مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة *

[Maryam Tamim]

مستنيييييين أبطالنا ❤️❤️❤️حبايبنا الحلويين

[rontii]

مر يومان تتصل به دائما بالهاتف تطمئن على جدته ومن ناحيته أجل كل ارتباطاته وجلس جوار جدته وامه الثانية ليطمئن عليها برغم تأكيدها أنها بصحة جيدة لكنه أصر على عدم تركها خاصة مع غياب السيدة التي تساعدها بشؤن المنزل .
أما اليوم فاضطر للنزول لأنه لم يتبقى على لقاءه التلفزيوني سوى ثلاثة أيام ويجب أن يتم تدريب هشام وهدية على عدة اغاني منهم اغنيتان كدويتو يجمع بينهما .
اتصل بهشام ورتب معه ميعاد يناسب هدية وأيضا اتصل بها لتتواجد بنفس الميعاد ليكون هذا البرنامج بداية انطلاقة لهما في مجال الغناء وهو كالعادة يصل قبل ميعاده في انتظار حضورهما .
بعد مرور عدة دقائق وأثناء تناوله فنجان القهوة دخل هشام وبعد السلام والتحية قال هشام : ازيك يا استاذ غبت علينا اليومين اللي فاتو .
رد هادي ببساطة : حبة مشاغل في البيت ، المهم انت عامل ايه ، بتتمرن ولا كبرت دماغك .
قال هشام سريعا : لا طبعا أكبر دماغي ازاي بس ... متقلقش يا استاذ ده حلم حياتي ومستحيل اضيعه .
نظر له هادي بإعجاب لإصراره على الوصول وقال : تمام يا اتش وأنا هديك فرصة توصل لحلم حياتك ...
كمان كان يوم عندي برنامج في الدي ام سي واخترتك انت و بنت تانية صوتها تحفة تطلعوا معايا ... هي زمانها جاية هنتمرن مع بعض على اغنيتين دويتو غير الاغاني اللي كل واحد منكو هيغينها لوحده .
فجأة وبدون مقدمات قام هشام من مكانه ليحتضن هادي بسعادة وهو يشكره بشده وبالنهاية قبل أعلى رأسه وقال : بجد يا استاذ مش عارف اشكرك ازاي وأوعدك اني هاشرفك قدام جمهورك ... وأخيرا هامسك الفرصة اللي استنتها من سنين .
ضحك هادي وربت على كتفه وأبعده قليلا وقال : خلي الاحضان لحد يستاهلها ... المذيعة ... المعدة ... البنت اللي هتيجي تغني معاك مش لراجل بشنبات زي حلاتي كده .
رفع هشام يده برعب مصطنع وقال : لااااا مليش في كده خطيبتي من يومين شافتني وأنا بسلم على منار وباستني غصب عني ومن يومها وزعلانه مني ورافضة ترد عليا ما بالك لو حضنت كمان .
ضحك هادي عاليا وقال : هي منار تحب تبوس أي حد تسلم عليه ... ثم قال بجدية : أعمل حدود من البداية ... أنا من أول يوم مبحبش الانفتاح الزايد ده وبوضح ده برغم إن البعض بيتجاهل بس أنا ثابت على موقفي .
ثم صمت قليلا وغمز له وقال : مش ثابت أوي يعني ، حسب الصاروخ اللي قدامي .
لتنطلق ضحكاتهما عاليا على دعابة هادي وبينما هما في تبادل للحوار تعالى صوت طرقات على باب الغرفة تبعه دخول هدية غير مدركة لوجود اخيها بالداخل ... خطوة والثانية فقال هادي بعتاب لطيف : متأخرة يا هدهد ربع ساعة .
ردت بدون الإنتباه لهشام : أسفة يا استاذ الموصلات كانت صعبة شوية .
هل هو صوتها أم يهيأ له ... هدهد !!! لا بالتأكيد إنه يتوهم ... دار برأسه لينظر للقادمة حتى يتأكد أنه مجرد تشابه في الصوت ليس إلا ... لكنه تفاجئ أنها هي بشحمها ولحمها ... اخته العزيزة تضحك عليهم توهمهم بأنها تتمرن بأحد المكاتب كسكرتيرة بينما هي هنا تأتي كل يوم لينفرد بها هادي في غرفة الصوت ... تتعامل مع هادي وغيره من العاملين بالاستديو منهم من يتجاوز حدوده ومنهم من يتطاول بالكلام أو باليد وهنا وقف ينظر لها وقال محاولا التحكم في أعصابه : إزيك يا هدهد هانم .
شهقة وخطوة للخلف وصوت مرتعب : هشام !!!!
بينما هادي لا يفهم أي شيء غير أن هناك خطأ ما .
خطوة ... إثنان وكان هشام أمام هدية يمسكها بغضب من شعرها ويقول : بتستغفليني يا هدية ... مفهماني إنك بتشتغلي سكرتيرة وانتِ كل يوم والتاني جاية هنا تصيعي يا ست هدهد .
انتفض هادي سريعا وهو لا يعلم هل يعقل أنها خطيبته !!!! نفى عقله و ... قلبه لا يمكن أن تكون مرتبطة ولا تخبره ... إذن من هي بالنسبة لهشام ؟!!!
لا يهم هذه التساؤلات المهم إنقاذها أولا وبعدها لكل حادث حديث .
اقترب سريعا بينما هي تحاول تخليص شعرها من يد اخيها وهي تقول بغضب وقهر : أنا هنا زي زيك لو انت بتيجي تصيع يبقى أنا بصيع زيك ولو جاي تدور على حلم وفرصة يبقى أنا هنا زيك .
هم بضربها وهو يقول : أنا هاربيكي من أول وجديد يا حيوانه ..... وقبل أن تصل يده لوجهها كان هادي يمسك يده بحزم ويبعد هديه عنه ويجعلها خلفه وهي بتلقائية تتشبث بقميصه وهى تقول : أنا متربية يا هشام واللي رباك هو اللي رباني وملكش تضربني أو تشتمني .
قال الأخر بغضب : ماشي خليكي كده بجحه لحد ما نروح البيت وأقول لابوكي واخوكي الكبير على كدبك و صياعتك يا جزمة .
صرخت بقهر وقالت : أنا مش صايعة ولا ماشية شمال والكدب إنتوا اللي جبرتوني عليه لما تحلل لنفسك إنك تغني وتجري ورى حلمك وتمنع اختك من إنها تحقق حلمها هي كمان .
بس ... اسكتوا ... ايه مفيش احترام لوجودي ... هتفضلوا تضربوا بعض وتشتموا بعض وأنا ولا كأني موجود .
كان هذا هادي الذي فهم أخيرا صلة القرابة بينهما ليطمئن قلبه اخيرا .
جذبها واجلسها على الأريكة الجلدية بينما جذب هشام وأجلسه على المقعد المقابل لمكتبه .
تنفس بعصبية يلتقط أنفاسه وقال وهو يضع يده في خصره : إنتو اتجننتوا رسمي ... نظر لهشام وقال بغضب : إزاي تسمح لنفسك تضربها فى وجودي ... ايه مليش أي احترام ... وازاي تكون بالازدواجية دي ... هي هنا بتصيع وانت هنا بتبيع سبح وسجاجيد صلاة ... إنتو الاتنين هنا بتتعلموا الغنا عشان توصلوا لحلمكوا ... ولو انت شايفها هنا جاية تصيع وتتدلع يبقى ملكش مكان هنا .
ثم نظر لهدية بعتاب أكثر منه غضب وقال : وانتِ بتضحكي عليا ... مفهماني حاجة وانتِ حاجة تانية !!!
قالت سريعا : يا استاذ افهمني .
رفع يده وقال بحزم : افهم ايه ... من أول يوم كان مفروض تفهميني إنك اخت هشام ... مش إن ابوكي من عيلة محافظة وإن البودي جارد بتاعه ماشي وراكي في كل حته !!!
عضت على شفتيها السفليه بحرج ليتابع : وقتها فهمت كدبك واخدته بهزار لكن إنك تخبي عليا إن هشام اخوكي مينفعش ... ليه شيفاني عيل صغير بلعب معاكي عشان تضحكي عليا .
حركت رأسها نافية بطفولية جعلته يرغب بالتربيت على شعرها وإعطائها قطعة حلوى كي لا تحزن ... نحى أفكاره جانبا وقال موجهاُ الكلام لهشام : دلوقتي عايز أفهم انت رافض ليه اختك تغني برغم إنك عارف إن عندها موهبة زيك بالظبط .
دلك جبهته وقال : خوف عليها ... فيه تجاوزات بتحصل ومهما خدت حذرها هتتحط فى موقف مش هتعرف تحمي نفسها فيه ... لازم لبس معين وطبيعة حياة معينة ... أكيد هتقدم تنازلات عشان توصل ... وقبل ما تقولي انت كمان زيها هاقولك لاء ... أكبر تنازل ليا إن واحدة تسلم عليا وتبوسني وبالأخر أنا راجل في مجتمع شرقي بيغفر للراجل أي حاجة حتى لو مصيبة سودا لكن بيحاسب البنت على اتفه حاجة حتى لو ملهاش يد فيها .... وهي بالنهاية اختي يعني لازم اخاف عليها أكتر ما بخاف على نفسي .
لن ينكر صحة كلامه بكل ما قاله لكن بالنهاية من حقها اختيار طريقها والوصول لحلمها مثله فقال : وليه مفكرتش تحميها تكون معاها تيجوا وتروحو سوا في التدريبات وتكون ضلها لحد ما تقف على رجلها ووقتها هتحط شروطها وازاي الكل يتعامل معاها ... اه الوسط فيه كتير وحش بس برضو فيه الكويس ام كلثوم عمرنا ما سمعنا عنها اشاعة تمس أخلاقها عمرها ما لبست حاجة عريانة وعمر ما حد تجاوز معاها اخلاقيا وزيها كتير فاتن حمامة نادية لطفي شادية وردة كلهم فنانات ومغنيات اتعرفوا بأصواتهم وأعمالهم مش بجمالهم وجسمهم ....
فكر بكلامي وحاول تفهم اختك وإنها محتاجة تحقق حلمها زيك بالظبط .
ثم نظر لهدية وقال : كان فيه فرصة كبيرة مستنياكي لكن للأسف مش هأقدر اضيع وقت ومجهود وبالنهاية أهلك رافضين فلازم أتأكد إنك هتكملي معايا وإن والدك موافق عشان مندخلش في مشاكل ملهاش لازمة ....
اتفضلوا دلوقتي لأنكو بوظتوا لي اليوم ولو قدرت أرجع بالليل هاكلمك يا هشام .

[rontii]

تجلس بإعياء تحاول التحامل على نفسها برغم ثقل الزيارة لكنها بالنهاية امها ... امها التي لم تزورها منذ زواجها سوى ثلاث مرات وكلهم كانوا لطلب المال أو طلب العمل لزوجة اخيها معها بالمحل .
وبكل زيارة تبدأ برفضها وتنتهي بدعوات امها عليها لأنها ابنة عاقة لا تريد مساعدة اخيها وزوجته ... كأنها لم تساعدهما طوال الأعوام الماضية .
في هذه اللحظة تمنت أن يعود فاندام لغلق الباب عليها حتى لا تستقبل احد منهم لكن للأسف بسبب خوفه من حدوث أي مكروه لها ترك عادته في حبسها حتى تستطيع الاستنجاد بأي كان إن مرضت واحتاجت للمساعدة .
سمعت امها تقول : أنا بس عايزة افهم مستعجلة ليه على العيال ما كنتِ اجلتي سنة ولا اتنين كمان .
لترد زوجة اخيها وهي تنظر بحسد لما حولها : صحيح يا ابتسام افرضي فاندام رجع لأمور البلطجة وصياعة زمان هتعملي ايه ... افرضي رجع للحشيش وقعدة المزاج ؟!!
ردت امها بدلا عنها كأنها غير موجودة ، ردت بما كانت متأكدة منه : هتعمل ايه هترضى بنصيبها وتقوله حاضر وطيب ولو اداها بالجزمة حتى ... ثم نظرت لها بتهديد وأضافت : احنا معندناش بنات تغضب ولا تتطلق حتى لو بتتصبح بعلقة وتتمسى بعلقة .
قالت بسخرية : ليه يعني لو مد ايده عليا اسيبه يموتني عادي لكن مينفعش اتطلق !!!
قالت امها تنهرها : محدش بيموت من الضرب ... لكن احنا هنموت من الجوع لو رجعتي وفي ايدك عيل كمان .
قالت بتهكم : ليه ما أنا اللي كنت مشغلة نصبة الشاي زمان وكنت بصرف عليكوا كلكوا ... يعني لو فكرت ارجع هيبقى بفلوسي محدش هيصرف مليم عليا .
قالت امها : واحنا قد فاندام وزعله عشان نطاوعك في جنانك ده ... ده يطربقها على دماغنا كلنا ....
وبعدين الست الشاطرة هي اللي تعرف تخلي جوزها طوع ليها واللي تشاور عليه يجيبه من سكات لكن الغبية هي اللي تخليه يتعصب ويضرب .
قالت : زي ابنك كده مش معاه عشرة جنية ويستلف من طوب الأرض عشان السنيورة مراته نفسها تسافر جمصة .
شهقت المقصودة وقالت بعصبية : وانتِ بتخبطي فيا ليه ... حد قالك تسيبي رجالة السوق كله ومتنقيش إلا البلطجي اللي فيها ...
مستنيه ايه من واحد ماشي بمطوته وسيجارة الحشيش في إيده ... هيبعد سنة ولا اتنين عشان بس أول الجواز وبعدها يرجع للسكة الشمال تاني ... وإلا كان اخوكي اتعدل ونزل يشتغل بدل ماهو عواطلي وقاعد جمبي في البيت .
قامت هي الأخرى رغم تعبها وألمها وقالت بعصبية وغضب : لما تتكلمي عن حودة فاندام تلزمي أدبك وتوطي صوتك ... فاندام اللي مش عاجبك ده برقبة جوزك اللي كان مخلي اخته تقف في السوق وسط الرجالة عشان تصرف عليه وعليكي ... وفي عز بلطجته ممدش إيده لواحدة ست وفي عز صياعته عمره ما ظلم حد ولا أكل حق حد ...
واطمنوا عليا متخفوش مش هاتطلق وارجعلكوا بعيل لأني متجوزة راجل من ضهر راجل ... ويوم ما يزعلني هيعرف اللي له واللي عليه ...
واظن جيتوا وعملتوا الواجب ، أنا تعبت وعايزة أدخل أنام .
شهقت زوجة اخيها وقامت واقفة : بقى كده يا ابتسام على أخر الزمن انطرد من بيتك أنا وامك .
قالت الأخرى : ده بيت حودة يا حلوة وطالما مش محترمة صاحب البيت يبقى ملكيش مكان فيه .
قبل دقائق كان حودة يصعد السلم ومعه نسمة تصعد ببطء خوفا من أي إرهاق يصيبها من شهور الحمل الأولى ... حتى الأن لا تصدق أنها حامل وبعدها بأسابيع تحمل ابتسام .
فتح حودة الباب بهدوء خوفا من أن تكون ابتسام نائمة ليستمع للحوار الدائر في غرفة الصالون ومع أخر جملة التفت ليرى اخته تربت على كتفه وتقول باستعطاف : بلاش مشاكل سيبهم يمشوا من غير كلام زيادة ابتسام ردت غيبتك وزيادة ... ومش أول مرة يسمموا أفكارها بالكلام ده ... ياما حكتلي عن زنهم وخوفهم من حملها ... ربنا يهديهم ويبعدهم عننا .
أومأ وهو يفكر فيما سمعه منهن أو من اخته ... ليتضح له بالنهاية الضغط النفسي الذي وضعت به العسلية وأدى إلى مخاوفها وعدم ثقتها بنفسها وبه .
فكر أنه لن ينسى بسهولة لكن على الأقل تفهم أسبابها وطريقة تفكيرها ... لا يهم كل هذا كل ما يهم الأن رحيل من بالداخل وبعدها يحتاج لرحلة مداوة لكل التشوهات النفسية داخل عسلية .

[rontii]

يوم مثل باقي الأيام عمل ... عمل ... عمل من الموقع للمكتب الفني لمكتبه الخاص لمراجعة بعض الرسومات التنفيذية وأخيرا تنفس الصعداء بانتهاء اليوم ... لا ينكر سعادته بالعمل ... بعد كل ما حدث له اصبح يدرك جيدا قيمة الأشياء ... قيمة العمل حتى لو مرهق ... قيمة الصديق حتى لو بعيد ... قيمة الثقة حتى لو نادرة ... حقا كانت تجربة قاسية لكنها غيرت داخلة الكثير والكثير من الأشياء .
نظر حوله ينتظرها واخيرا لمحها عند مدخل المكاتب فضرب زامور السيارة كي يتعجلها .... فلن ينتظر سيدة الحسن والجمال بينما هي تقف مع هذا اللزج تضحك وتتسامر معه .
تسارعت خطواتها وهي ترغي وتزبد حتى وصلت له ... فتحت باب السيارة ودخلت وكالعادة قفلت الباب بدوي يصل إلى مكان سكنهم فقال بغضب : مش هترتاحي إلا لما الباب ده يتخلع في إيدك ووقتها هادفعك تمنه أنا بقولك أهو .
قالت بتأفف : يوووه مكنش قفلة باب اللي كل مرة تتخانق معايا عليها دي ... وبعدين خاف على الكلاكس اللي مش راحمه ونازل ضرب عليه .
التفت لها وقال : ما هو لازم أفضل اضرب عليه ... ما الهانم فكراني السواق الخصوصي وقاعدة تهزر مع اللي رايح واللي جاي ولا كأني مستني جنابك .
نظرت له بغضب : اهزر مع مين انت كمان واحد واقف بيسألني على الأجازة بتاعته أطلع مطوه اضربه بيها ولا اكشر في وشه زي ما انت مكشر في وش الناس كلها !!!
هو انت عشان وشك شقق من قلة الضحك عايزني ابقى زيك ... لا أنا مقدرش على كده أبدا .
نظر لها بصدمة وهو يكرر : وشي شقق من قلة الضحك .... ثم انطلقت ضحكاته عاليا ولم يستطيع إيقافها لتجد نفسها مخطوفة الأنفاس أمام ضحكته التي تسمعها لأول مرة ... لا لأنه مثلا تحول لأوسم رجل على وجه الأرض ... أو لأنها سمعت صوت تغريد البلابل والطيور ... أو لأن ضربات قلبها تعالت بصخب لضحكاته ... بل لأنها شعرت أنه حي يتنفس يشعر يضحك ... لا يتعامل كأنه آلة من الحديد ... هي ببساطة سعيدة لأنه بدأ ينطلق في تعامله معها .
فاقت من تأملها له على صوته الضاحك : انتِ رهيبة بجد ... مش فاهم بتجيبي المصطلحات دي منين ... عندك قدرة تحولي أي موقف عادي لموقف كوميدي وهزلي .
ابتسمت ورفعت ياقة قميصها بغرور مصطنع وقالت : دي أقل حاجة عندي انت بس خليك على الخط معايا ومش هتبطل ضحك وانبساط ... يا عم محدش واخد منها حاجة ...
ها ناوي تسوق النهاردة على سرعة 180 ولا هنوصل حته واحدة وتستهدى بالله وتسوق على 100 ؟!!!
ضحك ضحكة خافتة وقال : لا عشان خاطرك هاسوق على 100 .
قالت بغرور مصطنع : تشكر يا ذوق ... كويس إنك عرفت قيمتي وهتحافظ على حياتي .
هم بالرد عليها لكن صوت هاتفه قطع الحوار ليجد رقم والدته فرد بلهفة وسعادة قليلا ما يشعر بها : ازيك يا ست الكل عامله ايه ... اه أنا تمام الحمد لله والشغل عال العال ... لحظة صمت بل لحظتان ثم تحول من الهدوء للغضب الشديد وقال محاولا الحفاظ على هدوءه : وأنا مش عايز أكلم حد منهم ولا أشوفهم ولو هاجي الأسبوع ده والاقيهم يبقى مش هاجي أصلا ... ضحكة ساخرة كانت رده على كلام والدته ثم قال : افتكروا اخوهم دلوقتي ... فيهم الخير والله !!!
الله يرحم أيام زمان لما كنت اكلمهم عشان محتاجهم جمبي يقفلوا في وشي السكة ،
بصي يا ماما عشان معنديش وقت ولا دماغ للهري بتاعهم ده ... أنا مليش اخوات ... هما زمان مكنوش متشرفين بيا وأنا دلوقتي ميشرفنيش إنهم اخواتي ... اعتذر منها ثم اغلق الاتصال .
صمت امتد لعدة دقائق احترمته ولم تحاول المقاطعة تعلم أنه في صراع نفسي بين غضب وحسرة وبين حنين وعتاب لإخوته .
تنحنحت محرجة وهي تلاحظ تصاعد سرعة السيارة وأصابعه التي تعتصر عجلة القيادة ... تشعر أنها يجب أن تتكلم حتى تخرجه من هذه الحالة فقالت من باب الثرثرة : أشرف ... ممم هو انت عرفت مالك ازاي .
تعجب من السؤال لكنه رحب بأي إلهاء فغضبه وجرحه من اخوته يشعل داخله ناراً ... رد بعد لحظات صمت طويلة : كان معايا فى الشغل ... معرفتنا بالأول كانت سطحية لحد مرة حصلت مشكله له مع اخو مراته ولقيت نفسي واقف معاه ... من وقتها بقينا اصحاب ، بعدها اتقبض عليا بتهمة غش في مواد البناء ورشوة لتسهيل الشغل مع المقاول وبالوقت اللي الكل اتخلى عني أقرب الناس لقيت مالك كتفه بكتفي وهو اللي عرفني على الاستاذ مجاهد .
أومأت وقالت بابتسامة هادئة : سبحان الله فيه مثل بيقول يقطع من هنا ويوصل من هنا ... يعني ربنا عوضك بمالك ومجاهد بالوقت اللي زعلت مع اخواتك ... بس بالنهاية هما اخواتك .
قال بغضب : اخوات بالاسم وبس وده اللي يفضل بينا لحد ما اموت لكن إني أحط إيدي بإيد حد منهم تاني .
قالت تحاول أن تقنعه برغم عدم اقتناعها : اعتبرها لحظة ضعف ... لحظة غباء ... لحظة خضوع لرأي مجتمع غبي .
رد بإصرار : اعتبرها لحظة صدق بمشاعرهم إن المظاهر أهم عندهم من اخوهم ...
تفتكري ممكن أثق بيهم تاني ... حتى لو ... وبقولك لو ... ممكن ألجأ لحد فيهم لو قابلتني مشكلة تانية .
قالت بحكمة : لا طبعا صعب ... الثقة مش بسهولة وهما سقطوا بأول اختبار لكنها تفضل صلة دم وصلة رحم ...
مش بقولك انسى وسامح بس متحرمش نفسك من زيارة والدتك عشان هما هناك ... اتعامل عادي حطهم بمنطقة العادي ... فاهمني .
أومأ مؤيدا ثم ابتسم وقال : ما انتِ حلوة أهو وبتعرفي تتكلمي جد .
رفعت حاجبها وقالت بغرور مصطنع : طبعا يا ابني انت فاكر ايه ... ده أنا اعجبك أوي .
قال بشرود : من حيث تعجبيني فانتِ اكيد عجباني .

[rontii]

عاد من ساعة تقريبا اغتسل وتناول غداء متأخر لكنه سعيد ... لا بل يكاد يطير فرحا ... يعمل من العاشرة صباحا وانهى عمله في الثامنة مساءا ... كيف ضيع الشهور الماضية ... كيف استسلم للخوف والكسل !!!
ضيع على نفسه الكثير حتى تناسى لذه العمل ... لذه المال من عمل يده ... نعم لم يقبض مبلغ كبير من المال لكن فرح به لتعبه بالحصول عليه..
ها هو يقف بنافذته منذ خمسة عشر دقيقة ينتظر ظهورها في نافذة شقتها ... يريد إخبارها بتفاصيل يومه ... لا يعلم كيف ... لكن فقط يريد رؤيتها كي يستمد منها الطاقة للعمل ... لمقاومة اشباحه ... للفرح بإنجازه البسيط .
واخيرا أشرقت الشمس ... ابتسم براحة يحرك يده كي تلاحظه ... انتبهت له بعد عدة دقائق فاقتربت من النافذة وهي تبتسم بتوجس خوفا من أن يراهما أحد ويفسر الأمر بطريقة خاطئة .
حقا !!! وبأي طريقة يفسر الأمر يا كريمة ... لقد تماديتي كثيرا بكلامك مع حازم ... بدأً من الدخول بأدق تفاصيل حياته وحتى اليوم الذي انتظرك به بالشارع ،
لكن ... هي تفعل هذا رد لجميله هو و عائلته .
لا تكذبي كريمة هناك قوى مغناطيسية تجذبك نحوه ... خوف ... قلق أو حتى شفقة لكن مشاعرك تجاهه ليست عادية .
وإن يكن فأنا وحيدة حزينة احتاج ... احتاج ...
إلى ماذا تحتاجي يا كريمة ... اهتمام ... حب ... احتواء ... ما هو المنتظر من كلامك مع حازم ؟!!!
لا أعلم أنا لا أتجاوز الحدود وهذا هو المهم .
هكذا اخرس قلبها صوت عقلها لتفتح زجاج النافذة وتشير له بتساؤل .
فكر ثم نظر حوله وتناول ورقة وكتب بخط كبير ... ممكن اكلمك على الموبيل .
دق قلبها ... يجب أن ترفض ... لكن ....
رفع ورقة أخرى كتب فيها ... عندي أخبار مهمة .
أومأت بقلة حيلة مقنعة نفسها أن الكلام بالهاتف أقل ضررا من الكلام عبر النافذة
بحثت عن ورقة وكتبت رقم هاتفها ولم تمضي ثواني حتى سمعت صوت هاتفها يعلن عن استقبال مكالمة .
ردت سريعا وقلبها ينتفض اضطرابا قالت : الو ايوه يا حازم .
قال بصوت سعيد فرح : ازيك يا كريمة ... أنا نزلت شغل النهاردة ... فاندام ربنا يكرمه كلمني عن شقة شغال فيها وعايزين شغل الكهربا بتاعتها روحت وبدأت شغل ولسه معايا أسبوع شغل فيها ... مقاولة حلوة اخدت النهاردة العربون وعلى أخر الشغلانة هاقبض المبلغ الباقي .
قالت بسعادة حقيقة : بجد يا حازم !!! مبروك ... أنا مبسوطة اوي ... ربنا يوفقك يا رب ويعملك الخير .
ابتسم بحب وقال : انتِ السبب يا كريمة ... ربنا حطك في طريقي عشان تكوني سبب إني أفوق من استسلامي وخوفي ...
أول ما مسكت العربون حسيت إني رجعت عايش من جديد ... إني أقدر اقف جمب عاليا واشيل الحمل عنها حتى لو بمساعدة بسيطة ... إني اقدر افكر في نفسي وافكر إني افتح بيت و ... يعني ... اتجوز .
تحشرجت الكلمات بحنجرتها واحمر وجهها من تلميحه الصريح نوعا ما وقالت : ربنا يوفقك انت تستاهل كل خير يا حازم .
قال باندفاع : وانتِ كل الخير يا كريمة .
لحظة صمت امتدت للحظات حتى فقد الأمل بردها فقال : أنا كنت عايز افرحك معايا ... الفرحة متكملش إلا معاكي ... تصبحي على خير يا كريمة .

[rontii]

مرهق للغاية فلم يحظى بالنوم سوي ثلاث ساعات فقط وبعد اتصال هاتفي في الثالثة فجرا لحالة ولادة طارئه اتجه من فوره للمشفى وبعدها أجرى العمليات القيصرية المتفق عليها لليوم ثم اتجه للعيادات الخارجية للكشف على المرضى بالمستشفى وها هو الأن في عيادته الخاصة يريد فقط أن ينام لربع ساعة كي يستطيع الاستمرار ... حتى القهوة لم تأتي بمفعولها حتى الأن .
يبدو أنه مضطر أن يطلب من تهاني إعداد كوب مضاعف من القهوة هذه المرة .
طلب تهاني فكانت أمامه بعد لحظات ... أغمض عينيه وأسند رأسه على المقعد وقال : كوباية قهوة كبيرة يا تهاني وزودي البن .
خرج صوتها حانقا قلقا مندفعا كعادتها : ما هو كده مينفعش يا دكتور ... انت دكتور واكيد فاهم يعني ... القهوة الكتير غلط ... ثم رفعت يدها وهي تعدد ... غلط على القلب ... على المعدة ... على الجهاز العصبي وده تالت فنجان قهوة تطلبه في أقل من ساعة وكمان دوبل غير اللي شربته في المستشفى .
فتح عينيه كي يرد ليفاجئ بها تجلس وتستمر بتوبيخها : ومش أول مرة على فكرة ... كل يوم من ساعة ما اشتغلت تبدأ يومك بكوباية شاي باللبن اقول كويس وفجأة تطلب مش أقل من 4 فناجين قهوة... صدقني كده مينفعش خالص ... أنا مش عايزة أقولك مخاطر السكر كمان انت دكتور وتفهم أكتر مني .
ابتسم وهو يعتدل بجلسته منتعشا من اهتمامها به ... لم يحظى بهذا الشعور من قبل أن يهتم به أحد أو يقلق عليه أحد سوى والديه بالطبع ... خرج من أفكاره وهو ينظر لها ويقول : انتِ بتعدي عليا القهوة والسكر يا تهاني ولا ايه ؟!!!
شهقت وردت نافية : طبعا لاء بالهنا والشفا على قلبك يا دكتور بس قلقانة عليك ... قصدي يعني خايفة عليك .... أحمر وجهها عندما أدركت غباء كلماتها وإمكانية فهمها بطريقة خاطئة فقالت وهي تشيح بنظرها عنه : يوه أقصد إن الحاجات دي الزيادة فيها خطر على الصحة على فكرة يعني .
ابتسم وقال : على فكرة يعني أنا منمتش غير 3 ساعات بس ومش قادر افتح عيني ولو مشربتش القهوة دي هتلاقيني نمت وأنا بكشف على حالة من الحالات اللي برة .
ثم اضاف بمسكنة : يرضيكي أنام وأنا بكشف على حد من المرضى يا تهاني ؟!!!
نظرت له ببلاهة تتخيل المنظر ثم انطلقت ضاحكة وهي تقول من بين ضحكتها : يا نهار ابيض مجرد التخيل يفطس من الضحك .
ثم عادت لجديتها وقالت : كنت اعتذرت النهاردة وروحت نمت لكن صحتك كده حرام عليك على فكرة يعني .
مسد جبينه بإرهاق وقال : والله عندك حق بس فيه حالات صعب استنى عليها ... أنا عمري ما خدت أجازه إلا يوم الجمعة مهما كنت تعبان لأني عارف إن فيه ناس محتجاني .
قالت بلهجة قاطعة : كده مينفعش يعني بعد الشر لو تعبت تعب جامد مين اللي هينفعك فيهم ... لازم تاخد سبت أو خميس أجازة وكل كام شهر تاخد أسبوع أجازة ترتاح وتريح اعصابك .
أغمض عينيه وعاد لوضعه السابق وقال : مممم فكرة برضو ... وصمت دقيقة ... اثنان ... ثلاثة .
لينتفض على صوتها : انت نمت يا دكتور ولا ايه ... قوم روح أحسن يا دكتور كده مينفعش .
فتح عينه قائلا : الله يسامحك يا تهاني ... حد يصحي حد كده !!!
لا مش همشي اسمعي الكلام واعملي القهوة ودخلي اللي عليه الدور .
خرجت ممتعضة من إهماله لصحته ونظرت حولها مفكرة ... وبعد دقائق نفذت ما فكرت به .
بعد حوالي ساعة دخلت له هاتفة : يالا يا دكتور قوم روح .
قال وهو ينظر بأحد الأوراق أمامه : لسه بدري دخلي اللي عليه الدور .
قالت بابتسامة منتصرة : خلاص شطبنا وكله روح .
نظر بالساعة في تعجب وقال : لسه بدري وكمان وأنا داخل كان فيه حالات كتير راحو فين ؟!!!!
قالت بلهجة متآمرة : اعتذرتلهم وقولتلهم الدكتور تعبان ومدخلتش إلا الحالات المستعجلة والباقي اتفقت معاهم يجيوا بكرة أو بعده ... الدنيا مش هتطير يعني على فكرة .
نظر لها بذهول وقال : اتصرفتي كده من دماغك من غير ما تقوليلي .
تنحنحت شاعرة بتهورها وردت مبررة : أنا لو استنيتك تقول يبقى هتفضل شغال لحد الفجر لحد ما تقع من طولك لو مش خايف على نفسك خاف على خضة الحاجة .
ثم اشارت بيدها وقالت : يالا يا دكتور أنا خلاص اتهورت واللي كان كان ... هنضيع الوقت في الكلام ... روح خد دش دافي كده ونام وأقفل تليفونك ومتصحاش إلا 7 الصبح ... صحتك بالدنيا صدقني .
قام بغضب مصطنع لكن بداخله في جزء عميق منه سعيد ... سعيد جدا لمشاعر الاهتمام التي يتذوقها لأول مرة بحياته رغم أنه تعدى الثلاثون .

[rontii]

تأففت بغضب وهي تضع الهاتف ... منذ أكثر من نصف ساعة تحاول الاتصال به ولا مجيب ... ليس من عادته عدم الرد على هاتفه ... بالتأكيد هناك ما يشغله ... نعم بالتأكيد هناك ما يشغله .
أقل من دقيقة ورن هاتفها لترد سريعا : ايوه يا معلم ... كل ده فين ومش بترد عليا ليه !!!
قال من الجانب الأخر بعدم تركيز : كنت بستلم بضاعة لمحل ناصر عشان مسافر ومينفعش حد من الصبيان اللي عنده يستلم ويدفع .
قالت بصدق : ربنا يوفقك ويوقفلك ولاد الحلال زي ما بتعمل مع اللي حواليك يا رب .
قال بسعادة : امين يارب وما يحرمني من دعواتك الحلوة يا نعنع .
قالت بخجل : يوه هتنسيني كنت مكلماك ليه ... اصلي كنت عايزة أروح لعسلية عشان اتطمن عليها .
صمت مفكرا وقال : مش عايزين نزهق فاندام وكل يوم والتاني عندها .
قالت سريعا : لا نسيب له البت يبيع ويشتري فيها وهو فاكر إن ملهاش ضهر .
ضحك وقال : انتِ ظالمة حودة لا يمكن يأذيها هو بس زعلان منها ويومين ويصفى .
قالت بحكمة لا تعلم مصدرها : ما هو أنا بروح افهمها واوعيها تتصرف ازاي عشان يصفى بسرعة .
هنا جلجلت ضحكاته وقال : والله عشنا وشوفنا ... نعمة هتدي نصايح ده انتِ زمان كنتي بتغرقي في شبر مية ولا نسيتي .
تأففت بحرج وهي تتذكر غباءها وسذاجتها معه قديما : يوه كنت لسه هبله وعلى نياتي وبعدين انت برضو يا سلطان ليك هيبة كده الواحدة تقف قصادك تنسى اسمها .
ضحك مرة أخرى وقال : والله يا نعمة مكالمتك دي هي اللي بتهون عليا تعب اليوم كله ... ربنا ما يحرمني منم يا رب .
قالت بحب : ولا منك يا ابو يحيى ... ده انت صوتك عندي بالدنيا واللي فيها .
لحظة صمت ثم قالت : ها يا معلم أروح ولا ايه ؟!!
قال : خليها بكرة الصبح يكون حودة في ورشته واكون كلمته اديته خبر .
قالت مؤيدة : اللي تشوفه يا اخويا بكرة افطر أنا والحاجة وانزل اروحلها ساعة زمن و ارجع بإذن الله .

انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

[rontii]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 15 والزوار 16)
‏rontii, ‏Hagora Ahmed, ‏فل وياسمين, ‏Fairtulip, ‏rawa21, ‏basama, ‏Samaa Helmi, ‏حنان الرزقي, ‏لولا عصام, ‏الامل شمس+, ‏دندراوي, ‏أم أحلام, ‏eng miroo, ‏MSoliman6

[ام زياد محمود]

تسجيل حضور يارونى



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 44 ( الأعضاء 24 والزوار 20)
‏ام زياد محمود, ‏موضى و راكان, ‏lostlove_forever, ‏دندراوي, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏لبنى أحمد, ‏um soso, ‏حنان الرزقي, ‏amana 98, ‏Shimaa12312, ‏rawa21, ‏eng miroo, ‏basama, ‏Noor Alzahraa, ‏angelaa, ‏لولا عصام, ‏Fairtulip, ‏Samaa Helmi, ‏rontii, ‏فل وياسمين, ‏الامل شمس+, ‏أم أحلام

[زهرة الغردينيا]

مساء الورد ❤❤
حودة سمع كلام ابتسام مع والدتها وزوجة شقيقها
وادرك انها كانت تتعرض ل ضغوطات كثيرة فى السابق...
هشام كشف كذبة هدية وغضب منها
كلام هادي جعلة يهدء ويفكر بطريقة صحيحة...
دكتور مدحت سعيد ب اهتمام تهانى بة..
تسلم ايدك على الفصل الممتع ❤❤❤