مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة *

[rontii]

يجرها بغضب مستغلا عدم وجود زوجها بينما هي تتشبث في باب البناية وتقول : انت بتعمل ايه يا مجدي ... اتجننت خلاص ... انت ومراتك تتخانقوا تيجي تستقوى عليا .
قال بغضب : أنا تتفق مع جوزك عليا وترفع قضية خلع وتكسبها ... أنا اتخلع ... ده حتى محولتش تطلب الطلاق .
تحاول تخليص يدها منه وتقول : عارفة إنك مجنون ... وإنك هترفض ومش بعيد تبهدلها من الضرب .
صمت لحظات ثم سألها بنبرة خطيرة : انتِ كنتي عارفة يا سلمى ... اتفقتي معاهم عليا .
نفت سريعا وقالت : والله ما اعرف إلا منك ويمكن مالك نفسه معرفش إلا بعد ما رنا رفعت القضية ... يا مجدي انت عنيف ... غضبك وحش ... عصبيتك مؤذية ولازم تروح لدكتور نفسي .
فقد السيطرة على نفسه فجرها بعنف جعلت ذراعها تخدش خدش طويل من احتكاكها بالباب الحديدى للبناية فصرخت بصوت عالي وهنا اضطر حودة للتحرك وهو متابع للوضع من البداية لكنه أثر عدم التدخل لعلمه بأنه أخيها وظنه بأنها مشكلة بسيطة لا تستدعي التدخل .
تقدم بغضب وقال : هو انت مفيش فايدة فيك ... متعرفش تستقوى غير على الحريم ... لو البشمهندس مالك زعلك في حاجة تيجي وقت وجوده ... مش تيجي تاخد المدام بدون علمه وكمان شكلها مش راضية .
نظر له ببغض وهو يتذكره جيداً ويتذكر عندما آتى هنا من أكثر من عام عندما علم مكان وفاء ... يعلم أن أي مشاجرة مع هذا الشخص ستكون لصالح الأخر لكن غضبه وصدمته من تصرف رنا جعلت أي تعقل عنده معدوم فقال بغلظة : خليك في حالك وامشي من وشي .
ضحك حودة بسخرية وقال : ما هو ده حالي ... أي حاجة بالسوق تخصني والبشمهندس سايب المدام أمانة في رقبتنا لحد ما يرجع .
قال بصراخ : انت غبي ... دي أختي يعني محدش من حقه يتدخل .
اقترب حودة وهو يضع يده على كتف مجدي وقال بلهجة خطيرة : الكلمة دي تطير فيها رقاب بس هأقدر حالتك ووجود أختك ... المدام هتطلع بيتها دلوقتي ... عايز تطلع باحترام تستني البشمهندس خير وبركة ... مش عايز يبقى مع ألف سلامة .
نظر لها بغضب وقال : ده المكان الزبالة اللي اخترتي تسكني فيه ... ودي الناس اللي عايشة وسطهم وسايبة انضف حتة في اسكندرية عشان البيه اللي قاصد يذلك .
قالت بانهيار : كفاية بقى حرام عليك ... كفاية مشاكل وفضايح ... أنا اخترت زي ما انت اخترت ... سيبني في حالي وملكش دعوة بحياتي .
قبض حودة على كتفة وقال : أديك سمعت المدام قالت ايه ... كفاية فضايح ومع ألف سلامة .
التفت له وقال : انت دخلك ايه فهمني واحد واخته خليك في حالك وغور من وشي .
تعالى صوته : دخله اني سايبها أمانه في رقبته ورقبة كل رجالة الحي يا مجدي ... اقترب يخلص سلمى وقال بأمر : اطلعي ومتنزليش لحد ما اجيلك .
أومأت بتعب وحزن وهرولت صاعدة لبيتها وأمانها وهي تتذكر الهدوء الذي عم حياتها بزواجها وسفرها إلى هنا لولا طلب رنا للخلع الطلب الذي تؤيده لكن تخشى من تبعاته الذي بدأت منذ قليل .
بالأسفل جذب مالك مجدى للقهوة وهو يقول لفاندام : شكراً يا حودة ... أد الأمانة يا كبير .
جلس أخيراً أمام مجدي الذي يغلي غضبا وحقداً .
قال ببروده المعتاد : خير يا مجدي ... عايز ايه ... جاي تعمل مشاكل ليه ... من وقت جوزانا واحنا في حالنا من غير قلق وبنيجي كل أسبوع حسب اتفاقنا وبتتعمد يوم الزيارة لا تيجي ولا تجيب رنا وقلت انتو أحرار ... ايه سبب الفضايح بقى !!!
قال بصوت عالي غاضب : انت بتستهبل طبخت الطبخة مع اختك ... انت تتجوز وهي تخلع ... بتلبسوني العِمة ... بس والله ما هاسيبها في حالها وهاجيبها من شعرها ولو كانت في بطن الحوت .
لحظة كل ما تطلبه الأمر ليقف مالك ويمسك مجدي من مجامع ثوبه وقال بتهديد : شكلك نسيت نفسك ولا فاكر إني هاخاف منك ... أنا ممكن انفخك دلوقتي زي ما كنت بعمل زمان وممكن أشاور لأي حد بالسوق يعمل معاك الواجب ... انت جاي في منطقتي وتعمل راجل عليا .
قال مجدي الذي كان بحالة عصبية نتيجة لخداعة من رنا التي لم تظهر أي نية للغدر بالفترة الماضية : أختك كانت ناوية على الغدر ضحكت عليا ولبستني العِمة .
قال الأخر بغضب موازي : احترم نفسك واتكلم عدل ... انت كنت فاكر إنها هتفضل راضية باللي بتعمله فيها ده العمر كله ... انت راجل مريض ولازم تتعالج عشان تقدر تكون بيت وأسرة لكن غير كده يبقى كفاية بهدلة في بنات الناس .
قال بيأس كطفل صغير شعر بغياب والدته : يعني ايه يا مالك !!! رنا مش هترجع ... مش مجرد خناقة وأصالحها زي كل مرة !!
تعجب من حالته من احتياجه الواضح لرنا لكنه قال : صعب ترجع ... على الأقل طول ما انت بأفكارك وقناعاتك المرضية دي مستحيل ترجعلك ... مجدي فوق لنفسك وبلاش تدمر حياة أختك زي ما دمرت حياتك بدل المرة اتنين .

[rontii]

مش نافع كده والله ... كل يوم البس في 5 دقايق وأفضل نص ساعة أدور على شراب !!
تعالى صوته الحانق لترد ببساطة : اهدى يا أش أش بلاش عصبية ضغطك يعلى عشان فردة شراب يا حبيبي .
تخصر بغيظ و قال : ايووووه اديكي قولتي فردة شراب ... فين فرد الشرابات يا عاليا كل ما اجيب شرابات جديدة تدخل الغسالة تطلع ناقصة فردة ... بيروحوا فين نفسي افهم !!!
رفعت كتفيها بقلة حيلة وقالت وهي تصنع شطيرة من الجبن الرومي : مشكلة الشرابات يا أشرف مشكلة عالمية مش محلية ولا بس منحصرة فينا كأزواج ... صدقني ... أنا بحثت وسألت كل اللي أعرفهم اشتكوا نفس الشكوى ... يعني الموضوع مش تقصير مني أو اهمال .
قال بتهكم : لا اهمال ايه لا سمح الله ... طب جربتي تجيبي كيس شرابات أو حتى تربطيهم سوا يمكن يضيعوا سوا أو نلاقيهم سوا ...
طرقعت بأصابعها وقالت : والله فكرة هايلة ... دماغ مهندسين بصحيح ... أهو كده نضمن يعيشوا سوا أو يموتوا سوا ومنفرقش بينهم ... بتصعب عليا أوي فردة الشراب وهي وحدانية كده .
نفخ بغيظ وقال : مفيش فايدة أنا عارف هنفضل نتناقش وبالأخر هتجلط ... صعبان عليكي فردة الشراب الوحدانية ومش صعبان عليكي جوزك الغلبان اللي هيروح بفردة وفردة .
اقتربت وقبلته على خده قبلة تكاد تندرج تحت بند القبلة الأخوية وقالت : متزعلش مني يا أش أش أوعدك النهاردة وأنا راجعة هاجيبلك 6 شربات جديدة وأكد على البياع إنها تكون من النوع للي مش بيضيع .
غمزها وقال : طب اي مفيش أي تعويض كده ولا كده .
نظرت له باهتمام وهي تأكل قطمة من شطيرة الجبنة : ما أنا قلتلك هاجيبلك نص دستة شربات عايز ايه تاني !!
اقترب وقال : ده تعويض مادي يا لولو أنا عايز تعويض معنوي عن الأذى النفسي اللي اتعرضت له وأنا بدور على شرباتي .
ضحكت وقالت : عيب الكلام ده يا هندسة ورانا شغل .
اقترب أكثر وحاوطها بيديه : مفيهاش مشكلة لو أتاخرنا شوية ... ولو حد اتكلم هاحكيلوا عن مأساتي مع الشربات .
وضعت الشطيرة وهي تبتلع ما تبقى في فمها واحاطت رقبته وقالت : ولو المدير خصملي .
قال بتفاوض : هاصرفلك مكافأة لإخلاصك بمهامك الزوجية .
ضحكت وقالت : بقيت شقي يا أش أش وبتقول كلام خطير .
قال وهو يقبل جانب فمها : يا لولو انتِ تنطقي الحجر ... مش هتعرفي يعني تخليني انطق .
لفت يدها حول جذعه وقالت : ما تيجي ناخد اليوم اجازة ونقول للبشمهندس ممدوح إن الغسالة بتاعتنا فيها ثقب زمني بتاكل الهدوم وطلبنا الصيانة .
تعالت ضحكته وهو يحملها متجهاً لحجرة النوم : أحبك وانتِ معايا على الخط يا لولو .
تمسكت برقبته جيداً وقالت : اتعلمنا منك يا هندسة ... أنا كنت قطة مغمضة والله ... لكن انت ليك في الجبال علامات .
ضحك وهو يضعها على السرير وينظر لها قائلا : علامات ايه بس هتبوظي سمعتي ... هي تجربة يتيمة وكانت فاشلة .
ضربته بقبضتها في بطنه وقالت بغضب : ليه السيرة دي بقى يا صاحب التجارب !!
خلع قميصه ومال يجلس بجانبها : أي تجربة قبلك ملهاش معني وأي تجربة بعدك تبقى غباء ... وأنا مش غبي .
قالت بغرور مصطنع : مش هتلحق يا حبيبي تجرب هنبقى بنقرى عليك الفاتحة بمجرد ما تبدأ تفكير .
انطلقت ضحكاته عالية وهو يساعدها في خلع ملابسها ليحتويها بحب ويقبلها برغبه وشوق وهو يقول : معرفتش طعم الحياة إلا لما اتجوزتك يا حبيبتي .
بادلته القبلة وقالت : وأنا محستش بالراحة والأمان إلا وأنا في حضنك يا أش أش .

[rontii]

وضعت طبق أم علي الملئ بالمكسرات والقشطة أمامه ليضحك بسخرية وهو يأخذ الطبق ببساطة ويقول : انتِ عبيطة يا وفاء ... فاكرة إنك هتضحكي عليا بطبق أم علي ... لا يا حبيبتي هاكله عادي جداً وأقولك تسلم إيدك كمان بس هافضل قافش عليكي .
قضمت شفتها السفلية بندم وقالت : ماهي طلبت مساعدتي مقدرتش أقولها لاء .
قال بحدة : تقومي تتصرفي من دماغك من غير ما أعرف ... واكتشف أنا بالصدفة لما سمعتك ... انتِ مدركة خطورة الموضوع !!!
تفتكري لو الحيوان ده اتهجم عليكي زي ما عمل مع سلمى أنا كنت هتصرف بعقل زي ما مالك عمل ... وقتها كنت هاجيب كرشه وأدخل السجن في واحد ميسواش 3 مليم .
قالت تحاول تهدئته : للدرجة دي بتغير عليا يا ميجو .
وقف بحدة أكبر وقال بغضب : أنا مش عبيط عشان تضحكي عليا بكلمتين ... المرة دي لازم يكون فيه وقفة ووقفة جامدة كمان ... أنا وافقت بإنك تكلمي سلمى لأن ملهاش علاقة وفي ذمة راجل يعني مجدي بعيد تماما عن علاقتك بيها ... تقبلت كلامك مع رنا بحجة الفلوس اللي بيبعتها وإنه حق حمادة مقدرش احرمه منه ... لكن إنك تدخلي في خلافتهم لاء ... وضحت ده قبل كده وواضح إنك خدتي الكلام باستهانة .
نفت سريعا وهي تراه غاضباً هكذا غير متخيلة أن الأمر ضايقه لهذا الحد فقالت : لا والله مش استهانة ... أنا بس قدرت الأمور غلط ... متوقعتش إنك تزعل للدرجة دي ... أو إن الموضوع فيه قلق ليا ..
قال بصدمة : ازعل ... كل اللي وصلك من الكلام إني زعلان ... مجاش في بالك إني خايف عليكي أو قلقان من جنانه أو شايف إن ده عدم احترام لوجودي لما تكوني على علاقة بمرات طليقك !!!
قالت بندم : أنا اسفة يا مجاهد ... والله اسفة ... غباء مني ... اتصرفت بتهور من غير ما احسب نتيجة تصرفي .
قال بلهجة قاطعة : تمام أوي ... يبقى علاقتك برنا تتقطع تماما ... علاقتك بسلمى تتحدد بزيارة الأسرتين يعني أنا معاكي وجوزها معاها لكن تروحي بيتها لوحدك ممنوع ... أما لو جات وحدها مش هنقدر نقفل الباب بوشها .... أي علاقة بالحيوان ده لازم نقطعها لأنه لو قرب منك بحجة إنك سبب في اللي عملته مراته هاروح فيه في داهية ... امين يا وفاء .
أومأت سريعا وهي تراه غاضب وثائر لهذه الدرجة فقالت : امين يا مجاهد اوعدك مش هاعمل أي حاجة إلا لما ارجعلك .
قال لها بجديةوهو يعود لطبق أم علي : تمام هاحاول اتجاوز الأمر وانسى اللي عملتيه بس عايز عربون صلح ... صنية رقاق ... و جوز حمام واحد محشي فريك والتاني رز وطاجن بامية باللحمة الضاني والحلو بسبوسة بالقشطة ... وياريت متعمليش كله بيوم واحد عشان الرجيم اللي عايز اعمله الفترة الجاية ..
نظرت له بصدمة أي رجيم مع هذه الاصناف التي تسبب في حالة سمنة مفرطة ... لتنطلق ضحكاتها وتتقدم لتقبله بحب وتعتذر له بطريقتها الخاصة والتي رحب بها بل وتناسى كل شئ ..

[rontii]

تنظر له بغضب بينما هو يضحك ببساطة فقالت بعصبية : إفضل اضحك كده واحرق دمي زيادة .
رفع يده بقلة حيلة وقال : لا يا ستي بعد الشر على دمك إن شاء الله اللي يكرهوكي ... بس برضو مينفعش اجي الاقيكي جايبة البت من شعرها كده .
قالت وهي تجز على أسنانها : مستفزة ولو اطول أجيبها من رقبتها عديمة الدم والاحساس .
تكلم بجدية : مش غلطتها يا ابتسام ... هي اتجوزت راجل والراجل شايل إيده ومصدر أبوكي وأمك وهما خلوا كل طلبتها مجابة لا رفضوا ولا شدوا على أخوكي عشان يشيل المسؤولية .
قالت بعصبية : يبقى تطلب منهم أنا مالي ... ايه البجاحة دي جاية بتقولي ساب شغله وعايزة مساعدة شهرية من دخل المحل .
قال : يبقى تكلمي أخوكي وتقوليله يلم مراته ... هتروح تعيطلهم وهيجوا يتخانقوا معاكي ويحرقوا دمك زيادة .
وضعت يدها على رأسها وقالت : دماغي هتفرقع ... مشفتش بجاحة كده ... خلي حد منهم يجي يكلمني ويشوف هاعمل ايه .
ربت عليها وقال : اهدي يا ابتسام بالأخر دول أهلك ... قولي اللي عندك من غير غلط وإنسي عشان تعيشي .
قالت بقهر : أنسى !!! أنسى ايه ولا ايه يا حودة !!! أنسى إن كل طلباته مجابة عشان الراجل وأنا كل حاجة لاء عشان البنت ... أنسى أنهم طلعوني من المدرسة وأنا من الأوائل عشان مفيش فلوس وهو مكمل برغم إنه بيسقط كل سنة ... ولا أنسى وقفتي 12 ساعة كل يوم عشان شقايا يروح للغريب ولو فتحت بقي اتبهدل واتمرمط ... أنا بشر مش ملاك ... عمري ما هسامح ليوم الدين على تفريقهم بيني وبينه ... على إنهم استحلوا فلوسي وصحتي وهو حاطط رجل على رجل وقاعد على القهوة .
اقترب منها واحتواها بين ذراعيه لتنفجر في البكاء ... ربت عليها وقال : بس ياحبيبتي اهدي يولوعوا كلهم ... صحتك أهم من كل ده ..
لو عايزاني أروح أنفخهم إديني بس الإشارة ومخليش حد منهم يقرب منك .
قالت بتعب من بين شهقات بكائها : لا أنا عايزة اعتمد على نفسي وأنا اللي أوقفهم عند حدهم .
شدد من احتضانه لها وقال : اللي عيزاه يحصل ... المهم مشوفكيش زعلانة كده تاني .
تنهدت براحة وقالت : مش عارفة لو انت مش في حياتي كنت عملت ايه !!!
ابتسم وقال بغرور مصطنع : مكنتيش هتعرفي تعيشي من غير حودة فاندام يا عسلية .
ابتسمت وضربته بكتفه وقالت : غلس .
قال : بس بتحبيني .
ردت : الحب كلمة عبيطة أوي قدام اللي بحسه معاك .
لثم رأسها وقال : ما تيجي نسافر ... عندي شغلانة في الساحل حوالي 4 أيام كده تعالي معايا أخلص شغل ونتفسح ونغير جو أنا وانتِ .
شهقت وقالت : الساحل الشمالي اللي بيجي في الأفلام ده ... ده غالي أوي يا فاندام والناس اللي هناك مش شبهنا .
قال ببساطة : لو هما معاهم فلوس إحنا كمان معانا ... بنشتغل ونكسب نحرم نفسنا ليه ...محدش له عندنا حاجة .
نظرت لبطنها وقالت : ينفع بالذمة أسافر بكرشي ده .
ضحك وقال : أحلى كرش والله ... ما هو بعد الولادة مش هنعرف لا نروح ولا نيجي .
نظرت له بشقاوة وقالت : ونمشي على الكورنيش وناكل جيلاتي .
حرك رأسه وقال : ونجيب درة مشوي وناكل تين شوكي .
ابتعدت عنه وقالت بفرحة : أنا رايحة أحضر الشنط أهو .
ضحك على تصرفاتها الطفولية وقال : استني أجي أساعدك عشان متتعبيش ضهرك .

[rontii]

حازم ... حازم ... يالا الفجر قرب يأذن ... قوم نصلي ركعتين قيام ليل .
نفض الكسل عن جسده وقام بنشاط لم يشعر به إلا بعد زواجه منها ... فبعد الخطبة فتح الله عليه وتسلم أعمال الكهرباء لعمارة كاملة وتحسنت أوضاعه المادية واستطاع الوفاء بكل متطلباته المادية ليتزوج بعد ثمانية أشهر ويحيى من جديد .
حازم ... ندائها الرقيق أيقظه من أفكاره فقام سريعا واتجه ليتوضأ .
بعد بعض الوقت عاد من صلاة الفجر بجامع المنطقة وفي يده العيش الطازج وبعض أقراص الطعمية الساخنة لينادي بصوت فرح : كريمة ... كركر ... أنا جيت ومعايا الطعمية السخنة .
خرجت من المطبخ سريعا وقالت : ريحتها وصلتلي ... يالا بسرعة غير هدومك على ما أجيب طبق الفول والبتنجان المخلل .
دقائق واجتمعا سويا على منضدة الطعام الصغيرة وتناولا الطعام لتقول : بقولك ملجأ الايتام اللي جمب المستشفى فيه حبة مشاكل في الكهربا لو فاضي ممكن تيجي تشوفها !!!
ابتسم ببشاشة وقال : ولو مش فاضي يا كريمة أفضي نفسي مخصوص ... إلا عمل الخير ... دول أيتام يعني إحنا اللي نجري وراهم عشان ناخد الثواب .
تمسكت بيده في حب وقالت : ربنا يبارك فيك وما يحرمني منك أبداً ويرزقك الخير كله .
رفع يدها وقبلها بحب وقال : الحمد لله ربنا رزقني بيكي وده عندي بالدنيا واللي فيها .

[rontii]

مدحت ... يا مدحت ... قال بقلة صبر بينما يستمر في تقبيلها بكل ضمير واخلاص : مممم لتقول : الباب يا حبيبي بيخبط .
قال : سيبيه يخبط .
قالت : افرض مامتك .
ابتعد وقال بحنق : اقسم بالله حد باصص ليا في الجوازة دي ... أمك وأمي اختلفوا في كل حاجة واتفقوا على عكننة مزاجي ...
عارفة أنا شاكك إنهم حاطين أجهزة تصنت أول ما اقرب منك حد منهم يطب علينا .
ضحكت بخجل من تصرفات أمها اللحوحة وأمه الغيورة وقالت : معلش يا حبيبي نشوف مين بس .
قال بعصبية : اعملي حسابك يا تهاني لو جيت بالليل اقرب منك وسمعتك تقولي تعبانة ولا نعسانة هاغتصبك وش .
انفجرت ضاحكة وهي تقول : انت اتجننت .
قال بجدية مصطنعة : لا ما هو مش أمي وأمك بالنهار وانتِ بالليل يا توتو ... أومال أنا متجوز ليه عشان الاعبك اكس اوه .
ثواني وكانا أمام الباب ليجدا كل من أمها وأمه وابتسامة صفراء على وجه كل منهما بينما يتزاحما للدخول كأنه سباق من يدخل قبل الأخر .
قال هو بابتسامة أشد اصفراراً : منورين ... خير ... مش معقولة وحشناكو من الكام الساعة اللي فاتو دول !!
شهقت أمه وقالت بعتاب : ايه يا مدحت بدل ما تقول منورين !!
قال بغيظ : منورين والله ... أصلي لسه جاي من المستشفى وساعة ورايح العيادة ووقتي ضيق شوية .
نظرت أمها لمائدة الطعام وقالت بلوم : ايه يا تهاني الكلام ده ... جوزك ساعة ونازل ومحطيتش الغدا لحد دلوقتي !!
أومأت وقالت : كنت بحضر الغدا وأنتو بتخبطوا .
قال بجلافة وهو يتجه لحجرة النوم : لا أنا محتاج أنام في هدوء وهاخد معايا سندوتش وأنا نازل ... وتركهم ودخل حجرته بينما تهاني وجهها يتلون حرجا وأمه تقول بغضب : شوف الواد بيطردنا ده ولا ايه !!!
نفت تهاني سريعا : لا طبعا يا طنط هو يقدر بس هو كان سهران طول الليل بيحضر بحث مهم فمنمش كويس .
قامت أمها وقالت : طيب أروح بقى أنا عشان يعرف يرتاح ... شكلي تقلت عليكو .
قالت أمه وهي تجذبها بجدعنة ولاد البلد : لا والله أبداً لازم تشربي القهوة معايا في شقتي وخلي الدكتور يستريح براحته ... عيال ناقصة تربية .
دقائق ودخلت تعاتبه : ينفع كده !!! شكلهم زعلوا على فكرة يعني .
ضحك بتهكم : تراهني إنهم هيجوا بكرة في نفس المعاد .
قالت ساخرة من ثقته : طبعا لا ... قدامهم أسبوع على ما ينسوا اللي عملتوا معاهم .
اتجه ناحيتها وقال بحماس : خلاص رهان لو جم بكرة تبوسيني عشر بوسات وبذمة ولو مجوش أبوسك أنا يا ستي وأمري إلى الله .
وضعت يدها بخصرها وقالت : انت مش بتفكر إلا الافكار الشمال دي على فكرة يعني .
ضحك وقال ببساطة : كل الرجالة مش بيفكروا إلا بالشمال .
شهقت وقالت بغضب : يعني اتجوزتني عشان تقل أدبك مش عشان بتحبني .
قال بتعجب : هو الحب ايه والشمال ايه بس يا توتو !!! عشان بحبك عايز أكون دايما في حضنك ... غلطان أنا !!!
واقترب يقبل رقبتها ويكمل : يعني لو مش طايق أبص في وشك معقول ابقى هاموت وابوسك كده ... ثم أغرقها بالقبلات وقال وهو يجذبها نحو السرير : لو مش بحبك مش هيبقى كل همي ارجع وأنام في حضنك
بحبك أوي وهاوريكي إزاي أنا بحبك يا توتو ... هتتقطعي يا توتو .
لتنطلق ضحكتها عاليا بينما هو يبرهن لها على حبه العميق .

[rontii]

اتفائلوا بالخير هتلاقوه .. و العمر لو يجري الحقوه
وسدوا باب مافيهوش امل مش اي حد تصدقوه
يعني طول ما وشوشكوا سمحة .. ناس بتظلم ناس مسامحة
اللي عاش على راسه بطحة .. هو دة اللي استغربوه
اللي لسة مجاش نصيبه .. بكرة يبقى معاه حبيبه
واللي سابك عادي سيبه .. و الفراق استعجلوه
قوم .. قوم و عدي الصعب قوم .. يوم هتضحكلك ويوم
تمشي عكس معاك وعادي .. ما الحياة دي يوم ويوم
فضي قلبك من الهموم .. تكسب الدنيا دي
قوم .. قوم و عدي الصعب قوم .. يوم هتضحكلك ويوم
تمشي عكس معاك وعادي .. ما الحياة دي يوم ويوم
فضي قلبك من الهموم .. تكسب الدنيا دي
يعني طول ما وشوشكوا سمحة .. ناس بتظلم ناس مسامحة
اللي عاش على راسه بطحة .. هو دا اللي إستغربوه
اللي لسا مجاش نصيبه .. بكرا يبقى معاه حبيبه
واللي سابك عادي سيبه .. والفراق استعجله
ايه؟ .. انت شايل هم ليه .. كل شيء مقدور عليه
اللي راح منك مسيره ييجي غيره وترضى بيه
واللي فهم الدنيا دي .. شالها من تفكيره
إيه؟ .. إنت شايل هم ليه .. كل شيء مقدور عليه
اللي راح منك مسيره ييجي غيره و ترضى بيه
واللي فهم الدنيا دي .. شالها من تفكيره
اللي ربه كبير و ساتره .. مستحيل تكسر بخاطره
كل عبد وليه دفاتره وله ملايكة مقيدين
لو مشينا بحسن نية .. كله يسلم من الاذية
عيشوا حبة بإنسانية مين بياخد رزق مين

فتحت عينيها بعد أن غنت الأغنية بانسجام تام منفصلة عن ما حولها تناست وجود زوجها وأجهزة التسجيل والموزع وباقي فريق العمل ... وجدت زوجها ينظر لها بفخر بينما الآخرون بين منبهر وسعيد ومعجب بصوتها .
اقترب منها وقبلها ببساطة اعتادت عليها بعد زواجها فهو شخص عاطفي لا يستحي أن يظهر مشاعره أمام الجميع إلا والدها الذي يكن له احترام خاص .
احاط خصرها بذراعه وقال : هايل يا هدهد ... سعيد باللي وصلتي له بعد التدريبات اللي عملناها سوا .
ابتسمت ببعض الثقة التي لا يتوانى عن امدادها بها دائما .
عدة أشهر هي مدة زواجهم التي كانت كالحلم بين سفر ومشتريات وجرعات مكثفة من الحب والقليل من التدريبات .
وافقت على وجهه نظره ولكنه بالبداية تجاهل حتى ما وعدها به ... لكن تحت طلبها والحاحها وافق على تسجيل هذه الأغنية كتجربة لاستقبال الجمهور لها .
قالت : مبسوط مني !!
قربها أكثر وهو يتجه لمكتبه : طبعا مبسوط ... وفخور بيكي جدا .
قالت بقلق : تفتكر هانجح !!!
قال وهو يغلق الباب بقدمه ويقبلها قبلة طويلة : اكيد هتنجحي ولو محصلش كفاية أنا أكون كل جمهورك ... صح !!!
أومأت وهي تتشبث برقبته بينما هو يعود لتقبيلها بنهم ويقول : انتِ النهاردة حلوة زيادة ولا أنا اللي دايما بشوفك أحلى من اليوم اللي قبله .
ضحكت بخجل وقالت : انت اللي عيونك حلوين وبتحبني ودايما شايفني حلوة .
وضع يده على بطنها وقال : حللتي !!!
قالت بتهرب : لسه .
تساءل : خايفة لو طلعتي حامل اخليكي متكمليش غنا صح !!!
دائما يفهمها ويفهم مخاوفها فقالت : وانت هتعمل كده فعلا ؟!!
قال : أكيد لا ممكن نأجل شوية لكن مش هنوقف الفكرة كلها ... خوف عليكي مش أكتر .
أومأت موافقة وقالت : هاعمله أول ما أروح بإذن الله .

[rontii]

بسم الله الرحمن الرحيم وهنبدأ الليلة
بهذه الأغنية الفلكلورية بدأ فرح هشام وزينة ... برغم الشهرة التي وصل لها هشام بالأشهر الماضية ... لكن وقت تخطيطه للزواج أصر أن يكون فرحه فرح شعبي من الدرجة الأولى ... نعم أقامه بأحد قاعات الأفراح بأحد الفنادق الكبرى ونعم بين المدعوين بعض زملاءه بالوسط الفني بعد أن زادت دائرة معارفه بالوسط نظراً للعمل به خلال الأشهر الماضية .
لكن أهل السوق في مقدمة المدعوين ... بل إنه اتفق مع فاندام على أن يقدم له هدية رقصة المطاوي الشهيرة بالأحياء الشعبية .
أما ناصر وسلطان فطلب منهم أن يقوما برقصة التحطيب .
نظر لها سعيداً بما حققه بالفترة الماضية ... قام بغناء أكثر من مقدمة مسلسل وكان ضيف بأكثر من حلقة بالبرامج الحوارية ... شارك بثلاث حفلات بعدة مسارح مختلفة ... استطاع ادخار مبلغ جيد من المال لإتمام زواجه واحضار كل ما تتمناه زينة .
لا ينكر خوفه من الفشل بالبداية لكن هادي دعمه وساعده كثيراً وما زال .
نظر لها ورفع يدها يقبلها بحب أثناء تأديتهم رقصة هادئة وقال : أخيراً يا زينة بقيتي مراتي ... أخيراً قدرت أوصل لأول الطريق اللي كنت بحلم أوصله ... لولاكي بعد ربنا مكنتش عرفت أعمل حاجة .
نظرت له بحب ... بسعادة ... بفخر وقالت : لولا موهبتك واصرارك مكنتش وصلت .
نفى قائلا : لولا الثقة اللي اديتهاني مكنتش أمنت بالموهبة دي واستمريت ... صدقيني الست هي اللي بتكون السبب في وصول الراجل لأي حاجة يا تكون حافز وسلم يطلع عليه يا تكون طاقة سلبية وسبب بفشله ... وضعت رأسها على صدره متناسية كل من حولها سعيدة بما وصلا له وقالت : إحنا الاتنين مكملين لبعض انت من غيري مش هتنجح وأنا من غيرك مش هاقدر أعيش .
التقت العيون ليقول كل منهما بنفس الوقت : بحبك .

تمت بحمد الله في 8 سبتمبر 2019

[Roramory]

شكرا علي الروايه الرائعه

[rontii]

وصلنا للختام اتمنى ان الرواية تموت عجبتكو و اكون ضيفة خفيفة عليكو
كل الشكر لاشراف الوحي للتشجيع و المساندة برغم تقصيري الشديد بمهام الاشراف
الشكر لكل اللي دعمنى و قال كلمة ادتني طاقة إيجابية
الشكر ل ام زياد محمود لتعبها معايا بتدقيق و مراجعة الفصول 😘😘😘😘
و شكرا ل شيماء ابو بكر اللي دايما معايا خطوة بخطوة