آخر 10 مشاركات
95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          لن..أغفر لك! (48) للكاتبة heba45 ×كــــاملهـ× مميزة (الكاتـب : heba45 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          خادمة بثوب زوجة- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *كاملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          أريدُ أنْ أكون *مميزة* و *مكتملة* (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-19, 06:26 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 أسميتها بسعاد / للكاتبة غُربة ، عراقية مكتملة







بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية

أسميتها بسعاد
للكاتبة غُربة






قراءة ممتعة للجميع....




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 21-04-19 الساعة 03:49 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-19, 06:27 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية هنـــــــــــــا


بسم الله الرحمن الرحيم ..
اولى روايتي بين ايديكم..
.
.
أتت لتوثق حياةٌ شقية فتوثّقت أيديها بعد قلبها !
تباً لحبٍ يجعل من احوازية السكن عاشقةً لبغدادي الهوى
تباً لشـقلاوة الكُرد التي شهدت دماراً ثم اعماراً ثم حُب
صومي ثلاثينكَ ودعيه يصوم خمسينه بعيدا عن أرضاً امتلأت بالدماء فأزهرت أعضـان من الجنة تفوح بطيب الشُهـداء.





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 22-04-19 الساعة 12:12 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-19, 06:31 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الاول :

السابعة صبـاحاً ..

تستقِل المقعد الاخير في الطائرة التي ظلت حالمة ومجاهدة على ان تشهد اقلاعها من ارضها الى ارض العجائب..
جادلت كثيرا قبل ركوبها الطائرة!
بكت كثيرا كطفلاً يـخاف ان تؤخذ لعبته
مُدللة ابيها .. اخذت ما ارادت رغما عن أنف أخوتها
مدللة ابيها .. الصحفية المثابرة التي تبحث عن الحقيقة وتغامر على ان تحصل عليها
مدللة ابيها من نقلته من الإحواز الى طهران من اجل الاعِلام الذي كاد يتفجر بداخلها لو لم تخرجه..
أرغمت أنوفا ، وهشّمت رؤوسا مقابل جلوسـها على متن الطائرة التي تحمل عشرة صحافيين وهي الحادية عشر ..
جميعهم رجّال ووحدها امرأة ..
هذا ما اغضب صغير اخوتها وجعله يلُوذ عن البيت عقابا لأبيهم حتى يُثني ابنته عن عزمها..
ولكنه لا يعلم انها من تُلقي الامر فيُنفذُ من جانب الدلال المُرّ كالعلقمّ يتجرعه الأخوة من ابيهم !
وقفت متنصبّة امام النافذة مُبتعدة عن حلقة الرجال العشرة التي تضمُ مذكرات ، كاميرات ، لاقطات تخص المراقبة ، معلومات سُيِاح عن ارض تصبوا اليها قلـوبهم!
وكأنها حدائق كاليفورنيا او غابات اندونيسيا وليس ارض دبّ فيها الموت كما يدبّ الطاعون في البلد فيترحلّ ويترك خلفه ملايين الموتى على قارعة الطرق والشوارع المؤدية الى بوابة الحياة ..
ولكن ما معنى الموت ؟
وانت لا تفقهه الا عندما تُرى ميتا ..
ما معنى السـلام ؟
وانت في ارض "كانت" تسمى دار السـلام..
لما يرتحل السّلام عن ارضه؟ ويترك أُناسه تعاني الفقد الموجع حد الموت
تلك ارملة تُربي خُدج، فتحمله الى جدته التي تحبسِه بصندوقا حتى لا يتنفس الهوى فيموت!
وكاننا في القرن الحادي العشر .. لا القرن الحادي والعشرون..
ولكن يبدو ان القوات "البـاسلة" اقتحمت المدينة ودججتّ رجالاتها في تخوم المدينة، وهذا ما جعل ابن العجوز يـخرج يكتشف الامر فيُقتل لانها من القوات المعادية!
تبا لقوات لم تُسِلح أعضاءها ! هذا وان كان به قوات !

"مَهتاب .. وصلنا "
قطع عليها تفكيرها الطِويل الذي احست بعده بالإرهاق وكانها قطعت مسافة النهر الفاصل بين أراضيهم!
نزلت دون ان تنبس ببنت شفاه، وقفت مُـرغمة بين الرجال والوفود "البرستيجية" المنافقة ، المتدلسةّ بالكذب والهراء.
خرجت من ساحة المطار المُزدحمةّ هِنا جندياً يصل كما وصلت!
هنا امرأه تنوح على ابنها المُهاجر بابناءه بعيدا عن ارض العاصمة المحتلة منذ أربعة اشهر وتاركا امه خلفه!
هنا ابن ينتظر والده التاجر المغادر منذ عشرة أعوام ولكنه منذ علم بالحرب عاد الى ارضه كي يموت بها !
هنا فقط سكنت كل الانفسّ وبُحّت كل الأصوات عندما رأت امرأه تصرخ عالياً "وين الزلم؟ وين الرجال؟ ما بعد ابو عُدي رجّال ولا بعده زلِم"

مقتّ تلك المرأة كثيرا رغم نحيبها الذي يقطع انـياط القلب.
أتراه رجلا شهما صنديداَ؟
أتراه ذاك المُخلّص من النقم؟ او المُخلّص من النعم كما أراه!
كفاكِ يا تلك المرأة عويلاً ، فقد اتيت من بلادي كي أوثق سقوطه !
كفاك يا تلك المرأة نحيِباً ، فقد احتلت بغداده التي يستظل ترابها حياً..
وكأنه اختار ان يُدفن حيّا قبل دفنه ميتاً !
اكملت مسيرتي وقدمايّ تحثني على السير اكثر فتلك المرأة انتزعت سكون صباحي الحالم بغدٍ اجمل لبـغداد..
.
.
يتبع.. لي عودة "باذن الله "





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-19, 06:32 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



تتـــمة الفصل الاول..
.
.
أحست بالوحدة منذ دخولها هذه البـلاد الغريبة بعيونها المألوفة لعيون الكثير بل المعشوقة لقلوب الكثير والكثير ..
فبغداد معشوقة الشعراء وحادية أصبوحاتهم في المنافي التي أصبحوا سكانها منذ حرب الخليج الأولى وتبعوه بهجرة أخرى في حرب الخليج الثانية !
أ تراها أنتهت قصة المنفى مع سكان هذه الأرض ؟
أم أن الأحتلال الاخير ستكون له كلمة أخرى..
تناغم لـمسامعها لحناً غريباً بكلماته مألوفا بألحانه, يبدو انه خارج من شقة الصحافيين الذين رافقتهم رحلتهم هذه
خرجت من شقتها التي وضعتها السفارة الايرانية خصيصا لها ..
فهي تنعم بأشياء لا تنعم بها أي صحفية بالعالم .. بل أي امرأة!
ذهبت تستكشف الطارق الذي قرع الباب بهدوء وموسيقى متناغمة تشبه معزوفة فريد عندما يتغنى بحرفه الفريد ايضاً
فتحت الباب وإذا بصاحب سفرها وحضرها "كاظم" ذلك الفارسي الوحيد الذي يتحدث بعربيتها بعدما يعوّج حروفها بفمه الذي لم يعتاد على ثقل الحروف : مهتاب .. العصر ستكون أول رحلاتنا إلى الرصّافة .. وبعدها للصـدر ..
قال كلمة الصدر باسماً, شيعي المذهب الحالم برؤية مدينة النضال الشيعية التي كان محمد الصدر رمز نضالها وشجاعتها
ذاك شيخ "دينهم" الذي وقف علناً محتجا على نظام الرئيس صدام حسين وأوقف معه النجف وكربلاء والكاظمية وغيرهما
الا انها خمدت شرارة تلك الثورة قبل اربعة أعوام عندما أُغتيل محمد الصدر!

***
هُناك في أرض ديالى التي تبتعد عن بغداد ستـون كيلو متر.
حركت مقود سيارتي متضجرا من وقوفي ساعة ونصف حتى يتجاوز فيلق "الاميركان" المنطقة ذاهبا الى مركزها "بعقوبة"
تُشل حركة السير لكي تسير خمسين سيارة تمشي ببطئ محملة بالجنود المرتزقة,
يحافظون على حاملات الجند , بينما يتوقف سير الف سيارة حتى وان كان بينهم إسعاف!
رفعت هاتفي مخرساً رنينه اللاذع : هلا صادق.

أتاني صوته غاضبا وكأنني ارى وجهه الابيض متضجرا بالدم نتيجة غضبه: ماكو احد ينتظرك! تأخر مرة لخ.

رددت متمللاً : احتجزني فيلق, هسه جاي.
.
.
وصلت ذاك المبنى المهجور في احد الأفرع السكنية , مبنى عبارة عن بيت مهترئ بناءه الخارجي..
باب متشبث بنصف جدار ضل يقاوم منذ بناية هذا الحي, وطاله من قصف الغُزاة ما طاله..
فتحت ذلك الباب بمفتاحه وكأن للبيت حُرمة!
وكيف له حُرمة كالبيوت, وهو بنصف جدار , فضلاً عن دمارا شامل ينتظرني بالداخل.
بُت أحسب خطاي القادمة موسعاً بين الواحدة واخراها,
مجتازاً بقايا سقوط سقف الدور الثاني الذي سقط قبل ثلاثة ايام أثر اجتياح عمّ المنطقة باحثين عن إرهابيين!
وتُقصف كل المساجد والبيوت ..
ثم يعودون الى بعقوبة .. حيث اتوا, دون أن يكلفوا انفسهم بالبحث عن ذلك الارهابي!
وكأن الارهاب طائراً في الجو يقصف ثم يسقط هو وقنابلهم على أسقف البيوت ومنارات المساجد.
وصلت الى هدفي.. الغرفة الوحيدة التي سلمت بهذا المنزل: هلاو ابو آدم جابك الله .. باوع لي هالسلاح شيك عليه ما راضي يضرب!

تحدث ذاك المتشائم "صادق": أريد فد شي ما طايح حظه بهاي البلد !
قوات ماكو, شرطة ماكو, سلاح شلحونا, لك حتى رئيس ما عارفين ارضه من سماه !

قاطعه محمد من جديد : ابو علي عيني, اشتغل بسلاحك احسن لك
أردف بسخرية : غيرك يتمنى فد سلاح ما لاقي!

سلّمت سلاح محمد بعد اصلاحه قاطعاً حوارهم اليومي: شباب, القائم مقامية مقدم دعوة للنائب العسكري الامريكاني,
لازم ننقل السلاح والذخايـر لمكان بعيد عن المنطقة!

صادق: ما كفتهم بغداد, همين جايين ليش؟
كافينا عسكر بعقوبة , ليش هو جاي؟

أجاب محمد: اكيد المحافظ يريد يثبت كرسيه قبل يطير.

تحدتث بحديثاً آخر معيرا غضبه اهتمام: الاهم وين نخبي السـلاح؟

أجاب العقل المدبر دون تكفير: المناطق جوارينا كلها عسكر وثكن,
أضاف بعدما القى نظرته على صادق وكأنه المعني بالحديث.. بل انه معني ومسار الحديث يتمحور عن مناطق طائفته "الشيعية":
حتى كربلاء والنجف مو خاليات من العسـكر, الأفضل نتوجه بيهم شـمال ونأمن لنا مسكن هنانا وهناك.

صادق مشاوراً بعض الشي وجازما البعض الآخر: أربيل..

أجبت مبـاشرة: شقـلاوة.

غمز محمد ضاحكا : اش عليك يابا بنروح لربعك.

وقفت : أريد تجرب دارنا , مثل ما جربت دارك.

أردف صادق ممتعضا فهو يكره الحديث بهذا الشأن, فسنين القرن الماضي علّمته في مدارسها كيف يكره دينه!
سنين القرن الماضي هجّرته هو وأهله من الكاظمية إلى ديالى حتى لا يطالهم سواط الرئيس الراحل: آلن لا تزعل من هالزمال.

أكملت طريقي ممسكاً بصليباً يتوسط صدري, وكأنني أعيذه من حرب الطوائف التي اشتهرت به بلادنا.
.
.
.
ممسكة بكاميرتي متصفحة صورها الاولى, متجاهلة امتعاض احد الصحفيين من زيارة الرصافة, وكأنه يعاديني ويتهمني بزيارتها
هذا الرجل نازي الاخلاق والصّفات!
يحاربني ويحملني شؤوم عبوسه لانه زار مدينة "سُنية" قبل مدينته.
لما هذه الحرب الطائفية التي غرق بها؟
ومن أغرقه بها؟
أ هي طائفة بلادنا التي شربت من دماء مواطنيها حتى طفحت بهم جينات الطائفية!
ام تقصيه و تتبعه لأخبار هذه البلاد التي رسمت في أفقها دمـاء شيعة بأيدي سفاح سُني أو العكس!
نزلت من المركبة "المنزوية" في مقدمتها بجانب السائق تاركة المقاعد الخلفية للصحافيينّ.
دخلت أول مبنى في مدينة الصدر, مطلقة لعنان دموعي سراحها,
لا أعلم لما؟ هل أثر بي حديث مُصطفى الخالي من الانسانية!
أم أن لعنة أخوتي تحيط بي وتأتي من ورا النهرين لتجثم على صدري وتخرج للملأ على هيئة دمـوع.
رفعت كفيّ مجففة رُكام الدموع من وجنتيّ بقدوم كاظم الذي تظاهرت امامه برفع الكاميرا امام عيني اليمنى وكأنني ألتقط صورة من اللاشيّ!
فلم يكن أمامي ألا جدارا أبيضا !
حدثني على مضض: يبدو انك فهمتي ما قال مُصطفى؟
لا تهتمي كثيراً لحديثه , فهو محروق القلب على ما حدث لهذه المنطقة!

أ تراه تحدث الفارسية شامتاً ديني ولا يعلم انني أجيدها ؟
أ تراه فقد أحدا في هذه المنطقة الثورية!

ليجيب مصطفى وكأنه يعلم ما يدور في داخلي: كان مؤيدا للـشيخ, وكثيرا ما يطمح أن يكون رجل دين كالصّدر,
لم يكن طائفي, لم يكن كما ترين, بل كان من زهرات شباب إيران, كان مباثراً ناجحاً في عمله,
كثيرا ما ينتصر للأحواز في عمله.. الا بعد ما حدث قبل خمس سنوات!
لقد تغيّر مصطفى يا مهتاب , لم اعد أعرفه!

اومأت برأسي متفهمة ما يقوله..
قبل خمس سنوات!
أي عام 1999م , يعني مقتل محمد الصدر!
هل كان مصطفى ينتصر لنا كعرب؟
هل كان يغض بصره عن سنيتنا ؟
هل كان غير الرجل الذي شتمنا منذ قليل!
تباً لحرب تجعل من أنفسنا قنبلة موقوتة تنفجر في وجه من شارك معادينا ديناً أو عرقاً.
ألم تكن إيرانيتي تشفع لي عند مصطفى؟
أو أن عربيتي وسنيتي جعلني ملطخة كفي بالدماء كـالرئيس الـ"المختفي".
.
.
.
انتهــــى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-19, 11:25 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

صــباح الخير

عُدت مجددا
.
.
.
الفصل الثــاني
..
.
.

اومأت برأسي متفهمة ما يقوله
..
قبل خمس سنوات
!
أي عام 1999م , يعني مقتل محمد الصدر
!
هل كان مصطفى ينتصر لنا كعرب؟

هل كان يغض بصره عن سنيتنا ؟
هل كان غير الرجل الذي شمنا منذ قليل
!
تباً لحرب تجعل من أنفسنا قنبلة موقوتة ننفجر في وجه من شارك معادينا ديناً أو عرقاً
.
ألم تكن إيرانيتي تشفع لي عند مصطفى؟

أو أن عربيتي وسنيتي جعلني ملطخة كفي بالدماء كـالرئيس الـ"المختفي
"
ذاك الرئيس العصامي, الذي بنى نفسه بنفسه وكوّن له حزب أرعب العالمين حيث اجتمعت ثلاثة أقوى قوى العرب وتحالفت في ذلك الحزب

ولكنه طغى وتجبر على شعبه من خلال ذلك الحزب
,
جعل للأكراد مجزرة ضمتها بحجلة في مقبرة بالكاد يعرفون من دُفن بها
!
أُ ليس رئيس من تجبر وطغى؟

إذن هو مُحقا ولو اخطأ
هو الصائب وهم المخطئون
هو الجزار وهم الكبش السمين
هو النجاة من وحل الى حجيم
!
هو حاكم عربي حوّل الجمهورية الى مُلكية , فماذا ترتجون منه بعد؟

بل وزاد مؤيديه من شعبه ومن أمصار الوطن العربي الكبير
!
بُت أحسد نفسي وأتخيل لو كُنت عربية في بلد عربي
..
هل سأمضي كما يمضون
!
بُت أحمد الله ليلا ونهارا أنني عربية أهوازية
,
ولو واجهت الظلم من حكام بلادي

ولو واجهت الاستبداد .. فلم يكن شي جديد
!
فبلادي العربية هي من تنمرت قبلهم

هي من طردت كل "عرق" في ناحية منزوية من بلده ويطلق عليهم ناره
!
هي من انزوت فيها "الطوائف" تستنجد بحكامها ليكُن معها ضد الآخريـن

وأن لم يكن معها .. أقامت ضده احتجاجات ومظاهرات لها أول ولا تالي لها
!
أ ترانا هكذا؟

أن لم تكن معنا فأنت ضدنا
!
هذه الأهواز تدفع ثمن حرب الخليج الأولى التي شنّها حاكم العراق المُبجّل
!
فدفع ثمنها مليون شهيد من الطرفين, وبقيت أهوازنا تدفع الثمن وحدها

بُت أحسد عروبتي على تمسك ابناؤها بها
,
رغم ما قدمت لهم , فهناك في إيران نُقدم يومياً التضحيات المباشرة والغير مباشرة من أجل البقاء في أرضنا بعروبتنا لا بفارسيتهم
!
فأنا ابنة العربي الخوزستاني الذي حُمّل بهموم القبيلة منذ صغر سنه
,
ومن ثم حمّله ابناءه غضبهم عندما رضيَ بالتخلي عن الأهواز "خوزستان" , حتى يذهب مع صغيرتهم للدراسة في طهران

ضرب برأي الأخوة الاربعة عرض الحائط طائعاً وملبياً أمر صغيرتهم
صغيرتهم أصبحت خريجة ثانوية
.
الحالمة في الصحافة بعدما اهداها اخيها الأكبر كاميرا من أول مُرتب قبضه
!
فكبرت الصغيرة وأصبحت تتجول في شوارع بغداد ممسكة بكاميرا حديثة الصُنع متناسية الحرب التي تعصف بالاجواء من حولها

متناسية المحتلّ الذي سبقها على هذه البلاد بأربعة أشهر
متناسية انها سُنية "طهرانية" فهذين الامرين يجعلانها في محك الاغتيالات المنتشرة بين أقطار الشعب
,
فتنفذها عصابات مسلحة سريعة الخُطى, مذبذبة هنا وهنـاك
..
يجهلها الجميع ولا يعرفها إلا صرخة أم شهيد
..
وقع أمام ناظرها في أحدى مراكز التسوق التي ضجت بها العاصمة خلاف تطورها الدائم
!
.
.
.
في الطريق إلى بغــداد
..
عُدت مع آلن مساءً كما أصطحبني محمد صباحاً إلى ديالى
..
في الطريق المظلم حديثاً بعدما كان يضج بالسيارات والانارات الساطعة
!
أصبح الناس لا يخرجون من منطقة الى منطقة ليلاً, خوفاً من الاغتيالات التي اشتهرت بها القوات الاميركية
,
عندما تشتبه بـلا شي
!
تقتل الجميع بحجة فدائيّون "صدام
".
سمعت تضجر آلـن بسبب احتجاز المركز العسكري الذي يبعد عن بغداد عشر كيلو مترات
!
المسافة بين بغداد وبعقوبة تستغرق ساعة فقط ولكن بفضل الاميركان اصبحت خمس ساعات
..
فقط في 65 كيلو أربعة احتجازات
!

: خررب حظنا على حظ الأميركان
.

رددت على تضجره مؤكدا حديثي له سابقا: هو ظـايل لنا حظ علمود يخرب
!

قطع علينا تضجرنا صوت هاتف آلن الذي قليلا ما يصمت لكثرة عمل صاحبه وأهميته
..
اخذ وقته يتحدث بهاتـفه بكلمات اجهلها لو جهلت آلن
!
ولكنني منذ وقت ليس بالقصير أسمع مثل هذه الكلمات والألغاز التي لا يكف عنها إن تحدث مع أصحاب عمله
!

أخيراً منتهياً من حديثه بالهاتف .. مبتداً بحديثاً معي: أني بأمن بيتي لوفد إيراني
.

تحدثت ممتعضا: وليش تأمنه لهم, وأنت وين دتولي؟


ببروده المعتاد وكأن لا يتحدث عن أمر مصيري له: أولي بأي مكان بس المهم ما يغيبوا عن بالي
.

زاد امتعاضي واصطحبه غضب: آلن انته صاحي لولا مجنون
!
شتريد من وفد إيراني؟ ما انته ناقص بلاوي


أجابني بغضب مماثل خارجاً من مملكة بروده الدائمة: صادق لا تخبّلني انته ناسي شغلي وين؟
ناسي الأمانه ياللي حملت بيها من يوم اختفى القائد, انته ناسي ولا تتناسى
!

تحدثت ملقياً نظري على جنود الاميركان التي بدأت تتوزع بشكل منظم أمام المركز بسبب تأخر الوقت: طيب شتريد منهم؟


أجاب بعدما عاد إلى بروده ممسكاً بمقود سيارته: وفد صحفي إيراني -أردف ساخراً- أريد أتشاقى وياهم, -عاد الى جديّـته
-
يريدون بيت ببغداد علمود يسهل تنقلهم بالاقضية
.

وكأنني فهمت ما يود قوله: وأنته تريد تسوي على راسهم استخباراتي
!
يعني شتريد توصل له؟


آلن: البلد متروسة هوايه مشاكل وانته تريد افلت شغلي عشان ما اسوي استخباراتي
!
الجمل لا طاح كثرت سجاجينه "سكاكينه
".

ضحكت ساخرا من "جمله" المختفي الذي لا يعرف له طريق

جُل ما نعرفه مقتل أبناءه "قصي وعدي" قبل شهر
!
.
.
.
امشـط شعري الأسود الكثيف الذي يغطي منتصف ظهري الذي طالما كان سلاح يستخدمه اخوتي في صغرهم
,
يمسكون به عندما نتـشاجر لأعود الى أمي بيديّ مغطية وجهي مانعة نفسي من البكاء امام احدهم
,
بينما الاخر يعود بيدين محمّلة ببقايا شعري
!
شعري الطويل المنسدل الناعم الذي ورثناه انا وأخي يامن من أهل أبي وكأن الملامح والجينات أرث ينتازع عليه الأحفاد من أجدادهمّ
!
وحدنا تنازعنا على نعومة الشعر بينما اخوتي الثلاثة ورثوا امي بشعرها الغجري
..
أمي.. تلك المرأة التي ورثت منها أنف عربيّ شامخ الطول وشفتيّ مكتنزتين بلون التوت وعيونٌ خضراء كلون الجنة
!
أشتقت إلى أمي بكـل مافيها
,
بحديثها المنمق الذي يشبه حديث "يامن" كثيراً .. بل تشبه يامن بكل مافيها
.
وكأن يامن نسخة رجالية من تلك المرأة المجتهدة المحتسبة بشؤون بيتها وإدارته
.
رفعت هاتفي باحثة عن اسم يامن
,
ولكن تغيّر رأيي عندما رأيت أسم ابو يامن يتجلى أمامي
.

أتاني صوته الذي اشتقته كثيرا: هلا بابا مهتاب شلونج؟


خرج مني شوقٌ وحنين وبعضا من الصوت: الحمدلله انا تمام بابا, انتم اخباركم؟

أبو يامن : الحمدلله بابا كلنا تمام, هاا شلون بغداد؟

ردتت بما رأيت متجاهله ردة فعل مصطفى التي عكّرت لي صفو يومي: تجنن - قلت مازحة- كانك بالمحمرة"مدينة أهوازية
".

بعد تنهيدة حرقة على ماحل بـالمحمرة التي أصبح اسمها الحديث "خرمشهر" أجاب مغيّراً مجرى الحديث: هاا كم عَكستي لنا عَكس؟ "صورتي, صورة
".

مهتاب: كثيير بابا وكلهم حلوين
.

أبو يامن: وكيف ربعج بابا خوما ما أذوج بشي؟


وكأن دموعي تنتظر فرصة للهـطول: لا بابا حبيبي كلش زين وربعي زينين بعد
.

أغلقت هاتفي بعدما انهيت اتصالي ماسحه ذاك الرذاذ الذي سقط على وجنتيّ
,
ليس أنا من تُبكيني كلمة
!
لم أعد مهتاب الفتاة المدللة التي تنتقل من حظن أبيها الى حظن أمها عندما تتأذى من كلمة قالها أحد اخوتها حتى وأن كان مازحاًّ
!
بل أصبحت مهتاب المغتربة التي تسكن شقة بمفردها بعدما كانت غرفتها مجاورة لغرفة والديها لشدة خوفها من الوحدة
.
لم اتجرأ يوماً وانام في الدور العلوي عندما يخرجون بعض أخوتي لدوامهم المسائي ويخرج البعض الآخر الى سهرة رفاقه
!
حتى وصل الأمر الى بناء غرفة في الدور السُفلي مجاورة لغرفة والديّ

واليوم اتجرأ وأنام في شقة خالية من الحياة
..
وكأن الحياة تعود لها بطرقات الباب المتضجرة, أخذت حجابي عجلة لكي أضعه على رأسي
,
حجابي المكون من قطعة بيضاء صغيرة تغطي مقدمة رأسي ثم يأتي فوقها الحجاب الاسود
.

تحدثت مجيبة من في الباب : مين؟


أجاب وكانه يعرف لغتنا: من هستم مصطفى "أنا مصطفى
"
فتحت الباب وتحدث على عجل: غدا صباحا سننتقل الى سكننا الدائم في بغداد, لقد اتصلت السفارة تُخبرنا انهم وجدوا المكان المناسب لنا
.

اكتفيت بقول: إن شاء الله
.

هل كان مجيئ مصطفى بدلا من كاظم إعتذار
!
هل فعلاً لم يكن يعرف بإتقاني لفارسيته إلا بعد ما اخطى
!
.
.
.
في الصـباح نقف جميعاً ننتظر السّيارة التي ستنقلنا الى بيتنا الدائم كما قال مصطفى
..
يلفحنا نسيم بغداد الحار, وكأن سائق السيارة رحمنا بمجيئه
!
ركبت كالمعتاد اماماً بجانبه, تاركه المقاعد الخلفية لكاظم ومصطفى

بينما بقى ثمانية أصدقاء ينتظرون السيارات القادمة
.
حمدت ربّي كثيراً على صمت مصطفى الغير معتاد فهو لم يتوقف عن كلامه اللاذع منذ ان خرجنا من طهرانّ
!
لم ينبس ببنت شفاه منذ ان تحركنا الى منزلنا الجديد إلا عندما وصـلنا يسألني إن كان بإمكاني البقاء هُنا أمام المنزل وحدي ليذهبا هو وكاظم يبحثانِ عن صاحب المنزل أو عن أي احد يدلهم على من يملك مفتاح هذا القصر
..
ذهبا وجعلاني وحدي اتأمل هذا المنزل من الخارج
,
جداره حجري وكانه مأخوذ من جدران الدولة العباسية ويتوسطه باب حديد كبير جداً لم أرى باب منزل بهذا الحجم
,
وهناك في أخر الجدار باب صغير بنفس لون سابقه وبنفس نقوشه الحديدة
,
وهنا في نهاية الجدار قبل انعطافته ليكمل مسيره ويكون جداراً ثانوي توجد بائكة "مدخل سيارات
".
ومن شدة تأملي تأملت ذلك الرجل القادم الذي يمشي مخفظاً رأسه للأسفل مزعزعاً هدوء صباحنا بركله لأحد قوارير البالية في زاوية الجدار الرئيسي للمنزل
.
تقدم خطوتين للأمام .. حيثُ أنا
.
لم ينطق بشيء, فقط كانت سيجارته من تتحدث عندما تبثُ دُخانا الى الهواء الطلق وتعكّر صفوة
!

: شو ياللي وصلج هينا؟


لم أستغرب الصوت ولا وجهته لانني كُنت اتأمل صاحبه على مضض وكأنني لا أراه
.
تبسمت متغابية بعض الشي: متى اجيت؟


رد ببرود متكئا على الجدار : من هستوة, هذا المكان عليه حراسه لانه مخصوص لأكابريه عوفيه وطلعي
.

لا أعلم لما يخاطبني هكذا وكأنني لا شي
!
قطع علينا حديثنا عودة كاظم ومصطفى المتفاجآن بوجوده
.

تحدث كاظم: من أنت
.

أعتدل واقفا عندما سمع عربية كاظم "المهشمة": أني ناطور بالعمارة انتظر أكابرية ليستلموا مني
.

تبسم كاظم: الوفد؟ احنا
.

تقدم من قال انه الناطور ممدا مفتاح القصر الشاهق لكاظم ملوحاً بيده لكي يقف بعيد يفتح مكان الحراسة التابع لهذا القصر
.
وفي هذه الاثناء اكتمل عددنا لكي ندخل القصر جميعا
,
فجميعهم تقدموا السير أمامي, بينما بقيت امشي على استحياء في الخلف
.
دخلت المنزل الشاهق
!
تتوسط الصالة الكبيرة ثُرياء ضخمة تُنير سبع بلاد
,
هناك في آخر الصالة الكبيرة جداً باب متوسط الحجم ويبدو ان ما بداخله لم يكن سواء مطبخ
.
وهنا في الصالة الكبيرة سلالم في المنتصف تقسم بين جلستين
,
احدهما عربية بلون الدمّ , واخرى افرنجية بلون الليل
.
وهناك أمامي تماماً توجد صورة ضخمة تحمل بداخلها سمح الوجه, وبجانبه امرأه بشعر قصير يغطيه اللون الأشقر تملك وجهٌ مريحا للبصر

وعن يمينها ابنتين حسناوات الخُلقة وكل منهم أخذت من والديها ما يميزهما
,
وعن يسار ابيهم يوجد صبيين ايضاً وهنا زادت الوسامة أكثر حيث الرجولة والخشونة والشعر العربي الأسود الذي يُضفي لملامح من يمتلكه الجمال
!
هذا الشاب الأطول وجهه مألوفاً
!
نعم
!
انني آلفته من قريب, فهذا الوجه الحسن لم يكن الا وجه من قال انه الناطور
,
هل الناطور يلتقط مع اسياده صوراً تذكارية؟

وتعلق في مدخل بيتهم؟
قطع عليّ تفكيري الذي رحل الى ذلك الناطور صوت الهشيم الذي عمّ المكان
,
ولم يكن ذلك سواء من فعل مصطفى الذي كسر صليباً كبيرا يقع يمين الصورة
.
ولم يتوانا عن تكسير الصلبان الصغيرة المصنوعة من طلاء باهض الثمن
,
ولكن مصطفى لم يحترم وجوده كضيف مصاحبا فوضاه بصراخ فارسياً عارم هز المكان
:

ما هذا؟ لم يجدوا إلا منزل كفار لكي نسكن به
!
أين شيعة العراق؟ أين منازلهم؟

أ يريدوننا أن نسكن في منازل من كفروا؟
أم يريدوننا أن نسامرهم في خمرهم ولهوهم؟
يا حسيــن
!
أنظر ما جرى, شيعتك ينزلون منزل به بقايا من كفروا بالله
!

- ثم ينظر لي مجددا وكأنني السبب بذلك بينما انا أنظر الى شظايا الصلبان التي توزعت على مداد الصالة الكبيرة
-

أ ترين؟

بالطبع سركِ ما ترين
!
فأنتم والمسيح واحد, كلاكم قتلة فأنتم قتلتم حُسين في كربلاء وهم قالوا انهم قتلوا عيسى
!
.
.
.
انتهــــــــــــــــــى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-19, 11:27 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مـــدخل الى البارت الثالث

املأئي الكون بنور وجهك المقتبس من دجلة..
ليعكس نور وجهي المقتبس من فراتها,
فنكون حبّاً صادقا يتحدث به العالمين.. قبل أن تتحدث به العراق!
.
.
.

مصطفى لم يحترم وجوده كضيف مصاحبا فوضاه بصراخ عارم هز المكان:

ما هذا؟ لم يجدوا إلا منزل كفار لكي نسكن به!
أين شيعة العراق؟ أين منازلهم؟
أ يريدوننا أن نسكن في منازل من كفروا؟
أم يريدوننا أن نسامرهم في خمرهم ولهوهم؟
يا حسيــن!
أنظر ما جرى, شيعتك ينزلون منزل به بقايا من كفروا بالله!

- ثم ينظر لي مجددا وكأنني السبب بذلك -

أ ترين؟
بالطبع سركِ ما ترين!
فأنتم والمسيح واحد, كلاكم قتلة فأنتم قتلتم حُسين في كربلاء وهم قالوا انهم قتلوا عيسى!

أنسحبت بهدوء بين ذلك الضجيج,
أ يتهمني بقتل الولاة والصالحين!
الأمر لا يحتمل, فقد كذبت عندما قلت أنني سأعيش بين الرجال وحدي.
رغم أنهم خصصوا لي في هذا المنزل قسماً كاملاً منعزل عن تلك الأقسـام الوثيرة المخصصة للرجال العشرة
إلا أنني لا أستطيع البقاء وحيدة,
فلا أحد يونسني, ولا أحد أشكي له أفعال مُصطفى!
حتى أهلي لا أستطيع التحدث إليهم فأنا من بقيت سنوات أقنعهم بذهابي إلى العراق, فهل سأعود محملة لهم بشكاوي العنصرية؟
لا لن يكون.. فعنصرية مصطفى لن تتعدى إطار العراق!

فتحت باب القسم الخاص بي..
متأملة أثاثه الحضاري الذي يتوسط المكان وبجانبه في تلك الزاوية جلسه أرضيه تراثيه صغيرة تصلح مكاناً لأوراق تقاريري وعدسات تصويري والحاسوب الذي أنقل للعالم منه أمور حصلت في العراق!
وهناك مطبخ تحضير صغير يتزين باللون الرمادي راقي وبسيط..
وهناك مقابل للمطبخ حجرتين!
وكأن الصالة المفتوحة مفترق طرق بين حجرات هذا المنزل.
دخلت المطبخ مكتشفه ما تخفيه أدراجه محضرة بعض المقادير, متفننة بالطبخ
متناسية صليبا متهشما وزئير اسداً لا يتوقف عن استفزازي
.
.
.
أتينا إلى بيتنا "المؤقت" في بعقوبة .. حيث مُحمد
الذي أخبرناه بالأمر ووقف في صفي ضد ذاك الـ آلن الذي بدأ يحكم عاطفة رجلاً انتسب الى وزارة الخارجية وعمل في استقبال الوفود عشرة سنوات.
يجب أن يحكم عقله كثيراً , فلا يوجد وزير ولا وزارة..
ولكن آلن أقسم وأسرف بالحلف على أن لا يخون الرئيس "المتخفي" لا بد ان يراقب الوفد الإيراني الغاشم بوجهة نظر رئيسه!
وكأن الوفد مسلح بـ اسكود و f16 ..
ألا يفقه انهم مسلحين بكاميراتهم التي ستنقل الأحداث إلى الخارج فقط ..
لن يتغير بوضع العراق شي!
حتى لو لقوا جُثة لا ينتشلوها قبل مرور الاميركان, بل سيفتحون بث كاميراتهم حتى تلتقط الاميركان يذهبون بالجثة إلى معتقلات تحتجز جثث الشباب حتى يعرفون من يطالب به ولمن ينتسب..
لم ولن يفقه ذلك جيداً .. يظن أن الإيرانيون مسلحون من جهات خارجية.. وربما من دولتهم!

تحدث محمد وهو يعيد موشحه السابق في وجه آلن: آلن أروح لك فدوة, بلاها هالوفد والخبصة هاي,
لك وبحق الله تبطل هاي الشغلات !
خلاص انت فد مواطن لا مسؤول ولا وزير عدك.. ما ناقصين لويه دخيل ربك.

تحدثت مؤيدا لحديث محمد : ولك باوعني انت مخبل؟

اجابني غاضبا : لا تقول ولك.

تحدث محمدا بابتسام قليل: صادق.. لا تقول ولك - ثم تحدث مغيرا حديثه- وانت يا آلـن خلاص بتسوي اللي براسك؟

آلن: ساويت وخلصت..
مو العراق يستاهل؟.

محمد بعدما فقد صبره: بحق الله لا تطاوع قلبـك وتقلي العراق,
العراق رااااح تسمع راااح, بغداد طاحت ماعاد عدك بغداد!
بغدادك خذوها , متى تفتهم ان شغلك خطر,
ما عدك حدا يحمي لك ظهرك, باوع وين الحرس اللي كانوا تارسين الفرع مال بيتك!
دجاوبني وين راحوا ؟
خذوهم الاميركان حرس! ولا اختفوا مع صدام؟
صمت قليلا ثم تحدث وكأنه ادّكر بعد أمه: خررررب حظك, ولك لو تعرف السفارة الإيرانية وين دتولي؟
دتروح ورا النهر, آلن ترى الشغلة عودة ما شغلة لعب عيال!

أجاب آلن وكـأن محمد لم يتفوه إلا بكلمتين فقط وضرب بمعلقته عرض الحائط: لا تقول ولك وانا ما ولد علمود تقول لعب عيال!
بعدين اش عليك كيفي اسوي اللي أريد,
براسي موال وأريد اغنيه..

تكلمت مهدئا لهم وكأن حديثهم يخبرني بقرب معركة دامية بينهما: خلاص محمد.. اللي يريد خل يسويه!

وقفا قرب بعضهما وكل واحد مديرا نظره الى الجهة الأخرى لم يقطع عليهم صمتهم إلا صوت قدح قداحة آلن الذي لم يكف عن التدخين!

صرخ به محمد : خلاااص وبحق محمد كتلت روحك.

لم يرد آلن فقط اكتفى برمي سيجارته الحديثة ودعسها في قدمه.
.
.
.
الصـدر كما لم تراها من قبل..

هكذا ابتدأت موضوعـي الذي تتخلله بعض الصور والكلام البسيط معربة عن امتناني للزمن الذي جعلني اعانق تربة العراق الطاهرة..
ممتنة لكل من وجدَ في العراق وسمح لي بمشاركتهم هواء بلادهم النقي ولو لوثته كيماويات القوات الاميركية
ممتنة لكل إيراني تخلى عن مقعده في الطائرة مفسحاً الطريق ليعربية ذاهبة إلى بلاد العرب!
ممتنة للسمـاء والنجوم والكواكب والشجر والحجر..
ممتنة للسـماء وربّ السمـاء..
وأخيـراً ختمت موضوعي الصحافي بأسمي "مهتاب يوسف"

الساعة تقترب الى الحادية عشرة مساءً مللت البقاء وحدي هُنا,
ولم اتجرأ وأذهب إلى مجالسه كاظم ولو لربع ساعة..
فمنذ معركة مصطفى الصباحية لم أخرج أعتكفت قسمي, لا أريد الخروج لهم,
فلا أحد سيساعدني ولا يساندني بوجود الأسد الآسر المُسمى بـ " مُصطفى".
أقتربت من النافذة الزجاجية التي تأخذ منتصف الجدار مكاناً لها, فتحتها ذاهبة الى شرفتها,
لأجد هُنـاك في الأسفـل رجل الحراسة "الناطور" الذي لم أعرف عنه إلا صورته المبروزة مع أهل هذا المنزل.
أرتديت حجابي خارجة من قسمي إلى السلالم الخارجية التابعة للباب الخلفي من المنزل,
تسللت وكأني طفلة تستغفل أباءها حتى تعود للسـهر مع أخوتها,
تسللت وكأني لص استرق غنيمته وذهب مسرعا خوفا من كشفهّ!
.
.
.
هل ما فعلت كان صحيحاً!
فلما اللوم الذي أجده من صحبي؟
أعلم جيداً أن تفكيرهم منطقي وكل ما قاله منطقي, ولكنني لا أخون الرئيس ولو خُلع!
لا أخون من أمّنني على مقعداً في وزارته ساعة, فما بالكم بعشر سنوات.
أنني آلن الذي لا يخون..
ويجعل مبادئه فوق كل اعتبار, حتى لو وصل الامر الى اعتقاله.
فلا أحد سيسأل عنه هُنا عدا صادق ومُحمد..
صاحباه اللذان عارضاه وأخبراه انهم لا علاقة لهما بما يفعل.
ولكنني اعرفهما جيداً لن يبتعدوا عني, فأني أرى صادق الغاضب يدلف باب بيت اهله غاضبا مني لكي يراقبني من نافذة غرفته
لكي يطمئن مازلت في موقع الحراسة أم جد جديداً في أمري.
كما أنني لا أشك أن محمداً هو من جعل صادق يراقبني دون أن يشعرونني بأهتمام بي..
بل وأنهم أخبروني بتخليهم عني لو وقعت فوق عاتقي مصيبة نتيجة لعملي المتهور!

سمعت قرع الحجر من وراي, يخبرني بوجود متسللاً إلى موقع الحراسة,
وقفت متأهباً وكأنني جسدت دور الحارس!
الحارس.. صاحب البيت!
الذي يعلم ان البيت لا أحد يجرؤ على اقتحامه.
تبيّن لي هوية المتسلل, إنها امرأه!

مهـتاب: مساء الخير.

آلـن: مساء النور.

مهتاب: ممكن اكعد؟

آلـن: اتفضلي يابا.

جلست مقابل لي في المقاعد الخارجية المخصصة لحراس المنزل..
تلك المقاعد التي طلب أحدى الحُراس من أبي وجودها صيفاً بحكم حرارة ليل بغداد,
ذلك الصيف العجيب الذي يخنقك في منزلك المحصن بالطوابق الباردة والمكيفات التي تزيد من صقيعها..
إلا انه لا يُخفف من حرارة الجو الا الشي القليل.
بينما الجلوس خارجا في الفناء محررا نفسك من قيود الحيطان والمكيفات يبدو لك الجو خريفيا وكأنك بأواخر نوفمبر.

تحدثت تلك الماثلة أمامي: حار الجو ما؟

مدتت لها كأس الشـاي كواجب ضيافة: صح..

تحدثت من جديد بأمر استفزني: الشـاي الإيراني أفضل, تعرف كيف نساويه!

لم تنتظر اجابتي: نحط جواته مي ورد وزعفران.. قد جربته؟

أكملت حديثها من جديد لم تنتظر حديثي!: وهمين بعد عدنا هناك كل الاكلات لازم بيها زعفران,
أصلا يسمونها إيران بـلاد الزعفران, تحب الزعفران؟

اؤمت برأسي بـ لا وعملي الاستخباراتي استحثني على استجوابها: أنتي عربية؟

أجابت وكأنها لقت طوق نجاة يسعفها من قطع حبالها الصوتية, أجابت وكأنها صمتت دهراً.. لم تتوقع مبادرته للسؤال عن شي يجعلها تتحدث أكثر: اي عربية..
اني إيرانية بس من الاهـواز, وكنا نتحجى نفسكم لانكم الأقرب لنا جغرافياً وهيـج.

أجبت معقداً حاجباي: كـنتم؟

عادت الثرثارة تتحدث: اي من بعد حرب صدام عام 80 الله لا ينطيه,
جات الحكومة وطلـعت حقدها على العرب وصدام بينا احنا وغيروا اسمـاء المُدن لفارسية والمسؤولين صاروا فارسيين,
واضطرينا نتحجى بعض الكلام فـارسي..
اغلب اللي هناك جلمة عربي وعشـرة فارسي!

أثارت غضبي عند ذكرها لـ "صدام" بما يسوؤه: مـو صدام..
فوضاكم بالعراق هي اللي خلته يحاربكم!
حكومتكم هي اللي جنت على نفسها.

أجابت مهدئه الوضع, واضعة عينيها على صدري تراقب لمعة صليباً يتوسطه, مستغربة من دفاعي المستميت عن مسلما عادته باسلامها ونصره مسيحي: خلاص يابا ما قلنا شي حقك علينا.

سكتُ ممتعضا.. غاضبا بعض الشي.
كيف لها أن تتجرأ وتجاوز حق المضيف وهي ضيفته!
كيف لها أن تسبه وهي ضيفة في عراقه.

سمعت قرعة الحجر الخرساني اعلى من سابقه مخبرني عن غضبها وهي راحلة إلى حيث كانت..



مخرج البارت الثــالث



أخبري العراق أن فُراتها امتلأ دمـاً
من فعل ابنة قـزوين ..!



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-04-19 الساعة 02:29 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-19, 11:29 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مـدخل إلى البـارت الرابـع..


لما الموتَ في بـلادي كعين الله!
لا تأخذه سنة ولا نوم

× لعبــاس ثائر×



.
.
.
.
في الطـريق الـى الشمـال..
تقلّنا سيارة قديمة الصُنع تستخدم في نقل البضائع, استأجرها أبو مُحمد طامعا بحديث ابنه الذي اخبره عن حديث الشوارع الضاجّة بجمال أرض الشمال الذي انعكس على الفاكهة حتى أصبحت وكأنها مقطوفة للتو من ارضِ جاكرتا ومعقمة من دجلة والفرات التي تعطيها فوق جمالها جمال, فتجعل من اليـابس اخضر, ومن القحل ربيع, ومن الجدب مطر بمشيئة من فجّر نهريها وجعلهما زينة الارض وثمان عجائبها.
نقلت نظري إلى آلن الذي يقود مركبتنا متجاوزا كل من مرّ به وكأن سيارته صنع 2003 لا 1988..
آلـن الغامض والغاضب أحياناً, كثيراً ما يفكر بأمور لم يحل وقتها ولكنه هكذا يحب أن يشقي عقله وجسده بتفكير طويلا عميق لا نهاية له.
لا يكف عن قول المـسآوئ!
كثيراً ما يستجوب محمد .. لو كُشفت الاسلحة التي تحت صناديق الفاكهة ما نفعل؟
لو تعطلت الشاحنة الصغيرة البالية أين سنذهب بالأسلحة؟ وهل ننقلها مع أحد المارة إذا ركبنا معاه.
فتكثر سؤالته!

قلت مستحثه الحديث حتى لا يشغل عقله أكثر بالتفكير: قد زرت شـقلاوة؟

انتشله من أفكاره بقوله: هسه أول مرة أدخلها.

استكثر علي قول كلمتين
وكأن الكلام يُسرق من شفتيه!
.
.
.
تجلت أربيل أمامي, غاضٌ بصري عن أقضيتها ومدنها, مطلقا بصري باحثا عن شقلاوة.
شقـلاوة الجنة, الخضراء..
كثيراً ما كانت تزورها أمي,
فكانت مع اتصالاً دائم بأئمة المساجد واساقفة الكنائس لكي تقدم لهم مما عطاها الله.
فكانت كثيراً ما تنهر أخي عندما يقول لها :ومالك والاسـلام؟
فكانت تقول" ويحك من غضب يسوع لو علم بإيقافك احدى النفقات الموجهة اليه"!
تخاف من غصب يسوع دائماً..
ولكنها لم تخافه وهي مخلّفة قطعة منها في أرض الدمار, لم تبقَ بجانبه كما أراد,
أحتاجها أكثر من أي وقت مضى.
أحتاجها في عملي التي عرفته أكثر مني!
كابرت من أجل الذهـاب إلى بلجيكا لتعليم ابنتيها المحاماة والقانون لأنها لا تثق بجامعات بغداد
وتقول" هل يوجد ببغداد قانون حتى يعلموننا إياه"
ليس من أجل ابنتيها فقط,
بل من أجل أبي الذي خرّجته جامعة بغداد بروفسور الطب وشحّ في علمه على البغداديين وذهب يدرسه البلجيك.
ذهبت من أجل أخـي الذي كتب كتابة على ابنة خاله لكي تهاجر معهم إلى بلجيكا ويتزوجا هُـناك.
ذهبت من أجل الجميع.. ولم تبقَ لأجلي!
أ تكابرين يا أماه على فراقي؟ وتنهرينني في كل مرة أحادثك بها وتسخري من تمسكي ببغداد
رغم تمسككِ الاعمق بها..
فعلمتيّ ابنك المكابرة فهو لم يحتاجك اليُوم,
فقط يريدك ترشديه طريق شـقلاوة التي تتعبدين بها خمسينك إذا اتت.

تحدث محمد: هنانا, يمين مفرق شقلاوة.

وجهت السيّارة إلى المفترق الذي لا يبعُد كثيراً عن أربيل,
فهذا الشي سيساعدنا كثيراً في التنقل والحركة عندما نكون ليس بالبعيدين ولا القريبين من المحافظة.

سمعت صادق المذهـول مازجاً ذهله بمزاح: يااابه شو هالجمال!
متأكدين احنا بالعراق لولا؟

اجاب محمد ضاحكاً الله يرحمج يا بيبتي جانت تكول الشمـال جنة!
تصدك تشبه أرض إيـران وتركيا هوايه .. هيج تساوي الحدود

أجبته غاضباً : وصخام ان شاء الله,
العراق مالها شبيه!

أردف صادق ضاحكاً موجهاً حديثه لمحمد: حييل بيك. "تستاهل"

لا أعلم لما غضبت عندما شبّه العراق بإيران!
هل من فعلها ليلة البـارحة عندما ذمّت قائدي؟
أم أنني لم أعد أطيق كلمة "إيران" بعد سُكنى إيران في بيتيّ
هل أنني عُدت حرب الـ80 في منزلي!
بيني وبين تلك الثائرة وكأنها من أحدى أغاني جوليـا بطرس الثورية,
التي تتأهب حماساً كلما صرخت يا ثوار!
.
.
.
الساعة تقترب إلى الواحدة ليـلاً..
يالله لقد مللت!
لقد سئمت من هذا الحال, متى يصلح حالي!
أ أضل حبيسة جناحي حتى لا أتعارك مع رجلاً يُدعى مُصطفى
هل أبقى وحيدة لا أنيس ولا جليس حتى العودة إلى طــهران!
سحقاً .. لصحافة تجرني إلى الوحدة, رغبت حريتي من يديها إلا أنها أقتادتني بإنتصاري على اخوتي وصور فلاش كاميرتي إلى هاوية الإنعزال المُر
سحقاً .. لهذا الناطور الذي لم يأتي هذه الليلة,
أ وليس ناطوراً ؟ إذن ما الذي يؤخره عن مباشرة عمله!
فالسـاعة تتجاوز منتصف الليل وهو لم يأتي.

طـرق باب جناحـها, ففزعت من طرقته نظراً لسكون الجناح من حولها : مين؟

أجاب الطارق: أني كاظم.

فتحت الباب ماثلةُ أمامه : هاي كاظم.

رد ذاك الوجه البشوش بإبتسامته المعتادة: هاي,
أريد منكِ خدمة.

وكأن في هذا الرجل سحراً يسمى الاحترام: تفضل خويه, شتريد؟

أجاب بقليل من الحذر: مُصطفى..
تنقصه بعض الصور ليكتمل موضوعه عن مدينة الصدر, فهل تساعدينـه بإعارته أحدى الصور؟

غضبت منه, كيف يطلب مني مساعدة عدواً لي حتى يتسلق على ظهري ويخرج "ببياض الوجه" أمام الصحيفة: أعذرني حباب .. ما اقدر,
أصلا أني همين نشرت مقالي عن الصدر ورفعت عليه كل الصور,
ما حلوة جدام الصحيفة أني ومُصطفى نفس المحتوى.. صح؟

اؤمأ براسه بمعنى نعم ودجرح خيبة أمله امامه لأنه يُعد وسيطاً بيني وبين مُصطفى!

أغلقت الباب ذاهبـة إلى الجلسة الأرضية التي تحوي أدواتي "الصحافية".
مشمرة عن أكمامي نتيجة لحماسي التي نتج عن بغضي لمُصطفى ..
أريد أن أنشر مقالاً آخراً عن الصدر حتى لا يظفر بأي صورة!
.
.
.
كنت مندهش من ارضِ شـقلاوة الجميلة, متحسراً على هذه الأرض التي ستنفجر نتيجة لـحرب من نوع آخر,
فهنا "أكراد" يريدون إقامتها إقليم خارجاً ومتمرداً على أرض العراق!
يرديون إقامة دويلة لهم وتنقسم الأرض إلى أرضين,
ولكنها ليست أي أرض .. أنما هي أرض العراق المجيد..

قطع تفكيري منظراً أمامي .. شارع يضيق وكل ما تمدّ بصرك إليه يزيد ضيقاً : آلن وين طابّين؟ " داخلين , فايتين".

تحدث آلن ببعض من الجمود: هاي الدربونة فيها بيت مأمنه لي صاحبي, يكول يصلح لشغلكم. "الدربونة = حارة فرعية ضيقة".

محمد وشيئاً من الخوف يتسلل إلى روحه: لا آلن عفيه, نريد مكان غير هذا!
لك باوع شوف البيوت كيف شكلها, شوف كيف صغيرة, والشوراع ضيجة.
خررب حظنا تريد نعود بطركاعه؟ "مصيبة"

آلن والغضب يزيد جُرعته في أوردته: الصوج مو صوجكم.. صوجي أني. " الذنب مو ذنبكم....."

تحدتث منهياً نقاشهم كالعادة!: أبو آدم ما عليك بيه كمل طريجك
محمد أروح لك فدوة لا تضوج, ولا تحكم على شي وتتسرع , الدنيا مليلة ويالله نباوع بعضنا. "مليّلة = الليل"
.
.
.
لا أعلم لما لم أرتح منذ دخولي هذه المدينة وكأنها جبلٌ رسى فوق صدري!
آلن لن يفهمُني مهما تحدثت .. وصادق أيـضاً.
لا يؤمنان بالحاسة السادسة!
لا يؤمنان بشيء.. فقط يعشقـان الخطر حتى ولو دفعا المقابل روحيهما.
اللهم سـهل لنا طريقنا الذي سلكنا وسهل لنا ما سنسلك..

حطّت رحالنا في المنزل الريفي الصغير.. جميلاً مظهره الذي كشفت بعضه إنارة السيّارة!
نزلا رفيقيّ قبلي لينزلا السـلاح ما دام الليل مسبلاً سرابيله, مخفياً ما يحملاه.

أخيراً نزلت أساعدهما حاملاً بيدي مسدساً صغيراً,
سمعت صادق يتحدث بمزاحه المعتاد : لا كلفت على روحك يابا, لا يعورك اشرمه "احذفه , ارميه"

أجاب آلن مسايراً له وضاحكا : خوما تأذيت من هالمسدسه الصغنونة!

إبتسمت مجاريهم متجاهلاً تخوفي من هذا المكان: همّ زعاطيط. "صبيان".

أمسك آلن بذراعي دافعني بي إلى الداخل دلالة لمزحة: يابا نتـشاقى.




مخـرج البــارت الرابع:

يشدّني الحنين ويجذبني اليكِ
حنيني ليس لكِ .. بل لبغداد.
بغداد التي لا يوجد بها الا إنتي



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-04-19 الساعة 02:30 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-19, 11:31 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مدخل الى الفصل الخامسَ
وحدها الشمس!
من تحمل لنا الحُب الحقيقي وتُنير ظلامنا بعد عُتمة.



***
لم أصحو كما اعتدت على أصوات أبواق السيارات المزدحمة في بغداد!
لم أصحو بمنبهٍ يبدأ رنينه مع أبواقها,
بل صحوت بسبب صوت العصافير التي لها موعد إلهي مع شروق الشمسّ!
الهواء النقي الذي يقتحم الستارة بعدما سمحت له الفتحة الصغيرة في النافذة بالدخول ليستكين ويستقر داخل الحويصلات الهوائية!
وحدها الهواء من تجدد طاقتك وتُحيي عقلك من رميم الحرب.
وحدها الشمس من تحمل لنا الحُب الحقيقي وتُنير ظلامنا بعد عتمة!
وقفت في مُنتصف الغُرفة التي لا تتجاوز مساحة 4×4 كما هي عادة البيوت الريفية التي تتميز بصغر المكان ورحابة صدر سكانها,
الغُرفة المكونة من خزانة ملابس تغطي منتصف جدارها وسرير مقابلها يرتص على الجدار الآخر!
وطاولة صغيرة بلون مختلف تقع بجانب السرير.
فقط هذا كُل ما هُنا يبدو أن الحياة "الحضرية" في بغداد أنستنا ما كان يجب أن نذُكر!

يجبّ علينا كل ما يجبّ على امرئ رأى بلاده تُسبى ووقف يتفرج!
يجبّ علينا ذكرها كما هي خارج أسوار هذا البيت الريفي محتضنة شقلاوة و أربيل و بغداد والعراق كافة!
وأشد منها كثيراً حرباً داخلية تحتل رجلاً بكامل قواه,
واني ليس بأي رجلاً حتى تحتلني!
أنني رجلاً شرقياً يموت ولا يعترف بهزيمته,
أخشى المستقبل,
هل رحيل أهلي جعلني أتناسى الماضي وأفكر فقط بالمستقبل؟
المستقبل الذي سأعيشه وحدي,

فمحمد يذهب كل ما غربت الشمس إلى أمٌ تسأل عن غيابه وتقلق!
وأختٌ تغسل ثيابه وتسأله عن عشاءه,
وأبٌ رحوم حنون.. يشارك ابنه كل أمره,
يشركه في تجارته كـ أسم فقط , حتى يحظى بمقابلته في دكانته الصغيرة كل صباحاً وظهيرة ومساء,
والآخر صادق.. تيتم صغيراً وفقد والدهَ فكانت أمه له الأب والأخ والأخت والأم.
إلا أنها لم تبقى كثيراً فقتلت في الأعظمية حيث سكنهم سابقا وكان حينها يبلغ من العُمر ستة عشر عاماً
فأتت عمته الملازمة له منذ دخولها جادر العزاء حتى هذا اليُوم,
فسكنا معاً قبل أربعة عشر عاماً بجانب منزلنا..
وعمة صادق لم تكن تحنّ على ابن أخيها فقط!
بل كانت لي أمٌ برحيل أمي..
هل تُراني سأفجعها بأحدنا نتيجة حماقاتي اللا منتهية!
هل سأعض يداً مُدت لي!
وحظناً دافئ يداريني دوماً عن برد بغداد إذ حلّ,
ويكون لي ظلاً ظليل من هجيرها الحار الخانق إذ أتى!
يبدو أن أصوات العصافير والهدوء الريفي جعلني أحمق , أفكر باللا منطقية مثل مُحمد!
***
يـتسارع وقتي مع الزمن!
فلا بُد أن أعود إلى أبي الذي وعدته بالخُضار والفاكهة الشمالية!
والبيت الريفي الذي حاز على إعجاب صادق و عدم مبالاة آلن .. يخنقني كثيراً ولا أعلم لما , وحتى أخرجني من غُرفتي المجاورة لغُرفة آلن إلى باحته الخارجية
يبدو أن صادق كان مخطأ عندما قال أن النهار يختلف عن الليل حتى بالشُعور.
ولكنه صدق في حُسن تصميم المنزل,
تخالجني نظرة الإعجاب به رُغم مخاوفي الكثيرة منه!
عجباً .. أ أخشى بلاطاً وحجر!
ولكنه ليس أي حجر فالذي اختار مكانه كان جائراً,
فقد بنا البيت في وسط مزرعة!
أجتز الشجر ووضع أساس البيت وبنا فوقه طوباً حجرياً يعود إلى العصور العباسية, وجعل بين كل بضع طوب نافذة خشبية ذات البابين المشتهرة بها الدولة العباسية أيضاً, فكانت كل نافذة تخفي وراءها حُجرة.
ولكن الشجر عصياً على الجور, فقد أوصى الصبّار بإسقاط طوبتين تقع في أحدى زوايا البيت الخارجي مما جعلت البيت مهترياً ولكنها لا تعلم تلك الصبّارة كم جعلته جميلاً أكثر.

دلفت باب المنزل بعد مرأى صادق يُنادي على الإفطار من أحدى نوافذ المنزل التي كُنت أتأملها منذ قليل..
محيياً لهما ومباركاً لهما هذا الصـباح: صبـاح الخير.
أجابا الاثنين بهمس, فكلاهما منشغلان, صادق منشغلاً بالافطار طبعاً
اما ذاك الآلـن الذي لم أوافقه أبداً على أفكاره التي أصبحت شغله الشاغل.

قطعت ذلك السكُون: لازم نعاود اليوم لبغداد, أبوي ينتظرني عشـان البضـاعة.. ما بطّل الدكانة اليوم!

أجاب آلن مؤيداً لي: حتى أني أمس ما رحت للبيت.

صادق ساخراً: قصدك ما ضليت ناطور للصبح تحرس الفُرس!

أجاب الآخر ممتعضاً: غِلّس " كأنك لا تعلم ما يجري".

أردف صادق يخفي ابتسامته: تريد تراقبهم!
أشتغل عبري "سائق الأجرة"
ملحقاً كلمته بضجيج ضحكته الصاخبة!

تكلمت ماسكاً بكفّ آلن الذي نهض عن الطعام: أكعد ما عليك بيه.

أجابني وأوداجه تتضخم نتيجة لغضبه العاصف: ما أريد اتزقنب!
" تُقال عند الضجّر .. كمقولتنا ما ابي أتسسم".

***
في طريقي إلى الرّصافة التي تعدُ من أقضية بغداد,
أخبرت كاظم عن رغبتي بالخروج وحدي, حتى أخبرهم إذا كان شارع فلسطين والكرادة يستحقا ذهاب أم لا,
هذه رغبتي أمامه, رغم تيقني أننا جميعا سنذهب لها أن استحقا أو لم يستحقا, ولكن لا أريد أن أختنق عندما يكون مُصطفى خلاف ظهري!
كان يمقتني بلا ذنب!
والآن مقتني وكرهني لأنني لم أعطه صوراً تساعده في موضوعه.
رنّ هاتفي قاطعاً غرقي في بحر مُصطفى الملوث بالعنصرية: هلو يمّون حبيبي.

أتانـي صوت أحنُ أخوتي الذي لم يعارض كثيراً ذهابي إلى العراق.. بل وطرح علي فكرة ذهابه معي!: هلو مهتاب, شاكو ماكو ؟ ان شاء الله ما حدا طفرج؟. " ضايقج"

رددت مبتسمة, متخيلة عراكه "الدامي"مع مُصطفى لو أخبرته بما فعل: لا حبيبي كلش زين,
وانتم أخباركم ؟ شلون بابا وماما وأخواني؟

رد والجمود يسكنه وكـأنني أسمع ولو لم يقل " لو هامج حالنا ما عفتينا متضوجين منج": الحمدلله بخيـر.

سألت مُجدداً : وخـالد بعده زعـلان؟

أجاب ونبرة الأبـوة التي عهدتها منه تعود مجددا بعد جموداً احتله : ما عليج بيه هذا طرن "غبي".

أغلقت هاتفي بعد ما ودعته
لم يقل أن خالد رضيَ , بعده يعوم في غضبه!
أي أن لعنة خالد من تحيط بي وتجسدت في مُصطفى..
اللعنة لهذا الآخر , ما بال عقلي لا يفتأ عن ذكره.

صرخت شاتمة حتى أشفقت على صاحب السيّارة أثر قفزته المرعوبة: دمـاغ سز. " لا عقل لي".
***
عُدنا قريباً لصـلاة الظهر..
فكُنا على علماً بأن الحاجز اللي يقطن في بداية فرعنا تبدأ استراحته قبل الظهيرة بساعة,

أنزلنا مُحمد مودعاً : خابروني عود,
بجوف شو نهايتكم مع هـالشغلة الجديدة.
مُردفاً بسخرية مما نعمل: يروح لكم فدوة الزمال " أي أن انتم الزمال بنفس الفعل, فقد توافقون الحمار بـعقلياتكما الحمقاء ".

ابتسمت وسط غصب آلن اللا منتهي..

تكلمت بعد رحيـل محمد في المركبة العتيقة ذاهباً بكيلوات الفاكهة المجلوبة من شـقلاوة: تتغدا عندنا ؟

أجابّ آلن: مرةٍ لخ إن شاء الله,
عندي اجتمـاع بعد ساعة.


يبدو أن الأخ عائشاً بدوره القديم!
اجتماع لأعضاء ومنسوبي الوزارة التي انتهت من قبل احتلال بغداد!
ويا ليت هُناك منسوبين!
فقط يجتمع على تلك الطاولة الخالية من الورق والحياة سبعة رجال يترأسهم "أبو آدم" لتخطيط قادم بما يفعلا لو وقعت احتمالات سيئة وتوسّع نشاط القوات الأميركية,
وليس هذا فحسب!
بّل ويستوردون سلاحاً لا أعلم كيف يدخلونه إلى البلـد ويتنقلون به من العاصمة إلى أقضيتها دون لفت نظر أحد بأمرهم!
***
في 31 تموُز 2003 عاما من ميـلاد المسيـح عيسى ابن مريم "عليه السـلام"..
1 جمادى الآخرة من عام 1424 من هجرة خير الصحب مُحمد بن عبدالله "صلى الله عليه وسلمّ".
***
مضت خمسة عشر يوماً والحـال كما هو..
لا أعلم ما نهايته!
فكل ليلة تُسامرني تلك الفارسيـة, حتى بُت افتقدها أن تعدت الساعة الواحدة بدقيقـة!
ففي كل ليلة ترتحل بعد احتداد نقاشنا,
الذي ينتهي مبكراً عند سِبابي لدولتها أو سِبابها لقائدي المعظّم.
خمسة عشرا ليلـة لم تكن كفيلة بتغيير رأيـها بسيديّ عند ذكر محاسنه التي تغضبها,
خمسة عشرا ليلة لم تكن كفيلةٌ بتغيير رأيي ببلدها التي تمتدح وغضبي يزداد عند ذكر أي قادة به..
بل وغضبي من ذكر ثمره وشجره وأرضه وينعه وهواءه وسماءه وسكانه وبنيانه .. بل وغضبي منها هي!
وغضبي من الوقت الذي تجاوز الواحدة ليلاً بخمس دقائق ولم تأتي تلك المغضوب عليها.. بل أتتَ أنني أسمع قرع الحجر الخراساني..
أنني أكره حتى الخرسـان الذي مصدره لغتها,
وكرهت "خنادق" الحرب وكرهت "شطرنج" اللهو و"بساتين" العراق
و"دفتر" مذكراتي و "لكن" التي استخدمها في تبريراتي
و "إبريقاً" يعدل مزاجي و"روزنامة" تاريخي..
وحـــتى أسماء أخوتيّ "زُمرد وياسمين"!
وحتى أسم القادمة إلـي "مهتاب".
فكأن إيران تحتلني من جديد وتحاربني عندمـا أتفوه بهذه الكلمات..

مجيباً من تفوهت بالسـلام: وعليكم السـلام.

جلست في مقعدها الدائم مقابلاً لي: الجو بدا بالشـوب أكثر.

آلـن مؤكدا حديثها: بكره أغسطس.

أحسستُ بداخلها حديثاً لا تُريد إفصاحه!
حثثتها على الحديث قائلاً : شتريد تكول فارسة طهران!

أجابت بثقة عكس ترددها: تعرف أني وحيدة هينا وأريد مرة تونسني وتسامر وحدتي!

أجبها غاضباً : ما عندنا وصيـفات يخدمونج يا شهرزاد.

وقفت بغضب وتحركت من أمامي تقرع الخرسان بشكل أقوى من خلفي.
أ تريد أن أجلب لها فتاة الرافدين حتى تكون لها مصدر ونس!
وكأن لا حياة لفتاة غيرها, فقط هي من تعمل وهي من لها اهتمامات؟
بل المجيدة .. امرأة الرافدين أعمق من تلك السطحية التي هدفها فقط التقاط صور لكي تُبروز بصحف سفاكي الدماء!.
***
يحقّ لي أن أغضب, فمن هو حتى يهينني بهذه الطريقة؟
بإمكانه أن يعتذر عن خدمتي!
فأنا استحق لقبّ شهرزاد, ولكن لا أريده ولا أحبـها,
فأنا مهتـاب التي ستجعل من نفسها مثال للمرأة الإيرانية التي تعمل ولو بالقليل حتى تقتص لأبناء جلدتها بتوثيقها لمقتل طاغية الرافدين.


مخـرج الفـصل الخامـس :
لله در قلبا عشق وارتمى


تنّبيه:

جميع مداخـل ومخارج "التي لم أضع اسم كاتبها" ليّ

فكتاباتي مقدّسة.. كنفسي
من تُريد نقلها تكتب في أخر سطورها أسمي ّ



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-04-19 الساعة 02:31 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-19, 11:34 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مــدخل الفـصل السادس:


حببتك حُب لا احد يبلغه
‏رأيت فيك حبا ونجاة وحقًّا



***
يحقّ لي أن أغضب, فمن هو حتى يهينني بهذه الطريقة؟
بإمكانه أن يعتذر عن خدمتي!
فأنا استحق لقبّ شهر زاد, ولكن لا أريده ولا أحبـها,
فأنا مهتـاب التي ستجعل من نفسها مثال للمرأة الإيرانية التي تعمل ولو بالقليل حتى تقتص لأبناء جلدتها بتوثيقها لمقتل طاغية الرافدين.
***
في ليلة الغد وبنفس التوقيت وجليسي ومسامر وحدتي يقبع أمامي مخففاً علي ظلام الليل ووحشته,
ولكن جليسي هذه الليلة لن تكن تلك الفارسية التي تطلب وصيفات .
بل إنه صادق الذي هاتفته من نصف ساعة طالبا مسامرته قبل أن تقدم تلك الـ مَهتاب.
أريدها تعلم أن لا مكانه لها في مجلسيّ بعد أهانتها لفتيات العراق!

تحدث صادق متضجراً : مخابرني عشان تصفن آغاتي آلن!
"مخابرني = متصل علي" "آغاتي = سيد ".

قبل أن أجيبه .. أجابه خراسان العِمـارة معلناً قدومها,
فقد علمت إنها هي .. بينما صادق وقف حتى يكتشف هذا الصوت!
وفي وقفته نفسها أتت لتقف بجانبه مسمّرة نظرها أرضاً ومخفضة رأسها قليلاً ..
ولأول مرة أعلـم أن عقيدة المرء تختلف بالتعامل!
بل هي وحدها من تجعل هذا الاختلاف قائم
سحقاً لها .. أ تراها تفضل مسلماً على صاحبه!
وكأنها لم تسامرني نصف شهر!

سمعتها تسأله طلبها الذي سألتنياه أمس: أروح لك فدوة يا خوي, تعرف بوضعي هنانا ..
مرة لوحدي عايشه بين كومة رجـال, أريد منكم تجيبون لي مرة تكعد وياي,
أني خابرت السفارة علمود هيج, وقالوا طلبي من أي حد تعرفيه!
وأني ما اعرف هنانا إلا النّاطور .. –شددت على كلمة الناطور مرة أخرى- ولأنه ناطور ما قادر يخدمني.

أجابها صادق وهو ينظر تلك العِمارة ومشتت نظره بعيداً عنها : خلاص إن شاء الله باجر أو بعد باجر والمرة عدج, و آلن ديجيبها لج بنفسه.

رحلت بعد ما شكرته!
بعد ما قللت من قيمتيّ.. لو كُنت ناطوراً فعلاً لهشمت رأسيهما هي ومن حادثت ..

قدم إلى مقعده وهاجمته: كيف تكول لها هيج؟
من سمح لك تتصرف! مو أنت تكول ما لك شغل باللي أساوي!

تحدث مبرراً لنفسه: مو تكول أنك استخباراتي ؟
خلاص بجيب لك استخبارات تطلع اللي وراها وجدامها بليلة.

لم أفهم ما قاله : شلون؟

أجاب مؤكداً حديثه: عمتي.. مو هي تحبك؟ خلاص تجي هنانا نطلب منها وماكو فرق بين بيتك وبيتنا متى ما رادت تعود لبيتها لو بنص الليالي تعود!

بكامل قواه حتى يتحدث هكذا ؟: شلون أجيب عمتك لهاي؟
هاا أنت مخبل ؟ بتجيبها عند هذول ؟ ترى فُرس والله ليشربون دمها.

تحدث صادق متصدياً غضبي القادم : لا تنسى إن عمتي شيعية ما راح يأذوها!

غضبت.. لم أتوقع تلك العنصرية يتفوه بها صادق ولو كان محقاً, فكلانا نعلم تقدر الطائفة فوق الجنسية وفوق كل شي!: طبّك مرض. "لا علاقة لي بفعلك".
***
حادثت عمة صادق التي بمثابة أمي: أم علاوي ما عليج بصادق,
يريد يفوتنا وياه بطركاعه!

أجابت تلك الأم الحانية: وصادق شعليه؟ هو بس يريدني أروح أجوف له البنية إذا تصلح لك لولا؟

صُدمت!
أ هذا ما أوهمك به صادق؟
فتاة أتت صحفية وأريد أن أخطبها !
أ جُننت حتى أخطبها , ناهيك عن دينها الذي لم يسمح لي لو قررت!
لقد تجاوزت سُخريا صادق حدها!!

تحدث تلك الحنينة مجدداً : باوع عُمرك طابق الثلاثين بشويه,
ما يكفي سنينك " بنفس عُمرك" صادق اللي ما راضي يفرحني بيه ..
يله يابا فرح قليبي بيك.

قاطعتها منهياً تلك المهزلة : عميمة .. مو هيج الحجاية!
هذول وفد إيراني وكلهم شباب إلا هي من بينهم بنيّة,
وأنتي تعرفي شغلي بالوزارة .. وأريدج تشتغلي محلي تشوفين لي البنية
شاللي جايبها من إيران؟
وليش هيه هنانا , ومتى بيعودون لإيران وهيجّ..
وهمين بعد أريد تساليها إذا هي مع الخمينية لولا ضدها.

صُعقت تلك العجوز الحالمة بتزويجي: لا فدوة يمه أريد أزوجك لو مو هي وحدة ثانية , وبعدها اصير لك جندي لو عند الاميركان .

ابتسمت لتلك العجوز الجميلة التي أخذت من الحسن ما كفاها ولم تكتفي بالحسن الخارجي .. فقط حسُنت روحها كروح ابن اخيها : عميمة حبيبتي بعدين , خل نخلص من لوية الايرانيين هذول وبعدها زوجيني,
أردفت مازحا : بس هاا مسيحية.

مزاحي جعلها تضرب كتفي قائلة: وبناتنا يرضون بيك اصلاً.

وكأنها جاعلة رفض الفتيات المسلمات عائقاً دون زواجي بهم,
وليس دينهم من يحتّم ذلك الامر.

وقفت مودعاً لها , غير مصدقاً بموافقتها : باجر العصر باخذج عند الايرانية.
***
أسمهُ آلن .. هكذا قال رفيقه,
ولكنـه لا يعرف من اللين إلا اسمهّ!
على المرء أن يولد وينتصف عُمره ثم يختارون له أسماً يشابهه طباعه!
يجب أن يُسمى ذاك الـ آلن بجلمود أو صخر فهذين الاسمين يشابهانه كثيراً
بل وأن الجلمود والصخر مشتقاتٌ منه.

خرجت من أفكاري المتقوقعة وراء ذاك الرجل كما خرجت من قسمي.
باحثة عن الصحافيين العشرة أريد أخبارهم بثمة أمر يجب أن يعلموه.
قرع حذائي في السلم المستولي على منتصف الصالة أخبرهم بمجيئ,
سكت الجميع فالبعض احترام والبعض بغُض والبعض فضوله أسكته ليخبره ماذا أريد .. فأنا قليلة التحدث معهم والسلم لم أتي معه إلا في وقت الرحلات الموكله إلينا.

حييتهم: السـلام عليكم.

أجاب الجميع بأصوات متفرقة : وعليكم السـلام.

تحدثت بفارسيتهم: ستأتينني اليُوم امرأة وقد طلبتها من السّفارة حتى تشغل وقت فراغي
وأيضاً تساعدني في شؤون بلدها التي أجهل!

تحدث ذاك البغيض المسمى "مصطفى": وتساعد الفريق أيضاً.

استشاط غضبي: لا..
أنا وحدي من طلبها , فأتيت فقط أخبركم بوجودها حتى تكونو على علم فقط!

عُدت أدراجي مع نفس السلم.. غاضبة أسمع همهمات خلفي ممتعضة وأخرى مرحبة
***
الرابعة عصراً تقف عمّتي خارج منزلنا تترقب مجيء آلن إليها,
آلن الذي بات ليلة مهزئاً لي على ما تحدث إلى عمتي!
يبدو أنني وقفت في صفّ إيرانيته وكلانا يتلاعب بأعصابه.
كان أثقل عقلاً , وأثقل نطقاً , وأثقل خُطى!
أما الآن وقد أثر عليه سقوط رئيسه, لا يفكر إلا بأخذ الثأر من كل شخص لا ينتمي لعراقه.
خُطوته السريعة طالما نبهته بوقع اغتيال كان سيحدث لولا مشيئة الله وتغيير مجرى خُطاه عن تلك الشارع.
ولكن وجود الوفد في بيته, جعله لا يفكر فقط يُنفذ وبعدها يرى صواب فعله أم خطاه!
وخطاه التي كانت تأخذ من وقته خمس دقائق حتى يصلّ إلى بيتنا أصبحت تأخذ من وقته ثلاث دقائق!
وكأنه يسارع الزمن حتى يختطف عمّتي ويضمّها إلى عمله المُنّهك
أسمع صوت تحاياه البعيدة الملقاة على عمّتي, التي تلقفته بأحضانها وكأنه لم يكن بجوارها مساء البارحة.

كُنت أنظر إليهم منة نافذة غُرفتي!
تلك النافذة التي أصبحت عملي الليلي لمراقبة آلن.
فليس هو الناطور , أنا أيضاً ناطوراً ولكن لشخص مختلف وبلا مقابل ولا تحريات .

***
ضممت عمّة صادق مرة أخرى .. بل عمّتي,
ودعتها على المداخل الخلفية لمنزل أبي حيثُ تقطن تلك الصحفية .
أوصيتها كثيراً بتوخي الحذر من تلك الفتاة, لا أريدها تقترب من نقطة الخطر!
فلا ميثاق قـويم يُثبت لي سـلامة عمتي من تلك المحتلة القابعة خلف تلك النافذة,
لقد رأيت ضلالها تراقب خطواتنا حتى وصلنا.
أخشى على عمّتي من قربها,
كُنت أخاف فجيعة عمتنا بنا , وأصبحت أخاف فجيعتنا بها !
أعلم لن يرفعوا بوجهها يداً ولا سلاحاً,
ولكنهم أبناء طائفتها .. سيغيّرون وجهة نظرها بكل ما يجوب في العراق من حولنا.
لا أخشى كرهها لصـدام , فقد كرهته منذ زمن!
ولكنني أخشى أن تُحب حكم الخُميني هُناك في طهران,
فهذا وحده محط خطر , ووجودها مع أمراه كمهتاب الجيدة في الاقناع خطراً أخر.

***
كُنت أراه من خلف تلك النوافذ بشكل جيد .. بسبب سطوع الشمس على دربه الذي يسلك مجاوراً لتلك المرأة المجلوبة من أجلي,
لفت نظري شكله وكأنني أراه لأول مرة , لا مسامرته تلك الليالي,
تأسرني حاجباه المعقودتان دائماً وكأنها خُلقت لتحمي مع تلك الرموش الكثيفة تلك النُجل التي بلون العسل وأعطتها الشمس بريقاً هائلاً يجعلها آية في الجمال وقصيدة في دواوين نزار,
وذاك الأنف .. الآنف الشـامخ ممشوقاً كأنه أحدى السيوف العربية,
فينتهي جمال أنفه ببداية شفتين بلون الورد لولا تخالطهم بلون يشبه الدمّ نتيجة لولعه في التدخين!
فعيشي بين أربعة شباب, أهلتني لأخذ الاوسكار في التغيرات الفسيولوجية التي تظهر في ملامح الشباب.
أراه يودعها .. يشُد من احتضانها وكأنها أمه!
تواريت خلف الستـار ذاهبه إلى مدخل القسم منتظرة قدوم تلك المرأة ..



مخــرج البارت السادس:


‏وكرهتكَ في معاجم اللغة
‏من قبح الله الى سُحقا..



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-04-19 الساعة 02:31 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-19, 11:51 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ولأنكم جزءاً مني.. فقد ولدتمّ معي كما ولدوا أبطال روايتيّ.
سأضع سنابي حلقة وصل بيننا ان شاء الله,
وحتى تعيشوا معي أجواء كُل بارت قبل أن أضع لمستي الاخيرة هُـنا..




أتشـــرف بالجميـــع mf.qr





مــــدخل الـــبارت السابع :

عيناك يا بغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي

× نزار قبّاني×


وقفت خلف البابّ تحسبناً لوجود أحد المارة أمامه..
لا أريدُ أن أقابل المرأة أول مرة بحجاب يحسسها بغربتها في هذا المكان , ولا أريدُ أيضاً أن أنتظرها في الداخل وهي الآن بمقام الضيف

طرقت البابّ مدلفته قليلاً متلقيتني بأحضانها التي كان ينعم بها آلن منذ قليل: شلونج عينيّ شخبارج؟

أجبتها بحفاوة أكثر من حفاوتها بيّ بعدما تحررت من أحضانها: الحمدلله تمام,
وانتي بيبتي شخبارج؟

تلقيت ضربةً على كتفي: ولج أني صبية!
طولان الشوارب يكول لي باجي وانتي يا زعطوطة تكولي بيبتي! "باجي=عمة"

ضحكت ليس من حديثها فقط ،
بل من عطاء الله الذي أغمرني بلطفه!
كنتُ أتمنى امرأة فقط .. حتى لو كانت بلهاء.
وربيّ أنعم علي براشدة استقبلتني بأحضانها وبدأت حديثها بمزاح الأمهات مع أبناءهم.
***
تحدث أبو محمد بعدما عرف خافي الأمر من رحلة أربيل: آلن..
أبوك هسه ما حمل طركاعاتك و بلاويك

أجاب آلن بسخرية مغلفة ببروده الدائم: أبوي ما حمل شي..
باوع جيف طلع من البلد،
عاش بيها وخذا من كل خيرها, ولما طلبت خيره نفذ بجلده.

غضب أبو محمد من حديثه عن والده, وكيف يتحدث بهذه الطريقة وكأنه يتكلم عن شخصاً عادياً لا أبيه: استح على وجهك المصخم!

لم يجيب آلن .. واستغربت صمته بل تحدث ولكن مهدئاً سير الأمور: فدوة الك الوجه وراعيه،
ممشورنا من بغداد لهنانا ليش؟

أجاب الآخر وكأن كلمات آلن بخرت كل ما يحمله في صدره من غضب: أريد أعرف بعد طيحة حظكم بأربيل شدتسوون؟

هذه المرة أجاب ابنه محمد بدلاً من آلن بينما أنا بقيت متفرجاً: كلتها طيحة حظ الله وحده العالم اش راح يصير.

استأذنا من أبو محمد هامين بمغادرة مجلسه ولكن آلن أوقف محمد أمام منزل والده: لو لا ما هذا أبوك جان ساويت لكم عركة! "هوشة".

أجاب محمد مازحاً ليخفف توتر الجو: ما نطلع من يزاك أبو آدم وأفضالك دايم تارستنا.

خرج الآخر غاضباً .. ليس بسبب رداً ساذجاً من محمد كما يرى,
بل من عجزه من الرد على أبو محمد خوفاً من خُسران صداقة ابنه!
لا يعلم أن غضب ذلك الرجل خوفاً عليهم من مستقبلاً لا يعرفون منه شي،
أ يعقل أن يبني شخصاً مستقبله وهو في بداية عقده الثالث من أمام فوهة البنادق!
أ يعقل أن يحسب أهدافه لهذا العام بـطلقات الرصاص!
أ يعقل أن هذه الأرض لم تعد حالمة وسلبت الأحلام من أبناءها!
أ يعُقل أن تسمح هذه الأرض الطيبة أن تموت أحلام أبناءها من طلقة تسكنّ صدورهم العارية دفاعاً عنها؟
***
أقف متكئة على أحدى رفوف مطبخ التحضير منتظرة أمر تلك المرأة بإطفاء النار عن قهوتها العربية التي تتقنها أمي بينما أنا اكتفيت بالشاي الإيراني الذي يغنيني عن أي كيفّ تتعدل به مزاجات العالمين،
يبدو أنها مثلُ آلن عنجهية، ديكتاتورية، متسلطة!
تطلب مني قهوةً عربية وأجيبها بعدم إتقاني لها ولا معرفتي بمقاديرها،
فتخبرني وهي في مجلسها عن مقاديرها ومقياسها وتوقفني بجانبها حتى تنضج!

وكأن تلك العجوز التي لا تُمت للعجز بصلة رحمت حالي: كافي.. هاتي القهوة.

تقدمت إليها بقهوتها ولكنها لا تنكف عن أمري مجدداً : هاتي لج فنجان ما أحب اتكهوى لوحدي!

عُدت إليها مجدداً وبيدي فنجان قهوة آخر, جلست أمامها حاثتها على الحديث ومستدرجتها بعض الشيء بعد صُلحي لها بفنجان قهوة: ما كلتي لي عمة شو اسمج؟

أجاب وكـأنها حنّـت: ياباااا يا مهتـاب شكد ما حدا صيّح علي بأسمي،
تعرفي من جبت علي الله يرحمه وعمري 16 ينادوني أم علاوي نسيتوا ان اسمي زينب!

أرى الدمع بدأ يخون تلك المرأة التي تمتلك عينين سوداء وكأن الدمع أعطاها بهاءً أكثر!
ووجهها الدائري ناصع البياض الحسن الذي يحسسك بالراحة والانشراح: يووه زينب كافيج دمع،
كولي لي همين كيف جانت حياتج بعزّ بغداد وبعد الحروب والاحتلال؟

أجابت وكأنها تتحفظ،
أ يُعقل أن آلن أستنسخ منه صورة نسائية لكي تقابلني بدلاً عنه: عادي،
مثل أي مرَة تيتمت وترملت وثكلت!
كل هذا وتنطق بـ "عادي"؟؟!

كررت أسئلتي من جديد : وين ساكنة؟

أجابت تلك الزينب وكأن الروح دبتّ بها من جديد: أني جوارينكم هنانا.

سعدتُ بإجابتها, ليس لأنها "جوارينا" كما تقول بل لمعرفتها الأكيدة بأهل هذا المنزل : تعرفي أهل البيت هذا؟

وكأن الحنين عاودها مجدداً : أني ياللي أعرفهم،
هذا طال عمرج بيت آدم المنصُور، جان ساكن ويا أهله وقبل ست سنين طلعوا من البلد كلها، وما بقى الهم هنانا إلا ولد واحد ما راضي يطلع من العراق!

كُنت أتذكر عدد الأشخاص المبروزين في حائط الصالة : تعرفين أولاده وكم ياللي طلعوا معاه

أجابت ودمعتها تأخذ مجراها على خدها : ولده أني مربيتهم على أيدي هايّ، طلع بمرته وولده وثلاث بناته!

كُنت مخطئة عندما ظننت آلن أحدهم!
فالذين هاجروا عددهم أكثر من الذي رأيت.
***
لم تفتني نظرة اللوم عندما علم محمد بذهاب عمة صادق إلى بيتي!
أو بالأصح مسكن الفُرس.
ولكن لا عليه!
لم أسرق منه أمه ولا أخته, أذن لا علاقة له!
هل تظنني أغار من بقى أمه بجانبه؟

وكأن ذكر الأم وصل إلى أمي حتى تهاتفني : هلاو يوم "كلمة تقال للأم"

أجابت أختي الصُغرى وليس أمي : آلن حبيبي دخيل الله تعال,
أبوي طايح بالفرشة ما ادري اش بيه!

اعتدلت واقفاً وكأنني ابحث عن حل ولا يأتي ذلك الحل إلا بوقوفي!: وين ينال عنج؟ أمي وين؟ أو أعطيني ياسمين أو أي بلوى يمج.

تكلمت وهذه المرة باكية: مرة ينال يميّ.

سمعت صوت زوجة أخي التي لم أكن أعرف عنها شيئاً سواء أنها ابنة خالي القاطن في الرّصافة أحد أقضية بغداد: هلو ألن!

سألتها متجاهلاً ترحيبها وصُراخي يعمّ فرعنا السكني إلى آخر جداراً به: شصاير بأبوي خوما تأذى, وين ينال؟

أجابت مهدئة لأعصابي التي تلفت بعد محادثتي بتلك الصغيرة: على كيفك ألن, لا تأذي روحك,
عمي ما صاير بيه شي, أرتفع عنده السُكري شويات و هسه ينال جاي!.

أغلقت هاتفي بعدمـا أراحت تلك المرأة المحسوبة علي زوجة أخ قليلاً من خوفي!
أ تراني أخاف عليه؟ وأنا للتو انتقدته في منزل أبا مُحمد!
أ هذا عقابٌ إلهي عندما زاد تمردي على أبي؟
ذاك الأب الذي أصابه السُكري في أواخر الأربعينات من عُمره,
فكان يقول " شقد أني حلو ولا كفاني حلاي! وأجاني السُكري يحليني أكثر".
يقولها مازحاً حتى يرى ابتسامة أخوتي وأمي التي تنتهي مع ابتدائها أخر دمعة!
***
أشعر بغرابة المكان, فأنا أمراه ليست بصغيرة كمهتاب حتى أعتاد على أي مكان!
ولو كان هذا المكان بيتي الثاني, ولو كان سكني في قسم ابنتيّ ياسمين وزُمرد,
ولو كان كل شي لي مُتـاح!
لا أستطيع العيش هُنا ثانية واحدة, لولا إصرار ألن الذي جعلني آتي هُنا لكي أحميه,
أعلم بتهور ابني جيداً, وأعلم أيضا بتشجيع ابن قلبي له!
فقد نصفا الثلاثين عاماً ولم يزالا يتصرفا بالأمور الصغيرة بجدية والكُبرى لا يفقهون حجمها حتى تسقطهم على وجوههم أرضاً ويروا حجمها الطبيعي حينها.

أرى مهتاب أو الإيرانية كما يقول ألن .. تتصل كثيراً دون إيجاد رداً من الطرف الآخر.. فتعاود إتصالها مجددا متنقلة من جلستي إلى المطبخ وإلى غرفتها .. وربمـا غرفتي أيضاً!

ألا أن من كان يستقبل مكالمتها عبر الموجات الصوتية الجوية رحم حالها : أهلاً بالصحفية العظيمة أهلاً بمهتاب!

ردت مهتاب بلُغة لا أفهمها .. يبدو إنها فارسية: أهلاً بكِ سيد سردار.

لم ألتقط منها الا أسم سيد سردار فقط


***
عاودت الاتصال برئيس الصحيفة الذي أقلقني عندما وجدتُ له أربع اتصالات: أهلاً بالصحفية العظيمة أهلاً بمهتاب!

رددت عليه بعدما سكنت روحي, فحديثه يخبرني أن لا شيء سيء قد حدث : أهلاً بكِ سيد سردار.

السيد لا يحُب الحديث الطويل لذا اختصر علي حديثه: ب7 أغسطس نريد نغطي أماكن أثرية في المنصور.

أجبته متسائلة : أين تقع؟

أجاب ببرود: في بغداد حي الأندلس,
سيرافقكِ في هذه الرحلة مجموعتك فقط, لقد أخبرتهم بذلك قبلك.

أغلقت هاتفي بآلية بائسة سيرافقني مُصطفى حقاً؟
فقط أنا وكاظم .. وذلك البغيض مُصطفى!
وأين يقع هذا الحي؟ هل هو بعيداً يجعل من مصطفى آلة حقداً لا تكل ولا تمل من بثّ سمومها في قلبي؟

ذهبت مسرعة إلى تلك المرأة طالبه منها العون: مساء الخير أم علاوي!

نظرتها الثاقبة اكتشفت أمري وبابتسامة : قولي وش عدج ما خالية!

كيف لامرأة أن تكشف أمري وكان معرفتها ليّ من المهد لا خمسة أيام: أريد تروحي وياي.

أجابت تلك المرأة بسخرية عارمة تُشبه سخرية ألن الذي لا أعلم ما علاقة بها,
جل ما عرفته إسلامها ومسيحيته: وعلى وين يا مهون!

أجبت متحفزة من ردها وكأنني عرفته: طلب مني رئيسي بالشُغل تصوير موقع وأريدج تروحي معاي لان بيروح معاي شبّين بس!
حبابة زينب يالله لا تكسري بخاطري!
عدت رجاءاتي الصغيرة مع لكزه خفيفة على عضدها: يالله أم علاوي حبااابة.

أجابت بعد تفكير : دشوف وأرد لج!

لا أعلم ماذا "تشوف"!
ولكن يبدو أن ذلك الـ ألن أمرها بان لا تقترب مني أكثر!
فهي تشابهه عندما تسترسل بالحديث ثم تقف فجأة كأنها لم تصن لسانها وتخاف عواقب زلاتها الوخيمة!

رفعت تلك المرأة هاتفها : هلاو أبو آدم عيني

أجابها وأسمع تذبذبات صوته من هاتفها عالي الصوت والشوقُ قد بان تأثيره بقلب ذاك الجلمود: هلا بيج يا قلب أبو آدم وروحه, وش هالمساويه المباركة.

ردت عمته بعدما هطلت دمعتها من حديثه الذي كان عذباً على قلبي .. فكيف بقلب من كان الحديث موجهاً لها : حبيبي والله, اشتقت لك, الليّلة أريد اجوفك ببيت صادق.

أجاب اللطيف!
الذي تعجبت من لطفه!! وهل هو دائماً يتحدث بهذه الطريقة مع احبته: هاا ترى أجيج وأني ما متعشي,
طفشت من طباخ ولدج يسمّ الجبد تكولي زقنبوت مو أكل.

ضحكت تلك المرآة من حديث حبيبها الذي للتو اكتشفت انه "حبيباً" لها : فدوة أروح الك حبيبي, تعال أنت وأسوي لك اللي تريد كم ألّون عدي أني.

أ يُقال له ألّوُن ؟
جميل هذا اللقب المُطلق عليه!
ولكنه لا يُمت لصاحبه بصله, فكيف لقاسي الطباع أن يُصبح ليناً؟

سألتها بعد انتهائها من المكالمة: هوه هيج دايم حجيه؟
ضحكت تلك العجوز وكأنه أعطاها جُرعة من هرمون السعادة الذي يفتقده كل الوقت: لا مو هيج هوه,
بس يمكن اشتاق لطباخي ويتمصلح المصخم.

كُنت على علم بذلك ..
فهذا القاسي يُثبت كل يُوم ظلم والديه للإسم الذي أُطلق عليه.
***
في بيت صادق..
نتجاذب أطراف الحديث عن طلب العمّة لـ ألن!
لما لم تطلب ابن أخيها ..
أجبت صادق وألن مريح عقولهم من التفكير: الموضوع يخص مهتاب,
علمود هيج صيّحت عليك.

دخلت العمّة حامله بيدها إبريق الشاي وأربع كأسات التي تعقب وجبتنا الدسمة: آلن بكولك فد حاجة بس هاا ما تضوج!

أبتسم آلن ابتسامته الصفراوية التي لا تنبؤك عن ما سيلحق بها:
ما ضايج ان شاء الله,
تحجي.

أجابت وكأنها تُسقط الكلمات من لسانها حتى لا تتعثر وسط حلقها وتموت من نظراته الثاقبة الفاحصة ملامحها: مهتـاب,
تريديني أروح معاها . . .

قاطعها آلن مجدداً : وين دتولين معاها قابل؟

أجابت وهي تقف عندما رأت تغصن جبين صادق أيضاً : طلبوا منها تصور المنصور وتريدي أروح معاها لأن بيروحون معاها شبّين.

أجاب آلن: أي عفية عميمه أني مخليج صوبها علمود تصيرين لها بودي قارد!
مو قايل لج استوجبيها , ضنيتج جايه علمود تعطيني أخبار تبيض الوجه!

صمت .. تحدث بعدما وقف: أم علاوي حبيبتي هاي مطعوجة طابّة العراق وحدها بين عشرة رجال!
اش راجية منها, هاي وحدة شلايتية,
لو رجالها فيهم خير , جان ما افلتوها هيج بلا حسيب ولا رقيب.
" مطعوجة = مدللة | شلايتية = غير الخلوق"

غضبت العمّة من حديثه: لا تتحجى هيج عن البنية,
حرام عليك ما يصير,
هي حبابة وعلى نياتها وطيوبة فدوة اروح لا تكسر بخاطر البنية خطية ما عدها احد هنانا.

أجاب وكانه يعقد صلحاً جديداً مع نفسه قبل أن تثور وتحطم تلك المرأة: قتلج روحة معها ماكو .

تحدثت من جديد : صادق, محمد عفية كلموه هالمسودن يخليني أروح مع البنية والله خطية حرام تروح لوحدها.

تحدث صادق الذي كان من المفترض أن يقف بصفها: كلام ألن صح ، لا تروحين.

تحدثت مسرعاً عندما رأيتها وكأنها استسلمت لكلام صادق: ألن أخبر مني ومنج بهاي الأمور صح؟
أكو أحد يخلي عمته حبيبته تروح مع إيرانيين ما نعرف وش وراهم؟

جلست من جديد ولكن بجانب ألن
أ هذان اللذان قلبا مجلسنا إلى حلبة صراع صوتي منذُ قليل!!
سُبحان من خلق النساء شقائق الرجال,
وسُبحان من خلق عمة صادق شقيقة ألن طباعاً !
كثيراً ما يقول صادق لـ ألن " هاي عمتك مو عمتي".

***
صبـاح 7 أغـسطس..!

أربط أحزمتي المكونة من كاميرا وعدستين ولاقط صوتي وكاميرا صغيرة تخُص المراقبة..
ما سبب رفض أبناء العمة لذهابها معي!
أعلم أن ألن أبنها الأول .. فلست بلهاء حتى تهاتفه طالبه حضوره وتعود لي تزفّ لي خبر رفضَ أبناؤها !
خرجت مودعة العمّة التي تاقت روحها للذهاب معي بوصفها بأنني "خطيّة".
نزلت من السلّم المتوسط المنزل وكان في الأسفل بانتظاري كاظم ومُصطفى..
اللذان لا يتوانيان عن تحيتيّ بالـسلام منذ أن لمحا نزولي إليهما,
لم نتأخر فقد أخبرنا مُصطفى بوصول السائق . . . .
يبدو أن الصباح متصالحاً معي اليُوم كما تصالح معي مُصطفى بصمته الغريب!
حطتّ بنا رحالنا في المنصور الذي لم يكن بعيداً عن منزلنا,
تجولت وحدي تاركة المساحة لهما حتى أخذ راحتي أكثر.
***
قاربت الساعة الحادية عشر ظهراً والجو بدأ بالحرارة ,
كنتُ مخفضاً رأسي للأسفل لحديث مهتاب التي تنوي الرجوع وتطلب مننا الاكتفاء بهذا القدر من الصور!

أنبهنا صوت مُصطفى : أنظرا هُناك خلف البناية,
إنه حريق!
بل حريقاً هائل.

تقدمت مهتاب ثم أنا وتحدثت مجيبته: ليس حريقاً عادياً,
أظنه تفجير , ألا تسمع صُراخ الناس!

وما أنهت جملتها تلك حتى ركضنا ثلاثتنا إلى حيث التفجير,
مُسعفين ومُصورين بعض الشيء!

الدُخان الذي حجب الأفق بعدما حجب أرض المنصور لم نرى منه إلا فُتات أناسُ سقطوا أرضاً,
فهنا ترى رجّلاً ساقطة لا تعلم لمن!
هل هي لهذا القريب ، أم سقطت من راكضاً فرّ بحياته وسقط بكاملها؟
وهُنا فُتاتاً متفحماً لا أعلم كيف سيتعرفون عليه!
وهُنا أمراه تحلم بالخروج من بغداد وأتت تُكمل إجراءاتها وخرجت حتى ينتهي من توقيع بعض الورق.. ولا تعلم أنها خرجت من حياته عندما خرج أمامي يركض وينده بأسمها ويحتضنها جثتها الدامية بين الدخان والدماء بوجهاً أنصبغ بسواد أثر الدُخان العالق في أفق الشـارع وكأنه يستر عن الأبرياء جرائم حدثت هُنا.
وهُنا صُراخ وهُناك عويلاً .. وهُنا مُصطفى محدق نظره إلى ذاك المُسن العاجز بعدما سقط من كُرسيه المتحرك,
وكأن الدخان يتسلط عليه ويُضعف بصره أكثر مما كان عليه من ضعف ويمنعه من رؤية أبنه الذي لا يكفّ عن مناداته,
وأمامي أسم السفارة الاردنية التي طالها التفجير وعلم الاردن بدأ يتلاشى !
وعلى يسـاري هُناك مهتاب تبتسم وسط دموعها عندما احتضنت صغيراً بعدما رفعته عن ألسنة اللهب وها هي تُسلمه لذلك الرجل الذي للتو أستوعب فقد امرأته وذهب يبحث عن ابنه..

سمعنا صُراخاً وحشرجة باكية وصوتاً لا ينده عن الاستنجاد ويلتقط أنفاسه الأخيره منادياً : ياا
حُسيـــــن , يا حُسيــــن..

نظر مُصطفى تلقائياً إلى جهة مهتاب التي لم تزل تحت تأثير الطفل وابتسامتها عالقة على شفتيها.

عاد أدراجه غاضباً , ولحقت به بعدما نبّهت مهتاب بعودتنا..
ركبنا السيّارة من جديد والصمّت يحل!
ولكن عكس ما حل به صباحاً. . .
الآن عُدنا محملين بماسأة وبعض صوراً عنها.

***
تحت تأثير ما رأيت ,
أ هكذا تُسلب الديار ؟
أ هكذا تُفقد الأبناء ؟
أ هكذا تُفجع الأمهات؟
ضممت كاميراتي إلى صدري ممسحة دمعة تمردت وسقطت من جفني!
لم أصدق توقف السيّارة أمام المنزل!
نزلت مسرعة لولا مناداة كاظم لي سألني عن فيديو "التفجير".
فتحت الكاميرا مجاملة لأخلاقه في الأيام السابقة.

اندمجنا بالفيديو حتى سمعت صراخاً أتى من خلفي:
أ كُنتي تشمتين بمن صرخ بأسم حُسين!
أ تستهينين برجلاً احترق بفعلكم وينادي باسم حُسين!
ألم تكتفوا دماءٍ؟ ألم تكتفوا حرباً ؟
كفوا عن ذلك .. كفوا يا سُنة عن ذلك..
قدمتم شاه طهران لذبحنا واحد تلو الآخر!
ثم قدمتم صدام ليقتلنا بسمومه المحرمة دولياً؟
كفاكم .. صدام وحده جعل منكم طغاة بغاة,
تسفكون الدم وتبتسمون مثلك .. قبل قليل تماماً.

أ يرى تبسمي ليتيم لم يعلم بيتمه.. شماته!
عاد مجدداً صراخه ألا أن هُناك من أسكته ماسكاً به بيده العريضة التي تُغطي رقبة مُصطفى حتى تكاد
تخنقه : شبيـك تعيط عليـها هيـج ؟
- صارخاً به - اش كنت تقول عن صدام يا زفت . . . .


مخـــرج البـــارت الســـابع
أربع سنين وحـزن بغـداد يـزداد
ساعاتهـا ونـات وأيامهـا سـود
وإن كان في التّاريخ صورة لبغداد
هذي شوارعها عصابـات وجنـود
فيها العباد أجسـاد وثيابهـا لحـاد
والموت بالمرصاد والرزق للـدود
في مشهدٍ ما يوم مـا هـوب ينعـاد
ومأساتها من زود في زود في زود

×يوسف العصيمي×




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-04-19 الساعة 02:33 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.