آخر 10 مشاركات
إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الطائرة - سوزانا فيرث - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          [تحميل] سأخبرك سراً أفنى بدونك / للكاتبة انجل ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-19, 12:10 AM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



رواية ( شهد الحياة )

البارت العشروون

في عيادة الطبيبة النفسية....

ابتسمت الطبيبة بود : ها بقا قوليلي انهاردا عاوزة تتكلمي
عن ايه...

ليلى بحزن : من يومين شوفت شهد واتخانقت معاها، انا مش عارفة صح ولا غلط ......

قاطعتها الطبيية بعملية : اولا بس عرفيني مين هي شهد؟!؟

ليلى : شهد دي صاحبة عمري متربين مع بعض انا اكبر منها بسنة، طول عمرها صاحبتي الجدعة عمرها ما قالت لأ على حاجة، عمرها ماعملت فيا حاجة وحشة ابدا، اسراري كلها معاها وهي بردوا، بس خانتني وفضحتني انا مش عارفة هي ليه عملت كدا .

الدكتورة هدى : وفضحتك ازاي؟!.

ليلى بدموع : يوم الحادثة بابا قلق عليا لان تليفوني كان مقفول كلمها بليل الساعة ٣ وهي جتلي المستشفى ويومها حلفتها ما تقول لحد هي كانت عاوزة تبلغ وانا اصريت اني اروح ولما روحنا قولتلها متقوليش لحد، وهي وعدتني بس خلفت وعدها، تاني يوم جه زكريا يضربني وموتني ضرب وقالي ان شهد هي اللي فضحتني بابا مات بسببها، انا مكرهتش في حياتي قدها هي السبب.

هتفت هدى بتعجب : ومكرهتيش اللي اغتصبك.

رفعت بصرها ترمقها بعدم فهم : قصدك ايه؟!.

تنهدت الطبيبة قائلة بحزم : بصي ياليلى انا طول الجلسات اللي فاتت انتي بتتكلمي وانا بسمع بس مهمة الطبيب النفسي انه يعالج ويدي حلول او يصلح اخطاء المريض عاملها او هايعملها، انتي ليه لغاية دلوقتي مبلغتيش عن الحيوان دا والمفروض انه يتقبض عليه ليه سكتي، ليه اصلا سميتها فضيحة.

ليلي : عشان ..عشا...

قاطعتها هدى بهدوء : خليني اكمل واسميحلي ان اكون حازمة بعض الشيء والومك على قرارات وحاجات اخدتيها في حياتك انا حقيقي متعجبة لكدا، اولا انتي السبب في كل دا انتي اللي فضحتي نفسك لما اختارتي انك تسمي حادثة الاغتصاب فضيحة، انتي لو كنتي فكرتي شوية بس كنتي بلغتي واخدتي حقك من الحيوان دا واتسجن وخلتيه عبرة لكل واحد فكر انه يعمل كدا في واحدة، كنتي بقيتي في نظر الكل المجني عليها ودا فعلا انتي مجني عليها بس بعملتك او بتفكيرك دا حطيتي نفسك في خانة مع الجاني زيك زيه، لانك سكتي وخبيتي الموضوع مين هايصدق انك على حق كلهم هايقولوا اه تلاقيها كانت مبسوطة وبرضاها، انا حقيقي مستغربة ازاي بنت زيك تبقا في سن النضج دا وتختار تسكت امال القانون دا عملوه ليه مش علشان يجبلك حقك، احنا ممكن نقول لو مع ان لو دي اكبر حاجة غلط الانسان ممكن يقولها، بس هاقولها علشان بعد كدا تفكري بعقل سليم، لو قولنا ان لو بلغتي ووالدك عرف باللي حصل كان هايقف زي الجبل يدافع عنك وياخد حقك بس باللي انتي عملتيه وسكوتك سببله حالة صدمة وعلشان كدا مات وطبعا الاعمار بيد الله ودا أجله ونصيبه وكمان يمكن خطيبك مش ضربك ولا عمل فيكي كل دا يمكن يختار انه يحترمك ويبعد بهدوء ومن غير مشاكل، لكن بسكوتك خلاه في حالة من التكهنات، انتي ببساطة بتعلقي اخطائك على شماعة الاخرين.

ليلى بضيق : انتي بتتهميني اني السبب في دا كله وهي اللي فضحتني شهد هي السبب .....

هدى بجدية : جينا لنقطة شهد ودي اهم نقطة، انتي شايفة انك اتظلمتي صح طب مانتي بتظلميها زي مانتي اتظلمتي يعني انتي بقيتي ظالمة، انا لما سألتك مين شهد في بداية كلامك قولتي جدعة متربين مع بعض عمرك ما شوفتي منها حاجة وحشة صعب جدا يا ليلى ان حد بالاخلاق دي وعشرتيه طول السنين دي ويجي يعمل كدا، طب هاسالك سؤال هي اعترفت بدا حسيتي انها كدابة مثلا وهي بتقولك لا مقولتش...

صمتت ليلى قليلا، وهزت راسها بنفي : لا كانت بدافع عن نفسها جدا وبتحلف انها مقالتش.

هدى بعتاب : طب انتي ليه موقفتيش وعاتبيتها وفهمتي منها، ليه اختارتي الحكم انهم قالوا هي قولتي اه يبقا هي اللي قالت وفضحتني.

هتفت ليلى باندفاع: لا ثواني ماهي الوحيدة اللي عارفة، امال مين قالهم ان حصلي كدا.

هدى : ممكن تكون مثلا واحدة في المستشفي كانت معاكي حبت تتطمن عليكي جت وسالت عليكي وحكت اللي حصلك وقالت كان معاها واحدة اسمها شهد، بصي يا ليلى انا لو قعدت اتخيل مين اللي قاال غير شهد على استعداد اطلعلك مية سيناريو واحكهولك، وفي كل سيناريو انتي هاتصدقي، ليه معطتيش نفسك فرصه تسمعيها ليه مُصرة تظلمي زي ما اتظلمتي؟!، ليه بتهربي من مشاكلك، ليه مبتحكميش عقلك، ليه بتمشي ورا عواطفك.

هتفت ليلي بانكسار: كلكوا جايين عليا، انتي كمان بتغلطيني زي كريم، محدش حاسس بيا.

هدى بهدوء: بصي يا ليلى محدش جاي عليكي بالعكس احنا بنحاول نطلعك من الجو اللي انتي معيشة نفسك فيه، انتي ممكن تبقي اقوى من كدا، انتي مش لوحدك دكتور كريم معاكي ودا المفروض انه يبقا مصدر قوتك وامانك انتي ربنا بيحبك علشان كدا في حد وقف جنبك واللي شايفة انه مستعد يحارب علشانك، ليه بقا دور المنكسرة والمغلوبة على امرها، لما ممكن تقفي وبعلو صوتك تقولي انا اتظلمت انا المجني عليها انا وانا وانا، ليه عايشة في الظلام، والمفروض ان كريم هو النور اللي هاتكملي بيه...

ابتسمت ليلى بسخرية وهي تهتف ببكاء : اهو كريم دا بالذات هو اللي مخليني عايشة في الظلام، اهو كريم انا الي بحارب علشان افضل جنبه، اهو اللي مفروض يكون مصدر قوتي هو مصدر ضعفي وقلة حيلتي.

قطبت مابيين حاجبيها تهتف باهتمام : ليه كدا؟!.

ليلى : ام زكريا خطيبي اللي كنت قولتلك انها طردتني من البيت وبتكرهني لقيتها جايلي على البيت وبتطلب مني ١٠٠٠٠ الاف جنيه تمن سكوتها على الحادثة بتاعتي ومتقولش لابو كريم على اللي حصلي وتسكت ومتفضحنيش.

تسألت الطبيبة بحذر: وانتي هاتعملي ايه هاتديها الفلوس.

أومأت ليلى : اه طبعا هاديها انا مش هاستحمل عمو جمال يبصلي بصة مش كويسة، كفاية دا الحاجة الوحيدة الحلوة اللي بتعوضني عن ابويا.

هدى : وكريم عارف؟!.

هزت راسها بنفي واردفت ببكاء: لا كدبت عليه هي هددتني لو قولتله وعمل فيها حاجة هاتبعت حد تاني يقول، انا كدبت عليه وخلاص، هي اخر فلوس ممكن تطلبها مني وتبعد عني .

هدى : هو انتي فاكرة ان دي اخر فلوس هتطلبها بالعكس دي مش هاتسيبك اوعي تسيبها تبتزك اوعي هاتبقي بتغلطي غلطة فوق غلطاتك اللي مبتنتهيش.

ليلي بإصرار : لا انا هاديها الفلوس وهاتفق معاها ان دي اخر فلوس وتبعد عني.

زمت الطبيبة شفتيها بضيق : كدا غلط يا ليلى صدقيني، شوفتي نتيجة تفكيرك وصلك لايه، وصلك ان واحدة تبتزك، قولي لكريم وواجههي مشاكلك ومتخافيش، ووالد دكتور كريم راجل بيفهم وهايفهم مدى اللي انتي اتعرضتيله.

هزت راسها برفض وهي تهتف : لا يا دكتورة انا قررت هاعطيها الفلوس وهاتفق معاها ولا كريم ولا ابوه هايعرف حاجة.
ثم استطردت وهي ترمقها برجاء: ارجوك دا سر ما بينا اوعي تقولي لكريم.

هدي بضيق : كل كلمة بتقوليها هنا في المكتب دا مبتطلعش برا، بس رجاء مني انا شخصيا ياريت تفكري وبلاش تعطيها الفلوس واجهي مشاكلك بقوة وبلاش ضعف، صدقيني هترتاحي اكتر.

ليلى بضعف وقلة حيلة : ان شاء الله، عن اذنك.

تركت ليلى غرفة الطبيبة والحزن يسيطر على قسمات وجهها، عبثت في هاتفها ثم اجرت اتصالا بكريم:
_ الو.

كريم : ايه يا ليلتي، خلصتي الجلسة.

ليلى بصوت حزين : اه، وهاروح اقابل جارتي اللي قولتلك عليها هاديها الفلوس واروح.

سألها كريم بقلق: في ايه صوتك ماله!.

ليلى : مفيش بس حاسة اني تعبانة علشان اتكلمت في حاجات مكنتش عاوزة اتكلم فيها.

هتف كريم بلطف : معلش يا قلبي هاتهدي كمان شوية وان شاء الله قريب هاتتحسني.

ليلى: ان شاء الله، سلام.
********************************
بالمصنع....

هتفت شهد بضيق : يا رامي مش قولتلك متبقااش تجبني هنا المكتب، يقولوا عليا ايه؟!.

هتف رامي بالامبالاة: يقولوا اللي يقولوه، وبعدين متنسنيش انا كنت عاوز اقولك ايه.

شهد : قول عاوز ايه؟!.

رامي بشرود: انتي حلوة اوي وانتي لابسة كدا.

اتسعت عيناها بصدمة وهتفت : ها؟!.

تنحنح رامي بإحراج ثم هتف : انا هاروح اجيب شوية حاجات للمصنع خليكي في المصنع حتى لو اتأخرت واياكي تخرجي وتروحي في حتة، ومالكيش دعوة بحد ماشي.

هتفت بتهكم : طب ماتقولي اقعدي وربعي ايدك بالمرة وحطي لزقه على بوقك..

زفر بحنق وهو يقول: استغفر الله، هو انتي متعرفيش تقولي حاضر، في ايه ياشهد عشرة بيتكلموا معاكي.

شهد : اصل انت بتقول كلام مش منطقي خالص والله.

رامي : والله انتي اللي مش منطقية اصلا، انا هاروح مش هتأخر.

شهد : حاضر .

اقترب منها ثم مد يديه يمسك بوجهها ويهتف بحنان: خلي بالك من نفسك لغاية ما ارجعالك، لو حسيتي ان الشغل كتير عليكي اقعدي ومتخافيش من حد.

رفعت بصرها وهي تبتسم : هو انت اصلا بيخلهم يدوني شغل، كل ما اقولهم عاوزة اشتغل بجد يقولولي مستر رامي أمر ان شغلك بسيط.

رامي بنبرة حنونة للغاية : اه طبعا انا مش جايبك تشتغلي وتتعبي في نفسك، انا جايبك تتسلى مش اكتر، المهم علشان متعطلنيش اهتمي بنفسك وخلي بالك منها .

هتفت بمزاح : هي مين دي؟!.

هتف وهو يطبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها : نفسك...

تركها وخرج من الحجرة، حدقت في اثره وهي تهتف بتنهيدة قوية وابتسامة عريضة تزين وجهها : انا شكلي حبيتك ولا ايه، ربنا يستر وقلبي مش يوجعني.
***************************************
باحد البنوك المصرية..

هتفت سميحة بارتباك : يعني يا انسة الفلوس دي بقت بتاعتي وفي حسابي والرقم معايا صح.

هتفت الموظفة بعملية : ايوة يا فندم زي مافهمت حضرتك الخطوات بالظبط.

أومأت سميحة مع ابتسامة بسيطة ثم خرجت من البنك، وقفت على اعتابه وهي تهتف بارتياح : الحمد لله كدا اول خطوة صح، عقبال الباقي سلمى تتطلق واخد شهد من عند صفاء ونروح في حتة محدش يعرفنا فيها ويرجعوا بناتي لحضني، وابقا كدا انتقمت من حسني.
*********************************
وصلت مديحة للعنوان المنشود..رأت ليلى تقدم عليها بثياب مرتبة وجميلة التوى فمها بسخرية : بنت عم احمد بقت بنت ذوات انتي وقعتي عليا من السما.

وقفت ليلى امامها وهي تنظر لها بازدراء ثم اخرجت المال من حقيبتها واعطتهم لمديحة التي تناولته منها بفرحة فهتفت ليلى بتحذير ولهجة حاسمة : بصي علشان اقولك بس دي اخر فلوس ممكن اديهالك علشان بس متفكريش كل شوية تتصلي عليا، وتقوليلي عاوزة فلوس انا مش هاديلك ولا مليم زيادة.

رفعت حاجبيها ببرود وهي تقول : طب اهدي على نفسك ياختي، جاية محموقة كدا ليه، ولا تكونشي البت شهد هي اللي قالتلك تقولي كدا مانتوا الاتنين مكروشين من الحارة ومفضحوين زي بعض وتلاقيها هاتموت مني.

قطبت مابين حاجبيها وهي تقول: شهد اطردت ليه ومين طردها؟!..

شهقت مديحة بصدمة : هو انتي متعرفيش انها مشيت في نفس اليوم اللي انتي مشيتي فيه، يعيني جوز امها طردها ومشيت.

ليلى : وهو طردها ليه؟..وهي مالها بالموضوع؟..

قهقهت مديحة بشر : اصل اتقال عليها نفس الكلام اللي قالوه عليكي واللي انا لامؤاخذة مطلعاه عليكوا انتوا الاتنين.

هتفت بتلعثم : انتي!!، قولتي ايه؟!...

اقتربت مديحة وهتفت بصوت كفيفح الافعى : قولت اللي انتوا تستحقوه لما الواد عبدو وحسين طلعوا يصحوا زكريا الفجر ويقولوله على اللي حصلك، ولاجل الحظ انا اللي فتحت الباب وقابلتهم.....
(فلاش باااك)

قطبت ما بين حاجبيها وهي تهتف بصوت ناعس : في ايه ياواد ياحسين انت وعبدو بتخبطوا كدا ليه؟!...في مصيبة ولا ايه؟! .

أومئ حسين وهو يقول بمكر : اه مصيبة ومش اي مصيبة لامؤاخذة، امال استاذ زكريا فين؟!..

هتفت بحدة : نايم، واخلص قول اللي عندك اصل والله اقفل الباب في وشك .

عبدو : هاقولك انا يام زكريا انا شفت البت شهد نازلة من بيتهم بتتسحب استغربت اوي مشيت وراها من غير ما تاخد بالها ولقيتها رايحة المستشفى لليلى خطيبة ابنك كنت هامشي بس رجعت ودخلت وراها ولقيتها بتكلم واحد وبتعيط، وقفت ممرضة زميلة ليلى وحكتلي على كل حاجة بس ايه بعد ما لهفت مني ٥٠ جنيه.

ضيقت عينيها بتركيز وهي تهتف بفضول : وايه اللي حصل يا واد؟!!.

استطرد عبدو حديثه باندفاع: عرفت ان فيه واحد اغتصبها ولقوها مرمية في الشارع.

شهقت مديحة بصدمة : يالهوي اغتصاب.

أومئ عبدو مؤكدا: اه والله يام زكريا، احنا كنا جايين نقول لزكريا.

خطرت على ذهنها فكرة شيطانية فهتف بخبث : بصوا بقا انا هاقولكوا تعملوا ايه ولو نفذتوه وعملتوا الي انا عاوزاه صدقوني هتاكلوا الشهد من ورايا....

هتف حسين باندفاع : قولي يام زكريا احنا تحت امرك....
( باااااااااااااك )
مديحة بازدراء : وبس ياختي قولتلهم يطلعوا عليكي لامؤاخذة سمعة بطالة انتي والمجبورة شهد وانتي اهو اطردتي وهي بردوا، وانتقمت منكوا، عن اذنك ياحبيبتي ضيعتلي وقتي.

تركتها مديحة تحت تأثير الصدمة، ظلمت شهد وظلمت نفسها قبل اي شخص، زاغ بصرها وقل نفسها تدريجيا، اين كريم؟!، هي الان تحتاج لحضن كريم، وهمسااته اللطيفة التي تهدئ من روعها، صدقت الطبيبة كريم يتلخص في كلمة وهي الامان، اين الامان هي تشتاق اليه...
******************************
بالمول...

هتف رامي بحنق : لا انت تخلص شوف تجبلها هدية ايه؟! انا مقرر من زمان.

حمزة : انت هاتجيب ايه يا بابا؟!..

رامي : هاجبلها سلسلة دهب عليها اسمها وانت عاوز ايه نجيبه؟!.

حمزة : انا سالت مريم صاحبتي وقالتلي ان اختها اسمها شهد وبتحب القطط اوي وكل اللي اسمهم شهد بيموتوا في القطط.

رامي : ايوا بقا ايه علاقة اخت صاحبتك بشهد، مش فاهم.

حمزة : يابابا انت مش فهمت منا كدا هاشتري لشهد قطة .

رامي : لعبة ولا حقيقة .

حمزة : حقيقة طبعا .

رامي : انت متاكد انها هاتعجبها.

أومئ حمزة بسعادة : اه طبعا...

تنهد قويا وهو يهتف : طيب يلا نلحق ونشتري، علشان متأخرش على شهد .
*********************************
بالعيادة......

دخلت بأعين حمراء ووجه حزين تسأل عن امانها(كريم)، لم تعطي للممرضة فرصة باعطاؤه خبر وجودها، اندفعت صوب الغرفة تبكي، رفع كريم بصره رأها على ذلك الحال خفق قلبه بشدة، انتفض من مكانه بسرعة يتفحصها جيدا وهو يهتف :

_ مالك فيكي ايه، حد عمل فيكي حاجة..

هتفت بصوت مبحوح ونبرة بكاء كالاطفال : احضني ياكريم، احضني اوي، انا حاسة قلبي هايقف..

عانقها بسرعة، مدت يديها الصغرتين تبادله عناقه وتضمه لها بقوة وتدفن وجهها في عنقه وبكائها لم يهدأ للحظة، التزم الصمت وظل يمسد بيده على انحاء جسدها رأسها ظهرها....حتى هدأت شهقاتها وبكائها واستكانت في حضنه ابتعد عنها ثم هتف:

_ ممكن افهم في ايه، مين زعلك لدرجاتي.

قالت ليلى بصوت مبحوح: عرفت ان شهد مظلومة، عرفت ان طلعت ظالمة، كلامكوا صح ، انا مرحمتهاش زي ما الناس مش رحموني.

كريم بحنو : وانتي ايه عرفك؟!، شوفتيها؟!!.

هزت رأسها بنفي وهي تهتف : لأ مشوفتهاش بس حد قالي وحكالي اني ظلمتها وان ام زكريا اللي كنت مخطبالو هي اللي خططت لدا كله، وفضحتنا وهي كمان اطردت زي.

كريم : اه يعني الست جارتك اللي اخدت الفلوس هي اللي حكتلك.

أومأت برأسها واستمرت عيناها تفيض بالدموع على قسوتها مع صديقتها...، بينما هتف كريم بصوت حنون وبلطف : طب اهدي ياحبيبتي، كل حاجة وليها حلها، وان شاءالله تسامحك وتعديها.

ابتسمت بتهكم وهي تهتف : انا متاكدة انها هتسامحني وبسرعة كمان، بس هل انا هاسامح نفسي، هل انا ياكريم هاقدر اتعامل معاها عادي من غير ما ابص في عينها واحس ان كنت ظالمة وبظلمها معايا....

كريم : الانسان بيغلط يا ليلى، ومفيش حد كامل الكامل لله وحده، ولازم لما نغلط نعترف ونعتذر وبدام اللي قدامنا هايسامحنا بسهولة يبقا نحمد ربنا ونشكره، عذاب ضميرك هايفضل موجود بس صدقيني هايقل مع مرور الزمن.

عانقته مرة اخرى وهي تقول: انا بقيت حاسة اني عايشة في دوامة وعمري ما هاطلع منها تاني.

ربت كريم على رأسها هاتفا بحنان : هاتطلعي والله يا قلبي، طول مانا معاكي هاتطلعي، انا سندك وضهرك وقوتك انا معاكي في اي حاجة .

زدات من احتضانها له وهي تهتف بنبرة صادقة نابعة من اعماق قلبها : ربنا يخليك ليا ياكريم، ومتحرمش من وجودك .
***********************************
بالمصنع...

هتفت مدام سهير بصرامة : شيماء انا بقولك اهو لو مبطلتيش كلام على شهد هابلغ مستر رامي ياخد موقف منك، احنا جايين هنا للشغل وبس مالكيش دعوة بحد.

هتفت شيماء ذات الشعر القصير المجعد والعيون السوداء والبشرة القمحية : الله هو انا قولت ايه غير انها مبتشوفش شغلها وقاعدة ليل نهار مرتاحة ومرة تتكلم مع مدير مصنع ومرة تتكلم مع مدير الحسابات، وكدا بصراحة ميرضيش ربنا.

سهير : مالكيش دعوة بردوا، وخلي في بالك مستر رامي لو وصله كلامك هايعاقبك جامد، اقعدي احسن وشوفي شغلك وبلاش قطع ارزاق.

رفعت حاجبيها ببرود وهي تهتف : ماشي يا ابلة ، اما نشوف اخرتها مع ست الحسن...
*************
اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر لشدة احراجها من كلامه المعسول : متشكرة جدا يا استاذ سامي، دا من زوقك والله.

ابتسم سامي بمكر : والله مش كلام انا مبحبش اجامل ابدا يا شهد، متعود لما اشوف حاجة جميلة اقول عليها جميلة على طول، وانتي بصراحة انهاردا جميلة جدا.
ثم تابع : هو رامي اللي منقيلك اللبس دا صح.

نظرت لنفسها بتعجب هامسة لنفسها: هو مكتوب عليه رامي اللي جبهولي ولا ايه.
حولت بصرها اليه تساله : هو رامي قالك انه اشترالي لبس .

سامي : لا مقاليش ولا حاجة بس انا فهمت اصل دا زوق رامي في اللبس لازم البنت تلبس واسع بيغير هو اصله حبتين.

هتفت بعدم فهم : بيغير!!!!.

هز رأسه وهو يهتف بنبرة خبيثة : اه مش انتوا بتحبوا بعض متهايلي!!!.

هتفت سريعا باندفاع : لا لا لا منبحبش بعض انا ورامي اخوات.

زفر براحة ثم اتسعت ابتساماته : طمنتي قلبي انا كنت خايف يكون مابينكوا حاجة .

قطبت مابين حاجبيها باستفهام : وانت خايف يكون مابينا حاجة ليه؟!.

سامي بمكر: اصل كنت خايف تحبيه مثلا وتفهمي معاملته معاكي انه بيحبك رامي طيب وطبعه شديد وبيغير حبتين على اهل بيته يعني كان كدا برضوا بيلبس ميمي اخته واسع وبيغير عليها بس هو لا حب ولا هايحب زي اميرة دي بينهم قصة حب قوية جدا.

ابتعلت ريقها وهي تهتف بارتباك : وانت حضرتك بتقولي الكلام دا ليه مش فاهمة يحبها ميحبهاش شئ ميخصنيش رامي اخويا وانا اخته، وعلى العموم عن اذنك وقفتي معاك ملهاش لزمة.

تركته بقلب مشتعل أيعقل كل هذه المعاملة لم تكن حب، ولما لا سامي اقرب شخص لرامي وبالتأكيد يعرف شعوره جيدا اتجاهها ولهذا تحدث سامي بناء على ذلك، بينما سامي ابتسم بمكر على دهائه وهتف هامسا لنفسه :
_ يا سلام عليك يا واد يا سامي، طب والله مفيش منك اتنين.
*******************************
وصلت مديحة بعد عناء للعنوان المنشود ثم سالت عن :
_ لو سمحت ياخويا تعرف واحد اسمه سامح سايبر .

_ اه بصي اخر الشارع على اليمين هاتلاقي السايبر بتاعه الباب لونه احمر كدا.

أومأت وشكرته وسارت وهي ترتب افكارها جيدا حتى تقدمت من السايبر وهي تطرق الباب، وماهي الا ثواني قليلة حتى فتح لها شاب هزيل البنية وفي يده سيجارة يشربها ببطء، هتفت مديحة : انت استاذ سامح؟!..

هز رأسه وهو يتفحصها وقال : اه انا خير؟! .

تصنعت الابتسامة وقالت : كل خير ياخويا، احنا هنتكلم في الشارع.

أومئ لها وهتف بوقاحة : اه لامؤاخذة مينفعش تدخلي جوا في حاجات مش مظبوطة وانتي وليه كبيرة ومينفعش.

لوت فمهما بضيق وهتفت : لا ياخويا ولا داخلة ولا عاملة انا جايلك في حوار وسمعت انك بتركب وشوش ناس على صور وتعملهم لامؤاخذة صور مش مظبوطة فانا كنت عاوزك تركبلي صور كدا.

القى سيجارته ودهس عليها بقدمه وهو يقول : راجل ولا ست.

مديحه : لأ ست .

سامح سايبر بطمع : لا كدا الاتعاب هتختلف، الست ب الف ونص والراجل ب ٨٠٠ جنيه..

شهقت بصدمة : الف ونص علشان تحط صورة على صورة لا كتير نزلهم شوية .

سامح سايبر : انتي عاوزة شغل نضيف ولا لأ، لو نضيف يبقا تدفعي اللي بقول عليه .

زمت شفتيها بضيق وهتفت : طيب قولي اجيب صور ايه.

سامح سايبر بالامبالاة : مش فارقة مطبوعة او صورة تليفون بس اهم حاجة يكون وش الست باينة وواضحة، وتعالي بكرا في نفس المعاد دا وبعدها بيومين تعالي استلمي الصور...
ثم استطرد : اه بكرة نص الفلوس ويوم استلام الصور النص التاني .

أومات برأسها وذهبت وشردت بذهنها كيف تحصل على صور لوجه سلمى دون اثارة الشكوك بها حتى خطرت على بالها فكرة لئيمة ابتسمت بمكر على دهائها وهمست لنفسها :
_ يا سلام عليكي يابت يا مديحة، عليكي دماغ انما ايه دهب .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت العشرون .
قراءة ممتعة .
بقلم / زيزي محمد





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:12 AM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية (شهد الحياة )

البارت الواحد والعشرون.

انحنى رامي لمستوى ابنه وهتف حمزة بهمس شديد : انت جهزت كل حاجة .

ابتسم رامي على حماس حمزة مردفا : اه التورته اهي وهانطلع انا وانت مرة واحدة نغني مع بعض ونقدملها الهدايا.

اتسعت عيني حمزة بصدمة مردفا : بس انا حطيت القطة في الصندوق بتاعها في اوضة شهد.

هتف رامي بهدوء : عادي انا هاقدم هديتي وانت تروح تجيبها، هي دلوقتي قاعدة بتتفرج على التلفزيون صح .

اومئ حمزة برأسه، فهتف رامي بجدية : طيب يالا هاشيل التورته ونغني مرة واحدة، اوك..

حمزة : اوك

خرجوا من المطبخ وهم يهتفون بكلمات سنة حلوة يا جميل بصوت عالي، التفت شهد بسرعة وهي تقطب مابين حاجبيها باستفهام، ولكنها سرعان ما ابتسمت، نعم اليوم هو عيد ميلاد شهد الحياة، نهضت من جلستها وتقدمت نحوهم وهي تخبئ وجهها بين يديها لخجلها، هتفوا بكل اغاني اعياد الميلاد h.b.d ، سنه حلوة يا جميل ، ابو الفصاد، اندمجت بسرعة معهم وهي تهتف بحماس، حتى قاطعها رامي قائلا:
_ يالا يا شهد قبل ما تطفي الشمعة اتمني امنية .

نظرت له بأعين تلمع من السعادة والفرح: انت ازاي عرفت عيد ميلادي، وازاي جبتوا التورته، انا فرحانة اوي ومبسوطة ربنا يخليكوا ليا.

رامي : عرفته من قسيمه الجواز، والتورته جبناها وانتي ماخدتيش بالك، وفرحتك ياستي عندي بالدنيا، اتمني يالا امنية وخليها في سرك.

هزت رأسها بنفي وهي تهتف بابتسامة عريضة تزين وجهها المتورد : لأ، انا هاتمني وهاقول الامنية بصوت عالي..

اخذت نفس طويل ثم اخرجته ببطئ ثم هتفت بأعين مغلقة : بتمنى تفضلوا معايا العمر كله، وتفضلوا الحاجة الحلوة اللي في حياتي، انا بحبكوا اوي.

فتحت عيناها على قبلته الرقيقة على احدى وجينتها وهو يهتف بخفوت : واحنا كمان بنحبك اوي، لا احنا مش بنحبك بس احنا بنعشقك ياشهد الحياة .

توردت وجنيتها باللون الاحمر، وزدات انفاسها اضطرابا لكلماته الخافتة، ولاول مرة يدق قلبها بعنف، لم ترفع عينيها ولكن انزلتهم ارضا لخجلها منه، حتى هتف الصغير :
_ كل سنة وانتي طيبة يا شوشو، انا جبتلك هدية حلوة اوي.

انحنت لمستواه وهي تهتف بفرحة : بجد هي فين؟.

حمزة : في اوضتك استني اجيبها.

تركهم الصغير، فمد رامي يديه يمسكها من مرفقها يرفعها، نظرت له بارتباك بسبب قربه الشديد منها، اخرج من جيب بنطاله علبة زرقاء من القطيفة، تابعتها باعينها وهي تنظر لها بحماس، قام بفتحها فظهرت سلسال من الذهب يتدلى. منه اسمها بالخط العربي شهد الحياة، اتسعت عيناها بذهول وهي تهتف بفرحة : شهد الحياة، انت عملت سلسلة باسمي.

اؤمئ براسه وهو ملتزم الصمت فقط عيناه تتابعها وتتابع كل حركه تصدر عنها، عيناها وجنتيها شفتيها التي يود ان يلتهمهم بقوة ليعبر عن مدى عشقه لها، وضعت شهد يديها على كتفه وهي تهتف بامتنان : شكرا على كل حاجة عملتها ليا، شكرا على الهدية الحلوة دي كلفت نفسك.

اخرج السلسال من العلبة وقام بتلبيسها وهتف بحب : دي بسيطة اوي، اناا هاجبلك كل حاجة نفسك فيها وبتتمنيها، انا لسه معملتش حاجة ليكي، ربنا يخليكي لينا.

لمست طرف السلسال باصبعها وهي تنظر له : اول ماشفتك قولت في سري دا الضهر والسند، برغم خناقتنا الكتيرة..

احتضن وجهها سريعا وهو يطبع قبلة سريعة على شفتيها وهو يهتف : لا مش قادر .

اغلقت عيناها بقوة وهي تستمع بسحر هذة اللحظة، انتبهوا على صوت حمزة وهو يصيح من داخل الغرفة :
_ بابا تعال طلعها مش راضية تطلع .

ابتعد رامي وهو يلمس شفتيها باصبعه وهو يهتف : واقسم بالله اسعد يوم في حياتي كلها.

ابعدت بصرها عنه وهي تهتف بارتباك : هي ايه دي الي مش راضية تطلع من الاوضة .

رامي : دي تبقا..

قاطعته بسرعه : لا متقوليش خليني اشوف ايه دي بنفسي واتفاجئ.

اؤمئ لها دليلا على موافقته واتجه نحو التورته وهو يمسك السكينة : طيب روحي لغاية ماقطع التورته .

تركته وذهبت لغرفتها بقلب يرقص فرحا، فتحت الغرفة وهي تنظر لحمزة : ايه دي يا حمزة اللي مش راضية تطلع.

اشار حمزة لها وهو يقول بعبوس : اهي واقفة الناحية التانية من السرير، رخمة اوي.

قطبت مابين حاجبيها وهي تتحرك نحو الاتجاه الثاني وتهتف بمزاح : اوعي يكون قط....

سرعان ما اتسعت عيناها بخوف حقيقي، لا ليس خوف وانما رعب ، علت انفاسها وهي تهتف بتلعثم: قط،، ق...،ط..

وسرعان ما تحولت هذة النبرة المتلعثمة الي صراخ حاد : يالهوووووووووووي قطططططططة، الحقوني.

نبرتها صارخة حادة وبسببها انتفض الصغير يركض خوفا، وانتفضت القطة تهرول في ارجاء الغرفة مع هرولت شهد..........
**********************************
بمنزل حسني...

هتف بصوته الغليظ : انتي كنتي فين يا وليه انهاردا.

تصنعت الامبالاة : كنت بجيب الخضار من السوق الكبير اسعاره ارخص من اللي في الحارة .

حسني بخشونة : اه، مش المعلم متولي بيهددني وعاوزني ادفع الوصلات.

اعتدلت بجلستها وهي تتفحصه جيدا : بيهددك!!!، الله هو مش انت كنت دفعتهم قبل كدا ولا بتكدب عليا، دا انا كنت فاكرك واخدهم منه وبتهددني وبس.

حسني : لا منا كنت بكدب ومدفعتش حاجة وكنت بنيمه وبقوله بكرة و بعده، وكنت بستعطفه بحكم الصحوبية بس اظاهر هو قلب عليا وعاوز حقه ٣٠ الف جنيه ايه العمل بقا، لو مش دفعتهم هاتتسجني.

تصنعت الحزن : طب ما تدفعهم يا حسني.

اتسعت عيناه وهو يشير على نفسه: مين انا!!!، منين ياحسرة دا انا عليا ديون لمعلمين في السوق.

لوت فمهما بسخرية وهي تهتف بنفسها : يالهوي عليك ياحسني الكلب...
ثم استطردت قائلة برجاء مصطنع : لا بالله عليك ياحسني انا مش قد السجن، قوله يأجلها يومين كدا عالله اعرف اتصرف في اي مبلغ.

حك ذقنه وهو يقول بإماءة خفيفة دليلا على موافقته : طيب شوفي كدا كلمي اي حد، صفاء اختك ولا اي حد، اصل متولي يبيع ابوه ولو مدفعتيش هاتسجني يعني هاتسجني.

جزت على اسنانها وهي تهتف بعصبية : ربنا يبعد عني السجن ياحسني وان شاء الله مفيهاش سجن ولا حاجة.
********************************"
بمنزل كريم....

فتح الحجرة وهو يطل برأسه من الباب وعلى وجهه ابتسامة : ليليتي صحيتي ....

تنهدت بعمق وهي تهتف بهدوء : منمتش تعال.

دلف ثم جلس بمقابلها وقال : ليه ياقلبي منمتيش ليه؟!.

هتفت بحزن : انام ازاي بعد اللي عرفته، انا متهايلي مش هايجلي نوم خالص الا لما اشوفها واخليها تسامحني.

ربت على يديها بحنان : ان شاء الله هاتسامحك وهاتعذرك، اللي انتي مرتي بيه مكنش سهل بردوا.

ليلى باعين دامعة : هو انت ممكن يا كريم تسيبني تحت اي ظرف وتتخلي عني .

اشار على نفسه وهو يضحك : انا!!، انا اسيبك طب ازاي بعد كل حاجة عملتها، بعد المعاناة اللي كنت بعانيها ولسه بعانيها معاكي، اسيبك بعد دا كله، طب انتي عارفة انا بقالي كام سنة بحبك، انا بقالي ٤ سنين عايش على حبك بتنفسه، بنام على صورتك، واصحى عليها، ٤ سنين بايامهم وشهورهم، سنتين قبل ما تتخطبي لخطيبك وانا بحبك وانتي بتصديني، والسنتين التانين وانتي مخطوبة لخطيبك وشايفك مبسوطة اوي وفرحانة، كنت بتخيل فرحتك دي ليا وبسببي مش بسبب غيري، كنتي بتوجعي قلبي اوي يا ليلى، انا اوقات كنت بقف قدام المراية اللي هناك دي، واقعد اكلم نفسي واقول انت بتحبها ليه، انت مش شايفها عيونها بتلمع من الفرح واتخطبت لغيرك، ايه الضعف دا ياكريم، اقوا بقا وبطل تحبها واخد قرار، وتاني يوم بالظبط اول ما اشوفك تلاقيني بضحك وبرجع اتخيل ويرجع قلبي يدق من اول وجديد، وكل اللي انا قولته لنفسي اتبخر طار في الهوا، وتقوليلي اسيبك، طب بذمتك ازاي.

اقتربت منه وهي تضع يديها على وجهه تتحسسه بلطف وبنبرة حب صادقة نابعة من اعماق قلبها ولاول مرا تهتف مافي جوفها:
من اول يوم جيت المستشفى، قالوا في دكتور وسيم وحلو اوي، وشبه بتوع السينما جه المستشفى، وقتها ضحكت عليهم وعلى دماغهم، بس لما شوفتك عذرتهم، كنت باخد بالي من نظراتك ليا كنت بتوتر وعاوزة الارض تنشق وتبلعني واقول اكيد دي تهيؤات بقا الدكتور كريم يبص على ليلى الممرضة، طب على ايه!، كنت بجري اروح احكي لشهد عليك، وشهد تضحك عليا وتقولي انتي بتفكريني بالروايات يا ليلى اللي بقراهم الفقيرة والوسيم الغني، عارف رغم ان تعليمها على قدها بس ليها صوت وبحة غريبة وهي بتحكيلي الروايات دي كنت بحب انام وتفضل تحكيلي البطل دا عمل ايه والبطلة اتصرفت ازاي، كنت بتخيلك البطل وبتخيل نفسي البطلة، واعيش جوا الروايات على صوت شهد الهادي، بس تاني يوم كنت بصحى على الواقع وكمية الفروقات اللي بيني وبينك، وان مينفعش اعيش في اوهام، زكريا اتقدملي ولقيت ان دا انسب حل علشان انساك واتخطبت خصوصا بعد ما شوفتك كذا مرا وانت قاعد مع دكتورة نهلة والاشاعات اللي طلعت عليكوا في المستشفى وقتها، قررت انساك واتخطبت كنت طول الوقت بقنع نفسي ان انساك بزكريا، انا وهو مكناش متفاهمين اصلا بس في المستشفى كنت بيبن سعادتي، لما جيت وقولتيلي انك بتحبني اتفاجئت اتخضيت بس وقتها فهمت ان الدنيا بتقولي مينفعش هو لو كان نصيبك كان هايبقا من الاول، وكملت مع زكريا...

قاطعها وهو يطبع قبلة في كف يديها : واهو انتي بقيتي مراتي وبين ايديا، انا اسعد واحد في الدنيا دي، انا اللي بقولك اهو يا ليلى افضلي جنبي واوعي تسيبني لاي سبب مهما كان.

ابتعلت ريقها وهي تهتف بارتباك : كريم هو انا ممكن اطلب منك طلب!!.

كريم : اطلبي الي نفسك فيه، عيوني ليكي.

ليلى : هو انت ممكن تخليني ..م..مرات...مراتك..

رفع بصره يرمقها باندهاش عقب جملتها : انتي بتقولي ايه؟!.

ليلى بدموع: انا عاوزة اتخلص من كل حاجة في حياتي مرت، عاوزة اصالح شهد، وابقا مراتك انت اكيد هاتقدر تنسيني كل حاجة عدت وفاتت، عاوزة افتكر لمستك انت مش لمسته اللي بتحرقني، انا عاوزك تمحي اي اثر جوايا، عاوزة لما تلمسيني او تحضني مخافش متوترش، نفسي ارجع طبيعية تاني، انا تعبت من اللي جوايا تعبت اوي.

حدق فيها ورد قاطب الجبين مستغربا لما قالته: انا حقيقي مندهش، انت فاجئتيني.

ليلى : فاجئتك بحاجة حلوة ولا وحشة...

كريم: حلوة طبعا، بس انتي يا ليلى بتتسرعي، انتي شايفة ان ممكن لمستي ليكي تريحك بس هي ممكن تحرقك لانها ببساطة هاتبقا في نظرك زيها زي الحيوان دا، انا من رأي يا حبيبتي تهدي وتسيبي نفسك لدكتور هدى وهي هتساعدك تخفي صح.

سالت الدموع من مقلتيها بغزارة وهي تقول بكسرة : انا فهمت ليه، انت مش قادر تلمس واحدة حد قبلك اغتصب.......

قاطعها كريم بقلبة قوية على شفتيها، ابتعد عنها وهو يهتف: دا احساسي كل مرة بشوفك فيها، انت بتجنيني انا بحاول اسيطر على مشاعري علشان مش اذيكي، وتقوليلي الكلام الفارغ دا، ليلى انا عاوزك ميهئة ليا ولحياتنا مع بعض، مش عاوز اشوف نظرة ندم او خوف في عينكي.

عانقته وهي تقول : ربنا يخليك ليا، انت نعمة كبيرة اوي في حياتي، انت الحاجة الوحيدة اللي ربنا عوضني بيها عن موت ابويا واللي حصلي.

ابتعد عنها وهو ينظر لها بحب وابتسامة صافية : ويخليكي ليا يا كل حياتي، ايه رايك ننام بقا اصل انا حاسس انك تعتبي اوي انهاردا.

أؤمات براسها دليلا على موافقته وقالت : ماشي، بس الاول ايه رايك ابعت رسالة لشهد اعتذرلها.

هز رأسه بنفي وقال : لا طبعا شهد تستاهل نرتب فكرة حلوة علشان تحاولي تراضيها، مينفعش خالص نبعتلها رسالة .

ليلى : صح، انا عاوزاها تسامحني من قلبها، علشان انا كمان قلبي يرتاح شوية .

كريم بمزاح : لا قلبك دا ليا ولا حد يجي جنبه ولا يتعبه، انا ممكن اقلب بلطجي لو حد فكر يضايقه او يجرحه، دا حاجة كبيرة اوي عندي، دقاته دي اللي بتخليني عايش اصلا.

تجرأت واقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة على شفتيه وهتفت بهمس : فعلا هو عايش علشانك انت وبس.
************************************
بمنزل رامي المالكي ....

جلست ترتعش وتنظر بخوف حقيقي حولها، بينما هو يكاد يكتم ضحكته بصعوبة، نظرت له رأته يحاول جاهداً ان يكتم ضحكته، تجمعت الدموع في عينيها سريعا وبدات بالصراخ مجددا : اعااااا، انت بتتريق عليا، انا بكرهكوا كلكو.

هتف رامي ببرود : معلش .

نهضت واقتربت منه وهي تقوم بتضيق عينيها وتشير بسبابتها في وجهه : اعترف، قول انت اللي اقترحت انك تجيبوا القطة دي، تلاقيك عاوز تنتقم مني، انت اصلا بتكرهني، لا وحاططها في اوضتي علشان ادخل اشوفها اطب اقع اموت، تقوم ترتاح مني صح.

ابتسم رامي بتهكم : طب ما كنت قتلتك احسن من الحورات دي كلها يا شهد.

اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول : انت عاوز تقلتني!!.

وضع كفه على جبهتها يتحسسها وهتف : لا انتي مش سخنة امال مالك.

وضعت يديها على وجهها تتحسسه بقلق : مالي فيا ايه؟!.

رامي : مالك هبلة ليه كدا؟.

نفضت يديه بعيدا عنها وقالت بعصبية : اوع تتريق عليا فاهم ولا لأ.
ثم استطردت بأمر : يالا روح نام في الاوضة بتاعتي وانا هنام في اوضتك.

هتف ببرود وهو يريح جسده على سريره : لا مبعرفش انام الا هنا، روحي انتي اوضتك، ربنا يسامحك بوظتي اليوم بجنانك.

نظرت له باعين مشتعلة من الغضب وقالت : لا بقا انت اللي هاتروح تنام في اوضتي، مش انت اللي سيبتها في اوضتي تمرح فيها وتلمس في حاجاتي، آه ياني زمانها واخدة الاوضة لحسابها.

رامي : لا حول ولا قوة الا بالله، انت عاوزني ارميها في الشارع، حرام يابنتي انتي قلبك حجر، بكرة ابقا اروح ارجعها لصاحب المحل ...
ثم تابع بخبث : دا لو صاحب المحل رضي ورجعها.

زفرت بحنق وجلست تبكي من جديد : يارب اعمل ايه انا دلوقتي انا بخاف منهم، جسمي بيرتعش قلبي بحسه هايقف، مبقدرش اقعد معاهم، دا انا لما كنت بشوفها على السلم كنت بنزل ماما تطلعني من الخوف وبردوا بقعد اصوت.

همس لنفسه : طب والله لو كنت اعرف كدا من زمان، كنت اشتريت واحدة واهو كانت علمتك الادب شوية .

قطبت مابين حاجبيها وهي تهتف بضيق : انت بتقول ايه، انا مش سمعاك.

اطلق تنهيدة قوية وهتف : كنت بقول نامي معايا لغاية ما احل مشكلة شهد بكرا.

هزت رأسها ولكنها سرعان ما انتبهت لشئ وقالت : شهد مين؟!.

كتم رامي ضحكته وهتف بجدية مصطنعة : القطة، شهد القطة حمزة سماها كدا اصلها شبهك حلووة ومنورة زيك..

اندفعت نحوه تغرز اسنانها في يديه، انفجر رامي ضاحكا عليها وحاول الابتعاد ونجح في ابعادها بقوة، حتى هتفت بحنق : ايه دا، كل دي عضلات بتربيهم ازاي دول.

استعرض عضلاته امامها وهتف بتفاخر : دول تربية سنين يابنتي .

ابعدت خصلات شعرها بكبرياء وهتفت باستنكار : تربية سودا، المهم انا هاضطر غصب عني انام جنبك هنا، هاحط المخدة دي فاصل ما بينا.

رامي : وليه بقا ان شاء الله المخدة دي، اجرب انا مثلا فخايفة مني.

هتفت بازدراء : لا عضلاتك بتخنقني .

اقترب منها يمسكها بقوة : لا كله الا عضلاتي ياشهد دا انا اروح فيكي في داهية .
ثم استطرد هامسا بالقرب من اذنها :دا البنات في المصنع عينهم مني، هو انتي فاكرني اهبل ومش واخد بالي.

التفت له وهو مازال ممسكا بها بقوة: لا هما هايموتوا منك من عيونك الخضرا.

غمز لها بشقاوة : شفتي حتى عيوني عاملة شغل عالي اوي.

حاولت التملص منه وقالت : لو مسكتش هاروح اقولهم انا مراتك، واقولهم انك متجوز وبتموت في دباديبي.

احكم امسكها وهمس بخفوت شديد : طب وماله قولي كدا انا راضي والله.

شهد : راضي ايه؟!.

اكمل رامي بنفس همسه : اني ميت في دباديبك.

شهد : احم، ابعد طيب خلينا ننام.

ابتعد رامي وهو يأخذ تلك الوسادة الموضوعة في المنتصف باحضانه وهتف : تصبحي على خير يا شهد.

رمقته بضيق وهي تريح جسدها على الجانب الاخر من السرير وهتفت: وانت من اهله.....
***********************************
بالصباح .....

وقفت تعد الشاي وتعيد ترتيب افكارها جيدا حتى لا تثير شكوك احد.. دخل زكريا كعادته كل صباح وهو يلقي عليها تحيته المقتضبة وكالعادة سلمى نائمة في ذلك الوقت...قطع الصمت صوت زكريا بنبرته الذكورية : صباح الخير ياما.

ردت التحية وهي تعطيه ظهرها : صباح النور يا عين امك .

التوى شفتيه بتهكم : ايه الرضا دا كله ياما..خير .

وضعت امامه كوب الشاي وهتفت بضيق : لا يا خويا انا طول عمري راضية عنك، بس انت لما المحروسة رضيت عنك وانت نسيت امك والدنيا .

هز رأسه مستنكرا : انت ياما بتغيري من مراتي، انتي ليكي معزة في قلبي وهي ليها معزة تانية خالص.

هتفت مديحة بمكر : طب ومعزتي اللي في قلبك مش بتقولك كدا كتير .

ارتشف رشفة صغيرة ورد قاطب الجبين : كدا كتير ايه مش فاهم؟!.

مديحة : انا يا زكريا مستنياك تيجي تقولي ياما افرحي دي سلمى حامل بس دا مبيحصلش، وانا الصراحة بدات اقلق.

هتف زكريا متعجبا : تقلقي!!!، تقلقي ايه ياام زكريا دا احنا لسه متجوزين جداد، لسه بدري ياما .

شهقت مستنكرة : بدري، بدري من عمرك ياواد، البنت الي مش معيوبة هي اللي بتحمل على طول، ومراتك طولت وكدا غلط .

زفر بضيق هاتفا : مش فاهم انتي عاوزنا نروح لدكتور يعني نكشف، ماشي هانروح بكرا نطمن.

هزت راسها بنفي وهتفت : لا طبعا دكتور ايه، احنا لسه هانصرف على علاج وبتاع، احنا نروح للشيخ مدكور دا مكشوف عنه الحجاب ونص البنات بتروحله بيحملوا على طول.

ضرب كف على كف وهو يضحك باستهزاء : شيخ ايه ياما، ايه الكلام الفارغ دا، انا لايمكن اودي سلمى عنده ابدا.

هتفت سريعا وباندفاع : لا منا برضه مرضاش اوديها لتتخض، هو بس عاوز صورة وشها علشان يحضر عليها وبس كدا .

هتف بذعر : لا لا يحضر عليها، انتي عاوزاها تتلبس ياما، لا طبعا، وبعدين سلمى عندها السكر يعني هو اكيد السبب في تاخير الخلفة ، انا هاخدها ونروح لدكتور .

هتفت بصرامة شديدة : بص بقا يا واد اما اقولك انت هاتجبلي صورة ليها والا اخدها عند الشيخ بنفسها، اسمع كلامي يا زكريا وابقا روح ياخويا براحتك عند الدكتور .

زم شفتيه بضيق مردفا : طيب ياما هاديكي صورة ليها واياكي بقا سلمى تعرف هاتزعل مني اوي.

اخرج محفظته من جيب بنطاله الخلفي واخرج منها صورة صغيرة لسلمى، مدت يديها سريعا تلتقطها بفرح : هاات ياخويا، خايف على زعلها ياواد، شكلها ركبت ودلدلت .

زفر بعصبية مردفا : اهو جينا للكلام االي مالوش لزمة، انتي ماخدتيش اللي انتي عاوزاه يبقا خلاص اسكتي، سلام.

تركها زكريا وهو يزفر بضيق، بينما هي ابتسمت بمكر وهتفت بصوت كفيفح الافاعي : الخطة ماشية زي مانتي رسمتيها بالظبط يا مديحة، اما وريتك ياسلمى مبقاش انا يومك قرب اوي..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الواحد والعشرون.
قراءة ممتعة .
بقلم / زيزي محمد.
في حلقه بليل الساعه ٨ فرحوني بالتفاعل 😍🌹



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:13 AM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


روايى (شهد الحياة )

البارت الثاني والعشرون...


_ يعني ايه يا رامي القطة مش هاترجع، والله اسبلك البيت.

رمقها باندهاش عقب جملتها ثم هتف: عاوزة تسيبي البيت علشان قطة !!!.

هزت رأسها بعنف وهي تردف بغيظ : اه اسيب الييت واسيبك انت شخصيا لو فكرت تخليها هنا يانا ياهي.

زفر بضيق : يا شهد اهدي كدا انتي مالك مهيبرة ليه كدا، انتي عارفة بتتكلمي عن ايه دي قطة ياماما، انتي ليه محسساني انها عدوتك.

هتفت شهد بنبرة يصاحبها البكاء : انت ليه مش قادر تفهم اني بخاف منهم، قلبي بيقف لما بشوفهم.

اقترب منها ليحتضنها وهو يربت على ظهرها بحنان وهتف : اولا سلامة قلبك من كل شر، ثانيا متعيطيش انا الدنيا بتقف في وشي لما بتعيطي، ثالثا بقى انا قولت ان هاسيبها هنا على طول؟؟ انا قلت لغاية بس ما اشوف حل في موضوع صاحب المحل اللي مش راضي يرجعها، انا هاعرضها على النت وحد ياخدها وخلاص، رابعا بقى عمرك ما تهدديني بانك تسيبي البيت، البيت دا بيتك انتي، انا اللي اسيبه وانتي لا.

ابتسمت من بين دموعها وهتفت بمرح: نسيت خامسا يا رامي وانت دايما بتناسها .

ضيق عيناه بتركيز وهتف بتوعد : والله لو قولتي اني ارخ......

قاطعته بوضع يديها على فمه تمنعه من اكمال حديثه وهتفت بخجل : خامسا بقى ودا الاهم، انك احن واحد في الدنيا دي كلها.
ثم اكملت حديثها سريعا : ويالا بقى اتاخرنا على المصنع.

اتسعت ابتسامته عقب ما تفوهت بيه: يالا ياستي، بس استني احطلها اكل الاول .

شهد : انت متاكد انك نقلت كل حاجاتي في الاوضة عندك.

هتف رامي بتأكيد : اه والله نقلتها كلها، بسببك معرفتش انام مصحياني من النجمه انقلك حاجاتك .

شهد : امال عاوزني اسيبلها حاجاتي تشبع بيها، معلش بقى خنقت عليك في اوضتك .

هتف رامي بمكر: اوضتي اوضتك ياشوشو البيت كله ملكك اصلا.

اؤمات شهد بابتسامة ولكنها عادت وسالت بعبوس : هي خالتو ليه قفلت باب اوضتها بالمفتاح قبل ما تسافر، انا مش فاكرة انها كانت قافلة بالمفتاح وهي ماشية .

اعطها رامي ظهره وهتف بارتباك : مش عارف، هي ماما كدا بتحب تحافظ على حاجتها، سيبني بقا اروح احط للقطة اكلها..

اخذ رامي طعام الهرة ودخل عليها الغرفة، مغلقا الباب خلفه وموجه حديثه للهرة : انتي جيتلي من السما، انا لو اعرف انها هتخاف من القطط وتنام جنبي طول الليل، كنت مليت الاوضة دي قطط، المهم بقى يا حلوة خدي راحتك الاوضة اوضتك، انا عاوزها لما انتي تمشي تشوف الاوضة تكرهها نفسها وتفضل جنبي....
ثم ابتسم بمكر وهو يعود بذاكرته قليلا،،،،
(فلاش باك )
ظل طوال الليل يتأملها ويتأمل كل تفصيلة في وجهها المحبب له، ابتسم بسعادة لرؤيته لسلساله في رقبتها تلمسه بخفة، شكر في سره الهرة لانها السبب في ذلك الوضع، ثم جاءت في ذهنه فكرة خبيثة، نهض بخفوت وهو يسير على اطراف اصابعه حتى لا يوقظها وخرج من الغرفة متوجهها لغرفة والدته، دلف الى الحجرة وبحث عن مفاتيحها، حتى وجدها واغلق الغرفة جيدا، واخفى المفاتيح، وهتف لنفسه بسعادة :
_ كدا هي هاتنام معايا ومفيش مجال تنام في حتة تانية .
( باااك )

ابتسم بمكر وهو يداعب الهرة : ياخرابي دي لو عرفت اني بكدب بموضوع صاحب المحل دا واني مكلمتوش اصلا، وان انا اللي قافل اوضة ماما، هاتولع في البيت كله، هبلة وانا عارفها كويس.
**************************************
بمنزل زكريا...

هتفت سلمى بضيق وهي ممسكة بسماعة الهاتف : انا اتخنقت من العيشة دي، كل يوم امثل اني بحبه حاسة اني هاطق هاموت.

حاولت سميحة تهدئتها : اهدي يا ضنايا وكل حاجة هاتبقى تمام، قوليلي بس المخفية مديحة مبتاخدوش على جنب تكلمه او اي حاجة .

سلمى : لا يا ماما ابدا، دي مستسلمة للوضع بطريقة غريبة ، وكمان مبتكلمنيش لما زكريا بيمشي ولا بتخليني اعمل شغل البيت.

سميحة : لا كدا الوضع بدء يبقى خطر، الولية دي بتحضرلك حاجة .

سلمى بخوف : بتحضرلي ايه يعني.

سميحة : مش عارفة، بصي خليكي بعيد عنها، انا خلاص دبرت اموري وقدرت اجيب كام قرش كدا، وكلها يومين بالكتير هاخدك حتى لو زكريا مطلقكيش، وهاخد شهد ونسافر اي محافظة تانية نقعد فيها ونبعد عن هنا خالص .

سلمى : جبتي فلوس منين ياماما؟!.

سميحة : جبتهم من اي حتة بقى، مش انتي عاوزة تهربي من زكريا، انا هاساعدك .

سلمى: المهم عندي اني ابقى معاكي انتي وشهد، شهد وحشتيني اوي.

سميحة : ان شاء الله هانتجمع من جديد، وهاترجعوا لحضني.
***********
صاح حسني مناديا: ست مديحة، ام زكريااا.

التفت له مديحة وهتفت بضيق: خير يا حسني .

عبث حسني بشاربه وهتف : امال انتي مخاصمنا ولا ايه؟!.

مديحة : لا ومخاصمك ولا حاجة، انت حر، الي بياكل على درسه بينفع نفسه .

هتف حسني بخشونة : الله، الله ايه بس عملت ايه لدا كله.

رفعت حاجبيها ببرود وهتفت : بقالك قد ايه بتتخلص من الولية مراتك علشان نتجوز، كل يوم تقول بكرا و بعده وانا ساكتة، بس لا دا انا مديحة الي كل الحارة بتتمني قربي يامعلم.

حسني: طب ويمين الله ياام زكريا، انا كنت بخلص في الموضوع، وكنت هاسجنها بالوصلات اللي معايا، بس بنت الرفدي قالتلي هاتتصرف في فلوس، فقولت استنى اقلب منها قرشين وبعدين اسجنها، اهو البحر يحب الزيادة .

مديحة : اه قول كدا بقى، هو الموضوع كدا، طيب ماشي بس بردوا سرع في الموضوع.

حسني : من عنيا يا ست الكل، مش تامريني باي حاجة.

مديحة : لا شكرا...
ولكنها سرعان ما تابعت بمكر: كنت عاوزة اطلب منك طلب بس ماليش غيرك اطلب منه.

حسني : اؤمريني.

مديحة : تلاجتي باظت ياخويا، وكنت عاوزة اشتري واحدة جديدة فانا كنت عاوزة على الفلوس عالى اللي معايا، عاوزة فوقهم ٣ الاف جنيه، لغاية ما الواد زكريا يقبض الجمعية و ادهوملك ..

اتسعت عيناه بصدمة ثم سعل بشدة : كح، كح ٣ الاف جنيه مرة واحدة.

لوت شفتيها بتهكم : ايه تقيلة عليك ولا ايه، دا انا قولت انت قدها وقدود ..

هتف بضيق : اه قدها طبعا، بصي انتي عدي عليا بليل في البيت ومتخافيش هاحبس الولية سميحة في الاوضة مش هاخليها تشوفك نقعد مع بعض واتصرفلك في الفلوس.

هتفت بغنج مصاحبة غمزة خفيفة.: يووووه يا راجل، الحارة تقول ايه...

اتسعت ابتسامته وهو يهتف بخشونة : هايقولو انك طالعة عند حمات ابنك متخافيش.

مديحة : خلاص على معادنا بليل .
********************************
بمنزل كريم ...

_ احلى شاي لاحلى عمو جمال في الدنيا.

هتف جمال بهدوء : تسلمي يابنتي، امال كريم نزل الشغل ولا ايه...

اؤمات براسها، بينما هتف جمال بتساؤل: امال مالك الايام دي يا ليلى حاسك مجهدة وتعبانة ووشك اصفر، اوعي تكوني حامل ومخبية .

كانت ترتشف من الشاي بتلذذ بعد سماع جملته سعلت بشدة، هتف جمال سريعا : يا ساتر يارب، اهدي يابنتي، ياساتر.

هدأت ليلى وهتفت : الحمد لله انا كويسة ياعمي متقلقش.
ثم استطردت : احنا مبنفكرش في خلفة دلوقتي، سايبن الامور تهدي الاول، انت عارف طبعا ان وانا كريم لسه بناخد على بعض، مش عاوزين نتسرع.

هتف بضيق : اه وانتوا هتاخدوا القرار امتي بقى، بصي ياليلي انا مش عاوز ادخل مابينكوا، بس انا بكبر يابنتي واللي مضى من عمري كتير عاوز اشوفلي حفيد من صلب كريم العب معاه ويقولي ياجدو .

ليلى : حاضر ياعمي، المهم متضايقيش انت بس.

جمال : وانا هاضايق ليه يابنتي، ربنا ما يجيب زعل او ضيق ما بينا .

هتفت ليلى بارتباك : عمي هو ايه اكتر حاجة ممكن تضايقك مني او تخليك تكرهني...
ثم تابعت بارتباك واضح : قصدي يعني تكره اي حد .

هتفت بكلمة واحدة صارمة حادة : الكدب.

رفعت بصرها ترمقه بخوف : قصدك ايه، يعني انا مثلا لو كدبت عليك في حاجة او خبيت حاجة تكرهني وكدا.

اؤمئ وهو يهتف بقوة : مش اكرهك وبس، لا انا اطردك من حياتي كلها، اصل يا ليلى اللي بيكدب يبقى في ايده يقول الحقيقة والكذب بس بيلجأ للكذب مع انه ممكن يقول الحقيقة ويخلص نفسه، انا عندي اللي بيواجه دا شخص يستاهل التقدير والحب والاهتمام وكل حاجة، علشان كدا انا بنيت قصة حبي مع ام كريم على المبدأ دا وهو الصراحة وممنوع الكدب، وربيت ابني على كدا
ثم تابع باعين لامعة ونبرة يصاحبها فخر: عندك كريم ابني انا مصاحبه ولا يمكن يخبي عني اي حاجة ابدا.

اغلقت عيناها بقوة تأنب نفسها على ما فعلته في حق كريم وكذبها عليه...فاقت على صوته : ليلى تليفونك بيرن يابنتي.

تنحنحت بحرج ثم اتجهت بصوب هاتفها تلتقطه بخفة نظرت فيه وجدت اسم مديحة يضئ بيه الشاشة، خفق قلبها بشدة، دلفت غرفتها ثم اجابت بعصبية : الو، عاوزة ايه.

هتفت مديحة بسخرية : ماتهدي على نفسك ياختي.

زفرت ليلى بغضب : بقولك ايه اخلصي مش فايقلك عاوزة ايه مني على الصبح.

هتفت مديحة بمكر : عاوزة ٢٠٠٠٠ الف جنيه ياحبيبتي.

جحظت عيناها بصدمة وهتفت باندفاع : كام؟!.

هتفت مديحة بتهكم : سلامة السمع، ايه باظ عندك، عاوزة عشرين الف جنيه وبكرة بالكتير يكونوا عندي.

هتفت ليلى بتوبيخ : انتي مجنونة ولا فيكي ايه، انا منبه عليكي ان العشر االاف دول اخر حاجة ممكن ادفعهالك، ولا المحروس ابنك مش عارف يكمل بقية جوازته، فجايلي انا لا بقى مش هاصرف عليكوا.

ضحكت مديحة بقوة وهتفت : انتي هبلة اوي يا ليلى، انا بقى حابة اصدمك، زكريا ياختي اتجوز من زمان واقولك الكبيرة اتجوز سلمى اخت شهد، شفتي ياختي الزمن.

هتفت ليلى بصدمة : سلمى اتجوزت زكريا ازاي !!!!.

هتفت مديحة بتأفف : اخلصي انا مش ناقصكي، هاتديني الفلوس امتى؟!..

هتفت ليلى بعصبية مفرطة : والله ما يحصل تاخدي مني فلوس تاني، واعلى ما في خيلك اركبيه، فاهمة والا لأ.

هتفت مديحة بغيظ : هي بقت كدا، بقى مش همك، خافي مني يا ليلى والله هاوريكي وش عمرك ماشوفتيه ، وهافضحك عند حماكي، وهايطردك برا بيته زي ما انا طردتك برة الحارة، وهافضحك تاني.

ارتعدت اوصالها لحديث تلك اللعينة، ولكنها سرعان ما تذكرت حديثه: بيلجأ للكذب مع انه ممكن يقول الحقيقة ويخلص نفسه، انا عندي اللي بيواجه دا شخص يستاهل التقدير والحب والاهتمام وكل حاجة، علشان كدا انا بنيت قصة حبي مع ام كريم على المبدأ دا وهو الصراحة وممنوع الكدب....
عادت للواقع وهي تهتف بقوة : انا قولتلك قبل كدا وبقولهالك تاني اعلى ما في خيلك اركبيه، قولي للدنيا كلها مبقاش عندي حاجة اخاف منها.

اغلقت المكالمة سريعا وهي تهتف بنبرة شبه باكية : مبقاش عندي حاجة اخسرها، خلاص اللي يحصل يحصل، مش هاضعف تاني ابدا.
******************************
بالمصنع...

_ فهمتي هاتقولي ايه بالظبط..اياكي وتغلطي في حرف.

كان هذا صوت هايدي الواعد بينما اؤمات شيماء بقوة وهي تهتف بحقد : متخافيش هادخل اعكها فوق دماغها شهد الزفتة دي واخلي مستر رامي يطردها..

زفرت هايدي بغضب وهتفت بقلة صبر : خليكي في اللي انتي فيه وركزي في اللي بقولهولك يالا ادخلي..

طرقت شيماء غرفة رامي، سمعته ياذن لها بالدخول، دلفت بقلق، رفع رامي بصره يرمقها بتفحص، قطب مابين حاجبيه باستفهام واضح : خير، في حاجة..

ابتسمت بقلق وهتفت : ازيك يا مستر رامي.

رفع احد حاجبيه ببرود : انتي جاية هنا علشان تساليني عامل ايه؟!، انتي اسمك ايه وبتشتغلي في انهي قسم.

تنحنحت شيماء ثم هتفت بتلعثم : انا شيماء بشتغل في قسم الجودة، والصراحة كنت جاية اشتكيلك.

رامي : تشتكيلي من ايه في حد بيضايقك.

هزت شيماء راسها بنفي وهتفت : لأ، بس يعني اللي بيحصل دا ظلم وكمان يعني قلة ادب، دا مكان اكل عيش وكلنا مضايقين من اللي بيحصل.

زفر رامي بضيق : اخلصي، هو انتي لسه هاتقعدي تحكي معايا، في ايه بالظبط ووضوح.

ارتبكت شيماء من نبرته الحادة : يعني، ااا اقصد، ان حضرتك شهد كل يوم واقفة تضحك مع واحد شكل ومش بتشتغل، وبالذات بقى مستر سامي واقفة بتضحك وتهزر معاه وحاولنا ننصحها بردوا مفيش فايدة، وكدا ميرضيش ربنا ممكن البنات الصغيرة اللي بيشتغلوا على المكن يقلدوها، معندهاش حيا خالص.

اتتفض رامي من جلسته بغضب وهتف بصوته الحاد : انتي اتجننتي، ازاي تقولي كدا....

قاطعه دخول شهد المفاجئ وعلى وجهها ابتسامة، وقفت تحدق بهم وخاصا بعدما رأت ملامح رامي الغاضبة وانكماش شيماء هتفت باندفاع : في ايه يا رامي...

حولت شيماء بصرها لشهد بتعجب من نطقها لاسمه دون القاب، تحدث رامي بلهجة آمرة : بصيلي هنا يابت انتي.

نظرت له شيماء بخوف : ن..نعم يامستر.

اشار رامي على شهد وهو يهتف بغضب : اللي انتي جاية تتكلمي في حقها دي تبقى مراتي، يعني ياحلوة تلمي لسانك، اصل والله اقطعهولك واقطعه لاي كلب يفكر ينطق اسمها على لسانه، وطبيعي انها متشتغلش لانها مرات صاحب المصنع، دي بتنزل مراقبة عليكوا، وسامي دا يبقى صاحبي وقريبي فطبيعي انها تقف تسلم عليه لما تشوفه.

صدمت شهد من كم الاعترافات التي اعترف بها رامي، حاولت ان تستشف الموضوع ولكنها فشلت ما علاقتها بسامي والعمل وشيماء، التزمت الصمت حينما اشار لها رامي ان تتقدم منه، وبالفعل تقدمت منه حاوطها بيده وهو يقول : يالا اطلعي برا، واستني بقى لما ابقى اشوف هارفدك ولا هتاخدي خصم...

خرجت تعتلي قسمات وجهها الدهشة، شهد زوجة مالك المصنع، وعند تذكرها لامر رفده لها، ذهبت مسرعة لهايدي، دلفت حجرة هايدي باندفاع :
_ الحقي، يا مس هايدي الحقي روحت في داهية .

قطبت ما بين حاجبيها وهي تسأل : في ايه؟!، اوعي يكون رامي عرف ان انا وراكي.

هزت راسها بنفي وقالت : لا، الموضوع اكبر من كدا، دي طلعت مراته....

جحظت عيناها بصدمة وهتفت : ايه، انتي اتجننتي.

شيماء : هاحكيلك يامس هايدي.
******************************
بمكتب رامي...

هتفت شهد بعدم فهم: في ايه يا رامي، مالها شيماء بتقول ايه في حقي..

تنفس ببطء وهو يهدأ نفسه حتى لا ينفعل عليها : هو انا كام مرة قولت بلاش زفت وقفة مع سامي يا شهد.

شهد : في ايه يا رامي هو بينادي عليا بيسلم عليا باحترام، فين الغلط.

اشتعلت عيناه بنيران الغيرة وهتف بغضب مكتوم : في اني مش عاوزك تقفي مع بشر، حتى هو بالذات اسمعي كلامي ولو مرة واحدة، انتي ليه بتحبي تتعبي قلبي.

وضعت يداها بعفوية وهي تهتف بتهكم : سلامة قلبك يا رامي، هو انا تاعبة قلبك في ايه..

وضع يده فوق يديها وهو يتمسك بها بقوة ويهتف بتحذير: لاخر مرا بقولك متقفيش مع راجل ياشهد، لاخر مرا بقولك بلاش سامي ياشهد، المرة الجاية هاتشوفي وش عمرك ماشوفتيه، اتمنى انك مش تشوفيه.

دلف سامي فاجأة وهو يهتف بعبوس : رامي ....

تسمر مكانه من رؤيته لشهد ويديها الموضوعة على صدر رامي بحرية، ويد رامي الممسكة بها وانعدام المسافات مابينهم، لوى فمه بتهكم وقال : اه يعني كلام البنات صح، انتي طلعتي مراته، طب مش تقولو كنا نبارك.

سحبت شهد يديها بسرعة بارتباك، بينما هتف رامي بضيق: وانت مالك مضايق ليه، فيها ايه لما تبقى مراتي.

هتفت شهد سريعا باندفاع:ااااا، لا رامي قال كدا علشان هي تبطل كلام عليا، احنا مش متجوزين ولا حاجة .

تحولت انظاره لها وهو يرفع حاجبيه باعتراض، ابتعلت ريقها بصعوبة وهتفت : خلاص ياجماعة حصل خير، صدقني يا سامي مفيش حاجة بيني وبين رامي.

هتف رامي بصوته الجهور : شهد في ايه، مالك اتظبطي كدا، انتي بتبرري ايه.

هتف سامي بابتسامة خبيثة : خلاص، خلاص مصدقك ياشهد، ملهاش لزمى تحلفي.

اؤمات شهد بارتباك، وتركت الغرفة هربا خوفا من غضب رامي، وعلمت انها سوف تخوض حرب قوية ليلا، والعقاب هو عدم مرواح المصنع.....

ساد الصمت في الغرفة الى ان قطعه رامي بحدة : انت مالك ومال شهد يا سامي حاططها في دماغك ليه...

اشار على نفسه وهو يتصنع الصدمة : مين انا!!!، فين دا وانا مالي بيها، هو انت مش شايفها كانت بتحاول ازاي تقنعني ان مفيش بينكوا حاجة .

هتف رامي بخشونة : قصدك ايه ياسامي وضح كلامك اكتر..

ابتسم سامي بخبث وهتف وهو يتصنع البراءة : قصدي متقفش قصاد حبنا يارامي ، انت شايف قد ايه هي خافت على زعلي ان لو عرفت انك متجوزها، ليه عاوز تعمل مشاكل مابينا، رامي انا وشهد اتولد مابينا حب ولسه بيكبر ارجوك متقفش في وشنا، عن اذنك.

ابتلع غصة في حلقه، وهتف بصدمة : حب...شهد وسامي ازاي، وانا بتقرطس نهارك اسود يا شهد.
**************************************
امام سايبر سامح..

فتحت حقيبتها وجذبت الصورة واعطتها لسامح بخفة وهتفت: الصورة اهي واضحة لوشها والا لأ...

نظر سامح في الصورة واطلق صفيرا : ايه البت الموزة دي، جبتها منين دي .

هتفت بضيق: مش حلوة اوي كدا يا اخويا..

نظر لها بذهول وهتف بغلظة : دي مش حلوة انتي عامية لامؤاخذة، دي فلقة قمر، المهم عاوزة صور ايه قاعدة مع واحد في كافيه، ولا صور في اوضة نوم، ولا صور وهي عريانة عاوزة ايه بالظبط.

اتسعت عيناها بذهول وهتفت بتساؤل: يالهوي انت ممكن تعمل دا كله.

اؤمئ وهو يبتسم بمكر : اه، واعمل اللي أمر من كدا.

مديحة : طب بص عاوزة صور وهي قاعدة في كافيه، او جنينة مع واحد، ولامؤاخذة يعني مميلة عليه عاوزة صور اللي يوشفها يتأكد انها ماشية مع الواد دا.

سامح : طيب تعالي بعد يومين خدي الصور ومعاكي بقية المبلغ.

مديحة : طيب ياخويا سلام ربنا يقدرك على فعل الخير.

تركته مديحة وهي تبتسم بفخر لنفسها، رن هاتفها نظرت فيه وجدت اسم كريمة زفرت بحنق ثم هتفت : الو يا هانم .

هتفت كريمة بتوبيخ : ايه يا متخلفة عمالة اتصل بيكي تليفونك مغلق، عملتي ايه هاتديلك فلوس بكرة .

كتمت مديحة غيظها وهتفت : لا ياهانم رفضت وقالتلي اعلى ما خيلك اركبيه، وكمان قالتلي مبقاش عندي حاجة اخسرها.

هتفت كريمة بتعجب : والله!!!، خلصت اللعبة بدري بدري، طب جهزي نفسك بقى هاتصل عليكي خلال يومين تيجلي وهاقولك نعمل ايه.

مديحة : طيب ياهانم تحت امرك .

اغلقت هاتفها ثم هتفت لنفسها : اعوذ بالله وليه معفنة، مالحق اروح لسبع البورمبة حسني الهف القرشين، اه هو انا هافضح بنته من جيبي ولا ايه.
**************************
بمنزل رامي...

هتف حمزة ببراءة : هو بابا ماله يا شهد مش عاوز ياكل ليه؟!.

زفرت شهد بضيق وقالت : زعلان مني.

حمزة : ليه ياشهد، عملتي ايه...

شهد : نيلت الدنيا كعادتي، هنام انا فين زفتة الطين مرزوعة في اوضتي، وسي رامي مقموص مني.

حمزة : نامي معايا.

شهد: فين بقى على الالعاب ولااحط راسي على السرير ورجللي على الارض، انت مبتشوفش سريرك عامل ازاي، في حد سريره على هيئة مركب.

حمزة : اه انا عاوز اطلع قبطان، وبابا لما عرف جابلي الاوضة دي.

زفرت شهد بضيق : مبدهاش بقى ، اقوم اصالحه وامري لله، واي حاجة يقولي انتي غلط اقوله صح.
ثم تابعت وهي توجه حديثها لحمزة : حمزة اشرب اللبن والعب بالمكعبات لغاية ما ادخل لبابا اصالحه واجاي.
*********************************
بمنزل حسني..

دلفت للغرفة وهي تتفحصها بخوف، كل شئ مقلوب، وحسني يقف في منتصف الغرفة يلهث بقوة، وعيناه تبث شرارات الغضب منها، هتفت بصوت مرتبك: في ايه ياحسني بدور على ايه...

التفت لها حسني وهتف بغلظة : فين يا وليه الفلوس اللي كانت تحت البلاطة دي.

نظرت لحيث اشار باعين مرتبكة، بدأت وتيرة الخوف تتصاعد لديها، خططها كلها فشلت، سمعته يهتف بصوته الجهور الغليظ : بقولك فين يا ولية الفلوس انطقي.

هتفت سميحة بخوف : مش..مش عارفة فلوس ايه انت عاين فلوس هنا؟؟.

اقترب منها بسرعة البرق وامسك مرفقها بقوة : بقولك فين فلوسي، طلعيهم لاحسن والله اقتلك.

حاولت الابتعاد وهي تهتف بتلعثم : مش عارفة ، الله وانا مالي، يمكن حرامي دخل وسرقهم، ولا شوف انت عاينهم فين.

رفع يداه وهبط بكفه على وجينتها يصفعها بقوة، من شدة الصفعة اندفعت وجسدها ارتطم بالارضية الصلبة ، تأوهت بضعف، بينما هتف بغل : هاقتلك ياسميحة لو مش قولتي فين، دول تاعبي وشقايا، ١٠٠٠٠٠ الف جنيه يا ولية راحو فين .

نهضت وعلى وجهها ملامح الالم وبدأت تستعيد بذاكرتها عدد المرات التي ارعبها بسجنها بسبب وصولات الامانة التي كتبتها على نفسها من اجله، أيأخذ هو النقود وهي تُهدد بالسجن؟؟ عندها هتفت بضعف بمحاولة اخيرة لتشتييت انتباهه : معاك مية الف جنيه ومستسخر فيا تدفعلي ٣٠ الف جنيه تسددلي الوصولات ؟؟ اخص عليك هانت عليك العشرة .

امسك ذراعها بقوة وهتف بحقد دفين : انطقي قولي فين فلوسي ياحرامية، والله هاسجنك بالوصلات، الوصلات دي معايا، هاسجنك بيهم، واتجوز ستك وتاج راسك مديحة .

رفعت بصرها ترمقه بصدمة : عاوز تسجني علشان تتجوز مديحة، اه يا واطي ياكلب، والله لاحرق قلبك، الفلوس معايا ومش هتطول منها ولا مليم، خلاص بح .

ابتعد عنها وهو ينظر لها بشر، و دلف للمطبخ بسرعة، بينما هي تلتفت حولها، علمت انه سوف ياتي بسكيناً ، اندفعت صوب باب الشقة ، وما ان وضعت يديها على المقبض، وفتحت الباب فتحة صغيرة، شهقت بألم، وشعرت بسكينا حاد ينغرس في ظهرها، ومع انغراس السكين بظهرها شعرت بقلبها ينزف ألماً على بناتها اللاتي فرطت بهن خوفاً من السجن وفرطت بحقوقهن وزجت بهن الى براثن المجهول والضياع ، بناتها اللاتي أثرت حياتها على حياتهن بجبنها وضعفها وقلة حيلتها، وبدت تلوح لها ملامح شهد الساخطة بعد ان كانت مفعمة بالحياة والحيوية والبهجة ، هي بيديها قتلت احلامها واخرجتها من بيت والدها؛ ذاك البيت الذي سلمته لمعدوم الضمير والنخوة بجهلها ، اما حسني اخرج السكينة مع انحائها للامام وهي تتمسك بالباب وتتسارع انفاسها، فغرس بكل قوته السكينة مرة اخرى في ظهرها، شهقت بقوة اكبر، واندفعت صوب الارض، تلتقط انفاسها الاخيرة، وهذه المرة رأت سلمى هزيلة محنية الظهر وفكرت بما يمكن لمديحة ان تفعله بها بعد ان انكسر ظهرها وخسرت اخر من ممكن ان تستند عليه فها هي تلفظ انفاسها الاخيرة وحسني اما يُسجن واما يهرب، هنا اصبحت سلمى بلا سند على الرغم انه كان سنداً هشاً الا انهم كانو بحياتها بأي حال من الاحوال، عندها اغلقت عينيها حتى تبقى صورة ابنتيها اخر ما يلوح في افق حياتها المظلمة التي رأتها بشريط سريع يمر امامها حياة عاشتها منكسرة خاضعة ومهزوزة.
اندفع نحوها وهو يهتف بغضب : انطقي قولي فين فلوسي .

هزها بعنف اكبر : فين فلوووسي، انطقي يا ولية .

وقفت تتابع المشهد من خلف باب الشقة خلسة ، وما ان راته يصرخ بها، حتى هتفت صارخة بكل قوتها :
_ الحقواااا ياناس حسني قتل سميحة ، يالهووووووووووووووووووى حسني قتل سميحة، الحقوووووا ياناس، الراجل قتل الوليييية بالسكينة .

&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى اللفصل الثاني والعشرون.
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:16 AM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية (شهد الحياة )

البارت الثالث والعشرون....

بمنزل رامي المالكي....

زفرت بضيق وهتفت : ما خلاص بقى يا رامي مكنش بوز دا، ياسيدي قولتلك انا غلطانة، حقك عليا.

رمقها بغضب، ثم حول بصره للجهة الاخرى، سمعها تزفر للمرة الخمسين وتتمتم بكلام غير مفهوم، اقتربت منه، ثم وضعت قبلة رقيقة على احدى وجنيته وهي تهتف بخفوت
: قلبك ابيض بقى، انا مش فاهمة لدرجادي اللي عملته يزعلك مني، وتمتنع عن الاكل ؟؟.

تجمدت انفاسه بسبب قبلتها، ضربات قلبه ستكسر صدره من قوة نبضها، تمالك نفسه بصعوبة وهتف بخشونة : انتي شايفة يعني اللي انتي عملتيه مكنش يصح في حقي وحقك، تقفي وتبجحي وتقولي لا مش مراته، انتي مستعرة انك تبقي مراتي يا شهد؟؟
قالها بأستنكار شديد وهو يشير بيده على نفسه.

هتفت سريعا وباندفاع وهي توضح وجهة نظرها : لا والله انا خوفت بس سامي يكون فاهم غل.....

قاطعها وهو يمسك مرفقها بقوة، ويجز على اسنانه وقال: سامي، ماله سي زفت، قوليلي بقى في ايه بينك وبينه.

حاولت ابعاده وهي تهتف بعدم فهم : اه، اوع يارامي، هايكون في ايه.......

هتف رامي بغضب وهو يمني نفسه بأجابة تهدئ من بركان الغيظ داخله : امال ليه قعدتي تقولي انك مش مراتي؟؟ ليييه اتوترتي انه يعرف؟؟ ليييييييه انطقي.

هتفت شهد بألم : اه رامي ايدك بتوجعني، اوعى بقى .

نفضها بعيدا عنه بقوة وهتف بعدما أيقن انها لن تنطق بما يُبرد ناره : بعدنا اهو، اتفضلي اطلعي برا، مش طايق اشوف حد قدامي .

حركت يديها بسرعة على مكان الالم تدعكه بقوة، ثم تقدمت منه وهي تمسك يديه وتطبع قبلة رقيقة في كفه وهتفت بنعومة : على فكرة بقى انت زعلك عندي بالدنيا كلها، انا كنت بصالح ابويا كدا وانا صغيرة، وبدام صالحتك كدا، يبقى انت غلاوتك كبيرة اوي في قلبي دي حاجة، اما الحاجة التانية وهي سامي، انا بس لاقيت الخبر انتشر بسرعة خفت علشان كدا قولت لا مش مراته، واديك شوفت نظرات البنات ليا بعد ما عرفوا اني مراتك، خافوا مني وانا مكنتش عاوزة كدا.

تعجب من قدرتها على تطويعه وتحويله لحملٍ وديع بين يديها بثانية وبالثانية التي تليها تماماً تثير زوابع وعواصف غضبه و هتف بصوت عالي : ما الدنيا كلها تعرف انك مراتي وعلى ذمتي، عاوزاني اقف في الشباك دا واغنيها بصوت عالي، شهددددد مرررراتي، انا اللي بقولهالك قولي لكل الناس انك مراتي.

ابتسمت برقة وهتفت بمزاح : طب ولما تفضح الدنيا، اتجوز ازاي بعد ما تطلقني..

رمقها بصدمة وذهول ثم اقترب منها بسرعة شديدة واقتصر المسافات البسيطة بينهم، وهتف امام شفتيها ونظره معلق بهم : اياكي وكلمة الطلاق، هاقتلك قبل ما تكوني على ذمة حد غيري، خلاص انتي اتكبتي ليا، بقيتي على اسمي وهاتفضلي على اسمي، لاخر نفس فيا...

امسك راسهااا بيديه واطبق شفتيه على شفتيها وقبلها بقوة لم يعرف قبلته كانت بسبب اشتياقه لها، ام عقابا على ما تفوهت بيه، زدات ضربات قلبها في بادئ الامر من هجومه المفاجئ لها واعصاره بشفتيها ولكن مع تحول قبلاته القوية الى قبلات ناعمة هادئة ، هدئت هي بين يديه وذابت في بحور عشقه لها، مدت يديها بعفوية تتمسك بمقدمة تيشرته، في هذه اللحظة ومع هدوئها بين يديه، تجرأ اكثر وحرك يديه تحيط بها تجذبها اكثر نحوه، وباليد الاخرى تبعث بازرار منامتها، الان حبيبته بين يديه ولاول مرة لم تمتنع عنه، الان لم يعد يتذكر من هو وماذا يفعل ولا حتى وعوده التي قطعها مع نفسه، ولا وعوده مع اميرة، اميرة!!!، بدات اجراس الخطر تدق بعقله بقوة، ابتعد عنها ببطئ يتفحصها بهدوء، بداية من عيناها المغلقة بقوة، وشفتيها المتورمة، وشعرها المبعثر، وتورد وجنيتها، طبع قبلة اخرى خفيفة سريعة على ثغرها وهتف بهمس : شهد...
استمرت في اغلاق عينها بقوة لشدة خجلها، داعب وجنيتها بلطف وهو يهتف بهمس: شهد افتحي عيونك.

فتحت عينيها بخجل، لمح تلك اللمعة الغريبة في عيانها، ابتسم، ما ان رأت ابتسامته اخفضت بصرها تهرب من نظراته لها، فمد يده يغلق ازرار منامتها ببطئ شديد وهي تتابع يداه المتنقلة بحرية على جسدها، ثم رفعهم يعيد ترتيب شعرها المبعثر، ابتلع ريقه بصعوبة يحاول كبح رغباته، ثم اردف بنفس همسه : شهد ارفعي عينك بتنزليها ليه....

رفعت بصرها بسرعة وهي تهتف برقة : رامي انت ....، ليه بتعمل معايا كدا.

اطلق تنهيدة قوية، لعلها تريح صدره : مش عارف، كل اللي اعرفه اني بتجنن لما سامي بيجيب اسمك، شهد كلامه ليا انهاردا بيوحيلي انكوا ما بينكوا حاجة.

قطبت مابين حاجبيها وهتفت بعدم فهم : يعني ايه بينا حاجة .

زفر بضيق وهتف : يعني قالي انك بتحبيه، وقالي سيبنا ومتدخلش بينا وتفرق بينا .

اتسعت عيناها بصدمة : انا!!!، انا بحبه، لا طبعا استحالة سامي يقول كدا، استحاااالة..

لوى فمه بتهكم : اه يعني انا بكدب وبحور، معلش اسف ياستي.

زمت شفتيها بضيق : يووووه يا رامي، انا اقصد انك فهمته غلط، اكيد فهمته غلط، اصل هو هايقول كدا بناءا على ايه، انا بعامله كاخ وبس...
ثم تابعت بابتسامة : علشان خاطري عدي اللي حصل انهاردة انا مبحبش بوزك دا بيقفلني والله من الحياة .

اخذ نفس طويل ثم هتف : خلاص يا شهد، عاوزني افك قولي لاي حد يقابلك في المصنع انك مراتي اوك.

شهد : يعني يا رامي دا اللي هايريحك، حاضر بكرة هاقف في المصنع وامسك ميكرفون واقول انا مرررات رامي.

جذبها لاحضانه وربت على ظهرها بحنان هاتفا بخفوت : بطلي تريقة، قولي للكل كدا اصل واقسم بالله اقول انا ومنزلكيش المصنع تاني، انا عادي اعملها وياريت اعملها ياشهد هاارتاح، بلاش تثيري غيرتي يا شهد علشان واقسم بالله هاتشوفي وش عمرك ما شوفتيه.

اؤمات براسها دليلا على موافقتها : حاضر يا رامي هاعملك اللي انت عاوزو.
ثم رفعت بصرها وتابعت : ممكن تقوم تاكل بقى .
**********************************
بالحارة .

تجمع الناس بالحارة يراقبون نزول جثة سميحة وهي محملة على ناقلة الاسعاف مغطاة بملاءة بيضاء، وحسني مكبل يداه بكلابشات الشرطة ينظر لسيارة الشرطة بخوف، بينما وقفت سلمى تبكي بصوت عالي وتهتف بحرقة : اه ياماماااااااااا، اوعى سيبني عاوزة اروحلها، خديني معاكي يا ماماااا.

حاوطها زكريا جيدا وهو يمسكها بقوة وينقل بصره بين سلمى الصارخة وجثة سميحة، فهتف بهدوء : اهدي يا سلمى، لاحول ولا قوة الا بالله.

هتفت جارة لهم : اهدي ياحبييتي حرام تصرخي كدا، كدا هي بتتعذب.

مصمصت جارة اخرى لهم : ياعيني يابنتي، ان لله وان اليه راجعون.

جاءت عيناهاا باعين حسني، رمقته بكره شديد وصاحت : حسبي الله ونعم الوكيل فيك، انت قتلتها ، انت اللي خدتها مني، طول عمرك شيطان، منك لله، منك لله.
بينما اكتفى حسني بإرسال شرارات الغضب لها ولمن حوله، غادرت سيارة الاسعاف بجثة سميحة مع محاولة سلمى اللحاق بها وهي تبكي بشكل يدمي القلوب، ولكن كانت يدي زكريا اقوى منها تمنعها من ان تخطو خطوة باتجاهها.
وغادرت ايضا سيارة الشرطة، وانفض الناس من حولهم، فاقتربت مديحة متصنعة البكاء : يالا يابني خلينا نطلع.

نفضت سلمى يدي زكريا بغضب بعيدا عنها : اوعى سيبني عاوزة اروح ورا امي.

هتفت مديحة بتهكم : تروحي وراها فين دي ماتت.

رمقتها سلمى بحقد دفين : تلاقيكي مبسوطة فيا صح.

رفعت حاجبيها ببرود : انا هاتبسط ليه ياختي، شوف مراتك يا زكريا وعقلها.

زكريا : خلاص ياما سلمى تعبانه، عديهاااا.
ثم تابع كلامه لسلمى : يالا نطلع ياسلمى، امك زمانها في المشرحة، والدنيا ليل خلينا للصبح والصبح يبقا يحلها ربنا .

هتفت بغضب اكبر : بقولك اوعى سيبني، عاوزاة اروح معاها..

زفر بضيق : يابنت الحلال استهدي بالله، لو روحنا هانعمل ايه، بكرة الصبح نبقى نروح...

تخلصت من قبضته القوية وتحركت بخطوات متعثرة واعين زائغة وهي تهتف بنبرة شبه ضائعة : لا انا هاروحلها، حبيبتي سابتني ومشيت قالتلي انها هتاخدني معاها، سابتني لييييه....

جذبها من مرفقها وهو يهتف بعصبية : بس بقا كفاية فضايح احنا في الشارع، يالا بينا على فوق.

ومع محاولاتها للتخلص منه، وتمسكه الشديد بها، وقعت فاقدة للوعي، مد زكريا يديه بسرعة تلحقها من اصدامها بالارض، وهو ينظر لها بخوف ويهتف بقلق: سلمى، سلممى . ....
*************************************
بمنزل كريم....

هتف كريم بابتسامة عريضة على وجهه: ها بقى ياستي ايه اللي مزعلك انهاردا ومخليكي تايهة كدا.

قطبت ما بين حاجبيها مردفة : طب وليه الابتسامة العريضة اللي على وشك دي..

كريم : دي علشان انا فرحان وسعيد، ان كل يوم بكلمك وبحكي معاكي، وعرفنا بعض اكتر، وبقينا قريبين من بعض، وحبك اللي في قلبي زاد اكتر واكتر واكتر....

هتفت ليلى بحزن: بجد انت طيب اوي يا كريم، انا اوقات بحس اني مستهلكش، انت حاجة كبيرة اوي اوي بالنسبالي ....

داعب انفها بيديه وهتف بمزاح : متضحكيش عليا وتثبتيني، مالك بجد ماكلتيش حلو و عيونك فيها كلام كتير.

ليلى : انهاردا وانا قاعدة مع عمو جمال سالته ايه اكتر حاجة ممكن تكرهني بسببها، رد عليا وقالي الكدب، طب ولو هو عرف ان احنا كدبنا عليه في موضوعي هايكرهني؟؟ طب ممكن يكرهك بسببي؟

كريم : يكرهني او يكرهك ليه، احنا كدبنا في ايه، احنا مجرد خبينا حاجة بس عليه، ودا مش علشان خايف منه بالعكس دا علشان انتي تتعاملي معاه براحتك، وبعدين ياستي هو ايه اللي هايعرفه حاجة زي دي، الحاجة دي هاتفضل بيني وبينك وبس، وارجوكي بقا يا ليلى بطلي خوف بقى وارمي ورا ضهرك علشان خاطري.

هزت رأسها وهتفت بخفوت : حاضر يا كريم هاحاول انسى.
ثم نظرت امامها وهتفت في نفسها : الدنيا مش راضية تسيبنا في حالنا ياكريم وحاسة اننا هانفترق قريب، ام زكريا مش هاتسيبني في حالي، بس اوعدك اني هافضل اعافر علشان نفضل مع بعض..
***********************************
بمنزل رامي.

تنقلت على جانبيها يمينا ويسارا ثم نهضت وفتحت نور الاباجورة وزفرت بضيق وهتفت بصوت هادي: رامي انا قلبي واجعني مش عارفة ليه...

استدار نصف استدارة وهتف بقلق: قلبك وجعك ازاي مش فاهم.

وضعت يديها فوق قلبها وهي تهتف بحزن: مش عارفة والله، قلبي واجعني اوي، حاسة بحاجة حصلت لماما او سلمى.
ثم نظرت له وهي تهتف بقلق: او ممكن ليلى.

اعتدل في نومته ثم هتف مطمئنا اياها: متخافيش هما كلهم كويسين بس انتي تلايقكي مش عارفة تنامي كويس.

شهد : رامي ما تتكلم معايا في اي حاجة خليني اعرف انام.

رامي : امممم، نتكلم في ايه مثلا.

فكرت لوهلة ان تنطق باسم اميرة، زوجته التي لم يذكر اسمها ولو مرة واحدة امامها...هتفت بتلعثم : عن اميرة مراتك...

رامي: اميرة!!!، اشمعنا.

شهد : علشان انت مجبتش ولا مرة اسمها قدامي، ليه بقى ؟!.

تصنع الامبالاة : عادي على فكرة، مش لازم اجيب اسمها قدامك، هي في قلبي على طول.

لم تعرف لماذا انتابها شعور بالغضب عقب ذكره لها انها في قلبه على طول، تغاضت بسرعة عن شعورها وهتفت : ايوا بس اللي اعرفه ان اللي بيحب حد بيجيب سيرته على طول.

رامي : مش شرط على فكرة عادي، كل واحد وشخصيته.

ساد الصمت في الغرفة بعد جملته، ولكنها قاطعت الصمت كالعادة بثرثرتها المعتادة : طب قولي انتوا عرفتوا بعض ازاي.

زفر بحنق واردف : يخربيت فضولك هايموتك، ياستي اميرة كانت زميلتي في شغلي في الشركة وبس .

اقتربت منه بحماس وهي تهتف بفضول : يعني ايه وبس، احكي انتوا كنتوا بتحبوا بعض وانتوا بتشتغلوا مع بعض ؟

هز راسه بنفي : لأ، عادي هي كانت زميلتي وكانت مقربة مني، بس امي تقريبا كانت بتزن يوميا عليا اتجوز ففكرت فيها هي محترمة وفي حالها، اتقدمت ليها واتجوزنا وبس.

شهد: وبس!!!، وبس ايه يا رامي، بس كدا الحكاية خلصت امال فين الحب بقى وكدا والمغامرات.

ضربها بخفة على رأسها : ماهي الروايات لحست دماغك، عادي مش شرط اتنين متجوزين يبقو بيحبوا بعض وبيعشقوا بعض، عادي ممكن يكون حب عشرة....

نظر لها وجدها تنظر له بتركيز، فهتف بتلعثم: بس انا كنت بحبها، عادي يعني.

هتفت بمزاح : الحمد لله، مقولتش وبس.
ابتسم على مزاحها ولكنها سألته: طب انت مفيش مرة عشت قصة حب، وسهرت الليل تحب فيها وفي ملامحها، وتوحشك ونفسك تشوفها، جاوب بصراحة ...

تنهد بقوة وهتف بعبوس : اممممم حبيت وعشقت وسهرت الليل افكر فيها، وكنت بصحى الصبح على امل اشوفها واتامل ملامحها، واروي شوقي ليها، حبيتها لدرجة الجنون، حبيتها لدرجة ان رسمتها كتير، مع ان مشوفتهاش الا مرة واحدة وبس، خطفت قلبي بنظراتها البريئة ، خطفته ومبقتش قادر ارجعه تاني، حبيتها لدرجة ان كل يوم بكتب اسمها في نوتة صغيرة، واشوف حبي خلص ليها والا لأ، والاقيني بشتري نوتات كتير وبكتب اسمها كتير وبسرح فيها.

ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغرها وهي تتأمله بشرود واخذت تمني نفسها ان كل هذا الكلام من اجلها وانها حبيبته التي خطفت قلبه وهتفت تنشد ان يرد بما يطمئنها ويقولها انها هي مالكة قلبه : الله!، ايه الكلام الحلو دا، طب ايه مش اتجوزتها ليه، وتعوض اللي عشته في بعدها معاها.

هز راسه بنفي : مينفعش، في سد بيني وبينها.

زائغت شهد بخيبة امل وانفطر قلبها وهو يرد ماحياً امل ان تكون هي المعنية بهذا العشق الجارف وسألت بتوهان : هي السبب في السد دا، والا انت ؟؟

اشار على نفسه مردفا : انا السبب، انا اللي وعدت، انا اللي متزفت ومش قادر اخد خطوة في حياتي، علشان وعد وعدته زمان، خايف تروح من ايدي، مش هاستحمل بجد.

رمقته بغضب وهتفت : هي لسى موجودة !!!.

اؤمئ وهو يرجع رأسه للخلف ويغلق عيناه وهتف : قريبة مني اوي، قريبة مني لدرجة ان مش قادر اطلعها من قلبي، ولا اطلعها من حياتي.

جزت على اسنانها وهي تهتف لنفسها بخوف : يالهوي مين دي اللي قريبة منه اوي، يالهوي لتكون هايدي، لا قلبي هايقف، معقولة ، لا لا لا، يعني ايه، دا انا قلبي بدأ يحبك يا رامي، كدا رامي بح، كان عنده حق سامي لما قال انه بيعاملني كاخته.
نظرت له وجدته مازال مغلق عيناه بقوة، هتفت مرة اخرى لنفسها ولكن بصوت عالي : اخته وبيبوسني.

فتح عيناه بسرعة وهتف بتساؤل: نعم؟!!.

ارتبكت بشدة وهي تسب نفسها على ما تفوهت بيه، ثم هتفت باندفاع: مفيش، مفيش نام نام.

جذب مرفقها بسرعة وجعلها تستدير له : بوسة ايه مش فاهم، مين بيبوسك.

لوت شفتيها بسخرية مريرة على تحطم امالها الوليدة : هو في حد غيرك بيعمل كدا، تصبح على خير، وبكرة تشوف حل للزفتة اللي في اوضتي هي اخدت راحتها ولا ايه.
**********************************
بمنزل زكريا...

جلست بصدمة وهي تهتف: ايه حامل ازاي .

هتف بفرحة : ايه اللي ازاي ياما، سلمى حامل ياما والله دا كلام الدكتور.

مديحة : يمكن غلط وهو بيكشف يا واد، وتكون غيبوبة السكر.

هز راسه بنفي وهتف بسعادة : لا ما الدكتور اخد منها عينة دم ونزلت روحت المعمل اللي على اول الحارة والبت اللي هناك اكدتلي انها حامل.
ثم تابع بقلق : بس الدكتور قالي ابدأ اروحله علشان يتابع معاها علشان السكر وكدا، ربنا يستر بقى .

اقترب منها بسرعة وجلس بجانبها واحتضنها : انا فرحان اوي ياما الحمد لله ربنا كرمنا، شكل الشيخ مدكور دا شيخ بجد، الحمد لله يارب، انا فرحان ربنا عوضني بسلمى وبالنونو، هاتبقي جدة يا مديحة...

في ظل سعادته وثرثاته عن مدى فرحه بحمل سلمى، كانت هي شاردة في فشل مخططاتها، بدأ كل شئ ينهار بحمل سلمى، كان بداخلها نيران الحقد والكره تتصاعد، استفاقت على يد زكريا وهو ينبهها : ياماااا، سرحانة في ايه.

مديحة : مش حاجة، مراتك عرفت؟

زكريا : لا، هاقولها بكرا لما تصحى، اخدت مهدأ، اكيد هاتفرح ان ربنا عوضها عن موت امها، المهم هاقوم اشوفها كويسة والا لأ...

تابعته ببصرها وهو يدلف لغرفته مغلقا الباب خلفه، هتفت بغضب : اه يا نااااري، حسني اتسجن ومطلعتش منه بحاجة، وادي السنيورة حملت وانا كدا فشلت لا والله ابدا، مش هاتفلتي من ايدي يا سلمى وهاترتمي في الشارع زيك زي شهد وليلى وبفضيحة كمان .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثالث والعشرون
قراءة ممتعة
بقلم/ زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:25 AM   #25

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



رواية (شهد الحياة )

البارت الرابع والعشرون.


بمنزل زكريا.

جلس بجانب والدته بوجهه العابس :صباح الخير ياما.

_ صباح النور ياحبيبي، ليه مبوز كدا .

حك رأسه بقوة وهو يهتف بألم : منمتش ياما، سلمى طول الليل كوابيس، مش عارف ايه دا.

هتفت بحزن مصطنع : علشان ياعيني امها ماتت، وابوها القاتل، صعبة بردوا يا زكريا .

اؤمئ بحزن واردف : كلامك صح فعلا ياما، بقى عم حسني يقتل ام سلمى كدا بالساهل وعلشان ايه..

هتفت باندفاع : علشان الفلوس .

قطب مابين حاجبيه مردفا وهتف بتساؤل : الا من حق ايه اللي وادكي عندهم ياما في الوقت دا، وايه اللي عرفك انه علشان الفلوس.

نظرت له بارتباك وهتفت بتلعثم :. ها،، اصل اااا، اصل انا روحت اشتكيله كامن الواد اللي عنده خمني في ميزان اللحمة، فروحت اشتيكله واقعد معاهم شوية، لقيت الباب موارب وبيضربها بالسكينة انا جسمي انتفض ياخويا ومحستش بنفسي غير وانا بصرخ، وكان بيقولها يا حرامية فين فلوسي.

اندفعت نحوها سلمى بغضب وهتفت بصراخ : انا امي مش حرامية، فاهمة والا لأ، انا امي اشرف منك ومن عشرة زيك .

شهقت مديحة بصدمة واردفت : بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتى دول.

امسكها زكريا بقوة وهتف مهادئا اياها : اهدي يا سلمى امي مش قصدها حاجة، هي بتحكي اللي حصل وبس.

سرعان ما تدراكت الامر وهتفت ببكاء مصطنع استكمالا لمخطاطتها الشريرة : والله يابنتي انا امك صعبت عليا اوي مكنتش تستاهل كل دا، دي كانت طيبة وانا كنت فاهمها غلط، متزعليش مني اعتبريني امك يابنتي.

رمقتها بشك، بينما هتف زكريا : ربنا يخليكي لينا ياما، والله امي طيبة يا سلمى...
ثم امال على اذن سلمى يهتف بهمس شديد: هي طيبة اه، بس اوقات بيجلها هفوات كدا، متركزيش معاها.

داهمها ذلك الدوار مجددا تمسكت سريعا بزكريا، وهتفت بنبرة ثقيلة : اه الحقني .
************************************
جلس بخوف وهو يتابع وكيل النيابة بعينيه المرتبكة، حتى قطع الصمت .....

وكيل النيابة : اسمك وسنك وعنوانك.
جف حلقه من الارتباك، الان اصبح مدرك انه قتلها، الان بدأ مستقبله يتحدد امامه ويرى حبل المنشقة يلتف حول عنقه بقوة، ارتعد في جلسته ووزع نظره بين وكيل النيابة والشخص المسؤول عن المحضر بخوف، حتى هتف وكيل النيابة بحدة : ما تخلص قول اسمك وسنك وعنوانك...

هتف حسني بارتباك : انا اسمي حسني عبد الرحيم على حميدة وسني ٥٥ سنة وعنواني شارع..... .... .

س : المجني عليها سميحة كارم متولي تقربلك ايه؟!..

ابتلع ريقه بصعوبة واردف : مراتي يابيه..

س: قتلتها ليه؟!.

توتر في جلسته وتذكر زميله في الزنزانة وهو يملي عليه ما يقوله : اي حاجة يقولك عليها قول معرفش معملتش مقتلتش اوع تعترف....

هتف باندفاع : انا مقتلتهاش يابيه...

ابتسم وكيل النيابة واردف : اه انت حافظ مش فاهم، بص من الاخر كدا انت ممسوك متلبس، بصماتك على اداة الجريمة، الجيران كلها اعترفت عليك، ومهما تقول معرفش مقتلتش مسيرك هاتعترف بردوا، انطق بقى بالذوق، قتلتها ليه؟!..

هتف حسني وعينيه تطلق شرارت من الغضب الممزوج بالحقد : قتلتها لانها تستحق الموت، دي حرامية يابيه سرقت مني مية الف جنيه بتوعي خبتهم بعيد عني، مرضتيش تقولي فين وكانت عاوزة تهرب مني، الشيطان سيطر عليا يابيه، محستش الا وانا بضربها، هو مش من حقي اموتها يابيه، دي سرقت فلوسي يا ناس تعبي وشقايا، فين القانون اللي هايجبلي حقي يا بيه.

اردف المحقق بهدوء : اهدا كدا وقولي فلوس ايه وسرقتهم ازاي.......
******************************
بمصنع المالكي...

_شهد استني هو انا مش بكلمك.

استدرات تهتف بضيق واضح على ملامحها : يا استاذ سامي، بجد مش عاوزه احرجك بس انا مش عاوزة مشاكل مع رامي ولا يتقال عليا كلام وحش .

قطب ما بين حاجبيه مردفا : مين يقدر يتكلم عليكي، دي هي واحدة وانا عارف مين زقها عليكي.

هتفت بفضول : مين؟!.

هتف بنبرة خبيثة : هايدي.

هتفت شهد بعدم تصديق : نعم!!!، هايدي ليه تعمل كدا؟!.
ثم استطردت مستفهمة : هي مش هايدي دي بنت عمك متهايلي؟!.

اؤمئ براسه وهتف : اه بنت عمي، بس بردوا يا شهد انا مع الحق، وهي غلطت لما زقت شيماء عليكي، بس هي عندها مبرر.

شهد : مبرر انها تسوء سمعتي؟!، وياترى ايه هو ؟!!.

هتف بمكر : اصل بتحب رامي جدا، ورامي كان بيحبها فحست انك ممكن تخطفيه منها.

رفعت حاجبيها ببرود وهتفت : هو رامي كان بيحب اميرة ولا بيحب هايدي، ما ترسى على بر .

تلعثم في رده وقال : لا اقصد هو كان بيحب اميرة، كان فعل ماضي، لكن هايدي هي المستقبل انتي مبتشوفيش نظراتهم لبعض، دا انا قولت انك قفشتي الموضوع.

هتفت ببرود عكس ما بداخلها وما تشعر به من نيران الغيرة التي تهنش في قلبها : لا مقفشتش، ربنا يهني سعيد بسعيدة عن اذنك.

تركته وهو يبتسم بمكر : كنت غلط من الاول لما قولت انه بيحب اميرة، انا كدا ماشي صح.
********************************
بمنزل زكريا...

هتف زكريا بنبرة حنونة وهو يمد كوب اللبن لسلمى : اشربي يا سلمى، لازم تتغذي كويس.

اردفت ببكاء حاد : لا مش عاوزة حاجة، انا عاوزة اروح لامي، ربنا ياخدني واروحلها.

هتف سريعا بغضب بسيط : بعد الشر عليكي يا سلمى، ليه بتقولي كدا وتسيبني لمين، طب مش عاوزة تشوفي النونو اللي جاي في السكة دا.

قطبت ما بين حاجبيها ونظرت له باستفهام، بينما هو اؤمى بقوة وهتف بسعادة: اه انتي حامل يا قلبي، في بطنك في نونو جميل.

هتفت بصوت مرتجف للغاية : ايه؟!، انا حامل، لا مش عاوزاه، مش عاوزاه.

ربت زكريا على يديها بحنان وهتف : ليه يا قلبي، دا حتى دي نعمة والله، انا مبسوط انك حامل.....

قاطع حديثه دخول مديحة وهي تحمل صينية الطعام وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة : اتفضلي الاكل يا سلمى .

ابتسم زكريا بسعادة : تسلم ايدك ياماا، شفتي ياسلمى امي حاسة بيكي ازاي.

وضعت مديحة الصينية امامهم وهتفت بهدوء: يابني العمر بيروح في ثانية، واديك شوفت موت ام شهد.....





لكزها زكريا بخفة هاتفا بتحذير : في ايه ياما، ما تراعي كلامك.

مديحة : يعني اقصد يابنتي انا كنت غلطانة في حقك، سامحيني كلي يالا واشربي اللبن، ومن هنا و رايح انا مش هازعلك ابدا وانتي هاتشوفي دا بعنيكي.

تركتهم مديحة وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة، بينما كانت سلمى تنظر في اثرها بخفوت وتهتف في سرها : ياترى مجهزالي ايه يا مديحة، شكلك ناوية على موتي.

استفاقت على هزات زكريا لها وهو يقول : سلمى هي اختك شهد فين؟.

هتفت باعين دامعة وصوت حزين : عند خالتي.

زكريا : طب ما تقوليلي عنوانهم اروح وابلغها لازم تعرف.

سلمى : مش عارفة عنوانها ولا حتى اعرف رقم تليفونهم، حتى رقم تليفون شهد كان مسجل على تليفوني وهو كسرهولي.

زم زكريا شفتيه بضيق : طيب انا هاحاول اتصرف واوصل لعنوانهم، اسال اي حد من الحارة على رقم شهد لعل وعسى يكون حد معاه.
ثم استطرد قائلا : سلمى انا مش عاوزك تخافي مني، انا والله ما ارضا ازعلك تاني او اضايقك، اللي حصل ما بينا فات ومات وندفنه كمان، انا مبسوط بابنا اللي جاي دا.
*************************************
بالمصنع...

دلفت الى مكتب هايدي وهتفت بضيق : عاوزكي.

رفعت بصرها ترمقها بسخرية : مين انا، خير يا ....، سوري نسيت اسمك.

امالت على المكتب وهي تستند براحتيها على سطحه الزجاجي وهتفت ببرود : اولا يا حلوة اسمي شهد، انا مش سهل حد ينساني، ثانيا ياحلوة طلعيني دماغك الحلوة دي، علشان انا لو حطيتك في دماغي هاتزعلي مني.

ارجعت ظهرها للخلف ووضعت ساق على اخرى وهتفت بتهكم : وانا هاحطك في دماغي ليه ان شاء الله تعنيني في ايه، انتي حيالله واحدة بتشتغلي عند رامي.

اغتاظت كثيرا لتعمد هايدي اهانتها، جزت على اسنانها تحاول كبح تلك الانفعالات التي تتصاعد بداخلها وهتفت ببرود بعكس ما بداخلها : لا انتي حطاني في دماغك وانا متاكدة من كدا، انا مش مجرد شغاله عند رامي، انا بنت خالته ومراته.

هتفت بتهكم : مراته!!!، لا اكدبي كدبة غيرها، ما خلاص عرفنا انه قال كدا علشان الفضيحة وانتي اعترفتي بلسانك دا لسامي وقولتي لا مش مراته.

جلست على طرف المكتب وهي تهتف بمكر : امممم قولت كدا فعلا بس لما روحت رامي بهدلني اني انكرت، وقالي امشي بكرة في المصنع وقولي بعلو صوتك انا مرات رامي، لو مش مصدقاني روحي واساليه، ولو مش مصدقاني بردوا ارقعي دماغك الحلوة دي في اتخن حيطة في المصنع، باي يا هايتشي.

خرجت من الغرفة برأس مرفوعة، ثم اكملت سيرها لغرفة رامي، بينما كانت هايدي تستشيط غضبا من شهد، فضغطت على زر الاستعلامات بغضب وهتفت : ابعتلي شيماء ضروري .

وضعت سماعة الهاتف بقوة وهتفت بنبرة كفيفح الافاعي: واقسم بالله لالبسك تهمة معتبرة يا زفتة .

بينما كانت هايدى تضع في رأسها خطط لايقاع بشهد، كانت شهد تقف على اعتاب غرفة رامي بتوتر وتهتف لنفسها بتشجيع : مش تخافي يا شهد ادخلي وقوليله الكلمتين لازم تنهي بقى المهزلة دي.

طرقت باب الغرفة عدة مرات ودخلت، رأته يجلس منكبا على الاوراق يتابعها بتركيز، دلفت واغلقت الباب خلفها، رفع بصره وما ان رأها حتى اتسعت ابتسامته وهتف : ايه دا شهد الحياة بنفسها عندي.

تحركت نحوه وهتفت بهدوء: هو انت مش هاتقولي بقا عرفت الاسم دا منين.

خلع نظارته الطبية وهتف بمكر : عرفته يجي من ٨ سنين يوم ما شوفتك .

رفعت احد حاجبيها وهتفت بتعجب : هو انت شفتني قبل ما اجيلكوا.

اؤمي لها وهتف بخفوت : شفتك واتكلمت معاكي كمان...

فتحت فمها حتى تهتف ولكن قاطعها بوضع اصابعه على فمها ويهتف بهمس : روحت لمامتك ازورها بناءا على رغبة ماما، خبطت فيكي على السلم، وكلمتيني قولتلي ابقى فتح بقى، وسبتيني ومشيتي، طلعت لمامتك وسالتها عليكي وحكتلي عنك وقالتلي ان بابكي الله يرحمه كان دايما بيقولك شهد الحياة، حقيقي الاسم عجبني اوي وعلق معايا.

شهد : امال لما شوفتني عملت نفسك كانك مش عارفني ليه؟.

هتف بمرح وبغمزة خفيفة من عينيه : لزوم الشغل، لا اقصد كنت عاوز اعرف انتي فاكرني ولا لأ، بس طلعت ذاكرتك في اللالا لاند.

ضحكت بخفوت وهتفت : اه انا عندي الذاكرة عندي بعافية شوية..

رامي : طب كنتي جاية ليه، كنتي جاية علشان كدا.

هزت راسها بنفي واردفت : لا مش علشان كدا، بس بص يا رامي انا عارفة اني غلطانة اني بفتح الكلام دا هنا في المصنع بس حقيقي مش قادرة اسكت و انا دلوقتي متشجعة.

قطب مابين حاجبيه وهتف : كلام ايه مش فاهم قولي....

اخذت نفس طويل وهتفت : بص يا رامي انا عرفت مين هي البنت اللي انت حكتلي عنها امبارح واللي بينك وبينها الف سد، وعرفت ايه هو السد كمان، وانا استحالة اسمح لنفسي ان اكون عائق بين اتنين بحبو بعض ، فالو سمحت طلقني وروح اتجوزها وكدا يبقى السد اتهد.

قالت جملتها الاخيرة بنبرة مهزوزة ضعيفة، فهتف رامي : هي مين دي اللي هاطلقك علشانها وسد ايه.

هتفت سريعا وباندفاع : هايدي، انا عرفت انك بتحبها وهي بتحبك، والحمد لله نور بصيرتي، وعرفت ان انا السد اللي بينكوا، فانا بقولك طلقني واتجوزها، اتجوز اللي عشت ليالي تتعذب في حبها، متحاولش تنكر علشان خاطري انا مش زعلانة .

ضحك بكل صوته وهتف : انا وهايدي، طب ازاي مين الحمار اللي قالك كدا، انا عمري ما حبيت هايدي ولا فكرت فيها اصلا.

هتفت بنبرة منفعلة : كداب سامي صاحبك قالي كدا.

احتدت عيناه بغضب : سامي تاني، هو انا مش قولت مية مرة بلاش سامي يا شهد.

هتفت بعصبية واعين دامعة : انت بتزعقلي ليه، هو اللي نادني وكلمني وقالي ان مقفش في طريقكوا وانك بتحبها.

مد يديه ومسح تلك الدموع المتساقطة من عينها وهتف : طب انتي عاوزة ايه اكتر من اني اقولك اني عمري ما حبتيها وسامي كداب، او يمكن يقصد ان هي بتحبني مش عارف هو نيته كانت ايه، بس مش هي دي يا شهد اللي قولتلك عليها، اللي قولتلك عليها قريبة مني اوي بس عندها تخلف مبتفهمش.

هتفت بنبرة يتخللها السعادة حاولت اخفائها : يعني هايدي مش حبيبتك، احسن اصل لسه عاملة مصيبة وخفت منك .

حاوط خصرها بيديه وهتف بهدوء : امممم عملتي ايه قولي؟!..

هزت كتفيها بالامبالاة وهتفت : معملتش والله، سامي قالي انها السبب في اللي حكته شيماء وانها عملت كدا بدافع الحب، فقومت اضايقت مش مبرر تسوء سمعتي علشان بتحبك، اتعصبت وروحتلها وضايقتها وقولتلها اني مراتك.

داعب وجينتها باصابعه : طب فين بقى الغلط في كدا، تخافي مني ليه...

شهد : علشان قولتلها اني مراتك يعني وضايقتها، انا اتخيلت انك تزعل مني علشان رخمت عليها.

هز راسه بنفي وهتف بحب : لا انا ازعل من اي حد يزعلك انتي.

ابتسمت بسعادة، ولكنها سرعان ما تلاشت ابتسامتها وهتفت : قصدك ايه انك تزعل من اي حد يزعلني.

ابتعد عنها وهو يعود لعمله ويتصنع الامبالاة : مش قصدي حاجة، روحي يالا شوفي شغلك يا هانم.

صمتت قليلا وبقت تراقبه بتركيز حتى زفرت بخفوت من غموضه وتحركت صوب الباب ولكنها توقف واستدرات تهتف بتساؤل : رامي بما انك مش راضي تقولي مين حبيبتك، قولي اول حرف من اسمها ايه.

ساد الصمت بالغرفة بعد سؤالها المفاجئ، حتى قطعه رامي بقوله : اول حرف من اسمها ش .

شهد : ش؟!!.

اؤمئ وهو يمسك سماعة اله*اتف ويطلب رقما : اه ويالا بقى ورايا شغل.

خرجت من الغرفة ، وهي تقف بصدمة وتهتف لنفسها: ش ، قصده ايه ب شين دي، معقولة تكون ش شهد مش معقولة ليه، نهار اسود يعني اللي بحس بيه طلع صح رامي بيحني، اه قلبي مش قادرة... رامي بيحبني ش شهد، ش شهد...

وضعت يديها على قلبها تهتف بسعادة : اه اهدا اهدا، يالهوي قلبي هاينط من مكانه، قلبي وعقلي، هاتموتني يا رامي.

بينما كانت هي في سعادتها، كان هو يتنفس بسرعة داخل مكتبه لاعترافه البسيط بنطق اول حرف لاسمها، زدات ضربات قلبه وهتف لنفسه : مش هاتسكتي الا لما اصرخ بعلو صوتي واقولك بحبك علشان اخلص من غبائك..

تنهد بنفاذ صبر وامسك الهاتف مجددا وضغط على رقم هاتفا بقوة : ايوة يابني ابعتلي البنت اللي اسمها شيماء دي، اه اه هي، بتعمل ايه عند انسه هايدي، طب اقفل.

اغلق الهاتف واردف : اه دا كلام شهد صح بقى، ماشي لو صح انتو الاتنين هاتكونوا برا...
تحرك صوب الخارج وهو ينوي على معاقبة من يمس بها بسو، وصل امام غرفتها امسك المقبض اكتشف ان باب الغرفة مفتوح قليلا ابتسم بمكر لحسن حظه وفي نفس الوقت سوء حظهم، اقترب اكثر واستمع ......

شيماء : مش انا قولتلك يا مس هايدي هي مراته فعلا، حرقته وهو بيتكلم اكدت كدا.

هتفت هايدي بحقد : والله لاوديها في ستين داهية، بقولك ايه خدي السلسلة الصغيرة دي وقولي انك عملتي جمعية واشتريتها، ووريها للكل، وبعد بكرة حطيها في شنطتها وبعد كدا صوتي وقولي انها اتسرقت وسيبي الباقي عليا....

قاطعهم دخول رامي المفاجئ وهو يرمقهم بغضب وهو يهتف بحدة : لا الباقي عليا انا .....

تطلعت اليه هايدي بصدمة شديدة وهتفت بتلعثم : رامي.... .

وقف بثقة وهو يضع كفيه في جيوبه ويرمقها باستنكار : اه رامي اللي كنتي عاوزة تسجني مراته وتتهميها زور ..

توترت وتنقلت ببصرها بين رامي وشيماء حتى هتفت بارتباك : رامي انااا، انت فهمت غلط انا مكنتش ياعن ....

اشار اليها ان تصمت موجها حديثه لشيماء الواقفة توزع نظرها بين هايدي ورامي بخوف قائلا بحدة خفيفة : انا اول مرة اديتك فرصة علشان تاكلي عيش، لكن المرادي لا مفيش فرص، روحي الحسابات يالا خدي بقية فلوسك ومع السلامة ....

اؤمات دون التحدث وخرجت تحت انظار رامي الغاضبة ، وما ان خرجت حول بصره نحو هايدي فشعرت بان عينه ترسل لها اسهم محملة بشعلة من النار ويرسلها لجسدها بقوة تحرقها، المها نظراته تلك، فبكت مستعطفة اياه : رامي والله غصب عني، انا اسفة، انا عملت كدا علشان بحبك وهي هتاخدك مني، عملت كدا علشان ادافع عن حبي ليك.

هتف بعصبية مفرطة : انهي حب دا يا محترمة اللي بتتكلمي عنه، امتى حسيتي بالحب دا، انا مفيش مرة اتعديت حدودي معاكي، مفتكرش اصلا مرة هزرت معاكي، وبعدين انهي حب دا اللي يخليكي تأذي حد، دا مش حب دا تملك، وانا ابعد ما يكون حد يمتلكني، ولمعلوماتك بس شهد فعلا مراتي، وانا بحذرك يا هايدي لاخر مرة اياكي ثم اياكي تفكري تيجي جنبها بس، ولو سمحتي لمي متعلقاتك وكل حاجة ليكي وياريت متجيش المصنع ولا حتى تدي دروس لحمزة مستغني عن خدماتك، انا هاحترم انك قريبة صاحبي ومش هاخد ضدك اي اجراءات.

خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة، بينما هي جلست تبكي على تحطم امالها واحلامها، بقراراته تلك لقد قطع كل الطرق للوصول اليه.....
*********************************
تحرك في مكتبه ذهابا وايابا بغضب، اليوم سوف ينهي كل شئ ممكن ان يعوق علاقته بمحبوبته، دلف سامي للغرفة

_ في ايه يا رامي، هايدي بتعيط وبتقول انك طردتها من الشغل.

هتف ببرود : غلطت وجت على اقرب حد ليا ومفكراني اني هاعديها، اخدت جزائها ومشيت، في حاجة .

عقد حاجبيه وهتف : في ايه يا رامي مالك بتكلمني كدا ليه؟!.

اقترب منه رامي ووقف امامه بثقة مردفا بحدة خفيفة : انت عاوز ايه من شهد يا سامي، مالك في ايه بتلعب عن الناحتين ليه، شوية تقولها اني بحب هايدي، وشوية تقولي انها بتحبك، في ايه مالك يا صاحبي، ليه بتعمل كدا، ليه اتغيرت وبقيت تتصرف تصرفات غريبة، انا سايبك بمزاجي يا سامي، سايبك تخبط هنا وهناك براحتك، بس انا حقيقي وصلت لمرحلة مبقتش عارف ولا اديلك عذر، ولو حتى عارف اني اقول معلش استحمل دا صاحبك الوحيد......عاوز ايه من شهد يا سامي...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الرابع والعشرون .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:27 AM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



رواية ( شهد الحياة )

البارت الخامس والعشرون .


عقد حاجبيه وهتف : في ايه يا رامي مالك بتكلمني كدا ليه؟!.
اقترب منه رامي ووقف امامه بثقة مردفا بحدة خفيفة : انت عاوز ايه من شهد يا سامي، مالك في ايه بتلعب على الناحتين ليه، شوية تقولها اني بحب هايدي، وشوية تقولي انها بتحبك، في ايه مالك يا صاحبي، ليه بتعمل كدا، ليه اتغيرت وبقيت تتصرف تصرفات غريبة، انا سايبك بمزاجي يا سامي، سايبك تخبط هنا وهناك براحتك، بس انا حقيقي وصلت لمرحلة مبقتش عارف ولا اديلك عذر، ولا حتى عارف اني اقول معلش استحمل دا صاحبك الوحيد......عاوز ايه من شهد يا سامي...

سامي : بحبها يا رامي، بحبها، والحب مش بايدينا.

التوى فمه بسخرية : بتحبها!!، اقدر اعرف امتى وازاي، انت شوفتها مرة واحدة في بيتي لما فضولك اخدك تروح وتشوفها، وبعدها قعدت فترة طويلة لغاية ما بدأت تشوفها تاني، فين الحب دا .

عقد ذراعيه مردفا بضيق : طب تيجي نقلب الادوار انت شوفتها امتى الا من فترة قليلة لما جت تعيش معاكوا، لحقت تحبها؟!، يبقى انا وانت متساويين.

اقترب منه رامي وهتف بعصبية مفرطة : انت مجنون ولا دماغك دي لحست ولا فيك ايه، اه انت عينك زايغة بس مش على اهل صاحبك يا صاحبي انت عمرك ما كنت كدا، مالك يا سامي ما تفوق هي السكينة سرقاك ليه كدا، اللي انت بتتكلم عليها دي مراتي، اللي انت بتتكلم عليها انا شوفتها من ٨ سنين وحبيتها، اللي انت بتتكلم عليها دي انا كتمت حبها في قلبي، ٨ سنين حبيتها فيهم ويوم ما اتجوزها وتبقا بين ايديا صاحبي بيضربني في ضهري، وبيوقع ما بينا.

ساد الصمت في الحجرة عقب حديث رامي، ولكن انفاسه العالية رفضت الخضوع وبات يتنفس بقوة، وصدره يعلو ويهبط بسرعة، حتى قطع رامي هذا الصمت بقوله : ساكت يعني.

سامي : مش عارف اقول ايه، انا حقيقي مصدوم من كلامك، يعني انت كنت بتحبها طب، طب واميرة؟!.

رامي : انت اكتر واحد عارف اني اتجوزت اميرة بسبب رغبة امي، لكن محبتهاش يا سامي، انا عمري ما قولتلها كلمة بحبك كمان، علشان كدا هي طلبت مني متجوزش بعدها علشان خافت احب وانساها مثلا، انا كنت اكتر واحد فاهمها على ايه، كنت بحس بعنيها وهي زعلانة لما مبقولهاش كلمة بحبك، بس كان غصب عني والله قلبي كان متعلق بشهد مكنتش قادر انطقها، بس كل اللي قدرت اعمله اكراما ليها اعاملها معاملة حسنة واكتم حب شهد.

سامي : لو كانت اميرة لسه عايشة كنت فضلت معاها؟؟

اؤمئ بقوة وهتف : اه كنت فضلت معاها وخلفت مرة واتنين وتلاتة ولو كانت حتى شهد جت وكانت بين ايديا هارفضها وحبها يفضل في قلبي احسن من اني اجرح اميرة او اكسر قلبها في يوم من الايام.

سامي : طب ليه خلفت وعدك معاها واتجوزت شهد، ليه مفضلتش على وعدك ومتتجوزش .

رامي : ظروف انت متعرفهاش حطتني واجبرتني اني اتجوزها، بس دلوقتي مبقاش في اميرة وبقت هي بين ايديا، انا مش قديس علشان افضل اضغط على نفسي بالطريقة دي، انا حاسس اني هانفجر واصرخ باعلى صوتي واقولها بحبك.

ابتسم سامي : طب ما تصرخ ايه مانعك.

قطب ما بين حاجبيه مردفا : انت مالك بارد كدا ليه في كلامك معايا.

اقترب سامي اكثر و تزين وجهه بابتسامة عريضة مردفا : علشان انت اهبل يا رامي، فاكرني هاخونك مثلا وابص لشهد وانا عارف انك بتموت فيها، يا سيدي انا هاحكيلك بس اوعدني بلاش غشوميتك علشان ايدك تقيلة .

رامي : قول اخلص .

ابتعد سامي قليلا مردفا : بص بدايتا انا لما شوفتها لما روحتلك البيت فعلا اعجبت بيها جدا، لدرجة لما كلمتك وانت اتخانقت معاايا وحسيت بجو غيرة من عيونك كدا، بس قولت انت طبعك كدا حتى مع اميرة واختك ومحطتش في بالي، فقولت اخد خطوة جد واتكلم مع امك واتقدم ليها وامك هي تقنعك .

(فلاش بااااااك )....

هتفت صفاء بقلق : في ايه يا سامي منزلني من البيت ومتقوليش لرامي، ومقعدني في المكان دا قلقتني..

ربت سامي على يديها بابتسامة بسيطة على ثغره : اهدي كدا يا حبيبتي، كل خير، بس انتي قولتي لرامي...

هزت رأسها بنفي مردفة : لأ قولتله رايحة المقابر ورفضت يجي معايا، في ايه بقى ؟!.

هتف سامي بجدية : بصي بقا يا ستي انا راجل دوغري، انا طالب ايد شهد بنت اختك، شوفتها لما جيت لسامي اسال عليه واعجبت بيها والصراحة مفيش بنت شدتني زيها كدا، لمحت لابنك وطبعا كعادته لبخ معايا في كلام وتقريبا عايرني اني كنت متجوز ومطلق، فقولت اتكلم معاكي وانتي تقنعيه وكدا.

هتفت صفاء بنبرة حزينة : بص يا سامي انت ابني ورامي ابني وطول عمري انا بحبك والله، بس يابني اللي هاقوله دا حاول تخليه سر بيني وبينك.

‏سامي : قولي اي حاجة انتي بمثابة امي التانيه والله يا طنط صفاء، عوضتني عن حنان الام بعد موت امي .

‏صفاء : بص يابني اللي هاقوله دا يمكن تستغربه، انا يجي من تلات او اربع سنين كدا كنت بروق اوضه رامي وكدا شوفت درج المكتب مفتوح وهو على طول بيقفله بالمفتاح، فضول اخدني وفتحته واتصدمت من ورق مكتوب فيه اسم شهد الحياة وورق تاني في رسومات لوشها انا اتصدمت ودماغي وقفت بس بعدها افتكرت ان الاسم دا لشهد بنت اختي كان لقب يعني ابوها مطلعه عليها زمان، انا حقيقي مكنتش اعرف شكلها تقدر تقول علاقة مقطوعة من سنين بيني وبين اختي، بس حسيتها كدا من رسومات، وافتكرت لما هو جه في مرة سالني عليها كتير اوي وانا رديت انه مش اعرفها ولا اعرف حاجة عنهم، بس يابني ومن هنا عرفت ان ابني قلبه متعلق بيها خصوصا ان اميرة كانت بتشتكي انه عمره ما قالها بحبك، استغربته اوي ليه بيعمل في نفسه كدا، بس سكت احتراما له، وتمر الايام والسنين وشهد تيجي بتدابير ربك عندنا برجيلها، شفت الحب في عينه يا سامي بس بيدراي وبيسكت، انا حاسة بيه بس وعد اميرة حبل بيخنقه حوالين رقبته، يرضيك يا سامي تكسر قلبه، وهو قلبه متعلق سنين.

‏كانت ملامح الصدمة على وجه ولكن مع اخر حديثها هتف باندفاع : دا انا لو كنت عشقتها وحبيتها اوي كنت ادوس على قلبي علشانه، رامي دا اكتر من اخويا يا طنط، والله ما كنت اعرف اي حاجة من دي، انا مش عارف ابنك دا ليه بيعمل كدا ليه بيخبي عليا كدا، انا لو اعرف مكنتش فكرت ابصلها حتى .

‏ابتسمت بسعادة مردفة : انت اصيل اوي، وهو كمان بيعزك والله، بس يابني هو طبعه كدا كتوم اوي مبيقولش اللي جواه لحد.

هتف سامي بضيق : غبي بس هو كدا هايضيع حبه.

صفاء : مانت يابني بدام عرفت الحكاية واصلها، يبقى تقولي اعمل ايه اساعده ازاي يتجوزها، او ياخد خطوة......
( بااااااااك )

_ وبس ياسيدي دي كانت الحياة كلها..انا بقى كنت بمثل اني بحبها، علشان تتحرك تاخد خطوة، وكنت بوصلها كلام معين علشان عارف انها هبلة وهاتقع بلسانها فتقوم تتعصب وتعترف بحبها و دا كله كان بالاتفاق مع مامتك.

ذُهل رامي من حديث سامي، ولكنه سرعان ما تدراك الامر واقترب منه بوجه خالي من التعبير، فابتعد سامي لا اراديا ووضع يده فوق وجهه وهتف بخوف مصطنع : والله لو ضربتني لمقدم فيك بلاغ في المركز .

ابعد رامي يده عن وجهه ونظر له مطولا، ثم عانقه بقوة مردفا بأسف : انا اسف يا صاحبي، فكرت فيك بالسوء، غصب عني صدقني، يعني انا كنت بكرهك وانت بتحاول تقربني منها.....انا اسف بجد، انا حاسس الفترة دي اني بلخبط كتير اوي، زمانك كرهتني دلوقتي.

شدد سامي على عانقه مردفا : متتأسفش انت اخويا يا اهبل والاخوات مهما يحصل ما بينهم عمرهم مابيكرهوا بعض، وانا ماليش اخوات وانت اخويا الصغير، اي نعم الفرق سنتين بس، بس والله بحسهم كاني كتير واني مسؤول عنك.
*******************************
بمنزل زكريا...

ادخلها غرفتها بسرعة واغلق الباب، فهتفت : في ايه يا واد مدخلني الاوضة كدا ليه....

استدار اليها ورمقها بغضب : النيابة بعتتلك استدعاء ياما.

ضربت بكفيها على صدرها وهتفت بصياح : يالهوي ليه عملت ايه...

اقترب منها بسرعة وكمم فمهما بيده هاتفا بتحذير : اسكتي مش عاوز سلمى تعرف حاجة ..

ابعدت يديه بقوة وهتفت موبخة : انت يا معفن خايف ان مراتك تعرف، وامك رايحة النيابة عادي.

هتف بعصبية : لا خايف تعرف من اللي انا هاقوله، النيابة ياما عاوزكي في قضية حسني ابو سلمى باعتبار انك الشاهدة الاولى فهتروحي تقولي اللي حصل وبس ودا اللي فهمه ليا عبد الرحمن المحامي اللي على اول الشارع وقالي عادي دي اجراءات بتم وبتخلص .

تنهدت براحى وهتفت : الحمد لله يا واد قلبي اتخلع، طب ايه وشك دا محسسني ان اللي قاتلة .

هتف بخشونة : لا ياما مش قاتلة، بس في كلام حسني قاله في المحضر وهايسالوكي فيه بكرة وانا بقى عاوز اعرف الحقيقة.

نظرت له بتوتر وهتفت : في ايه يا واد قلقتني.

زكريا : انت ياما انت وحسني كنتوا متفقين تتجوزا وتخلصوا من سميحة بوصلات الامانة الي هو ماسكهم عليها وكان ناوي يحبسها علشان يتجوزك.

نظرت له بصدمة لم يكن ببالها انه سوف يسرد امر زواجهم، سبته في سرها، الان هي في مأزقين ولابد من التفكير بسرعه كبيرة حتى تخرج من مأزق زكريا، اما مأزق النيابة سوف تخطط له بحكمة وهدوء اكثر، فهتفت بشهقة مصطنعة : انا كنت هاتجوز حسني، يقطعه راجل شايب وعايب، تلاقيه محروق مني علشان انا اللي بلغت عنه لما شوفته بيقتلها، عاوز يورطني بس على مين انا هاروح بكرة وافضحه الكلب دا.

رمقها بشك : يعني ياما انتي متقفتيش معاه على الجواز.

اشارت على نفسها مردفة بكذب : انا!!، دا كداب يا واد زي ما قولتلك محروق، طب انا امك هاعمل كدا واتجوزه.

زكريا : ولا تعرفي حاجة عن وصلات الامانة دي .

هزت راسها بنفي وهتفت : لا يا بني هاعرف منين يعني ...
ثم استطردت حديثها بعتاب : بس انا ليا الحق ازعل منك انت يا زكريا تعرف عن امك كدا اخص عليك.

زم شفتيه بضيق هاتفا : معلش يا ما، اصل الحوار دا يخبل الدماغ، ليه بيقول كدا، وبعدين انتوا لو متفقين فعلا ليه هاتصوتي وتبلغي عنه، تحسي ان فيه إن في الموضوع.

ربتت على كتفيه وقالت : هو كداب يا ضنايا، انا هاروح بكرة واقول للباشا كل حاجة واقول كلامه كدب مش تقلق.
ثم تابعت مغيرة مجرى الحديث : انت عشيت سلمى يا ضنايا.

هز رأسه بنفي، فهتفت هي : طب روح خد الاكل من المطبخ وعشيها، علشان اللي في بطنها.

أؤمئ لها ثم خرج من الغرفة وهو يفكر في حديث امه وما سمعه من المحامي، بينما هي فور خروجه انفجرت كالبركان : اه يا كلب يا معفن بتجيب سيرتي طب والله لاعكها فوق دماغك بكرة.

قاطع تفكيرها رنين هاتفها نظرت فيه وجدت كريمة، تأففت بضيق وقالت في سرها : هو دا وقتك، ايه القرف دا.

وضعت الهاتف على اذنها واجابت : الو.

تحدثت كريمة بعنجيهة كعادتها : بقولك انا عاوزكي في مشوار بكرة بالليل، انا بكرة هانهي موضوع ليلى جهزي نفسك.

مديحة : معاكي ياهانم في اي حاجة .
************************************
بمنزل رامي.....

وقفت تصنع العشاء وبذهنها تتذكر مواقفهم وقبلاته لها، ابتسمت بسعادة لتأكدها انها هي الشخص المنشود، تراقص قلبها بسعادة، ولكنها لم تحصل الى الان باعتراف منه صريح، شعرت بشئ ما يلامس ساقيها لوهلة افتكرته حمزة، فضحكت بخفة وهتفت بمزاح : عاجبك رجلي يا حمزة ولا ايه.

لم يعيطها رد، فهتفت مرة اخرى : مبتردش براحتك، بس لو لفيت ليك والله يا حمزة هامسك وهاهريك بوس من هنا للصبح بقى انت حر.

للمرة الثانية لم يعيطها رد ولكن ذلك الشي مستمر في مداعبة لساقيها، صمتت وشعرت باحساسيس غريبة، اتسعت عيناها بصدمة او يمكن من الخوف، فتحركت بطرف عيناها للخلف رأت خيالها نعم انها الهرة!!!، انتباتها تلك الحالة من جديد صرخت بأعلى صوتها كأن احدهم يقبل على موتها، باتت تصرخ وتصرخ وتصرخ وهي متسمرة في مكانها، اتى رامي بسرعة هو وحمزة وجدوا الهرة تقف وتنظر لها ببلاهة، وتلك المجنونة تقف تصرخ وتهتف باشياء غير مفهومة، زفر رامي بضيق، وتحرك مسرعا بجذب الهرة بعيدا عنها وارجعها غرفتها واغلق عليها من جديد، اما تلك المجنونة مازالت تغلق عيناها بقوة وصراخها لم يهدأ قط، وقف حمزة يشاهدها وهو يضحك بتسلية ، دلف رامي المطبخ وهو يصم اذنيه من صراخها الحاد، فهتف وهو يهزها بقوة :
_ يا شهد ارحمي امي، صوتك يا ماما ارحميه.

توقفت وهي تتنفس بسرعة وفتحت عيناها نصف فتحة، بحثت بعيناها عنها لم تجدها، تنهدت براحة مردفة : يالهوي القطة كانت بتلحس في رجل...
بترت جملتها واتسعت عيناها مجددا وهتفت بصراخ للمرة العاشرة تقريبا : رجلي، يالهوووي الحقني، رجلي رجلي..

ركضت صوب غرفة رامي ودلفت للمرحاض تغسلها جيدا بالماء والصابون، وعيناها تذرف الدموع، وقف حمزة بجانب والده ينظر لها بدهشة مردفا بخفوت لرامي : بابا هي شهد كويسة ولا مالها، بتغسل رجليها ليه كدا.

رامي : عندها فوبيا من القطط.

قطب الصغير ما بين حاجبيه وهتف بعدم فهم : يعني ايه فوبيا دي.

انحنى رامي لمستوى ابنه واردف بتوضيح : يعني هي بتخاف جدا من القطط بتشوفهم كانها مثلا شايفة وحش كبير هايموتها هي بتشوفها كدا فبتخاف وبتصرخ كدا، ممكن تجري من الخوف وممكن تقف مكانها متعرفش تتحرك، وكمان بتقرف منهم زي مانت كدا بتقرف من الدبان هي بقى بتقرف منهم جدا.

حمزة : طب ما تمشيها يابابا بدام هي بتخاف منها.

حول بصره نحوها وهي تقوم بغسل قدميها جيدا واردف بتنهيدة : ما الظاهر كدا لازم امشيها وكفاية اوي عليها.
******************************
بمنزل كريم ...

جلست بجانبه وهو يغط في نوم عميق نتيجة لاجهاده في عمله اليوم، تأملت ملامحه جيدا وكانها تريد حفرها بذاكرتها، دققت منها جيدا فاعترفت لنفسها انها تعشقه، خفق قلبها بشدة، فاقتربت ببطء وانحنت بجذعها الاعلى ووضعت قبلة على صدره ناحية قلبه وهتفت بخفوت : قلبك دا انا بعشقه يا احلى حاجة في حياتي وحصلتلي.

عادت مرة اخرى لجلستها ونظرت لاعلى مناجية ربها : يارب ابعدني عن شر مديحة، يارب انا قلبي مقبوض وحاسة انه هايحصلي حااجة مش عارفة ايه هي، يارب قويني واقف جنبي.

اعتدلت في نومتها وتمسكت بالغطاء جيدا، حولت بصرها لكريم مرة اخرى فابتسمت تلقائيا، فهتفت اخيرا قبل ان تغلق عيناها وتستلم لسلطان النوم : يارب سلمت امري ليك.
**********************************
بمنزل رامي.

اغلق باب الشقة وذهب صوب غرفته وجدها تبكي فهتف بضيق : ما خلاص بقى يا شهد الدراما دي، اديني اديتها للبواب تفضل عنده انهاردا.

نظرت له شرزا وهتفت بعصبية : خليها تغور وتروح في داهية .

ضرب كف على كف هاتفا بنفاذ صبر : لا حول ولا قوة والا بالله، ايه الهبل دا، يابنتي اعقلي واكبري.

هتفت بضيق طفولي : انا مش بنتك، متكلمنيش كدا وكاني عيلة .

جلس بجانبها وامسك رأسها طابعا قبلة اعلى جبينها لمراضاتها ليتخلص من تلك الحالة المزعجة : طب حقك عليا ياحبيبتي يا قلبي يا عمري ابوس ايدك بطلي عياط دماغي هاتنفجر.

توقف عقلها عن العمل عند سماع كلماته تلك، وبدأ قلبها بالخفق مجددا وتناست امر الهرة في ثواني، واطلقت عيونها قلوب حمراء وفراشات بيضاء تدور حولها، ابتسم بخبث لحالتها تلك، اما هي فهتفت بدون وعي : حبيبتك.

كتم ضحكته بصعوبة، وتحرك نحوها اكثر ومد يديه يداعب عنقها، فتلوت تحت يده ببطء، هاتفا بهمس: اه حبيبتي ومفيش غيرك حبيبتي.

تناست امر يديه التي تتحرك بحرية على عنقها وهتفت ببلاهة : بجد يا رامي انت بتحبني .

اقترب اكثر امام شفتيها وهمس ونظره معلق بهم : اه طبعا حبييتي .

فاغلقت عيناها تستمتع بتلك اللحظة وبداخلها تتمنى ان تسمع المزيد، لو قبلها الان ما اعترضت، حتى سمعته يهتف مجددا بخفوت : حبيبتي بس زي اختي.

فتحت عيناها بسرعة ونظرت له بصدمة، فوجدت ابتسامته الخبيثة تعتلي ثغره، تداركت الامر سريعا وهتفت بقوة مصطنعة عكس ما بداخلها : اختك!!!، ماشي يا رامي، تصبح على خير بقى .

فهتف بابتسامة سمجة : وانتي من اهله يا اختي ياحبيبتي انتي.

تملكها الغيظ فهتفت : بقولك ايه اعمل في حسابك من بكرة انا هنام هنا وانت هتنام هناك، تصبح على خير.

لم يعيطها رد فالتفت له وجدته يغلق عيناه متظاهرا النوم، اغتاظت منه لتجاهلها مسكت الوسادة والقتها في وجهه، ففتح عيناه بسرعة يرمقها بغضب لفعلتها، استدرات بسرعة وهي تضع الغطاء فوق رأسها وتهتف بتحذير : والله لو ضربتها فيا هارجع اعيط تاني ومش هاتعرف تسكتني..

اقترب منها وجذبها عنوة وعانقها من الخلف وهتف بخشونة : اول واخر مرة تعمليها يا شهد، ودا عقابك هتنامي في حضني، نامي بقى ومسمعش صوتك الحلو دا.
*********************************
ثاني يوم

جلست بتوتر امام وكيل النيابة، فهتف هو بعملية : انتي يا ست مديحة كنتي اول واحدة شفتي حسني وهو بيقتل سميحة.

هزت رأسها وهتفت بتوتر : اه يا بيه.

المحقق :طب احكيلي كدا اللي حصل يومها.

ابتلعت ريقها وهتفت بارتباك : بص يا بيه انا كنت رايحة ازورهم يعني كامنه يبقى حما ابني وكدا، ولما طلعت على السلم لقيت الباب موارب سنة قربت كدا شوية وركزت لقيته بيدب السكينة في ضهرها بكل غل يا بيه مفيش في قلبه رحمة، ووقعت على الارض طبت وقعت ماتت انا جسمي اتلبش يابيه وخوفت محستش بنفسي الا وانا بصرخ.

وكيل النيابى : اممم طب ليه بلغتي عنه وصرختي ومش ساعدتيه يهرب مثلا وانتوا كنتو متفقين على الجواز.

شهقت بصدمة مصطنعة : انا وحسني نتجوز ازاي يا بيه وهو كان متجوز اصلا.

وكيل النيابة : عادي يا ست مديحة الشرع محلله اربعة، وبعدين هو قال انكوا متفقين تخلصوا من سميحة الاول بحبسها .

هزت رأسها بنفي وهتفت بقوة : يخيبه راجل كداب بيجر رجلي معاه في القضية حسني الكلب، دا راجل سمعته لامؤاخذة زفت يابيه وزمان كان محبوس في قضية سرقة، اناطول عمري مبرتحلوش، لامؤاخذة عينه زايغة بس انا كنت بديله على دماغه، يابيه انا مش عارفة اي حاجة عن كل اللي انت بتقوله دا، انا ست في حالي وانزل اسال عليا الحارة كلها، هايشهدوا بادبي، وبعدين يابيه اللي بيتكلم دا لازم يكون معاه دليل، هو فين دليله اني كنت هاتجوزه، راجل خرفان تلاقيه محروق مني علشان صرخت ولميت الحارة وفضحته على عملته دي.

هز المحقق رأسه عدة مرات وهو ينظر لها مطولا.... بعد فترة من الزمن، خرجت من الغرفة تنهدت بقوة وهتفت براحة : يالهوي الحمد لله خلصت يا زكريا.

هتف زكريا مطولا : الحمد لله ياما خير .

ربتت على كتفه : اه يا واد خير...

رأت حسني يأتي من اخر الطرقة، مكبل يداه، فهتفت بصراخ : حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حسني قتلتها يا مفتري دي كانت ست طيبة، حرام عليك يا ظالم.

تسمرت قدماه بصدمة من فعلتها، بينما هتف زكريا بخشونة : ربنا ياخدك، ان شاء الله ربنا هايرحمنا منك وتاخد اعدام.

جذبت زكريا خلفها مسرعة تهبط الدرج متجاهلة ذلك الواقف وعلامات الصدمة تعلو وجهه : يالا يابني ربنا يبعدنا عن الاشكال دي....

فهتف العسكري : يالا يا متهم ادخل للباشا.

نظر له حسني وهتف بدون وعي : مديحة خانتني وباعتني في اول الطريق، مديحة باعتني.
***********************
زكريا : يالا ياما خلينا نروح، انا سايب سلمى لوحدها.

مديحة : لا يا ضنايا روح انت ورايا مشوار كدا هاروح اعمله واجاي.

زكريا : مشوار ايه؟!.

مديحه : هاروح اتمن الغوايش بتاعتي علشان ابيعهم واوضب شقتك انت وسلمى ان الاوان تقعدوا براحتكوا يابني.

ابتسم بسعادة مردفا : ربنا يخليكي ليا ياما، انا هاروح وانتي متتاخريش.

تركها زكريا وهو يعبر الطريق حدقت في اثرة مغمغمة : كدا انا خلصت من حسني، والدور على ليلى، وبعد كدا افوقلك يا سلمى يا مرات ابني يا حبيبتي.
********************************
بمنزل كريم...

جلست بجانب كريم تتجاهل نظرات كريمة لها، شعر بها كريم فامسك يديها وطبع قبلة رقيقة عليهم، نظر له والده بسعادة، فغمز له كريم بخفة، بينما استشاطت كريمة بداخلها فهتفت بتهكم: قاعد يعني انهاردا يا كريم من الشغل، ايه المدام تعبانة ولا ايه.

كريم : لا يا عمتي كان ورايا عمليات كتير امبارح فقولت اخد اجازة واقعد مع مراتي واهو انتي منوراني انهاردا، وبعدين لو ليلى تعبانة انا هاخد اجازة مطولة واقعد جنبها..

ابتسمت بسخرية، فدق جرس الباب، نهضت واشارت لكريم بالجلوس مردفة : دي واحدة صاحبتي خليكوا قاعدين.

اختفت من امامهم، فامالت ليلى عليه وهي تهتف بحب : ربنا يخليك ليا ومتحرمش من وجودك في حياتي.

التمعت عيونه بسعادة حقيقة لما تهتف: ويخليكي ليا يا حبي الاول والاخير...

انتبهوا على صوت كريمة الحاد : شوفي بقا يا ليلى انا جبتلك مين انهاردا مفاجأة ...

نظروا جميعا لتلك المرأه الواقفة بجانب كريمة، نهضت ليلى بخوف وهي تنظر لها وتهتف بارتباك واضح على ملامحها : ام زكريااااااا..
&&&&&&&&&&&&'&&&&&&&&
انتهى الفصل الخامس والعشرون
قراءة ممتعة.
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:28 AM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة )

البارت السادس والعشرون.


انتبهوا على صوت كريمة الحاد : شوفي بقا يا ليلى انا جبتلك مين انهاردا مفاجأة ...

نظروا جميعا لتلك المرأة الواقفة بجانب كريمة، نهضت ليلى بخوف وهي تنظر لها وتهتف بارتباك واضح على ملامحها : ام زكريااااااا..

رمقها كريم بعد فهم واردف بقوة : ام زكريا!!!، ام زكريا ايه يا ليلى انتي مش قولتلي انها جارتك .

نظرت له ليلى بأعين دامعة، وهتفت بارتباك : ما..ماهو هي...

التوى فم مديحة بسخرية وهتفت : براحة عليها يا دكتور اصلها هاطب ساكتة من الخوف.

اندفع كريم نحوها بغضب وقال : انتي مين سمحلك تدخلي بيتي وتتكلمي فيه يا بتاعة انتي، امشي اطلعي برا.

هتفت بمكر كعادتها واشارت له ان يهدأ : اهدا على نفسك شوية يا دكتور، طب هي حقها تخاف، انت بقى لامؤاخذة تخاف ليه...، وبعدين انا جاية للراجل الكبرة دا، جايله اعرفه هو عايش مع مين لامؤاخذة وفاكرها ملاك بجناحين.

هتف كريم بنبرة بتوعد : امشي اطلعي برا بقولك، اصل واقسم بالله اوديكي في ستين داهية .

اخيرا تحدث جمال بنبرة شبه هادئة : بس يا كريم سيبها تتكلم، قولي اللي انتي عاوزاة...

اتسعت أعين ليلى بخوف حقيقي وتسارعت ضربات قلبها، جلست مكانها لم تعد ساقيها تتحملها اكثر من ذلك، بينما هو وزع نظره بين مديحة ووالده وليلى، شعر بانه في ارض ضائعة وان ذلك السر سوف يُعرف لا محال حتى يستطيع النجاة هو وليلى، بينما جلست كريمة بجانب جمال تبتسم بمكر، ومديحة وقفت تنظر بسخرية لليلى، فحولت بصرها لجمال وقالت :
_ يابيه ليلى دي كانت مخطوبة لابني وكنت دايما بشك في سلوكها لامؤاخذة بس ابني طيب اوي، زي ابن حضرتك كدا هي بتقدر تسحرلهم بتغويهم لامؤاخذة، حضرتها ماشية من الحارة بفضيحة كبيرة اوي، راجعة في اخر الليل وواحد غلط معاها ولما ابني عرف وبهدلها ابوها ماات بقهرته على بنته الوحيدة اللي حطت راسه في الوحل ، فمات ياعيني، ضحكت على ابنك الدكتور واتجوزته، ولما جيت اقولها سيبي الدكتور في حاله وبلاش تدمريه زي ما دمرتي ابني، قالتلي هو عارف كل حاجة وكانت عاوزة تدفعلي فلوس علشان اسكت ومنبهكوش بس انا ضميري حي يا بيه.

تعالت شهقاتها وبكت بكاء مرير وهتفت بانكسار : حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، انتي عارفة كويس ان هو اغتصبني ومكنش برضايا، ليه بتعملي فيا كدا.

فهتفت كريمة بجانب اذن جمال بخبث : شفت طلعت مش بنت وابنك جايب واحدة مغتصبة وبيضحك عليك ...

صُدم جمال مما سمع ونظر لكريم وجده يطأطأ رأسه فهتف : الكلام دا صحيح يا كريم، رد عليا صحيح ولا لأ.

هز رأسه بضعف وهتف بخفوت : لا مش صحيح..

شهقت مديحة بصدمة وهتفت : جرا ايه يا دكتور انت هاتكدب ولا ايه، لا صح وحصلها كدا...

نهض كريم بغضب ونظر لها بشر وهتف بنبرة اشبه بالصراخ : لا مش كدا مش حصل، ليلى سليمة زي ماهي، ليلى زي ماهي محدش عمل فيها حاجة .

ضحكت مديحة بسخرية : شوفوا يا ناس الدكتور بيضحك على عقولنا فاكرنا ناس صغيرة.

نهضت ليلى ورمقتها بكره ، ثم حولت بصرها لجمال : اه انا حصلي كدا وكريم بيكدب علشان خايف على مشاعري، بس انا بواجهه ومش عندي حاجة اخاف منها، اه انا في واحد اغتصبني...

قالت جملتها الاخيرة بنبرة ضعيفة ومهزوزة للغاية، فبتر كريم حديثها بعصبية مفرطة :

_ لا يا ليلى انتي لسه بنت زي مانتي وتقدري تروحي تكشفي عند اي دكتور دلوقتي هايأكد كلامي، مش حصلك حاجة وانا اللي الفت دا كله من دماغي علشان افوز بيكي واتجوزك..

قال حديثه بنفس واحد وبعد ان انهى تنفس بصوت عالي، فنظرت له ليلى بشك فاخفض بصره للاسفل يتفادا النظر بعينها، فاقتربت منه بخطوات بطيئة وكانها لا تريد تصديق ما قاله لتو، امسكت يداه بيد وباليد الاخرى رفعت بها وجهه وهتفت بنبرة شبه باكية : مش ضروري تكذب علشاني، انا عرفت وفهمت غلطي واست....

بتر جملتها وهتف بنفي : لا يا ليلى اللي بقوله هو دا الصح، انتي كنتي جاية يومها فعلا لبسك متقطع وفي علامات في جسمك بدل على اغتصاب واغتصاب وحشي كمان، بداية الامر اتكهنا اللي حصل، فالما جيت اكشف عليكي كان عندك نزيف وكنتي لسه بنت وسليمة ففهمت ووقتها انه جالك نزيف من الخوف، انا مش عارف هو سابك ليه وقتها، يمكن حصل حاجة خوفته، او النزيف نفسه خوفه، او يمكن العناية الالهية حفظتك، بس انتي لسه بنت وسليمة، وقتها فرحت جدا بس في عز فرحتي حاجة قالتلي اقول انك اغتصبتي، بس والله كل الي في بالي وقتها هو خطيبك كنت عاوزك تسبيه باي طريقة واتجوزك، مكنتش عارف ان دا كله هايحصل....

شعرت بالدوار لكم الصدمات، ترنحت قليلا فامسكها بسرعه، ابتعدت عنه وهتفت ببكاء : انت!، انت يا كريم انت تعمل فيا كدا، انت تعيشني في الوهم دا، انت خليت ابويا يموت بسببي، خلتني افقد اعز ما ليا، انت دمرتني، انت ازاي قدرت تكدب وتعمل كدا، انت أمر من اللي حاول يغتصبني، انت زيك زيه بالظبط، انت حيييييييييييييييوان.

قالت جملتها الاخيرة بصراخ، بقلب مجروح، باعين تفيض من الدمع على صدمة حبيب خائن حبيب اعتبرته ملاك وهو في الاصل شيطان!، هتف سريعا وباندفاع وبنبرة كلها رجاء : ارجوكي يا ليلى، افهميني انا حبيتك، حبي كان دافع يخليني اعمل كدا، انا مكنتش هاستحمل ابقى اعيش من غيرك، كنت عاوزك ملكي مراتي على اسمي، انا مكنتش مدرك وقتها انه كان هاياذيكي صدقيني كنت هاعترفلك بس الامور مشيت عكسي في كل حاجة ......

اتسعت اعين مديحة من اعتراف كريم، فانسحبت للخلف بعدما رأت كريمة وهي تنحني بجذعها الاعلى نحو جمال وتقوم بتدليك قلبه بخوف، لم تعرف الى الان كيف وصلت الى الباب، فتحته وهربت في ثواني في ظل انشغالهم.....

كريمة بخوف : مالك يا جمال اهدى يا خويا، اهدى ابوس ايدك...

حاول جمال ابعادها عنه وهتف بتعب : اه، ابعدي عني، كسرتي قلبهم يا كريمة، انا مش مسامحك...

جثت على ركبتيها، مسكت يداه وطبعت قبلة فوقها وهتفت برجاء : لا يا جمال انا مقدرش على زعلك مني كله الا انت، بالله عليك ما تزعل مني....

لم يعيطها رد، رفعت بصرها وجدته يميل رأسه ناحية اليمين وفاقد الوعي، حركته بسرعة وهي تهتف بقلق : جمال مالك يا اخويا، رد عليا، يالهوي الحقني يا كريم...

اسرع كريم اليها وفحص والده وجده نبضه ضعيف للغاية هتف بنبرة قلقة يتخللها خوف : بابا لا خليك معايا، تليفوني فين، اسعاف ضروري ....

اندفع صوب غرفته، بينما دفنت كريمة وجهها بين راحتيها وتبكي بندم : فوق يا جمال حقك عليا انت الي باقيلى في الدنيا دي...

وقفت تتابع الموقف بصمت وعيناها تفيض بالدموع تمزق قلبها لرؤيته وذكرها بحالة والدها، ابتسمت بسخرية للقدر كريم وضعها في ذلك الموقف بارداته والان هو يعيش الخوف من فقدان والده، حركت بصرها بين كريمة الباكية وجمال الفاقد للوعي، سمعت صوت كريم يستعجل سيارة الاسعاف، التفت للوراء تتفقد مديحة ووجدت الباب مفتوح على مصرعيه، جذبت هاتفها وخرجت من المنزل بسرعة ولا تعرف الي اين تذهب...ولكن ذلك المجهول ارحم من معلوم قاسي.
**********************************
بمنزل زكريا ...

_ يوووة يا سلمى حتى الاكل مش عاوزة تاكلي.

نظرت له بأعين منتفخة من كثرة البكاء وهتفت بصوت مبحوح : مش عاوزاة آكل، شيلو من قدامي.

مد يده ولمس وجنتيها بحنان وهتف بصوت حاني : طب واخرتها يا سلمى ...

ابتعدت بوجهها قليلا عنه وهتفت بحزن : اخرتها هاموت انا واللي في بطني.

زكريا بعتاب : ليه كدا يا سلمى، ينفع تقولي الكلام دا، استغفري ربنا بقى ..

نظرت له بغضب واردفت : الموت عندي راحة منك ومن امك، استغفر ربنا ايه من امتى وانت مؤمن كدا يا زكريا انا متهايلي لو فتحوا قلبك انت وامك مش هايلاقوا فيه ذرة طيبة او حنان، ربنا مسحوا من قلبكوا.

رفع حاجبيه بصدمة من حديثها واردف : انتي مجنونة يا سلمى ايه الكلام دا، انا عاملتك وحش فين، وامي كمان من وقت موت امك وهي بتعاملك حلو وبتعملك اكل حلو وبتهتم بيكي.

ضحكت بتهكم : الطيبة بتبان في العيون، ان انسان يحبك او يكرهك بتبان من نظرته ليك من همسته من اقل حركة بيعملها، مفيش انسان غبي يا زكريا، وانا مش غبية وفاهمة كويس اوي اللي حواليا، انت بتوهمني بالحب، لكن في الحقيقة انت شايفني جسم وبس وشكل حلو بتباهى بيه قدام الناس علشان تقول ليلى خانتني فانا اخدت اللي احسن منها واللي عندها السكر فقوم اتفرعن عليها، انت بتوهم نفسك بالحب بس انت عمرك ما حبيت ولا قلبك دا دق للحب لان قلبك كله سواد وكره وقلبك دا نسخة مصغرة من قلب امك.

انتفض واقفا بغضب، ثم خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة ، فحدقت في اثره وغمغمت : مكرهتش في حياتي قدك انت وامك.
*****************************
بمنزل رامي.....

وضعت الشاي على المنضدة وجلست بجانبه وهو يتابع قراءة الملفات التي بيده بتركيز، ترددت كثيرا في قولها ولكنها جازفت وتحدثت بتلعثم : رامي ممكن اتكلم معاك.

رفع بصره لها، انتبهت لنظارته الطبية ابتسمت ببلاهة فتلك العوينات وعلى الرغم من انها طبية الا انها زداته وسامة، وكأن ذلك الزجاج هو نافذتها وتشاهد منه العشب الاخضر الصافي في عينه، استفاقت على تحريكه للقلم على وجنتيها وتلك الابتسامة الماكرة تلوح على ثغره ، تنحنحت بحرج، وهتفت بتوتر : ااا، كنت عاوزة اقولك يعني انا نفسي اكمل تعليمي اوي، هو ينفع ولا لأ.

وضع يديه على عويناته لخلعها ولكن يديها منعته من ذلك، وهتفت بتوتر : لا سيبها ليه بتخلعها.

وضعها جانبا وهتف بوقاحة غير معهودة منه : علشان تشوفي عيني احسن من غير النضارة .

انهى حديثه بغمزة من عنيه، سعلت بشدة، وارتبكت فامسكت كوب الشاي وارتشفت رشفة كبيرة منه ولكنها سرعان ما وضعته جانبا ووقفت تقفز كالمجنونة : اه، سخن، اه، يالهوي لساني اتحرق.

جلس بأريحية وهو يتابعها بتسلية ويقسم بداخله على معاقبتها على افعالها من قبل، نظرت له وجدته يبتسم بتسلية، شعرت بالضيق منه فعادت لطبيعتها فورا وانحنت بجذعها الاعلى وهي تشير بسبابتها في وجهه وتهتف بعبوس : انت بتضحك عليا يا رامي انتي شايفني مهزقة ولا ايه.

جذبها بسرعة واجلسها على ساقيه، فارتبكت لوضعها ذلك حاولت القيام، ولكنه مانعها وهتف بعبث : ايه يا شوشو مالك متوترة كدا ليه؟!، الدنيا حلوة يا قلبي.

نظرت له وهتفت بتساؤل : قلبك؟!.

فابتسم بحب وهو يدفن وجهه في عنقها ويهتف بحب : طبعا قلبي...بس اختي.

دفعته مرة واحدة وهتفت بعصبية مفرطة : على فكرة بقى انت رخم موت.

ادعى انه ينهض ورسم على وجهه علامات الغضب ببراعة، فركضت بسرعة الي غرفتها، تغلق الباب خلفها وهي تهتف بغضب طفولي : بردوا معرفتش تمسكني.
*********************************
اما عند ليلى .

ظلت تسير بين الطرقات بخطوات بطيئة، ووجهٍ باكي، وجسدٍ متعب منهك، لم تعلم اين وجهتها حتى الان، ولكنها تسير ويمر امام عيناها شريط حياتها ببط حادثة الاغتصاب ووفاة والدها، ضرب زكريا لها، حديث مديحة اللاذع، زواجها من كريم، طيبة جمال، كره كريمة لها، لحظاتها البسيطة مع كريم، وقفت فاجأة وهي تضرب قلبها بقوة عندما تذكرت تبا لك يا قلبي، لماذا عشقته!!!، استفاقت على يد سيدة عجوز وهي تهتف بقلق : مالك يابنتي، اقدر اساعدك بحاجة .

هتفت بنبرة باكية : لا متقدريش للاسف.

:_ طيب يا بنتي اهلك فين تعالي قوليلي عنوانك وروحيلهم.

هتفت ببكاء مرير على فقدان الاهل و كل شئ : معنديش ماتوا.

:_ طيب ولا زوج ولا صاحبة ولا جار...

ليلى : لا معنديش بردو...
بترت جملتها عندما تذكرت شهد، اخرجت هاتفها وضغطت على الهاتف باصابع مترددة، بينما نظرت لها السيدة بتمعن وظلت تراقب حركاتها الفوضوية تلك.
************************************
بمنزل زكريا...

أغلقت على نفسها الغرفة جيدا وظلت تدور حول نفسها وهي تهتف بحيرة : يالهوي يعني ليلى طلعت بنت، والدكتور دا طلع بيحبها وعمل كدا...

ولكنها ابتسمت بشر : بس بردوا بوظت حياتها، عقبالك بقى يامرات ابني.
*****************************
بالمشفى ..

:_ للاسف يا دكتور، والدك القلب اتوقف ومقدرناش نسعفه انا اسف البقاء لله.

استمع لتلك الكلمات، وتجاهل حديث الطبيب وهتف بلهفة : لا اوع كدا انا هادخله وهاقدر اسعفه.

اوقفه الطبيب هاتفا بنبرة حزينة : اهدى يا كريم الاعماار بيد الله وهو عمره كدا، دا امر الله ونفذ.

هتف كريم بصراخ : اوع بقولك ابويا مش هايموت كدا.

ترنحت كريمة بوقفتها وهتفت ببكاء : اخويا مات، الاخ اللي حيلتي مات، كلهم سابوني وماتوا.

التفت اليها كريم بأعين تبث من شرارت الغضب وهتف بصراخ : انتي السبب، انتي السبب موتيه وهو زعلان مني، انا طول عمري بكرهك، بس دلوقتي نفسي اقتلك، خسرتيني ابويا ومراتي وكل حياتي، اتبسطتي يا كريمة، اتبسطتي ولا لأ.

ابتعدت عدة خطوات للخلف، وهتفت ببكاء : والله ما قصدي يابني.

اختصر المسافات بينهم بخطوة واحدة وامسكها وهو يهزها بعنف : انا مش ابنك، ولا حتى تقربيلي، ابعدي عني انا بكرهك، انتي السبب في موته، مسكتيش الا لما بعدتيني عنهم، ليه عملت فيكي ايه.

ابعده الطبيب عن كريمة واردف : كريم اهدى بقى ، مينفعش كدا المستشفى كلها بتتفرج عليك، ادخل لوالدك محتاجك.

ظل صدره يعلو ويهبط بسرعة، وبصره معلق بكريمة وهو ينظر لها بكره عما فعلته، حركه الطبيب نحو غرفة والدة...
*******************************
منزل رامي..

طرق على الباب للمرة العاشرة وهو يهتف بضيق : يابنتي افتحي بقى، عاوز البس واخرج.

هتفت من خلف الباب بحنق : لا مش فاتحة انت عاوز تدخل تنتقم مني.

هتف في سره : واقسم بالله انا غلطت غلطة عمري ان حبيتها دي هبلة ولا ايه.

طرق مرة اخرى بعصبية : يا شهد انا خلقي ضيق والله، افتحي احسنلك .

شهد : طب هاتعملي حاجة؟؟

رامي : هو انا عيل علشان العب معاكي، افتحي بقى ..

فتحت الباب بحذر وانطلقت صوب السرير ووقفت عليه وهي تمسك الوسادة كحماية لها، دلف للغرفة وجدها على حالتها تلك، ابتسم وهتف بسخرية : والله هبلة

تجاهلها واتجه صوب الخزانى واخرج ثيابه بينما قطبت مابين حاجبيها بتعجب : ايه دا، ايه البرود دا.

رن هاتفها التقطته بسرعة وجدت رقم ليلى، دعكت عيناها بسرعة لعدم تصديقها، اغلقتهم وفتحتهم مرة اخرى، اجابت : الو ..

اتاها صوت ليلى الباكي : شهد .

شهد بقلق : ليلى مالك في ايه، بتعيطي ليه؟!..

ليلى بحزن : محتاجكي اوي يا شهد، اوي .

شهد باندفاع : قوليلي انتي فين وانا اجيلك.

ليلى : انا في .....

شهد : طيب انا هاجيلك اوعي تتحركي.

رفعت بصرها وتحركت نحو رامي وهتفت بسرعة : رامي، ليلى بتعيط جامد ومحتاجني.

رامي ببرود : طب واعمل ايه؟!.

شهد : وديني عندها اروح اشوفها مالها.

التفت اليها رامي وهتف بضيق : مش ليلى دي اللي قست عليكي وظلمتك بمجرد عياطها انتي عاوزاة تروحيلها.

شهد : رامي دي صاحبة عمري وحصل سوء تفاهم ما بينا، وبيحصل بين الاخوات اللي امر من كدا وبيقفوا جنب بعض، لو مش عاوز تروح معايا انا هاروح لوحدي.

رامي : خلاص يا شهد انا اصلا مش هاخلص منك يالا خلي حمزة يصحى ولبسيه خلينا نروح لصاحبتك .
*********************
اعطتها العجوز زجاجة مياه واجلستها بالكشك الصغير الذي تسترزق منه، هتفت السيدة بتساؤل : صاحبتك جاية يا بنتي.

اؤمات بضعف، فهتف العجوز بقلق : طب انتي كويسة يابنتي دلوقتي..

هزت راسها بنفي وهتفت بصوت ضعيف للغاية : لا مش كويسة والظاهر عمري ما هابقى كويسة انا مش عارفة الدنيا جاية عليا كدا ليه، انا مبقتش قادرة استحمل والله .

ربتت العجوز على يد ليلى بحنو واردفت: بصي يابنتي الدنيا بتيجي على الضعيف والقوي على الغني والفقير، ميغركيش وشوش الناس اللي ماشية بتضحك دي، ولا الناس اللي سايقة عربيتها وعايشين حياتهم، كل واحد فيهم عنده علة عنده حاجة منغصة عليه حياته، كل واحد شايف الي خناقه هو اصعب حاجة، اللي انتي فيه مش اصعب حاجة ولا نهاية الدنيا، والدنيا مليانة صعوبات كتيرة اوي هاتمري بيها اقوي كدا وخدي الصدمة واقعي واتعلمي ازاي تقومي من تاني علشان تعافري وتكملي .

ليلى : طب ولو عشتي صدمة كبيرة اوي، وجه حد اخد بايدك و قواكي جامد، وغير حياتك من الحزن والالم للسعادة، وتحبيه وتعشقيه وتشكري ربنا انه بعته ليكي وان دي احلى هدية وتعويض عن اللي حصلك، وفاجأة ومن غير مقدمات تكتشفي انه سبب الصدمة دي وهو السبب في تدمير حياتك، هاتعملي ايه هاتبقي قوية ولا هاتضعفي .

العجوز : مش قادرة احكم علشان معشتش، انا معرفش هو كان بيحبك ولا بيكرهك ولا انتي خيالك اقنعك انه بيحبك، ومعرفش الصدمة درجتها ايه يابنتي، بس كل اللي بقولهولك انك اضعفي و اقعي، اصل الواحد يابنتي مننا مش مخلوق انسان قوي ومكمل كدا، بالعكس احنا الصدمات بتجيلنا علشان نضعف ونقوم تاني على رجلينا ونكمل، اهدى كدا واحكمي الامور بعقلك صح، واوعي تاخدي قرارات في وقت انهيار علشان متندميش عليها، واوعي تهربي واجههي وربك هايعينك ويقويكي على اللي فيكي .

ليلى : يارب...

نظرت للطريق مرة اخرى وجدت سيارة تقف امامهم وتهبط منها شهد مهرولة بقلق، اندفعت ليلى نحو شهد وعانقتها بقوة وبكت، فهتفت شهد بقلق: في ايه مالك، طب قوليلي طمني قلبي.

ليلى : انا اسفة يا شهد ظلمتك، ولما احتاجتك جتيلي في ثواني، انا اسفة .

شهد: متقوليش كدا انتي اختي وان شاء الله اللي بينا يروح لحاله، مالك يا ليلى.

ابتعدت ليلي عنها وهتفت ببكاء : انا اتدمرت لتاني مرة يا شهد، طلع هو السبب في كل حاجة.

شهد : طب اهدي كدا وتعالي نركب وتحكيلي على كل حاجة .
******************************
بالمشفى.

جلس بجانب والده يقرأ القران الكريم بنبرة مهزوزة، سمع طرق الباب، دلف الطبيب واخبره بانه يريده لانهاء اجراءات الدفن، خرج الطبيب واغلق الباب خلفه، فحول كريم بصره لوالده، مد يديه المرتعشة ورفع الملاءة من على وجه جمال، فسرت رجفة في جسد كريم، امتلئت عيناه بالدموع، حاول حبسها بمقلتيه ولكنها رفضت وهبطت كالشلالات هتف ببكاء : بابا انا اسف، انت دلوقتي كرهتني صح، طب انت مت وانت مش راضي عني، انا قلبي واجعني عليك اوي انت كنت كل حياتي، عوضتني عن موت امي وعوضتني عن حاجات كتير، كنت بالنسبالي السند وكل حاجة، انا كنت بتخيل اليوم اللي هاتموت فيه، كنت بتخنق مكنتش قادر استحمل افكر ازاي ممكن اعيش من غيرك، دلوقتي انت مت وانت مش راضي عني، طب اراضيك ازاي، طب اعمل ايه، انت حاسس بيا حاسس بابنك، بابا انا والله عملت كدا غصب عني انا غلطت بس انا مش عارف ايه حصل ولا انا عقلي كان فين، انت سبتني في اكتر وقت محتاجكك فيه، انا مش هاقدر اعيش من غيرك، لساني مش هايقدر يبطل كلمة بابا، سامحني كان غصب عني والله، اهو انت سبتني وهي سابتني، هاعيش
ازاي من غيركو.، هاعيش ازاي بس .
‏*******************************
‏بمنزل رامي ..

جلست بغرفة شهد السابقة، ابدلت ملابسها، دلفت شهد وعلى وجهها ابتسامة عريضة وبيدها طبق ملئ بالسندوتشاات، جلست مقابلها وقالت : يالا بقى كلي الاكل دا كله علشان نعرف نتكلم.

هزت رأسها برفض وهتفت : لا مش عاوزة ارجوكي يا شهد تعبانة ..

تنهدت شهد واردف : مالك يا ليلى، احكيلي يا قلبي وريحي بالك شوية، حصل ايه..

عادت للبكاء من جديد واخفضت بصرها: انا مش قادرة ابص في وشك بعد ظلمي ليكي .

مدت يديها ورفعت وجهها وهتفت بحنو : لا اتكلمي وبصي وانسي اللي فات، ياما بيحصل بين الاخوات، وبعد كدا النفوس بتتراضا وانتي اكتر من اختي .

ليلى: كنتي انتي اخر امل ليا بعد ما بقيت في الشارع، ربنا يخليكي ليا، انا بس هاقضي الليل هنا وبكرة انزل وادورلي على مكان.

هتفت شهد بعتاب : اخص عليكي، ليل ايه اللي تقضيه انت هاتقعدي معايا هنا، دا بيت خالتي واللي شوفتيه معايا دا يبقى ابن خالتي والصغنن الي معانا دا بقى ابنه حمزة.

ليلى: ومراته فين زمانها مضايقة دلوقتي من وجودي.

هتفت شهد بمزاح : قدامك اهي ولا زعلانة ولا مضايقة بالعكس فرحانة جدا والدنيا مش سايعها.

قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم ولكنها سرعان ما ادركت، ابتسمت بسعادة : انتي اتجوزتي يا شهد، بجد ...

اؤمات شهد وهتفت : اه اتجوزت رامي، ايه رايك شبه بتوع الروايات صح.

ابتسمت ليلى بحزن عندما تذكرت كريم: وانا كمان اتجوزت يا شهد وقصتي تتعمل افلام ورواياات، بس يارب روايتك تبقى اسعد من روايتي.

شهد : طب احكيلي وريحي قلبي..

ليلى : هاحكيلك على كل حاجة...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت السادس والعشرون
قراءة ممتعة.
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:29 AM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية (شهد الحياة )

البارت السابع والعشرون.

بمنزل رامي المالكي.

انتهت من سردها، ولكن لم تنتهي من بكائها، ربتت شهد على يديها، وهتفت بأعين دامعة : معلش يا حبيبتي، اهدي واحتسبي دا كله عند ربنا، والله يا ليلى ربنا هايعوضك خير.

ليلي ببكاء : انا بس زعلانة على قلبي اللي عشق واحد زيه، هاقدر اطلع حبه من قلبي يا شهد؟؟

شهد : مش عارفة والله يا ليلى، ادعي ربنا يوفقك ويبعد عنك الشر.

ليلى : هو بقى فيه شر اكتر من كدا، رسم كدبة وانا شربتها وكان السبب في موت ابويا وفضحتي في الحارة وكرهي ليكي، حياتي ادمرت بسببه، ودا كله تحت مسمى الحب، حب ايه دا اللي فيه الاذية دي كلها.؟؟

شهد : معلش يا حبيبتي حاولي تنسي، علشان تقدري تقاومي وبعدين الحمد لله انتي سليمة والحاجة اللي كانت ممكن تكسرك بين الناس خلصتي منها، الحمد لله يا ليلى .

ليلى بحزن : الحمد لله على كل حال، بس والله يا شهد هو كسرني امر من كسرتي يوم اغتصابي.

ربتت شهد على يديها وهتفت بصوت حزين : ياقلبي معلش انشاء الله هاتعدي..

انتبهت شهد على صوت طرق الباب، فقالت : ليلى هاقوم اشوف رامي يمكن عاوز حاجة ..

ليلى : اعتذريله على الازعاج اللي عملته.

شهد : لو قولتي كدا تاني هازعل منك، اتفقنا.

اؤمات ليلى بضعف، خرجت شهد من الغرفة وجدت رامي يقف يتاكأ على الحائط ووجهه عابس، فهتفت بتساؤل : في ايه يا رامي.

جذبها من مرفقها، وادخلها غرفته، اردف بضيق : في انك من وقت ما صاحبتك جت وانتي في الاوضة ولا طلعتي ولا عبرتيني ولا اي حاجة.

شهد بحزن : معلش الكلام اخدنا شوية، حقك عليا.

اقترب منها وهتف بصوت حاني: مالك يا شهد زعلانة ليه؟!، هي قالتلك حاجة زعلتك.

هزت رأسها بنفي واردفت : لا مزعلتنيش، بس حكتلي اللي حصلها وزعلت عليها هي متستاهلش كدا ابدا.

اجلسها على طرف السرير وجلس هو مقابلها واردف : هو ايه اللي حصلها؟!.

شهد بدموع : اتجوزت الدكتور اللي كان بيحبها وبيموت فيها عرض عليها الجواز في تاني يوم موت عم احمد وافقت وراحت معاه ، قواها جامد وودها دكتورة نفسيه تتعالج، وكان بيعاملها معاملة حلوة اوي، حبته وفتحت قلبها له،وشافته الضهر والسند، وفاجأة ومن غير مقدمات طلع هو كداب وقال حصلها اغتصاب وهي اصلا سليمة، دمرلها حياتها وابوها مات بسبب حسرته عليها، واتفضحت وانا اتفضحت وبعدت عن امي واختي ودا كله بسبب الحب.

رامي : مش فاهم هو بيعمل كدا انتقام منها ولا ايه.

شهد : لا بيحبها عاوزها وعاوز يتجوزها، فلما جت في حالة شبه اعتداء عليها كدب الكدبة دي علشان خطيبها يسيبها ويتجوزها هو، يعني هو اللي عمله بيحطه تحت مسمى دافع الحب.

قطب رامي ما بين حاجبيه وهو يهتف بتعجب : هو الايام دي الحب بقى له دوافع اذية، هو في ايه، الدكتور اذها بسبب الحب، وهايدي حاولت تاذيكي بدافع الحب.

شعرت بالغيرة فهتفت بضيق : اه ماهي بتحبك فليها حق تأذيني.

ابتسم على غيرتها واردف : لا يا شهد مهما كان بردوا موصلش ان اذي الي حواليا بسبب حبي لحد، لا دا كدا اسمه انانية او امتلاك.

فهتفت هي بشرود : او يمكن عشق، عشقها مستحملش تبقى ملك حد تاني غيره .

ان الاوان شهد الحياة ان تعرفي حبي لكي، ان الاوان ان تتذوقي عشقي، فاقترب اكثر وداعب وجنتيها وهو يهتف بخفوت : لا طبعا انا اهو قدامك اكبر دليل، شوفتك من ٨ سنين حبيتك من اول نظرة، من اول نظرة يا شهد وانتي خطفتي قلبي وطيرتي بيه، مبقاش ملكي، مش عارف فيكي ايه مختلف عن كل البنات اللي شوفتهم، نظرتك ليا لسة قدامي كانها امبارح، الوان هدومك، لون شعرك اخدت بالي منه من تحت الطرحة، كل حاجة فيكي لمحتها وحفظتها كأني ببصلك من سنين، كأن ربنا زرع حبك في قلبي وسابه يكبر يكبر يكبر لغاية ماامتلكتيه كله، كنت وقتها متجوز اميرة بس قلبي كان ليكي، كتمت حبي في قلبي سنين وسنين حتى بعد موتها كنت اقدر اجاي واتجوزك بس بسبب وعد وعدته وقطعته عليا مقدرتش، بس ربنا كان رحيم بيا لما جيتي واتجوزتك وبقيتي قدامي في اللحظة دي يا شهد انا مبقتش قادر اخبي مشاعري اكتر من كدا....

استمعت لكل كلمة، وقلبها يتراقص فرحا، توردت وجنتيها، حاولت ابعاد عيناها عنه ولكنها فشلت، تعابير وجهه، صوته الخافت الحاني، عيناه الصافية، اقترب اكثر وهتف بهمس اكثر :
_حقيقي انا مش قادر، شهد انا بحبك اوي، كلمة بحبك دي كلمة بسيطة على اللي بحسه من ناحيتك، لو في كلمة اكبر من العشق يبقى انا اكيد وصلتلها ومن زمان، انا مش عارف ولا اتكلم ولا اعبر عن اللي جوايا، بصي تعالي معايا...

امسكها من يديها واخذها نحو المكتب فتح الدرج المغلق، مشت معه كما المسحورة، المأخوذة بكم المشاعر التي اغدقها بها ، واخرج رسومات لها كثيرة، وايضا اوراق مدون بها اسمها شهد الحياة، امسكتهم بأعين دامعة وتنقلت بينهم، وهي تبتسم بسعادة، رفعت بصرها، فتلاقت اعينهم في نظرة طويلة، سألته بخفوت ونبرة مترددة : معقول كل المشاعر دي ليا بقلبك يا رامي؟ معقول بتحبني كدا؟

رد رامي وهو يسترق قبلة رقيقة على ثغرها وانفاسه تلفحها : واكتر والله يا شهدي، اكتر بكتير، انا فعلا مش قادر اوصفلك بتعملي بيا ايه، ووضع يدها على قلبه واكمل، بيبقى متلخبط وضرباته بتزيد بشكل مجنون وساعات بحسها اختفت تماما كأنه وقف .

لمعت عيناه بفرحة غامرة وسعادة لا حد لها ورغبة بلا جماح، اضطربت انفاسه اكثر واكثر وكالمغيب اقترب رويدا واخذها في قبلة طويلة يبث فيها مدى حبه وعشقه لها، بادلته قبلته على استحياء، تمسك بها اكثر وهو يرفعها بين يديه، فحاوطته بيديها وتساقطت الاوراق والرسومات ارضا، اتجه نحو السرير وهو ينوي بداخله ان يجعلها زوجته امام الله، فسكتت شهرزاد عن الكلام لشهرايار، واصبحت شهد الحياة، شهد حياته، واصبح الحلم حقيقة على ارض الواقع...
***********************************
وبمنزل كريم...

جلس في منتصف المنزل ينظر بحزن لارجائه، ينظر هنا وهناك، هنا كان يتحرك والده ويهتف باسمه، وهناك كانت ليلى مثل الفراشة، طبعت في كل مكان ذكرى لها وهو يراقبها في صمت، الان خسر كل شئ والده وحبيبته بسبب خطأ فادح اتخذه في غفلة من الشيطان، نزلت دموعه بصمت، رفع وجهه للسماء وهتف : يعني انا كدا بتعاقب على اللي عملته فيها، يعني زي ما ابوها مات وسابها وحيدة، اتعاقبت بنفس الطريقة وابويا مات وسابني وحيد، بس انا مكنتش اقصد، حتى هي سابتني وعدتني تفضل جنبي تحت اي ظرف، بس مستحملتش وسابتني، حقها تسيبني، طب هي راحت فين وعند مين، ملهاش حد غيري، يارب اقف جنبها ورجعهالي تاني....

تحرك نحو كرسي جمال وجثى على ركبتيه وتلمسه بطرف اصابعه، وهتف والدموع تتسابق مع الكلام: سامحني يا حبيبي، سامحني، يعز عليا انك تموت وانت مش راضي عني، انا اتكسرت من بعدك والله يا ابويا، موتك كسرني.
*********************************
بمنزل رامي...

غفت ليلى بتعب، ولكن هناك زوجين من العشاق لم يغفلوا، دفنت وجهها في الوسادة فاتكأ هو على ذراعه وهتف بعبث : شهد، ارفعي وشك .

رفعت وجهها المتورد خجلا منه، وشعرها المبعثر حولها، فداعب وجنتيها وابتسم : ايه بتخبي وشك الحلو دا بعيد عني، دا حتى مينفعش يتخبى بعد كدا.

ضحكت بخفوت وهتفت بجدية مصطنعة : احم انا هاقوم اشوف ليلى وانام معاها.

هتف سريعا وباندفاع : تنامي معاها فين، انتي كدا هاتخليني اكره ليلى صاحبتك ومقعدهاش في البيت.

شهد : هو انت ممكن تمشيها يا رامي بجد.

رامي : لا طبعا بهزر، دا بيتك يا حبيبتي اتصرفي فيه زي ما تحبي، بس متقوليش تنامي معاها دي، وقتها هايبقى بيتي انا وهاتصرف تصرف يضايقك .

شهد : ربنا يخليك ليا يا رامي، انا كل يوم بعرف ان ربنا كفائني وعوضني عن اهلي بيك.

اقترب اكثر وهو يهتف بمزاح : الحمد لله مقولتيش بيكوا، كان هايحصلي حاجة.

شهد : بيكوا دي قدام الناس، اما بيك دي مابينا وبس.
ضل يقترب حتى التصق بها تماماً ولامس شفتيها بشفتيه : طب تعالي اقولك سر بيني وبينك.
وغابا بدنياهم الخاصة التي يختبرناها لاول مرة معاً
************************************
بمنزل كريمة ...

دلفت غرفتها بخطوات ثقيلة، القت بجسدها على الفراش، شردت باحداث اليوم ونهايته بموت اخيها، وعند هذه النقطة بالتحديد سالت دموعها من جديد وهتفت لنفسها : كنت رايحة اطلقها من كريم، موت اخويا بايدي، قالي مش مسمحاك يا كريمة، قالي مش مسامحك ومات، اللي باقيلي من اهلي مات، اه يا ناري هاموت من حسرتي عليك يا اخويا....

دفنت وجهها في الوسادة وبكت ندمً على ما فعلته وخططت له.
*********************************
صباحا...

استيقظت ليلى باكرا وظلت جالسة في الغرفة، حتى دلفت شهد لكي توقظها وجدتها مستيقظة بالفعل، قابلتها شهد بابتسامتها المعهودة وهتفت : صباح الخير يا ليلى.

حاولت رسم ابتسامة على ثغرها ولكنها فشلت وهتفت بعبوس : صباح النور.

اقتربت شهد منها وطبعت قبلة على احدى وجنتيها وهتف بهدوء : قومي كدا خدي شاور وروقي واكون جهزت الفطار لينا ونفطر مع بعض زي زمان...
ثم استطردت : وياستي متقلقيش رامي خرج من بدري الشغل وتقريبا مبيجيش الا بليل، وحمزة في المدرسة، البيت فاضي هانقعد نحكي بقى واحكيلك عرفت رامي ازاي.

اؤمات ليلى بضعف ونهضت من جلستها وسارت مع شهد، وعقلها بمكان اخر....
***********************************
بمنزل زكريا...

_ صباح الخير يا سلمى، نمتي كويس.

سلمى : لا يا زكريا منمتش اصلا.

زكريا : وياترى ليه بقى ؟!، منا سبتلك الاوضة كلها ونمت برا.

سلمى : زكريا انا عاوزة اتكلم معاك بهدوء لو سمحت، وياريت تسمعني للاخر، انا فضلت طول الليل سهرانة ارتب ازاي اقولك وافهمك اللي جوايا، فسبني ارجوك احاول اوصلك اللي عايزاه ..

اعتدل في جلسته وهتف باهتمام : قولي انا سامعك.

ارتبكت قليلا ولكنها شجعت نفسها وهتفت : زكريا انا عاوزة اطلق، انا بجد مش عاوزة اكمل معاك انا مش قادرة امثل اكتر من كدا، ارجوك اتفهمني انا خسرت اهلي امي ماتت، وابويا في السجن، واختي معرفش ليها طريق،
يعني بقيت لوحدي، يعني اظن امك انتقمت مني كويس، سبوني لحالي بقى، سبوني اعيش اللي فاضلي من عمري في امان مش في خوف ان امك بتكون بتخططلي حاجة.

نهض بهدوء من جلسته و اتجه صوب المرحاض، فهتفت بضيق : انت رايح فين وسايبني، كلمني رد عليا.

وقف فاجأة واستدار وهتف بخشونة : انا لو رديت عليكي مش هايكون بلساني زي مانتي فاكرة، هايكون بايدي واظن ان مفيش فيكي نفس..

تركها ودلف الى المرحاض مغلقا الباب خلفه بقوة، فزعت هي في جلستها، فهتفت في سرها : ربنا ياخدك يا شيخ.
***********************************
ذهبت لسامح سايبر وبداخلها سعادة لا توصف، اليوم سوف تنتهي من سلمى نهائيا، طرقت باب السايبر، فتح لها شاب اخر غير سامح قطبت ما بين حاجبيها وهتفت : لامؤاخذة فين استاذ سامح.

فتح لها الباب واردف : ادخلي جوا يالا علشان تاخدي الصور.

رفعت حاجبيها وهتفت : ادخل ليه؟!، استاذ سامح كان بيتفق معايا هنا مش جوا..

زفر الاخر بحنق وهتف : بقولك ايه يا وليه متوجعيش دماغي، تسليم الصور جوا علشان اللبش في الحارة.

زمت شفتيها بضيق وهتفت : طيب ياخويا وسع من طريقي.

دلفت الي الداخل واغلق الباب جيدا، ثم اشار اليها ان تصعد سلم خشبي، صعدت وجدت الغرفة مليئة بالحاسبات الآلية وعليها صور مختلفة، جذبها المنظر فحدقت جيدا بالغرفة وهي تتمتم : يالهوي على المناظر ياجدعان.

تحرك سامح ووضع الصور امامها، التقطتهم بسرعة، وهي تقلبهم وتنظر فيهم بتمعن : ايه دا انت حريف والله، انا لو مكنتش مفبركاهم كنت صدقت انهم حقيقة.

التوى ثغره بتهكم : عيب انتي جاية لاكبر واحد بيعمل فوتوشوب في مصر، وعلشان ياستي البقين الحلوين دول خدي صورة ليها اهو وهي في وضع مخل.

اتسعت عيناها بذهول وهتفت : يالهوي لا احنا مش اتفقنا على كدا، انا قايلك صور عاد..

بتر جملتها بحدة : بقولك ياست اديك على المعلوم وانتي ساكتة انتي رضيتي تديني الصورة يبقى مالكيش فيه،
يالا هاتي الفلوس .

مديحة : طيب يا اخويا براحة شوية.
فتحت حقيبتها واخرجت المال وما ان اعطتهم لسامح، حتى كسر الباب بقوة ودخلت الشرطة بسرعة، تسمرت مديحة مكانها برعب والصور مازالت في يديها.

_ وقعت ياسامح فاكر اننا مش هانجيبك لما غيرت عنوانك، وقعتك سودة انت وكل اللي معاك، لموهم على البوكس.
***********************************
بمنزل رامي ..

شهد : وبس هو دا كل اللي حصل، وامبارح اعترفلي بحبه ليا.

ليلى بابتسامة : مبروك يا شهد انتي طيبة وقلبك صافي تستاهلي كل خير.

شهد بسعادة حقيقة : الحمد لله يا ليلى بعد ما اطردت وامي وسلمى باعوني كدا بالرخيص اتكسرت نفسي اوي، بالك كنت بتخانق معاه واطول لساني واضايقه بس كان غصب عني، كنت ببقى عاوزة اكرههم علشان لما يمشوني من عندهم مش اتعب واتقهر زي ما حصلي، بس خالتي دي اطيب من امي نفسها بتخاف عليا اوي.

ليلى : انا والله زعلت جدا من االي حصلك، بس مديحة السبب بقى الله ينتقم منها، بس كل اللي زعلني اكتر هي سلمى ازاي توافق تتجوز زكريا .

نهضت شهد من جلستها وهتفت بصدمة : نعم سلمى مين دي اللي اتجوزت زكريا، دي بتكرهه طول عمرها، ومكنتش عاوزكي تتخطبيله.

ليلى : لا مديحة قالتلي انهم اتجوزوا.

تذكرت شهد صوتها الحزين في الهاتف، فهتفت سريعا : هو الكلب حسني اللي غصبها اكيد، سلمى اختى لا يمكن توافق الا اذا هددها، وطبعا امي سمعت كلامه كالعادة، والله لاروح واطربقها فوق دماغهم الكلاب دول .

اندفعت صوب غرفتها وعزمت على تبديل ملابسها، ذهبت ورائها ليلى : يا شهد استني متروحيش لوحدك، هاجاي معاكي.

التفت لها شهد وهتفت باصرار : لا خليكي انتي زمان حمزة جاي من المدرسة، انا هاروح لوحدي واكلم رامي في الطريق يلحقني، خلي بالك بس من حمزة يا ليلى.
*****************************
بمنزل زكريا...

خرج من المرحاض يهندم ملابسه رائها تقف وتحكم حجابها، فقطب ما بين حاجبيه مردفا بخشونة : رايحة فين يا سلمى؟!.

وضعت يديها على باب المقبض وفتحته وهتفت وهي تهم بالخروج : رايحة لامي في المشرحة، ملهاش حد يعجل بدفنها..

خرجت خطوتين من الشقة، اندفع هو ورائها، يجذبها من مرفقها بعنف وهو يهتف : انت اتجننتي ولا ايه، مش في حكم راجل، ادخلي جوا، مفيش مرواح، امك ماتت خلاص، الحكومة تدفنها بمعرفتها.

اغتاظت من حديثه، ابعدت يديه بقوة بعيدا عنها، وهتفت بغضب : بان على اصلك يا زكريا اقلع وش التمثيل كمان وكمان، علشان كدا بقولك طلقني انا خلاص فاض بيا ولا يمكن افضل على ذمتك دقيقه واحدة..

زكريا بصوته الجهوري: يابت اتلمي اصل والله ارنك العلقه التمام، انا مراعي انك حامل.

سلمى بغضب : بلا قرف، حمل النيلة والندامة، اوعى من وشي

اندفعت صوب الدرج تهبط اول خطوة، فجذبها من مرفقها استدرات بسرعة تبعده عنها، رفع يده وهبط بكفيه على وجنتها صافعا اياها بقوة، اختل توازنها فسقطت من اعلى الدرج بسرعة كبيرة، وصلت عند انتهائه فاقدة للوعي، والدم يملىء جسدها بغزارة، اتسعت عيناه بصدمة، تسمرت قدماه وهو يتابعها وهي تسقط بسرعة كبيرة فهتف بخوف :
سلمي.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل السابع والعشرون
قراءة ممتعة
بقلم/ زيزي محمد
في فصل الساعه ٨ وروني بقا التفاعل 😍



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:31 AM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة )

البارت الثامن والعشرون.


استقلت التاكسي وبداخلها مشاعر متضاربة، خوف على سلمى من مديحة وزكريا، وقلق على سميحة وما يفعله بها حسني، وغضب من حسني وما فعله بابنته، اخرجت هاتفها وقررت محادثة رامي، وضعته على اذنها واتاها صوته الرجولي : الو يا حبيبتي.

سرت رجفة في جسدها اثر ذكره كلمة حبيبتي، صمتت قليلا تستوعبها او بمعنى اصح تتذوق مذاقها، فهتف مرة اخرى بقلق : شهد.

تنحنحت بحرج وهتفت بخفوت: معاك يا رامي.

رامي : في حاجة يا حبيبتي.

اخفضت صوتها وهتفت : انا نزلت من البيت ورايحة البيت عند امي...

قاطعها رامي بسرعة : نازلة فين يا شهد ومن غير اذني، وازاي تروحي هناك لوحدك.

شهد : حسني الكلب جوز سلمى لخطيب ليلى زكريا هو وامه مش كويسين وزمانهم مبهدلينها وطبعا امي ساكتة، انا لازم اروحلها وانقذها يا رامي.

هتف رامي بتحذير : ماشي يا شهد اقفي على اول الحارة واياكي تدخلي وانا دقايق وهاكون عندك، شهد لو دخلتي لوحدك مش هاعديهالك بالساهل.

شهد : حاضر يا رامي، هاستناك ومش هادخل الا بيك.
**********************************
في قسم الشرطة ...

هتفت ببكاء : يابيه والله انا بريئة.

هتف الضابط المسؤول : اسكتي يا ولية، انتي ممسوكة متلبسة بتزوري صور لمين انطقي.

هتفت بتلعثم : مش، مش لحد يابيه، انا جيت ...

قاطعها بسخرية : ايه عاوزة تقولي جيتي غلط ولا ايه؟!، انتي هاتضحكي علينا ولا ايه .

حول بصره لسامح الواقف بخوف وهتف بصوته الجهوري : قولي يلا الست دي كانت عندك بتعمل ايه..

هتف سامح بارتباك: كانت يا بيه جاية تعمل فوتوشوب لواحدة.

الظابط : وقبضت كام؟!.

سامح : الف ونص يا بيه، نصهم لما اخدت الصورة ونصهم انهاردة قبل ما انتوا تدخلوا علينا..

التقط الظابط الصور من على المكتب وحدق بهم وهتف : مين دي يا ولية انطقي احسنلك، اصل كدا كدا هانعرف مين دي، بمعرفتنا هانعرف، انطقي.

قال كلمته الاخيرة بصوت هز ارجاء المكان، فزعت مديحة وعادت للخلف خطوتين وهي تهتف بتلعثم : دي مرات ابني يا بيه.

الظابط : مراته ولا طليقته.

مديحة بخوف : مراته يا بيه.

اتسعت عيناه بصدمة واقترب منها وهو يجز على اسنانه بغضب وقال : مرات ابنك يعني شرفه، تقومي تفبركيلها صور يا عديمة الاخلاق والدين، هي حرقاكي اوي كدا، انتي اوسخ حد شوفته لغاية دلوقتي...

هتفت ببكاء مزيف : يا بيه انا..
قاطعها بصفعة على وجهها وهتف بغضب : اخرسي مسمعش صوتك ابدا، لغاية ما اخلص مع الكلب التاني.

اؤمات بخوف وهي تضع يديها على مكان الصفعة تتحسها بألم.
************************************
بمنزل كريم.

فتح عينيه بتثاقل، شعر بألام تغزو رأسه وعنقه نتيجة لنومته على كرسي ابيه طول الليل، نهض بصعوبة حاول تحريك رأسه يمينا ويسارا لعل تلك التمرينات تقلل من الالم قليلا، نظر في ارجاء المنزل وجده فارغ بلا روح، هتف بضعف : بابا.
ثم تابع بضعف اكبر وبنبرة مهزوزة : طب ليلى، كلكوا سبتوني.

استفاق على طرق الباب، اتجه صوب الباب بخطوات بطيئة، فتح الباب فظهرت كريمة بثيابها السوداء واعينها المنتفخة، رمقها بغضب وهتف بخشونة : ايه اللي جابك هنا.

هتفت بهدوء : ايه يا كريم مش هاتخليني ادخل.

هتف بغضب : لا مش هاتدخلي ولا بقيت عاوز اشوف وشك دا، انا من انهاردا مبقاش ليا عمة اسمها كريمة، انت موتي بالنسبالي فاهمة يعني ايه موتي.

امسكت يداه تترجاه وتهتف بندم : والله يابني والله انا مكنش قصدي كدا، انا كنت كل اللي في بالي انك تطلقها بس، مش قصدي اموت اخويا اللي حلتي يا كريم، انا هاموت من امبارح لما مش سمحتلي اشوفه واسلم عليه لاخر مرا.

هتف كريم بقوة فبرزت عروقه في عنقه : علشان انتي السبب، تشوفيه ليه يا كريمة وانتي خربتي حياتي موتيلي ابويا وليلى مشيت عملت فيكي ايه علشان تطلقيها تقدري تقوليلي.

كريمة ببكاء : كنت شايفها مش من مستوانا وكنت عاوزلك بنت وزير ولا رجل اعمال ترفع اسم العيلة لفوق، فكر...

قاطعها كريم بقوة : اه شايفها مش من مستوانا زي امي، لما بهدلتيها في حياتها كدا طول عمرك تبصي لنفسك من فوق واللي اقل منك دا حقير ميستحقش يعيش، انتي قلبك مفيهوش مكان للحب للاسف متعرفيش يعني ايه الواحد يحب ويعشق انا بشفق عليكي جوزك مات وسابك وزهق من تفكيرك واخوكي مات بردوا بسبب تفكيرك بس الفرق انه مش مسامحك عارفة يعني ايه ميت مش مسامحك.

طأطأت راسها وهي تبكي بندم، اغلق كريم الباب ف وجهها وهتف بصوته الجهور : اخر مرة بقولك اطلعي برا حياتي وانا بالنسبالك ميت وانتي بالنسبالي موتي.

خرجت من البنايه وهي تبكي ندمً على فقدانها لاخيها وابنه ايضا اصبحت وحيدة، بلا اهل ايضا وكان هذا اكبر عقاب لها.
************************************
وقفت تنتظر قدومه بفارغ الصبر حتى ظهرت سيارته، تابعته بعيناها وهو يهبط منها، تقدمت منه بعض الخطوات وهتفت بسرعة : يالا بينا يارامي بسرعة.

جذبها من مرفقها وهتف بضيق : اهدي كدا بس انتي رايحة تعملي ايه علشان ابقى عارف بس..

شهد : رايحة اخد اختي من الحيوان اللي اسمه زكريا دا .

رامي : انتي مش بتقولي انه اتجوزها، ناخدها ازاي هي عيلة يا شهد، دي بنت كبيرة وكمان متجوزة .

هتفت بحنق : مش عارفة يا رامي هاعمل ايه بس المهم اروح اطمن عليها يالا بس..

اؤمئ بضيق التفت بسرعة حتى تذهب لجهتها وجدت سيارة الاسعاف تخرج من حارتهم وسكان الحي متجمهرين، توقفت تنظر بتركيز فوجدت عبدو امامها، نظر لها بصدمة وهتف : شهد معقولة لسه فاكرة تيجي.

قطبت ما بين حاجبيها وكانت على وشك الرد ولكن صوت رامي الغليظ مانعها : انت تبقى مين.

التفت له وهتفت : رامي ، دا يبقى عبدو جاري.
ثم تابعت موجهة حديثها لعبدو : في ايه يا عبدو وايه عربية الاسعاف دي واخدة مين...

رأها نسوة الحارة تجمعوا حولها وهم يرمقوها بحزن
فهتف جارة لها : يا حبيبتي يابنتي جاية بعد ايه، ملحقتش تشوف امها.

مصمصمت الاخرى شفتيها وهتفت بحزن : كنتي تعالي ياشهد الحقي امك واختك يا حبيبتي.

صرخت شهد وقالت : مالها امي واختي في ايه.

امسكها رامي من كتفيها وهتف بهدوء : اهدي يا حبيبي هانفهم دلوقتي...
ثم هتف بصوته الجهور : ممكن نفهم في ايه؟؟!، مالها خالتي وسلمى .

هتف عبدو بحزن حقيقي على حالها : امك يا شهد حسني قتلها وهي دلوقتي في المشرحة، وسلمى زكريا زقها من فوق السلم ووقعت والاسعاف اخدوها وهو اتقبض عليها.

اتسعت عيناها بصدمة، وزاد اضطراب قلبها، وعلت انفاسها، تجمعت الدموع في مقلتيها بسرعة، وهتفت بهمس شديد : امي ماتت.

داهمها دوار في رأسها، وزاغت انظارها، وقعت فاقدة للوعي اثر تلقيها صدمة موت والدتها، وما حدث لاختها.

التقطها رامي بسرعة كالريشة، وذهب صوب سيارته يتجه بها لاقرب مشفى والخوف ياكل صدره، قاد سيارته باقصى سرعة وصل للمشفى حملها وذهب بها للطوارئ...

بعد مرور ساعتين...

فتحت عيناها ببط وتأملت الغرفة وجدت رامي ينحني بجذعه الاعلى عليها، هتف رامي براحة : الحمد لله فوقتي يا حبيبتي، اخيرا طمنتي قلبي..

اعتدلت في جلستها فساعدها على الجلوس، تذكرت حديث النسوة، وتردد في اذنها حديث عبدو : امك حسني قتلها، وسلمى زكريا ووقعها من السلم.

نظرت لرامي بأعين دامعة وهتفت بصوت مبحوح : امي يا رامي، امي ماتت وانا معرفش، امي ماتت وانا بعيدة عنها، الكلب قتلها.

امسكها رامي من كتفيها وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بحزن : بالله عليكي اهدي، احتسبيها عند الله يا شهد، ربنا يرحمها ياحبيبتي، مش هاتقدري ترجعي اللي فاات، فوقي كدا علشان تبقي جنب سلمى .

تذكرت شهد امر سلمى فهتف بقلق : سلمى، ايوا هي كويسة؟.

اؤمى براسه وهتف بهدوء : ايوا كويسة الحمد لله، بس كانت حامل فقدت الجنين، هما دلوقتي بيحاولو يظبطوا السكر، فقدت دم كتير، بس الدكاترة بيطمنوني انها هاتبقى بخير.

نهضت وهي تهتف بقوة : ايوا لازم اقف جنبها علشان اخد حقها من الكلب زكريا دا مش هاسيبه يتهنى ولا هو ولا امه .

جذبها لاحضانه وهتف بحنان : طول مانا جنبك متخافيش من اي حاجة انا معاكي واللي انتي عاوزاة تعمليه انا هاقوم بيه .

دفنت وجهها في صدره وبكت : ربنا يخليك يارامي.

رامي : ويخليكي ليا يا شهدي.
******************************
بمنزل رامي..

سالها الصغير ببراءة : الساعه بقت ٨ وبابا اتاخر اوي يا طنط ليلى.

تعجبت وسالته : هو انت بتعرف في الساعة يا حمزة؟!..

اؤمى وهتف : اه بابا معلمني اعرف في الساعة..
ثم تابع بضيق طفولي : هو بابا وشهد هايتاخروا كتير.

ليلى بقلق : والله ما عارفة يا حمزة، انا باين غلطت لما قولتلها بس كنت بحسب انها عارفة .

حمزة : طب اتصلي عليهم تاني.

ليلى : تليفوناتهم مقفولة، هو انت مش عاوز تقعد معايا ولا ايه؟!.

حمزة : لا عاوز، بس انا عاوز بابا وشهد.

ليلى : انت بتحب شهد اوي كدا.

حمزة : اه اوي اوي، شهد دي صاحبتي انا بحبها اوي، انا بنام وبخاف اصحى مش الاقيها، بس بابا بيقولي عمرها ماتمشي ابدا هو وعدني بكدا، ولما بابا بيوعدني مش بيخلف وعده ابدا .

تذكرت وعدها لكريم بان لا تتركه مهما حدث، تجمعت الدموع في عيناها بسرعة حبستهم بقوة وهتفت في سرها : خلاص مش هاعيط على حد تاني ولا هاضعف تاني، واللي فات مات يا ليلى، متسمحيش لحد انه يضعفك ولا يهزك، سواء كريم او غيره .
********************************
فاقت سلمى بتعب ظاهر على وجهها، والام تغزو جسدها، فتحت عيناها على شهد وشاب يقف بجانبها، هتفت بضعف : شهد.

اقتربت منها شهد بسرعة وهتفت : حمد لله على سلامتك يا حبيبتي كويس انك قومتي بالسلامة ليا.

سلمى بصوت ضعيف للغاية : اخيرا جيتي يا شهد وحشتيني اوي.

طبعت شهد قبلة اعلى جبينها وهتفت بحزن : والله ما كنت اعرف يا سلمى، ولما عرفت جيت جري، انا اسفة يا حبيبتي انا هاخدلك حقك منه الحيوان دا، خلاص مش هايقدر يعملك حاجة .

سرت رجفة في جسدها اثر ذكر سيرته، وضعت يداها تلقائيا على بطنها، فهتفت شهد باسف : معلش يا حبيبتي البيبي نزل بسبب وقعتك كانت قوية جدا.

ابتسمت سلمى بتهكم : انتي فاكرة اني هازعل، انا هاحمد ربنا انه نزل يا شهد، انا لايمكن اعيش معاه، والبيبي دا كان هايتولد محكوم عليه بالضياع، الحمد لله على كل حال.

ابتسمت شهد براحة وهتفت : الحمد لله ياحبيتي، الحمد لله انك رجعتيلي بالسلامة، والله لانتقم من حسني الكلب وزكريا على اللي عملو فيكوا.
***********************************
مر يومان على وجود ليلى وسلمى في منزل رامي، ووجود زكريا في قسم الشرطة، وتتوالى التحقيقات مع مديحة وحسني، حبس كريم نفسه في المنزل، ووحدة كريمة واحساسها بالندم وخصوصا مع كوابيسها بجمال...

في منزل رامي..

وقفت شهد وهتفت بتذمر : يعني انتو الاتنين عاوزين تتطلقوا وعاوزني اروح لرامي علشان اقوله..

اؤمات سلمى بقوة : اه طبعا عاوزة اطلق، انا لايمكن افضل على ذمته دقيقة واحدة بعد اللي حصلي.

بينما التزمت ليلى الصمت، فهتفت شهد بمكر : طب سلمى وليها عذرها يا ليلى، انتي بقى ايه عذرك علشان تطلقي .

رفعت ليلى بصرها وهتفت متصنعة القوة : وانا كمان لازم اطلق يا شهد وانا ليا اسبابي، واظن انتي عارفها كويس.

زمت شهد شفتيها بضيق : طب فكري يا ليلى، الطلاق مش حاجة سهلة، وخصوصا بين اتنين بيحبوا بعض.

ليلى بتهكم : مين دا اللي بيحبني، كريم!!، مفيش حد بيحبني يا شهد، كريم حبه كان خدعة.

شهد : لا يا ليلى مكنش خدعة، هو كدب وغلط ووارد كلنا نغلط وانتي نفسك غلطتي في حق نفسك وحقي وسامحتك، يا ليلى فكري كويس قبل ما تندمي.

ليلى باصرار : فكرت كويس يا شهد وخلاص انا مش هاسمح لحد يهدني بعد كدا، انا لازم اتغير وابقى حد تاني وانسى ليلى بتاعت زمان، قولي لرامي يروحله يكلمه ويطلقني.

هتفت شهد بضيق : حاضر

خرجت من الغرفة وتوجهت صوب غرفة رامي، امسكت المقبض وهي تهتف بضيق : يالهوي اكلمه ازاي دلوقتي بقى، دا لاوي بوزه في وشي، يالا ربنا يستر بقى .

دخلت الغرفة ولاحت على ثغرها ابتسامة عريضة، كان يتابع رسمه رفع بصره لها رمقها بضيق واخفض بصره مرة اخرى يتابع رسمه، تقدمت منه وجلست بجانبه وهتفت بهدوء: انا عارفة انك زعلان وليك الحق، بس هما يا رامي كانوا واحشني والله وكنت عاوزاة اشبع منهم وخصوصا سلمى كانت محتاجة اللي يراعيها بعد اللي حصلها .

هتف رامي بضيق : طب وانا فين من كل دا، شهد انتي تقريبا نسيتي كلمة بحبك الي لسه قايلهالك من يومين، انتي زي مايكون قولتلك بكرهك فابعدتي عني.

شهد : انت قصدك يعني انها مأثرتش فيا، ومش حستها منك.

رامي : دا الظاهر قدامي.

تجمعت الدموع في عيناها سريعا وهتفت : غصب عني، اللي حصلي مكنش سهل امي تموت وانا مش جنبها والله اعلم احساسها كان ايه وقتها، واختي تتبهدل بالطريقة دي اكيد يا رامي هتاثر نفسيا انا مش جبل علشان افضل استحمل واكتم واتعامل عادي، اختي كانت وحشاني يا رامي كنت عاوزاة اشم ريحة امي فيها، وفي نفس الوقت انا مضايقة من نفسي اني ببعد عنك بس غصب عني.

رامي : انا مش عاوز اعرف دا كله، انا عارفو وحاسه كويس من غير ما تتكلمي، اللي انا عاوز اعرفه انتي حبتيني، حسيتي كلمة بحبك مني، اثرت فيكِ ولا لأ.

اخفضت بصرها، وهتفت وهي تزيل دموعها بصوت خافت للغاية :اثرت.

رفع وجهها بطرف ابهامه وهتف بخفوت ايضا : مش دي اللي انا عاوز اسمعها يا شهد.

ابعدت بصرها بعيدا عنه وهتفت بتوتر : مش لازم تسمعها انت اكيد بتحسها مني.

هتف باصرار : لا لازم اسمعها لان هي دي اللي هاتخليني اغفرلك اي بُعد وهاتصبرني بعد كدا، بصي في عيني وقوليها، بردي نار قلبي يا شهد حياتي، انا عشت سنين بحلم تكوني جنبي ويوم ما تبقي ...

قاطعته وهي تهتف بهمس : بحبك..

لمعت عيناها بوميض غريب، مع ظهور ابتسامة على ثغره، بينما هي نطقتها اخيرا بعد معاناة، خفق قلبها بشدة لنظراته لها، اقترب اكثر بوجهه وطبع قبل بسيطة على شفتيها وهو يهتف بين الحين والاخر : بحبك، بحبك اوي.

حاوطته بيديها تجذبه لها اكثر تنعم بحبه وعشقه ودفئ قلبه، نست امر طلاق سلمى وليلى، وتناست معه من هي وتاهت معا في لاحظات يسرقونها من الزمن....
******************************
بغرفة ليلى.

سلمى : ليلى، ليلى سرحانة في ايه؟!.

استفاقت على هتاف سلمى لها وهتفت بدون وعي : ياترى بيعمل ايه دلوقتي...

ابتسمت سلمى بحب وهتفت : لما انتي بتحبيه يا ليلى عاوزاة تتطلقي ليه؟!!.

انتبهت لها وهتفت بدموع : علشان دا المفروض يحصل يا سلمى، انا هادوس على قلبي وابعد واطلق منه، اللي كريم عمله مش قليل، يمكن انتي شايفاه بدافع الحب، بس الحب مالوش دوافع اذية، اللي كريم عمله مالوش غير مبرر واحد عندي وهو انه يمتلكني باي ثمن.

سلمى : بس باللي انتي حكتهولي يا ليلى، هو كان بيحبك اوي وصعب تلاقي حد بيحبك اوي كدا.

هتفت ليلى بتهكم : وصعب بردوا تلاقي يا سلمى حد بياذي بالشكل دا.
*******************************
في غرفة رامي وشهد .

كانت نائمة على الوسادة، تمسك بالملاءة جيدا وتغطي جسدها وتخفي نصف وجهها بها، اما هو فاتكأ على مرفقه وتعلق بصره بها فهتف بجدية زائفة : اه يعني سلمى وليلى طالبين الطلاق وانا بقى الماذون صح..

اؤمات براسها وهي تكتم ضحكتها بقوة، فهتف بمزاح : عيونك على فكرة بتضحك.

انزلت الملاءة قليلا وهي تردف : هاتعمل ايه المفروض ابلغهم رايك..

اطلق تنهيدة قوية وقال : هو بالنسبة لسلمى، انا كلمت سامي له صاحبه محامي شاطر اوي، هو اقترح نروحله بكرا نهدده انه يطلقها ويكتب اقرار بعدم التعرض ياما السجن وانا شايف تخلص منه من غير شوشرة ويروح لحال سبيله، اما ليلى بقا هي كدا مش بتتسرع ولا ايه تهدا شوية في قرارها وبعدين انا هاروحله اكلمه بصفتي ايه.

هتفت شهد بضيق : والله قولتلها يا رامي اهدي واحكمي الامور مُصرة بردوا، وبعدين يعني تروحله بصفتك ايه، انت تروحله بصفتك جوزي، اقصد يعني جوز صاحبتها وهو عارف انا ايه عند ليلى مش هايستغرب.

اقترب منها وهو ينظر لعيناها ويهتف بخفوت : سيبك انتي دول اللي شدوني من اول ما شفتهم، ولسه بردوا لما بقرب منك بيشدوني وبنسى نفسي.

ضحكت بغنج وهتفت بخجل واضح : شوف انا بقول ايه وانت بتقول ايه، انا بتكلم في حاجة مهمة.

اقترب منها وهتف امام شفتيها :لا سيبك من المهم بتاعك، انا هاقولك الاهم منه، خدي عندك ياستي رقم واحد انا بحبك.
هتفت هي الاخرى : وانا كمان بحبك.
ابتسم رامي بحب واكمل حديثه : رقم اتنين انا بعشقك..
ضغط على حروف الكلمة ببطء شديد، ففعلت هي مثلما فعل وهتفت ببطء : وانا كمان.

اشار الي عيونها وهتف : رقم تلاتة دول خطفوني من اول ما شفتهم .

فعلت مثلما فعل ولكنها هتفت بحديث نابع من القلب : ودول سحروني من اول ما شفتهم، سبحان من صورهم .

مال رأسه ناحيتها وطبع قبلة على احدى وجنتيها واردف : رقم اربعة،،، تعالي اقولك في ودانك علشان عيب حد يسمعنا .....
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الثامن والعشرون.
قراءة ممتعة.
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 12:32 AM   #30

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة )

البارت التاسع والعشرون

بقسم الشرطة ...

دخل الغرفة مكبل اليدين ومطأطأ الرأس، نظرات الحزن تغزو عينيه، رفع رأسه وجد رامي وسامي، هتف بتساؤل : نعم حضراتكوا تعرفوني..

نهض رامي يقف قبالته وهتف بهدوء : امممم اعرفك انا ابقى رامي ابن خالة سلمى .

زكريا بقلق : سلمى هي عاملة ايه كويسة، طمني عليها؟!؟.

اؤمئ رامي برأسه واردف : اه هي كويسة الحمد لله، بس الجنين نزل.

زكريا بحزن : ايه سقطت.

هتف رامي بتهكم : اه لازم تسقط امال انت فاكر ايه؟!، واحدة تزقها من على السلم توقعها، عاوزها تقوم زي الحصان؟ ربنا بيحبها انها قامت منها بالسلامة.

زكريا بضيق : انا مكنتش اقصد اني ازقها هي عصبتيني.

رامي : تقصد ولا متقصدش انا جاي اعرض عليك عرض، ومن مصلحتك انك توافق.

قطب مابين حاجبيه واردف : عرض ايه؟!..

هتف رامي موضحا : تطلق سلمى قصاد انها تتنازل عن حقها انك زقيتها، ولا بقى محاكم ولا سجن ولا غرامات ولا دا كله.

زكريا بعصبية : اه هي الهانم استغلت الموقف وجاية تطلب الطلاق وفاكراني هاطلق، لا هي مراتي وانا هاقول انها اللي وقعت مش انا اللي زقيتها.

رامي : انا عاوز اسالك سؤال انت فين رجولتك، لما واحدة ست تقول مش طايقاه طلقوني منه مش طايقة ابقى مراته وعلى زمته، فين بقى رجولتك؟!، ماتت في الحرب صح؟!!؟.

قال جملته الاخيرة بسخرية واضحة، فهتف زكريا بعصبية مفرطة: انت مالك انت؟، ايه دخلك انت، راجل ومراته انا مش هاسمحلك تتدخل وتطلقنا، تلاقيك بس عينك عليها وعاوز تتجوزها.

امسكه رامي من ياقة قميصه وهدر بعنف : انت واحد مش مظبوط، يامحترم انا متجوز شهد اختها، بقولك طلقها اصل واقسم بالله اطربقها فوق دماغك.

ابعده سامي عن زكريا ووجه حديثه لزكريا : بص يا بني نصيحة مني تطلقها من غير شوشرة اصل كدا كدا هانطلقها منك، احنا بنعمل بس عليك بلاش سجن ليك وغرامات، انت لو رفضت في ثانية هاكلم المحامي ويمشي في الاجراءات وهاتتحبس، نصيحة مني اسمع كلامنا واخرج من السجن.

صمت يفكر في حديثهم جيدا، حتى هتف رامي بعصبية : اخلص قول يا الطلاق يا السجن...
***********************************
بمنزل رامي...

ليلى : انتي قولتي لرامي على طلاقي من كريم؟!.

اؤمات شهد وصمتت، فاردفت ليلى بهدوء : في ايه يا شهد؟!.

شهد بضيق : مفيش بس مش حاسة انك بتتسرعي يا ليلى؟!.

ليلى : بتسرع!!، بتسرع علشان عاوزاة اطلق من واحد خاين وكداب.

شهد : هو خانك فين يا ليلى؟!، تمام هو كدب كدبة علشان يفوز بحبه، انا مش ببرر اللي عمله بس بردوا بلاش تقسي عليه، زي ما الدنيا قست عليكي...

ليلى : بس بس يا شهد انتي بتضحكي على نفسك ولا على مين، كريم السبب في كل حاجة حصلتلي، وحصلتلك وحصلت لسلمى كمان، دا قراري وانا متمسكة بيه.

شهد : براحتك يا ليلى، بس نصيحة مني فكري تاني اللي عمله ليكي وانتي قاعدة معاه يأكدلك انه اتصرف كدا بسبب حبه ليكي، اوقات يا ليلى الحب بيوصل الواحد لتصرفات مجنونة مش محسوبة.

ليلى : بس مهما كان تصرفاته دي متوصلش انه يكون السبب في اللي عشته يا ليلى، ولا يكون السبب في موت ابويا اغلى حد عندي، انتي مش عارفة يعني ايه موت اغلى حد عندك، انتي بس علشان امك مش كانت فارقة معاكي فمش حاسة بموتها، لكن انا لغاية دلوقتي موت ابويا واجعلي قلبي.

المها كثيرا كلمات ليلى الموجعة، حبست تلك الدموع المهددة بالهبوط وهتفت بصوت جاهدت ان يكون طبيعيا : هاقوم اخلص بقى الغدا زمان رامي على وصول..

تركتها وما ان دلفت للمطبخ انفجرت عيناها بسيل من الدموع على فقدانها لوالدتها، تكتم وتخبئ مشاعرها، خبئت تلك المشاعر الحزينه بداخلها حتى تكون مصدر قوة لسلمى وليلي وتكون بجانبهم في اكثر وقت يحتاجونها فيه، ايعقل ان تفهم ليلى سكوتها عن موت والدتها انه كره لها، ليلى صديقتها الوحيدة، الى متى سوف تجرحينني بكلامك عزيزتي وانا اتقبل واسامح، الى متى ؟؟...
**********************************
خارج قسم الشرطة...

خرجت من القسم تستند على رامي، فهي كانت في فترة علاجها وممنوعة من الحركة، ولكن ما ان اخبرها رامي بضرورة مجيئها القسم، تحاملت على نفسها وذهبت معه حتى تتخلص منه

زكريا بحزن : ارتحتي يا سلمى لما طلقتك مش هتلاقي حد يحبك قدي.

سلمى بكره دفين : ملعون ابو الحب اللي شبه حبك يا زكريا، انا بقى بقولك اهو مش هتلاقي حد يكرهك قدي.
ثم استطردت حديثها : انا اكتر واحدة مبسوطة في الدنيا دي، اخيرا خلصت منكو يا زكريا انت وامك.... اخيرا اطلقت منك.
ثم تابعت بسخرية : الا هي فين من حق مجتش ليه وطلعتك من السجن والا تلاقيها باعتك ماهي تبيع ابوها، على فكرة بقى امك الحلوة اللي مفهماك انها بتحبك، ست كدابة، طلعت كلام مش كويس على ليلى، وليلى مظلومة، مطلعش في حد اغتصبها ولا حاجة، وهي روحت يومها بليل لان مفيش حد عملها حاجة وكانت سليمة اشرب بقى يا زكريا، واه من حق وهي حاليا متجوزة دكتور نسا كبير اوي، شوفت بقى تدابير ربك بينتقم منك ازاي.

نظر لها شرزا لتجاوزها في حديثها معه ولاول مرة، قاطعهم دخول عبد الرحمن جارهم المحامي وهو يهتف بلهفه : زكريا انت خرجت..

التفت له واردف بضيق : اه خرجت مالوش لزوم تتعب نفسك يا عبد الرحمن كتر خيرك.

هتف باندفاع : اتعب ايه بس يا زكريا كويس انك خرجت امك مقبوض عليها في نفس اليوم اللي اتقبض عليك فيه .

هتف بقلق : ايه مقبوض عليها في ايه وازاي انطق؟! ..

نظر لسلمى الواقفة وهتف بتلعثم : اتقبض عليها في قضية تزوير وفبركة صور.

اندفع زكريا يمسكه بعنف : انت مجنون امي ايه اللي تتمسك في قضيه تزوير ولا فبركة الصور امي متعرفش الكلام دا.

هتف عبد الرحمن بارتباك : لا على فكرة ممسوكة متلبسة يازكريا، وهي لامؤخذاة بتفبرك صور لسلمى مراتك.

اعتلت الصدمة على وجوههم وخاصة سلمى ورامي وسامي من وقاحة تلك المرأه، فهتفت سلمى بقوة : مبقتش مراته يا استاذ عبد الرحمن اطلقت منه ميشرفنيش ابقى على ذمته ولا في العيلة دي من الاساس، يالا يا رامي وصلني العربية.

اندفع زكريا صوب عبد الرحمن يهتف بسرعة : قولي بسرعة هي في انهي قسم بسرعة ...
***********************************
بمنزل رامي...

جلس رامي بجسد مجهد وهو يردف : اه اليوم كان متعب جدا.

جلست امامه ووضعت في يده كوب العصير وهتفت بصوت هادئ حزين : اشرب العصير ونام ريح جسمك، معلش اكيد حوار سلمى تعبك انهاردا.

رامي : اه زكريا دا شخص زبالة اوي، ارهقني بس سامي حقيقي وقف جنبي والمحامي اللي جايبه شاطر جدا وخلص كل حاجة بسرعة، والحمد لله طلقها، يهون التعب في سبيل فرحتها بطلاقها، من حق حكتلك على امه واللي عملته، الست بتخطط لسلمى بالشر ربنا وقعها في شر اعملها.

هتفت بصوت حزين : اه حكتلي، حسبي الله ونعم الوكيل فيها.

وضع الكوب بجانبه، واقترب منها قليلا وهتف : مالك يا حبيبي، زعلانة اوي كدا ليه؟!، في حد زعلك؟!؟.

هزت رأسها بنفي وهتفت بصوت مبحوح : لا انا كويسة مفيش حد مزعلني ولا حاجة..

صمتت واخفضت بصرها، فصمت هو الاخر، رفعت بصرها له، وما ان تلاقت اعينها باعينه اندفعت صوبه تتعلق بيه وتبكي بحرقة، خبئها بداخله واردف بقلق : مالك يا شهد فيكي ايه يا حبيبتي؟!..

ابتعدت عنه قليلا وهي تردف ببكاء : مخنوقة بعيط، ليلى انهاردا قالتلي كلام صعب وويوجع اوي، تصور انها اتهمتني اني مكنتش بحب امي، علشان كدا موتها مش فارق معايا، طب ازاي مش فارق معايا يا رامي وانا اتحرمت منها في اكتر وقت كنت محتاجلها فيه، لما اتجوزت حسني واصريت عليه، لما دايما كنت بحس انه هايفرقنا عن بعض، واحساسي كان صح رماني في الشارع وهي وافقت، وانا سكت وقولت بدام هاتبقى كويسة هي وسلمى انا هابقى كويسة، اعمل ايه يا رامي اكتر من كدا انا ضحيت بطموحي واحلامي ومستقبلي علشان هي ترتاح بس، بعدت عنهم لما طلبت مني امشي، رغم ان قلبي كان بيتكسر مية حته لما فرطت فيا، اعمل ايه يا رامي، اكتر من الي عملته، انا كنت بضحي علشان بحبها بعدت علشان احميها من اذيته، انا وجعني انه موتها اكيد كانت بتتألم وبتتوجع الله اعلم كانت حاسة بايه وقتها طب كانت بتستنجد بالناس....

صمتت وبكت بكاء مرير على شعورها بالحزن اتجاه امها، فهتف رامي بحزن : حاسس بيكي يا حبيبتي والله وبكوابيسك بليل بس بسكت علشان مش اضايقك.

شهد ببكاء : انا بظهر القوة للناس وانا من جوايا نفسي انهار، انا بحاول اكون قوية بس علشان خاطر سلمى واقف جنبها واقويها وتخلص من كل اللي حصلها وتعيش حياة احسن، وعلشان ليلى بردوا قاست كتير، وعلشان حمزة مش ذنبه يعيش في جو حزين ولا كئيب ودا طفل عاوز اللي يلعب معاه ويهزر ويضحك، وعلشانك انت كمان عملت ليا كتير اوي، فضلت ٨ سنين تحبني وتكتم جواك ويوم ما تريح قلبك وتعترف انكد عليك واضعف، لا انا ابقى معاكوا قوية واستحمل كمية الحزن والالم اللي جوايا دي لنفسي.

حاوط وجهها وهو يردف بحزن : لا يبقى انتي مفهمتنيش يا شهدي، انا لما قولت بحبك، انا عاوزك زي مانتي كدا بقوتك بضعفك بجنانك بهدوئك بكل حالتك، خليكي قوية معاهم وعلشانهم وتعالي في حضني انا واضعفي وعيطي وانهاري براحتك، انا عمري ولا هازعل منك ولا هأمل منك يا حبببتي تأكدي من كدا.

هتفت بحزن طفولي : قلبي واجعني عليها اوي يا رامي، زعلانة اوي انها ماتت كدا، عارفة انه نصيبها ومكتوبلها بس اكيد اتالمت واتوجعت، والله برغم سلبيتها وضعفها من ناحيتي الا اني بحبها اوي دي امي يا رامي مهما عملت هي امي.

اقترب منها وطبع قبلة على صدرها في موضوع قلبها وهتف بحب : يسلملي قلبك الابيض دا اللي مالقتش ولا هالاقي زيه ابدا، على فكرة انا كلفت المحامي يعجل بدفنها، هو اصلا حسني الكلب واخد فيها اعدام .

نظرت له تستعطفه : عاوزاة اروح يوم الجلسه يا رامي، عاوزاة اروح وابرد نار قلبي لما اشوفه بيتحكم عليه بالاعدام.

اؤمئ براسه : حاضر يا حبيبتي هاوديكي.

جذبت يديه وطبعت قبلتين في كلا كفيه وهتفت بحب : ربنا يخليك ليا، انت احلى حاجة حصلتلي في دنيتي، كل يوم بحمد ربنا عليك وعلى حبك وعلى طيبة قلبك.

فعل مثل ما فعلته، ولكن لم يكتفي بذلك وطبع قبلة رقيقة على ثغرها واردف : الحمد لله يا شهد انا حاسس اني في حلم، حلمي بيتحقق قدامي وانتي بين ايديا، انا كنت اهبل وهاضيعك من ايدي، طب انتي عارفة انا ايه االي خلاني اعترفلك بحبي؟!؟

هتفت بابتسامة : ايه؟!؟.

اعد على اصابعه مثلما ما يفعل دائما وهتف : اول حاجة اني بحبك اوي اوي اوي، وحبك دا بيزيد في قلبي اضعاف.
تاني حاجة ان الاول لما شوفتك زمان مرة واحدة ومتكلمتش معاكي بس ملكتي قلبي ودي حاجة كانت من علوم ربنا، لكن لما جيتي وقعدتي معايا ولقتني بتجنن بيكي في كل لحظه وحركة بتعمليها وبكلمة منك قادرة تجنيني وبكلمة تانية قادرة تهديني واعيش في احلام حلوة مبتننهيش..
تالت حاجة لما حسيت انك ممكن تروحي مني او سامي ياخدك مني كنت مستعد اقتلك ولا ان حد يتجوزك غيري وقتها قولت لا لازم اعمل واقفة مع نفسي هافضل لغاية امتى عايش في وعد اميرة هافضل لغاية امتى اخبي حبي، مقدرتش بقى و صرحت بحبي ومش ندمان ابدا باني عملت كدا.

قاطعته هي وهتفت بغنج : رابع حاجة وخامسا دي عندي انا بقى لان دايما انت بتنساهم... انا بحبك اوي اوي اوي يا اغلي حد في حياتي، يديمك تاج فوق راسي يا روح القلب..

اقترب منها بعيون تلمع من السعادة والحب وهتف بهمس امام شفتيها : روح القلب، الله قد ايه الاسم دا حلو اوي، ناديني بيه دايما يا شهد حياتي، عاوزك على طول واحنا مع بعض تناديني بيه.

تعلقت برقبته وهتفت بنفس همسه : هاقولهالك على طول علشان انت فعلا روح القلب.

التقط شفتيها في قبلة طويلة يبث فيها مدى حبه وعشقه لها ولاول مرة تتجاوب معه شهد حياته وهي تضمه عليها اكثر..متناسية لو قليلا حزنها وهي بداخله...
*********************************
صباحا بداخل قسم الشرطة..

جلس ينتظر قدومها وبداخله الكثير من المشاعر المتضاربة، دلفت، ما ان رأها اندفع صوبها : ايه يا ما دا انتي كنتي فعلا بتزوري صور لسلمى .

هتفت موبخه بحدة : ينيلك يا واد انت بردوا شايل هم المخفية دي ومش هامك انا اللي اتسجنت وهايتحكم عليا، ومكلفتش خاطرك تيجي وتطمن عليا الايام اللي فاتت لسه فاكر.

زكريا بعصبية : انا كنت مسجون يا ما علشان زقيت سلمى من فوق السلم ووقع...

قاطعته بفرحة : ووقعت ماتت يا واد .

نظر لها بصدمة : مالك فرحانة كدا ليه؟!، هي لو ماتت وانا اتسجنت واخدت فيها اعدام انتي هاتتبسطي.

هتفت بحقد دفين : اه هاتبسط وافرح كمان فيها، مش انا اقعد اخطط افضحها وتيجي بنت ال**** متموتش ولا اخلص منها، يعني انا اتسجن وهي تعيش حياتها، طلقها ياواد وخليها تتبهدل في الشوارع، وقول للناس انك زقيتها علشان امي مسكت صور عليها، واه كمان قولهم اني مسافرة يومين لما عرفت انها خاينة وكدا.

اتسعت عيناه بصدمة منها ابتعد خطوتين للوراء وهو يتفحصها لاول مرا ويرى مدى حقدها فهتف بتلعثم : ايه دا ياما ايه التفكير دا، انتي كنتي بتفبركي ليها صور علشان اموتها اخص عليكي عاوزني ادخل السجن وهي تموت وانتي تتبسطي، انا مش مصدقك والله، انت عندك استعداد تضحي بيا علشان تنفذي الي عاوزاة، سلمى ياما وقعت وراحت المستشفى وسقطت، وانا طلقتها وراحت مع ابن خالتها مشيت، وانتي هاتتسجني وهايتحكم عليكي والحارة كلها عرفت انك اتقبض عليكي وانتي بتزوري لسلمى صور خليعة، عبد الرحمن المحامي فضحك في الحارة كلها، ليه ياما تعملي كدا ليه؟!، ليه؟!.

اندفعت صوبه وهي تهتف باندفاع : يالهوي، طيب يا واد في دولابي في فلوس خدها وجيبلي محامي كبير يطلعني منها.

هتف بتهكم : يعني تدمري حياتي وتخليني مهزقة للحارة كلها، وتدميرها مرتين مش مرة، مرة مع ليلى، ومرة مع سلمى، وجاية دلوقتي تقولي اطلعك ، انتي كان عندك استعداد ازق سلمى واموتها وادخل السجن ويتحكم عليا بالاعدام في سبيل انك تفرحي، فلوسك دي من حقي، اتبسط بيها واعيش بيها اللي انتي حرمتيني منه طول عمري، سلام ياما.

اندفعت صوبه تمسكه من ثيابه من الخلف: استنى يا واد، استنى مش هاتسيبني يازكريا انا امك.

دلف العسكرى وجذبها واردف : يالا ياست الزيارة انتهت.

صرخت باعلى صوتها : اوعى يا اخويا، الواد هاياخد فلوسي ويسيبني هنا، وهما عاشوا حياتهم اوعى .

العسكرى بضيق: ياست يالا، متتعبيناش معاكي، ابنك مشي خلاص.

مديحة بصراخ : اوعى، يا وااد يا زكريا، تعال هنا، زكريا.
**************************************
بمنزل رامي...

شهد : رامي هاتروح لكريم انهاردا؟!..

اؤمي برأسه، فهتفت هي : رامي لو حسيت انه بيحبها بجد وانه مش كداب ولا حب امتلاك زي ماهي بتقول تعال قولها علشان خاطري.

رامي بهدوء : ليه عاوزاني اعمل كدا؟!..

شهد بحزن : حاسة انه بيحبها يا رامي، وبيحبها اوي كمان من كلامها، رامي هو انت مش ممكن تغلط، وانا ممكن اغلط في لحظه شيطان، ربنا غفور كريم، وبيسامح وبيغفر، احنا البشر مش هانسامح، وبعدين ماهي ليلى اتهتمتني اني فضحتها وسمعتني كلام يجرح وسامحتها.

رامي : يا حبيبتي انت قلبك طيب بتسامحي بسرعة، اما في ناس زي ليلى مبتعرفش تسامح في حد اذاها، وكمان يا شهد دي مش اي اذية؟!.دي اذية تدبح.

شهد : لا ليلى قلبها طيب وبتحبه جدا انا حاسة بيها بس هي عاوزاة تعاقبه، صدقني انا عارفها كويس.

رامي : هي حرة يا شهد في اي قرار تاخده.
ثم استطرد مكملا حديثه : اه من حق المحامي كلمني الصبح وجلسى النطق بالحكم بعد بكرة، مُصرة تروحي بردوا.

اؤمات وعيناها تلمتع بدموع الحزن على والدتها....
**********************************
بمنزل كريم...

امتنع عن عمله بالمشفى، والعيادة، امتنع عن الشارع ايضا، امتنع عن الناس باكملهم، نبتت لحيته، خسر نصف وزنه في ايام قليلة، اطفأ الاضواء، عاش في ظلام، ملتزم سريره مع ذكرياته مع ليلى ووالده، وتأنيب في نفسه على خطأ اقترفه في لحظة من الشيطان،، دق جرس الباب، تجاهله للمرة الاولى، ولكن مع استمرار رنينه، ذهب صوب الباب بخطوات ثقيلة، فتح الباب، فهتف : خير مين حضرتك؟!؟

مد رامي يده مع ابتسامة بسيطة وهو يصافحه : احم انا ابقى رامي جوز شهد وابن خالتها، صاحبة ل...

قاطعه بسرعة وهو يمسكه من كتفيه : ليلى؟؟، صح قصدك ليلى، هي كويسة صح؟؟، طمني ابوس ايدك؟!..

تفحصه رامي جيدا، فايقن من النظرة الاولى انه لا يحبها بل يعشقها وبقوة، الخوف في عينيه نابع من حب سنين، هتف رامي يهدءه : هي كويسة جدا الحمد لله مش تقلق وفي بيتي كمان يعني في امان .

جذبه كريم بسرعة : طيب يالا بسرعة اروحلها، بسرعة؟!!..

اوقفه رامي وهو يردف : اهدا بس في حاجة الاول لازم تعرفها.

قطب كريم حاجبيه وهتف : حاجة ايه؟؟!.

رامي : نتكلم هنا على الباب، تعال ندخل جوا طيب.

افسح له المجال لكي يدخل، استغرب رامي من منظر المنزل الغير مرتب والاضواء الخافتة، فاشعل كريم الاضواء وهتف باحراج : احم انا اسف البيت مش متنضف كويس؟!..

رامي بابتسامة : ولا يهمك عادي....

جلسوا، ونظر له كريم بقلق فاردف رامي يطمئنه : اهدا على فكرة هي كويسة جدا والله.

كريم بقلق : امال في ايه؟!.

رامي بارتباك قليلا: هي عاوزاني او بمعنى اصح هي طالبة الطلاق منك.

كريم بخفوت : طالبة الطلاق!!، خلفت كل وعودها معايا وسابتني في اول محنة مابينا شفت الحب بيعمل ايه، شفت كسرة القلب، وانا كنت عايش على امل انها تيجي.. شفت الحب بيعمل ايه.

رامي : على فكرة الحب جميل، بس متزعلش مني مش كل الناس بتحب زيك يا دكتور، مش كل الناس عندها مبدأ الاذية في الحب.

نهض وهتف بصراخ : اذيتها وكان لحظة شيطان، في لحظة حبيبتك اهي بين ايديك اكدب كدبة صغيرة وتبقى معاك، غصب عني هو حبي مش يغفرلي عندها..، انت عمرك ماتحس بيا لان انا حبيت وعشقت سنين في صمت.

هتف رامي بتهكم : انا مش احس بيك ازاي، وانا حبيت شهد ٨ سنين ومن اول نظرة وهي ملكت قلبي وعلى فكرة كنت متجوز جديد بناءا على رغبة والدتي، حبيتها بردوا في صمت، هو انا مكنتش اقدر اروح واتجوزها وهي بنت خالتي، واطلق مراتي بس انا مرضتش علشان ماذيش حد ولا اكسر قلب مراتي، عارف انا مراتي ماتت بعد سنة بالظبط من جوزانا، مكنتش اقدر اروح اجري اتجوز حب عمري، مقدرتش عارف ليه؟!، علشان هي خلتني اوعد وعد ان متجوزش بعدها، ٨ سنين والوعد دا حبل على رقبتي ومش قادر اتنفس ولا اتحرك بسببه، ولما جت عندي فضل الوعد دا بيخنق فيا .

جلس مكانه بحزن : طب اعمل ايه؟!، اقنعها ازاي انه غصب عني...

رامي : خلي في بالك انت مغلطتش غلطة وبس، انت دمرت حياتها ابوها مات و اتفضحت واطردت من بيتها عينها مكسورة، وشهد كمان اطردت بعدت عن امها واختها، جوز امها جوز بنته لزكريا وعزبوها وضربوها، دمرت حياة تلاتة مش بس ليلى .

كريم بحزن : واديني اهو اتعاقبت زي زيهم، حياتي دمرت، وبعد عني اكتر اتنين بحبهم، ليلى سابتني، وابويا مات بردوا بسببي وفي نفس اليوم اللي ليلى هربت فيه...

قال جملته الاخيرة بنبرة مهزوزة ضعيفة، فاردف رامي بأسف : انا أسف مكنتش اعرف، البقاء لله.

كريم : البقاء لله وحده

اقترب منه رامي وهتف : بص يا كريم نصيحتي ليك متيأسش وحاول معاها مرة واتنين وتلاتة، انا هاديلك عنوان بيتي وفي انتظارك...
**********************************
بمنزل رامي...

ليلى : هو رامي جه يا شهد .

شهد : ايوا.

ليلى : وقالك ايه؟!، قابله وقاله؟!.

شهد باقتضاب : اه راح ولقاه حالته حالة ومدمر نفسيا باباه اتوفى، رامي مرضيش يتكلم معاه في حكاية الطلاق حاسها مش هاتبقى ظريفة ..

ليلى بحزن : ايه مات؟!، عمو جمال مات، يا وجع قلبي، طب وهو حالته ايه؟!..

سلمى بمكر : ماهو قال قدامي مدمر نفسيا.

ليلى بدموع : كانت روحه فيه، الله يرحمه..

شهد بتهكم : طب كويس ان في بيحب ابوه ، مش انتي الوحيدة اللي بتحبي ابوكي الله يرحمه.

ليلى بأسف : انتي لسه زعلانة مني يا شهد، انا آسفة والله معلش سامحيني....

شهد : طب ابقي زي ما بتطلبي من الناس تسامحك، سامحي انتي بس.
ثم وجهت حديثها لسلمى : سلمى بكرة جلسة النطق بالحكم في قضية ماما..

قاطعتها سلمى بهدوء: هاروح معاكي يا شهد، انا نفسي ابرد ناري زي زيك.
*******************************
صباحا...
في المحكمة

الجميع يجلسون في توتر ويسمعون الحكم بانصات شديد مع خوف حسني :

حكمت المحكمة حضوريا وباجماع الاراء على احالة اوراق المتهم حسني عبد الرحيم على حميدة الى فضيلة مفتي الجمهورية، لقتله المجني عليها سميحة كارم متولي مع سبق الاصرار والترصد، رفعت الجلسة.

ظهرت الابتسامة على وجهوهم، بينما هتف حسني بصراخ : لا يا بيه انا مظلوم، دي حرامية يابيه سرقتني يا يابيه...

اقتربت منه شهد و ابتسامة عريضة على وجهها : موتها يا حسني الكلب وانت هاتموت وحبل المشنقة هيلتف حوالين رقبتك، هاتمشي كدا وانت عارف انك رايح تموت، موتها غدر، بس قبل ما تموتها بالسكينة التلمة بتاعتك، انت كنت بتموتها تلاتين الف مرة في اليوم، انا كل يوم هاتحسبن عليك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا كلب.

نظر لها شرزا : امشي يابت يابنت ال**** من هنا، تلاقيكي متفقة معاها، علشان تسرقوني.

نظرت له بسخرية، بينما وقفت سلمى بعيد تنظر له بكره شديد على ما فعله بها وبوالدتها وبشهد وهذا كان جزاءه، لم يشعرها يوما انه والدها ويحبها بل كان يعيارها دوما بمرضها، ويشعرها بانها عبأ عليه...
*********************************
في المقابر...

دلفت سلمى الاول الى الداخل، فانتظر رامي دخولها وجذب شهد من يديها وطبع قبلة سريعة في احدى وجنتيها، هاتفا بهمس : متوجعيش قلبك، ومتعيطيش كتير، طمنيها عليكي وعلى اختك، علشان ترتاح في موتها...

اؤمات له بصمت ودلفت خلف سلمى، وقفت بجانبها وجذبتها لاحضانها وهتفت ببكاء وهي تنظر للقبر : ماما، انهاردا جه حقك انهاردا، وحسني الكلب هايموت مشنوق، ماما انا عاوزكي تطمني عليا، ربنا رزقني برامي الحمد لله، وكمان اطمني على سلمى هي في عنيا متخافيش عليها، ارتاحي في نومتك يا حبيبتي، انا مسامحكي وبحبك اوي وهافضل احبك...
ثم استطردت وهي توجهه حديثها لسلمى : قوليلها يا قلبي انك كمان بتحبيها هي بتسمعنا دلوقتي...
سلمى ببكاء: انا بحبك اوي يا امي، ربنا يرحمك ويغفرلك ويجعل مثواكي الجنه...
شهد : امين يارب.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل التاسع والعشرون..
قراءة ممتعة.
بقلم / زيزي محمد.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.