مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة *

[Maryam Tamim]

عاوزين الفصل يارونتي
اشتقنا للحلوين

[rontii]

وماذا بعد ؟!!! سؤال يطرحه هشام من عدة أيام فلا هو مقتنع بموقفها ولا هي موافقة على تهاونه على حد قولها .
وبنفس الوقت هو غير مستعد للتنازل عن حلمه وبالطبع لن يتنازل عنها وعن حبه لها ... من حقها الغيرة لكن يجب أن تتفهم الوضع الجديد ...
بعد ثلاث أيام من أخر نقاش قرر مهاتفتها ليحاول حل الأمور .
أما هي فتجلس بحجرتها حزينة لما وصل به الحال بينهما ... هي متفهمة الصراع داخله ورغبته بالوصول ... لكنها لن تسمح له أن ينزلق لهذا المستنقع من التساهل والعلاقات المثيرة للغثيان فلا هو تربى على هذا ولا هي تستطيع السماح بهذا النوع من التعاملات .
انتفضت على صوته الحبيب الذي خصصته كنغمة خاصة له وهو يغني لها اغنية زينة .
فتحت الخط لتقول بعتاب : لسه فاكر تكلمني بعد 3 ايام , أنا قلت خلاص نسيتني .
قال بمحايلة : انسى الدنيا كلها بس انتِ لاء ...
أنا سيبتك تاخدي وقتك بالتفكير .
تنهدت بتعب فيبدو أنه لم يغير رأيه فقالت : افكر في ايه يا هشام ... ده مبدأ وصعب يتغير .
قال بتأفف يقنعها بما يحاول اقناع نفسه به : انتِ عارفة إني بحبك ولا يمكن ابص لغيرك لكن الوسط الجديد محتاج الواحد يكبر دماغه شوية .
قالت بسخرية : صحيح و طالما in paplic no feeling يبقى so what.
قال بعصبية خفيفة : زينة الموضوع مش محتاج تريئة ....
الاستاذ هيظهر في برنامج قريب واتفق إني هاظهر معاه وبنتدرب على كام اغنية اغنيهم على الهوى ... وهيظهر معايا بنت جديدة برضو بتدرب عنده ....
يعني قربت أظهر يا زينة وأوعدك إني أول ما احط رجلي على أول الطريق أنا اللي هافرض تصرفاتي على الكل .
قالت بعدم اقتناع : وقتها صعب تغير صورة كل اللي حواليك اخدها عنك ... بس خليني اصدقك ونشوف يا هشام هتوصل لفين .

[rontii]

منذ أكثر من ساعة وهي في تدريبات معه على عدة أغاني محددة لتكون مستعدة للمفاجأة التي لا يريد الكلام عنها ... لكن رغما عنها تخونها عيناها فتتعالى نبضات قلبها بينما هو يتعامل بمنتهى الجدية كعادته أثناء العمل .... فهو أثناء العمل لا يتهاون أما خارج جدران غرفة الصوت يكون انسان مرح لطيف مراعي .
تعالى صوت هاتفه لتتعجب أنه لم يغلق الصوت ككل يوم ... فرد سريعا وبقلق ظهر على ملامحه تعالى صوته : طب مالك ... طمنيني ... طيب أنا جاي حالا ... بصي ... اه خليكي مكانك ... متحوليش تتحركي خالص ... أنا مش هتأخر ... وهاطلب الدكتور .
اغلق ووجهه فقد كل الوانه يدلك جبهته بتوتر وضياع ... كطفل صغير لا يعلم كيفية التصرف اندفعت نحوه وهي تحمد الله انه لا يوجد غيرها معه في هذه اللحظة ... فهي متأكدة أنه لا يرغب أن يراه أحد بهذه اللحظات .
بدون شعور تمسكت بكف يده وهي تقول بلهفة : هادي اهدى ... فيه ايه !!! قولي عشان نلحق نتصرف .
نظر لها بضياع كم رغبت بأن تأخذه بين احضانها لمواساته ... طمأنته لا لشئ أخر ... ابتلعت ريقها بتوتر وقالت : دي جدتك صح , تعبانه ؟!!!
أومأ وقال بصوت مرتجف : البنت اللي بتلازمها مجتش النهاردة وهي وقعت كوباية الشاي على ايديها ... كانت سخنة مولعة ومش قادرة تتصرف .
ربتت على كتفه بيد بينما الأخرى مازالت تتمسك بيده وقالت : طيب بسرعة اطلب أي دكتور جلدية نعدي عليه أو يجي على البيت واحنا نروحلها على طول ولو الدكتور قرر إنها محتاجة تتنقل المستشفى نكون جاهزين منتأخرش .
وكأنما اطمئن بدعمها وتفكيرها المنطقي أومأ بوجه أكثر راحة والتقط سلسلة مفاتيحه واجرى مكالمة بأحد الأطباء ليكون متواجد بأقرب وقت بمنزله بدون شرح أي تفاصيل .
رافقته بدون تفكير بصواب فعلتها ... كل ما تعرفه أنه يحتاجها وهي لن تتخلى عنه في موقف كهذا أبدا .
فتحت هاتفها وهي جوراه وبعد عدة ابحاث قالت : كلمها وقولها تحط ايدها تحت الحنفية لا تلج ولا معجون سنان وعدي على الصيدلية نجيب مرهم حروق ...
متقلقش بسيطة بإذن الله , يالا كلمها وقولها الكلام ده لحد ما نروح .
وكأنه توقف عقله عن التفكير ولا يفعل إلا ما تلقيه عليه من أوامر ... الخوف يتأكله فلا احد له بهذه الحياة غيرها هي الام والاب والعائلة ليس لديه حياة عاطفية ولا يوجد لديه أصدقاء مقربون ... فقط جدته .
استمع لأوامرها واتصل بجدته وأملى عليها نصائح هدية .
عدة دقائق وكان أمام المنزل داخل المصعد الكهربائي العتيق ... وبرغم أن الموقف لا يسمح وجدت نفسها تبتسم وهي تعتقد أنه يسكن بقصر أو حتى فيلا بأحد المجمعات السكنية الجديدة لتكتشف أنه يسكن بأحد البنايات القديمة بحي عابدين في وسط البلد حيث عمر البناية يتعدى المئة عام بمصعد كهربائي كالذي تراه بأفلام عبدالوهاب .
أما هو لم يكن يدرك تفكيرها ولا حتى ملامحها ... كل ما يفكر به جدته وصحتها.
واخيرا وقف أمام الشقة يرتجف فالتقطت منه المفاتيح وفتحت بنفسها ليهرول للداخل ويجد جدته تجلس على أحد المقاعد بوجه أحمر وملامح متغضنة من الآلم والتعب جلس على ركبتيه أمامها والتقط يديها السليمة يقبلها بحب وخوف والأخرى ينظر لها ليرى إلى أي مدى كان الحرق سيء .
قالت بصوت متعب : قلقتك يا حبيبي عليا بس مقدرتش اتصرف وإيدي بتوجعني أوي ... حد هيجي ولا هنروح للمستشفى .
وكأنه تذكر فرفع هاتفه لأذنه يتصل بالطبيب الذي أكد أنه أسفل البناية ,
بينما هي تنظر لهما بعين مبهورة من مشاعرهما الجلية في كل نظرة عين أو حركة منهما .
واخيرا وكأنما شعرت الجدة أنها مراقبة رفعت نظرها اليها وقالت بتعجب لهادي : مين دي يا هادي ؟!!!
وكأنما تذكر وجودها فقال بابتسامة مرهقة : دي هدية اللي حكتلك عنها .
أومأت بابتسامة متعبه وقالت : تعالي يا حبيبتي واقفة ليه !!
اجلت حنجرتها وقالت : الف سلامة على حضرتك ... اسفة إني جيت معاه بس هو كان متلخبط وقلقان وخفت يسوق لوحده فقلت يعني ... امممم .
اتسعت ابتسامه الجدة وقالت : خير ما فعلتي يا بنتي ... هادي بيقلق عليا زيادة وأنا بمكالمتي قلقته زيادة .
قبل يدها بحب وقال : أنا مليش غيرك اقلق عليه .
واخيرا وصل الطبيب فوقف هادي واتجه للباب سريعا .
وبعد الكشف والاسعافات اللازمة طمأنهم أن الحرق ليس بذات الخطورة مع تنبيههم لعدم تعرضه للماء والتغيير عليه بالأدوية المطلوبة والمواعيد اللازمة .
تركهم الطبيب ورحل فانسحبت بهدوء لتترك هادي يطمئن على جدته بدون وجود دخيل .
تلفتت حولها إلى أن وجدت ضالتها ... المطبخ
دخلت تنظر حولها ... فتحت الثلاجة وجدت حلة بها فرخة مسلوقة ... أخرجتها ثم أعادت النظر فوجدت طبق من الفاكهة يحتوى على الفراولة والجوافة فأخرجته ثم اتجهت للحوض وغسلت كل ما فيه من أطباق وأكواب .
انغمست بالعمل كأنها بمنزلها ولم تدرك مضي الوقت ... أعدت دورق من عصير الجوافة وأخر من الفراولة .
ثم اعدت طبق كبير من شوربة الشعرية وقامت بتحمير الفرخة واعدت حلة من الأرز المصري المفلفل وبجانبه صنية بطاطس .
لم تشعر أثناء عملها والبحث عن أطباق تضع بها الطعام بمن يقف يستند على باب المطبخ يتأملها بـ .... لا بعلم كل ما يعلمه أن اليوم كان فاصل في مشاعره تجاهها .
لأول مرة يقترب منه أحد بهذه الطريقة ... يدخل منزله ... يتعرف على جدته ... بل ويدخل مطبخه ... بوقت أخر كان سينفجر ضحكا على هذا الموقف ... فهي كأي فتاة مصرية اصيلة تصرفت كعادتها بموقف كهذا اتجهت للمطبخ وأدت واجبها كأي بنت بلد تعرف بالشهامة والجدعنة ... كم يحتاج مثلها بحياته ... يحتاج لفتاة تتفهم قيمة علاقته بجدته ... تعرف اهمية عمله وما يتعرض له من اشاعات وسخافات ... تستوعب تناقضات حياته بين فتى عابث في نظر الإعلام والوسط الفني وفتى مهذب بار بجدته في الحياة الواقعية .
يحتاج لفتاة ... مهلا ... منذ متى يفكر بالارتباط أو بدخول أحد لحياته !!! منذ متى يرى صفاتها وطباعها مكملة له !!! منذ متى ؟!!!
استيقظ من أفكاره على صوتها الحانق وهي تقول : خضتني يا استاذ مش تعمل صوت تنبهني بدل الخضة دي .
عاد لشخصيته العابثة وقال : ما كنت من شوية هادي رجعتي لاستاذ ليه .
تلون وجهها حرجا وقالت : الموقف اللي خلاني مش مركزة ,
طمني تيتة عاملة ايه دلوقتي , صاحية ولا نامت , لو صاحية اغرف لها طبق شوربة وحته فرخة ترم عضمها ولو نامت أجهز الحاجة على التسخين وانت تبقى تظبط الدنيا .
ابتسم وقال : ترم عضمها !! شوية وتقوليلي هاتلها كوارع ونعملها شوربة .
نظرت له بحرج لكن برغم هذا قالت : وماله هو فيه أحلى من شوربة الكوارع ... انت مش عاجبك الكلام اللي اتربينا عليه ولا ايه .
رفع يده و قال برعب مصطنع : وأنا اقدر اعترض كله إلا الكلام اللي اتربينا عليه .
اقترب منها واصبح على بعد ثلاث اقدام فقط لا غير وقال : شكرا يا هدية ... لولا وجودك مكنتش هاعرف اتصرف بالطريقة دي .
قالت بتوتر وهي تهرب من سحر عيناه : أنا معملتش حاجة يا استاذ أي حد مكاني كان هيتصرف كده .
ابتسم بتهكم وقال : صدقيني أي حد مكانك كان هيهرب ... كل اللي حوليا موجودين وقت النجاح والحفلات والبرامج لكن وقت التعب والحزن مش هلاقي حد إلا ولاد الأصول اللي زيك .
هل ارتفعت درجة حرارة وجهها واصبحت بلون صنية البطاطس خلفها أم أنها تتوهم ... المهم أنها لا تتوهم وجودها هنا بمنزله داخل مطبخه قريبة منه لدرجة مربكة .
تنحنحت تحاول الهرب من سحر اللحظة وقالت : طيب يالا شوف تيتة عشان اجهز الأكل والحق امشي , أنا حطيت في التلاجة عصير جوافة وفراولة ممكن تزودوا لبن أو تشربوه زي ماهو .
أومأ وقال : طيب تعالي سلمي عليها قبل ما تمشي وأكيد هانزل اوصلك .
قالت بإصرار سريع : لا والله أبدا توصلني فين أنا هاخد المترو وبعدين مينفعش تسيبها لوحدها ...
يالا خليني اسلم عليها وامشي وهاستنى تليفونك وقت ما تكون فاضي .

[rontii]

تنهدت بتعب ... لن تكف امها عن ما تفعله ... حقا ملت من كثرة الشجار ومن كثرة التنازل ... لماذا تراها امها بهذه الصورة فهي لازلت في منتصف العشرينات ... حسنة المظهر بملامح مقبولة و تعليم عالي لا يعيبها شيء وامها لا تنفك تخبرها عن عرسان لها غير مناسبين اطلاقا . مرة مطلق ولديه طفلان ومرة ارمل وأكبر منها بخمسة عشر عام ومرة لم يكمل تعليمه أو اكتفى بالثانوية العامة فقط ... اعتقدت بطلاقها من المدعو لطفي ستتركها امها بضعة اشهر قبل أن تشن عليها هجوم أخر لكن هيهات فلم يمر سوى عدة اسابيع فقط وبدأت بمحاولة اقناعها مرة أخرى برؤية عرسان جدد بمجرد امكانية ذلك لكنها صامدة ولن تتنازل كما فعلت المرة السابقة .
قطع حبل افكارها دخول الدكتور مدحت لينشرح صدرها وينير وجهها برغم تعجبها من حضوره المبكر .
قامت خلفه كعادتها وبمجرد دخوله حجرة الكشف اتجهت للمطبخ لدقائق ثم دخلت تحمل كوب الشاي باللبن وهي تقول : مينفعش كده على فكرة .
رفع نظره ينظر لها ... اشتاق لها ولتفاصيلها ... هل زاد وزنها أم يهيئ له ... لا ... يتذكر هذه البلوزة جيدا وهذا البنطال كانت ترتديه بثاني أيام العمل ... كان أكثر اتساعا وأقل في إظهار تفاصيلها المثيرة ... أما البلوزة فأصبحت ضيقة إلى حد ما رغم حجابها الواسع لكن بمجرد استدارتها تتضح التفاصيل من الخلف بتقنية الثري دي عالية الدقة .
تنحنحت بحرج ... أصبحت نظراته مثيرة للقلق ... أكثر جراءة ... أكثر تطلب ... لكن و أااه من لكن ... تسعد بتدقيقه بتفاصيلها ... تفرح باهتمامه الواضح بها ... تطير بهجة من شعورها أنها أنثى مرغوبة ... لأول مرة تشعر بأنوثتها ... برغم كلامه الطبيعي معها إلا أن نظراته لعبت على أوتار قلبها المحروم من أي اهتمام حقيقي ... فحتى طليقها لم يجيد يوما فن الغزل وأي كلمة منه كانت تثير حفيظتها وبعدها تسمعه محاضرة عن الأخلاق والقيم ... لكن مع مدحت تنسى القيم وتضع الأخلاق جانبا لتستمتع باهتمامه العالي بها .
فترة صمت تبادل كلاهما النظرات وأفكار كل منهما تسبح في مداره الخاص ليقطع هو الصمت بتساؤل : هو ايه اللي مش هينفع .
قالت محاولة التذكر : اممم اه اقصد الشغل ... شغل كل يوم حتى الجمعة بتروح المستشفى لازم ترتاح .
أومأ موافقا وقال : فعلا لازم ارتاح ... أنا تعبت أوي ومحتاج ارتاح .
شهقت مرتعبة وقالت : الف سلامة عليك يا دكتور ... فيك ايه بس طمني ؟!!!
اغمض عيناه وعاد برأسه للخلف مستند على مقعده : اكتشفت إني من أيام الثانوية العامة مرتحتش يا تهاني مذاكرة مش بتخلص حتى الأجازات بحضر للترم اللي بعده ... خلصت واتخرجت دخلت في الماجستير وبعدها الدكتوراه ... العمر جرى ومحستش بيه معشتش احلى سنين عمري .
قالت بصدق : ايه الكلام ده يا دكتور انت في عز شبابك والعمر قدامك طويل ‘ تعمل كل اللي نفسك فيه .
قال بدون وعي : عارفة نفسي في ايه !!
أومأت منتظرة الجواب ليرفع رأسه قائلا : انتِ ... اقصد اكون زيك متفاءل وواخد الأمور ببساطة .
انفجرت ضاحكة ضحكة لم تضحكها من زمن بعيد للغاية ... لم تصدق نفسها على ما تفعله لكن جديته جعلتها تنسى المكان والزمان .
أما هو كان مأخوذ بضحكتها يود لو يجذبها نحوه لتجلس على فخذيه ويحتويها وتحتويه ... يشتم رائحتها ... يغرق في أعماقها ... يتوه في دواخلها .
قطعت تخيالاته المثيرة قائلة : اسفة والله يا دكتور بس اصل أنا أخر واحدة متفائلة ... أنا بقولك كده لأن وضعك غير وضعي فلازم تعيش حياتك من غير ما تنسى نفسك .
انهت كلامها لتجده محدق بها بهذه الطريقة التي تحبها وتقلقها بنفس الوقت فقالت : أنا هاخرج بقى عشان لو حد جه .
قام سريعا ليجذبها من يدها بحركة غير متوقعة تعجبها هو قبلها ... فترك يدها سريعا وقال : اسف كان قصدي إنه طالما محدش جه ليه كل واحد يكون في مكان ... خلينا نتكلم سوا لحد ما أول مريضة تيجي .
ابتلعت ريقها فلأول مرة يلمسها رجل غريب حتى لطفي لم تكن تسمح له برغم عقد قرانهما ... نعم مدحت قام بالكشف عليها وعرف أدق تفاصيلها لكن بصفته طبيب لا بصفة شخصية ... ما الذي يحدث تشعر الأمور خرجت عن مجال السيطرة .
وقبل التفكير في رد لتنسحب وتفكر فيما يحدث سمعت صوت من الخارج ينبئ عن حضور أول مريضة لليوم ‘
توالت الكشوفات حتى حضر رجل وزوجته وكان الرجل بمنتهى العصبية وزوجته يبدو عليها التعب الشديد قال بتوتر : أنا عايز ادخل للدكتور حالا .
قالت بهدوء : فيه حالات حاجزة قبلك مقدرش اتعدى الدور .
قال بعصبية : أنا مليش دعوة بالدور مراتي تعبانة ومش هتفضل متحملة ساعتين لحد ما دورها يجي .
وضحت : مش ساعتين ولا حاجة الدكتور هنا من بدري وأغلب الحالات دخلت قدامك 4 حالات بس .
قال بصوت عالي بينما زوجته تضع يدها على بطنها بتعب وتتأوه : بقولك هادخل الكشف الجاي مراتي عندها نزيف ومش هأقف اتفرج وهي بتضيع مني هي وابني .
خرجت من خلف مكتبها ومدت يدها للمرأة وقادتها لأحد المقاعد وقالت : طيب حضرتك اتفضل وهاخد رأي الدكتور واطلعلك .
كان الأخر يشتعل غضبا من برودها فهذا الحمل الخامس لزوجته والذي ينتهي بالإجهاض لا يريد تكرار المأساة بأي شكل يكفي الأوجاع الجسدية والنفسية لزوجته وله من بعدها وأشار عليه أكثر من شخص بالمتابعة مع دكتور مدحت لأخلاقه ومراعاته لضميره والحق يقال هو وزوجته في غاية الامتنان له .
لكن زوجته تعبت وشعرت بنفس أعراض الإجهاض ككل مرة لهذا اتى بها بمجرد تعبها لهذا اقترب بدون شعور وجذبها من ذراعها وقال بغضب وصوت عالي : بقولك هادخله حالا اتصرفي أنا مش هاعيشها الكابوس ده تاني ... لو مش هادخل بالذوق هادخل بالعافية .
كانت زوجته خلفه تبكي من الألم والتوتر وحالة زوجها منفلت الأعصاب بعكس طبعه .
قيمت الوضع وقدرت أن قلقه ومخاوفه لها سبب فحاولت جذب ذراعها وقالت : متقلقش يا استاذ إن شاء الله تطمن عليها و ...
خرج مدحت لصوت الرجل العالي وبمجرد رؤيته لذراع تهاني المحجوزة داخل كف الرجل ومحاولة تخليصها وفشلها اندفع بغضب وهو يجذبها ليقف أمام الرجل بغضب وهو يقول : فيه ايه يا استاذ انت جاي تتهجم على العيادة واللي فيها .
وكأنما شعر الرجل بالاطمئنان لرؤية مدحت فوضع يده على كتفه وهو يقول باستنجاد : الحقني يا دكتور سهى تعبانة أوي بقالها ساعتين عندها تقلصات في بطنها وبدأ يحصلها نزيف ... ارجوك يا دكتور اتصرف... هي مش حمل إجهاض سادس لا صحتها ولا نفسيتها هتتحمل .
اشفق عليه لمعرفته بملابسات حالة المريضة وتفهم ذعره وقلقه فقال باعتذار وهو ينظر لباقي المرضى وقال : اسف يا جماعة حالة طارئة مقدرش اخليها تنتظر وإن شاء الله مش هأخر كشفكوا اكتر من ربع ساعة .
نظر لتهاني باعتذار لأنه لم يستطع معاقبة الرجل وتفهمت نظراته لتذهب للسيدة تسندها وتقول لزوجها : تعالى معايا يا استاذ ساعدها تدخل وربنا يطمنك يارب .
وبعد ربع ساعة خرج الرجل بوجه أخر مبتسم مرتاح بينما زوجته أكثر هدوء ... اجلسها على احد المقاعد وذهب لتهاني وقال بحرج : أنا اسف , اسف جدا لانفعالي بس ....
قاطعت كلامه وهي تبتسم بود : ولا يهمك يا استاذ ربنا يقومها بالسلامة يارب .
امّن على كلامها وقال : أنا بس هانزل اجبلها العلاج عشان الدكتور هيديها حقنة مثبتة عشان مش عايزنها تلف وتطلع وتنزل كتير وبعدها نمشي ... خدي بالك منها .
أومأت وقالت : في عنيا متقلقش .
وهكذا مر كشف وراء الأخر وهي ترى حالات ونماذج مختلفة من البشر ... تعلمت الكثير برغم قصر مدة عملها ... لكنها اصبحت تجيد التعامل مع كافة الانفعالات ووضعها اعذار لبعض الزائرين مثل زوار اليوم .
رحلت الممرضة الملازمة للدكتور مدحت برحيل أخر مريضة ولم يتبقى سواها ومدحت كما كل يوم .
أصحبت تنتظر هذه الدقائق كل يوم لتبادل نقاش راقي معه ... تحب تبادل الآراء بينهما ومعرفة اراءه ببعض الامور .
نسقت مكتبها تنتظر خروجه ووضعت كتاب David Copperfieldx فوق الأوراق ..
خرج يبتسم لها تلك الابتسامة الهادئة الرزينة وقال : خلصتي يا تهاني ولا لسه ؟
أومأت وقالت : جاهزة يا دكتور .
نظر للكتاب وقال : ايه ده بتقرى لـتشارلز ديكنز .
ابتسمت بحرج وقالت : اه واحدة صحبتي نصحتني اقرى كتب بالإنجليزي عشان أحسن من اللغة ورشحتلي الكتاب ده ... سهل يتفهم وبنفس الوقت مش ممل .
قال بتأييد : فعلا احسن حاجة لتحسين اللغة هي الممارسة تكتبي تقري تتكلمي بيها وبكده هتلاقي عندك حصيلة كلمات كويسة .
ممكن كمان تتفرجي على افلام اجنبي مش مترجمة هتلاقي نفسك مرة بعد مرة بتفهمي أكتر وبتاخدي اللكنة بتاعتهم وبتفهمي الجرامر أكتر وأسرع , ولو احتاجتي اي حاجة أنا موجود .
ابتسمت وقالت : شكرا يا دكتور اكيد لو احتاجت حاجة هارجعلك .
قال بامتنان : أنا مبسوط من طريقة تعاملك مع المرضى وتفهمك لعصبيتهم وبنفس الوقت حزمك مع الناس اللي بتتجاوز .
قالت بخجل : أنا بحاول اتعلم ويعني شوية بعرف اللي فعلا عنده ظروف زي مدام سهى بتاعة النهاردة واللي بيستعبط زي مدام هبة بتاعة امبارح .
ضحك وهو يتذكر غضب مدام هبة التي حاولت الدخول قبل دورها بادعاء التعب برغم أن حالتها كانت عادية لكن تهاني رفضت ... وكانت هبة تستشيط منها غضبا لدرجة أنها اشتكت منها وطالبت برفدها لكنه قال لها أنها تنفذ تعليماته لا أكثر فقال لها : مدام هبة ليها معانا مواقف كتير لو رشا هنا كانت حكت ليكي بس انتِ ممتازة قدرتي تفهميها من تاني زيارة .
كم تشعر بالسعادة من إشادته بها وبتصرفاتها ... تشعر بالفخر كلما أثنى على عملها أو محاولة التعلم بأي مجال ... كم تشعر اخيرا أن حياتها تسير نحو الأفضل وإن كان هناك بعض المنغصات الطبيعية بحياتها .

[rontii]

تأففت باصطناع لإغاظته لا أكثر
ضحكت داخلها وهي تعترف أنها تستمتع بإغاظته واظهار عصبيته وقلة ذوقه المتأصلة بشخصيته ... تنتظر أي موقف لإثارة الشغب والتراشق بالكلمات بينهما وشهادة حق هو لا يدخر جهد في اغراقها بكلماته التى تندرج تحت بند انعدام الذوق وبالتالي يكون الرد منها مساوي لكلامه .
توقف فجأة كالعادة واوشكت على الاصطدام بالزجاج الأمامي للسيارة وبرغم ذلك هتفت بثناء مصطنع : ما شاء الله مستواك في السواقة اتحسن أوي يا كابتن .
مسح على وجهه باستياء وقال : اعلق على الإزاز هنا شهادة التخرج عشان تصدقي إني مهندس مش تربية رياضية .
قالت وهي تلتفت له بجسدها : مش عارفة ليه كل المهندسين بيزعلوا أوي من موضوع الألقاب ... خليك فريش كده وكبر دماغك .
نظر لها بصدمة مبالغ فيها وقال : اكبر دماغي !! كمان شوية هتقولي لى روق الجي وكبر الدي .
ضحكت بشدة وقالت : ما انت حلو أهو وطلعت بتتفرج على افلام زينا .
حدجها بنظرة مستنكرة وقال : وايه الغريب شيفاني جاي من عالم تاني ... اصلا الفيلم ده روحته سينما .
فتحت عيناها بصدمة وقالت : طيب طالما انت بتتفرج على افلام كوميدي وبتعرف تضحك زينا ليه بس قافش على الحياة ومكشر طول الوقت .
نظر للأمام وقال بوجع وهو ينزع مفتاح السيارة من مكانه : لأن مفيش حاجة تستاهل الضحك ... كل حاجة بايظة ... الواحد ممكن في لحظة يخسر كل اللي بناه طول العمر .
قالت بحكمة وهي تتفهم وجعه : طيب والتكشيرة دي هتغير حاجة .
نظر لها بعدم فهم فأضافت موضحة : حياتك هتعيشها هتعيشها ده مش بمزاجك يبقى تعيشها وانت بتضحك وبتهونها على نفسك وعلى اللي حواليك احسن ما تعيشها وانت مكشر ومنكد على اللي حواليك
صدقني مفيش حاجة ولا حد يستاهل .
قال بلامبالاة : وده سبب أكبر إن الواحد يكتئب إنه يعرف إن مفيش حاجة تستاهل مهما تعب ... مهما اهتم ... مفيش فايدة .
ضحكت بشدة وقالت مالك قالب على عم ضياء كده ليه وهتقولي كله رايح كله رايح .
ثم تكلمت بجدية وقالت : بص يا هندسة ... أنا فضلت حوالي سنة في دوامة من اقسام لسجون لمعاملة مع ناس من اوطى خلق الله عشان بس اسمع كلمة اطمن بيها على اخويا ... ابويا وامي منهارين في البيت وأنا اللي شايلة كل ده ...
مفروض اروح اطمنهم وأنا معرفش عنه حاجة ... بس المفروض أول ما اوصل البيت أبين إن كله تمام وإني اطمنت عليه .
لازم اروح تاني يوم الشغل واركز واشتغل بكل جهد لأن البيت كله معتمد عليا ....
خرج حازم فرحت وقلت اخيرا يشيل الحمل من عليا أو أقل حاجة هيساعد معايا ....
لقيته الحمل زاد اضعاف , حالة نفسية خليته يرفض الخروج من باب اوضته ... خايف ... مرعوب ... مهزوز مش حازم اللي أعرفه
ولقيت نفسي للمرة التانية مفروض أكون اقوي واقوي ...
تفتكر لو كنت عملت زيك والتشاؤم كان منهجي كنت هاكمل أكيد كان هيجلي ذبحة أو أزمة قلبية , أوقات الواقع بيفرض عليك تحافظ على نفسك عشان اللي حواليك مش عشانك وده اللي بعمله إني لازم أأقلم نفسي على الوضع اللي أنا فيه عشان ميحصليش حاجة .
ثم رفعت حاجبها بشقاوة اصبح يدركها وقالت وزي ما قال نجم الجيل
وبشوقك . عيش بشوقك . ودماغك املاها على ذوقك
وبشوقك . عيش بشوقك . وساعتها هايمشي سوقك
لما تطبل فوق راسك اديها انت كمان تسقيف
وانشف كدة واصلب طولك ماتبينش إن انت ضعيف

ثم فتحت الباب وخرجت من السيارة منطلقة إلى مكتبها ومازالت تدندن كلمات الاغنية بينما هو ينظر إلى طيفها وينفجر فجأة بالضحك على هذه الشخصية المميزة ... فهي تفاجأه بردود أفعالها الغير متوقعة وبساطتها المنعشة بالتعامل معه ...
عاد يفكر بكلامها ... لا ينكر أنه أصبح كائن تشاءمي ينشر الطاقة السلبية من بعد ما حدث له لكن الأمر ليس بيده فما تعرض له من طعنات جعلته لا يستطيع الحياة بطبيعية .
لكن لا ينكر تأثير عاليا الإيجابي فقد أصبح ينتظر الثلاث ساعات التي يمضيها معاها خلال الطريق صباحا ومساءا من كل يوم .

[rontii]

بعد عدة أيام

يقف في الشباك منذ عودته ... ينتظر عودتها كي ... لا يعلم كل ما يعلمه أنه يريد أن يبلغها بأنه بحث اليوم عن عمل في المنطقة ... وذهب للمحل القديم الذي كان يعمل به وقال له صاحبه أنه بحث عن بديل له لكن في حالة وجد له عمل بالقطعة سيكلمه , بعدها ذهب لمحل ثاني وثالث ورابع وترك نمرته وكل المعلومات عنه ... وإن كان أغلبهم يعرفه فهو ابن المنطقة ... وبرغم ترحيب الجميع به إلا أن كل محل به أكثر من كهربائي وسمع نفس الجملة من اصحاب الأربع محلات ... كل هذا لا يهم ... ما يهم أنه قام بالخطوة التي كان يرتعب منها خلال الشهور الماضية لأجل ... لن ينكر بعد اليوم نعم فعل هذا لأجلها ... لا يريد أن تراه ضعيف أو متخاذل أو جبان ... يريد أن تراه محارب حتى وإن كان الأمر صعب عليه ... لا لن يعود لنفس القمقم مرة أخرى يجب أن يعيش وأن ينسى كل ما مر به ... فما شعر به لوجودها بحياته من الصعب الاستغناء عنه بسهولة ... وهو لن يتنازل عنه بسهولة .
واخيرا ظهرت وبظهورها ظهرت البسمة على وجهه ... بسمة اصبحت تصاحبه بمجرد ظهورها أو حتى سماع اسمها .
خرج من حجرته سريعا ليلحقها أمام باب بيتها ويخبرها بالجديد الذي يخصه .. لعله يلمح نظرة فخر أو حتى رضا على تصرفه .
اقتربت لتنتبه على وقفته أمام المنزل فهرولت وقالت بقلق : حازم خير طنط وعمو بخير وعاليا كويسة !!!
قال بابتسامة يطمئنها : اه الحمد لله كله تمام ... انتِ قلقانه ليه بس كده !!
تنهدت براحة وقالت : اصلي قلقت لما لقيتك مستني خفت يكون حد تعبان ومحتاجيني في حاجة .
قال وهو ينظر لعينيها : طبعا محتاجك .
تهربت بعيناها وتلون وجهها خجلا فسارع وقال : محتاج اخد رأيك يعني في حاجة كده .
فقالت : اه طبعا اتفضل .
قال بانشراح : أنا نزلت دورت على شغل روحت كام محل في المنطقة ... كلهم عارفين شغلي وبلغوني إنهم لو احتاجوني هيكلموني حتى لو مش بصفة مستمرة ... أنا قلت الشغل القطاعي بداية لحد ما الاقي حاجة كويسة .
قالت بسعادة ملأت قسمات وجهها : هايل ... دي بداية ممتازة ... المهم إنك اخدت القرار تشتغل وطالما بدأت تسعى على رزقك ... ربنا هيوفقك ويبعتلك الشغل لحد عندك .
قال بجرأة لا تظهر إلا معها : انتِ السبب ... قصدي كلامك شجعني وخلاني افكر صح ... افكر إني مش هافضل مستخبي العمر كله من حاجة في علم الغيب .
قالت : ده الصح يا حازم ... توكل على الله وعمره ما هيخذلك ابدا .
ثم نظرت حولها بحرج تلاحظ عيون المارة وقالت : طيب استأذن بقى وسلم على طنط وعمو .
قال يحاول اطاله الحوار : من ساعة ما رجعتي بيتك مجتيش تطمني عليهم ... ايه رأيك تيجي تتغدي معانا ؟.. وعندما لاحظ ملامحها الرافضة اضاف سريعا : ماما سألتني عليكي ووصتني لو شفتك اقولك تطلي عليهم .
قالت بحرج وهي تفكر أنها فعلا لم تزورهم أو حتى تسال عنهم : طيب أنا بس هارتاح شوية واجي اطمن عليهم بعد المغرب ... بس أنا اتغديت في الشغل ...
عاملة كيكة حلوة هتعجبكو ... أجيبها و نشربها مع كوبيتين شاي بلبن مع بعض .
ابتسم بسعادة وحرك رأسه مؤيدا بدون أي كلمة لتودعه وتختفي من أمامه بينما هو يتأمل طيفها بسعادة و ... حب .



انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

[rontii]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 14 والزوار 15)
‏rontii, ‏موضى و راكان, ‏Dahabshams, ‏Fairtulip, ‏زهرة الغردينيا, ‏amana 98, ‏Samaa Helmi, ‏نوره خليل, ‏hekmat.3, ‏Sarob, ‏samam1, ‏princess of romance, ‏Shimaa12312


منورين يا حلوين

[زهرة الغردينيا]

رووعة ❤❤❤
الدكتور مدحت يعيش مراهقة متأخرة ..😂😂
ولدية افكار غير بريئة اطلاقا تدور حول تهانى...
يدقق النظر الى تفاصيلها بطريقة تسبب لها الخجل
هدية وهادي الموقف الذي حدث سوف يقرب
بينهم اكثر وتصبح علاقتهم اقوي من السابق....
تسلم ايدك ❤❤

[Maryam Tamim]

تسلم ايدك ياعسل
انا متعاطفة تماما مع حودة هو ابدا ماقصر مع ابتسام وهي كان ممكن تناقشة بدل ماتصرف من نفسها.. فهو معاه كل الحق يزعل منها... كلامه يقهر فعلا واتضح ان حودة عميق بجد.
المصيبة حتحصل والفضيحة جاية جاية ان شاء الله 😂😂😂😂 هدية وهشام حتلاقو سوا.. رونتي بلاش تفضحيهم على الملأ خليها عالضيق عشان خاطري😂😂😂
فصلت 😂😂😂 مدحت وصلت بيه المسائل للافخاذ.. الراجل استوى خالص
الكابتن اشرف اخيرا ضحك والمفروض نعطي عاليا نيشان شجاعة👌👏
حازم والحب يصنع المعجزات ❤️❤️❤️❤️لكن اهلك بقالهم سنة أو أكثر متشحططين معاك ودكاترة نفس وفلوس ومصاريف وحضرتك نفس الموقف وكريمة من نظرة وحدة جابتك للطريق 😂😂😂
تسلم ايدك ياقمررررررررر

[Khawla s]

تسلم ايدك ياقرايه فصل ممتع ورائع😘♥
مدحت خلص وقع بالحب ابو عين زايخه حافظ تفاصيل جسمها 😂😂
كريمه بلشت ترجعلها ثقتها بنفسها بس امها الحربايه قاهريتني لسه بتفكر بالعرسان موتيها الست دي😒
ابتسام حزنتني وحوده لحقها وهي داخيه😂😂مزززز رهيييب اجى بوقته 🤭
لسه زعلان خلص حرام بكفي يارونتي خلي يسامحها 😂
حمزه عم بدور على شغل اتمنى ينسى الماضي ويبدا حياه جديده
هادي ياويلي من مزززي طب انا ذبت من وقفتك عالباب 😂😂