آخر 10 مشاركات
تَدْبِير موريتي(104) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء3من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          67- حارس القلعة - ريبيكا ستراتون - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية بذور الماضي (2) .. سلسلة بين رحى الحياة *مكتملة* (الكاتـب : heba nada - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          زوجة ساذجة (85) للكاتبة : سارة مورغان ..كامله (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          عزيزتي الانسة هاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          الغريبه ... "مكتملة" (الكاتـب : tweety-14 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي قصص الثنائيات نال اعجابك ؟
فراس ورهام 10 40.00%
عماد و جودي 3 12.00%
فؤاد و أزهار 5 20.00%
عصام و زهور 0 0%
نبيل و آية 4 16.00%
ليث و مها 3 12.00%
المصوتون: 25. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-20, 12:02 AM   #271

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي


الفصل 35





يبدو ان المصائب دائما ترافق اعراس بني الماجدي ان اعتبرنا ما حدث مصيبة بالتاكيد
ففي رأي ذاك الشاب يستحق التقدير من الرائع ان يسعى الانسان ويبذل النفيس من اجل من يحب
ان سالني احدهم فساخبره ان ذاك الشاب في قمة الرومنسية والوفاء ولا ننكر انه شجاع جدا ليفكر بالزواج من حفيدة الزعيم هذا لوحده يستحق التقدير عليه
اما الفتاة رهام ربما كان رد فعلها ناتج عن صدمتها ولكن ستدرك لاحقا انها محظوظة جدا ومن الجيد ان يتمكن احدهم من كسر قواعد هذه الاسرة
لا اصدق انهم رجعين الي هذه الدرجة كيف يمكن ان يجبروا الفتاة على الزواج من ابن عمها ماذا لو كانت تكرهه . لا يمكنني ان اتخيل انني مكانها ساموت قهرا
خطواط في الخارج لفتت انتباهي لا بد وانه سيكون عصام. لقد غادر الجميع قبل قليلا مودعين وبم انني رفضت بقاء سناء كوزيرة لي
فلا احد غيره . صحيح انه لا ساعة جدارية اعرف بها الوقت الا ان ضوء القمر المتسلل عبر النافذة يدل على ان الوقت متأخر جدا
انها الليلة الثانية، الا انه سيكون اللقاء الاول بيننا منذ تزوجنا. حسنا ربما كنت جبانة بالامس عندما بلعت حبوبا منومة قبل دخوله ليجدني نائمة كالاموات لا ادري كيف كان رد فعله اذ انه غادر في الصباح قبل استيقاظي ولولا وجود ثيابه لما كنت واثقة من مجيئة
رفع الستار تبعه اغلاق الباب بهدوء ثم القى السلام
رديت عليه تحية الاسلام وانا اراقبه يتجه نحو التسريحة قائلا
“ اراك صاحية لم اتوقع ذلك فقد انتصف الليل تقريبا ”
كان يبدوا عليه الارهاق وفي صوته نبرة كسيرة قلت بهدوء
“ انتظرتك لاطمئن على ابنة اخيك . كيف هي الان ”
نزع عمامته بعد ان تخلص من محتويات جيوبه وبدأ بفك ازرار ثوبه وهو يقول
“ بخر. كنت معها قبل ان آتي استيقظت الا انها ترفض الحديث . اظنها تخشى ان نلقي باللوم عليها ”
تنهدت بحزن وقلت
“امنحها بعض الوقت اظنها مصدومة مما حدث ”

ثم قلت ببعض الضيق وقد انزعجت فعلا من هذه الطرحة فوق راسي
“ حسنا لم لا ترفع هذا الشيء لم اعد احتملها”
لم اكن ارى وجهه بوضوح الا ان صوته جاء مستغربا
“ ولم لا تزيلينها بنفسك”
“ كنت لافعل ذلك ولكن انت تعرف العادات
لا اريد ان يلاحقني النحس ”
اقترب وهو يقول بضجر
“ عادات عادات
ما بها هذه الكلمة لا تفتك تتركني اليوم”
جلس امامي مستندا على احدى ركبتيه وقال
متهكما
“ النحس!!!
لا اصدق انك تصدقين تلك التفاهات ”
ما ان رفع الغطاء تجمد للحظات ينظر الي مندهشا للحظات قبل ان ينزل بصره فقلت
“ لا اصدقها الا انني احب ان يكون زفافي حسب الاصول لنقل انني تقليدية التفكير”
رفع رأسه قائلا
“ تقليدية ؟!!؟؟ اشك في هذا ولكن في هذه الحالة انتظريني اتوضأ لنصلي ركعتين اولا ثم نرى باقي الاصول ”
وقف مبتعدا يسير ناحية الحمام المرفق وغاب فيها لدقائق قمت خلالها بوضع سجادتين وانتظرته حتى خرج فاتجه بصمت ووقف مكبرا للصلاة
وبعد ان انهينا الصلاة التفت ليقول الدعاء ثم طبع قبلة على جبيني ثم وقف بعدها واتجه ناحية الخزانة الكبيرة قائلا
“ اذا كيف وجدتي منزلك الجديد لو لم يكن الوقت متأخرا لاخذتك في جولة لتتعرفي عليها اكثر ”
وقفت انا الاخرى واتجهت ناحية السرير وانا اقوم في طريق بخلع ثوب العرس الابيض اذ انني لست مرتاحة فيه ابدا ..
كنت ارتدي احدى فساتين سناء التي صممتها خصيصا لاجلي وعلى خلاف الفستان الاسود الذي ارتديته بالامس والذي لم يتسن له رؤيتها وقد حرصت على تبديلها فور خروج سناء بفستان اكثر حشمة
حسنا لم اتوقع ان اشعر بالخوف والرهبة عندما تركوني بمفردي انتظر دخوله في اي لحظة
وقد طار شجاعتي مع الريح فور تخيلي لاي سيناريو طبيعي قد يحدث بيننا
قلت وانا اقوم بتطبيق الثوب
“ حسنا انا مندهشة من القصر بصراحة اذا قارناها بمنازل القرية البسيطة فانا اظن ان هذا ليس مكانها كما ان من ينظر اليها في الخارج سيظن انه قصر كلاسيكي من العصور الغابرة الا انها من الداخل لا تقل عصرية عن قصر جدي. ”
“ هذا لكن جدي رممه بعد توليه الزعامة وقد تدمر القصر القديم قبل مجيئه ”
لم اكن انظر اليه الي انني شعرت بنظراته الي مما جعل قلبي يقرع طبولا وقد اشعر بالفعل ان عروس مذعورة
مالذي افعله بحق
حملت الثوب بين يدي واتجهت بعه للخزانة وفتحت ضرفتي ووضعتها داخل احد الادراج وبدأت يدي تبحث بارتجاف عن اي شيء استبدل به هذا الفستان الا انني كنت ابحث في الضرفة الخاطئة حيث لا يوجد هنا سوا الفساتين والتنانير تراجعت خطوة لاصدم بجدار بشري خلفي فشهقت باجفال
شعرت بانفاسه الحارقة تلحف عنقي قبل ان ترتفع يديه تفكان شعري المجموع في الاعلى وهو يقول بهمس مخدر
“ بالحديث عن الاصول الا تظنين ان من واجبي ان اساعدك في خلع هذا الفستان الرقيق
ارى انه لا يعجبك على اي حال ”
“ قلت بانفاس متقطعة
“لا ابدا هو فقط ليس مريحا وانا متعبة جدا واحتاج للنوم ”
شعرت بقلبي يسقط ارضا وانفاسه الحارقة تتحول لقبلة ملتهبة فوق كتفي قبل ان يبتعد ويلفني لاواجهه وقد حرر شعري اخير ليتناثر من حولي بسواده الذي عاكس بياض الفستان الابيض الرقيق كما قال وكان بامكاني رؤية العاطفة الملتهبة في مقلتيه وهو يقول بهمس
“ وانا متعب متعب للغاية
الا انني احتاج لما هو اكثر من النوم ”
كان قريبا قريبا جدا حيث انحنى ببطيء يستند بجبينه على جبيني وهو يتابع بهمس
“ احتاجك انت ”
ولم يمهلني لادرك مغزا كلامه قبل ان ينهي المسافة بيننا .
جمدت مكاني استقبل قبلته الناعمة بذهول وقد توقفت خلايا عقلي عن التفكير
يا الهي ماذا افعل ليس هذا ما خططت له لا يجب ان ينالني ليس قبل ان اعرف وضعي في حياتي
ليس قبل ان يخرج وليد من المعادلة رفعت كفي عازمة على دفعه لتتجمد تماما فوق صدري وانا اشعر بضربات قلبه الهادرة بجنون بدات ادرك مداه فور ان تحولت قبلته الناعمة لاخرى تماثل جنون قلبه ما ان شعر بتراجعي ليسحبني الية بعنفوان ويده تتجول فوق ظهره بجرأة تبحث عن نهاية السحاب وفور وصوله اليها وشعوري بيده الحارقة فوق جلدي طار اي مقاومة كنت اتسلح بها ولادرك انني كنت جائعة للعاطفة التي يغرقني بها هذا الذي قطعه فجأة وهو يبعد رأسه يقول لاهثا
“ اللعنة زهور لم ارد لهذا ان يحدث الان ولكنني لا استطيع لا استطيع”
جنون
جنون هو ماحدث بعدها جرفتني من كل حدود الزمان والمكان لتلقي بي وسط عاصفة لم اجد قوة لمقاومتها فانجرفت معها حتى لم يعد هناك معنى لاي شيء خارجها

فجأة اختفت العاصفة ووجدت نفسي ملقاة على الشاطيء
شاطيء؟!!!
هذا مستحيل ماذا افعل هنا التفت يمينا ويسارا غير مصدقة لموقعي رفعت يدي احمي عيني من اشعة الشمس التي سطعت فجأة في الوقت الذي كنت انظر فيه الي البحر
انزلت يدي غير مصدقة وانا ارى الجالس على الرمال هناك قريبا من البحر . سرت بخطوات مصدومة نحوه حتى اصبحت على بعد خطوات منه فرفع راسه ينظر نحوي فتوقفت الدنيا عن الدوران
انه خالد ... رباااه هذا خالد ... لا يمكن لا بد انني احلم... نعم نعم هذا حلم .... ادركت ذلك
الا انني لم ارد ان استيقظ منه ...
“ تعالي زهور ..اجلسي ”
سرت بخطوات بطيئة مترددة حتى جلست بجانبه انظر اليه بغير تصديق اتشرب ملامحه التي لم تغادر ذهني يوما...
اسمري عسلي العينين ..انه هو حقا
ولكنه اكثر نحولا ..بل هو هزيل لا يمت لخالد العضلي بصلة.. حليق الرأس.. عينيه غائرتين داخل تجويف عميق وحولهما هالات بينية داكنة
رغما عني شهقت واضعة يدي على ثغري امنع خروجها
وقد ترقرقت عيني بالدموع وانا اتذكر انه مريض ولابد انه يحتضر الان
هل شعر احدكم يوما بهذا ان تدرك يقينا انك في حلم ...بل كابوس الا انك تعجز عن ايقاظ خلايا عقلك
ربااه لا اريد رؤيته هكذا لا يمكنني ان احتمل
“ لا تبكي ”
انحدرت الدموع على خدي ولم يزدني ابتسامته الحانية تلك الا الما
رفع يديه يبعد خصلات من شعري تطايرت امامي ثم ااقترب مني اكثر وطبع قبلة على جبيني ثم خدي وبعدها بدا ينتقل بين صفحات وجهي
انه خالد حقا لا يمكن ان الحلم واقعيا الي هذه الدرجة اكاد اشعر بحرارة جسده وملمس شفتيه
ما ان ابتعد قليلا تمسكت بياقته و ناديته بشفاه مرتجفة غير مصدقة
لا ادري لم تجمدت ملامحه هكذا فجأة مما جعلني اناديه. مرة اخرى بتوسل فابعد يديه عني قائلا بابتسمة هادئة
“ لقد تزوجتي زهور اتذكرين ”
تسارعت نبضات قلبي تباعا حتى شعرت بها ستنفجر داخل صدري وانا افتح عيني على الواقع لاجد وجه عصام الجامد امامي مباشرة انزلت بصري غير مصدقة لموضع يدي على صدره ومن نظرة عينيه الحارقة ادركت انني لم اكن احلم بل اختلط على الحلم بالحقيقة
ولابد انني وضعت الان مزيدا من الجدران بيننا
رباه ماذا فعلت

★★★



ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-20, 12:03 AM   #272

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي



ابتسمت للفتاة سالي ابنة الجيران التي رفعت يدها ملوحة بمرح في تحية صباحية تلقي علي دائما عندما يصادف خروجي للشرفة في الوقت الذي تقف فيه هي امام بوابة منزلهم تنتظر حافلة مدرستها
كم مضى على وجودنا في برلين ؟!
ثلاثة اسابيع
واربع اسابيع منذ اكتشافي انني لست الوحيد الذي كان عليه الهرب لان دماء المازني تجري في عروقه
منذ اكتشفت انني لم اعرف شيئا عن ماضي ابي قبل تلك مآساة التي تسبب بها
منذ اكتشافي انني لست الوحيد الذي حمل على عاتقه ذنب والدي واسمه
منذ اكتشفت ان لي اخا .. اخا لي انا يكبرني بسنوات كان شاهدا على كل ما حدث قبل سنوات
كان موجودا هناك عندما عاد والده ملطخا بدماء صديقه وهو يخبره انه يجب ان يختفي كان شاهدا على جده وهو يقتل امرأة ارادت ان تثأر لزوجها من والد قاتله
كان شاهدا على مأساة آل الماجدي ومأساة قبيلة الجرم
قبل ان يضر للهرب هو الاخر لينقذ الشيء الوحيد الذي تبقى له
قلبه!

في الواقع انا احسد اخي على ذلك
فانا لم اعرف يوما الحقيقة كاملا
ولم اعرف شيئا عن ماضي والدي الا بعد وفاته واصراري على العودة لبلاده فلم يكن امام امي خيار الا اخباري بسبب هرب والدي
الا ان الحقيقة كانت ناقصة فهي لم تخبرني بعلاقة الماجدي بالقصة ولم تخبرني عن جدي وبالتاكيد لم تخبرني عن اخي.. هي لم تكن تعلم بكل هذا على الارجح ولكن ابي
لم لم يخبرني .. كان يعلم عن علاقتي بنبيل منذ اصبحنا اصدقاء فلم لم يحاول ابعاده عن طريقي لم لم يعارض صداقتنا وقتها
حسنا لنقل انه تأمل خيرا من وراء ذلك
ولكن لم اخفى حقيقة زواجه السابق عنا
لا يمكنني التصديق انه كان يخشى على علاقته بامي
ففي النهاية هما لم يكونا على وفاق يوما ومعرفة امي بزواج سابق لابي ما كان ليزيد الوضع سوءا بينهما
على حسب ما فهمته ان ابي كان متزوجا من ابنة عمه اليتيمة التي كانت تحت رعاية والده وكان شابا في مقتبل عمره وقتها وعلى الارجح اجبره والده على الزواج منها
تنهدت وانا اغادر الشرفة حاملا مع هاتفي الذي كانت على المنضدة وغادرت بعدها الغرفة التي خصصت لي اثناء وجودي في هنا
اتجهت مباشرة نحو الصالة حيث كانت تأتي منها الاصوات التلفاز
كما توقعت كانت السيدة ام شهاب ترتب مائدة الفطور كعادتها في الوقت الذي كان زوجها جالسا على رأس المائدة يحمل جريدة يقرأ فيها باهتمام وهو يجيب زوجته على سؤال سألته
على الارجح قبل دخولي
“ لا ادري ربما من الافضل ان تدعيها تقرر بنفسها ”
قلت بهدوء وانا اتقدم نحوهما
“ السلام عليكم ”
التفت الاثنين نحوي يردان السلام بابتسامة
اضافت اليها ام شهاب ببشاشة
“ جيد انك استيقظت يا فؤاد هيا تفضل لقد صنعت لك اليوم شيئا ستحبه كثيرا ”
كانت ام شهاب امرأ في الاربعينات الا ان من يراها يعطيها عمرا اقل بكثير
امرأة في غاية الجمال
طويلة القامة قمحية البشرة كانت محجبة
لديها شبه كبير بسناء وملامح من والدها محسن الماجدي
ببساطة زينب الماجدي امرأة لا مثيل لها
لا الوم اخي على حبه لها بهذا القدر بل انا احسده لانه امتلك من الجنون والشجاعة ليحارب الجميع للفوز بها
هل هي لعنة يا ترا
ان ينتهي بنا جميعا ابناء المازني في هوا بنات الماجدي السؤال هو هل سنستسلم للهوة التي تركها. والدي خلفه
ام سنحارب كما فعل اخي.
ابتسمت لزوجة اخي شاكرة في الوقت الذي قال فيه هو ضاحكا
“ صدقني لو طبخت لك علفا ستقول لك ذات الشيء”
قالت حينها رافعة حاجبيها
“ هل تقول يا عزيز ان طبخي ليس جيدا ”
قال ضاحكا بدفاع
“ بل اقول انك لو طبختي علفا سيكون رائعا يكفي ان اناملك من صنعتها ”
قالت متجهة ناحية المطبخ
“ لن تخدعني بكلامك المعسول هذه
ولن تاكل من طبقي اليوم”
رفع صوته ليصل اليها يقول
“ لن اهون عليك حبيبتي اعرف كم انت طيبة”
ابتسمت وانا اسحب احدى الكراسي لاجلس عليها وانا اسأله
“ لا ارى الفتيات ”
“ اه اجل جودي رافقت شذى الي الجامعة ارادت ان تستأذنك الا انك كنت نائما ولانها المرة الاولى التي تقرر فيها الخروج لم ارد لها تتراجع اقنعتها انني ساخبرك ولن تمانع ”
تنهدت براحة وقلت بابتسامة
“ من الجيد ان تخرج وترى العالم سيساعدها هذا على تجاوز ما حدث ”
هز راسه مؤيدا وهو يقول
“ ما مرت به ليس سهلا وخاصة لفتاة رقيقة مثلها ”
في الواقع جودي لم تكن رقيقة يوما ليس قبل الحادثة على الاقل .. وكانت لتتجاوز الامر بسهولة لو لم تكن متورطة عاطفيا بذلك الفتى وهو ما لا يمكنني تصديقه
كيف استطاع ابن الفاتح ان يؤثر على جودي بهذا الشكل لتنهار هكذا بسببه لمجرد التفكير انه تغلغل الي تلك المنطقة في قلبها وهيمن فيها بهذا الشكل يجعلني ارغب في محوه عن الوجود
ما يغضبني انني كنت بعيدا عنها غافلا عما يشغله وانني تسببت باذيتها
لقد دفعت هي الثمن في الوقت الذي بقيت فيه عاجزا وانا اراها تسقط امامي ..
رفعت راسي على صوت زوجة اخي من المطبخ تطلب مني ان ارى ان كان مستيقظا
غادرت الصالة بشرود وانا افكر في ما علي فعله الان
لا ازال حائرا .. امي تريد منا ان نعود الي باريس واخي يريدنا ان نبقى هنا في برلين
اما انا افكر في العودة الي البلاد والاستقرار فيها فلم يعد هناك جدوى من الاختباء
بالتاكيد خسرت عملي مع فراس الا انه يمكنني ان ابحث عن اخر ويمكنني تدبر شقة نسكن فيها انا وجودي هي ستلتحق بالجامعة وتكمل دراستها هناك

الا انني لا اعلم حتى الان عن رأيها ولا ادري ان كان صائبا ان تكون هناك حيث يوجد. ذاك العماد
طرقت غرقة طارق قبل ان ادفع ببابها لادخل بعد سماع صوته يأذن لي بالدخول
كانت غرفته تغوص في ظلمة عميقة في الوقت الذي كان يجلس فيه هو على حاسوبه يبدو مندمجا معها حتى انه لم يرفع راسه ناحيتي
“ جيد انك مستيقظ والدتك تناديك للفطور ”
واخيرا تجاوب معي رافعا حاجبيه وهمس وكأنه يحدث نفسه باستغراب ” فطور !!!”
ابعد الكرسي للخلف ثم وقف بعدها وقطع الغرفة حتى وقف امام تلك الستائر الداكنة وابعدها بغير تصديق وهو يشهق قائلا ” انه الصباح حقا ”
رائع !!
لقد ضاع ابن اخي العبقري مع برامجه مرة اخرى ولا بد وانه جلس على هذا الكرسي طوال الليل يكتب تلك الشفرات التي لا يفهمها غيره
طارق مختلف عن اخيه اللزج شهاب .. لا احد قد يخمن انهما تؤمان ابدا في الوقت الذي حمل شهاب كل ملامح والداته الارستقراطية .. طارق كان طفرة جينية لا تمد للعائلتين بصلة لو اننا قلنا انه شقيق جودي لكان اكثر اقناعا .. بشعره الاشقر وعيناه الخضراوان الناعستان .. طوله كان متوسطا وبنيته هزيلة مقارنة باخيه
قلت وانا اغادر
“ صل الفجر والحق بي يا طارق .ومن الافضل ان تضع لك منبها ليخرجك من عالمك الرقمي كلما ضعت فيها ”
عدت للصالة وانضممت لاخي وزوجته الذين كان يتناقشان بجدية ما سرعان ما عرفته فور ان قالت والدة شهاب بضيق
“ ولكنك تعرف عقل ابنتك ستضيع الفرصة من يدها بتعنتها والشاب لا يرد .. يكفي انه من اهل بلادنا.. وفوق هذا.خلوق ومثقف اكمل دراسته ولديه مشروعه الخاص هل يجب ان نسير خلف تطلعات ابنتك المدللة ”
قال اخي بضيق
“ شذى ليست مدللة يا زينب وهي تدرك ما تريد وليس علينا الا الوثوق بها .. انا لا اقول ان الشاب ليس جيدا ولكن دعي ابنتك تقرر من نفسها ولا تضغطي عليها
واتركي عنادك الماجدي هذا جانبا اعلم انك عندما تضعين شيئا في راسك لا ترتاحين حتى تنفذيها
ولكن شذى لا تزال صغيرة وامامها الكثير لتقرر ما تريد“
تمتمت بانزعاج قائلة
“ اي صغيرة هذه وقد بلغت الثانية والعشرين من عمرها
لقد انجبتها وانا في عمرها هذا استمر في مسايرتها وسترى كيف سيطير بها العمر ”
اطلق اخي ضحكة خافتة وبدا بتناول فطوره ففعلت المثل

بعد الافطار خرجت برفقة اخي .. مررنا على الفرعين من مقاهيه التي يديرها وذهبنا بعدها الي الفرع الرئيسي حيث مكتبه كنت قد تعرفت خلال زيارة سابقة على معظم العاملين لديه وكانوا اشخاصا لطفاء من مختلف الجنسيات وكأن هذا المقهى ملتقى للثقافات ومن اكثر ما شدني هو قهوة ذاك الشاب القادم من اليمن قهوة عربية اصيلة رائحتها وحدها كافية ليزيل عنك جميع هموم الدنيا .. اثناء وجودي هناك كنت اقدم المساعدة في العمل كنت اخذ الطلبات للزبائن الذين كانوا يرغبون دائما في الحديث معي وسؤالي عن اصولي وبم انني اجيد الفرنسية والانجليزية لم اجد صعوبة في التواصل مع معظمهم غير الالمان فانا في الالمانية كالاطرش في الزفة.
قضيت وقتا رائعا مع شاب لفت انتباهي ادواته المألوفة والتي كنا نستخدمها اثناء دراستنا فسالته ان كان يدرس هندسة المعمار فاجاب بنعم ولم يصدق نفسه عندما اخبرته انني مهندس ايضا وعندما اخبرني انه في السنة الاولى بدات احدثه عن افاق المهنة وكم هي جميلة فطلب مني ان لا امانع ان يطلب مساعدتي ان استعصى عليه شيء.
عدنا مساءا فسالت عن جودي فاخبرتني زوجة اخي انها عادت برفقة شذي وانها نائمة
ولانها تشارك شذى الغرفة فلم استطع الاطمئنان عليها فذهبت انا الاخر الي غرفتي والتي كانت سابقا لشهاب .
ارتميت على السرير واغمضت عيني افكر في حالي وعندما اقول حالي فانا اعنيها .
فما الذي يدور في خاطري سواها .
تذكرت زيارتها لي وانا في المشفى. وكانت قد تظاهرت انها ممرضة بمساعدة شهاب وطبيبة اخرى .
كانت تظنني نائما في البداية عندما اجهشت بالبكاء وهي تدعوني بالغباء والجبن .
وكم انني كنت انانيا معها. لم ارد مواجهتها وقتها الا انني لم استطع ان احرم نفسي من رؤيتها لاخر مرة وقد قررت وقتها ان اسافر برفقة اخي الذي ظهر من العدم ..
عندما فتحت عيني ورأيت مظهرها الباكي لم استطع ان امنع نفسي من الابتسام مما اثار غيظها فانهالت علي تضربني بقبضتها فما كان مني الا ان تأوهت بالم فبتعدت تقول بخوف
“ اسفة يا الهي ماذا فعلت هل انت بخير ”
سالتها وانا انظر اليها تجلس على الكرسي بجانب سريري
“ ماذا تفعلين هنا ”
قالت بضيق
“ اتيت لرؤيتك بالتأكيد هل ظننت انني ساهرب كالجبناء مثلك”
“ لم اهرب ”
“ بلا فعلت ، لن انسى ما فعلته بي يا فؤاد لقد تركتني اظن انك اهنتني وانك ذهبت الي تلك الشقراء بعد ان دست على كرامتي وعرضت عليك عرضا ما كانت اي فتاة لتفعلها.. وانت لم تخبرني انها اختك .. كيف فعلت بي هذا.. لقد بقيت لايام ادعوا عليكما في كل ليلة ... وانت السبب كان يجب ان تخبرني .. لن اسامحك ابدا يا فؤاد ”
وماذا كنت ساقول لها . انني لا استطيع الزواج بك فاهلك لن يزوجوك لي وقد قتل والدي جدك وجدي والدتك..؟ فاخسرك وقتها ام كان علي خداعك ايضا واخفي عنك الحقيقة فتكرهيني بعدها. فاخسرك ايضا
الا اجبتها في ذلك الوقت بجفاف
“ لن تسامحيني . وماذا بعد هل هذا ما اتيت تخبرينني به يا ازهار ”
صمتت منكسة راسها لوقت طويل ظننت انها لن تقول شيئا بعدها الا انها رفعت رأسها قائلة
“ بل اتيت لاخبرك ان عرضي لا يزال قائما...فؤاد انا لن استطيع العيش من دونك ... لا يهمني من والدك وماذا فعل .. ما يهمني هو انت .. تقدم لخطبتي من والدي واعدك انني ساقنعه بك ... ”
اغمضت عيني بالم وقتها احارب حاجة اجتاحتني وقتها للضمها الي واختفيها بها عن العالم وليذهب كل شيء الي الجحيم
“ لا استطيع ”
ربما كان صادما لها وانا تشعر الان بانني خذلتها ولكن ليس بيدي .. لا يمكنني ان اكون انانيا .. ادرك ان والدها لن يوافق واعرف جنون ازهار جيدا قد تفكر في مخالفة اهلها .
هل كان سينتهي بنا الامر مثل اخي وعمتها .. واذا حدث ذلك هل سينتي بها الامر لمقاطعة عائلتها وهل ستكون قادرة ذلك الن ياتي يوما وتشتاق فيه لعائلتها وتندم على كونها تخلت عن شيء لاجل اللا الشيء
عدا عن ذلك انا لن استطيع الزواج منها في الوقت الذي تعانيه فيه جودي بسبب خالها
رغما عني اجد نفسي افكر في شعوري ان تزوجت جودي من ذاك العماد .. ووقتها سافقد عقلي محال
دفنت رأسي في الوسادة واطلقت صرخة مكتومة اعبر بها عن المي ... ماذا فعلتي بي ابنة منير .. لقد احلتي حياتي الي سراب ..
بل هو ابي الذي احال حياتنا للجحيم


★★★★



ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-20, 12:19 AM   #273

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

[COLOR="Green"]


على مسافة لا بأس بها بعيدا عن بيوت القرية وفي وقت كان اغرب للمغيب التقيت بالرجل الذي كنت انتظر لقاءه بفارق الصبر لارى رد فعله الا انني لم اتوقع ان تاتي المبادرة منه. لقد تعرف علي بل لنقل انه تعرف على العنقاء ذاك الفرس الذي اهداه الي والدتي وهي مهر صغيرة فقدت والدتها .. وانا انظر اليه الان لا اعرف ماهية الافكار التي تدور في رأسه
علمت صباح اليوم ان ليث غادر القرية ومن المؤكد ان رحلته هذه المرة ستطول. الا ان هذا جاء لصالحي
بطريقة ما انا شاكر له واحترم موقفه
لابد وانه ادرك ان اي صراع لن يكون لصالح رهام
اذا بخروجه من المعادلة يبقى امامي عقبة واحدة
سيادة الزعيم
جدها.و جدي ايضا
اما خالد لا اظنه في موقف يجعله يبدي رأيا
بل في الواقع سيكون لصالحه ان لا يتزوج ليث من رهام فهو يريد لابنه الزعامة في النهاية
لذا لا اعرف لماذا اراد رؤيتي
“ ما الذي تريده من ابنة اخي “
ليس هذا السؤال مجددا ما بهم بحق السماء
اليس واضحا انني اريدها هي
ابتسمت وقلت بهدوء مدروس
“ أريد الزواج منها
ظننت انني كنت واضحا في ذلك ”
قال مباشرة بشيء من الانفعال
“ لماذا... لماذا رهام ”
رفعت حاجبه باستنكار
“ لماذا ؟ وما بها رهام ”
بدا منصبا ومتوترا وقال
“ أن كنت تريد الزواج منها لتنتقم لوالدتي فتأكد أنني لن اسمح لك.. لن اسمح لك باستغلالها ”
اطلقت ضحكة عالية ارتد لها راسي للخلف قبل أن تتماسك وأقول
“ الا تظن أنك تمنح نفسا أكبر من حجمها.. بغض النظر عن اعترافك أنك استغللت أمي الا انني
لست مثلك
ان كنت ساتزوج من رهام فلاني احبها
ولا تقل انك احببت امي من احب لا يمكنه ان يتخلى عمن يحب ببساطة
وهذ ما ساثبته لك
ساتزوج من رهام يا خالد
رغما عن كل شيء ”
اخفض رأسه بتفكير عميق ثم. قال بصوت خفيض
“ هل تنوي اخبار الزعيم عن حقيقة كونك ابني
اتنوي استخدام ورقة كونك ابن عمها ”
“لا ”
اجبت بلا تردد
انا لا اريدها ان تظن انني خدعتها بطريقة ما
ولا اريد لجدها ان يزوجني لها فقط لانني ابن خالد
اريد ان اتزوجها لانني احبها واريدها ان تقف معي لانها تحبني
نظر الي بعدم تصديق فقلت
“ حسنا لنقل انني احتفظ بها كخيار أخير فلا تقلق أظن أنني قادر على خوض حربى دون ان الجأ اليك ”
قال مبتسما بحرقة
“ هذا مؤسف ظننت أنني أستطيع أن اقدم لك شيئا
علنا نجد نقطة بداية كاب وابن
ولكن يبدوا أنك لست مستعدا بعد
أتمنى لك حظا طيبا
ولكن أنصحك الا تتأخر أن تركت لابي الساحة فلن تتخيل ما قد يخبئه لك ”
استدار ينوي المغادرة الا انني توقفت بسؤال جعله يلتفت لي ينظر إلى بملامح لم أعرف ما وراءها
“ اتقول هذا لأنك تريد لابنك أن يأخذ الزعامة ”
صمته جعلني اشعر بالتوقف وكان كذلك بالفعل
ما أن نطق فتحت صغري بعدم تصديق لما قال
“ كان ليكون كذلك لو أن ليث سيصبح زعيما بالفعل
الا ان ليث لن يكون كذلك الا ان اراد هو ذلك
لقد انسحب من المنافسة ولحق بزوجته وهذا يعني انه بات خارج الصورة بكل ابعادها ”
وتركني وغادر بعدها اما انا بقيت جالسا تحت شجرة السدر لوقت طويل افكر فيما كان يفكر به ليث لن قد يتنازل عن الزعامة أن لم يكن أمامه أي عائق
ماذا سيحدث الآن
أهذا يعني أن عصام سيكون الزعيم القادم
لم اشعر ان الامور تزداد تعقيدا اكثر فاكثر
اخرجت هاتفه وقررت الاتصال بعصام
من الأفضل أن اتحدث اليه الان. اظن ثلاث ايام كافية للجميع ليرتبوا افكارهم
ما ان رد عصام قلت بهدوء
“ هل يمكنني ان اتي لزيارتكم الليلة ”

وانا اجلس الان في مجلس الزعيم
على بعد امتار منه
اظن انني شعرت بالرهبة وقلت ثقتي قليلا الا ان هذا لم يمنعني من ان اقول بهدوء وانا انقل ببصري بينه وبين عصام وخالد
“ انا هنا اليوم لاطلب يد كريمتكم رهام ”
لم اتوقع ان يبتسم الزعيم وهو يقول ضاحكا
“ اذا انت من اقتحم سباق الخيل ذاك اليوم
لقد ابهرتني فعلا ”
كنت كالابله انظر اليه وهو يتابع قائلا
“ انا واثق انك شخص نبيل وطموح جدا
ولا انكر انني معجب بك لكونك شابا شق طريقه بنفسه وكنت معتزا لصداقتك بعصام
وبالتأكيد الجميع يشهد باخلاقك
وكنت لاتمنى لابنتي رجلا مثلك
ولكن انت تعلم اننا نتحدث عن حفيدتي
فاخبرني ما الذي يمكنك ان تقدمه لها ”
فتحت ثغري بغير تصديق لما يقول
“ اتعني أنك لا تجد كأنها من زواجي بها
اعني أنني لست.. ما أعنيه ”
قاطعني قائلا
“ أنك لست ابن عمها..
حسنا لا اعرف كيف اقتنع الجميع بهذا الامر
ولكنني لا اذكر أنني قلت يوما أن هناك قانونا في العائلة يمنعها الزواج من غير ابن عمها
اعني من أنا بتعارض شرع الله ”
هذه المرة لم أكن انا من اطلق شهقة غير مصدقة بل كان عصام الذي قال مدهوشا
“ ولكن كيف كنت... اعني إنك كنت تساند ليث وو
أبي انا لا أفهم ”
“ زواجها من ليث كان رغبة والدها
اما حكاية العادات فهي تخص العائلة السابقة اعني آل جرم وأنا ما كنت لاذيق ابنائي من الكأس نفسها فلن أنسى أننا خسرنا الكثير بسبب عادات وتقاليد لا أساس لها من الشرع ”
أهذا يعني أن أبي كان بإمكانه أن يتزوج من أمي بشكل طبيعي وانه ما كان ليخسر فرصته في الزعامة كما كان يخشى
نظرت باتجاه وقد بدأ واضحا انه يفكر بذات الشيء وقد انسحبت الدماء من وجهه
يال السخرية عشنا لسنوات في وهم لم يكن موجودا الا في خيالنا
أعادني صوت عصام لتعود باهتمام ناحية الزعيم
“ أتعنى يا أبي أن فراس يستطيع الزواج من رهام ”
شعرت بقلبي سيخرج من جوفه وأنا أترقب جوابه الذي جاء بصوت قاطع لا جدال فيه
“ أن اثبت لي أنه يستحقها
فنحن نتحدث عن حفيده الزعيم في النهاية
وبم انك فتحت الدرب الان سيكون امامها الكثير من الفرص .. سانتظرك انت واهلك الجمعة
وسيكون الرأي لابنتنا في النهاية

أنا واهلي ؟؟

*******
انتهى الفصل نراكم في الاسبوع المقبل/COLOR]


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-20, 12:25 AM   #274

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اتمنى ان يكون الفصل بقدر توقعاتكم

ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 01:48 PM   #275

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اعادة تنزيل للفصول التي حذفت بسبب فقد بيانات المنتدى


الفصل السادس والثلاثون




“ فراس هل تستمع الي ”
اصدرت صوتا دلالة لاصغائي لما يقوله وقلت دون ان ارفع راسي عن الاوراق
“ وماذا تريد مني ان افعل يا عمر اخبرتك انني لا اعرف مكان الرجل وان احتمال عودته لا يتعدى العشر بالمئة . هلا توقفت عن عنادك وبحثت عن مهندس اخر ليكمل معك ”
قال باستنكار
“ انت قلت انه في اجازة مفتوحة ثم قلت انه مريض والان تقول انك لا تعرف ، كلامك لا يدخل دماغي . ثم كيف علمت انه لن يعود فهو لم يقدم استقالته على حد علمي ”
تنهدت بضيق دون ان اجيبه بشيء فضرب بقبضتي على الطاولة يقول بانزعاج
“ هلا توقفت عن اطلاق تلك التنهيدات انا من خسر مساعده وتعطلت اعماله فلم انت منزعج اكثر مني

العمل يسير ببطء شديد ولا وقت امامنا ولا يمكنني انجاز المخططات بمفردي فجد لي حلا يا فراس ”
قلت بضيق
“ حسنا ماذا افعل لك
اعطني اقتراحا ما دمت ترفض توظيف بديل عن فؤاد ”
“ اعلم انه سيعود حتى وان لم تخبرني بسبب اختفاءه فهو يحب عمله وان اراد ترك العمل سيأتي من اجل التوصية. وستكون غبيا ان قبلت استقالته فانا لم ار موظف متفاني مثله”
قلت بابتسامة ” ليس هذا ما كنت تقوله .. لقد كنت اسمع صوتك من هنا وانت تتذمر منه وتوبخهه وكانه طفل في الحضانة وليس مهندسا يعادلك خبرة في عمله ”
قال بفخر ” كنت اتبعه معه سيسة الاب الحانق .. لا تهتم لذلك فقد اثبت لي ذاك الفتى انه جدير بالثقة.. لذا بدلا من خسارته من اجل مبتديء احمق .. لم لا تبحث لي عن متدرب يساعدني حتى عودته .. نستفيد نحن بهمته ويحصل هو على تدريب مدفوع الاجر ووظيفة راقية في حال اثبت جدارته ”
قلت بشرود وانا اوقع على الورقة الاخيرة واعيده للملف
“ افعل ما تراه مناسبا ٠“

فور مغادرته القيت براسي على الطاولة بارهاق افكر في حل لمشكلتي .. اتفهم الزعيم فمن حقه ان يزوج حفيدته بالرجل المناسب بعد ان زال عنها قيود العادات والتقاليد الجاحفة .. ان كان اي رجل يملك حفنة من المال لا يرضى لابنته الا رجل اكثر منه ثراءا واعز نسب
فما بالك بزعيم قبيلة ... حسنا انا بالفعل لدي اب بالتبني ولكن الرجل مات منذ سنوات وابناءه لا يعلمون عني شيئا فهل سآتي اليهم واقول انا ابن ابيكم ساخطب حفيدة الزعيم واريدكم ان تأتو معي لانه يريد جاه يليق بسلطانه.
سيظنوني مجنونا بلا شك . امسكت راسي بضياع حتى جال في ذهني الحل.
وقفت احمل مفاتيح سيارتي وخرجت باندفاع وانا ابتسم كمن وجد كنزا.
كيف نسيت ذلك..
الحل يكمن عند محسن الماجدي .. هو من ربطني بشقيق زوجته وعليه ان يحلها الان .. اقل ما يمكنه ان يفعله ان يذهب معي بنفسه .
ركبت السيارة وبدات اقودها على مهل افكر في المرور على البيت وتبديل ملابسي وادخال شيء الي معدتي والاتصال به لاخذ موعد لزيارته.
اثناء قيادتي في الطريق الداخلي المؤدي لشقتي لفت نظري شابة يبدو على ملامحها الخوف والتوتر وقد تعرفت عليها فور وقوع بصري عليها توقفت بالسيارة جانبا ونزلت اسير اليها
“ هل انت بحاجة للمساعدة يا انسة ”
نظرت الي باجفال وبعدها قالت بحدة
“ لا شكرا لك ”
شعرت بوجود خطب بها فقلت بهدوء
“ يمكنك الوثوق بي يا آنسة ”
قالت من بين اسنانها دون ان تنظر نحوي بينما تراقب نهاية الشارع حيث الطريق العام
“ بالتاكيد يمكنني ان افعل ”
بقيت صامتا انظر اليها وقد تحرك شعور ما في داخلي جعلني ارفع يدي لحط به على كتفها فابتعدت مجفلة تنظر الي بعيون واسعة قبل ان تتحول ملامحها للشراسة وتقول بحدة
“ كيف تجرأ ”
نظرت ليدي المعلق في الهواء بغير تصديق ثم اعدته لجانبي وكدت اعتذر لها قبل ان تخرج تلك الصغيرة من الباب المجاور وتقول ” اختي ”
نظرت اليها لاصدم بملامحها الباكية وهي تقول
“ ريان تتألم بشدة اختي “
اطلقت شتيمة وهي تنظرا لنهاية الشارع مجددا قائلة
بغيظ
“ تبا له.. لم تأخر هذا الاحمق ”
تقدمت الطفلة بعد ان تعرفت علي قائلة
“ فراااس ”
حملتها وانا انظر لشيقتها التي كانت تنظر الي بشيء من الدهشة فقلت وانا اتجاهلها
“ اخبريني سبأ ما بها ريان ”
قالت بحزن ” انها تتألم بشدة وابي لا يرد على الهاتف فائقة اتصلت بالسائق لياخذها الي المشفى ولكنه لم يأت حتى الان ”
قالت سقيقتها ناهرة
“ سبأ ماذا اخبرتك عن التحدث مع الغرباء بما يدور في البيت ”
قالت وقتها الفتاة بخوف معللة
“ ولكنه صديقي ”
قلت انظر للفتاة الحانقة وقلد بصوت امر جدي
“ هذا يكفي ستدخلين الان وتأتين باختك لنأخذها للطبيب ”.
كانت ستقول شيئا بانفعال لا انني رفعت يدي امامه وقلت ” لا اريد ان اسمع اعتراضا .. ان كان يهمك مصلحة شقيقتك ستفعلين ما اقول ”.
نظرت الي بحدة ثم تحركت تدخل المنزل بخطواط غاضبة . فسرت ناحية سيارتي حاملا معي سبأ لاقودها امام المنزل اخرجت من الدرج قطعة حلوى كان قد قدمها لي صاحب البقالة عندما لم يجد فكه للباقي.
كنت اضرب باصبعي على المقود بتوتر عندما ظهرت الفتاة تسند شقيقتها والتي بدا عليها التعب حقا فنزلت من السيارة متجها نحوهما وقلت
“ لم لم تقولي انها متعبة جدا ٠“
حملت الفتاة الاخرى بينما فتحت هي الباب الخلفي تقول بضيق ” ربما لان سبأ قالتها بالفعل ”
ما بال هذه الفتاة !!!؟؟؟
فتحت الباب الاخر وطلبت من سبأ النزول وهي تقول لها
“ هيا سبأ اذهبي للداخل واقفلي الباب من الداخل ولا تفتحها لاحد واسمعي كلام رنا حتى اعود وابقي بجانب امي.. اتفقنا ”
هزت سبأ راسها وهي تسألها
“ وستكون ريان بخير اليس كذلك ”
اجابتها بنعم وهي تاخذها للداخل وتاكدت انها اقفلت الباب بالتأمين ثم صعدت الي جانب شقيقتها وهي تقول بحنق
“ هل ستتحرك ام غيرت رايك ”
تنهدت بصبر وانا افتح باب السائق واقود بسرعة نسبة نحو المشفى.
كنت انظر اليها بين الحين والاخرى من المراة وهي تقرأ على شقيقتها المعوذات وتحسها على التحمل . هذه الفتاة تثير دهشتي حقا... اعلم انها الشقيقة الكبرى لسبأ الا انني لم التق بها من قبل ومما اري انها بعمر رهام تقريبا .. عندما وصلنا للمشفى نزلت مباشرة وسارت شبه راكضة للداخل بينما ترجلت انا وحملت الفتاة التي كانت تأن بالم وقبل ان ادخل بها رأيتها قادمة برفقة احدى الممرضات بسرير للمرضى فانزلتها فوقها وقمت بدفعها بينما كانت تشرح هي للممرضة عن اعراض شقيقتها نظرت اليها في الوقت الذي كانت تشرح فيه كل شيء بدقة واردفت اخيرا .. ” قد تكون قرحة معوية او اعراض الزائدة الدودية لست واثقة الا انني اظنها الاخير ”
استقبلنا طبيب الحالات الطارئة واستلمها منا فطلبت منا ان ننتظر حتى يتأكد الطبيب وان نسجل بيانات المريضة
فالتفت الي تلك قائلة بحدة امرا
“ ابق هنا وانتظر حتى يخرج الطبيب ولا تبرح مكانك ساقوم بمليء استمارة المريض واعود ”
رفعت حاجبي انظر اليها باستنكار لتأمرها عليها الا انها لم تعرني اهتماما وسارت ناحية الاستقبال.
استندت على الجدار بعد مغادرتها افكر فيما يحدث لي وقد وجدت نفسي فجأة هنا برفقة ابنتي خالد.. واحدة مريضة لا اعرف حالها... والاخرى نزقة ليحتمل مزاجها.. نظرت لهاتفي بتردد ان كان علي ان اتصل به او لا .. ولكنها قالت انه لا يجيب.. ربما بسبب التغطية السيئة في القرية. هل علي ان اتصل بالخط الارضي لهاتف القصر .. ربما اجاب احدهم فاطلب منه ان يوصلني لخالد.
ماذا علي لن افعل... وقبل ان اقرر ظهرت الفتاة مجددا تسأل ان كان الطبيب قد خرج فهززت لها بالنفي فاتكأت هي ايضا بالجدار على مسافة مني تكتف يديها امام صدرها فسألتها ان كانت قد جربت الاتصال بوالدها مجددا
“ لقد فعلت .. هاتفه خارج الشبكة ”
قبل ان اقول شيئا خرج الطبيب فتقدمنا منه فسأل قائلا
“ هل انتم ذويها ”
فاندفعت امامي قائلة
“ نعم انا شقيقتها الاكبر هل عرفتم ما بها هل ستكون بخير ”
قال الطبيب
“ لديها الزائدة سنجري لها العملية نحتاج الي توقيع ولي امرها بم انها قاصر”
قالت بحدة
“ اخبرتك انني شقيقتها ”
نظر الطبيب نحوي وكانه يسال عمن اكون فقالت
“ انه مجرد غريب اوصلنا للمشفى . لا وقت لتضيعه
ابي بعيد الان وهاتفه مقفل ولا اقارب لنا غيره فهل ستدعني اقوم بالاجراءات ام ستترك اختي لتموت ”
تنهد الطبيب واشار لها ان تتبعه بعد ان طلب من الممرضة ان تجهز المرضة للعملية .
وبقيت وحدي مجددا .

بعد مرور دقائق عدة شعرت بان هناك امر ما فقد تأخرت كثيرا . والفتاة ريان لم تؤخذ بعد لغرفة العمليات تحركت ابحث عنها.
وبالفعل كانت موجودة عند شباك الحسابات ومن الواضح انها تواجه مشكلة ما .
من انفعالها اولا . ومن ملامح الاشخاص الواقفين في الصف خلفها والتي بدا عليهم الانزعاج.
اقتربت بخطوات واسعة وقبل وصولي اليها سمعتها تقول بغضب
“ ماذا تعني ان لا شيء تفعله. هل ستترك اختي تموت ”
قال موظف الحسابات
“ سيدتي اختك ليس لديها تأمين. ولا يمكننا خرق النظام ان كنت لا تستطيعين ان تدفعي بالكاش فلا باس
بالبطاقة ...”
قاطعته وهي تضرب على الزجاج الفاصل بينها وبين الموظف
“ الا تفهم انت اخبرتك انني لا امتلك المبلغ كاملا الان

ما ان اصبحت خلفها قلت بضيق
“ ماذا يجري هنا ”
التفتت الي بملامح شرسة واعين تتقطر منها الشرر وهي تقول بهجومية اجفلتني
“ أنت اخرج منها لا شأن لك فلا تحشر انفك ثم ما الذي تفعله هنا حتى الآن ”
حسنا هذا يكفي هذه الفتاة تحتاج لمن يحطم لها رأسها بلا ادنى شك
لا اصدق ان هذه ابنة خالد
“ الي هنا ويكفي ستبتعدين الان من امامي
ولا اريد ان اسمع كلمة منك. ”
وبالفعل ابعدتها جانبا وان اواخرج بطاقتي وامده للموظف
“ اسحب المبلغ من هنا واعجل ارجوك ”
جاء صوتها منفعلا من خلفي يقول
“ اخبرتك لا تتدخل احتفظ باموالك انا لا احتاج اليها ساتدبر امري بنفسي ”
اخذت نفسا عميقا وقلت بسخرية
“ كيف ستدبرين امرك ؟
الم تقولي انك لا تملكين مالا
احتفطي بكبريائك هذا جانبا وفكري بشقيقتك هي الاهم الان ”
صمت منكسة برأسها فاخذت الايصال من الموظف وبعدها سرت ناحية الاستقبال حيث ملف المريضة فأخذتها مني الممرضة واخبرتني ان المريضة ادخلوها غرفة العمليات بالفعل

بقينا بعدها في الممر حوالى ساعتين كل منا يتجنب الاخر الا انني اختلس النظر ناحتها من وقت لاخر واحساس غريب ينمو بداخلي اتجاهها
التفكير بان يكون لي شقيقة من دمي ولحمي بل شقيقات؟ يا اللهي كم هو شعور رائع
ان استيقظ على مشكسات سبأ
او ان اجد نفسي في جدال عقيم مع هذه العنيدة
كيف هي طباع البقية يا ترى
من الواضح ان ريان هادئة الطبع على عكس شقيقتها هذه واعتقد ان لديهن شقيقة رابعة اصغر من ريان صادف ان رأيتها مرة من قبل.
ماذا كان اسمها ي ترى
تذكرت انني لم اسأل الواقفة بجانبي عن اسمها التفت لاتحدث اليها فوجدتها متكأ على الجدار برأسها شاردة الذهن مما سمح لي بتأملها
لا انكر انها تحمل ملامح من والدها مما يجعلني اشعر بشبه بينها وبين ليث في نظرة عينيها الغامقتين واستقامة انفها الاشبه بالمسطرة الا انها تميل الي السمار على عكس بشرة ليث القمحية
طويلة القامة بملامح ممتلئة بعض الشيء ترتدي حجابا بطريقة انيقة حدد تقاسيم وجهها القاسية بشكل دائري
اتسال في ما تفكر الان يا ترى
لم ار في حياتي فتاة بشخصيتها انها تمنحك تخيل لعمرها يفوق سنها في الواقع نظرا لشخصيتها اظن انها تحمل مسؤولية كل شيء على عاتقها
تنهدت بعمق وهممت بسؤالها لولا ان خرج الطبيب فاتجهنا صوبه وسبقتني هي قائلة
“ كيف هي اختي ”
ابتسم الطبيب قائلا
“ انها بخير والحمد لله
كل شيء سار على ما يرام ستفيق ما ان يزول اثر المخدر ”
نقلت ريان الي غرفة خاصة وكان علينا ان ننتظر حتى تفيق مع العلم انها ان الطبيب نوه الي ضرورة بقاءها في المشفى في الوقت الراهن
نظرت للجالسة على كراسي الانتظار وقد بدا عليها الارهاق والتعب
كنت قد ذهبت لاداء صلاة الظهر في مسجد المشفى واثناء عودتي اخذت فطيرة محشوة وعصير برتقال من اجلها اقتربت على مهل وجلست بجانبها ومددت لها بالكيس فنظرت اليه مليا ثم ابعدت ناظريها الي الجهة الاخرى قائلة بهمس
“ شكرا لك لست جائعة ”
صوت معدتها المعترض على كلمها جعلني ابتسم وانا اضع الكيس في حجرها وقلت بابتسامة انظر اي نصف وجهها المحرج
“ اعتبريها عربون صداقة
لم لا نبدا صفحة جديدة وتعرفيني على نفسك ”
اطلقت تنهيدة طويلة ونظرت الي قائلة
“ اولا ستعطيني رقم حسابك لاحول لك ما دفعته من اجل اختي وثانيا ستخبرني من اين تعرفك سبأ ”.قلت بابتسامة
“ هل هذه شروط لتقبلي صداقتي ام ماذا
حسنا بالنسبة للاولى لم تدعينني احلها مع والدك
اما عن سبأ فقد التقيت بها اثناء لعبها امام منزلكم
انا جاركم في الحي ان كنت لا تعلمين ”
نظرتالي مليا ولاذت في صمت تفكر بامر ما فسألتها
“ ما اسمك بالمناسبة”
نظرت الي قائلة بابتسامتها الاولى من الصباح
“ الا تذكر
ذكرتها سبأ امامك ”
رفعت يدي لشعري وقلت بحرج
“ سبأ تذكر الكثير من الاسماء ان كنت لا تعلمين
ودون ذكر موقعهم من الاعراب لذا من الصعب ربط الاسماء بالشخصيات ”
اطلقت ضحكة خافتة قائلة
“ معك حق في هذا
لا احد يمتلك القدرة على الثرثرة مثلها
انا فائقة ”
فائقة اذا
قلت امد يدي نحوها
“ تشرفنا يا فائقة.
انا ف...”
قاطعتني قائلة
“ وانت فراس اليس كذلك ”
املت رأسي فاضافت قائلة
“ نادتك سبأ هكذا ”
ثم وقفت
قائلة
“ ما دمت هنا ساذهب للمصلى واعود ”
هززت راسي وقلت
“ من الافضل ان ترتاحي قليلا وتاكلي ايضا لا تقلقي سابقى بجانب شقيقتك ”

نظرت الي بامتنان وقالت
“ شكرا لك لن اتأخر ”
تحركت بخطوات هادئة سائرة قبل ان تصدم باحد ما مما جعلني اقف اثر صرخة الاثنين الاول اجفالا والثاني الما وقد انسكب القهوة التي كان يحملها عليه
ابتعدت فائقة واضعة يديها على ثغرها معتذرة فتقدمت لانقذ الموقف فسمعت الرجل يشتم قائلا
“ تبا ما بكن لا تنظرن امامكن انتن النساء
انه القميص الثاني بحق السماء ”
اقتربت اكثر من الشاب الذي رفع رأسه فجأة لتعلو الدهشة وجهه للحظات قبل ان يبتسم قائلا
“ أهذه انت آنسة بومة؟“



توقفت انظر لهما وقد بدا عليهما التعارف الا ان ملامح فائقة لم تنذر بالخير اذ بدا واضحا انها غير مرحبة به قالت شيئا من بين اسنانها كان واضحا انها شتيمة قبل ان تفتح حقيبة يدها وتخرج منديلا من ذاك النوع المطرز وتعطيه للواقف بعنف قائلة
“ اعتذرت لك مسبقا وستفي هذا بالغرض حتى تستبدل قميصك للمرة الثانية. بالاذن سيد متملق ”
تحركت مبتعدة تاركة الفتى يبحلق خلفها غير مصدق ثم ابتسم عندما لاحظ
وجودي قائلا
“ فراس اهذا انت ”
للحظات نظرت اليه بتفكير قبل ان اتذكر اين قابلته
حفل عصام
ماذا كان اسمه؟
“ يبدو انك لم تتذكرني دعني اعرفك بنفسي مجددا “
قلت بابتسامة
“ بلا اذكرك انت شهاب اليس كذلك ”
هز راسه قائلة
“ جيد انك تذكرني اخبرني ماذا تفعل هنا لا تقل لي انك مع الانسة بومة ”
“ الانسة بومة ؟ هل تقصد فائقة. ”
قلت باستغراب فقال مبتسما
“ يبدو انك تعرفها حقا ”
“ ليس كما تعرفها على الارجح من اين تعرفت عليها ”
قال بينما ينزع عنه عنه لباس الاطباء الابيض
“ يصادف ان لدي اصدقاء في كلية الطب ازورهم من وقت لاخر. وهي طالبة هناك كما تعلم ”
لا لم اكن اعلم
“ لم تخبرني ماذا تفعل هنا ”
“ اتيت بشقيقة فائقة ”
شرحت له عن وضع ريان وان الامور تسير على ما يرام
وتحدثنا عن امور اخرى متفرقة قبل ان يستأذن
ليعود الي عمله
ابتعد ملوحا بمنديل فائقة قائلا
“ اخبرها انني ساعيده لها عندما نلتقي في الجامعة
بعد ان اغسلها بالتاكيد ”
رفعت حاجبي باستغراب
وقلت في نفسي
“ صدقني لا اظنها ستأخذه منم حتى وان كنت لم تستخدمها بالفعل ”
بعد مغادرته عدت لكرسي واخرجت هاتفي لاتصل على عصام في حال لم اصل لخالد هذه المرة ومن الجيد انه اتصل بي قبل ايام والا لما حصلت على رقمه
تبا الهاتف فرغ منه البطارية وهذا خطأي لانني لم اشحنه البارحة

كان على فائقة ان تبقى بجوار شقيقتها الليلة نظرا لكونها تحتاج للرعاية ومن المدهش انها اقامت الدنيا لتصحبها الي البيت مؤكدة انها قادرة على العناية بها
واستغرق مني الامر مجهودا كبيرا حتى اقنعها بضرورة بقاء شقيقتها في المشفى وكان من المفترض بها ان تعلم بذلك لكونها طالبة في الطب
والغريب في الامر ان ريان كانت مستسلمة تماما مؤيدة شقيقتها في كل كلمة تقولها
في النهاية استطعت اقناعها بالمكوث لليلة واحدة على الاقل
غادرت المشفى في حدود السادسة مساءا مما يعني انني قضيت يومي كلها فيه تقريبا
ذهبت الي بيتي اولا اخذت قسطا من الراحة وقررت بعدها ان ازور منزل خالد لاطمئن والدتها اولا وارى ان كان خالد قد اتصل بهن
كان الظلام قد حل بالفعل والبدر اخذ موقعه في كبد السماء والنجوم تحيطه من كل جانب
طرقت على الباب برفق عدة مرات قبل ان ياتي صوت فتاة من الخلف تقول
“ من ؟!”
“ انه انا ”
ضربت جبهتي لغبائي عندما جاء صوتها مرة اخرى تقول
“ انت من ”
قلت بهدوء
“ انا فراس هل يمكنك ان تنادي والدتك ”
ساد صمت طويل من الجهة الاخرى حتى ظننت انها ذهبت لتنادي والدتها حقا
الا ان القفل دار وانفتح لتطل من خلفه فتاة قد تكون في العاشرة او اكبر بقليل قائلة
“ هل انت فراس صديق سبأ ”
هززت راسي بنعم فابتعدت سامحة لي بالدخول تقدمت للداخل فاقفلت الباب قائلة بخجل وهي تشير لي لباب يطل على الحوش فسرت خلفها فادخلتني مجلسا ثم استأذنت بعدها خارجة
نقلت نظري بفضول في انحاء المجلس الفخم تلفاز بشاشة كبيرة ولوحات ومزهريات وارائك بلون الازرق تتقاطع فيها خطوط بيضاء عند المنتصف سجادة وثيرة بذات اللونين وستائر على نافذتين وباب كان يؤدي الي داخل المنزل على الارجح حيث دخلت منه الفتاة حاملة صينية بها كوب ماء واخر به عصير وضعته فوق طاولة زجاجية امامي ثم تراجعت خطوة وبدى عليها التردد فقلت بابتسامه
“ لاتقلقي شقيقتك بخير ان كنت تريدين السؤال عنها ”.
تنهدت بارتياح ثم ابتسم بامتنان قائلة
“ شكرا لك لما فعلته معنا نحن ممتنون لك حقا . تفضل ارجوك ”
“ لا شكر على واجب اخبريني ما اسمك واين سبأ ظننتها ستركض لي”
“ انا ربا.سبأ نائمة الان لقد انتظرت كثيرة عودتكم اخبرني هل ستقضيان ليلتهما في المشفى ارى انهما لم تأتيا معك

هززت راسي مؤكدا وسألتها عن والدتها فبدا عليها التردد قبل ان تستأذن مني بغية اخبارها بوجودي استغربت من عدم معرفتها الا انني انتظرت ظهورها على اي حال
ساشرح لها عن وضع ابنتها واخبرها بضرورة بقاءها في المشفى واغادر بعدها
انتابني فضول فجائي لمعرفة هذه التي تزوجها خالد لكل هذه السنين. بل ما الذي جعله يتزوج منها في الاساس. هل هو جمالها او شيء اخر.
رفعت ربا الستار الفاصل طالبة مني ان اتبعها ففعلت رغم استغزابي من تصرفها سرت خلفها في صمت حتى توقفت عند باب غرفة فتحته ثم ابتعدت مؤشرة لي بالدخول ترددت في البداية الا انني خطوة للداخل فتوقفت عند الباب انظر للسيدة التي وقعت عليه نظري فور دخولي
شعور غريب سرى في داخلي وانا ارى ابتسامة السيدة التي اشارت الي ان اقترب
لا ادري بماذا شعرت الا انني لم استطع النطق بشيء وانا انظر للسيدة الجالسة على السرير المقابل لي تماما يغطي نصفها الاسفل شرشفة السرير ترتدي حجابا ابيض عكس لون بشرتها السمراء. الا ان اضاءة الغرفة الخافتة لم تبين لي ملامحها
شعرت بالحرج لشرودي في وجهها وقلت بعد تنحنحت
تحركت بدهشة مقتربا اكثر من السرير لتصعقني الادراك
فور ان رفعت كلتا يديها باشارات لم افهمها
انها بكماء
خالد تزوج بكماء مقعدة بعد ان تخلى عن والدتي
اقتربت ربا قائلة
“ امي تشكرك على ما فعلته لاجل اختي ”
لم استطع ان اقول شيئا وانا انظر للسيدة التي بدأت تشير لابنتها مجددا فنقلت نظري لربا التي رمشت بعينيها
عدة مرات ثم قالت بعدم تصديق
“ هذا مستحيل كيف تكون اخي ”
قلت مصدوما مثلها
“ ماذااا ”
نظرت الي قائلة ” امي تقول انها تعرف انك ابن خالد ابي حدثها عنك. كانت تنتظر رؤيتك ”
“ اهذا يعني ان لدينا اخ غير ليث ”

*******




ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 01:48 PM   #276

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي بحيرة ضوء القمر

نزلت السلالم باسراع وانا اعدل حجابي جيدا فوق رأسي حاملة مصحفي باليد الاخرى حيث وجدت صبا واقفة بجانب الباب في انتظاري.
قلت وانا امد لها المصحف
“ امسكيها عني قليلا ”
قالت وهي تأخذها مني
“ هيا يا اية لقد تأخرنا”
قلت وانا اسير بجانبها
“ انا اسفة حقا ”
“ لا عليك الشيخ لن يعاقبك انت ”
ابتسمت لها في الوقت الذي كنا قد خرجنا فيه من القصر متجهين الي حيث الحلقة التي نحفظ فيها القران على يد شيخ احضره السيد محسن خصيصا ليعلم ابناءه ولانه لا شيء وراءي سألته ان امكنني الالتحاق معهم وكان كذلك.
كانت هناك غرفة كبيرة تابعة للملحق يدرسون فيه لثلاث فترات في اليوم بم اننا في العطلة المدرسية وهي كالاتي بعد صلاة الفجر وبعد الظهر وما بين المغرب والعشاء ولانني لا اكتب على اللوح كنت اتي فقط في فترة ما بعد الظهر اراجع ما حفظته سابقا واقوم بتسميعه للشيخ .
كان صوت التلاوة يمليء المكان بحيث يشعرك بالسكينة وكم هو رائع سماع هذا الصوت اذ يعيد لي ذكريات جميلة ايام كنت ملتحقة بحلقة المسجد في القرية في صغري.
دخلنا الغرفة فاتجهت صبا مباشرة تأخذ لوحها والذي كتبت عليه وردها في فترة الصباح والان عليها ان تحفظه جيدا ليقرر الشيخ ان كانت ستمحوه او لا.
اتخذت لنفسي جانبا بعيدا عن الصبيان وقريبا من الشيخ حيث يستطيع سماعي وتصحيحي في حال اخطأت.
وكالعادة اندمجت بمصحفي اركز بقدر الامكان على مواضع التجويد. ومخارج الحروف لان الشيخ في القرية لم يركز عليهما وانما اولى الحفظ اولوية كبيرة لذا اكتشفت ان لدي مشاكل في التجويد.

رفعت رأسي كما فعل الجميع انظر للداخل والذي اتجه صوبي مباشرة مما جعل نبضات قلبي تنبض بعنف الا انه لم يلق لي بالا وتجاهلني بالكامل وهو يبوس رأس الشيخ الذي ابدى فرحا عظيما برؤيته لم اصدق عندما جلس في المسافة الفاصلة بيني وبين الشيخ وبدأ يتحدث معه حاولت جاهدة تجاهل وجوده بجانبي الا انني لم استطع وبدأ يظهر ذلك في تلاوتي وبدأت اخلط الامور مما جعل الشيخ يصحح لي عدة مرات فاخفضت من صوتي وبدأت اقرأة بهدوء فقال نبيل ضاحكا
“ ما هذا يا شيخ اراك متساهلا جدا اين ذهبت ايام الجلد بالخيزران ”
ضحك الشيخ قائلا
“ وماذا فعل الخيزران غير ابعادكم عني ما ان اتممتم الحفظ حتى هجرتم الحلقة عدا يوسف رحمه الله كان الوحيد الذي واظب على المجيء لتثبيت حفظه ”
رفعت راسي انظر اليه وقد طغى لحظة حزن وهو يقول هامسا
“ رحمه الله ”
ثم رفع رأسه نحوي قائلا
“ حقك علينا يا شيخ . اظنني ايضا احتاج الي مراجعة ما حفظت ”
ثم عاد للشيخ قائلة بابتسامة
“ ولكنني
ساتعبك معي اذ انني محوت نصف ما حفظته على الاغلب ان لم يكن كله ”
قال الشيخ مبتسما
“ اهلا وسهلا بك دائما ”
قال نبيل عاقدا حاجبيه
“ لا ارى ناصر يا شيخ الم يحضر ”.
“ ناصر في الاونة الاخيرة بات قليل المجيء. اعلم انه في فترة شبابه وانت تعرف هذا الجيل لديهم الكثير من الامور التي تشغلهم عن حلقات الذكر ويبعدهم عن القران ”
سأل نبيل مندهشا
“ ماذا وهل يعلم ابي بذلك ”
هز الشيخ رأسه
“ واين للحاج ان يعلم كان يوسف رحمه الله من يحمل مسؤولية مراقبة الجميع اما الان ”
نادى نبيل علي احد اشقاءه قائلا
“ اين ناصر يا محمد ”
قال الشاب بهدوء
“ خرج برفقة اصدقاءه”
“ اي اصدقاء وكيف يخرج في وقت التحفيظ هل تعلم الي اين ذهب ”
هز رأسه نفيا وقال
“ لقد خرج باكرا وقال انه سيعود الا انه تاخر علىما يبدو ”
“ اخبره ان عاد انني اريد الحديث معه ”
ثم نظر الي الشيخ قائلا
“ لا تقلق يا شيخ ساتأكد من انه سيعود الي الحلقة ”
“ بارك الله فيك بني وادامك الله عونا لوالدك ”

هز نبيل قائلا وهو يقف
“ عن اذنك يا شيخ ”
ثم نظر الي قائلا
“اتبعيني اية اريدك في كلمة ”
نظرت اليه رامشة بدهشة فتركني واتجه بعد خارجا فقال لي الشيخ
“ الحقي بزوجك يا ابنتي لا تجعليه ينتظر ”
ماذا افعل الان
وقفت بتردد واتجهت خارجة فرأيته يقف بشرود قبل ان ينتبه لي بعدها اشار لي ان اتبعه ثم دخل الملحق
وقفت في الخارج مترددة فقال من الداخل
“ ادخلي يا آية لا احد غيري هنا ”
وهذه هي المشكلة






ماالذي تريده مني يا نبيل
لم يسبق ان تحدثنا منذ تلك المرة في غرفتي في القرية استمر والده في نفيه بعيدا عن القصر
وهذا ما يجعلني حائرة ما الذي فعله نبيل يجعل والده غاضبا هكذا وهل للامر علاقة بي.
لابد ان يكون كذلك... لا يمكنني التفكير بغير ذلك وكل ما اريده ان يخبرني بهذا الشيء.
خطوت داخل الملحق فاقفل هو الباب خلفي ثم التفت لي ينظر بعمق احرجني بها
وظل صامتا دون ان ينطق بحرف بلعت رقي رتجنبت االنظر في عينيه وقلت بصوت خرج مرتجفا رغما عني بسبب تأثير الذي يسبه وجوده من حولي
“ كنت تريد ان تخبرني شيئا ”
قال بابتسامة مائلة ” اجل ونسيت ”
تململت بوقفتي وقلت انوي المغادرة
“ زين الحين بروح وخبرني لين تتذكر ”
اطلق ضحكة عالية وقال
“ والان من اين اتيت بهذه اللهجة ”
لم ارد عليه وبقيت صامتة فقال وهو يقرص خدي
“ اتعرفين ساسحب منك لقب الجنية الساحرة الي حين
ومن اليوم ستكونين الملاك المشاكس اخبريني الان الم يأت اوان رفع الحظر ”
“ عندما تصالح والدك او تخبرني ما يغضبه منك ”
قال بضيق
“ اخبرتك من قبل ابي يتلذذ بعذابي ليس الا يريدك ان تتخذي موقفك مني انا متمسك بك آية وان اكدت انت ايضا ذلك سنبدأ بداية جديدة ونبني حياتنا من الاول
ارفقي بي يا بدوية وامنحيني الفرصة.
احتاجك كثيرا الا ترين حالي.. “
ظهر التردد على ملامحي ولم اعرف ماذا اقول اشعر باننا نحتاج حقا الي بداية صحيحة وانا واثقة من صدقه في انه يريد ان. نجد لنا موطيء قدم نبدأ منه.
المشكلة انني لا اعرف ما الذي يخفيه شعرت به يقترب اكثر فرفعت راسي انظر اليه وليتني لم افعل.
لقد ضعفت امام نظرته المتوسلة وايقنت انني سلمته حصوني حقا ولاول مرة منذ تزوجنها اجد نفسي ابادله قبلته بهذا الشغف وانا احيط برقبته.
اردت ان اثبت لنفسي انني على الطريق الصيحيح ومن حقي ان احافظ على زواجي
ابتعد هو ناظر الي بعمق ثم همس قائلة
“ انتظريني الليلة واياك ان تنامي.”
ثم تراجع خطوة وفتح باب الملحق بجانبي فتحركت مسرعة وخرجت متجهة نحو القصر مباشرة.
بعد دخولي قابلت منيرة ويبدو انها وصلت للتو في البداية لم الحظ زوجها وعندما فعلت القيت عليهما السلام وتوجهت ناحية الدرج مباشرة صعت السلام ببطء وانا افكر في كلامه الاخير وضعت يدي على صدري اهدأ من ضربات قلبي فظهرت شهد من الاعلى قائلة بضخكة
“ ما بك وكأنك رأيت شبحا ”
“ هاااا ”
ضحكت السلام حتى وسحبتني قائلة
“ هيا الجميع في جناح سناء ”
سرت خلفها مسلمة لها نفسي حتى ادخلتني جناح سناء حيث كان الجميع موجودين بالفعل
ازهار ونجلاء وغالية وحتى منى ومنيرة التي دخلت بعدنا مباشرة
قالت شهد مصفقة بيديها
“ تنقصنا زهور فقط وتحلى اللمة ”
قالت منيرة مبتسمة
“ اشتقت لها حقا كيف تسير حياتها يا ترى ”
قالت سناء مبتسمة وهي تغمز لها
“ كما تسير حياتك عزيزتي انه شهر العسل
هل نسيتي يكون مميزا دائما
بالمناسبة اخبريني كيف تسير امورك مع عمر
والبيبي في طريق وام لا يزال مشاوره طويل امامه”
احمر خد منيرة وهمست قائلة
“ سنااااء ”
قالت نجلاء
“ انظري اليها سناء تكاد تذوب خجلا ارفقي بها ”
“ ممن تخجل نصف من في الصالة متزوجات والنصف الاخر على الطريق اخبريهم عن تجربتك ليستفيدوا ولا يفضحون مع الناس بعدين ”
نظرت لغالية التي وقفت قائلة
“ عن اذنكن اظنني متعبة واحتاج لبعض الراحة ”
وبالفعل كانت ملامحها ذابلة ويبدو عليها الارهاق
ما لاحظته على غالية انها قليلة الكلام وهادئة جدا ولكن في الاونة الاخير طرأ عليها تغير باتت شاردة معظم الوقت ونادرة ما تجلس معنا وتعتذر باي سبب لتعود الي غرفتها.
ليس وحدها من بات حاله لا يعجبني. كل بنات العائلة انقلب حالهم في الاشهر الاخيرة ازهار باتت قليلة الوجود في بيت جدها ونادرا ما تأتي. وحتى وان جاءت برفقة والدتها اجدها قد تغيرت عما سبق نعم هي كما هي ظاهريا الا انها تخفي شيئا الا انني لا استطيع سؤالها عما يزعجها لا تزال علاقتي سطحية الي حد ما. كانت منى لتعرف ما بها لولا انها مشغولة بحالها هي الاخرى
تنهدت بحزن
يبدو انني لست الوحيدة التي تعاني داخل هذا القصر.
وكالعادة لم تخل جلستنا من مناغشات شهد وازهار علي منيرة المحرجة من اسألتهن
وبعد المغرباجتمعت العائلة باكملها في الصالة الكبيرة كان نبيل موجودا ايضا وكذلك حسان وعمير ووالد ازهار وغانم وزوجات محسن ونحن البنات بالاضافة الي زوج منيرة وزوجة غانم التي كانت منزوية على نفسها تحمل ابنها منشغلة به عن الجميع بدا الحديث سياسيا ثم اقصاديا وتحدثوا عن الاعمال واخبار القبائل واخر التطورات
بالنسبة لي كان الحديث مملا على عكس سناء وشهد اللتين ابدتا اهتماما بالامر وكانتا تناقشان الرجال بامور عدة حتى جاء موضوع قيادة المرأة للسيارة وتحمست شهد كثيرا وبدأت دافع باستماتة عن حق المرأة بالقيادة ليس السيارة فقط بل حياتها ايضا وان الرجال ما هم الا كائنات اشبهة بالعلكة وانهم مستبدون.ووو..
وبالغت في الحديث وفي النهاية القت قنبلتها الذي جعل ابن عمها يستشط غضبا
“ من يهتم لرأيك ايها الرجعي ما ان اذهب الي باريس لدراسة الموسيقى ساشتري سيارة فارهة واقودها بنفسي ”
هنا قال عمير مشيرا بيده
“ ومن قال انك ستغادرين هذه البلاد اخبرتك ان تزيحي هذه الافكار من رأسك ”
“ ومن انت لتمنعني لن اسمح لها ان تحرمني من حلمي واعلى ما بخيلك اركبه ”
“ قلت لك ما لك دراسة بالخارج افهميها ولا تطولي لسانك شهد اقصه لك والله ”
هنا وقفت شهد غاضبة متجهة نحو ووقفت امامه قائلة
“ قصها الان لو استطعت. ولكنك لن تفعل تعرف لماذا ان ليس لديك الحق بالحكم على حياتي هذا جدي وهذولا اعمامي لم لا تفهم انه لا موقع لك من الاعراب في حياتي وتتوقف عن حشر انفك فيما لا يعنيك ”
هنا وقف والد ازهار واقترب قائلا
“ اهدأ ما الذي تفعلانه عودي الي مكانك شهد الامر لا يستحق كل هذا ”

انفعلت شهد وهي تنظر الي عمها
“ الامر لا يستحق ؟ الا ترى انه يتحكم بحياتي ولا احد منكم يوقفه عند حده. انه ابن عمي بحق الله وليس اخي. ليمنعني عن اشياء ويجبرني على اخرى
وانتم ماذا تفعلون تنظرون فقط دون ان تكلفوا انفسك
بايقاف ابنكم هذا عني لقد سأمت منه لم اعد احتمل تسلطه جدوا لي حلا معه”
ساد صمت عجيب في الارجاء الجميعساكت منهم من يتجنب النظر اليه واخرون بدا عليهم التوتر بينما كان جدها صامتا ينظر الي عمير دون ان يحيد عنه
عدت لانظر لشهد التي ضربت الارض بقدمها قائلة بنفاذ صبر
“ لم تصمتون دائما عندما يتعلق الامر بي ألست ابنتكم ايضا
او ان حقي ضائع فقط لانني يتيمة ”
“ هذا يكفي شهد ”
كان ذلك جدها الذي تحدث بهدوء وهو ينظر اليها فهزت رأسها قائلة بغصة
“ لماذا جدي هل طلبت شيئا مستحيلا كل ما اريده هو الدراسة خارجا وقد فعلتها سناء من قبل ولم يعترض احد منكم. وحتى قيادة السيارة اليست زهور تفعل لم يحرم علي انا اذا ”
قال جدها برزانه
“ سناء وزهور ازواجهم من سمحوا لهم بذلك ”
اراد ان يكمل الا انها قاطته بحرقة وهي تشير لعمير
“ وهذا ليس زوجي لم يمنعني اذا
من عينه وصيا علي ”
نظر عمير جانبا وقد بدا عليه الضيق الا انه انه لازم الصمت كما فعل الجميع قبل يقطعه صوت جاء ساخر يقول
“ ومن قال ذلك قد يكون زوجك ولا تعلمين ”
التفت الجميع ينظرون الي الصبي الجالس بجانب جده قبل ان تتعالى اصوات متتالية باسمه
والده الذي قال محذرا ” وسااام ”
وعمير الذي كان ينظر اليه بتهديد ” وساام ”
ونبيل الذي همس هو الاخر باسمه بغير تصديق
وجده ايضا كان ينظر اليه بغرابة جعلني انظر حولي في وجوه الموجودين الذين تباينت ملامحهم مما جعلني اشعر بان هناك ما يخفيه الجميع عن شهد
“ ماذااا الا احد يحب سماع الحقيقة في هذه العائلة ”
كان ذلك وسام الذي قالها بتذمر مما جعل عمير يقول
“ وسام اسكت ولا تدخل في امور الكبار ”
مط الصبي شفتيه بانزعاج في الوقت الذي كان الجميع ينظرون الي شهد التي كانت ترمش بعينيها وهي تنقل نظرها بين عمير الذي وقف هو الاخر وبين جدها الذي كان ينظر إليها بصمت
بشفاه مرتجفة قالت
“ مستحيل لا يمكن جدي قل لي انك لم نفعلها بي ”
ما بها هل صدقت حقا كلام الصبي. هذا مستحيل بالتأكيد كيف يفعلون ذلك
هذا ما خطر في راسي اولا قبل ان اقول بسخرية
ولم لا متى يهتمون برأي النساء في هذا البلد لطالما كانت سلعة يتبايعون فيها من وراءه
الاانني لم ارد تصديق ذلك.. ربااه ستفقد شهد عقلها ان فعلوا بها ذلك حقا
وليتها لم تسأل.
“ عمير زوجك حقا ومنذ سنتين ”
لم يكن ذلك جدها بل كان شقيق عمير الاكبر غانم والذي تابع قائلا ما ان نادى الجميع باسمه كما فعلوا بوسام
“ على هذه المهزلة ان تنتهي الان... لا فائدة من اخفاء الامر
على شهد ان تعرف الحقيقة ومن حقها ان تتخذ القرار الذي تريده وعلى عمير ان يتحمل مسؤولية افعاله لقد سأمت من هذا الوضع ”
ثم وقف واشار الي زوجته وخرج من المجلس. ولحقت به زوجته حامله ابنها
نظرت لشهد التي كانت ترتجف بشفقة وودت لاقف بجانبها. الا انني اخشى ان اتدخل في الواقع اجد نفسي غريبة حقا بينهم فانا الوحيدة التي بدت مندهشة من الامر في الوقت نكس فيه الجميع رؤوسهم وتجنبوا التعليق على الامر وما انا اكيدة منه ان كل من في المجلس كان يعلم وجميعهم متواطئون مع عمير
ولكن
ماذا الان هل يتوقوعون منها ان تتقبل الامر ببساطة هكذا.
بل هم لا يتوقعون ذلك ولاا ما اخفوا الامر عنها كل هذا الوقت.
سنتين..؟
ما لا افهمه حقا.. ما هو الداعي لاخفاء الامر عنها .. نعم شهد عنيدة الا انها ما كانت لترفض ابن عمها.. هل هم عميان حقا لكي لا يدركوا اعجابها به.. وماذا فعلوا الان
هي لن تسامحه الان ابدا.

ركضت شهد متجه الي الدرج مندفعة وسرعان ما سمعنا شهقاتها قبل ان تختفي في الطابق الثاني
ليتحدث جدها قائلا
“ ستطلقها ان طلبت ذلك... تعلم ذلك اليس كذلك.. حذرتك من قبل ”
قال عمير باعتراض
“ مستحيل جدي لن افعل ”
“ عمير ”
تكلم ابو ازهار قائلا

“ هذا الحديث سابق لأوانه لندع الامور تهدأ الان ”
غادر عمير بعدها وكذلك فعل اسرة ازهار وبدأ الجميع يغادرون تباعا حتى لم يتبقى في صالة الا انا وسناء ومنى وصباح والدة شهد وحسان
“ ماذا سيحدث الان ”
كانت هذه منى فاجابتها والدة شهد قائلا
“ لا شيء ستبكي ليومين وتقلب الدنيا بعدها ثم تهدأ ويبقى على عمير ان يقنعها ”
قالت
سناء بقهر
“ اخشى ان الامور لن تسير على هذا النحو هذه المرة
على جدي واحفاده ان يدركوا اننا لسنا بيادق يحركونها كما يشاؤن ”
وغادرت هي الاخرى وتبعتها صباح فنظر الينا حسان قائلا بضحكة قبل ان يغادر هو الاخر
“ بدأت الامور تزداد حماسا اشعر انني في مسلسل تركي ”
عدت الي جناحي وصليت العشاء وانسدحت على السرير افكر باشياء كثير حتى نمت دون ان ادري وكالعادة استيقظت مفزوعة من كابوس لم اتوقع ان يتحول الي حلم حقيقي.
رمشت
غير مصدقة لوجود نبيل في غرفتي وجلست مفزوعة وقد تذكرت حديثه ظهر اليوم
“ ربااه نبيل انت هنا حقا كيف دخلت ”
اشار برأسه قال بابتسامة نصر
“ من الشرفة طبعا وكد ان اقع بسبب السلم المتهالك الذي اخرجته من المخزن الم اخبرك ان تنتظريني ”
حسنا لقد نسيت الامر مع احداث اليوم المتتالية الا انني لم استطع ان امنع نفسي من شعور الفرحة التي اجتاحتها
وجدت نفسي اقفز اليه حاضنة وقلت
“ يا لك من متهور يا نبيل ”
امسكبين يديه قائلا
“ لا اظنني اخبرتك من قبل انني احبك ”
اين الحياء يا آية ؟
طار مع الريح على ما يبدو
من كان يتخيل انني قد اتجرأ يوما واقبل احدهم حتى وان كان هذا الاحد زوجي لو قلتها لاية قبل اشهر لدفنت نفسها في التراب.
على الاقل استطعت مفاجأته ولو لمرة واحدة.
اردت ان اخبره انني احبه الا انني لم افعل حسنا فعلت ولكن ليس بالكلمات.
نبيل زوجي وانا احبه كم يبدوا هذا رائعا بالنظر للقصص العقدة التي شهدتها عن رهام وجودي وكذلك شهد وسناء اظنني محظوظة جدا.. رغم ان حيثيات زواجي ليست بالتي تبشر الا انني واثقة اننا سنحسن وضع بداية جيدة.
يمكننا ان نحارب معا كل ما يقف في طريقنا من الجيد انني لست وحدي من تحارب هنا.

فتحت عيني بسبب اشعة الشمس التي ازعجتني خلال نومي ‘ نظرت للطرف الاخر للسرير حيث يفترض به ان يكون ولم يكن موجودا عقدا حاجبي افكر ان كان قد غادر ... فسمعت صوت رزاز الماء من الحمام فتنهدت بارتياح واخذت شرشف السرير لففته حولي ونزلت اجمع ثيابنا التي تطايرت البارحة في كل اتجاه وضعتهم في السلة وفتحت الخزانة واخرجت ثيابا له ولي وضعت خاصته على طرف السرير واخذت تبعي افكر في الذهاب الي الحمام الخارجي وقبل ان اصل الباب لفت نظري هاتفه الذي كان يهتز على الطاولة لم يكز يصدر صوتا وانما اضاءته واهتزازه ما جذبني اليه اتجهت ناحيته وخملته انظر للرقم الغير المسجل والذي علمت انه رقم لدولة اخرى بل كنت واثقة بان الرقم 33 هو مفتاح فرنسا نظرت الي باب الحمام ثم الي الهاتف وتردد قبل ان افتح الخط واضعه على اذني .
تجمدت اطرافي وانا استمع الي الطرف الاخر الذي تحدث بالفرنسية دون ان افهم منه شيئا
كانت امرأة كان ذلك صوت امرأة تتحدث بانفعال وكلمات سريعة لم افهم منها الا اسم نبيل الذي ظلت تناديه باصرار حتى صمتت
ساد صمت مخيف في كلا الطرفين الا من صوت تنفسي الذي ازداد تباعا حتى بات لهاثا وبدات اطرافي ترتجف
وصوت تلك المرأة شقت طريقها الي اذني تقول بعربية ركيكة
“ نبيل انت لن تكفل الخط في ويهي يجب ان تسمعني”
بقيت صامته بينما تابعت هي ملقية قنبلتها في الوقت الذي فتح فيه باب الحمام ليظهر من خلفه نبيل حاملا منشفة يجفف بها رأسه قبل ان يتوقف ينظر نحوي بحذر
“ نبيل انا حامل.. نبيل اتسمعني انا خائفة جدا لا ادري ماذا افعل.. يجب ان تأتي.. انه ابنك.. نبيل اتسمعني ”
رفعت يدي الي فمي شاهقة وانا انظر لنبيل الذي تقدم بخطوات واسعة وسحب الهاتف من يدي قبل ان تظهر على وجههي علامات الهلع وهو يرفعها الي اذنه يقول بصراخ
“ ماري مالذي قلته بحق السماء ”
جمدت ملامحه تماما وهو ينظر الي ولا يزال الهاتف بيده قبل يسقط ارضا مصدرا صوتا مكتوما فوق السجاد الذي يغطي ارضية الغرفة
تقدم نبيل اكثر قائلا
“ آية يجب ان تسمعيني الامر ليس كما تظنين ”
“ اخبرني انها زوجتك ”
لاادري كيف خرجت الحروف من لساني في الوقت الذي فقدت فيه باي احساس ما عدا ذاك الطنين الذي مليء راسي فقلت بهستيريا
“ ارجوك قل انها زوجتك ”
ظل واقفا حائرا وقد اختفت الالوان من وجهه مخلفا وراءها وجها شاحبا رماديا لا حياة فيها.



لم استطع ان احتمل هذا الضجيج في رأسي وباتت الرؤية ضبابية وانا القى منه ردا هامسا يقول فيها
“ ليست
زوجتي ”
لا يمكن... هذا مستحيل... لابد انها تكذب نبيل لن يفعلها.. ليس وهو قد حفظ كتاب الله من قبل ليس وهو ابن محسن الماجدي... رباه ارحمني...
“ نبيل تحدث قل لي انها تكذب ”
خرج صوته مكسورا وهو يقول بغصة
“ انا اسف اية اسف حقا لم ارد خيانتك. انا ”
قاطعته غير مصدقة
“ خيانتي ما الذي تتحدث عنه نبيل.. ماذا عن خيانة رب العباد... رباه لا اصدق انك قد تفعل ذلك... لايمكن... انا احلم لابد وانني احلم ”
لم اكن احلم بل لم يكن كابوسا
كان واقعا واقعا جدا لدرجة شعرت بذاك الخنجر المسموم ينغرس بعيدا في داخل قلبي.
وكان مؤلما مؤلم جدا.
وان كنت لازال احتفظ بقواي العقلية
فقواي الجسدية خارت تماما وانا انهار ارضا بعد ان عجزت قدماي عن حملي
وفقدت عقلي ايضا ما ان اقترب نبيل محاولا مساعدتي وانا ابعده عني واطلب منه المغادرة بهستيرية.
ظل واقفا عاجزا عن فعل شيء قبل ان اسمع خطواته تبتعد مغادرة وبقيت هناك منكسة رأسي لا ادري ان كنت ابكي حقا او اتخيل سماع صوتي في عقلي فقط

مضىيومين بعدها لم اغادر جناحي وتحججت بانني مريضة ولان الجميع كانوا مشغولين بشهد وعمير لم يفكر احدا بالسؤال عني.
كنت بحاجة بان استوعب الحقيقة ان ادرك ان نضالي لا طائل منه بعد الان.
زوجوني قصرا وانا في العاشرة. وقضيت عشر سنوات اخرى وانا على ذمة رجل لم يسأل عني يوما في الوقت الذي اجبرت ان اكبر قبل اواني لاكون جاهزة عندما يتذكر وجودي.
وهو لم يفعل لم يتذكرني تزوج بي مرغما وكان يخطط لرمي في اي لحظة بعد ان يبرأ ذمته . كانيحب اخرى
اخرى خانني معها. اخرى حملت منه بابنه وهو زوجي انا.
كان يستغفلني رباه كان يخدعني كل هذا الوقت
على هذا الكابوس ان ينتهي لقد منحته من عمري ما يكفي وآن اوان ان استعيد ما تبقى منه.
تحركت بخطى واثقة وخرجت من جناحي متجهة لجناح فاتن وقفت امامه للحظات قبل ان ارفع يدي واطرق عليه
بعدلحظات فتحته فاتن وقد بدا اليه الاستغراب فقلت بهدوء
“ اريد الحاج محسن اين اجده”
ابتعدت عن الباب مشيرة وهي تقول
“ تفضلي هو موجود هنا بالفعل ”
دخلت وراءها وتبعتها حتى مجلسها الصغير وبقيت واقفة هناك حتى خرج الحاج من الغرفة التي دخلت اليه يرتدي ملابس ويبدوا انه على وشك المغادرة
“ تفضلي آية اجلسي واخبريني ماذا هناك ”
بلعت ريقي محاولة منع اي محاولة من دموعي بالهطول وقلت بصوت واثق وقد اتخذت قراري
“ هل يمكنني ان اسألك سؤالا وجهته لي قبل مدة واجبتك فيه بصراحه وقد صدق فيها ”
هز رأسه بنعم فتابعت
“ ان اخبرتك انني اريد العودة الي والدي والانفصال من ابنك ستقف معي ولن تسألني عن السبب ؟ ”
شهقة فاتن هو الشيء الوحيد الذي دوى في المكان بينما بقي الحاج محسن ينظر الي بثبات قبل ان يقول بصوت اليم
“ اجمعي اشياءك سآخذك بنفسي. كنت اعلم ان اليوم سيأتي. وانا نصيرك ابنتي اخبرتك من قبل بذلك
وعلى نبيل ان يجني ما زرعته يداه ”

كل مرء سيجني ثمار زرعه يا عمي .. كلنا سنفعل!!!



*******
اجور عمال ورؤوس ابقار وجداول لتنظيم مورد الماء بين العائلات خلافات داخلية واخرى خارجية
مشاكل زوجية ومعارك في الارث صدقات ومستحقات للكثيرين...
امور كثيرة معقدة وجدت نغسي مجبرا على القيام بها بعد هروب ليث وكأنني لست عريسا لم تنقض شهر عسله.
واي عرس واي شهر عسل وكانه ينقصني المزيد من التعقيدات في حياتي.
مشكلة
فراس ورهام ستحل ان شاء الله ما ان ياتي فراس بعد يومين ليخطبها بصفة رسمية وقد اخبرني جدي انه لا ينوي رفضه وهو ادرى بمعدن فراس وكم انا سعيد به وبنسبه اتساءل ان كان عماد قد شعر بنفس الشعور عندما خطبت ابنة اخته
واه من عماد هو بحد ذاته مصيبة اخرى اولا صده عني بعد ان اخفيت عنه حقيقة ذلك الفؤاد وغضبه الذي لا يزال مستمرا على ما يبدوا وعلى الرغم من انني اعلم بمكانه الا انه لم يحدثني الا مرة ووذلك في ليلة الزفاف يخبرني بمجيئه وهددني حرفا من اجل لؤلؤته كما يقول

ولا انسى انه وبسببه اصبحت ادير الشركة بمفردي وكان من الصعب ان اخذ اجازة اكثر من اسبوعين من اجل الزفاف وها انا ذا اضطر لاطيل المدة. حتى ننتهي من موضوع رهام.
وحتى ذلك الوقت اتمنى ان يعود ليث وان كان برفقة زوجته لن احتمل هذه المرمطة اكثر
الشيء الوحيد الذي عفيت منه هو التنقل بين القرى ومعرفة احوالهم وهو مهمة اوكلها ابي لابن احد الشيوخ في القبيلة.
طرق خافت على باب المكتب جعلني ارفع رأسي باستغراب ثم قلت لمن في الخلف ان يدخل.
رفعت حاجبي انظر لزهور التي كانت تحمل صينية بيدها وتقدمت نحوي بثقة بينما تسير بخيلاء رافعة راسها كعادتها ثم انحنت واضعة كوب الشاي امامي ثم ترجعت خطوة تنظر الي بتردد لا يناسب دخولها الطاغي وهيئتها الارستقراطية كانت تردتي تنورة رمادية تصل لاسفل ركبتها فوقه قميص باكمام قصير ابيض اللون تزينه قطة سوداء ذات عيون رماية شعرها منسدل كما احب
وتحب هي ان تتركه هكذا لا ادري ان كانت تتعمد اغرائي به ام هي عادتها مثل الكثير من الاشياء
كعدم رؤية وجهها خاليا من الاصباغ.. ليس باسراف وانما ببساطة منحتها شخصيتها الفريدة كحل اسود يحيط عينيها بمهارة تبرز جمالهما ووسع حدقتيهما واحمر شفاه داكن تارة وفاتح تارة اخرى وفاقع في بعض الاوقات وكانها تتلون على حسب احاسيسها.
وعطرها قصة اخرى... عطر برائحة الزهور الفواحة
كل يوم تاتيك رائحة زهرة تختلف عن سابقتها تاخذك الي حقلها تشتم عبقها عاجزا عن معرفة لونها او حتى اسمها.
حتى هذه اللحظة لم اميز الا رائحة الياسمين واللافندر الذي يفوح منها الان.
اي انثى هذه الذي تورطت بها ومعها وفيها.
اخذت نفسا عميقا وقائلة
“ انا اسفة ”
رفعت حاجبي انظر اليها باستغراب وقلت
“ مما ”
ابتسمت قائلة
“ اتعني انك لست غاضبا مني”
“ ولم قد افعل ”
نقلت نظرها في ارجاء المكتب وقالت متجنبة النظر نحوي
“ هذا جيد ... هل ستبقى هنا طويلا. ام ان ستاتي لتنام ”
قلت بهدوء وانا انظر لاوراقي
“ سانام عندما انهي ما بيدي ”
“ سانتظرك اذا ”
غادرت بعدها بخواط متمهلة واقفلت الباب بعدها لامسك برأسي حائرا وعاجزا فيما علي فعله.
اعلم ما الذي تعتذر عنه.. ولا انا لست غاضبا منها حقا الا انني مجروح متألم.. كنت اعلم ان زهور لا تزال تكن مشاعرا لزوجها وكانت لدي فكرة عن ذلك وظننت انني استطيع التجاوز عن ذلك فانا لم اتزوجها لتحبني
لست اطلب منها ما لا استطيع تقديمه لها.
اردت ان اتزوج زواجا تقليديا ليس فيه وعود او سقوف عاليه نخشى السقوط منها.
الا انني سقطت حقا لم اسقطت من سقف توقعاتي ااعالية وانما سقطت من عالم وردي فوق السحاب الي القاع اسفل السافلين.
ولا افهم حقا لم قد تعتذر هل حقا ستقول لي انها لم تملك السلطة على احلامها التي جسدت لها زوجها في الوقت الذي كانت فيه بين يدي في اكثر اللحظات حميمية بين اي زوجين.
امسكت راسي بالم محاولا ابعاد اي صور لها وهي بين يدي عن مخيلتي.. فلست اتحمل ذلك يكفي انها تنام بجانبي كل ليلة دون ان اكون قادرا على ان اقربها
اسبوع ربما منذ تلك الليلة ووضعنا لا مبهم لا نقاط فيها
انا احاول تجاهل اي افكار في راسي تضعها بين يدي اشبعها تقبيلا حتى تنسى خالد وعلوم خالد
واما هي اكلها الذنب اولا وحاولت الحديث في لحظتها الا انني لم امنحها الفرصة وانا اغادر الغرفة ولم اعد اليه الا في الليلة الثانية لاجدها نائمة مثل كل ليلة بعدها اما النهار اصبح كل واحد ميتجاهل الحديث مع الاخر الا فيما ندر.
اذا ما الذي تعنيه بانها ستنتظرني...


وقفت متجها خارج المكتب واتجهت مباشرة نحو الغرفة التي نتشاركهالاقفعند الباب انظر باندهاش للجالسة على طرف السرير ترتدي فستانا اسود يكاد يصل الي فخذها بفتحة واسعة عند صدرها بلعت ريقي وانا اراها تتجه ناحيتي بخطوات واثقة ترتدي حذاء بكعب عالي يطرق على الارضية الرخامية وقفت امامي واخذت دورة حول نفسها يتطاير شعرها يلمس صفحة وجهي ليلفحني رائحتها العطرة
“ ما رأيك بها انه الفستان الذي صممته ابنة عمي من اجل العرس ”
اغلقت الباب بهدوء وقلت مسيطرا على صفحة وجهي خاليا من تعابيرا مصمما على عدم اظهار اي اثر يدل على تأثري بها
“ جميل ما مناسبتها الان اذا ”
مالت برأسها مبتسمة بخبث
“ اليوم هو السابعة لزواجنا صحيح انني تنازلت عن الحفلة الا انني احب ان اسير على الاصول لذا فكرت ان نحتفل انا وانت لوحدنا ” اشرات بيديحا تفتحهما باتساع
رفعت رأسي انظر الي معالم الغرفة التي لم الحظها عند دخولي الي طاولة الطعام الذي اخذت ركنا من الغرفة تزينها شموع و اطعمة مختلفة ومزهرية تزينها في المنتصف بها انواع من الزهور اتجهت نوحي قائلة بحماس
“ لقد وضعت جدولا للاحتفال سنبدأ بالطعام اولا لقد خفت ان تتأخر الا انك اتيت في الوقت المناسب ”.
سرت خلفها حتى اجستني علىاحدى الكرسيين ثم انحنت من ورائي وجهها بجانب وجهي وشعرها تسقط قبلها امامي كالشلال الاسود قائلة
“ لاني سيئة في الطبخ استعنت بمهارات اختي ولكن عبر الهاتف فقط لذا لا تأمل مني الكثير ”
نظرتالي الطبق الرئيسي والذي كان عبارة عن كبسة وبجانبها اطباق اخرى عبارة سلطات وصلصات وطبق اخر لم افهمه كل شيء كان منظما ومرتبا بطريقة جميلة وكانك في أحدالمطاعم الفاخرة.
اتجهت لتجلس قبالتي فحاولت تجنب النظر اليها واخذت ملعقة وبدأت آكل من الكبسة.
الا انني صدمت من طعمها فلفظته غير قادر على بلعه
في الوقت الذي نظرت فيه هي نحو بدهشة ثم اخذت ملعقتها وتذوقته ففعلت مثلي تماما

“ ربااه ماذا فعلت ”
كان الرز قاسيا لميستو بعد ناهيك عن كمية الملح الذي فيها لو انني تذوقت ماء البحر ما كان ليكون اكثر ملوحة من هذه.
وقفت هي غير مصدقة وبدأت تتذوق من اطباقها التي قضت اليوم بطوله تصنع فيها على الارجح بينما اتكأت انا على ذقني اراقبها باستمتاع حتي جلست قائلة بتذمر
والاحباط يعلوا وجهها
“ يا لك من معلمة فاشلة يا ازهار ”
قلت بابتسامة
“ وما ذنب اختك الان انت من افرغتي الملح في القدر ”
“ كان عليها ان تخبرني بالمقدار لاان تقول لي اضيقي الملح ”
اخذت صحن السلطةوبدأت آكل منه وقلت ولا تزال عيني تراقبانها
“ بارك الله في الخادمة التي ساحضرها عندما نعود للمدينة. ”
تمتمت بشيء وبدأت هي الاخرى تأكل من صحن السلطة امامها بعد ان انتهينا سألتها بابتسامة مائلة
“ ماذا يوجد في جدولك ايضا سيدة زهور ”
هزت برأسها قائلة
“ هناك قالب كعك في المطبخ ان كنت تريد ”
قلت برعب مصطنع
“ لا شكرا ان كنت لا تجيدين كبسة لحم فما بالك بقالب من الكعك نجوت من الضغط فلا اريد ان اموت بالسكري ”
وقفت وقتها قائلة وهي تتجه نحو التسريحة
“ في هذه الحالة لدي فيلم كوميدي في هاتفي دعنا نشاهده ”

وقع نظري على السرير المرتب وقد تناثرت الزهور الحمراء فوقها وقفت اتبعها ووقفت خلفها اشتم عبير الياسمين
انحنيت نحوها دافنا وجهي في تجويف رقبتها وقلت ” ماذا لديك بعد الفيلم يا زهرة ”
التفت نحوي وقالت رافعة حاجبيها
“ لا تريد مشاهدتها ”
وهل تركتي بي عقلا قسما لن افهم من فيلمك الاحمق شيئا
“ مرهق مرهق للغاية ”
انزلت رأسي مستندا على جبينها ناظرا في عينيها ثم الي ثغرها مانعا نفسي بقوة من لثمها فقالت بتأثر
لقربي حتى وان حاولت اخفاءها
“ في هذه الحالة اظن ان اقصر حفل في العالم قد انتهى ”
“ اخشى انها لم تبدأ بعد سيدة زهور”
اطلقت ضحكة قصيرة وهي ترفع يديها تتعلق برقبتي قائلة
“ ما الذي تخطط له سيد عصام اخبرتك ان جدولي قد نفذ حقا ”

رفعتها على حين غفلة منها واتجهت بهانحوي السرير في الوقت الذي كانت تضحك فيه بانشراح وقلت راميا ايها فوق السرير
“ كاذبة .. لم تخبريني عن فقرة السرير المزين ”
“ الافضل يكون في الاخير دائما اليس كذلك ”

ربما لا افهمها وربما لا تحبني الا انها باتت جزء من حياتي الان وعلى كلانا ان نتأقلم مع ذلك.
الحياة لا تمنحنا الكثيرمن الفرص فان اتت فرصة فاغتنمها. هكذا هي الحياة دائما يصعب قطاف زهورها حتى وان كانت بين ايدينا.



ينتهي الفصل هنا
ارجوا ان ينال اعجابكم


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 09:25 PM   #277

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

تم فتح الرواية بناء على طلب الكاتبة لاستكمال التنزيل

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 09:38 PM   #278

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك انني اطلت الغياب واعذروني على ذلك فقد مررت بظروف صعبة الاشهر الماضية.
وقد احتجت الي وقت لاقنع نفسي باني قادرة على اكمال الرواية ، وللحق في لحظات كثيرة ظننت انني لن اتمكن من اكمالها ولكن الحمد لله.
وفكرت في تأجيل التنزيل الي بعد الامتحانات الا انني غيرت رأي لذا سنتابع تنزيل الفصول في كل يوم خميس من الان فصاعدا

ونسأل الله التوفيق والسداد.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 04:09 PM   #279

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي



اعادة تنزيل الفصول التي تم حذفها


الفصل السابع والثلاثون



وادي بني الحمران اذا
الان أدركت لم لم اسمع بهذا الوادي من قبل
ثلاث ايام بلياليها قضيتها في العراء دون الوصول اليها. لو لم اكن واثقا انني في الطريق الصحيح لظننت انني قد تهت حقا.
لطالما استدللت بالنجوم خلال اسفاري الطويلة وان كان ذاك الرجل محقا فما هي الا ليلة اخرى واكون عندها
رغم مشقة السفر الا انني لم اشعر بها
كيف وطيفها لا يغادر مخيلتي منذ خرجت من القريا سعيا وراءها . ربما اكون قد خيبت امل جدي وابي الا ان الامر يستحق لقد آن الاوان ليشق كل طريقه الخاصة بعيدا عن كل القيود.
ان كانت رهام ستحظى برجل يحبها ويفعل المستحيل لاجلها فمن انا لاقف في وجه سعادتها. في النهاية ما كان احدنا ليكون سعيدا ان تزوجنا . الزواج رباط مقدس لابد له ان يحظى بقبول من الطرفين والا سينتهي بالفشل لا محال
تنفست بعمق والقيت بنفسي للخلف فوق السجاد انظر الي البدر البارز وسط النجوم المتلألأ في سماء حالكة. السكون يمليء المكان مضفيا جوا من السكينة التي لطالما انشدتها
قد يكون الجو باردا بالفعل الا ان النار التي اوقدتها قبل قليل كانت كافية لتدفأتي حتى النصف الاخر من الليل
اغمضت عيني سامحا لنفسي ان اغفوا قليلا قبل ان يجفلني صهيل فرسي فانتفضت واقفا امسك بسيفي متحفزا وانا اسمع حوافر الخيل تقترب شيئا فشيئا حتى ظهر امامي ثلاث رجال توقفي على بعد مسافة
وقال احدهم
“ السلام عليكم ”
قلت بهدوء مقتربا منهم
“ وعليكم السلام ورحمة الله. من القوم؟ ”
نزل اولهم واقترب قائلا
“ قوم مسالمين شدنا اليك نارك فأتينا نبتغي العلم”
ابتسمت للهجة هذا الرجل الذي يبدو من البدو
واخبرته عني وعن وجهتي فاستحلفني ان انزل ضيفا عنده علمت انهم من القبائل المنشقة وعلى الرغم من معرفتهم بهويتي
لم يبدوا عليهم الاهتمام
سرت معهم على فرسي يحدثني اكبرهم سنا وهو يعرفني على البقية قائلا
“ هاذان اخي خليل وابن عمي عبد الرحمن
ديرتنا لا تبعد كثيرا ولو انك تابعت السير قليلا لوصلت الينا وحللت فينا ضيفا بدل نومك في العراء هنا معرضا نفسك للوحوش والضباع ”
قال المدعو خليل ضاحكا
“ اشك انه فريسة سهلة يا اخي الم تر كيف كان يقظا وكاد ان ينقض علينا ”
ابتسمت بحرج لحديثه وانا انظر نحو اول كوخ تبعه اكواخ اخرى مصنوعة من الطين والقش مسقوفة بالسعف احيطت باسوار خشبية بلا ابواب وبين كل كوخ واخر كانت هناك مسافة لحظائر الحيوانات المسورة هي الاخرى

توقف الرجال امام كوخ لم يختلف عن اقرانها عدا انه كان ابعد بقليل اختفى خليل داخل الكوخ بينما اتجهت برفقة الاثنين خلفها حيث كان هناك سجادة مفروشة وضع فوقها وسائد وثيرة
كان الاخ الاكبر لخليل يدعي مهيب كان رجلا وقورا ربما لا يكبرني الا باعوام عدة
كان يحدثني عن عشيرته وعن لقاءه قبل سنوات بجدي
عاد خليل حاملا معه اناء به ما بارد وضعه امامي في الوقت الذي شرع فيه عبد الرحمن بوضع الابريق فوق الجمرات التي اخرجها من النار الملتهبة بجانبنا فقلت
“ لا تتعبوا انفسكم يا رجال لا داعي من صنع الشاي في هذا الوقت ”
فقال مهيب
“ اي تعب هذا الذي تتحدث عنه من واجبنا ان نكرم الضيف وانت ضيف عزيز علينا دعك من هذا واخبرني لم انت ذاهب الي وادي الحمران ”
حدثتهم انني ذاهب من اجل زوجتي فاخبرني خليل انه يعرف طريقا سيختصر علي طول الرحلة وعلى حسب قوله قد اصل قبل مغيب الشمس
تسامرنا طويلا تحدثنا عن اخبار القبائل ورجالها وكم ادهشني كرم هذا القوم فقد فوجئت بذبيحة على شرفي وكل من سمع بوجودي جاء ليقي علي السلام ولم انم الا على مشارف الصباح
ومع ذلك استيقظت باكرا وشديت الرحال نحو الوادي اريد الوصول قبل حلول الليل
وكم كان الطريق طويلا وشاقا على رجل مشتاق
توقفت مرة واحدة وصليت الظهر والعصر جمع تقديم ولم اتوقف بعدها حتى لاح لي جبل الازيز في الافق
جبل شاهق اخبرني خليل ان الوادي يقع بعده
وكم تمنيت لو انه لم يكن لكنت الان هناك
لربما لم اعد بخيلي كما فعلت اليوم من قبل
لو كنت فعلت في السباق لفزت على ذلك الاحمق بالتأكيد
وكم كان دورتي حول الجبل طويلة
لدرجة شعرت بها اطول من الايام الثلاثة التي قضيتها في الطريق.

في الجهة الاخرى وقفت انظر لمنازل المصنوعة من القش المتابعدة فيما بينها
وقليل من الاشخاص من كانوا يتجولون هنا وهناك
فتاتين على ظهر حمار واخرى تقود جملا وراءها
وفتيان يلعبون بالعصي ورجلين اراهما من بعيد يتسامران خلف احد المنازل
وامرأة امام خيمتها تجمع اوراق النخيل الجافة ترتبها بعد ان ترش فوقها الماء لتستخدمه فيما بعد لعمل شيء ما

احترت فيما علي فعله سرت مارا بجانب خيمة تلو الاخرى اقصد الرجلين قبل ان توقفني فتاة كانت تحمل فوق رأسها اناءا مليئا بالماء تربط ثوبها للاعلى وتحمل باحدى يديها سلة مصنوعة من اوراق النخيل
“ اتبحث عن احدهم ”
قلت وانا انظر لهيئتها وملابسها البسيطة وجدائلها الطولة والزمام الدائري في انفها
“ ابحث عن بيت الجدة فوزية هل تعرفينها ”
نظرت الي بتدقيق مصغرة عينيها
ثم شهقت قائلة
“ هل يعقل ذلك ”
تحركت نحوي اكثر بعد ان انزلت سلتها والسطل من فوق رأسها
فشعرت بالغرابة من تصرفها وفكرت انها قد تكون مخبولة ربما دارت حول الحصان متفحصة ثم وقفت قبالتي وقالت مبتسمة بحماس مصفقة
“ رباااه انه انت حقا الفارس الشهم المغوار صديق النجوم قاهر الصحراء والوديان ”
نظرت اليها. مذهولا من تصرفات هذه الفتاة
ويبدوا انها وعت على نفسها
ومع ذلك زادت غرابية
“ انس الجدة فوزية اترى ذاك التل"
نظرت الي حيث تشير. وهززت رأسي فقال مبتسمة
“ ستجد مبتغاك هناك
ومن الافضل الا تتأخر قد لا تجد فرصة اخرى مناسبة ”
ثم انحنت تحمل اشياءها وسارت بسعادة ثم التفتت قائلة بصوت عالي
“ ثق بي سيد ليث ستجدها هناك وبمفردها الان ساسبقك الي جدتي ستفرح بك كثيرا ”
ثوان هي كل ما احتجته لاستوعب ان هذه الفتاة تعرف مها بطريقة
انطلقت متجها الي التل وما ان اصبحت في الاعلى نزلت من الحصان وسرت بعدها بهدوء وانا اتأمل تلك التي تقف بجانب جدول من الماء شاردة الذهن والريح تلعب بشالها الذي كان يحيط بعنقها كاشفا شعرها
وقفت غير مصدق انظر للشعر الذي تحول للابيض باكمله
اين ذهبت تلك الالوان التي كانت تتزاحم فيها
بل كيف لشعرها ان يشيب هكذا
خلال اشهر لا ادري كم مضى من الوقت اقف خلفها اتأملها غير قادر على التقدم نحوها حتى انتبهت لوجودي فالتفتت قائلة
“ شيري عدت سريع... ”
وبترت جملتها تنظر الي بملامح غير مصدقة
وقد اتسعت عينيها على الاخر فاغرة شفتيها
توقف الزمن او انه كان يسير ببطيء الي درجة بت لا اسمع فيها خرير الجدول
وكأن الرياح توقفت فجأة

كانت متغيرة اكاد لا اعرفها
تطع زمزماما فضيا في انفها هي الاخرى ولكن اصغر حجما وترتدي حلقات دائرية عملاقة في اذنيها
سلاسل عدة من الخرز الملون تحيط بعنقها
ثوب طويل يصل لقدميها وشعرها الابيض المتطاير جعل منها شخصية اخرى
رباااه اكاد لا اعرفها
تقدمت نحوها حتى وقفت امامها على بعد سنتيمترات منها كل منا ينظر الي الاخر في عينيه باحثا عن روحه
اول ما تفوهت به مندهشة
“ يا اللهي انت ليث حقا لا اصدق.. اخبرني انني لا اتوهم ”
انحنيت اسكت دهشتها بقبلة طويلة اروي منه كل تلك الشهور التي تركتني فيها هائما على وجه الارض ابحث عنها بينما كانت هنا على اميال مني تخطط على حل الرباط الوحيد الذي يربطنا
كنت عنيفا متملكا اجتاحها بكل اعنفوان
ومن يستطيق الوقوف في وجه اسد جائع فك اسره
عندما ابتعدت عنها كان كلانا يلهث باحثا عن هواء ينعش رئتيه

“ فكري في الهرب مني ثانية وسافصل رأسك الغبي هذا عن جسدك ”
ابتسمت قائلة وهي تحيطني من خصري دافنة وجهها في صدري
“ لن افعل... لا تدرك كم عانيت من فراقك حتى شاب شعر رأسي... لا اصدق انك هنا حقا
كيف وصلت ”
رفعت يدي امسد شعرها وقلت مبتسما
“ وصلتني رسالتك من زوج خالتك ”
ابعدت رأسها قائلة بحشرجة
“ قرأت ما فيها ؟ واتيت ؟ ”
قلت وانا اقرص خدها
“ نعم اتيت لاكسر لك رأسك ولكن لن يهون علي شعرك الذي شاب من اجلي ”
رفعت احدى يديها تعيد به خصلة متمردة خلف اذنها قائلة
“ ابدوا كالاشباح اليس كذلك ”
“ بل تبدين جميلة جدا ”

لم نطل البقاء عند الجدول اخبرتني انها ستأخذني لجدتها
فطلبت منها ان تركب الفرس الا انها رفضت قائلة انها ستدلني الطريق وعلي ان اتبعها
سرت خلفها مارين على الخيام واحدا تلو الاخر واصحابها يخرجون لينظروا للوافد الجديد
اشارت لي الي خيمة قائلة انه المقصود
نظرت اليه حيث تفاجأت بالاشخاص الواقفين قبالتها والذين استقبلوني بحفاوة بعد نزلت من فرسي وقد اختفت مها
تاركة اياي وحدي
يبدو ان الفتاة غريبة الاطوار نشرت خبر مجيئي سريعا
كانت جدة مها من بين الذين استقبلوني
امرأة كبيرة في السن شعرها ابيض تماما محدبة الظهر تتكأ على عصا طويلة تربط شالا فوق راسها وتمتلك جديلتين طويلتين
اخذتني بالاحضان مهللة لقدومي
رجالا ونساء وحتى الاطفال كانوا يسلمون علي ويسألونني ان كنت حفيد الزعيم حقا
وانا كنت مندهشا حقا من معرفتهم بزواجي من مها وتقبلهم للامر بكل رحابة
بل كانوا سعداء بقدومي وكانني ابنهم الذي غاب عنهم لسنوات


*****



ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 04:12 PM   #280

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي



بعد يومين



كنت شاردة الذهن انظر الي بقعة ما امامي افكر في حقيقة وجود ليث في الخارج.
لقد جاء حقا لقد ترك كل شيء وراءه وجاء الي.
ربما في البداية ظننت ان ابتعادي عنه كانت فكرة جيدة الا انني ادركت خطيء
فانا لم اتوقف عن التفكير فيه على مدى الاشهر السابقة
ظننت انه سيتزوج من ابنة عمه رهام وينسى امري ولربما وجد انه تورط معي
منذ ان جاء لم التق به الا مرات عدة اهل العشيرة استأثروه لانفسهم وهم ياتون لزيارته ليلا نهارا.
وها هو اليوم الثالث وهم لم يشبعوا منه لا افهم لم يحبه الناس ويلتفون حوله هكذا
الجميع تقريبا يعرف بزواجي منه وكل من سمع كان يبدي دهشته ثم لا يفتأ ان يتحدث عن محاسنه ومواقف تجمعهم به
تبا كيف يعرفه الجميع هكذا حتى
جدتي اخبرتني انه صادف ان التقى بهم اثناء ترحالهم وفي اماكن مختلفة وهي شخصيا التقت به مرتين على حد قولها
مما يفسر سعادتها العارمة بمجيئه
التفت لابنة خالتي التي تصغرني بخمس سنوات وقلت بهمس
“ شيري دعينا نذهب الي الجدول ”
احتاج الي صفاء ذهني لافكر بكل ما هو قادم فليث لم يخبرني بعد بما يخص ابنة عمه
وانا غير قادرة على الاحتمال اكثر لمجرد التفكير انني ساتشارك الزوج نفسه مع امراة اخرى اشعر بالم لا يطاق فما بالك ان اشارك فتاة بجمال رهام ورقتها في ابن عمها الذي انتظرها كل هذه السنين
ربما انا انانية او غيورة او اي شيء الا انني لا استطيع هذا فوق طاقتي.
ان كان وجود ليث في الخارج يثبت تمسكه بي فعليه ان يتخذ قرارا حاسما
انا زوجته الان وليس رهام ومن حقي ان اختار بنفسي ان كنت ارضى ان يتزوج باخرى في مرحلة من حياته.
ببساطة انا لا اقبل
ليس بمقدوري تحمل الم كهذا انا انثى في النهاية والاهم انني امتلك قلبا
“ اتمزحين ومن يضيف ضيوف زوجك العزيز لو كان رئيس البلاد لما تهافتوا عليه هكذا
ادعي الله ان لا نحتاج الي ذبيحة اخرى
لقد تعبت حقا وكدت اخرج لانادي في الوادي ان توقفوا عن زيارتنا لقد تكسر ظهري من الطبخ لكم”
ابتسمت لارد عليها الا ان دخول والدتها اوقفني
والتي قالت ناظرة نحوي
“ امي تخبرك ان تحملي الشاي الي زوجك وانت شيري الحقيني الي الجدول سنأتي بالماء ”
غمزت لي قبل ان تتلع والدتها قائلا.
“ واخيرا تكرموا عليك ببعض الوقت مع زوجك حظا موفقا اتمنى الا تفضحينا معه ”

لم لا يتوقفون عن مناداته بزوجي
هززت رأسي بيأس ثم خرجت من الخيمة واتجهت الي اخرى صغيرة اشبه بالمطبخ وحملت الشاي الذي جهزته خالتي مسبقا
ثم سرت لوراء الخيمة حيث يجلس ليث عادة كان نائما متكأ على مرفقه ينظر امامه بتفكير عميق
المسافة البعيدة بين الخيام هو الستر الوحيد في هذا المكان فلا اسوار ولا ابواب مغلقة
العائلات تنصب خيامها بجاور بعض كخيمة جدتي وخيمة خالتي

حممت لالفت نظرة وقد فعلت بالفعل حيث جلس ناظرا الي بابتسامة قائلا
“ سلمت يداك ”
ابتسمت له بالمقابل وانا اجلس لاسكب له الشاي في الفنجان فتابع هو قائلا بينما لا زلت اشعر بنظراته
“ كيف حالك مها تبدين مختلفة ”
رفعت راسي امد له بالفنجان فوجدته ينظر الي بنظرة مختلفة عما عهدته عليه
كان ينظر الي بطريقة غريبة
جعلتني اتوتر قليلا وانا ارفع يدي الاخرى اتأكد من حجابي ان كان محكما لا بد وانه يقصد شعري فقد بات ابيض بالكامل بعد ان زال اثر الحناء وقد منعتني جدتي من وضع اخر
قبل ان اسال زوجي على حد قولها.
هي من ذاك النوع الذي يقدس الزواج
وتعتبر طاعة الزوج فوق كل شيء
وتتوقع مني المثل على الاغلب
نظرت لليث الذي قال هامسا
“ شعرك.. انه رائع
لا اطيق صبرا لالمسه مجددا ”
مجددا ؟!!
علت الحمرة خدي وقد تذكرت ما حدث عند الجدول.. يا الهي
حاولت تجنب النظر في عينيه وبدات ابحث بارتباك عن اي شيء اشغل به نفسي
وعندما عجزت
بحثت عن مخرج اخر
“ كيف هي احوال القرية من بعدي اعني بشير كيف هو وجدته وفراس كيف هم جميعا ”
اختفت ابتسامته فجأة مما جعلني استشعر خطبا ما ثم قال بهدوء
“ لا تعرفين ان جدة بشير توفيت ؟ ”
شهقت غير مصدقة واضعة يدي على ثغري
“ غير ممكن.. متى ”
قال بصوت حزين
“ قبل اشهر ”
يا الهي غير ممكن
الجدة توفيت ؟
رباابشير وفراس كيف تلقيا الامر لا بد انه كان صعبا عليهما
كنت اعرف انها مريضة ولكنني لم اتخيل ان تغادر الدنيا هكذا سريعا
“ بشير هل هو بخير كان متعلقا بجدته كثيرا ”
هز راسه مؤيدا
“ لن اخفي عليك لقد تأثر كثيرا
‘لكن انت تعريفينه رجل بعشر رجال
هو الان بخير وينتظرك هناك
لقد بحثنا عنك كثيرا لم نتوقع ان تلجيء الي عائلة والدتك ”
قلت بابتسامة
“ ليس لي غيرهم في النهاية ”
“ من الان ساكون موجودا لاجلك دائما ”
لم اجد ما اقوله فاكتفيت بابتسامة هادئة بدات العب باطراف ثوبي محاولة ابعاد التوتر عني

بينما صمت هو الاخر لفترة وبدا يرتشف من فنجانه وبعد لحظات قال
“ متى تنوين العودة هل ستنتظرين انتهاء الموسم ”
قلت بهمس خافت
“ لا لم افكر بعد في ذلك ماذا عنك هل ستعود للقرية قريبا ”
هز. راسه نفيا ولا تزال تلك الابتسامة تعلو وجهه
“ لن اغادر من دونك سابقى هنا حتى تقرري العودة ”
نظرت اليه بغير تصديق وقبل ان اقول شيئا تابع قائلا
“ بالمناسبة كنت اود سؤالك عن امر يشغل بالي ”
منحته تركيزي الكامل فقال بجدية
“ الحصان الاسود .. هل هو لبشير حقا
اخبرتني من قبل انها تخصه ”
ما الذي ذكره بذلك الان
قلت بهدوء
“ ما به هل حدث شيء بشأنه ”
“ شيء من هذا القبيل..
اصدقيني القول يا مها
من صاحب الحصان
الامر يهمني جدا ”
بلعت ريقي بتوتر لا اعرف بماذا اجيبه
هل علي ان اكذب عليه
تنهدت بقلة حيلة وقلت
“ في الحقيقة الفرس لفراس ”
“ فراس ؟؟؟!!! ”
الملامح التي علت ملامحه جعلتني اتراجع للخلف برأسي وانا انظر للصدمة التي علته
“ يا الهي فراس؟
هذا مستحيل ”
بدا يتحدث مع نفسه ويقلب الامور في راسه ثم صاح كمن حل لغزا عويصا
“ يا الهي كيف لم ار ذلك ”
حسنا طفح الكيل اريد ان اعرف عما يتحدث
“ ليث انا لا افهم شيئا هنا ”
نظر الي لبرهة ثم ابتسم قائلا
“ لن تتوقعي هذا
فراس اقتحم سباق الخيل ليعلن عن ..
ماذا علي ان اقول
لا اجد ما اصف به فعلة ذلك الاخرق ”
“ ماذا ليث اخبرني ماذا فعل ”

بعد ان حكا لي عما حدث في السباق وما بعدها
كنت انظر اليه مشدوهة ثم قلت
“ فراس فعل هذا حقا ”
“ لا ادري لست واثقا من هويته الا انني متاكد من فرسه ”
انا واثقة انه هو
ولكنني لا افهم لم قد يفعل ذلك ذلك
لم قد يهتم فراس بتلك الفتاة
هل يود الانتقام من والده من خلالها
مستحيل
فراس ليس من هذا النوع
ماذا اذا....هل يعني هذا انه يحبها ولكن كيف ومتى
“ وماذا سيحدث الان ”
رفع كتفه قائلا
“ لا ادري ولكنني واثق ان جدي سيجد حلا ”
وماذا عنك ما رأيك انت
هل ستتخلى عن ابنة عمك
اردت سؤاله عن موقغه الا انني عجزت
اخشى ان يشعر بلهفتي لفكرة ابتعاد رهام من الصورة.. ربما هذه انانية ولكنني اشعر بالراحة لذلك.. فراس يستحق ان يعوض عن السنين التي حرم فيها من اسرته ورهام تستحق ان تحصل على فرصتها لتعيش بحرية
وليث ايضا يحتاج ان يتعلم ان ليس عليه ان يتحمل مسؤولية كل شيء
وانا من حقي ان انفرد بزوجي ليس علي القبول باخرى تشاركي فيه او خسارته

تحدثنا عن امور شتى اخبار القرية قصص ومواقفجميلة ولم ننتبه ان الليل قد حل فعلا
فاستأذنت منه لاعود للخيمة فوجدت شيري واقفة على طرفه مستندة وفور رؤيتي اتجهت نحوي وسحبتني وراءه وادخلتني خيمة والدتها قائلة
“ كان عمي هنا ”
لم افهم شيئا وبقيت احملق فيها فقالت بعدم صبر
“ ارسلتني امي لاناديه من اجل جدتي وبعدها قامت بصرفي ”
“ وماذا في ذلك ”
لم يعجبها ردي البليدعلي مايبدو فهزت كتفي قائلة
“ الا تفهمين هناك موضوع مهم جعلت جدتي تطلب عمي وخمني ما هو ”
“ رائع تلصصتي عليهم اليس كذلك شيري متى ستتركين عادتك الحشرية هذه ”
كنت اقولها بضيق فقالت بحماس وكانها لم تسمع حرفا مما قلته
“ تريد جدتي ان تقيم لكما حفل زفاف هنا وطلبت من عمي ان تنصب لكما خيمة منفردة اعلى التل واخبرت امي ان تستدعي النسوة غدا لتجهيزك سيكون الزفاف بعد يومين ليلة السبت اتصدقين ”
لا ادري كم عدد المرات التي رمشت فيها ناظرة اليها فانا لم اسمع جيدا ما قالته
اي زفاف واي تجهيز
وبعد يومين وهنا
انا لم اسمع جيدا بالتاكيد
او انها تمزح معي


*****
نهاية الفصل



ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.