آخر 10 مشاركات
لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-19, 11:16 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile13 34- الهوى يقرع مرة -عبير قديمة (كتابة/كاملة)





34- الهوى يقرع مرة - مارجري لوتي

روايات عبير القديمة

الملخص

كثيرا ما يقع الأنسان فريسة الصراع بين الواجب والعاطفة ...... وكثيرا ما يبقى القلب معلقا في الهواء لا يدري كيف ومن يختار......

سامنتا الفتاة التي ربّاها العم أدوارد بعد وفاة والدها صديقه الحميم ووجدت نفسها في صراع بين واجبها تجاه الرجل الذي منحها ثقته على المدرسة الخاصة التي يملكها , وبين قلبها الذي تعلق بمدير المدرسة الجديد آدم رويل .

أعترف لها آدم بحبه ولكنه هجرها بعد رؤية شقيقتها ليزا التي أخبرتها قصة ملفقة عن آدم رويل محطم قلوب الفتيات , لم تكن سامنتا تدري حقيقة العلاقة التي ربطت بين آدم وليزا , وبين آدم والمشرفة الجديدة في المدرسة , وعاشت في صراع ...... ولكن من يحل مشكلتها؟ ريتشارد أبن مدير المدرسة , أم آدم رويل مدير المدرسة الجديد , أم ليزا حين تصارحها بالحقيقة..........










محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 01-04-19 الساعة 12:03 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:20 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- مفاجأة في المدرسة
كانت سامنتا تقف على السلم , تقوم بطلاء سقف غرفة السكرتارية الملحقة بغرفة ناظر المدرسة في مدرسة كينغزورثي التي تعمل سكرتيرة بها , عندما سمعت صوت جرس الباب الأمامي , وكانت المدرسة في ذلك الوقت خالية من التلاميذ والمدرسين , فهذا هو الأسبوع الثالث في عطلة عيد الفصح , ووسط السكون التام الذي يخيّم على المدرسة سمعت سامنتا بوضوح صوت أقدام السيدة كمبل التي تعمل مشرفة بالمدرسة و وهي تعبر البهو الخشبي لتتجه إلى الباب .
وتسمّرت سامنتا في مكانها أعلى السلم , وتملّكها شعور بالخوف , تبادر إلى ذهنها لأول وهلة أن أحدا يريد أن يبلغها رسالة من المستشفى التي يعالج فيه العم أدوارد , فقد أبلغتها الممرضة أمس أنّن العملية التي أجريت له تمّت بطريقة مرضية تماما , وأنه لا داعي للقلق , ولكنها عملية دقيقة ولا يمكن التأكد تماما من نتيجتها قبل بضعة أيام .
وأخذت الأفكار تتوارد على ذهن سامنتا وهي في وقفتها هذه , وحاولت أقناع نفسها بأنه أذا كانت حالة العم أدوارد قد ساءت فعلا فمن البديهي أن تبلغها المستشفى عن طريق الهاتف , بدلا من تكبّد مشقة أرسال شخص لأبلاغها بذلك , فالمستشفى تبعد كثيرا عن المدرسة , وفكّرت , ربما كان الهاتف معطلا فهي ليست متأكدة تماما من أنه يعمل لأنها لم تستخدمه منذ صباح اليوم , وظلت سامنتا في تساؤلاتها وكتمت أنفاسها في أنتظار امعرفة القادم وهي تسمع صوت دقات قلبها وسط السكون الذي يخيّم على المكان .
سمعت سامنتا صوت الباب الأمامي يفتح,ثم صوت السيدة كمبل وهي تتحدث مع شخص ما , ثم تنفست سامنتا الصعداء وهي تسمع صوت أقدام تصعد الدرج بسرعة وصوت أختها ليزا تنادي:
" سامنتا , سام , أين أنت؟".
وتنهدت سامنتا بعمق وأجابت في صوت خفيض أنهكه القلق وطول الترقّب :
" أنا هنا في المكتب يا ليزا".
وفتح الباب ووقفت ليزا تنظر إلى الغرفة وقد بدت في حالة شديدة من الفوضى , وغطت أرضيتها بالورق لحمايتها من بقع الطلاء الذي تملأ رائحته الغرفة فظهر على وجه ليزا الأستياء وهي تقول لأختها :
" سام ماذا تفعلين , وما كل هذه الفوضى الفظيعة التي تملأ المكان؟".
ونظرت أليها سامنتا من مكانها أعلى السلم وأجابتها ضاحكة:
" أنني أحاول أن أكون حذرة وأنا بعملية الطلاء , ولكنك تعرفين أنه لا يمكن طلاء سقف الغرفة من دون بعض الفوضى".
فسألتها ليزا :
" ولكن ......لماذا تقومين أنت بهذا العمل , ألم يكن بمقدورك الأستعانة بأحد الأشخاص للقيام بذلك ؟".
وأبتسمت سامنتا وهي تنظر إلى أختها الصغرى , التي ترتدي ثيابا فاخرة وقد أمسكت بيدها حقيبة وقفازا من الجلد الطبيعي الفاخر , وشعرها الأشقر الطويل المنسدل على كتفيها , وفكرت سامنتا وهي تنظر إلى ليزا بأنه كان من حسن حظ أختها فعلا أن تتزوج رجلا غنيا.
وردّت سامنتا قائلة:
" أنت تعرفين أنه من الصعب الأستعانة بأحد على الفور , وخطرت لي فكرة طلاء الغرفة فجأة ".
ولم تقل سامنتا لأختها أنها تعمّدت القيام بهذه العملية في هذا الوقت بالذات , لرغبتها في قتل الوقت والتغلب على القلق الذي تشعر به أثناء أجراء العملية الجراحية للعم أدوار.
وتقدمت ليزا إلى داخل الحجرة وهي تقول:
" والآن يا سام أرجوك أن تنزلي وتستعدي للذهاب معي , فقد حضرت لأصطحبك اليوم إلى منزلي , ويمكننا تناول الغداء في وريتش في طريقنا إلى المنزل , كم يلزمك من الوقت لتتخلصي من هذه الثياب المضحكة".
" أحتج على ذلك , فهذا أحسن ثوب عندي".
أجابت سامنتا ضاحكة , ثم أضافت:
" ولكنني أعتقد أنني لن أتمكن من الذهاب معك يا ليزا".
وأتسعت عينا ليزا وأكتسى وجهها الجميل بالتعبير الذي طالما لازمها منذ كانت طفلة صغيرة , عندما كانت لا تجاب إلى شيء تطلبه وقالت محاولة التأثير على أختها:
" ولكن يا سام يا عزيزتي , لا بد أن تحضري معي , فأن الملل سيقتلني أذا بقيت وحدي طوال اليوم , فقد سافرت عائلة دوانت إلى نيويورك , وسافرت بوبي كرمين مع بيل لحضور أحد الأجتماعات في أمستردام , وفاغن كما تعرفين في باريس الآن , وكم كنت أود اللحاق بها , ولكنني أخشى أن أفعل ذلك بدون علم روبرت فأنت تعرفين أنه سيثور لو فعلت ذلك بدون أذنه ".
فقالت سامنتا وقد شرد ذهنها قليلا:
" لقد تزوجت رجلا بمعنى الكلمة يا ليزا وأنت تعرفين ذلك ".
وردّت سامنتا لو أن ليزا سألتها عن العم أدوارد , ولكنها لم تسأل ربما نسيت تماما أنه أجرى عملية جراحية فهو لم يكن بالنسبة أليها سوى صديق قديم لوالدها , لا تربطها بع عاطفة أو عرفان بالجميل كما هو الحال مع سامنتا .
وكان ذهن ليزا مشغولا بأمور أخرى , وقالت وهي تتنهد في عمق:
" أنت تعرفين يا سام أنني أحب هذا الطراز العاطفي المتسلط من الرجال , فأنا لست مثلك يا سام".
ونظرت أليه سامنتا متسائلة :
" حقا , ولكن ماذا تعنين بذلك؟".
وتلعثمت ليزا وهي تقول:
" لا تحملي كلامي أكثر مما يعني , أنا لا أعني أنك غير جذابة , ولكنك لست عاطفية أليس كذلك يا سام , كنت ترددين دائما أنك لن تسمحي لأي رجل بأن يسيطر عليك , أو يثير عواطفك , وأنت تعرفين أن هذا الطراز من الرجال هو الذي يتمتع بالرجولة الحقة , وأنت تعرفين ما أعني".
وردّت سامنتا وهي تبتسم قائلة:
" أعتقد أنني أعرف ما تعنين".
ومرّت ليزا على شعرها الناعم بيدها في حركة تدل على الرضى التام عن نفسها وهي تقول:
" أنا أعترف أن روبرت يسبب لي مشاكل في كثير من الأحيان بسبب تسلطه وغيرته عليّ , ولكن هذا شأن الطراز العاطفي من الرجال , ولكنك يا سام لن تضطري إلى مواجهة مثل هذه المشاكل في حالة زواجك من ريتشارد".
ونزلت سامنتا من فوق السلم وأخذت تنفض عن نفسها أثار الطلاء وهي تقول:
" ربما كنت على حق فيما تقولين يا ليزا".
ولم ترد سامنتا على ذلك فهي لم ترغب الخوض مع ليزا في مثل هذا الحديث , أو الأستماع أليها وهي تتحدث عن طريقة زوجها في أظهار حبه لها , فلم تكن تعجبها طريقة أختها في الحديث عن زوجها وعن أسرارهما العاطفية , وكانت تشعر داخليا بالنفور من مثل هذه الأمور.
وفكّرت لو أنها متزوجة فلم يكن من الممكن لها أبدا أن تناقش أموره مع أي شخص , وخاصة بالنسبة لمدى براعته في أمور الحب , ولكنها في أي حال لو تزوجت ريتشارد فلن يكون هناك شيء مثير يمكنها التحدث عنه , فأن ريتشارد بارنز لم يكن من الطراز العاطفي من الرجال , القادر على أظهار عواطفه ولكنها هي أيضا لم تكن عاطفية , أنها لا تدري حقا ما أذا كانت عاطفية أم لا ,ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أنها لم تعثر بعد على الرجل الذي يمكنه أيقاظ عواطفها.
وأنتبهت سامنتا من أفكارها وأتجهت إلى باب الغرفة فجأة وهي تقول :
" سأعد لنا بعض القهوة".
ثم توقفت قليلا وأضافت :
" على فكرة لقد أجريت العملية بنجاح للعم أدوارد".
ووقفت ليزا في منتصف الغرفة ورفعت يدها لتضعها فوق جبهتها وبدا وكأنها تذكرت فجأة شيئا هاما وقالت:
" يا ألهي , نسيت تماما كل شيء بخصوص هذا الموضوع , لقد شغلني تماما الأعداد لسفر روبرت إلى مانشستر , حتى أنني نسيت كل شيء عن العم أدوارد , كيف حاله الآن أنه بخير أليس كذلك , أرجو ذلك يا سام لأنني أعرف مدى تعلقك به , أنا أيضا أحب الرجل العجوز ولكن كل ما في الأمر أنني لا أراه كثيرا منذ زواجي بروبرت".
وأضافت ليزا تسأل وهما تعبران البهو :
" هل سيعود العم أدوارد إلى المدرسة مع بدء الفترة الدراسية القادمة؟".
" لا , أخشى أنه لن يتمكن من ذلك".
وساد الصمت بينهما لفترة, كانت ليزا من الطراز الرقيق من الأشخاص ,الذي لا يحب تحمّل المسؤولية أو الخوض في حديث من المشاكل أو الموضوعات الجادّة , وكان الجميع منذ صغرها يحاولون تجنّبها التعرض لأي مشاكل أو صدمات , نظرت سامنتا إلى أختها وقالت:
" كانت العملية خطيرة للغاية , وسيلزمه وقت طويل قبل التماثل للشفاء تماما والعودة إلى العمل".
ثم أضافت وقد بدت في عينيها نظرة قلق:
" أذا كان سيقدّر له العودة إلى العمل فعلا".
وبدا على ليزا أنها تود عدم الأستطراد في هذا الحديث فقالت بصبر نافذ :
" لا تقلقي يا سام فأن العم أدوارد سيكون بخير وسيمكنه العودة إلى عمله , فالطب قد تقدم كثيرا هذه الأيام".
فردت سامنتا في لهجة يشوبها الحزن:
" هذا ما كنا نردده لوالدنا أليس كذلك يا ليزا , ولكن ماذا حدث؟".
وأكتسى وجه ليزا الجميل بالحزن وأمتلأت عيناها بالدموع وهي تقول :
" لماذا تقولين ذلك الآن يا سام , أنت تعرفين أن ذلك يسبب لي الحزن فأنا لا يمكنني أن أفكر في أنّ أبي.......".
وأنحدرت الدموع من عينيها الجميلتين , فأخرجت منديلا من حقيبتها وأخذت تمسح عينيها فقالت سامنتا في محاولة لتهدئتها :
" أنا آسفة يا ليزا , لقد نسيت أن الحديث في هذا الموضوع يحزنك ,والآن تعالي معي إلى المطبخ لنعد بعض القهوة".
قالت سامنتا ذلك وهي تدفع باب المطبخ الذي لم يكن به أحد في ذلك الوقت , فقد كانت السيدة كمبل مشغولة ببعض الأعمال في الطابق العلوي ,وبعد أن أنتهت سامنتا من أعداد القهوة ملأت ثلاثة أقداح أخذت أحدها وأتجهت بها إلى الطابق العلوي وهي تقول:
" سأحمل هذا القدح للسيدة كمبل فهي من الطراز الذي يتفانى في عمله , ولن تفكر أبدا في التوقف ولو قليلا لأعداد فنجان من الشاي أو القهوة لنفسها".
وتوجّهت سامنتا إلى حيث توجد السيدة كمبل في الطابق العلوي , التي تقوم بتنظيف أحد الغرف بالمكنسة الكهربائية , كانت السيدة كمبل سيدة ريفية قوية البنية من الطراز الذي لا يحب أن يضيّع الوقت في الحديث , وعندما قدمت لها سامنتا فنجان القهوة علت وجهها أبتسامة من أبتساماتها النادرة وهي تقول:
" شكرا يا آنسة غولد , أرجوك أن تتركي الفنجان فوق الطاولة ".
قالت السيدة كمبل ذلك ثم أستغرقت في عملها من جديد .
وعندما عادت سامنتا إلى المطبخ كانت ليزا تجلس إلى الطاولة الخشبية الكبيرة التي تتوسطه , وقد عادت إلى طبيعتها المرحة من جديد , وعندما جلست سامنتا نظرت أليها وهي تقول:
" أنني آسفة حقا يا سام , لأنني نسيت كل شيء عن العم أدوارد وأرجو ألا تعتقدي أنني لا أهتم به".
" بالطبع يا ليزا".
ونظرت سامنتا إلى أختها وهي تبتسم , كان من الصعب على أي شخص أن يغضب من ليزا لفترة طويلة.
ثم سألت ليزا:
" ولكن ماذا ستفعلين بدونه يا سام؟".
فلوت سامنتا شفتيها وهي تقول:
" لا أدري أنها مشكلة فعلا , فالمدرسة لا يمكن أن تمضي بدونه ولو كان ريتشارد موجودا هنا لأختلف الأمر , وربما أمكننا المضي في العمل حتى يتماثل العم أدوارد للشفاء ,ولكن العم أدوارد يرفض تماما أن نبلغ أبنه بأمر مرضه أو الجراحة التي أجريت له , وقد أخذ مني وعدا بذلك لأنه يعرف مدى أهتمام ريتشارد في أميركا الجنوبية , ومدى أهمية وجوده مع الأستاذ هايز فهو يعتقد أن مثل هذه الفرصة قد لا تتاح له بعد ذلك".
وظهر عدم الأقتناع على وجه ليزا وهي تقول:
" أن المسافة تبدو فظيعة بالنسبة أليّ , ولا أدري ما أهكمية البحث طوال النهار في أماكن ما قبل التاريخ والكهوف القديمة والمقابر , أنه شيء فظيع حقا".
وردّت سامنتا وهي تضع بعض الفطائر أمام ليزا على الطاولة :
" أن الأمر لا يبدوكذلك بالنسبة لريتشارد فهو مهتم جدا بعلم الحفريات ولو أنه لم يتوصل حتى الآن إلى شيء يذكر".
" في أي حال أعتقد أنه آن الآوان ليعود إلى المدرسة ليتولى العمل بدل والده حتى يتماثل للشفاء , هذا هو الحل الوحيد".
" ربما , ولكن لا يمكنه العودة الآن , فأن العم أدوارد يعتقد أن ريتشارد لن يتمكن من تحقيقي آماله لو أنه تخلى عن عمله مع الأستاذ هايز ليعمل بالتدريس , وهو يريد أن يحقق ريتشارد كل ما يريده قل العودة إلى المدرسة , حيث سيكون من الصعب عليه عمل شيء آخر , فأنت تعرفين أن مهنة لتدريس تستغرق كل الوقت , والعم أدوارد يريد أن يفعل ويتشارد كل ما يحلو له بوقته وهو ما زال شابا".
وضحكت ليزا بخبث وهي تقول:
" أعتقد أنني أعرف طرقا أفضل من ذلك يمضي بها أي شاب وقته".
ثم نظرت إلى أختها بطرف عينيها وهي تقول:
" أنا آسفة يا سام ما كان يجب أن أقول ذلك , ولكن ريتشارد بارنز شاب رزين للغاية , أليس كذلك؟ في أي حال ماذا ستفعلين بالنسبة للفترة الدراسية القادمة".
وبدا القلق على وجه سامنتا وهي تجيب:
" لا أدري حقا يا ليزا أنها تبدو مشكلة كبيرة , ليس من السهل في الظروف العادية الحصول على الشخص المناسب ليشغل منصب المدير ,فما بالك الآن وقد أوشك العام الدراسي على الأنتصاف , أن العثور على مثل هذا الشخص الآن يبدو مستحيلا , وخاصة يجب أن يكون شخصا على مستوى المسؤولية , فأن عددا من التلاميذ يعدّون الآن للدراسات العليا , في أي حال سيصل أحد الأشخاص هذا المساء وسيكون عليّ أنا مقابلته والتحدث معه عن أمور المدرسة".
ثم أبتسمت سامنتا في نوع من السخرية وهي تضيف:
" أنه وضع غريب حقا أن أقوم أنا سكرتيرة المدرسة بهذه المهمة مع الشخص الذي من المفروض أن يكون المدير الجديد ,وكن لا بد من قيامي بهذه المهمة من أجل الهم أدوارد".
وبدا الأهتمام على وجه ليزا وهي تسأل:
" ومن هو هذا الرجل , هل تعرفينه يا سام".
" لا , لم أره من قبل , ولكنني سمعت العم أدوارد يتحدث عنه كثيرا من قبل , وعرفت منه أنه كان طالبا حين كان العم أدوارد يلقي محاضراته في الجامعة , منذ بضع سنوات , وأستمرت الأتصالات بينهما منذ ذلك الوقت , ولكن يبدو أنه سيتسلم منصبا في أحدى المدارس الكبرى في شهر أيلول القادم , ولكن ليس لديه أي أرتباط في الوقت الحاضر وهو يقيم في فرنسا , أتصل به العم أدوارد هاتفيا قبل توجّهه إلى المستشفى لأجراء الجراحة , ووافق على الحضور إلى المدرسة هذا المساء , وأتمنى حضوره فعلا".
وسألت ليزا وهي تنحني فوق الطاولة لتأخذ بعض الفطائر:
" وما أسم هذا الشخص؟".
" رويل , آدم رويل".
أجابت سامنتا وهي ترفع فنجان القهوة إلى فمها , ولكنها أنزلته بسرعة بعد أن لاحظت التغيّر الشديد الذي طرأ على ليزا وقد أمتقع وجهها بصورة واضحة عند ذكر أسم آدم رويل , وتساءلت سامنتا في جزع:
" ماذا حدث يا ليزا , هل تعرفين شيئا عن هذا الشخص المدعو آدم رويل ".
وأزداد وجه ليزا أمتقاعا ثم علا شحوب شديد وهي تقول:
" نعم , أعرف عنه الكثير وما أعرفه لن يسرك أبدا ".
ثم فجأة أندفعت تقول لأختها :
" لا يمكنك يا سام أن تسمحي لمثل هذا الشخص افظيع بالحضور إلى هنا للعمل في المدرسة , أعتقد أنه يجب عليك أن تبحثي عن شخص آخر".
وتمالكت سامنتا نفسها وردّت بهدوء:
" ولكن يا ليزا أليس من الأفضل أن تهدأي وتوضحي لي الأمر , أين قابلت آدم رويل؟".
وبدت ليزا وكأنها تجاهد لأستعادة هدوئها , ونجحت في ذلك فقد ردّت في صوت بدا هادئا وطبيعيا :
" كان ذلك منذ زمن بعيد , لا تهتمي بما قلت يا سام".
ثم أفاقت بعد أن أخذت رشفة من فنجان القهوة:
" أرجوك يا سام أنسي كل شيء عن هذا الموضوع , كل ما في الأمر أنه كان مفاجأة لي , أن أسمع أسم آدم رويل يذكر أمامي بعد كل هذه المدة".
ولكن سامنتا ألحّت في معرفة المزيد وقالت:
" ولكن يا ليزا أرجوك حدثيني بكل ما تعرفين عن هذا الشخص , تعرفين أنني سأعمل معه طوال الفترة الدراسية القادمة , ويهمني معرفة المزيد عنه , ولن أشعر بالراحة أبدا حتى توضحي لي الأمر , لأنني سأظل أتساءل عما فعل آدم رويل ".
نظرت سامنتا إلى أختها عبر الطاولة في أنتظار المزيد من التفصيلات , كانت ليزا تصغر سامنتا بحوال عام واحد , والشبه كبير بينهما حتى يصعب أحيانا على أي شخص غريب أن يفرّق بينهما , كانتا متشابهتين في لون الشعر الأصفر , ولو أن لون شعر ليزا كان أفتح قليلا , ومتشابهتين أيضا في لون العيون الأزرق وعلى الرغم من كل ذلك , كان واضحا أن ليزا تتمتع بقدر أكبر من الجمال وسامنتا تدرك ذلك جيدا , ولكنها كانت تحب ليزا حبا ناضجا متسامحا لا يتناسب مع فتاة في سن الرابعة والعشرين , وربما كان ذلك يعود إلى أن والدتهما توفيت عقب ولادة ليزا مباشرة , مما جعل سامنتا تشعر بمسؤوليتها أتجاه أختها بوصفها الأخت الكبرى.
وقالت سامنتا وهي تحاول أستدراج أختها للحديث :
" والآن يا ليزا وهي تحاول أستدراج أختها للحديث .
" والآن يا ليزا أخبريني ما تعرفين عن أمر آدم رويل".
" أنت دائما تحصلين على ما تريدين يا سام".
وأشارت ليزا بيدها بطريقة يائسة وأستطردت تقول:
" أن هذه المسألة لا تخصني أنا بصفة شخصية , ولهذا لم أكن أودّ أن أحدثك عنها , ولكنني أمام ألحاحك أجد نفسي مضطرة للحديث".
وأستطردت ليزا قائلة :
" لقد حدث ذلك خلال الصيف الذي سبق زواجي من روبرت , عندما كنت أنت في لندن تتلقين تدريبك في أعمال السكرتارية , في ذلك الوقت أقام العم أدوارد والعمة بيتي مباراة للتنس في المدرسة خلال العطلة الصيفية , وطلبا مني أحضار أحدى الصديقات معي ليكمل العدد اللازم , وبالفعل أصطحبت معي أحدى الصديقات وأفضّل ألا أذكر أسمها فأنت لا تعرفينها , وكانت هذه الصديقة تقيم مع بعض أقاربها في البلدة هنا , خلال العطلة ونشأت بيننا صداقة , وبعد أنتهاء العطلة عادت إلى بلدتها التي أعتقد أنها كانت دوريست .
في ذلك الوقت تصادف وجود آدم رويل في البلدة , وكان العم أدوارد قد دعاه للحضور إلى المدرسة , وحاول آدم خلال فترة وجوده بالبلدة بكل الوسائل , أيقاع صديقتي في حبائله وقد نجح في ذلك بالفعل , وتعلقت به صديقتي إلى درجة الجنون , وكانا يشاهدان معا دائما في الصباح وفي المساء وربما ... لست أدري...... وأستمرّ الحال بينهما عدّة أسابيع , ثم فجأة وبدون أية مقدمات تخلّى آدم عن الفتاة , وغادر البلدة وتركها بعد أن تحطم قلبها, هكذا بكل بساطة".
وأخذت ليزا تعبث بالفنجان الموضوع أمامها على الطاولة وبدا كأنها أنتهت من قصتها عند هذا الحد فقالت سامنتا:
" هل هذا هو كل شيء يا ليزا ؟ أنها قصة عادية للغاية تحدث كل يوم ومع أي فتاة , وفي أي حال لا يمكن أن تصدري حكما على هذا الشخص , ما لم تكوني على علم تام بجميع الظروف التي أحاطت بهذه القصة ".
" ليس هذا صحيحا , فأنا يمكنني أن أصدر مثل هذا الحكم , فقد عاصرت هذه القصة بجميع ظروفها كما أخبرتك من قبل".
ثم أستطردت بطريقة أكثر أنفعالا :
" أنني أعرف طرقا كثيرة لأنهاء أي علاقة بين رجل وفتاة , ولكن ليس بهذه الطريقة الوحشية التي تنطوي على منتهى القسوة".
وأهتزّ صوت ليزا وهي تقول الجملة الأخيرة , وبدا الأنفعال واضحا على وجهها فنظرت أليها سامنتا بفضول قائلة :
" أشعر أن هناك شيئا غريبا في هذه القصة , ماذا حدث يا ليزا يبدو لي أنك تعرفين عن هذا الأمر أكثر مما تظهرين ,هل حدث أي تورط من جانبك في هذه المسألة ؟ أرجوك أريد أن أعرف كل شيء".
وظهر الحزن على وجه ليزا وقالت :
" أنت يا سام لا يفوتك شيء على الأطلاق , فعلا حدث ذلك إلى حد ما , فقد كانت صديقتي بعد أن تخلى عنها آدم في حالة يرثى لها , وخشيت أن ترتكب عملا أحمق , وهي في هذه الحالة من اليأس والحزن , أنت تعرفين ما أعني ".
" هل كنت تخشين أن تنتحر مثلا؟".
فضحكت ليزا بطريقة غريبة وهي تقول :
" أوه يا سام , لماذا تصرين دائما على التحدث عن مثل هذه الأمور ببرود ؟".
" كل ما في الأمر أنني أفضل ألا أغلّف الكلمات المقززة في غلاف من الكلمات الرقيقة , أرجوك أن تستمري في حديثك".
وأستطردت ليزا تقول :
" حسنا , لقد شعرت بالخوف فعلا على صديقتي , ورجتني أن أذهب أليه لأحاول أن أعيد المياه إلى مجاريها بينهما ".
فنظرت سامنتا أليها في ذهول وهي تقول :
" أنت فعلت ذلك يا ليزا , وهل ذهبت أليه بالفعل ؟".
" نعم , ذهبت أليه , كان غباء مني أن أفعل ذلك , أو اقبل التدخل في مثل هذه المسألة".
وأرتعش صوتها وبدا عليها الأضطراب الشديد وهي تستطرد قائلة:
" لم يكن هناك ما يدعو أبدا لأن يعاملني آدم رويل مثل هذه المعاملة الفظيعة , فقد حاولت أن أصلح بينه وبين صديقتي ".
وسكتت قليلا قبل أن تقول في أنفعال واضح:
" لا يمكنك أبدا يا سام أن تتخيّلي الأشياء الفظيعة التي قالها لي".
ونظرت سامنتا إلى أختها التي أرتعش فمها وهي تقول الجملة الأخيرة وقالت:
" أعتقد أنني أعرف , ويمكنني أن أتصور تماما ما حدث بينكما , لقد سعيت أنت إلى ذلك , كان الأجدر ألا تذهبي أليه , المهم في الأمر ماذا حدث بعد ذلك؟".
" رحل بعد ذلك عن البلدة فورا , علمت ذلك من العم أدوارد".
" وهل عرف العم أدوارد بهذا الأمر؟".
وظهر الجزع على وجه ليزا وهزّت رأسها في عصبية بالنفي وهي تقول :
" لا......لا ... أنني على يقين من أنه لم يعرف شيئا عن هذا الموضوع , فأنت تعرفين العم أدوارد , القراءة تستغرقه وليس لديه وقت للأهتمام بمثل هذه الأمور ".
وسألت سامنتا:
" وماذا عن الفتاة؟".
" عادت إلى بلدتها دورسيت بعد أن أقنعتها بأنها لم تخسر شيئا , ولكنها كانت مستاءة للغاية ".
وأنهت سامنتا شرب القهوة وهي تقول :
" في أي حال شكرا لك يا ليزا لتحذيري من آدم رويل ,ولكنني لا أرى أن هذه المسألة سيكون لها أثر بالنسبة لحضوره إلى هنا , وليس من المحتمل أبدا أن يتكرر ما حدث مع الآنسة بيلي أو سيسيلي ترامب , أما بالنسبة أليّ , فأنني لست من طراز الفتيات اللواتي يقدمن على الأنتحار بسبب قصة حب فاشلة".
" أفهم من ذلك , أنك ستسمحين له بالحضور إلى المدرسة بعد كل ما عرفت عنه ؟ هل تعتقدين أنه تصرف حكيم ؟".
وضحكت سامتنا وهي تقول:
" حقا يا صغيرتي أنك تبدين أهتماما أكثر من اللازم بهذه المسألة , وفي أي حال ليس لي دخل بها فأنت تعرفين أن العم أدوارد هو الذي أختار آدم رويل وطلب منه الحضور , وكل ما يهمني هو العور على شخص مناسب ليحل مكان العم حتى يتماثل للشفاء التام , ويبدو لي أن آدم رويل مناسب تماما من الناحية الأكاديمية لتولي منصب المدير".
ووقفت ليزا وأخذت تعدل من ملابسها وهي تقول :
" حنا , في هذه الحالة لن أحضر إلى المدرسة أبدا طوال فترة وجود آدم رويل هنا , وأؤكد لك ذلك يا سام".
فردّت سامنتا في لهجة عابثة :
" سأحضر أنا لأراك يا ليزا......... وسأحكي لك عن القلوب التي حطّمها آدم رويل في المدرسة".
فقالت ليزا وهي تهم بالخروج:
" حسنا يا سام يمكنك أن تسخري كما تشائين , ولكنك سترين بنفسك أنني كنت على حق , عندما حذرتك من هذا الشخص المدعو آدم رويل محطم القلوب , والذي لا قلب له على الأطلاق".
قالت ليزا ذلك وأتجهت إلى الباب وهي تقول:
" يجب علي الذهاب الآن , فقد يحضر آدم رويل في أي لحظة".
وقفت سامنتا على الباب الأمامي للمدرسة تلوّح لليزا وهي تبتعد في سيارتها السبور البيضاء , ثم عادت وقد بدا عليها التفكير العميق , وأتجهت إلى غرفة السكرتارية لتستأنف من جديد عملها في طلاء السقف , وأخذت تفكر في كل ما قالته ليزا عن آدم رويل.
عندما حان وقت الغداء كانت سامنتا قد أنتهت من عملية الطلاء ,وقد بدا سقف الحجرة أبيض لامعا , نظّمت الغرفة ثم توجهت إلى المطبخ , حث تناولت غداءها وأتجهت إلى غرفتها بعد ذلك لتستعد لأستقبال آدم رويل.
كانت سامنتا حتى قبل مجيء ليزا , تفكر في مسألة حضور آدم رويل إلى المدرسة بشيء من القلق , فلم يكن من السهل عليها أن تقبل تواجد شخص غريب في المدرسة , وأدارته لها طوال الفترة الدراسية القادمة , فهي لم تتعود على العمل مع أي شخص غريب , ولم يكن من السهل عليها ذلك , خاصة بعد تعاملها مع العم أدوارد الذي كانت طريقته في التعامل مع الجميع , تجبرهم على أحترامه وحبه , كان إلى جانب حزمه متفهما تماما للمشاكل التي يتعرض لها التلاميذ وهيئة التدريس , ولذلك فأنه لم يكن من السهل أبدا على سامنتا تقبل فكرة حلول شخص آخر مكان العم أدوارد وخاصة أذا كان هذا الشخص شابا.
كان لا بد للأمور أن تمضي في المدرسة على أكمل وجه , تحت أشراف المدير المؤقت الجديد , حتى يتم يتم شفاء العم أدوارد ويعود لمزاولة عمله , وأخذت سامنتا تفكر في الطريقة التي يمكنها أن تمهد للظهور المفاجىء لآدم رويل على مسرح الأحداث في المدرسة , لأن أحدا من هيئة التدريس لم يكن يعرف شيا عن مرض العم أدوارد ,فقد فضّل ألا يخبرهم بأمر مرضه ألا بعد أنتهاء الفترة الدراسية السابقة , وذهاب الجميع لقضاء عطلة عيد الفصح , فقد علمت في ذلك الوقت فقط أن العم أدوارد سيذهب إلى أحد الأخصائيين لأستشارته في أمر مرضه , ثم توالت الأحداث بعد ذلك بسرعة , وذهب العم أدوار إلى المستشفى , وكان من المقرر أن تجرى له الجراحة في عطلة الصيف مع نهاية العام الدراسي , ولكن حالته تدهورت سريعا وأصبحت الجراحة أمرا ضروريا.
شعرت سامنتا بالأسى وأمتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر وجه العم أدوارد المرهق , وهو يجلس في مقعده خلف المكتب في أنتظار عربة الأسعاف لنقله إلى المستشفى , وتذكرت كلماته وهو يقول لها :
" أشعر بالأسف لأنني أتركك وحدك تواجهين كل هذه المسؤولية ,وكل ما أريده هو أن.........".
ثم توقف عن الكلام , فقد فاجأته نوبة من الألم فوضعت ذراعها حول كتفيه , ولم تستطع أن تفعل شيئا لتخفف عنه سوى أن تطمئنه إلى أن كل شيء سيمضي على خير ما يرام في المدرسة وكأنه موجود في أنتظار عودته من المستشفى.
وزادها ذلك عزما على الأألتزام بوعدها للعم أدوارد , وصمّمت على أن يمضي كل شيء في المدرسة بسهولة , ونظام تحت أدارة آدم رويل المدير المؤقت الجديد ,وأن تحاول التعاون معه بقدر الأمكان.
وفكّرت سامنتا في أن حديث ليزا عن آدم رويل ووصفها له بأنه وحش لا قلب له , قد يكون مبالغا فيه إلى حد كبير , ولا يوجد أي أحتمال لأن يمارس رويل هوايته في تحطيم القلوب في هذه المدرسة , صعدت سامنتا إلى حجرتها لتعدل من مظهرها قبل وصول آدم , لتظهر بمظهر السكرتيرة , وليس الفتاة الجميلة , فقد تعلمت أثناء تدربها على أعمال السكرتارية في لندن , أن مهمة السكرتيرة الناجحة أولا هي القيام بأعمالها كسكرتيرة ,وليس تنفيذ الأوامر الأخرى التي يمكن لمديرها أن يحققها في الخارج , وكانت سامنتا مقتنعة تماما بهذا , لأنها تعتقد أنه من الأفضل فعلا عدم الخلط بين العمل والمرح , وفي الساعة الثانية كانت سامنتا قد أنتهت من تغيير ملابسها , وأستعدت لأستقبال آدم , ثم أتجهت إلى مكتب العم أدوارد حيث جلست على المقعد الكبير خلف المكتب , وكانت تبدو أنيقة للغاية في زيها الأزرق الذي تحليه ياقة بيضاء , وأنسدل شعرها الذهبي على كتفيها , فكساهما حمرة جذابة , لم تكن سامنتا لتصدق أحدا لو أمتدح جمالها , فقد نشأت منذ صغرها وهي تعرف أن ليزا هي الأخت الجميلة وليست هي.
وفكّرت سامنتا أنه من غير اللائق أن تستقبل المدير الجديد ,وهي تجلس في كرسيّ العم أدوارد , فنهضت من مكانها وأتجهت إلى الجانب الآخر من المكتب وبعد فترة قليلة سمعت صوت جرس الباب الأمامي , ثم سمعت عبر البهو صوت رجل يتحدث مع السيدة كمبل وفتح باب المكتب فرأت السيدة كمبل وهي تعلن لها قدوم آدم رويل.
وعلى الرغم من أن سامنتا كانت قد أعدّت نفسها لهذا اللقاء , ألا أن قلبها أخذ يدق بعنف وآدم رويل يخطو إلى داخل الغرفة , كانت تدرك تماما أهمية هذا اللقاء , ووقفت خطوتين في أتجاه الرجل الفارع القوام الواقف أمامها وهو يرتدي حلّة أنيقة من التويد الرمادي , ومدت يدها وأرتسمت أبتسامة مرحبة فوق شفتيها وهي تقول:
" كيف حالك يا سيد.......".
وفجأة أنهار كل ما أعدّته من قبل لهذا اللقاء , فقد حملق فيها الرجل بذهول كمن أصابته صاعقة , وسمعت صوته يهدر غاضبا كالرعد وهو يقول :
" آنسة غولد , ماذا يدور هنا...... وماذا تفعلين هنا بحق السماء".
ورجعت سامنتا خطوة إلى الوراء من هول المفاجأة , لكنها تمكنت بعد جهد من أستعادة هدوئها , وقالت بصوت حاولت أن يكون هادئا بقدر الأمكان .
" أعتقد أنك مخطىء يا سيدي , فأننا لم نلتق من قبل".
ووقف الرجل يحملق فيها كأنه لا يصدّق عينيه , ونظرت سامنتا أليه بثبات , كان جذابا لولا هذه التقطيبة التي تعلو وجهه , وهو من الطراز الذي تلفت رجولته الأنظار وعلى الرغم من محاولتها الأحتفاظ بهدوئها , ألا أنها كانت تشعر بالدماء تندفع إلى وجنتيها , وفي اللحظة التي بدأت تشعر بأنه لن يمكنها الصمود أكثر من ذلك , جاءها صوته وقد هدأت نبراته وهو يقول:
" شيء غريب حقا , نفس الشكل , ونفس الأسم ".
وأستطرد معتذرا:
" أرجوك أغفري لي , يبدو أنني أخطأت ".
وقال متسائلا:
" هل لك أخت توأم ؟".
وفكّرت سامنتا سريعا , لا بد أنه خلط بينها وبين ليزا , فالشبه كبير بينهما , وقد مضى على لقائه بها بضع سنوات , ولما كانت تدرك أنه ليس هناك أحتمال لحضور ليزا إلى المدرسة , ورؤية آدم لها فلم تشأ أحياء هذه الذكرى المؤلمة , وأكتفت بأن نفت أن لها أختا توأما.
وهز الرجل كتفيه ووجهه ما زال ينطق بالحيرة وقال :
" لا باس أكرر أسفي لما حدث فقد كنت وقحا للغاية ".
ولاح شبح أبتسامة على شفتيه .
ونظرت سامنتا أليه , كانت عيناه سوداوين يشعّ منهما أبريق أخاذ , ورموشه كثيفة , وعندما يبتسم كان يغمض عينيه بطريقة تمثيلية وقالت سامنتا وهي تقدّم له مقعد العم أدوارد :
"لا عليك , هذه أشياء كثيرا ما تحدث تفضل بالجلوس ".
وجلس آدم أمامها وبدا عليه أنه يريد التحدث مباشرة في الموضوع الذي أتى من أجله وقال:
" أعتقد أنه من الأفضل أن نتحدث فورا في التفصيلات , أنت.......".
" سامنتا غولد سكرتيرة المدرسة".
" آه نعم سامنتا".
ردد الأسم وهو ساهم , ونظر أليها مرة أخرى وكأنه يريد أن يتذكر شيئا ثم قال :
" في الحقيقة لا أكاد أعرف شيئا عن المدرسة , فقد مضى زمن طويل منذ حضوري إلى هنا".
قال هذا وألتفت أليها سريعا , هل ما زال يظن أنها ليزا وأنها ترفض الأعتراف بذلك؟
" كم مضى عليك في العمل هنا يا آنسة غولد؟".
وردّت سامنتا:
" عملت سكرتيرة هنا لمدة أربع سنوات , ولكنني أعيش في المدرسة منذ فترة طويلة".
وبدت الحيرة على وجهه وهو يقول:
" كيف حدث أنني لم أقابلك من قبل فقد أستضافني السيد بارنز منذ أربع سنوات لمدة شهر تقريبا".
" لا أظن ذلك , ففي هذا الوقت كنت في لندن أقضي فترة تدريب على أعمال السكرتيرية".
ورجع بمقعده إلى الخلف وهو يقول :
" مجرّد مصادفة غريبة , في أي حال أن الفتاة التي خلطت بينك وبينها لا يمكن أن تصبح سكرتيرة في مدرسة , ولا أعتقد أن لديها القدرة على ذلك".
وأرتاحت سامنتا إلى فكرة أنه لن يثير هذا الموضوع مرة أخرى وسألته من جديد عمّا يريد معرفته من أمور المدرسة.
وسألها عن العم أدوارد وظهر القلق واضحا على وجهه وهو يستمع أليها فأدكت على الفور مدى أهتمامه به ,وبعد فترة قصيرة ألتفت أليها فجأة قائلا:
" والآن هيا إلى العمل , أرجو أن تزوديني بكل التفصيلات الممكنة عن العمل بالمدرسة ".
وفتحت سامنتا ملفا وضعته أمامه فوق المكتب , وبعد أن تصفّح الأوراق نظر أليها قائلا:
" أرى أنه يوجد الكثير من السيدات في هيئة التدريس".
ثم فاجأها بقوله:
" هل تقيمين في المدرسة؟".
وشعرت سامنتا بحيرة أتجاه هذا السؤال , وردت بالأيجاب , وتلا ذلك فترة سكون بدا على آدم خلالها أنه يفكر في شيء ما فسألته بحذر:
" هل تعتقد يا سيد رويل أنه سيكون بمقدورك الحضور للعمل في فترة الصيف؟".
ورفع حاجبيه وكأنه لا يرى مجالا لمثل هذا السؤال ورد بالأيجاب , وشعرت سامنتا بالأرتياح فمهما كانت شخصية آدم فلا بد أن العم أدوارد لم يكن يختاره لأدارة المدرسة لو لم يكن مناسبا للمنصب , وأنساها شعورها بالأرتياح تحفظها للحظة , فأندفعت تقول :
" أنني سعيدة لذلك , ستجد الجميع هنا أصدقاءك ".
ولم يرد آدم على هذا التعليق , وأكتفى بالنظر من النافذة ثم بدا عليه وكأنه قرر شيئا فأستدار بمقعده فجأة ليصبح في مواجهتها , وقال :
" آنسة غولد , أتريدين أن أوضح لك شيئا منذ البداية , وهو أنني لست أجتماعيا , ولست على أستعداد لأقامة علاقات شخصية مع أعضاء هيئة التدريس ".
ونظرت سامنتا أليه في ذهول وهي تقول:
" ما الذي يجعلك تعتقد أن أحدا يريد أن يقيم معك علاقات شخصية؟".
" أنه مجرد شيء يحدث دائما , وخاصة أذا كان يوجد هذا العدد من النساء , وسأكون شاكرا لو أـبلغت هذه الرغبة للجميع بطريقة لطيفة".
وأبتسم بطريقة معيّنة وهو يقول :
" وأنا على يقين من أنه لا تنقصك اللباقة".
ونظرت أليه سامنتا في صمت تساءلت عمّا يدعوه إلى هذا القول , فهو لا يبدو عليه أنه شخص غير أجتماعي , فأن نظرات عينيه واألأبتسامة التي تبدو حول ركن فمه , لا تعطي هذا الأنطباع أبدا .
وهزّت سامنتا رأسها في هدوء وهي تقول :
" ليس هذا من أختصاصي , ولكنني سأعمل على ألا يضايقك شيء".
ويبدو أن آدم أراد أن يخفّف قليلا من موقفه السابق فأردف قائلا :
" في الحقيقة أنني أقوم في الوقت الحاضر بتأليف أحد الكتب , ويجب أن أنتهي منه قبل نهاية الشهر القادم".
" أنني أقدّر ذلك ".
ردّت سامنتا بطريقة مهذبة , وهي لا تدري ما أذا كان يتوقع منها أن تسأله عن هذا الكتاب , وأنتظر آدم قليلا ولما لم تقل شيئا نهض واقفا وهو يقول :
" الآن وقد أنتهينا , أكون شاكرا لو شرحت لي كيف أذهب إلى المستشفى , أريد أن أقابل الطبيبي لأعرف منه المزيد عن حالة السيد بارنز".
" حقا , هل ستفعل ذلك؟ فأنا لم أتمكن من التحدث مع الطبيب ,ولكنني أعتقد أن الأمر سيختلف بالنسبة أليك".
ونظر أليها آدم وهو يتساءل في سخرية:
"حقا ما تقولين ؟ ولكن لماذا؟".
وشعرت سامنتا أنه يحتويها بعينيه السوداوين , فأضطربت وهي تجيبه :
" أقصد أنكرجل وسيهتمون بك أكثر مني".
وبدأت سامنتا تشعر بالخوف , وعينا آدم النافذتان تتفحصانا وأندفع الدم إلى وجنتيها فخفضت عينيها , وبعد فترة من الصمت سمعت صوته يقول :
" آنسة غولد , أذا كنا سنعمل معا , فأريدك أن تعرفي شيئا هاما عني وهو أنني لا أميل إلى المجاملات النسائية".
ولم تدر سامنتا ما أذا كان آدم قد أبتسم وهو يقول ذلك فأنها لم تكن تنظر أليه.



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:22 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- عدوّ النساء
دخلت سامنتا إلى المطبخ وكانت السيدة كمبل تعد الشاي , ونظرت سامنتا إلى فطيرة الكرز التي برعت السيدة كمبل في أعدادها وهي تقول:
" أنني أحظى دائما بنصيب الأسد من هذه الفطيرة اللذيذة في أيام العطلات , ولو أنه يجب أن أحافظ على رشاقتي".
ونظرت السيدة كمبل إلى قوام سامنتا النحيل بطريقة متفحصة وهي تقول:
" أعتقد أنه يجب أن تتوقفي عن أتباع الرجيم".
وجلستا في صمت تتناولان الشاي , كانت السيدة كمبل من النوع العملي , الذي يتحدث قليلا ونادرا ما تبتسم , وكانت سامنتا مشغولة الذهن بأشياء أخرى.
أنهت سامنتا ألتهام فطيرتها وشكرت السيدة كمبل التي أكتفت بالرد عليها بأيماءة من رأسها وقالت :
" أرجو يا آنسة غولد أن تتذكري أحضار مفارش للشاي".
" لقد طلبت ذلك بالفعل".
وساد الصمت بينهما من جديد , ثم قطعته السيدة كمبل فجأة قائلة:
" ذلك الشاب الذي يدعى السيد.... لا أعرف أسمه , هل سيحضر خلال الفترة الدراسية القادمة؟".
" تقصدين السيد رويل , نعم وسيكون شيئا غريبا أن يحل مكان السيد بارنز".
وردّت السيدة كمبل بدون أن تلتفت إلى سامنتا :
" أعتقد أنه سيمكنه ذلك".
وأبتسمت سامنتا , فقد كانت تدرك مقدرة السيدة كمبل في الحكم الصحيح على الأشخاص .
وفي هذه اللحظة علا رنين الهاتف , فأسرعت سامنتا للرد عليه في لهفة ثم تعهدها في نفسها من قبل , وجاءها على الطرف الآخر صوت عرفته على الفور , كان صوت آدم رويل الذي لا يمكن أن تخطئه الأذن , فقد كان عميق النبرات ينم عن ثقة بالنفس وسمعته يقول :
" آنسة غولد أنا آدم رويل , ظننت أنك تريدين الأطمئنان على صحة السيد بارنز ".
وأستطرد يقول :
" قابلت الطبيب وطمأنني على حالته , ربما لزم بعض الوقت للشفاء التام نظرا لخطورة الجراحة".
وشكرته سامنتا في لهجة حاولت أن تخلو من أي أنفعال , وساد الصمت بينهما قليلا ثم قال آدم :
" لم نتفق بعد على موعد حضوري إلى المدرسة , متى يبدأ العمل؟".
" يوم الثلاثاء المقبل , وقد يعود المدرسون قبل ذلك".
" حسنا , أود الحضور إلى المدرسة قبل ذلك , أذا لم يكن هناك ما يمنع , ما رأيك هل يناسبك يوم السبت؟".
وترددت سامنتا قليلا فقد أنتابها شعور بالأضطراب , من أحتمال وجودهما مع السيدة كمبل بمفردهم طوال فترة نهاية الأسبوع , وبدا وكأن آدم شعر بهذا التردد أذ جاءها صوته يقول :
" أذا كان ذلك غير مناسب ........".
ولكنها قاطعته بسرعة قائلة :
" لا , بالطبع سننتظرك يوم السبت المقبل وسيكون كل شيء معدا لحضورك ".
ثم سادت بينهما فترة أخرى من الصمت قطعها آدم وهو يقول :
" شكرا يا آنسة غولد وإلى اللقاء ".
ووضعت سامنتا السمّاعة وهي تفكر في الحديث الذي جرى بينهما .
وفي اليوم التالي ذهبت لزيارة العم أدوارد ووقفت سامنتا إلى جانب السرير الذي يرقد عليه رجل بدا وكأنه نائم , وأمتلأت عيناها بالدموع , كان من الصعب أن تصدّق أن هذا الرجل الشاحب الذي يبدو عليه الأرهاق الشديد هو العم أدوارد المفعم بالنشاط , وكانت الممرضة قد طلبت من سامنتا ألا تطيل في الزيارة , ترددت في وقفتها فلم ترغب في أيقاظه , ولكن ترددها لم يطل فقد فتح العم أدوارد عينيه في أعياء شديد وظهر الفرح فيهما عندما عرفها , وتبدّل وجهه سريعا ليعود من جديد العم أدوارد الذي تعرفه.
وأنحنت سامنتا وقبّلته وجذبت مقعدا حيث جلست بجوار السرير وقد أخذت يده الواهنة بين يديها في حنان وهي تقول:
" كيف الحال يا عم أدوارد؟ لن يسمحوا لي بالبقاء معك طويلا".
ولاحت أبتسامة على شفتيه وهو يقول بصوت ضعيف:
" أنا بخير , سأخرج قريبا , كل شيء على ما يرام؟".
وضغطت سامنتا على يده مطمئنى .
ولم يزد العم أدوارد على ذلك, بل أغمض عينيه في رضى وأطمئنان وظلت سامنتا في مكانها محتفظة بيده بين كلتا يديها إلى أن طلبت منها الممرضة أنهاء الزيارة.
وعادت سامنتا إلى المدرسة وهي تشعر بقلق شديد أنها لم تكن تقدر من قبل مدى تعلقها بالعم أدوارد الذي أحتلّ في نفسها مكانة والدها الذي كانت تحبّه إلى درجة كبيرة , لقد توفي والدها فجأة وهي بعد في السابعة عشر من عمرها . وكانت لوفاته المفاجئة , صدمة كبيرة بالنسبة لها ولأختها ليزا التي حزنت لبعض الوقت , ثم عادت إلى طبيعتها المرحة , وقد وافقت ليزا بعد ذلك على الذهاب مع أمها في العمادة في رحلة إلى اليونان حيث أقامت معها بعد ذلك بصفة دائمة.
أما سامنتا فقد أصرّ أدوارد بانز الذي كان صديقا قديما لوالدها أن تقيم معه , هو زوجته العمة بيتي وطلب منها أن يحل مكان والدها الذي كان من المقرر أن يشترك معه في مشروع أقامة المدرسة ولكن العمر لم يسعفه .
وبعد أن أنهت سامنتا دراستها الثانوية , رفضت فكرة الذهاب إلى الجامعة وفضّلت التدرب على أعمال السكرتارية , وتسلمت بعد ذلك عملها كسكرتيرة في المدرسة , حيث كانت تفضل البقاء مع العم أدوارد والعمة بيتي الذين عوّضاها حنان والدها ولكن بدأت صحة العمة بيتي تتدهور شيئا فشيئا , فبدأت خدماتها لسامنتا تتناقص , فلم يبق لديها ما تمنحه سوى الحب والحنان , وهكذا مضت الأيام حتى أصبحت العمة بيتي لسامنتا الأم التي لا تتذكرها , ولكنها عندما توفيت منذ أربع سنوات حزنت عليها سامنتا حزنا شديدا , أما ليزا فقد تزوجت بعد ذلك بفترة وجيزة من روبرت فيلدنغ الواسع الثراء الذي كان يشغل منصبا مرموقا في أحد مصانع السيارات , وأقامت في منزل جميل في أحدى الضواحي الراقية القريبة.
في ذلك الوقت تقريبا عاد ريتشارد بارنز الذي يدرس في أوكسفورد , وكان يمضي عطلاته اليفية دائما في المدرسة , وحرص دائما على أن يظهر لسامنتا خلال تلك الفترات القليلة , مدى أعتزازه بصداقتها وأرتياحه لصحبتها , وكانت سامنتا تبادله نفس الشعور , فهي تشعر في صحبته بالأمان الذي أفتقدته بوفاة والدها المفاجئة.
مضى أسبوع بعد مقابلتها لآدم رويل , وكان على سامنتا أن تقوم بالكثير من الواجبات مع بدء الدراسة , ومع أقتراب الموعد أزدادت أعباؤها ورغم ذلك أستطاعت أن تختطف بعض الوقت لتقوم بزيارتين للعم أدوارد , الذي بدا وكأنه يتماثل للشفاء ببطء شديد.
وفي الموعد المتفق عليه , وصل آدم رويل إلى المدرسة , وكانت سامنتا تتفقد جناح العم أدوارد حيث سيقيم آدم , عندما أعلنت السيدة كمبل قدومه , وبطريقة لا شعورية وجدت سامنتا نفسها تنظر إلى المرآة لتعدل من هيئتها , في هذه اللحظة أنتابها شعور بعدم الأرتياح , وتمنت لو أنها لم تر آدم رويل مرة أخرى , وسمعت سامنتا صوت السيدة كمبل وهي تقول:
" معذرة يا سيدي , سأبلغ الآنسة غولد بحضورك".
وبعد أن ألقت نظرة أخيرة إلى المرآة , أتجهت سامنتا صوب الباب وهي تعلن للسيدة كمبل حضورها , وتقدمت إلى آدم مرحبة وأبتسمت وهي تقول :
" مساء الخير يا سيد رويل , أرجو أن تكون بخير".
ولم تمد سامنتا يدها لمصافحة آدم الذي مدّ أليها يده وصافحها , محتفظا بيدها في يده لفترة أطول من المعتاد وبعد أن ترك يدها قال مبتسما :
" هذا تعويض لما حدث مني في المقابلة الماضية".
وشعرت سامنتا بأضطراب شديد , فقد فوجئت بهذه المقابلة الودية من جانب آدم , ولزمها وقت طويل قبل أن تستعيد هدوءها وترد عليه قائلة:
" أنني سعيدة لذلك , والآن أصحبك إلى جناحك".
وسألت السيدة كمبل:
" أين تود أن تأخذ عشاءك يا سيدي".
" هذا لا يهم على الأطلاق , أنني لا أريد أن أسبب لك المزيد من المتاعب , سأتتناول العشاء في غرفة الطعام ألا يسبب وجودي المبكر أية متاعب أضافية".
كانت السيدة كمبل تحدّق في آدم بوجهها الممتلىء وقد أكتسى بتعبير غريب عرفت فيه سامنتا أحدى أبتساماتها النادرة.
وبعد أن ذهبت ألتفت آدم إلى سامنتا وهو يرفع حاجبيه في دهشة وقال ساخرا :
" حقا أن تعبيرات وجهها غريبة , هل هي دائما هكذا ؟".
فردّت سامنتا في لهجة حاولت أن تبدو باردة :
" أنها تبتسم لك وهو شيء نادر ما يحدث , يمكنك أن تعتبرها تحية خاصة ".
وسكتت قليلا ثم قالت :
" ألا أذا كنت تريد أن تضم السيدة كمبل إلى قائمة النساء في المدرسة ".
وضحكت عينا آدم وهو يرد على سامنتا قائلا:
" هل أنت دائما حسّاسة هكذا يا آنسة غولد".
وشعرت سامنتا بأنها فشلت حتى الآن في محاولاتها لكي تسير الأمور بينها وبين آدم بطريقة مرضية فقالت معتذرة :
" معذرة , أحاول فقط ألا أنسى رغباتك , فأنني أريد التعاون معك بقدر الأمكان أكراما للعم أدوارد ولمصلحة المدرسة , ولكن يبدو أن الأمر سيكون من الصعوبة بمكان".
وردّ آدم قائلا:
" ألا تبالغين في قولك قليلا؟ أن ملاحظتي بالنسبة إلى السيدة كمبل لم أقصد بها شيئا , حقيقة أنا معجب بها , ولكن أليس من الأفضل الآن أن تتخلّي عن هذا الموقف المتزمت , ونتحدث كآدميين ".
ووقفت سامنتا في منتصف الغرفة تحدّق فيه بذهول ,وقد شعرت أن جميع القرارات التي أتخذتها لتكون على علاقة طيبة بآدم قد أنهارت فجأة , وردّت في أنفعال شديد:
" أعتقد أنني أنسانة فعلا , أنك أنت".
ورد آدم قولها في سخرية وهو يقول:
" رد الفعل النسائي التقليدي".
وأنتاب سامنتا غضب مفاجىء , وأرتعشت ركبتاها وأخذ قلبها يدق بعنف وهي تقول :
" أن هذا شيء غير معقول على الأطلاق ".
ولدهشتها الشديدة مدّ آدم يده ليمسك برسغها بقوة وهو يقول :
" المجادلات النسائية نفسها , تعالي الآن يا آنسة غولد , أنني أشعر أن البداية كانت خاطئة , أرجو أن تهدأي قليلا حتى يمكننا التحدث في هدوء".
قال آدم ذلك وهو يسحبها من رسغها لتجلس على الأريكة المجاورة للنافذة , وحاولت سامنتا أن تتخلص من قبضة يد آدم القوية , ولكنها بدت وكأن الموقف قد خرج من يدها تماما.
فجلست وجلس آدم إلى جانبها وهو ما زال محتفظا بقبضته على رسغها كأنها طفلة ثائرة يحاول تهدئتها .
وفي هذه اللحظة أناب سامنتا شعور بالخجل الشديد , لأن الموقف وصل بينهما إلى هذا الحد , وشعرت يعيني أدم تتفحصان وجهها ,ولكنها لم تستطع أن ترفع عينيها إلى وجهه , كانت تشعر أن تصرفها هو الذي أوقعها في هذا الموقف , وكان عليها منذ البداية أن تدرك أن آدم ليس من طراز الرجال الذي يمكن التعامل معه بسهولة , وأدركت في هذه اللحظة أن ليزا كانت على حق عندما وصفته بالقسوة.
وعندما بدأ آدم الحديث من جديد , بدا صوته هادئا وهو يقول:
" والآن يا آنسة غولد نريد أن نوضح بعض الأمور منذ البداية , عندما قابلتك لأول مرة كان أنطباعي هنك أنك فتاة على جانب من الفطنة , ولعلّ هذا ما دفعني لأن أتبسّط معك في الحديث , ولكن لا داعي أبدا لأن تتمادي في مثل هذا الموقف الذي لا يمكن أن أقبله من أي شخص".
وأستطرد يقول :
" لقد أوضحت في أكثر من مناسبة أنك لا تميلين أليّ , ولكن لا داعي لأن تنتهزي الفرص لتؤكدي لي هذا الموقف ,في الحقيقة أفضّل هذا الشعور من النساء اللواتي يعملن معي".
وسكت قليلا ثم قال :
" والآن هل أوضحت موقفي ؟".
وشعرت سامنتا بدمائها تغلي في عروقها , ولكن كان عليها أن تحاول التعامل مع آدم بأي طريقة خلال الشهور القادمة , أكراما للعم أدوارد , وعليها أن تكون على الأقل مهذبة معه.
ورفعت سامنتا عينيها فألتقتا بعيني آدم ومّرة أخرى أنتابها الشعور بالضعف الشديد أزاء نظراته النفاذة العجيبة.
وردّت في لهجة حاولت أن تخلو تماما من أي تهكم :
" نعم يا سيد آدم أعتقد أن كل شيء واضح تماما".
وأبتسم آدم وترك رسغها وهو يقول :
" حسنا , أعتقد أن الأمور ستمضي بيننا على ما يرام , والآن هل يمكك أن ترشديني إلى جناحي؟".
وصحبته سامنتا وهي تقول أن العشاء سيكون معدا في تمام السابعة وأشارت إلى خزانة بالغرفة وهي تقول:
" ستجد هنا ما يلزمك من مشروبات".
وأتجه آدم إلى حيث أشارت سامنتا , وأخرج زجاجة وهو يقول:
"والآن فلنشرب نخب تسلّمي العمل".
" شكرا يا سيد آدم , أعتقد أن الوقت ما زال مبكرا بالنسبة أليّ لتناول الشراب".
ونظر آدم إلى ساعته , ثم رفع عينيه ونظر أليها وأبتسامته تتراقص على شفتيه ثم قال:
"حسنا , في أي حال لن أعتبر هذا موقفا منك ".
وبعد تفكير قليل وجدت سامنتا أنه ليس من حقها التعامل معه بهذه الطريقة , فعادت إلى الطاولة حيث أخذت الكأس التي ملأها ,وقال آدم وهو يرفع كأسه وينظر في عينيها :
" نخب المزيد من التفاهم بيننا ".
وردّت سامنتا النخب بصوت خافت , وأسرعت بشرب كأسها , وغادرت الغرفة وهي تفكر فيما حدث , كانت المرة الأولى التي تفقد فيها سامنتا أعصابها , ولكنها تعتقد أن آدم من الطراز الأستفزازي من الرجال.
وأتجهت سامنتا إلى مكتبها , حيث حاولت الأتصال بليزا هاتفيا , ولمّا لم تتلق ردا صعدت إلى غرفتها لتعدّل من منظرها قبل الجلوس إلى العشاء , لم يكن من عادة سامنتا أن تبدّل ملابسها قبل العشاء في أوقات العطلات , ألا أذا حضر أحد الضيوف , ولكن الأمر يختلف الليلة مع وجود آدم رويل , وداخلها شعور بالتحدي وهي تنتقي أجمل ثيابها , لا بد أن تبدو جذابة فأن هذا الشعور سيمنحها الثقة في نفسها لمواجهة آدم , وأطمأنت سامنتا إلى مظهرها في المرآة قبل أن تغادر غرفتها وشعرت أنها على أستعداد لمواجهة آدم وأبتسامته الساخرة .
وأتجهت سامنتا إلى المطبخ , كانت رائحة الطعام لذيذة تفوح منه وكانت السيدة كمبل تقف وقد أرتدت ثوبا وردي الليل , بدلا من الثوب الأزرق الداكن الذي أعتادت أرتداءه , وأظهرت سامنتا للسيدة كمبل أستحسانها لثوبها فردّت قائلة :
" أنه مجرد تغيير".
ثم أنشغلت في أعداد الطعام وهي تسأل سامنتا عما أذا كانت ستقوم بأبلاغ آدم بأن العشاء معد , وطلبت سامنتا منها أن تبلغه ذلك بنفسها , وعلى الرغم من أنه كان هناك أتصال بين المطبخ وجناح العم أدوارد , فأن كمبل فضلت الذهاب بنفسها قائلة:
" سأبلغه ذلك بنفسي فهذه هي المرة الأولى التي يبدو فيها لطيفا".
وأتجّهت سامنتا إلى غرفة الطعام التي تطل على ملاعب التنس , كان المكان معدا لشخصين وأطمأنت إلى أن كل شيء في مكانه , وأخذت تتساءل ما أذا كان من الواجب تقديم الشراب لآدام على العشاء , في هذه اللحظة سمعت وقع أقدامه وهو يدخل إلى الغرفة.
لاحظت سامنتا أنه بدّل ملابسه , وأرتدى حلّة داكنة اللون مع رباط عنق زاهي , وبدا جذابا للغاية , وقال آدم وهو يتجه أليها .
" تبدين كمضيفة , هل تنتظرين أحدا على العشاء؟".
وتحركت سامنتا إلى الطاولة وهي تقول:
" لا يوجد غيرنا الليلة".
ولم تدر ماذا تقول بعد ذلك , كانت تشعر بالتردد في مواجهة آدم , فقد تعوّدت الصراحة في تعاملها مع الناس ولكنها شعرت أن الوضع يختلف مع آدم ثم قالت وهي تحاول أن تكون لطيفة:
" كنت أتساءل أذا كان من الواجب أن أقدّم لك الشراب؟".
وظهرت الدهشة على وجهه وبدا وكأنه يفكر وهو يلتفت أليها قائلا:
" هذا شيء جميل , ويجب أن أعترف بذلك , ولكن ما هي المناسبات التقليدية في المدرسة لتقديم الشراب؟".
" أعياد الميلاد ورأس السنة والمناسبات الخاصة".
" حسنا , أنه ليس عيد ميلادي ولا أعتقد أيضا أنه عيد ميلادك ولهذا أقترح أعتبارا من الليلة مناسبة خاصة أذا كنت تتفقين معي في ذلك".
" هذا شيء عليك أنت أن تقرّره".
" لا هذا من أختصاصك كسيدة ".
قال آدم ذلك ونظر أليها بطريقة عابثة , فشعرت بدقات قلبها تسرع وبذلت جهدا كبيرا وهي تحاول أبعاد عينيها عن عينيه الآسرتين وقالت:
" أنا على يقين من أنّ العم أدوارد كان سيقدم لك الشراب طيلة بقائك في المدرسة".
ورفع آدم حاجبيه في دهشة قائلا:
" العم أدوارد ! لم أكن أعرف أن هناك صلة قرابة بينكما".
فردّت سامنتا بسرعة :
" لم أقصد ذلك تماما , أن أدوارد بارنز كان صديقا حميما لوالدي الذي تولّى فجأة بضع سنوات".
ولاحظت سامنتا لمحة من الحزن تكسو وجه آدم , فأستطردت تشرح له العلاقة بين العم أدوارد ووالدها.
وبعد فترة من الصمت هز! آدم رأسه بأسف وهو يقول:
" أذكر أن السيد بارنز قصّ عليّ شيئا من هذا القبيل , أنه شخص عظيم ".
ولفهما الصمت من جديد وليست سامنتا في هذه اللحظة تماما وجود آدم , فقد كانت تسترجع صورة العم أدوارد وهو على سريره بالمستشفى.
وأخيرا قطع آدم الصمت وهو يقول:
" لقد سألت عنه بالمستشفى ويبدو أنه في حالة جيدة".
وأخذ آدم ينظر إلى سامنتا بأنتباه وهي تتحدث عن العم أدوارد وقد لمعت عيناها الزرقاوان وقال أخيرا:
" أعتقد أننا وجدنا مناسبة نحتفل بها معا , فلنذهب إلى العنبر لأحضار زجاجة ".
وذهبت معه سامنتا وفتحت الباب وأضاءت النور وهي تخذّره من درجات السلم المتآكلة , ونزل آدم أولا وعندما وصل إلى النهاية نظر إلى أعلى وهو يقول :
" أنتبهي إلى هذا الحائط حتى لا يتسخ رداؤك الجميل!".
ما كاد آدم ينطق بذلك حتى زلّت قدم سامنتا , فمدّ آدم ذراعه ليمسك بها بقوة , وشعرت للحظة بأنها ملتصقة به , فأضطربت بشدّة ثم سمعته يسألها وهو يبعد ذراعه عنها:
" هل حدث شيء؟".
وردت سامنتا بالنفي وبدأت تشعر ببرودة العنبر الذي كانت الظلام تخيم على أركانه , وروعتها فكرة وجود جرذان فأرتعشت ,ولكنها حاولت التماسك وأشارت إلى ركن مظلم كان العم أدوارد يحتفظ فيه بالشراب وقالت:
" أعتقد أن الضوء ليس كافيا , ولن يمكنك قراءة ما كتب على الزجاجات , سأصعد لأحضر لك شعلة".
ومدّ آدم أليها بعلبة الثقاب وتلامست أصابعهما للحظة وقال :
" يكفي أن تضيئي لي عودا من الثقاب ".
وأضاءت سامنتا الثقاب وأدهشها أن عود الثقاب , كان يرتعش بشدّة في يدها وهي تقرّبه من آدم الذي أخذ يقرأ ما كتب على الزجاجات ثم قال:
" على فكرة , ماذا سنأكل على العشاء ؟".
" شرائح من اللحم وفطيرة بالكلاوي ".
وأختار آدم أحدى الزجاجات وهو يقول :
" في هذه الحالة أن هذا النوع مناسب".
وأنطفأ عود الثقاب فأشعلت سامنتا عودا آخر , وأقتربت من آدم الذي كان منحنيا يقرأ ما كتب على الزجاجة , كان رأسه قريبا منها إلى الدرجة التي التي مكّنتها أن تشم الرائحة المعطرة التي تنبعث من شعره الفاحم .
وألتفت ناحيتها وهو يسألها , هل يعجبها هذا النوع من الشراب وظهرت عيناه في ضوء الثقاب وكأنهما بحيرتان لا قرار لهما , وشعرت سامنتا وكأنها تحلق في عالم من الخيال وأخيرا تمكنت من أنتزاع نفسها من هذا الحلم الذي عاشت فيه لحظة , وهي تحاول أقناع نفسها بأن شيئا لم يحدث.
وأختار آدم الزجاجة وضمها بين ذرعيه في أعتزاز وهما يصعدان معا درجات السلم ليعودا إلى غرفة الطعام , وغمر سامنتا وهي تنظف الزجاجة من الأتربة العالقة بها , شعور بالمرح , فقد كانت تشعر وكأن هذا العشاء الخاص , ما هو ألا موعد رتب له من قبل , ونظر أليها آدم وهو يفتح الزجاجة بطريقة لطيفة:
" أرجوك لا تعتقدي أنني عدو للنساء , كل ما أردت أن أوضحه هو أنني أفضّل ألا أعمل مع النساء , ولكننا الآن لا نعمل , أليس كذلك؟".
وألتقت نظراتهما , ولفهما الصمت عندما دخلت السيدة كمبل فجأة بطعام العشاء , ونظر آدم إلى الفطائر وهو يقول موجها كلامه إلى السيدة كمبل :
" أرى أنك طاهية ماهرة".
فهمهمت السيدة كمبل ببضع كلمات وأصطبغ وجهها باللون الأحمر , وبعد أن وضعت الأطباق على المائدة , هرولت مسرعة خارج الغرفة , في هذه اللحظة تذكّرت سامنتا وصف ليزا لآدم بأنه شخص لا يقاوم , أنه فعلا كذلك , فقد ظهر تأثير آدم واضحا على السيدة كمبل , ووجدت سامنتا نفسها تفعل شيئا بنفس الطريقة التي تعوّدتها وهي طفلة عندما كانت ترجو أن تبعد نغسها أذى معينا , فعقدت أصابعها وراء ظهرها وهي تجلس أمام آدم لتناول العشاء


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:45 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- مشاعر غريبة

جلست سامنتا وآدم يتناولان العشاء , وقال آدم وهو يلتهم الطعام بشهية :

" أن الشخص الأعزب هو وحده الذي يدرك مدى جودة الطعام المنزلي".

وسألته سامنتا عن مكان أقامته وهي تأمل ألا يكون سؤالها شخصيا فأجاب آدم :

" ليس بعيدا عن المدرسة و أنني أقيم في كوخ صغير في كوستولدز".

ثم أستطرد يقول :

" لقد تركته لفترة خلال وجودي في باريس , حيث كنت أقوم بأبحاث خاصة بالكتاب الذي أقوم بتأليفه".

وسألته سامنتا عن موضوع الكتاب بعد أن بدا الود واضحا بينهما , كما بدا على آدم وكأنه أعجبه تجاوبها معه فردّ قائلا:

" الموضوع قد لا يعجبك , أنه عن التعليم".

كانت سامنتا بالفعل لا تهتم كثيرا بهذا الموضوع , ولكنها ردّت بأدب :

" لا بد أنه موضوع مسل".

" أنه كذلك بالنسبة أليّ , فأنا أهتم دائما بالبحث عن نشأة الأشياء ,وهذا ما يتناوله كتابي , أذ يدور حول نشاة التعليم في أوروبا".

أنتبهت سامنتا إلى حديثه فقد كانت تهتم بالتاريخ وتواصل الحديث بطريقة طبيعية , وأنطلقت سامنتا تتحدث على سجيتها ولم تكن تدري هل كان ذلك بسبب الشراب أو لأن الموضوع أعجبها .

وبدا آدم وكأنه يشعر بالراحة , وكانت عيناه تبرقان تحت رموشه الكثيفة , وتذكرت سامنتا في هذه اللحظة ما قالته ليزا في أحدى المرات من أن أتاحة الفرصة للرجل ليتحدث في الموضوع الذي يفضله , هي أحدى وسائل التقرب أليه , أن ليزا تهتم بالحديث عن العلاقة بين الجنسين , وكانت دائما ومنذ صغرها جديرة بهذه الأمور , ولم تكن سامنتا تود التقرب إلى آدم ,ولكنها كانت تريد أن تقيم معه علاقات طيبة لمصلحة العمل.

وأستطردت سامنتا تسأل:

" هل تسمح لي بقراءة بعض ما كتبت , ألا أذا كنت تكتب لمتخصصين فقط".

" بالطبع لا , أن هدفي هو أتاحة فرصة المعرفة للجميع , وكم أود أن أجرّب مدى نجاحي في ذلك معك يا سامنتا".

أهتزت سامنتا قليلا لدى سماعها آدم وهو ينطق بأسمها مجردا لأول مرة , وفي هذه اللحظة دخلت السيدة كمبل الغرفة وبدأت في رفع بقايا الطعام , وبعد أن شكرها آدم أستدار إلى سامنتا مستأذنا في الأنصراف ليرتب أمتعته ز

وقالت وهي تودعه :

" لقد أسعدني حديثك عن الأمبراطور شارلمان , وأنا على يقين من أن كتابك سيكون رائعا".

ونظر أليها آدم بطريقة ذكّرتها بما قاله من قبل , من أنه لا يحب المجاملات النسائية , وحاولت أن تقول شيئا آخر ولكن الكلام لم يسعفها فسكتت وودّعت آدم على أن يلتقيا في الصباح.

وأتجهت سامنتا إلى غرفتها وقد أقتنعت تماما بأن آدم ذو شخصية مزدوجة , فقد كانت شخصية آدم الذي جلس يتجاذب معها أطراف الحديث في ود على العشاء , غير شخصية آدم الأخرى التي تتسم بالبرود أحيانا إلى درجة الوقاحة.

وفي الصباح رافقت سامنتا آدم في جولة بأنحاء المدرسة , ولاحظت أنه دقيق جدا في محاولته معرفة كل التفصيلات , وبدا لها بالفعل بمظهر المدير الشاب .

وبعد الأنتهاء من هذه الجولة وقفا معا في الشرفة الملحقة بغرفة المدرسين وقالت سامنتا وهي تشير إلى ملاعب التنس :

" سيتم قريبا أعداد هذه الملاعب , لقد كانت السيدة بارنز تقيم أحيانا مباريات للتنس في أيام العطلات".

قالت سامنتا ذلك ونظرت إلى وجه آدم , لترى ما أذا كان يذكر تلك المباراة التي حضرها منذ أربع سنوات , وقد تأكد لها ذلك بالفعل ,فقد أكتسى وجهه بجمود مفاجىء لا يمكن تجاهله وقال:

" دعينا ندخل الآن فأنا أريد معرفة المزيد عن الجداول".

وقاطعته سامنتا لأنها كانت تعرف أنهما لم يبحثا هذا الموضوع من قبل ,, ولكنه لم يستمع أليها , فقد أندفع إلى داخل الغرفة , وهزّت سامنتا كتفيها وتبعته إلى الداخل.

حان وقت الغداء وتناولاه معا في المكتبة وكان أشبع بغداء عمل , فقد عكف آدم على دراسة الأوراق التي أمامه وبدا وجهه مقطبا وهو منكب على المكتب , وأستجمعت سامنتا شجاعتها وقاطعته قائلة:

" سيد رويل".

ورفع آدم رأسه بدون أن تفارق وجهه التقطيبة وأستمرت تقول :

" آسفة لمقاطعتي , ولكنني أنوي الذهاب إلى المستشفى بعد الظهر ولا أدري ......".

ولم يدعها تكمل حديثها أذ رد عليها فورا:

" حسنا يمكنك الذهاب".

ونظر إلى سعته وقال :

" لماذا لم تخبريني من قبل , هل لديك سيارة ؟".

" نعم لدي سيارة صغيرة".

" حسنا أذهبي الآن , وآمل أن تكون صحته قد تحسنت ".

وأستطرد وهي تتجه إلى الباب كأنما تذكر شيئا :

" سامنتا".

وأستدارت أليه بسرعة وقد أنتابها الشعور الغريب , الذي ساورها من قبل عندما ناداها بأسمها وقالت :

" نعم يا سيد رويل".

" أرجو أن تعرفي منه أذا كان بأمكاني رؤيته ".

ومضت سامنتا بسيارتها في طرقات البلدة التي تحف بها الأشجار , وقد بدأت الخضرة تكسوها مع قدوم الربيع , ووجدت نفسها تفكر في آدم رويل لقد بدا لطيفا وهو يتحدث عن العم أدوارد , لا يمكن أن يكون مثل هذا الشخص عديم المشاعر كما وصفته ليزا , لا بدأن هناك حلقة مفقودة في قصة ليزا عليها أن تبحث عنها.

كان المستشفى مزدحما بزوار يوم الأحد ,وكانت أشعة الشمس تدخل من نافذة العنبر الذي يقيم فيه العم أدوارد , الذي رفع لها يده بالتحية هندما رآها تدخل ووضعت سامنتا زهور النرجس التي جمعتها من الحديقة على عجل وقالت وهي تقبله:

" أنك تبدو في أحسن حال".

قال وهو ممسك بيدها بين يديه :

" أنني أشعر بتحسن لأنني رأيتك".

كان صوته ما زال واهنا ولكن البريق عاد إلى نظراته , وأبتسمت له سامنتا من بين دموعها.

" لقد كانت تجربة صعبة , ولكن شكرا لله أنتهت على خير".

ثم أستطردت وهي تفتح حقيبتها :

" اديّ مفاجأة سارة لك , رسالة من ريتشارد وصلت أمس".

ورفع أليها عينين متسائلتين ولكنها ردّت على الفور:

" لا يا ياعزيزي , أنه لم يعرف شيئا عن موضك أنني عند وعدي لك".

ربت على يدها بأمتنان وفضّت سامنتا المغلف وكان بداخله رسالتان أحداهما للعم أدوارد , والأخرى لها وضعتها في جيبها وهي تقول:

" سأقرأها فيما بعد".

وأخذت سامنتا تقرأ رسالة العم أدوارد بصوت مرتفع , وبعد أن أنتهت أعادت وضعها في المغلف وهي تقول:

" حسنا , أنه على ما يرام".

وبعد أن تحدّثا فترة عن ريتشارد سألها العم أدوارد :

" والآن ماذا عنك , متى يحضر آدم رويل؟".

" لقد وصل بالفعل أمس".

" حقا , أنني أعرف أنه يحب دراسة كل شيء بعناية لأنه دقيق في عمله".

" هذا صحيح ".

وأضافت سامنتا وهي تبتسم :

" وعندما تعود إلى المدرسة لن تجد سامنتا التي تعرفها ".

زظهر القلق على وجه العم أدوارد وهو يقول :

" لن يحدث هذا , هل تعتقدين أنه سيمكنك التعاون معه يا عزيزتي؟".

" بالطبع يمكنني ذلك ,ولو أن شخصيته تبدو غامضة ".

وسكتت برهة ثم سألت:

" هل هو عدو للنساء؟".

وأبتسم العم أدوارد وهو يقول :

" آدم رويل عدو للنساء! على العكس من ذلك تماما , ما الذي يجعلك تقولين ذلك".

" لقد ابلغني أنه لا يحب التعامل مع النساء".

" هل قال آدم ذل , لا أعتقد أنه يعني ما يقول , ربما كان ذلك مجرد أجراء يحمي به نفسه , فهو محبوب من النساء وأذكر تماما أيام كنا معا في الجامعة أن الفتيات كنّ يحمن حوله مثل الفراشات حول ضوء الشمعة , طلبت منه مرارا أن يتزوج وكان يرد بأنه سيفعل ذلك عندما يجد الفتاة المناسبة".

وأعقبت ذلك فترة لبعض الوقت, ولاحظت سامنتا مظاهر الأرهاق وقد بدت واضحة على وجهه فوقفت وهي تقول:

" سأذهب الآن فقد أرهقتك بحديثي , لقد أبلغني آدم برغبته في الحضور لزيارتك , هل توافق؟".

وردّ العم أدوارد في صوت خافت بالأيجاب .

وقفت سامنتا للحظة تنظر أليه , قد بدا لها عجوزا وعلا وجهه الشحوب , ولم يكن قد بلغ الخمسين بعد.

وأبتلعت سامنتا دموعها وهي تنحني عليه تقبّله مودّعة .

وعندما دلفت أل ى سيارتها فتحت رسالة ريتشارد وأخذت تقرأها ,وهي تسترجع صورته بقامته الممشوقة النحيلة ,وعينيه الرماديتين وحبّه للمرح".

كانت رسالة قصيرة عرفت منها أن ريتشارد غير متحمس للعودة إلى التدريس , ووضعت سامنتا الرسالة في جيبها وهي تبتسم أن رسالة ريتشارد تعكس شخصيته الهادئة المتّزنة المفعمة بالمشاعر الأنسانية , كانت متعلّقة بريتشارد إلى درجة كبيرة فهو من الطراز الذي يمكن الوقوع في حبه سريعا , ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التساؤل هل تحبّه حقا؟

وجلست سامنتا ويدها على مفتاح السيارة وهي تفكّر , ثم هزّت رأسها في حيرة وأدرات المفتاح وخرجت من المستشفى.

كانت سامنتا تريد أن تمر بمنزل ليزا في طريق عودتها إلى المدرسة , ولم يكن منزلها في تلك الطريق فقد كان يبعد بضعة أميال عن البلدة , ولكنها كانت تريد الأطمئنان عليها , خاصة وأنها أقسمت ألا تحضر إلى المدرسة خلال فترة وجود آدم بها .

كانت سامنتا تعتقد أن ليزا تبالغ كثيرا بالنسبة إلى موقفها من آدم , خاصة وأن المسألة لم تكن متعلّقة بها هي شخصيا , ولكنها سرعان ما أستعادت في ذهنها صورة أختها ,وقد أكتسى وجهها الجميل بهذا التعبير الفظيع عندما نطقت أمامها بأسم آدم رول , كما أن سامنتا لم تنس أيضا التعبير الذي أرتسم على وجه آدم عندما خلط بينها وبين ليزا.

كان منزل ليزا يقع في ضاحية جميلة راقية تكتنفها الأشجار من كل جانب , ووقفت سامنتا أمام الباب الأمامي للمنزل الأنيق الذي تقيم به أختها , وقرعت جرس الباب , ولمّا لم تتلق ردّا فقد أتجهت إلى الحديقة الخلفية , حيث وجدت ليزا وزوجها يجلسان متلاصقين في أسترخاء تام , نظرت سامنتا أليهما وهي تحدّث نفسها بأنه شيء جميل حقا أن يجلسا على هذه الصورة بعد ثلاث سنوات من الزواد.

وأنتابها في هذه اللحظة شعور أشبه بالغيرة.

وأتجهت سامنتا ناحيتهما ولكنها توقّفت في أرتباك شديد , فقد أكتشفت أن الرجل الذي يجلس إلى جانب ليزا واضعا ذراعه حول كتفيها , لم يكن زوجها .

وفوججئت ليزا بوجود أختها , ولكنها تمالكت نفسها سريعا وقفزت واقفة وأخذت سامنتا بين ذراعيها في سرور واضح وهتفت :

" سام يا لها من مفاجأة جميلة , ولكن لماذا لم تبللغيني بمجيئك , لقد أنتهينا أنا وروي للتو من تناول الشاي , تعالي وأجلسي معنا".

وقدّمت ليزا الرجل إلى أختها قائلة:

" سامنتا , روي ماذرز صديق روبرت , لقد حضر لرؤيته ولكنه للأسف سافر روبرت إلى ألمانيا , بمجرد عودته من مانشيستر , وشعرت بالملل الفظيع وتمكنت بعد جهد جهيد من أقناع روي بالبقاء معي لتناول الشاي".

ثم قدّمت ليزا سامنتا إلى روي الذي مدّ أليها يده مرحبّا , وهمهمت سامنتا ببعض الكلمات ردا على مجاملته التي وجّهها أليها , وحاولت أن تبدو طبيعية بقدر الأمكان ثم قالت ليزا بمرح :

" تعالي يا سام سأعدّ لك بعض الشاي".

وجلست سامنتا وسحب روي مقعده وهو يجلس ليبعده قليلا عن مقعد ليزا وردّت سامنتا بسرعة :

" لا شكرا يا ليزا , لن يمكنني البقاء طويلا فقد كنت في طريقي من المستشفى وأردت الأطمئنان عليك , حاولت الأتصال بك هاتفيا مرّتين ولكنني لم أتلق ردا".

وردّت ليزا وهي ترفع فناجين الشاي :

" ربما كنت بالخارج , وكيف وجدت الرجل المسن؟".

" تقصدين العم أدوارد؟".

قالت سامنتا ذلك في لهجة جافة , وكانت تشعر بالأستياء من موقف أختها , حقا لكل منهما طريقتها الخاصة في الحياة وفي التعامل مع الناس , ولكنها شعرت أن الهوّة تزداد أتساعا بينهما وأجابت ليزا في تهكم:

" نعم عزيزي العم أدوارد".

ثم نظرت إلى روي قائلة:

"أختي سام تعمل في مدرسة أعدادية , ومديرها موجود حاليا بالمستشفى".

وردت سامنتا :

" لقد تحسنت صحته قليلا ولكنه يبدو في حالة شديدة من الأعياء ,والآن يجب أن أذهب فورا فلديّ الكثير لأفعله , وقد حضر المدير الجديد".

وسألت ليزا في لهجة باردة إلى حد ما :

" هل حضر حقا و وكيف وجدته؟".

" لم أتمكن بعد من معرفته".

ودّعت سامنتا أختها ورفضت أن تسمح لها بتوصيلها إلى السيارة , فلم تشعر برغبة في الأنفراد بها هذه اللحظة بالذات , لقد أبلغتها بحضور آدم وهذا هو المهم ".

وأنتاب سامنتا وهي تقود سيارتها عائدة إلى المدرسة شعور بالقلق الشديد أتجاه ليزا , حقا أنها حرة في تصرفاتها الشخصية , ولكنها كانت تأمل أن تدرك أختها مدى خطورة هذه التصرفات , فهي تعرف تماما أن زوجها روبرت أبعد ما يكون عن التساهل بالنسبة إلى سلوك زوجته , لا بد أن تكون ليزا غبيّة حين تجازف بحياتها بهذه الطريقة .

وتنهّدت سامنتا وهي تحاول أقناع نفسها , بأنها ربما تكون متحفظة أكثر من اللازم , وحاولت التخلص من أفكارها والتركيز على قيادة السيارة ,وعند عودتها إلى المدرسة , كان أول من رأت كريستين فيليبس المشرفة الصحية بالمدرسة , وقد عادت من العطلة لتوّها وكانت تصطحب أبنها الصغير جيمس , الذي ألتحق بالمدرسة لأول مرة في الخريف السابق , ورحّبت سامنتا بهما وداعبت جيمس ائلة:

" لم يحضر أحد من أصدقائك بعد يا جيمس , ستمرح كما تشاء بمفردك".

ونظر جيمس إلى أمه ثم إلى سامنتا متسائلا:

" وهل يمكنني الدخول إلى المعمل ؟".

" ليس هناك ما يمنع ذلك ونظرت إلى أمه تسألها:

" هل يمكنني ذلك يا كريستين ؟".

وردّت كريستين قائلة:

" أن جيمس تلقّى هدية في عيد ميلاده عبارة عن بعض الأدوات الخاصة بالعمل , ومنذ ذلك الوقت وهو متشّوق إلى رؤية المعلم ودراسة العلوم ".

وربتت على رأس جيمس بحنان وهي تقول :

" نعم يمكنك أن تذهب بعد أن تعدني بألا تلمس شيئا هنا".

وبعد ذهابه ألتفتت كريستين إلى سامنتا , وأخذت تسألها عن الأحوال في المدرسة , فأصطحبتها سامنتا إلى غرفة المكتب , وأخذت تقص عليها الأحداث التي وقعت أثناء العطلة المدرسية , وقالت كريستين وقد ظهر على وجهها بعد معرفتها بمرض العم أدوارد :

" كنت أشعر في الفترة الأخيرة أن صحته ليست على ما يرام".

" في أي حال زال الخطر على ما أعتقد ".

" وماذا عن المدير الجديد المنتدب هل تعتقدين أنه الرجل المناسب ".

ولوت سامنتا شفتيها وهي تقول:

" بودي لو أعرف ذلك , أن العم أدوارد يقدّره كثيرا , أنه يبدو دقيقا في عمله , كما أنه ذكي جدا ولكنه ليس كما توقعت فهو أصغر كثيرا مما كنت أعتقد".

وأستطردت سامنتا ردا على تساؤلات كريستين :

" على الرغم من ثقافته الأكاديمية , ألا أنه يبدو على العكس من ذلك".

وسكتت للحظة قبل أن تستطرد قائلة:

" هناك شيء آخر , لقد طلب مني أن أبلغ الجميع بلباقة , أنه حضر إلى هنا بغرض العمل فقط وليس لأقامة علاقات شخصية مع المدرسين".

وشهقت كريستين وهي تقول:

"يا ألهي , هل هذا الرجل أنسن ؟".

" أعتقد..... أنه أنسان".

قالت سامنتا ذلك وهي تسترجع في ذهنها نظرات آدم أليها ولمسة يده بذراعها عندما كادت تسقط في القبو وأضافت سامنتا:

"أنه يفسر هذا الموقف الغريب بأنشغاله في تأليف أحد الكتب , ولكن ليس لديه وقت لمثل هذه العلاقات الأجتماعية ".

وبدا الأهتمام على كريستين وأستطردت سامنتا:

" لم يقل لي ذلك بنفسه ولكن العم أدوارد أخبرني ذلك , عندما قمت بزيارته في المستشفى , وفهمت أيضا أن آدم رويل بجاذبية خاصة عند النساء , فالفتيات يحمن حوله مثل الفراشات حول ضوء الشمعة ".

ولوت كريستين شفتيها في أستياء وهي تقول :

" يبدو لي أنه شخص مغرور , لماذا يعتقد أننا جميعا سنقع تحت سحره , لا أعتقد أن أحدا هنا سيحوم حوله".

وردت سامنتا في لهجة بدت جادة جدا..

" ولكن لا يمكن أن تتأكدي من ذلك , أذ يبدو أن السيدة كمبل قد أخذت بسحره بالفعل , فقد أرتدت أحسن ثيابها وهي تقدّم له العشاء أمس".

وأنفجرت الأثنتان بالضحك وقالت كريستين مازحة :

" يجب أن تكوني على حذر , فسيكون عليك تقديم كشف حساب بتصرفاتك إلى ريتشارد عند عودته , أما بالنسبة أليّ........".

وتوقفت كريستين قليلا ثم قالت وقد أندفع الدم فجأة إلى وجنتيها :

" عندي أخبار مدهشة لك يا سامنتا , لقد قررت الزواج مرة أخرى".

وأندفعت سامنتا تهنىء كريستين في مرح بالغ , وأخذت تسألها عن تفاصيل هذه المسألة فأجابتها كريستين :

" أنه مهندس يدعى هيغ غاريت يعمل في برمنغهام وقد توفيت زوجته منذ ست سنوات ولديه ولدان يكبران جيمس قليلا , وكانت شقيقته تقيم معه للعناية بهم , ولكنها ستتزوج قريبا".

وسألتها سامنتا عن موقف جيمس فأجابت بأنه لا يبدو سعيدا بهذه الفكرة وسألت سامنتا:

" ومتى تنوين الزواج؟".

فردّت كريستين وقد أنتابها شعور بتأنيب الضمير .

" ربما يكون ذلك في شهر حزيران المقبل , هل يمكنك أن تجدي أحدا ليحل مكاني؟ خاصة في هذه الظروف التي تمر بها المدرسة".

وشعرت سامنتا باليأس , فالعم أدوارد بالمستشفى وها هي كريستين تعتزم الذهاب أيضا ولكنها قالت:

" بالطبع يمكنك مغادرة المدرسة في أي وقت , ولكن هل يمكنك الأستمرار في العمل إلى أن أجد من يحل مكانك , وسأبدا فورا في البحث عن شخص آخر وأترك للسيد رويل مذكّرة بذلك ..... في أي حال أنا سعيدة جدا بهذه الأخبار ".

وبعد مغادرة كريستين للغرفة جلست سامنتا تكتب المذكرة , وأتجهت إلى المكتبة بعد ذلك تضعها على مكتب المدير , وبينما هي تضعها لمحت مغلفا معنونا بأسمها , أخذته سامنتا ووجدت به ورقة صغيرة يبلغها فيها آدم بأنه أضطر للعودة إلى كوخه الصغير لأحضار بعض الأوراق التي تلزمه في أبحاثه , وأنه سيعود في الصباح الباكر .

ونظرت سامنتا إلى خط آدم , كان خطّه يعبر تماما عن شخصيته التي تتفجر بالرجولة والثقة بالنفس.

وتركت سامنتا الغرفة وفي طريق عودتها إلى مكتبها كوّرت الورقة في يدها وقذفت بها في سلة المهملات , ولكن لدهشتها ولسبب لا تعرفه , وجدت سامنتا نفسها تعود لتبحث عن الورقة وتحاول أن تفرد ثناياها من جديد لتعها بعناية شديدة في جيب سترتها!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:48 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- حادثة قرب الكوخ

بدأت الحياة تدب من جديد في المدرسة صباح يوم الأثنين ,وبدت السيدة كمبل منهمكة تماما وهي تقوم بالأشراف على عملية التنظيف , وفي الساعة العاشرة والنصف كانت سامنتا تجلس في المكتبة , عندما وصلت الآنسة بيلي والسيد جونز معا في سيارة أجرة , وأخذت سامنتا تراقبهما من النافذة وقد أرتسمت على وجهها أبتسامة , كان السيد جونز طويل القامة إلى درجة كبيرة , وكان منظره طريفا وهو ينحني بشدّة صوب راحة يده ليحصي النقود قبل أعطائها للسائق نظرا لقصر نظره , أما الآنسة بيلي فكانت دقيقة الحجم مجعدة الشعر وكانت تدفع برأسها من آونة لأخرى داخل السيارة لأحضار متاعها.

وغادرت سامنتا المكتبة وذهبت للترحيب بهما , وكان السيد جونز يعطي النقود للسائق عندما أندفعت الآنسة بيلي تقول :

" لا يا سيد جونز يجب أن أدفع نصيبي من الأجرة ".

وأخذت سامنتا تنظر إلى هذا المشهد الطريف , فقد كانت الآنسة بيلي تحاول بطريقة عصبية دفع قطعة من النقود في يد السيد جونز و وأخيرا أنتهى المشهد وقالت الآنسة بيلي وهي تدلف من باب المدرسة :

" وأنت يا آنسة غولد كيف حالك , وكيف حال كل شيء في هذا المكان العزيز؟".

وأخذت الآنسة بيلي تنظر بأعزاز إلى مبنى المدرسة القديم , لقد ألتحقت بالعمل بالمدرسة منذ أنشأها العم أدوارد , وبينما تمّ وضع الأمتعة في البهو , أبلغتهما سامنتا بمرض العم أدوارد وحضور آدم ليحل مكانه.

وظهر الأستياء واضحا على وجه الآنسة بيلي وهي تقول:

" شخص غريب هنا في المدرسة , مسكين السيد بارنز".

وسكتت لحظة ثم سألت :

" هل هو شخص لطيف , ومتى يكننا رؤيته ".

وأنتبهت سامنتا إلى حقيقة هامة , فقد أعتاد العم أدوارد دعوة المدرسين إلى تناول القهوة والفطائر مساء اليوم السابق على بدء الدراسة , ولكنها لا تعرف موقف آدم من هذه المسألة ,وربما كان من الأفضل أن تسأله بمجرد عودته.

وفي هذه اللحظة سمع في الخارج صوت محرك يزمجر بطريقة صاخبة , ونظر الجميع عبر الباب ليرو دراجة بخارية ضخمة تسير على الممر لتقف أمام الباب , وهتفت الآنسة بيلي:

" يا ألهي , أنها الآنسة ترامب".

وهبطت الآنسة ترامب من فوق الدراجة , وكانت ترتدي قلنسوة ورفعت يدها تحيي الجميع في بشاشة ,وأرتفع صوتها الأجش وهي تقول مشيرة إلى دراجتها :

" كيف حالكم وما رأيكم في كنزي الجديد , أليست جميلة؟".

وهمهم السيد جونز ببعض الكلمات ودلف إلى المبنى , فقد كان من الطراز الهادىء , الذي لا تعجبه شخصية الآنسة ترامب القوية.

وأقتربت الآنسة ترامب من الباب وهي تنزع القلنسوة و وقد بدا شعرها قصيرا فاتح اللون وقالت مرحبة:

" أهلا يا أليسون , أهلا سامنتا , هل حضر أحد من الأطفال بعد؟".

وأخذت تسأل فورا عن أخبار المدرسة ,وأندفعت الآنسة بيلي تقص عليها التطورات التي حدثت وهي تقول:

" آه يا سيسلي , تصوري لقد حضر إلى المدرسة مدير جديد , مسكين السيد بارنز أنه في المستشفى".

وأتسعت عينا الآنسة ترامب قليلا وهي تقول في لهجة دارجة كانت تستخدمها كثيرا:

" يا للهول! أنه لتغيير كبير حقا".

ووضعت الآنسة بيلي يدها في ذراع الآنسة ترامب , وصعدت معها إلى غرفتها لتقص عليها تفصيلات ما حدث.

وأخذت سامنتا تراقبهما , وهما تصعدان درجات السلم وتتحدثان , يا لهما من نقيضين الآنسة بلي بصوتها الرقيق , والآنسة ترامب بصوتها القوي الأجش , ولم تستطع سامنتا أن تمنع نفسها من التساؤل عما سيكون موقف آدم رويل منهما , كانت سامنتا تحب الآنسة ترامب والآنسة بيلي , والجميع في المدرسة كما سبق أن قالت لآدم , يشكلون مجموعة متفاهمة تماما , وشعرت بالقلق فقد تعوّد الجميع أن يشركوا العم أدوارد في مشاكلهم الصغيرة , الذي كان دائما متفهما لها , ولكنها لا تعتقد أن آدم رويل سيظهر مثل هذا التفهم , وتنهدت سامنتا وهي تتجه إلى حجرتها وتمنت لو أن شيئا من هذا لم يحدث.

وبعد حوال نصف الساعة عاد آدم إلى المدرسة , وكانت بصحبته فتاة ودخلا إلى الحجرة حيث تجلس سامنتا , وقال آدم :

" أهلا سامنتا , هل كل شيء على ما يرام؟ لقد أصطحبت صديقة معي".

وقال ملتفتا إلى الفتاة التي كانت تقف إلى جواره :

" أقدّم لك سامنتا غولد سكرتيرة المدرسة".

ثم أستطرد مشيرا إلى الفتاة :

" وهذه أستيل نورتون , هل يمكننا دعوتها إلى الغداء؟".

وردّت سامنتا بصوت خافت وهي تمد يدها إلى الفتاة مرحبة :

" بالطبع , أهلا آنسة نورتون".

كانت الفتاة ممشوقة القوام ذات شعر باهت اللون , رقيقة إلى درجة كبيرة وترتدي نظارة داكنة ورداء من التويد الأزرق الفاتح ,ونظرت الفتاة إلى سامنتا بدون أهتمام وهي تتجه إلى النافذة وقالت:

" لا تهتم بي كثيرا يا آدم , أذا كان لديك ما يشغلك يمكنني الأعتماد على نفسي ".

ونظر أليها آدم وقد رفع حاجبيه قليلا كما لو كان كلامها قد أعجبه ثم ألتفت إلى سامنتا قائلا:

" هل هناك شيء عاجل , وما الأخبار في المدرسة؟".

" لقد عاد جميع المدرسين الذين يقيمون في المدرسة".

وأستطردت تقص عليه الأخبار الأخرى , ثم توقفت لحظة وقد بدا عليها التردد ثم بدا وكأنها قد أتخذت قرارا فقالت :

" لقد أعتاد السيد برنز أن يجتمع بالمدرسين في مثل هذا اليوم , لتبادل الرأي قبل بدء الدراسة ولا أدري أذا كنت , ظننت أنك ربما لا........".

وسكتت سامنتا فرد آدم قائلا وهو يبتسم :

" أنت على حق , أنني لا أعترض على هذه الفكرة , وربما كانت فرصة أيضا لأذابة الجليد بيننا ورؤية الجميع , ولكن , هل يمكن أعداد الرزم للأجتماع؟".

" بالطبع فأن السيدة كمبل تعوّدت أعداد عدد كاف من الفطائر دائما في مثل هذا اليوم".

" حسنا , لا يمكن أن تغضب السيدة كمبل أليس كذلك , سأكون كبش الفداء هذا المساء".

وألتفت أليها بنظرة جانبية من عينيد الداكنتين ثم قال لها:

"سأعتمد عليك لمساعدتي في هذا الموقف أذا أقتضى الأمر , أن هذا واجب الزوجة الذكية , أو السكرتيرة الذكية".

قال آدم ذلك وألتفت إلى الفتاة قائلا:

" أليس كذلك يا أستيل؟".

وألتفتت الفتاة في رشاقة مصطنعة وقالت في دلال :

" أنت على حق دائما يا آدم".

" حسنا قلت يا عزيزتي".

وألتقت نظراتهما في تحدّ وديّ.

كان من الوضح أن المعرفة بينهما وثيقة , وشعرت سامنتا بضيق لم تدر سببه , كانت تأمل ألا يحاول آدم أن يصطحب صديقاته إلى المدرسة دائما , وخاصة أذا كنا من طراز أستيل التي لم تشعر بأي ميل نحوها.

وأتجه آدم صوب أستيل ووضع ذراعه في ذراعها وهو يقول:

" تعالي الآن , سأريك مملكتي وسنمر على المطبخ أولا لنرى ما أذا كانت السيدة كمبل يمكنها أن تقدم لنا شيئا قبل أن أوصلك إلى المحطة".

وتذكّرت سامنتا في هذه اللحظة , قول العم أدوارد أن آدم سيتزوج عندما يجد الفتاة المناسبة , حسنا , أذا كانت أستيل هي الفتاة المناسبة , فأنه يستحق ذلك بالفعل , أخذت سامنتا تحدث نفسها بذلك , ثم أنتبهت إلى رد الفعل العنيف , الذي أحدثه لقاؤها بأستيل , فهذه هي المرة الأولى التي لا تشعر فيها بالميل لمن تقابله لأول مرة.

ولم تر سامنتا أستيل نورتون بعد ذلك خلال اليوم , منذ ذهبت مع آدم على ما يبدو إلى غرفته , حيث تناولا طعام الغداء , وعندما لاحظت سامنتا بعد قليل أختفاء سيارة آدم التي كانت تقف أمام المدرسة , شعرت بنوع من الأرتياح.

كانت فترة ما بعد الظهر مزدحمة بالعمل بالنسبة لسامنتا , فقد كان عليها الأتصال هاتفيا بالمدرسين غير المقيمين بالمدرسة , لحضور الأجتماع مع آدم رويل, وقد أعتذر تيري ريد مدرس التربية الرياضية , لأرتباطه بالتدريب في نادي الأسكواش المحلي , أما المدرسات الثلاثة الأخريات فقد قبلن الدعوة .

وعندما أتصلت سامنتا بالآنسة ماسون مدرّسة الموسيقى , جاءها صوتها المتحمس وهو يقول:

" بالطبع سأحضر فأنني أتوق إلى رؤية الرجل الجديد".

كانت أميلي ماسون شابة جميلة , ولكنها كانت تشك في أن آدم رويل سيؤخذ بجمالها , بينما لم يكن يخالجها الشك في أن أستيل نورتون هي طرازه المفضل من الفتيات.

ولم ينقطع رنين الهاتف في مكتب السكرتارية , فقد كان أولياء أمور التلاميذ يريدون الأستفسار عن بعض الأمور , وخاصة أمكانية رؤية المدير الجديد , وكان هذا شيئا طبيعيا بالنسبة لمدرسة صغيرة مثل كينغز ورثي حيث كانت شخصية المدير شيئا هاما , وقد حاولت سامنتا بقدر الأمكان أن تطمئن الأهالي إلى أن كل شيء سيمضي وكأن السيد أدوارد هو الذي يدير المدرسة .

ودخلت كريستين أثناء أنشغال سامنتا بأحدى هذه المكالمات الهاتفية , وقد حملت فنجانا من الشاي أليها , وأبتسمت وهي تقول:

" كيف الحال يا سامنتا ,وأين هو الرجل الجديد , لم ألمحه بعد".

" لقد عاد ولكنه ذهب ليوصل فتاة بسيارته إلى المحطة".

وظهر الأهتمام واضحا على وجه كريستين وهي تقول :

" حقا وما شكلها؟".

" تبدو عادية تماما ولكنها ذات دلال واضح , أن مظهرها لم يؤثر فيّ كثيرا".

وشعرت سامنتا بنوع من تأنيب الضمير فقد كانت تعرف أنها لا تقول الحقيقة.

وردّت كريستين قائلة:

" آمل أن عود في الوقت المناسب ليرحّب بضيوفه , فالجميع يتحدثون عن المدير الديد , أماالسيد جونز فأنه ألتزم غرفته ولم يشترك في أي حديث على الأطلاق , وأعتقد أنه سيفتقد السيد بارنز أكثر من أي شخص آخر.

وهزّت سامنتا رأسها موافقة وهي تقول:

" نعم السيد جونز رجل نابغة ما كان له أن يعمل باتدريس هنا , وكان من الأفضل له لو أستمر في الجتمعة .

وأخذتا تتجاذبان أطراف الحديث ثم نهضت كريستين وهي تقول لسامنتا:

" لن أطيل الحديث معك لأنني أعرف أنك مشغولة ,سأراك وقت العشاء وربما نرى السيد رويل المغرور أيضا ".

ولكن رويل لم يحضر في وقت العشاء , وعندما سألت سامنتا السيدة كمبل عنه أجابت بأنها لم تره منذ ذهبت أليه بطعام الغداء هو وصديقته في غرفته , ولاحظت سامنتا مظاهر الأستياء على وجهها وهي تقول ذلك , فودت لو عرفت منها لماذا لم تعجب بأستيل نورتون , وبعد فترة قالت السيدة كمبل :

" أن الطاهية تسأل هل عليها أن تحمل الفطائر إلى غرفة المدير كما كانت تفعل مع السيد بارنز".

" نعم , أعتقد ذلك".

أجابت سامنتا وهي تود لو أن آدم كان موجودا ليقرر ذلك بنفسه , ولكنها تذكرت قوله بأنه يمكنه الأعتماد عليها , فألتفتت إلى السيدة كمبل قائلة:

" أنتظري , أعتقد أنه من الأفضل أن يكون الأجتماع في غرفة الطعام , هل توافقين على ذلك؟".

" نعم يا آنسة سأذهب لمساعدة الطاهية قبل عودة السيد رويل".

ودقت الساعة السابعة والنصف ولم يحضر آدم , وجلس الجميع في غرفة الطعام يتجاذبون الحديث في أنتظار وصوله , ووجدت سامنتا نفسها تقوم بدور امضيفة , وحاولت أن تعتذر عن تأخر آدم قائلة أنه سيحضر في الحال ولكن ذلك لم يحدث , فبدأت تشعر بالقلق الشديد , لا يمكن أن يكون آدم قد نسي كل شيء عن أمر هذا الأجتماع , ولا بد أن شيئا ما قد حدث , وأخذت تسائل نفسها , ماذا تفعل , هل تطلب الشرطة أو تسأل في المستشفيات أن كان ثمة حادث وقع , ولكنها تردّدت كثيرا في أتخاذ مثل هذا الأجراء.

وأنتهزت سامنتا فرصة أنشغال الجميع بالحديث عن ذكريات العطلة , وأتجهت إلى غرفة آدم وطرقت الباب برفق ,ولما لم تتلق ردا عادت إلى غرفة الطعام , وقد أزداد شعورها بالقلق , وبينما هي في حيرتها جاءت السيدة كمبل وأمسكت ذراعها برفق وهي تجذبها جانبا وتقول بصوت خافت:

" آنسة غولد هل يمكنك الحضور فورا , لقد عاد السيد رويل وهو يطلب رؤيتك ".

وأزداد شعور سامنتا بالقلق وهي تنظر إلى السيدة كمبل وتبعتها وهي تسأل عمّا حدث .

" لا أدري تماما يا آنسة غولد ؟ ولكن مظهره يبدو فظيعا".

وعندما دلفت سامنتا إلى غرفة الجلوس حيث كان آدم , أدركت على الفور أن السيدة كمبل كانت على حق , فقد كان آدم جالسا وقد تدلّى رأسه وتهدّل شعره الفاحم على وجهه الملوث بالأقذار كما كان يبدو بالفعل فظيعا .

وتمالكت سامنتا أعصابها كما هو الحال معها دائما في مثل هذه المواقف , وعلى الرغم من أنها هلعت لدى رؤيتها لآدم على هذه الصورة , ألا أنها سرعان ما أستعادت هدوءها وجلست على المقعد المجاور له ووضعت يدها برفق على ذراعه اليسرى بدون أن تقول شيئا .

ورفع آدم رأسه فرآها , وأمسك بيدها بقوّة فأقتربت سامنتا منه وهي تقول بلطف شديد:

" هل أحضر المشرفة الصحية؟".

وهزّ آدم رأسه رافضا بدون أن ينظر إلى أعلى , فألتفتت سامنتا إلى السيدة كمبل التي كانت تقف بالباب وقالت:

" أرجوك , لا تقولي شيئا عن هذا الموضوع الآن".

وأنتظرت السيدة كمبل لحظة وهي تحملق في رأس آدم المدلاة , ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها.

وجلست سامنتا إلى جانب آدم في هدوء ويدها ما زالت في يده , لم تستطعرؤية وجهه وهي في جلستها , ولكنها كانت ترى جبهته وقد تهدّل شعره عليها , وتملكتها رغبة شديدة في أن تربت على شعره .

وأخيرا رفع آدم رأسه وهو يقول معتذرا وقد أزداد وجهه شحوبا :

" آسف لما حدث".

وردّت سامنتا بلطف :

" ولكن ماذا حدث ؟ هل تفضّل ألا تتحدث عن ذلك؟".

" لقد فوجئت بطفلة تخرج من أحد الأكواخ بسرعة وتندفع أمام السيارة ".

وأغمض عينيه بشدة وكأنه يرى كل شيء يحدث من جديد , ثم أستطرد بعد فترة:

" حاولت تفاديها وأنحرفت بالسيارة بشدّة فأنقلبت في أحدى الحفر".

ولم تستطع سامنتا أن تمنع نفسها من أن تسأل في جزع:

" والطفلة؟".

" شكرا لله , فقد أمكنني تفاديها في اللحظة الأخيرة ".

وأعقب ذلك فترة من الصمت العميق قطعها آدم , وبدا عليه وكأنه يبذل جهدا في الحديث وقال :

" وماذا عن الحفل يا سامنتا , هل أفسدت أنا كل شيء؟".

وأشارت سامنتا بيدها بما يعني أن هذا لا يهم وقالت:

" لقد أقمنا الحفل في غرفة اطعام لحسن الحظ , والجميع يتناولون القهوة الآن , وهم يستعيدون ذكريات العطلة".

" لا يفوتك شيء يا سامنتا".

وشعرت سامنتا وهو يقول ذلك بيده تضغط على يدها وسألت سامنتا :

" هل تريد مني أن أصرف الجميع , يمكنني ذلك من دون أي حرج".

ورفعت أليه وجهها مبتسمة وهي تقول:

" تعرف أنني أتمتع باللباقة!".

وألتقت نظراتهما وهو يتمتم :

" أعرف ذلك".

وشعرت سامنتا أنها لا ترغب في أن تبعد عينيها عن عيني آدم النفّاذتين , وشعرت بالأرض تميد تحت قدميها وبدا كل شيء في الغرفة وكأنه يتراقص أمام عينيها ,كل شيء تغير فجأة كأنها في حلم , ولكنها أفاقت إلى صوت آدم وهو يقول:

" أنني أفضّل الذهاب إلى الحفل".

وبدا عليها الأرتباك وقد تذكّرت فجأة أمر الحفل ,وتساءلت في صوت بدا غريبا لها :

" تستطيع ذلك حقا , هل تشعر أنك بخير؟".

ورد آدم بالأيجاب , وبعد فترة قال وهو يهز رأسه كمن يريد أن يطرد الذكرى المؤلمة :

"لقد هزّني منظر الطفلة , هذا كل ما في الأمر".

وترك يدها تسقط من يده فأنتابها شعور للحظة بأنها ضائعة وقال مازحا:

" هل أبدو في مظهر لائق , أم أن مظهري يوحي بالفعل بما حدث؟".

وبذلت سامنتا جهدا كبيرا لتعود إلى طبيعتها , وتتمكن من التجاوب معه في هذا الحديث , ونظرت أليه وهي تتفحصه وقالت:

" أعتقد أنه يجب أن تعدل قليلا من مظهرك".

فنهض آدم واقفا وهو يقول:

" أذا تعالي لتساعديني , ستكونين وصيفتي إلى جانب كونك سكرتيرتي".

وخرجا معا وأتجها إلى غرفة نومه , حيث مسح عن وجهه الأقذار , وهذّب شعره وأخذت سامنتا تتلفّت حولها وقد أنتابها شعور غريب , كانت المرة الأولى التي تدخل فيها بصحبة رجل إلى غرفة نومه , وأفاقت سامنتا من أفكارها وشعرت أن الأمر يبدو طبيعيا بالنسبة إلى الظروف الحالية , وصمّمت على مقاومة أنفعالاتها.

أخذت سامنتا تساعد آدم في تنظيف ثيابه , وركعت على ركبتيها لتمكن من تنظيف سرواله من الأوحال اللاصقة به , وعندما أنتهت من ذلك نظرت إلى أعلى وقد ظهر المرح في عينيها وهي تقول:

" مكان المرأة الطبيعي على ركبتيها أمامك , أليس هذا هو رأيك؟".

فأنفجر آدم ضاحكا وهو يقول:

" ولكن هذا لا ينطبق عليك , فأنك لن تخضعي أبدا لرجل".

قال ذلك وهو يمد يده ليساعدها على الوقوف , وشعرت سامنتا للحظة أنها تكاد تلتصق به , ثم قال بصوت رقيق:

" شكرا يا سامنتا والآن هيا إلى الحفل , وأرجوك أن تحاولي الأعتذار عن تأخري بأي سبب فأنني لا أريد التحدث عما حدث الليلة على الأقل".

وبدا عليه التفكير وهو يقول:

" لا أعرف ما أذا كانت أستيل قد لحقت بقطارها , فقد وقع الحادث أثناء توجهنا إلى المحطة ,كانت سعيدة الحظ فلم يحدث لها أي شيء ولم يتأثر بما حدث , وتمكنت من أيقاف أحدى السيارات لتأخذها إلى البلدة , أما أنا فقد كان عليّ أن أنتظر رجال الشرطة وما إلى ذلك في مثل هذا الموقف".

وقالت سامنتا وهي تحدّث نفسها ربما كان آدم يفسر موقف أستيل بأنه برود أعصاب , ولكنها كانت تعتقد أنه ينطوي على القوة , وتمنت سامنتا في هذه اللحظة ألا تحضر أستيل إلى المدرسة مرة أخرى , فقد شعرت أن ظهورها من جديد على مسرح الأحداث , سيؤثر على الأستقرار الذي كانت ترجو أن تحققه في المدرسة أثناء فترة تغيّب العم أدوارد.

وأتجهت سامنتا وآدم بعد ذلك إلى غرفة الطعام حيث يوجد الجميع , وبدا واضحا منذ البداية أن آدم حاز أعجاب الجميع , وخاصة الجنس اللطيف ,ولاحظت سامنتا النظرات المختلسة التي كانت المدرسات ينظرن بها إلى آدم وهو يقف إلى جانب النافذة يتحدث مع السيد جونز.

وقالت كريستين التي كانت تقف إلى جانب سامنتا:

" ألاى الآن ماذا كنت تعنين بجاذبيته التي لا تقاوم".

ونظرت سامنتا إلى الجمع حولها , لقد نجح آدم في الظفر بأعجاب المدرسات بدون أستثناء وقد بدا عليهن الأنفعال والمرح , ووجدت سامنتا نفسها تبتسم وهي ترى التأثير الذي أحدثته شخصية آدم في هذا الجمع من النساء , ولكن , ألم تتأثر هي أيضا بشخصيته؟

وأعتذر آدم وأبدى رغبته في الأنسحاب وتوقف قليلا أمام سامنتا وهو يخرج من الغرفة قائلا:

" أرجوك أن تمري عليّ في جناحي فأنني أريد التحدث معك".

وأنسحبت سامنتا بعد قليل معتذرة بأن لديها عملا تريد أنجازه , وأتجهت إلى مكتبها , فقد شعرت برغبة شديدة في الأنفراد بنفسها قليلا , وأستغرقت في تفكير عميق , أنها لن تسمح لآدم بالتأثير عليها ولن تسمح لنفسها بالتعلّق به , فهي تعرف بعدما سمعته من العم أدوارد وليزا , بأنه من الطراز الذي يوصف بمعبود النساء وهذا الطراز لا يفكر بالزواج ولن تكون أبدا من حريم آدم رويل , وصمّمت سامنتا أن تستمر العرقة بينها وبين آدم , علاقة المدير بالسكرتيرة وعليها أن تهتم بعملها وتشعل نفسها بالتفكير في ريتشارد وعند هذا الحد من تفكيرها وقفت سامنتا وأتجهت إلى جناح آدم وطرقت الباب فسمعت صوته من الداخل يطلب أليها الدخول.

كان آدم يجلس في أسترخاء تام على مقعده المريح , ويرتدي روبا قرمزي اللون وقد خلع حذاءه , وعندما دخلت سامنتا بادرها معتذرا وهو يشير إلى ثيابه :

" آسف لمظهري ,ولكنني شعرت برغبة في الأأسترخاء بعد عناء اليوم".

ونظر أليها قليلا:

" هل تجلسين يا سامنتا".

" شكرا".

وردّت سامنتا في لهجة حاولت أن تكون جادّة ثم سحبت مقعدا وجلست أمام الطاولة , وبدأ آدم الكلام:

" أردت أن أشكرك على مساعدتك لي ووقوفك إلى جانبي".

ولمّا لم تجد سامنتا ما ترد به فقد سكتت وأخذت تتصفّح أحدى المجلات الملقاة على الطاولة أمامها فأستطرد آدم :

" أعتقد أن الحفل قد نجح على الرغم من أي شيء , ألا تعتقدين ذلك؟ الآن أعرف ما كنت تعنين بقولك أن الجميع يشكّلون مجموعة مترابطة , أن الجو هنا يوحي فعلا بأنه جو عائلي".

وسألت سامنتا :

" وهل يعجبك هذا؟".

" تقصدين هل غيرّت من موقفي السابق؟".

ونظرت سامنتا إلى عينيه فرأت فيهما بريقا ضعيفا وهو يقول:

" أعتقد أنه من الضروري أن أخفف من موقفي قليلا , أذا كان عليّ أن أقوم بعملي في سهولة إلى حين عودة السيد بارنز , حقا أن هذه الفكرة لا تروقني ولكنني أشعر أنني مدين للسيد بارنز بالكثير ولن أخذله , يبدو لي أنه أكثر من مدير للمدرسة أنه يقوم بدوب الأب أيضا".

" أعتقد ذلك , ولكن ألا ترى أن هذا واجب المدير الكفوء؟".

فأجاب في لهجة تهكمية :

" يجب أن أفكر في ذلك , فأن الفرصة لم تتح لي من قبل للقيام بدور الأب , ولا أعتقد أنه ستتاح لي مثل هذه الفرصة لفترة طويلة قادمة".

ووجدت سامنتا نفسها تتساءل أذا كان آدم قد تعوّد على ترديد مثل هذه التحذيرات , للفتيات حتى لا يسئن فهمه ثم قالت:

" حسنا أنني سعيدةلقرارك بتغيير موقفك وأنا عل يقين من أن كل شيء سيمضي بطريقة سهلة".

" كل شيء ! لا أعتقد ذلك".

" تقصد بالنسبة للكتاب الذي تقوم بتأليفه , لقد نسيت كل شيء عنه".

وبدا آدم مشغول الذهن وهو يتكىء إلى الخلف في مقعده , وقد وضع ساقا على ساق , كانت سامنتا تشعر بعينيه تتفحصانها , ولكنها صممت على تحاشي النظر أليه , وبعد فترة قال:

" أذا كان عليّ أن أقوم بدور الأب , فلن يكون لديّ وقت فراغ لأعمل في كتابي , وفي هذه الحالة ليس أمامي سوى حل واحد ولذلك طلبت منك الحضور".

ونظرت سامنتا أليه نظرة سريعة , ولكنها حوّلت عينيها بعيدا عندما ألتقتبعينيه الداكنتين .

وأستطرد آدم يقول :

" الحل هو أن أجد من يساعدني , وأعتقد أنك تنفقين معي في الرأي على ضرورة القيام بدوري كما يجب كمدير للمدرسة ".

" بالطبع أرجو ذلك".

" أذا ما رأيك في أن تقومي بمساعدتي , أن الأمر لن يتطلب منك سوى ساعتين في المساء".

وبدأت سامنتا تشعر بغيوم الخطر وهي تتجمع أمام عينيها , كانت تشعر أن الأمر سيكون محتملا بالنسبة أليها وهي تقوم بعملها كسكرتيرة , ولكن أن تقوم بعمل خاص في غرفة آدم وبمفردها معه فهذا شيء آخر تماما .

وكان آدم يراقبها بأهتمام ثم نظر إلى أسفل وهو يقول :

" بالطبع سأدفع لك أجرا أضافيا".

وأندفعت سامنتا تجيب :

" يا ألهي! أنا لا أريد شيئا من هذا القبيل فأن راتبي يكفيني".

" أذا ما المانع ؟ ألا ترغبين في العمل فترة أضافية أم أن في الأفق شخصا آخر سيضايقه عملك في المساء؟".

وردّت سامنتا بالنفي بطريقة حاسمة فأستطرد قائلا:

|" أليس لديك صديق؟".

ثم أستطرد بلهجة تشوبها بعض السخرية :

" أنني مندهش من موقفك مني".

وشعرت سامنتا بأن كبرياءها قد جرحت فرفعت أليه وجهها وهي تقول :

" ليس في الأحياء المجاورة".

" أذا ليس هناك أية مشكلة ".

ونظرت سامنتا أليه بشيء من العداء وهي تود أن تقول له , أن المشكلة تنحصر في أنه جذاب إلى الدرجة التي تجعلها ترتعد من فكرة وجودها معه بمفردها وبدلا من ذلك ردّت قائلة:

" ليست هناك أية مشكلة طالما لن يتعارض ذلك مع أعمال المدرسة".

وظهر الأرتياح على وجه آدم فأدركت سامنتا مدى أهمية عمله في الكتاب بالنسبة أليه , ثم قال :

" هذا شيء رائع , هل نبدأ غدا ؟ أعرف أن غدا سيكون يوما مشحونا بالعمل لنا جميعا , ولكن ربما أمكننا أن نفعل شيئا ".

ووقفت سامنتا وهي تؤكد كلامه ثم خرجت من الغرفة .

وأتجهت إلى غرفة نومها , كانت تبدو كمن يمشي في نومه وصورة آدم ما زالت أمام عينيها , وظلت تفكر وهي في سريرها إلى أن أنترعها من أفكارها أستغراقها في النوم العميق.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:51 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- لن يحدث هذا لي

بدأ اليوم الدراسي الأول كالمعتاد مكدسا بالعمل, وأستمر توافد التلاميذ وأولياء الأمور إلى المدرسة وأزدحم البهو بالأمتعة .

وأنشغل الجميع بالعمل وكان آدم لا يكاد يجد الوقت الكافي ليشرب فنجان القهوة الذي كانت سامنتا تقدمه له في مكتبه بين آونة وأخرى.

كانت كريستين تتولّى أمور التلاميذ والأمتعة , وسامنتا تنظم لقاءات أولياء الأمور بالمدير الجديد , وتتدخل بلباقة أذا لزم لأنهاء بعض هذه المقابلات , وأظهر آدم خلال لقاءاته مع أولياء الأمور قدرة فائقة على أقناعهم بأن كل شيء سيمضي في المدرسة في طريقه الطبيعي كما كانت تسير الأمور بأدارة السيد بارنز.

وبعد أنتهاء اليوم الدراسي توجهت سامنتا إلى مكتب آدم , تحمل له فنجانا من الشاي وهي تقول:

" يمكنك الآن أن تسترخي , فقد أمكن ترتيب كل شيء والتلاميذ في غرفهم الآن يفرغون أمتعتهم ,وقد غادر أولياء الأمور المدرسة".

ورجع آدم بمقعده إلى الخلف قائلا:

" هذه أنباء طيبة , أن أصعب شيء بالنسبة لأدارة مثل هذه المدارس الصغيرة الخاصة , هو اللقاءات مع أولياء الأمور وبخلاف ذلك , كل شيء يبدو سهلا للغاية".

قال آدم ذلك بلهجة متعجرفة جعلت سامنتا تشعر بأن نواياها الطيبة أتجاه آدم تنهار فقالت ببرود:

" هل تعني بقولك أن هذه المدرسة حقيرة ؟".

وألتفت آدم ناحيتها حيث وقفت على المكتب وهو يقول:

" هل ستنفعلين من جديد ؟ أنت تعرفين ما حدث في المرة السابقة ".

وشعرت سامنتا بالدماء تصعد إلى وجهها , وتذكرت في هذه اللحظة قبضة يده القوية وهي تمسك برسغها لتهدئتها , ولكنها عندما نظرت أليه لم تر أي أثر للغضب على وجهه هذه المرة , ولكنها لمحت بدلا من ذلك الضحكات وهي تتراقص داخل عينيه.

وقال آدم وهو يشرب الشاي :

" شكرا لأحضارك الشاي ,والآن يمكنك أن تطلبي من السيد جونز الحضور إلى المكتب في أي وقت , فأنني أريد التحدث معه قليلا".

وأتجهت سامنتا إلى الباب وهي ترد في برود:

" نعم يا سيد رويل".

وقبل أن تصل سامنتا إلى الباب ناداها آدم وكأنه تذكر فجأة شيئا هاما.

" سامنتا ماذا عن هذا المساء , متى تحضرين إلى المكتب؟".

ووقفت سامنتا تفكر قليلا قبل أن تجيب :

" ربما يتأخر العشاء الليلة أكثر من المعتاد , وقد لا ننتهي منه قبل الثامنة".

" ولكن هل لديك أرتباط بعد ذلك , أقصد بالنسبة للتلاميذ؟".

"لا , فأن هذا لا يدخل في نطاق واجباتي , ولكنني أقدم مساعدتي فقط أذا لزم الأمر ".

كانت سامنتا تقف في منتصف الباب الذي كان مفتوحا وأنعكس الضوء عليها , فبدت صورتها وهي تلبس بلوزة بيضاء وعقصت شعرها الأشقر خلف أذنيها وأنسدل ليصل قرب كتفيها وألتفتت فجأة , فرأت آدم وقد ثبت عينيه عليها فأنتابها شعور بالخجل , وحوّلت نظرها بسرعة إلى الجهة الأخرى وساد بينهما فترة صمت حرج قطعته سامنتا قائلة:

" هل يناسبك الساعة الثامنة والنصف؟".

" نعم , هذا مناسب جدا ولن أعطلك طويلا".

وبعد أن خرجت سامنتا وأغلقت الباب وراءها , بدا آدم شارد الذهن تماما ولزمه بعض الوقت , ليمكنه العودة من جديد إلى تصفح الأوراق أمامه .

وعادت سامنتا إلى غرفتها وكانت تجمع بين النوم والجلوس على مقعد مريح ووضع مكتب صغير بجانب النافذة الكبيرة التي تطل على الحديقة الخلفية.

جلست سامنتا إلى المكتب وقد شعرت برغبة طاغية في الكتابة لريتشارد ,ولكنها وجدت صعوبة في ذلك هذه المرة , فقد كان عليها أن تحدثه عن أخبارها وأخبار المدرسة وحضور آدم , ولم يكن من السهل عليها التعرض لهذه الأحداث بدون التورط في الحديث عن مرض العم أدوارد.

ووضعت سامنتا الورق جانبا بعد أن أقنعت نفسها أنها ستكتب له في اليوم التالي.

وأقترب موعد العشاء , فأخذت سامنتا تستعد له , وأختارت ثوبا جديدا من الحرير الأزرق الباهت , أظهر بوضوح جمال عينيها الزرقاوين , ووقفت طويلا أمام المرآة تعدل من زينتها , وترددت قليلا قبل أن تضع بضع نقاط من العطر الرقيق الذي أهدته لها كريستين في عيد الميلاد , وبعد أن نسّقت شعرها بعناية , وقفت طويلا أمام المرآة لتطمئن على مظهرها , ولكنها أفاقت فجأة وهي تسائل نفسها لماذا كل هذا الأهتمام بمظهرها الليلة.

وكانت سامنتا تعرف الأجابة على هذا التساؤل , أنه نفس السبب الذي دعا السيدة كمبل إلى أرتداء ثوبها الوردي والذي أشاع شعورا بالمرح بين المدرسات الشابات في الحفل , أنه وجود آدم رويل هذا الساحر محطم القلوب .

وأنتبهت سامنتا من أفكارها وهي تردد بصوت عال:

" لا لن يحدث هذا لي".

وبعصبية واضحة نزعت عنها ثوبها الأزرق الجديد , وقذفت به على السرير وأرتدت ثوبا قديما , كانت سامنتا ترفض أن تخضع مثل غيرها من النساء لهذا السحر العجيب الذي يشع من عيني آدم وشخصيته , وتحب طبيعتها كما هي وتريد أن تطل الفتاة الباردة المشاعر المستقلة كما كانت ليزا تصفها دائما

وصمّمت سامنتا أن تظل علاقتها بآدم في أضيق نطاق ممكن , بما يكفل مصلحة المدرسة إلى حين عودة العم أدوارد , وكان الوقت ما زال مبكرا فنزلت إلى البهو حيث وجدت الآنسة بيلي تقف أمام باب مكتب المدير وقد عقصت شعرها بعناية أعلى رأسها , وصبغت وجنتيها باللون الأحمر , وما أن رأت سامنتا حتى أبتدرتها قائلة:

" لقد كنت أبحث عنك يا آنسة غولد".

ثم سكتت قليلا وبدا عليها التردد وهي تقول:

" كنت أتساءل أذا كان يمكنني التحدث إلى السيد رويل بشأن العمل , هل هو بالداخل؟".

ويدت سامنتا وهي تحاول أن تجنب آدم مثل هذه المتاعب:

" لست متأكدة من ذلك".

وفي هذه اللحظة فتح باب المكتب وخرج آدم , فأندفعت الآنسة بيلي ناحيته وبادرته بالحديث على الفور , نظر آدم إلى سامنتا معاتبا كأنه يحمّلها مسؤولية توريطه في مثل هذه المتاعب .

وقالت الآنسة بيلي وهي تبتسم :

" هل يمكننا أن نلقي نظرة على جداول ساعات العمل , أنها داخل المكتب , وأعدك بأنني لن أعطلك كثيرا".

قالت الآنسة بيلي ذلك وهي تتجه إلى داخل المكتب وتبعها آدم وهو يهز كتفيه في أستسلام.

خرجت سامنتا إلى الحديقة حيث وجدت بعض التلاميذ بصحبة تيري ريد مدرس الرياضة البدنية , الذي ما أن لمح سامنتا حتى أتجه أليها محييا قائلا:

" أهلا سامنتا لقد حضرت يا عزيزتي خصيصا لرؤيتك".

ونظرت اليه سامنتا وهي تبتسم , كان تيري بشعره الأحمر ولون عينيه البني الفاتح من النوع المهزار الذي يحب الغزل , ووقفت سامنتا تتجاذب أطراف مع تيري فسألها :

" وماذا عن المدير الجديد , وكيف تبدو شخصيته ؟".

كانت سامنتا لا تريد أن يوجّه أليها أحد مثل هذا السؤال فلم يكن لديها أجابة له فضحكت وهي تقول :

" أنه شاب غير أليف , من الممكن أن يكون صعبا في بعض الأحيان".

وهزّ تيري رأسه وهو يقول:

" أعرف ما تعنين , سأكون على حذر".

وفي هذه اللحظة رأت آدم وهو يقترب منها بقامته الفارعة وشعره الفاحم يتماوج مع النسيم , وقد أنعكس ضوء الغروب عليه وأكتسبت عيناه هذه النظرة الساحرة .

وخفق قلبها بشدة وأندفع الدم إلى وجهها عندما جاء آدم لينضم إلى صحبتهما , وبعد أن قدّمت تيري إلى آدم تركتهما يتحدثان عن الرياضة وهرولت سريعا إلى الداخل.

ولتقت في طريقها الآنسة ترامب تدخل إلى الحديقة ورفعت هذه يدها بالتحية إلى سامنتا وهي تقول:

"سأذهب لمساعدة التلاميذ في وضع الفخاخ ".

ووقفت سامنتا تراقب الآنسة ترامب وهي تعبر الملعب وتتجه ناحية آدم الذي كان قد أنهى حديثه مع تيري , وأقتربت منه ووقفت معه , وسرعان ما أخذا يتبادلان الحديث , وكان واضحا لسامنتا أن الآنسة ترامب كانت تقوم بالجانب الأكبر من الحديث , ولاحظت أن آدم كان يلتفت بين آونة وأخرى إلى الداخل ولكن كان من الواضح أنه لا يستطيع التخلص من الآنسة ترامب .

وأبتسمت سامنتا في وقفتها وهي تتذكر قول العم أدوارد أن الفتيات يحمن حول آدم مثل الفراشات حول الضوء.

وبعد العشاء طلبت كريستين من سامنتا أن تمر عليها في غرفتها كما تعوّدت أن تفعل من قبل , ولكنها شعرت بالتردد في هذه المرة وقالت في شيء من التهكم:

" أن حضرته يريد مني أن أساعده هذا المساء , وكان عليّ أن أعده بذلك وألا فلن يكون لديه الوقت الكافي لأدارة المدرسة".

فردت كريستين قائلة:

" أخشى ذلك فالفتيات هنا لن يتحن له الوقت لذلك".

وأخذت كريستين تخبر سامنتا بالأعذار الواهية التي تنتحلها المدرسات للتحدث إلى آدم , وبعد أن مضت كريستين جلست سامنتا مع الآنسة بيلي ترتشف القهوة , وكانت تلقي نظرة بين لحظة وأخرى إلى ساعة يدها , وأخيرا أقتربت الساعة من الثامنة والنصف , فنهضت واقفة بعد أن أعتذرت بأنشغالها بالعمل , أتجهت إلى مكتبها لتطمئن إلى مظهرها في المرآة قبل التوجه إلى جناح آدم .

طرقت سامنتا الباب وجاءها صوت آدم من الداخل يدعوها إلى الدخول.

كان آدم يجلس خلف الطاولة الكبيرة الموجودة بالغرفة محاطا بأكوام من الكتب والأوراق المتناثرة ,وكان مرتديا صديريا بسيطا وسروالا يلوح للعين قديما وقد بدا شاحبا وشعره مشعثا , وكان في مظهره هذا أشبه بالمؤلف الذي تستغرقه الكتابة تماما.

وأشار آدم أليها بيده إلى أحد المقاعد بدون أن يرفع عينيه عن الأوراق أو ينطق بكلمة , فجلست تنتظر وطال أنتظارها وبدا آدم مستغرقا تماما في الكتابة وقد نسي وجودها تماما.

وأخيرا توقف عن الكتابة ورجع بمقعده إلى الخلف ومدّ لها يده بورقة وهو يقول :

" هل تعتقدين أنه يمكنك حلّ رموزها".

ونظرت سامنتا إلى الورقة وكانت السطور متقاربة جدا وفي حالة يصعب معها قراءتها ولكنها وعدت بأن تبذل ما بوسعها.

وجدت سامنتا في بادىء الأمر صعوبة وهي تحاول فك رموز الورقة المشوشة , ولكنها وقد قبلت التحدي كانت تشعر بمتعة وهي تفعل ذلك , وبعد دقائق قليلة كان يمكنها قراءة حظ آدم بسهولة كبيرة ,وبعد حوال ربع ساعة كانت قد أنتهت من نسخ الورقة على آلة الطباعة وجلست تنتظر.

ولاحظ آدم توقف صوت آلة الطباعة فرفع وجهه أليها وهو يقول :

" حقا لا أكاد أصدق أنت رائعة يا سامنتا ".

وهزّ ؤأسه وكأنه لا يصدق عينيه .

وأستمرت سامنتا في عملية نسخ الأوراق الواحدة تلو الآخرة , ومع تأخر الوقت شعرت بالأرهاق ولكن آدم بدا مستغرقا في عمله إلى الدرجة التي خشيت معها مقاطعته . وأخيرا تنبّه آدم على صوت طرقات خفيفة على الباب أعقبها صوت الآنسة بيلي وهي تهمس قائلة :

" سيد رويل هل أنت بالداخل".

ورفع آدم عينيه وهو يهمهم في ضيق , ثم رفع صوته يدعوها إلى الدخول .

ودخلت الآنسة بيلي إلى الحجرة على أستحياء , ونظرت إلى الأوراق المتناثرة على الطاولة وإلى سامنتا وهي تجلس أمام آلة الطباعة وقالت معتذرة :

" أراك مشغولا الآن , وآسفة لمقاطعتك , ولكننا نعتقد أنه يجب أبلاغك بأمر ".

وبدأ آدم وهو يحاول الأحتفاظ بهدوئه يسأل الآنسة بيلي عما تريد قوله .

وأندفعت الآنسة بيلي تحدّثه عن الحيوانات التي أحضرها فوزر جيل وهو أحد التلاميذ الصغار وكيف أنها هربت من الحظيرة , وأستمرت الآنسة بيلي في حديثها بدون توقف , ونظرت سامنتا إلى وجه آدم .

وأدهشها أنه يبدو هادئا تماما .

وأخيرا بدا وكأنه لا يمكنه الأستمرار في الأستماع إلى الآنسة بيلي أكثر من ذلك فنهض واقفا وهو يقول في صوت هادىء تماما :

" حسنا يا آنسة بيلي سأعمل على حل هذه المكلة".

وشكرته الآنسة بيلي وغادرت الغرفة وهي تكرر أعتذارها لمقاطعته .

وبعد أن أبتعد صوت أقدام الآنسة بيلي وهي تنزل السلم بدا وجه آدم مقطبا وهو ينظر إلى سامنتا قائلا:

" أنا على يقين أنني لن أستطيع العمل هنا لفترة طويلة بدون أن أفقد عقلي , ألا يمكنني أن أنعم بشيء من السلام في غرفتي بعد متاعب اليوم الدراسي".

وأخذت أصابعه تعبث بعصبية في شعره وهو يقول :

" في أي حال كان يجب ألا يسمح لهذا التلميذ أن يحضرها معه إلى المدرسة , أنها ليست حديقة للحيوانات , ما لي أنا ولهذه التفاهات ولديّ من الأعمال الهامة الشيء الكثير لأقوم به".

فردّت سامنتا في هدوء :

" أن فوزرجيل لا يعتقد أن فقد حيواناته بالشيء التافه , بل مهمة له أهمية الكتاب لك تماما".

وتوقعت سامنتا أن ينفجر آدم غاضبا , ولكنه لم يفعل بل أخذ يحملق فيها وهو يطلب منها أن توضح له ظروف فوزرجيل , وقصّت عليه سامنتا كيف أن فوزرجيل فقد أمه في حادث طائرة وأن هذا الحادث أثّر فيه إلى درجة كبيرة , وبعد أن أنتهت من حديثها نظرت إلى وجه آدم فرأته وقد زال عنه الغضب وجاءها صوته غريبا وهو يقول:

" حقا أن شيئا لا يمكن أن يعوّض فقد الأم".

قال آدم ذلك في لهجة جعلتها تشعر أنه لا بد وأن يكون مرّ بتجربة مماثلة .

وبعد فترة أبتسم آدم قائلا:

" أنك على حق يا سامنتا ربما طانت حيوانات فوزرجيل من الناحية الأنسانية أهمّ من كتابي".

ثم نهض واقفا وهو يقول :

" ما رأيك في أن نخرج ونشارك الجميع في عملية البحث عنها ".

ونظرت أليه سامنتا وقد لمعت عيناها في أمتنان وهي تقول :

" شكرا يا سيد رويل".

ونظر أليها آدم قائلا:

" قد يكون من الأنسب أن تناديني بآدم فنحن في غير أوقات العمل ".

كان آدم يقف خلفها وهي تجلس على المقعد حتى تكاد تشعر بسترته الصوفية وهي تلامس ذراعها العاري , فخفق قلبها بشدة , كانت سامنتا تريد أن تغادر مقعدها ولكنها خشيت لو فعلت ذلك في هذه اللحظة , أن تجد نفسها في مواجهة آدم وهي تكاد تلتصق به مما سيسبب لها حرجا شديدا , ولم تكن سامنتا تشعر بمثل هذا الشعور مع أي رجل آخر في مثل هذا الموقف فالأمر يختلف تماما مع آدم.

وشعرت سامنتا بيد آدم تمتد لتلمس كتفها فأنتفضت وأستدارت بسرعة في مقعدها وقد شعرت بأضطراب شديد ورأت وجه آدم , وقد أرتسم عليه تعبير غريب فنظرت أليه وهي تتساءل في بلاهة.

" ماذا......... هل حدث شيء؟".

" أنت تعرفين تماما ماذا حدث , أنك فتاة مثقفة حقا يا آنسة غولد ,وما أنا ألا رجل يخفق قلبي بمشاعر الرجل كأي أنسان".

ثم لوى شفتيه تعجبا وقال:

" أعتقد أنه من الأفضل أن نسرع بالخروج لنبحث عن الحيوانات ".

ومدّ يده فأمسك بيدها وجذبها من فوق المقعد ودفعها صوب الباب وهو يضحك قائلا:

" أخرجي الآن , الأمان أولا , هذه هي القاعدة الذهبية عندي".

وحاولت سامنتا أن تتماسك ,فقد كانت هذه التجربة التي يمتزج فيها المرح بالعواطف المحمومة ,شيئا جديدا عليها تماما , فأنها لم تعرف من قبل رجلا مثل آدم رويل , وأخذت تسائل نفسها أذا كان من الأفضل لها لو أنها أستمعت إلى تحذير ليزا ولكن يبدو أنها وجدت الرد السريع على هذا التساؤل , فقد نظرت إلى آدم وأبتسمت له برقة شديدة وهي تسير بجانبه صوب الحديقة.

وعندما وصلا أليها كانت عملية البحث عن الحيوانات على أشدّها , وقد أشتركت فيها كريستين والآنسة بيلي التي كان صوتها يعلو على أي صوت آخر.

وعندما رأى فوزرجيل آدم يقترب , بدا عليه الخوف الشديد وأندفع أليه قائلا وهو يلهث:

" أنا آسف يا سيدي , ولن يحدث هذا مرة أخرى".

وأعقب ذلك فترة صمت وترقب قطعها آدم في صوت تعمّد أن يكون جافا وهو يوجه حديثه إلى الطفل :

" فوزرجيل هل تأكدت من أغلاق الحظيرة بعد ظهر اليوم ".

وفي الضوء الخافت أستطاعت سامنتا أن ترى وجه الطفل , وقد ملأه الخوف الشديد وهو يرد بصعوبة بالأيجاب .

وأستطرد آدم بنفس اللهجة :

" وعندما عدت في المساء وجدت الحظيرة مفتوحة وقد هربت الحيوانات ؟".

فأجاب الطفل بالأيجاب وأعتقب ذلك فترة صمت أخرى قبل أن يسأل آدم .

" وكيف تفسر ذلك؟".

وبدا الحزن على وجه فوزرجيل وهو يرد قائلا:

" لا أدري يا سيدي , لا بد وأن هناك خللا باباب ".

" هل تعتقد أن شخصا تعمد فتح الباب ؟".

" لا يا سيدي , لماذا يريد أي شخص أن يفعل ذلك؟".

وهز آدم رأسه وهو يقول:

" حسنا , يجب أن نبحث عن الحيوانات ونحاول أن نعثر عليها ".

وصاح فزرجيل في مرح غامر :

" هل تعني يا سيدي أنه يمكنني الأحتفاظ بها؟".

" بالطبع , ولكن يجب أن تضعها في مكان مأمون آخر".

وأبتسم آدم للطفل الذي أندفع راكضا ليبحث عن حيواناته وشعرت سامنتا بالأرتياح , فقد نجح آدم في أول مواجهة له مع تلاميذ المدرسة وكانت تعتقد أن العم أدوارد نفسه ما كان ليمكنه أن يعالج هذه المسألة بطريقة أفضل.

وقال آدم بعد أنصراف فوزرجيل:

" أنه شيء مدهش حقا , لقد أتحت الفرصة لفزرجيل لأن يلقي مسؤولية ما حدث على غيره , ولكنه لم يفعل , أعجبني موقفه جدا فأن أكثر ما يعجبني في هذه الحياة هو الصدق والأمانة".

وقالت سامنتا:

" أن العم أدوارد يتّفق معك في ذلك".

" وما رأيك يا سامنتا , هل تتفقين معي؟".

كان سؤاله غريبا فنظرت أليه لترى عينيه وقد صوّبهما إلى وجهها في أهتمام شديد , وكأن ردها يعني الكثير له.

وشعرت سامنتا في هذه اللحظة أن آدم كان يمكن أن يكون محاميا ناجحا لو أنه لم يعمل بالتدريس , وردت قائلة:

"بالطبع , أنني أتفق معك ".

كانا يسيران ببطء شديد وهما يقتربان من فريق البحث عن الحيوانات لمشاركته في مهمته , ثم توقف آدم تماما ووقف أمام سامنتا وأخذ ينظر أليها في صمت وقد علت وجهه تقطيبة خفيفة وقد أستغرقه التفكير وبدا وكأنه نسيها تماما , قالت سامنتا بلهجة مازحة :

" ألم يحن الوقت بعد لأترك منصّة الشهادة".

وتنبّه آدم من تفكيره وأنفجر ضاحكا وهو يقول:

" آسف فقد سرحت بأفكاري بعيدا , تعالي الآن وأراهنك أنني سأكون أول من يعثر عليها".


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:52 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


6- مؤامرة على الحب
مضت عشرة أيام على بدء الدراسة , وكان الوقت مساء وقد جلست سامنتا مع كريستين في غرفتها تتجاذبان أطراف الحديث وقالت كريستين وهي تصبّ القهوة:
" هذه المرة الأولى يا سامنتا منذ عشرة أيام , لا يكون لديك عمل في المساء , أن هذا الرجل يرهقك كثيرا".
وجلست سامنتا على مقعدها في أسترخاء وحاولت أن تبدو كأنها تفضّل أن تخلو إلى كريستين في غرفتها على أن تعمل مع آدم وقالت :
" لقد منحني راحة هذا المساء لأنه ذهب لزيارة العم أدوارد الذي قد يغادر المستشفى في الأسبوع المقبل , أليس هذا رائعا ؟".
" لقد تحسنت صحته أسرع مما كان متوقعا ............ ولكن أين سيقضي فترة النقاهة ؟".
" سيذهب عند شقيقته في ديفون , ولو أنه يفضّل العودة إلى المدرسة , وأعتقد أن وجوده هناك في هذا الوقت من العام , سيفيده كثيرا وقد يشفى سريعا ليعود إلى المدرسة في بداية الفترة الدراسية القادمة".
وبدا على سامنتا التفكير , فأن عودة العم أدوارد يعني رحيل آدم , وهي لا يمكن أن تتخيّل المدرسة بدونه فقد كان له الأثر الذي أحدثته شخصيته في كل ما حوله قويّا إلى درجة لا يمكن تجاهلها.
وجلست كريستين في مواجهة سامنتا وبدا عليها التردد وهي تقول :
" تبدين مرهقة الليلة يا سامنتا , ألا تعتقدين أنك تتعبين نفسك بالعمل أكثر من اللازم ؟.... ما كان عليك قبول العمل الأضافي في المساء".
وهزّت سامنتا كتفيها وهي ترد قائلة:
" لم يكن أمامي خيار , أن كل ما يهمني هو أن تمضي الأمور على ما يرام وهذا لن يحدث ما لم أوفر لآدم الوقت الكافي لأدارة المدرسة , فهو يهتم بكتبه إلى درجة كبيرة , وأعتقد أنه لو خيّر بين مصلحة المدرسة والأنتهاء من كتابه لأختار كتابه".
" لا بد أنه شخص أناني ".
" ألسنا كلنا أنانيين في أحيان كثيرة , أظن أنه على حق في موقفه هذا فقد أضطر إلى قبول العمل في المدرسة".
وبدا على سامنتا وكأنها تحاول الدفاع عن آدم .
وسألت كريستين :
" ألا يمكنه نسخ الأوراق بنفسه ؟".
" أن مساعدتي له توفّر له الكثير من الوقت , وأعترف أنني أشعر بالأرهاق في أحيان كثيرة , ولكن موضوع الكتاب يهمني , فأنت تعرفين أنني أحب كل ما يتصل بالتاريخ".
وردّت كريستين وهي تضع بعض الفطائر أمام سامنتا:
" نعم أعرف ذلك ,وما زلت أذكر مناقشتك مع ريتشارد حول الحضارات القديمة ".
وشعرت سامنتا عند ذكر ريتشارد بنوع من تأنيب الضمير , فهي لم ترسل له رسالة حتى الآن, وأخذت سامنتا تحدث كريستين عن كتاب آدم في حماس شديد , ويبدو أنها أنتبهت إلى ذلك فأنسحبت في خجل وهي تقول :
" آسفة , يبدو أنني أنفعلت قليلا".
ونظرت كريستين إلى قدمها وقالت في لهجة حاولت أن تبدو بريئة:
" هل كان أنفعالك من أجل الكتاب فقط؟ أرجو ألا يكون سؤالي محرجا وألا تظني أنني أستغل صداقتي لك فأجرؤ على التدخل في خصوصياتك".
وأرتجفت سامنتا لدى سماعها هذا السؤال , فقد كانت كريستين صديقتها حقا , ولكنها كانت تكبرها بحوال عشر سنوات , كما أنها كانت أكثر منها خبرة بالحياة ولا يمكن أن يكون هذا السؤال بريئا , وعليها أن تفكر كثيرا قبل أن ترد في هدوء:
" نعم أن أنفعالي كان من أجل الكتاب فقط كما أعترف أن آدم رويل شخص جذاب للغاية , ولكن أي فتاة لا يمكن أن تجعل هذه الجاذبية هدفا أعلى لها , وألا تعرضت للمتاعب".
وظهر القلق في عيني كريستين وهي تقول :
" أذا كان هذا رأيك , ألا تجدين أن العمل معه طوال هذه الساعات في المساء سيسبب لك المتاعب؟".
" لا........ لا أعتقد ذلك , فهو يستغرق تماما في عمله حتى ينسى وجودي معه في الحجرة ".
وكانت سامنتا على حق , فأن معاملة آدم قد تغيرت تماما منذ أول يوم عملا فيه معا , وكان مهذبا جدا معها وبدا واضحا أنه يحاول وضع حاجز بينهما .
وبعد فترة من الصمت سألت سامنتا:
" والآن ماذا عن أخبارك؟ هل حددت موعدا للزواج؟".
وأجتذبهما الحديث في هذا الموضوع إلى أن حان وقت النوم فغادرت سامنتا غرفة كريستين متجهة إلى غرفتها .
6- مؤامرة على الحب
مضت عشرة أيام على بدء الدراسة , وكان الوقت مساء وقد جلست سامنتا مع كريستين في غرفتها تتجاذبان أطراف الحديث وقالت كريستين وهي تصبّ القهوة:
" هذه المرة الأولى يا سامنتا منذ عشرة أيام , لا يكون لديك عمل في المساء , أن هذا الرجل يرهقك كثيرا".
وجلست سامنتا على مقعدها في أسترخاء وحاولت أن تبدو كأنها تفضّل أن تخلو إلى كريستين في غرفتها على أن تعمل مع آدم وقالت :
" لقد منحني راحة هذا المساء لأنه ذهب لزيارة العم أدوارد الذي قد يغادر المستشفى في الأسبوع المقبل , أليس هذا رائعا ؟".
" لقد تحسنت صحته أسرع مما كان متوقعا ............ ولكن أين سيقضي فترة النقاهة ؟".
" سيذهب عند شقيقته في ديفون , ولو أنه يفضّل العودة إلى المدرسة , وأعتقد أن وجوده هناك في هذا الوقت من العام , سيفيده كثيرا وقد يشفى سريعا ليعود إلى المدرسة في بداية الفترة الدراسية القادمة".
وبدا على سامنتا التفكير , فأن عودة العم أدوارد يعني رحيل آدم , وهي لا يمكن أن تتخيّل المدرسة بدونه فقد كان له الأثر الذي أحدثته شخصيته في كل ما حوله قويّا إلى درجة لا يمكن تجاهلها.
وجلست كريستين في مواجهة سامنتا وبدا عليها التردد وهي تقول :
" تبدين مرهقة الليلة يا سامنتا , ألا تعتقدين أنك تتعبين نفسك بالعمل أكثر من اللازم ؟.... ما كان عليك قبول العمل الأضافي في المساء".
وهزّت سامنتا كتفيها وهي ترد قائلة:
" لم يكن أمامي خيار , أن كل ما يهمني هو أن تمضي الأمور على ما يرام وهذا لن يحدث ما لم أوفر لآدم الوقت الكافي لأدارة المدرسة , فهو يهتم بكتبه إلى درجة كبيرة , وأعتقد أنه لو خيّر بين مصلحة المدرسة والأنتهاء من كتابه لأختار كتابه".
" لا بد أنه شخص أناني ".
" ألسنا كلنا أنانيين في أحيان كثيرة , أظن أنه على حق في موقفه هذا فقد أضطر إلى قبول العمل في المدرسة".
وبدا على سامنتا وكأنها تحاول الدفاع عن آدم .
وسألت كريستين :
" ألا يمكنه نسخ الأوراق بنفسه ؟".
" أن مساعدتي له توفّر له الكثير من الوقت , وأعترف أنني أشعر بالأرهاق في أحيان كثيرة , ولكن موضوع الكتاب يهمني , فأنت تعرفين أنني أحب كل ما يتصل بالتاريخ".
وردّت كريستين وهي تضع بعض الفطائر أمام سامنتا:
" نعم أعرف ذلك ,وما زلت أذكر مناقشتك مع ريتشارد حول الحضارات القديمة ".
وشعرت سامنتا عند ذكر ريتشارد بنوع من تأنيب الضمير , فهي لم ترسل له رسالة حتى الآن, وأخذت سامنتا تحدث كريستين عن كتاب آدم في حماس شديد , ويبدو أنها أنتبهت إلى ذلك فأنسحبت في خجل وهي تقول :
" آسفة , يبدو أنني أنفعلت قليلا".
ونظرت كريستين إلى قدمها وقالت في لهجة حاولت أن تبدو بريئة:
" هل كان أنفعالك من أجل الكتاب فقط؟ أرجو ألا يكون سؤالي محرجا وألا تظني أنني أستغل صداقتي لك فأجرؤ على التدخل في خصوصياتك".
وأرتجفت سامنتا لدى سماعها هذا السؤال , فقد كانت كريستين صديقتها حقا , ولكنها كانت تكبرها بحوال عشر سنوات , كما أنها كانت أكثر منها خبرة بالحياة ولا يمكن أن يكون هذا السؤال بريئا , وعليها أن تفكر كثيرا قبل أن ترد في هدوء:
" نعم أن أنفعالي كان من أجل الكتاب فقط كما أعترف أن آدم رويل شخص جذاب للغاية , ولكن أي فتاة لا يمكن أن تجعل هذه الجاذبية هدفا أعلى لها , وألا تعرضت للمتاعب".
وظهر القلق في عيني كريستين وهي تقول :
" أذا كان هذا رأيك , ألا تجدين أن العمل معه طوال هذه الساعات في المساء سيسبب لك المتاعب؟".
" لا........ لا أعتقد ذلك , فهو يستغرق تماما في عمله حتى ينسى وجودي معه في الحجرة ".
وكانت سامنتا على حق , فأن معاملة آدم قد تغيرت تماما منذ أول يوم عملا فيه معا , وكان مهذبا جدا معها وبدا واضحا أنه يحاول وضع حاجز بينهما .
وبعد فترة من الصمت سألت سامنتا:
" والآن ماذا عن أخبارك؟ هل حددت موعدا للزواج؟".
وأجتذبهما الحديث في هذا الموضوع إلى أن حان وقت النوم فغادرت سامنتا غرفة كريستين متجهة إلى غرفتها .
وفي الصباح بدا آدم صامتا على غير العادة ودعا سامنتا إلى مكتبه حيث أخذ يعرض عليها بعض الرسائل ,وبعد الأنتهاء من ذلك أنتظرت سامنتا قليلا قبل أن تضع أمامه بعض الأوراق قائلة:
" هذه هي الرسائل التي وصلتنا ردا على الأعلان الخاص بطلب مشرفة جديدة للمدرسة , هل تريد أن تراها؟".
وألقى آدم نظرة عابرة على الرسالة الأولى ثم أعاد أليها باقي الرسائل قائلا:
" من الأفضل أن تبحثي الأمر مع كريستين".
وأخذت سامنتا الرسائل ثم أنتظرت قليلا قبل أن تسأل :
" هل هناك شيء آخر ؟".
ورفع آدم رأسه وقد بدا ساهما وهو يقول :
" ماذا؟ هذا كل ما أريد".
وسألته سامنتا عن العم أدوارد فأجابها بأنه تحسن كثيرا عن المرة السابقة وقال :
" أعتقد أنه تخطى مرحلة الخطر , أجريت له بعض الأختبارات وكانت النتيجة مشجعة".
وساد الصمت بينهما , وهمّت سامنتا بالخروج وعندئذ قال آدم فجأة :
" كان السيد بارنز يبدو مشرقا وهو يحدثني عن أبنه ريتشارد".
وتساءلت سامنتا:
" ريتشارد , وهل تعرفه؟".
" لا لم نلتق أبدا ,وأتساءل لماذا لم يعد إلى المدرسة خلال فترة مرض أبيه؟".
وأخبرته سامنتا كيف أن العم أدوارد يرفض هذه الفكرة تماما ثم أضافت:
" أن ريتشارد ممتاز في عمله والعم أدوارد فخور به للغاية ".
ورفع آدم عينيه أليها وقال من دون أن يبتسم :
"وأنت أيضا , أعتقد كذلك".
" أنا!!".
ردّت سامنتا وقد شعرت بالدماء تندفع إلى وجهها وهي تتساءل ترى ماذا أخبره العم أدوارد بشأن ريتشارد وأستطرد آدم:
"فهمت من حديثي مع السيد بارنز أنك أنت وهذا المدعو ريتشارد على وشك الأرتباط بخطوبة".
وكادت سامنتا تقول لآدم أنه لا شأن له بهذا الأمر , ولكنها تذكّرت قرارها الذي أتخذته بعدم محاولة أثارته , سواء بالقول أو بالعل , خاصة في موقفهما هذا حيث هو مدير مدرسة وهي سكرتيرته , وقالت سامنتا في برود :
" أن المسألة لا تعدو أننا......".
" أصدقاء !".
قاطعها آدم في لهجة تهكمية فرفعت وجهها في نوع من التحدي وهي تجيبه موافقة على كلامه .
وغادرت سامنتا غرفة المكتب وتوجهت إلى غرفتها وبعد فترة مر آدم بها وهو عائد من المكتبة وطلب منها أن تحاول منع أي شخص من أزعاجه ثم سألها:
" هل عندي مقابلات هذا المساء؟".
فنظرت في دفتر المواعيد وهي تقول:
" الآنسة غريفز تريد مقابلتك قبل مغادرتها المدرسة , الآنسة جاكسون طلبت مقابلتك أيضا أذا كان ذلك ممكنا".
وتجهّم وجه آدم وهو يستمع أليها , وبدا وكأنه على وشك أن يقول شيئا غير لائق , ولكنه تدارك موقفه , وأكتفى بأن قال في لهجة وقحة وهو يغادر الحجرة:
" أعتقد أنه يمكنهن ذلك".
وبعد الظهر جلست سامنتا في مكتب مواجه لغرفة المدير تراقب المدرّسات وهن يدخلن إلى مكتب آدم واحدة تلو الأخرى , ولاحظت سامنتا أن المقابلات كانت تستغرق وقتا أكثر من اللازم.
ولم يغادر آدم الغرفة بعد ذلك وفي الساعة الرابعة أحضرت السيدة كمبل الشاي , ولكن سامنتا طلبت منها أن تحمله أليه بنفسها في غرفته متظاهرة بأنشغالها في العمل , فقد كانت تخشى الدخول في هذه اللحظة بعد كل هذه المضايقات التي تعرّض لها.
وغادرت سامنتا مكتبها بعد قليل , فقد كان عليها أن تتعرف على بعض الأمور , وعندما عادت أليه رأت الآنسة بيلي تخرج من مكتب آدم وقد بدا وجهها محتقنا ولم تتوقف لتتحدث معها كما تعودت أن تفعل.
وخشيت سامنتا أن يكون آدم قد فقد أعصابه وقال لها ما كدّرها , فأستجمعت شجاعتها وطرقت باب المكتب ودخلت.
كان آدم يجلس فوق مقعده ووجهه ينذر ببوادر عاصفة من الغضب , ونظر أليها نظرة سريعة وهو يقول في لهجة تنطوي على الضيق:
" ماذا هناك؟".
وأجابت سامنتا في صوت حاولت أن يبدو هادئا تماما:
" هل يمكنني فحص الأوراق الخاصة بتقارير التلاميذ , فهي هنا , وأعرف أنه لم يكن لدينا منها العدد الكافي في العام الماضي".
وتوقفت سامنتا فجأة عن الحديث فقد دفع آدم وقعده إلى الخلف في غضب شديد وردّ في وقاحة متناهية:
" حسنا هيا أفعلي ما تريدين , كيف لي أن أعرف شيئا عن هذه التقارير؟ فأنا لست أمين مكتبة ولم أكن موجودا هنا في العام الماضي , وأشعر في هذه اللحظة بالذات أنني لن أستمر هنا طويلا".
وشعرت سامنتا ببرودة مفاجئة تسري في جسدها فقد كان الموقف أسوأ بكثير من كل توقعاتها , وأزعجها أحتمال رحيل آدم , لأن ذلك يعني أن العم أدروارد سيضطر إلى العودة إلى المدرسة قبل تماثله للشفاء تماما , وهو ما لا يمكن أن تسمح بحدوثه أبدا .
وحاولت سامنتا تجاهل ثورة آدم وسألته بطريقة مباشرة عما حدث .
وألتقط آدم مسطرة من فوق المكتب ظنّت سامنتا للحظة أنه سيقذفها بها , وأخذ يحركها بعصبية ثم قذف بها على المكتب وهو ينظر أليها قائلا:
" هل تريدين حقا أن تعرفي ماذا حدث؟".
" أعتقد أنه من حقي أن أعرف خاصة أذا الأمر متعلقا بالمدرسة".
فحملق فيها آدم وهو يقول:
" لن يعجبك ما سأقوله وربما لن تصدقيني ".
" حاول أن تشرح لي ما حدث وستجدني متفهمة تماما".
وحاولت سامنتا التخفيف من حدّة غضبه , فجلست إلى جانبه وهي تقول في صوت هادىء:
" هل هن المدرّيات ؟ أعرف أن عددهن كبير وقد شرحت لك الأمر من قبل ".
ومر آدم بأصابعه خلال شعره بطريقة يائسة وهو يقول:
" أن كل واحدة تسألني عن أمور في منتهى التفاهة , ليست من أختصاصي على الأطلاق , بأختصار أما أنهن يتآمرن علي وأما لا يقدرن على التصرف في أي شيء".
وردّت سامنتا في لهجة صادقة:
" من المؤكد أنهن لسن كذلك , أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرّد رغبة منهن في أظهار المزيد من المودة ".
فحدّق آدم فيها قائلا:
" أنت لا تعرفين يا عزيزتي الآنسة غولد شيئا عن هذه الأمور , ولا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تقدّري تماما موقف شاب في مثل سني لم يرتبط بعد".
وقالت سامنتا في محاولة يائسة لتلطيف الجو :
" حسنا , ربما كانت المدرّسات ترغبن في مناقشة المزيد من التفصيلات بشأن العمل ".
فألتفت أليها آدم وهو يرمقها بنظرة مفعمة بالمعاني وقال :
" أذا كان حقا ما تقولين , فماذا تدعوني الآنسة بيلي للذهاب معها إلى المسرح أنا وهي بمفردنا".
وضرب آدم بقبضته على المكتب وهو يقول:
" تصوّري أنا والآنسة بيلي نذهب إلى المسرح معا!".
وبعد فترة أستطرد قائلا:
" لقد حاولت أن أكون مهذبا معها بقدر الأمكان , فتذرّعت بكثرة مشاغلي ولمّا لم أجد وسيلة للتخلص منها , أخبرتها أنني مرتبط بموعد سابق مع فتاة أخرى ".
ورمق آدم سامنتا بنظرة حادة وهو يقول :
" أعرف أنك تعتقدين أنه أمر مضحك للغاية ,ولكنه ليس كذلك بالنسبة أليّ , أن كل ما أطلبه هو أن تتاح لي الفرصة لأعمل , وألا يضطرني أحد إلى التصرف بطريقة وقحة . أنه شيء مثير للأعصاب فعلا".
وجلست سامنتا وقد علا وجهها الوجوم وهي تفكر فيما قد يحدث خلال المدة المتبقية من الدراسة ,وقد حدث ما حدث من مضايقات لآدم خلال عشرة أيام فقط.
وتوقف آدم عن الحديث , وبدا عليه وكأنه قد فاض به الكيل ,وفجأة , خطرت على ذهنها فكرة ظنت أنها قد تكون الحل المناسب لهذه المشكلة , ولو أنها بدت فظيعة , ولكن سامنتا لم تتردد لحظة فقالت على الفور:
" أنت تعتقد أن السبب في المتاعب التي تصادفك هنا هو أنك شاب وغير مرتبط أليس كذلك؟".
" لا أدري تماما".
قال آدم ذلك وقد رفع عينيه إلى عيني سامنتا , كأنه ينظر إلى منقذته .
فهزّت سامنتا وهي تقول في تردد :
" حسنا , أنت تعرف , أنه كلما أسرعت بالأرتباط فعلا بأية فتاة كلما كان ذلك أفضل".
" أوه !".
صاح آدم وقد بدا عليه الأهتمام ورجع بمقعده إلى الخلف وهو ينظر أليها بطريقة مسرحية وقال :
" هذا شيء مسل للغاية".
وتجاهلت سامنتا ذلك وأستمرت في حديثها .
" أذا وضح للجميع أنك مرتبط بفتاة معيّنة , فأن الفتيات سيتوقفن عن ملاحقتك".
" هذا أظرف شيء سمعته في حياتي , ومن هي الفتاة التي تعتقدين أنه يمكنني التظاهر بالأرتباط بها , هل هي الآنسة بيلي , أم مدرّسة الموسيقى أم الآنسة ترامب".
وأخذت سامنتا نفسا عميقا قبل أن تقول:
" أقترح أن أكون أنا هذه الفتاة".
" لا!".
صاح آدم وهو يقوم من مقعده ثم يعود للجلوس مرة أخرى , ثم قال :
" لن يحدث هذا بأي حال من الأحوال".
فقالت سامنتا :
" ولم لا ! أن الأمر يبدو معقولا تماما , حيث أنني أعمل معك لفترات طويلة وتأكد
أنك ستكون في أمان تام وأنت معي , لأنني لا أنوي الوقوع في حبك".
وبدا آدم وقد أستطاع السيطرة على أعصابه , بعد هذه المفاجأة التي أخرجته إلى حد ما من حالة الغضب التي كانت تتملكه , ونظر إلى سامنتا قائلا:
"ما دمنا قد وصلنا إلى هذا القدر من الصراحة في حديثنا , أريد أن أعرف لماذا لا تريدين أن تقعي في حبي؟".
فردّت سامنتا وقد قرّرت أن تلتزم الصراحة في حديثها معه:
" لا أريد ذلك لعدة أسباب , حقا أنك وسيم وجذّاب وحديثك ممتع في الأحوال العادية كما أنك مدير ممتاز ولكن ........".
" ولكن ماذا ؟ أريد أن أعرف".
فنظرت أليه سامنتا وهي تبتسم وقالت:
" ولكنك مغرور وأناني ومتعجرف , أو على الأقل هكذا تبدو لي ".
ووضع آدم ساقا على ساق وهو يرجع بمقعده إلى الخلف وقال :
" وأنت أيضا يا آنسة غولد أعتقد أنك متعجرفة قليلا , في أي حال الأمر يبدو معقولا ولكن ........ أشعر أن هناك شيئا مريبا".
" تقصد أنني أحاول أن أنصب لك فخا , أو أنني أريد الأيقاع بك ؟ أطمئن تماما فأنا لم أقترح هذه الفكرة ألا لأنها الوسيلة الوحيدة لأبعد عنك المضايقات خلال فترة وجودك بالمدرسة , وتمضي الأمور على ما يرام إلى حين عودة السيد بارنز ".
وقال آدم وهو ينظر أليها في سخرية:
" موقف نبيل حقا وتضحية كبيرة من جانبك بالفعل".
" والآن ما رأيك في هذه الفكرة؟".
" أعتقد أنها فكرة مقززة لا يمكن أن تخطر ألا ببال أمرأة".
فوقفت سامنتا وهي تقول ببرود :
" لقد تعبت من هذا الصراع الذي يدور بين الجنسين , هل تريد مساعدتي يا سيد رويل أم لا؟".
وأخذ آدم ينظر أليها وهي تقف في مواجهته بقوامها النحيل وثوبها البسيط وقد عقصت شعرها إلى الخلف ,ثم وقف وأستند بكلتا ديه على المكتب وأنحنى قليلا وهو ينظر أليها قائلا:
" أنني أوافق على هذه الفكرة , ولكن كيف نبدأ تنفيذها؟".
قال ذلك وهو ينظر أليها نظرة جعلتها تكاد تنهار ولكنها صمّمت على التماسك وقالت:
" أقترح أن ندع الجميع يعتقدون أنني الفتاة التي أرتبطت معها بموعد الذهاب إلى المسرح , وأذا أمكننا الذهاب بالفعل فأن الأمر سيبدو مقنعا بالفعل".
وأنحنى لها آدم بطريقة تمثيلية وهو يقول :
" لا يبدو أن أمامي مجالا للأختيار".
ثم قال وهي تبتعد عنه متجهة إلى الباب :
" هل تحضرين في الثامنة مساء كالمعتاد؟".
فهزت برأسها بالأيجاب وهي تخرج مسرعة من الحجرة .
لقد حدث ما حدث وما عليها ألا الأنتظار لمعرفة النهاية.
جلست سامنتا في غرفة مكتبها تفكّر وهي تحدّث نفسها بذلك , ورنّ جرس الهاتف ورفعت السماعة وجاءها صوت أختها ليزا وهي تقول في لهجة ضاحكة :
" أهلا سام , هل أنت بمفردك؟".
وأخذتا تتجاذبان الحديث وطلبت منها أختها ليزا أن تمر بها في منزلها قائلة:
" يجب أن تتصلي بي قبل حضورك , فأن روبرت لم يعد بعد وربما أخرج لقضاء بعض الأمور".
ووضعت سامنتا السماعة وهي تشعر بالقلق , لقد تعوّدت ليزا أن تتورط في متاعب كثيرة قبل زواجها من روبرت بسبب علاقاتها الغرامية , وأزداد قلق سامنتا وهي تفكر في صديق ليزا الذي وجدته جالسا معها , خاصة وأنها تعرف زوجها روبرت ليس من النوع المتساهل.
وفي اليوم التالي ذهبت سامنتا لزيارة العم أدوارد فوجدته قد غادر سريره وجلس في مقعد مريح بجوار النافذة.
وأنحنت عليه تقبله , ثم سحبت مقعدا وجلست إلى جانبه وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث , وربّت العم أدوارد على يدها في حنان وهو يسألها:
" كيف تسير الأمور في المدرسة ,وهل تمضي الأمور بينك وبين رويل ؟ لا بد أنه يقدّرك كثيرا , فقد أخبرني أنك تساعدينه في المساء".
وأخذ العم أدوارد يسألها عن موقف آدم من التلاميذ , وكيف يتعامل معهم وبدا عليه الرضى التام وهو يستمع أليها , وتطرّق الحديث بينهما فسألها أذا كتبت لريتشارد رسالة وترددت سامنتا وهي تجيب :
" لم أرسل أليه منذ فترة طويلة فقد كنت مشغولة للغاية خلال الفترة الماضية , ولكنني سأفعل ذلك قريبا".
كانت سامنتا تشعر أن العم أدوارد يريد أن يحدثها عن علاقتها بريتشارد , ولكنها حاولت أن تغير مجرى الحديث وقالت بطريقة حاولت أن تبدو عارضة:
" لقد أخبرتني ليزا أنها ألتقت بآدم رويل في مباراة للتنس نظّمتها العمة بيتي في المدرسة منذ بضع سنوات".
وبدا على العم أدوارد وكأنه لا يتذكر شيئا ثم قال وقد تذكر ما حدث , أن ليزا حضرت فعلا إلى هذه المباراة وكانت معها صديقة تدعى غيلبان كارترايت ".
وكانت سامنتا تريد معرفة المزيد من التفصيلات , ولكنها لم تجرؤ على توجيه الأسئلة , وفي طريق عودتها إلى المدرسة , مرّت سامنتا بالمسرح في ستراتفورد حيث حجزت تذكرتين وسارت قليلا على قدميها قرب النهر وهي تراقب البجع يسبح على صفحته وأخذت تسترجع ما قاله العم أدوارد بشأن مباراة التنس , مما يؤكد قصة ليزا .
وتوجّهت سامنتا فور عودتها إلى حجرة كريستين ألتي أبتدرتها قائلة :
" أين كنت يا سامنتا أن السيدة كمبل كانت تبحث عنك".
" ذهبت لزيارة العم أدوارد ولأحجز هذه التذاكر".
قالت ذلك وهي ترفع اتذكرتين في يدها لتراهما كريستين وبعد أن نظرت كريستين أليهما جيدا قالت:
" مكان ممتاز في الصفوف الأولى , لا أعتقد أنك ستذهبين مع أحدى الصديقات".
" لا بل سأذهب مع آدم رويل نفسه".
وظهرت الدهشة على وجه كريستين وهي تقول:
" السيد رويل ! هذه مفاجأة حقا , فهمت منك أنك........".
فقاطعتها سامنتا قائلة:
" ليس الأمر كما تظنين , أن المسألة لا تعدو أن تكون خطة دبّرتها وسأحتاج إلى مساعدتك".
وراحت سامنتا تقص على كريستين جميع التفصيلات وأظهرت كريستين تفهمها للموقف ولكنها قالت:
" أنني أدرك تماما أن رجلا مثل آدم رويل بمثل هذه الجاذبية , لا بد وأن يتعرض لمثل هذه المضايقات , ولكنني لا أشعر بالأرتياح يا سامنتا وما زلت أحذّرك , أياك أن تلعبي بالنار".
وعندما حان موعد العشاء لاحظت أن الجميع بدأوا يتهامسون بقصة ذهابها مع آدم إلى المسرح , ولاحظت المدرّسات وهن ينظرن أليها من طرف خفي .
قالت بيلي موجهة الحديث إلى سامنتا:
" سمعت أنك ستذهبين إلى المسرح مع مدير المدرسة لمشاهدة مسرحية ماكيث , وسوف نذهب نحن الأثنين الآنسة ترامب وأنا , وستكون مصادفة سعيدة أن نلتقي هناك".
وشعرت سامنتا بشيء من الأعجاب الممزوج بالعطف أتجاه الآنسة بيلي , لقد صادفت هذه الفتاة الكثير من خيبة الأمل في حياتها ,وتخطت الآن الثلاثين من عمرها وقضت شبابها في رعاية والديها المسنين , وبدأ اليأس يتطرق إلى قلبها وهي تبحث عن رجل يحبها.
وعندما ذهبت سامنتا إلى غرفة آدم في المساء أخذت تقصّ عليه ما حدث على طاولة العشاء , فقد تناول عشاءه في المكتب حيث كان يعمل , وأخذا يتضاحكان حول هذه القصة وأخيرا أستجمعت سامنتا شجاعتها وسألته قائلة:
"" ولكن , هل حقا تكره النساء إلى هذه الدرجة؟".
وأبتسم آدم أبتسامة عريضة وهو يجيب:
" ليس هذا صحيحا فأنا لا أكره النساء , لكنني لا أثق بهن فقط ".
وبدا عليه وكأنه لا يريد الخوض في هذا الحديث , فأخرج حافظة نقوده من جيبه ليدفع لها ثمن تذاكر المسرح وأخذ يراقبها لفترة ثم قال :
" آسف يا سامنتا , لم أكن أقصدك بهذا الكلام".
وهزت سامنتا رأسها وهي تقول:
" هذا لا يهم , ولكنني أشعر بالأسف لك وكنت أفكر في أبيات الشعر التي كان العم أدوارد يردّدها دائما".
وطلب منها آدم بصوت رقيق أن تسمعه هذه الأبيات , وأستجمعت سامنتا ذاكرتها وأخيرا أخذت تردد أبيات الشعر وهي تنظر إلى سقف الغرفة وكانت الأبيات تقول :
" رأيت زهورا تنمو في بقاع صخرية.
وأعمالا مجيدة يقوم بها رجال ذوو وجوه قبيحة .
والكأس الذهبية فاز بها أسوأ الخيول".
وأنتظرت سامنتا لحظة , ولمّا لم يعلّق آدم بشيء , غادرت الغرفة وأغلقت الباب وراءها في هدوء


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:54 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

.
7- تلة العناق
دقّ جرس المدرسة معلنا أنهاء الفترة الأخيرة قبل عطلة نهاية الأسبوع , وسمعت سامنتا وهي تجلس في مكتبها , قرقعة باب قاعة الألعاب الرياضية عند فتحه , وأصوات التلاميذ في أحذيتهم الرياضية تتدافع على الأرض الخشبية في بهو المدرسة , وأخذت أصوات التلاميذ الصغار تتعإلى فما يشبه الضجة , وأخذت سامنتا تسائل نفسها ماذا حدث حتى يترك تيري ريد مدرّس الألعاب الرياضية التلاميذ هكذا بدون أشراف , لتصل أصواتهم إلى غرفة المدير الجديد؟
وقد حدث هذا بالفعل , فقد فتح آدم رويل باب غرفة مكتبه الملحقة به غرفة السكرتارية وهو يتساءل في غضب:
" ما الذي يحدث في الخارج؟ وأين هو تيري ريد؟".
ولمّا لم تكن هذه المسألة تخص سامنتا في شيء فأنها لم ترد على آدم , وبعد لحظة سمع صوت تيري ريد في البهو وهو يأمر التلاميذ بالأصطفاف في الحال وسمع صوته وهو يقول:
" من فتح باب قاعة الألعاب الرياضية قبل أن أصدر أوامري بذلك؟".
ثم سمع صوت صرخة خفيفة كما لو كان أحد التلاميذ قد عوقب , ثم خفّت أصوات التلاميذ وبدا وكأن ريد قد أمكنه السيطرة على الموقف وقاد التلاميذ إلى القاعة .
وقف آدم بباب الغرفة يرهف السمع ولمّا أطمأن إلى أن ريد قد تمكن من السيطرة على التلاميذ قال :
" يبدو أن ريد تمكن من معالجة الموقف ولذلك فأنني لن أوبخه على ذلك , ولكنني لن أسمح بعد ذلك أبدا بأن تحدث مثل هذه الأمور في المدرسة وخاصة داخل البهو الرئيسي".
ولفّ المكان الصمت من جديد وتوجه آدم إلى مكتبه ولكنه توقف فجأة كمن سمع صوتا غريبا يأتي من خارج المكتب , فنظر إلى سامنتا متسائلا وهو يقول:
" ما هذا؟ هل هو مواء قطة , هل توجد قطط داخل المدرسة؟".
فردت سامنتا قائلة :
" ربما تكون قطة ضالة , فقد ماتت القطة العجوز التي كانت في المدرسة العام الماضي".
ثم سمع نفس الصوت مرة أخرى فقال آدم :
" لا نريد قططا ضالة في المدرسة ".
وفتح آدم باب المكتب وتبعته سامنتا إلى الخرج وهما يفتشان عن مصدر الصوت الغريب.
وفجأة سمعت سامنتا صوت آدم الذي كان يبحث في أحد الأركان المظلمة من البهو وهو يسأل في دهشة:
" ما هذا؟ ماذا تفعل هنا يا جيمس؟".
وخرج من أحد أركان القاعة شبح هزيل قصير يرتدي ملابس الألعاب الرياضية وقد وقف يرتعد أمام آدم وعرفت فيه سامنتا جيمس أبن كريستين حكيمة المدرسة.
ثم سمعت سامنتا آدم وهو يسأل في شيء من العطف:
" ماذا بك يا جيمس , هل أنت مريض؟".
وردّ في تلعثم بالنفي وهو يحاول أبتلاع دموعه.
" أذا ماذا تفعل هنا في هذا الركن المظلم من البهو , وأنت ترتدي ملابس الرياضة؟".
وبدا واضحا أن جيمس كان يحاول الأختباء في أحد الأركان ,ولكنها لم تتوقع أن يعترف بذلك لآدم.
" تعال الآن يا جيمس , أريد أن أعرف الحقيقة".
وبدا الأرتباك والخوف واضحين على جيمس وهو يحاول أستجماع شجاعته ثم قال بتلعثم :
ط لا بد أنني سقطت على الأرض يا سيدي".
" سقطت على الأرض!".
قال آدم وهو لا يصدق قول جيمس ثم أضاف:
" تعال يا جيمس لا بد أن تبحث عن قصة أخرى تبرر بها وجودك هنا؟".
" أنني لا أكذب يا سيدي , لقد كنا نركض جميعا كما ترى , وأصطدمت بأحد التلاميذ , ثم....... ثم....... سقطت على الأرض وأرتطم رأسي بالحائط وبقيت في مكاني".
وقف آدم ينظر أليه للحظة ثم سأله:
" هل تعتقد أن أحدا من التلاميذ قد تعمّد دفعك؟".
" لا يا سيدي , لقد سقطت , وهذا كل ما في الأمر".
" حسنا , والآن هل تشعر بألم؟".
" لا يا سيدي ,أنني بخير الآن".
فقال آدم وهو يدفعه برفق :
" أذا هيا , ألحق بزملائك في قاعة الألعاب الرياضية".
وبدا على جيمس التردد للحظة , وبدا كأنه يريد أن يقول شيئا ولكنه عدل عن رأيه ومشى ببطء متجها إلى القاعة.
وبعد أن مضى جيمس , سأل آدم سامنتا وقد بدا عليه التفكير العميق :
" مسكين جيمس , يبدو كالأرنب المذعور , هل هو جديد في المدرسة؟".
" لا , أنه ليس جديدا , فقد حضر في الفترة الدراسية السابقة , ولكنني أعتقد أنه لم يتأقلم بعد , فهو تلميذ حسّاس للغاية , وهو أبن كريستين حكيمة المدرسة , أعتقد أنك تعرف ذلك".
" نعم , أعرف ذلك , وأعرف أيضا أن والدته على وشك لزواج من شخص آخر غير والده , أنني أقدّر شعوره فلا بد أنه يشعر بالأضطراب".
ثم أضاف آدم وهو يبتسم:
" الآن بدأت أفهم الوضع , أليست لدى هذا الصغير المسكين أية هوايات , ألا يحب الألعاب الرياضية؟".
" لقد فهمت من كريستين والدته أنه لا يحب الألعاب الرياضية على الأطلاق , ولكنه يهتم كثيرا بكل ما يتصل بعلم الكيمياء , ولكنه كما ترى ما زال طفلا صغيرا لا يمكنه دراسة الكيمياء , حتى ينتقل إلى الفصل الثاني".
ووقف آدم يحدّق من النافذة لبعض الوقت وقد وضع يديه في جيبي بنطلونه ثم ألتفت إلى سامنتا قائلا:
" سأحاول التحدث مع السيد جونز مدرّس العلوم عن جيمس فقد يمكننا السماح له بقضاء وقت فراغه في الملعب لمشاهدة بعض التجارب".
ثم أضاف آدم وقد بدا الحزن على وجهه :
" أنني لا أحب رؤية الأطفال يبدو تعيسا كما يبدو هذا المسكين الآن".
وكان آدم يتحدث في لهجة من يعرف تماما معنى أن يكون الطفل تعيسا , ولأول مرة وجدت سامنتا نفسها تتساءل عن طفولة آدم رويل وعلاقته بأسرته.
وبعد فترة قصيرة , أستعاد آدم طبيعته كمدير للمدرسة , وسأل سامنتا :
"أعتقد أنه ليست لديّ فصول دراسية بعد ظهر اليوم , فهل هناك شيء ملح يحتاج إلى أخذ رأيي فيه , أو أي أرتباطات أخرى أو مقابلات؟".
ونظرت سامنتا في المفكرة الموضوعة على المكتب قبل أن تجيب بالنفي .
فقال آدم في سخرية:
" يبدو واضحا أن مؤامرتك قد نجحت بالفعل".
ولم تعجب سامنتا بهذه اللهجة الساخرة التي يتحدث بها آدم , ولكنها لم تهتم فقد كانت تدرك أن آدم يعتقد أن جميع النساء متآمرات , وما هي بالنسبة أليه ألا أمرأة كغيرها من النساء , ولا بد أنه يعتقد أن فكرة أيهام الجميع بأرتباطه بها , لم تكن آنية بل ربما تكون قد خططت لها من قبل , فأغلقت المفكرة ووضعتها في مكانها على المكتب وهي تقول في برود:
" حسنا , هذا ما كنا نسعى أليه أليس كذلك؟".
فأبتسم آدم أبتسامة غامضة وهو ينظر أليها قائلا:
" حقا هذا ما كنا نريده تماما , والآن سأكافئك على نجاح مؤامرتك , فأدعوك إلى الخروج معي بعد ظهر اليوم ,و فأنا بحاجة إلى بعض الأوراق الخاصة بأبحاثي , وأعتقد أنني سأجدها مع أوراق الأخرى التي تركتها في كوخي , فهل توافقين على الذهاب معي إلى كوست وولدز يا سامنتا؟".
ونظرت سامنتا عبر النافذة , كان الجو جميلا وقد أزدهرت الأشجار , وبدت السماء صافية وأحست برغبة في الخروج فوافقت على الذهاب معه.
فقال:
" حسنا , هل تقومين بتوصيلي في سيارتك , فأن سيارتي بالكاراج حيث تجرى بها بعض الأصلاحات".
وشعرت سامنتا بنوع من الأحباط وهو يقول ذلك فقالت:
" يمكنك أن تستخدم السيارة بدون الحاجة إلى صحبتي".
ونظر أليها آدم لحظة ثم ردّد في صوت هادىء:
"لقد طلبت منك أن توصليني بالسيارة , هل يمكنك ذلك؟".
" بالطبع يمكنني ذلك أذا كنت تثق في قيادتي ".
فنظر أليها طويلا قبل أن يقول :
" ربما أريد أن أعرف ما أذا كانت مهارتك في القيادة على مستوى مهاراتك الأخرى , والآن بلّغي السيد جونز بأن يتولى الأشراف بدلا مني إلى حين عودتنا , وسنذهب فور أستعدادك , وقد نتناول غداءنا على الطريق".
وبعد أن أبلغت السيد جونز برسالة آدم أسرعت إلى غرفتها , وبدّلت ثيابها ووضعت ثوبا رقيقا للصباح أزرق اللون , كان آدم ينتظر إلى جانب السيارة عندما غادرت سامنتا المدرسة وقد بدّل ملابسه أيضا وتساءل وهما يركبان السيارة:
" أي طريق تفضلين أن نسلك ؟ ربما كان الطريق عبر برودواي على التلال أطول قليلا ولكننا لسنا على أستعجال".
وجلسا في السيارة الصغيرة , وكانت تشعر بجسد آدم قريبا منها نظرا لضيق المقعد , وكانت يدها تلمس ركبته عند كل أنحناءة للسيارة ,وعلى الرغم من أنها كانت تشعر أن عيني آدم تتفحصانها , ألا أنها حاولت التركيز على القيادة وهي تشعر بنوع من الأسترخاء , وكانت أشعة الشمس الدافئة تنعكس على ذراعها العاري وشعرها يتطاير مع النسيم الخفيف الذي يدخل عبر النافذة , وقد أمتلأت السيارة بشذى الأزهار المتفتحة.
وتنهدت سامنتا بأرتياح وهي تنطلق بالسيارة وقالت في سعادة:
" أليس الجو جميلا اليوم؟".
ورد آدم موافقا على كلامها ولكنه لم يكن ينظر من النافذة , فقد كان يثبت عينيه السوداوين على وجه سامنتا .
وسألها آدم :
" هل تحبين القيادة؟".
" نعم ,كان شيئا مثيرا للغاية أن أحصل على سيارة خاصة بي , وقد درّبني ريتشارد بارنز على القيادة خلال وجوده هنا في العطلة الماضية , فهو مدرب ممتاز".
ورد آدم في صوت بدا جافا:
" حقا؟".
وساد الصمت بينهما بعد ذلك حتى بداية الطريق إلى بروداوي , فنزلا من السيارة ليتناولا بعض الشطائر وأقترحت سامنتا وهما يعودان إلى السيارة أن يتبادلا مقعد القيادة.
وجلس آدم خلف عجلة القيادة وهو يبحث عن حزام الأمان فلمست يده ركبتها فأحست بالدماء تندفع إلى وجهها وهي لا تدري ما أذا كان قد فعل ذلك عن قصد.
ونظر أليها آدم نظرة جانبية وهو يقول:
" لا داعي للأنزعاج يا سامنتا فأنا لم أتعمد ذلك".
وشعرت بالحرج فقد كانت لدى آدم قدرة عجيبة على قراءة أفكارها , وتمنت لو أنها لم توافق على الخروج معه فهي تعتقد أن وقاحته تجاوزت الحد.
وأشاحت سامنتا بوجهها بعيدا عنه , وأخذت تنظر من النافذة , فسمعته يقول لها:
" لا داعي لأن تستشيطي غضبا يا سامنتا ,ليس في هذا اليوم الجميل , أؤكد لك أن نواياي أتجاهك نبيلة على الرغم من أن ذلك صعب جدا مع فتاة في مثل جمالك".
وأنطلق آدم بالسيارة وأخذ يشرح لها معالم الطريق وهما يعبران برودواي التي تعتبر من أجمل المناطق في الريف البريطاني , لو نسيت سامنتا تماما أن الرجل الذي يجلس إلى جانبها هو آدم بجاذبيته التي لا تقاوم , وأخذا يتحدثان عن التاريخ والأزمان الماضية حيث كانت المراعي منتشرة في كل مكان في أنكلترا.
وأنطلقت السيارة تصعد بهما التلال , وبعد بضعة أميال وصلا إلى نهاية الطريق الرئيسي , ودخلا في شارع ضيق يتجه إلى أعلى التلال.
ونظرت سامنتا حولها كان المنظر رائعا حقا من هذا الأرتفاع فهتفت قائلة:
" أشعر وكأنني فعلا فوق قمة العالم".
وأخذت تنظر عبر النافذة إلى المراعي الخضراء التي تتناثر عند سفح التل , وظهرت الماشية وقد تضاءل حجمها لتصبح مجرد نقاط بيضاء صغيرة وسط هذه الخضرة المترامية , وظهرت المنازل والطرقات وقد أختفت وراء غلالة رقيقة من الضباب.
وتوقف آدم بالسيارة أمام كوخ صغير من الحجارة , وشعرت سامنتا وهي تنظر أليه وسط هذا المنظر الرائع وكأنها في حلم ضبابي.
وقال آدم بفخر وهو يشير إلى الكوخ:
" هذا هو كوخي , هل يعجبك؟".
وقفزت سامنتا من السيارة في أنفعال طفلة صغيرة وهي تهتف قائلة:
" أنه رائع , وأتوق إلى رؤيته من الداخل".
وأخذ آدم يشرح لها وهما في طريقهما إلى الداخل كيف أنه أشترى الكوخ من أحد الأصدقاء الذي كان قد أشتراه بدوره من أحد الرعاة.
وأتجها إلى غرفة الجلوس التي كانت تستخدم أيضا كمكتبة , وقد أمتلأت بأرفف الكتب في كل مكان , وكان بالغرفة طاولة بيضاوية من خشب البلوط ومكتب صغير وعدد من الكراسي المريحة.
وفتح آدم النافذة عل ى مصراعيها فأمتلأت الحجرة بالهواء الرطب النقي فنظرت سامنتا إلى آدم وهي تقول:
"اآلآن أعرف لماذا لا تستطيع التأقلم بسهولة مع جو المدرسة".
" ليس هذا تماما , ولكنني لا أحب أن أقوم بدور الرجل المسؤول فهذا يضعني في مواقف تزعجني".
وسكت قليلا ثم قال:
" ولكنني أشعر بالأمان وأنت معي , أليس كذلك يا سامنتا؟".
وردّت سامنتا وقد شعرت برنّة السخرية في صوته.
" في أمان تام".
وألتقت نظراتهما في صمت للحظة ثم أتجه آدم إلى المكتب وهو يقول :
"حسنا , سنعلن الهدنة بيننا لبقية اليوم , والآن يمكنك أن تسري عن نفسك قليلا ريثما أقوم أنا بأبحاثي , وربما أحتاج لمساعدتك بعد ذلك".
وتركت سامنتا آدم ينهمك في عمله وأخذت تتجول في أنحاء الكوخ الذي كان مؤثثا بطريقة بسيطة , وقد ألحق به مطبخ على الطراز الحديث وأمتلأ بجميع أنواع المعلبات.
وأخذت سامنتا تحدث نفسها بأن آدم لا بد وأن يكون مدركا تماما لجميع الأحتياجات المنزلية , أو ربما كانت أستيل هي التي تقوم بشراء أحتياجاته.
ووجدت نفسها تستعيد ذكريات ذلك اليوم الذي أحضر فيه أستيل إلى المدرسة , ألم يقض الليلة التي سبقتها في الكوخ؟ ربما لم يقضها وحده , ولكنها طرحت هذه الأفكار جانبا , فلا شأن لها بحياته الخاصة ومن الطبيعي أن تكون له علاقات ببعض الفتيات في حياته , وأن لم يرق له أن يتزوج أيا منهن ,وربما تصلح أستيل نورتون لمثل هذا الموقف , ولكن سامنتا كانت تريد أن تتمتع بحريتها الشخصية كآدم نفسه , وعند هذا الحد نفضت عن نفسها التفكير في آدم وأستيل نورتون.
وأتجهت إلى الباب الخلفي حيث كانت توجد الحديقة الخلفية وقد أحاط بها سور حجري قديم , ونفذت سامنتا من فتحة من السور وتسلقت التل حيث جلست فوف قمته تنظر إلى الكوخ وشردت بأفكارها بعيدا.
وجاءها صوت آدم لينتزعها من أفكارها , وسمعته يقول وهو يصعد التل في طريقه إلى مكانها.
" سامنتا , لقد وجدت ما كنت أبحث عنه في المخطوطات الآن , والآن أشعر برغبة مفاجئة في العمل , هل تمانعين في البقاء قليلا؟".
" الأمر متروك لك , فأنت الرئيس".
وأبتسم آدم وهو يقول مازحا :
" هذا هو الكلام الذي أحب أن أسمعه".
قال ذلك وهو يسخر من منطقها ربما أن فكرة عداوته للمرأة لم تكن بالجدية التي تصورتها.
وقالت سامنتا وهما يهبطان الل :
" يمكنك الأتصال بالسيد جونز لتبلغه أننا قد نتأخر قليلا".
" لا بد أنك تمزحين , هل تعرفين كم يكلفني ذلك في هذا المكان؟ في أي حال لقد أشتريت هذا الكوخ لأبتعد تماما عن جميع المضايقات بما في ذلك مضايقات الهاتف".
وكان التل منحدرا بشدّة بالقرب من الكوخ , وتعثرت قدم سامنتا وكادت تسقط فأندفع آدم ليحيطها بذراعه بقوة ليمنعها من السقوط وظّلا هكذا حتى وصلا إلى أسفل التل.
كان من الواضح أن آدم يحاول أن يكون مهذبا معها , ملتزما بالهدنة المعلنة بينهما طوال ذلك اليوم , وشعرت سامنتا بالأرتياح لذلك وفارقها لفترة شعورها بالتوتر والترقب.
وجلس آدم يعمل وسامنتا تساعده في تلخيص الأوراق وأستغرقها العمل تماما وتنبها إلى أن الساعة قد جاوزت السابعة مساء.
وأخذ آدم يعبث بأصابعه في شعره وهو يرجع بمعده إلى الخلف .
" هذا أفضل ما أنجزته من عمل حتى الآن".
ثم قال :
" دعينا الآن نأكل شيئا فأنني أكاد أموت جوعا ".
وأتجهت سامنتا إلى المطبخ وهي تؤكد كلامه , وأختارت بعض المعلبات وبدا لها آدم في صورة لم ترها من قبل متدفقا بالحياة بطريقة صبيانية وهو يستحثها أن تحضر الطعام.
وجلسا يتناولان الطعام وهما يتجاذبان أطراف الحديث , مضى الوقت سريعا , وقد أنطلقت سامنتا تضحك في سعادة غامرة.
وبينما هي ترفع بقايا الطعام ألقت نظرة من النافذة فرأت سحابة من الضباب الأسود الكثيف وقد بدأت تنتشر فوق المكان , فقالت لآدم وهي تحاول أخفاء قلقها الشديد.
" أعتقد أنه يجب علينا العودة سريعا فقد بدأ الضباب يرحف على المكان".
وردّ آدم قائلا:
" لا تخشي شيئا , فأن هذا يحدث دائما في هذه المنطقة , وأنا أعرف طريقي جيدا ".
كانت سامنتا تشعر بخوف شديد من الضباب , منذ أن ضلّت طريقها في الغابة التي يسودها الضباب وهي طفلة صغيرة , فبدا القلق واضحا على وجهها وهي تستحث آدم العودة إلى المدرسة .
ولمعت عينا آدم وهو يقول لها:
" ماذا حدث يا سامنتا ؟ هل تخشين أن نضطر إلى البقاء هنا بمفردنا فترة الليل؟".
ولما لم تكن سامنتا تحب شرح حقيقة شعورها له , فقد أشاحت بوجهها .
فقال آدم:
"مسكينة أنت يا سامنتا أنك لا تحبين المزاح أبدا".
ثم وضع الأوراق في مكانها على الرف , وأتجه معها إلى الخارج ليستقلا السيارة.
وجلس آدم خلف عجلة القيادة وجلست سامنتا بجواره وهي تنظر إلى الكوخ خلفها , وتتمنى لو أمكنها العودة أليه مرة أخرى ولم تتنبه إلى المحاولات التي كان يبذلها آدم لأدارة السيارة بدون جدوى .
ونزلت سامنتا من السيارة لتفتح لآدم غطاء المحرك ,وبعد أن كشف عليه عاد آدم أليها وأطل برأسه إلى الداخل وقد أكتسى وجهه بتعبير قاس وهو يقول:
" هل يمكن أن يكون هذا متعمّدا يا سامنتا؟".
وشعرت سامنتا بقلبها يغوص بين قدميها وهي تسأل في تلعثم عما حدث.
فأجاب آدم بأقتضاب بأن الوقود بفذ.
وبدا على سامنتا أنها تذكّرت شيئا فجأة وهي تقول:
" يا ألهي , أنني آسفة كنت أنوي فعلا أن أملأ خزان الوقود ولكنني نسيت ".
" تنسين وأنت تعرفين أننا سنذهب إلى مثل هذا المكان المقفر".
وأخذت سامنتا تعتذر في أضطراب شديد , ولكن راعها أن يعتقد آدم أنها فعلت ذلك عن قصد , ولكنه بدا مقتنعا تماما بذلك وهو يقول في سخرية لاذعة :
" كنت أعتقد أن الرجل هو الذي يلجأ إلى هذه الحيلة في مثل هذه المواقف".
ونظرت سامنتا أليه في ذهول وقد أدركت تماما معنى كلماته , وأجتاحها غضب لم تشعر بمثله من قبل وهي تنفجر قائلة:
" كيف تجرؤ !".
ثم أرتفعت يدها بدون وعي منها لتستقر في صفعة قوية على وجه آدم , ثم أندفعت تهبط التل وهي تجري والدموع تتسابق على وجنتيها , وأستمرت لمسافة طويلة قبل أن يتمكن آدم من اللحاق بها , وأحاطها بذراعيه بقوة ليمنعها من الأستمرار في الجري , وحاولت التملص منه , ولكن آدم جذبها بقوة لتصبح في مواجهته ونظر إلى عينيها وهو يلهث ويقول:
" إلى أين تظنين أنك ذاهبة؟".
" إلى أي مكان بعيدا عنك".
وأضافت وهي تنظر أليه وقد أمتلأت عيناها بالدموع :
" كفاني ما تحملت منك حتى الآن من وقاحة وشكوك".
وطال وقوفهما وآدم ممسك بذراعها , ثم جذبها أليه بقوة وأطبق عليها في عناق طويل أمتزج فيه الغضب بالعاطفة .
وعندما رفع آدم وجهه شعرت سامنتا بجسدها كله يرتعش , وأنتابها شعور غريب لم تعرفه أبدا من قبل .
وأخذ آدم نفسا عميقا وهو يقول :
" أعتقد أن هذا كان لا بد أن يحدث في أي وقت".
" ولكن هذا لن يحل المشكلة , فأن علينا أن نعود إلى المدرسة".
ثم ألتفت أليها قائلا :
" هل تدركين ما قد يحدث لو قضينا الليل هنا بمفردنا في الكوخ ؟".
وبدا وكأنها قد فقدت القدرة أيضا على التفكير فقالت :
" أعتقد أنه سيثير التقوّلات في المدرسة".
فلوى آدم شفتيه وهو يقول:
" أنا لا أعني المدرسة , المهم يجب أن نصل إلى سنو بأي طريقة حيث يمكننا من هناك أن نجد سيارة توصلنا إلى المدرسة".
قال آدم ذلك وهو يدفعها أمامه في طريق العودة.
وعندما وصلا إلى المدرسة كانت الساعة قد أوشكت على العاشرة , ووجدت سامنتا كريستين في أنتظارها التي نظرت إلى وجهها فوجدته شاحبا مرهقا فصحبتها إلى غرفتها حيث قدمت لها فنجانا من الشاي المركز وهي تقول:
" أشربي هذا فأنك تبدين مرهقة تماما".
وأخذت سامنتا الفنجان وهي تقول :
" كانت المسافة التي قطعناها سيرا على الأقدام طويلة جدا".
كانت سامنتا في حاجة شديدة إلى النوم بعد التجربة العاطفية العنيفة التي تعرضت لها , وما أعقب ذلك من مجهود شاق في طريق اعودة , فصعدت غرفتها وحاولت النوم ولكنها لم تستطع , وقضت ليلتها مؤرقة وهي تفكر فيما سيكون عليه موقف آدم منها في الصباح , هل سيكون غاضبا منها أم أنه بعد تفكير سيجد أنه كان قاسيا معها , وأنها لم تتعمّد بالفعل عدم ملء خزان السيارة بالوقود , وأرتعدت سامنتا وهي تتذكر الموقف العنيف الذي كان بينها وبين آدم وما أثارته من غضب عنيف , ولكنها على الأقل أستطاعت من خلال هذه التجربة , أن تكتشف وهي بين ذراعي آدم فوق التل , أنها ليست فتاة متلبدة المشاعر كما كانت تعتقد دائما من قبل , ولم تكن سامنتا تعرف ما أذا كانت تحب آدم حقا! حتى لو كانت لا تحبه كما كانت تؤكد لنفسها , فأنه بجاذبيته التي تقاوم ورجولته , أستطاع أن يحرك في داخلها من العواطف ما لم تعرفه من قبل طوال حياتها , وحدّثت سامنتا نفسها بأنه يجب عليها ألتزام الحذر تماما في علاقتها مع آدم خلال الفترة الباقية من هذه الدورة الدراسية .
ولكنها وجدت قلبها يدق بعنف عندما دخل آدم إلى الغرفة ووقف قبالتها وهي تجلس إلى المكتب وقالت من دون أن ترفع عينيها إلى وجهه .
" صباح الخير".
فرد في لهجة جادة :
" صباح الخير , هل لديّ أرتباطات اليوم؟".
وفتحت سامنتا المفكرة الموضوعة على المكتب ونظرت فيها وهي تقول :
" سيحضر السيد والسيدة غريغوري لمقابلتك في الساعة العاشرة والنصف".
" لمذا , هل لديك أية فكرة؟".
" لقد كتبا يشرحان شعورهما بالقلق بشأن عدم تفهم بيتز للرياضيات ويودان مناقش هذه المسألة معك بوصفك المدير الجديد للمدرسة".
" آه .... نعم , أنني أتذكر الآن , أرجوك أستدع السيد جونز , فأنني أريد الأستعانة برأيه في هذه المسألة , كما أنني في حاجة إلى رؤية التقارير الخاصة بهذا التلميذ للفترات الدراسية السابقة , وماذا بعد , هل هناك شيء آخر؟".
" نعم , سيحضر بعض أولياء أمور التلاميذ الجدد ليتفقدوا المدرسة هل ستصحبهم أنت في جولتهم؟".
ونظرت سامنتا إلى اعلى فلم تر سوى طرف الروب الجامعي الأسود الذي يرتديه آدم ولا تدري لماذا شعرت في هذه اللحظة , وكأن آدم يرتدي ثوبا جنائزيا أسود يودع به اللحظات الجميلة , التي قضياها معا في الكوخ معلنا بذلك أنتهاء فترة التفهم الذي بدأ يسود بينهما.
ثم رد قائلا:
" نعم , سأصحب أولياء الأمور في تجوالهم في أنحاء المدرسة , ولكن أرجوك أن تعملي على أستضافتهم في مكتبك حتى أنتهي من مقابلتي مع السيد والسيدة غريغوري , هل من شيء آخر ؟".
" لا , ليست هناك أية أرتباطات أخرى , ولكنك وعدت بمشاهدة مباراة الكريكيت التي تقام بعد ظهر اليوم في فناء المدرسة".
وتذكّرت سامناا في هذه الحظة موعد ذهابهما معا إلى المسرح الذي من المفروض أن يكون هذا المساء , ولكنها لم تجرؤ أن تسأل آدم أذا كان يتذكر هذا الموعد أم لا.
" حسنا , سأتصفح البريد قبل حضور آل غريغوري".
وتلاحقت ساعات الصباح وقد أتسم سلوك آدم معها بالجدية التامة , وبدا واضحا لسامنتا أن آدم يريد أن يشعرها بطريقة غير مباشرة بأن كل ما حدث بينهما أمس في الكوخ , يعتبر أمرا غير ذي بال بالنسبة له .
وبينما كانت سامنتا تشرب فنجنا من القهوة دخلت كريستين إلى المكتب وهي تحمل بعض الشطائر التي وضعتها أمام سامنتا قائلة:
" لقد أحضرت لك بعض الطعام , فقد فاتك موعد الأفطار".
فردّت سامنتا في لهجة حاولت أن تبدو مرحة :
" يبدو أنني أستغرقت تماما في النوم بعد كل هذا العناء الذي صادفته في تسلق التلال والمشي".
ولكن كريستين نظرت أليها في تشكك وهي تقول:
" ولكن يا سام هل أنت متأكدة أنك بخير؟ لقد كان منظرك فظيعا عندما عدت إلى المدرسة ليلة أمس".
" لا تقلقي عليّ فأنا بخير".
وكانت سامنتا لا ترغب الخوض في حديث مع كريستين عن أحداث الليلة الماضية , فحاولت أن تحوّل مجرى الحديث قائلة:
" على فكرة يا كريستين , لقد تلقيت رسالتين من فتاتين بشأن الأعلان الخاص بطلب موظفين لمدرسة , وستحضر أحداهما صباح الأربعاء القادم أما الأخرى فستحضر في المساء , وأعتقد أنه سيكون عليك مقابلتهما معي , فكما تعرفين ستحل أحدى الفتاتين مكانك في العمل بعد زواجك".
فقالت كريستين :
" آمل أن تكون أحدى الفتاتين على الأقل مناسبة لهذا العمل , ويمكنها تسلم وظيفتها فورا , فقد أضطر إلى مغادرة المدرسة قبل أنتهاء هذه الفترة الدراسية ".
" هل تحدد موعد زواجك من هيغ؟".
" لقد تحدد الموعد مبدئيا في الثالث عشر من شهر حزيران أي بعد شهر تقريبا , مما يتيح لنا الفرصة لنجد بديل تحل مكاني حتى لا أسبب أية متاعب بالنسبة للمدرسة".
ثم أستطردت كريستين :
" نسيت أن أخبرك يا سام , لقد قابلت السيد جونز في الصباح وأخبرني أنه سيسمح لجيمس بمشاهدة بعض التجارب التي تجري في المعمل , أليس هذا لطيفا منه؟".
وردت سامنتا بالأيجاب وهي متعجبة لأن السيد جونز لم يذكر لكريستين أن آدم رويل هو الذي أقترح عليه هذه الفكرة , وربما يكون آدم قد طلب أليه ذلك .
وأضافت كريستين :
" أنني أشعر براحة كبيرة لذلك , فأن أهتمام جيمس بأي شيء سيساعده كثيرا في هذه الفترة من حياته , عندما أتركه لأسافر مع هيغ في رحلة شهر العسل إلى أيطاليا , أنني أشعر بقلق شديد أتجاه جيمس وآمل أن يتمكن من التغلب على هذا الموقف الجديد بدون أن يحدث ذلك أي أثر في نفسه , أن جيمس كما تعلمين حسّاس للغاية ولا يمكن أبدا أن أعرف شيئا عن أفكاره أو أنفعالاته , فهو يفضّل الأحتفاظ بها لنفسه".
وأغرورقت عينا كريستين بالدموع وهي تضيف قائلة:
" أليس من المخجل أن يبني أنسان سعادته على أنقاض سعادة أنسان آخر , أنني أعرف أن زواجي سيعود بالفائدة على جيمس , ربما على المدى البعيد , ولكنه على الأرجح لن يتقبّل هذا الأمر ببساطة على الأقل الآن".
ونظرت كريستين إلى سامنتا في توسّل وهي تقول :
"أرجوك يا سام الأهتمام به بعد ذهابي , لا أعني أن تدلليه ولكن كل ما أطلبه منك هو أن يكون بخير دائما".
" بالطبع سأعمل على ذلك يا كريستين فأطمئني".
وكانت سامنتا تشعر أن آدم أيضا سيعامل جيمس بعطف وحنان بعدما رأت موقفه منه في البهو , لكنها لم تقل ذلك لكريستين .
وبدا على كريستين أنها لا تستطيع التغلب على أنفعالاتها وهي تشكر سامنتا على وعدها بالأهتمام بجيمس في غيابها , ثم حولت مجرى الحديث وقالت:
"والآن ماذا عن أخبارك يا سام , وكيف ستحضرين سيارتك؟".
ونظرت أليها سامنتا في بلاهة وهي تقول :
" تصوري لم أفكر في هذا الأمر".
ثم مرّت بيدها على جبهتها وهي تقول:
" هل يمكنني مساعدتك ؟ فليس لديّ ما يشغلني بعد ظهر اليوم وسأتوجه إلى أوكسفورد لمقابلة هيغ , ويمكنني أن أوصلك إلى ستو في طريقي لتحضري السيارة".
" شكرا يا كريستيت , تبدو فكرة معقولة".
ثم بدا عليها وكأنها تذكرت شيئا فجأة , فقالت وهي تهز رأسها في يأس :
" ولكن , من المفروض أن أذهب إلى المسرح مساء اليوم في سترانفورد بصحبة آدم رويل , ولو أنني لا أعرف ما أذا كان راغبا في الذهاب معي فأنه كان غاضبا مني أمس".
وقطبت كريستين وهي تقول :
" أعتقد......".
ولكنها لم تكمل حديثها فقد فتح باب غرفة المدير في هذه اللحظة وسمع صوت آدم وهو يودع آل غريغوري قائلا:
"أرجو أن تكمئنا تماما فسأبذل كل جهدي لمساعدة بول".
وبعد ذلك خرجت كريستين من الغرفة.
وقضى آدم بقية الصباح في أجتماعات مع أولياء أمور التلاميذ ,مما أتاح لسامنتا الوقت الكافي لنسخ الأوراق التي أملاها عليها أثناء وجودها في كوخه , وحاولت سامنتا التركيز في عملها ولكن صورة آدم كانت تلح على ذهنها , ولم تفارقها للحظة وهي تقوم بالطباعة , وأخذت تسترجع في مخيلتها صورة آدم وهو يبحث في الكتب , وهو يملي عليها مذكراته وقد أغمض عينيه قليلا لتلامس رموشه الطويلة وجنتيه , وكانت سامنتا تشعر وهي تقرأ ما كتبته بنفس الأثارة التي شعرت بها وآدم يملي عليها هذه الأوراق .
وأستغرقت سامنتا في التفكير تماما حتى أنها لم تشعر بدخول آدم إلى الغرفة وأنتبهت فجأة إلى صوته يأتي من خلفها وهو يقول:
" لقد رن جرس الغداء , ألم تسمعيه؟".
وأنتفضت سامنتا وألتفتت أليه بسرعة وهي تقول في تلعثم :
" لا لم أسمعه, أنني.........".
وتوقفت عن الكلام فقد شعرت بقلبها يدق بعنف كما يحدث دائما عندما يدخل آدم إلى الغرفة فجأة , وكانت سامنتا تحاول أقناع نفسها بأن ذلك ربما يعود إلى شعورها برجولة آدم فقط , وليس لأنها تحبه , ولكن يجب عليها التغلب على مشاعرها مهما كانت.
وقال آدم وهو ينظر إلى آلة الطباعة أمامها :
" أرى أنك تقومين بنسخ أوراقي , وأرجو أن لا تغفلي عن شيء قد يكون مهما , على الأقل بالنسبة أليّ ".
ثم توقف قليلا وهو يضيف :
" أعرف أنها ليست كذلك بالنسبة أليك ,وخاصة بعد الطريقة السخيفة التي تصرفت بها معك أمس".
ولمّا لم ترد سامنتا أستطرد قائلا وهو ينحني عليها :
ط أنني آسف يا سامنتا عما بدر مني أمس , هل تغفرين لي؟".
ولم تدر سامنتا ماذا يقصد بالغفران ! هل يعني أن تغفر له شكوكه فيها أم عناقه ولكنها ردت بالأيجاب , فأيّا كان الأمر فما يهم الآن هو الود الذي أتصل بينهما من جديد .
وقال آدم :
" أنت لطيفة للغاية يا سام , كيف أعرف أنك لن ...... ولكن......حسنا ...... فلندع الحديث في هذا الموضوع الآن".
قال ذلك وهو يضع أمامها على المكتب مفاتيح السيارة , فقالت سامنتا:
" أن كريستين ستذهب إلى أوكسفورد بعد ظهر اليوم وقد وافقت على أن توصلني إلى سنو لأحضر السيارة".
ولكن آدم قاطعها قائى:
" أن السيارة بلخارج , فقد وصلت منذ بضع دقائق فقط".
وحملقت سامنتا في وجهه وهي تقول:
" لم أفهم...... كيف؟".
" لقد أتفقت مع الكاراج في ستو على أحضارها إلى هنا وكان هذا أقل ما يمكن أن أفعله..... في أي حال سنحتاج إلى سيارة الليلة للذهاب إلى المسرح في سترانفورد وسيارتي كما تعرفين لم أتسلمها بعد , متى نذهب؟ هل نذهب في السادسة والنصف؟".
وهزّت سامنتا رأسها وهي تردد قوله:
" في السادسة والنصف".
ودخل السيد جونز إلى الغرفة في هذه اللحظة وخرج مع آدم وهما يبحثان مشكلة بول.
وجلست سامنتا في كرسيها وقد شعرت براحة كبيرة , وتنفست بعمق وهي تفكر في أن التعامل مع آدم رويل يحتاج إلى جهد كبير , لأنه يشبه ركوبأحد القطارات في مدينة الملاهي , يصعد الأنسان إلى أعلى ثم يهبط به فجأة إلى أسفل , أنها لم تقابل في حياتها شخصا مثل آدم رويل , هذا الأنسان المتقلّب الذي يكاد يدفعها إلى الجنون , ولكنه أعتذر لها وسيذهبان إلى المسرح.
وعندما حان موعد الغداء , توجهت سامنتا إلى غرفة الطعام وقد علت فمها أبتسامة رقيقة


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:54 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

.
8- الأعتراف
في المساء أخذت سامنتا تستعد للذهاب إلى المسرح , وبدت وهي تنتقي أجمل ثيابها وكأنها ذاهبة إلى أول موعد غرامي لها وليس إلى المسرح مع آدم تنفيذا للخطة التي أقترحتها , وبدت سامنتا رائعة وقد أرتدت ثوبا جميلا من الجورجيت تهدّل منسدلا على جسمها النحيل في تموج أنيق , وشعرها الأشقر وقد صفف بطريقة أبرزت جمال وجهها.
وعندما نظرت سامنتا إلى المرآة تلك الليلة , أدهشها أن وجهها قد أكتسى برونق عجيب زاده جمالا .
وبعد أن أطمأنت إلى زينتها نزلت إلى البهو الذي كان خاليا من أي شخص في ذلك الوقت .
وفكرت سامنتا في أن ذلك لا يتمشى مع الخطة التي وضعتها مع آدم , لأظهار أرتباطهما أمام الجميع , ولكن لسبب لم تكن تدريه شعرت أنها لم تعد تهتم بذلك.
كان آدم ينتظرها بجانب السيارة وهو يرتدي حلة داكنة اللون , وشعرت بقلبها يخفق كالمعتاد كلّما وقعت عيناها عليه , ونظر أليها آدم مبتسما وهو يقول:
"يا لك من فتاة جميلة , أن مظهرك رائع".
وأضطربت سامنتا قليلا ولكنها أبتسمت أبتسامة عريضة وهي ترد قائلة:
" يمكنني أن أكون أفضل من ذلك كثيرا لو أنني حاولت".
ورفع آدم حاجبيه وهو يقول :
" ربما من أجل ريتشارد بارنز!".
" ربما".
قالت سامنتا ذلك وهي تسلمه مفاتيح السيارة ثم سألته:
" هل تتولى أنت القيادة ؟".
وتوقف آدم قليلا أمام باب السيارة وأخذ ينظر أليها ثم قال :
" ربما كان من الأنسب أن نذهب لمشاهدة هاملت بدلا من ماكيت فقد كان هاملت يعاني أيضا من المتاعب مع النساء".
وجلست سامنتا إلى جانبه في السيارة وهي تقول:
" كنت أتساءل أذا كان من الأفضل لو أننا عرضنا على الآنسة بيلي والآنسة ترامب توصيلهما معنا إلى المسرح ".
قالت سامنتا ذلك في محاولة منها لمعرفة ما أذا كان آدم ينظر إلى خروجهما معا الليلة , على أنه مجرد تنفيذ للخطة التي دبراها معا .
فقال آدم :
" لقد فات الأوان فقد رأيتهما وهما تستقلان سيارة أجرة , وكنت أتمنى أن أراهما وهما تركبان دراجة ترامب البخارية ".
ومنعت سامنتا نفسها من الضحك وهي تتخيل هذا المنظر , ثم قالت:
"أنني معجبة بالآنسة ترامب ".
" وأنا كذلك معجب بها".
وسكت لحظة ثم قال :
"ألم تدركي بعد يا سامنتا أن هذه هي طريقتي في الحديث عن الأشخاص الذين أعجب بهم , أنني أحب الجميع هنا في المدرسة ما دمت لا أتعرض لمضايقاتهم أو يدعونني إلى الخروج معهم".
" وماذا عني ؟ لقد كنت أنا التي دعوتك للخروج معي , هل هذا يعني أنك لا تحبني؟".
" أنت شيء آخر وأرجو أن تتوقفي عن أستفزازي وأنا أدور بالسيارة في هذا المنحنى وألا وجدنا أنفسنا في أحدى الحفر".
بدا آدم لسامنتا في حالة مرحة مشجعة , فشعرت بالأطمئنان أليه , وأسترخت في مقعدها إلى جواه وأخذت تنظر من نافذة السيارة , كان الجو صيفا والطبيعة ساحرة من حولهما , وزقزقة العصافير تملأ المكان وهي تسارع إلى أعشاشها فوق الأشجار تصطف على جانبي الطريق.
وفجأة وجدت سامنتا نفسها تساءل أذا كانت على صواب فيما تفعله ,ولكنها توقفت عن التساؤل , فقد كانت تشعر بنوع لم تألفه من السعادة وهي تجلس إلى جانب آدم .
ومضت بهما السيارة وقد لفّهما الصمت حتى وصلا إلى المسرح , وتركا السيارة في مكان بعيد عن الزحام وسارا إلى الحديقة الكبيرة التي تحيط بالمسرح وقد أمتلأت بتماثيل شخصيات شكسبير المسرحية , وهي تحيط بتمثال برونزي لشكسبير نفسه.
وقال آدم وهو ينظر إلى وجه شكسبير :
"لقد عرف شكسبير كل شيء عن النفس البشرية , فالمرء لا يحتاج لدراسة علم النفس أذا ما درس شكسبير وفهمه , ويمكن لأي شخص أن يجد نفسه في أحد هذه التماثيل".
فهزت سامنتا رأسها وهي تقول:
" نعم , ولكن المهم هو أن تعرف نفسك , وأذا حدث أن عرفت فقد لا يعجبك ذلك".
ونظر أليها آدم وقد أكتسى وجهه بتعبير غريب وهو يقول:
" يا لك من طفلة فيلسوفة , أنك تدهشينني دائما يا سامنتا".
فردّت بلهجة تمثيلية ورزينة :
" شكرا أيها المدير , ولكنني لست طفلة".
" لست طفلة!".
قال آدم ذلك في سخرية خفيفة ثم أضاف بصوت خافت :
" ربما لا تكونين ".
وساد الصمت بينهما فترة وهما يسيران وسط الحديقة , وقد أنعكست أضواء المسرح على صفحة النهر , وشعرت سامنتا وهي تسير بجانب آدم وكأن شحنة كهربائية تسري في جسمها , فحاولت أقناع نفسها بأن ما تشعر به ما هو ألا الأنجذاب الطبيعي بين رجل وفتاة , وبعد لحظة شعرت بيد آدم وهي تبحث عن يدها لتمسك بها.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها إلى مسرح سترانفورد لمشاهدة مسرحيات شكسبير , وعلى الرغم من كانت تحس بشعور مختلف تماما هذه المرة وهي تدخل إلى المسرح وبجانبها آدم رويل.
وبدأ العرض المسرحي وأستغرقت سامنتا تماما في الأستمتاع بالمسرحية , حتى أنها لم تستطع أنتزاع نفسها من الجو التاريخي الذي نقلتها أليه أحداث المسرحية.
وأخيرا أنتهى العرض وسألها آدم وهما يخرجان معا في الزحام عن رأيها في المسرحية وقال لها:
" كنت تستمتعين بكل دقيقة من وقتك , فقد كنت أراقبك".
وأثناء سيرهما في أحد ممرات المسرح فوجئت سامنتا بآدم ينحني عليها قليلا وهو يقول:
"لا تنظري الآن إلى الوراء و فأن الآنسة ترامب والآنسة بيلي خلفنا مباشرة , وربما تكون هذه فرصة مناسبة لتنفيذ خطتنا".
قال آدم ذلك وهو يحيط كتفيها بذراعيه ويقربها منه في ود ظاهر.
وشعرت سامنتا بملمس ذراعه الدافىء على كتفيها وودّت للحظة لو أنها مالت برأسها إلى كتفه.
وجاءها صوت آدم يهمس في أذنها:
" ما رأيك و هل أقوم بدور المحب بطريقة مقنعة".
ورفعت سامنتا وجهها أليه وقلبها يخفق بشدّة وردّت عليه ببرود وهي تحدث نفسها بأنه يقوم بدوره بطريقة ممتازة فعلا وقالت:
" لا بد أنك تدربت كثيرا على القيام بهذا الدور".
" أنه لشيء غريب حقا وربما لا تصدقينني يا سامنتا أذا قلت لك أنني لم أتدرب كثيرا على هذه المواقف كما تعتقدين".
وأستطرد قائلا:
" ربما كنت أنتظر الفتاة المناسبة ".
ومرة أخرى برزت أمام عينيّ سامنتا صورة أستيل نورتون , تلك الفتاة التي كان آدم يتحدث عنها بأعجاب شديد , وهنا شعرت سامنتا أنها أخطأت في الأشتراك في هذه المهزلة مع آدم , ثم قالت ببرود :
" ظن ليس هناك ما يدعو إلى أن تقوم بدورك بهذه الدرجة من الأتقان".
فأبتسم آدم وهو يذكّرها بأن الفكرة فكرتها ثم قال:
" وما الذي يجعلك تعتقدين أنني أمثّل؟".
وشعرت سامنتا بالرجفة تسري في جسدها من جديد وهي تسمعه يقول ذلك في صوت عميق.
ورفعت أليه وجهها ونظرت أليه بعينين متسائلتين , وفي هذه اللحظة سمعا صوت الآنسة ترامب وهي تحييهما بصوت عال , ثم لحقت بهم الآنسة بيلي وأخذ الجميع يتجاذبون أطراف الحديث حول المسرحية.
وأبتسمت سامنتا وهي ترى آدم يتحدث أليهما بطريقة مهذبة للغاية , وتمنت ألا يعرض عليهما توصيلهما بالسيارة , وشعرت براحة عميقة عندما سمعته يعتذر لهما ثم يضع يده في ذراعها وهو يدفعها بعيدا عن الزحام ويقول :
" لقد حجزت مائدة للعشاء , هل توافقين ؟".
وشعرت لأول وهلة بالسعادة أذ ستتاح لها فرصة أطول للأستمتاع بهذه الليلة الجميلة ولكنها قالت:
ط لم يكن من الضروري أن تفعل ذلك".
" أعتقد أن ذلك كان ضروري لسببين : الأول أننا سنكون أكثر أقناعا في مثيل دورنا لو أننا تأخرنا في العودة إلى المدرسة ,والثاني لأنني كنت على يقين من أنك ستشعرين بالجوع".
وأتجها معا إلى المطعم وكان العشاء ممتعا وقد جلسا يتحدثان عن المسرحية , وشعرت سامنتا بالسعادة تغمرها فتنهدت وهي تقول:
" هذا شيء رائع حقا ولم أدرك كم أنا جائعة , فقد أنشغلت في العمل ولم يكن لديّ الوقت لتناول الطعام قبل خروجي".
فنظر أليها آدم وهو يقول:
" أنك تهتمين بعملك في المدرسة كثيرا أليس كذلك؟".
" أعتقد ذلك فعلا , فأنني أشعر بطريقة أو بأخرى أنني أشغل المكان الذي كان من المفروض أن يشغله أبي".
وأغرورقت عينا سامنتا بالدموع عند ذكر والدها , ولكنها أضافت وهي تحاول التغلب على عواطفها :
" لهذا السبب أجد نفسي مسؤولة عن المدرسة خلال فترة تغيّب العم أدوارد ".
فنظر أليها آدم وهو يبتسم قائلا:
" في أي حال سنعمل معا على أن يمضي كل شيء على ما يرام , فأنت لست وحدك الآن لأنني معك".
ونظرت أليه سامنتا وهو يدفع فاتورة الحساب وأسترجعت كلماته حين قال لها:
"لقد أستحوذت عليّ".
وتمنت لو أنه كان يعني ما يقوله ,ولكنها كانت تدرك تماما أنه لا يمكن لأية فتاة أن تمتلك آدم رويل , في علاقة يسودها الحب والثقة لأنه ببساطة لم يخلق ليكون هذا الرجل.
وفي طريق العودة إلى المدرسة بدا على آدم أنه يفضّل السكوت ولكن سامنتا كانت تخشى فترات الصمت التي تسود بينهما , لأنها تسّبب لها نوعا من التوتر فحاولت أستدراجه للحديث , فسألته عن خططه بالنسبة للمستقبل , فأجابها بأنه سيعمل في المدرسة الكبيرة مع بدء الفترة الدراسية القادمة وأنه سيقيم قريبا من المدرسة فسألته:
" ولكن هل ستحتفظ بالكوخ؟".
فرد بالأيجاب قائلا:
" أنه ملاذي الوحيد , وسأقضي فيه معظم أجازتي لأتمكن من الكتابة ".
وقالت سامنتا وهي تبتلع تنهيدة صغيرة :
" يبدو أنك رتبت كل شيء".
وسألت سامنتا نفسها أذا كان موضوع الزواج قد دخل في حسابه وهو يضع خطة حياته ,وأسترجعت في ذهنها صورة الكوخ الصغير فوق التل ولكنها تنبهت إلى صوت آدم وهو يقول أنهما قد وصلا إلى المدرسة .
ونظر آدم إلى مبنى المدرسة الذي كان يسبح في الظلام بأستثناء بعض الضوء الذي كان ينبعث من نافذة أو نافذتين وقال:
" أنني أتساءل ما أذا كان أحد يتلصص علينا الآن ليرانا عند عودتنا ".
ثم نظر أليها قائلا:
" هل نستأنف دورنا سا سامنتا؟".
وسادت فترة صمت ردّد بعدها سؤاله هذا مرة أخرى وهو ينظر أليها .
وألتقت نظراتهما في ضوء السيارة الخافت , ومدّ آدم يده ليضعها على المقعد حول كتفيها , وأرتجفت وهي تشعر بأصابعه تتحسس كتفها العاري,فأغلقت عينيها وشعرت وهو يجذبها بقوة و وألتصقت سامنتا به وهي تبادله عاطفته في عنف لم تعرفه من قبل , وقد شعرت أنها كانت تتوق دائما إلى مثل هذه اللحظة .
وأخذ آدم يربت على شعرها ثم نظر في عينيها وهو يقول في صوت حالم :
" أعتقد أنني وقعت في الحب يا سامنتا و وأنني أخيرا وجدت فيك ضالتي المنشودة ".
وتنبّها في هذه اللحظة إلى ضوء سيارة قادمة , وسمعا صوت أطاراتها وهي تلف بصورة مفاجئة بالقرب منهما وفتحت سامنتا باب السيارة ,وما كادت تنزل منها حتى فوجئت بشبح يتجه أليها بسرعة , وسمعت صوت ليزا المنفعل وهي تقول :
" شكرا لله أنني وجدتك".
ثم أقتربت منها وهي تقول:
" لقد حضرت لأحتمي عندك , هل يمكنك السماح لي بالدخول إلى المدرسة بدون أن يراني هذا المتوحش آدم رويل , فقد وقت مشاداة عنيفة بيني وبين روبرت".
وتوقفت ليزا عن الحديث فقد رأت شخصا آخر يخرج من السيارة ثم قالت:
" آسفة يا سامنتا لم أكن أعرف أن أحدا بصحبتك".
وبعد لحظة من الصمت الحرج قالت ليزا :
" ألا تقدمينني لصديقك؟".
وأقتربت من السيارة وبدا آدم وقد أنعكس الضوء على وجهه , ورأت سامنتا ليزا وقد تسمّرت في مكانها فجأة ثم سمعت صوت آدم يقول :
" لا داعي لمقدّمات فأننا نعرف بعضنا , أليس كذلك يا آنسة غولد أم أنك السيدة غولد الآن ؟".
لم تنطق ليزا بل وقفت تحملق في آدم وبدا وجهها شاحبا للغاية , وأخذت سامنتا تنقل بصرها بينهما وهي لا تدري تماما حقيقة الموق بينهما ثم قالت أخيرا:
" لا داعي لأن نقف في الخارج هكذا".
ولمست يد آدم في محاولة لتهدئته , ولكنه دفع يدها وهو يهز رأسه في حركة عصبية وقال :
" سأتركك الآن وعليك أن تتأكدي من أغلاق السيارة ".
وما أن دخل آدم إلى المدرسة حتى أنفجرت ليزا تضحك في عصبية واضحة وهي تقول:
" يا له من حظ سيء , فهذا آخر شخص أود رؤيته في هذه الحظة , ولكن لم يكن أمامي سوى المجازفة إلى هنا , فقد طردني روبرت خارج المنزل بعد أن عاد فجأة من سفره فوجدني مع روي ماذرز , وحاولت أن أشرح له الأمر ولكنه لم يستمع أليّ".
ثم أنفجرت باكية وهي تقول :
" آوه يا سام , لقد كان الأمر فظيعا ".
وأخرجت سامنتا منديلا من حقيبتها ووضعته في يد أختها ثم أغلقت باب السيارة وهي تقول:
" تعالي ندخل , هل يعرف روبرت بوجودك هنا؟".
" لا , فقد أسرعت بالخروج من المنزل , كان متأثرا جدا".
فقالت سامنتا في هدوء وهي تصحبها إلى الداخل:
" حسنا , يجب أن تتّصلي به لتبلغه بذلك".
وأتجهت سامنتا إلى الهاتف تقرّبه لليزا التي نظرت أليه في رعب شديد ثم قالت :
" لا أستطيع ذلك , ليس الليلة على الأقل , ربما في الصباح ".
ولكن سامنتا رفعت السماعة وهي تقول بلهجة آمرة :
" أتصلي به الآن وألا فعلت أنا ذلك".
فأرتعش فم ليزا وهي تقول لأختها :
" كيف يمكنك أن تفعلي بي هذا يا سام , أنك أختى ولا بد أن تتعاطفي معي".
فردّت سامنتا قائلة في برود:
" أنني لا أشعر برغبة في التعاطف معك , هل أطلب لك رقم المنزل؟".
قالت ذلك وهي تدير قرص التلفون بالفعل , ولما سمعت صوت روبرت على الطرف الآخر سلّمت السماعة لليزا ثم خرجت من الغرفة بعد أن أغلقت الباب وراءها.
وبعد حوال عشر دقائق خرجت ليزا من الغرفة , كان وجهها ما زال شاحبا , ولكنه خلا من مظاهر الخوف وقالت في لهجة أتّسمت بنوع من الغرور :
" أن روبرت سيحضر ليعيدني إلى المنزل في الحال".
ثم أضافت وهي تبتسم :
" شكرا يا سام لأنك فعلت ذلك , فأنت دائما فتاة عاقلة".
فردّدت سامنتا قولها بصوت جاف وهي تفكر في موقفها من آدم :
" فتاة عاقلة ! لا أعتقد ذلك".
لقد شعرت سامنتا بأنها أقترفت الحماقة الكبرى حين وقعت في حب آدم , وأتجهت إلى المطبخ لأحضار فنجان من الشاي لليزا وهي تسترجع موقفها مع آدم قبل مجيء ليزا , وملمس شعره وهي تتخلّله بأصابعها , غير أن عينيها أغرورقتا بالدموع وهي تستعيد صورته وهو يدفع يدها بعيدا في حضور ليزا , وشعرت بقلق غامض وحاولت أن تطمئن نفسها بأن الغد كفيل بأن يدفن غضبه بين طيّاته.
ولم تستطع النوم ألا بعد أن أقنعت نفسها بأن أول شيء عليها أن تفعله في الصباح , هو محاولة معرفة كل شيء عن حقيقة الموقف بين آدم وليزا .
ولسوء حظ سامنتا كان اليوم التالي هو الأحد , وكان من الصعب عليها أن تجتمع بآدم أذ كان مشغولا بالعديد من اللقاءات , وشعرتفي المرات القليلة التي ألتقت به فيها مصادفة بأنه يتحاشى توجيه الحديث أليها.
وعندما ألقت سامنتا نظرة جانبية على وجه آدم وهما يجلسان في الكنيسة لحضور قداس يوم الأحد , رأت فيه وجه آدم عند أول لقاء رأته فيه بكل ما كان ينبض فيه من مظاهر الوقاحة والقسوة .
ومضى اليوم وآدم يحاول تحاشي الأنفراد بها , بينما سامنتا لا تجد في نفسها الشجاعة لتذهب أليه في غرفه .
وبحثت سامنتا عن كريستين لمناقشتها في بعض أمور العمل فوجدتها وقد أنهمكت في تنظيم غرفة المشرفين فبادرتها بالسؤال :
" هل تؤدين عملا في يوم الأحد يا كريستين؟".
" أنني أعد الغرفة لحضور بديلتي ".
" ولكنها لن تحضر قريبا".
" لقد حدث بعض التغيير , ألم تعرفي ذلك , علمت من السيد رويل أنه أتفق مع أحدى الفتيات لتتسلم العمل خلال الفترة المتبقية من الدراسة ".
وسألت سامنتا في تعجب:
" وهل ذكر أسمها؟".
" لقد قال أنها على درجة كبيرة من الكفاءة ".
ثم قالت بعد تفكير :
" وقال أن أسمها نورتون , نعم , أستيل نورتن".
شعرت سامنتا بغضب مفاجىء وهي تحدث نفسها : أذا هذه هي الطريقة التي يحاول بها آدم التعامل معها ,أنه يريد أحضار الآنسة نورتون لتعمل في المدرسة , متجاهلا وجودها تماما وكأنه يتعمد ذلك.
ولم تدر سامنتا كيف غادرت وهي تتجه مهرولة في طريقها إلى غرفة آدم ووجدت نفسها أمام الباب تطرقه لتدخل بدون تردد .
وقفت سامنتا في مواجهة آدم وهو يجلس إلى المكتب وقد تناثرت الأوراق من حوله , وسألها بدون أن يرفع وجهه عما تريد وقد بدت لهجته كأنه يشعر بالضيق لأنها قاطعته في عمله .
قالت سامنتا من غير مقدمات :
" علمت أنك سمحت لنفسك بالأتفاق مع أستيل نورتون على العمل بالمدرسة".
فرفع وجهه وقد أرتفع حاجباه قليلا ثم قال :
" نعم فعلت ذلك , هل لديك أعتراض على الآنسة نورتون ؟".
" بالطبع لا , فأنني لا أكاد أعرفها , ولكنني أعتقد أنه كان من اللائق أن تبلغني أنت بذلك بدلا من أن أسمع به من غيرك".
وبدا وجه آدم وهو ينظر أليها خاليا من كل تعبير ثم وقف وظهره أليها وألتفت فجأة وهو يقول:
" حين رأيتك لأول مرة وجدت في منظرك صورة طبق الأصل للآنسة غولد فسألتك أذا كان لك أخت فأجبت بالنفي وكان ذلك كذبا سافرا منك ".
وأرتجفت سامنتا ولكنها تمالكت نفسها وهي تقول :
" أنني لم أكذب فقد كنت تسأل أذا كان لي أخت توأم ".
وأستطردت سامنتا :
" لقد كذبت عليك , ولكنني كنت أعتقد أنني على حق فيما أقول , فأنا أعرف ما حدث بينك وبين ليزا منذ أربع سنوات , ولم أكن أريد أن أحيي الذكريات المؤلمة ".
فرد آدم في صوت به رنة سخرية باردة:
"والآن وقد عرفت لماذا فعلت ذلك , كل ما أريده هو أن تمر هذه الفترة الدراسية بدون مشاكل".
وألتقت نظراتهما وظلا هكذا لفترة من الوقت وقد بدت على وجه آدم مظاهر الحيرة , ثم أتجه إلى المكتب وهو يقول :
" لا أريد التحدث في هذا الأمر بعد الآن , فهو لا يعدو أن يكون مسألة شخصية , والآن بالنسبة للمشرفة الجديدة , كنت أنوي أن أخبرك بهذا الأمر غدا خلال ساعات العمل , فقد وجدت أنه من الأفضل الأستعانة بأي فتاة تقبل العمل بصورة مؤقتة إلى أن يعود السيد بارنز".
وبدا وكأن آدم يريد أنهاء المقابلة فأتجهت سامنتا إلى الباب , ولكنها شعرت بأن الموقف ما زال كما هو ألتفتت أليه مرة أخرى وهي تناديه وتمد أليه يدها في أستعطاف .
فنظر أليها نظرة سريعة ثم أشاح ببصره وهو يقول :
" سامنتا , أرجوك أن تنسي كل شيء عن هذا الموضوع , وأرجوك لا داعي لأستمرار في التمثيل".
فرفعت سامنتا رأسها في تحد وهي تقول أنها لا تمثل , ثم أسرعت بالخروج من الغرفة.
وتوجهت سامنتا إلى غرفتها فقد شعرت برغبة شديدة في الأنفراد بنفسها والبكاء , وأخذت تلوم نفسها , لقد حذرتها ليزا من قبل ولكنها لم تستمع أليها .
وحدّثت نفسها بأنه ربما كان من حسن حظها , أن يقطع آدم علاقته بها قبل أن يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك , وربما من الأفضل أن تتوقف عن التفكير فيه فأن ما تشعر به نحوه لا يتعدى الأنجذاب الطبيعي بين الرجل والمرأة , ولكنها عندما ذهبت إلى سريرها في هذه الليلة أنفجرت في البكاء وكأن قلبها قد أنفطر أنفطارا.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 31-03-19, 11:55 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- رياح القسوة
أستيقظت سامنتا صباح اليوم التالي , وجهها أكثر شحوبا , ولكنها عادت إلى طبيعتها تماما وهي تجلس إلى مكتبها عندما وصل آدم وحيّاها تحية الصباح , ونجحت سامنتا إلى حد كبير في السيطرة على نفسها وهي ترد تحيته بأبتسامة مصطنعة.
وقالت سامنتا تحدث نفسها , بينما كان آدم يخلع روبه الجامعي ويلقي به على المقعد :
" لا تجزع يا سيد آدم رويل فأنني لن أركع على ركبتي طلبا لرضاك كما تتوقع من جميع النساء..... لا لن يحدث هذا مني أبدا".
ثم وجّهت حديثها إلى آدم قائلة:
" وصلتنا مجموعة كبيرة من الرسائل معظمها عادي , ولكن هذه الثلاثة تحتاج لأن تلقي عليها نظرة".
وسلّمته الرسائل ثم نظرت في دفتر المواعيد وقالت :
" ليست لديك أية مقابلات حتى الحادية عشرة , هل ترغب في رؤية السيد ريد للأعداد لمسابقة الكريكيت؟".
"لا , ليس اليوم , سوف أتصفّح هذه الخطابات أولا و ثم أذهب إلى ليمنغتون لمقابلة الآنسة نورتون".
قال آدم ذلك وهو يخرج من الغرفة متوجها إلى مكتبه , وقالت سامنتا تحدث نفسها , هذه هي نهاية الفصل الثاني من المسرحية وسيبدأ الآن الفصل الثالث , ومن المؤكد أن دورها فيه سيكون دورا ثانويا , وستكون البطولة فيه لآدم رويل وأستيل نورتون , ثم تمضي الأيام لتنتهي الفترة الدراسية ويعود العم أدوارد ليتسلم عمله , وبعودة ريتشارد من سفره سينتهي كل شيء وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي.
وأخذت سامنتا تباشر عملها , وعندما دخلت غرفة المدير لتقدم لآدم قهوة الصباح نظر إلى ساعة يده وهو يقول :
" يا ألهي , لقد تأخر الوقت ".
ودفع مقعده إلى الخلف وهو يطلب منها تأجيل كل شيء إلى ما بعد الظهر , ثم أتجه إلى الباب وهو يقول أنه سيعود حوال الساعة الحادية عشرة.
ونظرت سامنتا إلى الأوراق المتناثرة على المكتب وهي تحدث نفسها قائلة , لا بد أن يكون شيء هام جدا دفع آدم ليترك مكتبه على هذه الصورة من الفوضى شيء مثل لقائه مثلا بالآنسة نورتون , وهزّت سامنتا كتفيها وكأن الأمر لم يعد يعنيها , وأنتهت من شرب فنجان القهوة ثم دخلت بفنجانها الفارغ إلى المطبخ .
وجاوز الوقت الساعة الحادية عشرة ولم يعد آدم , ثم سمعت صوت سيارة تقف باباب الأمامي ثم صوت أقدام في البهو ,ونظرت سامنتا وهي تتوقع أن ترى آدم والآنسة نورتون , ولكنها بدلا من ذلك رأت رجلا نحيلا ملتحيا يقف أمام مكتبها , ولم تكن سامنتا على أستعداد لمقابلة أي شخص في ذلك الوقت فقالت :
" أنني آشفة".
ولم تكمل سامنتا الجملة فقد رأت ريتشارد يقف أمامها , فقفزت من معدها وفي لحظة كانت بين ذراعي ريتشارد الذي أخذ يعانقها في شوق لم تتعوده منه من قبل , وتراجعت سامنتا إلى الخلف ونظرت إلى ريتشارد عن جديد وكأنها لا تصدق عينيها, وأندفعت الأسئلة تتسابق على لسانها وهي تنظر أليه وتقول :
" لم أعرفك فقد أطلت لحيتك , ولكن لماذا لم تخبرنا بعودتك؟".
وبعد زوال المفاجأة أخذت سامنتا تفكر كيف تبلغه بمرض العم أدوارد فقالت وهي تنظر أليه :
" لديّ بعض الأنباء".
" تقصدين بشأن والدي , كنت في زيارته في المستشفى , وقد أتصلت به هاتفيا من المطار بعد وصولي ".
وطفق ريتشارد يحكي لها كيف عرف بمرض أبيه بمحض الصدفة عندما قابل أحد أولياء أمور التلاميذ في مدينة المكسيك وقال وهو يقطب جبينه :
" كم كنت أود أن تخبريني بذلك من قبل يا سامنتا, كان يمكنني الحضور لأحمل عنك بعض المسؤولية , سمعت من والدي أنك تحمّلت الكثير".
فأبتسمت سامنتا وهي تقول :
" ليس الأمر كذلك , فقد أستعان العم أدوارد بمدير جديد أسمه آدم رويل , هل تعرفه؟".
" لا, أننا لم نلتق من قبل , ولكن والدي يثق به كثيرا".
ثم سألها قائلا:
"وكيف تمضي الأمور بينك وبينه؟".
وهزت سامنتا كتفيها قائلة:
" أنه شخص ذكي للغاية كما أنه مدير ممتاز , والتلاميذ يحبونه وهذا هو المهم".
وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث وقال لها ريتشارد أنه رتّب كل شيء يلزم لقضاء والده فترة النقاهة في ديفون , وأنه سيعود بعد ذلك إلى المدرسة لتقديم أية مساعدة ممكنة.
وشعرت سامنتا بالأرتياح لأنها لن تصبح بمفردها في مواجهة آدم والآنسة نورتون معا.
ومدّت سامنتا يدها بطريقة لا شعورية ولمست يد ريتشارد وهي تقول في حرارة:
" أنني سعيدة جدا بعودتك يا ريتشارد ".
فأخذ ريتشارد يدها بين يديه وأجاب:
" سامنتا , أن لديّ ما أود أن أخبرك به".
وفي هذه اللحظة فتح باب الغرفة وظهر آدم بالباب وبجانبه أستيل نورتون التي أخذت تنظر أليهما وكأنها تنظر إلى مشهد مسل.
وسحبت سامنتا يدها من بين يديّ ريتشارد ووقفت ثم سادت لحظة صمت قبل أن تقول سامنتا:
" وصل ريتشارد للتو على غير المتوقع يا سيد رويل , جونز وبليتسكوب في أنتظارك بالمكتب".
ومدّ آدم يده إلى ريتشارد مصافحا وهو يقول :
" أنني سعيد لرؤيتك فقد كنت دائما متشوقا لذلك".
وأعتذر آدم بأنشغاله ثم ألتفت إلى سامنتا قائلا :
" أرجوك أن تأخذي الآنسة نورتون لمقابلة كريستين".
ثم أبتسم معتذرا وهو يتجه إلى خارج الغرفة.
وأتجهت سامنتا مع الآنسة نورتون لعمل الترتيبات اللازمة لأقامتها بالمدرسة , وبدا واضحا منذ البداية أنها تصرف بطريقة مدروسة بعناية , وبدا لسامنتا وكأنها تتصرف بأستعلاء.
وصحبتها سامنتا إلى أحدى الغرف التي أعدتها كريستين خصيصا لأولياء الأمور في حالة ظرف طارىء , ونظرت أستيل إلى الغرفة بدون أن تعلق بشيء , كما أنها لم تكلف نفسها حتى مشقة شكر سامنتا لحملها حقيبتها وهي تصعد معها.
وفتحت أستيل الحقيبة وأخرجت حقيبة فيها أدوات التجميل , وجلست أمام المرآة لتعدل من زينتها ثم ألتفتت إلى سامنتا قائلة:
" آدم أخبرني أنك مسؤولة عن أدارة المدرسة أثناء فترة تغيّب السيد بارنز يا آنسة غولد".
قالت أستيل ذلك في لهجة توحي وكأنها تتحدث إلى فتاة صغيرة تسعد بالقيام بدور سيدة المنزل أثناء تغيّب أمها.
ثم أستطردت تقول:
" لقد أردت أن أؤكد لك أنه لا مجال للقلق من ناحيتي فأن لديّ خبرة طويلة بالعمل في المدارس , إلى جانب أنني كنت مسؤولة عن أحد العنابر بالمستشفى".
وعلى الرغم من أن سامنتا لم يعجبها موقف أستيل , وكانت تود أن ترد عليها بطريقة تليق بهذا الموقف , ألا أنها صمّمت أن تحاول التعامل معها بطريقة طبيعية , إلى حين أنتهاء المدة المتبقية من الفترة الدراسية.
وهزت سامنتا رأسها وهي تقول بهدوء:
" أرى ذلك , آمل أن تسعدي بفترة أقامتك القصيرة , وأرجو ألا تترددي في طلب مساعدتي أذا أحتجت لأي شيء".
" بالطبع لن أرتدد".
ثم أردفت وهي تتظاهر بتنظيف ثوبها :
" ولكنني لن أضطر لأزعاجك فقد تعوّدت العمل دائما مع السيد رويل وأنا أعرف تماما ما يريد".
وتمالكت سامنتا أعصابها وهي ترد عليها في هدوء:
" حسنا , ما زلت عند كلمتي , والآن يمكنني أن أقدّمك إلى مشرفة المدرسة أذا كنت على أستعداد لذلك".
وصحبت سامنتا أستيل إلى كريستين ثم عادت تبحث عن ريتشارد , فأذا بها تجده قد غادر مكتبها تاركا لها مذكرة صغيرة يقول فيها أنه لم يستطع أنتظارها وكان على موعد هام لا بد من الوفاء به , وطلب منها أرسال بعض الأشياء اللازمة لرحلة والده إلى ديفون غدا قائلا أنه سيعود إلى المدرسة بعد أن يقوم بتوصيل والده إلى ديفون و وشعرت سامنتا في هذه اللحظة بنوع من الأحباط فقد كانت تعول كثيرا على وجود ريتشارد في المدرسة في هذا الوقت بالذات , ووقفت لحظة في سكون إلى جانب المكتب وقد أنتابها شعور موحش بالوحدة.
وفي حوال الثانية عشرة أتجهت سامنتا إلى غرفة المدير وأستجمعت شجاعتها وهي تطرق الباب وتدخل , ورفع آدم وجهه فرآها ثم نظر من جديد إلى الأوراق الموضوعة أمامه وهو يسألها عما تريد.
وأخذت سامنتا نفسا عميقا قبل أن تقول :
" ردت أن أسألك أذا كان يمكنني التوجه إلى جناحك لأحضار بعض الضروريات اللازمة للسيد بارنز الذي سيغادر المستشفى قريبا كما أردت أن أستأذنك للذهاب أليه غدا ".
فأجاب آدم بأنه يمكنها أن تفعل ما تريد غير أنه لم يرفع نظره أليها طوال حديثه معها , وبدا في هذه اللحظة وكأنه يريدها أن تترك الغرفة , ولكن سامنتا قالت :
" هل.......؟".
ألا أنها توقفت عن أتمام سؤالها فرفع رأسه مستفهما , فقالت سامنتا بعد تردد :
" هل ستحتاج إلى مساعدتي في الكتابة على آلة الطباعة هذا المساء كالمعتاد ؟.".
وأخذ آدم قلما من درج المكتب قبل أن يرد عليها قائلا:
"لا أعتقد ذلك ,وأنا أشكرك على مساعدتك لي في الفترة الماضية , ولكنني لم أعد في حاجة إلى ذلك والآنسة نورتون ممتازة في عملية الطباعة إلى جانب مواهبها الأخرى وقد أتفقت معها على مساعدتي".
نظرت سامنتا أليه وقد أخرستها المفاجأة للحظة , ثم أجتاحها غضب رهيب أخد يعصف بها , كيف يتحدث أليها بهذه اللهجة وكأن ما حدث في الليلة الماضية قد أسقط من حسابه تماما , ألم يهمس في أذنيها وهما في السيارة : لقد وقعت في حبك يا سامنتا , ووجدت فيك ضالتي المنشودة , ولم يكن غضبها بسبب فعلته هذه بقدر ما كانت بسبب الطريقة التي أنتهجها وهو بدد ذلك.
وأندفعت سامنتا تقول في غضب وقد أهتز صوتها :
" أن ليزا كانت على حق فعلا في كل ما قالته عنك , لقد حذّرتني منك قبل حضورك وحدّثتني عن الطريقة الوقحة التي تتعامل بها مع النساء , وأنا أخطأت عندما لم أعبأ بتحذيرها , وها هو التاريخ يعيد نفسه يا سيد رويل , أليس كذلك؟".
وأندفع آدم واقفا ونظر أليها وهو يقول في ثورة غضب جامحة:
ط أنني لا أهتم برأي أختك فييّ , أو برأيك أنت , والآن أتركي الغرفة قبل أن افعل شيئا أندم عليه , لا يمكن لأحد التفوه بمثل هذا الكلام لي بدون أن يفلت من عقابي".
وظللاّ لحظة متواجهين في هذا الموقف ثم ألتفتت سامنتا وأتجهت إلى الباب وأغلقته بشدة وراءها .
وشعرت سامنتا وهي تتجه إلى غرفتها في الكابق العلوي بأن عالمها ينهار من حولها , ولكنها صمّمت , مهما حدث لها , أن تسيّر الأمور على ما يرام بالنسبة للمدرسة.
ولم تر سامنتا آدم كثيرا في الأيام التي أعقبت هذا اللقاء العاصف , وكان واضحا أنه يحاول تحاشي اللقاء بها , وأنه يحاول أن يضع جدارا عاليا بينهما , وعلى الرغم من أن سامنتا رحّبت بهذا الموقف بعد موقف آدم المشين منها , ألا أنها كانت تشعر في قرارة نفسها أن هناك شيئا يستعصي عليها فهمه , وكانت الأسئلة تتوارد على ذهنها في أوقات فراغها وهي تحاول تفسير موقف آدم , ولكنها لم تجد لها جوابا.
وفكّرت سامنتا في زيارة ليزا لمعرفة حقيقة ما حدث بينها وبين آدم منذ أربع سنوات , ولكنها تراجعت لأنه لا جدوى من ذلك فمهما كان موقف ليزا منه فلن يكون مبررا أبدا لأن يقف آدم منها هذا الموقف , وأعتقدت سامنتا أنه من الأفضل أن تترك الوضع كما هو حتى يمضي كل شيء في مجراه الطبيعي بطريقة عادية.
وعندما طلبتها ليزا في الهاتف بعد ذلك بيومين لم تذكر لها أي شيء عن آدم , وأبلغتها ليزا خلال هذه المكالمة أنها ستسافر مع روبرت إلى نيوكاسل.
وكان من حسن حظ سامنتا أن العمل أخذ عليها كل مأخذ بعد ذلك , وخاصة بعد المرض الذي ألمّ بالسيدة كمبل , وقد أضطرت سامنتا إلى الأستعانة بخدمات السيدة دود وهي أرملة ثرثارة , لمساعدة السيدة كمبل في عملها , وكانت لا تكاد تجد الوقت الكافي لفض المشادات الواقعة بينهما .
في هذه الظروف الصعبة حدث شيء أسعد سامنتا , فقد تقرر أن يغادر العم أدوارد المستشفى وذهبت لرؤيت وهي تحمل ما قد يحتاج أليه في رحلته إلى ديفون ألا أنه حدث ما أدّى إلى تأخرها , فوصلت إلى المستشفى بينما كانت السيارة التي تحمل العمل أدوارد وريتشارد بدأت في التحرك , وتوقف ريتشارد وهو يراها تهرول أتجاه السيارة , ونظرت سامنتا إلى العم أدوارد داخل السيارة ثم قالت لاهثة:
" لقد أردت أن أودعك وأتمنى لك عودة سريعة".
ورأت سامنتا ريتشارد وهو يقود السيارة يبتسم أليها , وتنبّهت إلى أنه يستخدم سيارة العم أدوارد وهذا يعني أنه حضر إلى المدرسة لأخذ السيارة ولم يحاول مقابلتها ,وبدا لها الأمر غريبا! أنها لم تر ريتشارد منذ ذلك اليوم الذي ترك لها المذكرة على مكتبها وعلى الرغم من أنها كانت تعرف أن ريتشارد من النوع الهادىء الذي لا يحب التحدث كثيرا عن أموره الخاصة ألا أنها شعرت بنوع من الأستياء لما بدا لها من عدم أهتمامه بأبلاغها عن تحركاته.
قال لها ريتشارد مودّعا:
" إلى اللقاء سامنتا , سأحاول العودة سريعا ولكنني لا أستطيع الجزم بذلك في الوقت الحاضر , في أي حال آدم رويل معك ليساعدك ومن المؤكد أن كل شيء سيمضي على ما يرام".
وتابعت سامنتا السيارة وهي تبتعد بالعم أدوارد وريتشارد ثم أتجهت بطء إلى حيث كانت تقف سيارتها.
وبعد عودتها إلى المدرسة وجدت كريستين في أنتظارها في مكتبها وقد بدت عليها مظاهر القلق الشديد.
ولما سألتها عما بها علمت منها أنها قلقة على جيمس فأنه يبدو أن الآنسة نورتون لا تعرف كيف تتعامل معه بلياقة , وأخذت تحكي لها كيف أنها عنّفته بشدة لتأخره في المعمل , حيث كان يشاهد أجراء أحدى التجارب بعد أن سمح له آدم بذلك , وهدّدته بأنها ستمنعه من الدخول إلى المعمل مرة أخرى مما سيؤثر بصورة كبيرة على نفسيته.
وقالت كريستين :
" يبدو أنني تسرّعت في قبول الزواج من هيغ , فأنني والوضع هكذا أشعر بالقلق الشديد أتجاه جيمس وربما كان من الأفضل أن أؤجل سفري إلى أيطاليا".
كان من الممكن لسامنتا في الظروف السابقة أن تسوّي هذه المسألة ببساطة متناهية , أذ أن آدم كان متفهما تماما لظروف جيمس النفسية وكان من الممكن أن يستمع أليها وهي تحدثه بهذا الشأن , أما الآن فقد أختلف الوضع ولا تدري ماذا سيكون موقف آدم , ولكنها أمسكت ذراع كريستين مطمئنة وهي تقول لها أنها سترعى جيمس بنفسها .
ووقفت كريستين وقد لانت ملامحها قليلا وهي تشكر سامنتا قائلة:
" أنا على يقين من ذلك يا سامنتا فأنني أثق بك".
وعندما أغلقت كريستين الباب وراءها حدثت سامنتا نفسها قائلة :
" ليت الجميع يثقون بي , وخاصة آدم الذي أوضح تماما أنه لا يثق بأي فتاة , وخاصة بي".
وفي السبت الأول من شهر حزيران أقيمت مباراة في المدرسة للكريكيت بين أولياء الأمور , وكانت هذه المناسبة من المناسبات الهامة للمدرسة .
كان يوما مشرقا , بدت الحديقة نظيفة تماما وملاعب الكريكيت مساحة كبيرة من الخضرة الجميلة تحيط بها الأشجار العالية , وتناثر في أنحاء المكان أولياء الأمور مع أبنائهم وكان البعض يرتدي الملابس الرياضية والبعض يجلس تحت أشعة الشمس , وأخذت سامنتا موقعا لها بعيدا عن الزحام , وسمعت صوتا من خلفها يقول :
" أنه منظر أنكليزي تقليدي يا آنسة غولد أليس كذلك ؟".
وألتفتت سامنتا إلى الخلف لتجد السيد جونز مدرس العلوم , وأخذا يتحدثان عن الجو والمباراة , وكان السيد جونز على وشك أن يتركها عندما قالت سامنتا فجأة :
" سيد جونز أود أن أسأل عن أحوال جيمس , كنت أتحدث مع والدته بشأنه فشعرت بأنها مهتمة جدا بتنمية ميوله العلمية ".
وبدا السيد جونز وهو يحاول التذكر ثم قال :
" جيمس هذا الطفل الصغير الذي يحضر إلى المعمل في بعض الأحيان بناء على أوامر السيد رويل , أنه يبدو شغوفا جدا بالكيمياء , أرى أنه من السابق لأوانه توجيه الطفل إلى ناحية علمية محددة , وخاصة أنه ما زال في سن مبكرة , وليس من المستحسن أن يتخصص في هذه السن بل الأفضل له أن يستمر في التعليم العام".
وشعرت سامنتا بالأسف بعد أن تركها السيد جونز , كان من الواضح أنها لن تجد منه مساعدة لتحقيق رغبتها في أن يستمر جيمس بحضور دروس الكيمياء .
وأتجهت سامنتا في بطء إلى ملاعب الكريكيت حيث أخذت تشاهد التلاميذ وأولياء الأمور وهم يتبارون , ثم أتجهت إلى حيث أصطفت الموائد لخدمة الزائرين , وبعد أن أطمأنت إلى أن كل شيء على ما يرام , أتجهت إلى الداخل ولكنها فوجئت بآدم يقف بالباب فتنحت جانبا لتفسح له الطريق , لأنها دأبت في الفترة الأخيرة على تحاشي مواجهته بقدر الأمكان .
وفي هذه اللحظة أندفع أحد التلاميذ الصغار ناحية آدم وعرفت فيه سامنتا كارترايت وكانت تقف بجانبه فتاة على درجة فائقة من الجمال في حوال الرابعة والعشرين من عمرها , وسمعت سامنتا كارترايت يحدث آدم قائلا:
" هذه عمتي , وهي تقول أنها تعرفك".
كان آدم واقفا وظهره إلى سامنتا , فلم تتمكن من رؤية تعبيرات وجهه في هذه اللحظة , ولكنها كانت تستطيع رؤية وجه الفتاة وهي تنظر أليه بعينين لامعتين قائلة :
" هل تذكرني يا آدم رويل ؟ لقد أشتركنا معا في مباراة عنيفة للتنس هنا منذزمن بعيد".
وأعقب ذلك فترة من الصمت , ثم سمعت صوت آدم وهو يقول في سعادة واضحة :
" جيليان , جيليان كارترايت , طبعا أذكرك تماما , هل تقيمين هنا مع شقيقك؟ أنني أذكر أنك كنت تقيمين في دورست".
ضحكت الفتاة وهي تجيب :
" أرى أنك تتمتع بذاكرة قوية ".
وأتصل الحديث بينهما بعد ذلك , ولكن سامنتا لم تكن تنصت ولكنها فوجئت بهذا المنظر , وأخذت تحدث نفسها :
" أذا هذه هي جيليان كارترايت الفتاة التي حطّم آدم قلبها ودفعها إلى محاولة الأنتحار , حقا يا ليزا لقد كانت قصة درامية عنيفة ولكن ليس بها أي أثر من الحقيقة , وكان يجب أن أدرك هذا من قبل".
وحان موعد زواج كريستين وطلبت إلى سامنتا الذهاب معها لحضور العرس والعودة بجيمس إلى المدرسة بعد ذلك , وكان عرسا بسيطا للغاية أقتصر على الأقارب وعدد قليل جدا من الأصدقاء , وبدت كريستين جميلة في فستانها الرقيق , وقد أعجبت سامنتا بهيغ غاريت بمجرد رؤيتها له وكان يبدو رجلا هادئا ذا طبيعة طيبة.
وفي طريق العودة إلى المدرسة جلس جيمس إلى جانب سامنتا في السيارة وقد ألتزم الصمت تماما , ولم تحاول هي من ناحيتها دفعه إلى الحديث , ولاحظت كيف يحاول جيمس الألتصاق بها , فشعرت بالسعادة لأن جيمس بدا وكأنه مرتاح إلى صحبتها.
كانت سامنتا تدرك موقف جيمس وكيف أنه سيشعر بالضياع والوحدة بعد ذهاب أمه وخاصة أنه رفض قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أبناء هيغ وفضّل البقاء في المدرسة.
وبعد أن وصلا إلى المدرسة قال جيمس " الآنسة غولد".
وسكت لحظة فرأته وهو يحاول التغلب على دموعه ثم أستطرد قائلا:
" آنسة غولد , هل تطلبين إلى الآنسة نورتون السماح لي بالذهاب إلى المعمل بعد العشاء الليلة , فهي تمنعني من ذلك , ولكن , أرجو أن تسمح لي ولو مرة واحدة ".
ووعدته سامنتا أن تفعل ذلك , وشعرت أن موقف الآنسة نورتون يتّسم بالقسوة , وتوجهت إلى غرفة المشرفة الصحية حيث وجدت الانسة نورتون.
كانت الغرفة قد تغيرت معالمها بعد حضور الآنسة نورتون , ولم تعد توحي بجو الأمان لأي طفل صغير قد يفد أليها , لقد أصبحت أشبه بعيادة طبية عادية.
ووجدت سامنتا الآنسة نورتون تجلس خلف الطاولة فبادرتها على الفور قائلة:
" حضرت أليك بطلب من جيمس , تزوجت أمه الليلة وأنت تقدّرين شعوره في هذه اللحظة , وهو يرجو أن تسمحي له بالدخول إلى المعمل ولو لهذه المرة فقط ".
فرفعت الآنسة نورتون وجهها وهي تقول في برود:
" لماذا لم يحضر بنفسه ليطلب مني ذلك؟".
وأمتنعت سامنتا عن القول لها أنه يخشاها , ولكنها ردت عليها بطريقة دبلةماسية :
" لا بد أنه كان يود ذلك , ولكن ظروفه اليوم غير عادية هل تفهمين ما أعني؟".
وتجاهلت الآنسة نورتون قول سامنتا وردّت قائلة:
" ولكن هل تسمحين له بالتوجه إلى المعمل؟".
فنظرت أليها الآنسة نورتون من خلف نظارتها الداكنة وهي تقول :
" أعتقد أنني صاحبة القرار الأول والأخير".
وتمالكت سامنتا أعصابها وخرجت من الغرفة ووجدت جيمس في أنتظارها قلقا , وأبلغته أن الآنسة نورتون ترغب في مقابلته , وأخذت تطمئنه وهي تضع ذراعها في حنان حول كتفيه.
وجلست سامنتا في أحدى الغرف المواجهة لغرفة المشرفة الصحية , بأنتظار خروج جيمس , وبعد فترة سمع صوت الباب يفتح ثم خطوات أقدام جيمس ثم صوته وهو يبكي في حرقة شديدة .
فأندفعت سامنتا تخرج من الغرفة في نفس اللحظة التي فتح فيها باب الغرفة الملحقة بغرفة المشرفة الصحية ليخرج منه آدم ووقفا وجها لوجه , وتلاقت نظراتهما لحظة ثم بدا وكأن آدم يحاول الأبتعاد فأندفعت دون تفكير تقول :
" أرجوك يا سيد رويل أنتظر لحظة".
فألتفت آدم ونظر أليها وقد أرتفع حاجباه , فقالت وهي ما زالت في قمة أندفاعها :
" لقد كنت هناك طوال هذا الوقت , فهل سمعت ما حدث".
" نعم ,كنت هناك".
وأخذت سامنتا تنتفض وهي تقول له :
" وتركتها تفعل كل ذلك , تركت هذه المرأة تعامل الطفل الصغير بهذه الطريقة ".
فرد أدم وقد خلا وجهه من أي تعبير :
" عليه أن يتعلم كيف يواجه الأمور بنفسه ".
" ولكنه ما زال طفلا صغيرا وقد كان يوما عصيبا بالنسبة أليه , ولكنه تماسك وتجلّد فيه ولم يذرف دمعة واحدة إلى أن دخل غرفة الآنسة نورتون , أن أقل شيء كان يمكن أن تفعله أظهار قدر من الحنان والأنسانية ".
وأهتزّ صوتها وهي تقول :
" أعتقد أنها تصرفت بمنتهى القسوة , وأنت كذلك يا سيد رويل ".
وبدا على آدم وكأنه سيفقد أعصابه ولكنه ردّ في صوت بارد :
" أنا المسؤول هنا يا آنسة غولد , ولن أسمح لأحد بأن يوجّه أليّ أتهامات أو نقد أو أوامر , وأرجو أن تضعي ذلك نصب عينيك جيدا , ولا تعتمدي على مركزك هنا في المدرسة".
قال آدم ذلك وأبتعد مسرعا عنها.
ووقفت تنظر أليه في وجوم وهو يبتعد , وقد أدركت الآن أن هذه هي النهاية , النهاية المؤلمة


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.