آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          24 - قبل أن تنسى - آن هامبسون (الكاتـب : * سوار العسل * - )           »          تدرى متى تصيرمن كثرة الحزن تضحك! لاجاك يسأل عن جروحك مسببها %*للكاتبة اشتقتلك موووت*% (الكاتـب : jana123 - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عبير القديمة جانيت ديلي نهاية أسبوع غريبة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي قصص الثنائيات نال اعجابك ؟
فراس ورهام 10 40.00%
عماد و جودي 3 12.00%
فؤاد و أزهار 5 20.00%
عصام و زهور 0 0%
نبيل و آية 4 16.00%
ليث و مها 3 12.00%
المصوتون: 25. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-19, 05:06 AM   #21

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السادس


قلبت الظرف الورقي عدة مرات وانا اتذكر مقابلتي للسيد امجد صباح اليوم ( وقفت اسفل البانية فترة من الزمن اقاوم رغبتي في التراجع والعودة الي غرفتي المظلمة ولكنني كنت بحاجة الي تجربة شيء جديد ،حتى وان كان مصيره الفشل، لا انكر انني خائفة من هذا الطريق ، الا انني بحاجة الي شيء يخرجني من اشباح الماضي ، التي تحوم حولي ، والدراسة لم تكن حلا بالنسبة لي ، اخذت نفسا استعيد به توازني واسترجع ثقتي التي سرقتها مني اللحظات القليلة الماضية وخطوت اولى خوات داخل المبنى معلنة بذلك انه لا تراجع بعد الان ، فقط المضي قدما رغم كل شيء، كان المبنى شبه، فارغ قابلني في طريقي الي مكتب امجد والذي كان لخالد سابقا القليل من الموظفين الذي تعرف الي بعضهم والبعض الاخر لم يفعل ، ومع اقترابي من مكتب السيد امجد وقفت السكرتيرة القابعة خلف مكتبها تنظر نحوي بابتسامة وهي تشير لي للباب قائلة " تفضلي سيدتي السيد امجد في انتظارك " تقدمت دافعة الباب امامي وما ان اصبحت داخل المكتب الواسع والذي كان كل شيء فيه كما كان في الماضي تماما طاولة ضخمة يقبع خلفها كرسي جلدي بني كبير يجلس فوقها الرجل الخمسيني الذي كان ينظر نحوي بهدوء ، على العكس الصراع الذي اعيشه وانا انظر للصورة المعلقة خلفه ، صورة لخالد واقف برفقة الجالس امامي وكان ذلك قبل فترة قليلة من الاحداث التي سبقت اختفاءه تقدمت خطوتين بعد ان سمعته مرحبا " تفضلي سيدة زهور " جلست على الكرسي
الجلدي الموجود امام الطاولة بعد ان القيت عليه السلام فرده بهدوئه الذي يوترني اكثر من اللازم قال بعد فترة من الصمت " واخيرا قررتي ان تظهري على الساحة كنت في انتظارك " قلت ببلاهة ليست من طبعي " هااا" قال وهو يتكأ للامام على قبضة يديه " اخبرني المحامي برغبتك في ادارة ممتلكاتك فهل انت جاهزة لهذه الخطوة " هززت راسي وقلت بهدوء مشابه " اجل كما سمعت وانا جاهزة بالطبع " فقال مستفهما " كيف ؟؟" فنظرت اليه اطالبه بشرح معنى سؤاله لانني بصراحة لم استطع الوصول للمعنى المبطن ورائه فقال وهو يتراجع للخلف وقد ارتفع طبقة صوته الهادئة " كيف تكونين جاهزة وانت لا خلفية لك بادارة الاعمال بالاضافة الي كونك لم تنهي سوا المرحلة الثانوية " رفعت بحاجبي استقبل حديثه ، اذ انه لم يعجبني ، الا انني قلت بهدوء ظاهري حاولت التمسك به منذ دخولي من بوابة المبنى " صحيح انني لم اكمل دراستي يا سيد امجد الا انني قادرة على التعامل مع الامر فلا اظن بان ادارة املاكي قد تحتاج مني شهادة جامعية" هز راسه بتفهم واخرج من الدرج بعد الاوراق وظرفا ثم وضعهم امامه قائلا " اعتقد انك تعرفين علاقتي مع زوجك السابق جيدا وتدركين اننا كنا اكثر من شركاء في العمل ولا اظنك استغربت عندما اخبرك المحامي عن التوكيل الذي منحني ايه خالد بشان التصرف باموالك وهذه هي ورقة التوكيل وهذه الاوراق هي التقراير المالية للاعوام الماضية واريد منك دراستها جيدا لتكوني على اطلاع بكل شيء قبل ان تباشري بالعمل " نظرت الي الاوراق التي مدها لي ، ثم اخذتها منه ووضعتها على الطاولة الصغيرة امامي ، نظرت الي السيد امجد ثم نظرت الي اللوحة خلفه ثم عدت بنظري اليه وقلت " سيد امجد انا ممتنة لك كثيرا على ما بذلته من اجلي في السنوات الماضية ولاكون صريحة مع نفسي لا اظنني قادرة على تحمل كل شيء هكذا فجأ وكما قلت لا مؤهلي الدارسي ولا خلفية تساعدانني لذا وقبل ان اتي الي هنا كنت قد فكرت ان تبقى مديرا لاعمالي لبعض الوقت وفي حينها ساكون مساعدة لك لفترة تدريبة حتى اكون جاهزة ولا تنسى انني اعلم وعلى عكس الكل ان نصف هذه الاملاك كانت باسمك في الماضي وان كنت لا اعلم كيف تنازلت عنها انت ايضا " اغمض عينيه للحظة ثم نظر لي قائلا " ساتجاهل الجزء الاخير من حديثك وسوف نتحدث عن الجزء الاول ولكن قبل ذلك اريد منك ان تلقي نظرة على هذه " ومد لي بالظرف الذي كان امامه فنظرت اليه مستفهمة عن ماهيته ،فهز راسه مشجعا وقال " ستعرفين عندما تفتحينها وانصحك ان تفتحيها في المنزل " اخذت منه الظرف وعلى عكس الاوراق ادخلته الي حقيبة يدي، وقف السيد امجد فزهلت من قامته وطوله الذي يتعاكسان تماما مع سنه التي قدرته له ، ثم دار من حول الطاولة متجها للباب قائلا " اعذرينا على سوء ضيافتنا ، واخبريني أتحبين الشاي ام القهوة " هززت راسبدي له وقلت " بل شيئا باردا من فضلك " وقضيت بعدها ساعتين معه يشرح لي عن امور مالية وحسابات واشياء ربما كنت اجهلها ، وها انا ذا منذ ساعتين احدق في الظرف متساءلة عن ما فيه اخذت نفسا ثم مزقت الجزء العلوي من الظرف واخرجت الورة المطوية في الداخل وعندما فتحتها وقرأت اول كلمتين توقفت عن التنفس بينما انطلقت ضربات قلبي تتسارع واكاد اجزم انني اسمعها بوضوح وهي تتنقل بين جزيئات الهواء في هذه الغرفة الساكنة
((

زوجتي عزيزتي زهور ......
ادرك تماما انه في الوقت الذي ستقرائين فيه رسالتي هذه لن تكوني زوجتي ولن تكون لي ملكية عليك ولكن وفي هذه اللحظة التي اكتب فيها رسالتي انت لا تزالين زوجتي لذا اسمحي لي ان اقول لك بانني احببتك اكثر مما قلته لك من قبل وليتني قلتها لك في كل ثانية مرة ونحن معا ومع قدر حبي لك انا اسف.
اسف لانني كنت انانيا واردتك لنفسي وانت كنت تستحقين من هو افضل مني .
اسف لانني اقحمتك في عالمي وجعلتك تتحملين كل تلك الحروب ضدك واقفا متفرجا .
اسف لكل ما عانيته في حياتك القصيرة معي .
وليتني استطيع ان اخذ لك بحقك بنفسي ، واجد من كتب لنا هذه النهاية التي ما كنت لاتخيلها ابدا .
واسف لانني لم استطع ان اكون انانيا هذه المرة واختارك رغم كل شيء.
عندما تقرئين هذه الرسالة لا بد وانك قد تجاوزتي الامر وقطعتي شوطا طويلا فلا تتوقفي واقفزي قفزة كبيرة لمستقبلك الذي سلبته منك وارجوا ان اوفق في ان اعيد لك ما تبقى منه . اعتمدي على امجد فهو شخص يثق به ولن يخونك ابدا .
وهناك امر متردد في اخبارك ولا اعلم وقعه عليك عندما تعرفينه في ذاك الوقت الذي تعيشينه الان .ولكن عليك تجاوزه سريعا زهور والانتباه لمستقبلك .
انا مصاب بالسرطان زهور وقد تقدمت مراحل المرض بشكل لا يمكن ايقافه وقد اكون في الوقت الذي تقرئين فيه رسالتي تحت الثرى والله اعلم.

اتمنى لك سعادة كالتي عشتها معك ،مع رجل يستحقك ولا توقفي مجرى حياتك وعيشيها كغيرك زهور .
واسف للمرة الاخيرة.

زوجك المخلص خالد المعتز. ))
لم اعلم كم مضي على حالتي متكومة على السرير ابكي بصمت وذكرياتي معه تمر في ذهني لحظة بلحظة ، كنت اعلم انه لم يتركني فقط لتهديد العائلة فهو ما كان ليفعلها حتى ولو انتهى بنا الحال وحيدين متشردين قالها لي مرة بعد مرة "انت اجمل ما حدث في حياتي . ولن اتركك بعد ان وجدتك افهميها بعقلك الصغير " كان زواجه من زوجته الاولى وهو في الثاني والعشرين زواجا تقليديا من ابنة عمه التي جاءت مز القرية ومع مرور سنواته التالية وبنائه لنفسه ونجاحاته لم يكن قادرا على تحمل الحياة رتيبة التي يعيشها فقرر الزواج بها بعد ان راها مصادفة حيث كانت صديقة لشقيقته فتزوجها وكان حينها في ٣٣ بينما هي في ١٨ ولم يعترض احد على زواج كهذا فهو في نهاية الامر سليل ال معتز الاكثر مثالية ونجاحا اما هي لم يكن هناك من سيعير لرأيها اهمية في ذلك الوقت وهكذا بدات معركتها الخاسرة ضدة زوجته التي كانت قد تمكنت من الاخذ بولاء جميع نساء عائلته دون استثناء لمكانتها بينهم التي اكتسبتها بفضله وهكذا بدات رحلتها في عالمه الذي لم تستمر سوى عامين وانتهى بها الامر في غرفتها المظلمة تبكي على اطلاله .

**********★★★★★**********

كنت اجلس على احدى مقاعد لوكسمبورغ اراقب الجميع منتظرا ظهورها في اي لحظة وانا افكر في طريقة لاخبارها عن الامر واتجنب المزيد من التعقيدات في حياتي يكفيني مصيبتي التي تنتظرني هناك لا انكر ان موافقتي حينا رغبة مني بالانتقام منها لكل ما مرت به عائلتنا بسببهم اردت ان انتقم من اجل ابي الذي فقد ستة من ابناءه في بركة الدماء التي تسبب بها عمها وفر بعدها من البلاد تراكا خلفه صراع مرير انتهى بحيات الكثيرين لكم اتمنى ان ارى ذاك الرجل بعيني وبعدها سافكر ما سافعله به بيداي وقد صدمه والده عندما امره باكمال دراسته في الخارج وكان عازما على الغياب اربع سنوات فقط ويعود لياخذها وحينها ستكون في ١٦ ولن يعترض طريقه احد الا ان الامور جرت عكس مجراها ولا ينكر ان رغبته في الانتقام منها قد اختفت خلال سنواته الاولى عندما ادرك انه لا ذنب لها بشيء ارتكبه غيرها في وقت لم تكن لها وجود على الارض بعد ومع ظهور ماري في حياتي انتهت هي من حياته وقد نسي امر وجودها في السنوات الماضية لولا ظهور رغبة والده فجاة يريد منه اتمام الزواج منها قبل سنة وقد ماطل كثيرا وفي النهاية اخبره برغبته في تطليقها فجن جنون والده ليسرع بكل شيء حتى اتصل به بالتمس يخبره ان زواجه في نهاية السهر وقد اخبر اهل الفتاة بالفعل ليكون امام الامر الواقع ، وعلي الان اقنع ماري بالانتظار بعض الوقت او ترضى ان اخطبها وتنتظرني حتى انتهي من امر تلك ، ولا اعلم كم سيستغرق من وقت ، لم استطع ان امنع الابتسامة التي تسللت الي شفتي ما ان لمحتها راكضة نحوي تتجاوز. الجميع امامها برشاقة يليق بها وحدها وشعرها البني الذي يتطاير خلفها نظرت الي فستانها الازرق الذي يصل الي اسفل ركبتها بقليق يزين خصرها بشريط رفيع اسود اللون وحذاء رياضي اسود لا تستغني عنه بسبب عشقها للركض وما ان وصلت اليه ارتمت في حضني تحيط خصري بيديها ثم رفعت راسها وضبعت قبلة رقيقة على شفتي وقالت " اشتقت اليك نبيل " اجلستها معي على كرسي وقلت " لن اقول انني كنت معك صباح اليوم لانك تذكرين ذلك بالفعل " زمت شفتيها مبتعدة عني وقالت " تدرك اني اشتاق اليك حتى وان ابتعدت عني دقيقتين فكيف بعشر ساعات ولا اصدق انك ستتركني وتسافر " سحبت خصلتها البنية ولففته في اصبعي وقلت " حسنا جئنا للنقطة المهمة فاخبريني ما رايك " مالت براسها للجانب وقالت " راي في ماذا نبيل " تركت خصلتها وقلت بهدوء " رايك فيما تعرفينه مسبقا ماري ، هل ستنتظرينني حتى انهي زواجي العالق هناك " نزلت بعينيها للاسفل وقالت بحزن " نبيل ، لست مرتاحة للامر الا يمكنك ان تطلقها وحسب " زفرت بضيق وانا امسك بجبهتي احاول التمسك بهدوئي وقلت " ماري شرحت لك وضع زواجي منها من قبل واخبرتك انه لا يمكنني ان اطلقها هكذا بعد ان تركتها عالقة لعشر سنين " نظرت الي بعيون دامعة وقالت " انت لا تحبها اليس كذلك , ولن تفعل " زفرت بضيق اكبر هذه المرة وقلت " يا الهي ماري لا تستفزيني اخبرتك انني تزوجتها وهي في ١٢ ولم ارها ولا اعرف اسمها فكيف احبها ولا تقلقي لن احب غيرك ، فاخبريني بقرارك " فامسكت برقبتي وحضنتني قائلة " حسنا صدقتك ، وسانتظر مهما طالت الفترة ولكن لا تنسني وابق على اتصال معي " هززت براسي في صمت وانا اتمنى حقا الا يطول غيابي عنها .

*******★★★*******

اتكات على جزع الشجرة الضخمة بعدان صليت المغرب وقد قررت ان اخذ قسطا من الراحة قبل ان اتابع سيري للمنطقة التي يقيم فيها بعض افراد القبيلة، من الذين انشقوا عن القبيلة في ايام الحرب متخذين موقفا محايدا دون الانتماء لاي من ابناء الحاكم الاول فتوزعوا بذلك في انحاء البلاد مشكلين جماعات مستقلة تتخذ ارضا وتسميها باسم مشكلين بذلك عشيرة لا تتبع لسلطة جده ورغم محاولات جدي الحثيثة لاعادة شمل القبيلة الا ان الامر بات صعبا وكثيرين من تلك الجماعات ابدوا طاعتهم له وفي المقابل لا يتدخل هو في شؤونهم الداخلية ومن بينهم عشيرة مهران التي يتجه اليها وقد خرجت منذ الصباح لاعلم عن ذاك الوباء الذي تفشى بين ماشيتهم وقد طلبت من جدي ارسال فريق من البيطريين خلفي بعد وصولهم من العاصمة وبم انهم يستخدمون السيارات فلن يتاخروا كثير لا اعلم الفترة التي غفوة فيها الي انني استيقظت على صوت بكاء امراة على بعد مسافة مني ولا اعلم ان كنت احلم بذلك ام واقع ولكنني وقفت ونظرت حولي فكان بالفعل هناك امرة تجلس على الارض الرملية تدفن راسها بين كفيها وتبكي بينما يقف فوق راسها شاب قد يكون في بداية العشرينات يحاول تهدأتها اقتربت منها بهدوء ولم ينتبها الي وعندما قلت " ماذا هناك " اجفل الاثنين وقد توقفت الفتاة عن البكاء بل ووقفت بزعر وهي تتراجع الي الخلف بصدمة لا تقل عن صدمة الواقف بجانبي فامسكت بغمد سيفي وقلت بصوت ارعبهما اكثر " تكلما " فرفع الشاب يديه باستسلام وقال " هي تبكي فقط لانها تعبت من الطريق " فنظرت اليها فهزت براسها فقلت " من اين اتيتما والي اين ذاهبان " فقال الشاب بتردد " من عشيرة مهران وذاهبان الي قرية السلطان " نظرت اليهما بشك تغلل الي وقلت " مشيا ؟؟؟!!" فهز براسه ، فسالته وانا انظر الي الفتاة التي قد لا يتجاوز عمرها ١٦ " لماذا تريدان الذهاب الي هناك وهل تعرفان المسافة التي تريدان ذهابها مشيا " فتردد الشاب عن الاجابة بينما بدات الفتاة بالنحيب ثانية فقلت وانا اشدد على الحروف " تكلم يا هذا ولا تجعلني افقد اعصابي " فقال وقد بدا بالارتجاف " اريد الزواج منها " فكان دوري لانصدم بعد ان وقعت الفتاة ارضا دفن راسها في كفيها وبكاؤها يعلو , فقلت " واين اهلها " فلم يتكلم ولاذ بالصمت فقلت بهدير " صدقني انا امارس الان كل انواع ضبط النفس لكي لا افصل راسك ان جسدك وانا اتخيل ما قد تكون فعلته بها فتكلم وارحني " فقال وهو يبتعد خطوتين " انها من اسرة ذات شأن في العشيرة وانا مجرد راعي لابقار والدها وقد طلبت يدها من والدها ثلاث مرات الا انه رفضني وطردني من عملي فقررت ان اذهب الي السلطان ربما يقف معنا وصدقني لم افعل لها شيئا وهي اتت معي بإرادتها " نظرة الي هذا الفتى الغبي الذي يقف امامي مرتجفا وهو لا يعي مصيبة ما فعله بحق الله الم يفكر انهما خرجا على اقدامهما وبعد ان يكتشف ينطلقون بحثا عنهما وسرعان ما سيجدانهم ولم يفكر ماذا سيحدث بعدها لا ويقول بكل فخر طلبتها ثلاث مرات فماذا اقول انا الذي اطالب بتلك العنيدة كل هذه السنين نظرت الي الفتاة المنهارة وانتبهت حينها لملابسها التي لم انتبه لها من قبل ورفعت راسي بصدمة وقلت " عروس " فقال ذاك بخوف " يريدون تزوجها من ابن عمها الليلة " فنظرت اليه وانا اعجز عن فهم غباء هذا الفتى ، واترحم عليه وانا ارى من الان رمح ابن عمها يخترق قلبه الولهان ، صدقا الحب اعمى هززت راسي بقلة حيلة وانا افكر بطريقة لحل هذه المصيبة بحق الله اتيت من اجل ابقار وليس انقاذ هذين الغبيين ، امسكت بيد الفتاة وانا اسحبها خلفي باتجاه حصاني فركض ذاك خلفي ونطقت الفتاة اخيرا بصوت مخنوق " سيقتلونني ان اعدتني " وقال فتاة " ارجوك لا تفعل لا يمكنك اعادتها سيقتلونها " قلت وانا ارفعها على ظهر الحصان " بل سيقتلون كليكما ان تابعتما سيركما واعلما ان قرية السلطان على بعد يوم من هناك بالحصان " نظر الي القتى بقلة حيلة والدموع بدات بالنزول من عينيه فقلت " انا حفيد السلطان وذاهب الي عشيرتكما وساخذكما معك املا بالخروج من هذه الورطة دون ان تخسرا ارواحكم فاصمت واتبعني وهكذا تابعت سيري وهو يتبعني بصمت بينما الفتاة لم تتوقف عن البكاء وكم اردت ان اصرخ عليها واطلب منها السكوت الا انني تفهمت شعورها فصمت وما ان قطعنا مسافة لا باس بها حتي ظهر امامنا ثلاث رجال بخيولهم فالتصق الفتى بي بينما سمعت شهقة الفتاة التي تلى سقطها مغما عليها ولولا انني كنت اقف بجانب الحصان لسقطت ارضا الا انني امسكت بها وحملتها بين يدي وانا اقول للرجال " انا ليث الجرهم حفيد سلطان قبائل الجرم وهما في حمايتي فدعونا نجلس ونناقش الامر بهدوء "


*******★★★*******

كنت اقف في الاسطبل التابع لمزرعتي وانا انظف الرعد وذهني شارد في تلك التي قضيت الخمس ايام السابقة في البحث عنها في كل ارجاء القرية ولم اي اثر يدلني اليها والي الي اهلها الي درجة انني بدات اشك في انني قد رايتها فعلا ولم تكن سوى خيال انسجه عقلي ولكي اقطع شكوكي ذهبت بالامس الي البحيرة فوجدت ان سهمي الذي رميت بها ثعبان في تلك الليلة قد اختفى بينما الثعبان كان متيبسا تحت الشجرة فايقنت بانها عادت هي ايضا الي مسرح لقائهما ولعن نفسه لانه لم يفكر بذلك الخيار والا لكان خيم هناك ينتظرها وبعد ان انتهيت من تنظيف الرعد خرجت من الاسطبل وانا احمل السطل وقد كنت ثنيت اسفل بنطالي وكم يداي وما ان ابتعدت عن اسطبل الرعد شد انتباهي وقوف احد العاملين موليا ظهره لي يتحدث مع تلك الشقراء التي يستمتع عماد بالسخرية منها ولكن ما شده اكثر هو سماع صوت الانثوي الذي قال " هل انت متاكد من انه ليس هنا " فهز العامل راسه وابتعد متجها للعمله ليظهر امامه تلك التي كان يفكر بها قبل قليل فوقف متسمرا يتاكد من الحقيقة التي تخبره بها عينيه ،ويعجز عقله عن تصديقه، فكيف يقضي خمس اياما في البحث عنها ،ثم يجدها هكذا بكل بساطة داخل اراضيه وحدودها انتبهت تلك الشقراء لوجودي فقالت بصدمة " أهذا انت ؟" تمنى لو انه سمع هذا السؤال من التي بجانبها، والتي لم تلق بالا لوجوده امامها وكانت تتجول بانظارها داخل الاسطبلات وكانها تبحث عن شيء ما فقدته ، فتقدمت تلك الشقراء نحوي ووقفت امامي متخصرة وقالت " انت الا تسمعني ؟!" فنظرت الي المزعجة التي تقف امام مباشرة وهي تحدق بي بضيق ، حسنا انا بالفعل لا اشفق عليها من عماد وسخريته في سليطة اللسان وجريئة اكثر من اللازم قلت بضيق " نعم! ماذا اردتي " سالت بريبة " هل صديقك القروي المزعج موجود" فرفعت حاجبي وقلت " واي الاجابتين ستعجبك " قالت بحدة " انسى امره واخبرني ايها الجليدي هل رايت من قبل حصان اسود في الجوار " بتلقائية رفعت نظري لتلك التي اقتربت اكثر وتنظر نحوي بتوجس منتظرة الجواب ، شقت الابتسامة ثغري وقد علمت انها تبحث عنه ايضا فنظرت الي جودي وقلت " ولماذا تبحثين عن حصان اسود " التفت للواقفة بجوارها وقالت وهي تشير نحوها " ليس انا بل انها حفيدة السلطان التي تبحث عنه " وفي تلك اللحظة تجمدت اوصالي وكان احدهم سكب دلو ماء بارد فوق راسي ، حفيدة السلطان ؟!، هل فكر قبل لحظة ان الامر بات سهلا عليه بعد وجدها؟ ،وليته لم يجدها، ليته ظل يبحث عنها طول عمره ولا يجدها كسراب يراه ولا يصل اليه ، نظر اليها عندما تكلمت اخيرا قائلة بيأس " الم تره من قبل ؟ " نفيت براسي دون ان انطق بحرف وانا انظر الي عينيها وهو يرى صورته فيهما في نقطة بعيدة في مركزهما ، وكم كانتا تشبهان عينيه في ظلمتهما الداكنة ، وفكرت في تلك اللحظة بشيء واحد ' هل انا مستعد فعلا ان اتخلى عن كل ما خططت له في سنوات عمري من اجلها " لم استطع ان اجيب على سوالي وانا اتذكر عينان اخران يستحقان ان اتخلى عن اي شيء في سبيل ان انتقم لتلك الدموع التي تساقطت منهما .تراجعت بهدوء مبتعدا عن مجالها المغناطيسي وانا اردد في نفسي " من اجلك فقط امي "

*******★★★*******
قالت جودي ما ان ابتعد عنا صديق عصام " استغرب فعلا من برود هذا الرجل على عكس صديقه ذاك " نظرت الي ظهره وهو يبتعد اكثر وقلت " الناس طبائع جودي " ثم تحركت انوي العودة القي القصر فقد انهكني البحث عن ذاك الفارس الذي اختفى هكذا وكان الارض ابتعلته وانا فعلا لا اعرف لماذا ابحث عنه وما سافعل به ان وجدته ، الا انني كنت اريد ان اتاكد انني رايته حقا وقد ذهبت برفقة جودي قبل يومين الي البحيرة فوجدنا السهم المغروز في راس الافعي بالشجرة فنزعته جودي وقامت بغسله واعطتني ايها ومنذ ذلك الوقت وهو يرافقني كل ليلة اتامل فيها وقد بدات بالفعل منذ ان استعدت قوتي بالبحث عن حصان اسود في القرية وقد بدات بالقصر وسالنا مع جودي كل الذين قد يساعدونني وقد طلبت من احد رجال جدي ان يبحث لي عنه ولم تثمر جهودنا في شيء وها هي المزرعة الاخيرة في القرية ولم نعثر فيه عدنا الي قرية الا انني لم اذهب الي القصر بل ذهبت برفقة جودي لرؤية اية وما ان دخلنا عليها غرفتها واقفلنا الباب حتى رمت قطعة القماش الذي يغطيها بعيدا وقالت " جيد انكما عدتما اكاد اختنق من هذه الاجواء " وعلى حسب التقاليد فالفتاة ما ان يقترب زواجها حتى تحبس في منزلهم مانعين ايها من الخروج ، كما انها تغطى بالكامل لكي لا يراها احد وذلك لتكون طلتها الاخيرة مفاجاة للجميع وبل الفعل فالعروس التي يكشفون عنها امام الجميع بعد اسبوع من زواجها تكون مختلفة تماما عن الفتاة التي كانا عليه واية محبوسة في غرفتها منذ خمسة ايام ويمارس فيها كل انواع التعذيب من قبل خالاتها قلت مبتسمة " كيف الحال يا عروس " قالت بغيظ " سحقا لا تناديني هكذا لقد مللت منها بالفعل " جلست جودي بجوارها وقالت " حسنا انا سعيدة لانني لن اتزوج منكم فلن اتحمل ان يحولون الي دجاجة مشوية " نقلت نظري الي كف اية التي تمسكها جودي والذي بات لونه احمرا بسبب حفرة الدخان التي تجلس عليه كل مساء وهي عبارة حفرة بعمق ربع متر يحرق فيه اخشاب السدر او اي شجرة عطرية لينطلق منه الدخان الكثيف فتجلس عليه النساء ويغطين اجسادهن بقطة مصنوعة من جلد الاغنام ليمنع خروج الدخان وهو اشبه بحمام بخار الا ان حرارته قد لا تحتمل ولا سيم لعروس تجلس عليه اول مرة الا انها ولاكون صريحة نتائجها مذهلة فبعد ان يتم دلك البشرة والتخلص من الطبقة المحترقة من الجلد تكون البشرة ناعمة ونظرة وهو ما يجعل النسوة في القرية لا يتخلين عنه ، جلست انا ايضا بجانها ومسكت بكفها الاخر وقلت " النتائج هي الاهم وصدقين عندما تريها بعد الزفاف لن تعرفيها " قالت اية بحرقة اتعرفان ما يحزنني في كل هذا " قلنا معا "ماذا "
قالت بحزن " انه لا يستحق كل هذا العذاب ، ويكون رافضا لي من الاساس " قلت بغيظ " هو الخاسر اذا ، واياك وان تضعفي اية ، وكما اخبرتك عليك ان تلقنيه درسا على تركك كل هذه السنين " قالت جودي بحماس كعادتها " وانا معها ، سواء اراد هذا الزواج ام اجبر عليه لا تهتمي وانسجي خيوطك حوله وبعد ان تستطيعي تحريكه كالدمية فكري في مسامحته " ابتسمت اية وقالت " الكلام سهل ولكن ان اتينا للتنفيذ " قلت لها وانا اشير عليها " بجمالك هذا انا واثق انك ستنجحين في قلب عوالمه يا اية فقط تشجعي وانتقمي لنفسك " ضحكت اية قائلة " ومم انتقم يا ذكية حتى وان لم نكن متزوجين من الطبيعي ان اصل لعمري هذا دون زواج فلو كنت في الثلاثين لقلت انه اضاع عمري ، ولكن الان افكر انه اراد امراة ناضجة لا طفلة يربيها من جديد " قالت جودي بضيق ما كنت اريد قوله " انت طيبة اية ، وكم اخشى ان يكون قد تزوج خلفك او لديه حبيبة وانت هنا تخلقين له الاعذار " كانت اية ستقول شيئا لولا ان دخلت خالتها المسؤولة عنها هذه الفترة تزمجر فيها " الم اخبرك الا تفتحي وجهك لاحد لاية " فقالت اية وهي ترفع الثرب وتغطي راسها " يا الهي متى سينتهي هذا الكابوس " فقالت خالتها بغضب " ماذا قلتي ؟. " فغادرنا انا وجودي بهدوء خلفها قبل ان توجه مدافعها نحونا .




ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 05:06 AM   #22

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

واتمنى لكم قراءة ممتعة

ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-19, 05:00 PM   #23

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية جميلة 😍😍ومشوقة جدا يعني فراس يكون ابن عم ريهام بس هل الجد وااجدة عارفين ان خالد كان متجوز بالسر ورامي ابنه..جودي الطفلة البريئة الله يستر عليها من حقد عماد ..واية صعبانة عليا ونبيل الي فكر في نفسه ومتعته وسابها معلقة الحقير اتمنى ان اية تعلمه الادب بس هي مسكبنة ..زهور المسكينة الي اتحوزت في سن مبكر ورسالة خالد انه مريض وحيموت هل فعلا هو مات ..وازهار وفؤاد والجنان الي بينهم ..منتظرين بشوق الاحداث الجاية ودمتي بخير 😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-19, 05:28 PM   #24

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

شكرا زهورة على مرورك....
في الواقع خالد مش رامي ابنه دا حتى م اداه اسمه .ومافي حدا يعرف انه فراس ابنه غير عماد وجدة فراس وبشير .


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-19, 07:21 PM   #25

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل ممتع جداًً.... أشفقت على آية... بصراحة عذاب...
رهام... أعتقد بأنها ستتعلق بفراس... ولكن ما موقف ليث حينها وهو انتظرها لمدة ليست بقليلة...
سردك رائع عزيزتي.. يجعلني وكأنني أعيش بين الشخصيات... حتى أنني تخيلت بحيرة ضوء القمر وأدركت. مدى روعتها وسحرها...


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-19, 08:29 PM   #26

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اشكرك جود ...على متابعتك معي
لا تقلقي على ليث صدقيني لن اظلمه 😉
.
.
.
ان شاء الله غدا ساقوم بتنزيل الفصل قادم .


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-19, 06:47 AM   #27

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السابع


. كنت اسير في الرواق ذهابا وايابا وانا افكر في حل لمشكلتي الجديدة نظرت الي ساعتي لاتأكد من الوقت المتبقي للمحاضرة ,ثلاثون دقيقة ، لن تكفي لان اعود الي البيت واحضر مخططات الرسم ، وسائق العائلة اخذ امي لبيت جدي ، ولا تنقصني مواجهة اخرى بالاستاذ فؤاد ، فلن يتوانى عن اذلالي ان اخبرته اني نسيت مخططات الرسم للمشروع النهائي لهذا الفصل ، فكرت كثيرا ولم يبق لي الا ان اتصل بزهور فهي املي الوحيد ، واتمنى انها لم تذهب الى الشركة، اتصلت بها وانا ادعوا ان تكون في البيت وما ان فتحت الخط حتى قلت لها " زهور قولي انك في البيت " قالت " غادرته قبل قليل ماذا هناك ازهار " قلت لها برجاء " هل يمكنك العودة احتاج لشيء مهم نسيته " قالت بهدوء " هل الامر ضروري يا ازهار " قلت من فوري " حياة او موت " قالت بصدق " حسنا حسنا ، ما هو الغرض الذي تريدينه ؟ " قلت بفرح " بعض مخططات الرسم ، ستجدينه اما على السرير او مكتبتي " قالت " انتظري في خارج يا ازهار لا اريد ان اتاخر " قلت لها شاكرة " يا الهي زهور انت الافضل" قالت بغيظ " الان اصبحت الافضل؟ ، اقفلي يا ازهار وانتظريني في الخارج كما اخبرتك" اقفلت الخط وخرجت ركضا انتظرها في الخارج كنت اتكأ على السور اهز قدمي بتوتر وأراقب السيارات القادمة من نهاية الشارع ، حتى رحمتني اخيرا وظهرت ، اوقفت سيارتها الحمراء في الطرف الاخر وخرجت منها تضرب الارض بكعب حذائها العالي وتتجه نحوي فتحركت انا الاخرى باتجاهها
وقبل ان اصل اليها ، ظهر جسد من اللا مكان واصتدم بها فوقف الاثنان مذهولان ينظران الي بعضهما ، بينما وقفت انا بضيق انظر الي سماحة الاستاذ المبجل الذي ظهر من العدم ولم ينتبه لها لانه كان مشغولا بهاتفه ، نظرت الي زهور التي قالت معتذرة " آه اسفة لم اكن منتبه " فقال هو بعد ان تدارك الامر " لا ابدا انا الذي لم اكن انظر امامي " فقالت زهور بابتسامة وهي تمد يدها له " تشرفنا سيد فؤاد ، انا زهور .." اكمل هو قائلا " شقيقة ازهار " وصافحها فابتسمت وهزت راسها بالايجاب فاردف هو قائلا " لا انكر الشبه بينكما ولكن هناك وجه اختلاف كبير ايضا ، ولكن كيف تعرفت علي يا انسة " فقالت زهور " لقد حدثتني اختي عنك من قبل" فقال بجزع " يا الهي هذا ليس مطمئنا، وهل ابدو كما قالت " كنت اكتم غيضي منهما فيبدو ان زهور نسيت امري وهذا الاخر لم ينتبه لوجودي قالت زهور تكتم ضحكتها " ابدا تبدو عكس ما قالت تماما لهذا عرفتك " فتمتم قائلا " عرفت ذلك تلك النارية تشوه صورتي " تقدمت منهما وانا اشتعل غيظا ولم اعد احتمل هذا الهراء وقلت بعد ان تخصرت امامه وقد بدا مندهشا من وجودي " هل انتهيتما " قال بصوت هامس " ازهار !!" قلت بغضب وقد ارتفع مستوى صوتي قليلا " اجل ازهار وهذه النسخة الارستقراطية من فتاة الشوارع (وانا اشير الى زهور ) ارجوا انك سعدت بمقابلتها " سحبت الاوراق من زهور وقلت " وانت شكرا على تعبك معي " ثم سرت بغضب الي بوابة الجامعة ، في الحقيقة انا نفسي لا اعرف سبب غضبي الا انني اشعر بنار ملتهبة في قلبي لست قادرة على تحملها .

*****★★****



ما ان وصلت الي البئر لمحت فراس يتحدث الي الراعي المسؤول عن ابقاره اقتربت منه وانا امسك بلجام حصاني بعد ان نزلت منه ، وعندما اقتربت منه لاحظ وجودي فصرف الراعي والتفت الي قائلا ”كيف حالك عماد ” قلت وانا اصافحه ” بخير على عكسك ، اخبرني يا رجل ماذا يجري معك ” نظر الي الجهة الاخرى بوجوم قائلا ” انا بخير لا تشغل بالك ” هززت براسي اجاريه على الرغم من اني واثق تماما ان هناك ما يشغل باله ، الا انه لن يخبرني بسهولة فكلانا يحاول ابعاد الاخر عن مشاكله ، وان وجدت انا في عصام منفسا لي ، ففراس لن يشارك عصام بما يدور في راسه ، واذكر انه عندما تعرف على عصام في البداية لم يكن يطيقه ابدا ويتجنب الحديث معه ، ومع مرور الوقت اعتاد على وجود عصام معنا ، قلت احاول اخراج الحديث منه ” اخبرني فقط ما تفكر فيه وساكون بجانبك دائما ام انك لم تعد تثق بي ” سكت برهة من الزمن ثم قال ” اريد ان اصبح السلطان ” فنظرت اليه بدهشة ” يا الهي فراس ماذا تقول ؟؟” فنظر الي وابتسم قائلا ” ما بك عماد؟ هل نسيت اني من العائلة ايضا ولي الحق مثلهم في حكم القبيلة ” قلت انظر في عينيه ” ستظهر نفسك في الساحة هل انت واثق ” فقال بشرود وهو ينظر امامه بنظرة لم استطع تفسيرها ” ربما حان الوقت المناسب ” كنت ساقول شيئا لولا انه قاطعني قائلا ” ما بها قطتك اليوم ليست على سجيتها ” فنظرت الي حيث يشير فاذا بها تلك الشقراء برفقة ابنة اخ عصام ، ولكن ما شد انتباهي انها لم تكن على عادتها كما قال فراس ، بل كانت وكأنها لؤلؤة فقدت بريقها ، فهي منذ لقائنا الاول وهي تحاول اثبات نفسها ، فبعد يومين من لقائنا استطاعت سحب الدلو من البئر وسكب ماءه في المجرى وكانت فرحتها لا توصف وهي تقفز وتصفق ، الا انها لم تنتبه لانزلاق قدمها وهي تقفز في ارض طينية ، فسقطت كمرتها الاولى ، وبعدها حاولت ان ترفع سطل الماء فوق راسها كما يفعل نساء القرية الا انها لم تنجح ، فالامر ليس سهلا كما يبدو والنسوة في القرية يقمن بحمل الاشياء فوق رؤسهن منذ نعومة اظفارهن ، وكما كان متوقعا انتهى بها الامر مبللة من راسها حتى اخمص قدميها لانها فقد توازنها وهو العنصر الاساسي في هذه المهمة ، ولن اذكر تلك المرة التي ذهبت لجمع الحطب من اجل الوقود فعادة بقطع من الفروع الرطبة التي لن تنفع لاشعال النار ، وبالامس اصرت على حاتم ان تقود الجمل عائدة به الي البيت ، ولان حاتم يدرك ان الجمل يعرف طريق العودة سمح لها بذلك ، ولكن ما لم يكن بالحسبان ان تفقد لجام الجمل فتعجز عن توجيهه ، فسار الجمل في طريق مستقيم ، فغاص بها في شجرة سدر على الطريق وهي لم تستطع ابعاده لانها فقدت اللجام ولحسن حظها كنت بالجوار وما ان وصلت اليها واستطعت ايقام الجمل وجدت انها اصيبت ببعض الخدوش بسبب الشوك وكان بعض الشوك والاوراق علقة في شعرها ، وعندما نزلت من الجمل صرخت في وجهي قائلة ” اياك ان تضحك لقد سئمت من سخريتك لي ” حسنا كنت ساضحك بالتاكيد لولا رؤيتي لانهيارها المفاجيء ، ولاكون صريحا لم استطع رؤيتها تبكي هكذا ،وكان احدهم يوجه طعنات متتالية الي صدري ولم يكن هذا الشعور مرحبا عندي ، فابتعدت بضع خطوات للخلف وانا اقاوم بشدة ذاك الشعور الذي يجعلني ارغب في دفنها في صدري ، اما هي فتابعت باكية تسحب الجمل خلفها ، وانا بقيت واقفا في مكاني اراقبها حتى اختفت عن ناظري ، والليلة الماضية قضيتها احاول ترجمة ذلك الشعور ، تقدمت اليها وهي جالسة تحت شجرة تراقب الجميع بوجوم وعندما رأتني قالت بضيق ” ماذا تريد ” قلت وانا اجلس بجانبها ” القي التحية اولا ” قالت وهي تلف وجهها بعدا عني ” ليس مرحبا بك فاذهب الي صديقك البارد ذاك وجدا شيئا تضحكان عليه ، واعذرني لاني لن اكون مصدر تسلية لك بعد الان” قلت بعدم فهم ” ماذا تعنين جود ” قالت بحدة ” اسمعني جيدا قد اكون غير قادرة على القيام باشياء بسطة يقوم بها اهل القرية ، الا انني لست عاجزة عن القيام باشياء اخرى ، فانا اجيد الرماية ، وركوب الخيل والسباحة كما انني اجيد العزف على الكمان ، ولست مدللة كما تظن ” قلت بابتسامة ” في الحقيقة لست مدللة يا جود ، فقد اثبتي لي انك قادرة على القيام باشياء كثيرة لن تستطيع فتاة اخرى من بلادكم تلك القيام بها ” فتمتمت قائلة بالفرنسية ” الان يواسيني وقد نسي انه بالامس يسخر مني ” فقلت لها بابتسامة ” هل قلت شيئا ” فهزت راسها بالنفي ، هذه الصغيرة صدقت بالفعل انني فنى قروي لا يجيد القراءة او الكتابة ، وتظنني لا اجيد الفرنسية ،وانا الذي تعلمت في ارقى مدارس العاصمة ، وكوني اسكن في القرية ليس الا احتياط لشعوري بان عدوي ان عاد يوما فهو سياتي الي القرية بالتاكيد ، فجميع اقاربه موجودون بالقرية ، افقت من تفكيري على صوت جودي قائلة ” هل ذاك حصانك ” فنظرت الي حيث تشير وهززت لها بالايجاب وقلت ” اجل واسمه جلمود ” فصفقت بحماس وقالت ” اذا سابقني ” نظرت اليها بدهشة فاضافت ” اسمع انا بارعة جدا في سباق الخيل وساثبت لك مهارتي فاقبل ان تسابقني ” فوفقت وقلت ” حسنا لك ذلك ولكن ان فزت تتوقفين عن مناداتي بالقروي امام الناس ” فهزت راسها بحماس وقالت ” وان فزت انا تتوقف عن السخرية مني الي الابد ” قلت لها ” حسنا لك ذلك والسباق ان نلتف عند تلك الشجرة ثم نعود الي هنا والفائز من يعود اولا ” هزت راسها ثم انطلقت ركضا بحماس وهي تودني باصابعها ولم اعي الا عندما وصلت الي الجلمود وامتطته وانطلقت به قائلة ” هل ستقف عندك هكذا وتتركني افوز عليك ” وعندما فهمت الامر صرخت بها قائلا ” اعيدي حصاني ايتها المحتالة ” الا انها لم تعر لي بالا فذهبت حيث يقف فراس مصدوما وقلت له وانا امتطي الرعد ” ساستعيره قليلا” فهز لي براسه موافقا فانطلقت به ولم استطع اللحاق بها الا بعد ان التفت من الشجرة وهي عائدة فقلت لها ” تدركين انك غششت اليس كذلك ”فنظرت نحوي قائلة ” تقول هذا لتبرر خسارتك امامي ليس الا ” ثم تقدمتني فنظرت اليها مبتسما وانا اراقب شعرها الذي يتطاير خلفها ، فاسرعت الحق بها الا انني لم اتجاوزها وقد وصلت قبلي بالفعل والمضحك في الامر ان الجميع كان يشجعها فنزلت من الرعد وتقدمت نحوها وكانت تبتسم بانتصار وكأنها ربحت بطولة عالمية ، قلت لنفسي مواسيا ” على الاقل خرجت من هالة الحزن الذي كان يحيط بها ” قالت وهي تسلمني جلمودا ” لقد فزت ولن تخلف بوعدك اليس كذلك ” هززت لها بنعم فقالت ” جيد وانا لن اناديك بالقروي لانني فزت بفضل حصانك وهكذا متعادلان ” ثم ذهبت ركضا الي حيث صديقتها فتقدم فراس نحوي قائلا ” تعمد الخسارة ” قلت بحرج ” حسنا لا باس بالتنازل عن بعض الجولات ” فقال وهو يسحب لجام الرعد مني ” اخسر كما تشاء ولكن لا تقحم الرعد ثانية ولا تنسى انه الحصان الفائز بمهرجان العام السابق ” قلت له ونحن نسير باتجاه مزرعته ” لا تفتخر كثير فمهرجان العام قد اقترب ولن تربح بها ” قال مبتسما ” لا تكن واثقا كثيرا ” قلت بثقة ” لست خصمك وحدي فلا تنس ليث وعصام وذاك الفتى سمير ” قال وهو يغمز لي ” ولا تنسى قطتك المدللة ” قلت بضيق ” ان قلت انها قطتي ثانية ساقطع لسانك ” فقال بمكر ” اذا غزالتك ؟؟ ” وقد نجح في اغاظتي فعلا فقلت بحدة ” بل لا تنسبها الي ”
******★★★******

منذ ان استعادة رهام صحتها كان علي ان اعود للعاصمة واتابع اعمالي ، واليوم كانت عل موعد لمقابلة السيد امجد ، وهو مدير شركة خالد المعتز وقد اشتريت منه قبل سنتين متجر قطع الغيار ، ولخبرته الطويلة في مجال التجارة عقدة معه صفقة بان يقوم بتوريد قطع الغيار لشركتنا ولاننا على مشارف افتتاح فرع جديد لمتجرنا كان لابد لي ان اناقشه في بعض الامور واثناء سيري في الممر فجاءة شعرت بكتلة ما تصتدم بي من الخلف فالتففت بغضب اريد معرفة الاعمى الذي لا يرى امامه فاذا بها فتاة تحك جبينها وهي تتمتم قائلة ” ما به يومي اليوم ، اصتدامان !! لابد ان القادم اسوأ” قلت بجمود ” لو انك تركزين وتنظرين امامك لمر يومك على خير ” ثم غادرت باتجاه الدرج فمكتب السيد امجد في الطابق الثاني ، وانا لا يمكنني استخدام المصعد لان لدي رهابا من الاماكن الضيقة بعد ان علقت مرة في احدى دهاليز القصر السرية وهي عبارة عن ممرات تربط بين اجزاء القصر لحالات الطواريء وقد يكون مخفيا خلف لوحة او حتى جدارا متحركا ، وله الية معينة لفتتحه وكنت حينها صغيرا في التاسعة وقد قضيت ما يقارب السبع ساعات محبوسا حتى عثر علي والدي ، ومن حينها بات البقاء في مكان ضيق يسبب لي الرهاب وقد يؤدي الامر الي الاغماء ، ما ان وصلت الي مكتب امجد حتى قالت سكيرتيرته ” تفضل سيد عصام ، السيد امجد في انتظارك ” وبل الفعل ما ان دخلت وقف السيد امجد مهلالا فقلت بابتسامة ” السلام عليكم ” فقال يشير لي عل الكرسي ” وعليكم السلام ، تفضل اجلس ” جلست حيث اشار لي على الكرسي الجلدي ” كيف حالك امجد لم ارك منذ فترة ” قال مبتسما ” بخير كما ترى ، ” وقضينا بعض الوقت في السؤال عن الحال والاحوال فعلاقتي بامجد ليست مجرد علاقة عمل بل تربطنا صداقة قديمة ، واثناء حديثنا فتح باب المكتب فرفع كلينا ننظر الي الداخل فكانت تلك التي التقيت بها في الاسفل نظرت الي بنظرة ثابتة ورفعت راسها بثقة والقت السلام فرد امجد بصوت عالي بينما رديت انا بهمس وانا اتابعها تتابع سيرها نحونا تضرب الارض بخيلاء وكعب حذائها وعباءة سوداء طويلة ويكاد يغطي حذاءها الرمادي ، تلف حجابها باناقة منقطع النظير وبالتاكيد كاي انثى كانت ملامحهها تتواري خلف لوحة الوان هادئة ربما الا انها تبرز جاملا اصطناعيا اخاذا ، عينيها الداكنتين كانتا تعكسان ثقتها العالية والقليل من الغرور ربما ، الا انه لم يخفى عني لمحة الحزن الذي تحاول اخفاءها خلف ستار الثقة التي تكسوها اخرجني قول امجد من تأملها عندما قال ” اعرفك الانسة زهور ، واظنك تعلم انها صاحبة هذه الشركة والاعمال التي اقوم بادارتها ” نظرت اليها مجددا وقد جلست على الجانب المقابل ، وقلت ” لي خلفية عن اسمها الا انها المرة الاولى التي اقابلها فيه ” فقالت هي بابتسامة مائلة ” تقصد الثانية ” وادركت انها تعني لقاءنا في الاسفل فقلت ” حينها لم اعلم بانك زهور الماجدي ، ولاصدقك القول لم اهتم لاعرف حينها” فامتعط وجهها بغيظ ثم ادركت حالها فوضعت رجلا على رجل وابتسمت قائلة ” وما جعلك تهتم الان ” كنت ساقول انني لست مهتما حتى الان الا ان امجد سبقني قائلا ” ربما لانه عميل مهم وانت ستتولين امر الصفقة معه ” فتداخلت اصواتنا قائلين ” ماذا ؟؟ ” فقال امجد يشير نحوي ” اعرفك على السيد عصام ، انه مدير شركة قولدن كار وهو متعاقد معنا من اجل توريد قطع الغيار له ، وبم انك ستستلمين اعمالك ، فمن الافضل ان تفعلي ذلك تدريجيا ” كنت انظر اليها انتظر اي رد فعل ستقوم به هل سينكسر ثقتها المزعومة التي تحاول ان تبني به جدارا يحميها من اظهار حزنها وضعفها ، ولا سيم انه من الواضح ان هذا اول عمل تقوم به ، ولكنها فاجأتني عندما وافقة دون تردد ، وقضينا نصف ساعة اخرى نتناقش في العمل بعد ان احضرت لنا السكرتيرة القوة لي وللسيد امجد بينما احضرت لزهور عصيرا ، كانت هادئة ودبلوماسية واظهرت ذكاءا منقطع النظير وهي تستفسر عن اشياء دقيقة ، اجزم ان لها مستقبلا باهرا في عالم الاعمال ، كيف لا وهي سليلة الماجدي صاحب اكبر امبراطورية تجارية في البلاد في مختلف المجالات فعلى عكس الاسر الاخرى التي تسعى لاثبات نفسها في مجال واحد ، فان ابناء الماجدي انفرد كل منهم بتجارته التي يعشقها دون التقيد بتجارة العائلة الرئسية ، فمنير الماجدي اثبت نفسه في سوق الذهب ، بينما كان الحفيد الاكبر غانم الماجدي من عمالقة عالم السياحة والفنادق بامتلاكه عدد كبيرا من المطاعم والفنادق و المنتجعات اضف الي ذلك اكبر منتزه مائي في البلاد ، ولا ننسى شقيقه عمير الماجدي الذي ظهر سيطه في الاونة الاخير بشركته الرائدة في الانتاج الفني، ولبنات الماجدي دور في رفع اسم الماجدي يعجز اي اسم في اللحاق به فسناء الماجدي قد لمع اسمها في سماء عالم الازياء بماركتها المسجلة باسمها ، ونجوى الماجدي الكاتبة ذات القلم الذهبي التي باتت تتصدر كتبها قائمة الاكثر مبيعا في البلاد ، والان زهور الماجدي لن تعجز عن كتابة اسمها بين اسطر تاريخ الماجدي المجيد .

******★★★******


قمت بجولة اخيرة حول مزارع ال مهران وقد بقيت معهم اسبوعا عشت فيا بهناء وراحة بال لم اعشه منذ مدة بفضل ما يوكل الي من اعمال ، طبعا ان استثنينا الليلة الاولى قابلت فيها شقيق الفتاة وعمها وابن عمها على مشارف المنازلهم وما ان اخبرتهم اني حفيد السلطان حتى ترجل شقيقها من حصانه وحملها عني طالبا مني ان اتبعهم ، وذلك دون ان ينسى رمي الفتى المسكين بنظراته النارية ،وكنت استغرب حينها هدوءه الظاهري رغم انه كان يود فعلا قتل الفتى والذي علمت فيما بعد ان اسمه حامد ، وما ان وصلنا لمنزل الفتاة حتى وجدنا انفسنا في مجلس يرئسه زعيمهم مع وجود والد الفتاة واعمامها وابناء عمومتها واشقاءها وكبار رجال العشيرة، وقد ادركت بعد قليل من النقاش ان رفضهم لحامد ليس في شخصه بل في حالته المادية فقط ، اذ انه لا يمتلك حتى ما ياويه ، فكيف بزوجة وابناء ، وما ادهشني اكثر دفاع معضم الرجال عنه وردة فعل ابن عم الفتاة الذي كان هادئا جدا ، وفي النهاية اقنعتهم باني سادفع مهر الفتاة ، وامنح الفتى بعض الابقار ، وقال زعيمهم انه سيمنحه ارضا من اراضيه وانتهى الليل بعقد قرانهما ، وما ادهشني بعدها ان هروبهما كان مخططا من قبل شقيقة الفتاة والتي كانت تريد الزواج من ابن عمها ، وقد التقيت بها عدة مرات وهي تحضر لي الطعام تشكرني على انقاذها ، وكانت على عكس شقيقتها ، فتاة مشاغبة ومتهورة اضف الي ذلك انها ماكرة ، وبالفعل عقد قرانها على ابن عمها بعد يومين ، واحصر والدهم ان احضر زفافهما الذي كان بالامس ، والان وبم ان امر مرض الابقار بات بيد الاطباء البيطريين الذين لحقوا بي بالفعل ، وقد اكتشفوا ان الابقار مصابة بمرض الجمرة الخبيثة ، وقد استطاعوا السيطرة على انتشارها بالفعل ، بعد جولتي الاخير قمت بوداع زعيمهم ووالد الفتاتين وانطلقت قاصدا القرية ، وانا ادرك تماما ان طريقي طويل ، وعلى عكس المرة السابقة كنت اخذ قسطا من الراحة كلما احسست بالارهاق ، ولهذا السبب هبط علي الليل قبل ان اصل الي القرية ، الا انها باتت قريبة ، اجفلني صليل السيوف الذي اخترق سكون الليل معلنا ان هناك قتال في مكان قريب ، توقفت التفت حولي ابحث عن مصدر الصوت ، حتى علمته ، حيث كان هعلى مقربة مني الا ان كثرة الاشجار وظلمة الليل حجبته عني ، فكان هناك ثلاث رجال يتقاتلون على احصنتهم اثنان ضد واحد ، وبم اني لا اعلم السبب استليت سيفي لاقف مع الجانب الاضعب ولا سيم انه تلقى ضربة على كتفه اوقعته عن حصانه وما ان دخلت لساحة القتال ولم يمض وقت حتى انسحبا وكنت سالحق بهما لولا انين الواقع ارضا ، فنزلت من فرسي واقتربت منه حيث كان يحاول النهوض ، وما ان اقتربت منه حتى دفعني عنه بعيدا ، وهو يحاول الوقف متحاملا على المه ، الا ان حاله لم يساعده فوقع مغشيا عليه، مددته على الارض وانا القي نظرة على جسده النحيف ، مزقت كم ثوبه وانا انظر الي جرحه ، احاول معرفة عمقه ، وانا اضغط عليه احاول وقف النزيف ، وبعد محاولات عدة استطعت ان اغسل مكان الجرح بالماء الذي معي ولففته بعمامتي الا ان النزيف لم يتوقف وقد تحولت عمامتي الي اللون الاحمر تماما حملته برفق ووضعته تحت احدى الاشجار ، وذهبت لابحث عن بعض الاعشاب التي قد تساعدني ، وبل الفعل استطعت العثور على نبات اليارو فاستخدمت حجرين لطحنه جيدا ثم وضعتهما على الجرح ولان عمامتي لا فائدة منها بعد الان سحبت عمامته لابتعد عنه مذهلا فور رؤيتي لذاك الحرير الذي تناثر على وجهها ، يا الهي انها فتاة ،وكان وعي عاد الي من جديد وانا اتنقل بنظري عليها والعن غبائي الذي لم يدرك الامر سابقا ، عدت اليه اقصد اليها اضمد جرحها ثم ابتعدت وانا انظر الي وجهها المسترخي ، هذا ما كان ينقصني ، مالذي القى بهذه في مكان كهذا ليلا واي مصيبة ورائها يا ترى ..



*****★★★*****




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-05-19 الساعة 11:43 AM
ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-19, 06:48 AM   #28

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

واراكم في الفصل القادم اعزائي

ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-19, 01:46 AM   #29

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير ...
رمضان مبارك
اسفة على التاخير في تنزيل الفصل
عشان اول ايام رمضان وضغط وكدا
احاول ان شاء الله في تنزيل فصلين كل اسبوع باذن الله


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-19, 08:12 AM   #30

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

سيتم تنزيل الفصول كل سبت واربعاء باذن الله

ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.