آخر 10 مشاركات
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني روايه راااااائعه بقلم الهودج (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          حرب الضواري * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : برستيج اردنية - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree62Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-19, 10:13 PM   #21

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي



اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء





قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 20-04-19, 04:23 PM   #22

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية مشوقة جدا😍😍 بس ماحبيت ان جدها رماها لحفيده وهو عارف ان ابنه لامسلم وبيشرب خمرة وزاني😤😤 ماحبيت ااحركة هاي ده شيطان وهي كانت تستحق تتجوز انسان مسلم ملتزم مش واحد مش عارفين حتعرف تعدله ولا لا ..متابعينك حبيبتي ومنتظرين حيعمل ايه معاها من اولها حابسها في غرفتها ..😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:08 AM   #23

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الخامسة عشر

غادر جاك بسيارته قصر "علي" وتلك الفتاة وما ترتديه يحث ذهنه علي الانشغال بها .. وإلي أي درجة تقرب رئيسه بهيئتها المريبة تلك !!

ف " علي " منفتح كثيراً غير متدين ولا يتزمت بأفكاره لأي ديانه !

نعم هو علما مصادفاً بأنه مسلم في الأوراق الرسمية ، ولكنه كثير من المرات شاهده يبغض افعالهم الأرهابية غير نزواته التي لا حصر لها ، وأعماله التي تتدخل في كل شئ تخالف معتقدات أي ديانة !!

والأهم من هذا وذاك ماذا تعني له تلك الفتاة لكي يضايفها في بيته ؟!

وخاصة بعد ما شاهد من حالة لامبالاة تملكته عند اعلامه بمعاد وصول طائرتهاxلاستقبالها .. غير متذكر اسمها ويكاد يكون لا يعلمه من الاساس .. ليندفع في اخراج بطاقة بياناتها من احد ادراج مكتبه ، معطيها أياه ببرود شديد مما أوحي لذهنه حين التقطها منه بأنها لا تعني له شيئًا مطلقاً ..

تصاعد تفكيره المحير بشدة .. ليرتفع معه نغمة هاتفه الصاخبة فالتقطه بعجالة وهو يشاهد اتصال من رب عملهُ فهما بفتحه هاتفاً …

- مرحبا مستر اَلي !

أتاه صوته باقتضاب :
- هل نفذت ما أمرتك به !

تمتم بإرتباك حذر :
- نعم مستر اَلي كل شيء كما أمرت به ، ولكن تلك الفتاة غريب…

قطع جملته أثناء هتاف " علي " في الهاتف بلامبالاة :
- لا تعنيني هذه الفتاة وما بها ، فقط أن كنت نفذت مهامك أحضر علي الفور في مبني الأدارة لكي نغادر في الحال لذلك الحفل الختامي للتكنولوجيا الحديثة وأتمام الصفقات التي اتفقنا عليها مع المندوبين الأوربيين …

أجابه جاك باهتمام :
- سأعرج علي شقتي في الطريق حتي أبدل ملابسي بزي مناسبات رسمي وأتي علي الفور .. ولكن أنت كيف ستستبدل ملابسك هل ستعود لقصرك ؟!

أجابه علي بجدية شديدة :
- لا تشغل ذهنك " سولا " اهتمت بكل شئ وأحضرت الزي وسأستبدله هُنا في المكتب .. هيا لا تتأخر حتي نستطيع لحاق الحفل في موعده !

قال جملته وانهي المكالمة .. ليتفاجئ جاك بفعله .. مما جعله يترك تفكيره وشروده بلا اهتمام ، واستدعاء تركيزه في الطريق حتي يصل لمنزله سريعا واستبدال ملابسه وتفادي غضب "علي " فطالما عاهدهُ في عمله شديد لا يعرف التهاون…

----------------

- سيدتي هذه غرفتكِ وبأوامر من سيد " الَي " لا يسمح لكِ بالتجول خارجها !!!

بعينان شارده يمرحان بهما الحزن من بين فتحة نقابها ، وبذراعان منعقدة أمام صدرها ، وقفت أمام تلك النافذة التي اصبحت لها الرفيقة الدائمة منذ أن أتت ، في هذة الغرفة التي باتت حبيستها بين جدرانها الأربعة ودورة مياهها الملاحقة لها .. تعيد تلك الجملة القاسية والجارحة في ذهنها ألاف مؤلفة من المرات في هذا الاسبوع الذي مر عليها هنا في ذلك القصر الهادئ والفارغ من ساكنيه إلا في سكون الليل المظلم ..

حين تشاهده من تلك النافذة يرجع سكير بصحبة امرأة مختلفة كل ليلة ، فسرعة بديهتها أوحت لها بأنه هو ، حين لقطت أذنها أسم " الَي " من امرأة ما في أحدي الليالي اثناء مرورهم من امام غرفتها بأصوات مرتفعة يترنح أصحابها دون سيطرة علي اجسادهم !!

نفوراً بدأ بداخلها تجاة ذلك الأجنبي الغريب والمجهول ملامحه لها حتي الأن بسب ظلام الليل الدامس ..
حتي أثناء خروجه صباحا لممارسة عادته الرياضية لم يتبين لها بالشكل الجيد بعد بسب رؤيتها له من الخلفx ، والتي أدركت بذكاءها أنها عادة الركض بسب سماعة الأذُن وزجاجة المياة ، وأنها عادة بالنسبة له بسب تكرارها كل صباح ، فلا يتركها مهما تأخر في الرجوع ليلا بلا عقل …

فأفعاله علي النقيض جعلت الحيرة تأكل قلبها فمن أين مسلم ، ومن أين يفعل هذا الحرام ويشرب ذلك المنكر .. وكيف في الليل سكير يرجع بصحبة نساء أكثر سكراً لا تحل له ، وفي الصباح الباكر رجل رياضيx ليس له صله برجل الأمس !!

ابتسامة ساخرة رسمت علي زواية شفتيها من ذلك التناقض داعيه الله أن يهديه ويرجعه للطريق المستقيم قبل فوات الأوان …

وأن يلهمها الصبر والحكمة في القول والعمل ، فكل يوم يمر هنا كسجن لها ومع ذلك لم تقل لوالدتها القلقة إلا أنها دائمًا في أحسن حال وكل شئ يسير بخير !!

نعم هي تكذب !

وتعلم أن قلب الأم يشعر بها !

وتعلم أن والدتها تعلم أنها تكذب !

داعيه الله أن يغفر لها ذلك الجُرم ، فأنها لا تريد أن ينشغل قلبها عليها ، والأهم من هذا لا تريد أن يتدخل أحد بينها وبين زوجها !!

هي ستعافر وستعافر لأنجاح ذلك الزواج كما رغبا الجد وغير ذلك لا يسمح به في قاموسها إلا بعد أرادة الله !

وبداية معافرتها أنها ستغادر تلك الغرفة الأن !

وستتمرد علي قراره اللعين ذاك !

فهي لم تأتي من بلادها لكي تُحبس هُنا ، ويوضع لها كل فترة معينه وجبة طعام أمام الغرفة كالسجناء !

وها قد تحفزت و قادة قدميها ، و اتجهت بالفعل لحافظة الثياب وسحبت ملحفتها من ثيابها القليلة جدا وارتدتها فوق غطاء الوجة .. وغادرة الغرفة بهدوء فاليوم الجو مشمس حار بعض الشيء ، إذًا فلتستغل هذا لصالح حالتها النفسية وتسير في حديقة القصر قليلاً قبل انقلاب الحالة الجوية في أقل من الثانية …

هبطت ببطئ علي الدرج الذي يتوسط بهو القصر بأكمله تستكشف وتتعمق النظر من الأعلي في كل شئ حولها وأسفلها ، فالدرج صلب بهيئة حديثة به فرغات بين كل مدرج يكشف ما يحيط به بكل سهولة ، لفت انتباهها مدفئة ضخمة تحتفظ بهيئتها القديمة دون تحديث ربما هذا زادها جمالاً وقيمة أثرية عالية بين الفراش بتصميماته العصرية ، جدران منقوشة جيداً بهيئة بنيان مرصوص توحي أن طوب البناء العتيق علي حالته به كما هو دون زخرفة مما يوحي لها بشكل عام أنها بين شئ أثري أعيد ترميمه بطريقة حديثة محتفظا بلمسات من القدم ..

ذلك القصر ضخم جدا ومساحته مهوله و حقاً أذهلها ، وكل شئ به مميز ويثير الفضول أليها حتي هذا الشئ الذي يحتل ركن من مساحتهُ لا بأس به مسلطاً عليه الضوء الخافت مما يعطيه وقاراً وهيبة فريدة ..

فعلي ما يبدوا أنه كتاباً مهماً ، هذا ما لمحته عن بعد من طريقة الاهتمام به !

فربما يكون نسخة آثرية من القران الكريم أو كتاب يسرد تاريخ حضارة عتيقة ، فشكله الخارجي وكبر حجمهُ يوحي لها بذلك !

هبطت بحذر دون أن تبعد مقلتيها الحائرة بفضول عنه ، اقتربت واقتربت ليزداد الرؤيا وضوحاً حتي شل حركة جسدها وتجلد !

وهي تستوعب صدمة وكارثة كبرى !!

أنه نسخة مكبرة من كتاب التوراة !!!!!

يحتل الحائط من فوقه بمسافة ضيئلة صورة مكبرة لطفل في الثانية عشر من عمره يقبل رأسه حاخام يهودي !!!

قشعريرة سرت في جسدها بعد تجمدها وهي تتذكر فجأة ديانة والدته !!

تلك القشعريرة تصاعدت للقصوى جعلتها تنتفض من ثباتها رغماً عنها ، مرفقًا بهذيان واضح في حركة مقلتيها الهائجة ، لم تشعر بنفسها إلا وهي تسير مهرولة لخارج ذلك القصر متفاجئة قبل عبور بابه الداخلي رغم امتلأ عينيها بالدموع ببار ضخم به جميع أنواع المشروبات الكحولية المعتقة !!

اكملت هرولتها تبكي بقهر وألم محدثا ذاتها بريبة لما كتاب التوراة وتلك الصورة اللعينة !

غصه مريرة أقتحمت صدرها تريد القضاء علي نبض قلبها المتباطئ فكل ذنوبه لو تاب ورجع إلي الله قد تغفر إلا الشرك بالله !!!!!!!

هرولت وهرولت حتي وصلت باكية بأنفاس متقطعة لبوابة ذلك القصر تريد فتحها والخروج في الحال من ذلك المكان !!
وهي تحدث نفسها بذهول يكاد يضرب بعقلها عرض الحائط :
- كيف ؟!x أين عمها في ذلك الوقت ؟! وكيف يقحمها جدها في تلك الكارثة ؟!

فاقت علي قفل الباب الكترونياً ولا يسمح لها بفتحه !

رفعت ذراعيها تطرق بكل عزم لديها علي سطحه .. وهل يوجد أشد عزماً من أمر يخص الدين !

ظلت تطرق وتطرق وهي تصيح بأعلي صوتها حتي يسمعها أحد وتستغيث به .. فعلي ما يبدوا أنها أجهلت أنها في بلد حضاري كل أنسان فيما يخصه ، وظنت أنها مازالت في مصر حينما يلبي المحطين النداء في الحال !

شاهد العجوز القائم بأدارة أعمال القصر من خلف النافذة تلك الحالة التي بها فأسرع يحدث سيده بما يشاهده .. ليقطع " علي " أشغاله في الحال تاركاً عملهُ وتوجها بسيارات الحراسة الخاصة به والمرافقة له في كل مكان للقصر مرة أخري بعد أن غادره في الصباح لمقر العمل !!

ظلت تطرق وتطرق بحاله هستريا إلي أن انهارت قواها ، و فقدت القوة والأمل ، جرت اقدامها بألم وخذلان إلي ذلك المسبح ، حتي جلست بوهن علي أحد المقاعد المجاورة له .. تكمل حديث ذاتها باندهاش فلا كانت تظن مهما طال بها العمر أن ترتبط بأنسان يعصي ربه ليلا ، وتسكن في منزل به بار للمشروبات الكحولية ، والأهم لما يحتفظ بنسخة من كتاب التوراة ؟!
هل ما أتي في مخيلتها صحيح ، شئ محير يشتت العقل وهي لن تصمت علي هذا فكله إلا المساس بدينها !

هي ستنتظره هنا مهما طال الوقت وأنقلب الجو لعواصف وبرق ستنتظره ، فهناك حديث طويل بينهما تريد توضيح به كل شيء…

تعجبت من أنفتاح تلك البوابة بعد مرور نصف ساعة من جلستها لتقتحمها سيارة سوداء حديثة لداخل القصر يتبعها سيارة جيب أخرىx .. لم يتبين لها من بداخلهما من شدة سواد الزجاج خاصتهما …

ما هي إلا ثواني وهبط من السيارة الأولي بعد أن فتح له السائق الباب المجاور له أحد الرجال بزي رسمي من المقعد الخلفي بطوله المميز والمتناسق مع بنيته ، بشعرهُ الكستنائي ، وببشرته البيضاء بعض الشئ ، وبأنف مستقيم وعيون خضراء و…x و… !

حدقت بمقلتيها الجاحظة والمنصدمة من أسفل غطاء الوجة وهي تتحدث بذهول لنفسها المتعطشة للقاء روح ذهبت بلا عودة …

" يا ألهي أنه جدها ! "

" أنه نفس الملامح و الهيئة و .. و .. لا بل كله على بعضه جدها !

جدها رد به الروح وعاد شبابه الثلاثيني والأن يقترب منها في ثبات ..

لولا شدة الصدمة وعدم سيطرتها علي جسدها لجرت أليه الأن ترتمي في أحضانه تستغيث به من ذلك الحفيد وأفعاله !

هي حتمًا ستتغلب الأن علي ذلك التجمد اللعين بجسدها و ستقتحم أحضانه لتنعم بشذاه و بقربه الذي حرمت منه !!!!

فاقت من حلمها الجميل علي تجمد ملامح وجهه ومن ثم نظرته المتحجرة العابسة المستنكرة لها وعلي ما يشاهده أمامه !

أبتلعت ريقها بتوجس علي نظراته المقتحمة لهيئتها .. فعلي ما يبدوا أنه هو الأخر لديه نفس العقدة لأمثالها ، أذا لا تعتب علي من قابلتهم في طريقها حتي أتت إلي ذلك المكان !

أزداد وجهه تهجماً وهو يستوعب أخيرا ما يراه ليخرج صوته بذهول جلي وهو يرفع كفي يداه يرجع بهما خصلات شعره للخلف بضيق شديد :
- لا ! .. يا ألهي ! .. ما تلك المصيبة التي أقحمتني فيها أيها العجوز الماكر ..

ليتوالي هتافه ولكنه أنقلب للسخرية اللاذعة أثناء تفحصه لما ترتديه مرة أخري ، ممراً كفي يداه علي وجهه بعنف ظاهري :
- يا ويلي هذا مكان ينقصني أهاربية في بيتي !!

--------------------
-----------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:09 AM   #24

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة السادسة عشر

- يا ويلي هذا مكان ينقصني ! إرهابية في بيتي !

علي اثر سماع جملته الساخرة تسرب كل شىء من جسدها ..

سعادتها لرؤية طيف الجد !

وذلك الشوق الذي يدفعها بلا ادنى تروي للإرتماء في أحضانه !

كل شىء !!

كل شيء أثناء نظراته القاتلة لها ، كمتهم أدين الأن بجريمة لا تغفر ، والكارثة أن الجاني يجهل ما هي !!

كل ذلك من أجل أحتشام امرأة !

اه يا عقول بلهاء تتقدم في العلم ومازال يرهبها غطاء وجه و لحية !!

ازدات صدمتها بتخطيه لها بتجاهل ساخر مهين لكبريائهاx.. وعدم أعطائها أي أهمية .. كأنها لاشىء أمامه .. مغادرا المكان برمته في ضيق وعدم تصديق ...

حينها تسربت حالتها المتيبسة في خبر كان .. بل ورفعت راسها شامخًا ناهضة من مكانها وهي تهتف بقوة لم تعهدها من قبل :
- نعم أنا المسلمة الإرهابية التي تتخذ الأسود وغطاء الوجة زيًا لها ليزيديها عفة .. أنا الأرهابية التي لم تتخذ الخمر مشربها ، و بين زجاجتهُ مسكن لها ، وتستبيح أجساد نساء لا تحل ، انا الإرهابية التي أحتفظت بكتاب علي غير ديانتها كمسلمة .. انا كل هذا وأنت الملاك البرىء !!

لم تدرك أنها مع كل كلمة تنطق بها بلغته تزيدهُ ثورة غاضبة ، وتساعد ذلك الشيطان المتواري علي الخروج حقاً من مخبأهُ !

لتتحول مقلتاه الخضراء لجمرتي لهب يتأجج لهيبها في تصاعد ، مما دفعه دون أن يشعر للقبض بشدة علي ذراعيها في غفلةٍ منها ، جعلت قلبها ينتفض بعنف دون حسبان وهي تشعر بأظافره تغرز بقوة في لحميهما من شدة القبضة ، مما جعل جسدها يرتفع عن الارض بعض الشئ لتكون في مرمي بصره الناري ، في حين خرج صوته من بين أسنانه يحمل كل شعور الغضب في العالم أجمع ليلهف أنفاسه كزئير الأسد وجهها بقوة :
- كل ما أفعله لا صله بينك وبينه ، وسأتي بالنساء في كل ليلة ، بل وسأتجرع الخمر كما يحلو لي ، وسأتخذ التوراة ديانتي مثلما أريد ، ولم ولن يكن بيننا قصة عشق تسمح لكِ بمحادثتي هكذا ، وتذكري دائما لأنه يبدو لي أنكِ نسيتي ذلك .. وهو أنني لم أتي اليك راكعاً حتي تكوني لي زوجة !!!

أنهي حديثه وهو يضغط بمهانة أكثر علي جملته الأخيرة ، ليتركها بعدها بنفور تام لشخصها وهيئتها علي حين غفلةٍ منها .. مما جعلها تترنح للخلف متفادية السقوط ليسترسل حديثه من بين اسنانه بتحذير صارم :
- ولا أريد أن أشاهدك خارج غرفتكِ اللعينة ! ولا تدفعيني بأن أقضي علي الذكري الجيدة لأبي ومن يتبعه وتشاهدي وجهي الأخر !!

أنهي جملته بصياح مفزع جعلها ترجع للخلف بريبة شديدة لكي تتفادي أي رد فعل خارج من حالته تلك ، ولا تدرك برجوعها هذا أنها قد أبتلعت كل الخطوات المتبقية بينها وبين حوض السباحة من خلفها .. لتتفاجأ بسقوطها به دون أدني سيطرة علي جسدها !

شهقت بفزع جليل حين شعرت بإحاطة جسدها بالماء البارد في ذلك الحوض الذي يعكس درجة مياههُ الكترونيًا مع درجة الحرارة في الجو المحيط به ..

ظلت تصرخ وتستنجد به عند مغادرته للمكان بلامبالاة لحالتها .. ظلت تهتف له وهو يبتعد بكلمات متقطعة بأنها لا تعرف السباحة ولكن علي ما يبدوا ان قلبهُ بلا ذرة رحمة حقًا !

ذرفت دمعاتها العزيزة من عينيها عند محاولتها تصديق موقفها التي لا تحسد عليه ، استغفرت ربها مراراً وتكراراً يقيناً ليأتيها الفرج وهي تحرك يدها بغير هدي علي سطح الماء حتي تحافظ علي رفع جسدها العلوي خارجه ، فالمياة تعلو لتغمرها وغرقها بات محتوما بعد ثواني معدودة ..x

ظلت تعافر وتعافر إلا أنها شعرت بفشل محاولاتها حين بقي وجهها هو فقط خارج الماء مما ترتب عليه أبتلال غطاء الوجه وبالتالي شعورها بضيق التنفس ، فأندفعت تزيحه للخلف وهي تحاول بشتي الطرق الصمود حين يسحب جسدها للأسفل من أجل المحافظة علي أجهزة تنفسها خارجه ..

إلا أنها لمحت في ظل معافرتها بقربها نوعا ما من الدرج الحديدي للحوض .. شعرت أنها رحمة الله وفرجه دفعت جسدها بأتجاهه وهي تضرب سطح الماء بيداها بكل طاقتها .. وبالفعل بعد عناء جسدي وذهني وصلت له بأطراف يديها ..متشبسة به بقوة وهي تلتقط أنفاسها بمشاقة .. وما أن استوعبت نجاتها من موت بات وشيكاً ظلت تحمد ربها كثيراً .. استجمعت قواها المجهدة وبدأت بأسقاط الغطاء علي وجهها مرة ثانية ومن ثم تثبيت ملحفتها حولها في ظل ارتفاعها مع الماء ..

ووضعت قدميها المرتجفة علي بدايات الدرج وهمت صاعدة للأعلي ببطئ يناسب حالة ذعرها من ذلك الموقف الذي يشيب له الرأس !

وقفت ترتجف بالملابس المبتلة والملصقة لهيكلها خارج الحوض رافضة المرور بتلك الهيئة أمام عاملين القصر من الرجال ..

مر عليها نصف ساعة بهذه الحالة حتي شعرت بتحرر ملابسها عن جسدها .. فاسرعت تهرول صاعدة بخزي للأعلى من فعل ذلك الاجنبي القاسي ...

ما أن دخلت غرفتها حتي استبدلت ملابسها في الحال ، واندفعت تسقطت فوق الفراش تبكي وجعاً وقهراً مما فعله القريب الذي يسمي بزوجها ..

لا !

ليس زوجها !

فهو بديانته تلك لم يعد زوجاً لها بل وأصبح غريباً عنها !

فلا يجوز لمسلمة أن تتجوز برجل علي غير ديانتها مهما حلل المكذبون ..

علي هذه الحقيقة المسلم بها في الأسلام والتي تؤمن بها هي كلياً غفت في سبات عميق علي أمراً بات محتوماً إلا وهو مغادرة ذلك القصر والعودة للديار المصريةx!!

------------------

- جدي !x ليه عملت كده !x حرام !… حررررام ..

كانت تلك الكلمات التي ظلت تهذي بها " هنا " مع ارتجاف جسدها دون أدراك ذهني طوال السبات العميق حتي استمر الحال للرابعة مساءٍ ..

ذلك الوقت الذي أرتفع فيه حرارة الجسد للقصوي ، مما جعلها تفيق من سباتها بوهن شديد يكاد يشعرها بمن حولها .. مع تزايد ارتجاف جسدها بشدة فاقدة السيطرة عليه ..

تشعر ببرودة عجيبة لم تشعر بها من قبل !

والأسوء أن الجهاز المركزي لضبط درجة حرارة القصر في وضع البرودة فعلي ما يبدو أن ارتفاع الحرارة في الخارج ما زال مستمراx !

جاءت علي نفسها واستحملت ألمها لكي تغادر الفراش وجلب الكثير من ملابسها حتي تدفئ .. حامده الله أن ما أتت به كله لباسٍ شتوي ..

أرتدت بغير هدي جميع الملابس التي أمامها وما زال ارتجافها ينفضها نفضاً من ثباتها ..

صدمت حين أدركت أرتفاع درجة حرارتها عندما لمست جبينها مصادفةً ..

جلست بوهن علي الفراش فقدرتها علي الصمود تكاد تنتهي ليتملكها الحيرة فيما تفعل وكيف تتصرف ..

فبعد موقف الحوض تشك به باسعافها بل وتكاد تجزم بأنه تمني حينها الموت المؤكد لها !!

إذًا ماذا تفعل ؟!

جاءها شئ في خاطرها جعلها تقاوم حتي أنتصب جسدها متجه بخطوات مثقلة لباب الغرفة ..

ما أن وصلت اليه حتي تشبثت بمقبضه براحة كفها جيداًx ، وظلت تطرق بالأخرى بعدم أدراك متستغيثه بذلك العجوز ..

والذي أتي بعد محاولات متكررة من جانبها ..
مردداً من خلف الباب باضطراب وقلق :
- سيدتي ما الأمر .. هل أنتِ بخير !

أجابته بتماسك مصطنع :
- أجل أنا بخير .. فقط أريد الخروج من ذلك القصر لشراء بعض الأشياء ..

- لا يجوز سيدتي ، سيدي لا يسمح لكِ بذلك ..

- أرجوك !

- أسف سيدتي .. ولكن الأمر ليس بيدي ..

أنهي جملته وسمعت خطوات أقدامه تتحرك لتبتعد ، فاسرعت تناديه بجملتها التي خرجت كمحاولة أخيرة ..
- أرجوك أستأذنه وأخبره أني أحتاج لأشياء خاصة وهامة ولا يفصح بها في العلانية .. أرجوك !

حينها توقفت قدماه وهو يستوعب جملتها جيداً ، فخرجا صوته مرددا بتفهم :
- أمهليني بعض اللحظات للاتصال به !

غاب عنها لدقائق معدودة ثم عاد يخبرها بضرورة الاستعداد فالسيارة قادمة في الطريق ..

كأن ما قاله طوق نجاة ، حامده الله علي لين قلب الأجنبي في ذلك الوقت تحديدًا ..

فارتفاع درجة حرارة الجسد الموت بعينه !

احتسبت أجرها لله !

وتحاملات حتي تتهيئ للخروج قبل وصول تلك السيارة ..

-------------------

هبطت للأسفل بأعجوبة فخارجياً تحاول جاهدة التماسك أمام من يراها ، وداخليًا تكاد تشعر بجمر حي يشتعل بكل جزء بها …

علي هذا الحال هبطت للأسفل حين أخبرها ذلك العجوز بوصل تلك السيارة ..

وما هي إلا خطوات قليلة حتي استقلت المقعد الخلفي لها وألقت السلام وخرجت بها خارج من ذلك القصر نهائيًا ...

رغم عدم أدراكها بعض الشئ ، إلا أنها شعرت حين خطت بوابته الحديدية بنشوة وراحة تستحق الأحتفال بها ..

- إلي أين سيدتي ؟!

فاقت من شرودها المحاط بشدّّة تعبها ، والذي دفعها لراحة مؤخرة رأسها علي المقعد من خلفها علي ذلك الصوت الذي تميزه بعض الشئ مما دفعها للأعتدال والنظر لظهره قليلا إلي أن استوعبت بعد عناء بأنه ذلك السائق الذي أقلها من المطار لذلك القصر البغيض !!

فأجابته بنبرة منخفضة تحاول جاهدة أخراجها دون أثارة الشك :
- إلي أي مركز طبي تراه قريب !!

اندهش قليلا ثم عاد لطبيعته فهذا لا يعنيه ومهامة ابلاغ " علي " بكافة تحركتها كما أمرهُ وفقط ..

خرجت منه إيماءة صامته ، ثم توجه بها في الحال لأقرب مشفى قريبة والتي أتت على بعد مضي ثلث الساعة ..

توقف أمامها وأخبرها بوصلهما للمكان المحدد فهزت رأسها بالأيجاب قائلة بثبات مصتنع :
- أنتظرني هنا بعض الوقت ..

بدأ يراوده الشكوك المحيره وهو يشاهد بتمعن مغادرتها البطيئة ، رغم محاولاتها الفاشلة لعدم أظهار ما بها ..

هيئتها دفعته للمغادرة خلفها ومعرفة وجهتها جيدًا ، ولما تحتاج المشفى تحديداً ...

دلفا يسأل الاستعلامات عنها فأجابه أحد الرجال به بأنها في قسم الحُميات .. اندهاش كثيراً بداخله متحركاً بأضطراب وقلق لذلك القسم المنشود ..

وقف أمامه بعض الدقائق التي لا بأس بها منتظراً خروج أحدي الممرضات لمعرفة ما بها دون أثارة الشك ..

فما هي إلا دقائق أخرى وخرجت ممرضة بالفعل فأندفع باتجاهها يستفسر منها عن اسمها الذي يحفظه منذ أصطحابها من المطار والتي صدمته عند قولها :
- تلك المريضة لديها نزلة برد شديدة مصاحبه بارتفاع في درجة الحرارة تصل 5 : 39° مما دفعهم لعمل الإسعافات اللازمة لها وخفض درجة حرارتها في الحال ، وتركيب لها محلول وريدي به أدوية لمعالجة البرد وفيتامينات تقوية وما هي إلا بعض الدقائق وسينتهي ذلك المحلول وتشعر بتحسن جيد وتخرج في الحال ...

رغم اندهاشه من محاولات أخفائها للمرض ومما تفوهت به تلك الممرضة إلا انه أنتبه لنهاية حديثها فاسرع يشكرها بامتنان مغادرا المكان قبل أن تخرج وتلمح طيفه ..

----------------

- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..

تحدثت بها رقية حين فزعت من نومها علي أثر رؤية شئٌ أقلقها علي أبنتها الصغري مسترسله حديثها برجاء لربها ..
- يا حي يا قيوم نجيها واسترها معها ووقف لها ولاد الحلال ورجعهالي بالسلامة يا رب العالمين ..

ثم استعاذت من الشيطان مرة أخرى وهمت من الفراش تصلي ركعتين في جوف الليل ..

---------------

بعينان مشتتة بين الطريق وبينها ظل يراقبها من مرآة السيارة منذ عودتها من المشفى وركوبها بها ..

فعلي ما يبدوا أمامه أنها تحسنت كثيراً فالأن ترفع رأسها بتوازن ثابت بل وتتطلع بهدوء من الزجاج المجاور لها علي اماكن المدينة وشوارعها والمارة بهم علي عكس قدومهما ..

- توقف هنا معذرةٍ !

علي أثر جملتها المفاجأة توقف بهلع جلي علي معالم وجهه وهو يهتف أثناء التفاته لمكان جلوسها خلفه :
- ما الأمر ؟!

أجابته متطلعه للخارج وهي تستعد لمغادرة السيارة بحزن شعر به :
- فقط أرجوك بعض الدقائق !

لم تنتظره حتي يعطيها الموافقة أثناء رؤيتها مصادفة للمنطقة الشهيرة في لوس أنجلوس لغروب الشمس من فوق المحيط الهادي ..

وهبطت بالفعل تسير دون وعي إلي أن جلست بأستسلام فوق أحد المقاعد الرخامية الموجودة علي بعد معين من الماء تتفحص هذا السحر العجيب !

الغروب ، البحر ، وهي فقط !!

معادلة تستحق الفوز بها في هذا الوقت تحديداًً لأخراج ما يحزنها والتنفس عن ما يعتلي قلبها حتي لو بعض الشئ …

علي أثر هذا المنظر جلست شاردة في حالها و ما ممر عليها داخل تلك الارض ..

وعلي أثر هذا المشهد أيضًا ظل يتطلع هو من خلف ظهرها علي ما يشاهده من سحر أشد !!

جلوسها بهدوء وسكينة يحوطها سلامًا غريبًا ، وغياب الشمس بأشعتها البرتقالية من أمامها ومن بينهما الموج الهائج تعويذة خطيرة ألقت بظلالها علي قلبه الخاوي !!

-------------------
------------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:11 AM   #25

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة السابعة عشر

على أثر ذلك المشهد أنتفض قلبهُ دون أستأذن مسلطاً رغماً عنه النظرات لها بحالة مخدرة تماماً ..
جعلته لم يشعر بأقدامه وهي تهبط من السيارة وتقف خارجها متمعناً هيئتها جيداً ، فهي كالوهج المتلألأ الذي يجذب الكفيف لطريق النور ، ذلك الطريق الذي تمناه من أعماق قلبه لظلمته الحالكة كحلم بعيد المنال ..

بعد أن وعي أخيراً لحالته الغائبة ، تجرع ما في حنجرته بريبة شديدة متجاهلاً ما يشعر به عن قصد بل وعاتب قلبهُ الخائن علي استسلامه بهذا الشكل النادر من نوعه ولها بالذات دون غيرها ..

كيف يتأثر بها بتلك القوة .. وهي من اتباع الإهاربين المتطرفين بعملياتهم الأجرامية في العالم أجمع وخاصة بلاده ..

فهو لم ولن ينسي ماحدث في 11 أيلول " سبتمبر " عند انهيار مبنى التجارة العالمي بهجوم غاشم خرج عنه قتل الكثير والكثير من أبناء ارضه ، منهم بعض أصدقائه وجيرانه المقربين ..

علي أثر تلك الذكري التي لم تُنسي في عقول الأمريكان أمثاله وصل العتاب بنهر ذاته محدثا اياها بقوة تحذيرية ..
" هذا هراء يا جاك أفق وأرجع لعقلك وأبغضها هي ومن شبيهها .. "

نعم هذا ما يجب أن يحدث .. ولابد أن ينفذ !!

والأن لا بد من أبعاد عيني نهائيًا عنها !!

وبالفعل قاوم ونفذا في الحال واستدار للسيارة وجلس بمقعدهُ ينتظر قدومها متحاشي نظره عن مكان جلوسها برمته لحين الإنتهاء ، مع استمرار بثه لذاته بالثبات والقوة وعدم سيطرة تلك المرأة بلباسها هذا علي أبواب قلبه بدقاته المتزايدة ...

ماهي إلا دقائق ظل يعاني فيها متصنعا الثبات بأفكاره العنصرية البغضة حتي غاب الغروب تماما و حل خيوط الظلام .. فبدأت تنهض من جلستها وتُحرك أقدامها بتحسن نوعا ما بأتجاة تلك السيارة التي أنستها هي وسائقها في غفلة منها في هذا الأنفراد الفريد من نوعه بطبيعة الخالق ..

ألقت السلام بصوت شارد هاديء ودخلت تحتل مقعدها الخلفي في سكون يتحالف مع مقلتيه المغمضتين علي قلبهُ ، فلم يشعر بنفسه لكي يخرج من ذلك الموقف إلا وهو يردد بوجه عابث مستاء لافتعال شد وجذب بينهما .. يجعله يبعد قلبه بلا عودة لهذا الطريق المفخخ بالمخاطر التي سوف تقضي عليه حتماً ...
- ماذا تعني تلك الجملة التي ألقيتها الأن فأنا لم أسمعها من قبل أهي سباب بلغة موطنك ؟!

تعجبت كثيراً لسؤاله الذي أخرجها من حالتها النفسية الشاردة ، فكيف لسائق أن يسألها بهذا الشكل الجرئ الغليظ كأنه بينهما حديث مسبق !

ولكن لا بأس فطالما السؤال في حدود ستتجاهل وقاحته لعل في نفسه سببا لها ، وستجاوب عنه في حدود أيضًا ، فهي دائمًا لم تتحفز لفتح حديث مع غرباء ..

- عليكم السلام ورحمة الله و بركاته .. ليست سُباب بل هي جملة أساسية في إسلامنا تعني أني أحمل السلام بكل معني للكلمة باتجاة من ألقها عليه ، ورحمة الله وبركاته تعني مدي أهمية السلام في ديننا وأن الله عز وجل يباركه بل ويلقي برحمته علي من يرددها ويتلقاها لأهميتها العظيمة ومدي علو شأنها ..
وتزيد أيضًا من يقولها ويردها بالمثل بالحسنة والله يضاعف لمن يشاء !! ..

رغم أندهاشة من تفسير جملتها إلا أنها لم تكن الأجابة التي يريدها لأخماد نيران قلبه فهتف بخبث أكثر وقاحة :
- أذا كان دينكم كل هذا التسامح ، فلماذا أكثر أصحاب العمليات الأرهابية نابعين منه ؟!

رفعت راسها المتدنية بحياء لموضع جلوسه بذهول .. فا هي بوادر الكلام التي عبر عنها عيونهم من قبل ألسنتهم ، مستوعبه الوضع وحجم العقدة من الأساس فهتفت بلين يناسب عقدة السائل بعد أن سحبت تنهيدة عميقة :
- الإرهاب لا دين له ، وليس من العدل أذا أخطأ أنسان أن تتخذ ديانته أو أي شخص علي دينه بذنبه .. لان كل بلد وكل ديانه وكل أرض بلا استثناء على هذه الكرة الأرضية إلا ويوجد بها نوع من التطرف مهما أختلف شكلهُ .. أما اسلامنا فهو أكبر أني أبرئهُ أمامك وسأكتفي بتلاوة أية مترجمة عليك من كتابه الكريم ...
(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [سورة المائدة ـ الآية 32]

علي أثر أنتهاء تلاوتها العذبة ، الواضح معناها .. تسرب بداخله شئ غامض لم يتضح له بعد .. شئ بنسائمه الطيبة المباركة جعلته يترك أفكاره العنصرية جانباً لتنهار جبهته المزعومة للأبد !!

وزاد من دقات قلبه المستنكرة لأحاسيسه رافعا عيناه ببطئ متفحصاً أياها في مرأة السيارة بنظرات مطولة محدثا ذاته بذهول " تحديتك لأخرج قبحكِ الخفي لكي أخذ قلبي الخارج عن طوعي وأبتعد ، فأخرجتي لي جمال روحكِ فجعلتي لساني يصمت بل وأنجذبت لكي جذباً يا امرأة يكسوها السواد ! "

--------------------

دخلت غرفتها بحيرة شديدة من ذلك السائق ومن مراقبته المريبة لتحركتها من مرآة السيارة .. والأهم هذا الحوار الذي كانت تعلم من ملامح وجوه من رأتهم حتي الأن أرائهم به من قبل أن تتفوه ألسنتهم .. ولكن لم تتوقع أن تكون به طرفا يوماً ما لتدافع عن دينها أمام أعدائه ..

حمدت الله أنها استطاعت بقدرته تعالي أنهاء ذلك الحوار كما ينبغي ثم تلازمت الصمت حتي وصلت إلي هُنا .. فيجب الاحتراس من ذلك السائق وتجنبه بعقليته المتطرفة تلك ..
ولترجع لكارثتها أذا بعد أن شعرت بالتحسن الجيد من مرضها ...

أتجهت للفراش بخطوات مثقلة جالسة عليه بنفس داخلية مهمومة ، تحاول التفكير في ذلك القرار الذي أتخذته في جلستها أمام الغروب إلا وهو حزم امتعتها ومغادرة ذلك المكان بلا عودة ..

ولكن السؤال الأهم الذي يحتل تفكيرها لماذا أقحموها في ذلك الأمر طالما يعلمون بأنه سينتهي بالفشل ما أن تعلم بالامر !!

بعد مضي بعض الوقت أمدتهها تلك المحاولة في التفكير بالاصرار علي معرفة الأجابة ، فلم تشعر إلا وهي تمد كف يدها باتجاة ذلك الهاتف المنزلي المجاور للفراش والاتصال بشخص واحد يستطيع رد حيرتها و الأجابة علي سؤالها ..

اتاها صوته هادئ بالتحية بعد عدة تنبيهات متواصلة ، فردتها بنبرة خالية من الحياة ، فتعرف الطرف الأخر علي صاحبتها في الحال ، فهما يهتف بتلقائية حانية :
- هنا ! وحشتسني قوي يا بنتي طمنيني عليكِ عاملة أيه وأخبارك أيه ؟!

أرادت أن تصرخ ، تبكي ، تعاتب ، والأهم ذلك السؤال هل كان يعلمان ؟! وأن كان يعلمان لماذا أقحموها في ذلك الأمر ؟!
ولكن خانها صوتها و حشر في حنجرتها ، فعوضت عن كل هذا بالبكاء اللأردي بشهقاته التي رفعت راحت كفها الأخري علي الفور لاحباسها قبل أن تخرج ..

توجس شاكر كثيراً لبعض الشهقات التي تسربت وعبرت عبر سماعة الهاتف لأُذنه .. مما جعله يهتف بريبة :
- مالك يا بنتي طمنيني عليكي .. لو مش بخير عرفيني وأجيلك فورا و . .

- ليه ؟!

قطع جملته بعد خروج تلك الكلمة بصعوبة بالغة من وسط بكائها .. فتيقن أنها علمت بكل شئ !

سحب زفيراً عميق يكفي لمواجهة باتت مؤكدة !

وأشفق علي تلك الطفلة حقاً لحملها ورث يثقل الأكتاف بدل أن تدلل في ذلك العمر الصغير !

ولكن هذا قدرها !

هتف بحنو أبوي :
- هنا يا بنتي أسمعيني لو سمحتي ...

إلا أنها منعت بكائها الذي أفلت منها بغير أدراك وأطلقت سؤال مباغت له في الحال :
- كنتم عرفين !

أبتلع ما في حنجرته بمرارة .. قائلا بهمس خافت :
- هنا !

الأن وصلت لها الحقيقة الصادمة القاتلة .. الأن قُتلت روحها فهتفت قائلة بنبرة خافتة بلا حياة بها :
- كنتم عرفين وهو بالذات كان عارف ومع كده زوجني ليه ؟!

حينها أستجمع شاكر شجاعته للأجابة علي سؤال كان يعلم أن الأيام ستدور وسيسأل له في يوم من تلك الايام فهتف قائلا بترجي حازم :
- أسمعيني يا هنا ومتقطعنيش لو سمحتي قبل ما تحكمي ..

ثم استرسل حديثه بلا تردد :
- صدقيني يا بنتي أنا وجدك ، وأنا بالذات لان الله يرحمه بسبب ظروف عجزه مكنش يعرف أي معلومة عنه إلا عن طريقي .. مكناش متأكدين بخصوص المعلومة الغامضة دي .. لأن رجالي وصلت لها من ضمن المعلومات الغامضة اللي كانت بتحاول توصل لها عن حياته السابقة في ال 13 سنه من قبل ما أقبله أنا بالصدفة .. حاولنا نتأكد منها بس للأسف فشلنا .. مش عاوز أقولك وقتها هو انصدم قد أيه وبكي قد أيه وكان بيحاول ميبينش ليكم .. عشان متتأثروش بحزنه .. ورغم ذلك جدك صبر و حاول كتير في مكالماته معاه أنه ينزل يعيش وسطكم ويطبع بطباعكم ويكون ليكم السند في الدنيا بعد الله عز وجل أولا .. لأنه متأكد أن السنوات إللي قضاها مع والدته بعد موت جلال الله يرحمه ممكن تكون أثرت فيه و هو بالطبع عمره ما هيرضي أن حفيده يكون علي ديانة غير ديانته ..

بس اتفاجأ أن الحفيد ده يدوب عارف أسم جده وقد يكون مش معترف بعلاقته بيه من الاساس عن طريق كلماته المختصرة في حديثهم ، غير رفضه القاطع أن ينزل مصر .. دارت الأيام ومحاولات جدك موقفتش إلي أن وصل بيه الحال أنه يوزع ميراثه وهو حي لمجرد أن هناك أمل لتحقيق هدفه .. بس للأسف " علي " رفض بشدة ولكن مع اصرار جدك وبكائه في كل مكالمة .. اتفاجئنا قبل جلسة التقسيم أنه بعت لينا توكيل باسمه .. طبعا جدك حزن جداً وحاولت أهديه بأن المحاولة مش فشلت كليا لأن علي الأقل وضحت لينا ديانته الاسلامية المكتوبة في التوكيل وبالفعل استجاب بعد عناء.. بس إللي أنا مقدرتش عليه ولا أي حد يقدر عليه هو شوقه وحنينه لحفيد مشفوش لمدة سبعة وعشرين عام وقتها .. والأكتر نار قلبه لما عرف بطباعه الغير محموده من خمر ونساء ...

همست باشتياق معاتباً لذاتها لسوء الظن به :
- يا حبيبي ياجدو شوفت كتير وأحنا مكناش بنشعر إلا بفتافيت حزنك ..

استرسل شاكر حديثه بعد انصاته لجملتها المعاتبة :
- لغاية لما جه فرح أختك ندي ومعرفش أيه خلاه يأخد القرار الخطير ده في لحظات وهو أن يجوزك ليه بالتوكيل إلا يكاد مبقاش فيه يوم أو اتنين وينتهي صلاحيته .. قرار أنا عن نفسي أعترضت عليه بشدة .. بس هو قالي وقتها جملة واحدة " أنه مش هيسيب حفيده لغاية لما يتجوز من هناك ويقرر غلطة والده ويضيع نسله للأبد علي الأرض النجسة دي "

انقلبت دموعها لضحكات تهكمية باهتة بعد حديثه الأن أثناء تذكرها لتلك الليلة وحالة الجد التي كانت طبيعية إلي حدّ ما إلي أن رددت كلمتها العفوية " أنساه يا جدو ما يمكن أتجوز هناك وعاش حياته "

أذا فهي من قلبت بحياتها رأساً علي عقب وأقحمت حالها مع أجنبي يهودي ليس بالغريب !!!

طال صمتها وشعر بعض الشئ بما يدور بذهنها فخرج صوته في الحال بحكمه تقتضي أن تخرج في ذلك الوقت الراهن :
- هنا يا بنتي أنا لسه عند وعدي ليكِ وعلي وصية جدك الله يرحمه أن كنتِ تعبتي وعاوزه ترجعي فأنا هنفذ في الحال مهما كانت الصعوبات قدامي .. بس حابب أقولك كلمتين قبل ما تخدي قرارك يمكن يكونوا غفلنين عنك وعن أي حد يسمع الحكاية دي وهو أن الشخص ده يبقي ابن عمك و اسمه " علي جلال علي البنا " من أب مسلم ويندرج تحت اسم جد مسلم و تحت كمان اسم عائلة كبيرة يتوغلها الأسلام أبً عن جد .. فعلي أن أخطاء وأنحرف لديانة أخرى وده إللي أتأكدنا منه دلوقت عن طريقك ، فهو في الوقت ده كان طفل استفرضت بيه أم يهودية وقتها .. وأنتِ أكيد عرفه تأثير الأم علي أولادها وخاصة لو عاوزه تثبت لهم افكار خاطئة في عقولهم ... يعني في النهاية يا بنتي كل ده ما هو إلا حرب علي الاسلام بصفه عامة !!

صدمت من تلك الكلمات ومضمونها التي لم تعي إليه الا الأن .. ألهذا كانت رسالة الجد الأخيرة " أعتبريها جهاد في سبيل الدين " !!!

تخبطها الحيرة .. وتشتت ذهنها .. وضاقت انفاسها .. هجوم إعلامي .. عمليات إرهابية لم يعرف مصدرها وتنسب دون تبين واضح للاسلام بعينه .. اشخاص يردون تغير ديانات أبنائه .. ما كل هذا !!!

وهل جميعهما يتكاتف فوق الاسلام حقًا ... ولماذا ؟!!

إلا أنه قطع دهشتها بسؤاله المفاجئ :
- قررتي أيه يابنتي ؟!!!

--------------------
------------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:12 AM   #26

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثامنة عشر

" اللهمّ لا سهل إلّا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ".
اللهمّ يا مسهّل الشّديد، ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كلّ يومٍ في أمرٍ جديد، أخرجني من حلق الضّيق الى أوسع الطّريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ربّ لا تحجب دعوتي، ولا تردّ مسألتي، ولا تدعني بحسرتي، ولا تكلني إلى حولي وقوّتي، وارحم عجزي فقد ضاق صدري، وتاه فكري وتحيّرت في أمري، وأنت العالم سبحانك بسرّي وجهري، المالك لنفعي وضرّي، القادر على تفريج كربي وتيسير عسري.

اللهمّ أحينا في الدّنيا مؤمنين طائعين، وتوفّنا مسلمين تائبين، اللهمّ ارحم تضرّعنا بين يديك، وقوّمنا إذا اعوججنا، وأعنّا إذا استقمنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهمّ نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم أن تفتح لأدعيتنا أبواب الإجابة، يا من إذا سأله المضطرّ أجاب، يا من يقول للشيء كن فيكون. "

كان ذلك الدعاء المرافق للسانها في تضرعها دبر كل صلاة وفي جوف الليل في اليومان المتتاليين لتلك المكالمة التي جعلتها تقف علي حقيقة باتت واقعية أمام عينيها !!

وهي أنها زوجته بحكم ذلك العقد الذي بينهما ، والذي يتضح امام الجميع به بأنه مسلم ويتوافق مع ديانتها ، وبالتالي فأن ذلك العقد يتمتع بصحة قانونية يجب أن تأخذ في الاعتبار !!

والأهم ذاتياً لها من هذا بأنه مسلم ضل طريقة بسب خطأ والده الذي لم يحسن اختيار والدته من الاساس .. لهذا نهت تلك المكالمة بذلك القرار الذي خرج من داخلها عن طيب خاطر حين ذاك :
- مبقاش فيه اختيار ! جدي وضعني في المكان إللي شايفني فيه هسد ، فيبقى لازم أعافر بأذن الله وأنفذ رغبته عشان ربنا أولا وعشانه ثانياً !!!

خرج قرارها الأكثر أهمية في حياتها وقد كان .. خرج للنور ولكن بداخلها المتألم يعلم جيداً بأنه ليس زوجها .. فالشرع والدين يحرمانه طالما نية زوجها لم تشهد بأن الله اله لا شريك له ، وأن محمد بن عبدالله رسوله الكريم وخاتم انبيائه...

رجعت من شرودها لتنهض متحررة من جلستها علي سجادة الصلاة براحة نفس تحتاج أن تتلمسها الأن في ذلك الوقت تحديداً لكي تستمد قوتها في مواجهة ذلك الأجنبي !!

نهضت باطمئنان وهي تتأخد قرارها الحاسم نصب عيناها بأنها ستحاول وستعافر بحياتها لأرجاعهُ لطريق الحق ، ولكن سيظل هو دائمًا غريباً عنها ولا يجوز له حتي أن يشاهد شئ من وجهها مستعينة بالله بأن يحفظها جملة وتفصيلا في جميع الأحوال ..

أرادت ان تغير وضعها في اليومان التي ظلت بهما ملازمة لهذه الغرفة بعد أن طمئنت والدتها و أخواتها بشأنها بالاتصالات المستمرة .. وفي ظل أيضا مراقبة تحركاته اليومية من نافذتها والتي يكون فيها صباحاً رجل أعمال نشيطاً بحلته السوداء الأنيقة الشبية بملك قلبها ! ..
وفي الليل زير النساء السكير الذي يبدوا من مغامراته بأنه الأشهر في سان فرانسيسكو بل في كاليفورنيا أجمعx !!

أرادت اليوم أن تهبط للأسفل فهي لن تظل حبيسة تلك الغرفة للأبد .. أذا فلتهبط في غير موعد حضورهx ولتعش حياتها كواقع يجب التسلم به ، متجنبه اياه إلي أن يأذن الله بغير ذلك …

استعدت بأسدالها وغطاء الوجة وهبطت بالفعل للأسفل تكمل اكتشافها للمكان متجنبه ذلك البار وهذا الركن بنفورٍ تام !!

استمر بها الحال إلي أن غابت عن حاضرها في تفحص بعض الكتب المخصصة في علم النفس والتي عثرت عليهم مصادفًا بجانب أريكة مريحة جانبية في ذلك البهو .. إلي أن اقتحم خلوتها صوت العجوز من خلفها مرددا بأضطراب :
- سيدتي لا يسمح لك ِبالتجول في الأسفل فمنذ متي وأنتِ هنا ؟!

ألتفت ترفع عينيها من وسط سطور ذلك الكتاب الموضوع بين راحة كفيها إليه بسنوات عمره الكثيرة تتفحص ملامحه القلقة فهتفت علي الفور بنبرة مطمئنة :
-x ليس بالوقت الكثير فلقد سئمت حقاً الجلوس في تلك الغرفة طوال الوقت لهذا أردت التجول بالأسفل .. و أطمئن فأنا لن ازعجك ، ولن أضرك أيضا عند سيدك فحين يأتي موعد قدومه سأغدر علي الفور لغرفتي ..

اجابها بنبرة خافته متعللة :
- ولكن سيدي لو علما بالأمر سيغضب كثيراً .. وأنا لا أريد أغضابه .. فأرجوا أن تستسمحيه أولا !

هتفت بنبرة تهكمية شاردة بالعربية دون أدراك :
- موت يا حمار !!!

تجمدت ملامحه مستغربا جملتها التي لم يفهم منها شيئ فهتف بعدم استيعاب :
- معذرةٍ !!!

نهضت بيأس من جلستها تخطو من جانبه للأعلي وهي توضح له بلغته بنبرة خافتة متذمرة حزينة :
- لم ولن يرضي .. ويبدوا أنني سأظل حبيسة تلك الغرفة إلي وقتٍ غير معلوم !

تطأطئ رأسه باستياء لقرار طفله القاسي مندهشا متي وأين تعلم قسوته تلك فهو من قاما بتربيته ولم يزرع به شئ من هذا القبيل !

انتبها من شروده علي تخطيها لذلك المكان الذي به فاستدار باتجاهها علي الفور قائلا دون تفكير :
- انتظري !

وكأن كلمته كالسيف قطعت خطواتها في الحال ليظهر الاندهاش بتجلي علي ملامح وجهها يصاحبه عينين مستفسرة أثناء استدارتها له ، جعلته يخرج صوته بتلعثم :
- وأن شاهدك ؟!

فابتسمت بسعادة من أسفل الغطاء لمغزي جملته فاسرعت تهتف وهي مقبله باتجاهه تهلل كالطفلة التي تلقت ما يسرهاx :
- لا تخف وسأحترس جيدا غير أنني من هبطت بأرادتي ولا شأن لك بالأمر بتاتاً ..

فرفع سبابته في وجهها علي الفور قائلا بتحذير مؤكد يصاحبه التوجس من هيئتها :
- والأهم لا علاقة لكي بما في المنزل من أغراض ولا تعبثي في أماكن الأشياء فسيدي يحب النظام كثيرا وبقاء الأشياء كما هي ..

خرجت أيماءة من راسها بالإيجاب فور الانتهاء من جملته مما اضطره بملامح وجه نافره بأن يقبلها بحيطة وحذر لهيئتها المريبة تلك ..

-----------------------

- سيدي بعد بحث دام لعام كامل .. توصلنا بمن قاما باستيراد ذلك الأسد من جنوب أفريقيا..

- من ؟!

- شخص يدعي " الَي البنا "

تخبطته الحيرة فهذا اللقب العائلي مر عليه من قبل ولكن أين لا يعلم يبدوا أن الذاكرة تأثرت نتيجة كبر أعوام عمره لهذا طلب من أحد رجاله:
- أترك لي تلك الورقة حتي استطيع أن أتذكر ذلك الاسم جيداً ؟!!!!

-----------------------

- الَي ت.. تلك الفتاة التي في بيتك ماذا تعني لك ؟!

خرجت هذا السؤال يتلجلج من فم جاك المرتبك .. مما أجبر " علي " برفع راسه من انخفاضها لأمضاء بعض الأوراق .. هاتفاً باقتضاب يصاحبه عدم استيعاب :
- من تقصد !!

فهتف جاك بنفس حالته السابقة :
- تلك الفتاة التي تعيش في بيتك بلباسها الأسود !

فهم مقصده علي الفور فهتف باقتضاب محير :
- ما علاقتك بها ؟!

تلون وجه جاك قائلا بنفي في عجالة :
- لا شيء .. ولكن مجرد سؤال لا أكثر !

تمعن بنظراته له جيدا مردد بهدوء مخيف :
- اها .. لا تعنيني في شئ ودعنا نكمل عملنا دون ذكر النساء في أوقات العمل ..

وأكمل تطلعاته للأوراق مرة أخرى قائلا بتهكم ذاتي " علي ما يبدوا لي أن تلك الفتاة مارست حيلها الأنثوية علي جاك المسكين .. فحقًا كل النساء ملعونات " !

-----------------------

مرت الأيام علي هذا

جاك يترقب بجنون رؤيتها ثانيا منذ أخر لقاء وتلك الصورة العجيبة امام الغروب محفورة في ذاكرته للأبد ولا يعلم كيف ولماذا ؟!!

"علي" كما هو بل كاد ينسي تماما وجودها !!

تقضي هنا نهارها في حديقة القصر أو بهوه بعد مغادرة ذلك القاسي مع ملاحظة ترقب ذلك العجوز لها بريبة في كل وقت وكل حين ..

في صباح أحد الأيام قامت من فراشها منتفضة على أثر رنين هاتفها المجلجل في سكون الغرفة ..
ألتقطته بغير هدي واثر النعاس علي وجهها ومحتل ذهنها مردده بصوت خفيض :
- السلام عليكم …

أجابها الطرف الأخر برد التحية علي الفور ثم هتف بصياح :
- هو في حد ينام الساعة دي يا ناس ..

ابتسمت في نومها فالأن بات تعرف صاحبة الاتصال دون حتي النظر لشاشة الهاتف لمعرفة هويته .. فهذه شقيقتها والأقرب لسنوات عمرها " ندا " فهمت تهتف بمشاكسة أثناء أعتدلها جالسه علي الفراش :
- يا بنتي قولتلك مليون مرة و شوية حلوين أن النهار هنا عكسكم ..

حكت ندا رأسها مردده بتذكر :
- يا دي النيلة عليا وعلي الذكرة إللي أتمسحت بدري من حتة عيلة فصفص ..

ضحكت هنا دون سيطرة هاتفة من بينها :
- جوري حبيبتي دي نسمة بس أنتِ إللي ظلماها ..

أجابتها ندا بتهكم :
- أه صح .. بتسهرنا لسته الصبح ومبتخلناش ننام وحسين يروح شغله مش مركز بفردة شراب من كل لون .. وفي الأخر يرجع يلاقي سندوتش الجبنة هو .. هو غداة بعد ما كل يوم الأكل يتحرق كالعادة من قلة نومي وصراخها إللي مش مبطل ليل نهار .. وفي الأخر تقوليلي نسمة أمال لو مش نسمة كانت مشتنا متكهربين وبشعر منكوش أنا و باباها…

انطلقت عدة ضحكات متواصلة من هنا لم تستطع توقفها .. فقالت ندا علي الفور بحنق :
- أضحكي يا أختي بكرة تجربي أنتِ وابن عمي المجهول الا من حق أنا مشفتش شكله لغاية دلوقتي !

تلك الجملة كفيلة بتوقف نوبة الضحك وبتغير مزاجها للنقيض فصمتت دون أجابة .. فعاودت ندا جملتها مرة أخرى .. فهتفت مجيبه عليها علي الفور بتلقائية دون تردد :
- جدك .. شبه جدك !!

لم يصلها إلا عدة شهقات تعبر عن دهشة صاحبتها التي قالت بعدم استيعاب :
- انت بتقولي أيه ؟!

اخرجت " هنا " تنهيدة عميقة وهي تهتف باستسلام :
- كله جدك يا ندا بس لون عنيه خضراء ..

هتفت "ندا " علي الفور بمشاكسة مرحة :
- يا عم يا عم جدو مرة واحدة .. لا انا كده أبدل معاكي لأن سمسم جوزي طلعله كرش ومبقاش كيوت خالص ..

ضحكت متناسية همومها تسترسل حديث شقيقتها المازح :
- أمممم .. أه لو ابية حسين سمعك ..

انتفضت " ندا "علي الفور من جلستها قائلة بأرتباك عند تطلعها حولها بريبة :
- دا حسين ده سمبتيك طول بعرض .. وأمير قلبي .. وفارس بلاد الروم .. ولو عاوز الفرس كمان مش هيضر يعني ..

امسكت أحشائها بلا أدني سيطرة علي ضحكاتها قائلة وهي تلتقط انفاسها بصعوبة بالغة :
- مش كان ظهر له كرش من شوية ومعدش ينفع !

فتحدثت ندي بريبة شديدة يصاحبها الخفوت :
- بأمن نفسي يا زومبي .. المهم عرفت ليه مطنشانه .. برنسس أمريكا أكيد مسيطر علي وقتك كله ..

تملك الحزن من قلبها فتلاشت ابتسامتها مرددة بهدوء :
- ليه ما أنا معاكم أهو !

- بس حسه أن عقلك مش معنا وليكي حقك .. ما أنتِ أكتر واحده فينا مهوسه بجدك وطول عمرك بتدعي ربنا يرزقك بواحد شبه .. وأهو أتحقق حلمك وأتجوزتي واحد زيه بالظبط ..

خرجت منها تلك الكلمة دون أدراك :
- شكلياً بس !!

استعجبت ندا فهتفت مندهشة :
- قصدك أيه ؟!

اسرعت تصلح ما وقعت به دون قصد :
- مش قصدي حاجه .. متخديش في بالك !

فهتفت ندا علي الفور بفضول يأكلها :
- طب عاوزه صوره ليه ؟!

انتفض" هنا " من جلستها بجوار الفراش هاتفة بارتباك :
- أنتِ بتقولي أيه !!

فقالت بترجي متتالي :
- ربنا يحفظك يارب نفسي أشوفه .. وأقولك كمان صورته قصاد 100 صورة لجويرية هبعتهملك من غير ما تترجيني زي كل مرة قولتي أيه يا هنا ..

- قولت أنك هبله وربنا .. وهتوديني في داهية !!

------------------
--------------
---


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:13 AM   #27

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة التاسعة عشر

حمدت الله أنها استطاعت أن تهرب قبل أن تتدبس في تلك المصيبة حقا ً..

وأي مصيبة أنها الكارثة بعينها أن تذهب أليه وتطلب له صورة !!

" يا إلهي حتماً كنت سأصاب حينها برعاش قوي في كامل جسدي .. وقد أسقط أرضا قبل التفوه بحرفٍ واحد "

من الجيد أنها استطاعت بأستخدام عقلها الخروج نوعا ما من ذلك المأزِق بوعد ليس بالأكيد حتي لا تتشكك شقيقتها بطبيعة العلاقة بينهم .. بأنها لو استطاعت أن تلتقط له صورة في أحدي الأيام حين ينتهي من أشغاله العميقة .. ستلتقطها علي الفور دون تردد فقط تمهلها للأيام ..

هبطت للأسفل بعد أن أنهت تلك المكالمة بمباركة قدوم شهر رجب المبارك شاكرة شقيقتها لتذكرها بذلك الأمر في هذا الجو المشحون بالبرود علي غير عادات شوارع بلادها في مثل ذلك الوقت ..

استدارت براسها تبحث عن ذلك العجوز الصامت الذي يرمقها في الخفاء بنظرات مريبة وقلقة ..

ولكن تعجبت لعدم وجوده في البهو كحال كل يوم .. ظلت تدخل بعض الغرف المحدودة بالجوار وتخرج منها باندهاش جلي تستغرب أختفائه المفاجئ .. عقدت ذراعيها امام صدرها في ضيق إلي أن تذكرت مطبخ القصر الذي لم تخطوا إليه مرة واحدة منذ بداية قدومها إلي هنا ..

فاسرعت تدخل ذلك الممر المتخفي بجانب البهو .. تخطوا به بنظرات متفحصة إلي أن شاهدت في وجههاxغرفة شاسعة المساحة بها جميع أمكانيات الطبخ الحديثة يتوسطها طاولة كبيرة نوعا ما لتحضير الطعام و…x و... و ذلك العجوز ساقطاً أرض بجوارها !!!

يا الهي !

قالتها بذهول وهي تهرع اليه تتفحصه بكل مشاعر القلق التي تملكت من جسدها في الحال ..

حمدت ربها أنه به نبض .. لا وبدأ يفيق أيضا من حالته المغيبة نوعا ما .. فاسرعت تهتف علي الفور عند هبوطها بركبتيها علي السطح الأملس بجواره :

- هل أنت بخير !

استعاد وعيه جزئيًا هاتفاً بوهن في صوته :
- أجل أصبحت بخير ..

- هل أنت مريض ؟!

- ليس بالأمر الأكيد ..

- ولكن لماذا سقط مغشي عليك أذا ..

- فقط بعض الأغماءات ليس أكثر ، قد تكون ناتجة عن كبر العمر ..

- يبدوا أنها تكررت معك كثيرا .. هل تفحصك طبيب من قبل ؟!

- كلا ..

- أذا لا تفتي أيها العجوز ولابد أن تستريح .. هل تستطيع النهوض أم أساعدك !

- كلا أستطيع مساعدة نفسي ..

- أذا أنهض .. واخرج استرح بالخارج علي أحد المقاعد وأنا سأتي علي الفور ولا تقلق إذا تأخرت ..

راقبته بحذر وخوف ما أن نهض معتدل يعيد توازنه ببطئ الي أن خرج وأبتعد من أمام عينيها ..
فاتجهت للبراد تبحث عن ما يمكن إيجادة لمساعدتها لأعداد وجبة صحية تُغذيه في حالة هبوطه تلك ..

بعد مرور بعض الوقت خرجت عليه تحمل بين راحة يديها حامل طعام يتوسطه طبق عميق قائلة بابتسامة هادئة :
- أعدت لك بعض الشوربة الدافئة التي تعيد نشاطك ..

نظر لما بين يداها بذعر وريبة وعت له جيدا عندما وضعت الحامل علي طاولة مباشرة لجلسته ..

فهمت علي الفور بما يدور بذهنه فقالت بدهاء يتوارى خلف نبرة صوتها البلهاء :

- ارجوك تذوقه فأنا أعددته من أجلك أم أنت خائف !..

تلجلج صوته ليخرج بتقطع أثناء نفيه بشجاعة مزيفة لجملتها :
- ولما س ..أاااخاف .. س .. سأتذوقه بالطبع ..

وما أن أقحم المعلقة بأطراف كفه المرتعشة في الحساء حاملا بعض منه ، ومن ثم رفعها باتجاة فمه بتردد واضح علي ملامح وجهه .. حتي أطلقت " هنا " صوت قوي مرددة من بينها بذعر جلي :
- لا تشرب ذلك الحساء فأنه به سمٌ قاتل .. وقد يكون به حزامٍ ناسف أيضًا !!!!

علي أثر سماع جملتها ليتأكد له ما في ذهنه أنتفض جسده بتوجس مريب .. تاركًا المعلقة تسقط علي ملابسه بذعر أشد .. بل ويفوق ذعرها المصطنع ألاف المرات ..x

ذلك المشهد كفيل بأن يجعلها تطلق عدة ضحكات متواصلة ، وهي لا تصدق أن الخوف منها ومن شبيهها يصل إلي ذلك الحد عند الأمريكان !!

تطلع بعد برهة لضاحكتها ولحالته مستوعباً ذلك المقلب الذي فعلته به تلك الشقية ، فجلس مرة أخري ضاحكاً وهو لا يصدق بأن خوفه كان مكشوف لتلك الدرجة .. لكي تجعل فتاة بروحها الطفولية تفوز عليه بعقلها صاحب الدهاء الشديد ..

إلا أنها حين تطلعت له من وسط ضحكاتها حتي بترتها مردده باندهاش :
- أيها العجوز أنت تضحك مثلنا !!

هتف بنبرة ضاحكة :
- ألست بشر مثلك ؟!

زوت شفتاها بضيق وقالت :
- بدأت أشك أن ما في ذلك القصر بشر مثلنا ..

فقال لها بإصرار :
- لا تحكمي عليه قبل أن تعرفي ما يحوط به !!

تعجبت من مغزي جملته ، فاسرعت تهتف بفضول :
- وهل أنت تعلم ما يحوط به ؟!

أجابها برفض مؤكد :
- لا .. لا يجوز لي التحدث طالما صاحب الشأن لم يفصح به بعد !!

أصابها خيبة أمل ، ولكن إصرارها لم يجعلها تستسلم حين قالت بشغف :
- حدثني عنه ؟! حضرت طفولته وتعايشت مع عمي جلال فأنا لست بغريبة أنا ..

أجابها بهدوء :
- ابنة عمه وزوجته !

انفرجت شفتاها بتعجب فهتفت بنبرة بلهاء :
- هل تعلم بالامر !!

أجابها بالإيجاب :
- نعم ! .. بل وأنا من أقنعته طوال الأربع سنوات بضرورة العودة لموطنه والتواصل مع جده .. نفذ الأخير بعد عناء ولكن الأول رفضه بشدة ، إلي أن أتي لي غاضب ذات يوم وأخبرني بذلك الزواج الأجباري الذي وضعه به جده مما ترتب عليه قطع صلته به مرة أخري .. كان حينها أقرب ما يكون لأسد هائج .. استطاعت ترويضه ولكن لم أستطع في الأربع سنوات التالية لتلك الواقعة بأن أعدله عن قراره للتواصل معه .. إلي أن أتصل بي ذات يوم من عمله يخبرني بموته ورسالته وضرورة أحضارك .. ترجيته بقوة أقرب ما يكون إلي التوسل بأن يجعلك تحضرين ..

هتفت بتعجب جلي :
- لماذا ؟..

طأطأ رأسه قائلا بحزن عميق :
- لأنني كبرت وطالت سنوات عمري وسيصبح وحيداً من بعدي فأردت له رفيقا من دمه بعد موتي ..

- أطال الله في عمرك ..

- أشكرك .. ولكن هذه هي الحياة ..

ثم هتف بنبرة مرحه :
- ولكني صدمت من لباسك فهذا لم يكن في الحسبان ..

ضحكت لبرهه حتي أنتهت قائلة بتمعن :
- يبدوا لي بأنك تحبه كثيرًا !!

- أكثر من نفسي فطالما هو بالنسبة لي الأبن الذي ليس من صلبي ..

ثم راوده الشرود للماضي قائلا بصوت مسموع :
- " كريس " تلقيطه بين ذراعي من سيدي جلال وهو مبتسما مسرور حين رأه لأول وهله بعد ميلاده .. كبر ومرح في تلك اليد .. كان لا يأتمن أحد عليه إلا انا حتي عندما يغادر لمسقط رأسه في اجازته السنوية .. كان يكثر من توصياته لي أنا فقط .. تعلقت به وتعلق بي حتي في ذلك الوقت الذي واجهت فيه المصاعب وغادرت مسكنهم .. لم ينساني .. وأرجعني في ذلك القصر ولم يقوم بتوظيف أحد إلا أنا لخدمته حتي الطعام .. أنا الذي أعده له بنفسي .. فقط عاملين التنظيف يأتون كل أسبوع لنظافة القصر ومن ثم المغادرة علي الفور .. ويجب أن أقف فوق رؤسهم خلال تلك المدة !!

كل كلماته يحتويها الغموض ولكن تجاهلته جميعا قائلة باندهاش :
- من كريس ؟!!

قال بارتباك :
- هل قلت كريس ! يبدوا أنني كبرت حقاً وأصابني الخرف !!

رمقته بتعجب ثم قالت بهدوء يحتويه الفضول :
- ووالدته !!

توترت ملامحه قائلا بارتباك أشد :
- توفت منذ عدة سنوات .. وفي صغره كانت تنشغل كثيرا ..

- في ماذا ؟!

نهض من جلسته علي الفور ما أن تحول الحوار لوالدته ، قائلاً باضطراب واضح :
- لا أعلم فيجب أن أنهض حتي أعد طعام الغذاء فموعد قدومه قد أقترب ..

تفحصت حالته المفاجأة محدثه نفسها بشرودx " يبدوا لي بأن ذلك العجوز مازال يحمل أسرار في جعبته .. إذا فهذا القدر يكفي إلي حد الجيد و يجب الصبر "

قطعت شرودها قائلة بتفهمx :
- ولكنك مريض !!

أجابها بإصرار :
- سأحاول فهو لا يأكل إلا من يدي ..

فقالت بترجيx :
- لماذا لا أعده بدلا منك ..

أجابها برفضٍ تام :
- كلا سيرفض وسيغضب حتما مني ..

أصرت قائلة :
- لا تخبره !

هتف بتعجب :
- ماذاx !!

نهضت علي الفور ما ان شعرت بتردده قائلة بوضوح :
- فقط لا تخبره وأنا سأعده في الخفاء ، فأنا مللت الجلوس حقا غير أنك متعب جدا ولا يجوز أجهاد نفسك في هذا العمر اكثر من ذلك ..

---------------------------

حل المساء وأقترب موعد قدومه في حين تم تجهيز طعامه من جانبها علي أكمل وجه في ظل مراقبة وأشراف العجوز علي ما تعده أثناء جلوسه علي أحد المقاعد بجوارها يملي عليها ما يحبه وما لا يحبه .. ممتنه له كثيرا بأنه تركها تحضر إحد الاطباق الشرقية بلمسات أمريكية .. متمنيه أن ينول أعجاب الغامض ..
ضحكت مع نفسها بتلك المصطلحات التي تطلقها عليه كل حين وأخر .. أه لو يعلم لكان نفخ بها بكل قوته دون ترك أي أثر لها ..
حمدت الله أنه لم يعلم وأنه سرها…
لتهتم الأن بتحضير الطاولة ومن ثم الأختباء قبل أن يصل ..

رأت العجوز ينهض من جلسته فسألته علي الفور بقلق :
- إلي أين ؟!

فقال مبتسماً :
- إلي غرفة " الَي " .. لتحضير ملابسه ..

ثم شرع يشرح لها ما يفعله بهدوء وتمعن أستغربتهُ هي نفسها ..

ما هي إلا نصف الساعة وحضر " علي " فاستقبله العجوز بابتسامة هادئة بالتحية فبدالها " علي " بالمثل مع ابتسامة صافية لا تخرج إلا له هو فقط ..

ابتسامته جعلتها تفغر فاهها باندهاش وهي تحدث نفسها في ظل مراقبتهما من خلف ستائر الممر الجانبي لغرفة تحضير الطعام ..x
" القاسي بيبتسم زينا يا ولاد .. يا ماشاء الله يا ماشاء الله "

إلا أنها انتبهت لموقعها فاسرعت تتوارى أكثر عن عينيه .. لتشاهد مغادرته للأعلى ومن ثم أقتراب العجوز لموقعها فانتظرت حتي أقترب بشدة ثم هتفت بهمس شديد :
- أين هو ؟!

- صعدَ ليتسحم أولا ومن ثم تغير ملابسه فهي عادته كرياضة الصباح مثل ما أخبرتك من قبل !

ضربت جبينها براحة كفها قائلة بأسف :
- أعذرني فلقد نسيت ..

تغيرت ملامح وجهه دون أدراك مقتربٍ منها قائلا بتحذير صارم :
- لقد أخبرتك لكي تتذكري .. لا أن تنسي .. !!

اندهشت من انقلاب حالته في أقل من الثانية مع ضغطه القوي علي جملته تلك ..

فتجرعت ما في حلقها باضطراب ثم قالت بلامبالاة مصطنعة :
- مالي وماله .. لا شأن لي به !!

هز رأسه قائلا بحزن شعرت به :
- لن تدوم الأيام هكذا طويلا !!

ثم صار من أمامها للخارج لاقتراب موعد هبوطه ، في حين هي تخبتطها الحيرة من أفعاله بشدة اليوم !!

لتزداد حيرتها ضاربة بها عرض الحائط عندما هبط ذلك الغامض مشيدا بتجلي لطبق اليوم في عبارته التي سمعتها جيدا :
- أراك أيها العجوز تفوقت علي نفسك في الكبر .. الطعام أكثر من رائع ..

أجابه العجوز بابتسامة بشوشة :
- أشكرك بني !

- من أين تعلمته ؟!

أجابه بارتباك :
- التلفاز لا يترك أحد .. وبرامج الطبخ كثيرة ..

غادر " علي " طاولة الطعام قائلا بإمتنان :
- علي كل حال الطعام جيدا وأريد أكثارك من مشاهدة التلفاز .. فهذا سيشجعني بأن أعمل هنا وأتي بجاك المسكين يتذوقه يوماً .. وترحمه من الطعام الجاهز ..

تبادل معه الابتسامة بتوتر خفي ثم هتف علي الفور :
- سأحضرك لك كوب قهوتك السريعة ..

فبادره " علي " برفع كف يده ليحثه علي الوقوف قائلاً :
- كلا .. استرح أنت فاليوم أجهدت نفسك كثيرا وأنا سأعده لنفسي !!

لم تعي إلا لشهقه خرجت منها كرد صادم لجملته باحثه علي مخبأ من حولها .. في حين هتف العجوز بأرتباك علي عجاله وهو يخطوا بكل قوته لداخل غرفة تحضير الطعام :
- كلا لم أتعب وسأعده لك بنفسي !!

تعجب " علي " من فعله فطالما كثيرا يعده ولكن لا بأس .. أخبره أنه سيتوجه لغرفته لحين الأنتهاء ..

اطمئنت لدخول العجوز فخرجت من مخبأها من أسفل الطاولة علي وقوفه أمامها مباشرة مردداً بأبتسامته الصافية :
- بارك الرب بكِx .. الأن أطمأن قلبي !!

--------------------
------------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:14 AM   #28

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة العشرين 😉

مرت الأيام ..

واطمأن العجوز لها عن كل ذي يوما يمر .. تكاثر الحديث بينهما ، وعلمت منه عن "علي" الكثير والكثير حتي أنها علمت بمدي تعلقه بوالده وذكراه .. متجنباً بكل الطرق ذكري أي شيء يختص بوالدته مما زادها هذا فضولا ..

مرت في ظل سعادتها لتحضير الطعام كل يوم مع غضبها الداخلي لافعاله التي تبغضها بل ولا تقبل بها من الاساس .. ولكن حتما سيأتي لها يوماً وستنفجر بكل طاقتها المكبوتة في وجهه .. فهي لن تنتظر كثيرًا علي وضعهُ هذا .. فليعنها الله حين ذاك !!

مرت وهي تجاهد بكل قوتها لراحة العجوز مع استمرار كثرة اغماءته .. الذي ينفي نفيا قاطعا بخطورتها وزيارة الطبيب لأجلها .. لذلك فعلت كل ما يفعله من اعمال إلا دخول غرفة " علي " وتحضير ملابسه تلك التي رفضتها رفضا لا نقاش فيه !!

ذات مساء أخبره " علي " علي الهاتف بأنه لن يحضر الطعام في البيت لحضوره عشاء عمل مع أحد مندوبي الشركات العالمية الكبرى .. مما جعل العجوز وهنا ينعمان في جلسة خاصة في بهو القصر .. مع أعداده لكوبين من العصير الطازج .. والذي أعطاها كوباً منه قائلا بهدوء :
- هذا من أجلك ..

شكرته ثم هتفت علي استحياء :
- شكرًا لك .. لماذا اجهدت حالك .. ثم أنني لن أستطيع الشراب ..

فهم العجوز سبب رفضها واصرارها الدائم لتناول الطعام لحالها ، فخرج صوته قائلاً لها بحذر شديد :
- لما تستمرين في لبس ذلك الشيء حتي داخل البيت .. ألم تعانين منه ؟!!

أجابته بابتسامة هادئة :
- نعم هو مشاقه ولكن لها أجرها عند الله .. ثم أنك غريبٌ عني ولا يجوز لي التخلي عنه أمام الغرباء ..

تحدت باندهاش :
- غريب !!

ضحكت قائلة بتفسير :
- غريب ليس بمعني أن تكون بعيدٍ بل ليس من ضمن الذين حللهم الاسلام للفتاة لرؤية وجهها كالزوج والأب والعم والخال والأخ .. فأنا أقصد ذلك .. ولم أقصدك أنت لذاتك فأنت بطيبة قلبك تذكرني بجدي كثيرًا رغم أنك علي ديانه أخرى ..

- أشكرك كثيرا بنيتي .. بل أنا من سعد قلبهُ بأنكِ أنتِ دون غيرك زوجة ل " علي "

اجتاحها الخجل فاخفضت رأسها قائلة بمرح لكي تنفض عنها تلك الحالة :
- ولا تأخذ عني وعن من مثلي بأننا معقدون أو متزمتون .. أو ينتج عنا الارهاب !!

انهت جملتها ثم انتفضت من جلستها ترفف بذراعيها المفرودتين علي أخر حدودهما في الهواء .. مع حركة جسدها الدائرية .. مغمضة العين باسترخاء مع رفرفة أسدالها الفضفاض خلفها تستأنف حديثها المرح بابتسامه صافية هادئة :
- أنظر جيداً نحن نضحك .. نمرح .. نمازح .. نطير في الهواء مثل الطيور .. نفعل كل شئ إلا محرمات ربي ..

توقفت من حركتها ضاحكة .. تلتقط أنفاسها بتقطع لتكمل حديثها للعجوز الذي شاهدته واقفاً من جلسته قاطعاً ابتسامته باضطراب جلي فسألته بحيرة :
- ما بك ؟!

فلم يجب !! فاضطرت لأن تستدير وتشاهد نهاية مرمي بصره خلفها .. والذي انتهي عند شبيه جدها الصامت وأحدي كف يداه في جيب سرواله بعينين متفحصة لهيئتها جيداً !!

تلاشت ضحكاتها علي الفور .. وأزداد توترها .. فضمت راحة يديها في بعضهما تفركهما بقلق بالغ وترقب لرد فعله كحال موقفهما السابق ..

والذي فجأها بأسوء مما كانت تتوقعه !!

عندما لملم حالته المتفحصة وراء عبارته التي هتف بها باسلوب ساخر فج وهو يتوجه للدرج صاعدٍ للأعلي ..

- أشاهد أن تلك الفتاة لم تُضيع الوقت كأمثالها و رمت بخيوط شباكها عليك أنت أيضا أيها العجوز .. !!!!

أغُرقت عيناها المراقبة لمغادرته بالدموع من عبارته القاتلة والجارحة لها كأنثي .. والتي أثلجها بعض الشئ ذلك العجوز من خلفها بقوله :
- لا تحزني .. ولا تحكمي علي الزهرة من اشواكها !!

------------------

- السلام عليكم .. ولن أقول صباح الخير أو مرحباً !!

ضحك العجوز علي طريقتها المرحة لطرح الحديث فبدالها قائلا بصعوبة كما علمته :
- الَ .. الَيكم ال.. ال ..سلام !!!

ضمت شفتاها قائلة برضي بعض الشئ يغلبها الفكاهة :
- هذا أفضل من المحاولات السابقة بكثير استمر فيما تدربنا وستتقن العربية علي يدي أن شاء الله في القريب العاجل ..

أنفرج فمه ضاحكاً من تلك الفتاة حقاً.. فبصحبتها تنسي من تكون .. بل وتنسي مرضك المميت .. علي ذكر المرض تلاشت ضحكاته بهدوء دون أثارة الشك ..
قائلا بمرح مصطنع :
- أشعر أنكِ تحتاجين لقول شئٌ !!

طأطأت رأسها قائلة باستحياء يصاحبه بعض الأرتباك :
- أا..اريد أن أخرج قليلاً ..

قال باندهاش :
- لماذا ؟!

رفعت رأسها قائله بوضوح :
- لقد دخلنا في ايام الصوم في أفضل شهور السنة وأريد أن اشتري تمر للأفطار عليه قبل الطعام .. ومن ثم أريد شراء بعض الملابس لأن كل ما أوتيت به من ملابس هو لباسٍ شتوي وأنا أتعذب حقاً أثناء أرتفاع درجة الحرارة ..

قال بتعجب جلي :
- يا لكِ من مسكينة .. تحملتي كل تلك الفترة الماضية وأنتِ صامتة !!

أومأت راسها باستياء دون حديث .. ليتحدث هو في الحال :
- سأخبره وسأحاول أن يلين برأيه .. لم تعلمين كم عانيت المرة الماضية لكي استجلب موافقته !!

رفعت عينيها الجاحظة ترمقه في صمت محدثه ذاتها " الأن فهمت لما وافق ذلك المتحجر القاسي بالسماح لها بالخروج " .. حينها انقلبت مقلتي عينيها للإنخفاض متراقصة بعدم استيعاب وهي تحدث ذاتها مرة أخرى بذهول " ياإلهي هذا العجوز رحمة لي منك .. فقد كنت أموت حينها حقاً "

شعر بما يدور بذهنها .. فقال مبتسماً بحكمه دون مقدمات :
- " هو كالعجوز في عقله .. وكالشاب في قوته .. وكالطفل في حبه !!

فتضرعي لربك بأن يلين الشاب ويقنع العجوز بأن يحتويه الطفل !!!

حينها ستعلمين حقاً من يكون !!!! "

--------------------

أتت السيارة واستقلتها مع سائقها التي لم تدرك عيونه المراقبة لكل أنش بها .. والشفتين المبتسمة لرؤياها .. وسعادة قلبه بدقاته النابضة لها هي فقط دون نساء العالم آجمع !!

تنظر للمارة بعينين شاردتين وكل ما كان يشغلها جملة ذلك العجوز التي تأكل تفكيرها أكلاً !!

تلك الجملة التي ما أن سمعتها حتي صرت في جسدها قشعريرة عجيبة و غريبة !!

خرجت من شرودها علي صوت السائق الذي ميزته في الحال يردد قائلا :
- إلي أين سيدتي ؟!

أجابته بهدوء :
- أريد مركز تجاري به كل شئ حتي التمر !!

اندهش من جملتها إلا أنه لم يكترث لكثير من الوقت وانحرف بالسيارة لوجهتها...

-------------------------

أشتد ألم الرأس اللعين ..
قبض علي رأسه بكفي يداه بشدة .. ممتناً للظروف بأنها خرجت قبل أن يسقط أمامها في غيبوبة مؤقتة من شدة الألم كما الحال في السابق ..
إلا أنه أشتد عن كل مرةٍ يأتي بها .. فاسرع لغرفته المجاورة لغرفة تحضير الطعام يبتلع بعض الحبيبات التي وصفها له الطبيب كمسكن للألم !!

تجرعها بعجاله وشرب بيد مرتجفة جرعة ماء وراءها ولم يشعر بنفسه إلا وهو يسقط علي الفراش بسبات عميق من شدة التعب والأرهاق المرافق له عند مقاومة ألمه المميت !!

-------------------

أنشغل عقله منذ أن أخبره لأصطحابها ورد فعله المفاجئ عليه .. فالفرحة تسربت بملامحه في الحال ..ثم هتف بأبتسامة يقاومها بالا تتسع :
- حقاً مستر " الَي " سأصطحبها !!

تعجب ! من رد فعله كأنه بات يعرفها بل تعجبا أكثر لسرعة مغادرته ُدون تريث .. كأنه لقاء تمني بأحلامهُ تحقيقه ..

منذ ذلك الحين وتفكيره يتفاخم براسه والنار تأكل صدره ولم يعلم لما !!

لديه اجتماع هام مع مديرة أحدى الشركات الأوربية .. بعد قليل .. ومع هذا لا يشغل عقله به مع أن التعاقد مع تلك الشركة ستضيف لعالمه الألكتروني الكثير والكثير ..

عقله ينشغل بشئ واحد دون أراده !

ماذا يفعلان ! وهل هي تبادله الشعور كما هو !!

مُصرٌ بأخر تفكيره بأنهن كلهن ملعونات وخائنات !!

عند تلك النقطة انتفض جسده بقوة دون أدراك من مقعده في غرفة مكتبه .. متجه للنافذة الزجاجية وهو يضغط بكل قوته علي الهاتف ببعض الأرقام المحفوظة عليه ليهم برفعه علي أذنه ينتظر أجابة الطرف الأخر علي أحر من الجمر !!

- نعم " الَي " ..

- ماذا تفعل ليمر كل ذلك الوقت ؟!

- كنت أبحث معها علي ..

قطع جملته بنفور مزيف :
- لا يهمني ماذا تفعلان .. المهم أن تأتي لي في الحال !!

- ولكن ال..

قطع جملته مرة أخرى قائلا بضيق وتعصب مفاجئ :
- لا يوجد عندي لكن .. بل قلت في الحال تعني في الحال .. ثم اجتماع الشركة الأوربية سأدخل به الأن واحتاج إلي استفسارات كثيرة ولا أجدك ..

اطلق جاك تنهيدة قصيرة قائلا باستسلام نظرا لحالته الغاضبة :
- حاضر " الَي " بعض الدقائق وسأكون أمامك ..

أقفل " علي " المكالمة ولم يشعر بنفسه الغاضبة إلا وهو يستدير بكل قوته يشيح بذلك الهاتف في عرض الحائط من خلفه .. فعلي ما يبدوا أنه مازال يعاني من ذلك الماضي الحقير رغم علاجه النفسي !!!

-------------------

زفر جاك بتنهيدة مطولة تعبر عن استياء صاحبها .. ثم بدأ يسرع من سرعة السيارة مردداً بضيق للجالسة خلفه في صمت متابعة حديثهما المشحون :
- معذرةٍ ! لن نذهب لمنطقة الغروب !!

هتفت بتفهم :
- لا بأس .. أوصلني للقصر وأذهب لعملك .. فسيدك يحتاجك أكثر مني ..

تعجب من جملتها فمن سيده ! ولكن لا بأس ليس هناك وقت للاستفسار يا جاك ..

هتف بأسف :
- ولا أستطيع أيصالك للقصر أيضًا ..

تعجبت من أمره ومن سرعته الجنونية فقالت بذعر :
- لم أفهم مقصدك بعد !!

هتف بأعتذار :
- أسف سيدتي سأضطر لأصطحابك معي للشركة الأم فليس أمامي وقت لتوصيلك ومن ثم الذهاب للشركة في ظل غضب مستر " الَي "وحاجته لي في الحال.. كما ان مقر العمل أقرب لي الأن !

تلجلج لسانها فهتفت بغضب نسبي :
- لا .. شأن لي به .. ولا بك أوصلني القصر وغادر في الحال ..

تكرر أسفه ثانيا مرددا بعجلة :
- أسف سيدتي مرةٍ أخري .. ولكن نحن وصلنا بالفعل ..

قالها وهو يقتحم ممر جانبي لصرح مهول أبهر مقلتيها الجاحظة .. ومن ثم أنحرافه بأتجاة باب معدني فتح للأعلي ما أن نطق اسمه كما شاهدته مع بوابة القصر من قبل .. لينطلق خط اشعاعي أحمر اللون في الحال للمرور فوق هكيل السيارة وتفحص من بها .. للتأكد منها بالفعل !!

تكنولوجيا عجيبة والأعجب لمن ذلك الصرح المهول !!
هل " علي " موظفا هنا .. أم .. أم .. ياإلهي هل ما طرأ في ذهنها به شئ من العقل ..

انتبهت من شرودها علي فتح الباب المجاور لجلستها الخلفية وقول جاك باستفسار :
- سيدتي لما لا تهبطين من السيارة ؟!

اندهشت ملامحها بقوة .. فمن سوف يهبط ؟! .. ويهبط إلي أين ؟!

فعاود جاك سؤاله مرة أخري بعجالة من أمره منتظر هبوطها بحيرة .. بينما هي بداخلها ترفض وترفض بعينان حائرة ضاله طريقها .. هل ستهبط لترتفع ذلك الارتفاع الشاهق وذاك الضيق التي لديها منهما فوبيا بالغة الحد .. أم هل ستهبط ليشاهدها ويثور أو ينطق كلمة جارحة لها كعادته كلما أجتمع بمكانٍ واحد ..

- سيدتي ما الأمر .. تأخرك هذا سيضرني في عملي !
علي أثر جملته هبطت أرجلها في الحال من السيارة دون أدراك فهي لم ولن تشترك بقطع أرزاق البشر ولكن...

تداركت ما فعلته وهو يتقدمها باتجاة المصعد الخاص بالمديرين كما هو مكتوب علي اللافتة بالجوار ..

تجمدت حركة أرجلها وندمت أشد الندم أنها هبطت من مقعدها .. وأجابت علي نفسها العاتبة بأنها أيضا لن تستطيع أنتظاره هنا في مرأب شاسع ساكن موحش هدوئه .. تجرعت ما في حنجرتها عندما فتح بابه وأقتحم ذلك السائق به ..

اندهش من صمتها وترددها المريب فهتف بعد أن شعر بشئ بها .. مغادرا المصعد متوجهاً باتجاهها بعينين تتفحصها بهدوء وبحنان لم يعهده من قبل باتجاة امرأة :
- يبدوا لي أنكِ تعانين من أمر ما .. ثقي بي و أخبريني ما هو !!

فركت راحة يداها بارتباك .. فمن هو لكِ تحدثه عن نقطة ضعفها و.. و .. ولكن يجوز أن تخبره دون شرح بالثانية وتحمل الأولي بالتوكل علي الله .. فهتفت علي الفور :
- أوعدني بالا أتاخر .. ولا أحد يراني مهما كان هو !

-----------------------
-------------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:15 AM   #29

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الحادية والعشرين
---------------
دلفا معا لذلك المصعد ما أن وعدها بشكلٍ عام .. وعدٍ لم يعلم مغزاه ولكنه سينفذه بقدر طاقته .. بل فوق طاقته فهي أميرته ويجب عليه تلبية مطالبها !!

متعجبٍا من ذاته التي وقعت في غرام امرأة كان يخشاها في أولي لقائهم .. وطوال سنوات عمره نتيجة الفكرة السيئة التي يطرحها البعض عن أمثالها !!

لم تعلم ما أصابها حين خطت بقدميها المترددة لذلك المصعد ومشاهدة أطراف يداه تضغط علي عدة مفاتيح إلكترونية .. ليظهر أمام مقلتيها المنصدمة علي الشاشة الإلكترونية رقم الطابق "١٣٦" !!!

أصابها الهلع وأنتفض قلبها حتي بدأت تشك من كثرة انتفاضاته بأنه سيتوقف في الحال ويعلن استسلامه للسكينة الأبدية .. نعم سيفعلها ذلك المسكين نتيجة لخوفها الشديد بل نتيجة لفوبياها الجنونية بحد المرض ..

أغمضت عيناها بشدة وتشبثت براحة ذراعيها في أطار المصعد الداخلي منكمشة علي ذاتها المرتجفة في أحد المقاعد المعدة للجلوس بداخله لعلو شأن راكبيه ..

بنظرات جاحظة تعجب منصدماً من حالتها التي تظهر من أعراضها الواضحة بأنها فوبيا حد الموت !!

هلع أليها هتفًا بتوجس وريبة :
- هل تعانين من فوبيا المصاعد والأماكن المرتفعة ؟!!

كان ذلك سؤاله الذي خرج دون مقدمات نتيجة لقراءة حركات جسدها المهتزة ..

خرجت منها أيماءه بسيطة وهي ما تزال علي حالتها .. فهتف سريعاً :
- سأوقف المصعد في الحال .. وسنصعد الدرج !!

لم تدرك في عز حالتها المرضية وتصورها لصعودها الدرج والنظر للأسفل من ذلك المكان المرتفع بأنها تحدثت ساخرة بالعربية عقب جملته بمثل عربي شهير :
- "مش أنيل من ستي إلا سيدي " .. سبني في حالي الله يسترك !!

صمتت لضبط ذاتها هاتفة بالإنجليزية بعدها بالرفض التام لمقترحه .. لينصاع بقلة حيلة لما أمرت متجهًا بأرجل مترددة لمقعده يراقبها بحيطة شديدة حتي يتم نجدتها في الحال أذا لازم الأمر ..

بينما هي استعانت بالخالق في ظل تمتمتها بخفوت ذاتي جميع ما تتذكره من أيات قرآنية تحثها علي الصمود ومواجهة مخاوفها التي ظلّت تعاني منهما منذ أن كانت طفلة…

وما استعانت إلا بالقوي القادر علي كل شىء!!

مر بعض الوقت لم تشعر به في ظل انشغالها بتردد بعض الأيات .. ولكن بوادر الغثيان هو ما جعلها تتوقف مدركه ما تمر به مرة أخرى !!

يا الهي !!

كيف وغطاء وجهها و..وذلك الغريب !!

اضطراب وقلق اصابها باريحية فوق حالتها النفسية القاتلة وهي تتهيئ شكلها الخارجي أثناء تقيئها!!

دعت الله أن يتمم ستره عليها في تلك المحنة التي لم تكن نادمة عليها .. فحتمًا كانت ستمر بذلك الموقف في يوم من الأيام .. ولكن ذلك الموقف سخي بكرمه كثيرًا عليها بأدوره المائة والست والثلاثون !!

- لقد وصلنا !!

- حمدًا لله يا رب السموات والأرض والجبال !!

تلك أجابتها الوحيدة التي عبرت عن فرحتها في ظل شعورها بالغثيان ..

تركت ذلك الأطار ومن ثم فتحت بتمهل جفنيها المغمضتين لتطلع لما يحوطها بتمعن ..

بعد برهة وعت لوقوفه أمامها مباشرةً يترقب حركاتها اللأرديه مبتسمًا !!

انتفضت من جلستها مبتعدة بعض الشيء رغم عدم ثباتها وشعورها الملاحق بالدوار ..

تحشرج صوته قائلاً باضطراب وهو يوجه كف يداه بإتجاة الممر :
- هيا .. هيا من هُنا سيدتي !!

تتبعته بعدم استيعاب وحالة الغثيان تسوء عن معدلها الطبيعي فاسرعت تهتف له بارتباك :
- أطلعني علي غرفة محكمة وسانتظر بها حتي تنتهي ..

- أمرك سيدتي .. سأتوجه بكِ لأكثر غرفة يحوطها الأمان وعدم قدرة أحدٍ علي أقتحامها ..

قالها جاك بنبرة مطمئنة لداخلها حتي يتم تنفيذ وعده علي أكمل وجه .. كي لا يخيب ظنها به في أول وعد بينهما .. متمنيًا بأن لن يكون الأخير !!

اتجه بها بالفعل لمقر غرفة أدارة التحكم والمدير العام لذلك الصرح المهول ..x ظنن منه بأنها الغرفة الأكثر أمان في المبنى بأكمله ولا يدلف أليها أحد إلا برقم سري خاص وبصمة عين .. هو يعلم الرقم السري ومتاح له الدخول بها ببصمة عينه .. خاصة وأن " علي " يحضر الأن الاجتماع مع وكيلة الشركة الأوروبية كما أخبرته أحدي طاقم السكرتارية ..

فتح الباب في ظل تعجبها من رؤية كل سبل التكنولوجية الحديثة أمامها ببساطة هكذا !

ولكن ليس هذا ما يسيطر علي تفكيرها الأن .. فالأهم والمفيد بأنها دخلت غرفة هادئة ، جذابة ، شاسعة .. ممتنه كل الامتنان بالبعد كل البعد عن ذلك الاجنبي القاسي !!

أستأذنها جاك للمغادرة علي الفور لممارسة بعض الأعمال .. التي ظنتها خاصة بتوصيل بعض الطلبيات التي جلبها من الخارج لمكاتب الموظفين بحكم عمله كسائق !!

راودها الشعور بالغثيان مرةٍ أخري بل لم يتسرب من الاساس لديها ..

نهضت بوهن تشغل ذهنها بأي شئ حتي تنسي ذلك الشعور المقزز ..

تمعنت جيدا في المساحة الشاسعة والمكتب الفاخر وطاولة الاجتماعات الأكثر فخامة و .. هناك شهادات ضخمة معلقة !!
اقتربت بعض الشىء تدقق في الكلمات ومضمونها الذي لم تدركه عن بعد بسب حالتها ..

اقترب إلى أن تجمدت ملامحها وهي تستوعب بأنها شهادة تخرج من كلية الهندسة الإلكترونية ل .. ل .. علي البنا !!

و بجانبها رسالة ماجستير في الهندسة الإلكترونية أيضًا أتمامها المدعوx ع .. علي البنا !!

ألتفت تنظر لكامل الغرفة مرة أخرى ولكن تلك المرة بعينان جاحظة تستوعب بصدمة جليه بأنها داخل غرفته هو .. دوناً عن باقي المبني بأكمله !!

اصابها الهذيان وشعرت بقوتها المتبقية تنهار عند أقادمها كأنهيار أحد جبال الجليد ، خطت بأرجلها تهرول بغير هدي بإتجاة باب الغرفة للخروج منها فورًا قبل رؤيته والوقوع في ما تخشاه !!

وضعت يدها علي مقبض الباب لتنصت قبل فتحه مباشرة .. لأصوات أشخاص تقترب قادمون تجاهه من الخارج !!

وفُتح الباب ودلف " علي " بصحبة امرأة شقراء بطول وجسد مميز ترتدي حليه نسائية سوداء أسفلها قميص وردي اللون وبتنورة فوق الركبة بقليل مع حذائها الأسود العالي الرنان !!

جلست علي أحد المقاعد أمام مكتبه في حين أستقل هو مقعده الرئيسي عليه .. منصت بلين لما تقوله :
- مستر " الَي " هذه لم تكن طريقة طرح و نقاش لمستقبل شركتين لهما علامة تجارية كبري كشركتك وشركتنا !!

أراح " علي " برأسه وظهره علي راحة المقعد من خلفه قائلا وهو مغمض العين باسترخاء :
- فعلاً .. ذهني ليس صافي اليوم لذلك الاجتماع الهام ..

تفاجأت بأجابته الصريحة ، فتغيرت نظراتها لنظرات شغف تتفحص هيئته ببطء باطنها الرغبة في الاقتراب !!

نهضت في ظل تفحصها له بهدوء من جلستها بأتجاهه .. إلي أن وصلت له قائلة وهي تضع راحة يدها لتتوغل في صدره باريحية :
- دعني أحسن مزاجك !!!

-----------------------

هذا جنون .. نعم بالفعل هو الجنون بعينه !!!

تلك كانت العبارة التي ظل يرددها رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي بهذيان مطلق .. وهو يتذكر الأن فقط ذلك اللقب …

أنه اللقب الذي ظل يدفعهم للنيل منه كأمثاله لأعوام كثيرة ..

أنه لقب عالم الفيزياء المشهور " جلال البنا " الذي توفي منذ ما يقارب واحد وعشرين عاماً !!

الأن تذكر ذلك اللقب جيداً في سنوات عمره المسنه ... ولكن ماعلاقة جلال ب " الَي " هذا !!!

يا إلهي !!

هل هو تشابه اسماء أم .. أم هو " كريس " ولده !!!

كفي تخريفاً أيها العجوز .. أي كريس هذا .. وهو توفي مع والدته منذ ما يقارب الأربعة عشر عاماً !!

بل وتأكد من دفنهما بنفسه وأمام عينيه !!

لأبد أنه يهذي الأن !

انتفض من جلسته علي مقعده الضخم لذلك المكتب الذي يليق بمنصبه بغضب شديد !!

فعقلهُ يهذي في هذا العمر بالتأكيد .. ولكن مع هذا سيتحري عنه ويتأكد من الأمر بنفسه ..

ويا ويله أذا كان هو .. سيكون مصيره مثل أبيه .. !!

اسرع بالتوجة بجسده الضخم وعيناه الموحشتان والذي لم تغيره كبر سنوات عمره لذلك المكتب مرة أخرى يلتقط سماعة هاتفه يأمر الطرف الأخر بنبرة قاسية داخلها غضب مكبوت بسرعة الحضور إليه في الحال !!

-------------------------

حتماً تحلم .. نعم هي بالتأكيد تحلم !!

والدليل علي ذلك ان لديها دوار يتزايد وقد يكون هيئ لها ما تشاهده الأن !!

نعم فتلك المرأة لم ترواده عن نفسه وتهم بفتح أزرار قميصه العلوية .. وتستبيح كف يدها بأغراء داخل صدره العاري في ظل استرخائه و عدم نفوره للأمر .. و ..

وأين يحدث هذا ؟! في ذلك المكتب !! ويا الكارثة الكبرى أمام أعينها !!

شعورٍ بالتقزز أجتاحها ليكمل بداخلها مشاعر النفور التام لذلك الأجنبي المسمي بزوجها !!

لطفك بي يارب وما أشاهده فهذا تحديدا كثيرًا علي ويفوق طاقتي .. بل وسيؤدي بي الي التقئ الأن دون رجوع !!

وها قد خرجت أولي أصوات التقئ من جوف بطنها الهائجة دون أرادة من جانبها .. لتسرع بوضع راحة كفها علي فمها تمنعه من الأزدياد بصعوبة بالغة !!

ذلك الصوت شعر به أُذنه في الحال رغم ضعفهُ وكتمان أمره .. فهو دائما مهيئ بحواسه لأقتراب أحد أعدائه من حصنه .. ولكن هل وصل بهما الجرأة بإقتحام غرفة مكتبه الأكثر أماناً في العالم أسره بسب دهاء عقله في استخدام التكنولوجيا الحديثة ..

قبض بقوة علي راحة يداها ليوقف تجولها أثناء فتح عينيه وتضيق حيزهما متفحصٍ بتمعن دقيق لكل شئ بالغرفة .. حتي ثبت تفحصه علي أحدي ستائر النوافذ المضمومة المتفاعلة مع حركة ما خلفها !!

نفض يداها بعيدًا عنه بقوة مخيفة سيطرة علي جسده في ذلك الاثناء .. لينتج عن فعلته تراجع جسدها للخلف بعنف ونهوضهُ من مقعده رافعا كف يده في وجهها كعلامة تحذيرية بعدم النطق .. تخطاها بصمت بمقلتين مترقبة جيدا لحركة الستائر !!

والتي وصل أليها بعد ثواني معدودة بخطواته الواسعة نتيجة لطول جسده .. حينها ظهر له الصوت مرة ثانية بوضوح من خلفها .. فأشاح بيده تجمع الستائر الجانبي في ثواني معدودة .. ليتفاجئ بمؤخرة رأس مغطاة بوشاح أسود تميل دون تمهل عليه وصوت تفريغ جوفي عنيف ينتشر علي صدره !!

-----------------------
-----------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:16 AM   #30

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثانية والعشرين

أشاح بيده تجمع الستائر الجانبي في ثواني معدودة .. ليتفاجئ بمؤخرة رأس مغطاة بوشاح أسود تميل دون تمهل عليه وصوت تفريغ جوفي عنيف ينتشر علي صدره !!

جحظت عيناه بقوة وهو يشعر بصدره المبلل وتلك الرأس ترجع للخلف ساقطة غطاء الوجة قبل أن يلمح من وجهها شئ ..

حدثته ذاته بأندهاش بأن تلك الهيئة الخارجية تعرفها جيدا !!

ولكن كيف أتت إلي هنا .. وفي داخل مكتبه الأن !!

أفاق من أندهاشه علي نظرات نافره من ملقتيها البنية الغاضبة .. رساله خفية مضمونها تقزز جلي يخرج مع نبرة صوتها التي أخرجتها وهي تبتعد من أمامه بوهن :
- أبتعد عني .. فأنت بت تثير أشمئزازي حقاً !!!!

رددتها لتعدوا بغير ثبات من أمامه للخارج من أثر الدوار .. لتتقابل أمام باب الغرفة مع ذلك السائق ..

خرج صوتها مقهورا مرتجف ببكاء يستنجد به ما أن رأته لكي يبعدها عن ذلك المكان في الحال !!

أومأ برأسه بالأيجاب متفهماً لحالتها المزرية في ظل عدم أستيعابه لما أدي إلي ذلك في تلك الدقائق المعدوة التي غادرها بها !

رفع عينيه المتسائله يتفحص من خلفها ملامح " علي " المتجمدة كالجليد ! وبجانب مكتبه وكيلة الشركة الأوروبية بحال لا يختلف عن حاله كثيرًا…

يبدوا أنه حدث شئ .. ولكن يبدوا من وجوههم بحالتهم المريبة تلك ، بأنه ليس الوقت الجيد للسؤال ليتلقي الأجابة المطلوبة !!

أبتعد للخلف لتمر من أمامه سريعًا دون صبر .. فأتبعها صامتاً والحيرة تأكل عقل بتفحل !!

تلك الثواني مرت عليه وحالة تخديرية أصابت جسده بأكمله إلا شيئان به ، عيناه التي رأت نفورها التام منه لتبتعد متستغيثه بشخصٍ أخر غيره ..

وعقله الذي يدور كالطاحونة بين جانبين أحدهما هو أن لا يوجد امرأة في العالم بأسره تنفر منه بأشمئزاز وتنطق ما نطقت به بل كلهن يتمنن قربه وهو فقط النافر بهن ..

والأخر هل تستغيث بشخص أخر أمامه !.. متذكرا معالم وجه جاك حين علم بأصطحابها .. إذا ذلك التخمين الذي أجتاح عقله في محله .. و فعلا كلهن خائنات ملعونات يستحق أن يحتقرهن بدون رحمه !!

تلك النقطة كفيله لأرتفاع ضغط الدماء في رأسه .. أدت إلي تمكن قوة تهجمية عمياء منه بل و دفعته لسرعة التصرف والتخلص من تلك المهزلة في الحال .. ومعرفة تلك الحقيرة مكانتها جيدًا !!

فهي ما إلا امرأة فُرضت عليه بدون وجه حق في بيته من جانب العجوزين ، الأول لذكري أبيه والاخر بمكانته الخاصة بقلبه ..

امرأة لا تستحق أن يطلق عليها لفظ امرأة فأي ملامح أنثوية بها بلباسها الرجعي شاسع الأتساع هذا !

لم يشعر إلا بذراعيه تفيق من حالتها المخدرة لتهم أحدهما بأخراج هاتفه والأتصال علي جاك بينما الأخري ضم أطرافها بقوة حتي كاد يسحقهما من شدة حنقه ..
أتاه صوته علي الفور بأضطراب :
- أمرك سيد " الَي " ..

خرجت كلمتان فقط بنبرة مخيفة من بين أنيابه المضغوطة :
- أين أنتما ؟ !!

اجابه بصوت يزداد اضطرابا وهو يتابع من مرأة السيارة الأمامية حالتها المرضية التي تصاعدت للقصوي عقب هبوطهم من المصعد منذ بعض الثواني :
- في المرأب سيدي لقد هبطنا للتو ..

أتبع جملته بجملة أكثر تهجما من جملته السابقة :
- أخرج من عندك في الحال .. وأنتظرني حتي أهبط اليك !

- ماذا ؟!
قالها جاك بذهول ..

ليهتف " علي " بأقتضاب مخيف بأنفاس ثور مصارع :
- جاكx !!

أستوعب حالته الغاضبة بل وأقتنع بضرورة تنفيذ أوامره حتي لا يقلب للوجه الأخر الذي يحذره دائما طيلة سنوات عمله بصحبته فهتف بلكنته الأنجليزية بأستسلام تام :
- أمرك مستر " الَي "…

أنهي المكالمة وهما ذاهبا بخطوات مسرعه لمكانهما .. فتفاجأ بتلك الشقراء تعيق مروره هاتفه بأندهاش في ظل مرور عينيها علي قميصه بتقزز :
- إلي أين سيد " الَي " .. ومن تلك الرجعية هذه بلباسها الأرهابي هذا !!

توقفت قدماه عن الحركه لثواني وهو يرمقها بنظره صامته شديدة التهجمية تشيب الرأس .. علي أثرها تجرعت باقي حديثها برهبه ثم أبتعدت مرتجفه عائده أدراجها من أمامه في الحال .. تتحاشي حالته المخيفة التي تشاهدها به لأول مره منذ معرفته ..

أطلق عقب أبتعادها أبتسامه تهكمية خفيه ، ثم تحركت قدماه مرة أخري إلي وجهته المحدده مسبقاً ينوي داخلياً شرا مستتر فاويل كل الويل لمن يتلقاه !!

--------------------

ما هي إلا بضع الدقائق حتي شاهده جاك من مرأة السيارة الأمامية خارجا من المصعد خلفهم والقدوم بأتجاة سيارته الخاصة .. محدقا به بعينان محذرة محركا معها أطراف يداه المضمومة بحركة قوية كأشارة صامته له للخروج من سيارته في الحال ..

تلقي جاك مضمون أصرارها الخفي ، فنفذها دون أعتراض وغادرها بالفعل .. ليخطو " علي " من جانبه بتجاهل محتلا مكانه علي عجلة القيادة في صمت فحسابه ليس معه .. فالمرأة عليها كل الذنب في تحريك مشاعر أي رجل بأتجاهها !!

تحركت السيارة في الحال تصدر من خلفها صرير يدوي في سكون المرأب .. جعلت جاك ينتفض بفزع من حالة المغادرة المخيفة .. فلم يشعر بنفسه إلا وهو يتوجه لسيارة قريبة يركل بها بأرجله بكل قوته حتي يستطيع تنفيس غضبه لأستسلامه بسلبيه هكذا دون حمايتها !!

--------------------

شعرت بمغادرتهم العنيفة ولكن ذلك الدوار اللعين وذلك المشهد الألعن الذي يحتل ذهنها ويصيبها بالغثيان حتي الأن منع نهوض مؤخرة رأسها وأنفتاح عينيها ..

لم تشعر بالوقت قد يكون لسرعة السيارة الجنونية .. كل ما شعرت به هو وقوف المحرك الخاص بها ومن ثم يد قوية تقبض علي ذراعها بعنف ساحبه أياها بقوة أشد .. تلك القبضة الحديدية جعلت مقلتيها المنصدمة تنفتح علي الفور لتنظر لذلك السائق المجنون فبأي حق لديه ليلمسها هكذا !!

ولكنه ليس السائق الذي يجرها خلفه بقلب مات صاحبه !!

أنه شبيه جدها وزوجها المزعوم !!

أنه المقزز بأفعالة المشمئزة لذاتها !!

ظلت تمتنع عن السير خلفه كمجرمة مقاده لتنفيذ حكم الأعدام عليها .. ولكن مع من تمتنع مع ذلك القوي بجسده الرياضي !!

ظلت تتلوي تريد تخليص ذراعها من قبضته المحكمة حين شاهدت وجهته .. فلقد صعد بها الدرج متجها للأعلي ! ..

حينها جن عقلها وأطلقت ويل من الأستغاثات خلفها لذلك العجوز بالأسفل لعله ينجدها من بين يداه .. ولكن لا أمل .. فيبدوا لها كأن العجوز تسرب دون عودة ..

أنهمرت عينيها بالدموع .. وهي تساق خلفه بلا أرادة لشئ مجهول لا تعلم عقباه .. والقاتل لذاتها بأنها مع شخص يدعي أبن عمها و زوجها الذي أنعدم قلبه من الأنسانية .. الأمريكي المتحجر الذي لا ينصت لتواسلتها ورفضها المستمر للمساته لها هكذا .. من أي مادة صنع ذلك الوحش بداخله فهو ليس بقلب بشر في حالته تلك نهائيًا..

ولكن الوحوش لها رب أقوي !

وهي أستنجدت به هو دون غيره حين أقحمها ذلك المتهجم الغاضب أحدي الغرف ليغلقها عليهما في الحال .. دافعا أياها بعنف موحش علي الفراش من خلفها !!

لحظات هلع وتوجس تمر عليها وعلي مخيلتها لم تكن تتوقع أن يمر عليها و ذلك السيناريو المطابق في تلك الحالات يمر أمام أعينها .. وهي تشاهده يحل أزرار قميصه الملطخ ببقايا جوفها ويزيحه بعيد عن صدره بعنف في ظل تلك النظرات الرصاصية التي يطلقها لها ولا يبخل عليها بها…

يا إلهي !!

نطقت بها حين أقترب ببطئ منها وهو يزمجر بصوت أسد غاضب :
- من أنتِ حتي تشمئزين !

أصيبت بحالة هذيان أقرب للجنون .. مطلقة رفضٍ أكيد لما يفعله تعبر عنه بلسانها المقيد من صدمته وحركة رأسها المتتالية الرافضة لتلك اللحظات المريرة المسماه بالحاضر الواقع ..

أتاها صوته يكمل حديثه المريض :
- أنا سأعرفك الأن من أنتِ .. فأنتِ امرأة لا معالم أنثوية بها .. ستظهر شهوتها بي ما أن أقترب منها لعدة ثواني .. غير مسيطرة علي مشاعرها الجامحة لأقتراب رجل مثلي بقربها ..

ثم أتبع حديثه بنبره تهكميه وبكلمات حفرت في باطن عقله بحقيقة مسلمةٍ بها جيدا :
- فأنتِ مثل غيرك من النساء تحركهن رغبتهنx !!

أنحلت عقدة لسانها بأندهاش عقب حديثه المرضي ..
فهتفت تنفي حديثه المقزز وهي ترجع بجسدها للخلف حتي أنتهي بها الحال في نهاية الطرف الأخر من الفراش :
- أنت مريض .. بالتاكيد مريض .. أنا أشفق علي عقلك حقاً ..

أتبع تقدمه أليها يرمقها بنظره تهكمية مستمتعه وهو يحل حزام بنطاله ..
- ستشاهدين رد فعلك حين يقترب منكِ ذلك المريض الأن ..

حينها جحظت عينيها بهلع جلي وهي تراقب فعله أنتفض جسدها بعنف من ثباته لتترنح ساقطة من علي الفراش للجهة الاخري منطلقه بصوتها في عدة صرخات متواصله مستغيثه ..

ولكن بأي أحد تستغيث ولديها رب السموات والأرض الذي يقول للشيء كن فيكون !

تقلصت خطواته أليها لتنتهي قدمه أمامها مباشرة ..
قبض علي ذراعيها بحنق ليهدر صوته بأستغراب شديد :
- لما كل ذلك الصراخ .. فأنا علي كل حال بذلك العقد اللعين زوجك !

أنقطع صراخها في الحال وهي تهتف بحقيقة متيقنه منها جيدا :
- لست زوجي !!

ذهلت ملامحه لبعض الوقت حتي أستأنفت حديثها بتوضيح :
- نعم لست زوجي .. فديني يحرم أرتباطي بأحد علي ديانه أخري .. لهذا زواجنا أراه باطلا .. ولا يحق لك رؤية وجهي حتي ..

أطلق ضحكة أحتلت زواية ثغره قائلاً بأستهانه :
- ومن سيمنعني اذاً !!

هتفت بإصرار من بين دقات قلبها العنيفة :
- أنا حتي لو أنتهي بي الحال قتيله عند قدمك قبل أن تمس شئ لا يحق لك ..

تلك الفتاة بردها الوقح زادت حقاً من حنقه .. ولكن سيعلمها الان درس لن تنساه .. حين يحقق أهانتها المرجوه !

قبض بقوة علي غطاء الوجة ينوي أزاحته للخلف مرددا أثنائها بتحدي ساخر :
- أريني كيف ستمنعيني أيتها المرأة المغطاة بالسواد !!

هنا ألهمها الله بعض القوة لتدور كلمات العجوز برأسها ومدي تعلقه بذكري والده .. فسقطت باركه أمامه بأنهيار أصاب اطرافها متشبسه بيداه لكي لا ينزع عنها الغطاء قائلة ببكاء مقهور :
- لن أتوسل لك برب البشر لأنك لا تؤمن به حقا ولا بأخر رسله بكتابك المُحرف هذا .. ولكن أنا من سأستنجد بربي أن يحميني منك أولا .. ثم بذكري عمي جلال لديك !

أهتز جسده علي أثر جملتها وذكري المحب الحبيب في قلبه .. ولتوسلاتها المختلطة بدموع القهر بالإ يقترب منها .. فكيف لامرأة أن ترفض قربه .. بل وبينهما عقد زواج حتي وان كانت لاتراه مصدقا به .. تلاطمت أفكاره .. وأنتفض عقله بذكراه الموحشه ..x

تجرع حنجرته ببطء يتواري بحالته تلك خلف جملته التي ألقاها بنفور في ظل أستمراره بالقبض بقوة علي غطاء وجهها ..
- وأنا لست بشبيه رجل أمامك حتي أْتي النساء دون أرادتهن .. فكلهن يأتيني راغبات !!!

فك وثاق قبضته ليستدير مغادرة الغرفة بأكملها بهدوء مخيف مضاد لدخوله العنيف .. بينما هي أنخفضت برأسها علي طرف الفراش تنعي ببكاء مفرط ما أصابها بقهر وألم بحاله أقرب إلى الجنون …

------------------
---------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسي ديني أكشن اجتماعي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.