آخر 10 مشاركات
الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-19, 11:52 PM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




رواية ( شهد الحياة ).

البات العاشر.


في احد معارض الاثاث .

وقفت سلمى تنظر لاثاث الغرفة بحزن، لا احد يشعر بها وبما تعاني، سوف تضحي بنفسها من اجل انقاذ امها من السجن، وتضع نفسها تحت رحمة " مديحة " وزكريا، ذلك الشاب الغير ملتزم، الخائن من وجهة نظرها، حولت بصرها نحوه، وجدته يجادل مع صاحب المعرض على السعر، بعد دقائق قليلة وجدته يأتي اليها وهو يشعر بالانتصار لشراء الغرفة بالثمن الذي ارداه، وقف امامها ثم ابتسم قائلا:

_ جبتها بالسعر اللي انا عاوزه، شوفتي فاكرني اهبل وهوافق، بس على مين دا انا زكريا .

هتفت بضيق : طيب ممكن نمشي انا تعبت .

قطب هو ما بين حاجبيه ثم هتف بقلق : ليه، يعني لامؤاخذة بسبب السكر.

نظرت له بحزن مردفة : لا متخافش مش هو، تعبت بس من اللف على المعارض.

اردف هو بتهكم : اه تلفي على المعارض وتنقي اوضة اسود في اسود
ثم تابع بهمس لنفسه : وامي تشلوحني لما تشوف الاوضة .
*******************************
في المقابر .

وقف رامي بحزن امام القبر، قرأ بعض الايات القرأنية، ثم قال بحزن : ربنا يرحمك يا اميرة، كنتي اميرة فعلا .
ثم تابع بأسف : انا عارف اني هاخلف وعدي معاكي، بس غصب عني، امي مقدرش على فراقها، متزعليش مني، انتي متعرفيش انا عانيت قد ايه وانا بفتكر كلامك ليا وانا مضطر انفذ عكسه .

هبطت دمعة ساخنة على وجنيته، ازالها بسرعة، ثم شرد في الماضي ....

( فلاش بااااك )...
في احدى المستشفيات .

يجلس بجانب والدته يشعر بالقلق فحالة زوجته تسوء يوما بعد يوم، لكن صوت تلاوة والدته للقرأن الكريم بعث في نفسه الطمئانينه، انتبه هو لخروج الممرضة من الغرفة القابعة بها زوجته ، هتف بقلق : ايه حالتها دلوقتي .

هتفت الممرضة بأسف : والله حالتها بتسوء، بس هي طالبكو، حاولو مش تجهدوها بالكلام بس .

أومئ لها رامي ثم دلف للغرفة ووراءه صفاء، نظر لها بحزن، شاحبة، فقدت نصف وزنها، اقترب ببطئ، ثم طبع قبلة رقيقة على جبينها، شعرت أميرة بقبلته الحنونة، فتحت عينيها بتثاقل ، ثم هتفت بتعب : رامي ..

هتف بهمس : نعم يا اميرتي .

ابتسمت بضعف ثم هتفت بتساؤل : ماما فين .

اقتربت صفاء قائلة بنبرة يشوبها الحزن : انا اهو يا بنتي .

حاولت اميرة تنظيم انفاسها ثم هتفت بصوت متقطع : رامي انا عاوزة اطلب منك طلب .

ربت رامي علي شعرها بحنان : قولي اللي نفسك فيه وانا هانفذه .

سالت دموعها بكثرة : رامي انا حاسة اني هاموت، لو موت اوعى تتجوز وتجيب مرات اب لابني، اوعى يا رامي، وانتي يا ماما ربيه زي ما ربيتي رامي كدا، بس بلاش تجبله مرات اب ....

قاطعها رامي بحدة : هشش متقوليش كدا، انتي بس بتدلعي عليا علشان تشوفي معزتك عندي، انتي ان شاء الله هاتقومي بالسلامة وهاتبقي زي الفل، وانتي إلي هاتربي ابننا ونجبله اخوات كمان .

هتفت صفاء مؤكدة على حديث ابنها : ايوا ان شاء الله تقومي بالسلامة يا أميرة، قوليلي بقا هاتسميه الواد دا ايه .

ابتسمت اميرة ابتسامة بسيطة : حمزة، حمزة رامي المالكي .

(باااااااك)

عاد من شروده على صوت حارس المقابر :

_ استاذ رامي حضرتك الليل بدأ يهل، ومينفعش تفضل كتير هنا.

ابتسم هو على سذاجة الرجل ثم قال : طيب ياعم امين، اهتم بس بالذرع اللي حوالين القبر .

اومئ له حارس المقابر قائلا : من عنيا يا استاذ رامي، بس امانة توصل سلامي للست والدتك .

نظر رامي للقبر مرة اخرى ثم قال بشرود : حاضر .
*******************************
في منزل كريمة .

جلست كريمه في منزلها تنظر لتلك الاوراق تقرأها بتمعن شديد، وما ان انهت قرأتها حتى وضعتها امامها، ثم ابتسمت بشر :

_ والله ووقعتي تحت ايدي يا ليلى، وعاملة فيه متربية، ماشي والله لافضحك واربيكي واربي ابن اخويا قبلك بس كله بآوانه، الصبر يا كريم يالا علشان تتعلم تعصاني ازاي وتيجي بيتي وتبهدلني حلو .

( فلاش باااك )..

تجلس في غرفتها تقرأ احد الكتب، بينما طرقت الخادمة الباب بهدوء، نظرت كريمة للساعة وجدتها الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من يجرأ على طرق باب غرفتها في ذلك الوقت، اذنت بصوت صارم للطارق بالدخول، دخلت الخادمة على استيحاء ناظرة للاسفل قائلة بأدب شديد :

_ كريمة هانم، استاذ كريم ابن اخو حضرتك برا، وعاوزك ضروري.

اندفعت هى صوب الخارج بسرعة، قائلة بقلق : كريم، ابوك حصله حاجة .

رفع بصره اليها ثم احتدت نظراته : لا ابويا تمام، بس انا مش تمام .

قطبت ما بين حاجبيها قائلة بعدم فهم : مش فاهمة، يعني ايه إلي انت قولته .

وقف كريم وهتف بصوت عالي نسبيا : انتي مش هاتبطلي بقا طريقتك دي، انا جتلك لغاية عندك انا ومراتي وقولتلك حقك عليا، المفروض انك تهدي، لا بقا ازاي، تقومي تيجي البيت انهاردا وتضايقي في ليلى، ليه؟، كانت عملتلك ايه .

ابتسمت بتهكم : هى لحقت اشتكتلك، اما تربية حواري بصحيح .

اتسعت عيناه من كلامها الفظ : انتي بجد مش طبيعية .

هتفت هي بصرامة شديدة : ولد احترم نفسك، انا عمتك .

هتف كريم بعصبية : طيب يا عمتي لو سمحتي ملكيش دعوة بيا تاني واخر مرة تكلميها كدا، على فكرة هي كرامتها من كرامتي، خلص الكلام .

( بااااااك ).

عادت هي من شرودها قائلة بغيظ : والله لاعلمك الادب واخليك تطلقها علشان تبقى تقف قصادي حلو يا كريم ياابن ناني .
*******************************
في منزل كريم .

وقفت ليلى تنظر للمرآة باستيحاء، فأول مرة تظهر هكذا امام كريم، صحيح منامتها لم تظهر جسدها ولكن لونها الاحمر يتناسب جدا مع لون بشرتها، منذ وفاة والدها وهي ترتدي ثياب غامقة اللون كئيبة، ولكن بعدما وعدته بانها تعطيه فرصة قررت خلع الاسود، والعودة للحياة تدريجيا، ابتسمت ابتسامة صافية ثم مشطت شعرها للخلف تاركة بعض خصلاتها لتتمرد، خرجت من الغرفة تبحث بعينيها عن زوجها، وجدته يطلق صفيرا خلفها، استدرات بسرعة ثم هتفت بصوت مضطرب :

_ كريم، ايه خضتيني .

اقترب كريم ممسكا بخصلة من شعرها قائلا بحنان : سلامتك من الخضة يا روح كريم ..

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر ثم وضعت يديها تلقائيا عليهما تتحس سخونتهما : احم، انت كدا بتوترني .

ابعد يديها برفق قائلا بمكر يصحبه غمزة بسيطة من عنيه : لا اوعي، خليهم كدا يظهرو، دول احلى حاجة في الدنيا والله .

تسربت ابتسامة صغيرة على ثغرها : احم انا هاروح اعشي عمو .

داعب وجينتها بلطف ثم جذب يديها : عمو اتعشى، تعالي نتفرج على فيلم .
********************************
في منزل رامي .

تحدثت شهد بعصبية مشيرة الهاتف في وجه صفاء : شفتي مبتردش عليا .

هتفت صفاء بهدوء: ياينتي اهدي انتي على طول مهيبرة كدا، تلاقيها مشغولة .

كانت على وشك الرد ولكن قاطعها دخول رامي الى المنزل، نظر لها ورأي ملامح الغضب على قسمات وجهها، ابتسم بسخرية قائلا : مالها الحلوة، مضايقة ليه .

انتفضت هي من جلستها قائلة بعصبية : خالتي قوليله مالوش دعوة بيا، ولا يكلمني ابدا، اصل والله افركش الموضوع، مش كفاية هو السبب .

ما ان انهت حديثها اتجهت صوب غرفتها بضيق، وتلك الدموع اللعينة تمنعها من التساقط .

نظر رامي لصفاء بذهول ثم هتف بتساؤل : انا قولت ايه لكل دا، هى ما صدقت ولا ايه .

زمت شفتيها بضيق : معلش يابني، امها مبتردش عليها، هى بتكلمها علشان تقولها عن كتب الكتاب بكرة .

شعر بسعادة بسيطة بداخله لموافقتها على امر زواجها منه، ثم تجاهل هذا الشعور سريعا قائلا : وهى تكلمها ليه وتحرق دمها، هي مش رمتها من الاول يبقى خلاص تنسى ان ليها ام عايشة .

اتسعت عيناها بصدمة قائلة بعتاب : انت ينفع انك تنسى امك مهما عملت، ينفع تنساني يارامي، يابني دي غريزة في الانسان، حتى لو امها قست في لحظة رغم انها كانت مجبورة، هاتنسى امها بالسهولة دي، وبعدين شهد معدنها طيب واصلها نضيف، بس هي زعلانة على نفسها، مينفعش يا رامي نيجي ونقولها انسي امك، عيب يابني احنا كبار مش صغيرين، وبعدين دا جواز هو لعب عيال امها لازم تعرف .

هتف رامي بضيق : لا انا مقتنع باللي بقولو هي موقفتش جنبها ورميتها والله اعلم حياتها كانت هاتبقى ازاي لو مكناش موجودين، بس براحتكو تقولو متقولوش في الاول وفي الاخر دي امها .

اطلقت صفاء تنهيدة قوية بعدها اردفت : هو انت روحت زورت اميرة .

اكتفي بتحريك رأسه بمعنى ( نعم) والتزم الصمت، ادركت صفاء انه لايريد التحدث في الامر، التزمت الصمت هى الاخرى، بينما في الغرفة المجاورة هناك النقيض تمام، تقف امام المرآة تتحدث مع نفسها بضيق :
يعني وافقت ان اطرد من بيت ابويا وقولنا ماشي معلش مغصوبة على أمرها، مش تعبرني بعد ما امشي قولت بردوا ماشي، انما اتصل عليها فوق الستين مرا متردش، لا هي كدا بتقولي انها مش عاوزاني في حيا...

قاطع حديثها رنين هاتفها، نظرت فيه وجدت اسم والدتها، احتل الغضب ملامح وجهها ثم ضغطت على الزر المجيب قائلة :

_ لسه فاكرة ان ليكي بنت، افرض كنت في مصيبة وبستنجد بيكي، هو انتي لدرجادي بيعاني، ليه بتعملي معايا كدا .

هتفت سميحة بعتاب : انا يا شهد هانسى انك بنتي وكمان هابيعك، انتي ليه مش قادرة تسامحيني يابنتي والله غصب عني، انا المخروب دا مش عارفة مكنش بيرن ويعمل صوت عالي ليه، جبته علشان اشوف سلمى اتاخرت ليه، لقيتك رانة كتير اوي .

شعرت شهد ولاول مرة بالغيرة اتجاه سلمى حاولت كبح هذا الشعور قائلة بغضب : طيب نهايته انا متصلة عليكي علشان اعرفك ان رامي اتقدملي وانا وافقت وهايكتب كتابه بكرا عليا ماشي، عاوزة تيجي تعالي مش عاوزة براحتك .

قطب سميحة حاجبيها باستغراب : هو رامي مش متجوز، انا فاكرة كويس انه جه مرة عندي وكان متجوز جديد .

قالت شهد بتهكم : وانتي ايه يعرفك اللي حصله مانتي مقاطعة اختك بقالك سنين، على العموم هو مراته ماتت وهي بتولد ابنه حمزة، وطلب ايدي وانا وافقت، كتب الكتاب الساعه ٧ في ...، عاوزة تيجي براحتك مش عاوزة بردو براحتك مبقتش فارقة كتير .
******************************
في منزل زكريا .

وقفت مديحة على اعتاب غرفة زكريا قائلة بغضب : يعني ايه لون الاوضة اسود، انت اتهبلت يا واد، ازاي اصلا تسمح وتوافق على كدا .

هتف زكريا بالامبالاة : عادي ياما انتي مكبرة الموضوع ليه، عروسة وبتختار لون الاوضة .

نظرت له بغضب وقالت بصوتها الجهور : مش اسود يا روح امك، دي كانها بتقولك حياتك معايا سودة، بس على مين والله لاعلمها الادب بنت سميحة، اديني يا واد اسم المعرض ومكانه .

هتف زكريا بخشونة : ليه ياما .

اردفت بازدارء : علشان اتصور جنبه يا حبيب امك .
ثم تابعت بغضب : هايكون ليه، علشان اغير الاوضة دي واجيب اوضة على مزاجي، انت عاوز الناس تيجي تبارك تلاقي اوضة سودا، يالهوي دي حتى فضحتي تبقى بجلاجل في الحارة .

حرك رأسه برفض قائلا : لأ ياما انا كدا ابقى عيل في نظرها .

اندفعت صوبه تحركه بعنف قائلة بعصبية : واد يا زكريا هو من دلوقتي خلاص بقيت بتسمع كلامها، بتريل عليها يلاااا.

ابتعد زكريا بغضب عن مديحة : امااا ابعدي عن دماغي السعادي، عاوزة المعرض هاقولك عليه مش فارق اصلا معايا ..

هدئت قليلا ثم هتفت : طيب هات الكارت بتاعه ويانا ياهي .
*********************************
في منزل حسني .

ربتت سميحة علي يد سلمى قائلة بحنو : معلش يا ضنايا اتعاملي معاه حلو علشان تشتري دماغك من ابوكي .

ازالت سلمى دموعها ثم اردفت بصوت مبحوح : تعبت ياماما وانا واقفة وبكلمه عادي، مش قادرة اتخيله جوزي، انا هاشوف جهنم على ايده هو وامه، ربنا يسامحك يا بابا انت السبب في كل دا .

حزنت سميحة على ابنتها : معلش يابنتي ، مش في ايدي اقولك غير معلش ...
التزمت الصمت ثواني ثم تابعت قائلة بإصرار : انا هاخليه يروح يقدم وصلات الامانة للشرطة وعندي اتسجن ولانك تكوني خايفة كدا .

ابتسمت سلمى بسخرية : قال يعني بابا هايقف ومش يجوزني زكريا، خلاص يا ماما دا قدر ومكتوب .
ثم تابعت متجاهلة ذلك الموضوع حتى لاتحزن والدتها اكثر قائلة :

_ امال ااول ما دخلت كنتي فرحانة ليه ؟.

هتفت بفرحة عارمة : شهد هاتتجوز رامي ابن خالتك اتصلت وقالتلي، انا فرحانة اوي يا سلمى اخيرا ربنا رزقها وهاتبقى في عصمت راجل .

اتسعت ابتسامة سلمى قائلة : الحمد لله، يارب بس يطلع كويس ويعاملها بما يرضي الله .

هتفت سميحة مؤكدة : اكيد دا رامي تربية صفاء اختي، انا فرحانة اوي ليها هي تعبت في حياتها اخيرا هترتاح من الظلم .

عانقتها سلمى بفرحة : الحمد لله يا ماما ربنا كرمها، هاتروحيلها صح .

ابتعدت سميحة وعلى وجهها ابتسامة : طبعا هانروح بكرا انا وانتي، لازم نكون جنبها .

_ لا يا ولية مفيش روحة في حتة، ولا انتي ولا بنتك.

نظرت كلا من سميحة وسلمى بصدمة لحسني الواقف على اعتاب الغرفة ونظراته كلها تنم على الشر والغل، هتفت سميحة بتلعثم : يعني ايه مش اروح يا حسني .

احتدت نظراته اكثر وهتف بصوت غليظ : اللي سمعتيه يا ولية مفيش روحة في مكان، البت دي مشيت ملناش علاقة بيها .

نظرت له سميحة بنظرات غير مصدقة ، يريد منعها عن حضور زواج ابنتها هتفت بانفعال : لأ يا حسني هاروح وهاحضر دي بنتي، انت عاوزاها تكرهني العمر كله ولا ايه .

تدخلت سلمى بهدوء لتهدئة الوضع : يابابا لو سمحت اهدى، انت مشتها من هنا، وهي هاتتجوز لازم نقف جنبها .

هتف حسني بصرامة شديدة : إلي اقوله يتنفذ مفيش مرواح في مكان والبت دي تنسيها يا ولية فاهمة والا لأ .

ثم اقترب منهم بخطوة سريعة وجذب الهاتف من يد سميحة وضعه في جيبه، حول نظراته لسلمى قائلا بغلظة : هاتي يابت تليفونك يالا .

تراجعت بعض الخطوات وهتفت بتلعثم : ليه يابابا، عاوز تليفوني ليه.

اختصر تلك الخطوات بخطوة واحدة ثم جذبها من شعرها قائلا بغضب : هاتي يابت بدل ما اخلعلك شعرك في ايدي .

هتفت سميحة بانكسار وبصوت باكي: اديله يا سلمى .

وضعت سلمى يديها في جيب سروالها واخرجت هاتفها مشيرة اياه في وجه حسني ثم هتفت بألم : حاضر يابابا اهو، اتفضل بس سيب شعري .

تركها حسني بعنف ثم نظر لسميحة قائلا بغل وضيق : بصي يا حلوة ان كنتي فاكرة انك بتقوليلها اديله التليفون فانا اهبل وهاسكت لا ياما، دا انا حسني يعني انا فاهم دماغك دي فيها ايه، انا قاعدلكو بكرة في البيت وابقي وريني هاتخرجي ازاي انتي والمجبورة بنتك .
***********************************
في منزل كريم .

لم تتابع الفيلم، ولم يتابع هو ايضا، احيانا تنظر بطرف عينيها له تجده ينظر لها متأملا وعلى ثغره ابتسامة بسيطة، يصيبها التوتر إثر نظراته تلك، تنتظر نهاية الفيلم بفارغ الصبر تريد الهروب ولكن تلك النهايه لم تأتي حتى الان.....

_ ليلى .

كان نبرة صوته حنونة لطيفة تزيل التوتر بداخلها، حولت نظرها نحوه مردفة بهدوء : نعم .

اتسعت ابتسامته اكثر مردفا بحنان اكثر : ماتبصيلي وبلاش الفيلم إلي انتي مش مركزة معاه دا .

ضحكت هي برقة ثم امتثلت الجدية : بقولك يا دكتور انت عندك اصرار رهيب تسرع في علاقتنا وانا قولتلك نهدي شوية .

اقترب اكثر مردفا بعبوس : قلبك قاسي اوي يا ليلى .

ابعتدت هي قليلا مردفة بنفس ذات العبوس وكأنها تريد تقليده : انت إلي عاطفي اوي يا دكتور كريم .

اتسعت عيناه بصدمة مردفا : انتي بتتريقي عليا يا ليلى ، يا فضحتي .

نظرت له بذهول عقب جملته : فضحتك!!!.
ثم تابعت بضحكات متقطعة : انت فظيع اوي، مبحسكش دكتور كريم إلي كان بيشخط فينا يكهربنا كلنا .

ابتسم هو بسعادة لضحكاتها تلك قائلا : طب انتي عارفة ان انا كنت بشخط فيكو، وكنت نفسي اقولك ماعدا انتي يا ليلى .

هتفت هي بتسرع : كنت بحس بكدا .
ثم استوعبت مانطقته، وضعت يديها على فهمها بإحراج : احم انا هاقوم انام تصبح على خير .

قامت سريعا من جلستها تهرب من نظراته نحو غرفتها، بينما هو جلس باريحية اكثر مردفا بفرح : كانت بتحس، يعني انا كنت صح، ليلى بتحس بيا، الله اكبر يعني المجهود اللي كنت ببذله مرحش هدر .

***********************************
مر الليل سريعا على ابطالنا، منهم من نام وهو يشعر بالراحة والسعادة، ومنهم لم يذق طعم النوم خوفا مما يخبئه له المستقبل، ومنهم لم ينام لشعوره بالحزن والقهر ، اتى الصباح بنسماته الطيب ، بدأت الشوارع بالحركة، خرج رامي من غرفته وجدها تقف تنظر لحركة الناس
من النافذة وتتنهد ببطئ وكأن يوجد عبأ ثقيل على صدرها، اقترب منها هاتفا بهدوء :

_ صباح الخير يا شهد .

استدرات شهد نصف استدارة قائلة بصوت مبحوح : صباح النور .

قطب رامي حاجبيه بتساؤل : مالك واخدة برد ولا ايه .

حركت رأسها بنفي قائلة بالامبالاة : عادي تلاقيني علشان منمتش .

استند بظهره على زجاج النافذة واصبح وجه مقابل وجهها، رأى عيونها المنتفخة ولونهم الاحمر، هتف بضيق واضح : مالك يا شهد، معيطة ليه .

وكأن تلك الجملة هي الاشارة لتنفجر بالبكاء : ماما لقيتها باعتلي رسالة الصبح بتقولي انها مش هاتقدر تيجي علشان جوزها مش موافق، شفت حتى يوم جوازي باعتني علشان مش موافق، طول عمري بقول انتي مش يتيمة ياشهد، انتي امك لسى عايشة، انتي ليكي اهل، بس اول مرة احس اني يتيمة الاب والام ويتيمة الاهل، عايشة بطولي ولوحدي، قلبي واجعني اوي يا رامي .

اقترب اكثر ثم عانقها بقوة، المته تلك الكلمات احيانا كان يشعر بالسخط على نفسه لانه يحبها، ولكن تلك الصغيرة تعاني وتتألم ولم تخبر أحدا بما يدور بداخلها ...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت العاشر ..
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد .





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:54 PM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة ).

البارت الحادي عشر.


وقفت تنتظر قدومها تبحث بعينيها بين المارة، مرت ساعة، ثم اثنتين، ولكنها لم تأتي، شعرت بيد رامي على كتفها، التفت بعيون دامعة وهتفت بصوت حزين :

_ شفت مجتش بردو، قلبي واجعني يا رامي، رغم كل الرسايل إلي بعتهالها هى وسلمى

ازال دموعها بطرف إبهامه : خلاص يا شهد كفاية، انتي استنيتها كتير اوي خلينا ندخل، الشهود والمأذون زهقوا .

أومأت له دون التحدث، سارت معه وبداخلها حزن يكفي العالم بأكمله، تمت مراسم الزواج، واصبحت هي زوجته شرعا وقانونا، تمناها هو في ليلة وكانت أقصى امانيه ان يراها مرة اخرى يشبع نظراته ونفسه بها وبملامحها التي تشعل بداخله شعور لم يعهده من قبل مع أميرة او غيرها، وها هي الان زوجته ولكن لوقت محدد، هل سيخلف وعده مع اميرة، هل سيسيطر على مشاعره اتجاهها، من الان وهو يريد ان يعانقها يقبل شفتاها يردها ملكه، متى ستصبح شهد الحياة حياته، ولكن يجب عليه ان يكبح ذلك الشعور ويسيطر على مشاعره التي تزيد الضعف اتجاهها يوما بعد يوم .

هي من هي؟!، هي التي تركتها امها وحيدة وسط هذة الغابة، هي التي ضحت بنفسها وآمالها من اجل اسعاد امها واختها ومع اول عقبة باعوها، تتعامل مع الناس بصخب بقوة ومن داخلها ضعيفة هشة تريد البكاء في كل لحظة، غريبة هذه الدنيا لم ترى منها سوى الالام القهر و الظلم، يتردد على ذهنها دائما جملة ( الدنيا زي مابتدي زي ما بتاخد )!، ولكن معها هي ( الدنيا بتاخد بس )، رفعت بصرها للسماء تناجي ربها وحده يعلم ما بها وما مخاوفها وبما تشعر بيه، اعطها القوة والصبر يا الله .

***********************************
بمنزل حسني .

فتحت سميحة الغرفة باندفاع قائلة بغضب : خلاص يا حسني البت زمانها اتجوزت اديني التليفون اكلمها واقولها اي حجة .

رمي هو لفافة التبغ من يديه ودهس بقدمه عليها قائلا بسخرية : مالوش لزمة ياختي انا قومت بالواجب.

قطبت بين حاجبيها وهتفت بعدم فهم : قصدك ايه انك قومت بالواجب .

ابتسم بمكر مردفا : هاقولك عملت ايه، نزلت للواد عادل بتاع سايبر خليته يكتب رسالة للحلوة بنتك ويقولها معلش يابنتي اصل انا مش هاقدر اجاي اصل حسني محرج عليا ومش موافق، وبس اكيد شافتها وفهمت .

ضربت بكفيها على صدرها مردفة بصراخ : ليه ياحسني، عملت كدا ليه، ليه يا راجل عاوزها تكرهني مش كفاية طردتها مش كفاية مشافتش يوم حلو منك، دا علامات الحرق لسه في جسمها لغاية دلوقتي، لييه؟؟، حرام عليك ياخي ارحمها بقى، البت بعيدة وبعدت عنك وعن شرك وغلك وبردو مش عاوز تسيبها في حالها .

اندفع هو صوبها ثم غرس اظافره في جلدها قائلا بغل : عارفة ليه، علشان هي بنته من صلبه، بنت مصطفى اللي حبسني زمان، مصطفى إلي راح وشهد ضدي في القسم واتحبست سنة واتبهدلت في السجن .

نفضت يديها بعيدا عنه بعنف مردفة بعصبية : مش انت إلي سرقت انت ومتولي الحج مسعد وبعدين احمد ربنا انك خدت سنة وخففوا الحكم .

ضحك هو بسخرية : ولما انا سرقت اتجوزتيني ليه ؟.

انهارت في هذة اللحظه وجلست مكانها على الارض وبكت بكاء مرير : كنت غبية مغفلة، بنت الحج مسعد قالتلي ان انت ومتولي مش سرقتو وان مصطفى ظلمكو وهو مكنش بيحب يحكي عنك ولا يجيب سيرتك، بعد ما مات انت ومتولي خرجتو، هي اتجوزت متولي قولت مفيش واحدة تتجوز سارق ابوها، وقولت بس اكيد مصطفى ظلمكو، جتلي وقعدت تلف وتدور عليا علشان جوازي منك صدقتها وصدقتك ووافقت .

ثم رفعت بصرها ونظرت له نظرات توحي بالغل والكره : بس بعد كدا وبعد مامرت السنين وجبت سلمى، جت منال مرات متولي قبل موتها تعيطلي من قسوة متولي وانه متجوز عليها اتنين غيرها وانها كانت عارفة انكو السارقين بس من كتر حبها في متولي وافقت على كلامه ونشرت انك برئ ومصطفى ظلمك انت ومتولي .

انحنى هو بجذعه الاعلى نحوها وهتف بحقد دفين : وانا انسى لما اتحايلت عليه يشهد ان مسرقتش وهو قالي الساكت عن الحق شيطان اخرس وانت سرقت يا حسني ولازم تتعاقب، اهو مات وانا بكمل انتقامي في بنته .

ازالت دموعها بقوة مردفة بغضب : انا بكرهك يا حسني، بكرهك وبكره اليوم إلي شوفتك فيه واتجوزتك، بضرب نفسي بالجذمة اني وافقت عليك .

اثارت تلك الكلمات الغضب في نفسه، استقام في وقفته واتجه صوب الخزانة اخرج الحزام الجلدي منها وقام بلفه حول يديه عدة مرات واندفع اتجاها يذيقها العذاب، نزل بذلك الحزام الجلدي على جسدها الضئيل ارتفع صوت صراخها، وكلماتها وهي تطلب منه الرحمة، ولكن الرحمه قد تجردت من قلب ذلك الرجل، سمعت سلمى صراخ امها، انتفضت من جلستها، وباتت تطرق الباب بعنف هاتفة بقوة :

_ بابا، حرام سيبها، ابوس ايدك، سيبها .

ارتفع صوته من الداخل وهتف بغلظة : لمي نفسك يابت وروحي اتنيلي على اوضتك، اصل والله اجاي وانزله على جسمك انتي .

ارتعدت هي بعض خطوات للخلف، انكمشت على نفسها، شعرت بالضعف والخوف، صمتت ولكن بداخلها قلبا يصرخ وينزف، صمتت ولكن عينيها رفضت الصمت وتمردت وسالت دموعها بغزارة .
**********************************
وقفت تنظر للمبنى الشاهق بخوف ورهبة، حتى شعرت بيد كريم الممسكة بيديها يجرها خلفه بهدوء، سارت معه بخطوات بطيئة، استقلوا المصعد وبداخلها شعور بالخوف اتجاه ما تقدم عليه، وقف المصعد في الطابق المنشود، تحركت هي خلفه وبداخلها مشاعر متضاربة، تحدث
ببعض الكلمات لسكرتيرة، ثم اخذها وجلس، نظرت حولها في اوجه الموجدين زدات وتيرة القلق في نفسها، شعر بها حاوطها بيده هامسا في اذنيها :

_ متخافيش هي مش هتاكلك، انا مسمحش لحد ياكلك اصلا انا إلي هاكلك بعد كدا .

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر القاني عقب كلماته تلك، اخفضت بصرها ارضا ثم قالت بهمس : عيب يا كريم كدا .

ضغط بيديه اكتر على جسدها وهو يبتسم بمكر وماهي الا دقائق معدودة حتى اتت السكرتيرة وابلغتهم ان الطبيبة في انتظارهم، جذبها من يديها باتجاه غرفة الطبيبة في هذه اللحظة تريد الهرب مما تقدم عليه .
*********************************
في منزل حسني .

جلست بجانب والدتها تضع لها ( المرهم المخصص للكدمات) بدأت سميحة تأن تحت لمسات يديها هتفت سلمى بحزن :

_ معلش يا ماما، استحملي ان شاء الله المرهم هيريحك .

هتفت سميحة ببكاء : اه ياني، بنتي زمانها بتكرهني، اتصرفي يا سلمى لازم تعرف، مش كفاية كرهها ليا .

اغلقت سلمى عينيها بضيق ثم هتفت بنفاذ صبر : اعمل ايه يا ماما، مانتي شوفتي قدامك كسر تليفوناتنا، وكمان حلف علينا ما احنا طالعين من باب البيت الا على معاد فرحي .

ازداد بكاء سميحة ثم هتفت بحقد دفين : ربنا يخدك يا حسني الكلب، ربنا يزلك، زمانها يا حبة عين امها مقطعة نفسها من العياط .
******************************
ظلت تنظر الى غرفة الطبيبة وتتفصحها جيدا، لم تنصت لحرف واحد ينطقه كريم مع الطبيبة حتى انتبهت لصوت الطبيبة الجاد :

_ طيب يا دكتور كريم، ممكن تسيبنا شوية نتكلم .
أومئ كريم دون التحدث، امال على ليلى وطبع قبلة رقيقة على مقدمة رأسها ثم خرج من الغرفة، كانت هي تتبعه بنظراتها حتى خرج ثم حولت بصرها للطبيبة، كانت امرآة في الاربعنيات هادئة ملامحها بسيطة صوتها دافئ من ينظر اليها يشعر بالراحة، ابتسمت الطبيبة قائلة بلطف :

_ بصي يا ليلى مبدئيا انا اسمي الدكتورة هدى، ثانيا انا عاوزكي تتأكدي ان اي كلمة هاتقوليها عمرها ما تطلع برا الاوضة دي، انا عاوزكي تحكي عن كل حاجة جواكي، انشالله باللخبطة مش عاوزة ترتيب، قولي اللي انتي حاساه دلوقتي او قبل كدا، قولي شقعورك سواء كان خوف او قلق او اي حاجة، انا معاكي وهسمعك، كل جلسة هانقعد ساعتين مع بعض، هانحكي فيهم كل حاجة .

عم الصمت بالغرفة عقب حديث الطبيبة، اخفضت ليلى بصرها ارضا ثم تساقطت بعض الدموع من عينيها مردفة بنبرة يتخللها البكاء : بابا مات بسببي ......
*****************************
في منزل رامي المالكي .

جالسة على السرير تبكي وتشهق بصوت عالي، وحولها اكوام من المناديل، يجلس بجانبها حمزة ممسكا بعلبة المناديل كلما رأها تنتهي من منديلا يخرج الاخر بسرعة معطيا اياه، وامامها رامي يزم شفتيه بضيق ، وبجانبه صفاء تنظر لها بحزن، نظر حمزة لوالده وهتف باسمه بهمس شديد، حول رامي بصره نحو حمزة مضيقا عينيه بتركيز، حتى هتف حمزة بتحريك شفتيه دون اصدار صوت :

_ شهد خلصت المناديل .

ابتسم رامي بشدة على براءة ابنه، رأته شهد على تلك الحالة، اندفعت واقفة على الفراش مردفة بانفعال :

_ جرى ايه يا رامي مفيش احساس، انت بتضحك وانا بعيط .

وضعت صفاء يديها على رأسها ثم قالت لنفسها : يالهوي هانبدأ المشاكل .

رفع رامي بصره نحوها مردفا بهدوء : انزلي ياشهد كملي عياط، الفقرة لسه مخلصتش .

اتسعت عيناها بصدمة ثم هتفت بغيظ : انت بتتريق عليا يارامي، بتتريق على مشاعري .

حمحمت صفاء بصوت عالي : احم، انا رايحة اخد دوا الضغط والسكر يالا بينا يا حمزة ساعديني .

هتف حمزة بنبرة طفولية : اقعدي يا تيتة خلينا نتفرج .

قطب رامي بين حاجبيه مردفا بصرامة شديدة : تتفرج علي ايه يا ولد، انت اتتجننت .

هتفت شهد بصوت عالي : انت بتزعقله ليه انت هاتجيب غيظك مني فيه .

اشارت صفاء بيديها لحمزة بخفة ثم تسلل حمزة هو وصفاء خارج الغرفة، بينما وقف رامي بطوله الفارع واردف باستفزاز : عاوزة ايه يا شهد، هي امك كبستك ومجتش هاتجيبي ضيقك عليا انا ولا ايه .

انسابت الدموع مرة ثانية من عينيها عقب جملته الحادة المستفزة وتعالت شهقاتها لم يعلم انه بهذا الحديث انه قام بالضغط على جرح عميق بقلبها، رأها هو على تلك الحالة استغفر ربه بصوت عالي، ثم اقترب منها وجذبها من يديها واجلسها على السرير مرة اخرى وجلس بجانبها، اعطاها بعض المناديل، ثم هتف بضيق :

_ انتي اللي بتخليني اتعصب واقول كلام يزعلك ويضايقني من نفسي .

هتفت هي بكلمات متقطعة إثر بكائها الحاد : محدش حاسس بيا، مش عارفين انا حاسة بوجع قد ايه، والله كلمة قلبي مكسور دي قليلة اوي على إلي حاساه .

ألمته تلك الجملة كثيرا ( قلبي مكسور دي قليلة )، جذبها لاحضانها معانقا اياها بقوة، دفن وجه في عنقها مستنشقا رائحة الورد التي دائما تفوح منها كلما اقترب منها او جلس بجوارها، ثم هتف بنبرة حنونة :

_ سلامه قلبك من الكسرة يا شهد ، اوعي تنطقيها تاني ابدا فاهمة .

ابتعدت قليلا عنه واصبح وجهها مقابل لوجه ثم هتفت بنبرة حزينة : ازاي قلبي مش يوجعني يا رامي، ازاي قلبي مش يتكسر واقرب الناس ليا خذلوني، امي يا رامي عارف يعني ايه امي، يعني المفروض كل حاجة في حياتي، انا مش عارفة هي بتعمل معايا كدا ليه، ليه تبيع بنتها علشان خاطر جوزها، دا بيهنها وبيضربها، انا كنت بطلع من اوضتي اخد مكانها الضرب، كانت بتشوفه بيحرقني وتبقى ساكتة مش قادرة تتكلم، انا طلبت منها ايه، طلبت حاجة بسيطة عاوزها تيجي تحضر معايا جوازي .

وضع يده على احدى وجنيتها قائلا بغضب : كان بيضربك وبيحرقك .

هتفت هي بنبرة طفولية : اممممممم .

عانقها مرة اخرى بقوة، شعرت هي بقوة عناقه، طبع قبلة رقيقة على عنقها من فوق وشاحها مردفا بصرامة : اياكي اسمعك تجيبي سيرتهم تاني، انسيهم خالص يا شهد دول مش موجودين في حياتك، انا بس انا وامي وحمزة احنا من انهاردة حياتك الجديدة، فاهمة ولا لأ .

بادلته هي عناقه فهي في اشد الحاجة لذلك الحنان والدفئ، ثم هتفت بهمس : حاضر، هانساهم وانتو من انهاردة حياتي الجديدة .
**************************************
في العيادة النفسية

مرت الساعتين وكأنهم دهر على ليلى كانت تجيب بكلمات بسيطة، ابتسمت الطبيبة ثم هتفت :

_ خلاص يا ليلى كدا كفاية باذن الله هاستناكي الاسبوع إلي جاي في نفس المعاد .

أومأت ليلى لها دون التحدث، فحديثها مع الطبيبة ارجعها لاحداث تحاول جاهدة نسيانها او عدم التفكير فيها ، دقت الطبيبة الجرس ثم دلف كريم مع السكرتيرة، هتفت الطبيبة بجدية : خدي مدام ليلى خليها تملى شوية بيانات بس وعرفيها المواعيد كويس وشوفي الاول مناسبها ولا لأ .

خرجت ليلى مع السكرتيرة تائهة شاردة، فور خروجها، اندفع كريم بالحديث :

_ هي مالها وشها باهت ليه كدا ومببتكلمش .

ابتسمت الطبيبة واردفت بحكمة : عادي يا دكتور دا طبيعيى انه يحصل في اول جلسة، على فكرة هي اتجاوبت معايا بس يعني بنسبه ٤٠٪ .

هتف كريم بتعجب : ٤٠٪ نسبه حلوة .

أومأت الطبيبة مؤكدة ثم هتفت بتوضيح : طبعا يا دكتور، متنساش هي اتعرضت لازمة نفسية صعبة ومش سهل تعدي منها، صحيح هي اتكلمت معايا علي موت والدها ومجبتش سيرة اغتصاب خالص، بس دي خطوة كويسة، بس في حاجة في وسط الكلام قالت جملة انت مصر على انك تسرع في علاقتكم، ودا شئ غلط لازم ليلى تاخد وقتها ومتتسرعش ابدا ليلى لازم تتخطى مرحلة اغتصابها، هي عمرها ماتنسى ابدا بس الاثر النفسي بيقل مع الوقت لو قدرت تثق في حد وتفتح قلبها له، بس دا مبيحصلش بين يوم وليلة، أهم حاجة يا دكتور انك تتحلى بالصبر .

قام كريم من جلسته ثم مد يديه لكي يصافح الطبيبة قائلا برسمية : شكرا اوي يا دكتور هدى وان شاء الله هاجبهالك الاسبوع الجاي في نفس المعاد .
************************************
مر الاسبوع سريعا على ابطالنا، وجاء اليوم المحدد لزفاف سلمى وزكريا، جلست امام المرآة في صالون التجميل المسمى ب_ ( الكوافير ) تضع لها الفتاة اللمسات الاخيرة، كانت في غاية الجمال والبساطة بفستانها الرقيق، تعالت الزغاريط وابواق السيارات معلنة عن وصول زكريا، زدات دقات قلبها ، تسرب الخوف رويدا لقلبها، انتهت الفتاة من وضع الطرحة ثم اطلقت زغروطة عالية مردفة بعدها بحماس :

_ يالا يابنات افتحو الباب للعريس خليه يدخل يشوف عروسته القمر .

وبالفعل دلف زكريا يبحث في وجوه الفتيات عن سلمى حتى وجدها بفستانها البسيط وملامحها الرقيقة ولاول مرا يدق قلبه بشعور غريب لم يشعر بيه من قبل مع ليلى، اتسعت ابتسامته تدريجيا ثم اقترب منها قائلا بصوت منخفض للغاية :
_ بسم الله ما شاء الله، قمر بدر منور يا سلمى .

نظرت له نظرات خاليه من التعبير، حتى احتدت نظراتها مع ظهور مديحة من الخلف، اقتربت منها مديحة بابتسامة مصطنعة مردفة : الله اكبر ايه الحلاوة دي يا مرات ابني .
ثم تابعت قائلة : يالا علشان الفرح هايبدا والناس بتستعجلنا .

ذهبت معهم وكانها دمية يحركوها كما يشاؤون، تفاجئت هي بكم الاضواء والناس الحاضرين، تعالت الاغاني وبدأ الرقص، نظرت لامها الجالسة وحدها حزينة، وجهها متورم ونظرات الشفقة من نساء الحي وهمسات مديحة للنسوة، طأطأت رأسها لاسفل، تمنت ان الارض تنشق وتبعتلها تمنت ان تختفي من الوجود، مرت الساعتين ببطء حتى امرت مديحة بانهاء حفل الزواج، صعدت هي الدرج مع زكريا تبكي حتى وصلت اعتاب شقة زكريا، وقفت ثم استدرات لعناق والدتها تحت انظار السخط من مديحة و حسني، جذبتها مديحة عنوة من احضان سميحة مردفة بسخرية :

_ ما خلاص ياختي، هو حوار ولا ايه نكدتو على الواد في ليلة دخلته .
ثم تابعت بصرامة : خد عروستك يا زكريا، يالا وانا وامها وابوها قاعدين هنا نستنى الخبر الحلو .

اتسعت عيني سميحة بصدمة : قصدك ايه بالخبر الحلو يا مديحة، انتي بتتكلمي جد لا يمكن يحصل ابدا، انتي مش شايفة البت خايفة ازاي .

رفعت مديحة حاجبيها باعتراض : قصدي عاوزين نعرف هي بنت ولا لأ، اه لتطلع مغشوشة ياختي، يبقى ابوها ياخدها يقتلها هو حر .

ترنحت هي عقب حديث مديحة، رأها زكريا مد يديه يحاوطها بخوف حقيقي، ثم هتف : انتي بتقولي ايه ياما، مينفعش اللي انتي بتقوليه دا .

جلست مديحة ثم هتفت بمكر : اتكلم انت يابو سلمى، انا مش هاتكلم.

جلس هو الاخر على الكرسي مردفا بخشونة : بقولك ايه يا جوز بنتي، انت تنفذ إلي امك قالتلك عليه، احنا هانستنا هنا وناخد البشارة.

صرخت سميحة : حرام عليك يا راجل دي حتى بنتك، اتقي الله بقى ..

قاطعها حسني بصفعة على وجهها مردفا بغلظة : لو مش سكتي هاموتك انتي فاهمة .

خرج صوت سلمى بضعف : خلاص يابابا حاضر هانفذ كل حاجة .

ابتسمت مديحة بسخرية : شاطرة يا مرات ابني بتسمعي الكلام ...
ثم استطردت : وبقولك ايه يا زكريا، انا عاوزك تدخل عليها يا حبيبي علشان اخدها بكرة عند دكتورة اطمن عليها، بلاش ضحك على الدقون، انا مستنية اهو .......

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الحادي عشر
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:55 PM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة ).

البارت الثاني عشر .


بمنزل زكريا .

وقفت في منتصف الغرفة تنظر لزكريا بخوف، تحاول تنظيم انفاسها المضطربة، حاول تهدئتها ولكن كلما اقترب خطوة ترجع هي للوراء خطوتين، تمسكت بطرف فستانها بخوف ثم هتفت : بص اوعى تكون فاكر انك هاتعمل حاجة وانا صاحية وحاسة .

هتف بعدم فهم : قصدك ايه وانتي صاحية وحاسة، امال هتنامي .

أومأت هي ثم هتفت موضحة : انا كنت عارفة ان امك هاتعمل كدا بس متوقعتش بالسرعة دي، علشان كدا فكرت وجهزت نفسي .

_جهزتي نفسك لايه ؟!!!.

تحركت نحو الدولاب ثم فتحته واخرجت شريط من الدواء، نظرت لهذا الدواء قائلة : دا منوم هاخاد حبيتين منه واعمل إلي انت عاوزه .

اتسعت عيناه بصدمة ثم هتف بغضب : لدرجادي مش طايقة لمستي، مش عاوزة تحسي بيا .

انسابت دموعها بكثرة قائلة بحنق : امال انت فاكر ايه، فاكر ان هادوب في هواك، لأ طبعا بس....

قاطعها بحدة : بس ايه، انا كان ممكن معملش معاكي حاجة واضحك على امي بس بتفكيرك وكلامك دا خلتيني هاعملها وانتي صاحية ..

اندفعت نحوه ثم جلست على ركبتيها ممسكة بيده تقبلها وتتوسل له: لا يا زكريا ابوس ايدك لأ، مش هاستحمل والله، لو عندك رحمة في قلبك متعملش كدا فيا، بص انا مش منعتك اعمل اللي انت عاوزو بس بالله عليك وانا نايمة ..

جذبها من مرفقها ثم نظر في عينيها قائلا بضيق : انا هاضطر اعمل كدا وانتي نايمة بس مش هاحطه تحت بند انك قرفانة مني، هاحطه تحت بند انك خايفة زي اي بنت في ليلة دخلتها، وكمان علشان امي مش هاتسيبك الا لما تتأكد عند الدكتورة، ولو كنتي لسه بنت انا عارف تفكير امي كويس يا سلمى وهاتقول ايه ..
ثم استطرد : روحي يالا غيري هدومك، وانا هاغير وخدي الحبيتين خلينا نخلص الحوار دا .

عم الصمت عقب حديثه ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة ثم تحركت نحو الدولاب تخرج ملابسها شعرت بانفاسها تقل تدريجيا مما تقدم عليه .

في الخارج .......

وضعت صينية الشاي على المنضدة هاتفة بسخرية : اشربوا الشاي لغاية ما المحروسة بنتك تنجز في ليلتها دي .

رفعت سميحة احد حاجبيه قائلة بضيق : والله كنت عارفة انك مش هاتجيبها لبر يا مديحة .

شهقت مديحة باعتراض : ليه ياختي بر ايه إلي بتتكلمي عنه، انتي مش واثقة في بنتك، انتي لامؤاخذة لو واثقة هاتقولي اه ومش تخافي، اما انتي لامؤاخذة مش واثقة .

هبت واقفة تهتف بعصبية : اما انتي ولية .....

قاطعها حسني بحدة : اسكتي يا ولية لاقطع لسانك، الست مديحة مغلطتش اقعدي زي الجزمة اما نشوف راسنا من رجلينا .

_ وان مش سكت يا حس....

قاطعها للمرة الثانية بصرامة : ويمين الله لو نطقتي بحرف لمفرج الحارة كلها عليكي النهاردة .

جلست بانكسار تحت نظرات السخرية من مديحة، مر ساعة و اثنين حتى خرج زكريا من الغرفة بقطعة قماشة بيضاء بها ثلاث نقط من الدم، اطلقت مديحة الزغاريط، بينما نظرت له سميحة بكره شديد، اخذها حسني من يديه بفرحة عارمة ثم هتف : بنتي امال، دي تربيتي .

نظرت له سميحة بحقد قامت بسبه في سرها، ثم حولت بصرها نحو زكريا هاتفة بضيق :

_ عاوزة ادخلها اطمن عليها .

هتف سريعا بارتباك : لا هي نامت من التعب وبتقولك هي كويسة بس محتاجة تنام .

لوت مديحة شفتيها بتهكم : بنات اخر زمن .

تجاهلتها سميحة ثم وجههت حديثها لزكريا : زكريا انا هامشي وبكرا هاجليها اطمن عليها .

اومئ زكريا دون رد ثم دلف الى غرفته مغلقا الباب جيدا، ذهب الى السرير وجلس بجوارها ثم ربت على شعرها بحنان قائلا :

_ مكنتش عاوز دا كله يحصل، سامحيني كان نفسي نعيش حياتنا واحنا مبسوطين بس اظاهر ان هاعاني معاكي يا سلمى .
******************************
بمنزل رامي .

عاد متأخرا من عمله، منهكا، جسده يصرخ بالراحة، تسرب الى انفه رائحة شهية، تقدم بخطوات بطيئة نحو المطبخ، رأها تقف بهمة وتصنع (كيكة الشوكلاته)، حمحم بصوت منخفض التفت بخضة واضعة حجابها على رأسها باحكام ثم هتفت بضيق :

_ ايه دا يا رامي ينفع كدا .

اقترب بعض خطوات ثم اتكأ بنصف جسده على الثلاجة هاتفا : ينفع ايه مش فاهم؟!.

قالت شهد بعبوس : تدخل فاجأة، مش المفروض تعمل صوت .

تجاهل حديثها قائلا : انتي بتعملي ايه، في حد بيعمل كيكة بليل .

نظرت للخليط التي تقوم ياعدادة مردفة بسعادة : حمزة جه وراني مكتوب في الكراسة انهم يعملوا نشاط طبخ او رسم، وبما اني مبعرفش ارسم حلو قررت اعمله كيكة .

اتسعت ابتسامته على نبرتها الطفولية : شهد البنات مامتهم يعملوا حاجة للطبخ والولاد رسم، يعني حمزة المفروض يرسم .

نظرت له بصدمة ثم هتفت بحزن : يعني الكيكة دي مش هتنفع، دا النشاط هايتسلم بكرا ..

اقترب منها ثم حاوط وجهها هاتفا بنبرة حنونة للغاية : متزعليش حتى لو ماخدوش هاكلها انا كلها، انا بحب الكيكة بالشوكلاته .

نظرت له ودموعها تلمع في عينيها : بس انا كان نفسي اوي اديهاله، كان نفسي اعمله حاجة بايدي .

صمت قليلا ثم هتف : ايه رايك تعملي الكيكة وتزينيها وانا ارسمها وارسمه حواليها وارسمهم كانهم في الفصل طب والله نشاط تحفه .

عادت ابتسامتها على ثغرها مرة اخرى هاتفة : بجد يا رامي يعني هاياخد اللي انا عاملها .

داعب وجنيتها بلطف قائلا بهمس : طبعا، هو انا اقدر ازعل شهد الحياة مني .

تأثرت هي بلمساته، تجمدت انفاسها ولكن عند نطقه لشهد الحياة هتفت بتلعثم : انت مش هااتقولي عرفت الاسم دا منين بقا .

داعب وجنيتها اكثر مردفا بابتسامة صغيرة : لا مش هاقولك، وبعدين انتي بتلبسي الطرحة في وجودي ليه ؟.

امسكت يديه لتوقفه عن تلك المداعبة : بس يا رامي، انت بتعامل بنت اختك، وبعدين انا بلبس الطرحة علشان مينفعش اظهر قدامك بشعري .

رفع حاجبيه باعتراض ثم هتف : انتي هبلة يا شهد هو انتي فاهمة ان لما بلعب في خدودك ابقا كدا بلعب مع بنت اختي انتي فاهمة الدنيا غلط يا ماما، ثم تعالي هنا دا اللي هو ازاي مينفعش تقعدي بشعرك قدامي .

حاول ازاحة حجابها حتى قامت بتثبيت يديه، نظر لها مستفهما، هربت هي ببصرها : رامي مينفعش احنا هانعيش مع بعض اخوات زي الاول هو اصلا مفيش حاجة اتغيرت في حياتنا وبعدين خالتي كانت واضحة من الاول قالت هاتتجوزو علشان الحرمانية، مالوش لزوم اكشف شعري وكدا .

شعر بالغيظ عقب حديثها حاوط خصرها ثم جذبها اليه ، وكانت لمسته متملكة لها ثم هتف بعبوس : انتي مضايقة ان بقولك اكشفي شعرك، مش احسن ما اقولك تقلعي الاسدال دا كمان وتيجي تنامي في اوضتي وحضني .

تاهت هي في اخر حديثه مردفة : ها !!!.

ابتسم بمكر ثم اقترب بوجهه وهمس امام شفتيها : تيجي تنامي في حضني .

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر القاني مردفة بتتلعثم : اوعا تتهور يا رامي .

لم يتحكم في نفسه عقب جملتها تلك وصدرت ضحكاته عالية مصاحبة ببعض الدموع، وضعت يديها بتلقائية على صدره قائله : هو انا قولت ايه خلاك تضحك بالشكل دا..

هدأ قليلا من ضحكاته المستمرة ثم هتف بمرح : اصلك استاذة في انك تبوظي اي مشهد رومانسي في الدنيا تاخدي اوسكار احسن واحدة تضحك في الرومانسية .

قطبت ما بين حاجبيها بضيق ثم هتفت بنبرة يتخللها الضيق : لا طبعا ازاي، طب دا ليلى صاحبتي طول عمرها بتقولي انتي رومانسيه اوي يا شهد .
ثم تابعت بحزن : تعرف وحشتني اوي يا رامي، بتصل بيها بيديني مشغول شكلها حاطني في لائحة الرفض، مش عارفة اكلمها كرهتني وانا ماليش ذنب والله .

حاوط هو وجهها سريعا مردفا بحنان : اوعي تعيطي، اوعي عيونك تعيط انا بتخنق لما بشوفك بتعيطي ...

قاطعته هي ببكاء : طب اعمل ايه منا مخنوقة وطول اليوم بفكر في اللي حصلي، انا ما صدقت حمزة طلب مني حاجه قولت اهو اغير من نفسي واشغل وقتي، بس بعملها وافتكرتها هي كانت بتحبها اوي يا رامي وبتحب تاكلها من ايدي هي وعم احمد .

ازال دموعها مردفا بهمس : خلاص بقا يا شهد، بلاش تعيطي، طب يا ستي مش هاتهور بس انا لسه عند كلمتي انتي فاشلة في الرومانسية وليلى دي بتخدعك .

نظرت له بضيق طفولي: لا والله انا رومانسية اوي .

ابتسم هو بمكر قائلا : طب ايه رايك نبص في عين بعض واللي يرمش يبقى خسران و التاني يطلب منه طلب .

هتفت بتحدي : ماشي يالا .

كانت خطته خبيثة يريد قربها الى اكبر قدر ممكن، اختلق الخطط والحجج التافهة والطفولية حتى يصل هو لمراده، بينما هي سرحت في جمال عينيه بلون العشب الاخضر الغريب شعرت بتجمد انفاسها ثم رمشت عدة مرات، حتى هتف بحماس : رمشتي اهو، انا اطلب بقا.

حمحمت بحرج : طب يالا اطلب وبعدين وطي صوتك، البيت كله هايصحى .

اتسعت ابتسامته مردفا بخبث مصاحبة غمزة من عينيه : بوسيني .

اتسعت عيناها بصدمة من وقاحته : انت اتجننت يا رامي، انت ازاي تطلب طلب زي دا .

رفع هو حاجبيه باعتراض مردفا : لأ انا اروح فيكي في داهية احنا قولنا ايه، قولنا تحدي والي يخسر يطلب من التاني طلب، يالا بقى بوسيني .

حاولت هي ابعاد يديه عنها ولكنها فشلت ثم هتفت بتذمر : اوعا يا رامي، والله اصوت واقول بيتحرش بيا، قال ابوسك قال، انت اخويا يابني .

زاد من تحكمه بها قائلا بعبث : لا انا مش اخوكي دلوقتي، بكرا ابقى اخوكي بوسيني يا شهدي، وبعدين بصي عرفيني انتي ازاي رومانسية ولا هو كدب وخلاص .

ضربت صدره بخفة قائله بحنق : هو الرومانسية بالبوس، الرومانسية بالكلام .

تنهد هو بنفاذ صبر : لا ماهو بصي انتي ياتقولي كلام رومانسي يا تبوسيني اختاري .

صمتت قليلا لتفكر ثم رفعت بصرها اليه مبتسمة واضعة يديها حول عنقه قائلة بهمس : اول مرة شوفتك فيها كرهتك اوي قفلت في وشي الباب، بعد كدا لما عرفتك بدأت احبك سنة سنة، بعدها لفت نظري باهتمامك للبسك وشياكتك واهتمامك بنفسك رغم انك مخلف والمفروض تبقى بكرش وكدا ....
صمتت ثم ضحكت بخفة، بينما هو ابتسم على طفولتها في التعبير عن مشاعرها، قربها منه اكثر هاتفا بهيام : كملي يا شهد .
اخذت هي نفس قصير ثم هتفت بنفس همسها بخجل واضح : ملامحك حلوة، وانت حلو، شبه بتوع الروايات، انا بقرا روايات على قدي، عمري ما اتخيلت ان البطل الحلو اللي في الرواية هايبقى موجود في الطبيعة، واهو لاقيتك قدامي .

وضع يديه على وجينتها قائلا بحب : انا كمان اتمنيتك بس روايتي من تأليفي، روايتي اللي رسمتها بيكي، روايتي اللي كتبت فيها اول سطر لما شوفتك من سنين كانت بتزيد كل يوم سطر عنك وعن جمالك، كنت فاكرها قصة حلوة هاتنتهي بعد يوم او عشرة او سنه بس اكتشفت انها بقت رواية دامت في قلبي سنين وهاتفضل العمر كله، انتي كنتي حلم بعيد اووي، ودلوقتي بقى بين ايديا .

ساد الصمت عقب حديثه، بقي الاثنين ينظرون لاعين بعض، يتأملون ويفكرون ويحللون حديث الاخر، حتى ابتسمت شهد مردفة بعبث : شوفت اهو عملنا مشهد رومانسي خطير، انا اتخيلتك الانسان الي هاحبه واقوله الكلام دا، وانت اتخيلتني حبيبتك وقولتيلى كلام حلو بس حقيقي كلامك لمسني يا رامي، انت رومانسي اوي .

شعر هو بخيبة امل بعد انهاء حديثها ثم هتف : شكرا .

ابتعدت بعض الخطوات، ثم مسكت ذلك الخليط مرا اخرى مردفة بفضول : رامي لو اعتبرنا كلامك حقيقي والبنت اللي بتحبها رواية هاتسميها ايه ؟!.

اغمض عيناه بضيق ثم هتف : بعدين بقى هاقولك بعدين، تصبحي على خير.

هتفت سريعا : انت مش هاترسم الكيكة بعد ما ازينها.

لم يرد عليها وانما تحرك نحو غرفته بصمت، ما يشعر بيه الان خيبة امل، كانت تتخيله حبيبها وتهتف بكلمات الحب له وهو صدقها للحظات وتخيل انها له، حتى بعد ما استطاع البوح ما بداخله جاءت هي وبعفويتها دمرت كل شئ، آه منك انتِ يا شهد الحياة، اي حياة انتِ، حياة الحب والمرح والسعادة والطفولة، ام حياة البؤس و العذاب، اي حياة انتِ يا شهدي انا .
*****************************
صباح اليوم التالي .

استقيظت مبكرا تقطع قالب الحلوى ثم تضعه في ( الحافظة ) حتى تفاجئت بدخول رامي عليها وهو عابسا، يضع تلك الرسمة علي المنضدة وما ان رأتها ابتسمت من حرفيته في الرسم رسمها كأنها حقيقة وحولها حمزة وزملائه وامرأة دققت في ملامحها وجدتها جميله بشعر اشقر رفعت بصرها ثم هتفت بتساؤل : مين دي .

اردف هو بخشونة : مس كلير مس بتاعت حمزة في المدرسة .

همست باسمها عدة مرات : كلير، كلير!!
ثم استطردت : بس هي حلوة اوي، وانت راسمها وكانها هي بالظبط .

هتف وهو مازال عابسا : هي حلوة اصلا لو مش حلوة مكنتش هاقدر ارسمها كدا .

شعرت بالضيق بسبب اثنائه على امرأه اخرى فهتفت : طيب ومرسمتنيش وانا بعملها ليه ولا انا مش حلوة .

_ مش عارف، هابقى اشوف بعدين ...
كان رده السريع وهو يخرج من المطبخ، نظرت هي مرة اخرى للرسمة هاتفه : طب والله انا احلى منك، انتي جمالك جمال بارد انما انا جمالي جمال شرقي.

في غرفه صفاء .....

كانت ممسكة بذلك الهاتف تهتف بهمس : لا ما هو انا كان لازم اعمل كدا، انا عارفة ان رامي عمره ما يغلط ولا يخون تربيتي .

ضحكت ميمي ثم قالت : اه منك انتي ياماما يا خطيرة، مثلتي انك شاكة فيه واقنعتيه بالجواز .

تنهدت صفاء : يارب بس يحصل اللي في بالي واخوكي يتحرك شوية اصل هاتشل.

هتفت ميمي مؤكدة : هايتحرك صدقيني ياماما، شهد هاتحركه، طب والله نفسي اشوفها ، الله يخربيت الغربة وسنينها .

قالت صفاء : معلش يابنتي ان شاء الله ترجعي وتشوفيها .

***********************************
بمنزل زكريا ....

استقيظت على صوت طرق الباب، نظرت بجانبها رأته ينام واضعا الوسادة فوق رأسه، نظرت لنفسها رأت تلك المنامة الشفافة ملتصقه بجسدها، سالت دمعة ساخنة منها، لم تتمنى يوما ان يحدث ذلك ولكن ما باليد حيلة، صوت طرق الباب لم يهدأ، تنهدت بنفاذ صبر ثم قامت تبحث بعينها عن ذلك ( الروب) حتى تغطي بيه جسدها، رأته اخيرا ارتدته ثم تحركت صوب الباب، اخذت نفس طويل ثم زفرته ببطئ، قامت بفتح الباب نصف فتحة حتى دفعتها مديحة بعنف مردفة :

_ ايه ياختي ساعة علشان تفتحي ...

هتف زكريا بصوت ناعس : فيه ايه يا ما على الصبح .

هتفت مديحة بسخرية : قوم يا سبع، قوم يا زينة الرجالة، انت سايب مراتك ونايم .

اعتدل زكريا في نومته مردفا : دا اللي هو ازاي ياما، انا نايم وهي نايمة وهى عروسة وانا عريس لامؤاخذة .

اطلقت ضحكة ساخرة : يا فالح هو انا المفروض اقولك تعمل ايه، على العموم كمل نوم، انا عاوزة السنيورة تصحى .

رفعت سلمى بصرها لها مردفة بتساؤل : وانتي حضرتك عاوزني في ايه ...

رفعت مديحة احد حاجبيها مردفة : هاقولك يا حبيبتي، بس الاول في كام حاجه تحطيهم زي الحلقة في ودنك، انا مش اسمي حضرتي، اسمي اماااا، تاني حاجة تصحي الساعه ٧ تكوني تحت ايدي، تاالت حاجة انا اقول اي حاجة تقولي حاضر ونعم ويا ويلك يا سواد ليليك لو فكرتي تقولي لأ، اخر حاجة في المطبخ في مواعين الفرح والحنة قومي يالا اغسليهم وشطبي المطبخ وروقي الشقة علشان الناس اللي جاية ...

قاطعها زكريا بحدة : اماااا سلمى لسه عروسة .

ابتسمت سلمى بتهكم : هو دا اللي فارق معاك اني لسه عروسة، يعني كمان كام يوم عادي ..

هتفت مديحة بغضب : انتي يابت متتكلميش مع سيدك وتاج راسك كدا اتظبطي وربنا مايهمني انك عروسة، يالا يابت انجري على المطبخ ...

نظرت لزكريا رأته وضع الوسادة مرة اخرى على رأسه متجاهلها، توجهت نحو المطبخ بانكسار وبداخلها يقين انها سوف تذوق العذاب المر امرين على يد مديحة ...
**********************************
بمنزل كريم ..

وقفت في المطبخ تجلي تلك الصحون وهي شاردة في اختلاق حجة حتى تخرج من البيت عندما علمت بمجئ
" كريمه "، شعرت بقبلة رقيقة اعلى كتفيها، التفت ثم هتفت بخفوت :

_ صباح الخير

حاوطها هو من خصرها عنوة مردفا بمزاح : صباح النور على البنور .

اغلقت الصنبور ثم مسكت تلك المنشفة، نشفت يديها وهي تهتف : كريم لو سمحت ابعد احنا اتفقنا على ايه ؟.

ابتعد هو امتثالا لرغبتها مردفا بهدوء : حاضر ياستي، الا قوليلي انتي كنتي سرحانة في ايه ؟!.

صمتت قليلا ثم استدرات تهتف بكذب : كريم كان في شوية حاجات عاوزة اشتريها ممكن ابقى اخرج ..

ابتسم مردفا : ليلى لما تعوزي تكدبي اكدبي على حد غيري ...

عقدت حاجبيها بتساؤل :انت ليه بتقول كدا؟!..

اتسعت ابتسامته مردفا : علشان عينك بتتحرك كتير وانا بكلمك، معنى كدا انتي بتكدبي عليا، وبعدين دا سبب تافهه انك تسرحي فيه، قوليلي بجد في ايه ؟!.

تنهددت هي بحزن مردفة : كريم انا عرفت ان عمتك جاية فانا يعني كنت بفكر ان اروح اقعد في اي جنينة لغاية ما تمشي، انا مش عاوزة احضر وهي موجودة انا مش هاستحمل اهانة منها ولا عاوزة اقعد اشتكيلك كل شوية وانت تتخنق مني، فارجوك افهمني ووافق ..

حاوط وجهها مردفا : انا عمري ما اتخنق منك ابدا، وانا زعلان انك عاوزة تهربي من بيتك علشان عمتي وكلامها الرخم، بس انا يعز عليا تطلبي طلب وموافقش ..

هتفت بفرحة : بجد موافق، ربنا يخليك ليا ياكريم يارب .

لمعت عيناه لحديثها الفطري : بس مش هاتقعدي في جنينة هاتيجي معايا عيادتي تقعدي في اوضة لوحدك تتسلي براحتك ولو حبيتي تساعديني انا موافق ..

أومأت هي بابتسامة : ماشي، هاروح البس
******************************
بمنزل زكريا ..

استمعت سلمى لاذان الظهر تنهدت بتعب، لم تنهي جلي تلك الصحون والآواني حتى الان سمعت صوت رنين جرس المنزل وماهي الا ثواني حتي سمعت صوت والدتها تسأل عنها، تركت الاواني وتوجهت نحو الخارج هاتفة بسرعة : مامااااا ....

نظرت لها سميحة بصدمة، من ملابسها المبتلة ووجهها الشاحب ويديها المليئة بالصابون : يالهوي ايه دا انتي بتعملي ايه في بنتي يا مديحة ..

لوت مديحة شفتيها بسخرية : بعمل ايه ياختي، بتغسل المواعين انتي شايفها بتشتغل في الفاعل ....

اندفعت سميحة نحوها جاذبة مرفقها بعنف : انتي فاكرة انك هاتسخريها وهاسكتلك ...

دفعتها مديحة بغضب : اوعي يا ولية انتي اتهبلتي ولا ايه، يمين الله اطردك برا وامنعك عنها العمر كله ...

خلعت سميحه حجابها وحدفته ارضا ثم اندفعت نحوها مردفة بصوتها الجهور : دا انا هافرج عليكي امه لا اله الا الله يا ولية ياقرشانة ....

اشتبكت مديحة وسميحة بالايدي، وصوت صراخهما يصل لاخر منزل في الحارة، بينما اندفعت سلمى تحاول الفصل بينهم، خرج زكريا على صراخهما، اتسعت عيناه من الصدمة، حاول جذب امه بعيدا ولكن كانت هائجة لم يقوى عليها احد قامت بدفعه اختل توازنه ولم يكن في حسبانه ان سلمى وراءه وقعت على الارض واصدم رأسها بتلك الطاولة الصغيرة نزفت على الفور، رأها زكريا ورأي الدم الخارج من رأسها حتي صاح بأعلى صوته :

_ سلمممممممممى
&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثاني عشر
قراءة ممتعة
بقلم زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:56 PM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة ).
البارت الثالث عشر ..


بمنزل رامي ..

كانت شهد تشاهد التلفاز بملل حتى قاطع مشاهدتها صوت رنين الهاتف المنزلي، توجهت نحوه ممسكة بسماعة الهاتف مردفة بهدوء :

_ الو .

اتاها صوت امرأة تتحدث بجدية : السلام عليكم .

ردت شهد تحيتها : وعليكم السلام، مين حضرتك؟!.

تحدثت المرأة بضيق : حضرتك انا الاخصائية الاجتماعية في مدرسة حمزة، احنا عاوزين ولي امره ضروري، اتصلنا على استاذ رامي تليفونه مقفول ...

هتفت شهد في قلق : في ايه حمزة بخير ..

تحدثت المرأة : مينفعش كلام في التليفون، ياريت حاولي توصلي لوالده ويجي المدرسة ضروري .

اغلقت المرأة الهاتف دون سماع رد شهد، بلغ القلق اقصى مراحله، ذهبت سريعا ل( صفاء)، طرقت الباب عدة مرات ثم دلفت بسرعة مردفة : خالتي معلش قطعت تلاوتك ..

نظرت لها صفاء ثم هتفت بتساؤل : في ايه يا شهد .

تحدثت شهد بنبرة يتخللها القلق والخوف : حمزة المدرسة بتاعته اتصلت وعاوزين رامي ضروري وتقريبا تليفونه مقفول ..

وقفت صفاء مردفة بقلق : يالهوي في ايه ..

هتفت شهد بسرعة : مش وقته يا خالتي، اديني عنوان المدرسة اروح اشوف في ايه .

قالت صفاء : طيب هاتروحي لوحدك ..

أومأت شهد مردفة : اه هاروح طبعا، لازم الحق اشوف في ايه؟!.

التفت صفاء حولها بتوتر حتى رأت تلك الاجندة، ذهبت نحوها ثم مسكت القلم وكتبت عنوان المدرسة، اخذت شهد تلك الورقة بسرعة متوجهة لغرفتها حتى ترتدي ملابسها على عجالة وبذهنها مئة سنياريو ....
*******************************
بمنزل زكريا ...

هتفت الممرضة وهي تمضع تلك العلكة بفمها : اهو يام زكريا نضفت الجرح وظبطته ...

هتفت مديحة بسخرية : امال الهانم اغمى عليها ليه يامروة ؟!..

اغمضت عينيها بضيق والتزمت الصمت بينما هتفت الممرضة : تلاقيها من الخضة بس يا خالتي .

نظرت مديحة ل( سلمى ) النائمة بكره ثم قالت : تعالي معايا يا مروة برا عاوزكي بكلمتين و اهو نسيب السنيورة ترتاح ...

خرجت مديحة ومروة ما ان راهم زكريا حتى هتف بقلق : سلمى اخبارها ايه يا ما ...

_ لوت شفتيها بتهكم مردفة : زي القردة يا اخويا، طب اطمن على امك الاول .

هتف سريعا وهو متجها نحو الغرفة، قلبه يأكله من شدة قلقه عليها : انتي زي الفل ياما، عن اذنكوا.

ثم اغلق الباب في وجوههم، اتسعت عيني مديحة مردفة : شوفتي الواد يابت يا مروة، قفل الباب في وشي ازاي .

هتفت مروة بجدية :. سيبك يام زكريا، انا عاوزة اقولك ان الاغماءة دي اغماءة سكر ...

زمت مديحة شفتيها بضيق : اه عارفين سيبك منها انشالله تموت، المهم انا عاوزكي في حوار كدا .

قالت مروة : أمري ياخالتي تحت امرك ..

هتفت مديحة بخفوت : انا عاوزة دكتور نسا يكشف على البت اللي جوا دي ويكون سعره حنين، اصل الدكتورة اللي علي اول الشارع مفترية ياختي سعرها ٧٧ جنيه تقولشي بتخترع الذرة ..

مروة بفضول: ليه ياخالتي، عاوزة دكتور نسا ليه؟! .

هتفت مديحة بمكر : اصل عاوزة اطمن هي بنت بنوت ولا لأ .

اتسعت عيني مروة بصدمة : هو زكريا معملش حاجة امبارح .

لوت شفتيها بتهكم : رفضت ياختي وقعدت تعيط وتقول لا

مروة بخبث : اه انتوا لامؤاخذة شاكين فيها .....

ابتسمت بمكر ثم اردفت باختلاق كذبة : اه سمعت طراطيش كلام انها كانت على علاقة بواحد، بس ايه عندك دكتور ولا لأ .

هتفت مروة مؤكدة : اه عندي، في دكتور نسا كبير اوي ومشهور فاتح عيادة في ...........، ومخلي تلات ايام للغلابة يكشف فيهم ببلاش وحظك انهاردة هايكشف ببلاش، هاتصل ببت صاحبتي ليها علاقة بالممرضة اللي هناك وتحجزلكوا .

اتسعت ابتسامتها : ببلاش اه حلوة دي ماشي معاكي رقمي اهو لو حجزتي بلغيني اخد المحروسة ونروح ...

مروة وهي تخرج الهاتف من صدرها مردفة : ماشي ياخالتي، هاتصل بيها اهو.
*****************************
في عيادة النسا...

وقفت ليلى على اعتاب غرفة كريم حتى خرجت المرأة من الغرفة مبتسمة ويديها تتشابك مع زوجها يشكلون لوحة جميلة تعبر عن السعادة ابتسمت لسعادتهم ثم دلفت بعدهم مغلقة الباب خلفها، رفع كريم بصره ما ان رأها ابتسم بشدة، كان على وشك التحدث حتى هي قاطعته بفضول :

_ هما فرحانين اوي ليه كدا .

هتف كريم بهودء: بقالهم سبع سنين مخلفوش والحمد لله ربنا كرمهمغ، حامل في تؤام ولد وبنت ..

هتفت بحزن : يااااه سبع سنين ..
ثم استطردت : بس الحمد لله ربنا كرمهم ربنا يتمملها على خير ...

ابتسم كريم ثم قال بتسرع : عقبالك انشاء الله يا روحي .

اغمضت عيناها بقوة ظهر الحزن على ملامحها رويدا، شعر هو بها اقترب منها مردفا باسف: انا اسف يا ليلى مقصدش ..

فتحت عيناها ثم اردفت بتلعثم : كريم هو انت يعني....

حثها هو على التحدث : كملي يا ليلى انا ايه .

زدات وتيرة التوتر بداخلها ولكنها تريد الاطمئنان مردفة : انت عملت تنضيف كويس ليا، انا مش هاستحمل ابقا ح..

قاطعها بحدة : انسي بقا يا ليلى، اطمني مفيش حاجة هاتحصل ...

حزنت هي لنبرته تلك خرجت من الغرفة دون رد، وقف كريم يتابعها بعينه ثم ضغط على الجرس، وماهي الا ثواني قليلة حتى اتت السكرتيرة تهتف برسمية :

_نعم يا دكتور ..

هتف بصرامة : اهتمي بمدام ليلى كويس وابعتيلها عصير فرش ودخلي الكشف اللي بعده، هو فاضل كام كشف..

_ فاضل ٨ كشوفات، بس في حالة عاوزين يدخلوا ضروري بيقولوا مسألة حياة او موت .

تنهد كريم بنفاذ صبر مردفا : طيب ابقي دخليهم اخر ناس، وزي ما قولتلك مدام ليلى وديلها عصير ومتزعجوهاش فاهمة ولا لأ .

_ فاهمة يا فندم متقلقش..
********************************
في المدرسة ..

هتفت شهد بغضب : انا مش فاهمة بردو انتي على اي اساس بتعاقبيه، الواد دا غلط فيه ووقعله كيكته في الارض واللي هي المفروض نشاطه وقطع رسمته ...

عقدت الاخصائية حاجبيها بضيق : اه والمفروض ان حضرتك انه يقوم يضربه ويزقه تاني على الارض يعني متعلمش الادب من اول مرة، اول مرة ضربه علشان شد شعر زميلته والولد اتعور ومستر رامي جه وحذرنا حمزة من انفعاله الهجومي دا، وبردوا كاننا مبنتكلمش.

هنا حضرت الروح الصاخبة بداخلها، انتفضت شهد بعصبية : جرى ايه يا ابلة ما تهدي كدا، اصل انا بدأت اتخنق منك، الواد مغلطش زي ما تعاقبي دا تعاقبي دا ولا هو كوسه بقى ...

رفعت الاخصائية حاجبيها مردفة : انا مش هارد عليكي، بس والله لابلغ ادارة المدرسة ولازم يتعاقب وياخد فصل اسبوع من المدرسة ولو اتكررت هاطلب تحويله من المدرسة لسوء سلوكه .

ارتفع صوتها قليلا : ياختي بلا قرف، والمفروض انك بتحلي مشاكل، انتي بتحلي على مزاجك لامؤاخذة ..

جذبت شهد حمزة في يديها ثم خرجت من الغرفة بل من المدرسة باكملها، وقفت في الطريق عندما سمعت صوت بكائه، انحنت لمستواه : مالك يا حمزة مضايق وبتعيط ليه ؟!.

اردف حمزة بتلعثم طفولي : بابا هايزعقلي يا شهد علشان قالي قبل كدا ان ابعد عن محمد زميلي ولو عمل حاجة اروح اشتكي للمس ...
ثم تابع بلهفة : بس والله يا شهد روحت للمس وقالتلي مايوقعها عادي غصب عنه وهو كان قاصد علشان كدا اضايقت وضربته ...

ربتت على شعره بحنان : متخافش يا حبيبي بابا مش هايعملك حاجة .

رفع بصره للسماء واردف ببكاء طفولي : يارب بابا مش يزعل مني ..

عانقته هي بقوة ثم ابعتدت عنه هاتفة بحماس : ايه رايك نروح الجنينة اللي هناك دي نلعب فيها شوية وناكل ايس كريم .

مسح دموعه بسرعة : ماشي، يالا ...
********************************
بمنزل حسني ..

القى الحزام الجلدي بعنف على الارضية ثم هتف بغلظة : اتعلمتي الادب ولا لأ يا ولية، اياكي تفكري تكلمي الست مديحة كدا، دي ستك وتاج راسك .

تعالت صوت شهاقتها بالبكاء، بينما هتف بغيظ : ماتردي يا ولية .

رفعت بصرها بتعب ثم هتفت بصوت متقطع : حسبي الله ونعم الوكيل، انا بكرهك ياحسني .

اتجه نحو الحزام مرة اخرى ثم رفعه عاليا مردفا : لا انتي متربتيش بقى يبقى تتربي من جديد .

انزله على جسدها بقوة ظلت تكتم آهاتها مع كل ضربة ولكن انفجرت وظلت تصرخ بألم
****************************
بمنزل رامي المالكي ..

جلست التوتر يآكلها كلما نظرت لابنها، بينما هو بداخله غضب العالم بأكمله، نظر في ساعته بضيق مردفا :

_ الساعة ٥ والهانم لسه مجتش وتليفونها مقفول .

بلعت ريقها بصعوبة مردفة بتوتر : ان شاء الله خير، جيب العواقب سليمة يارب .

مر ساعة اخرى ولم تأتي شهد، انتفض رامي واقفا هاتفا بغضب : لا انا هاروح ابلغ انا مش هاقعد كتير حاطط ايدي على خدي ..

اتجه صوب الباب وما ان فتحه حتى ظهرت امامه شهد المبتسمة وحمزة وجهه الملطخ بالالوان، ارتد حمزة لبضع خطوات للوراء بخوف بينما هتفت شهد بمرح عكس ما بداخلها من توتر:

_ انت فتحت سبحان الله كنت لسه برن الجرس ..

تنحى جانبا ثم اشار لحمزة الى الداخل مردفا بصرامة مخيفة : على اوضتك في ثانية تغير وتستناني لغاية ما اجيلك، بسرررعة .

قال كلمته الاخيرة بصوته الجهور انتفض الصغير ركضا نحو الغرفة، ابتلعت شهد ريقها بخوف وايقنت انها سوف تدخل حرب مع رامي بالتاكيد هي سوف تكون الخاسرة ، حولت بصرها نحو صفاء رأتها تنظر لها بعتاب ممزوج بضيق، شعرت بيده الصلبة تجذبها خلفه بقوة مردفا بصرامة :

_ مش عاوز حد يدخل علينا يا ماما ، لو سمحتي .

ادخلها للغرفة عنوة بينما وقفت صفاء في الخارج والتزمت الصمت فله الحق بما يفعله، رأته يغلق الباب بقوة اطلقت تنهيدة حارة ثم ذهبت لغرفتها ...
بينما الوضع بالداخل مشحون، رجعت للوراء بخطوات هادئة مردفة بتوتر :

_بص يا رامي، انا عارفة اننا اتاخرنا بس انت مش عارف حصل ايه ..

قاطعها بحدة : عارف وصلي كل حاجة، دا حتى عرفت ان ابني اخد فصل اسبوع من المدرسة، ووصلي اني اب فاشل معرفتش اربي ابني، ولا حتى اختار زوجة محترمة تعرف تحل الموضوع كويس، لا ازاي اخلاقها الو**** طلعت وسيطرت وردحت وشرشحت في المدرسة والواد بسببها اتكتب في ملفه انه بعد الفصل هايقعد مع الاخصائيات يعيدو تكوينه، لا انا عرفت كل حاجة يا شهد، بس اللي مش عرفته بقى كنتي فين انتي وهو من الساعة ٣ لغاية ٦.

المها كثيرا حديثه عنها وعن سلوكها ، تجاهلت سؤاله وذهبت صوب الباب بكبرياء، وقف امامها بغضب وهتف بصوته الجهور :

_ انطقي، كنتي فين دا كله يا محترمة ؟!...

في هذه اللحظة انفجرت غاضبة يكفي كلامه الحاد والمسئ : في ايه انت بتكلمني كدا ليه، انا عملت ايه لدا كله، على فكرة بقى الاخصائية دي قليلة الادب ومضطهدة ابنك وانا اخدتله حقه منها علشان كدا هي اتحرقت مني واضايقت ورزعته فصل من المدرسة .

هتف بصوت اعلى من قبل : وطي صوتك طول مانتي بتكلميني، انتي مش بتكلمي عيل في الشارع، انتي بتكلمي راجل وراجل البيت دا اللي بتاكلي وتشربي من خيره يبقى لما تتكلمي توطي صوتك وعينك في الارض، مش تبجحي وتعلي صوتك، لا دا انا اكسرك واكسر دماغك دي واعيد تربيتك من جديد انتي فاهمة ولا لأ .

اقتربت بوجها احمر للغاية مردفة بتحدي : لا مش فاهمة، واطردني من جنتك دي ومش عاوزة خيرك يا رامي الله الغني عنه ومحدش في الدنيا دي كلها يقدر يكسرني ..

جذب مرفقها بعنف قائلا بغضب : انتي ايه متخلفة مبتفهميش، انتي المفروض تعتذري علي اللي هببتيه انهاردة .

حاولت جذب يديها بقوة مردفة : ابعد عني، الي بيعتذر يبقى عارف من جواه انه غلطان وانا بقى مش شايفة اني غلطانة ..

لوى رامي يديها بعنف ثم هتف بغضب مكتوم : عارفة ليه علشان انتي واحدة جاهلة مش فارق معاكي التعليم اصلا، هاستنى ايه بقى من واحدة جاهلة زيك .

نفضت يدها بغضب عارم ثم استدارت وهتفت في وجهه بصراخ : اسكت بقى مش كل شوية تزليني بكدا حرام عليك بتعاقبني على حاجة ماليش ذنب فيها ليه يا رامي بتعاقبني على حاجة انا بتمناها لغاية دلوقتي، بتعاقبني على حاجة انا حاسة اني ناقصة بسببها وقليلة في عين الكل بسببها، ارحمني بقااااا .

زمجر رامي بحدة : وانا ذنبي ايه لما ابني يتحول للفصل ويبقى مشاغب، ويقعدوني زي العيل الصغير اتهزق من الادراة وان اخترت زوجة اب مش مناسبة خالص، انتي ازاي تقوليلهم انك مراتي .

في تلك اللحظة رفضت دموعها للخضوع وابت وسالت بكثرة فهتفت بهدوء : انا مكنتش اعرف انك بتستعر مني، بس انا قولتلهم كدا علشان يرضوا يدخلوني، بس علي العموم انا غلطانة يا رامي انا فعلا ماليش حق ان ادخل في حياتك ولا حياة ابنك ولا اعملك مشاكل زي دي، عن اذنك .

خرجت من الغرفة مطأطأة الرأس، تشهق بخفة من اهانته لها، دخلت غرفتها تبكي ثم هتفت بخفوت : تستاهلي يا شهد انتي كدا دايما بتسامحي في اهانتك واللي قدامك بيزيد، يولع هو وابنه، لا حمزة لا، يولع هو بس .

وما ان عم الصمت في الغرفة حتى سمعت بالخارج صوته الحاد : اللي قولته يتنقذ شهد ملهاش دعوة بابني ولا ليها دعوة بيا هي ضيفة معززة مكرمة لغاية ما تيجي من السفر ليها اكلها لوحدها وتفضل في اوضتها .

اتسعت عيناها بصدمة من حديثه، هذا جزاؤها بعد كل ذلك، التزمت الصمت وبداخلها قررت الرحيل والليلة، لن تسمح باهانة مرة ثانية هاتفة لنفسها :
كل الا الكرامة يا شهد، انا هامشي احسن والليلة .
*************************
بالعيادة النسائية ..

نظر كريم للملف اكثر من مرة مردفا بجدية : خير يا افندم، انا من البيانات اللي قدامي ان المدام سلمى حسني متجوزة امبارح في مشكلة ...

هتف مديحة باسلوب مهذب : كل خير يا دكتور ..
ثم اشارت لسلمى قائلة بحدة خفيفة : روحي على اوضة الكشف لغاية ما اقول للدكتور كلمتين ..

عقد رامي حاجبيه بتعجب، تابع الفتاة بنظراته المتعجبة وما ان راها اختفت تحدث بهدوء : في ايه حضرتك انا هنا الدكتور وانا لازم اسمع حالة المريضة الاول وبعدها اقرر تروح على سرير الكشف ولا لأ...

لوت شفتيها بتهكم مردفة : اهدى بس يا دكتور، دا سرير كشف هو احنا اخدنا دوا ببلاش ...

قاطعها بحدة: انا مش عاوز كلام كتير انتي قولتي للبنت اللي برا ان المسألة حياه او موت ايه هي بقى المسألة .

هتفت موضحة : هاقولك يا دكتور انا عاوزك تشوفلي البت دي ينفع تحمل ولا لأ، وكمان عاوزك لامؤاخذة تقولي اذا كانت بقت مدام امبارح ولا من زمان، اقصد غشائها اتفض امبارح ولا من زمان، انتوا اكيد بتعرفوا .

اتسعت عيناه من وقاحتها هب واقفا مردفا بحزم : قومي اطلعي برا .

هتفت بتعجب: في ايه يا دكتور انا قولت ايه غلط!! .

قال بغضب مكتوم : انتي واحدة تافهة وانا معنديش استعداد افضل اتكلم معاكي، حمل ايه يا ست انتي والبنت لسه متجوزة امبارح، الحمل دا يوم ما تفكرو فيه مش قبل سنة العلم بيقول كدا ابدأ اعمل فصوحات بعد سنة علشان اشوف سبب تأخير الحمل ايه مش من يوم، اما الموضوع التاني انا مش هارد عليكي فيه لان هانزل من مستوايا لو رديت وجوزها لو راجل كان جه معاها مش بعتك انتي، خدي البنت اللي جوا واطلعي برا، الوقت اللي انتي هدرتيه دا كان غيرك اولى منك بيه، براااا .

لم يعطيها فرصة للرد، ضغط على ذلك الجرس بغضب وبسرعة حتى اتت السكرتيرة مهرولة هاتفة :

_ نعم يا دكتور ....

هتف بصوت عالي نسيبا : خلي الست دي تطلع برا ..

شهقت هي بسخرية : ما براحة على نفسك يا خويا، في ايه وصفوك مش لاقوك والله تلاقيك دكتور نص كم وما عارف ولا فاهم حاجة ...

بغرفة مجاورة ..

كانت ليلى ممسكة بالهاتف تبكي هاتفة بصوت مبحوح : انا عاوزة اجاي لحضرتك يا دكتورة هدي محتاجة اتكلم .

هتفت الدكتورة مرحبة : تيجي براحتك، لو حسيتي في اي وقت انك محتاجة تتكلمي متستنيش معاد الجلسة تعالي على طول ..

سمعت ليلى اصوات ضوضاء بالخارج واصوات متداخلة وصوت كريم العالي الغاضب عقدت حاجبيها ثم هتفت بسرعة : طيب يا دكتورة هاكلم كريم واجيلك بكرة ...

هتفت الدكتورة بلطف : اوك مستنياكي، في رعاية الله .

اغلقت ليلى الهاتف ثم اسرعت للخروج من الغرفة، وجدت العيادة في حالة هرج ومرج اقتربت من السكرتيرة مردفة بقلق : في ايه ..

استدرات السكرتيرة هاتفة بضيق : مفيش دي حالة ضايقت دكتور كريم فزعق وهي طولت لسانها .

نظرت ليلى لغرفته ثم هتفت بتساؤل : هو جوا..

أومأت السكرتيرة، تركتها ليلى وتوجهت لغرفته طرقت الباب بخفوت ثم دخلت رأته يقف ينظر من النافذة وصدره يعلو ويهبط بسرعة وكأنه كان يركض لمسافات طويلة، تقدمت منه وتركت مسافة قليلة بينهم ثم هتفت بتوتر : مالك يا كريم، ايه عصبك كدا ..

نظر اليها ثم قطع تلك المسافة بخطوة واحدة وعانقها بشدة هو في هذه الحالة في امس الحاجة اليها، تعجبت هي من فعلته ولكنها تركته ولم تقاومه او تمنعه، ساد الصمت دقائق حتى هتفت هي بلطف : في ايه يا كريم مالك ..

ابتعد عنها مردفا بضيق : ست متخلفة جايبة الظاهر مرات ابنها اللي متجوزة امبارح علشان الحمل وكمان عاوزة تشوف هي بقت مدام امبارح ولا من زمان ، اصل انا دكتور على الناصية ..

ربتت على كتفيها ثم هتفت بحنان : طيب اهدى معلش، في ناس كدا كتير ..

زفر بضيق : اكتر حاجة مضايقني ان البنت غلبانة ووشها حزين وزي ما يكون مغصوب على امرها والولية القذرة دي متحكمة فيها، انا لو كنت وافقت وكشفت عليها كنت كسرتها، ست متخلفة حرقت دمي والله .

ابتسمت مردفة بهدوء : احلى حاجة فيك انك لايمكن تخالف ضميرك .

تجمدت انفاسه بعد حديثها ابتلع ريقه بصعوبة بالغة، هرب بعيناه بعيدا عنها، ثم شرد في ذكرى يجاهد في نسيانها...

******************************
بمنزل زكريا ...

كان يدور في المنزل بعصبية حتى سمع صوت المفاتيح في الباب، استدار بغضب، رأى مديحة تدخل وملامح الغضب على وجهها وسلمى ورائها تدخل بتعب، لم تنطق سلمى بكلمة واحدة ثم ذهبت لغرفتها مغلقة الباب خلفها،
هتفت مديحة بتعجب :

_ مالك يا واد واقف في نص البيت كدا ليه ؟!

زكريا بضيق : انتي كنتي فين ياما، انا نزلت ادي للواد سالم الجمعية وقعدت معاه شوية رجعت مش لاقيتكو .

القت حجابها على المنضدة بغضب : كنا عند الدكتور يكشف على السنيورة ..

عقد حاجبيه مردفا بتساؤل : ليه ماهي الممرضة قالت انه ..
قطع كلامه ثم تذكر امر ما فهتف بعصبية : انتي بردو وديتها لدكتور علشان يكشف عليها نفذتي اللي في دماغك ولا همك القماشة اللي ورتهالك امبارح، انتي ايه ياما مش ملاحظة انك بتشككي في رجولتي .

زفرت بضيق ثم اقتربت منه مردفة بخفوت : الحق عليا اني عاوزة اطمن يمكن تكون ضحكت عليك يا واد وعملت عملية، يا واد بنات اليومين دول الله اكبر تفكيرهم بقى شيطاني وانت بتسمع وانا بسمع، وبعدين انت المفروض تكون اتعلمت من خطوبتك السابقة مش لازم تثق كدا عارف صوابع ايديك دي شكك فيهم، وبعدين انا سمعت ان البت سلمى دي وهي في الصنايع كانت ماشية مع واحد وبتخرج معاه برا كتير احنا ايه عرفنا يا واد انها كانت صاغ سليم ..

جاءت امام عينيه ذكرى ليلى اشتعل الغضب بداخله ثم زمجر بحدة : سلممممى ، انتي يابنت ال*******
*******************************
بمنزل رامي المالكي ..
وضعت اذنها على الباب، تنصت لاي حركة لم تسمع شيئا تاكدت انه لا يوجد احد بالخارج، فتحت باب الغرفة بهدوء، ثم خرجت على اطراف اصابعها تسير بهدوء شديد حتى وصلت لباب المنزل التفت تنظر نظرة اخيرة بحزن سالت دمعة ساخنة من عينيها مسحتها على الفور استدرات وفتحت الباب ثم خرجت مغلقة الباب خلفها تاركة ورائها كل شئ وقلوب تشتعل بعد معرفة غيابها ...

&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثالث عشر
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:02 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


روايه (شهد الحياة )

البارت الرابع عشر...

وقف الصغير على اعتاب باب غرفه والدة يطرق بهدوء، وانتظر ثواني حتى فتح رامي الباب رفع بصرة ببراءه لوالدة مردفا :

_بابا انا سمعت باب الشقه بيتقفل، كنت بحسبك انت روحت لشهد لقتها مش موجودة في اوضتها ...

اتسعت عيناه بصدمه قائلا : ياعني ايه مش موجودا في اوضتها اوعا كدا .

توجه بسرعه نحو غرفتها فتحها لم يجدها، نادي بصوته العالي : شهد انتِ فين ...

خرجت صفاء من غرفتها مردفه : في ايه يا رامي شهد مالها ...

هتف حمزة : شكلها مشيت يا تيته مش موجودا ..

وقف هو في منتصف البيت يستوعب فكرة ذهابها، لا لن يسمح لها بذلك، زدات انفاسه المضطربه، لم يستمع لحديث والدته المؤنب، ذهب باقصى سرعته ليبحث عنها، استقل المصعد وبداخله يقسم ان يكسر رأسها الى نصفين،
خرج من البنايه ولكن صوت حارسها اوقفه التفت فهتف الاخر بجديه :

_ازيك يا استاذ رامي، خير نازل بسرعه كدا ليه ؟!.

اقترب رامي منه بلهفه مردفا بقلق : مش وقته، عارف قريبتي شهد، انت شوفتها ركبت تاكسي ولا مشيت ازاي .

هتف الاخر بسرعه : اه شوفتها نازله ومشيت في الشارع دا؛؛؛؛؛، بس مركبتش تاكسي، انت ممكن تلحقها دا مفيش عشر دقايق نازله من البيت ..

استدار رامي بسرعه ذاهبا بذلك الطريق ركضا لم يأخذ نفسه لم يهدأ حتى رأي طيفها في اخر الطريق، هتف بصوته الجهور : شهدددد ...

سمعت هي اسمها التفت بسرعه رأت رامي ياتي ركضا من اخر الطريق، تملكها الغضب لرؤيته، التفت بسرعه كبيرة ثم ركضت هى الاخرى، وقف هو بصدمه عندما رأها تركض بعيدا عنه هاتفا بذهول : يابنت المجنونه، ماشي يانا يانتي ..

تابع ركضه ورائها وهي تركض باقصى سرعتها حتى رأت مجموعه من الكلاب الضاله تقف في منتصف الشارع وقفت بصدمه تهتف لنفسها : يالهوي عليا كلاب ..

رجعت للوراء بخطوات مبعثرة ثم التفت وركضت باتجاه رامي وهي تصرخ : يالهووي الكلاب هتاكلني، الحقني يا رامي.

ركضت والكلاب خلفها، وقف رامي يشاهد ذلك المشهد ثم سيطرت عليه نوبه ضحك، ما ان اقتربت منه هبط بجذعه الاعلي والتقط حجارة صغيره ثم حدفها باتجاهم، خافت الكلاب ركضت بعيدا عنهم، وقفت تلهث بقوة ثم استدرات خلفها رأتهم يركضون بعيدا هتفت بتعجب : طوبه تخوفهم، ما كنت ارميها من زمان، دا انا نفسي اتقطع .

خبطها بخفه على رأسها هاتفا بحدة مصطتنعه : انتي ازاي يا هانم تنزلي في الوقت دا وتسيبي البيت وتمشي .

استدرات ترمقه بغيظ قائله : متكلمنيش لو سمحت انا مبكلمكش وبعدين انا لايمكن ارجع معاك تاني ابداً.

زفر بقوة ثم اردف بنفاذ صبر : ليه يا هانم مش هاترجعي معايا تاني .

هتفت غاضبه : ايه الي ليه، ايه السؤال دا انت هنتني يا رامي وانت قاصد كل كلمه بتقولها في حقي، انت بتلومني علشان حاولت اقف جنب ابنك اللي انا شايفه انه مش غلطان انا ليه اعاقبه واكسر نفسه وهو مش غلطان، انت عايرتني على عدم تعليمي مع انه مش بايدي وبتسالني ليه ماشيه، انت بتعايرني انه كتر خيرك باكل وبشرب في خيرك والمفروض ان اسكت على اهانتك ليا، لأ كله الا كرامتي انا حقيقي استحملتك كتير بس اكتشفت ان اللي بيسكت وبيعمل بأصله اللي قدامه مش بيقدره لا بالعكس بيزيد فيها، ودي حاجه مقبلهاش على نفسي ولا على كرامتي لغايه هنا وبس كفايه ...

تقلصت ملامحه بغضب قائلا : كان كلام في وقت ضيق وانتي عارف كويس ان مخنوق ومضايق وبعدين لو كل واحدة جوزها قالها كلمتين في وقت ضيق سابت بيتها ومشيت الدنيا هاتخرب، اعقلي وارجعي البيت ..

ابتسمت بتهكم مردفا : الكلام دا ليا انا ولا لمين بالظبط، مش انا بردوا من شويه كنت بتلومني ان اتكلمت وقولت ان مراتك وازاي اعمل كدا، ابقا قول كلام بس وابقا قدة ..

هتف سريعا بارتباك : انا اقصد في البيت مش فالمدرسه ...

عقدت حاجبيها بضيق : والبيت ايه والمدرسه ايه، انت على فكرة...... ، اسمها ايه .....، قول معايا اسمها ايه انا فاكرة كويس ....

ضحك بخفه : اسمها متناقض .

هتفت بسرعه مؤكدا : ايوا اسمها متناقض اصمالله عليك، انت يا رامي متناقض .

زم شفتيه بضيق ثم قال : طيب ممكن نروح بيتنا ونتكلم مينفعش نقف كدا في الشارع.

هزت رأسها برفض : لا استحاله انا لايمكن اروح معاك، لا يمكن ..
******************************
بمنزل زكريا..

ترنحت سلمي بسبب صفعاته المتتاليه، اختل توزانها ثم وقعت ارضا تنزف الدماء من فهمها، نظر لها بغضب عارم بينما هتفت مديحه بمكر : خلاص يا حبيب امك انت ربيتها وعلمتها الادب ...

زمجر بحدة مردفا : لا لسه متعلمتش، انا يابنت ال**** تعملي عليا شريفه وكنتي مصاحبه واحد قبل الجواز، وانا اللي كنت فاكرك محترمه لكن اقول ايه كلكوا صنف واحد ...

رفعت بصرها له ترمقه بكره ثم هتفت بتعب : حرام عليك انا طول عمري محترمه، انا عمري مهاسامحك ..

رفعت مديحه حاجبيها باعتراض : ما مش تسامحيه يا حبيبتي، ما تولعي بجاز يابت، مش كفايه سكتنا علي بلاويكي ورضينا بيكي ...

صرخت سلمي باعلى صوتها مردفه : بلاوي ايه كفايه بقا تطلعي عليا كلام انا عمري ما حبيت ولاد ولا كلمت حد ارحميني .

التفت زكريا لمديحه هاتفا بغضب : جيبلها ياما البت اللي قالتلك عليها كلام دا علشان تشوف بعينها كدبها ..

أومأت مديحه ثم هتفت بصوت كالفحيح الافاعي : حاضر ياعين امك، اسمع بس الاول جيب الحبل من تحت سريري ويالا علشان نربطها في رجل السرير ونعلمها الادب ...
ثم تابعت بهمس : لازم تدبحلها القطه وتخاف منك وتعلمك الف حساب علشان متبقاش ليلى التانيه ...

بلع ريقه مردفا بنظرات زائغه ضائعه، ذكرى ليلى تأتي امامه بتفاصيلها : صح ياما لازم تعرف ان راجل وتتعلم الادب، سلمى لا يمكن تكون ليلى التانيه ..
************************************
بمنزل كريم ...

انهي صلاته ثم رفع بصره لاعلى مناجيا ربه : يارب انا عارف ان غلطت وخالفت مهنتي واخلاقي وديني، بس غصب عني سامحني، انا تعبت من تعذيب الضمير ومن الكوابيس اللي بشوفها ..

اطلق تنهيدة حاره ثم نهض من صلاته متوجهاا حيث ليلى ووالدة، وقف على اعتاب غرفه والدة وسمع حديث جمال المؤنب :

_ دا بيتك يا ليلى لو كل مرة كريمه اختي هاتيجي تهربي منها يبقا تنتقلي احسن من البيت انتي وكريم وانا هنا معايا الممرضات ..

هتفت ليلى بحزن : ليه كدا بس ياعمي، انا مقدرش اسيبك والله، بس غصب عني معلش انا مش عارفه هافضل لغايه امتى اضغط على نفسي ومردش، خايفه في مرا لساني يفلت ومقدرش اتحكم في نفسي .

دلف كريم مردفا بهودء : نروح فين يابابا، قول بقا انك زعلان ان ليلى سابتك وجات معايا انهاردا ..

ابتسم جمال : اه زعلان اوي بس علشان دا بيتها تقعد فيه براحتها ولو كريمه زعلتها ترد بادب واحترام وتحرجها بالذوق، وبعدين يابنتي دا انا قولت ان ربنا عوضني غياب كريم بيكي وهاتفضلي معايا، تقومي تهربي كدا .

جذبت ليلى يد جمال ثم طبعت قبله رقيقه على يدة ثم رفعت بصرها مردفه بابتسام : حاضر، المهم متزعلش مني بس .

ربت جمال بحنان على يديها قائلا : مقدرش والله ازعل منك، يعلم ربنا ان اليوم الي دخلتي البيت دا وانتي بنتي ومعزتك من معزة كريم بالظبط...

زفر كريم بضيق مصطتنع : وبعدين بقا في المشهد الرومانسي دا، احم لاحظوا وجودي .

ضحك جمال بصوت عالي مردفا : قوم يادكتور اعملنا سحلب من ايدك الحلوة دي ..

حولت بصرها لكريم مردفه بتساؤل : انت بتعمل سحلب !!!.

اومئ كريم ثم هتف بمزاح : انا عليا سحلب ولا احسن قهوجي فيكي يا مصر ، دلوقتي هادوقي طعمه ..

***********************************
بمنزل رامي المالكي ..

وقفت بغضب تهتف بعتاب : مش عيب على طولك تكدب ..

اشار الى نفسه مردفا بتمثيل : انا كدبت فين دا .

هتفت بحنق قائله : ما خالتي كويسه اهو، امال قولتلي انها تعبانه واغمى عليها وحرام عليكي هايحصلها حاجه والحقيها، وقلبك فين ياشهد، ضميرك فين يا شهد، وشهد الهبله صدقت وجت معاك ..

نظر لوالدته قائلا بمكر مصاحبا بغمزه خفيفه من عينيه : مش انتي كنتي تعبانه ياماما، وبتقولي هاتلي شهد هايجرالي حاجه ..

انكمشت ملامح صفاء محاوله فهمه ثم حاولت مجارته في الحديث : اه اه يا شهد، انتي ازاي جالك قلب تسيبني يابت، اخص عليكي ..

اتسعت عيناها بصدمه : عيب ياخالتي انتي كمان تكدبي .

زمت صفاء شفتيها بضيق موجه حديثها لرامي : رامي لو سمحت قوم ادخل لابنك كلمه علشان منمش لغايه دلوقتي..

نهض رامي من جلسته ثم نظر لها بطرف عينيه نظره سريعه لاحظته هي ثم التفت برأسها لاتجاه الاخر متجاهله نظراته لها، بينما هتفت صفاء بهودء : كدا يا شهد قلبك طاوعك تمشي وتسيبني .

ترقرقت الدموع في عينيها مردفه : بالله عليكي يا خالتي ما تكلميني كدا اصل انا هاموت واعيط وعلى تكه اصلا.

اقتربت منها صفاء مردفه بحزن :انا عارفه انك زعلانه وشايله في قلبك من كلامه بس انتي بردوا غلطتي يا شهد ومش هانتكلم غلطتي في ايه ولا هانزيد في الكلام، بس شوفتي انا طلع عندي حق .

عقدت حاجبيها بضيق قائله وهي تمسح عينيها : مش فاهمه قصدك يا خالتي، طلع عندك حق في ايه ؟!.

هتفت صفاء بعتاب : كان عندي احق لما أصر اجوزك لرامي، انا كنت عارفه ان لو سبتكوا كدا مش متجوزين هاتسيبني وتمشي مع اول خناقه مع رامي ....

قاطعتها شهد ببكاء: ياخالتي اعمل ايه عاوزني اقعد بعد ما عايرني باكلي وشربي ونومتي، لا لامؤاخذة كدا ميبقاش ليا كرامه .

جذبتها صفاء وعانقتها مردفه بحنان : لو ليا غلاوة عندك اوعي تعمليها تاني، انا قلبي اتخلع بجد لما مشيتي، يابنتي مش هاستحمل بعدك عني، يعلم ربنا لما شوفتك في اول لحظه دخلتي قلبي واتربعتي كدا، لو بتحبي خالتك اقعدي اوعي تمشي وانا رامي هاعرفه غلطه هو مينفعش يتكلم معاكي كدا انتي صاحبه بيت يابت .

شددت شهد على عانقها مردفه : ربنا يخليكي ليا ياخالتي يا حبيبتي، انا من غيرك ماسواش حاجه والله ..

ابتعدت صفاء قليلا ثم هتفت بجديه :. اوعديني ان عمرك ما تسيبني ..

اطلقت شهد تنيهدة قويه ثم هتفت بخفوت : حاضر يا خالتي انا عمري ما هاسيبك ابدا، بس ابعدي رامي عني ..

ابتسمت صفاء بمكر ثم قالت : لا رامي بقا تعالي اقولك في ودنك تضايقه ازاي على اللي عمله معاكِ وتاخدي حقك تالت ومتلت .
**************************
ثاني يوم بمنزل حسني ...

وقفت في منتصف الغرفه تنظر في ارجائها بحيرة ثم هتفت لنفسها : هايكون عاينهم فين، انا مسبتش مكان الا ودورت فيه كويس، يارب يكون عاينهم هنا .

هبطت بجسدها تنظر تحت السرير حركت تلك الاشياء جنبا لم تجد شيئا، اعتدلت بجلستها ولكن سرعان ما هبطت مرة اخرى عندما وجدت تلك البلاطه الموضوعه باهمال، عقدت حاجبيها بتركيز ثم وقفت وحاولت تحريك السرير حتى نجحت اخيرا في تحريكه جلست على الارض وقامت بازاله تلك البلاطه وبدات بمحاوله بازاله البلاط الموضوع بجانبها بسرعه حتى ازالت خمس بلاطات، هتفت باستغراب :

ايه البلاط دا اول مرة اعرف ان تحت السرير في بلاط مكسور ...

اكملت عملها ثم ازالت الرمال الصفراء حتي وصلت لغطاء سرير ملفوف بشكل غريب، قامت بفكه حتي هتفت بصدمه :

_ يالهوي كل دي فلوس ياحسني، ومخبيهم هنا اما انت راجل حويط، وانا اللي كنت بدور على وصلات الامانه، وقعت على اللي أمر منها ...
*********************************
بالعيادة النفسيه ..

هتفت الطبيبه بهدوء : خير بقا يا ليلى اتصلتي امبارح وقولتي عاوزة اجاي واتكلم، وبقالك خمس دقايق قاعدة ساكته ..

رفعت ليلي بصرها ثم هتفت بصوت مهزوز : انا عمري ما اذيت حد كنت بخاف ازعل حد مني كنت باخد في نفسي واسكت، معرفش ليه كدا حصلي طيب بتعاقب على ايه ؟!.

هتفت الطبيه بحذر : وايه اللي حصلك يا ليلى ؟!.

بلعت ريقها بصعوبه بالغه ثم هتفت بتوتر : في يوم كنت المفروض اكون نبطشيه في المستشفي مكان واحدة زميلتي، لما خلصت شغلي وارتحت لقتها دخلت عليا كانت الساعه ٢ بليل انا فاكرة الساعه كويس لان في الوقت دا انا اخدت اكتر قرار غلط في حياتي، قررت اروح بعد ما زميلتي بلغتني ان اروح وهي هاتكمل، خرجت من باب المستشفي وانا جوايا حرب حاجه بتقولي روحي يا ليلي، وحاجه بتقولي افضلي لغايه الصبح، مشيت وانا قلبي بيتقبض مش عارفه ليه، شوفت تاكسي جاي عليا قولت بس هو دا اللي هاينقذني ويروحني وخصوصا بعد ما ما شوو..

بكت ليلي، بكت بصوت عالي، عندما تذكرت ملامح وجهه، ظلت تشهق وتبكي سارت في جسدها رجفه وزدات وتيرة الخوف لديها، نهضت الطبيبه ممسكه بعلبه المناديل متوجهه نحو ليلى ثم هتفت بهودء : كملي يا ليلي، خصوصا ايه ..

هتفت ليلى بخوف : بعد ما شوفته، لقيته راجل في الاربعين او الخمسين ياعني في مقام والدي، ركبت ومشي بيا شويه ولقيته بيدخل من شوارع غريبه، حسيت بالخوف قولتله اقف هنا انا عاوزة انزل موقفش رفض، صرخت بعدها وقف وقفل العربيه وبعدها ....

ربتت الطبيبه علي كتفيها مردفه بتشجيع : كملي يا ليلى ...

هزت رأسها برفض مردفه بصوت متقطع من كثرة البكاء: لا مش قادرة، مش قادرة انا عاوزة امشي .

اعطتها الطبيبه كوبا من الماء البارد، اخذته ليلى بيد مرتعشه ارتشفت رشفه صغيرة ثم وضعته امامها شهقاتها لم تهدأ ابدا، ابتلعت ريقها بصعوبه ثم اردفت بنبرة شبه ضائعه:

_ اترجيته كتير اوي، لو كنت طولت ابوس رجله كنت بوستها بس ميعملش كدا، قاومت كتير اوي بس خبطني في دماغي بعدها قومت لقيتني في المستشفي بيقولولي ان ان اني ياعني...

قاطعتها الطبيبه بلطف : خلاص يا ليلى كفايه كدا انهاردا .
ثم تابعت بابتسامه بسيطه : في هنا تواليت ادخلي اغسلي وشك وخدي نفسك كدا، مينفعش تطلعي بوشك الاحمر لدكتور كريم هايتخض وهايقولي عملتي فيها ايه، واحتمال كمان يقفلي العيادة .

كان حديث الطبيبه على سبيل المزاح حتى تخرجها من تلك الحاله التي انتباتها، أومات ليلى ثم نهضت وسارت بخطوات ثقيله وذلك المشهد يتجسد امامها...

*********************************
بمنزل حسني ..

وقفت تعد الطعام شردت بذهنها لهذا المبلغ الضخم الذي يخبئه حسني تركت تلك الملعقه ثم هتفت بغيظ :

_ يالهوي ياحسني شايل المبلغ دا وعينه تحت البلاط وانا زي الهبله معرفش، انا احسن حاجه اسيب كل حاجه واشوف بعد كدا هاعمل ايه ..

*****************************
بمنزل زكريا ..

فتحت باب الغرفه بعنف ثم اقتربت من تلك الراكضه ارضا ووجها شاحب، هزتها بقدمها بعنف حتي استقيظت سلمى بتعب، لوت مديحه فهما بتهكم : قومي يا برنسيسه ..

رفعت سلمى بصرها ثم اردفت بخفوت : هاقوم ازاي وانا مربوطه زي الكلاب كدا .

ضحكت مديحه بصوت عالي مردفه بسخريه : كويس انكِ عارفه مقامك، زي الكلاب طب والله يامرات ابني انتِ بتقولي كلام حكم .

ترقرقت الدموع بعينها ثم هتفت بنبرة شبه باكيه : انتِ بتعملي معايا كدا ليه، ارحميني بقا انا عمري ما عملت فيكِ حاجه وحشه .

هبطت بجذعها الاعلي ممسكه بشعرها في يديها بعنف مردفه بغل : لأ عملتي، اتكلمتي في حقي كلام وحش وانا عمري ما انسي كلامك ابدا يا سلمي، انا انتقمت من اختك وليلي الكلبه واطردوا من الحاره وانتِ اهو مرميه في بيتي اعمل فيكي ما بدالي .

اتسعت عيناها بصدمه ثم اردفت : انا كدا عارفه انك السبب في اللي حصلهم، حرام عليكي يا شيخه والله ربنا مبيرضاش بالظلم ابدا وحقهم وحقي هايتاخد منك .

شهقت بتمثيل ثم اردفت بسخريه : لما نشوف هايتاخد مني ازاي .
ثم تابعت بقسوة : يالا يا بت قومي علشان تمسحي الارضيه وتروقي المطبخ .

**************************
بعد مرور اسبوعين في المطار ..

جذبت شهد يد صفاء مره اخري مردفه ببكاء : لا ياخالتي مش هاتسيبني .

هتفت صفاء بحزن : ما خلاص بقا ياشهد اصلي والله قلبي بيتقطع .

هتف حمزة ببراءه : خلاص ياشهد هاخلي بابا يجبلك شوكلاته بس اسكتي .

زفر رامي بضيق ثم اردف بحنق : سيبها بقا يا شهد علشان تلحق تخلص الاجراءات كدة هاتفوتيها معاد الطيارة ..

رمقته بغضب ثم حولت بصرها لخالتها مردفه برجاء : ادعيلي ياخالتي وانتي في الارض الطاهرة وجبيلي ميه زمزم وسلميلي علي ميمي كتير لغايه ما ابقا اشوفها .

ربتت صفاء علي كتفيها بحنان مردفه : حاضر ياعيون خالتك، المهم اللي قولته يتنفذ وانت يا رامي بالله عليك خلي بالك منها ومن حمزة يابني .

اقترب رامي عانقها بقوة مردفه بهمس بالقرب من اذنيها : بتوصيني علي مين على اغلي اتنين متخافيش الاتنين هايبقوا في عنيا .

ودعدتهم صفاء اخيرا ثم ذهبت بداخل المطار و وبداخلها تتمني من ربها ان يصلح حالهم، بينما وقفت شهد بتذمر مردفه بتحدي : لا مش هاركب الا وراة، انا مزاجي كدا .

تمتم بالاستغفار ثم قال بهدوء مصطتنع : يالا يا شهد اركبي قدام، انا مش السواق الخصوصي بتاعك .

رفعت اصبع السبابه في وجهه ثم قالت بغضب مكتوم : انا كام مرة انبه عليك متكلمنيش البعيد معندوش دم ولا ايه .

جز علي اسنانه هاتفا بصرامه شديدة : واقسم بالله لو ما ركبتي العربيه دلوقتي....

قاطعته هي بقوة مصطتنعه : خلاص خلاص هاركب .

نظر لها بذهول من تصرفاتها فهي ممتنعه عن الحديث معه وعن الطعام ايضاً لم يراها خلال الاسبوعين الا مرتين فقط بالصدفه وفي خلالهم ترمقه بغضب وتمتنع عن الرد...

جلس خلف عجله القيادة يتنهد بضيق وينظر لها بطرف عينيه حتى هتف بهدوء : شهد ماما مشيت واحنا هانقعد مع بعض خلاص بقا قلبك ابيض، خلينا كويسين .

رفعت رأسها بكبرياء مردفه بالامبالاه مصتنعه : ما احنا كويسين .

زفر بحنق من ذلك الاسلوب التي تتبعه في عقابه : شهد بطلي تستعبطي خلاص بقا انسي الكلام اللي قولته وانا كمان هانس...

التفت له بسرعه متناسيه هدوئها المصتنع ثم هتفت بعصبيه : مش بالسهوله دي انسى يا رامي .

ابتسم بمكر وهو يتابع الطريق جعلها تفقد هدوئها المستفز في ثواني بينما هتف حمزة ببراءه : جبلها يابابا شوكلاته وهي هاتسكت وتبقا حلوة .

قطبت ما بين حاجبيها ثم هتفت : لا انا مش ماديه، انا صاحبه مبادئ.

كتم ضحكته بصعوبه مردفا بخشونه : طب انتي عاوزة ايه ؟!.. علشان ترضي عليا.

صمتت ثواني ثم هتفت بمكر : عاوزني اسامحك على كلامك في حقي من بكرة انزل الشغل في المصنع معاك ومفيش اعتراض وحجتك خالتي اهي مشيت، موافق ولا لأ .

صمت دقائق انتابه شعور بالضيق والغيرة، مؤخرا أصر سامي ان يساعدة في عمله من كثرة ضغط العمل بالمصنع ومع نزول شهد العمل سوف يجتمع بها سامي وبالرغم من صداقتهم القويه هو ورامي الا ان رامي يكره فيه بعض الصفات فاسامي اكبر شخص لعوب يتغزل بالنساء دون حرج ومن السهل ان يقع بشباكه امرآه، (شهد وسامي)
ماهذا لا يمكن ان يحدث ابدا فهذة شهدة هو حياته هو وُلدت حتى تكون له عاش سنين على ذكرى ملامحها فقط ولما صارت زوجته أصبح خائفاً من فكرة وجودها مع سامي، نعم لقد اعترف لنفسه انه يعشقها يحبها يشعر بالغيرة كلما حاول سامي التحدث عنها، الغيره تأكل صدرة طوال حياته يستمع لمقوله ( نار الغيرة ) لم يشعر بها ابداً حتى طوال فتره زواجه بأميرة ولكن ظهرت شهدة بين يوم وليله شعر بمشاعر كثيرة وعرف اخيرا نار الغيرة، نار الغيرة التي تأكل صدرة انتبه هو من شروده على صوتها و هتفت هي بحماس : خلاص علامه السكوت رضا، من بكرة هانزل معاك الشغل.

&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي الفصل الرابع عشر .
قراءه ممتعه .
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:03 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة ) .

البارت الخامس عشر .

انتهى من تمشيط شعره ثم ارتدى ساعته، سمع طرق الباب اردف بصوت عالي نسبيا : ادخل .

دخلت تلك الجميلة المبتسمة مرتدية بلوزة من اللون الكاشمير وجيب طويلة من اللون الاسود وحجاب اسود، رأى هو انعاكسها في المرآة التفت اليها ثم تفصحها بتركيز حتى قطب حاجبيه مردفا بصرامة : ايه دي الي انتي لابساها ياشهد .

نظرت لنفسها بتعجب ثم رفعت بصرها بتساؤل : مالي في ايه مش فاهمة ؟!.

زفر بضيق ثم هتف : الجيبة ضيقة اوي ومجسمة جسمك، مش عاجباني غيريها .

شعرت بالاحراج قليلا لعدم امتلكها جيب اخر غيرها ولكنها هتفت بالامبالاة : هي نظامها كدا ضيقة عادي .

رفع احد حاجبيه باعتراض قائلا : لا مش عادي طبعا انتي محجبة تلبسي واسع بصي اقعدي مفيش شغل مدام مش عاوزة تغيريها.

هتفت سريعا بارتباك : لا، احم ماشي هابقا انزل بعد الشغل اجيب واحدة واسعة، لان كل الموجودين ضيقين .

نظر لها وادرك انها لا تملك غيرها، ابتسم بلطف مردفا : طيب يالا ننزل، الباص جه اخد حمزة .

أومأت براسها ثم هتفت بحماس : اه جه اخده وهايجيبه على عنوان المصنع ادتهم العنوان ويالا بقا علشان انا متحمسة جدا .

ابتسم بخفة على حماسها : يالا .
****************************
بمنزل كريم .

استقيظت وبداخلها راحة نفسية لم تعهدها منذ فترة اعدت الفطور ثم جلست مع كريم ووالده يتناولوا فطورهم ويسود الجو الألفة والحب، حتى اعلن هاتفها عن وصول رسالة نظرت فيها وجدت رسالة من رقم غير مسجل ومحتواها :

( فاكرة انك هاتفضلي تخبي كتير مصيبتك، انا لايمكن اسيبك تضحكِ على الناس وتكدبي وتمثلي دور
الشريفة في اقرب وقت هابعت لحماكِ واقوله على اللي انتِ عملتيه وانك شمال ).

قرأت محتواها بأعين متسعة تسارعت انفاسها، سعلت بخفة ثم قامت بتوتر واضح مردفة بتلعثم : انا هاقوم اغير هدومي.

رمقها كريم بتعجب ثم هتف مغيرا مجرى الحديث : طيب خديني معاكي علشان اجيب شنطتي وانزل الشغل .
ثم تابع حديثه موجهها كلامه لوالده : بابا كمل فطارك يا حبيبي .

أومئ جمال برأسه دون رد وتابع اكمال فطوره .....

في الداخل ..

دلف كريم بعدها مغلقا الباب بهدوء ثم اقترب منها مردفا بقلق : في ايه يا ليلى، ارتبكتي قدامنا ليه كدا لما بصيتي في التليفون .

زدات وتيرة التوتر لديها مردفة بوجه يشوبه الاحمرار : ايه! كان باين عليا، ياعني عمي زمانه اخد باله .

شعر هو بمدى توترها وخوفها اقترب منها ممسكا بكتفيها محاولا منه لتهدئتها ثم قال : اهدي يا ليلى بابا ماخدش باله اصلا، لو اخد باله كان زمانه سأل .

ابتلعت ريقها بصعوبة مع ظهور دموع بسيطة في عينيها : بص في التليفون بتاعي جتلي رسالة عليه، انا هاموت من الخوف .

اخذ الهاتف متفصحا تلك الرسالة سرعان ما رفع بصره بتساؤل : ايه الكلام الاهبل دا، مصيبة ايه وفضيحة ايه .

مسحت تلك الدموع المتساقطة رغما عنها مردفة بخفوت : والله ما عارفة بس اكيد قصده يعني عن الاغتصاب وكدا.

قطب بين حاجبيه ثم هتف : وهو ايه اللي عرفه ان انا وانتِ خبينا عن بابا الموضوع دا .

أومأت بسرعة كبيرة مردفة باندفاع :صح صح ايه اللي عرفه ، انا خايفة ومتوترة انا عاوزة اروح لدكتورة هدي .

ربت على كتفيها بحنان مردفا بهدوء : اهدي يا ليلى ليه الخوف والتوتر دا، ما يعرف بابا ايه الي هايحصل وبعدين انتي ياماما المجني عليها مش الجاني خوفك وتوترك غير مبرر خالص اهدي كدا واتحكمي في انفعالاتك ثم ان المفروض مش كل مشكلة تقعي فيها تجري على دكتور هدى لأ ، انتي عقلك فين ومدى تصرفك بالأمور .

هتفت بصوت مرتجف : لا الناس كلها شايفني جاني مش مجني عليها، واكيد والدك هايشوفني كدا بردوا ويقول طلقها وسيبها.

ابتسم هو بتهكم ثم قال : دا لو افترضنا ان كلامك صح فهل دا معناه ان اوافق واطلقك
ثم تابع بنبرة كلها حب وحنين : يا ليلى انا عافرت بس علشان تكوني في حكمي ومراتي ولسه بعافر علشان تحبيني، انا لو الدنيا اتهددت مش هاطلقك مش هابعدك عن قلبي ابدا.

رفعت بصرها رمقته بنظرات غريبة خوف ارتباك حب!!، تريد حضنه الان تريد ان تنعم به لتزيل همومها و مخاوفها، كريم اصبح الامان لها وما الحب الا الامان، بادلها بنظرات حب عشق، اقتربت بسرعة وفي لحظة كانت تحشر نفسها داخل احضانه عانقته بقوة، تسمر هو للحظات إثر حركتها المفااجئة ولكن سرعان ما استوعب ان حبه وعشقه بين يديه وبإرداتها هي، بادلها العناق يدفن رأسه في خصلات شعرها مستنشقا رائحتها بقوة حتى فاجئته للمرة الثانية بحديثها الغير متوقع :

_ خبيني جوا حضنك ياكريم، متبعدش عني اوعدني تخليك جنبي، انت بقيت بالنسبالي الامان والحنان، وجودك صوتك ريحتك كل حاجة بتحسسني بالامان اوعى تبعد للحظة بعيد عني لو بعدت هاقع هاموت، انا بتعالج علشانك انا عايشة علشانك وبكمل علشانك انت .

تسارعت دقات قلبه عقب حديثها ابعد وجهها يتأكد من اعينها صدق حديثها هتفت هي بتذمر واضح على ملامحها : ليه بعدتني عن حضنك، سيبني ش..

قاطعها بقبلته، قبلته التي بث فيها مشاعر الحب السعادة العشق كانت قبلته بسيطة حنونة ابتعد عنها بسرعة حتى لا يؤذيها اكثر من ذلك فهي في اهم فترات علاجها ولكنه لم يستطيع التحكم بنفسه عقب حديثها، معشوقته تعترف وتعلن وهي بكامل قواها العقلية انها تفعل ما تفعل لاجله فقط وتطلب احضانه لتنعم بدفئه، عانقها مرة ثانية ويعلو على ثغره ابتسامة تنم عن السعادة ظل يمسد بيديه على ظهرها، اما هي فكانت بعالم اخر لا تريد الاستيقاظ منه.
**********************************
بمنزل زكريا .

امسكت سلمى الهاتف بيد مرتعشة وهتفت بنبرة يتخللها الخوف : مبهدلني ياماما ضرب واهانة انا خلاص بفكر اموت نفسي واخلص من القرف اللي انا فيه .

هتفت الاخرى بغيظ : ربنا ياخدك يا مديحة انتي وابنك الكلب .

مسحت دموعها بسرعة مردفة بحزن : تتصوري يا ماما طلعت عليا كلام ان كنت بحب واحد وهو طبعا صدقها وكل يوم يربطوني في السرير انام في الارض يصحوني الصبح اروق وامسح انا تعبت والله .

زفرت سميحة بحنق مردفة بغل : طب والله اجيلها واموتها الولية دي، هي مش ناوية تتلم ولا ايه .

هتفت سريعا : لا لا ياماما اوعي بلاش لبابا يضربك وانتي خلاص مبقتيش تستحملي .
ثم تابعت : المهم انتِ خلي بالك من نفسك وادعيلي، انا هاقفل قبل ما تيجي بقى .

تنهدت بصعوبة ثم هتفت بحزن : حاضر يابنتي هادعيلك وبدعي لشهد ربنا يوفقها في حياتها وتسامحني زمانها ياحبة عين امها كرهاني اوي، يالا يابنتي سل...
ولكن قطعت كلامها بسرعة مردفة : بت ياسلمى انا سبحان الله جالي فكرة كدا .

عقدت هي حاجبيها ثم هتفت بهدوء : فكرة ايه؟!.

اردفت بمكر : بصي لو عاوزة تخلصي من القرف اللي انتِ فيه، خدي زكريا على حجرك الواد دا كان مايلك في اول الفرح اسمعي كلامي اعصري على نفسك لمونتين وعامليه حلو وكلمتين حلوين ومش هايسمع كلام امه .

ابتسمت بسخرية : ياماما انتِ مش عارفة زكريا ابن امه اوي لو قالتله روح موت نفسك يا زكريا هايقولها حاضر ياما .

هتفت سميحة بإصرار : لا والله اسمعي كلامي انا بردوا بعرف اقرا الناس والواد دا انا قريته انتي مليتي عينه وحبك لو شاطرة استحملي قرفه واضحكي عليه بكلمتين وهو هايقف لامه علشانك .

شعرت هي بالضياع اطلقت تنهيدة حارة ثم هتفت : مش عارفة ياماما، مش عارفة اذا كنت هاقدر اعمل كدا ولا لأ، انا مبطقيهوش ولا بطيق اشوفه قدامي .

فهتفت سميحة بتأكيد : والله العظيم اسمعي كلامي وبكرة تقولي كلامك صح ياماما .
*********************
بمحل جزارة حسني .

وقفت مديحة على اعتاب المحل تبتسم بمكر مردفة بغنج : اديني ٢كيلو لحمة ياسيد الناس .

عبث الاخر بشاربه مردفا بخشونة : دا انتِ اللي ست الناس كلهم، ادخلي جوا المحل لغاية ما الواد يقطعلك اللحمة .

شهقت بخفة مردفة بمكر : ادخل محل ايه انت عاوز الناس تقول علينا ايه؟!، لا طبعا مينفعش .

زفر بضيق مردفا : امتى الحلو بقى يحن علينا ونتجوز اصلي انا بقيت على اخري .

اطلقت ضحكة رنانة : اهدى يامعلم، الصبر تاخد حاجة حلوة انا عاوزة اظبط كل حاجة قبل جوازنا وانت كمان تكون خلصت من المحروقة سميحة .

امال هو بجسده ناحيتها مردفا بخفوت : اول ما تديني الاشارة هاتلاقيني خلصت منها وللابد .
ثم تابع بنبرة خبيثة : وحياتك عندي لامحي اسمها من الحارة كلها .

اتسعت ابتسامتها مردفة : طب عجل الواد باللحمة عاوزة الحق اطبخ.

غمز لها بطرف عينيه ثم صاح بصوته الجهور : يالا ياض اوزن اللحمة .
****************************
بالمصنع ...

ظل يتفصح الاقمشة بإمعان وتركيز ثم هتف : اظن انها هاتبقى حلوة اوي يا مدام سهير مع الموديل دا.

هتفت الاخرى بعملية : جدا انا لما شوفتها اعجبت بيها اوي وانت حقيقي يا مستر رامي زوقك حلو اوي في اختيار القماش .

رفع بصره ثم هتف بابتسامة بسيطة : شكرا يامدام سهير، انا عاوزك تشدي البنات شوية في التطريز وكمان مشرفين الجودة انا عاوز كل حاجة بالسنتي، السوق سمعة وانا عاوز كله يعرف عن مصنع المالكي ان سمعته كويسة وشغله تمام.

أومات هي بتفهم ثم اردفت بجدية : خلاص ادي الاوردر لكله انه يبدأ شغل .

خلع نظارته الطبية قائلا : اه .

تحركت خارج الغرفة ولكن صوت رامي اوقفها قائلا : انتي شغلتي شهد مشرفة جودة صح .

استدرات هي ثم هتفت بتأكيد : ايوة زي ما انت امرت.

حمحم هو ثم قال بارتباك : طب متعطيهاش شغل كتير ومتخليش حد يزعلها ولا يضايقها وياريت لو تبعتهالي .

ضيقت عينيها بتركيز محاولة فهم ما علاقة رامي وشهد وسر اهتمامه بها، ولكنها سرعان ما ردت : اوك يا مستر رامي.
*********************************
بمنزل كريم .

كانت تضع رأسها فوق صدره، ويديها حول عنقه اما هو كان يحرك يده بخفة على ظهرها وبين كل ثانية واخرى يطبع قبلة رقيقة فوق جبينها حتى فتحت عينها بهدوء :

_ كريم هو انت مش هاتروح المستشفى .

ارجع بعض خصلاتها للخلف مردفا بابتسامة حب : لاهاخد اجازة واقعد معاكي انا مش عاوز اسيبك .

رفعت نصف جسدها للاعلى ثم هتفت : لا انت لازم تروح وتشوف شغلك متقلقش انا بقيت كويسة .

قطب بين حاجبيه مردفا بضيق : ليه عاوزة تحرميني من حضنك، انا اخاف اروح ارجع الاقيكي اتحولتي .

ابتسمت رغما عنها ثم هتفت : لا مش هاتحول متخافش، بس احنا بقالنا كتير هنا ياكريم وعمي سبناه لوحده وانا اتعودت اقعد معاه واتكلم ونرغي في اي حاجة، مش عاوزة يقول اني نسيته .

هز رأسه متفهماً وجهة نظرها ثم نهض مردفا بضيق مصطنع : ماشي ياست ليلى بعيني علشان خاطر بابا، يالا اطلعيله وانا هاغير هدومي وهاروح العيادة بلاها مستشفى انهاردا .
******************************
بالمصنع ...

دلفت شهد تتصفح مكتب رامي بهدوء ثم هتفت : ايه يارامي الحلاوة دي، انا كنت متخيلة مصنع دور او دورين بس مش كذا دور ماشاء الله وكمية ناس بتشتغل ماشاء الله.

ابتسم هو لحديثها العفوي: طب كويس انه عجبك ياست شهد.
تحرك نحو اريكة صغيرة ثم اشار اليها ان تأتي، تحركت نحوه ثم جلست عليها مردفة بتساؤل : خير بقى عاوز ايه ، نادتني ليه؟!

وضع حقيبة بلاستيكية على الطاولة الصغيرة التي تتناسب مع حجم الاريكة : ناديتك علشان تفطري انتي مفطرتيش الصبح، وممكن يحصلك حاجة ويغمى عليكي وامي تقولي قصرت في شهد يارامي .

مد لها ساندوتش اخذته بابتسامة مردفة : انشالله يخليك للغلابة، بس بعد كدا مش هاينفع اجاي وافطر هنا هابقى اخاد فطاري تحت مع البنات.

قطب ما بين حاجبيه ثم هتف بتساؤل : ليه؟!

قطمت قطعة خبز ثم مضغتها بهدوء مردفة : علشان البنات ميقولوش حاجة عليا انا بنت وليا سمعة .

اتسعت عيناه بصدمة مردفا بذهول : نعم!!، انتي ايه؟!!، انتي بنت دا على اساس ايه بقى ان شاء الله، انتي مراتي ياهانم واي حد يتكلم هاقطعله لسانه .

ضحكت بخفة مردفة بفم مكتنز من الطعام : يالهوي عليك يا رامي قفوش اوي، مبتعرفش تبقى هادي كدا .

ارجع ظهره للخلف مردفا بحنق : مانتي بتقولي كلام يفورني ويعصبني .

قهقهت بشدة مردفة بمزاح : يفورك!، انت سفن اب ولا فيروز علشان تفور .

التزم الصمت ووجهه خالي من التعبير، بينما هي سعلت من الاحراج مردفة بخفوت : وحشة صح!..

هتف سريعا بضيق : وحشة جدا اوعي تألشي تاني .

رمقته بضيق ثم هتفت : بص بقى ياسيدي هالله على الجد والجدهالله عليه، مينفعش تقول ان انا مراتك والكلام دا، الموضوع دا سر ما بيني وبينك، ليه بقى قولي ليه؟!.

حاول التحكم باعصابه وعدم انفالتها، فرد في هدوء مصطنع : ليه ياشهد؟!

هتفت هي بجدية : اولا علشان انا مش هنسالك لما بهدلتني علشان قولت مراتك في المدرسه، وكمان علشان انا وانت عارفين اننا اخوات واحنا كتبنا كتابنا في ظروف معينة وان شاء لله لما خالتي تيجي هانطلق، افرض بقا قولت وفضحت الدنيا اني مراتك وفي واحد مثلا معجب بيا وبيحبني وعاوز يتجوزتي، يريضك توقف حالي ...

لم يعطيها جواب، بل اقترب منها بنفس وجهه الخالي من التعبيرات، اخذ ذلك الساندوتش ثم وضعه على الطاولة بهدوء بينما هي رمقته بتعجب من ردة فعله، التفت اليها ثم هتف بحدة مخيفه : عاوزة تطلقي علشان تتجوزي حد تاني صح؟!.

هتفت هي بتلعثم من نبرته الحادة المخيفة : كان مجرد رأي.

وبحركة واحدة كانت شفتيه تعتصر شفتيها يقبلها يعني عقاباً على كلماتها، تأوهت بخفوت نتيجة لغرس أسنانه بشفتها السفلى، حاولت أبعاده نجحت ولكنه عاد مرة اخرى يقبلها بقسوة لا يدري بنفسه ماذا يفعل بها؟!، كأنه جسد يتحرك وعقلًا غائب وهذه المسكينة مصدومة مقهورة مشاعرها مبعثرة تشعر بالخوف نتيجة لهذا الهجوم الشرس نجحت أخيرا في الابتعاد عنه تنهض مسرعة للهروب من أمامه لتسقط أرضا اثر نهوضها بسرعة وخطواتها المبعثرة وجيبتها الضيقة

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&_
انتهى الفصل الخامس عشر .
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:05 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



رواية ( شهد الحياة ).

البارت السادس عشر.


نهض سريعا مد يديه ليساعدها في النهوض ولكن رفضت بقوة وازاحت يده بعنف قائلة بغضب : ابعد عني .

هتف سريعا بارتباك : شهد انا والله....

قاطعته بعصبية : انت ايه يا رامي، ايه الي انت هببته دا، ازاي قدرت تعمل كدا .

احتدت عيناه بغضب : وايه اللي انا عملته انتِ مش مراتي ولا ايه .

هتفت بصراخ : على الورق وبس .

زمجر رامي بحدة : لا انتي مراتي ومش ورق وبس، ويكون في علمك لو مبطلتيش سيرة الطلاق وان حد تاني يتجوزك واقسم بالله هاحبسك في اوضتك مش اخرجك منها انا راجل يا شهد مينفعش تكلميني بالاسلوب دا ابدا .

رمقته بضيق ثم هتفت بسخرية : راجل على نفسك مش عليا، فاهم ولا لأ.

انهت حديثها ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بقوة، حدق هو في اثرها ثم غمغم : متخلفة ولسانها اطول منها وعاوز قصه .....
ثم وضع يده على شفتيه وقبلها واكمل : بس طعمة طعامة،، اه منك ياشهد لخبطتيني .

دلفت الى مرحاض النساء، فتحت الصنبور وغسلت وجهها عدة مرات لعلها تهدأ نفسها وتطفئ سخونة وجهها ،نظرت لنفسها في المرآه وجدت شفتيها متورمتين نتيجة لاعصاره بهم وقوة قبلته، وضعت يديها على شفتيها تلقائيا سرت رجفة قوية في جسدها عندما تذكرت قبلته، اتسعت عيناها بصدمة : رامي باسني، يالهوي عليا، باسني بوسة زي الافلام بالظبط، يادي الكسوف هابص في وشه ازاي بعد كدا.
عقدت حاجبيها مردفة بتساؤل : بس ياتري ليه باسني، علشان قولتله هاطلق واتجوز حد تاني، اه تلاقي رجولته نقحت عليه.
ثم هتفت لنفسها مؤنبة : انتي غلطانة بردو يا شهد يعني هو جابلك سندوتشات علشان تفطري وانتي تدبي كلامك الاهبل دا، مهما كان دا جوزك لازم اراعي حتة زي دي ومتكلمش على رجالة تانية
ثم عادت تهتف لنفسها مرة اخرى: اه هو جوزي بس زي اخويا....
زفرت بضيق ثم هتفت لنفسها مرة اخرى : يوووه عليا بكلم نفسي تاني، بس انا لازم اخد منه موقف علشان ميكررهاش تاني، اه انا مش فاتحاها سبيل.

هندمت نفسها مرة اخرى ثم اخذت نفس طويل واخرجته ببطئ خرجت من المرحاض وسارت في طرقة طويلة حتى سمعت صوت يناديها التفت بسرعة رأت شاب طويل وسيم مبتسم لها وكأنه يعرفها من قبل دققت النظر حتى استعادت ذاكرتها انه صديق رامي ولكنها نست اسمه هتفت لنفسها بسرعة : يالهوي اسمه ايه، نسيت .

رأته يتقدم منها ولم تختفي ابتسامته وما ان اقترب حتى مد يده لكي يصافحها، تنحنحت هي بإحراج ثم صافحته بابتسامة بسيطة، هتف هو برزانة : ازيك ياشهد عاملة ايه؟!.

حمحمت هي بإحراج لعدم تذكرها اسمه مردفة بابتسامتها ذاتها : الله يسلمك يا استاذ...، انا اسفة نسيت الاسم عندي مشكلة في الاسماء بنساها بسرعة .

رمقها بحزن مصطنع مردفا : اخص عليكِ ياشهد نسيتي اسمي وانا اللي كنت فاكر انك عمري ما تنسيني زي مانا منستكيش ابداً، من اللحظة اللي شوفتك فيها وانتِ على طول على بالي عمرك ماغبتي ابداً واسمك اتحفر جوايا.

اصطبغ وجهها باللون الاحمر ثم هتفت بارتباك : اه، احم شكراً ...

ضحك بخفة على ارتباكها ثم هتف : يا ستي انا سامي صاحب رامي .
ثم استطرد بتساؤل : الا قوليلي انتِ بتعملي ايه هنا؟!.

_ اشتغلت هنا، قصدي يعني اشتغلت في الدور اللي تحت مشرفة جودة .

اجابها مزاحاً : وياترى بقى عارفة يعني مشرفة جودة .

هزت رأسها بتأكيد : اه مدام سهير فهمتني شوية في الشغل ولسه هافهم ان شاء الله .

وقفت هايدي في اخر الطرقة تتابعهم من بعيد وبرأسها مئة خطة شيطانية للايقاع بتلك الدخيلة "شهد" من وجهة نظرها، عزمت على تنفيذ اول خطة، رفعت هاتفها بهدوء ثم التقطت لهم بعض الصور، ابتسمت بمكر ثم هتفت لنفسها : وقعتي تحت ايدي وكويس أوي انك جيتي تشتغلي هنا، كدا اللعب هايبقى حلو أوي .
************************************
بمنزل زكريا....

وضعت له الطعام على الطاولة وظلت منتظرة حتى يأمرها بشئ اخر، وضع ملعقة طعام في فمه مردفا بخشونة : امي فين؟!..

ردت هي بوجه شاحب وصوت مجهد : نزلت قالت وراها مشاوير.

رفع بصره اليها يرمقها بتصفح من بداية وجهها الشاحب حتى ثيابها المبتلة رق قلبه وتأثر لمنظرها ثم هتف بضيق : مغيرتيش هدومك ليه؟!.

هتفت بتهكم: مقدرش الا لما امك تأمر ان اغيرها.

ترك الملعقة بعنف ثم هتف بصرامة شديدة : لمي نفسك يا سلمى انا عمال اضغط على نفسي علشان مش اقوم واضربك قلمين يظبطوكي.

صمتت وخفضت بصرها ارضاً، عاد هو لاكمال طعامه بينما هي شردت في حديث والدتها، ماذا لو نفذته وعاملته معاملة حسنة وزودت جرعة حنانها، هل حقا سوف تكسبه في صفها؟؟ ام تأثير والدته اقوى ومهما فعلت سوف تظل في ذلك الجحيم ؟؟ ماذا لو كان بالفعل تأثيرها هى اقوى من مديحة واخذته في صفها؟؟ هى في وضع يستحق التجربة، رفعت بصرها ترمقه وجدته يأكل بوجه عابس، بلعت ريقها بصعوبة ثم جلست على مقربة منه، حول بصره عن الطعام ناظراً لها بقوة حتى هتفت هي بصوت دافئ حنون :

_ زكريا ممكن اسالك سؤال؟!.

ضيق عينيه بتركيز مردفا : اسالي؟!.

ارتبكت قليلا ولكنها شجعت نفسها على الحديث : هو انت عمرك سمعت عني كلمة وحشة قبل كدا، يعني بتاعت ولاد والكلام دا .

ابعد بصره عنها ولم يعطيها رد وتظاهر باكمال طعامه، ولكنها تجرأت ومدت يديها تلمس يديه بخفة، سرت رعشة بجسده ثم التفت اليها بسرعة متحفزاً يهتف بخشونة : في ايه ياسلمى، عاوزة ايه مني؟!.

هتفت هي بأعين مليئة بالدموع وبصوت مبحوح : والله ما عاوزة حاجه كل اللي انا عاوزاه انك تحكم عقلك انا يا زكريا عمري ما كان ليا في الشمال وطول عمري براعي ربنا في كل حاجة، انا كان ممكن اهرب ومش اتجوزك بس كملت واتجوزتك هل انا هاعمل كدا لو انا بحب واحد، انت اخدت حقوقك كاملة وشوفت انا محافظة على نفسي وشرفي ازاي، مامتك بتكرهني ومبتحبنيش وانت عارف كدا ومتأكد بلاش تقسي قلبك زيها علشان خاطري، احنا خلاص اتكتب علينا نكمل مع بعض، انا تعبت من الشتيمة والتهزيق والضرب وقلة القيمة دي، انا عمري ما حد عاملني كدا، انا مش قد كدا يا زكريا، انا تعبت والله ونفسي ربنا يرحمني بقى من العذاب اللي انا فيه واموت واخلص.

كان حديثها صادقاً عفوياً نابع من اعماق قلبها، لم تستطيع التحكم في دموعها وهبطت كالشلالات بكت بكاء مرير على حالها، حاولت التحكم في شهاقتها فشلت، رق قلبه لها جذبها لاحضانه مربتا على ظهرها بحنان ثم هتف:

_ اهدي ياسلمى متعيطيش.

رفعت نفسها ثم هتفت بأعين باكية : ارجوك ارحموني بقىط من العذاب دا، انا اضعف من اني اكمل حياتي كدا.

مسح دموعها مردفا بهدوء : خلاص ياسلمى مش هاعملك حاجة ولا هاخلي امك تعملك حاجة، انا يمكن اتعصبت وصدقتها في كلامها، اصل يعني هي امي هاتكدب ليه وتسوء سمعتك وانتي مراتي.

دفنت وجهها في راحتيها مردفة بصوت مبحوح من كثرة البكاء : والله ماعملت حاجة كل كلامها كدب والله انزل اسال عليا في الحارة.

وقع في حيرة ما بين صدق حديثها الذي لمس قلبه بقوة، وحديث امه تنهد بقلة حيلة قلبه يريدها وعقله يرفضها حسم امره مردفا بخشونة : طب قومي يالا تعالي غيري هدومك المبلولة دي وبعدين نبقا نتكلم كدا هتاخدي برد.

نظرت له تتمعن في معنى حديثه اهو صدقها فعلا، سوف يرحمها من ذلك الجحيم، بدأت بودار حديث والدتها تظهر، الحياه احياناً تحتاج الى مكر ايتها الصغيرة يجب ان تواكبي حياتك و تجعليها تسير كما تردين لا تجعلي نفسك للدنيا تحرككي كما تشاء، يجب من الان ان تعلني الحرب على مديحة مستخدمة كل اسلحتك حتى تفتكي بها...

نهضت معه تسير بخطوات هادئة نحو غرفتها، دلفت وبداخلها خوف كبير ولكنها يجب ان تهزمه الان، خرج صوتها مهزوزا قليلا:

_ زكريا لو سمحت ممكن تقفل الباب بالمفتاح علشان انا بتكسف لما امك تدخل فاجأة علينا.

ابتسم بسعادة ثم هتف سريعا وهو يتلفت حوله باحثا عن مفتاح الغرفة : اه ...اه هاقفل الاوضة هو فين انا عاينه فين.
********************************
بالمصنع...

مر هو بين العمال والعاملات يتابع عملهم رأها تقف بعيداً تتابع عملها بتركيز، لاحظت هايدي نظراته المسلطة على شهد عزمت بداخلها على تنفيذ اول خطة، انتظرت حتى انتهى من مروره اليومي والقاء الملاحظات وسارت معه باتجاه مكتبه جلس على كرسيه براحة بعدما رأها تعمل واطمئن قلبه عليها يعلم في قرارة نفسه انها تتجاهله وبالرغم من ذلك لمحها وهي تنظر له بطرف عينيها ابتسم عفويا على فعلتها الطفولية ثم انتبه من شروده على صوت هايدي الحاد :
_ رامي لو سمحت ركز معايا شوية .

حمحم هو في حرج مردفا بتساؤل : خير يا هايدي معلش شردت في الشغل شوية .

_ كنت بقولك عاوزة اقولك على حاجتين مهمين..

_ قولي مستنية ايه؟!.

جلست امامه ثم تكلمت بجدية : أول حاجة انا شوفت بنات هايلين لتصوير الموديلات، واتفقت معاهم على اسعار كويسة مٌرضية ليهم ولينا في نفس الوقت .

_ كويس اوي يا هايدي ..
ثم تابع حديثه بتحذير : بس خلي بالك الصور تكون محترمة مش عاوز حركات ملهاش لزمة، تتصور وتعرض الموديل كويس وكمان قبل ما يروحوا الطباعة اشوفهم الاول، دي الحاجة الاولى ايه بقى الحاجة التانية ...

عبست قليلا مردفة بضيق مصطنع : انا يهمني الشغل وانه يطلع كويس ومبحبش العاملات يتكلموا مع بعضهم ولا الاختلاط كمان، انا عتبي على شهد انهاردة شوفتها واقفه بتتكلم مع سامي وهزار وضحك والعمال بيبصوا عليهم افرض لجنة جت فاجأة من جهاز ادارة المشروعات يقولوا ايه، ولما جيت اكلمها وافهمها انه غلط كدا زعقت وقالتلي مالكيش دعوة .

صمت والصمت كان علامة استفهام لدى هايدي، قطبت بين حاجبيها مردفة بتساؤل : ساكت ليه يا رامي؟!.

كان وجه خالي من التعبيرات لم تفهم ماذا يدور بداخله حاولت ان تستشف فشلت، ثم هتف ببرود : لو خلصتي كلامك روحي خلصي شغلك مبقاش كتير على معاد الانصراف.

تملكها الغيظ من بروده : في ايه يا رامي دا رد ترده عليا، انا بكلمك في ايه وانت بتكلمني في ايه.

امسك القلم الموضوع امامه ثم طرق بيه عدة طرقات هادئة على سطح مكتبه : اولا انا اسمي مستر رامي، ثانيا انتي قولتي اللي عندك وانا خلاص سمعت، ثالثا بقى والاهم ياريت ياهايدي تركزي في مجال شغلك وبس .

تقلصت ملامحها بغضب وسيطرت عليها نيران الغيرة مردفة بفظاظة : هو انا ليه كل ما احاول اقرب منك تبعدني وخصوصا من وقت ما ظهرت الست شهد .

اجابها ببرود متناهي : كلمة تانية هانسى انك قريبة سامي، وانا هانسى العشرة لو سمحتي تحافظي على الحدود اللي ما بينا وتقومي تشوفي شغلك حالا.

رمقته بغضب ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بقوة....بينما هو زفر بضيق محاولا تهدئة نفسه حتى لايزيد الطين بلة.
********************************
بمنزل زكريا...

دخلت مديحة الشقه نظرت بارجائها الاجواء هادئة، الطعام موضوع على الطاولة، رفعت احد حاجبيها مردفة لنفسها : ماشي ياهانم سايبلي الاكل على الترابيزة من غير ما تشليه ...

اتجهت صوب باب غرفة زكريا، ثم طرقت بعنف حتى اتاها صوته الغاضب: ايه ياما بتخبطي على ميتين مابراحة ...

حاولت فتح الباب ولكنه كان مغلق هتفت بعصبية : انت قافل الباب ليه يا زكريا.....

*** في الداخل همست له سلمى : قولها واحد ومراته نايمين عاوزاة ليه الباب يتفتح.

هتف زكريا بصوت عالي : واحد ومراته نايمين لازم نقفل الباب .

شهقت بسخرية : مراتك!!!، امال مش مراتك يا حيلتها .
ثم تابعت بمكر: مش مراتك دي اللي كنت بتضربها امبارح علشان كانت ماشية مع واحد .

شعر بالغضب من حديثها واراد ان ينهض ليواجها ولكن يد سلمى منعته مردفة بنفس همسها : بلاش تبوظ اليوم يا زكريا ...

ابتسم لها ثم اخذها في احضانه مردفا ببرود : اسمها كنت شاكك ياما، والحمد لله اتاكدت من شرفها، مراتي اشرف واحدة واهو ادينا اتصالحنا والحمد لله.

مديحة وقد تملكها الغيظ : ماشي يا زكريا بكرة لما تاخد على دماغك مترجعش تعيط .

تركتهم ودخلت غرفتها، ظلت تدور حول نفسها بعصبية : ماشي يابنت سميحة اخدتي الواد مني، فاكرة اني هاسكتلك لاوالله ما يحصل، انا بقى هاعرفك اللعب على أصوله ازاي وهاظبطك.
******************************
جلست شهد بجانبه في السيارة وبدأت تتظاهر بالتجاهل، بينما هو صدره يحترق من نيران الغيرة، قبض بعصبية على عجلة القيادة حتى ابيضت يداه، فهتف الصغير ببراءة :
_ بابا انا عاوز آكل في ماك انهاردا.

التفت شهد له ثم هتفت : لا يا حمزة هانروح البيت ونعمل اكل جميل.

نظر رامي للصغير في المرآة الصغيرة التي امامه مردفا :
حاضر يا حبيبي هانروح المول ونتفسح شويه ونتغدا.

كانت على وشك الرد ولكنها امتعنت فاجأة عندما تذكرت عقابها له .....
********************************
بمنزل كريم ..

صدع صوت رنين هاتفها بقوة، خرجت من المطبخ تبحث عنه حتى رأته موضوعا على تلك المنضدة الصغيرة، رأت اسم كريم ينير الشاشة ابتسمت ابتسامة واسعة ثم هتفت :
_ ألو...

هتف الاخر بهيام : يأحلى ألو في الدنيا.

ضحكت ضحكة صغيرة ثم هتفت بجدية مصطنعة : عاوز ايه يا دكتور بتتصل ليه؟.

تنهد كريم بقوة ثم قال : الدكتور مخنوق من الشغل ففكر انه ياخد مراته حبيبته ويخرجها ويغديها او يعيشها مش فارقة، ويقضوا يوم لطيف مع بعض.

شعرت بالسعادة لذلك الاقتراح ولكنها هتفت بحيرة : طيب وعمي هانسيبه لوحده .

هتف بنفي : لا هابعت الممرضة تكوني انتي لبستي وغيرتي، اتفقنا.

قالت بحماس : اوك اتفقنا .

اغلقت المكالمة وتوجهت لغرفتها وقفت امام ملابسها بحيرة، شعرت بالعجز وقلة الحيلة ف كريم انيق ومهندم ووسيم وهي بجانبه صفر على الشماال ملابسها قديمة، لفت انتباها تلك البلوزة وتذكرت هو كم يحبها نظرت لها بحب ثم هتفت:
_ لازم اغير من نفسي ومش معقول جاي يفسحني البس اسود، انا هالبس البلوزة دي واهو اسمي افرحه بحاجة .
********************************
في المول...

وقفت بتذمر : الله احنا مش قولنا هناكل، جايبنا عند محلات اللبس ليه؟!

استغفر ربه في سره فهذه القصيرة الغبية تثير اعصابه في ثواني : المطعم زحمة وبعدين حمزة محتاج لبس وانا كمان محتاح كذا حاجة بالمرة انهاردا الخميس نشتري ونقضي اليوم .

نظرت حولها وجدت محلات اطفال في الاتجاه الثاني اشارت له ان يأتي خلفها مردفة بضيق : طيب يالا خلينا ننجز في يومنا دا.

رفع احد حاجبيه بذهول ثم هتف لنفسه : هي بتعاملني كدا ليه كأني شغال عندها...
رفع بصره لاعلى ثم قال: يارب اطول بالي عليها علشان مخنقهاش واخلص منها .

ذهب ورائها دلفوا لذلك المحل المخصص لملابس الاطفال كان مكتظ بالناس شعر رامي بالضيق، بدأت في اختيار الملابس وتنسيقهم واعجب رامي بذوقها وتركها تختار ما تشاء ولم يتدخل في اي قطعة، فرحت هي باختيارها ملابس لحمزة وفرحت اكثر ان رامي تركها تفعل ما تريد ولم يتدخل ولكنها تعجبت من وقوفه ورائها في كل مكان، التفت بنصف جسدها ثم هتفت بهمس : انت واقف ورايا كدا ليه يا رامي، روح اقف عند الكاشير هاخلص واجيلك .

قطب ما بين حاجبيه مردفا بخفوت : لا طبعا مش هاسيبك لوحدك، انتي مش شايفة المحل زحمة ازاي .

هتفت بتعجب : زحمة هايخطفوني يعني ولا ايه؟!.

نظر حوله بضيق ثم هتف بخشونة : لا في رجالة في المحل وممكن حد يقف جنبك ولا وراكي ويلمسك وانتي مش واخدة في بالك.

ابتسمت ابتسامة بلهاء : انت بتغير عليا يا رامي .

هز رأسه بتأكيد ثم هتف بخفوت شديد : طبعا انتي مش مرا......

قاطعه صوت امراءة تقف بجانبهم تنظر لهم بغيظ : مش وقته حضرتك جو الرومانسي دا، المكان زحمة وخنقة وانا بقالي ساعة عاوزة اوصل للبنطلون اللي وراك.

تنحنح رامي في حرج قائلا : اسف، اتفضلي يافندم .

حرك شهد قليلا لامام هاتفاا : اخلصي بقا خلينا نخلص من ام المحل دا .
**************
في مكان أخر بالمول...

وقفت بحزن امامه : هو انت واخدني تشتيرلي هدوم علشان هدومي مش عاجبك ..

داعب وجنيتها باصابعه مردفا بحنان : اخص عليكي ليه بتقولي كدا بالعكس والله انا في قمة سعادتي لما لبستي اكتر بلوزة بحبها وهافضل طول عمري اقولك البسيها دي ليها ذكريات حلوة اوي معايا، انا كنت بسهر في المستشفى احب فيكي وانتي لابساها وطبعا انتي مكنتيش في بالك.

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر القاني ثم ابعتدت قليلا قائلة : احم امال انت عاوز تشتريلي لبس ليه؟!.

ابتسم لخجلها قائلا : انا مش هاشتريلك هدوم وبس، هاشتريلك كل حاجة وكمان اهم حاجة هاشتريلك دبلتي الي هاتتحط في ايدك وتزينها، انا عاوز احس انك مراتي وانا مسؤول عنك .

لمعت عينيها بسعادة مردفة : بجد هاتشتريلي دبلة ؟؟

هز رأسه مؤكدا : اه يالا بقا علشان الحاجات اللي هانشتريها كتير واليوم يكيفينا اصل بكرة في مفاجأة حلوة ليكي .

عقدت حاجبيها بتساؤل : مفاجأة ايه؟!؟

اتسعت ابتسامته على فضولها ثم غمز لها قائلا : ودي تبقى مفاجأة يالا يا مدام ليلى نلحق نخلص.
*******
على الجانب الاخر ...

وقفت تنظر له بتحدي قائلة : لا يا رامي هادخل معاك، تسيبني واقفة هنا ليه؟!

زفر بحنق قائلا : يابنتي الله يهديكِ انا بقولك دا محل رجالي يعني مينفعش تدخلي معايا .

هتفت باندفاع : انا مراتك ادخل انقيلك.

اقترب منها هامساً : دلوقتي بقيتي مراتي، مش كنتي في مقام اختي.

هتفت بعصبية : يوووه انا مراتك بس اختك عادي فيها ايه؟!.

جذبها من يديها ثم اجلسها على مقاعد مخصصة للجلوس هاتفاً بصرامة : فيها انك تقعدي انتي وحمزة هنا ساكتة فاهمة ولا لأ لغاية ما اخلص واجيلك .

جلست بضيق بينما انتظر حمزة ذهاب والده ثم التفت لشهد قائلا : شهد انتي وبابا ليه بتتخانقوا على طول .

اطلقت تنهيدة قوية قائلة بعدها : مش عارفة ...
ولكنها استطردت : بحس براحة لما بناقروا واضايقه مش عارفة ليه..

هتف الصغير ببراءة : مش فاهم.

نظرت له قائلة بمزاح طفولي : احسن سيبك انت ابقى فكرني بعد ما نخلص نجيب ايس كريم وناكله..

هز الصغير رأسه بحماس مردفا بصياح : هييييييه ماشي هافكرك

دلف رامي للمتجر ثم وقف بحيرة حتى اقترب منه البائع قائلا بابتسامة صغيرة : خير يا افندم بتدور على حاجة معينة .

نظر رامي بحيرة للملابس : اه اه عاوز اي حاجة ..

عقد البائع ما بين حاجبيه مستغربا : عاوز اي حاجة ازاي يا افندم .

اتجه رامي صوب قميصا من اللون الابيض ثم اخذه وقال: هاتلي بنطلون جينز لايق عليه ...

_ اوك يا افندم ثواني ..

التفت رامي ثم نظر من خلف الزجاج عليها هي وحمزة هامسا لنفسه : انا عارف انها هبلة ومش هاترضا تخلني اشترلها اي حاجة علشان كدا اشتريت ليا ولحمزة...
********************
بمنزل زكريا ....

نظرت سلمى لزكريا وجدته يغط في نومٍ عميق وانتظمت انفاسه، سالت الدموع من عينيها كلما تذكرت لمساته لها وانها سلمت نفسها بارادتها بكت بصمت على نفسها في كل لمسة كانت تحترق من داخلها كانت تتظاهر معه بالتجاوب وبداخلها تريد الصراخ ونفضه بعيداً عنها، ولكن ما باليد حيلة ويجب ان تستمر في هذه التمثيلية حتى تنجو من ذلك الجحيم ...
*********************
بالمول..

وقفت شهد بتذمر قائلة بتحدي : لا ويمين الله ما انت شاريلي حاجة مش هادخل .

جز على اسنانه هاتفا بغضب مكتوم : يالا يا شهد ادخلي نشتريلك زي ما اشترينا لنفسنا.

هتفت بسخرية : شكرا علشان تعايرني بعد كدا ابدا الله الغني .

رفع حاجبيه باعتراض ثم هتف بصرامة شديدة : طب بصي يا شهد واقسم بالله لندخل ونشتري جيبات واسعة ولبس واسع علشان لبسك مش عاجبني ضيق ومجسم جسمك .

ابتسمت بمكر قائلة : انت غيران عليا اعترف ان انت غيران علشان ادخل معاك جوا .

هتف الصغير بسرعة : قولها يابابا انت غيران خلينا نخلص بقا انا جوعت والله .

نظر بصدمة لحمزة ثم هتف بضيق: اه غيران عليكي يا ست شهد مش مراتي لازم اغير اخلصي بقى .

رفعت رأسها بكبرياء مردفة بتحذير : ماشي انا مراتك بس اختك يالا بينا .

نظر لها بذهول على تفكيرها ثم هتف : مراتي بس اختي ازاي من انهي اتجاه.

اشارت له ان يأتي ورائها بالامبالاة : يالا بس تعاال وبعد كدا هابقى افهمك .

ذهب ورائها يحاول التحكم في اعصابه قدر المستطاع، ولكنه سمعها وهي تقول : لو سمحتي انا عاوزة بنطلون واس...

لم يتركها تكمل حديثها حيث قاطعها بصرامة شديدة : لا عاوز جيبات واسعة وكمان بلوزات واسعة لو سمحتي اهم حاجة واسعة .

ابتسمت بمكر مردفة بهمس : بتغير عليا اوي .

نظر لها بضيق مردفا بخفوت : يا شيخة اتنيلي ...
واكمل بسره: جاتك نيلة بحلاوتك دي اللي مالهاش حل، اه منك يا شهد.

انتهوا من شراء الملابس ولم يتخلى الشراء من المضايقاات والمشاجرات بينهم، اخذهم رامي الي احد المطاعم الشهيرة الموجودة بالمول، انتهوا من طعامهم حتى هتف رامي بتعب :
_ يالا بقا نروح علشان حمزة اتأخر في نومه .

هزت شهد رأسها بنفي قائلة : لا هناكل ايس كريم الاول .

_ طب يالا هناكله في الطريق .

_ لا هانبهدل الدنيا ناكله هنا احسن .

زفر بضيق لاعطائه اوامر ثم هتف : طيب يا شهد هاروح اجيب متتحركوش من مكانكوا.

نهض حمزة مسرعاً قائلا : لا انا عاوز اروح معاك وانقي براحتي وكمان تلعبني اللعبة اللي هناك دي .

هتف رامي بصرامة : لا يا حمزة علشان مينفعش نسيب شهد لوحدها.

ضحكت بخفة مردفة بمزاح : متخافش مش هاهرب ولا اروح في حتة، خليه يروح معاك .

خفق قلبه بشدة اثر ذكرها لهروبها قائلا بضيق : طيب متتحركيش ماشي .

أومأت دون الكلام ذهب رامي ومايين الثانية والاخرى يتلفت ورائه يتفقدها، بينما ظلت تنظر حولها بملل ولكن سرعان ما تغيرت ملامحها للصدمة فور رؤيتها ل........

بعد مرور بعض الوقت ..

ابتسم رامي لحمزة مردفا : خلاص بقى يا حمزة كفاية كدا خلينا نرجع لشهد ونجيب الايس كريم .

ابتعد الصغير عن اللعبة قائلا : ماشي حاضر ..

اخذه رامي واشترى المثلجات وذهب لشهد، اقترب من الترابيزة يتلفت حوله لم يجدها، الحقائب موجودة ولكنها ليست موجودة في المطعم، تجمدت انفاسه وسرعان ما خفق قلبه بشدة ثم تردد في ذهنه جملتها :
متخافش مش هاهرب ولا اروح في حتة، متخافش مش هاهرب، ماتخافش مش هاهرب........

انتبه على هزة حمزة له : بابا شهد فين ...

هتف بصوت مضطرب للغاية : مش عارف انا قولتلها متتحركيش .

نظر حوله وجد مجموعة من البنات يتحدثون اقترب منهم بلهفة قائلا : لو سمحتوا انا اللي كنت قاعد على الترابيزة اللي جنبكوا كان معايا واحدة لابسة جيبة لونها اسوو....

قاطعته فتاة مردفة بتذكر : اه انا شوفتها خارجة من المطعم رايحة ناحية الباب الرئيسي ...

بلع رامي ريقه بصعوبة بالغة مردفا بصوت مهزوز : شكرا، يالا يا حمزة...

اخذ رامي حمزة والحقائب خارجا بسرعة رهيبة من المول، التفت حوله عدة مرات لم يراها، هتف الصغير بصوت يغلبه النوم :
بابا فين شهد عاوز انام .

هز راسه بحيرة مردفا بقلق : مش عارف راحت فين وسابتني ......
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل السادس عشر
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:06 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية (شهد الحياة).

البارت السابع عشر .

_رامي ...

كان هذا صوتها الباكي الضعيف، التفت بسرعة رأها تقف ودموعها تنهمر بغزارة، بعد ان كانت ملامحه غاضبة تحولت بسرعه كبيرة الى القلق فور رؤيته لدموعها هتف بقلق: مالك يا شهد، بتعيطي ليه، كنتي فين اص

قاطعته هي عندما اندفعت نحوه تعانقه بقوة وتحاول تخبئة نفسها بداخله، نظر لها بتعجب ثم نظر حوله رأى الابتسامات والتهكمات في وجوه من حوله ولكنه انتبه الى شهاقتها الخافتة المستمرة حاوطها بيديه هاتفا بخفوت :

_ اهدي يا شهد في ايه حصل لدا كله .

فهتفت هي بين شهاقتها المستمرة : روحني عاوزة اروح ...

زادت وتيرة القلق لديه : حاضر ..يالا .
************************
كان يجلس خلف عجلة القيادة يزفر بخفوت هاتفا للمرة الثامنة تقريبا : معلش يا ليلى اهدي يا قلبي.

رمقته بغضب : اهدى ايه هي ليها عين البجحة تنادي عليا وتكلمني، ربنا يسامحها.

هتف بهدوء : اديكي اهو قولتي ربنا يسامحها، ايه بقا معصبك ....
ثم استطرد قائلا بحكمة : وبعدين انتِ المفروض تتحكمي في اعصابك شوية وتسمعيها مش يمكن انتِ ظالمها .

التفت له ثم هتفت بصراخ : ظالمها!!!، ولما هي فضحتني في الحارة كلها وحكت اللي حصل معايا دا كان ايه، ولما زكريا ضربني واتهمني في شرفي بسببها، ولما ابويا مات بسببها ولما مشيت من الحارة مزلولة مكسورة عيني في الارض بسببها ولما رضيت اتجوزك بسبب....

انفلت هدوء اعصابه هاتفا بقوة : خلاص بقا يا ليلى اسكتي لو سمحتي.

نظرت له بضيق ثم حولت بصرها للناحية الاخرى حابسة تلك الدموع في عينيها ...
******************************
بمنزل رامي ...

اطمئن على حمزة دثره جيدا محكما الغطاء عليه ثم خرج من الغرفة باحثا بعينيه عنها لم يراها اقترب من غرفتها سمع صوت بكائها الحاد رغم معرفته بها لعدة اشهر فادرك انها لا تبكي بسهولة ماذا حدث لكل هذا،، اسئلة كثيرة بداخله يريد معرفة اجوبتها قلبه ينبض بعنف لبكائها منذ ان وصلوا للمنزل وهي معتزلة بغرفتها، نظر حوله رأى حقائب الملابس خاصتها اخذهم ثم طرق الباب بهدوء ولم ينتظر اذنها للدخول بل فتح الباب ودلف بنصف بابتسامة، بحث بعينيه لم يجدها ولكنه سمع صوت بكائها اقترب من صوتها وجدها تجلس على الارضية بين السرير والنافذة تبكي انخلع قلبه لرؤيتها هكذا، اندفع نحوها هاتفا بقلق :
مالك يا شهد فيكي ايه بس ...

رفعت وجهها الحزين وعيونها الحمراء من كثرة البكاء مردفة بصوت متقطع من كثرة البكاء : انا قلبي واجعني اوي يا رامي كل الناس جاية عليا... كلهم حتى اقرب الناس ليا.

مسح دموعها برقة مردفا بحنان : سلامة قلبك من الوجع، ليه بتقولي كدا؟.

زدات شهاقتها مردفة بصوت مبحوح : بقول كدا من الظلم، الظلم وحش اوي يا رامي وميحسش بيه الا اللي اتظلم، وانا اتظلمت كتير اوي .

مسح على شعرها بحنان : شهد قوليلي في ايه حصلك، احكيلي يمكن ترتاحي وتريحي قلبك وعيونك اللي مش مبطلة عياط دي .

أومات برأسها مردفة ببكاء : هاحكيلك يمكن ارتاح..
بلعت ريقها ثم تابعت بشرود: كنت قاعدة مستنياك انت وحمزة لما كنت بتجيب الايس كريم وانا قاعدة كدا لمحت ضهر ليلى صاحبتي ماشية مع واحد انا عرفتها على طول فرحت اني لقيتها جريت وراها لغاية ما وصلت للباب الرئيسي خرجت وانا خرجت ونادتها بسرعة ..

( فلاش بااك )

شهد بانفاس لاهثة : ليلى..

التفت ليلى بسرعة ثم احتدت عيناها فور رؤيتها لشهد : انتي.

اندفعت شهد نحوها تجذبها لاحضانها وتعانقها بقوة : وحشتيني اوي يا ليلى كل يوم بدعي ربنا الاقيكي وترجعيلي تاني .

دفعتها ليلى بعيدا عنها ثم نهرتها بقوة : بطلي كدب بقى وتمثيل خلاص كذبك وتمثيلك اتكشف .

وقف كريم يتابع الموقف بصمت دون التدخل بينما هتفت شهد بحزن : انتِ لسى مصدقة ان انا السبب يا ليلى، والله ما ليا ذنب انا مظلومة .

جزت ليلى على اسنانها هاتفة بغضب مكتوم : قولتلك بطلي كدب بقى، انتِ الوحيدة اللي كنتي عارفة انا اتحايلت عليكِ متقوليش لحد ليه فضحتيني هان عليكِ العشرة طب هان عليكِ ابويا الي كان مشغلك عنده وبيأويكي من جوز امك، ابويا اللي ماات بسببك.

انهمرت دموعها بشهدة لسماعها حديث ليلى اللاذع، حمحم كريم بإحراج مردفا بهدوء : ليلى لو سمحتي اهدي واسمعيها انتي اتظلمتي بلاش تظلمي .

هزت شهد رأسها بسرعة مؤكدة على حديث كريم : اه والله يا ليلى انا مظلومة انا اطر...

قاطعتها ليلى بحدة : بس اخرسي لو عندك ذرة دم تمشي من قدامي حالا مش طاية اشوف وشك قدامي كل ما اشوفك افتكرة وهو بيقع قدامي ميت، امشي من قدامي انا بكرهك حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ.

نظرت لها شهد بذهول بينما هي جذبت كريم بقوة تاركة خلفها قلب ينزف من الظلم...

( باااااااك )

صمتت بعد انهاء حديثها واستمر بكائها، زم شفتيه بضيق : اهدى يا شهد هي متستهلش عياطك دا .

نظرت له بحزن : هي ليه مش مصدقاني يا رامي، طب انا هاجيب الفضيحة لنفسي، منا اطردت زيها منا اتبهدلت زيها اهو انا هافضحها ليه، طب ليه مستنتش تسمعني وتعرف ان انا مظلومة، ليه حكمت ونفذت حكمها من غير ما تسمع دا انا صاحبة عمرها، عمرها ما شافت مني غير كل خير، عمري ما زعلتها ولا هي ولا عم احمد، جاية دلوقتي بتعايرني ان ابوها مشغلني، طب والله جالي شغل في اماكن حلوة اوي وبمرتبات كبيرة موت بس رفضت عارف ليه؟.. علشان بحب عم احمد كان طيب وغلبان وبيحبني وبيحسسني بحضن ابويا اللي نفسي فيه، كانت القعدة معاه احسن من مية شغلانة واحسن من مية مرتب كبير، هي فاكرني مش زعلانة على موت ابوها لا انا زعلانة اوي ولسى متأثرة بموته وحاسة كأن حاجة ناقصاني، ياااه ليلى مفتكرتش ولا حاجة حلوة ليا، ولا موقف حلو، دا كله اتمسح باستيكة وصدقت اني فضحتها وعلقت كل حاجة على شماعتي.

جذب يديها ثم وضع قبلة رقيقة في راحتيها هاتفا : اهو اديكي قولتي علقت كل حاجة على شماعتك، بصي يا شهد في نوعين من الناس في ناس لما بتتظلم بتخاف تظلم أوي، وفي ناس لما بتتظلم بتظلم وبتحب تدوّق اللي قدامها من نفس الكاس ودي ليلى صاحبتك، محدش في الدنيا دي يستاهل دموعك الغالية دي وبعدين انتي خلاص حاولتي مرة واتنين تبيني انك مظلومة وهي رفضت ومُصرة على حكمها يبقى خلاص سيبها لوقتها واتاكدي ان ربنا هايردلك حقك في يوم من الايام وهي هاتعرف انك اتظلمتي.

هتفت بصوت مهزوز : امتى يا رامي هي مشيت وانا مشيت من الحارة هاتعرف ازاي اني اتظلمت .

هتف بحدة : مش مهم تعرف يا شهد انشالله عنها ما عرفت هي تفرق معاكي في ايه .

هتفت ببكاء : تفرق انها صاحبة عمري وانا مش سهل عليا اخون العشرة يارامي.

جذبها بقوة ثم عانقها هاتفا : اللي يشوفك من برا يقول عليكي مبيفرقش معاكي حد لكن انتي من جواكي هشة وضعيفة .

دفنت وجهها في عنقه قائلة بصوت مكتوم : الدنيا دي جاية عليا بزيادة اوي، كلهم سابوني واتخلوا عني مبقاش ليا الا انت وخالتي لو سبتوني هاضيع .

زاد من احتضانه لها ثم طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس : انتي لو سبتيني هاضيع، انا مش هاسمحلك تطلعي برا البيت دا ابدا، دا بيتك قبل ما يكون بيتي.

_ انا تعبانة يا رامي عاوزة انام، محتاجة النوم دلوقتي .....
كان صوتها مجهد متعب حزين يسيطر عليه بحة غريبة من كثرة البكاء .

نهض رامي بخفة ثم جذبها من مرفقها أوقفها واتجه بها صوب السرير اجلسها ثم جلس بجانبها ووضع الغطاء عليهم نظرت اليه بعيونها الحمراء بتعجب : انت هتنام هنا ولا ايه!!.

هز رأسه مؤكداً قائلا بخبث : اه هنام جنبك علشان خايف عليكِ.

قطبت ما بين حاجييها مردفة : خايف عليا من ايه؟!.

لاحت على ثغرة ابتسامة ماكرة : هو انتِ متعرفيش ان لما الواحد بيعيط كتير لو نام لوحده قرينه بيظهرله.

سرت رجفة خفيفة في جسدها ثم هتفت بخفوت : يالهوي بسم الله الرحمن الرحيم، احفظنا يارب بلاش السيرة دي جتتي بتتلبش .

ابعد الغطاء عنه وحاول النهوض بتمثيل : لا عندك حق نامي لوحدك انا هاروح انام.

جذبت يديه بسرعة هاتفة بخوف : نام يا رامي جنبي انا كدا هاخاف وانا نفسي انام انا تعبانة اوي .

كتم ضحكته بصعوبة ثم جذبها لصدره معانقا لها بقوة هاتفا بحنان : نامي يا شهدي متخافيش من اي حاجة في الدنيا دي طول مانا جنبك وفي ضهرك .

اراحت رأسها على صدره مغلقة عينيها شعرت بالراحة بالامان والاطمئنان تمنت بداخلها ان تبقى هكذا طوال العمر دعت ربها في سرها ان تنعم هكذا بذلك الحضن الدافئ الحنون ولا يفرقهما غدر الزمان، سرعان ما انتظمت انفاسها وغطت في نوم عميق، بينما الحال مختلف بداخل رامي شعر بمشاعر مختلفة متناقضة جعلت الحرب تدق داخل صدره شعوره بالسعادة لنومها بحضنه، شعوره بالحزن لكمية الالام التي تتحملها صغيرته، هذه الليلة من اجمل ليالي عمره هذه الليلة نامت باحضانه شهده شهد حياته التي تمنى رؤيتها فقط ها هي الان نائمة بسلام وبارداتها بالقرب من قلبه، وضع قبلة رقيقه اعلى جبينها ثم اغمض عينيه ليستسلم لنومه هنيئاً......
******************************
بمنزل كريم ...

دلف غرفته وجدها تقف تنظر من خلف زجاج النافذة بشرود تنهد بقوة ثم وقف ورائها مردفا بهدوء : وبعدين يا ليلى ايه اخرة اللي انتِ فيه .

هتفت بصوت حزين : مش عارفة .

عقد مابين حاجبيه مردفاً بعتاب : انتِ ليه مبتسمعيش الا نفسك.

التفت له ثم قالت : ولما اسمعك هاتقولي ايه غير انك يا ليلى غلطتي المفروض تسمعيها وكلام من الذي منه استفدت ايه بقى .

_ استفدتي انك تعيدي تفكيرك وبلاش تظلميها لو هانفترض انها بتمثل طيب هاتقدر تمثل بكمية الدموع دي، انتي علشان الغضب متحكم فيكي مشوفتيش رياكشانات وشها الي كانت بتتبدل من الحزن والدفاع عن نفسها لصدمة من كلامك القاسي، تقدري تقوليلي هي هتستفاد ايه لما تفضحك؟؟ بتكرهك ليه؟؟ حصل بينكوا حاجة قبل كدا ؟؟فانتي قولتي اه دي طول عمرها بتكرهني يبقا كلام زكريا صح، وزكريا دا اصلا مش راجل ولا فيه صنف الرجولة انتي عارفة الغريب فيكِ ايه؟.

حولت بصرها نحو النافذة قائله : ايه؟؟.

هتف باندفاع بنبرة حادة قوية : انك مش جايبة اللوم على زكريا ولا على امه ولا عليكي حتى، انتِ جايبة اللوم على شهد لما مجرد كلام اتقالك من خطيبك السابق زكريا اللي انتِ لغاية دلوقتي حزينة عليه.

استدرات مرة واحدة ترمقه بغضب : انا حزينة على زكريا بعد دا كله تقولي الكلمة دي، انت ازاي اصلا قادر تنطقها انا مبجبش سيرته علشان حاجه واحدة بس هو مش لازمني ولا يهمني وميستهلش دمعة واحدة من عيوني عليه يا كريم ميستهلش لساني يجيب سيرته لكن هي صاحبة عمري والضربة والوجع كان اقوى بكتير من زكريا ومليون واحد زيه.
ثم استطردت بضيق : انت على فكرة واقف معاها ضدي.

اشار على نفسه بتعجب : انا واقف معاها ضدك!!!
طب بصي يا ليلى ايه رأيك تروحي لدكتورة هدى بقالك كتير مش روحتيلها وتتكلمي معاها بخصوص موضوع شهد واهي حد بعيد عننا ويقدر يحكم كويس .

أومأت براسها : فعلا انا عاوزة اروحلها محتاجة اتكلم معاها .

استدار ثم اتجه الى السرير بصمت ذهبت خلفه تهتف بخفوت : كريم انا اسفة بوظت اليوم عليك انهاردا .

ابتسم بتهكم : لا عادي واخد على كدا.

جذبته من مرفقه تهتف بنعومة : متزعلش بجد ولا اتبسطت علشان تخلع من المفاجأة بتاعت بكرا.

نظر لها بذهول مصطنع : ايه دا انتي فاكرة المفاجأة وانا اللي قولت ان يومك انضرب ونسيتي .

تنهدت بتعب ثم هتفت : معلش بقى متزعلش مني متبقاش كدا بقمصة .

قهقه بصوت عالي : انا بقمصة اخدتي عليا اوي يا ليلى .

شعرت بالاحراج لزلة لسانها فهتفت بخفوت : اسفه مقصدتش والله.

جذبها من مرفقها اجلسها بجانبه ثم حاوطها بيده قائلا بحنان :قولي كل اللي انتِ عاوزاه يا ليلى انتِ مراتي ياقلبي وانا جوزك والست بتقول لجوزها كل اللي هي عاوزاه .

اخفضت بصرها قائلة بهمس : ربنا يخليك ليا يارب.

طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس شديد بجانب اذنها :
ويخليكي ليا يا قلبي، بكرة هاتتبسطي اوي .
**********************************
صباح يوم جديد ....

حاولت فتح عينيها ولكنها فشلت، حاولت مجددا حتى استطاعت فتحهما بصعوبة شعرت بصلب تحت رأسها تحركت بعينيها لاعلى وجدت رامي يغط في نوم عميق، اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر شعرت بالاحراج لوضعهما نهضت بهدوء ثم خرجت من الغرفة وجدت حمزة يتابع الكارتون باهتمام هتفت بابتسامة وصوت ناعس : صباح الخير يا زيزو .

التفت اليها الصغير : صباح الخير يا شهد.

ذهبت نحو ثم جلست بجانبه : انت صاحي من بدري .

أومئ حمزة وهو يتابع المشاهدة على التلفاز باهتمام : اه صحيت دورت على بابا لقيته نايم جنبك طلعت وفتحت التلفزيون وبتفرج على كونان .

ربتت على شعره بحنان : طب وماكلتش .

هز راسه بنفي : فتحت التلاجة وشربت عصير .

طبعت قبلة اعلى جبينه ثم هتف بحماس : هاقوم اعملك احلى ساندوتش في الدنيا .

التفت اليها بابتسامة : ماشي
ولكن سرعان ما هتف بتساؤل طفولي : انت بقيتي تقعدي بشعرك قدام بابا .

قطبت ما بين حاجبيها ثم وضعت يديها تلقائيا على رأسها تتحسسها بقوة اتسعت عيناها بصدمة مردفة : يالهوي انا قاعدة قدام رامي بشعري.

فاجأها هو عندما طبع قبلة في عنقها هاتفا بخفوت : طب وبالنسبة لحضني اللي نايمة فيه طول الليل اخباره ايه، والقميص التحفة القصير اللي انتي لابساه دا نظامه ايه .

اجابتها كانت اندفاعة منها للامام للابتعااد عنه ثم التفت له بتوتر : انت صحيت .

جلس على طرف الاريكة غامزاً لها بشقاوة : اه قلقت وانتِ بتقومي من جنبي .

اخفضت بصرها اصدمت بساقيها العاريتين حاولت جذب قميصها القطني للاسفل، بينما هتف رامي لحمزة: حمزة قوم جيبلي ازازة مية من التلاجة .

نهض الصغير بخفة وما ان اختفى حتى اقترب رامي منها بسرعى جاذبا يديها برفق قائلا بحنان : بتغطي ايه انتِ مراتي وربنا، وبعدين انا مبسوط اوي انك قعدتي بشعرك قدامي.

حاولت الابتعاد ولكنه كان اسرع عندما حاوط خصرها بيديه، رفعت بصرها ترمقه بضيق : رامي ابعد مينفعش .

زاد من قبضته عليها مردفا بحدة : هو ايه اللي مينفعش يا شهد.

وضعت يديها على صدره تدفعه بعيدا عنها : رامي، حمزة بين لحظة والتانية هايطلع يشوفنا كدا عيب والله .

بحركة سريعة منه جذب يديها ثم لواها خلف ظهرها مقربا ايها بقوة : لا ماهو هايقف يحتار يجيب انهي ازازاة اسقع.

هتفت بغضب مكتوم : طب والله مافي اسقع منك .

ارتفع حاجبه بدهشة، شعرت هي بزلة لسانها متحدثة بلهفة : مني، اقصد مني .

هز رأسه برفض : لا انتي قولتي منك، والله ياشهد ان ما صالحتيني لاعقابك ودلوقتي.

زمت شفتيها بضيق : اصالحك ازاي، اطبطب عليك معلش يا رامي .

ابتسم بسخرية ثم هتف : لا طبعا يا ظريفة، اديني بوسة .

توسعت عيناها بصدمة لجرأة حديثه مردفة : انت بتشرب ايه يارامي انت اوقات بتبقى دماغك لامؤاخذة ضاربة .

ضحك بخفة ثم هتف بمزاح : طب والله انتي اللي ضاربة قومي قفلتيني .

ابتعدت على الفور تسحب منامتها للاسفل متجهة نحو غرفتها ولكن صوته الحازم اوقفها : شهد متغيريش البتاعة دي خليكي لابساها ودا بقى ياستي عقابك على كلمتك ليا .

قال اخر حديثه بابتسامة سمجة، تجاهلت حديثه وكملت سيرها فهتف بصرامة : شهد مبهزرش على فكرة لو تحبي اثبتلك واقوم اكمل عقابي اقوم عادي .

توقفت مرة واحدة ثم استدرات بغضب قابلت وجه البارد زفرت بحنق متجهة نحو المطبخ.
**********************************
بسيارة كريم...

هتفت بفضول : لو تقولي بس احنا رايحين فين هرتاح .

هز رأسه بنفي قائلا بإصرار : لا طبعا اقولك ايه دي خليها مفاجأة نامي بس واسترخي كدا.

_ انام ايه يا كريم انا لسه صاحية من شوية، مانشوف اخرتها ايه.
************************
بمنزل زكريا

طرقت الباب بعنف انتفضت سلمى من نومتها بينما زكريا يغط في نوما عميق، سمعت صياح مديحة من الخارج :

_ قومي يا حيلتهاااا انتي هاتفضلي نايملي اليوم كله .

لكزته في كتفه تهتف بخفوت : زكريا قوم، امك بتخبط على الباب انت مش سامع.

هتف بصوت ناعس : لا سامع بس طنشيها .

زاد طرق الباب بعنف، نهض بغضب ثم فتح الباب هاتفا بقوة : في ايه ياما، نايمين بتخبطي كدا ليه.

دفعته للوراء دخلت الغرفة تضع يديها في منتصف خصرها
وتقول بسخرية : جرى ايه يا نن عين امك هو حد قالك ان فاتحها لكوندا تنامي براحتك وتصحي براحتك قومي يابت انجري شوفي وراكي ايه .

انصاعت لاوامر مديحة ولكن حديث زكريا الزاعق اوقفها : خليكي مكانك ايه ياما هو انا مش راجل مراتي تنام وتصحي وقت ما انا انام واصحى ويوم الجمعة تقعد معايا اليوم كله وهنا في الاوضة دي انا متجوز ليه ان شاء الله وكمان من اول ما رجلي دخلت وعتبت باب البيت تفضل جنبي خلصت طلباتك مخلصتش مش مشكلتي، دا اخر كلام عندي.

هتفت بتوعد : ماشي يا زكريا ماشي يابن بطني مانشوف انا ولا انت.

خرجت من الغرفة بغضب دلفت غرفتها حاولت التحكم في اعصابها لعلها تهدأ وتفكر في تدبير مكيدة لسلمى ويعود زكريا لاحضانها، رن هاتفها التقطته مجيبه : الو.

_ ايوا يا مديحة انتِ فين؟.

هتفت بضيق : عاوز ايه يا حسني على الصبح.

_ في ست حلوة اوي وشكلها غنية موت عاوزكي يا مديحة هي قاعدة في المحل مستنياكي..

هتفت بتعجب : عاوزاني انا!!!
ثم تابعت : لتكون عاوزة الولية مديحة الخياطة .

هتف حسني بنفي موضحا : لا عاوزكي انتي قالت مديحة ام زكريا وبتستعجلك بسرعة .

_ طيب طيب جاية مانشوف الست دي عاوزة ايه....

بداخل غرفة زكريا..

تجلس على السرير وزكريا يجلس مقابلها يهتف بابتسامة عريضة : شوفتي يا ست سلمى انا زعلت امي علشان خاطرك.

رفعت بصرها تهتف بصوت مجهد : لو عاوزني اطلع اروق وامسح ماشي موافقة ..

هتف سريعا : لا لا مش عاوزك طبعا تعملي كدا، انا عاوزك جنبي، دا انا مش مصدق نفسي انك راضية عني .

سلمى : انا هافضل راضية عنك بس تبعد امك عني يا زكريا علشان خاطري .

زكريا بابتسامة عريضة : من عنيا ياحبيبتي .
******************
جلست بتأفف في ذلك المكان المتسخ تنتظر قدوم مديحة مرت ما يقارب عشر دقائق وجاءت مديحة وعلى وجهها مئات الاسئلة تفحصتها مديحة جيدا بينما ابتسمت كريمة بسخرية قائلة ::

_ انتي مديحة ام زكريا...

نظرت مديحة لحسني بتوتر ثم هتفت : اه يا ست هانم .

نظرت كريمة لحسني قائلة بتعالي وتكبر : انت بقولك اطلع واقفل الباب دا علينا .

أومئ حسني قائلا : حاضر ياست هانم .

خرج حسني وبقي مديحة وكريمة معا تنظر كلا منهما للاخرى بنظرات مختلفة الى ان قطعت كريمة الصمت قائلة بمكر :
انتي خطيبة ابنك السابقة اسمها ليلى احمد .

أومأت مديحة براسها فهتفت كريمة مستطردة : اممم ومتهايلي اطردت من هنا صح .

أومأت مديحة بقلق، تأففت كريمة قائله : هو انتي هاتفضلي تهزي في راسك كتير ولا ايه .

هتفت مديحة بارتباك : اصل يا ست هانم لامؤاخذة دخلتك علينا تخض وعمالة تساليني عن المخفية ليلى وانا مش فاهمة حاجة .

ابتسمت كريمة بخبث مردفة : هاقولك ليلى دي انا بعزها اوي وعرفت انكِ كنتِ بتعزيها زي ويمكن اكتر، فكنت محتاجكِ معايا.

اعتدلت في جلستها وهي تقول باهتمام : لا يا هانم بالله عليكِ فهميني صح انتي عاوزني معاكي في ايه بالظبط.

اشارت لها بمكر وهي تقول : تعالي هنا قربي بالكرسي دا وفتحيلي مخك دا وافهمي كويس اللي هاقوله لو نفذتيه زي مانا عاوزاة هتاكلي الشهد .

_ معاكي يا ست هانم، دا انا بفهمها وهي طايرة ولما جبتي سيرة المخفية فهمت على طول انك بتعزيها اوي .

تعالت ضحكات الاثنتين بشر ......
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت السابع عشر
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:07 AM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



روايه (شهد الحياة)

البارت الثامن عشر .


بمنزل رامي .

قضت اليوم باكمله باعداد الطعام وترتيب المنزل، اخذت حماما باردا ارتدت ملابس مريحة ثم جلست اخيرا بارتياح تحتسي ذلك المشروب الساخن وتستمع ببعض الهدوء بعيدا عن صخب رامي وحمزة، طرق باب الغرفة بهدوء ثم دلف رامي وعلى وجهه ابتسامة عريضة :

_ بتعملي ايه؟.

جذبت الغطاء بسرعة على ساقيها مردفة بغضب : على فكرة انت اخدت عليا اوي داخل طالع اوضتي مش عارفة اقعد براحتي..

اغلق الباب بهدوء ثم جلس مقابلها على طرف الفراش مردفا بهدوء : استنيت لما حمزة نام وقولت اجاي اتكلم معاكي شوية .
ثم تابع بصرامة : على فكرة يا شهد مش هاستحمل كتير لسانك او نرفزتك عليا انا بحاول اراعيكي على قد ما اقدر وبحاول متعصبش ولا ازعلك مني فانت كمان حاولي تتحكمي في نفسك اكتر من كدا.

نظرت للاسفل لشعورها بالاحراج من حديثه بينما هتف هو بنبرة هادئة : انا بحاول اخد عليكي وانتِ على طول بتقفليها في وشي ليه ؟.

هتفت برقة وكان ذلك عكس طباعها : انا طبعي كدا يعني بص متزعلش مني.

اقترب منها ومد يديه ليمسك بكفيها طابعا قبلة رقيقة عليهم : مش زعلان، قسيتي الهدوم.

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر مردفة بارتباك : لا مقستش وبعدين هما مظبوطين والوانهم حلوة تسلم يارامي، مكنش له لزوم لكل دا.

ارتفعت يدايه يداعب بها وجنتيها : انتي مراتي ومسؤولة مني وانتي لبسك ضيق ومش عاجبني انا كنت امبارح قاعد في المصنع مخنوق اوي من الجيبة الضيقة بتاعتك.

شهد : هي مش ضيقة لدرجادي يا رامي .

هتف باصرار : لا ضيقة جدا انا اللي كنت شايف، وبعدين نهايته انا كنت عاوز اتكلم معاكي في حاجة .

هتفت باهتمام : حاجة ايه؟!.

تحدث رامي بجدية : في حد بلغني انك كنتي واقفة مع سامي بتضحكي وبتهزري امبارح صح؟

هتفت بتعجب : بضحك وبهزر!! ازاي مش فاهمة .
ثم تابعت : محصلش بالطريقة اللي انت بتقول بيها دي، كل الحكاية هو كان واقف ونادى عليا وجه سلم وانا كنت ناسية اسمه فكرني بيه وسألني على شغلي وفاهمة فيه حاجة والا لا وانا رديت عادي وبعدها مشيت وبس.

ابتسم مردفا : ماشي انا واثق فيكِ طبعا بس ممنوع الكلام بين الموظفين والموظفات في المصنع منعا للقيل والقال، الكلام بيبقى في اضيق الحدود لكن انتي يا شهد الكلام ممنوع مع اي راجل انا بقولك اهو اي راجل يكلمك مترديش عليه حتى سامي ذات نفسه لو سمحتي .

شهد بضيق : في ايه يا رامي مكلمش رجالة وملبسش ضيق تشتريلي لبس واسع امبارح واقف ورايا في المول علشان محدش يجي جمبي، انا ليه شامة ريحة مش لطيفة، احنا اخوات يا رامي وجوزانا مؤقت.

رمقها بغضب ثم خرج من الغرفة بسرعة البرق، تعجبت هي من ردة فعله ولكنها اظهرت الامبالاة هاتفة لنفسها:
_ انتي صح يا شهد لازم يعرف ان في حدود انت وهو متنفعوش لبعض وانا منساش لما قال ان انا منفعوش وعاوزة واحد شبهي وهو مش شبهي.
***************************
بالاسكندرية وتحديدا على البحر ...

وقفت بسعادة تلعب في المياة بمرح طفلة صغيرة بينما اكتفى كريم بالاستمتاع بمشاهدتها حتى هتفت له بسعادة:
مش قادرة اسيب المية انا فرحانة اوي.

ضحك بخفة على مرحها : انتي من وقت ماجيتي وانتي في البحر والليل جه وحضرتك واقفة في المية طب تعالي اقعدي جنبي دا حتى الجو شاعري..

اقتربت منه ثم جلست بجانبه مردفة بعيون تلمع من الفرح والسعادة : كان نفسي كتير اجي اسكندرية واتفسح فيها، انهاردا كان حلو اوي يا كريم شكرا ليك بجد غيرتلي مودي .

هز راسه بغمزة بسيطة : احنا في الخدمة الي نفسك فيه قوليه ويتنفذ على طول .

ليلى بمرح طفولي : عاوزة نخرج دلوقتي نتمشى في الشوارع من غير عربية ونلف ونتفرج على الناس وناكل ايس كريم ودرة مشوي....
ثم تابعت بتذكر : اه ونجيب هدية لعمو نعوضه عن اليوم اللي سيبناه فيه.

أومئ بابتسامة صافية تعبر عن مدى سعادته بهذا اليوم و سعادتها بتلك المفاجأة .
********************************
بمنزل زكريا....

هتفت بصوت منخفض للغاية في الهاتف : عملت الي انتي قولتيلي عليه يا ماما وفعلا زكريا اتغير اوي انهاردا مخلنيش اطلع من الاوضة وزعق لامه....

تحدثت سميحة بنبرة تنم عن فرحتها : شوفتي كلام امك طلع صح ازاي، دي ولية سوو انا عارفها وفاهمها على ايه، انتي بس اسمعي كلام امك وقوي شخصيتك دي ومتحسسيهاش انك خايفة من حاجة ابدا.

هتفت سلمى بحيرة : يعني اعمل ايه؟؛ فهميني كدا.

سميحة بمكر : بصي يا ستي يعني مثلا تبقي عارفة انها برا في الصالة وتضحكيلك ضحكة عالية وتقولي اسم زكريا بدلع منها تخلي زكريا زي الخاتم في صباعك ومنها تكيدي مديحة وكمان حطي مكياج غيري من نفسك ادلعي على الاخر يا سلمى زكريا هايجي بكدا صدقيني....

هتفت سلمى بضيق : ياماما انا مش هاعمل كدا انا بعلقه بيا وانا عاوزة اخلص منه ومن امه انا مش طايقهم، انا هارجع زي ما كنت ولما ميلاقوش مني نفعة هايرموني ويطلقني انا متاكدة من كدا.

هتفت سميحة سريعا : لا اوعي يابت انتي كدا تبقي خايبة وغبية، مديحة عاوزة تكسرك ومش هاتسيبك الا وانتي ميتة واحتمال تجوزه وتبقي انتي خدامتهم، اسمعي كلامي مديحة لما تشوفك اخدتي زكريا في صفك هتخاف وهاتخليه يطلقك هاتعمله اي حجة وتصر انه يطلقك .

هتفت سلمى : طب ولما يطلقني بابا هايستقبلني دا احتمال ياخدني ويرجعني ليهم تاني .

تنهدت سميحة : لا متخافيش في كام فكرة في دماغي لغاية ما تنفذي اللي قولتلك عليه وتتطلقي هاخدك ونروح ناخد شهد من خالتك ورامي وترجعوا لحضني من تاني .

هتفت سلمى بفضول : فكرة ايه ياماما في ايه؟!.

قالت سميحة باصرار : اسمعي كلامي يا سلمى مش وقته كلامك دا، متخافيش امك مخططة لكل حاجة .

هتفت سلمى سريعا : بصي يا ماما علشان زكريا قرب يطلع من الحمام، انا هانفذ كلامك وعلى امل اننا نطلع من القرف دا بس لو دا هايعرضك للخطر متعمليش حاجة، متتصليش على تليفون زكريا الا لو انا اتصلت، اقفلي عشان امسح رقمك بقى بسرعة .

سميحة : طيب يابنتي ربنا يعينك ويقويكي على اللي انتي فيه.

اغلقت المكالمة سريعا وقامت بمسح الرقم وضعت الهاتف مكانه ثم جلست بتوتر خرج زكريا من المرحاض يدندن بخفوت رفع بصره وجدها تجلس على الفراش مبتسمة، رد ابتسامتها بابتسامة صغيرة : انتي كنتي بتعملي ايه؟.

هتفت بتوتر : كنت قاعدة عادي مبعملش حاجة.

اقترب منها ثم جلس مقابلها ثم داعب وجنيتها بيديه قائلا بنبرة حب صادقة : والله يا سلمى انا اسعد واحد في الدنيا دي، انت ممكن تستغربيني يعني علشان حبيتك بسرعة بس اللي اكتشفته بقى اني طلعت مكنتش بحب ليلى بس لما شوفتك وبصتلك على انك مراتي حبيتك جدا، انتي صافية اوي من جواكي وطيبة انا لو طايل اجبلك نجمة من السما وتكوني راضية عني هاعملها.

رفعت بصرها ترمقه باعين دامعة : طب ليه كنت بتعاملني كدا ليه كنت بتضربني وتهيني وتسيبني نايمة على الارض، وانا اصلا مريضة سكر يعني ليا معاملة خاصة ليه يا زكريا اللي اعرفه ان اللي بيحب عمرة ما بيقدر يأذي وانت اذتيني كتير اوي .

هتف بحزن : غصب عني والله يا سلمى، امي لعبت في دماغي وبعدين متنسيش اني اتخدعت في ليلى.

هتفت سلمى بتعجب : اتخدعت فيها!!!، دا اللي هو ازاي، ليلى مظلومة يا زكريا بلاش تظلم علشان الظلم وحش اوي .

زم شفتيه بضيق: طب قفلي على ام السيرة دي علشان بتعصب لما بسمعها، المهم عندي انتي، انتي مبسوطة معايا.

هتفت بتردد مرتبك للغاية : ااا...اه مبسوطة ، ربنا يخليك ليا.
****
بغرفه مديحة ...

جلست تتذكر حديث كريمة وابتسامة عريضة تعتلي وجهها...

(فلاش باك)

هتفت مديحة بتوجس : وانا ايه يخليني اسمع كلامك لامؤاخذة مش يمكن مزقوقة عليا.

تأففت كريمة مردفة : انا مين هايزقني عليكي انتي مش شايفة فرق المستوي.

ابتلعت ريقها بصعوبة مردفة بتردد : طب معلش ياهانم جاوبيني علشان ارتاح انتي وصلتيلي ازاي.

زفرت كريمة بضيق : واحدة ممرضة زميلة زفتة ليلى في المستشفى تعرفها وساكنة قريب من الحارة دي، اللي حكتلي عن ليلى واللي حصلها هي اللي وصلتني بالبنت دي ولما سالتها على خطيب ليلى السابق قالتلي اسمه وبيشتغل ايه وساكن فين وانتي كمان اسمك ايه .
ثم تابعت بنفاذ صبر : بصي انا مش عاوزة اسئلة كتير، انتي تنفذي اللي هاقولك عليه بالحرف وانتي هتاكلي الشهد من ورايا وورا ليلى كمان، ركزي معايا كويس في اول حاجة هاتعمليها علشان لو عملتيها صح الباقي هايبقا سهل اوي، واهم حاجة مفيش بشر يعرف باتفاقنا حتى الراجل دا ابقي قوليله اني كنت عاوزة ابنك في مصلحة في شغله .

أومأت براسها وهي تستمع باهتمام لاول خطط كريمة لايقاع ب(ليلى)

(باااااك )
عادت من شرودها وهي تهتف بمكر : والله ووقعتي تحت ايدي تاني يا ليلى، الفرصة جتلي وانا لازم استغلها.
********************************
بمنزل رامي..

جلس بغرفته يمارس هوايته المفضلة وهي الرسم ويستمع لاغنية عمرو دياب ( انت مغرور)
وبقى يدندن معاها بصوت منخفض : ليك نفس تضحك وتسلم ليك نفس عادي بتتعامل والله عيب دا انا عشت جنبك بتألم وبقول مفيش انسان كامل بس انت غريب
انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور ايوا معدوم الشعور ايوا زي زينى ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور .

فتحت الباب بسرعة تفاجأ رامي من فعلتها، قام بخفض صوت الاغنية ورمقها بتساؤل : في ايه ياشهد.

اقتربت منه بسعادة وهي تهتف : عمرو دياب الله انت بتسمعه، علي الصوت خليني استمتع، انا بحب الاغنية دي اوي .

هتف بعند : لا مش هاتسمعيه واطلعي روحي اوضتك يالا انا عاوز اقعد لوحدي.

جلست بجانبه على السرير تهتف باصرار : لا ابدا شغله دا انا كنت بقعد في المكتبة على الكمبيوتر اجيب البوماته واسمعها، شغل يا رامي بقا متبقاش رخم.

اشار لها على باب الغرفة : طب اقفلي الباب وتعالي اقعدي ومسمعش صوتك علشان ارسم بهدوء.

أومأت بسعادة وذهبت مسرعة تغلق الباب، اعاد رامي تشغيل الاغنية وما ان استمعت للكلمات حتى وقفت في منتصف الغرفة تتمايل بجسدها على لحن الاغنية وتدندن بكلماتها بصوت عالي عذب، تابعها بنظراته الشغوفة، تابع كل حركة تقوم بها بجسدها الصغير ومنامتها القصيرة وشعرها المتطاير خلفها تدور هنا وهناك وكأنها لوحدها ولا يشاركها رامي بالغرفة، اقتربت منه بابتسامة مرحة وهي تغني بمقطعها المفضل من الاغنية :

_ مش زيك انا مش بتلون لا هاحن ولا هاعمل خاطر دا انا باب مقفول البعد اوقات بيهون وتعبت من القرب يا ساتر كدا مش معقول، انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور.

انتهت الاغنية مد يديه ليمسكها من ذراعها هاتفا بخشونة :
اقعدي بقى مش هاعرف اركز كدا.

أومأت بضحكة صغيرة وهي تتخذ بجانبه مكانا لها تستمع للاغاني وتركز باهتمام في رسمه، حاول رامي التركيز ولكن وجودها بجانبه يشتت تركيزه، شعر بان قلبه سيكسر قفصه الصدري من قوة نبضه، تمالك اعصابه وحاول عدم انفالتها، اراحت راسها على كتفه نظر لها وجدها تحاول جاهدة فتح عينيها ولكنها فشلت واغلقتهم وغطت في نوم عميق، عدل من وضعية ذراعه حتى يريحها اثناء نومتها وبداخله سعادة لا توصف.
*********************************
مرت الايام بسلام على ابطالنا...الوضع مستقر بين شهد ورامي اياما تمر بسلام وايام بها شد وجذب، رامي محتفظ بعشقه في قلبه، وشهد متمسكة بفكر (جوزي بس اخويا)، كريم وليلى يعيشون اجمل ايام حياتهم ،ليلى اصبحت متفهمة لوضع كريم وباتت تتلهف لسماع غزله بها وجمل الحب التي تنقلها لحياة اخرى حياة سعيدة حالمة حياة بها شهد الحب، اما كريم لا ينكر سعادته بمدى تطور علاقته ب ليلى ولكن توجد غصة في حلقه تجعله يدرك دائما ان هذه السعادة لن تدوم، اما زكريا وسلمى... مازال زكريا يغرقها بالحب وسلمى تمثل امامه انها متيمة فيه، اصبحت تنقذ خطط والدتها بحرفية وتشعل النار بداخل مديحة، شعرت مديحة بان الوضع اصبح خطر بوجود سلمى مستخدمة مثل شعبي اصيل ( اللي تحسبه موسى يطلع فرعون)...

جاء الصباح الباكر محمل الاحداث منها يسعد ابطالنا ومنها يحزنهم ....
بمنزل زكريا....

هتفت مديحة بسخرية وهي تعد كوبا من الشاي : صباح الخير يا سبع البورمبه.

التوي فمه بضيق مردفا : ايه ياما احنا الصبح.

التفت له تتحدث بعصبية : قلبي وربي غضابنين عليك ياواد .

هتف بسخرية : اصل انتي متوضية وضامنة الجنة، ايه ياما ربنا مبييرضاش بالظلم.

شهقت بتهكم :وانا ظلمتها في ايه يا عنيا....

قاطعها بحدة : في كلام الافترا اللي طلعتيه عليها وانا كنت زي الاهبل هاصدقك سلمى مفيش انضف منها ومفيش احسن منها وبتحاول ترضيني وانا عندي فرحتها بالدنيا كلها.

رفعت احد حاجبيها باعتراض مردفة : ماشي يا زكريا انا بقى هاثبتلك اني صح وهي غلط لو ثبت كدا هتطلقها.

هز رأسه بنفي قائلا : لا انتي لو ثبتي كدا انا هاموتها وقدامك...
ثم تابع بصرامة : بس من هنا لغاية ما تثبتي كدا ياريت تبعدي عننا وتسيبنا في حالنا اصل اخدها واروح اجر اي مكان برا، وكمان اعملي في حسابك مش هاتشتغل تاني ولا هاتعمل حاجة واياكى بقى اسمع انها عيطت او حصلها حاجة .

هتفت مديحة بتوعد : ماشي يا زكريا ماشي.

خرج زكريا متأففا من اصرار امه على خيانة سلمى له تنهد بقوة خارجا من الشقة باكملها، بينما وقفت هي تنظر بغضب لغرفة سلمى حتى رن هاتفها وكانت المتصلة كريمة .

_ الو ياهانم.

كريمة بهدوء: نفذي انهاردا البسي وروحي يالا واياكي تنسي حرف ولما تخلصي كلميني.

اجابت بطاعة : حاضر ياهانم.
********************************
بمنزل رامي...

وقفت تنهدم نفسها وتضع ذلك ملمع الشفاه دلف رامي فاجأة رمقها بغضب : ايه اللي انتي بتهببيه دا.

تجاهلته مكلمة وضع الملمع بهدوء : بعمل ايه؟!.

اقترب منها ومد يديه ينتزع ذلك الشئ من يديها بعصبية مفرطة : انتي اتجننتي يا شهد بتحطي زفت روج .

استغفرت ربها بخفوت ثم تابعت بهدوء مصطنع : دا ملمع شفايف يعني مش روج.

نظر حوله بسرعة لمح المناديل جذب منديلا معطيا ايها قائلا بصرامة : امسحي يالا واوعي تفكري انك ممكن تطلعي كدا.

ابعدت يديه بعنف مردفة : انت مالكش حكم عليا يا رامي...

هتف بنبرة اشبه بالصراخ : لا ليا انا جوزك، امسحي النيلة دي.

هتفت بتحدي : لا يا رامي ووريني بقى هاتعمل فيا ايه.

اقتصر المسافة بينهم بخطوة واحدة مد يديه ممسكا راسها بقوة ثم مال على شفتيها يقبلها بقوة عقابا لها على ما تفوهت به عازماً على محو اي اثر لملمع او روج على شفتيها فتلك الشفاه كانت تناديه في كل لحظة وهاهو يبلي النداء، الصدمة الجمتها في بادئ الامر ولكنها استعادت وعيها وحاولت دفعه بقوة بعيدا عنها.، ابتعد عنها يلهث بقوة من فرط المشاعر التي يحاول كبحها وانفلتت بلحظة وهاهو يهدأ ضربات قلبه المجنونة بها، نظرت له باعين مشتعلة من الغضب وصدرها يعلو ويهبط ... وماهي الا ثواني و رفعت يداها تهبط بها على وجينته ولكنه امسكها بقوة، بقت يداها مرفوعه في الهواء ويدة تتمسك بها قوة، نظر لها بغضب مما كانت سوف تقدم عليه، بحركتها تلك افاقته من النشوى التي كان يشعر بها، رجعت بعض خطوات للوراء خوفا من ردة فعله.......
****************************
بمنزل كريم.....

فتح باب المنزل وجد امراءة في وجهه، قطب مابين حاجبيه مردفا: انتي كنتي هاترني الجرس ولا ايه؟؟.

بلعت ريقها بصعوبة وهتفت بتردد مرتبك : اه، مش دا بيت ليلى.

تفحصها جيدا هاتفا بتساؤل : اه، بس هو انا شفتك قبل كدا .

هتفت بتلعثم : مش مش عارفة يمكن شوفتني في الحارة اصل انا جارة ليلى وعاوزاها في موضوع.

أومئ براسه ثم صاح مناديا : كيتي.

جاءت الخادمة على استيحاء: اؤمر دكتور.

اشار عليها : دخليها لمدام ليلى ...
ثم وجهه كلامه لها : اتفضلي كيتي هاتدخلك ليها.

اومات بقلق ثم دخلت وسارت تبع ارشادات الخادمة، جلست على كرسي من كراسي الصالون تنظر للمنزل بانبهار واضح من تصميمه هامسة لنفسها : والله لعبت معاكي يابت يا ليلى، وقعتي واقفة.

ثم تابعت بمكر : ياعني دكتور اياه يبقا جوزها، طب كويس انه مفتكرنيش

طرقت الخادمة غرفة ليلى بهدوء اذنت لها ليلى بالدخول دخلت وهتفت بلهجة بها كسرة : مدام ليلى في واحدة بنت اوزاك (عاوزك )برة.

هتفت ليلى بتعجب : واحدة عاوزني انا!!، متأكدة؟.

أومأت الخادمة : مش اعرف حاجة، هي قالت كدا.

قامت ليلى من جلستها ثم خرجت وتفاجئت بوجود مديحة، ما ان رأتها مديحة حتى هتفت بمكر :

_ ليلى حبيبتي وحشتيني اوي يا غالية .

سرت رجفة صغيرة في جسدها، وعادت الذكريات السيئة تداهمها بقوة، جف حلقها واحتل الخوف قلبها....
&&&&&&&&&&&&&&&_
انتهى الفصل الثامن عشر.
قراءة ممتعة.
بقلم / زيزي محمد.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:09 AM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



رواية (شهد الحياة )

البارت التاسع عشر


بمنزل كريم ....

هتفت مديحة بخبث: مالك يا ليلى ما تهدي انتي ليه مش على بعضك كدا.

تلتفت ليلى ورائها ثم يمينا ويسارا مردفة بقلق : انتي ايه اللي جابك هنا عاوزة مني ايه، انتي اصلا عرفتي مكاني ازاي.

ابتسمت بمكر : عرفت مكانك ازاي دا ميخصكيش عاوزة منك ايه، دا هاقولك عليه دلوقتي.
***********************************
بمنزل رامي....

جلست بالمنزل تبكي وتتذكر كلماته .....

(فلاش باك )

رمقها بغضب، هاتفا بصوت مخيف : انتي كنتي هاتهببي ايه؟؟..

هتفت بصوت مهزوز : دا المفروض يبقا رد فعلي على اللي انت عملته واعمل في حسابك انه هايبقى كل مرة دا رد فعلي لو عملت كدا.

هدر بصوت جهوري وبغضب : تبقي اتجننتي دا انا اكسر عضمك اياكي تفكري تمدي ايدك عليا واسكتلك واقسم بالله هاتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه .

صاحت بغضب هي الاخرى : انت عاوز تعمل كدا واسكتلك دا مش من حقك علشان تعمل كدا.

امسكها من ذراعها يهزها بعنف : امال من حق مين، انتي كلك على بعضك من حقي، انتي مراتي غصب عنك وعن اي حد.

اشارت له على باب الغرفة مردفة بتحدي : امشي اطلع برا مالكش دعوة بيا لغاية ما خالتي تيجي .

بقا صامتا عقب جملتها ينظر لها باعين حمراء من الغضب حتى هتف بتوعد : ماشي يا شهد انتي اللي حكمتي على نفسك خروج من البيت مفيش روحة المصنع مفيش تعاملك مع حمزة بردوا مفيش تفضلي هنا في اوضتك تاكلي وتشربي لوحدك وانا هاعرف اخليكي ازاي تتحكمي في نفسك وتعرفي انك بتتعاملي مع راجل مش عيل ولسانك دا انا هاقصهولك .

خرج من الغرفة بسرعة بل من البيت باكمله مغلقا عليها بالمفاتيح، وقفت بجنون في منتصف الصالة تستمع لصوت المفاتيح في الباب وهو يقوم بغلقه حتى صاحت باعلى صوتها:
_ بكرهك يا رامي ومكرهتش حد في حياتي قدك.

استمع لجملتها زفر بقوة هامسا لنفسه : بحب متخلفة، انا ايه اللي عملته في نفسي دا.
*********************************
بمنزل كريم...

انتفضت وهي تنظر لها بصدمة هاتفة بتلعثم : انت اتجننتي انا هاجبلك المبلغ دا منين؟!.

اجابتها وهي تهز كتفها بالامبالاة : وانا مالي ياختي اللي ليا قولته...
ثم تابعت بحقد دفين : انا لايمكن اسيبك تتهني بالعز دا كله لوحدك، واقسم بالله يا ليلى لو مجبتيش الفلوس في ظرف يومين بالكتير لجاية وعملالك فضيحة وقايلة للراجل الكبرة اللي جوة دا على مصيبتك وعلى كلمتين حلوين من عندي يشعللوا الدنيا ويرموكي زي الكلبة في الشارع.

هتفت برجاء واعين تمتلئ بالدموع : حرام عليكي بجد يعني انتي اللي طلعتي كنتي بتبعتيلي رسايل وبتهدديني، طب انا هاجبلك عشر الاف منين المبلغ كبير اوي عليا مش هاقدر.

نظرت حولها بمكر وهي تتحدث: بقا العز دا كله ومش تقدري تاخدي عشر الاف جنيه ياختي اسرقي اي تحفه من دول وبعيها وهاتجيبي ضعف المبلغ وبعدين يا حلوة دا مبلغ قليل تمن سكوتي على مصيبتك هو انتي عاوزني اعرف انك متجوزة دكتور قد الدنيا وغني واسكت واسيبك لا طبعا انا عاوزة فلوس علشان اسكت ومقولش لحماكي على مصيبتك ... وبعدين الواد زكريا عاوز يتجوز وممعيش فلوس.

اقتربت منها ليلى بسرعة تجذبها من مرفقها بعصبية وهي تهتف: امشي اطلعي برا انا مش هاجبلك المبلغ دا، امشي .

ابتسمت بسخرية : اهدي على نفسك ياختي شوية، انا هامشي فعلا بس والله العظيم يا ليلى لو ما جبتي الفلوس لمسودة حياتك وانتي عارفني على ايه وبعدين ياحلوة لو فاكرة انك تجري تقولي لجوزك وهو هايفكر بس يعمل حاجة انا مفهمة كذا واحد الحوار وهايجي ويفضحك هنا وكمان عرفت ان ليكي عمة الدكتور صعبة اوي لو عرفت بمصيبتك شوفي بقا هاتعمل فيكي ايه...

قاطعتها ليلى بحدة : وانتي ايه عرفك دا كله؟!..

قهقهت مديحة بشر : وانتي فاكرة ان هاسيبك تطلعي من الحارة كدا لا بقا دا انا رقبتك وعرفت انتي اتجوزتي مين وبقالكوا قد ايه متجوزين وعرفت كل تفصيلة وصغيرة والصراحة انا لايمكن اسيبك تتمعتي بالعز دا لوحدك دا انا حتى ابقا غبية ومبفهمش....
ثم استطردت تحت نظرات ليلى المصدومة : انا هامشي الرقم اللي كنت بعتلك الرسالة منه هو دا اللي تكلميني منه، هتتاخري يوم عن اليومين اللي قولتلك عليهم هاتشوفي وش مديحة التاني سلام ياحبيبتي...

ذهبت مديحة وبقت ليلى تحت الصدمة ......
**************************************
بالمصنع...

_ بتعمل ايه هنا يا سامي...

التفت سامي بسرعة،، وجد هايدي تنظر له وعلى وجهها ابتسامة خبيثة، فهتف متصنعا الامبالاة :
_عادي بشوف بيشتغلوا ولا لأ.

هايدي بخبث: طب ودا تخصصك والا شغلك، قول بقا انك جاي علشان الست شهد.

سامي ببرود : وانتي مالك جايلها ولا لأ، مراقباني ليه خليكي في اللي يخصك.

اقتربت منه وقالت بهدوء : بص هاجبهالك صريحة انا وانت مصلحتنا واحدة انت عاوز شهد ودا فهمته من نظراتك وانا عاوزة رامي يبقا نساعد بعض وكل واحد ياخد اللي بيحبه.

سامي : طب رامي وعندك ما تخديه ايه اللي يمنعك عنه، اما شهد طلعيها من دماغك يا هايدي اعوزها معوزهاش ميخصكيش.

هتفت بتهكم : طب والله باين عليك متعرفش حاجة وعايش في الاحلام رامي صاحبك عينه من شهد وانا شوفتهم بعيني دول في المطبخ في بيت رامي مقربين من بعض وبيهمسوا ويتكلموا، انا عاوزة مصلحتك يا سامي انا بنت عمك ومصلحتك من مصلحتي.

هتف سامي ببرود : لو احتاجتك هاقولك اكيد يا يابنت عمي.

تركها سامي ثم ذهب لمكتب رامي دلف الغرفة، وجد رامي نائما على كرسي المكتب مغمضا عينيه :
_ عاوز ايه ياسامي.

هتف سامي بمزاح : ايه دا انت ملبوس ياعم، ايه عرفك ان انا.

فتح رامي عينيه ثم هتف بضيق : علشان انت الوحيد الي بتدخل من غير ما تستأذن.

قطب ما بين حاجبيه مردفا : مالك يا رامي مبوز ليه كدة وقاعد نايم مبتشغلش.

رد بوجهه مقتضب : مفيش.

ابتسم سامي بسخرية : انا بسال مين مالك مش هاتقول طبعا، انت عارف يا رامي بتفكرني بمين بالست النكدية اللي جوزها بيفضل يقولها مالك متردش عليه ومترضاش تقول.

زمجر رامي بحدة : وانا مش هاستحمل كتير طولة لسانك وانت عارف ان مبحبش حد يتعدا حدوده معايا في الكلام وبردوا عارف ان مبقولش مالي ولا فيا ايه، يبقا ايه تقوم تشوف شغلك دا لو انت بتشتغل اصلا ومتكونش جاي لهدف في دماغك .

نهض سامي بعصبية : انا مش عارف مستحملك على ايه.

بعد خروجه ارجع رامي راسه للوراء مرة اخرى مغلقا عيناه بقوة يحاول التحكم في اعصابه :
اطلعي بقا من دماغي، مش عارف اركز ولا اشتغل ولا اعمل حاجة، اوووف لا انا مش قادر استحمل انا هاقوم واروحلها، انا قسيت عليها جامد ممكن يحصلها حاجه.
**************************
بمنزل زكريا...

عادت للمنزل وجدت الهدوء يعم المنزل التوى فمها بسخرية : اه تلاقيها نايمة الهانم.

رن هاتفها اجابت بخفوت وهي تدلف لغرفتها: ايوا ياهانم.

كريمة : انتي مروحتيش ولا ايه؟.

مديحة : لا روحت وجيت.

كريمة بعصبية : انا مش منبه عليكي اول ما تخرجي من هناك تكلميني وتقوليلي عملتي ايه..

قالت مديحة بتبرير : اصل يعني هاحكي في الشارع قولت اروح البيت واحكيلك.

زفرت كريمة بنفاذ صبر : اخلصي انتي هاتصاحبيني احكي عملتي ايه .

هتفت مديحة بحنق : ما بالراحة عليا يا هانم اصل كلنا ولاد تسعة وبعدين انتي محتاجاني...
‏ثم تابعت حديثها : انا روحت وجوزها قابلني وانا قولتله اني جارة ليلى وهو مهتمش انه يعرف تفاصيل دخلني وقبلتها وقولتلها ان انا اللي كنت ببعتلها رسايل التهديد وهي خافت طبعا وهددتها بكل حاجة اتفقنا عليها وقولتلها مستنية اتصال خلال يومين ومشيت.

كريمة : برافو عليكي الفلوس بقا اللي تجيبها دي حلال عليكي كلها واول ما تجبها بلغيني علشان اقولك هاتعملي ايه بعد كدا.

مديحة بسعادة : ماشي ياهانم .

انهت المكالمة بسعادة ولكنها سرعان ما تذكرت شئ :
الحمد لله انه مفتكرنيش ولا افتكر اني الست الي بهدلها في عيادته، وكويس بردوا ان مقولتش لست كريمة لكانت تخاف وتسحب مني الحوار ويضيع عليا الفلوس انا كدا صح، بس افرض افتكرني ايه بقا اللي هايحصل.
***********************************
بمنزل رامي .

دارت في ارجاء المنزل بعصبية وهي تهتف : اه ياناري بقا تحبسني يا رامي على اخر الزمن انا تعمل معايا كدا، طب والله لاوريك اسود ايام حياتك اه انا ميتعملش معايا كدا.

جلست بزهق على الاريكة انتبهت لصوت البطلة المستغيث في التلفاز وهي تستغيث بالبطل عبر الهاتف ضيقت عينها بتركيز تتابع باهتمام حتى جاءت لها فكرة شيطانية لاح على ثغرها ابتسامة خبيثة، التقطت الهاتف ثم قامت بالاتصال حتى جاءها صوته القوي ....

_ ايوا يا شهد .

تصنعت البكاء وهي تهتف بخفوت : الحقني يارامي .

توقف رامي عن القيادة وهو يهتف بقلق : مالك في ايه..

هتفت بتلعثم : مش...مش عارفة فيه حد في الشقة معايا انا سامعة صوته معايا بيتحرك هاموت من الخوف.

هتف بتوتر: ازاي دخل الشقة وانا قافل بالمفتاح...

خبطت بيديها على جبينها وهي تسب نفسها ثم هتفت بارتباك :سمعت صوت تكسير شباك المطبخ، هايموتني يارامي.

جف حلقه من شدة قلقه وخوفه : اوعي تخافي انا هاجيلك اهو متخافيش، خليكي معايا.

هتفت بتسرع : لا طبعا اقفل علشان الرصيد.

هتف بتعجب : نعم!!!!.

قالت بارتباك خافت: اااا...اقصد اقفل علشان ميحسش بيا.

انهت المكالمة وهي تزفر بقوة اعتلت على وجهها ابتسامة عريضة وهي تهتف : احسن تستاهل.
***********"
قام بتشغيل السيارة مرات عديدة ولكن تلك المحاولات فشلت ضرب المقود بيديه وهتف بعصبية : هو في ايه مالها مبتشغلش ليه ، هو دا وقته...

خرج منها بحث عن تاكسي لم يجد فالسااعة الثانية ظهرا والشوارع مزدحمة، ركض باقصى سرعته ركض والعديد من التخيلات بذهنه، جف حلقه زدات وتيرة الخوف والقلق بداخله، لم يعرف حتى الان كيف وصل لمنزله اخرج مفاتيحه بتوتر وخوف فتح الباب ودخل بهدوء وحذر وعينيه تبحث عنها في ارجاء المنزل حتى توقف عندما سمع صوتها البارد :
_ لا طلعت بتخاف عليا يا رامي .

التفت بسرعة وجدها تتكأ بنصف جسدها على العمود الرخامي، تفحصها بسرعة بعينيه وفي لحظة كان يعانقها بقوة ويديه تتحرك بسرعة على جسدها بخوف، شعرت بدقات قلبه وقوة بنبضاته وبانفاسه اللاهثة، ابتعد عنها قليلا يهتف بقلق :
_ انتي كويسة صح، مفيش حد عملك حاجة.

صمتت شعرت بمدى قلقه وخوفه عليها، امتلئت عينيها بسرعة بالدموع واردفت بنبرة شبه باكية : انا اسفة مكنتش اقصد اخوفك عليا والله، انا بس كنت مخنوقة منك ومضايقة ومتعصبة قفلت عليا الباب وحبستني قومت اخترعت الكذبة دي علشان تيجيلي، متزعلش مني يا رامي انا غلطت.

نظر حوله بصدمة : يعني مفيش حرامي.

هزت رأسها بنفي، اخفضت بصرها ارضا بخزي، ثم هتفت بخفوت : معلش انا اسفة .

عانقها مرة اخرى وهو يدفن وجهه في عنقها بقوة ويهتف بخفوت: انتي عاوزة تعملي فيا ايه، عاوزة تتعبي قلبي معاكي ليه، اخدتي ايه غير ان جريت الطريق كله وقلبي كان هايقف من الخوف عليكي، طب تعرفي اني اصلا كنت سايب الشغل وجايلك.

هتفت بخجل : انت كنت سايب الشغل وجاي ليه؟!.

ابتعد قليلا عنها، رفع بصره وركزه على عينيها ويديه تداعب وجنتيها بلطف ثم هتف بنبرة حنونة : علشان زعلتك مني قبل ماانزل وقفلت عليك، رغم انك غلطانة في اللي عملتيه بس مهنتيش عليا.

اعتلت ابتسامة خبيثه على ثغرها : عكتها اوي انا انهاردة صح؟؟.

اقترب اكثر منها وهو يركز بصره على شفتيها بشغف : اه.

ارتشعت شفتيها من نظراته لها فهتفت بارتباك : اااان...انا..

قبل ارنبة انفها برقة وداعبها بانفه وهو يهتف بهمس : انتي ايه...

زادت دقات قلبها بجنون من قوة فرط مشاعرها، الان تختبر مشاعر جديدة لم تعهدها من قبل، اغلقت عينيها تستمتع بانفاسه الساخنه على وجهها، شعرت بشفتيه تجول على بشرتها الناعمة، شعرت بشفتيه تقترب من شفاهها خفق قلبها بقوة، تمسكت بقميصه، طبع قبلة رقيقة بالقرب من شفتيها، ثم ابتعد وهو يتفحصها ويرى تأثير ما فعله بها، فتحت عيناها بخجل تسربت الدماء لوجهها، ابتسم بخفة على براءتها ثم هتف بخشونة : هاتصل على الباص يجيب حمزة على هنا، جهزي حاجة خفيفة لغاية ماخاد شاور.

تركها ثم دلف الى غرفته مغلقا الباب خلفه، وضعت يديها على قلبها تحاول تهدئة دقاته السريعة والقوية :
اهدي هاموت الله يخربيتك يا رامي، انت عاوز تعمل فيا ايه.
*********************************
بمنزل كريم.

جلس بانهاك واضح على الاريكة يهتف بتعب : اليوم كان متعب اوي متتخيليش كم العمليات والولادة..

هتفت ليلى بشرود وعينها مثبتة على نقطة ما : الله يكون في عونك.

عقد حاجبيه يسال بإهتمام : مالك يا ليلى من وقت ما دخلت البيت وانتي تايهة كدا.

ابتسمت ابتسامة مصطنعة : مفيش .

اقترب منها وجلس مقابلها : لا فيه في ايه...من حق الست بتاعت الصبح جارتك كانت عاوزكي ليه؟.

هتفت بتوتر : مكنتش عاوزة هي...

قاطعها مستفهما : هي عرفت مكانك منين؟!.

زاد التوتر لديها من اسئلة كريم فهتفت : انا كنت كلمتها وقولتلها في حاجة ؟!.

هز رأسه بنفي : لا مفيش بس حاسس ان شوفتها قبل كدا اوكشفت عندي هاموت وافتكر ودماغي مش قادرة تجيبها.

ليلى : متهايلك انت مشوفتهاش قبل كدا انا متاكدة .

قطب مابين حاجبيه : وانتي ايه اللي يخلكي متاكدة ان مشفتهاش قبل كدا.

هتفت موضحة : اصلها جارتي انت هاتشوفها ازاي الا معايا وهي اول مرا تيجيلي هنا.

هز رأسه متفهما : امممم ممكن بردوا، المهم كانت عاوزكي في ايه؟!.

رفعت بصرها بتوتر وعزمت على قول ما فكرت فيه وما توصلت اليه بعد معاناه: هي عارفة انك غني، وهي على قد حالها وابنها عاوز يتجوز وكانت مزنوقة في مبلغ كدا.

كريم : فجت تطلبهم منك يعني.

هزت راسها وهي تخفض بصرها للاسفل وتحاول جاهدة كبح خوفها وتوترها حتى هتف بهدوء :
طب وماله ياقلبي ساعديها براحتك.

رفعت بصرها بسرعة تهتف بتردد مرتبك : مم..انا ممعيش فلو...

قاطعها بابتسامة بسيطة : فلوس ايه يا ليلى انا ليل نهار بسبلك فلوس في درج الكمدينو اظاهر انك مبتاخديش بالك منها اديلها اللي هي عاوزاه ولو عازت اكتر عادي قوليلي اكيد مش هتاخر على مساعدة حد.

ليلى : لا انا بشوفهم بس دول بردوا فلوسك قبل ما اخد منهم حاجة لازم تعرف وبعدين انت لازم تعرف هي طالبة قد ايه...

مد يديه ممسكا بوجهها ثم طبع قبلة فوق جبينها وهتف : قولتلك فلوسي فلوسك، وبعدين اديها اللي انتي عاوزاه ولو عوزتي فلوس في اي وقت خدي من الخزانة اللي جواها رقمها بنفس يوم جوازنا، ومش عاوز اعرف هما قد ايه، واه اعملي في حسابك ان بكرة حجزتلك عند الدكتور هدى معاد الجلسة .
**************************
بالحارة...

عبده : اؤمري يام زكريا عنيا...

مديحة بمكر : بقولك يا واد فاكر لما جيت وقولتلي على ليلى لما حصلها الحادثة اياها انت والواد علي .

هز عبده رأسه وقاال : اه فاكر طبعا وانتي حتى يومها قولتلنا نفضحها هي والبت شهد.

مديحة : اه وفاكر قولتيلي ايه كمان..

حك مؤخرة راسه وحاول التذكر ثم هتف : لا مش فاكر معلش فكريني.

هتفت مديحة بصوت كفيفح الافاعي : مش انت قولتيلي يا واد ان لو عاوزة اكد الكلام دا عليها اجبلك كام صورة ليها وانت تعملها ششوتو حاجة يعني تفبرك ليها صور.

قطب ما بين حاجبيه مستفهما : هو انتي لامؤاخذة لسه فاكرة تعمليلها ما هي غارت من الحارة مالوش لزمة ..

زفرت مديحة بنفاذ صبر : ياخويا انت رغاي ليه وبتسال كتير ليه،، الموضوع مش يخص ليلى الموضوع يخص واحدة تانيه واحدة صاحبتي عندها مشكلة وعاوزة تفبرك صور دلني بس على الواد دا وانا اقولها .

شعر بكذبها ولكنه قام بمجاراتها واخبارها بالعنوان المنشود، شكرته ثم انصرفت حدق هو في اثرها :
_ ناوية على ايه يا مديحة، مش عارف حاسس بحاجة غريبة انا هاعرف بطريقتي هي ناوية على ايه ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل التاسع عشر
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.