اسمي .
لامته : ليه بتقول كده !!
بتهكم أكثر : مكلمتنيش ليه من يومها يا هدية ... ولا انتِ مش موافقة وقولتي يمكن يحس من نفسه .
حركت رأسها نافية تريد أن تصرخ وتقول بل أحبك وبشدة وأخاف أن اصدق أنك تريدني أنا ... تأخرها بالرد زاده جنون فقال : خلاص يا هدية إنسي الإجابة وصلت وهاكلم والدك واعفيه من الحرج ده كله .
قالت سريعا بخوف وصوت يخرج بشق الأنفس : انت ليه عملت كده في نفسك يا هادي ... ايه يجبرك تتقدم ليا ... لو بابا مقتنعش بفكرة الغنا خلاص مش مشكلة بس مش للدرجة دي !!!
حتى هنا وكفى حقا تعب من هذه العائلة فقال صارخا : أنا عايز أفهم ايه حكايتكو بالظبط ... طيب ابوكي وقلنا الراجل ميعرفنيش وله حق يفكر كده ... لكن انتِ ايه اللي يخليكي تشوفي اني ممكن اتجوزك عشان تغني ... ايه أهمية إنك تغني بالنسبة ليا عشان أضحي بحياتي وأدخل لعبة سخيفة زي دي !!!
قالت بتوهان : لأن مفيش سبب تاني .
أغمض عينيه بتعب حقا تأكد من مدى غباءها فقال كأنه يفهم طفلة صغيرة : مينفعش مثلا تكوني عجبتيني أو قررت اتجوز ولقيتك مناسبة أو بعد الشر أكون حبيتك .
قالت ببديهيه واستنكار لكلامه : وأنا اعجبك وسط كل اللي حواليك دول ... ده كلام ناس عاقلين بالذمة !!!
قال بتهكم : اعتبريني مجنون يا هدية ... اه عجباني واه مفيش غيرك ينفع تكون مراتي وخدي بقى المفاجأة أنا بحبك يا غبية .
قالت بعدم إدراك : أنا مش غبية يا هادي ده من...ط... ق .... ايه !!! انت قولت ايه دلوقتي !!!!
ضحك بخشونة وقال يستفزها : الحمد لله إنك ركزتي في الكلام ... قلبي هيقف من الفرحة والله .
قالت باضطراب : هادي الموضوع ده مفيهوش تهريج انت قلت ايه دلوقتي حالا !!!
قال : قلت إنك غبية يا هدية ... بس للأسف بحبك .
جلست بتهالك على السرير وهي تحاول تمالك أعصابها ففي أقصى أحلامها توقعت مجرد إعجاب بسيط بها لكن أن يعترف لها بالحب ابداً لم تتوقعها نطقت بأغبي ما يمكن أن يقال : هادي أنا خايفة .
قال بعدم فهم : خايفة من ايه !!! أنا محتاج أشوفك وأتكلم معاكي الفون مش هينفع ... بس اللي لازم تفهميه إني عايزك انتِ مش عايز حد غيرك وأي خوف أنا قادر اخليكي تنسيه تماما .
تنهدت براحة وقالت : وحشتني أوي يا هادي .
زفر بعمق وقال : ياه اخيراً كلمة تبل الريق ... أنا كنت فقدت الامل يا بنتي .
ابتسمت بخجل لأنها لأول مرة تصرح بمشاعرها وقالت : أنا بس مكنتش لسه مستوعبة الصدمة .
فقال بغرور مصطنع : للدرجة دي شيفاني عريس لقطة .
قالت تناغشه و قد انحلت عقدة لسانها : ما أنا برضو عروسة مفيش مني ... وكل يوم عريس شكل ... ثم تنهدت وقالت بصدق ... بس انت مش زي أي عريس ... انت ...
لحظات صمت ثم قال بحنق : سكتي ليه أنا ما صدقت نطقتي يا بنتي .
ابتسمت وقالت بخجل : انت اللي اختاره قلبي يا هادي .
قال : يعني بجد بتحبيني زي ما بحبك .
اغمضت عينيها لا تريد أن تستيقظ من هذا الحلم ... حلم اعترافه بمشاعره تجاهها فقالت : عشان كده كنت مصدومة مش مصدقة إن الانسان اللي حبيته هو كمان طلع بيحبني .
ابتسم وقال : ووالدك هيرد عليا امتى بقى ؟!!!
قالت : معرفش هو أصلا لسه متكلمش معايا من وقتها وأنا مقدرش اروح افتح معاه كلام في الموضوع ده .... اتكسف أوي .
ابتسم وقال : أنا هاستني يومين وأكلمه تاني ونشوف هيقول ايه .

[rontii]

ها هي لليوم الرابع على التوالي لا تأتي بدون إعتذار أو اتصال ... يعلم أنه تهور وتسرع ... يعلم أنه أخافها وأرعبها ... لن ينكر أن أعصابه فلتت منه وأقدم على تصرف أحمق لكن ماذا كان بيده بعد أن أوشك على الجنون بسببها !!!
تنفس بعمق ... الأن سيخرج لوالدته ليخبرها باختياره ويكلم والدها ... حتى لا تظن أن تأخره سببه تغيير رأيه ... أو أن عرضه كان عرض وقتي نتيجة لما حدث .
وبالفعل أغلق المراجع التي أمامه والتي لم يقرأ منها كلمة واحدة واتجه للخارج ولأول مرة يكتشف أن والدته سوف تعترض على تهاني لما تعرضت له من فضيحة ولكونها مطلقة ايضا .
لن ينكر أنه لم يفكر بهذا الأمر من قبل ... لأنه بالأصل لم يفكر جديا بالزواج إلا من أسبوع مضى .
لكن بالنهاية سيفعل المستحيل لإقناع والدته بالموافقة على تهاني
يجلس أمامها كطفل صغير يعرض عليها شهادته ذات الدرجات المتدنية من وجهه نظرها ينتظر التوبيخ ليبدأ إقناعها بما يريد .
قالت بعد فترة صمت طويلة : أنا قلبي كان حاسس من أول ما قلتلي إنها هتشتغل معاك فى العيادة .... يعني من كل البنات ملقتش إلا دي ؟!!!
قال مستعطفا : وملها بس تهاني أدب وأخلاق وجمال وتعليم .
قالت تجز على اسنانها : انت بتستعبطني يا دكتور ولا ايه ... مالها تهاني أنا أقولك يا سيدي أولا مطلقة ثانيا طلاقها كان بفضيحة ثالثا وده الأهم امها ... يا ابنى دي عليها أم تتساب لها مخضرة ... والمثل بيقولك اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لامها .
تبسم وقال : لا اطمني هي مش زي امها خالص وطول الوقت مش متفقين لاختلاف تفكيرهم ... نيجي لأولاً ... هي مطلقة اه بس بنت وحتى لو مش بنت طالما أخلاقها تمام يبقى ايه اللي يمنع ...
أما ثانيا بقى فالفضيحة انتهت لنا أنا كشفت عليها وأكدت إنها صاغ سليم ... يعني جهل من العريس لطبيعة جسمها ... تدفع هي تمنه ليه .
نظرت له بين مؤيد ومعارض ثم قالت بغيظ : أنا قلت من البداية إنك موكوس ... تصوم تصوم وتفطر على بصله .
قبل يدها وقال : تفاحة أمريكاني حمرا وعسل يا ماما ... والله لما تعرفيها هتحبيها .
هي بقالها فترة طويلة بتشتغل معايا ومشفتش منها غير كل خير ... وفجأة لقيتني منجذب ليها ومعجب بيها برغم إني بقابل بنات كتير بس محدش لفت نظري غيرها .
عوجت فمها وقالت بعد فترة صمت : طب وامها يا ابني ... أنا ست خلقي ضيق وشايفة ابني أحسن واحد في الدنيا ... ولو قالت كلمة معجبتنيش هاجيبها من شعرها أنا بقولك أهو .
ضحك بشدة على كلامها فصحتها لا تسمح بالقيام من مكانها إلا بعد مساعدة لا لدخول مشاجرة مع سيدة تصغرها بحوالي عشر سنوات .
قبل رأسها وقال : كلامي هيكون مع والد تهاني مش معاها ولو قالت حاجة نعديها عشان خاطر بنتها ...
مش فيه مثل بتقوليه .. لا جل الورد ينسقي العليق .
قالت بغيرة : والست تهاني بقى هي الوردة !!!
الواد لسه مخطبش وعمال يقولي تفاح أمريكاني ووردة في جنينة أومال بعد كده هيقول ايه !!!
عشان لما أقول موكوس محدش يلومني .
ضحك وقال برجاء : ها أكلم والدها واخد معاد ؟!!
اشاحت بيدها وقالت : اعمل اللي تشوفه ... المهم تكون مبسوط واشوفك عريس .
قام وحضنها بشده وقبل يدها وقال : ربنا ما يحرمني منك ابداً يا ست الكل واوعدك إنك مش هتندمي على الموافقة أبداً .

[rontii]

ينظر حوله في قلق و ضيق بينما هي تحاول فهم ما يدور بداخله ... قالت بنزق غير متعمد : هشام عايزة افهم دلوقتي ايه مشكلتك عشان هتجنن منك انت واختك ... بالأول قلت بنت وراجل ومجتمع شرقي ... بعدها قلت مش هتتجوز ولو اتجوزت يبقى مصلحة وطمع فيها ... دلوقتي جه واحد ممتاز بكل المعايير لا طمعان ولا هياخد من وراها مصلحة بالعكس ده هو اللي هيشهرها وكمان ليك مصلحة بجوازه زي دي ... ايه مشكلتك ؟!!! ليه مضايق ... غيران ولا كاره لها النجاح ولا ايه بالظبط ؟!!!
نظر لها بعتاب وقال ينفي تهمة يخاف أن تكون صحيحة فهو نفسه لا يفهم ... حقا تعب من الصراع الدائر داخله ويريد الراحة : أنا هاغير منها برضو دي اختي يعني نفسى تبقى أحسن واحدة بس ...
قالت سريعا : أيوه بس ... ايه بقى ... اتكلم معايا يا هشام وأنا هافهمك زي ما طول عمري بفهمك .
قال بإرهاق وكأنه كان منتظر ضغطها ليتكلم : مش عارف يا زينة مش مصدق أنه بيحبها زي ما قال لبابا خايف تبقى شكل جديد ولون مختلف وعايز يجربه ... خايف تبقى نزوة ملقاش لها سكة إلا الحلال ولما يزهق يرميها ... خايف يبدلها من هدية بنت الحاج عبد السلام لهايدي هانم ... خايف تبقى شبه المغنين اللي بنشوفهم تقلع وترقص وتشرب وتتجنن .
مش هاقولك إني ملاك إني مفكرتش فى نفسي ... طبعا فكرت ... لو الموضوع اترفض موقف هادي مني ايه !!!
ولو وافقنا بس حصل مشاكل قدام أو طلعت فترة وزهق وسابها ولو اتشهرت وأنا معاها بس راحت في سكة غير سكتنا ده هيأثر عليا ... أنا بفكر كتير أوي وتعبت ... أنا حاسس إني مش طبيعي من كتر التفكير في المستقبل .
قالت بتفهم : وده غلط يا هشام ... غلط لأنه ببساطة مفيش حاجة مضمونة ممكن تخطط لخمس سنين قدام وفجأة تحصل حاجة تخليك توصل للي كنت ناوي توصله بعد 5 سنين في غمضة عين وممكن العكس
ممكن يكون عندك مقابلة بعد ساعة هتنقلك نقلة كبيرة بس الطريق يقف ومتعرفش توصل ...
دي مشكلتك يا هشام بتفكر في حاجة مش بإيدك ... محدش بيحدد قدره ... ممكن تشتغل وتسعى لكن عمرك ما تقدر تعاند القدر ...
هدية من حقها تختار زي ما انت اخترت ... تختار شريك حياتها ... تختار مهنتها ... تختار توصل لحلمها ... فاهمة خوفك عليها ولو عايز تنصحها انصحها لكن متقفش في طريقها ولا تأثر عليها ... لأنه فرق كبير بين النصيحة وفرض الرأى .
نظر لها واحتوى يدها داخل يده ثم رفعها لفمه وقبلها بحب وقال : تعرفي بحس إني من غيرك زي كفة الميزان المايلة انتِ بس اللي بتقدري تعدليها بكلامك معايا وقرايتك لأفكاري واللي جوايا ...
أنا محظوظ بوجودك في حياتي .
ابتسمت بحب وقالت : وأنا كمان بحس إن مليش أهمية إلا وأنا معاك ... إن محدش بيفهمني غيرك ...
قال بسعادة : أنا قلتلك اللي مضايقني ولازم أقولك كمان الأخبار الحلوة ...
بعد البرنامج اللي ظهرت فيه في حد شافني وعجبها صوتي وكلمت هادي تعمل معايا دويتو ... تتر مسلسل في رمضان ... لسه مكلمني وأنا في الطريق ليكي وبلغني بالموضوع .
رفعت حاجبها بتوعد مصطنع وقالت : ومين الأمورة اللي عجبها صوتك يا نجم النجوم .
ضحك لغيرتها الواضحة وقال : مش هتصدقي ... أصالة ... عارفة يعني ايه اعمل دويتو مع أصاله ... وإنها تختارني بنفسها ... الخبر خلاني عايز اطير من السعادة ... هادي فرحان جدا برضو وهو اللي هيلحن الاغنية ...
هاخدك معايا في البروفات ... عايزك تكوني معايا في كل خطوة نجاح بتحصل ليا .
قالت بحب و صدق : انا دايما معاك يا هشام في كل خطوة تخطيها ... ربنا يوفقك و توصل لكل اللي تتمناه.

[rontii]

ضحكة هادئة ثم سمعها تقول : طبعا يا استاذ ماجد الأكل هيكون جاهز في المعاد وأحسن من كل مرة .
صمتت ثواني ثم قالت بمجاملة : طبعا حضرتك مش زي أي زبون عشان كده ليك خصم 10% المرة دي .
استمعت للطرف الأخر بالمكالمة ثم قالت : أكيد يا فندم ... على معادنا بإذن الله .
اغلقت ثم سمعت صوته الغاضب الذي قلما تستمع له : وفاء يا توقفي تعاملك مع الراجل ده يا تختصري بالحوار معاه يا تخليني أنا اللي ارد عليه .
نظرت له متفاجاة وقالت : ليه يعني ايه مشكلتك مع ماجد عشان تقول كده .
اقترب وخلع نظارته وقال : عشان سمج وغلس وملزق ومش بحب طريقته وطريقتك في الرد عليه .
تخصرت وقالت : اعتبر ده شك ولا غيرة .
نظر لها بلوم شديد وعتاب وقال بلهجة قاطعة : لو عندي شك فيكي بنسبة 1% مكنتش اتجوزتك يا وفاء ... لكن أنا بعرف كويس أقرى الناس حتى لو عمري ما كلمته ... الراجل ده مش تمام وبيتعمد يخلق معاكي حوار ولو مكنتش علقت قبل كده ده لثقتي فيكي ... لكن الواضح إنك مش منتبهه لطريقته .
اقتربت تقول بمجادلة : إحنا متفقين من البداية إنك متدخلش بشغلي لو طريقته مش حلوة نبهني لكن متفرضش عليا وقف التعامل معاه .
أظلمت عيناه وقال : أنا كلامي مفيهوش فرض أنا أديتك 3 خيارات أختاري منهم .
قالت بعصبية : وده مش تدخل في شغلي .
ابتسم باستهانة وقال : وفاء أنا مجاهد التوربيدو يعني اللعب بالكلام دة لعبتي ... بلاش تدخلي معركة خسرانة .
قالت من بين أسنانها : وكمان بقت معركة وهتقلب بحرب .
فتح الملف الموضوع أمامه ببرود : إفضلي إلعبي بالكلام معتقدة إني هاسيب الموضوع الأساسي و فضل أفهمك قصدي ....
لو يرضيكي إني غيران ... تمام أنا غيران ... حلوة الصيغة دي ... ها اختارتي ايه من التلاتة .
نفخت بغضب فله كل الحق من هذا الغبي الذي يدخل بجدال مع مجاهد ويظن نفسه ذكيا ... ومن الأساس ما سبب ثورتها لشئ تافهه كهذا .
تظاهرت برفع خصلة من شعرها غير موجوده بالأساس وقالت : هافكر و رد عليك ... بس اعتبره إنذار دي أول وأخر مرة أسمحلك تدخل بشغلي .
قال محافظا على بروده : ليا كل الحق اتدخل بالوقت اللي أحبه طالما شايف الحال مايل .
عادت بظهرها بعد أن كانت في طريقها للمطبخ وقالت : حال مين اللي مايل يا متر !!! وبعدين مش ماجد ده جارنا بالسوق !!! ايه المشكلة مش فاهمة !!!
قال بجدية : وفاء مش ممكن حسن النية بتاعك ده هو حد فهمك إن سوق الخضار ده المدينة الفاضلة ... انتِ في مجتمع عادي جدا زي ما فيه سلطان فيه لطفي وزي ما فيه فاندام فيه حمدي اخوا ابتسام ... وحتى أنا وفاندام وسلطان بشر طبيعين في كل واحد مننا نسبة خير وشر إحنا بشر مش ملايكة يا وفاء ...
من الأخر عشان تعبت من الجدل ... ماجد عليه كلام كتير ومشاكل بشغله بسبب أخلاقه الشمال ها فهمتي ولا لسه فيه كلام تاني ؟...
أومأت بطاعة تلعن غباءها وجدالها بينما هي متأكدة أنه لن يفرض عليها أمراً كهذا إلا إذا استحق الأمر .
وجدت نفسها تقترب منه لتطبع قبلة بريئة على رأسه وتقول : أنا أسفة يا حبيبي ... أوقات العند بيغلب على العقل .
جذبها له وقبلها قبلة شغوفة ثم قال : طب مش لما تتأسفى تعمليها صح ليحملها بغته واتجهه لغرفة النوم ليعلمها كيف تعتذر له بالمرة القادمة وهو يحمد الله أن ابنه نائم وحمادة يقضي ليلته مع أولاد اخته .

[rontii]

اقبلت عليه من بعيد وجهها اليوم مختلف عن الأيام السابقة فاليوم منذ الصباح يشعر بها سعيدة ومشرقة ... هل السبب العطلة الأسبوعية ... فقد سافر الأربعاء بعد العمل مباشرة حتى لم يستطيع إيصالها وعاد بالأمس بوقت متأخر ... وفي الصباح تأخرت هي ولم تأتي معه ... هل حدث شيء جديد يوم الخميس أو أنه يهيئ له أنها مختلفة ... طبعا يهيئ له فهي هكذا دائما مبتسمة متفائلة سعيدة ومشرقة .
لن ينكر أنه اشتاقها ... اشتاق شقاوتها وضحكتها المستفزة حتى تفاؤلها المثير للغثيان اشتاقه منها بأسلوبها ونظرتها وتفكيرها .
الأيام الماضية برغم وجوده مع والدته إلا أنه شعر أن يومه ينقصه الكثير والكثير لعدم رؤيته لها ...قطع أفكاره صوت باب السيارة
وجلوسها جواره قائلة بطريقة تحاول أن تبدو طبيعية : حمد لله على السلامة يا هندسة ... أخبار اسكندرية ايه ؟!!!
قال بفظاظته المعتادة : بتسلم عليكِ وبتقولك مش ناوية تيجي ولا ايه !!!
تنهدت بطريقة مسرحية تتجاهل دقات قلبها المتزايدة لرؤيته وقالت : والله نفسي اروح واتمشى على الكورنيش مع كوباية حمص الشام وكوز درة مشوي وحاجة أخر مزاج ... بس المشاغل بقى يا هندسة .
قال بسخرية : اه طبعا الشركة هتقع لو غيبتي عنها يومين ما بالك بأسبوع ولا حاجة .
ابتسمت وقالت بغرور مصطنع بينما تعترف لنفسها أنها افتقدت سماجته وفظاظته واعتادت تقطيبة جبينه : مبحبش اتكلم عن نفسي كتير ... بس كويس إنك عارف قيمتي في الشركة ... البشمهندس ممدوح يضيع من غيري ... ميقدرش يطلع ورقة وأنا مش موجودة ...
ده غير طبعا البيت ميعرفوش ياخدوا قرار إلا لما يرجعولي .
ثم تنهدت بطريقة مسرحية وقالت : أنا كده وهبت نفسي لسعادة الأخرين .
ضحك بخشونة وقال : ربنا ميحرمناش منك يا استاذة ... من غيرك منقدرش نعيش والله ... ثم سألها بفضول جديد عليه : بس قوليلي النهاردة مودك عالي وضحكتك زايده شوية ولا دي تهيؤات .
عدلت من جلستها بالسيارة بحيث تنظر له وقالت بسعادة منطلقة بالتفاصيل التي وللعجب سمعها بكل استمتاع : بجد والله باين عليا ... بص يا سيدي حازم اخيراً خطب ... بقالوا فترة بينزل يشتغل ... اه مش يوميا بس أول ما يلاقي شغلانة ينزل يعملها وبعدها جه قال أنه معجب بكريمة جارتنا اللي شقتها كانت ولعت من فترة دي ... طلع الاستاذ بيحب ومش قايل ونزل اشتغل عشان يقدر يتقدملها ...
روحنا يوم الخميس وقرينا الفاتحة وقريب بإذن الله يلبسوا الدبل ... ثم اضافت بعفوية : عقبالك يا بشمهندس .
قال متجاهلا دعوتها الأخيرة : كويس أنه رجع يشتغل وحط رجله على أول الطريق من تاني ... والانسة كريمة شكلها بنت ناس ومحترمة ... ربنا يسعدهم .
سألته : وانت عملت ايه في اسكندرية ... قابلت حد من اخواتك ؟!!
ضحك بسخرية وقال : ده أنا مش بس قابلت اخواتي ده أنا قابلت داليا كمان .
نظرت له باستفهام فقال موضحا : داليا طليقتي .
اهتزت الابتسامة على وجهها وشعرت بضيق لا إرادي فهذه أول مرة يتكلم معها عن طليقته ... يبدو أنها تريد العودة له فقالت : مممم ودي حاجة كويسة ؟!!
رفع كتفيه ويديه ما زالت على عجلة القيادة وقال : عادي لا كويسة ولا وحشة الموضوع كله مبقاش مهم ليا ... وجودها من عدمه بقى عادي ... يمكن لو المقابلة دي من كام شهر كانت هتفرق كنت لسه غضبان وثاير لكل اللي عملوه معايا لكن حاليا فعلا بقت كل حاجة عادي ...
قالت بإصرار لا تفهم سببه وداخلها مشاعر مختلطة بين قلق وغضب و .... غيرة : وهي كانت عايزة ايه ؟!!
قال بانفتاح أصبح لا يجيده إلا معها : بتعتذر وتعيط وتحكيلي عن الضغط اللي كان عليها من امها واخوتها وإنهم أجبروها وبلا بلا بلا .
تسألت لتصل لدواخله : مش يمكن عندها حق !!
قال بلا مبالاة : اختارت أو أجبروها الموضوع انتهى ... اللي متقدرش تحارب الناس عشاني بعد ما قدمت لها كل حاجة يبقى ملهاش لازمة عندي ... الخذلان شيء سيء جداً يا عاليا صدقيني لما يخذلك أكتر ناس واثقة فيهم بتبقى طعنة توجع أوووي حتى لو اتظاهرت إنه عادي بس وقتها مكنتش ابداً عادي .
قالت بتعاطف : الحياة خطوات ودروس بنتعلم منها ... أكيد ربنا كاتبلك الخير مع حد غيرها .
نظر لها لثانية باستنكار وعاد ينظر للطريق وقال : غيرها !! تفتكري ممكن أغامر من تاني وآمن لواحدة ست تاني ؟!!
قالت بتهكم : لا خليك راهب وعيش من غير أسرة عشان مرة أخترت غلط .
استفزته فقال : طب ما تقولي لنفسك وتروحي تتجوزي !!!
شرحت باستنكار : ايه وجه المقارنة يا ابني انت!!! أنا ممرتش بتجربة فاشلة وتأجيلي للجواز مش لأني مش عايزة اتجوز لا ... ظروف حازم والمسؤلية اللي كانت عليا صعب أسيبها و فكر في نفسي دي أنانية .
ضحك بسخرية وقال : واخوكي برضو فكر في نفسه وهيتجوز ويسيبلك المسؤلية ده معناه إنك هتعيشي حياتك فداء الواجب .
رفعت كتفيها وقالت ببساطة : وليه متقولش إن نصيبي مجاش وإني مستنية حد يساعدني في المسؤلية دي ... مقصدش مساعدة مادية لأني مسمحش لحد يصرف على أهلي ... أقصد دعم معنوي ونفسي ... زي ما أنا واثقة إن كريمة هتكون سبب إن حازم يعرف وجباته ناحيتي أنا وأهلي .
نظرت لجانب وجهه وقالت بجدية : مش معنى إنك كلت تفحة بايظة إن كل التفاح بايظ ... انت اللي اخترت غلط لكن التفاح حلو صدقني .
انطلقت ضحكته التي أصبحت تستمع لها كثيراً بالفترة الأخيرة وقال : تعرفي من جوايا مش مصدق طبيعة الحوار بينا مش متعودين على الجد لحد الحمد لله رجعتي لطبيعتك ودخلتي في التفاح والمانجا وسوق الخضار .
ابتسمت بسعادة وقالت : من عاشر القوم أنا مولدة في سوق الخضار يا هندسة ولازم تشبيهاتي كلها تبقى مستوحاة من وحي المكان .
ضحك مرة أخرى وقال وهو يتأملها بجانب عينه : أوعدك إني هحاول أدور على تفاحة حلوة وتتحمل معايا اللي هيحصل فيها .
لتنطلق ضحكاته مرة أخرى .
بينما هي داخلها سعيده لانطلاقه بالكلام معاها ... من يراه الأن لا يصدق أولى مقابلتهم التي أوشك فيها على قتلها أو تعليقها من شعرها لمجرد أنها ابتسمت أمامه .

[rontii]

من بعد أخر لقاء وهو حريص على مكالمتها يوميا أكثر من مرة ... بالسابق كان ينشغل بالعمل وإعداد طعامه ووجوده مع أشرف ولا يكلمها سوى مرة واحدة لضيق الوقت ... لكن أخر نقاش له مع والدتها غيّر الكثير في علاقتهما ... فقد أدرك عدة أشياء لم يكن متفهما لها ... أما هي فكانت أكثر من مرحبة بهذا التقارب ... شعر من انفتاحها معه بالكلام ... نبرة صوتها ... إشراقها بالصور التي ترسلها له ... اهتمامها بشراء تجهيزات منزلهما الجديد برغم رفض والدتها .
أما هو فبدأ البحث عن شقة تصلح للزواج في نفس المنطقة ... رغم أن امكانياته تسمح أن يسكن بمكان أكثر هدوء ورقي إلا أنه أحب السوق بساكنيه ... أحب الترابط بينهم والتراحم والاهتمام المتبادل بين جميع سكان المكان ... سيشعر بالاطمئنان على سلمى إذا تركها لأي سبب سواء العمل أو السفر أو أي ظرف اضطر لغيابه لمدة طويلة ... ستكون بأمان وسط سكان السوق .
تنقل أثناء بحثه من واحدة إلى أخرى إلى أن وجد المكان المناسب من حيث المساحة والموقع والتشطيب .
اليوم يشعر بها مختلفة كلمها مرتان لكنها ترد بكلمات قليلة وهو لم يستطيع الكلام معها بحرية لوجوده بالعمل لهذا بمجرد وصوله المنزل سيكلمها ويفهم منها .
بعد بضعة دقائق : سلمى ... مالك محتاج افهم فيكي ايه ... النهاردة انتِ مش طبيعية !!!
قالت بتوتر : لا عادي أنا تمام .
قال بحزم قليلا ما يستخدمه معها : حالا تفهميني كل حاجة ... بمعنى أدق تحكيلي مجدي عمل ايه !!!
أغمضت عيناها وجلست بإرهاق فهي حقا متعبة وأعصابها على حافة الانهيار ... تحمد الله أن الأمر لم يتطور ويضرب رنا ككل مرة يغضب أو يفقد أعصابه ... فهي بمجرد رؤيته بهذه الحالة أغلقت باب حجرتها عليها ولم تظهر إلى أن غادر من المنزل .
نداءه الحازم أعادها للواقع فقالت بقلة حيلة : كنا عند مجدي النهاردة ... رنا عزمانا على الغدا ... وهناك ماما حكيتلوا إن الجواز هيكون بالقاهرة وطبعا قالتله إنها مش موافقة ... هو كمان رفض وقال مفيش سفر حتى لو هتبوظ الجوازة .
قال بقلق : ورنا كانت فين .
تفهمت خوفه على رنا فطمأنته : رنا أول ما لقت الوضع كده دخلت أوضتها وقفلت بالمفتاح على نفسها .
قال بخوف : طيب حاولي تكلميها وتطمني عليها ... أخاف يتجنن عليها ... وأخاف أكلمها هو يكون جمبها يتجنن عليها برضو .
قالت : هو نزل أصلا ... أنا وهو اتناقشنا ولما زهق من المجادلة معايا خرج ... بس لما أقفل معاك هاكلمها تاني واطمنك .
قال بعد أن اطمأن على اخته : سلمى متقلقيش من حاجة أنا هاكلم مجدي واتصرف معاه بطريقتي .
قالت بتعب : هتقنعه إزاي ... مجدي بيتلكك وما صدق ماما اعترضت .
طمأنها رافضاً اظهار غضبه : أنا ليا طريقتي واسلوبي ولا انتِ مش واثقة فيا .
ثم شتت تفكيرها وقال : لقيت شقة حلوة أوي وهتعجبك ... مساحتها معقولة ... أوضتين وريسبشن واسع ... وتشطيبها حلو ... مش ناقص إلا وش دهان بالألوان اللي تختاريها ونحط العفش على طول .
قالت بانتباه : بجد !! طيب فين قريبة من شغلك ولا بعيدة !!!
قال : مش بعيدة أوي في نفس المنطقة اللي ساكن فيها ... وقريبة من شقة وفاء ... عشان لو زهقتي وحبيتي تزوريها .
قالت بتهكم : تفتكر ممكن ترضى تبص في وشي ... مهما عمل مجدي مع رنا ميجيش نص اللي عمله في وفاء وللأسف مقدرتش وقتها أساعدها بأي حاجة .
قال بغضب داخلي : اخوكي ده لازم يتعالج بجد ... هو ليه معتبر أنه لما يضرب مراته أنه كده راجل البيت ... ثم خطر على باله سؤال أبداً لم يسأله فقال : سلمى هو مجدي كان بيضربك زمان ... أقصد قبل الجواز يعني .
نفت قائلة : لا طبعا ... ممكن كان فيه محاولات بس أنا برغم إني أصغر منه بسبع سنين لكن كنت بقلب الدنيا لو زعقلي ولا قرب ناحيتي ... فيه خناقات بتكون بينا جامدة ممكن ياخدني على خوانة بس مكنتش بسكت إلا لما اردهاله ... يمكن عشان كده مكنش بيستقوى عليا لأنه عرف إني مش هاسكت .
أومأ مفكرا بحياتها : أخ عنيف أم متحكمة أب سلبي وبرغم كل هذا إلا أنها استطاعت أن تنجو من هذه العائلة المريضة لتكون شخصية سوية بدون أي عقد نفسية .
لاحظت صمته فقالت : سكت ليه ؟!!
ابتسم وقال : بفكر فيكي ... بفكر قد ايه انتِ جميلة من جوة وبرة ... أنا محظوظ إني عرفتك وحبيتك .

[rontii]

حتى الأن لا تعلم كيف ستتعامل معه ... حقا ما حدث كان أكبر من استيعابها ... فلم تتخيل أن ينجذب لها أحد مثل الدكتور مدحت ... بالأصل لم تتوقع تصرفه الذي تحمر خجلا كلما تذكرته ... لقد حضنها حقا ... حضنها كأنه وجد بين أحضانها الحياة ... لا تنسى كيف تشممها بشغف ... كيف زفر براحة كأنه وجد الأمان ... لا تنسى همهماته وهي بين أحضانه عن ... عن كيف حارب نفسه الكثير والكثير حتى يتعقل ... كيف أثارت جنونه باهتمامها ووجودها حوله ... كيف ابتعد مرغما بالنهاية ليلقي قنبلته التى تسمع دويها حتى الأن ... لم تذهب من يومها وتحمد الله أنه لم يتصل بها وتركها ... برغم الحاح والدتها لمعرفة سبب تغيبها إلا أنها لم تتكلم فإن قالت لوالدتها معناه أنها موافقة أو سترغم على الموافقة ... ولماذا لا توافق ... دكتور ... وسيم ... مشهود له بالأخلاق ... متيسر ماديا ... كريم ...هادئ الطباع ... مهذب !!! أو كان مهذب حتى فقد أعصابه واحتضنها منذ عدة أيام .
ما سبب الرفض إذن ... الخوف ... القلق ... الرهبة ... لن تنكر إعجابها به وإلا ستكون مختلة فمن يعرفه عن قرب ولا يعجب به !!!
هي أصلا لم تحلم بأن يراها ... لكن للسخرية رأها وأعجب بها بل وأثارت جنونه وحروب نفسية حتى لا يقترب منها ويلتزم بما تربى عليه .
ضحكت بخجل وهي تتذكر كلماته المدغدغة لمشاعرها وانوثتها التي أهانها طلقيها الـ .... لا يهم وصفه الآن المهم ... أن تقرر .
هي سعيدة ... تشعر بفرحة لم تشعر بها منذ زمن ... تشعر أنها أنثى مرغوبة ليس على الصعيد الجسدي فقط بل لشخصيتها ... حواراته معاها ... نقاشاته الشيقة ... اهتمامه بعقلها قبل جسدها ... تشعر معه بالكمال ... تشعر أنها سعيدة هذا وهي مجرد سكرتيرة له ... إذن كيف سيكون الوضع لو كانت زوجته !!
ابتسامة بلهاء ارتسمت على ثغرها من وقع الكلمة وتفكيرها بأن يجمعهما منزل واحد .
هي ومدحت زوجها وحبيبها بكل ما فيه من مميزات أهمها معاملته لها .
ضحكة مشرقة صغيرة بدأت تتسع لتصبح ضحكة عالية صاخبة مليئة بالسعادة .
صوت زغاريد منطلق من مكان قريب جعلها تقطب حاجبيها بتركيز لتتأكد أنها زغرودة امها الشهيرة .
انتفضت مهرولة للخارج وهي تتسأل لتحضنها امها وتمطرها بقبلات متتالية بينما اختها تكاد ترقص فرحا ووالدها يبتسم ويقول : إهدي يا ولية الراجل يقول ما صدقنا عريس للبنت !!!
قالت والفرحة تخرج من عينيها : عريس وده أي عريس ... أهو ده العريس اللي ميترفضش ... ده أنا هاحط رجل على رجل بين ستات السوق واحكي واتحاكى عن عريس بنتي بدل التريقة عليها في الرايحة والجاية من اللي يسوى واللى ميسواش .
كانت تنظر لهم بعدم فهم لتتطوع اختها وتقول : الدكتور مدحت كلم بابا واتقدملك رسمي يا بنت المحظوظة ...
واخيراً هتنفك عقدتي واتجوز بعدك على طول .
ضحكت امها وغمزتها قائلة : بقى كده يا توتو مش تيجي تحكي لامك إن الدكتور معجب وطالب القرب بدل ما أنا بجيبلك في عريس كل يوم .
لم ينتظر ردها واتبع الأصول ليكلم والدها وهو يعرف أنها وقتها لن تستطيع الرفض ... ولماذا ترفض من الأساس ولماذا تفترض أنه يرغمها بل هو يبرهن على حسن نيته ويعتذر عن انفلات مشاعره .
فاقت من حديثها مع نفسها ووالدها يقول بسعادة : العريس يا ستي مستعجل وبيقول جاهز من كله وعايز في خلال شهر يكتب الكتاب وتدخلوا ها رأيك ايه !!
قاطعته والدتها : ودي عايزة رأي ... هو ده عريس يترفض ... دي لو رفضته تبقى مجنونة رسمي .
ثم نظرت لتهاني بتوجس وقالت : ولا انتِ رأيك ايه يا تهاني ... انتِ اشتغلتي معاه وشوفتي أخلاقه غير أنه دكتور قد الدنيا لا مطلق ولا أرمل ولا معاه عيال وأهله ناس زي الفل .
أومأت برأسها وقالت بصوت خفيض تحاول الخروج من المفاجأة وقالت : اه يا ماما الدكتور مدحت فعلا مفيش حد عاقل يرفضه... وهنا علت أصوات الزغاريد مرة أخرى ثم هدأت امها قليلا وقالت : خليه يجي بكرة ... ولا أقولك الجمعة حلو نلحق نشيل الشقة وننضفها تنضيفة تليق بيه ... وبرضو عشان ميقلش أننا ما صدقنا ...
ضحكت اختها وقالت : واحنا هانكدب ما احنا فعلا ما صدقنا .
قالت والدتها : اه بس مش لازم نبين .
اقتربت من تهاني تنظر لوجهها بتدقيق وقالت : انتِ محتاجة علبة زبادي وحبة عسل أبيض وشوفان مطحون كل يومين ماسك عشان وشك ينور كده ... واليومين الجايين تاكلي عسل أسود كتير عشان الدموية ترد في وشك .
ابتسم والدها وقال بحب : يا ستي هي عاجباه وهي بتشتغل معاه ... لا حاطة مكياج ولا حتى عسل وزبادي ... الجمال جمال الروح مش الوش .
ابتسمت لوالدها بحب وقالت وهي تقترب منه تقبل يده : ربنا يباركلنا فيك يا بابا .
قبل رأسها وقال : أهو ده العريس اللي كنت اتمناه ليكي من زمان يا تهاني ... انتِ تستهلي كل خير يا بنتي .

انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

[rontii]

مساء العسل
الفصل نزل و بعتذر للتأخير
الحد الجاي باذن الله بعتذر عن نزول القصل الكل هيكون مشغول بالعيد و الزيارات العائلية فصعب جدا الاقي وقت للنراجعة و كتابة المشاهد الناقصة
رحلتنا قربت تهلص تقريبا فصلين كمان و خاتمة
اتمنى فصل انهاردة يعجبكو

[ام زياد محمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii

مساء العسل
الفصل نزل و بعتذر للتأخير
الحد الجاي باذن الله بعتذر عن نزول القصل الكل هيكون مشغول بالعيد و الزيارات العائلية فصعب جدا الاقي وقت للنراجعة و كتابة المشاهد الناقصة
رحلتنا قربت تهلص تقريبا فصلين كمان و خاتمة
اتمنى فصل انهاردة يعجبكو

كل سنه وانتى وأسرتك بألف خير يارونى

بس ايه الرحلة القصيرة دى ما تطويلها شويه
فصلين بس وخاتمه

[ام زياد محمود]

تسجيل حضور



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 49 ( الأعضاء 27 والزوار 22) ‏

ام زياد محمود, ‏dina adel, ‏Aloa, ‏thetwin, ‏Aya youo, ‏يسورة93, ‏كاتبة الأمل, ‏mayna123, ‏rontii, ‏ahmedman2010, ‏ياسمين نور+, ‏زهرورة, ‏نهى حمزه, ‏Fairtulip, ‏فتاة طيبة, ‏Shimaa12312, ‏HaDoSh_HudHud, ‏لمعة فكر, ‏SOL@RA, ‏صفراء, ‏اذكرو الله, ‏jiada seleem, ‏جويريا, ‏رانيا صلاح, ‏Hagora Ahmed