آخر 10 مشاركات
جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-19, 03:01 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)**







253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي

الملخص

"انت تحب ان تلعب لعبة خاصة بك وفقا لأنظمتك وقوانينك , أليس كذلك لوك؟ لكن توجد امرأة واحدة لن تنضم الى تلك اللعبة "

لم يكن لدى ناتاشا اي خيار عندما طلبت منها إيما ابنة عمتها المساعدة لإنقاذ خطط الزفاف .

لكنها عرفت ان الوقوف في وجه لوك شيء محفوف بالمخاطر , فهو جذاب وخطير .. وسرعان ما انجذبت ناتاشا اليه ولم تستطع طرده من مخيلتها بسهولة .. وعرفت فجأة بأنها لا تريده ان يبتعد عنها ...





الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لريحانة على كتابتها






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي





التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 26-03-19 الساعة 03:17 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:03 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

المقدمة

" هل تشعرين بالبرد ؟"

يجب ان يعرف انها ليست كذلك . اخذ يداعبها بأصابع يده وهي تريد الافلات منه.

همس لها :

" تبدو ابنة عمة العروس المحتشمة اليوم مثالا عما تعتقده جيل والدة ريتشارد "

كان صوته ساخرا, ثم اصبحت نبراته اكثر خطورة وحدة وتابع قائلا:

" بالرغم من اننا عندما تقابلنا في آخر مرة , كنت مثالا لإمراة مستهترة, إمرأة كلها عاطفية ورغبة "

----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:03 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول

" ناتاشا اعتقد انني بحاجة لمساعدتك"

رفعت ناتاشا لاسي رأسها عن عملها وهي تبتسم لأبنة عمتها واجابت :

" ماذا تريدين هذه المرة ؟ انتقاد آخر على ثوب اشبينة العروس ؟ حبيبتي , اذا كنت تريدين رأيي بصراحة , فأنت لا تستطيعين جعل أخت ريتشارد تبدو مختلفة عما هي عليه , ان يكون مظهرها اقل بدانة واكثر طولا .. يالهذا الفتاة , انني أتذكر كيف تشعر المرأة عندما تكون في سن الرابعة عشرة, وإذا اضفت الى ذلك تعلقها الكبير بريتشارد , فإنها لن تكون مسرورة من زواجك "

اجابت إيما لاسي بسرعة " لا, فالأمر كذلك بالنسبة لسارة "

--------------------------------

عبست ناتاشا قليلا , فمنذ ثلاث سنوات وايما ابنة عمتها اكثر من اخت لها , فهما عاشتا في مدينة واحدة , واسرتاهما اصدقاء حميمون عدا كونهما اقر باء.

ولكون ناتاشا هي الاكبر سنا , فإنها اكثر منطقية , يمكنها التحكم بعواطفها , كما يمكن التنبؤ بمزاجها, بينما ايما ذات عواطف متغيرة ومزاج متقلب.

ولعل السبب في هذا المزاج المتقلب وهذه التصرفات المتهورة , هو موت والدها وهي لا تزال في الخامسة عشرة , وذلك ماقادها الى مأزق بعد مأزق او في بعض الاحيان الى حدوث صدع بين الفتاتين, واصرت ايما بطبيعتها المتمردة على ترك المدرسة في عمر السادسة عشرة, بينما تابعت ناتاشا دراستها الجامعية شاقة طريقها برصانة وعزم .

ورغم طبيعة ايما , فقد رمت وراء ظهرها كل ماسبق من حياتها , عندما احبت ريتشارد تمبلكومب, واصبحت سعادتها تفوق الوصف, ولم تكن عائلة تمبلكومب سعيدة من علاقة ريتشارد وإيما , لسبب واحد هو ان عائلة لاسي لا تبدي اهتماما بالأمور الدينية والكينسية , على عكس عائلة تمبلكومب.

عاشت العائلتان معا لعدة اجيال, إلا انهما كانا في عالمين مختلفين , فعائلة لاسي تعمل في التجارة , وهو العمل الذي انشأه غاسبر لاسي في ضواحي المدينة اكثر من سبعين عاما قبل ان يصبح اعظم في المنطقة , اما عائلة تمبلكومب, فإنها تفخر بترفعها عن الامور المادية كالتجارة , واهتمامها بالأمور الدينية حيث تعود صلتها بالكنيسة الى زمن بعيد , ووالد ريتشارد كاهن كبير , يعتبر مع زوجته من الكبار في المجتمع الكنسي المحلي , وعلى ذلك فقد اصبح من المسلم به ان ريتشارد سيتبع خطا والده.

عصفت برأس ناتاشا فكرة جعلت قلبها ينقبض فجأة , الزفاف سيكون بعد أقل من اسبوع . وقالت لإيما :

" ليس لديك افكار اخرى , أليس كذلك ؟"

هزت إيما رأسها واجابت " لا, لكن من المحتمل ان يكون لدى ريتشارد عدة افكار اذا اخبره لوك عمافعلت "

------------------------------------

" لوك " سألتها ناتاشا وهي تسحب بعناية الخبير المتمرس , خيطا في الثوب الذي بين يديها , من السخافة ان تقضي فتاة مثلها سنوات عديدة تجول العالم كمحررة اخبارية , لقد اكتشفت وهي في سن الخامسة والعشرين ان الاقامة في هذه البلدة الصغيرة هو المكان الذي ترغب العيش فيه, وان العمل في حقل الاقمشة هو كل ماترغب به.

اسست لنفسها اسما معروفا الآن حيث تشير مجلتان مشهورتان الى جودة البضاعة لديها , فازداد الطلب على النسيج الذي تنتجه الشركة واستطاعت إقناع والدها بإنتاج الاقمشة اللازمة للكنيسة.

وكررت ثانية:

" لوك ؟, لا اعتقد ان ..."

" انه ابن عم ريتشارد " اجابت إيما والدموع تملأ عينيها .

" انت لا تعرفينه , لكنه نموذج حقيقي لعائلة تمبلكومب, فهو ضيق التفكير , ومتعصب , ينتظر اقل هفوة مني لجعل ريتشارد يلغي خطوبتنا"

ردت ناتاشتا كي تريح ابنة عمتها " ايما إن ريتشارد في السابعة والعشرين الآن , وهو مفتون بك بشكل واضح , لا استطيع ان اتخيل ان لوك .."

" انت لا تفهمين الموضوع " قاطتعها إيما , وتابعتها بطريقة مسرحية:

" لقد شاهدني لوك أغادر منزل جيك بيندراغون"

بدأت ناتاشا تستوضح الأمر وشعرت بغصة لكنها لم تدع إيما تلاحظ ذلك .

وصل جيك بيندراغون الى المدينة منذ اكثر من سنة , وسرعان ما انجذبت اليه, فقد اعجبها مظهره الدال على الذكاء , وبشرته السمراء, وشعره الاسود المجعد وعيناه الشدياتا الزرقة , عليك ان تساعديني , إن الأمر ليس هكذا .. لقد ذهبت لرؤية جيك لأخبره ان كل شيء بيننا قد انتهى , وإنني احب ريتشارد , كان جيك غارقا في جزء مهم من الرواية التي يقوم بتأليفها , فطلب مني ان ابقى قليلا لمساعدته في طباعة ملاحظاته, واستغرق العمل فترة طويلة , وعندما فتحت الباب لمغادرة المنزل, كان لوك يتمشى قريبا , كنت لا ازال ارتدي ثوب حفلة الخطوبة , انني احب ذلك الثوب.. اما والدة ريتشارد فهي تكرهه بالطبع .

استبعدت ناتاشا جملة إيما الأخيرة وسألتها " هل تقصدين القول انك ذهبت مباشرة في حفل خطوبتك الى منزل جيك بيندراغون , وإن لوك ابن عم ريتشارد رأك تغادرين المنزل في تلك الساعة المتأخرة؟"

-------------------------------------------

" إن لوك ليس ابن عم ريتشارد , بل هو ابن عم والده , رغم انه يتصرف كما لو انه ابن عم ريتشارد بالأمر منذ البداية , فلماذا لا تعتقدين انه سيفعل ذلك الآن "

" لقد سمعت والدة ريتشارد تتكلم مع لوك , فق ذهبت لرؤية سارة, وكان باب غرفة الجلوس مفتوحا, لم يعرفا بوجودي هناك , سمعت والدة ريتشارد تقول إنها تأمل بأن يتزوج ريتشارد من فتاة تناسبه اكثر مني , واجابها لوك بأن قلب ريتشارد يمكن ان يتغير من ناحيتي , وقد عرفت فورا!.. " وتنهدت إيما بطريقة مسرحية , قطبت ناتاشا وسألتها بصبر:

" عرفت ماذا؟"

" بأن لوك ينتظر حتى آخر لحظة ممكنة ليخبر ريتشارد بما فعلت , وسيكون ذلك الليلة , في الحفلة التي يقيمها والدك اليوم من اجلي أنا وريتشارد"

" اوه, إنني متأكدة انك على خطأ" حاولت ناتاشا إشعار إيما بالارتياح وتابعت" صحيح إنني لم أقابل لوك , لكنني متأكدة انه لو أراد إخبار ريتشارد لفعل ذلك منذ عدة شهور , على اي حال لم يفت الوقت بعد , فلماذا لا توضحين الأمر لريتشارد طالما انت متأكدة من شعوره نحوك ؟"

" ماذا تعنين بكلمة طالما ؟ انت لا تصدقيني ؟"

" بالطبع اصدقك , لكن.."

" لكن هذه هي التي استوقفتني عن اخبار ريتشارد , الجميع يعرف بأنني خرجت مع جيك عدة مرات, وقد اوضحت لريتشارد بأنه اذا كان متأكداً من حبه لي , فإنني لن انظر لجيك مرة اخرى , اعرف ان ريتشارد بأنه اذا كان متأكداً من حبه لي , فإنني لن انظر لجيك مرة اخرى , اعرف ان ريتشارد سيصدقني اذا اخبره لوك , لكن مكانتي .."

" اعترف بأن الأمر صعب , كان من المفروض ان تشرحي الأمر لريتشارد فوراً"

" حسنا, لم افعل ذلك.. إذا فسخ خطوبتنا , فإن حياتي ستدمر إلا إذا .. عليك ان تساعديني ناتاشا , ارجوك"

" اظن ان افضل من يساعدك , هو انت نفسك إيما.. وذلك يكون بحسن ظنك وثقتك بريتشارد , إنه شخص بالغ وليس بإمكان لوك منعه من حبك والزواج معك"

----------------------------------------------

" انت لا تعرفين لوك" قالت ايما بصرامة " إنه نموذج حقيقي من عائلة تمبلكومب , وهذا وحده كفيل لجعل الأمر في غاية السوء"

" في غاية السوء" كيف ؟ سألتها ناتاشا.

" حسنا , في البداية , فهو ضد المرأة تماما, وقد اخبرني ريتشارد , بأن لوك يعتقد ان المرأة يجب ان تكون خاضعة له, وعلى ذلك فهو اكثر حزماً وصرامة من السيدة تمبلكومب والدة ريتشارد"

" إذن عليه ان يتعاطف معك"

همست ناتاشا وهي تلتقط قطعة اخرى من القماش المطرز , متخيلة إياها معلقة فوق الصندوق الخشبي الذي اشترته من الزاد العلني ويعود تاريخه الى القرن الخامس عشر.

" ليس لوك " اجابت بمرارة" لقد نصح ريتشارد بتأجيل الزواج سنة اخرى لأنه ليس متأكدا من كوني الزوجة المناسبة , ستساعديني أليس كذلك ؟ لا استطيع ان اتحمل فقداني لريتشارد , عندما اختلف مع جيك , استطعت التأقلم العيش بدونه , لكن الأمر مختلف مع ريتشارد , فأنا احبه , واعرف انه يحبني ايضاً لكن .."

" لكن لا تعتقدين انه سيصدقك اذا اخبرته عما كنت تفعلين في منزل جيك بندراغون"

" سيحاول تصديقي .. فهو ليس سوى بشر , وإذا كان الوضع معكوساً , اعرف كيف سيكون شعوري اذا سمعت ان ريتشارد خرج من منزل فتاة في مثل ذلك الوقت المتأخر"

" ماذا تريدين مني ان افعل " سألتها ناتاشا " ان اخطف لوك واخفيه عن الانظار الى ان يتم الزفاف ؟"

اجابتها إيما " لا تكوني سخيفة ..كل ما اريده منك هو ان تتظاهري انك انت من رآها لوك تغادر منزل جيك " وتابعت متجاهلة نظرة الذهول في عيني ناتاشا " إننا متشابهتان , فكلانا شقراوتان , ولنا عينان رماديتان , كما اننا في نفس الطول تقريبا .."

" انت ابنة عمتي ولسنا متشابهتين لهذه الدرجة , فأنا اطول منك , ثم أنني..."

" ناتاشا , ارجوك اصغي إليّ , إن لوك لا يعرفني تماما , فهو لم يرني إلا فترة قصيرة "

----------------------------------------------

" لقد رآك ترتدين نفس ثوب حفل خطوبتك " ذكرتها ناتاشا.

" ايما إنني احبك و اريد مساعدتك.."

" كلا , انت لا تريديني " قاطعتها ايما بمرارة " بل تريدين البقاء آمنة في عالمك الصغير , اراهن انك تفكرين مثل لوك تماماً , أي انني لا استحق شخصا كريتشارد. واذا كان محتما ان يتزوج ريتشارد من عائلتنا , فإن والدته تفضل ان تكوني زوجة ابنها ومع ذلك كانت لك بعض اللقاءات مع ريتشارد قبل تخرجك في الجامعة"

" انني احب ريتشارد لشخصه , لكنني مسرورة جداً لعلاقتاكما , اما عن كوني أشابه لوك في تفكيره .. بالمناسبة , ماهو عمله؟"

" انه فنان " اجابت ايما بشكل قاس مشاكس " رسام معروف"

" لوك تمبلكومب؟ لا اظن انني سمعت عنه من قبل"

" انه يستخدم اسماً آخر " لوك فريرس"

" لوك فريرس؟ لوك فريرس الـ.."

" ناتاشا , ارجوك ساعديني , سعادتي الكاملة تتوقف على ذلك"

" ما الذي تريدين ان افعله ان احمل اعلاناً يقول" انا من رأيتني أغادر منزل جيك بندراغون وليس ايما؟"

" هذا ليس مسلياً , اريدك ان توافقي على القول بأنك انت من رآها لوك ولست انا"

وتابعت بالتماس عندها شاهدت وجه ابنة عمتها " وهذا الأمر لن يهمك في شيء, فليس هناك شخص في حياتك الآن"

" وسمعتي ..؟ أليس لها اهمية ؟"

" اوه.. بحق الله , عقليتك قديمة جداً"

" إن لوك فنان, فهل تعتقدين انه سيصدق بأنني من شاهد ؟"

اجابتها ايما بعنف:

" لا يهم مايصدق لوك , بل مايصدقه ريتشارد , كان علي بالطبع ان اعرف انك سترفضين مساعدتي , فأنت لا تريدين تشويه سمعتك , ولا يهمك اذا فسخت خطوبتي وتحطم قلبي"

--------------------------------

" كفّي عن هذه الطريقة المسرحية , لا اعتقد ان لوك فريرس سيقول شيئاً لريتشارد , ليس في هذه المرحلة على الاقل , لكن اذا حصل وقام بذلك .."

" اوه ستفعلين ما طلبته منك! او ناتاشا , اشكرك , اشكرك جداً"

كشرت ناتاشا قليلا فهي لا تود التطوع للقيام بهذا العمل , بل تود لو تقبل ابنة عمتها نصيحتها بأن تضع ثقتها بريتشارد وتخبره بالحقيقة , لكن كانت ايما ترقص في العلية المستخدمة كمكتب وغرفة في منزل ناتاشا , واقتربت من الباب وهي ترسل قبلات في الهواء لأبنة خالتها وقالت:

" لا تعرفين كم يعني هذا لي .. كنت اعرف بأنك ستساعديني , الآن فقط اشعر بالارتياح , وليفعل لوك مابدا له , فهو لا يستطيع إيلامي الآن , اوه ناتاشا , إنني مرتاحة جداً"

" ايما , انتظري.."

لكن ابنة عمتها فتحت الباب واسرعت راكضة تهبط الدرج وهي تقول:

" لا استطيع , لدي تجربة قياس نهائية للثوب إنني متأخرة جداً سأرك الليلة وقت الحفل في منزلكم "

***

" بماذا ورطت نفسك ناتاشا ؟" هكذا سألت ناتاشا نفسها. سيصل الضيوف في تمام الثامنة , والساعة الآن هي السابعة والنصف .

وقفت ناتاشا امام عتبة غرفة نومها , الغرفة المخصصة لها منذ نشأتها ولا تزال تستخدمها عندما تقضي الليل في منزل اسرتها في لاسي كورت .

كانت ايما تقف وسط الغرفة مرتدية ثوباً من الساتان يظهر جمال صدرها ونحول ساقيها .

" اذا قررت ان ترتدي هذا الثوب في العشاء , فلاشك انك ترتكبين غلطة" قالت ناتاشا وهي تنظر اليها متفحصة ابتسمت ايما مكشرة واجابت:

" لا تكوني سخيفة , فهو كما اريد"

--------------------------------------

" اذا لم ترغبي ان يراك اهل ريتشارد ترتدين ثوبا ملفتا للنظر كاشفا كهذا , اقترح عليك ان تعودي الى غرفتك وتختارين ثوباً آخر " اجابتها ناتاشا بجفاف.

" ليس الآن , اسمعيني, اظن من الافضل ان تمشطي شعرك مثلي وان ترتدي هذا.." مدت يديها خلف ظهرها والتقطت شيئا من على السرير ووضعته امام ناتاشا.

" انه الثوب الذي كنت تلبسينه في حفل خطوبتك !"

" تماماً, فلو ارتديته انت هذه الليلة, فإنه سيساعد بإقناع لوك ان من شاهدها هي انت ولست انا"

" لكن ايما لابد انه يعرف الثوب إضافة الى ذلك فهو لا يناسبني فأنا اطول منك بخمس إنشات على الاقل , واعرض بإنشين عند الصدر"

" صحيح.. لكن الجزء العلوي من الثوب فضفاض , كما ان الزي هذا العام هو القصير "

" ليس بهذا القصير .. بالتأكيد ليس لي"

" لكنك وعدتني" ملأت دموع غزيرة عيني إيما الرماديتين الشبيهتين بعيني ناتاشا.

كانت ناتاشا تعرف انها دموع التماسيح وانها حيلة تستعلمها إيما , المشكلة ان ناتاشا تستجيب دائما لهذه الدموع , لكن هذه المرة لا .. لاشك انها ستبدو مضحكة في ثوب إيما..

كان الثوب مصنوعا من قماش الجرسيه الناعم , اكمامه طويلة , وجزءه الأعلى مفتوح الى الخصر من الامام والخلف, وعندما ارتدته يوم خطوبتها لفتت انظار جميع الرجال, إنه من الثياب التي تعطي ايما الثقة بالنفس لكنه بالتأكيد ليس من الملابس التي تفضلها ناتاشا.

كانت ناتاشا تهم بإخبار ايما بذلك , عندما فتح باب الغرفة ودخلت والدة ناتاشا.

تفحصت ناتاشا والدتها , طويلة لا تزال تحتفظ بجسمها رشيقا, كانت ترتدي ثوبا من الحرير الرمادي الشاحب , يبدو غالياً رغم بساطته , وتضع حلقا مصنوعا من الماس , وشعرها مصفف بعناية , باختصار كانت تبدو أنيقة وزوجة رجل غني.

قطبت الوالدة عندما شاهدتهما وهتفت :

" ايما انت هنا ياعزيزتي ؟ عليك ان تكوني جاهزة لاستقبال الضيوف , سأبقى الجميع في القاعة , وعندما تهطبين .."

------------------------------------

توقفت فجأة عندما شاهدت ايما تبكي وسألت :

" لماذا هذا البكاء ؟"

شهقت ايما وقالت" بسبب ناتاشا اريد منها ان ترتدي هذا الثوب لكنها ترفض , وتقول انها ستهبط للعشاء بذلك الثوب البيج المرعب الذي لديها منذ سنوات عديدة .. لقد خططنا ان نبدو جميعا نرتدي الابيض او الرمادي او الاسود , لكن ناتاشا ستفسد ذلك كله الآن"

" هل هذا صحيح ياناتشا" استنكرت والدتها " لا يمكن طبعا ارتداء الثوب البيج المخيف "

" كما لا يمكن ان ارتدي هذا" اجابت ناتاشا " هل تذكرينه , انه الثوب الذي ارتدته ايما في حفل خطوبتها , الثوب الذي جعل رئيس الكهنة يصاب بالسكتة الدماغية كلما تمايلت ايما !"

" اوه ذلك الثوب.. " قالت الوالدة.

قاطعتها ايما قائلة " ناتاشا تبالغ , انه ليس بهذا السوء ,اريدها ان تبدو اجمل ماتكون , فهي لا تهتم بنفسها , انت بنفسك تعترفين بذلك , كما اريدها ان تجعل شعرها مثلي عوضا عن ضمه خلف رأسها , وهذا الثوب .. ألا تعلمين , لقد سمعت السيدة تمبلكومب تطلب من سارة ألا تقلق من مظهرها في ثوب أشبينة العروس, لأن ناتاشا ستبدو اسوأ مظهرا"

اغمضت ناتاشا عينيها ولعنت ابنة عمتها سرا , اذ كانت والدتها تنفر بشكل غريزي من السيدة تمبلكومب وقد عرفت ايما كيف تستغل هذه النقطة لصالحها ..

اجابت الوالدة :

" هل قالت ذلك فعلا؟ ايما على حق ياعزيزتي فالثوب سيبدو رائعا عليك "

" حقا" اجابت ناتاشا بشكل لاذع " لن ارتدي هذا الثوب "

" عزيزتي يؤسفني ان اقول لك انك سترتدينه" قالت ايما وهي تبدو منتصرة " لقد تفقدت خزانة ملابسك , عندم وصلت و .."

اندفعت ناتاشا بسرعة وفتحت باب الخزانة حيث تحتفظ ببعض ثياب السهرة والعمل لكن, الخزانة كانت فارغة تماما.

------------------------------------

قالت بعنف وهي في غاية الغضب من ايما :

" لن ارتدي ذلك الثوب ايما , ولو تطلب الأمر ان ابقى هنا طوال الليل"

اجابت والدتها " اوه عزيزتي , لا يمكنك القيام بذلك, فكري كيف سيبدو الأمر , وتخيلي ماذا ستقوله والدة ريتشارد .. لا, ستفعلين ما قالت ايما وترتدين الثوب , انا متأكدة انه سيبدو رائعا عليك"

" نعم سيبدو كذلك" اجابت ايما بتلهف " لدينا ايضاً الوقت الكافي لتصفيف شعرك"

" اشكرك ايما, إنني قادرة تماماً على تصفيف شعري"اجابت ناتاشا بغضب .

تعرف انها قد علقت في الفخ , وتعرف انها لن تدع لوك يقيم اي مكشلة بين ايما وريتشارد , فإيما رغم كل شيء تحب ريتشارد بشكل كبير وقد غيرت الكثير من تصرفاتها لترضي عائلته.

وفكرت ناتاشا كلما اسرعت ايما وريتشارد بالتحرر من عائلة , كلما ازدادت فرصة نجاح زواجهما فهما سيعيشان بعيدا عن تدخل وانتقاد والدته.

غسلت ناتاشا شعرها وصففته بنفس طريقة إيما , لكنها لم تستخدم الدبابيس الملفتة للنظر كالتي اختارتها ايما , واعترفت بينها وبين نفسها بوجود تشابه كبير بينهما باستثناء التفاوت في الطول .

نعم الشعر على مايرام , لكن بالنسبة للثوب .. لقد بدت فيه اكثر سوءاً مما توقعت , فهو يعلو فوق ركبتيها بحوالي إنشين على الأقل , وتصل فتحة الصدر لأعلى من الخصر بقليل , وهي على شكل 7 من الامام والخلف , حيث تؤدي اي حركة من جذعها للكشف عن جزء كبير من صدرها.

" ها انت جاهزة إذن "

تمايلت ناتاشا , ونسيت مظهرها عندما حدقت بإبنة عمتها , كانت إيما مرتدية ثوباً يبدو انه صمم لفتاة أنيقة محتشمة قليلاً , مصنوع من الحرير الرمادي , اما ياقته وطرفا الكمين فقد كانت بيضاء اللون , وجعلتها تنورته التي على شكل جرس تبدو هشة ورقيقة.

تابعت ايما قائلة " لقد احضرت لك هذه , إنها جوارب وحذاء من الساتان , اعرف انه ليس لديك ماهو مناسب "

---------------------------

عضت ناتاشا على اسنانها وقالت :

" لا اعرف لماذا أدعك تفلتين من هذا.. لقد رتبت لكل ذلك, أليس كذلك إيما ؟ إنني أبدو مختلفة جداً عن ابنة عمتي الصغيرة المحتشمة "

" لا بل تبدين مذهلة"

فكرت ناتاشا بينها وبين نفسها إن ثوب إيما الرمادي هو مايناسبها كثر مما يناسب ايما.

تابعت ايما " والدتك اختارت هذا الثوب لي, وقالت انه يعطي انطباعاً جيداً"

اجابت ناتاشا " اوه , نعم حسنا سأرتدي ثوبك , لأنك لم تعطني حرية الاختيار , ولأنني اعرف كم من المهم بالنسبة لك ان تقبل عائلة ريتشارد بك, إن ريتشارد يحبك لنفسك , اما اذا اراد نسخة من والدته , فعليه ان يختار "

" لويس غراي , نعم اعرف ذلك , ان والدة ريتشارد مقتنعة بأن شيئاً ما سيحدث قبل الزفاف , وان ريتشارد سيفتح عينيه ويعرف بأنه يحب لويس وليس انا .. ولوك المتوحش يساعدها على ذلك.. لو كنت موجودة في حفل الخطوبة لكنت شاهدت الطريقة التي ينظر اليّ بها , إنه رجل بغيض"

لم تحضر ناتاشا حفل خطوبة إيما لأنها كانت في رحلة عمل بإيطاليا .

" اسمعي , عليّ ان اكون في الطابق السفلي خلال دقيقة إنني ممتنة لك جداً ناتاشا , لا اعرف ماذا كنت سأفعل لو لم تعرضي عليّ مساعدتك"

" اعرض ّ" احتجت ناتاشا ساخطة , لكن إيما كانت قد اغلقت الباب خلفها.

--------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:06 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

" انني لا احب ارتداء الجوارب ابداً, وهي حقيقة تعرفها إيما جيداً"

هكذا فكرت ناتاشا بنزق , اما هذا الكعب العالي .. لقد شعرت انها عالية جداً , تنظر للجميع من برج شاهق .

هل تشعر بالخجل بعد ارتدائها هذا الثوب المثير لأنه يجعلها محطا لجميع الانظار , ام لأنها اطول من ايما .

لم يحدث من قبل ان تواجدت في مكان تتلقى فيه نظرات إعجاب الرجال ونظرات الإستنكار في عيون النساء .. إنها تجربة لا ترغب ان تكرر ثانية, لقد ردت الى الآن اربع محاولات قام بها عم ريتشارد المسن للإنفراد بها بعيداً عن باقي الدعوين.

" أرى انك ترافقين العم روفوس " علقت ايما وهي تقترب منها.

" في عمره , عليه ان يتعلم اكثر" اجابت ناتاشا بشكل لاذع وهي تثأر لنفسها , وتابعت قائلة " لا تظني انني لا اعرف لماذا أرغمتني على ارتداء هذا .. هذا الثوب .. انت لا تبدين فتاة وقورة محتشمة , بينما أبدو انا وكأنني .."

" في ثوب اسود ؟" قاطعتها بعذوبة , ثم قهقهت قائلة " لا استطيع الانتظار كي ارى وجه ريتشارد عندما يحضر ويرانا , اعتقد انه سيتأخر ولن يصل الا بعد العشاء فهو سيحضر لوك معه" حركت خاتم الخطبة بعصبية وتابعت " لن تخذليني أليس كذلك ناتاشا؟ لا استطيع تحمل خسارتي لريتشارد , ليس الآن في اي حال , لم اتوقع انني سأكون هكذا في يوم ما, ولم اتخيل انني سأحب بهذه العاطفة, ذلك يخيفني قليلا"

استرخت قسمات وجه ناتاشا العابسة قليلاً وقالت " انني متأكدة ان لوك فريرس لا ينوي التفريق بينكما , لكنني لن اتراجع عن كلمتي ووعدي , لكن هذا لا يمنع في انني اكرهك لأنك جعلتني ارتدي هذا الثوب المرعب وهذه الجوارب رغم انك تعرفين مقدار اشمئزازي منهم"

" حقا؟" قهقهت ايما مرة ثانية وهي تنظر بخجل " إن الرجال يفتنون بهذا النوع من الملابس , لقد قال رتشارد .."

---------------------------

توقفت وتأوهت " اوه .. لا , هاهي السيدة تمبلكوب, سأنسحب الآن "

" جبانة" همست ناتاشا خلف ايما التي انسحبت بخفة تاركة ناتاشا تواجه والدة ريتشارد بمفردها.

" حسنا, ناتاشا , إنها المفاجأة " قالت السيدة تمبلكوب بانتقاد وهي تقطب " لم نتوقع ان نراك مرتدية هذا النوع من الملابس"

لم يسبق لناتاشا ان اهتمت بمايقوله الناس لكنها تضايقت قليلاً لتغيير نظرتهم بتصرفاتها و آرائها.

تابعت السيدة تمبلكوب قائلة:

" على اي حال, أليس هو نفس الثوب الذي كانت ايما ترتديه في حفل خطوبتها؟ لقد قلت لها إنه ليس مناسباً ابداً"

" ولذلك اعطته لي" قالت ناتاشا بسرعة.

رغم ان ناتاشا تستنكر بعض تصرفات ايما , إلا انها لن تساعد وتحرص السيدة تمبلكوب على انتقاد ابنة عمتها.

" حسنا عليّ ان اقول بأنني فوجئت بارتدائك له"

" انني صاحبة عمل ياسيدة تمبلكوب , وبما انني أُنشىء الآن عملي الخاص , لذلك لا اجد الوقت والمال الكافيين للذهاب الى السوق , بصراحة إنني شاكرة لإيما كثيراً , فقد عرضت عليّ ان تعيرني الثوب"

كذبة لا تعرف ناتاشا اذا كانت والدة ريتشارد قد قبلتها ام لا...

" نعم علي ان اقول , إنه لمغامرة قيامك بافتتاح محل وبيع الأقمشة الكنيسية للعموم"

وأوحى وجهها بأن عمل ناتاشا لاطعم له وإن الأقمشة ليست جيدة , لكن عوضاً عن ذلك همست "

" حسناً إنها موضة الآن , موضة تجذب الذين لديهم ميل للأقمشة التقليدية "

في هذه اللحظة اقتربت عمة ناتاشا قائلة"هاأنت هنا لوسيل.. للأسف لايوجد وقت كاف قبل العشاء كي أريك الحديقة , سنزرع جزءاً منها بشجيرات الورد ومن ثم نزرع تحت هذه الشجيرات نبات الجريس والخبازي "

----------------------------

ابتسمت ناتاشا لعمتها بامتنان , اعتذرت بلباقة وابتعدت تفكر مندهشة في اسماء بعض الناس , كأسم لوسيل والدة ريتشارد مثلا.

اعترفت ناتاشا عندما رفع العشاء وقدمت الحلوى ان امها وعمتها مشغولتان جداً في الطهي , بما ان الامسية دافئة , خرج المدعون الى الشرفة المطلة على الحديقة بعد العشاء مباشرة . اما ناتاشا , فقد هربت من المجموعة بأكملها.

واخذت تفكر ملياً وهي تستنشق النسيم المعطر , لم يخطر في بالها من قبل ان كونها إمرأة مغوية امر في غاية الصعوبة , وليس لديها إطلاقاً اي طموح للأستمرار في هذا الاتجاه.

على مقربة من المنزل كانت اجراس الكنسية تدق مشيرة للوقت.

هذه الأجراس هي اول ماافتقدته عندما انتقلت الى مسكنها الصغير وسط المدينة , وكما احبت الكاتدرائية , وافتتنت بجمال النسيج والمطرزات فيها , فقد استمتعت ايضا بالاحتفالات الدينية والاعياد . اذا حصل وتزوجت , فهي تريد احتفالاً بسيطاً في الكنيسة وزهوراً في حديقة عمتها , وستدعو عائلتها فقط, وبعض الاصدقاء المقربين.

إنها لا تحسد إيما على الزفاف الضخم الذي تنوي إقامته , إنها تحسد فقط على انها وجدت شخصا تحبه ويحبها بدوره , وتنهدت متسائلة : هل هي تتوق الى هذا النوع من الإنسجام مع شخص ما..؟

خلعت حذاءها ومشت مبتعدة عن الجدار المكسو بالأزهار المتسلقة , وبينما تنظر عبر الحديقة سمعت صوتاً مألوفاً يقول مستغرباً:

" إيما عزيزتي , انت هنا ! " شعرت بيدي رجل على كتفيها.

استدارت فوراً وهي تقول ساخرة" آسفة ريتشارد , انا لست إيما , بل ناتاشا"

" ناتاشا .. ياللسماء!"

لاشك ان عدم التصديق في صوته سيضحكها لو سمعته في وقت آخر , اما الآن فقد اكد على وجودها وحيدة.

----------------------

وتابع قائلاً:

" اعتقدت لوهلة .. انت و إيما مختلفتان تماماً , لم اخطئ بكما من قبل ابداً, انا .. انت مختلفة تماما"

تلعثم ريتشارد كشخص رمى نفسه بكل ثقة في منصة غطس عالية ليكشف ان بركة السباحة فارغة من الماء.

اشفقت عليه ناتاشا قائلة " قبلت تصرفك على انه ترحيب , ستجد ايما في غرفة الاستقبال تتحدث مع والدتك"

" ناتاشا إنني آسف , لم اقصد .."

" اعرف انك لم تقصد " اجابت بسخرية , ثم اضافت قائلة بصرامة " لكن لا تكرر ذلك مرة اخرى "

" إنني احب إيما كثيراً ولذلك لا استطيع التفكير في غيرها رأيتك هنا ترتدين ثوبها .. بالمناسبة لماذا ترتدينه؟"سألها بارتباك " أعني انه ليس من الأشياء التي تفضيلنها إطلاقاً , أليس كذلك ؟"

" آوه اليس كذلك " سألته بسخرية وهي تراقبه يحمر خجلاً وشعرت بالغضب منه , فلماذا يفترض انها لا تملك القدرة او الرغبة بأن تبدو كامرأة مرغوب فيها .

كانت مستغرقة جداً في صدمة المناقشة و الإثارة غير المنطقية لدرجة انها لم تلحظ انهما ليسا لوحدهما الى ان نظر ريتشارد بعيداً عنها بطريقة مفاجئة وقال بلهفة " تعال وقابل ناتاشا , ابنة عمة إيما , ناتاشا اود ان اقدم لك لوك ابن عمي , او بالاحرى , ابن عم والدي"

شعرت ناتاشا بعصبية عندما استدرات لكن دون ان تعرف لماذا؟

كان لوك يبدو تماماً انه من عائلة تمبلكومب, فهو طويل , رياضي المظهر وذو بنية جيدة , شعره اسود , يوجد بعض القسوة في مظهره وهذا شيء ليس موجوداً سواء لدى ريتشارد او والده , تعابير وجه ريتشارد ووالده هي اللطافة , بينما تشير تعابير هذا الرجل الى السخرية والتهكم .

اما عيناه , فهما ليستا بنيتين كعيني ريتشارد ,بل ذات لون فاتح وتبدوان وكأنهما تعكسان الضوء وتخفيان تعابير وجهه.

---------------------------------------

انه اطول من ريتشارد , واكثر ضخامة , يبدو جسمه تحت بذلته ذي عضلات قوية , ويظهر شعر صدره المجعد متناقضا مع قميصه الابيض , وتساءلت ناتاشا كيف شعورها اذا مالامست هذه التجعدات بأطراف اصابعها..

عبست عندما شعرت برجفة في جسمها وسمعته يقول " إبنة عمة إيما, آه , نعم لقد تعرفت على ثوب "

" نعم وكذلك أنا , في الحقيقة اعتقدت وللحظة ان ناتاشا هي إيما"

" صحيح"

راقبت ناتاشا ارتفاع حاجبيه في لامبالاة , ثم قالت بسرعة " من الافضل ان تذهب للداخل , ستتساءل إيما.."

" اذا استعرت خطيبها كما استعرت ثوبها " قال لوك بسخرية مما جعل ناتاشا تعض على اسنانها وتقاوم رداً حاداً كاد ان يخرج من شفتيها .

بإمكانه ان يكون كما يشاء , اما ان يعتقد ان بإمكانه القدوم الى هنا وإهانتها ..!

لكن ماالسبب في الخلاف معه؟

إنه كرسام بحوز على إعجابها , هكذا كانت تفكر غاضبة وهي تمر مبتعدة عن الرجلين , ولاحظت بعد فوات الأوان انها لم تسترد حذاءها.

" ألا تحتاجين لهذا؟"

استدارت وهي تغلي غضباً لتجده يحمل الحذاء , ياله من رجل , لابد ان عينه كعيني صقر , لقد اعتاد بالطبع وكرسام ان يراقب كل تفصيل دقيق , وبدا قلبها يخفق بعدم انتظام عندما اقترب منها .

عندما مدت يديها لتأخذ حذاءها منه, لاحظت كم تبدو بشرتها شاحبة ورقيقة بالمقارنة مع بشرته السمرة , وكم هو هش عظم معصمها , لدرجة انه لو لف اصابعه حول معصمها لكسره بسهولة كما لو كان ينتزع غصناً صغيراً وابتعلت ريقها غاضبة لأنها تركت العنان لنفسها تحلق بحماقة في عالم الخيال.

في ذلك الحين دخل ريتشارد يبحث عن ايما , وتمنت ناتاشا وهي ترتدي حذاءها لو ان لوك يتبعه.. وما ان خطت اول خطوة حتى مال كعب الحذاء مسبباً الألم , وطارت الفردة الاخرى, إنحنت تلتقطها وهي تلعن رصيف الشرفة غير المستوى.

-------------------------------------------

توترت وهي تعض على اسنانها عندما سمعت لوك تمبلكومب يقول ببرود:

" اسمحي لي" وتناول فردة الحذاء من يدها.

أذعنت عندما اقترح " اظن انه من الاسهل لو وضعت يدك على كتفي لتثبتي نفسك, فالأرض هنا غير مستوية , وليست لهذا النوع من الاحذية , لكن متى كانت النساء , تأخذن بعين الاعتبار الأهمية قبل ان يخترن مايرتدينه؟"

فتحت ناتاشا فمها لتستنكر تعليقه الجائر, ثم تراجعت , فقد كان جسمها تحت تأثير صدمة اصابعه حول كاحلها.

سمعته يهمس " جوارب حريرية !"

احست به يلف يديه حول جسمها , ثم قالت له" كيف تجرؤ؟ ماذا تظن انك فاعل؟"

" لقد قبلت دعواك الرقيقة التي قدمتها لي"

كررت وهي في اقصى درجات الغيظ والغضب " كيف تجرؤ " انت تؤمن بأن المرأة يجب الحفاظ عليها.

توقفت مدركة انها لا تستطيع إخباره بالسبب الحقيقي , نظرت اليه بوحشية ولاحظت انه لايزال يراقبها بلهو ساخر منتظراً ان تتابع كلامها .وعوضا عن ان تتم جملتها قالت بحنق" اوه لتذهب للجحيم "

ثم اسرعت مبتعدة عنه متجاهلة ضحكته الهازئة التي تتبعها , كانت ترتجف بشدة إنها الآن تريد ان تمزق الثوب والجوراب وترمي بهما في النار , وتدفن رأسها تحت الوسادة وتريح نفسها لفترة طويلة في البكاء.

لم يسبق لأحد ان جعلها تشعر بالغيظ والاهانة مثله , لم يسبق لأحد ان جعلها تشعر بعواطف متقدة ومتضاربة في مثل ذلك الوقت القصير.

كانت إيما على حق, فهو رجل كريه, بغيض , خطير.. خطيراً جداً , اعترفت وهي تشعر برجفة خفيفة انه خطير .. خطيراً جداً.

---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:09 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

بعد نصف ساعة, غادرت ناتاشا غرفتها حيث هربت لتستعيد توازنها وتستجمع قواها , ونزلت للطابق الاسفل وهي تحدث نفسها" انه الثوب" لابد انه الثوب ولا يمكن ان يكون اي شيء آخر , فلا شيء في سلوكها يمكن ان يعطيه الانطباع انها تريد فعلا ان تكون فتاة مرغوبا فيها..

ابتعلت ريقها غاضبة من نفسها للشعور العصبي الذي غزا معدتها, الشعور الذي يقول بأن تحت غضبها تكمن سعادة مميزة ومقلقة في نفس الوقت, من طريقة ملامسة اصابعه لبشرتها.

وتنهدت وهي تدخل غرفة الاستقبال من المستحيل التصديق ان ماجرى قد حدث فعلا ..

وكلمت نفسها " مشكلتك هي اعتيادك ان ينظر الرجال اليك وكأنك عمة عانس كبيرة في السن اين هي روح الدعابة لديك..؟ لاشك ان النساء يسعدن باقترابه منهن"

طافت في الغرفة وهي تتساءل ترى ماذا ستقول والدة ريتشارد إذا اخبرتها عماحدث؟ وشاهدت ابنة عمتها وريتشارد يمسكان بأيدي بعضهما البعض ويحدق احدهما في وجه الآخر , إنهما مثال لثنائي محب .

" هل لك ان تكفي عن العبوس "

تجمدت عند سماع هذه الكلمات وانتابها موجات حسية كثيفة في رأسها الى اطراف اصابع قدميها, قالت بعذوبة لاذعة" لم ادرك انني اعبس , لو تعذرني يجب ان اذهب لمساعدة والدتي"

" ليس الآن "

لم تستطع هذه المرة ان تمنع نفسها من التمايل تحت وطأة شعورها بأصابعه النحيلة تمسك وتأسرها احست بالذعر فورا , وهمست بغضب " هل لك ان تدعني اذهب , ما الأمر معك؟ هل تحب ان تقحم نفسك على النساء ؟"

----------------------------------------------

ابتسم لها بطريقة جميلة مغرية جعلتها ترتعش من الداخل .شجرة الصفصاف

" وهل هذا يثيرك كي تقحمي نفسك على الرجال مرئيا على الاقل ؟"

اكتشفت ناتاشا انها قد اشهرت قبضتها , واكتشفت ايضا انها ستكون في غاية السعادة لو وجهت ضربة الى وجهه القاسي الذي يحدق في وجهها , فلم يسبق لأي رجل ان جعلها تحس بهذا الشعور والحنق والاهانة لتلك الدرجة" لمعلوماتك , لقد ارتديت هذا الثوب لأنني احبه"

" حقاً؟ ام لأنك تحبين ان تلاحق عيون الرجال كل حركة من حركاتك , كوني صادقة , لا توجد امرأة تريد ثوباً كهذا إلا اذا ارادت ان ينظر اليها الرجل"

لم تعرف بماذا تجيب , فهي تعترف ان ماقاله صحيح تماما, وتابع قائلاً " من الممكن ايضاً ان يكون لإرتداء المرأة ثوباً كهذا, له نفس التأثير عن الرجال"

حملقت ناتاشا فيه وقالت " اذا كنت تقصد ان تعتذر بكلامك هذا"

" انه ليس اعتذاراً , فلايوجد ما اعتذر لأجله "

خطت للخلف بعيدا عنه , فأمسك بمعصمها وحملقت به غاضبة رغم ضغط يده لم يؤلمها في ابدا.

مال برأسه وهمس بنعومة في أذنها " اعتبري نفسك محظوظة لأنني لم ألمس إلا ساقك , رغم انك جذبت اهتمامي "

فغرت ناتاشا فمها غير مصدقة ..

" تبدين كطفلة صغيرة تجد فجأة ان جدتها قد تحولت الى ذئب شرس " قال بطريقة ساخرة . وتابع " بالتأكيد تعرفين تأثيرك "

شاهدت بطرف عينيها السيدة تمبلكومب تراقبهما بعبوس, إن آخر ماتريده هو ان تلاحظ والدة ريتشارد اضطرابها , لذلك تجاهلت ملاحظته وقالت بمرارة " إن ريتشارد و إيما يشكلان ثنائياً رائعاً , أليس كذلك ؟ لا شك انهما سيكونان في غاية السعادة معا"

--------------------------------------------

" حقا " وجه اليها نظرة تهكمية " اعتقد شخصياً انهما ليسا مناسبين لبعض " شاهد الإزدراء القاتم في عينيها واضاف بقسوة " يجب على ابنة عمتك ان تكون واعية جداً طالما ان ريتشارد سينخرط في قالب والده وجده .. إنه شاب جدي لكنه مفتون بالوجه الفاتن .. هل تريدين حقاً ان اصدق بأن لديهما فرصة في السعادة معا؟ .. بعد ستة اشهر او اقل ستضجر ابنة عمتك لكونها زوجة كاهن , وستبحث عن نمط من التسلية كاالذي شاهدتها تستمتع به العام الماضي ليلة إعلان خطوبتها على ريتشارد"

خفق قلب ناتاشا بشدة ما ان وجدت نفسها تواجه ماتعتقد انه خطير .. وهذا الرجل يشكل خطرا على سعادة ايما, وعليها ايضاً , سألته بشكل متقطع " ماالذي تحاول قوله تماماً؟"

نظر اليها مطولاً واجاب " لا تقولي إنك لا تعلمين شيئاً عن علاقة ابنة عمتك بجيك بينداغون.. لقد رأيتها بنفسي تغادر منزله قرب الفجر بعد ان اعلنت خطوبتها على ريتشارد "

نظرت الى وجهه فتلاشت في ذهنها اي محاولة للتفسير وسمعت نفسها تقول ببرود " لابد وان هناك سوء تفاهم ..".

" لا اظن ذلك, فالحقائق هي التي تتكلم.. الحقائق التي مازال ريتشارد جاهلاً عنها .. ياله من مغفل , إذا لم تكن مخلصة له في لية الخطوبة .. لقد كانت ترتدي الثوب الذي تلبسينه انت الآن "

لم يتوقف عقل ناتاشا عن التفكير , وفجأة رفعت رأسها قائلة بتصميم " هل تقصد القول انك رأيت إيما ..؟ في الواقع , إن من شاهدتها هي انا .. لقد وصلت من السفر في وقت متأخر فلم احضر حفل الخطوبة , اتصلت هاتفياً بجيك ودعاني لجولة , في ذلك الوقت حضرت إيما وعرفت إنني اريد الذهاب الى منزلي الخاص كي ابدل ثيابي , لذلك عرضت عليّ إعارتي ثوبها .. إن جيك يجب ان تبدو فتاته .."

" ملكا! له فقط " اجاب بنعومة .

------------------------------------

" مرحبا لوك تبدو غارقاً في المناقشة مع ناتاشا "

التفت كلاهما على صوت إيما وبجانبها ريتشارد , قالت ناتاشا بنعومة وكأنها معتادة على الكذب " إيما , احذري ماذا.." لقد شاهدني لوك اغارد منزل جيك في العام الماضي بعد حفل خطوبتك واعتقد بأنني انت ..!"

بدا على ايما كأنها صدمت او أُهينت , فقالت بعنف " وظهرت بعض الاشاعات في ذلك الوقت بأنني ساعدت جيك في كتابه الجديد .. أليس كذلك ياناتاشا ؟.. بالمناسبة هل لازلت على اتصال معه؟"

" لا " اجابت ناتاشا باقتضاب وهي تشعر بالانزعاج من ابنة عمتها , فالحل الوحيد لمساعدة ايما على الخروج من الموقف الصعب هو القول بأن ناتاشا هي عشيقة لجيك بندراغون .

" اخبرني ريتشارد انك لن تحضر حفل زفافنا يالوك !"قالت إيما.

"لا ..إنني مشغول بمهمة , آسف لذلك"اجاب لوك بطريقة مهذبة , لكن ناتاشا احست ان ليس آسفاً على الاطلاق.

شعرت فجأة انها منهكة القوى تماماً ولا تسطيع الوقوف.. كانت معدتها تؤلمها وتشعر بصداع شديد .. تريد الآن ان تكون لوحدها .. اعتذرت واسرعت باتجاه الباب, فربما يساعد الهواء النقي على تنشيط رأسها .. لكن ليس في الشرفة هذه المرة , فهي مكتظة بالمدعوين .. لا, إنها ستسلل الى الباب الخلفي وتدخل حديقة المطبخ المغلقة.

ارتدت سترة تستخدمها عمتها عندما تعتني بالحديقة , وخرجت من الباب الخشبي .. تنهدت واستنشقت رائحة الاعشاب النظيفة .. كم تمنت لو يصبح رأسها نظيفاً مما عانته في هذه الليلة , لا فائدة .. ان يعرف لوك تمبلكومب بأن المرأة التي اهانها ليست هي نفسها على الاطلاق ..

----------------------------

كان ضوء القمر كافيا كي ترى بوضوح ممرات القرميد , هناك تحت الجدار يوجد مقعد محاط بتعريشة عنب ذهبت وجلست مستندة , اغلقت عينيها وتنفست بعمق عدة دقائق الى ان استعادت سيطرتها على نفسها.

إنها تفتخر دائما بطبيعتها الهادئة , لكن ذاك الرجل الذي يثير الحنق حطم حاجز سيطرتها على نفسها واظهر انها امرأة ذو شعور وعواطف كانت لا تعرف بوجودها...

وحذرت نفسها عندما عاد التوتر اليها : لا تفكري به .. لكنه امر ذهني, صعب جداً ان تنسي وجهه الساخر الغامض.

" آه , تيتانيا في ضوء القمر"

هزها صوته , ففتحت عينيها وحدقت فيه غير مصدقة, لقد كان ماتفكر فيه واقفا امامها.

اضطربت لحضوره وقالت بطريقة لاذعة" حسناً انت لست اوبيرون , لكننا تقابلنا بصعوبة"

وقفت بصورة مفاجئة مصممة على الهرب منه بأقصى ما تستطيع من سرعة فقد كان واقفاً على بعد عدة اقدام منها , لكن شعرت بقدميها مسمرتين بالارض , تحرك باتجاهها بسهولة ورشاقة معترضة سبيلها.

" ماذا تريد " سمع ناتاشا نفسها تقول وانفاسها متقطعة , ولعنت بينها وبين نفسها الضعف في صوتها وحماقتها لسؤالها هذا .

ضحك بصوت ناعم خطير وبدت اسنانه البيضاء في ظلمة الحديقة .

" يالهذا السذاجة ! تبدين في السادسة من عمرك .. تعرفين ياعزيزتي ماذا اريد.. " خطا بتجاهها , اما هي فقد بقيت مسمرة مكانها , امسك بها وانزلقت يداه داخل السترة , ارتعدت بشدة فهمس عندما لاحظ رد فعلها:

" كنت أود القيام بذلك طوال هذه الامسية "

ازاح السترة من على كتفيها وأوثق حركتها بذراعيه ذات العضلات القوية التي شعرت بها من فوق قماش ثيابها , وامال رأسه تجاها.

اصابها الهلع عندما اكتشف حماقتها من عدم هروبها , جف حلقها كانت ترى بياض عينيه واضحاً , ويعكس ضوء القمر وميض قزحية عينيه ,وترى ايضاً زواية فكه فمه القوي ..

هل هي مجنونة ؟ هل نفث سحر جعلها ساكنة وخاضعة؟

----------------------------

وقال بنعومة" كنت أود القيام بذلك طوال هذه الامسية "

حاولت ان تخلص نفسها منه لكن فات الوقت .. ادارت رأسها لتتجنب قبلته , لكنه منعها وضمها بين ذراعيه ولكنها لم ترد ذلك بل اخذت تحاول ان توقفه عن عبثه , رغم افتتانه بجمالها ثم شعرت وكأن ماء مثلجاً قد صب فوقها.. إن هذه العودة المفاجئة للواقع جعلتها توثر ضد نفسها.

إن اضطرارها للسفر كجزء من عملها فيه مخاطرة كبيرة , فكم من مرة حاولت ان تصد محاولات الرجال في التقرب منها.. لم تتساهل مع اي منهم ولو حتى في علاقة مختصرة . فذلك شيء تمقته بشدة , لن تكون على علاقة إلا مع شخص واحد شخص تحبه.. وهذا مادعا إيما الى توبيخها ساخرة بقولها عنها من الطراز القديم..

هاهي الآن في حديقة منزل الاسرة تسمح لرجل , وليس اي رجل , بل رجل تكرهه ولا تثق فيه , ان يعانقها .. وذلك مااعطاه انطباعاً انها مستعدة لتلبية مايرغب ...

بدت بعض مشاعرها واضحة في وجهها فقد حررها فجأة ووقف يراقبها .. منتظراً.

لم تعرف ماكان سيحدث , لو لم تسمع صوت والدتها يناديها ؟ وشعرت بامتنان وارتياح هائلين لتخلصها من إعطاء اي تفسير , ولم تقل اكثر من " يجب ان اذهب " قبل ان تركض بعيداً عنه .

تذكرت وهي تساعد والدتها بتقديم القهوة للمدعوين, انها تركت سترة عمتها في الحديقة , فشحب وجهها فجأة مما دعا والدتها ان تسألها بقلق:

" ناتاشا , هل انت بخير ؟ كل مااخشاه ان تصابي بالبرد , الآن في الصيف , ما الذي دعاك للذهاب الى الحديقة ؟"

" كنت اعاني من صداع واردت استنشاق بعض الهواء النقي" اجابت بتوتر وهي تختلس النظر باحثة عن لوك تمبلكومب , وبعد نصف ساعة عرفت من إيما انه قد غادر.

" بإمكانك ان تسترخي الآن.." قالت ابنة عمتها بابتهاج " لقد ذهب لوك , شكراً لله , اوه.. وشكراً لك انك اخبرته هو ريتشارد بأنك انت من غادر منزل جيك" اجابتها ناتاشا قائلة" مازلت اعتقد انه من الأفضل ان تخبري ريتشارد بالحقيقة , فهو يحبك وانا متأكدة انه سيفهم الأمر؟"

----------------------------------

" ليس الآن" قالت إيما بايجابية وتابعت " إنه يحبني , لكن ليس لدرجة تاكده مني تماماً حتى يصدق بأنني قضيت الليلة مع جيك في العمل فقط.. لقد كنت محقة بما اخبرتك به عن لوك , أليس كذلك؟ إنه مخيف فعلاً , صحيح انه جميل المظهر ويروق للنساء , لكني اشك انه في الداخل بارد وقاس كالجليد .. لا استطيع ان تصوره غارقاً في الحب .. يقول ريتشارد انه ضد الزواج ,فهو يعتبره شركاً.

كان والداه غير سعيدين معاً.. لكن بما ان اباه من عائلة تمبلكومب فلم يكن هناك مجالاً للطلاق , مات والده ولوك في الرابعة عشرة , لتناوله جرعة مفرطة من الحبوب المنومة .. وتقول السلطات ان موته كان غرضيا , لكن لوك مؤمن تماما ان والده قتل نفسه ( انتحر) عندما تركته زوجته لأنها كانت على علاقة مع رجل آخر.. وهرب لوك من المنزل في السادسة عشرة يجول العالم ويعمل اي شيء .. إن ريتشارد يشعر بالأسف لأجله فمارأيك ؟"

" إنه بالتأكيد ليس أي رجل " اجابت ناتاشا بطريقة جوفاء.

من المستحيل ألا تشعر بالشفقة على الطفل غير السعيد , لكن لوك لم يكن طفلاً , كان رجلاً قاسياً , ساخراً , خطيراً , رجل كاد ان يغرر بها بسهولة دون احترام لها كإمرأة .. ارتعشت باضطراب وقررت ما ان ينتهي حفل هذه الليلة , حتى تلقى بثوب ايما وجواربها وحذائها ذي الكعب العالي في النار .. واذا طلبت إيما منها اي مساعدة , فإنها سترفض بلا ريب .. سألتها إيما بفضول " ماذا حدث .. ؟ تبدين وكأنك تفكرين في قتل شخص ما!؟"

" هل يدهشك لو اخبرتك ان هذا الشخص هو انت ..؟ إيما لا تطلبي مني بعد الآن اي معروف , فإنني لن ألبيه لك.."

" ماذا ..؟ حتى لو طلبت منك ان تكوني عرابة طفلنا الاول؟"

قالت إيما , ثم ضحكت وهي تسمع ناتاشا تقول بحماس" لا , اذا كان سيرث منك قابليتك للتورط في المشاكل "

-------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:11 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

" كيف ابدو ؟.. هل الطرحة على مايرام ؟" هكذا سألت إيما بقلق للمرة العاشرة.

" إنها على مايرام , كما انك تبدين رائعة" اكدت لها ناتاشا بصدق.

كانت تبدو فعلاً عروساً تخطف الابصار بالطرحة وثوب الزفاف الحريري بلون الكريم الذي كانا يخصا جدتها. وما ان اصبحت جاهزة للذهاب الى الكنيسة مع سارة الاشبينة الثانية , انحنت ناتاشا تقبل وجه ابنة عمتها , وساعدها هبوط السلم بإمساك ذيل الثوب , وهي تستحث سارة في الاسراع لقد بدت ناتاشا وسارة , إشبينتي العروس بثوبيها بلون الكريم وحزام بلون الشمس جميلتي المظهر.

شكراً لله, فلوك تمبلكومب لن يحضر الزفاف , وناتاشا لا تزال خائفة ومتأثرة من اندفاعها في حفل العشاء .

لحسن الحظ فاليوم صيفي مشمس, والجميع في المنزل منهمك في التحضير لحفل الزفاف , فحفل الاستقبال سيقام هنا في سرادق المنزل , وقد احضروا فريقاً من العاملين والطهاة منذ يومين.

ركبت ناتاشا وسارة في سيارة , بينما ذهبت إيما في سيارة والد ناتاشا وأسرع الجميع لإتمام مراسم الزفاف في الكنيسة . وما ان وصلت ناتاشا و سارة حتى سمعت والدتها تقول " بسرعة , إن ريتشارد اصبح عصبياً من الانتظار"

تذكرت ناتاشا فجأة , عناق إيما لها في ذلك اليوم والدموع تملأ عينيها وهي تهمس " شكراً على كل شيء ياناتاشا , خصوصاً موضوع لوك ومنزل جيك , شكراً لله إنه لن يحضر حفل الوفاف , لقد كنت مثل القطة الخائفة"

" كنت متأكدة انه لن يفعل أي شيء فهذا ليس اسلوبه "

حدقت فيها إيما لتقول شيئاً ثم توقفت وغرقت في افكارها ولحسن حظ ناتاشا , لم تلاحظ المرارة التي ظهرت في صوتها ..

----------------------------

إنها لن تنسى ابدا طريقة معاملته لها في الحديقة ..تشعر بالعرق يتصبب منها كلما تذكرت ذلك, وتخجل لمعرفتها انه اثارها .

اعادها وصول والدها و إيما الى الواقع , وماكادت تشرع تجاه ابنة عمتها لمساعدتها في رفع ذيل ثوبها حتى سمعت سارة تقول بسرور" اوه , جيد ..إنه لوك .. لقد اتي رغم كل شيء!"

هل لوك هنا؟ لاشك ان سارة مخطئة , فقد أكد عدم قدرته على الحضور .. لا يمكن ان يكون قد غير رأيه. ولسبب ما , خفق قلب ناتاشا, وتحركت مسرعة تجاه إيما وهي تسحب سارة معها .. بينما هذه الاخيرة تنادي لوك وتلوح له بانفعال.

تجاهلت ناتاشا محاولاتها لإدارة رأسها تجاهه, وشدت على ذراع سارة وهمست قائلة" ليس الآن سارة .. بإمكانك التحدث مع لوك بعد قليل"

اما إيما ولحسن الحظ فلم تلاحظ ماجرى , لقد كانت مشغولة بشرائط الطرحة.

دخل الجميع الى الكنيسة وتمت مراسم الزواج .. ليس بإمكان لوك تمبلكومب ان يفعل شيئاً سألت ناتاشا نفسها, ماذا يفعل هنا؟ كان متأكداً انه لن يحضر الزفاف , وهاهو الآن .. لم يكن لديها اية فكرة اين يجلس , ولم تحاول ان تنظر باحثة عنه , لكن سارة هتفت فجأة وهي تنادي " لوك "

التفتت ناتاشا .. التفتت نظراتهما للحظة , وومضت عيناه بنظرات قاتمة ومتحدية مما جعل نبضها يتسارع في حلقها واحست بنظراته تحرق بشرتها.

شعرت بالوهن والخوف , لماذا؟ لماذا تخاف ؟ ما الذي يمكن ان يفعله هنا بين اصداقها واسرتها ؟ ماذا يريد ان يفعل بها؟ لقد اتي ليشاهد زواج ريتشارد وهذا كل شيء...

وفي الخارج شعرت بالبرد والارتجاف رغم حرارة الشمس كل ماحولها هو اصوات ضحكات وهتافات التهنئة , وركب الجميع السيارات التي كانت تنتظرهم .

" هل انت بخير ؟"

------------------------------

سؤال سارة المفاجئ جعل ناتاشا تفتح عينيها , واجابت قائلة " نعم أنا بخير , لماذا؟"

" تبدين مرعبة " قالت سارة بأسلوب غير لبق وتابعت " إنك شاحبة جداً.. هل كنت تودين الزواج من ريتشارد "

" بالطبع لا" اجابت ناتاشا " إنني اعاني من صداع هذا كل شيء"

اقتنعت سارة بجوابها وغيرت موضوع الحديث فورا , قائلة وهي تبدو في منتهى السعادة " إنني مسرورة جداً لأن لوك هنا .. إنه شخص رائع!"

التوى فم ناتاشا بسخرية بينما تابعت سارة ثرثرتها " سأحاول جعله يجلس بجانبي , وسأغير بطاقات الجلوس "

" لا يمكنك ذلك" اجابت ناتاشا بحدة " تذكري أنك ستجلسين في اقرب طاولة "

مطت سارة شفتيها استياء وقالت " حسناً , اظن إيما قد جعلت مكان جلوسي قرب ولد ما.."

" ليس لدي أي فكرة " ردت ناتاشا باختصار.

ونبض قلبها خوفا ان تجد نفسها تجلس مع لوك في نفس الطاولة , لكن لماذا تشعر بهذا الخوف ؟؟ إنها تشعر بالعداء والتنافر والامتعاض , لكن لم الخوف؟ بالتأكيد ليس من تكرار عناقه المتوحش لها.

توقفت السيارة امام المنزل , ثم وصلت السيارات الاخرى: ايما وريتشارد , والدا ناتاشا , عائلة ريتشارد, ومن ثم نزل لوك من سيارته الجاكوار الفخمة وهو يبدو مختلفاً بطريقة ما عن باقي المدعوين.

شاهدته إيما , وعبر وجهها عن السخط , همست لزوجها الجديد" ماذا يفعل هنا؟"

بدا ريتشارد حائراً واجاب " لا اعرف , لقد قال إنه لن يستطيع الحضور .."

" إن ذلك سيربك الجميع " اجابت إيما ناقمة.

بدا ريتشارد عاجزاً عن الرد فاقترحت ناتاشا وهي تقول محاولة تلطيف الموقف" بإمكاننا ان نحشره في مكان ما"

----------------------------

أي مكان شرط ان يكون بعيدا عنها لأقصى درجة وتابعت قائلة " سأذهب لأتدبر الأمر"

اسرعت الى المطبخ وتحدثت مع كبير فريق المشرفين على الطعام فأكد لها إمكانية تدبير مكان في إحدى الطاولات , وتباطأت لعدة ثوان ثم تذكرت ان عليها مهام اخرى لكونها أشبينة إيما.

عندما عادت الى الحديقة وجدت المصورين يحيطون بإيما وريتشارد , راقبتهم شاردة الفكر فقد كانت جميع حواسها مشدودة تبحث عن لوك كي تتجنبه.

" أوه , ناتاشا عزيزتي.."

ابتسمت آليا لوالدة ريتشارد , وشعرت بالبرد فجأة عندما رأت لوك معها .

" لقد التقيت بلوك .. إن حضوره الزفاف لمفاجأة حقا"

لم تقل ناتاشا شيئا واشاحت بوجهها, ثم عضت على اسنانها عندما خطا بتعمد ووقف مواجها لنظرها.

كانت عيناها على مستوى فكه فلاحظت نمو شعر ذقنه " لوك انت تذكر ناتاشا ابنة عمة إيما , أايس كذلك ؟ سألت والدة ريتشارد .

" بالطبع , لكنها تبدو مختلفة تماما.." قال بنعومة.

شعرت بالامتعاض وبرتفاع حرارتها ولاحظت انه ينظر اليها كما ينظر القط الى جحر الفأر .

" ارجو المعذرة " قالت ببرودة وتابعت " إنهم ينتظرون انتهاء التصوير "

مشت مبتعدة .. كيف يجرؤ على النظر اليها بهذه الطريقة ..؟

تخبرها نصف الابتسامة الساخرة التي تعلو وجهه انه يعلم جميع اسرارها وحساسيتها المفرطة , بينما هو في الحقيقة لا يعرف أي شيء .. أي شيء ابداً.

" ألن ترقصي ؟"

تصلب جسم ناتاشا لدى سماعها صوت لوك , كانت قد غادرت السرادق وخرجت لبضع دقائق تستريح من عناء الجهد المتواصل الذي بذلته كي تستمر في الحديث مع المدعوين وتحافظ على ابتسامتها , وكي تتجنب لوك في نفس الوقت.

-----------------------------------

هاهو الآن بقربها .. شعرت بسخونة وضعف في جسمها ويوخز في عمودها الفقري من شدة التوتر.

" اود ان ابقى وحدي لبضع دقائق"

قالت بحدة ولن تلتفت نحوه ليس خوفاً من مواجهته , فما الذي فعلته ..؟ لا شيء اكثر من انها اعطته انطباعاً كاذباً عنها بأنها فتاة جميلة.. لابد ان عشرات النساء يعطينه نفس الانطباع فليس فيها ماهو جدير باالملاحظة , ولايوجد مايدعوه لإيقاظ مشاعرها هكذا.. إنه لايريدها وهي ايضاً لا تريده , ومع ذلك ارتعدت وجفلت عندما اقترب منها ولمس كتفها.

" هل تشعرين بالبرد ؟"

وهمس لها " تبدو ابنة عمة العروس الباردة المحتشمة مثالا عما تعتقده جيل والدة ريتشارد"

كان صوته ساخراً ثم اصبحت نبراته اكثر خطورة وحدة , وتابع قائلاً" بالرغم من اننا عندما تقابلنا في آخر مرة , كنت مثالا لامرأة لعوب مستهترة , امرأة كلها عاطفة ورغبة "

" يجب ان اذهب " قالت بصوت ضعيف متردد , ولم تكن تريد ان تبدو بهذا التردد والضعف.

" ليس الآن .. لم يلاحظ غيابنا لفترة بسيطة "

خفق قلبها بشدة , إنها لا تود البقاء معه وحدهما , بل مع اي شخص آخر حيث تشعر بالإطمئنان .. الإطمئنان مماذا؟ إنه لا يهددها .. رفع يده عن كتفها فشعرت بالبرودة .

" هل تعلمين انك تجذبين اهتمامي" قال ذلك متحركاً كي يصبح في مواجهتها.

" اوه , اعتقد ان هذا إطراء "

" حقاً؟"

احست بألم في معدتها , فهو يعرف الكثير .. الكثير جداً, خطت مبتعدة وهي تزفر بارتياح لأنها اصبحت بعيدة وآمنة منه.

---------------------------

" ليس الآن " قال بنعومة " ألا تعلمين سبب وجودي هنا اليوم؟"

" لا" هزت رأسها رافضة.

لماذا تدعه يحتويها , بل حاولت الافلات منه .. وحاولت جاهدة التخلص منه.

" لوك ..لوك , اين انت "

زفرت ناتاشا بارتياح لدى سماعها صوت سارة " لوك لقد وعدتني بهذه الرقصة "

افلت ناتاشا وهو يطلق شتيمة , فشاهدت في ضوء القمر ان فمه مشدود من الغضب , لم يكن يريد افلاتها.

" اوه ها انتما ..هذه رقصتنا لوك.." اقتربت سارة مسرعة وتابعت موجهة كلامها لناتاشا " إيما تريدك "

شعرت ناتاشا بالسعادة لتخلصها منه " تبدين شاحبة , هل انت بخير ؟" سألتها ايما عندما صعدتا الى غرفتها.

" نعم إنني بخير "

" انه لوهم ان ينقلب لوك بهذا الشكل..! لقد قدم لنا شيكا سخيا جداً "

" وهل ذلك يجعل كل شيء على مايرام ؟" سألت ناتاشا بمرارة وتابعت " ايما .. منذ أقل من شهر كنت مقتنعة ان هذا الرجل سيدمر حياتك كلها"

" حسنا , هذا ما اعتقدته سابقا.. لكنني لازلت اظن انه كان سيقوم بشيء ما لو لم تتظاهري بأنك أنا , هل قال لك شيئا آخر عن ذلك؟ " سألتها بقلق .

" لا" اجابت ناتاشا بجفاف.

إن لوك يرقص في السرادق مع سارة .. حدثت ناتاشا نفسها, فهي مسرورة لأن اخت ريتشارد الصغرى قد قطعت عليهما, فآخر ماتريده هو ان تتحمل مودته الحميمية, ولامست عفوياً بأطراف اصابعها مكان قبلته, إنها تشعر بفم لوك على خدها.

احست بعد ذهاب المدعوين بما فيهم لوك بإنهاك كما , لم تحس طوال حياتها.. بسبب الجهد الذي بذلته كي تتجنب لوك - كي تتجنب الازدواجية في استجاباتها له فالظاهر هو امتعاضها وحنقها وغضبها اما في الباطن.. يتدفق تيار من المشاعر والرغبة والعواطف غير المألوفة لها..

إنها لا تريد هذه العواطف , ويمكنها السيطرة عليها , فلا مكان لهذه الامور في حياتها.. ولا حتى لوك تمبلكومب.

-------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:12 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس

لماذا يرن جرس الهاتف دائماً بإلحاح عندما تكون صاعدة او نازلة على سلم منزلها , وما ان تصل حتى يكف من الرنين؟ هكذا تساءلت ناتاشا بتجهم , بعد ثلاثة اسابيع من حفل الزفاف , وهي ترتقي السلم مسرعة وصلت منقطعة الانفاس الى غرفة السماعة وهي تقول بسرعة " ناتاشا لاسي " الصمت البسيط اوحى لها هاجس ما , وسمعت رجل يقول متشدقا بسخرية " دائما ناتاشا لاسي متقطعة الانفاس "

هذا الصوت مميز تماماً بالنسبة لها , اعتراها احساس حارق ومن ثم الذعر والخوف , لماذا يتصل لوك تمبلكومب بها؟ حاولت التظاهر انها لم تتعرف على صوته , بل انها لو فعلت ذلك فستدخل في لعبة خطرة , فهو شخص خبير و ماهر وهي لا موهبة عندها ولذلك قالت بأقصى ماتستطيع في برود.

" لوك , ماهذه المفاجأة غير المتوقعة ..!اذا كنت تسأل عن اهل ريتشارد فهم غادروا لبضعة ايام "

لم يتابع معها هذه الرواية المهذبة التي حدثته بها , وقال بعد توقف بسيط " لا, انني اردت التكلم معك, لدي عمل في المدينة الاسبوع القادم , كان لطفا من اهل ريتشارد ان يسمحوا لي باستخدام هذا الجزء من الكنيسة , لذلك سأمكث فيه ثلاثة ايام , واريد ان ادعوك الى العشاء "

ذهلت ناتاشا وهي تحدق عبر النافذة مشوشة الذهن , فلم تتوقع ابداً ان يتصل بها لوك , ولم تتصور في اعمال مخيلتها انه سيدعوها في يوم ما لقضاء امسية معه , إن الغرفة دافئة جداً من الشمس طوال النهار وقد تصببت عرقاً عندما اندفعت لتجيب على الهاتف , اما الآن فقد اقشعر جسدها ...

حاولت بصعوبة ان تطرد الاحاسيس التي ايقظها لوك وهي بين ذراعيه .. وحدثت نفسها انه لم يفعل ذلك إلا ليعاقبها فعواطفه بعيدة عنه , ترى كيف كان سيعاملها لو تقابلا في ظروف مختلفة وتعرف عليها كماهي ناتاشا الحقيقة؟

إنها غلطتها ان تدعه يتصرف بذلك الاسلوب فقد بدت ساذجة وغير حصينة , ولم تصدق إنها استجابت لشخص لا تحبه , هزها ان تكتشف ان بداخلها يكمن بعض التهور والطيش فذلك مناقض لتصرفاتها التي تتحكم بها دائماً.

والآن يتصل بها لوك يدعوها لقضاء وقت معه .. إنها ليست غبية فهو قطعا لايريد صحبتها.

اخذت نفسا عميقا وقالت " آسفة فذلك غير ممكن "

صمتت فترة طويلة , وحدثت نفسها قائلة " من الواضح انه لم يعتد ان يرفض له طلب , لكن اذا ماقبلت دعوته فربما قادها ذلك الى تعقيدات في غنى عنها وعليها , ألا تدعه يتصل بها بعد الآن .

" إذن انت مرتبطة الاسبوع القادم!" تساءل بنعومة.

واجابت بتصميم " آسفة , إنني لست حرة ابداً"

" اوه , فهمت "

كم تعني هاتان الكلمتان بما تخبئان من تلميح .

----------------------------------

يجب عليها الآن ان تقول وداعاً وتضع السماعة , لكن الحافز الذي دعاها لمساعدة ايما دفعها ان تضيف قائلة " في الحقيقة , لماذا تعتقد انني اريد رؤيتك مرة اخرى "

صمت قليلا , فشعرت انها قد احرزت هيمنة عليه , ثم اتت كلماته ناعمة " حقا , لدي قصص عديدة احدثك عنها , على اي حال نسيت انك مرتبطة بشخص , وافهم جيدا كونك لا ترغبين ان تظهري بمظهر إمرأة تخرج مع رجلين , اعذريني, إنني أقل ذكاء مما كنت اعتقد نفسي, وربما تكونين قد تورطت في مكان آخر "

شدت اصابعها على السماعة , فقد شعرت بغضب مهين يحرق جسدها , كيف يجرؤ على قول هذه الكلمات , حاولت ان تخبره كم هو مخطئ وان تعبر عن غضبها وامتعاضها فاجابت بصوت جليدي " حتى ولو لم اكن كما تقول , فإنني أؤكد لك انني لست مهتمة ابداً باستمرار معرفتنا ببعض"

وسمعته يقول بسخرية وهي تضع السماعة " أتعنين انك وحيدة ؟.. إنها ليست الاشارة التي فهمتها ابداً.."

ياله من رجل بغيض .. بغيض جداً, كيف يجرؤ على تلك الافتراضات والمقترحات؟

كانت لاتزال تذرع الغرفة ذهابا وإيابا عندما رن جرس الهاتف مرة ثانية , نظرت اليه متشككة ثم حدثت نفسها قائلة انه من الغباء ألا تجيب ...

لم يكن المتحدث لوك تمبلكومب.. ولم تشعر بالارتياح لذلك ..! بل حاولت ان تركز تفكيرها على المكالمة , كانت مكالمة طويلة جعلتها تشعر بالابتهاج, فهي لن تتلقى كل يوم مهمة كتلك التي تلقتها الآن , لكن وفي نفس الوقت تشعر بالإرتياح والقلق...

لقد كانت دعوة كي تختار وتعطي السعر في الاقمشة اللازمة لمنزل عزبة كارولين والذي يتم تحويله الآن الى فندق خاص , إنها دعوة ليست عادية تعرض على شخص في مثل منصبها..!

----------------------------

ماطمأنها هو قول صاحب الفندق انه شاهد صدفة بعض الاقمشة التي تصنع في معمل والدها واعجبته جداً , لذلك بحث عن المصنع واتصل بناتاشا.

إن مايهمه هو الابقاء على طابع المنزل والاخذ بعين الاعتبار ان تكون الأقمشة جيدة ومناسبة , واقترح عليها ان تقضي اسبوعاً في المنزل كضيفة عليه, فبذلك تجد الوقت الكافي للتأقلم مع جو المنزل وطرازه المعامري, فهو يفضل الأخذ بآراء ومقترحات شخص ذي إحساس حقيقي بدلا من شخص يهتم بالأقمشة الحديثة ..

إن في المعرض نوعاً من التحدي الذي تحلم به ناتاشا دائماً , لكنها لم تتخيل ابداً ان يأتي يوم ويتحقق ..

لو كانت تلقت عرضاً كهذا قبل ان تتعرف على لوك تمبلكومب , لكانت لديها افكار وابتكارات عديدة.

إنها تنفر قليلاً من قبول هذه المهمة لأنها ستغادر المدينة في الفترة التي سيزورها لوك.

لماذا تعتقد .. وبمعجزة ما - ان لوك سيراها قريباً, وسيعرف انه اخطأ بحكمه عليها ويعلن فوراً بأنه يفضل ناتاشا الحقيقية..إنها لاشك غبية باعتقادها هذا ..

لقد تجنبت طوال حياتها التورط في أي علاقة ترتكز على رغبة رجل دون عاطفة.

تعرف ان داخل نفسها تكمن عواطف عميقة لن تعطيها إلا لرجل واحد تحبه ويحبها .. لكن الذي لا تعرفه كيف استطاع رجل مثل لوك ان يوقظ عواطفها الكامنة بتلك السهولة !

وعزمت ان تبعد لوك عن تفكيرها وان تقبل بالمهمة التي عرضت عليها ..

لكنها غضبت من نفسها لعدم قدرتها على طرد لوك من ذاكرتها , وذهبت الى حديقة منزل والديها محاولة ان تتخلص من ألم الرأس المتواصل الذي اصابها من قلة النوم واضطرابها الذهني ..

لم تكن تظن نفسها انها بهذا الجنون لتغرق في احلام مع رجل يختلف تماماً مع افكرها ومعتقداتها , ولتميل كمراهقة الى رجل جذبها بحبه..

-----------------------------

كطفلة كانت ناتاشا تقف دائماً على الجسر وتنظر الى الأسفل والماء المتدفق في الاسفل وتعرف الخطر لو انها وقعت فيه.. إنها الآن تعيش هذا الشعور مرة ثانية, لكن لوك تمبلكومب هو المغناطيس الذي يشدها..

" عزيزتي ! ليست أزهاري ما يجعلك في هذا الذهول !"

رسمت ناتاشا ابتسامة على وجهها عندما شاهدت عمتها تقترب , لكنها لم تنحج في ذلك, فقد سألتها عمتها وهي تقف جانبها " ناتاشا , هل هناك شيء ما ..؟ هل عرض العمل الجديد؟ اعرف انها فرصة رائعة , لكن ...؟"

" لا, ليس العمل الجديد " اكدت لها ناتاشا .

فسألتها عمتها هيلين مستفسرة " هناك شيء آخر إذن "

حاولت ناتاشا ان تكذب , فهي امرأة وليست طفلة وعليها ان تحل مشكلتها بنفسها فالحديث عنها لا يزيد شيئاً .. إنها متأكدة من حسن قرارها وهو إيضاحها للوك تمبكومب بأنها لا تريد الاستمرار في أي علاقة معه. لكنها لم تستطع ان تبتدع اي كذبة فأجابت قائلة " ليس هناك أي شيء , عدا إنني وضعت نفسي في هذا الموقف مع شخص ما , و ..."

" اتصور انك تعنين بكلمة شخص ما لوك تمبلكومب "

قاطعتها عمتها .. إن هذه الفتاة حساسة جداً وتختلف تماما عن ابنتها المتهورة , اهتزت ناتاشا من كلامها وسألتها " كيف عرفت ؟ اعني ..."

" لقد رأيته يتبعك الى الحديقة في تلك الامسية , يوم حفل العشاء الذي سبق زفاف إيما "

اغمضت ناتاشا عينيها بيأس ثم فتحتهما وهي تتوق فجأة ان تفضي بهمومها..

" لنذهب ونجلس "

---------------------------------

اقترحت عمتها وهي تقودها الى مقعد حجري ظليل , وما ان جلستا حتى وجدت ناتاشا نفسها تنهمر بفيض من الكلمات المضطربة بأسلوب لا يشبه إسلوب كلامها الموجز عادة , لدرجة ان هيلين لاسي اضطرت ان تركز انتباهها , وقد وضعت اللوم على ابنتها الطائشة لأنها ورطت ناتاشا بمشاكلها دون أي اعتبار لم سيحدث من عواقب.

" بسبب طريقة ملابسك اخطأ لوك في الحكم عليك , ولكونك .."

" تحبين جيك بيندراغون " وافقت ناتاشا مقاطعة .

" إن ايما تصرفت بطريقة سيئة جدا, فقد زجت بك بمشاكلها, اعتقد بأنه ليس من المستحيل إعلام لوك بالحقيقة"

جازفت هيلين بقولها هذا وهي تشك بأن القصة اكثر مما سمعته .

" لا اسطيع ان اخبره بالحقيقة" ردت ناتاشا.

لا تستطيع ليس بسبب إيما فقط , إن كبرياءها لا يسمح لها القيام بذلك , وليس كبرياؤها فقط , لكنها لاتريد ان ترى النظرة التي ستظهر في عينيه عندما يعلم الحقيقة انها إمرأة وافقت ان تقع في شرك دور لا يناسبها إطلاقاً.

نظرت ناتاشا الى عمتها , وعرفت بأنها قد فسرت كل عواطفها .

" اوه ياعزيزتي" هكذا علقت عمتها بلطافة .

وتابعت قائلة "ثم تصادف ان تلقيت العرض في اسوأ وقت "

" نعم " وافقتها ناتاشا.

" هم..م, انه شاب خطير , لقد عرفت ذلك منذ اللحظة التي رأيته فيها, لكنني استغرب منك كيف تقولين له عندما اتصل بك هاتفياً , إنك مرتبطة بشخص آخر الآن ؟."

" لقد كانت الطريقة الوحيدة التي توقفه عند حده"

وجفلت قليلاً عندما تذكرت تعليقه الفظ.

" ربما " وافقتها عمتها وتابعت قائلة " رغم انه اعجبني كرجل بقى صامداً في وجه التحديات والمصاعب التي وضعتها الحياة في طريقه , وكما قلت ناتاشا, فمن الأفضل ان تبقي بعيدة عنه في الاسابيع القادمة انه جذاب جداً , ويفرض وجوده بسهولة"

------------------------------------

" كما النار .. لايمكنك الاقتراب منها كثيراً " اجابت ناتاشا بجفاف.

نظرت عمتها نظرة ماكرة وابتسمت قائلة " وصلت الى هذه السن ولم أنس كيف يكون شعور الفتاة .."

وتابعت " انظري فقط الى عينيه وترين كم هما جميلتا اللون .." ثم غيرت مجرى الحديث وهما تغادران مكان جلوسهما وتتجهان الى المنزل " في هذا الوقت من السنة يبدو هذا الحاجز بأفضل حالاته, وافكر ان اجعله اجمل , وازرع في اسفله نباتات مزهرة دائمة الخضرة"

واستمرتا في مناقشة امور الحديقة الى ان دخلتا من الباب الخلفي , تركتها عمتها قائلة إنها ستتفحص البازلاء التي تقوم بطهيها.

وفي الايام التالية وقبل مغادرتها الى عزبة ستونلوفل استطاعت ناتاشا بكل شجاعة ان تبعد افكارها عن لوك تمبلكومب و إن لم يكن سهلاً , وقد ساعدها على ذلك استعدادتها للمهمة الجديدة الموكلة اليها , لقد اكسبتها رحلاتها الى فلورنسا بمخزون ممتاز من المعرفة , فقد اطلعت على نماذج عديدة متنوعة من الاقمشة المزدانة بالرسوم والدامسكو, وتدون الآن اقتراحها على ليوروسنبرغ.

ففي فلورنسا يوجد نساجون ماهرون في نسخ اي قماش يرغبه الزبون, وانتاجه بمهارة فائقة كما لو كان منذ قرون عديدة . لقد زارت محلاتهم الصغيرة القديمة في الشوراع الضيقة , إنهم يطلبون اسعاراً مرتفعة بالطبع , لكنها اخذت انطباعاً عن ليو روسنبرغ بأن المشروع الذي سيقيمه يعني له اكثر من مجرد مغامرة تجارية , نصحها والدها ان تستشير المصرف , فهي تؤسس عملها الخاص , فربما يغير الزبزن رأيه , عندها ستواجه صعوبات مالية وسترهقها الديون التي لن تستطيع تسديدها.

كان تقرير المصرف جيداً, واخبرها محاميها ان ليو روسنبرغ رجل في بداية الخمسين من عمره ومعروف عنه بأنه ملتزم دائماً وحكيم في امور البيع والشراء .

----------------------------------------

عرض والد ناتاشا عليها بعد ان تأكد ان ابنته لن تقع في مشاكل مالية , بتقديم اي مساعدة تحتاجها لإكمال مهمتها , فذكرته , وهي منكبة فوق الخرائط تراجع افضل الطرق المؤدية من منزلها الى العزبة " عليّ ان احصل على ذلك اولاً.."

وقررت ان تغادر قبل يوم كامل مما خططت له , فقد صحت في منتصف الليل فجأة على حلم بأن لوك تمبلكومب ظهر على باب منزلها .. هل تتوق لرؤيته ام انه شعور سبقي؟

إنه لن تدع اي شخص او اي شيء يتحكم في حياتها, ولن تتنازل عن قرار اتخذته فذلك ليس اسلوبها ابداً, ولذلك قررت المغادرة قبل اليوم المحدد واجرت اتصالا سريعاً بليو روسنبرغ , اجابتها سكرتيرته قائلة" انه في الخارج الآن , ومن المفروض ان يعود غداً , لكن تم ترتيب غرفة لك, وطاقم المنزل على علم بوصولك , إن المكان الآن مليء بالعمال وبإمكانك ان تلقي نظرة حول المنزل ليو يود الحديث معك عن افكاره ومشاريعه"

وما ان عرفت بأنها ستنطلق في الصباح الباكر من اليوم التالي, حتى سارعت تراجع نماذج الاقمشة التي ستأخذها معها , والحقيبة المليئة بالصور المختارة من مجلات متنوعة , إضافة الى دفتر ملاحظاتها المهمة عن رحلاتها الى فلورنسا.

إن هذا العرض هو اهم تحدي لعملها ولن تسمح لأي شيء او اي شخص ان يشغلها من ان تعطيه كل انتباهها وخصوصاً لوك تمبلكومب.

قالت لوالديها " سأغادر باكر اًصباح الغد , لذلك سأقول لكما وداعاً من الآن , فلن أزعجكما صباحاً"

سألتها والدتها بقلق " ستتصلين بنا عندما تصلين أليس كذلك؟ فالطرقات هذه الايام.."

فهدأتها ناتاشا قائلة " سأتصل بكما بأقصى سرعة ممكنة "

------------------------------------------------

تتمنى لو كانت لديها الشجاعة الكافية كي تجابه لوك , ليس في مواجهته مايخيفها , بل مايخيفها هو الرغبة التي يعتيرها بداخلها بأقل تأثير منه.

لقد اخبرته انها مشغولة بشخص آخر , ورغم انها تعرف غريزياً بأنه ليس قديساً إلا انه لا يجيز للمرأة التي تعرف ان تكون على علاقة بشخص آخر .. ومهما قالت له ووضحت , إلا ان قلبها فسر له شيئاً معاكساً وهو يختار ان يصدق القلب , احست بالقشعريرة عندما تذكرت إحساسها وهي بين ذراعيه ..

وقالت لنفسها : كفى عن هذا.. كفى عنه الآن وقبل فوات الآوان ..

شكرا لله , فمن حسن حظها انها تلقت هذه المهمة , لأنها ستبعدها عنه, وبدونها تشك بمقدرتها على القيام بذلك طواعية ..

------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:14 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس

" تفضلي .. ابلغنا ليو ان نتوقع وصولك في أي للحظة , ليس الجو جميلا هذه الايام "

تبعت ناتاشا مدبرة المنزل ليو روسنبرغ , لقد وصلت ناتاشا الى المنزل قبل خمس دقائق , قرعت الجرس وقدمت نفسها , وما ان دعتها المرأة للدخول حتى تباطأت ناتاشا قليلا تستطلع ماحولها.

" ينوي ليو الاحتفاظ بغرف الاستقبال كما كانت عليه لأقصى مايمكن , والآن يجري عمل كبير في الطوابق العلوية فيجب تقسيم الغرف والحمامات , وهلم جرا .. ستعلمين كل شيء عن ذلك بالطبع "

وقبل ان تؤكد ناتاشا او تنفي , قادتها مدبرة المنزل الى القاعة .

---------------------------------------------

" اخترنا لك غرفة لن تشعري فيها كثيراً بازعاج العمال , لكن كماترين فإن كل شيء فوضى الآن"

واعتذرت وهي ترفع صوتها كي تسمعها ناتاشا , بسبب صوت صفير الرجال , وصخب العمال , وأزيز آلة الحفر الكهربائية, وتابعت قائلة " يجب ان ننام جميعاً في الطابق العلوي هذه الايام .. سنصعد الآن على سلم الخدم إنه ضيق , ينوي ليو تركيب مصعد"

كانت السلالم ضيقة وملتوية كثيراً, لكن ناتاشا اعتادت على ذلك في منزل والديها , وعلى علو منزلها الصغير في الطابق الرابع , ولذلك وصلت بأنفاس منقطعة اقل من مدبرة المنزل.

" غرفتك من هنا.. لا يوجد حمام خاص , وغرفة ليو في الناحية الاخرى من المنزل ستكون جناحه الخاص فيما بعد .. وغرفتي في اعلى بيت السلم, لايوجد احد آخر هنا"

وتوقفت امام باب مطلي باللون الابيض وفتحته.

خطت ناتاشا داخل الغرفة المخصصة لها .. إنها غرفة مثالية للعمل , فهي واسعة ذات نافذة كبيرة تتجه ناحية الشمال, مجهزة بسرير مزدوج وكنبتين مريحتين ومقعد ومسند خاص بالرسم , ودفاءة..

" قال ليو إنك ستحتاجين لمكان خاص تكونين قادرة فيه على العمل والنوم , هذه الغرفة استعملها المهندس المعماري عندما كان يقوم برسم مخططات تحويل المنزل, آمل ان تكون قد اعجبتك "

" إنها مثالية " اكدت ناتاشا وهي تبتسم لمدبرة المنزل ابتسامة دافئة, مما دعاها ان تجيب بابتسامة ارتياح مثلها.

" حسنا هذا جيد.. اتعلمين لقد كنت خائفة من قدومك ..! إن ليو يتكلم عن المنزل وكأنه قد تم تحويله تماما , ناسيا ان ينبه الناس ان العمل مازال جارياً"

" هل تعرفين ليو منذ فترة طويلة ؟" جازفت ناتاشا بسؤالها .

" نعم , كان زوجي يعمل معه منذ البداية.. ثم , تم قتل جورج في حادث وطلب مني ليو ان اتي واعمل عنده , لم نرزق انا وجورج بأطفال , وليس لنا اسرة ..كان ذلك منذ خمسة عشر عاما, ولازلت مع ليو منذ ذلك الوقت , لقد عرض عليّ ان يرسلني في دورة خاصة كي استطيع القيام بشؤون الفندق ما ان ينتهي العمل فيه .. اخبرته بأنها ستكون مسئولية كبيرة "

-----------------------------------------------

إذن فإن ليو, المقاول القاسي كما ذكرت تقارير والدها يملك جانبا إنسانيا.. فكرت ناتاشا وهي تصغي لكلام مدبرة المنزل .. لاشك ان حماسه وحبه للمنزل جعلاه لينا وليس كما يفترض ان يكون هذا النوع من الرجال..

" إذن سأتركك ترتاحين .. سيعود ليو غداً ويريك المكان ومايحيط به"

كانت ناتاشا تأمل ان تستكشف المنزل بنفسها قبل ان تلتقي بليو , لكنها رأت حجم العمل , قررت بأنه من الحكمة ان تنتظر حتى يعود ليو روسنبرغ , فسألت مدبرة المنزل " هل بإمكاني استكشاف الحديقة ؟ لن ازعج اي شخص "

" لم يباشروا العمل في الحديقة الآن , لذلك يمكنك الذهاب .. قال ليو ان نخبرك بوجود بعض الكتب والاوراق في مكتبه نصف التغيرات العديدة التي حصلت للمنزل خلال سنوات" وافقتها ناتاشا قائلة " احب الإطلاع عليهم"

بعد ساعة نزلت ناتاشا تتجول في حديقة المطبخ المهجورة, وهي تفكر كم كانت عمتها ستتمتع بتجديدها وجعلها كما كانت سابقا .. فجأة ودون ان تعرف كيف , انزلق الدرع الواقي الذي تحتمي به ووجدت نفسها تفكر في حديقة اخرى ووقت آخر, في امسية معينة وشخص معين هو .. لوك ماهذه القصة معها ..؟ كيف تفتح قلبها وعقلها الى ألم محتوم سببه لها رجل مثله ..؟

الجو دافئ هنا في الحديقة , ومع ذلك كانت تحس بارتعاش جسدها كاملا .. لماذا تحس بارتعاش جسدها كاملا..لماذا تحس بذلك, ولماذا تتألم , ولماذا تكون ردة فعلها هكذا .." ان الرجل المسؤول عن كل ذلك لم يقدم لها إلا التعب والقلق .. توقفت امام ماكان في وقت ما سريرا من الاعشاب , وانحنت آلياً تزيح عشبة كبيرة مختلفة وافكارها تدور بعيداً في نفس الدائرة..

" إنها حديقة مخزية , اليس كذلك ؟ شاهدتك تمرين من امام نافذة مكتبي وفكرت من الافضل ان آتي واقدم نفسي "

استقامت ناتاشا , وتورد وجهها قليلاً عندما شاهدت عيني الرجل الضاحكتين وهو يدنو منها .

----------------------------------------

كان رجلا طويل في اوائل الخمسين من عمره , لايزال شعره غامقا يتخلله بعض الشيب , وذو نظرة محدقة جعلتها تشعر بالارتباك من مظهرها .

وقدم نفسه وهو يصافحها بثبات متجاهلا جزئيات التربة العالقة عليها" ليو روسبنرغ "

وابتسم ابتسامة حقيقية دافئة عندما سألها " هل تعرفين الكثير عن العناية بالحدائق .." اعترف بأنني لا اعرف اي شيء عن هذا الأمر , لكنني احب ان اجدد هذه الحديقة بأقصى سرعة ممكنة بحيث تتماشى مع المنزل الذي سيصبح فندقاً , مع الاخذ بعين الاعتبار انه يتضمن مساحة لملعب تنس و .. هلم جرا"

" انني لست خبيرة في الحدائق" اعترفت ناتاشا وتابعت " لكن عمتي ماهرة جدا وتحب ان تضع لمساتها في كهذا مبتدئة في نقطة الانطلاق " ثم توقفت واحمر وجهها خجلا , وتابعت مرة ثانية " آسفة , لقد استرسلت في الكلام عنها , فقد كنت فكر فيها , ولم ستستمتع بتحدي هذه الحديقة "

" إنها تحتاج لتحد , أليس كذلك ؟" سألها بمكر .

" اظن ذلك " اجابت ناتاشا وهي تخطو مقتربة منه , لم تقدم له نفسها , لكن كان واضحاً انه يعرف من هي .

سألها وهو يومئ برأسه الى الحديقة " وهل تعرف الكثير عن هذه الامور .؟"

" بمقدار مدهش " وافقت ناتاشا " إنها هوايتها , والحدائق في المنزل عالمها الخاص , لم اشاهدك عندما وصلت هذا المساء ؟"

تابعت بطريقة رسمية فلم تكن تريده ان يعتقد انها استغلت غيابه في تضييع الوقت " اخبرتني مدبرة منزلك بأنك ستصل غداً, و سنتفحص المنزل معاً , لم اكن اريد ان ازعج العمال .."

" لا, فذلك افضل , قال موافقا وأضاف موضحاً.

--------------------------------------

" لقد انهيت عملي قبل ماهو متوقع.. اشعر بارتياح رائع عندما اعود الى هذا المكان"

توقف وتنفس بعمق , رغم عمره وعمله فهو يبدو رشيقا, ولاحظت ناتاشا حركة صدره اللاإرادية عندما تنفس وقد بدت عضلاته القوية خالية من اي إفراط في الوزن وقد تأكدت افكارها عندما خلع سترته والقى بها فوق كتفه, قالت ناتاشا " نعم , اعترف بأنني احسدك على عملك في لندن "

ابتسم لها ابتسامة صبيانية محببة قائلاً" ليس لندن فقط.. لقد اتيت من نيويورك اليوم, هنا مكاني المفضل , لذلك قررت الاحتفاظ بجناح في المنزل لاستعمال الخاص.. عمتك هذه اين اجدها؟"

اجفلها سؤاله , ثم قطب وقال مفكرا " من عائلة لاسي بالطبع .. المنسوجات الكنيسيسة, كان عليّ ان ألاحظ ذلك, إذن انت من نشأت مع هذا العمل "

" نعم ورغم ذلك لم انقطع عنه ولو الفترة بسيطة "

كم من السهل التحدث مع هذا الرجل , فكرت ناتاشا , فلديه اهتمام حقيقي بالآخرين وهو شيء موجود لدى عمتها ايضاً وتعجب به ناتاشا .

شعرت بالذنب لدى تفكيرها بهيلين,,ترى كيف ستتصرف لو دعاها ليو روسنبرغ , هل على ناتاشا ان تحذرها..؟ لكن لم تكن لديها اي فكرة اذا قال ليو هذا كحديث عابر , ام انه يفكر جديا بطلب مساعدة عمتها في تجديد الحديقة ..؟

وسمعته يقول لها " آسف اذا ازعجتك , لكن لدي غداً لقاء غير متوقع في امستردام , فهل بإمكاننا ان نقوم بجولة حول هذا المنزل معاً الآن , ومن ثم ندرس مخططات المهندس ..؟"

" اود ذلك " اكدت ناتاشا .

" لقد قرأت في الفترة الاخيرة الكثير عن التصميم واحضرت معي بعض النماذج إضافة الى بعض الرسوم التخطيطية.. انت تريد ان تكون غرفة النوم عملية مع صدى الشعور بالفترة الزمنية التي تمثلها, بينما غرف الاستقبال ستخدم بالطبع.."

----------------------

" تستخدم , نعم .. نتوقع ان يكون لنمط النزلاء اهتمام حقيقي واحترام للطراز القديم.

من الطبيعي انني لن اقترح إعادة خلق كارولين كما كان بكل تفاصيله فإن ذلك غير ممكن , لكن في بعض المناطق منه , نجعل النزلاء يعتقدون انهم عادوا الى الماضي وانهم في مكان يعكس شعورا حقيقياً للفترة التي بني فيها لأول مرة.. لن اقترح استخدام الاقمشة التقليدية الطراز حتى لو وجدت فهي تخص المتاحف , لن اود استخدام الاقمشة الحديثة المنقولة عن التصميمات التقليدية والمصنوعة بطريقة تجارية"

ازداد اعجاب ناتاشا بليو , بعد عدة ساعات اطلعها على طول وعرض المنزل , وتركته يقود المحادثة واكتشفت ان المنزل يعني له اكثر من مجرد مغامرة عمل.. اخبرها وهما يعودان الى الغرفة الصغيرة المتراكمة الاشياء التي يستخدمها كمكتب مؤقت" اقصى ما اود هو الاحتفاظ بالمكان كمنزل خاص , لكن ذلك يحتاج لريع ضخم , لذلك اتصلت بطاقم استشاريين اطلب المشورة بإبقاء المكان كما هو , فأخبروني بفكرة تحويله الى فندق , يرغب فيه من يحب ان يشعر بأنه يقيم في منزل خاص بدلا من الاقامة في الفندق , اليابانيون والامريكان يحبون هذا النوع .. ما اريده الآن هو ايجاد مضيفة ومدبرة منزل في آن واحد من الدرجة الاولى "

توقف وهو يبتسم قليلا , ثم تابع قائلا " آسف لأنني ما ان ابدأ الحديث حتى استرسل فيه , وانت تجيدين الاصغاء"

" هل زوجتك ..؟" بدأت ناتاشا , لكنه هز رأسه مقاطعاً " إنني ارمل لقد ماتت زوجتي منذ خمس سنوات بعد مرض طويل , بدأت تعاني المرض بعد ولادة ابننا..."

صدر عن ناتاشا صوت بالتعاطف , ثم احست انه لايود متابعة الموضوع فقالت بسرعة " لدي مواضيع مهمة في الطابق العلوي , ربما تود الاطلاع عليها , لقد حصلت عليها بطريق الصدفة , لكنها غنية جداً بالمعلومات , إنها عن الاهتمامات بإعادة التصميمات التجارية وصنع القماش خصوصاً الاهتمام بالدامسكو والبروكار , وكما تعلم فإن مصنع والدي اصبح ينتج العديد من التصميمات التجارية إضافة الى الاقمشة الكنيسية ..

----------------------------------------------

يوجد بشكل رئيسي في ايطاليا وحول فلورنسا بالتحديد , مصانع لايزال لديها كتب النماذج الاصلية التي كانت تستعمل منذ قرون , وبإمكان هذه المصانع إنتاج الاقمشة كما كانت عليه سابقا.. إنها مكلفة بالطبع , اقترح استعمالها في بعض الأمكنة المحددة المختارة بعناية "

اكتشفت ناتاشا عند نهاية الامسية ان ليو, رجل لا يؤمن بإضاعة الوقت, ما ان يقرر القيام بعمل ما, وقد وافق تماما على ان تتسلم كل مايخص التصميمات والاثاث ليس بغرف النوم فقط بل لغرف الاستقبال ايضا, وخصص لذلك ميزانية جعلتها تفغر فمها .

احست بشدة حبه للمنزل ورغبته بإكسائه بأفضل الأقمشة , وكان لديه افكار محددة عما يريد بشأن الجناح الذي يحتفظ به لاستعماله الشخصي , لكن بدا واضحا لناتاشا انه سعيد لأخذه بآرائها واخبرها قائلا " لدي مجموعة من اللوحات والرسومات وانوي تعليقها في الصالة الكبيرة بجناحي الخاص , سيقدم لي احد الاصدقاء النصيحة بخصوص ذلك .. لقد كنت اطوف المزدات العلنية للحصول على قطع الاثاث المناسبة لجناحي , حيث يجب ان تتناسب وتحافظ على اسلوب طراز البناء في تلك الفترة الزمنية ."

لم تذهب ناتاشا للنوم إلا بعد الواحدة صباحاً , حيث سيغادر ليو الى امستردام منذ الصباح , وستبقى هي تقوم بالترتيبات لحين عودته وإتمام مشروع اختيار الألوان لغرف النزلاء.

وبعد ان تبادلا تحية المساء , شعرت ان ليو روسنبرغ رجل وحيد رغم مظهره الذي يبدو كأنه يملك كل شيء في الحياة , وكل مايحتاجه إنسان .

شعرت بقلبها بارداً وثقيلاً وهي تفكر بمستقبلها .. مستقبل دون حب.. دون عاطفة .. دون لوك , الذي يقدم لها الحب والعاطفة.

إذن لماذا تضيع الكثير من الوقت والافكار وتعب القلب في التفكير فيه..؟.. جلست في السرير وهي ترتعد .. لماذا تتصرف بطريقة بعيدة تماما عن شخصيتها ؟

----------------------------

من المفروض ان تسهل مهمتها الجديدة التي تملأ افكارها ووقتها بإبعاد لوك , لكن عوضاً عن هذا, هاهي الآن تجلس مستيقظة في فراش غريب وتعرف لو انها اغمضت عينيها وسمحت لنفسها بالاسترخاء, فإنها ستنهض كما يحصل مؤخراً منذ عدة ليال متذكرة كل لمسة , وكل كلمة , وكل نبضة قلب في الوقت الذي قضته معه.

تنهدت من الألم في حنجرتها واخذت تضرب الوسادة وتقول إنها اسوأ عدوة لنفسها .. يجب عليها ان تنساه, ان تخرجه من ذاكرتها, وان تركز على الحقيقة والواقع وليس على الخيال والوهم..

---------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:14 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع

مضت ثلاثة ايام لم تر فيها ناتاشا ليو روسنبرغ , وخلال هذه الايام عملت بجد في تحضير رسومات لكل غرفة نوم وكل غرفة استقبال , و إغلاق ابواب ذهنها بوجه اي افكار مترسبة عن لوك تمبلكومب .. وقد كان تحضير الرسومات اسهل كثيرا , لقد كانت تذهب للفراش وهي منهكة ذهنياً وجسدياً وتأمل ان تنام ما ان يلامس رأسها الوسادة , لكنها مخطئة فجسدها المتألم يرفض ان تعيش في الامان الذي تحتاجه .

في الليلة الثالثة قبل عودة ليو, استلقت في الفراش متعبة من الصراع المتفاقم مع الوقت وسمحت لأفكارها ان تأخذها الى اوهام مستحيلة .

إن لكل إنسان اجهزة دماغية خاصة, وبالنسبة لطفولة لوك فإن ترك والدته له لوالده وذهابها الى رجل آخر ومن ثم انتحار والده المأساوي , لاشك بأنها اسباب استيائه وعدم ثقته في النساء وهذا مايظهر جلياً في قساوته.

------------------------------------------------

إنها ليست عالمة نفسية ولا تريد ان تكون كذلك , لكنها تبحث عن المبررات والتفسيرات لتصرفات لوك , تحركت دون ارتياح في الفراش المريح ووبخت نفسها على اعتقادها السخيف بأن لوك من الممكن ان يتغير , لماذا يتغير ؟ من الواضح انه لا يريد ذلك , ومن الواضح انه ايضاً سعيد تماما بأسلوب حياته . ربما كانت لا تملك الخبرة الكافية لكنها ترى بسهولة ان لوك لايريد إلا علاقة دون عاطفة.

علاقة؟؟! ابتسمت بألم في الظلام , تعرف ان لوك لا يريد اكثر من ان يأخذها الى الفراش ثم ينساها .. لماذا يؤلمها ذلك كثيراً؟ ارتعشت قليلاً, إن تربيتها واخلاقها جعلاها تبحث عن العواطف و المشاعر من المستحيل ان تقبل رجلاً يجسد كل شيء لا تحبه في جنس الرجال لقد اخافها ذلك ووجدت نفسها في هذه الحالة من الاضطراب العاطفي والجسماني, وهذا مادعاها ان تترك منزلها.. هاهي مستلقية تفكر فيه وتأمل..

تأمل ماذا ؟ مثل بعض ابطال القصص الرومانسية , بأن يخضعها بقوة تصميمه ورغبته وبذلك يزيح عنها عبء القرار وتوافق على علاقة لا تحمل شيئا من الفضائل التي تؤمن بأن يحملها الرجل للمرأة .

تقززت من افكارها .. واحست بغثيان في معدتها .. ما الذي حدث لها ؟ لقد اتت هنا وهي تعتقد بكل بساطة ان إبعاد نفسها عن لوك يكفي لشفائها من هذه الرغبة السخيفة التي تعاني منها .. ولو فكرت بشكل حقيقي بمهمتها الجديدة , فلن يكون في عقلها كان لأي افكار عن لوك.

كم كانت مخطئة لقد سببت لنفسها التعب الذهني والجسماني, فداخل جسدها ألم حاد وقاس جداً.

لكن لماذا. لماذا الآن ؟ لماذا هذا الرجل , لماذا هذه الحدة دون نعمة الحب ؟

استيقظت متعبة وحول عينيها دوائر سوداء .. عليها اليوم ان تطلع ليو على اقتراحاتها وتوصياتها وتأخذ موافقته.

--------------------------------------

نهضت بملل , ولكي تنبه اعصابها وقفت ترتعش تحت ماء الدش البارد , واجبرت نفسها على تحمل برودته لأنها تشعر بفائدة فيما بعد.

لم تكن لتهتم كثيراً بجسمها , فهي محظوظة لأنها لا تحتاج لأي نظام غذائي لتخفيف الوزن , وتعتبر نحيلة قليلا بالمقارنة مع النساء الأخريات.

وقفت ساكنة تحت الدش تشد الليفة بإحكام على صدرها والماء البارد يرشق بشرتها مختلطا مع الحرارة داخل جسدها , وهذه الحرارة جعلت وجهها متوردا من الصدمة والألم .

احست بغشاوة مفاجئة على وجهها واكتشفت انها تبكي .. تبكي من الآلام المبرحة والافكار الخجلة التي راودتها.

وتساءلت بضعف وهي ترتدي ثيابها , من منهما كان اكثر خداعا لوك ام هي ..؟

وبخجل عرفت الجواب .

كان من المتوقع ان يصل ليو بعد الإفطار مباشرة , لكنه وصل متأخراً قرب وقت الغداء يقود سيارته الجاكوار الكلاسيكية , ولم يكن لوحده.

وللمفاجأة , رأت ناتاشا عمتها تجلس قربه في السيارة ووجها الضاحك مستدير ناحيته , وشعرها يطير مشعثا مع الريح, لم تستطع ناتاشا الكلام لشدة دهشتها وراقبت بصمت ليو وهو يساعد عمتها على مغادرة السيارة.

" احضرني ليو .. السيد روسنبرغ كي ارى حديقته " فسرت عمتها منقطعة الأنفاس .

ما ان اصبحت على مرمى السمع , كان وجهها متوردا بلون جميل غير مألوف , احدثه النسيم المتخلل من سقف السيارة المكشوف, وعيناها متألقتان, استدارت تنتظر ليو كي يقف السيارة وينضم اليهما , وهذا ماجعل ناتاشا تتساءل هل لقدوم عمتها سبب اكثر من حماس ليو لإحياء وتجديد المنزل وحدائقه ..

" كما ترين , فقد اخذت بتوصياتك" قال ليو موجها كلامه لناتاشا وهو ينضم إليهما . "وتابع قائلا " وقد وافقت هيلين بكل لطف ان تأتي وتقدم نصيحتها "

------------------

قاطعته هيلين لاسي"انا لست خبيرة , بل مجرد هاوية متحمسة"

" هاوية موهوبة جدا " اضافت ناتاشا.

" موهوبة جداً" وافق ليو واضاف " بعد ان شاهدت ماحققت في حدائق لاسي كورت , اكره ان ترين كم هي مهملة الحدائق هنا.."

وسمعت ناتاشا عمتها تقول عندما بدأ ثلاثتهم بالمسير " لازلت اؤكد لك انه من الافضل ان تستخدم بستانيا او مصمما , رغم انني اجد ذلك نوعا من التحدي اتوق ان اقوم به"

اجابها ليو " انتظري حتى تري حجم العمل الذي ستقومين به.. سيتوقع نزلاؤنا وجود تسهيلات كملاعب التنس "

" والكروكيت " قالت هيلين " خصوصا اذا كانو امريكيين , ربما تكفي الأرض لحقل بولو ايضا فإنه الآن ملفت للإنتباه "

" بولو " قال ليو مفكراً. التفكير وهي تصغي اليهما مستاءة قليلا لأنهما نسيا وجودها تماما , وتساءلت وهي تراقبهما يسيران تجاه المنزل اذا كان يعيان مثلها توافق خطاهما .. كلاهما متحمس للمنزل وإمكانياته, وادركت وهي تصغي اليهما , انه ليس من الممكن انهما التقيا للمرة الاولى فقط.

تأكدت شكوكها عند الغداء , عندما اشار ليو انه اتصل بعمتها فور عودته من امستردام وخرجا للعشاء معا , وتلاه غداء في البلدة , ثم دعا هيلين الى لندن لترى مكتبه هناك .

احست ناتاشا فجأة .. وهي تراقب عمتها وليو روسبنرغ معاً . بإحساس مدمر غير مألوف بالوحدة والتوق الى .. الى ماذا ؟ سألت نفسها بسخرية , الى لوك تمبلكومب؟

قضت عمتها بعد الظهر تتفحص الحديقة وإمكاناتها , بينما جلست ناتاشا وليو في المكتب يراجعان الملاحظات والخطط التي حضرتها ناتاشا بعناية..

" ذلك مثالي , وكما اريد تماما " قال ليو بإيجابية ما إن انتهيا.

------------------------------------

" والتكلفة " تساءلت ناتاشا بقلق فهي تعرف ان بعض الأقمشة التي اختارتها لغرف الاستقبال مرتفعة الثمن.

" ممتازة" اكد لها ليو واضاف قائلاً" ناتاشا إنني رجل اعمال , لكنني لست مادياً , واعرف ان النوعية التي نريدها ليست رخيصة , متى يمكنك بدء العمل هنا..؟ سينتهي العمل في الطوابق العلوية في نهاية الشهر, وكلما كان بإمكانك الإسراع في بدء العمل بعد ذلك .."

قيمت ناتاشا بسرعة عبء العمل الحالي .. بين يديها الآن العديد من المهمات الصغيرة ستضعها جانبا لكي تتمكن من بدء العمل في الوقت الذي يطلبه ليو , وستحتاج ان تقوم برحلة الى فلورنسا , فبعض الأقمشة التي ستستخدمها تلزمها زيارة شخصية للحرفين كي تخبرهم عما تريد ان ينتجوه لها..

شرحت كل ذلك الى ليو وانتظرت مترددة بينما هو يفكر ثم قال " اود ان يكون المكان جاهزا للأفتتاح في عيد الميلاد , كي نستغل هذه الفترة المريحة".

عيد الميلاد! اخذت ناتاشا نفسا عميقا , إن الانتهاء في هذا الموعد يعتمد على قدرة ورضا المتعاقدين في فلورنسا بتزويدها ماتريد في الوقت المحدد , قالت بحذر " اعتقد ان بإمكاني ان اتدبر الأمر.. فذلك يعتمد على الذين سيزودونني بالقماش , القماش المطلوب لغرف النوم سنأخذه في مصنع والدي , واضمن تسليمه في الوقت المناسب إضافة الى خصم جيد للأسعار العادية , صحيح ان موادنا الخام جيدة لكنها لا تقارن مع الأقمشة في فلورنسا , ولا استطيع التحكم في موعد تسليمها"

" افهم ذلك" اكد لها ليو " ولا انوي إضافة اي بند غرامة الى عقدنا"

شاهد دهشتها فابتسم بسخرية وتابع " إنني اثق في هذه الأمور ياناتشا .. واي مقاول يقول إنه لا يفعل الشيء نفسه فهو يكذب .. إنني استطيع الوثوق بك , ليس لأنني على وشك وقوعي في حب عمتك " فغرت ناتاشا فمها , وضحكت بطريقة محزنة هذه المرة ثم اضافت " قالت إنك ستصدمين .. اعتقد ان في عمرك , فكرة ان يقع الرجل في الحب في الخمسين من عمره .. "

--------------------------------

" لا, لا , انت مخطئ " قالت ناتاشا بسرعة , ثم اعترفت بأمانة " كنت افكر هذا المساء كم انتما ثنائي جيد, ولم اتوقع ان..."

" ان ماذا ؟ اعترف بذلك , قضيت السنوات بعد وفاة زوجتي اقول لنفسي إنني لا اريد الزواج مرة اخرى, واكتشفت انني كنت مخطئاً , الحياة قصيرة جداً لكي ندع الكبرياء يقف في طريق الحب والسعادة, وفي اللحظة التي قابلت فيها عمتك , عرفت بأنها ستكون مهمة بالنسبة لي .. إن ذلك اشبه بحصولي على ضوء ينير مكانا مظلما في حياتي .. ويضيء ظلمتها ويدفئ برودتها , واعتقد ان عمتك تشعر نفس الشعور ناحيتي "

" وهل هذا مادعاك لإعطائي العقد ؟ لأنك وقعت في حب عمتي ؟" سألته ناتاشا مترددة , عبس قائلا " لا, لو لم اعرف بأنك اهل لهذا العمل , فإن قرابتك بهيلين لن تجعل الأمر مختلفا"

صدقته ناتاشا وشعرت بارتياح , صحيح انها تريد العقد لأقصى درجة , لكنها تريد ان تناله بكفاءتها ومقدرتها وليس لأي سبب آخر.

وتابع ليو قائلاً" ألاحظ انك اقترحت اقمشة متنوعة للصالة الطويلة , وكما اخبرتك سابقا , فإن صديق لي سيأتي , ويقدم نصيحته بشأن الأمكنة لتعليق مجموعتي الفنية في الصالة, واريد منه ايضاً مناقشة اخيرة للأقمشة اللازمة للنوافذ والمقاعد"

اومأت ناتاشا برأسها , فالأقمشة التي انتقتها للصالة هي اقمشة تقليدية مزينة بالرسومات الخفيفة اللون لكي تندمج مع اللوحات الفنية التي اخبرها ليو ان اغلبها رسمت منذ العصر الفيكتوري وتمثل النهضة القومية , ويجب ان تحافظ على طابع وجو المنزل.

" اللوحات الآن في المخزن, وسأستلمها عندما ينتهي العمل في الصالة , من المفروض ان يتم ذلك في نفس الوقت الذي سينتهي العمل بغرف النوم , عندها سنقرر نوعية الأقمشة"

وافقته ناتاشا وهي تبتسم , ورأته يحدق الى النوافذ المطلة على الحديقة , لقد كان قلقا لفكرة ارتباطه ثانية لذلك استأذنت منه بكل دبلومسية في الذهاب الى غرفتها وإجراء بعض المكالمات الهاتفية.

----------------------------------------

شاهدت من نافذة غرفتها المطلة على حديقة المطبخ المهجورة, ليو وعمتها يمشيان فوق الممرات المكسوة بالأعشاب وايديهما متشابكة ووقفا فجأة لمناقشة امر ما مستغرقين لدرجة عميقة , مماجعل ناتاشا تخطو آليا للخلف بعيدا عن النافذة, وهي تحس بمراقبتها لهما, بغض النظر عن كونها بطريق الصدفة , تعتبر تطفلا على عزلتهما .

من المستحيل عليها وهي بمفردها الآن, ان توقف شيطان الألم الذي يعذبها وهي ترى التقارب , والدفء , والعواطف و المشاعر المتبادلة بين ليو وعتهما , وانعدام لأي مشاعر في الفترة التي قضتها مع لوك في حديقة منزل والديها .. كم هي جميلة علاقة ليو بعمتها في الدفء وضوء الشمس الذي يعبر الحديقة , بينما كانت علاقتها مع لوك مخفية ومختبئة في ضوء القمر .

لم تلتق بعمتها لوحدهما إلا قبل موعد مغادرتها بقليل, بعد ان تناول ثلاثتهم العشاء , صعد ليو للطابق الأعلى ليجمع بعض الأوراق التي يحتاجها , ثم يعيد هيلين الى لاسي كورت وهو في طريقه الى لندن.

اكدت ناتاشا لعمتها بأنها ستنتهي من عملها في الوقت المحدد , وبما انها لن تفعل شيئا الى ان ينتهي العمال فإنها ستعود غدا لمنزلها, ثم تأتي هنا قرب نهاية الشهر.

" من الأفضل ان يكون معك مفتاح " قالت مدبرة المنزل "لأنك ستعودين في عطلة المصارف ولن اكون موجودة هنا , حيث سأقضي اسبوعين مع ابنة عمي بورنماوث" وذهبت تبحث عن مفتاح بديل.

سمعت ناتاشا عمتها تقول"بما إننا لوحدنا الآن, هناك شيء يجب ان اخبرك عنه .. كان لدينا زائر امس , او بالأحرى زائر لك .."شعرت بالسعادة , ومعدتها تتملص وهي تنتظر عمتها ان تكمل .

" هل كان .. هل كان ...؟"

" لوك تمبلكومب.. نعم إنه هو .. لسوء الحظ لم اكن موجودة عندما وصل, وعرفت من والدتك فيما بعد, انها اخبرته اين انت , وإنه لم يكن مسروراً لغيابك .."

خفق قلبها بشدة , ثم تبعه شعور حاد بالمتعة يرافقه إحساس بالضعف , لم تعرف ماذا تفعل , إلا ان تحدق في عمتها , ولون وجهها يتغير من الانفعال .

---------------------------------

" إنني اوافق معك على انه شاب خطير, فهو يتمتع برجولة فائقة.. كان يريدك ياناتاشا , شيء مايقول لي انه سيأتي لرؤيتك وإنه لن ينفر من تلك القصة التي اخبرته بها بشأن كونك واحدة اخرى , فهي تضيف بعض التوابل الى اللعبة .."

" نعم" وافقت ناتاشا دون صوت , وقد تحول شعورها بالنشاط الى ألم خانق زشقاء" وتابعت " ذلك هو كل شيء بالنسبة له ..لعبة ؟"

سألتها عمتها بلطف " ماذا تعنين؟ هل هو شخصا مميزا بالنسبة لك؟"

هزت ناتاشا رأسها قائلة " ليس بعد..لكن سيصبح الأمر كذلك , اذا سمحت له .."

عضت على شفتيها وصممت بسخرية " اذا سمحت لنفسي ان .."

" ان تعتبريه حبيباً؟"

" لا, كنت سأقول : ان اصبح ملتزمة معه..اوه , لا أمل .. لا فائدة , لم افهم لغاية الآن لماذا افكر فيه هكذا .. إن فيه كل ما اكرهه بالرجل , فهو بارد , ساخر , لا يفكر في أي امرأة إلا لتلبية رغباته "

قالت عمتها بجفاف " إنك منجذبة اليه , وإذا كان في قولي اي عزاء لك, فإنني اقول , إنه مستاء لأنه لم يرك ولذلك سأل اين انت , إنه رجل ذكي ياناتاشا , ويعرف تماماً لماذا تهربين منه , ويعرف جيداً انك لو كنت على علاقة بشخص ما , فلاحاجة للهرب"

اجابت ناتاشا بيأس " يظنني إمرأة ذات تجربة وقائمة طويلة من الرجال .. كيف استطيع ان اخبره ؟ كيف استطيع ان افسر .."

" بأنك كذبت عليه كي تنقذي إيما , لاشك بأنه ..."

" انه ماذا .. انه سيفقد صوابه لو عرف بأنني لم اكن على علاقة مع احد الى الآن.."

-------------------------------

هزت رأسها وتابعت " هذه حقيقة وليست وهما , فهو لا يريدني لجهلي وقلة خبرتي , فذلك يحمله مسئوليات في غنى عنها .. بل يريد إمرأة تستطيع مجاراته في اللعب , إمرأة تعرف القواعد .. إمرأة يستطيع ان ينبذها بسهولة . ما ان يسأم منها"

" وانت ماذا تريدين ؟ هل تعرفين ماذا تريدين ..؟"

" ليس تماماً, اعترف بأنني انجذبت اليه رغم إنني كنت اعتبر نفسي فوق امور كهذه.."

" ليس هناك شيء مستحيل , اعلمك ياعزيزتي انه غادر البلدة وعاد الى لندن , لقد شاهدت لوسيل تمبلكومب واخبرتني بذلك.."

توقفت عندما شاهدت مدبرة المنزل وهي تشعر بالانتصار لأنها تحمل مجموعة مفاتيح بديلة. قالت مدبرة المنزل " عليّ ان أناقش الأمر مع ليو, لكنني متأكدة انه لن يمانع .."

" أمانع ماذا ؟ " سأل ليو وهو يدخل القاعة .

وفي صخب التوقيع والموافقة , استطاعت ناتاشا إبعاد لوك عن عقلها , لكن ليس لفترة طويلة ..

إنها ستغادر عزبة ستونلوفل صباح الغد , فما إن ذهب ليو وعمتها حتى صعدت مرهقة الى الطابق الأعلى لتتأكد من قائمة مموليها بالأقمشة , وتحدد تفاصيل الطلبيات, لكنها وعوضا عن العمل , وجدت نفسها تجلس محدقة في الفضاء , تحاول ان تخمد اشتعال قلبها العنيف, لفكرة ان لوك اتى يبحث عنها .. ووجدها .. وإنها .. ولدهشتها .. لم تقاومه..

وعرفت انها بصدد ليلة اخرى من عدم النوم.

-----------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-03-19, 03:15 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن

اتى الصباح التالي ولم يصل لوك كما توقعت عمة ناتاشا . حدثت ناتاشا نفسها بأنها سعيدة لأنه لم يحضر , لكنها اعترفت بقرارة نفسها غير صادقة تماما.

صعدت خلسة الى الطوابق العلوية كي تتفحص غرف النوم , ولاحظت نظرات العمال تتفحصها بإعجاب, اكتشفت انها لا تشعر بالسعادة لذلك , ولاتشعر بأنها انثى كما تشعر عندما يراقبها لوك.. ولم تعرف هل عليها ان تكون مرتاحة او يائسة لهذا الاكتشاف .

لم تغادر إلا في المساء , واعترفت انها عمدت تأجيل مغادرتها , فربما ظهر لوك .

حمقاء .. سخرت من نفسها وهي تقود سيارتها عائدة للمنزل, إن خالتها كانت مخطئة باعتقادها ان لوك ينوي لقاءها .. فلماذا سيفعل ذلك؟ رغم خبرتها القليلة إلا انها تعرف ان ليس من الرجال الذين يجرون ولو قليلاً من اجل امرأة ما . إذن لماذا سيتعب نفسه ويتعقبها..؟

عرفت عندما وصلت الى المنزل بأن عمتها ليست موجودة فقد سافرت مع ليو الى نيويورك .

" لا استطيع ان افهمها " اشتكت والدة ناتاشا" فمنذ ان التقت بهذا .. بهذا الرجل تغيرت تماما , في السابق لم تكن تريد الخروج لأي مكان , اما الآن فإننا بالكاد نراها , وعندما سألتها كم ستغيب , اجابت انها لا تعرف كم سيستغرق عمل ليو في نيويورك, ومن المرجح ان يسافرا من هناك الى سويسرا "

وتدخل والد ناتاشا قائلا" كفي عن الاحتجاج ياعزيزتي , إن هيلين واعية بمافيه الكفاية كي تدرك ما تفعل , انا شخصيا مسرور جدا لأنها بدأت تهتم بالحياة مرة ثانية "

" كانت مهتمة من قبل.. فلديها حدائقها " اتى تعليق والدة ناتاشا المتبرم .

---------------------------------------------

شعرت ناتاشا بالتعاطف مع والدتها , فلاشك بأنها ستفقد اقرب صحبة لها , فقالت كي تريحها " ليو لطيف جداً, وحيد , ويحب هيلين"

" حسنا, إنها ستحقق بعض السعادة , فقد عاشت وحدها لفترة طويلة " وتابعت تنظر لزوجها " إذا اختارت هي وليو العلاقة الدائمة , فإنني سأفتقدها "

" وانا ايضا" وافقتها ناتاشا كي تزيح كآبة المناقشة " اعرف واحدة لن يكون إحساسها كإحساسك , إنها والدة ريتشارد , فهي تغار من هيلين لأن حديقتنا تتفوق على حديقة منزلهم "

" اوه , نعم , إن هذا يذكرني بشيء ياناتاشا, لقد أتى ابن عم ريتشارد يسأل عنك, وانت في العزبة إنه شاب وسيم جداً"

" نعم اخبرتني هيلين" قالت ناتاشا بأسلوب حيادي محاولة إبقاء صوتها هادئاً اقصى مايمكن , لكنها احست من نظرة والدها بأن ذلك لم ينطلي عليه تماما, ولكي تتخلص من خطر موضوع لوك تمبلكومب , استدارت بسرعة نحو والدها وهي تقول " إذا كان لديك الوقت الكافي , فأود ان اراجع معك الخطط التي وافق عليها ليو بخصوص غرف النوم في العزبة , إننا سنستخدم قماش الشركة , واريد ايضا العديد من الأقمشة المصبوغة تتلاءم مع درجات الألوان, وسيحصل ليو على خصم كامل, لكنه يتفهم ان الطلبات الخاصة تكلف اكثر"

وتابعت شارحة لوالدها ان المنزل سيحتفظ بشكله الأصلي ما أمكن , وإن بعض غرف النوم ستبقى كما هي والبعض الآخر سيوضع فيها خزانة ثياب وستقسم بجدران لذلك فهي تحتاج الى اقمشة ذات الوان خاصة.

" وهل هذا الرجل, اعني ليو , هل ينوي الاقامة في المنزل ام ..؟"

" اوه , نعم لقد ابقى الجناح الصغير لاستعماله الشخصي , إنه جناح جميل فيه خمس غرف نوم وثلاث حمامات خاصة, إضافة الى صالة ضخمة تطل على حديقة المنزل المغلقة والتي ينوي ان يحتفظ بها لاستعماله الخاص , ولذلك اتصل بهيلين, فقد كان يشكو من انه لم يجد من يستشيره بشأن إعادة تنظيم الحدائق وزراعتها ثانية"

-----------------------------------

" احتاج للقيام برحلة اخرى الى فلورنسا في المستقبل القريب , لإحضار الأقمشة اللازمة للصالة بحيث تتناسب مع الخشبية والأسقف الجصية , ولا تقلل من قيمة اللوحات التي سيعلقها ليو على الجدران "

اضطرت ناتاشا ان تعمل بكد لمدة ثمانية ايام وفي العطلة الاسبوعية ايضا لكنها لن تعبأ لذلك , فعليها اتمام مهامها قبل عودتها الى العزبة .

وساعدها العمل الشاق على إيقاف تفكيرها بلوك.. ولم تعد تتوقع ان تسمع صوته في كل مرة يرن بها الهاتف , او ان تراه او تتكلم معه وقالت لنفسها من الأفضل انه لن يتصل بها , فالعمل مع الوقت سيبعده تماما عن تفكيرها وعن حياتها, وانه سيأتي يوما ما وتنظر الى هذه الحادثة وهروبها من وضع كان سيدمر كل اعتبار واحترام لنفسها بحماقة واستخفاف , لكنها مازالت تتجنب السير في الحديقة ليلا , ولاتزال تجد صعوبة في النوم , ولاتزال تشعر بجسمها يتوتر عندما يرن جرس الهاتف او يقرع احدهم جرس الباب.

عطلة المصرف تصادف اليوم بعد الظهر .. حزمت اغراضها للعودة الى العزبة , وهي تنوي المغادرة في وقت مبكر قليلا كي تتجنب ازدحام السير , واشارت التنبؤات الجوية ان الطقس سيكون جيدا.

ووصلت الى ستونلوفل في وقت كانت مدبرة المنزل على وشك المغادرة , وهي تبدو مرتبكة قليلا فهي لا تريد ان تتأخر , وما ان صعدت الى الداخل السيارة الأجرة التي تنتظرها حتى صاحت لناتاشا قائلة" اوه بالمناسبة , إنك لاتزالين في نفس الغرفة , آمل ان يكون كل شيء على خير مايرام , توجد كمية وافرة من الطعام في الثلاجة"

شكرتها ناتاشا ودخلت المنزل , كان المنزل يبدو هادئاً بعد صخب العمال , ولايزال هواء الصالة مليئا بالغبار .

إن ماستفعله قبل كل شي هو ان تنزل اغراضها من السيارة , لكن دفعها حافز لم تستطيع مقاومته ان تتجول في الغرف الفارغة وتتفحصها.

------------------------

لا زال العمل جاريا في بعض غرف الاستقبال , لكن وللمرة الاولى رأت ناتاشا التشابه الواضح بين رسومات المهندس المعماري المفضلة التي اطلعها عليها ليو, وبين الغرف نفسها.

كل شيء في المنزل يجدد بعناية فالمدافئ الفخمة مكشوفة الآن وقد اضيفت اليها تحسينات كبيرة , والأسقف الجصية ظهرت بعد إزاحة الأسقف المستعارة المنخفضة.

قضت وقتا اكثر مما كان تتوقع وهي في غرفة اخرى ترسم لها صورا بخيالها لما كانت عليه سابقا بالمقارنة مع الصور التي اخذها ليو للمنزل .

إن وجود المال يساعد على استخدام حرفيين خبراء , لكنه لا يكفي دون حماس ليو , وحبه للمنزل ..

وسرحت بعيدا وهي تتخيل الأقمشة التي اختارتها تغطي الغرف..

اكتشفت فجأة ان الساعة قد اصبحت الثامنة مساء وانها قد اضاعت ساعات عديدة وهي تتخيل عودة حياة هذه الغرف الغارغة , عليها الآن ان تعود الى سيارتها وتجمع اغراضها ..

تساءلت وهي تحملهم الى الطابق العلوي, إنها تشعر بثقة في نفسها لأنها حققت مايريده ليو , صحيح ان أعجبت بأعمال الحرفيين في تجديد المنزل , لكنها جزء من نفس الفريق ومهارتها مساوية لمهارتهم بنظر ليو.

احست بأنها جائعة جدا, وتذكرت انها لم تتناول شيئا منذ إفطارها المتأخر , إنها جائعة نعم , لكنها في نفس الوقت منهكة جدا في تحضير وجبة كاملة .. ولحسن الحظ فإن مدبرة المنزل ملأت الثلاجة بالأطعمة المتنوعة , فهناك دجاجة كبيرة مطهية , وانواع عديدة من السلطة والخضار والفواكه , وصنعت لنفسها شطيرة دجاج ضخمة وفنجان قهوة وجلست في طاولة المطبخ تأكل .. ماتحتاجه الآن هو ان تتمشى في الحدائق كي تنشط ..

غدا ستعمل بجد.. اما الليلة فهي بحاجة ان تنام جيداً وتحلم بالأقمشة وليس بلوك تمبلكومب , لقد أقلقها لعدة ليال ولعدة ايام ايضا.

غسلت يديها بسرعة , وفتحت الباب الخلفي خارجة, الهواء منعش الآن لذلك لاحاجة ان ترتدي شيئا فوق بلوزتها الرقيقة وبنطال الجينز , ارادت ان تتنفس ملء رئتيها.

--------------------------------

لم تحضر معها إلا القليل من الملابس المريحة لها في العمل بنطلون جينز قديم وبعض الكنزات الفضفاضة , وبذلات رياضية فهي معتادة على ارتدائها , لأن غرفة نومها في الطابق العلوي من منزلها باردة شتاء.

ستتمشى الآن في حديقة المطبخ وتتخيل كيف ستصبح بفضل مهارة عمتها .

بني المنزل في حكم تشارلز الثاني , وكان الزي الدراج للحدائق , ان تكون واسعة فسيحة سياجها من الشجيرات اما حديقة منزلهم فقد صممتها عمتها وجعلتها ظليلة في مكانين بواسطة سياج من النباتات الدائمة الخضرة , اما هنا في حديقة المطبخ هذه , فسيكون امام عمتها مجال اوسع لاستخدام مهاراتها.

كم هي محظوظة عمتها.. لقد احبت ليو , واحبت منزله ايضا , لا احد يستحق السعادة اكثر منها .. هل هي حسودة .. وتتمنى لنفسها السعادة؟ توقفت عن السير فجأة وادرات رأسها غريزيا تجاه الظلال رغم انها لوحدها ولايوجد من يقرأ افكارها وتعابيرها.

فمنذ ان قابلت لوك شعرت ان كل حياتها انقلبت رأسا على عقب.

احست بعدم الراحة يتملكها , فمشت خارج الحديقة تتبع الممر المكسو بالعشب النامي في عدة اماكن, والذي يقود عبر الحدائق الى سياج العزبة .

في منتصف الليل تقريبا , عادت متأخرة عما كانت تتوقع , رغم انها متعبة ومنهكة جسمانيا إلا انها متيقظة ذهنيا, صعدت الى الطوابق العلوية تغتسل وتهيئ نفسها للنوم , ما ان خرجت من الحمام حتى لمحت اضواء سيارة .

احتارت اكثر من انها تيقظت .. جففت ثيابها بسرعة وارتدت ملابسها الخارجية, لن يكون إلا ليو وقد عاد في تلك الساعة غير المتوقعة , لكنه لم يتمكن من فتح الابواب والدخول فقد اقفلت بالمزلاج.

ركضت بسرعة تنزل السلالم متجهة نحو قاعة المدخل الرئيسي.. لم تبال بما ترتدي .. فلقد شاهدت الطريقة التي ينظر بها الى عمتها , وسمعته يصف شعوره الحقيقي نحوها.

---------------------------------------

وصلت في نفس اللحظة التي وصل بها الى الباب من الخارج وسمعته يدخل مفتاحه فقالت " ليو لقد اقفلت الباب بالمزلاج , سأفتحه لك , إنك محظوظ إنني هنا فقد رجعت منذ قليل من مشي طويل وكنت لا ازال في الحمام عندما شاهدت اضواء سيارتك"

وقفت تبتسم مرحبة وهي تفتح المزلاج الأخير , وادرات قبضة الباب لتفتحه وسقط ضوء الصالة على الرجل الواقف خارجا.

ماتت ابتسامتها , وحل محلها توتر وعدم تصديق واصبح لونها قرمزيا .

" لوك.." همست مترنحة , وخطت للخلف بينما هو يتقدم داخلا, واتسعت عيناها من الخوف والصدمة , وقالت بصوت اجش عندما دخل القاعة واغلق خلفه .

" ليس عليك ان تأتي هنا, اخبرتك انني لا اريد رؤيتك ثانية.. انت مخطئ ااذا .."

" اخشى بأنك ان من ارتكب الخطأ ..إنني لم احضر هنا لرؤيتك ناتاشا " اتى جوابه الساخر.

اسكتتها صدمة التنصل اللامبالية وجمدت قدرتها على التفكير او الكلام واخيرا قالت متلعثمة " إذن لماذا انت هنا . انت... "

" طلب مني ليو القدوم كي اتفحص الصالة وانصحه بوضع اللوحات , وهذه هي الفرصة الأولى التي اتيحت لي للقيام بذلك"

حدقت ناتاشا بضعف والتهبت بشرتها بالكدر والارتباك لمعرفتها انه يقول الحقيقة .

اوه لماذا افترضت انه اتي هنا ملاحقا إياها .. لماذا لم تُبق فمها مغلقا وتدعه يبرر حضوره ؟

" لم يقل لي أي شيء " قالت وهي تدير ظهرها له متجاهلة تفحصه الدقيق لها من زواية عينه.

" لا, حسنا ربما لم يظن ان ذلك ذو اهمية , هل ينام احد في الطابق الثالث؟"

أومأت برأسها وظهرها لايزال له وقالت مرتبكة " لا احد غيري في المنزل "

----------------------------------

" نعم , لقد اشار ليو ان المنزل سيكون خاليا إلا من المصمم الذي يعمل معه, إنها لحماقة مني فلم اربط بين كلامه وبينك"

احست ناتاشا بوجهها يلتهب ثانية وقالت وهي ترتعش" الوقت متأخر , لقد كنت في طريقي الى الفراش"

" ارى هذا " همس عندما التفتت اليه واستراحت نظراته على صدرها بملابسها غير المشدودة .. وتذكرت ماحدث في الحديقة.. اخذت نفسا حادا.. لماذا ترتكب تلك الحماقات فآخر ماتريده هو ان يعرف لوك رد فعلها هذا.

" ظننتك ليو " قالت وهي تسحب كلامها ولاحظته يضغط عظم وجهه , ماتت مسحة السخرية من عينها وحلت محلها حدة قاسية جعلت انفاسها تتقطع ومعدتها تتقلص من الألم . واجابها بنعومة قائلا" حقا ! آسف لأنني خيبت ظنك"

" وكذلك أنا " اجابته بتهور كي تثأر لنفسها.

لوك هنا .. لا يمكنها تصديق ذلك .. ارتعشت قليلا.. لوك هنا.. لوك ينام معها في نفس المنزل ..كم ينوي ان يبقى هنا؟

إن اكثر ما اقلقها هو ان لوك سيشاركها في نفس المنزل فذلك يعني ليلة اخرى من عدم الراحة , وقد خططت بأنها ستنام جيدا لتستيقظ وتجد اشعة الشمس قد دخلت غرفتها.

كان المنزل يبدو هادئا وخاليا عندما استيقظت صباحا , إذ كان لوك قد غادر المنزل فلاشك بأنها ستشعر بالارتياح بدلا من خيبة الظن , هبطت الى الطابق الأسفل ووجدت ملاحظة على طاولة المطبقة النظيفة " إنني اعمل في الصالة , ربما اردت ان تريني نماذج الأقمشة التي اخترتيها للنوافذ "

من الطبيعي ان يريد التأكد من الأقمشة التي اختارتها بحيث لا تغير جو الصالة وتبعد العين عن مشاهدة اللوحات , امتعضت قليلا فربما اراد الاعتراض على مقترحاتها.

وتساءلت في اي وقت بدأ بالعمل .. لابد انه من قبل بدأ مبكراً , فهي نفسها لاتجد غرابة في العمل لساعات طويلة والبدء في وقت مبكر .. وتساءلت ايضا هل فكر بأنها معتادة على البقاء في الفراش حتى ساعة متأخرة من الصباح .

---------------------------------

لم تكن لديها رغبة للطعام, واكتفت بتناول بعض القهوة والقليل من الجريب فروت , ورغم معرفتها بأن العمل يمكن ان يأخذ الكثير من وقتها وتفوتها وجبة الغداء لكنها لم تبال بذلك , إنها هكذا دائما تكره ان يقطع اي شيء عملها ويأخذها بعيدا.

صبت فنجان قهوة وحملت الصينية واخذت طريقها الى الصالة , توقفت اولا في مكتب ليو وجمعت بعض النماذج التي تركتها منذ الليلة الماضية .

عندما فتحت باب الصالة رأت لوك واقفا مقطبا ويداه على وركيه , تحيط به صناديق نصف مفتوحة , التفت اليها وهي تدخل , تجاهلت ناتاشا الاحساس بالتوتر الذي يلف جسمها وقالت بأقصى مايمكنها في هدوء " فكرت بأنك تحب ان تتناول فنجانا من القهوة, احضرت نماذج معي , فما ان تصبح جاهزا لرؤيتهم .."

كانت بعض اللوحات قد خرجت من الصناديق فنظرت اليها ناتاشا بقلق وهي تضع الصينية على الارض.

قال لوك بجفاف وهو يراقبها " اذا كنت تتساءلين عن هذه اللوحات , فإن لوك قد قام باستثمار جيد"

صعقت ناتاشا من السخرية في صوته ومن تعليقه فقالت بدهشة" لماذا عليّ ان اهتم بقيمتهم المادية؟ ببساطة , لقد كنت قلقة عليهم فقط , ومن وجهة نظر محترفة .."

توقفت ناتاشا عندما رأت طريقة التواء فمه " محترفة .. هل تعتبرين نفسك هكذا " وبخها لوك بسخرية وتابع قائلا " لقد جعلك محبك الأخير تزينين منزله , ومن هذا تعتبرين نفسك محترفة"

صعقت ناتاشا بشدة لدرجة انها وقفت تغفر فمها , ثم انتبهت لنفسها كم تبدو بلهاء وقالت" لمعلوماتك, فإن ليو ليس حبيبي وحتى لو كان غير كذلك.. فإنني لا استغل ذلك في الحصول على عمل منه.. اما عن كوني محترفة .."

-------------------------------

رفعت ناتاشا رأسها وحدقت به بكبرياء وغضب " حسنا , ربما كنت لا املك أي مؤهلات , لكنني بالتأكيد لا اجر الى قبول اجر كبير .. إنني لست مصممة ولم اتظاهر بذلك ابداً.. لكنني اعرف الكثير عن الأقمشة خصوصا التي يريدها ليو لمنزله .. ولذلك اتصل بي , من ناحية ثانية اذا كنت تعتقد بأنه من الأفضل له الاستفادة واستخدام بعض التصميمات الحديثة, إذن لاشك انك فعلت له ذلك .. اما الآن فإن ما اريده هو آراؤك بالنسبة للأقمشة التي اخترتها للصالة , وليس آراؤك الشخصية المتحاملة على مؤهلاتي " قالت ذلك وقد اعتراها غضب شديد , ولم تدع له أي فرصة ان يتدخل , ما الذي يعرفه عن مهارتها او عدمها؟.

قال بجفاف " نشر مقال في المجلة عن منزل جيك بندراغون , إن الذي كتبه حذر جدا , لم يقل اكثر من ان المنزل قد تم وضع ديكور له من قبل صديق مقرب للسيد بندراغون , لكن ليس من الصعب ان نجمع اثنين واثنين معا.."

" ليكون الناتج خمسة " قالت ناتاشا وهي تضغط على اسنانها" لم اقم بعمل ديكور لمنزل جيك , كما انه ليس لي أي شأن مع ليو, في الحقيقة"

" إثبتي ذلك" قاطعها بهدوء شديد لدرجة ظنت انها لم تسمعه ثم كررثانية " إثبتي ذلك بتناول العشاء معي هذه الليلة ".

ما الذي يثبته طلبه هذا ؟.. إنها لا تشعر بالحاجة لإثبات اي شيء على الإطلاق .. نظرت على وجهه ورأت تعابير السخرية.. سترفض الدعوة .. إنها تريده ان يعرف بأن مهاراتها في حقل عملها جديرة باإطراء ومميزة , وتريد ان تتلاشى السخرية من عينيه ويحل محلها .. ماذا ؟ الاحترام !

لقد تحداها بقوله إثبتي ذلك .. سمعت نفسها تقول بتهور " حسنا , سأقبل إذا توقفت عن معاملتي بأنني سأكسو هذا المكان بالأقمشة غير الملائمة وعوضا عن ذلك انظر الى هذه النماذج بعين غير متميزة .. الاحظ انك تحب .. إنك تحب .. إنك تريد ان .."

-----------------------

كانت على وشك ان تقول " انت تظن أسوأ مايمكن بي" لكنه سبقها قائلا " إنني اريدك .. نعم . لا تتظاهري انك لا تفهمين ما اعني .. بأنك لم تنجذبي إلي ّ كما انجذبت انا اليك .. انت لا تجرؤين على الاقتراب مني.. افضل حل لهذه المسألة هي ان نعرف الحقيقة .. إنك تريدنني مثلما اريدك , لكن .."

حدقت به ناتاشا بانشداد وذهول , شحب لونها واعترتها موجة شعور بالخزي , وقالت باهتياج شديد " انا لا اريدك , والسبب انني لا أود الاقتراب منك, هو إنني احب البقاء بعيدا عن أي شخص"

فأجابها لوك" تكذبين .. دعيني اقول لك , إذا كنت تتظاهرين انك خجولة وتعتقدين انني سألاحقك , فإمكانك التفكير ثانية ..إنني لا ألعب هذا النوع من الألعاب".

" لا, لا اعتقد انك كذلك " وافقته ناتاشا وشعرت بالبرد فجأة وتابعت " انت تحب ان تلعب العابا خاصة بك, ووفقا لأنظمتك وقوانينك , أليس كذلك لوك؟ لكن توجد إمرأة لن تنظم الى اللعبة ".

أي خيال احمق دعاها بأن تصدق بأنه في مكان ماتحت هذه القسوة وهذه السخرية وتحت الصدفة الخارجية يوجد إنسان حقيقي بعواطف حقيقية , قالت وهي ترتعد " لا استطيع ان أغير طريقة تفكيرك فيّ يا لوك , ولا اريد ذلك, لكنني سأقول لك هذا لا يهم ماتعتقده عني فأنت لا تعرفني .. نعم إنني انجذب اليك لكنني لا اريد ذلك دون عواطف ومودة متبادلة "

" هل تحاولين القول , بأنني إذا كذبت عليك وقلت إنني احبك, وإذا اخترت كلمات منمقة دون معنى فهل توافقين على ان.."

" لا" قالت بشدة وصدق " اعرف انك لا تحبني , واعترف لك رغم ذلك لم اتوقف عن التفكير بك, ربما كنت ساذجة وحمقاء واخدع نفسي , لكنني أؤمن بأنه ولو لم يكن هناك حب بين الناس كالذي يصفه الشعراء والكتاب إلا ان هناك حنانا و اهتماما واحتراما متبادلا وعطاء حقيقيا بين الطرفين إضافة الى القدرة على رؤية نقاط ضعفهما وشعورهما بالتفاهم , وانت لا تملك ذلك يالوك , لقد كرهت والدتك وانت طفل غير قادر على فهم ما الذي حرضها على ذلك , انت تعاقبها ومستمر في معاقبتها "

-------------------------------------

مشت ورمت نماذج الأقمشة اليه غير آبهة إذا كان اذا كان سيلتقطها ام لا .

" هذه الاقمشة من أنسب مايكون لهذا المكان , لقد اخترتها بتأن , فإن امامي عملا يجب ان اقوم به"

مشت للباب وهي تصلي ألا تنهار , فقد كانت ترتجف , الصدمة هي التي جعلتها تعنفه بهذه القسوة , ورغم ذلك فإن قلبها الرقيق تألم عندما رأت بشكل خاطف نظرة الألم في عينيه لاتهامها بأنه لا يزال يكره والدته لأنها تركته .. وبسبب ذلك فهو يعامل جميع النساء بازدراء, إنه شخص ذكي .. يعرف انه يعاني من إنقسام , وليس بحاجة ان تشير له الى ذلك.

---------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.