آخر 10 مشاركات
عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          258 - بلا عودة - هيلين بروكس ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree62Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-19, 04:02 AM   #61

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة السابعة والثلاثون

خرجت تنهيدة عميقة عبرت عن راحته حين شعر بقربها منهُ ومع هذا تألم بشدة لبكائها الصامت ، فقال متألماً بخفوت يكاد يُسمعها :
- أعتذر !!! أعلم أن قلبكِ بنقاء السحب وستسامحيني كما عهدت دائمًا منكِ بعد كل فعل حقيراً أفعله بكِ !!

ما زال الصمت رفيقها كأنها خرساء النطق ، كل ما عبرت به هو بكائها المنهمر ، يتبعه شهقات عالية لم تستطع السيطرة عليها ..

ظلت تبكي وظل هو يبكي علي بكائها ، وكم شعر حينها بأنه نذل حقير لا يستحقها ، ولكنه ما عدا لها حق الرفض ، فهي منذ هذه اللحظة ارتبطت بصك عبوديته للأبد ولا يحتاج رغبتها في تلك النقطة فقط ..

فطفلته اصبحت أمام مشاعره الوليدة تلك مصيرة لا مخيرة !!!

خرج صوته يتوسلها لتفتح ذلك الحاجز اللعين قبل أن ينفلت صبره وينزعه من جذوره .. تطلعت في حالتها الباكية لخالقها تستمد منه الصبر والقوة ، فهي تعلم بأنه خارجاً عن ارادته وفي نفس الوقت هي لا ذنب لها .. تحركت باستسلام بعد أن أخذت قرارها بجلب غطاء وجهها وارتدائه ، تجرعت ما في حنجرتها بتوتر ظاهري اثناء مد يدها المرتجفة بأتجاة مفتاح الغلق ..

أقل من الثانية بعد سماع حركة فتحهُ كان قد دفعه واقتحم غرفتها بابتسامة عذبه لم تخرج لامرأة قبلها !
بل ومن شدة سعادتهُ أراد أحتضانها إلا أنه أمتنع عن تنفيذها في الثانية الأخيرة ، أمام شعورهُ بخوفها ورعبها وملاحظة رجوعها للخلف عدة خطوات ..

استنشق الكثير من الهواء لضبط ذاته المتألمة لحالتها الخائفة منه ثم زفره ببطء قائلا بحنان فائض :
- أعلم بأنكِ تحملت الكثير ، و لكن تلك المرأة قضت علي ما بداخلي ، وما أشعر به تجاهك يعيدني بقوة لحياة البشر من جديد ولا أكذب عليك ِأن قلت أنك دوائي ، لهذا احتاج صبرك معي يا طفلتي !!

رفعت عينيها الباكية الخجلة لوجهه وهي لا تصدق بأنه ينعتها بهذه الصفة ، إلا أنها اسقطتهم خجلاً في الحال مع فرك راحة يديها في بعضهما بإرتباك ، تعلم معانته القاتلة وأن أفعاله خارجه عن نطاق سيطرته فحركت لسانها بنبرة خافته يحتلها الرضا :
- سأطلب من الله الصبر والأعانة !!

انفرجت شفتاه بأتساع حين سمع موافقتها ، بدأت عينيه تتجول هيئتها المغطاة بهدوء ، فأنتابه شغف قد زاره من قبل جعلهُ يريد الأن أن يكشف ذلك الغطاء ، ويتأمل وجه من تملكت منه من قبل أن يراى أنملة أصبع منه ، لترتفع دقات قلبه بعنفوانية لتنشد أعجب الالحان العاشقة في تاريخ العاشقين الأبدي .. الحان أشبعت طيات قلبه الاعذب الجائع .. محدثاً أياه بتعجب ..

" ما حال حالك يا قلب ! فقد كنت من قبل رؤيتها مهذبٍ مطيعٍ تكسو أركانك الحجارة ، بابك القسوة الجبارة عيونك الأنتقام اللاذع ، لما أنهارت حصونك المنيعة واظهرت ضعفك المتوارى ، لما الأن امامها هي فقط تريد ان تصرخ بدقاتك العنيفة وتثور لكي تخرج من بين ضلوعي و تحتويها بكل حنان العالم "

بأبتسامته عذبه انهى تطلعه العميق بكل أنش بها قائلاً بدهاء :
- أريد طعاماً من يدك كما كنتِ تعديه من قبل ؟! فقد كنت أعلم والعجوز لم يبخل فوق أذني بمعلوماته الفياضة !

رفعت عينيها في عينيه تستوعب جملته باندهاش ومغزاها الماكر يقتحم عقلها ، تملكها التوتر والارتباك اكثر من ذي قبل جعلها تحرك رأسها بالإيجاب في عجل ، لتعدوا سريعًا هاربه قبل أن تسقط امامه من شدة حياءها !!

التفت يشاهد طيف مغادرتها مبتسماً بهدوء لقدرته علي أقناعها بتحضير الطعام بعد ان شاهد غرفة تحضيره منظمة ولا تدل علي تناولها الطعام مطلقاً اليوم .. فمنذ الآن هي أصبحت مسئوليته ويجب حمايتها بشتي السبل !!

بل حبيبته ..

نعم حبيبته !!

منذ الأن وصاعد سيعترف بأنها هي حبيبته وكفى ، وسيصدح صوته بها طول الأجل ، وينشد قلبه مقامات حبهُ القوي بدقاته المحاربه في ضلوع صدره الصامدة ، وسيشهد العالم كافة من حولهما ميلاد قصة تفوق قصص الحب الخالدة لروميوا وجوليت .. قيس وليلي .. وباريس وهلين ..

نعم قصة ستسطر بأوتار عشقه في تاريخ الأمم عنوانها القاسي الذي سقط شهيدًا في عشق الإرهابية صاحبة الرداء الأسود !!

-----------------

أتجه لغرفته ينعم باستحمام مرطب يعوضه عن ارهاقه الذهني طوال اليوم ..

بعد انتهائه وارتداء ثياب اكثر راحه بعد طول عناء لاخراجهم ، هبط يحاول جاهدًا البدء من جديد معها والتمتع بكل دقيقة بجوارها ، حتي انه لا يستبعد مساعدته لها في تحضير الطعام !!

توقفت خطواته علي بداية الغرفة اثناء ملاحظته لتحركتها البطيئة الحذره وكأن ظهرها يُألمها ، جحظت عيناه بشدة متذكرا موقف الصباح و حربهُ الداخلية التي أخرجها في صورة عنف لمس كيانها المسالم الهش ..

يا الهي !!

حدث بها نفسه أثناء تحرك أقدامه باتجاهها دون وعي إلي أن ثبتت خلف ظهرها بفارق ضئيل وقد يكون يلامسها .. متجرعًا مرارة حنجرته المتيبسة ، وحزنه المتصاعد يقنعه برفع راحة يده ليمررها بحنو لمعرفة عمق جرمه البغيض وتطيب جراحها حتي لو كان روحه ثمنًا لهذا ، ولكنه اوقفها في الهواء قابضاً على أطرافها بحنق شديد حتي هربت دماءها واصبحت بيضاء من شدة كبت غضبه حين تذكر نفورها وجملتها المتكررة

" بأنه لا يحق لمسها وأنه ليس بزوجها .. "

شعرت بأنفاسه الحاره المتلهبة تقتحم خلوتها وقد يكون صاحبها يلتصق بها من الخلف .. فاصابها الارتجاف وتوقفت حركة يدها أثناء تقطيعها لبعض الخضروات .. لم يمر إلا ثواني علي هذا السكون المراقب من كليهما حتي استلقى بمقدمة رأسه على مؤخرة رأسها من الخلف مردداً بنبرة حزينة معاتبه لفعله الشنيع تكاد تحرقه داخليًا :
- لو نطقت بكل كلمات الأسف لن تكفي ما فعلته من جرم بكِ ..

اغمض عينيه بشدة يستنشق عبق شذاها بشهيق عميق مسترسلا حديثه قائلا :
- لن أعتذر بكلمة أراها لا تستحقك ، ولكن سأعتذر بما يقتحم داخلي من أسرار لم تعلميها وأعلم بأنها ستسعدك كثيرًا .. فمنذ تلك الليلة يا طفلتي التي رددتي بها كلماتك التي لم افهم تفسيرها بعد ولكنها توغلت واندمجت بدمائي بصوتك العذب الرنان بصدى تملك من جدران الحصينة ، وأنا أمتنعت عن جنس النساء كافة ، ولم أعلم لماذا !
هل هو حنيني لصوت والدي وهو يردد مثلك في لحظات حزنه الأخيرة !
أم شيئاً أخر بداخلي جعل انتقامي بهن يقف عند هذا الحد بل ويتسرب !

وليس هذا وفقط فاليوم حين غادرت في الصباح توجهت لشقتي الخاصة انفرد بها بحالتي المتخبطة حتي أنتهى الحال بي وبعد اقتناع مؤكد بأن حياتي تلك لم أختارها بنفسي ولم أكن راضيًا عنها وكل ما فعلته كان لمجرد الأنتقام لشفاء نار صدري الموقدة ، وبالفعل ما أن نفذته شعرت بأن صدري أصبح أبرد من الثلج نفسه ، وتذكرت بأن والدي الذي هو مثلي الأعلي لم يفعل ما فعلته وخاصة الشراب ، لهذا تخلصت من جميع زجاجات الخمر بها بل وجئت أمامك الأن نادم أريد البدء من جديد ، أريد أن أصبح بين يوم وليلة بذاكرة نظيفة لا يشوبها أي شائبة من الماضي اللعين !!

فأنا امامك الأن مولاتي راجيًا متوسلاً راغبًا ، فهل أجد بين حصون قلبك المنيعة متسعًا لفقيرًا مثلي !!

تجمدت اطرافها كلياً وباتت لا تستطع الكلام أو الحركة بعد حديثه المفاجئ هذاx !

فأن كان يقصد بها الاعتذار فهنيئاً له حقًا !
فلقد فاز بل وينتفض الأن قلبها راقصًا من شدة الفرح .. !!

حينها نست آلالم ظهرها وكل ما يؤلمها والتفتت بأعين يتراقص مقلتيها بسعادة تامة بين معالم وجهه العاشقة ، تلتقط كف يداه بحركة مفاجئه ليتبعها للخارج ..

اجلسته علي أحد المقاعد وجلست تجثو في الحال على الارض أمامه قائلة بتفاءل :
- حقاً ما سمعت و صادقاً بما أخبرتني به ؟!!!

أيماءة هادئة هي ما خرجت منه ، قائلاً بحيره نابعة منx داخله :
- لم أعد أعلم ما اصابني منذ أن جئتي إلي هنا ، فكل حياتي انقلبت رأساً علي عقب !!

تمعنت في مقلتيه جيداً ثم مدت يدها بجرئه لم تعهدها من قبل باتجاه قلبه قائلة بوضوح شديد :
- وهل هذا كان سعيداً ؟!

ظل ينظران لبعضهما البعض بصمت وترقب طال مدته ، حتي خرجت كلمة واحدة من بين شفتيه بنبرة خافته:
- كلا !

هُنا استجمعت شجاعتها ونطقت دون تروي :
- اذاً أسلم !!!

قالتها واغمضت عينيها تعاتب نفسها علي تسرعها اللعين ، قاطعه عتاب الذات حين شعرت بوقوفه المنصدم امامها ، فتيقنت أنها اخطأت التوقيت حقًا ويجب تقبل عقابها بكل نفس راضية ، إلا أن صوته اقتحم أذنها بكلمة واحدة جعلتها تفتح عينيها علي أخر حدودهما بصدمة أقويxترددت بداخل قلبها بشدة :
- كيف !!!!

يا رب السموات كن بجواري فجسدي يرتجف وقلبي ينتفض وروحي ترفرف كالطير الذي يعانق السماء ، هل يريد أن يسلم ، هي ستنهار حتماً ، ولكنها تمالكت نفسها سريعاً واستجمعت قواها الهاربة ووقفت امامه قائلة بهدوء شديد يصاحبه ابتسامة شفتيها العذبة :
- هو أن تتوب عن كل ذنوبك الماضية وتعقد العزم على عدم العودة إليها مرة أخرى وتمضي قدمًا لرب السموات السبع و الأرض ترجو رضاه مرددًا خلفي " أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله "

هتف مندهشاً :
- لم انطق العربية يوماً !

اجابته بإصرار :
- تلك الجملة لم ترتبط بالعربية فقط ، أنها جملة لكل اللغات ولجميع الأطياف والطبقات ، فهي جملة لا تحتاج لوسائط ولا أجهزة حديثة للعبور بل هي جملة من القلب للقلب !

صمت لمدة طال زمنها يعيد جملتها المؤكدة علي ذهنه الألف مؤلفة من المرات وعينيه تحتضن مقلتيها المترقبة له بتمعن متجرعًا ما في حنجرته ببطء عندما حسم امره فتحركت شفتاه عقبها ببطء أشد يحوطه الحذر :
- اا .. اي .. أشد .. أيد ..

بأبتسامة عذبه قطعت جملته قبل ان يستكملها قائلة ببطء شديد :
- كلا بل قُل أش .. أش .. أش .. هد .. أشهد !

حاول التركيز في نبرة صوتها قائلاً بلجلجه:
- أاا .. أهد .. اش .. أااش ه د ..

بأبتسامة عذبه أكملت جملتها سريعًا بتفاءل :
- أن لا اله إلا الله ..

- أن ..لا .. ال.. ه .. إلا .. الله ..

- وأن محمداً رسول الله ..

- وأن .. محمداً .. رسول .. الله ..

شعر بقشعريرة تسري بجسده كأن مياة جارية بموجها الهائج تقتحم صدره بأريحية ليخلف من بعدها صدرًا نظيفاً خالياً من أي شوائب ، راحة ليس هناك ما بعدها راحة في تلك الحياة الزائلة !!

بنظرات مشتتة حالمة لم تصدق ما سمعته أذنها ولا ما رأته عينيها ! فهي حقاً بمعجزة !!

سعادتها العارمة جعلتها لم تدرك بأنها قفزت في أحضانه تحتضنه بشدة ، تتعلق بعنقه بكلتا ذراعيها بفرحه تملكتها كالطفلة الصغيرة التي حققت أحد أحلامها يصاحبها ضحكه رنانه عذبة تصدح عالياً ، مما دفعه للرجوع للخلف عدة خطوات متشبثاً بذراعيه بخصرها جيدًا ، اختلطت بتجانس ضحكاتها السعيدة مع ضحكاته المنذهلة ، غير مصدقاً بأنها بأحضانه الان يحيط ظهرها بتملك براحتي يداه ، منصت لبهجة روحها ولكلماتها التي ترددها بثبات دون وعي منها لما سيترتب عليها فيما بعد :
- الحمدلله أنت اصبحت مسلم ، أنت بت زوجي الآن !!

عقب فعلها المباغت وجملتها التي أسعدته رمقها بنظره صامته شديدة التأمل رفع على اثارها يده ببطء بأتجاه وجهها حين تأكد من عدم رفضها !!

نظراته المشتاقة وحركة يده المترددة جعلت الصدمة تتملكها ، فيبدوا أنها اعطته دون أن تدرك اشارة منها لممارسة حقوقه كزوج .. ظلت تراقب بعينيها الجاحظة وجسدها المتشنج يده وهي تتجه لغطاء وجهها ، حتى بدأ في رفعهُ شيئاً فشيء مما أدى إلي انكشاف وجهها تمامًا أما عينيه المنبهرة !!

متجرعًا ما في حنجرته الرجولية ببطء متأملاً جمالها الفاتن واﻷخاذ من بداية عينيها البنية المتلألئة وأنفها متوسط الحجم ولون بشرتها الحنطية وخديها البارزين بتوريداتهما الوردية الخجلة من تطلعاته ، نعم شاهد من هو أجمل منها بكثير ولكنهن ليس بهن نورٍ يشع من وجوههن مثلها .. ليس بهن ذلك الجذب الذي يجذبه بأتجاهها الآن ..!
دون سيطرة من جانبه وبعد انفلات صبره عند رؤيتها ، انخفض بوجه وأنفاسه الحارة المشتاقة لنهل شهدها الفريد والعفيف وبشفتيه العطشة بترقب يريد أن يتذوق بشهية من شفتيها المرتجفة المغرية ..

حين استوعبت ذلك الموقف الذي وضعت به ، استدعت قوتها الهاربة بفعل المفاجأة ورفعت راحة يديها على صدره تبعده للخلف قبل اقترابه بثواني معدودة قائلة بتوتر وارتباك :
- ال.. ال .. الطعام أنا جائعة ..

قالتها وابتعدت للخلف تعدوا من امامه بخجل تملكها تحاول جاهدة ألتقاط انفاسها الهاربة من فعله المباغت !!

انفرجت شفتيه بأبتسامه صافية تعبر عن سعادته لسماحها له برؤية وجهها أخيراً !! تلك الملامح الهادئة التي اقتحمت حجرات قلبه لتجلي قسوته المتيبسة بلمح البصر ..

غير مصدقا بأنه فاز بفتاة مثلها زوجةٍ له دون غيرها ينتابها الخجل في زمن ذهب فيه الحياء وأمتلأ بالفجور والمحرمات إلا من رحم ربي !!

---------------------

خبر مقتله ذاع صيته بين يوم وليلة علي أمل الوصول للجناة ، ولكن المفاجأة في الامر والتي تعترفت بها الشرطة الفيدرالية علي وسائل الإعلام والصحف بأنه لا يوجد جناة ولا اداة جريمة حتي هذه اللحظة وأيضا لا يوجد مسرح جريمة يتم استخراج منه بصمات أو اي شئ يدل علي الفاعل ، سيناريو الجريمة بدأ في عرض البحر وأنتهى بفر الجناة بسيارة جيب سوداء عثروا عليها في عرض الصحراء ليس بها اي شئ يدل علي منفذي الجريمة ، حتي كاميرات الطرق رصدت صورة أحداهما بقناع لا يفي بالغرض لكشف هوايته ، ومع هذا تستمر التحقيقات بل ويعرض نجل براد فيليب المدعو "أوستن" جائزة مالية قدرها مليار دولار لمن يدله علي قاتل ابيه !!

طوى جاك الصحيفة مندهشاً من تلك المعلومات التي تتصدر الصحف المحلية في هذا اليوم ، والكثير من الأسئلة تدور في ذهنه ، هل " الَي " المنفذ لتلك الجريمة بالأمس ؟!!
اجاب ذاته بقين بأنه نعم المنفذ الوحيد لتلك الجريمة ، فقبلها بعدة أيام طلب مراقبة فيليب و في يوم الجريمة استقل الطائرة لمكان أقامته وبالفعل هو من هبط من تلك السيارة بموصفاتها المذكورة ودخل عمق البحر وعند خروجه طاردتهم الشرطة وفروا هاربين !!!

أذا كل الدلائل ضده !!

أذا هو القاتل !!

يا الهي لا يعنيني كل هذا ، كل ما يعنيني تلك الفتاة التي تحت قبضة يده ، وخاصة بعد أن شاهد أسلوبه الفج معها في ذلك اليوم الذي حضر فيه للغذاء بصحبتهم ..

دق قلبه باضطراب فله كل الحق ان يخاف على معشوقته من براثن اسد لا يهاب أحد حتى وصل به الحال الي القتل بذاتهُ !!

شوقه لها زاد عن ذي قبل وأصبح يريد حمايتها من كل شيء حتي من " علي " نفسه .. ولا يستبعد بأن يصل الحال به لعرض الزواج عليها ..

نعم فهو أصبح علي يقين تام بأنه يريدها ولن يتنازل عنها حتي لو اضطر لأعلان اسلامه !!

--------------------
-----------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 04:03 AM   #62

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثامنة والثلاثون

علي مائدة الطعام لاحظ وجهها الخجول المتجهة في طبقها ، وصمتها الدائم وتجنبها له منذ ما حدث ، انخفض بوجهه قليلاً ومازالت عيونه تراقبها بصمت يلتقط أولى لقيمات طعامه من شوكته المعده لهذا .. ظل يمضغها ببطء متلذذ بطعمها الفريد ورائحتها الشهية ، وما أن انتهى حتي خرجت كلماته الهادئة لأزالة ذلك الحاجز بينهما ..
- في ذلك اليوم الذي تذوقت به طعامك ، أعجبني جدا ولم أقتنع بأنه طعام العجوز !!

رفعت بصرها ترمقهُ باندهاش عقب جملته الصريحة ..

وكأنه حقق هدفه المنشود واسرع يلتقط عينيها داخل عينيه بلين حاني كأنها قطعة بلورية يخشى تهشمها .. أكمل حديثه بغمز أحدى عينيه بطريقة مرحه :
- ما فاتكم في جريمتكم أنه لم يكن ماهر ابدًا بتلك الدرجة في أعداد الطعام !!

عقب جملته المرحه انطلقت ضاحكة بلا إستيعاب بأن قاسيها بملامحه الكستنائية يتمتع بروح الدعابة ، إلا ان تلك الضحكة تلاشت عقب جملته التالية و ثبات عينيه المصوبه لملامحها بشعاع أعجابًا يتوغله بوادر عشقًا :
- لا تحرميني من تلك الابتسامة وصوتها العذب فهى اصبحت منذ أن تسربت لأذني غذاء روحي !!

انخفضت بمقلتيها المنذهلة تستنشق الكثير من الهواء ليساعدها علي التنفس السريع مما اندفع صدرها للعلو والهبوط في أنٍ واحدٍ ، تحدث نفسها بحياء بأن هذا كثيرًا عليها وان استمر بهمسه وجملهُ تلك فالأفضل لها الهروب من امامه ..

أجل الهروب فهو خير دفاع لهجومه الجريء ، وبالفعل بصوت متعلثم وقفت من مقعدها دون تمهد قائلة:
- المياة .. نسيت المياة !!

باغتها قبل هروبها بالقبض علي معصمها بتملك يجبرها علي عدم الهروب ، مما دفعها لتنفيذ رغبته ووقفت باستسلام في مكانها ، حتي نهض من مقعده ووقف أمامها مباشرةً يحوط ظهرها بلمسات أطرافه الهادئة ، منخفضاً بوجهه و بنية جسده العلوية باتجاهها يحتضنها باطمئنان هامسًا في أذنها مباشرةً بخفوت شديد :
- ما بكِ ماستي !!

" كفاية أقسم بالله هيغمى عليا "

اغمضت عينيها بشدة أثناء قولها هذه العبارة ذاتيًا بتوسل ، تتمنى لو كان يسمعها ويتفهم موقفها ويبتعد ، ولكنها تفاجأت بعلو ضربات قلبها دون توقف بعنفوانيه بديلا عن ذلك ، مما اسمعت صدره في الحال متفاجئًا بجملتها الخافتة المتعلثمة المتتالية :
- لم أمر بتلك المشاعر والاحاسيس من قبل ، فرفقاً بي !!

هز رأسه بهزات متتالية راضية حين استوعب خوفها و سبب هروبها فاتسعت ابتسامته واشتد من احتضانها أكثر هامساً بعاطفة جياشة :
- وأنا لم أمر بها طيلة حياتي ، ولا كنت أصدق أنها ستتوغلني بهذا الشكل تجاه امرأة في يومًا من الأيام ، فرفقاً بي أنتِ يا طفلتي ، ومع هذا لا تخافي سنخطوا معاً أبجدية مشاعرنا حتي تسطر بخيوطاً من ذهب في عنان السماء !

ابتعدت عنه مطأطأة الرأس تفرك راحة يديها ببعضهما البعض قائلة بخجل :
- م.. مشاعر وفقط لا أريد شيء آخر !

فتح أهدابه الكستنائيه باندهاش حتي فهم مقصدها فقال متعجبًا :
- لماذا ألسنا زوجين ؟!

تجرعت ما في حنجرتها قائلة بإرتباك :
- كلا زوجين ! ولكن ليس بالطريقة الشريعية كما رغبت وحلمتُ طوال سنين عمري !

باندهاش جلي سألها :
- وما هو الفرق بين طريقتنا والطريقة الشرعية تلك ؟!

بكلمات صادقة قوية قالت :
- ذلك العقد الذي تم زواجنا به ما هو إلا عقد عرفي لم اعترف به حتى وأن كان مسجلاً في سجلات البلاد ، فما هو إلا لأثبات حقوق المرأة المادية وأثبات نسب أطفالها بعد أن يمحي كبريائها كاأنثي أمام نفسها أولاً وأمام الآخرين ..

أما الزواج الشرعي فهو زواج حلله الله تعالي ورسوله بل وحفظ فيها كرامة المرأة وعزة نفسها وجعلها كملكة علي عرش أنوثتها وحفظ حقوقها بما يرضي الله ولم يقتصر تكريمة للفتاة علي هذا بل جعل للفتاة الباكر ولي يوكل أمام عريسها بتزويجها حتي يحفظ حياءها ، ويجب أعلان أشهار زواجها بسعادة يفرح لها القاصي والداني ، فمن حفظت وعفت نفسها لا يحق لها إلا العلانية هكذا كرمني ديني ..

بعد انصاته لكلماتها وفهم مغزى مضمونها ، شحب وجهه بعض الشىء هامسًا بشوق :
- ستقتليني في اليوم مائة مرة حتمًا !!

خجل أصابها فانخفضت بعينيها ثانيًا على آثر جملته الصريحة الجريئة ، تقسم ذاتيًا بأن من يسمعها منه سيقتنع بأنه عاشق متيم حد النخاع ، ولكن قبلها عليها هي أن تقنع نفسها بأنه هو القاسي نفسه دون غيره ، فحقًا أن الله يهدي من يشاء ..

باغتها في عمق تفكيرها باحتضانها مرة أخرى قائلاً بعاطفة داخلية :
- من سيكون وليك وسأرسل له هو وعائلتك أجمع لحضور زفافنا ..

حينها لم تأتيه أجابتها المنتظرة ولكنه تفاجئ بصوت بكائها يغزوا أذنه وصدره ، أبتعد قليلاً للخلف قائلاً بريبه وهو يحتضن براحتي يديه جانبي وجهها :
- لماذا البكاء الأن ؟!

أجابته من وسط دموعها المتساقطة بتتابع :
- جدي !! كنت أحلم به دائمًا هو وكيلي ولكني لم أحظى بهذا قط .. بل وحُرمت منه للأبد !!

شرد في ذكراه ومحاميه ، و كلمات والده العاشقة عنه ، واحتياجه الشديد له عند مغادرة كنف والدته ، كان يحتاج لشخص يحتوي ذاته الجريحة ، و روحه المتألمة ، كان يحتاجه حقًا !

حتي استفاق علي واقع مرير بأن لأحد حوليه ، بل لأحد يتذكره من الاساس !

تذكر لقائه بمحاميه العجوز وعينيه المنصدمة المتفحصة لملامحه وهيئته وكلماته التي هزى بها دون ترتيب بأنه يشبه شخص ما يسكن القاهرة !!

حينها توالت زيارات ذلك المحامي و توسلاته لزيارة الجد في موطنه بعد تأكده التام بأنه ابن جلال ولدهم ..

العناد والأنتقام هو عنوان مكالماته التالية مع ذلك الجد !

فأين كان حين كان يحتاجه ؟! و لماذا الأن ظهر ؟! و كيف يطلبه بكل جرئه ترك حياته واهدافه والذهاب كطفل مطيع ينعم بأحضانه ؟!

تاركًا خلفه انتقامه المنشود الذي سعى بكل تخطيط ودهاء له منذ سنوات !!

متذكرًا حين أخبره بزواجه من مجهولة والذي حينها كاد أن يقلع شعر رأسه من جذوره ، فكيف يرتبط اسمه باسم امرأة بعدما أذاق نيران خيانتهن !

هجره بقسوة غير مبالي بدموعه ولا برجاءته الذليلة ، حتي ذلك اليوم الذي فتح فيه رسالته أو وصيته كما صح التعبير ، و معرفته لعجزه الدائم منذ مقتل والده ، ليتضح أمام بصيرته الغافلة بأن له سبب مانع للوصل اليه بنفسه ، هذا الأمر وبكاء مربيه العجوز المتوسل له يومها في الهاتف ، هو فقط ما شفع لتلك الزيجة من ذات الرداء الأسود أن تتم وتأتي لبيته !

بيته وذات الرداء الأسود !!

هنا رجع لواقعه المرفرف بجناحين كالطير السعيد مبتسمًا لملكة الرداء المتوجة دون منازع داخل مقلتي عينيه الخضراء قائلاً بأنفاس حاره تحوط روحها الحزينة :
- كيف هذا ومن زوجك لي أذًا !! ثم سمعت أحدى شقيقاتك في تلك المكالمة بأنك كنت تتمني زوجاً شبيهٍ به ، وهذا ما أكدته ايضاً والدتك ، فأذا كيف حرمتي منه للأبد وأنا امامك الأن !!

تحجرت دموعها في مقلتيها عقب جملته الحرجة فيبدوا بأنه لم ينسي شيء مما ذكر في تلك المكالمة ..

شعرت باحراجها فهتفت بعجالة تغطي عليه بدهاء أثناء محي دموعها :
- جدو شاكر .. عاوزه يبقي هو وكيلي في زواجي الشرعي و.. و..

رمقها بنظرة حانية قائلاً :
- و ماذا ! فكل ما ترغبين به سيتحقق رغم أنف الكون !!

بابتسامة هادئة قالت بشغف :
- قل إن شاء الله أولاً وأخيرًا ، فيجب تقديم مشيئة الرب قبل النية !!

بادلها الأبتسامة نفس ابتسامتها التي تسعد قلبه قائلاً :
- ش ... شx ، عفوًا كيف تنطق !!

بضحكه أجبرته ان يتمعن بنغمتها العذبة قالت :
- إن شاااااء الله !

- اااان شششاء ااالله .. هكذا !!

أيمأءة هادئة ونظرات رضى استرسلت حديثها قائلة :
- أريد .. أريد قبل أن نرسل له بأن نذهب للحج في بيت الله الحرام !!

بنظرات حائرة قال دون وعي :
- وماذا يعني هذا .. معذرة لا أفهمه !!

تفهمت عدم معرفته ، وسعدت لكرم الله عليها بأنه سيتعلم علي يديها هي أصول الدين الإسلامي وقواعد نهيه ، بتفسير مفسر قالت بهدوء :
- هي خامس ركن في الإسلام وهي زيارة لبيت الله الحرام بمكة المكرمة وجميع الأماكن المقدسة بالمدينة المنورة والصعود علي جبل عرفة ، هو ان تذهب بجميع ذنوبك لرب الكون تعود إن شاء برحمته مغفورًا الذنب حتي لو بلغ ذاتك من كثرة ذنوبك حد اليأس ، ولهذا أرغبه لك ولي قبل زواجنا حتي يكتب عقد ارتباطنا علي صفحة بيضاء خالية من الذنوب أمام الله سبحانه وتعالي ..

بنظرات ضاع صاحبها مابين طفولة هوجاء وأنتقام مُلحx قال برغبه جياشة :
- حدثيني عن ذلك الدين أكثر ، بداخلي فجوة كبيرة تجاهه أريد أن اشبعها !!

رقرقت عينيها بميلاد دموع علي سطحها الشفاف ، غير مصدقه ما تسمعه أذنيها حتي فاجئها بجملة أخرى :
- أنتِ من دفعتني للبحث عنه بأخلاقك والسماح لتلك الفجوة بأن تتسع !!

بنظرات أمل بين ملامح وجهه الراغبة قالت بترقب :
- هل هذا يعني بأنك ستصوم معي منذ الغد و تلحق ما فاتك في الشهر الفضيلx!!

ابتسامة مشرقة أنارت وجهه الوسيم متمعناً ببطء في نور وجهها الواهج كوهج البدر في سواد الليل الفاحم قال :
- لا بأس انا معك وسأحاول ، وان فشلت لكِ ان تصبري !!

بابتسامة مماثلة لابتسامته هتفت بود :
- لا تخف وسيطول صبري أكثر مما تتخيل !

باحتياج داخلي لنفسه الضائعة قال بشغف :
- اذا أخبريني لماذا ذلك الصوم ولماذا بتلك الطريقة وما أهميته و…

باطمئنان قالت :
- لا تتعجل سأخبرك بكل شئ في وقته دعني أخبرك أولاً بثاني ركن بالأسلام بعد نطق الشهادة آلا وهو الصلاة وكيفية الوضوء لها ، وحتي تتقنها سأخبرك بالركن الثالث والرابع ، اما الأخير اتركه حين نكون بجوار بعضنا البعض في أولى مراسم الحجx!!

-----------------------

يد حانية توغلت داخل شعرها كيد ساحر الخفة ، ليلحقها قُبله عميقه طبعت ببطء علي جبينها وكأن صاحبهما يتمني دفء قربها ، كان ذلك الحُلم المميز الذي أقتحم عالم أحلامها الهاديء بل والفريد من نوعه منذ أن ولدت !

تمللت بهدوء به شيء من التمغط فوق فراشها تشعر قبل أن تفتح عينيها بتراقص الكون من حولها .. نعم جميع ما به دون استثناء ، وكيف لا وقلبها يدق بأوتارهُ الرقيقة طربًا .. ابتسمت بخفه في وسط ملامحها النائمة ، تتذكر ليلة البارحة حتي بزوغ فجر اليوم ..

هل حقًا أجاد بعض الشيء قراءة الفاتحة بعد تعلم طال لخمس سويعات ؟! هل أولى ركعاته وسجوده لرب العالمين هي ركعتين الفجر ليوم الثامن عشر من رمضان !!

هل حقًا أعلن إسلامه قبل انتهاء أيام المغفرة به ؟!

يا الله كم أنت كريم لتجعل من الأجنبي الغافل عنك روحًا تائبة تبغي قربك !!

تذكرت معاناته في التعلم وثقل لسانه باللغة العربية ، ولكن ما كان يسعدها هي رغبته الخالصة للمضى قدمًا في التعلم ونهل المزيد عن ذلك الدين ..

بابتسامة صافية عادت لحُلمها الممتع واحساسها الشديد بأنه واقع ملموس تكاد تجزم حينها بأن رائحة عطره النفاذة توغلت داخل أنفها !

عقب ما توصلتله من أفكار ماكره انتفضت من نومتها الناعمة تفتح عينيها بجحوظ تام ، بدأت من خلالها بتفحص دقيق لكل شيء من حولها حتي هيئتها وشعرها المندفع للأمام خلف فزعتها المباغتة ..
تجرعت ما في حنجرتها بإرتعاب حين شاهدت كل ما يحوطها وهي نفسها علي ما يرام !!

إذا لماذا هذا الشعور القوي بداخلها !!

تفكيرها الحائر بناء علي شعورها أكل عقلها وتمنت لو عرفت حقيقة ذلك الأمر ذات يوم ..

احاطة ذلك الاحساس المرهف بغلاف أنيق داخل ثنايا ذاكرتها ، و نهضت من فراشها علي أمل كبير به يشعرها بباقي التزاماتها نحوه ، واحاطته بكامل رعايتها ، فهو كالطفل التائه الأن الذي يحتاج ليد حانيه يتشبث و يثق بها لتعلمه أولى خطوات الطريق الصحيح لنعيم الحياة وجنة الفردوس !!

-----------------
--------
--


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 04:04 AM   #63

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة التاسعة والثلاثون

استنعمت بحمام مائي يعيد توازنها في أولى ساعات الصباح ، قامت ركعتي ضُحاها ، واستبدلت ثيابها بأخرى محتشمة بها القليل من الالوان الناعمة ، ولمَ لا فغريبها أصبح زوجها !

علي أثر تلك الكلمة ضحكت برقة عند فتحها لباب غرفتها والاستعداد للهبوط ، إلا أن تلك الضحكة تلاشت ببطء وانقلبت ملامحها الهادئة للدهشة المتعجبة عند رؤيتها لتلك الباقة الغنية بكافة أنواع الورود الطبيعية تحتل مدخل غرفتها !

فلمن هي !!

ومن أتى بها !!

حيرتها لم تمتد كثيرًا حين رفعت عينيها لبعيدٍ عنها بعض الشيء ، و شاهدت ذلك الوسيم يستند الحائط أمامها بذراعين معقودتين علي صدره يرمقها بنظرات غامضة بمعاني شاعرية كثيرة !!

لولا أنها عاشرته بضعة أشهر ، لترجمة لغة عيونه بلونها العشبي الزاهي بأنه اشتياق نابع من صاحبها لها حد العنان !

ولكن لا يهم ترجمة نظرته الأن فيكفيها أن تترجم بأن تلك الباقة امام غرفتها لها هي وحدها وليست لأحد أخر ..

يا الله هي لي أنا ؟! ومنهُ هو !!

ستجن حتمًا ويقولون ضاعت الفتاة من أجل باقة ورود !!

.. لطفك بي يا الله ..

تراقصت ملقتيها بسعادة فياضة بين ملامحه المبتسمة ، لم تشعر من طوفان سعادتها بإنحنائها العاجل تلتقطها بين ذراعيها وصدرها تتمنى لو كان بيديها لفتحت أضلعها واخفتها بداخلهما مع تلك المشاعر والاحاسيس التي تشعر بها الأن !

اغمضت عينيها بانسيابية تدعو الله أن يديم عليها ذلك الشعور وهذه السعادة بقربه للأبد !!

دفئ شعرت به في الأجواء ، وعبق شذاه توغل أنفها كما كان في حُلمها الفريد منذ وقت قليل ، شعرت عقبها بكلماته الهامسة قرب أذنها :
- الأن فقط تمنيت أن أكون إحدى تلك الورد ، وأن لم تعتبي علي فعلي سأكون كلاهما معًا ..

فمن الأبْلَهُ الذي لا يتمنى قرب أميرة النساء !

قربه أتاح لوجهه ككل أن يجبر مقلتيها حين فتحتهما علي أحاطته بكل الوان المشاعر ، تبعها سنفونية عذبه من خفقان فؤادها من وقع تعويذته قُربه وكلماته الشاعرية العجيبة ، كما كان بذلك الحُلم تمامًا ، تتمنى الأن أن تسأله عن أقتحامه الماكر لنومتها وأن كان ذلك الشعور حقيقة أم خيال ولكنها صمتت يأسه ، فالأفضل لها الصمت والركض من أمامه من قربه المخدر هذا ، إلا أنه باغت تفكيرها الذي بات يقنعها بالهروب كعادتها الأخيرة بقوله :
- ذلك المغلف أسفل باقة الورد إحدى الملابس الرياضية للمحجبات ، جلبته خصيصًا من أجل أن ترتديها وترافقيني في عادتي الصباحية ، فمنذ الأن و قادم لا أريد لراحة يدك أن تفارق راحة يدي طوال سنين عمري !

أبتلعت ريقها قائلة بتلعثم مندهش متغاضية عن جرعات رومانسيته الإمريكية الغير متعارف عليها في بلاد الشرق :
- حتي وأن أرتديتها أمامك فلا يجوز لي الخروج بها مطلقًا من هذا البيت !

بابتسامة هادئة أجابها :
- لهذا تنازلت عن تنفيذ عادتي بالخارج ومنذ الأن ستنفذ داخل حديقة القصر الشاسعة !

سكن لسانها عاجزٍ عن التعبير بلا أرادة منها ، فأن كان غضب أمريكا وعشقها مثل أفعاله الأولى والحالية
" فيجب القضاء على هذا الشعب وتنظيف الكرة الأرضية منه بمبيد حشري فعال "
فهي لا تريد أن تطلق نساء العرب من أزواجهن أن علمن بتغريداته الساحرة لها ، لهذا هي ستغلفه وتحميه من عيونهم أجمع حتى يظل حبيبها شبية جدها بسلامٍ تام ..

فاقت من شرودها ترمقه بنظرة عميقة صامته توحي بالكثير والكثير ..

إلا أنها ابتسمت علي غمزهُ بإحدى عينيه وقوله المرح :
- هيا يا فتاة أن استمرينا هكذا سأتخلى عن وعدي لكِ بالتأكيد وأنا غير مسئول بل سأكون أكثر من متمني ، غير التخلف عن عادتي الرياضية الرسخة وتكون أنتِ أول من زعزعني عنها منذ مولدي ..

ضحكت ببشاشة وجه كم تتمني أن تشاهد جانبه الدعابي هذا طوال الوقت ..

ذلك الجانب هو وحده ما يقنعها حتي الأن بأن ملامح وجهه العبوثه تغيرت حقًا ، ليصبح أمير قلبها الوسيم المرح في صورة جدها مالك روحها الأول والأخير !!

------------------

- يكفي أرجوك !!

بأنفاس لاهثه خرجت منها تلك الجملة ، تجبره براحة يديها الموضوعة فوق ذراعه علي التوقف ولو لقليل ..

توقف ينحني بجزء جسده العلوي منصاع لرغبتها قائلاً بأنفاس متقطعة يصاحبها ضحكه متقطعة :
- يبدوا لي بأنك كنتِ في العصر الجاهلي يا فتاة ولم تسمعي بتلك الرياضة قط ..

أجمعت شتات أمرها على سخريته الواضحة قائلة من بين نهجان صدرها المتصاعد :
- أراك تسخر مني حقًا ! ..
ولكن أتعلم أنا لن أكذب وأكابر امامك فأنت حقًا صدقت فيما قلته .. وليس هذا وفقط بل أنا فاشلة في كل الرياضات أن كانت تحتاج لكل تلك القوة والمجهود الشاق هذا !

زادت ضحكاته للقصوى الشديدة علي دعابتها المرحة فبدالها بأخرى عاجلة :
- هيا يا فتاة ما فعلانه .. ما هو إلا نصف المسافة التي أفعلها يوميًا ..

صرخت مستجده به :
- " علي " حقًا كفى !

تجمدت خطواته المهيئة للركض ، تجرع ما في حنجرته الرجولية ببطء لإستيعاب كلمتها تلك !

استدار لمواجهتها بجسده كليًا قائلاً بهمس يسمعها هي فقط :
- انطقيها ثانيًا ؟!

تعجبت من حالته بل و أنتفض قلبها بإضطراب تسأل نفسها بتشتت ، ما هو الذي أخطأت في نطقه لتكون حالته هكذا !!

أقترب منها أكثر قائلاً بتمني :
- أريد سماع نطق اسمي من شفاتيكِ مرة أخرى !

برزت عينيها وتعرق جبينها من همسه الحاني ورجائه الراغب ..

أيعقل بأن ذلك الساحر أخرج بأحترافية مكنونات مشاعرها الداخلية علي يده هو دون غيره ، هذا الرجل أن زاد من جرعاته الحانية تلك ستنسي أسمها حتمًا وكل شيء يتعلق بها وبحياتها !

فاقت علي همسه ثانيًا بسؤال أخر :
- هل هو صعب النطق لتلك الدرجة !!

أجابته بعد أن هزت رأسها بالرفض عقب ضحكتها الساخرة :
- لا ليس صعب بالنسبه لي ، بل هو كذلك بالنسبة لكم أنتم ..

أردف مندهشًا :
- نحن كيف !!

- " الَي " تلك بلغتنا تعني معني أخر تمامًا ..

قالتها وهي تقلد نطقهم بطريقة مرحة جعلته ينطلق ضاحكًا دون توقف ..

بعد برهة إستطاع السيطرة عليها قائلاً بحدقة عينيه الضيقة :
- و ما هو مرادفها بلغتكم إذا ؟!

اسرعت "هنا" بنطق الشرح دون تروي :
- اَلي أقرب في سمعها ل " لي " وهي للتملك بشيء ما يريد راغبها بنسبها له طول الوقت مما يمنع الأخرين من الأقتراب منها ، حتي نطقك لاسمي أيضًا خطأ ..

أقترب بعض الخطوات يرمقها بدهاء يتوارى خلف سؤاله :
- و ماذا يعني أيضًا ؟!

مع تقدمه عادت للخلف نفس عدد خطواته مما دفع ظهرها للثبات علي أحدى الأشجار المحيطة بكليهما ليحيطها بكلا ذراعيه مما شعرت بحصارها فأجابته بعفوية سريعة :
- " أنا " تعني ذاتك الداخلية أو نفسك وليس اسمي بتاتًا !!

أنفرجت شفتاه بابتسامة أظهرت بياض أسنانه ، مطأطأ وجهه بقرب أذنها مردداً بهمس يتملكه الخبث :
- منذ الأن وصاعد سأنديكِ " انَا " عن قصد فأنتِ صرتي ذاتي الداخلية حقًا ، و ليس هذا وفقط سأدع الجميع يدعوني " آلي " إلا أنتِ أريد " لي " خاصة بكِ وحدك ، لأنني أصبحت ملك امرأة واحده فقط حتي الموت !!

الصقت رأسها بساق الشجرة كأنها تبحث عن أتساع أخر لقلة المسافة بين وجهه وجهها ، تعلثمت حروفها ، و تراقص قلبها ، واصابها الإرتباك ، فقناصها أجاد فن التصويب لعقْر قلبها !!

طال صمتها و لم يستمع لردها ، وبدهاء عاشق لنيل الموافقة أقترب بملامح وجهه عدد من السنتيمترات التي تجبرها علي النطق حتي كاد يلمس وجنتها المتوردة ..
من هول الموقف بلغ مناه حين هزت رأسها بالقبول بهزات متتالية أثناء رفع يديها علي صدره تجبره أن يعود أدراجه للخلف لتفر من أمامه فرًا ، تحاول جاهده جمع شتات أمرها كأنها نالت حريتها أخيرًا بعد نضال عنيف مع الطرف الآخر ..!

--------------------

خرج من غرفته بحله رسمية تظهر بهاء طالته الساحرة ، وعينيه تراقب بصمت باب غرفتها ، فمنذ فرارها من أمامه بحمرة وجهها الخجلة وهي لم تظهر بتاتًا ، حتي كاد يقتنع بانها تسجن ذاتها بداخلها ..

وقفت خطواته امام غرفتها حابسًا أنفاسه لبرهة زمنية قليلة حتي انطلقت من صدره دفعه واحده ، قائلاً بقصد اثناء استناد جبهته علي بابها الموصد غلقه :
- " آنا " سأغادر إلي العمل بعض الوقت لمباشرة الكثير من الأعمال المتراكمة ، أريد منكِ الخروج من تلك الغرفة حتي أعود ، فأنا زوجك ويحق لي التحدث كما أرغب فأنتِ خاصتي، وتلك مشاعري الأولي، وأريد أن أحياهها كما يجب بجوارك أنتِ دون غيرك بالعالم أجمع ، ويجب أن تعتادي على هذا يا صغيرتي !!

أنهى جملته وأبتعد قاصدًا وجهته بينما تلك النائمة فوق فراشها تنتفض دون رحمة ليعقبها أرتجاف جسدها و كلماته القليلة تلهو داخل محيط قلبها بتراقص محب عاشق يطرق أولي طرقاته علي أبواب العشق !

-------------

بعد أن أتم ما عليه من أعمال واجتماعات برفقته قرر أن تلك أولى فرصته للهروب خلسه والذهاب لها ..
فهي حقًا توحشته ، ويجب الأعتراف لها بما يعتلي قلبه من احاسيس لا يستهان بها ، وتحذيرها من ذلك القاتل الذي يتخذ ما يخصه عن طريق القتل بدمٍ بارد ..

نعم هو مساعده الأيمن ولم يكن بدمه الخيانة له ، ولكن عند ظهورها في حياتهما وحياته خاصةً ..

فحينها عفوًا صديقي نحن مفترقان !!

سيذهب إليها راكعًا يطلب قبولها علي طلب الزواج حتي وأن كان شرطها الوحيد أعلان اسلامه سيفعلها رغبةً بنعيم قربها !!

------------------------

خرجت من غرفتها بعد أن استطاعت التغلب على حالتها الخجلة ما أن اطمئنت لإبتعاده ..

تحضير الطعام والطاولة عند رفع أذان المغرب يحتاج لبعض الوقت ولهذا هبطت مبكرًا تستعد له بعد أن أدت صلاة العصر ..

هبطت بأسدالها ، يحتل عقلها أصنف الطعام الواجب تحضيرها ، إلا أن صوت دخول سيارة محيط القصر أخترق الأجواء الصامتة ..

مما دفعها للتوجه إلي أحدى النوافذ المسلطة على وجهتها ، لتشاهد بإندهاش " علي " الذي أتي مبكرًا علي غير عادته ..

تصلبت مقلتيها علي ذلك الأشقر الذي يترجل من سيارته متجهاً لباب القصر الداخلي مباشرًا دون تروي أو أستأذن !!

استدارت بسرعة البرق لمكان غطاء الوجة المتروك علي مقربه منها للطواريء ..

ما أن أحكمت غلقه حتي باغتها بحضوره المفاجأ امامها في الحال ، ارتعبت بشدة حتي كاد قلبها يقف للأبد من قوة الموقف ..

حين شاهد انتفاضتها الخائفة من حضوره قال ببصيره تقاد لهبٍ حار من كثرة الاشتياق :
- لا تُسيء فهم موقفي سيدتي ، دعيني أشرح لكِ أولا غرض حضوري الأن ..

بنظرات مترقبة صامتة مصاحبه بدقات عنيفة من خلف ضلوع صدرها تصلبت أمام حديثه المتتالي ..

- عندما كان أحد يخبرني عن الإسلام من قبل كنت أنعته بالحماقه ، ليس هذا وفقط بل وتركت مكانه في الحال حتي وان كان مكانه هو نفس مكاني الذي أحى به ..

ما طمئني حين عملت مع " علي " انه من والدة يهودية فكان كحالة خاصة لم تحسب علي المسلمين المتشددين ولا المتهاونين لهذا لم أعترف به مسلمًا قط خاصة حين شاهدت انه يحتفظ بكتاب ديانة أخرى غير ديانته ..

كبرت علي عملياتهم الإرهابية وقتلهم لأبرياء العالم ولأصدقائي ولجيراني ليكون ذنبهم الوحيد هو أنهم يخالفون عقيدتهم ..
بدأت أشك بكل شيء متعلق بهم .. وتزعزع كياني و أماني النفسي حتي في بيتي بسببهم .. وهكذا استمر الحال وتعودت علي هذا إلى أن ظهرتِ أنتِ أمامي ، شعرت أن عبق شذاكِ شوشر علي شرايين المبدأ والتعود في العقل لدي ، وبدأ صراع دام لليالي وأيام وشهور أنتهى بي بأن أركع أمامك الأن وأبلغك بأنكِ من أقتحمت قلبي حتي دون أن ألمح طرفًا لكِ ..
أركع وأنا بكل أرادة أريدك حتى لو أضطرت لأن أكون مسلماً فأن كنتِ أنتِ بنت الأسلام باخلاقك تلك ! فأنا ارحب وبشده ان أدخل به لأجلك !!

إبتسامة منذهلة من حديثه رسمت علي زاوية فمها هتفت علي أثارها سريعًا بإندهاش جلي :
- و علي أليس صديقك !!

شعر بخيط أمل يقتحم صدره العاشق فقال ببهجة :
- أن كنتِ ستوافقين فتهون كل العقبات لأجلك ولأجلك فقط بل وسادخل في معركة عنوانها الموت إذا لازم الأمر !!

حدثت ذاتها بهذيان أقرب إلي الجنون " حقًا هي في حُلم لا .. لا هي في كابوس مخيف فمن أين ظهر لها ذلك الشخص بدون سابق إنذار ..
لا هو اعطي لها إنذار ، وإنذار قوي بنظراته المتفحصة المخيفة لهيئتها .."

يا الله كن معي ، ونور بصيرتي !!

أهتدى بها الحال بعد لجوءها إلي الله بأن يثبت جسدها المهتز الخائف و يستكين قلبها من انتفاضه المتزايد لتنقلب لقوى متينة تواجه من امامها بالحق قائلة :
- أولا انا أقل من أن أمثل الأسلام والمسلمين ، بل هو لا يحتاج لمن يدافع عنه أمام أعدائه ، فالله من فوق سبع سموات حفظ كتابه من مئات والألف السنين فكيف لا يرد غيبته ، حتي وأن لم يكن في الحال فسيأتي يوم وسيعرف بني البشرية أجمع بأنه الدين الوحيد الذي يستحق الجميع الدخول به وأنهم كانوا علي خطأ ، أما بالنسبة لما يحدث وما شاهدته ولمسته فلابد أن تعلم بأن لكل قاعدة رياضية شواذ ، الإسلام بأسسه السليمة والواضحة لا يعترف بها بتاتًا ، بل وجعل في كتابه الكريم سورة الكافرون كالرسالة موجه لمن يكفر بالله ورسله بحرية العقيدة والأتباع حيث تقول ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ(1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ(4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(6)

هذه الأيات تعني بأن إسلامنا ومنهجه السمح يخبرنا ويوصينا بأن كل انسان على وجه الأرض حرٍ فيما يتبعه ، مع العلم أن الأشراك بالله أشد كرهًا وبغضًا عند الله عز وجل !
وذلك لأن كلاً منا سوف يحمل صحيفة ذنوبة التي فعلها في دنياه فوق اكتافهُ ، ولن يشاركه أحد في حملها أمام الله ويكون مسئول معه عنها يوم العرض عليه ، لهذا فمن نحن لنحاسب الناس !!

ثانيًا لا يجوز لك الهجوم علي بيوت غيرك هكذا فأنا لحالي و " على " بالخارج ، بل ولا يجوز لك خيانة أمانة صديقك ، أما بخصوص اسلامك فأنا لن أسعد بأن يضاف شخصًا علي الاسلام لمجرد بأنه أعجب بفتاة منه ، ولم يدخل فيه لأنه الحق المبين بقناعة وثبات العقل وراحة القلب ، فحينها .. وحينها فقط الإسلام غنيًا عنك وعني وعن الجميع كافه !!

نهض من ركوعه منذهل التفكير ، بنظرات جنونية تشيب رأس من يراها حتي وأن كان في ريعان شبابه ، فيبدوا لمن يراه بأنها دون قصد أخرجت وحشه الداخلي برفضها هذا ..

ابتلع المسافة بينهما في لمح البصر بحالة لا يرثى لها لترتعد من ثباتها للخلف عند انطلاق تهديده وواعيده لها أمام وجهها مباشرًا قائلاً :
- ستأتي لي ذات يوم راكعه كما ركعت أمامك اليوم تترجي قربي وحينها ستعلمين مقدار حبي لكِ الذي رفضتيه بإستهانه ، وحينها لن ينفعكِ ذلك القاتل الذي تحتمين في كنفه و جئت أنا لأجل انقاذكِ منه ومن أفعاله الإجرامية .. ستعلمين جيدًا أنك راهنتي على حصانٍ خسار لا قيمة له .. ستعلمين من أنا وأن فعلي الفريد هذا لم يخرج طوال سنوات عمري إلا لكِ أنتِ وفقط .. حينها سأدعك تتوسلين لي لكي أقبل بكِ زوجةٍ رغم أنني سأكون حينها علي ديانتي كما أنا الأن ولن اتركها ..

لوح بأطراف يده بإستهانة قائلا ببرود تام لا يعكس نار صدر صاحبها :

- إلي ذلك اللقاء القريب يا فتاة الإسلام !!

--------------------
--------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 04:05 AM   #64

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الحادية والأربعون

بُخطى ثابتة يعلم صاحبها ما يفعله جيدًا ، كان جاك عند دخوله لذلك الصرح التجاري المهول في ولاية واشنطن ..

نيته اكتملت عندما فهم رسالة " علي " الخفية له في الأيام الماضية ، وتهديده الشرس والغير مباشر بنشوب حرب قادمة بينهما أن تجرأ علي زوجته كما وصفها حينها .. لتكون إصابة صادمة وقاتلة له في عقر قلبه ..

ولكن عفوًا " الَي " ليس " جاك " الضعيف الهزيل امامك حتي تلجم فؤادي علي حب من أحببت ..

ولتعلم بأنني أيضًا قوي وسأجلبها منك ذات يوم ، و ها أنا لا اتفوه بالهراء بل أنا أتحدث وأنفذ في الحال !!

رددها ذاتيًا حين سكن قدميه غرفة مديرة اعمال مالك هذا الصرح قائلاً بنظرات هادئة للمرأة الأربعينية التي تحتل بمقعدها ذلك المكتب الذي أمامه :
- مرحبًا سيدتي هل لي بزيارة السيد أوستن فيليب !!

بنظرات متفحصة قالت :
- سيد أوستن مشغول ولا يسمح بزيارته بدون موعد ، وأن كان لديك فأنتظر بعض الوقت حتي يأتي وقت موعدك !!

بحدقة عيناه الضيقة طأطأ رأسه بأتجاهها قائلاً بدهاء شديد :
- ليس لدي موعد ، فقط أعطيه بطاقة تعريفي ، وأخبريه بأن الأمر يخص والده وفقط !

رفعت عينيها لوجهه بإرتباك تحاول فهم مقصده ، ولكنها لم تفلح فقالت بحذر :
- انتظر بضع ثواني حتي أخبره !!

غابت عن بصيرته التي تنوي شرًا قادم لبضع دقائق حتي عادت تستقبله بترحاب حار موجه اياه لمكان رب عملها دون تراخي ..
بابتسامة غرور شعر بقيمة ما يملكه ، خطى خلفها بُخطى واثقة حتي انتهت امام إحد أكبر المكاتب رقي وفخامة في أمريكا كلها ، حتي أنه يتعدى ما عندx " علي " بكثير ..

- مرحبًا سيد جاك أندرو .. هل لي أن اعلم ما سبب زيارتك ؟!

فاق من شروده متطلعا على قائلها ، فتبين امام مقلتيه شخص رياضي ضخم البنية بل يميل لعملاقة رياضة المصارعة الحرة ، بعينان قويتين جاحظة وأنف ممتلئ كوالده .. تجرع جاك ما في حنجرته قائلاً بتلعثم وهو يرمي بنظرات جانبية لمديرة مكتبه :
- مرحبًا سيد أوستن ، أريد لقاء منفرد بك لأهمية ما لدي ..

رمقه أوستن مطولا بحدقتين عينيه الجاحظة حتى تحولت بعد برهة قصيرة إلي مديرة اعماله بلغة فهمتها جيدًا كإشارة للخروج ..

ما هي إلا ثواني وخرجت بالفعل لتصبح تلك الغرفة الشاسعة منفردة عليهما هما الاثنان ..

تنحنح جاك من صمته قائلاً بطريقة مباشره :
- لدي معلومات تخص موت والدك والتي خفقت رجال المباحث الفدرالية للوصول اليها لقاتل أبيك ، ولكن شرطي الوحيد بأن الفتاة التي معه لا تمس بسوء !!

ضيق حدقتي عينيه أكثر من ذي قبل يطالعه بتمعن شديد ، يحالفه الصمت الذي يدفع من امامه علي فهم بأنه أعطاه موافقة صريحة علي شرطه ، وبالتالي يخرج ما لديه من كنوز ثمينه كان ينتظرها بفارغ الصبر ، وها قد أتت امامه علي طبقٍ من ذهب ..!!

----------------------

" بقى كدا يا ندى بتزليني عشان كام صورة لجويرية ، طب خلاص مش عاوزه منك حاجة وأنا بس أنزل مصر وهشبع منها من غير أي صور ولا حاجة "

حديث ذاتي باطنة الحنق الشديد صاحبته " هنا " الجالسة علي فراشها تقضم أظافرها بغيظ مع إهتزاز ساقيها بتوتر بالغ .. بعد انتهاء محادثتها الهاتفية مع شقيقتها " ندا " ..

انتفضت من جلستها بلفعه غاضبة تكمل حديثها الذاتي قائلة اثناء هبوطها للإسفل ..
" قال اصوره عشان توريه لأبيه حسين ويشوف الشبه بينوا وبين جدو الله يرحمه قال دا انا لو قطعتو…x "

بترت حديثها حين ابصرته مسترخيًا وقد يكون نائمًا علي اريكة ما في وسط بهو القصر .. وامامه حاسوبه الشخصي كأنه كان يعمل وغطا في ثبات عميق ..

بنظرات مشفقة حانية تطلعت له بتمعن ، فهو يكاد لا يعطي لنفسه أي راحة مطلقًا ، فالنهار عمل والليل تعلُم ما يستطيع تعلمه من صلاة ، وقراءة قرآن ، متذكره كلمته الثابتة ..

" قراءته تريح صدري وتمنع تلك الكوابيس اللعينة من زيارتي " !!

ابتسامة حانية رُسمت علي شفتيها حين اقتربت منه وتمعنت في وجهه بملامحه الهادئة ببطء ، شاردة في مواقفه الجميلة ومشاعره الأروع ، فحقاً صدق العجوز حين قال ما بداخله أجمل وأكثر بكثير من قسوته !!

ولكنه كان يحتاج لإمرأة واحده فقط تشعره بأنه ما زال يبقى في النساء خير مهما كثر فجور الأخريات .. امرأة حانية صبورا تجلي ما على قلبه من انتقام موحش وماضي مؤسف ..

بنظرات دهاء وسوس شيطانها بل وتراقص بعدد صور جويرية امام عينيها ..

برهة !

فقط برهة من الزمن واقتنع عقلها وحدد خطتُه جيداً ، وما ساعدها على تلك الخطوة هيئته الهادئة وملامحه المغرية بتأثيرها الخاص الذي يدفعها دفعًا لإلتقاط ذكرى كهذه للإحتفاظ بها ..

لم تتمهل ! بل فتحت كاميرا هاتفها بعجالة وتطلعت له من خلالها واستعدت لتهيئة صورة إحترافية له ومن ثم إلتقطها ..

ما هي إلا ثانية حتي جحظت عينيها الاثنان بشدة وهي تشاهده في شاشة هاتفها امامها مباشرًا مبتسمًا بتفاخر وتعالي !!!

تجرعت ما في حنجرتها بريبة ظاهرة في ظل ثبات عينيها على صورته، تكاد لا تصدق ما يقنعها به عقلها وهواجسه المتكررة بأنه غير نائم وامامها يتمعن ملامحها بهدوء وابتسامة تشفي تحتل شفتيه ..

بعد تلك الابتسامة يجب أن تصدق ! ..

اغمضت عينيها باستسلام تام وتركت ذراعيها المرفوعتين بالهاتف أمام وجهها تهوي ببطء على جانبيها .. مغمضة عينيها بشدة ، تاركة أذنيها تنصت لعقوبته علي فعلتها الشنيعة !!

ما هي إلا ثواني معدودة حتى باغتها فيها دون مقدمات برفع جسدها من خصرها بضع سنتيمترات من الأرض براحتي يديه ، مثبتًا ظهرها علي الحائط من خلفها ..

ثواني معدودة هوى قلبها بضرباته المذبذبة فيها حتي استعادت ثباتها وفتحت عينيها لتشاهده بالقرب من وجهها بدهاء شديد يملئ عينيه فاسرعت تخرج كلماتها الملجلجة :
- جو .. جر .. جو .. كانت هي .. ما كانت .. تحتاج الصورة !!

ما زال ملامحه لا يحركها طفرة هواء حتي رددا بثبات مصطنع وعينيه تشير علي مكان قلبها مباشرًا:
- ألم يحن الأون لكي يخضع هذا !!!

بابتسامة حانية خرجت دون ارادتها في ظل تحرك لسانها بما ترغبه بعزيمة قوية :
- وأن خضع لثواني ، فما بداخله من عهد مع الله بالإ يخضع لغير حلاله بوثيقة كتابه شرعي ، أقوى من خضوع تلك الثواني بكثير ..

أيماءه هادئة بنظرات ثابتة قوية تكاد تكون أقوى من قوتها قال :
- قريبًا .. قريبًا أن شاء الله سأنفذ وعدي لكِ وتكون لي مدي الحياة ..

استرسل حديثه قائلا بنبرة هامسة عند تقارب وجهه لأذنها :
- " آنا " لتصبحي ذاتي الخارجية كما تملكتي ذاتي الداخلية !!

رجف جسدها لمجرد الشرود في ذلك الحدث الفريد بينهما ، خفق قلبها بسعادة كطائر الذي نال حريته عندما اطلق صراحه للأبد ، تمعنت به لكثيرًا من الوقت حتي شاهدته يطبع قُبله عميقة علي وجنتيها المتوردة ..

حينها اسرعت بوضع راحة يديها علي صدره تدفعه للخلف قائله بإرتباك :
- الم تذهب لعملك ، عمال النظافة علي معاد الوصول ويجب تنظيف القصر لأجل عيد الفطر في الغد ..

قهقه ضاحكًا حتي ادمعت عيناه مبتعدًا عنها ببطء ، متوجهًا للأعلى محدثًا نفسه بتعجب ..

" يبدوا أن ذنوبه الذي فعلها في الماضي ستمحي علي يد تلك الفتاة حقًا دون مبالغة "

راقبت بأنفاسها اللاهثة القصيرة صعوده ، فاسرعت برفع راحة يديها بحركه متتالية سريعة لجلب الهواء علي وجهها المتعرق بتورده الوردي مطلقه شفتيها بإبتسامة عريضة تنير وجهها مردده بخفوت شديد

x x x x x x " الأجنبي جن بالتأكيد "

-----------------------

الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، لا اله الا الله … الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، ولله الحمد .الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحانxوبحمده بكرة واصيلا ، لا اله الا الله وحده صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده ن لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرونx

كانت تلك التكبيرات المنبثقة من أحد التطبيقات الخاصة بهاتفها .. والتي صدح صوتها الروحاني يملأ المحيط بأعذب التغريدات المبهجة ..

بابتسامة صافية استقبلت اولئ سويعات هذا اليوم المبارك داعية الله أن يمنه عليها وعلى كافة المسلمين في بقاع الأرض باليمن والصحة والبركات من رب العالمين ..

براحة يديها ازاحت غطاءها سريعًا ، نهضت مفعمة بالحيوية تسحب شهيقًا عميق يكفي لمصاحبة النفس واسعاد الأخرين ، زفرته بإنسيابية رقيقة كحركة أقدامها الواحدة تلو الأخرى إلا انها اوقفت التتابع دون أدراك علي اثر ما شاهدته ..

اليوم باقة ورد آخرى ولكنها أكثر فخامة من الأولى بكثير ، كأنها صنعت خصيصًا لها هي فقط في هذا العالم ، تتوسط نهاية فراشها و بجوارها عُلبة هدايا مستطيلة محكمة التغليف ..

هرولت إليهما بسعادة تامة كالطائر السعيد ، التقطت تلك الباقة بين راحة يديها تستشق منها برغبة شديدة تتوغلها ، و كل ما كان يعتلي مخيلتها بأن ذلك الحلم الذي تشاهده دائما ويبهج صدرها حتي هذا اليوم ما هو إلا حقيقة مؤكدة ، والدليل ما بين يديها وما يحتل فراشها !

إذا " علي " دخل غرفتها وشاهدها وهي نائمة بدون حجاب بل وداعب خصلات شعرها الحريرية ثم طبع قُبله علي جبينها !

اكتساها الخجل بشدة عاتبة عليه وعلى فعله المحرج فكيف ستنظر في عينيه بعد الأن !!

توجهت بنظراتها لذلك المغلف المرافق ، تركت ما بين يديها علي الفراش بحذر شديد ، ثم توجهت بهما اليه بترقب لفتحه ، شاهدت ما ابهر عينيها وساعدها على أخراج بريقهما المتلألأ .. " ثوب محجبات " باللون السماوي به رسومات صغيرة الحجم من الطيور بلونها الأبيض ، ثوب يشعرك بأنك تغوص بداخله براحة نفس ممتعة وبأنك لك حرية خاصة مثل تلك الطيور .. اسرعت باخراجه ووضعه بسعادة علي جسدها من الخارج امام المرأة ، تتطلع له مبتسمة حتي ظهرت اسنانها المستقيمة من بين شفتيها ، لم تعي لتلك الورقة التي به إلا عندما سقط منه الأن أمام عينيها ، بملامح مندهشة أنحنت تلتقطها والحيرة تسيطر عليها بشدة لمعرفة محتواها ..

رمقة ما بداخلها بتمعن وبطء حتي حركت شفتيها تقرأ ما بها بخفوت يكاد يسمعها

" ارتدي ثوبك يا ملكتي وتابعي طريق الورد "

ما أن انهت قراءتها حتي دارت حول نفسها بتشتت يصاحبها التوتر فعن أي طريق هو يتحدث !!

ولكنها لم تجاهد كثيرًا ، حتي استقرت علي دخول دورة المياة والاستنعام بحمام دافيء وارتداء الثوب ومن ثم استكشاف ذلك الطريق بعدها !!

---------------------

اليوم عيد لهذا اتمت زينتها الكاملة لزوجها محتفظه بحجابها ، وشعور البهجة ليها يرتفع عن معدلاته الطبيعية متأخذه نصب عينيها وصية حبيبنا بإظهار الفرحة به ، استدارت حول نفسها بذلك الثوب المبهج بسعادة بالغة ، وكأنها بمشاعر طفلة صغيرة تفرح لثوب والدها الذي أحضره لها في ذلك اليوم المميز ..

لم تعثر علي ذلك الطريق الذي اخبرها عنه في تلك الرسالة ، لهذا حملت باقة الورد بين يديها وقررت الهبوط ، فحقا لم يهن أن تركها من شدة تعلقها بها ..

ما ان فتحت بابها حتي ظهر امام غرفتها رسالة موضوعة ارضاً يكتب عليها " آنا " و بجانبها وردة حمراء شديد اللون .. بكل اندهاش سيطر عليها انحنت تلتقطها بابتسامة عريضة .. تحركت بخطواتها القليل من الخطوات حتي شاهدت رسالة اخري يكتب عليها " علي " وبجوارها وردة أخرى ، قتلها الاشتياق لمتابعة السير ومعرفة نهاية مغزي تلك الكلمات !!

كالفراشة المتنقلة التي تنحني لقطف رحيق الأزهار بثوبها المميز كانت هي بين ذلك الممر حتي نهاية الدرج منشغلة الذهن فيما أجمعته من كلمات ، والتي اتضحت لها حين اجمعتهم امام عينيها…

" انا علي جلال علي البنا و بكل قواي العقلية اقول لكِ … "

انتهت الكلمات عند هذا الحد ..
تسرب لملامحها وعينيها المتطلعة لمحتوى الكلمات مئات المرات بوادر العبوث حتي جاء صوته المعهود في أذنها هامسًا بكلمة…

x x x x x x x x x xx """" أحبك """"

ليس حُلمًا كحُلمها اليومي !!

لا حتي حُلمها اليوم اكتشفت بأنه حقيقة !!

إذا تلك الكلمة .. !!

رفعت عيناها بنظرة أمل و رجا ، وحقًا تحقق رجاها حين ملأت عينيها ملامحه الباسمة القريبة من وجهها ، لا بل فاق رجاها بكثير الكثير حين شاهدته بجلباب ناصعة البياض قائلا مع راحة يده الحاملة لقلادة والده والممدودة بإتجاهها :
- هذه القلادة منذ أن علُمت من إحد دروسك الدينية بحرمانية التشبة بالنساء من الرجال ، و هي أصبحت ملك لكِ أنتِ فقط دونًا عن احد غيرك ، لأنني أعلم بأنك ستحافظين عليها وتقدرين قيمتها لدي ..

أغرورقت عيناها بالدمعات التي تتفحص ملامحه بتمعن عند اقترابه لإحاطة القلادة حول عنقها ليعقبها قبلة عميقة علي جبينها مغمض العينين بها ، كأنه يستجمع قواه قبل انفلاتها لينتج عنها نقد عهده معها !!

برهة من الوقت ابتلع فيها ريقه قائلاً بثبات مزيف :
- هيا ائمُكِ بصلاة العيد !!

بمقلتان متراقصتان من عدم التصديق قالت :
- ماذا ؟!

مط شفتيه يفيض في شرحه قائلاً :
- منذ أن علمت مصادفًا من خلال حديثك العابر عن رغبتكِ تلك ، و أنا اجهاد لأتقن صلاتي لكي أكون امامك في الصلاة يومًا ما !!

حقًا وصدقًا تراه كثيرًا عليها فأن كانت فوضت أمرها لله من بدايته ، فلم تكن تتوقع بان يكون هكذا كرم الله في نهايته ..

ولكن لما لا فعمر بن الخطاب كان أشد كفرًا ، وحين أراد له الله الهداية ..

كان بين يوم وليلة ثاني الخلفاء الراشدين و من العشر المبشرين بالجنة رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ..

لم تشعر بأنها تركت ما بيديها يطير في الهواء لتطير هي ايضًا مثلهما بين احضانه تتشبث بعنقه جيدًا ودمعاتها تمطر بغزارة ..

فأن كان يقصد اسعادها ، فحقا هي بلغت قمم السعادة ، واحتضنت السماء ، وانطلقت في وصلة رقص مع النجوم ..

لاتريد شيء بعد اليوم إلا رضا الله الدائم عليها !!

-------------------------
----------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 04:06 AM   #65

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثانية والأربعون .. " جزء واحد "

وقفْتُ امامَ سحرِكِ الخلابِ متعطشٍ كعابرِ سبيلٍ يريدُ الإرتواءَ بسخاءِ كرمِكِ ..
وكيف لي ألا أطمع !!
وأنتِ بجُودِ أشعتكِ الذهبيةِ الفياضةِ تُشبعينَا ، بل وتُمنِ علينا عند مغادرتِكِ بِذلك الغروبِ الذي تعجزُ الألسُن عن وصفِهِ ..

بعينان دامعة تطلعت لذلك الغروب الساحر ، كم كانت تتمنى أن تعود لذلك المكان بموجه الهائج مرة أخرى ، و ها قد تحقق أمنيتها ..

ليس هذا وفقط بل وقفت امامه الأن بحالا يختلف عن حالها السابق تمامًا !

بنظرات هادئة .. أنتقلت بعينيها المتلألئة بالعبرات الراسخة من على مياة المحيط الزرقاء الثائرة التي تعكس اشعة الغروب البرتقالية المودعة من فوقها لنهارٍ تراه من أسعد ايام حياتها، إلى يده المتشابكة براحة يدها بتملك ..

كأن حبيبها بفعله هذا يخشى فرارها ويضمن بقاءها بجانبها مدى الحياة ..

حبيبها !

نعم حبيبها !

ستقولها منذ الأن وصاعد بأن زوجها حبيبها !!

الحبيب العاشق الذي بدأ لها يومها بشيء أبهج قلبها فرحًا وطربًا حين كان يؤمها لأول مرة في صلاتهما معًا !

الورود ، ذلك الثوب المميز ..

و تلك الكلمة الخاصة " أحبك " ..

تلك الكلمة التي انُشدت علي أوتار قلبها ودقاته الخجلة لتفتح أوردته للحب وتهيئة للحياة ..

حقًا يوم أن أعلن اسلامه وهذا اليوم من أيام سعدها ، بل زاد سخاءهُ وتزايد حين اصطحبها كأبنته مدلله ، وكزوجة عاشقة للتنزه في شوارع سان فرانسيسكو وزيارة كافة الأحياء بها ، ليتبعها تناول المثلجات كالأطفال ، ليتوسط زيارتهما الخاصة والفريدة في ذاكراتها بمشهد خوفه وحرصه عليها حين وفر لها مكاناً خاص يصونها لتناول الطعام به يعيداً عن أعين الغرباء والمتلصصين ، منتهيًا بهما الحال عند هذا المشهد الأن !

تعيد رد فعله حين اخبرته برغبتها لرؤيته ، متفاجئه به يلبي نداءها دون تراخي ، كأنه بملامحه المبهجة حينها عانق السماء من رفع خجلها اخيرًا والبوح بمكنوناتها معه دون استحياء !!

شعورًا انتابها وتملك من طيات صدرها الواثقة بكرم الخالق ، وبعوضه القادم بمشيئته لا محال ، لتتفاجأ به عوضًا فاق سماء توقعاتها حين لمست فيه حنان الأب ، ورؤية الجد ، وعشق الحبيب !

حقًا هي سعيدة ولا تريد شيء أخر غير أن يديم الله عليها تلك النعمة للأبد ..

قطعت لحظات السكون والتأمل حين توجهت براحة يدها الأخرى لتلك القلادة التي تحتل صدرها قائلة باستفسار حاني بعدما تجرعت ما في حنجرتها بإرتباك :
- " لي " أنت لم تخبرني بعد ماذا ستفعل بما داخل تلك القلادة ؟!

على آثر همسها اُجبر بنظراته الشاردة في تلك الأشعة المغادرة بحياء علي تركها والنظر لمعشوقته " آنا " ..

خرج من مشهد ساحر ليقع في وجهها المنير الذي يحمي تفاصيله الجذابة ذلك الغطاء الكاسي ..

نظرات تمعن ، ناطقة بما في قلبه دون تحرك لسانه أشبعت روحها وإحاطتها كان حاله .. بعد برهة تفصيلية عاشقة اجاب سؤالها قائلاً :
- أبي أوصاني في أخر وصياه الورقية دون توضيح مباشر بضرورة انتفاع بلده الأم به ، ولهذا أنا سأحارب بدمي حتى يُنفذ ما يرغب به !

بابتسامة ثقة افترشت شفتيها ببطئ شديد همست له :
- أعانك الله علي ما نويت و أدامك فوق رأسي للأبد !!

--------------------------

في منتصف الليل بتوقيت سان فرانسيسكو دلج كليهما بأيديهما المتشابكة منذ بداية نهارهما في ذلك الممر المتفرع بغرفهما مع الكثير من الغرف الأخرى ..

بنظرات منخفضة يكسوها الحياء قالت بخفوت عند اشارتها لباب غرفتها باليد المتحررة :
- سأذهب !!

بدهاء يتوارى وراء ابتسامة هادئة أجابها عند احاطة خصرها براحتي يديه :
- لماذا ؟!

تلعثم لسانها عندما اصابها التوتر من حركته المفاجئة :
- اااالنوم... ، فمنذ الصباح الباكر ونحن بالخارج !

لم يأتيها اجابته كما توقعت .. بل جاءها عوضًا عنها انخفاض وجهه وشفتيه باتجاه شفتيها ، رجفة اصابت جسدها فأبعدته في الحال قائلة أثناء ركضها لداخل غرفتها بعجالة دون النظر خلفها :
- لقد اثُقلت جفناي ارهاقًا ، تصبح علي خير !!

فتح عينيه بوجهه الممدود في الهواء بعدم تصديق والذي كان يتهيئ به لتلقي ما يريده ، يتطلع لبابها المقفل بحنق شديد فالوضع أصبح لا يحتمل ، ضرب بقبضة يدة عرض الحائط ليتبعها إطاحت قدمه في الهواء داعياً الله ان يلهمه الصبر وطول العمر حتي يتم كتب كتابه عليها ، حينها أقسم أنه سيعوض ما عناه في كل دقيقة بجوارها …

----------------

بابتسامة صافية لم تفارق شفتيها منذ الصبح استعدت للاستنعام بحمام دافيء يعيد توازنها بعد الافعال المباغتة من ذلك الجريء...

مر برهة من الوقت حتى خرجت ترتدي إحدى منامتها الناعمة فاتحة بترحاب ذراعيها للفراش تريد إحتضانه بانتقام مشروع ، فعلى قدر جمال اليوم تشعر بإرهاق شديد يصيب جسدها وحاجتها للنوم لمدة ثلاث ايام متواصلة مع حلمها اللذيذ بل واقعها بعد اكتشاف تلصصه لغرفتها وتصنعها النوم ليطبع قبلته ويتوغل يده في شعرها باسترخاء ، مع اعادة الذاكرة على افعاله الرمانسية اليوم ذلك هو العلاج الأفضل لإعادة نشاطها ..

------------------

على بعد عدة أمتار منها لم يزوره النوم رغم استحمامه الدافيء وحاجة جسده لذلك ، ولكن كيف يزوره و حبيبته علي بعد خطوات منه ، فكم هي قاسية متحجرة القلب ، وكم هو ساذج وقع دون تحكم بقلبه الصامد هذة السنوات الماضية اسيرٍ لها ..
بابتسامة انارت وجهه رفع راحة يده تعبث بخصلات شعره بعشوائية .. حين لاحظ حديث نفسه ليضاف لما اصابه ايضا الجنون ..

هو اصبح مجنونٍ لإمرأة ، من كان يتوقع هذا !!

حقًا تلك معجزة لم يكن يتوقعها مدى حياته التي كان يظنها بأنه سيعيش ويموت وحيدًا بها !!

رفع أحدى الوسادات يضعها علي رأسه حتي يتوقف عن التفكير ويغط في سبات فيكفي هذا القدر عليه من الأرهاق فهو لم ينم منذ الامس لتحضير لها ما اسعد فؤادها وأبهج وجهها !!

واستعد حقًا وبدأ يغط في بدايات نومه ، ولكن ذلك الصوت الداخلي لغرفته الذي يصدح دون توقف لم يمهله ليفعل ذلك !!

انتفض على اثرها بنظرات جنونية لا تصدق ما خطر في باله ، لحظات ، ما هي الا لحظات غادر بها غرفته بسرعة البرق منظفًا حنجرته باتجاه غرفة محبوبته بنظرات مشتته تأمل في الله خيراً..

بين ثانية وأخرى اقتحم غرفتها علي عجل واتجه لفراشها يبعد عنها الغطاء المحاط بجسدها ..

علي اثر فعله المباغت ورغم ارهاقها انتفضت من نومتها برهبة تسأله بخوف شديد وإرتباك بلغتها العربية دون وعي منها من هول ما تشعر به :
- في اية يا " علي " ؟!

ولكنه لم يجيبها بل حملها بين ذراعيه علي الفور متذكرا ثيابها السوداء الخارجية فالتقطها من على أحد المقاعد المجاورة والتي تركتهما عليه عند عودتها من الخارج ..

ركض تلك الكلمة التي توصف بدقة خطواته السريعة المهرولة، في حين كان هي ينتابها الذهول من صمته وفعله المريب حتي شاهدته يهبط بها الدرج فقالت سريعاً بدهشة بلغتها العربيةx :
- " علي " انا بشعري وبمنامتي ماتخرجش بيا بالشكل ده أرجوك ..

لم يأتيها الأجابة كما توقعت من حالته المغيبة بل وشاهدته يدخل بها غرفة اعداد الطعام ، لتتفاجأ بعدها بوجود باب سري في حائط الغرفة قام بفتحه بذر إلكتروني مخفي وراء اداة طبخ موضوعه على جدار مجاور ..

صرخت بعلو صوتها كان رد فعلها حين شاهدت من خلفه المياة الغزيرة في المحيط ، ولكنه لم يمهلها لتكملته حتى صدحا صوته وهو يتشبث بها وبملابسها جيدا مندفعا بهما بقوة في الهواء :
- تشبثي بالقلادة جيدا " آنا " !!!

تعالا صوتها مع صوته ليتكون مزيج صادح ما بين الخوف والقوة والرهبة والمجهول !!

عند هبوطهما وقبل ملامسة سطح المياة كان صوت انفجار مهول نابع خلفهما من قصره هزا ارض كاليفورنيا بالكامل وسماءها ليتبعهما لهيب الاحتراق مباشرا ، بل وكاد يصيبهم لولا ارتطام اجسادهم لسطح المياة والتعمق بداخلها لعشرات الامتار ..

عند مقاومتهما معا للصعود لسطح المياة والنجاة من الغرق فلتت يدها من يده ، جحظت عينيها بشدة وهي تري الموت بات قريباً وظهور فوبيا المرتفعات مرة أخرى لديها الأن ، دارت بمقلتيها المنبثقة في وسط المياة المعتمة تبحث عنه برجا ولكنها لم تشاهده .. في تلك اللحظة المخيفة كانت تريد ان تخبره بكل شيء ، وتفتح بما في صدرها له منها ..

بأنها لم تعرف العوم ، وتخاف الغوص ، وقلبها ينتفض بشده ، و .. و..

وأنها تحبه ويمتلك قلبها بعد الله ورسوله !!

ضاق صدرها من خوفها الشديد ولاحتياجه للأكسجين ، حتي انُهك قواها تماما وعلي وشك فتح فمها ، استودعت الله حالها وحاله ، و في ثواني يأسه فتحت فمها تستقبل قدرها برضى دون ارادة لتغير ذلك !!

انتفضت بشدة حين باغتها دفعة قوية ليتبعها وضع فم علي فمها المعباء بالهواء ودفعه دون تراخي لفمها مع دفع جسدها للأعلي بسرعة رهيبة براحة يده المتملكة لخصرها جيد وبيده الأخرى يجدف بها بعد ان ثبت حول خصره ثوبها الذي فلت من يداه مثلها فاسرع يحضره قبل ابتعاده بثانية واحده ليتفاجأ بعدم وجودها بجانبه ، ليزيد جنونه للقصوى في تلك الثواني التي ضل طريقها بها ، في غضون بعض الدقائق لم يهدأ حتي عثر عليها تصارع الموت وحدها وحاجتها للتنفس ..

دقيقتان ظل فيهما فمه يطبق على فمها بسيطرة تامة من جانبه حتى خرج برأسه ورأسها خارج المياة ، لتبتعد عن فمه تستنشق بانتقام ذلك الهواء المنقذ لحياتها ، ولم يكن حاله افضل من حالته بكثير حين نطق لاهثا وهو يستنشق هواءه بقلق على حالتها ، مبعدًا بعجالة خصلات شعرها المتدنية على وجهها بعشوائية :
- انت بخير ، اجبيني أرجوك ِ ؟!

أومأت برأسها ايجاباً حين شاهدت هلعه قائلة بعد برهة من شدة اجهادها :
- أجل .. أجل ..

رفع ذراعه الفارغة يضمها لصدره بأبتسامة ضاحكة وهو يردد دون توقف بلغة عربية متقطعة :
- الحمد لله ، الحمد لله ..

بعد مضي نصف ساعة في عرض البحر خرج يحملها بين يداه من المياة بإرهاق شديد ومع هذا وضعها علي الشاطئ بحذر حاني متطلعًا لها بشفقه فياضة حين شاهدها تغط في سبات أو قد يكون أصابها أغمائه من هول ما رأته ، ليبدوا له بإنها حقًا ارهقت بشدة ..

رفع شعرها للخلف واستجلب ملابسها التي قام بعقدها حول خصره بقوة حتي لا يفقدها بعد ما حدث في عمق البحر ، فهو بات يقتنع بأن حبيبته قطعة فريدة ويجب الحفاظ عليها ، وها هو يكسوها ويستر جسدها وشعرها بذلك الثوب ..

بعد استراحه دقائق حملها مرة أخرى وخرج للطريق العام يستوقف أحدى سيارات الأجرة بحذر شديد لكي يتوجها معاً لشقته السرية ..

---------------------

- دعيني أقابل ذلك المجرم القاتل !!

جمله صدح بها صوت جاك عاليا لمديرة أوستن فيليب في وسط غرفتها ..
رفعت عينيها من وسط بعض الأوراق بانتفاضة على صوته المخيف وعيونه الحمراء بلون الدم وكأنه ينوي علي قتل احد ما ..
اهتز جسدها حين باغتها بضرب سطح مكتبها بقبضة يده قائلا وهو يتجه نحو غرفته دون انتظارها :
- لا احتاجك سوف أدخل له من غيرك ..

اسرعت تصرخ خلفه راجية بالتوقف والانتظار ولكنه لم يعيرها اهتمام حتي فتح باب غرفته بالفعل ورأه يحتل مكتبه بلا مبالاة لصراخ من بالخارج ..

رفع أوستن راحة يده يأمرها بالتوقف لملاحقته ، ثم توجه له قائلا ًبنظرات دهاء :
- ماذا تريد ..؟!

اسرع جاك اليه قائلا ببكاء حاد يصاحبه النحيب :
- لم يكن اتفاقنا قتلها ، جئت اليك لتأخذ بثأرك منه هو وليس منها .. من حبيبتي !!

لوي شفتيه بلا مبالاة قائلا :
- العمل لا يعرف تلك التفرقة العنصرية ، ثم أنني لا أهتم بمن كان معه ، الأهم بأنني اخذت بثأر والدي للأبد ..

نظرات جنونية اطلقها جاك حين شاهد ابتسامته الاخيرة ، دفعته للهجوم عليه صارخا بالوعيد وقتله كما قتل محبوبته حتي لحقه رجال الأمن الخاص بالمبني والتي استحضرتهم مديرة مكتبه بعجل دون انتظار ، وبالفعل ما هي إلا ثواني وتم استبعاده بتحقير تام لشخصه دافعين به خارج الغرفة والمبني بأكمله دون مراعاة أي جانب انساني في تعاملاتهم ، وفي وسط ضحكات أوستن ونظراته المراقبة لهما من نافذة مكتبه بأدوارها العليا ..

-------------------

الحلقة الثانية والأربعون .. " جزء اثنان "

في صباح اليوم التالي وصل المبني وأمر أحد رجال الأمن به بمحاسبة السيارة التي استقلها ، ليتبعه للأعلى باحد المفاتيح الاحتياطية للشقة...
بعد دقائق تركها بحيطة وحذر على أحد المقاعد في وسط محيط الاستقبال الخاص بشقته ..
ولكنه تفاجأ بإفاقتها بين يديه ، مردده بفزع جلي بعد تمعنها بالنظرات لما يحوطهما جيدًا ..

- ما ذلك المكان يا " علي " وماذا حدث للقصر !!

حين اطمئن على عليها كز علي اسنانه يكبح غضبه قائلا من بينهم :
- تلك شقتي السرية التي اشارت لكي عليها من قبل ،اما ماذا حدث للقصر فذلك الصوت الذي اقتحم غرفتي كان صوت إنذار من جهاز الأمني الثاني الذي اضعه به ، فعلي مايبدوا ان احدهما عطل وحدة مراقبة القصر الاولي لتنفيذ مخططه ولا يعلم بأنني اضع اثنان لو تعرض الأول للتلف أو التعطل في الحال يفعل الثاني تلقائيًا ، ولهذا وضع قنبلته باطمئنان للقضاء علينا ..

قطع حديثه ينظر اليها باستفسار :
- من دخل القصر في اخر يومان كثرة العمل حتى أتفرغ لعطلة العيد انهك ذهني ولم أطلع على شاشات المراقبة ؟!

اجابته بتركيز تام :
- لا أحد نهاي....

ولكنها بترت جملتها قائلة بتذكر :
- مهلا فقط من دخل بالامس عمال النظافة الخمسة عشر شخصا ً!!

بنظرات حائرة وبعقل يدور دون توقف لمعرفة عدوه المتخفي الذي خطط بجرأة لم يتعداه براد نفسه ..

اسرع يلتقط حاسوبه الموضوع علي طاولة مكتبه بالداخل يبحث فيه عن هوية شركة التنظيف المتعاقد عليها للقصر .. بعد بحث دام لساعات دون لحظات راحة عرف من وراءها !!

أنها إحدى شركات أوستن براد فيليب التجارية في البلاد !!

يالله…

عندها رافع راحة يده يرجع بها بقوة خصلات شعره بضيق شديد ..

وقفت من مقعدها بغطائها الفضفاض المحيط لجسدها المرتجف عندما شاهدت حالته المستاءه ، قالت بحذر :
- ما بك هل عرفت من وراءها !!

اومأ برأسه قائلا بتوعد شرس :
- يبدوا أن ابن براد علم بأنني قاتل ابيه ، فبدأ حربه بعجالة في الخفاء وبغدر كوالده تمامًا ، ولكني لن اتركه حتي يتعلم اصول اللعب الشريف ويعلم أن الله حق حين اختارني عدوا له !!

شهقت بفزع حين سمعت جملته فيبدوا ان حلقة الدم تلك والأنتقام لن ينتهيان للأبد ، لم تشعر بأنها نست حالتها المرتجفة من فعل برودة المياة واسرعت بعجالة تبعد الغطاء المحاوط بها لتدفئتها عن جسدها بعنفوانية ، وركضت تركع عند اقدامه تتوسله ببكاء حار :
- ارجوك يكفي مسلسل الدم عند هذا ، يكفي قتل ، يكفي تدمير ، يكفي تفجير ، يكفي قتل الأنسانية ، يكفي توحش وانتقام ، يكفي أرجوك !

أذرفت دموعها بكثرة بشقهات متقطعة وهي تتابع حديثها دون تروي :
- تنعتون الإسلام بالأرهاب و من ينعتها هو بنفسه يتجاهل عنفوانية أرضه التي ابدعت الإرهاب من الاساس في كافة أنحاء العالم ..
ارجوك " علي " انت الأن لم تعد منهم بل أنت اصبحت مسلما يؤمن بمحرمات ربه ، فلا تعاملهم بمبدأهم ولكن عاملهم بمبادئك انت وما تعلمته من الأسلام ..
ولا تحزن علي ما حدث فقد يكون انذارٍ لنا من الله سبحانه عز وجل بأنه حان وقت تغير تلك الارض وترك ذلك المال حين علم بصدق نوايانا في التغير ..

استرسلت حديثها بقوة مخيفة من بين دموعها :
- ارجوك " علي " توقف عن رد الفعل واترك الامر لله هو المنتقم الجبار وعليه فليتوكل المؤمنون ..

" علي " أنا لا اريد ان افقدك حقا بعد لمست أوتار قلبي لتتركه ثملاً لا يقدر على فراقك بعض الثواني ، فيكفي انك جئت لي تصارع الموت في إحدى الليالي لاصاب بالهلع عليك طول العمر ..
أرجوك " علي " اتركهم في نحورهم ، بل و كل شيء ودعنا نهاجر تلك الارض لنبدأ حياتنا كما يريدها الله ..أرجوك كفى حقًا أنت كنت تحبني كما أحبك !!

انحني يلتقطها براحة يديه غير مستوعبا بكائها الفياض ورجائها بكلماتها المتوسلة الذي يوحي إليه بأنه إذا استمر سيتحمل اثما عظيما ..

مهلاً !!
هل سمع منها اعتراف الأن بحبها له !!
يا الله .. وأخيرًا..!

استنشق كثيرا من الهواء حتي ملأ صدره ، ثم زفره دفعة واحده وهو يجذبها بقوة بأحضانه لأطمئنانها بكلماته المتتالية :
- لا تبكي ، لا تبكي حبيبتي فحقا يكفي تلك الحرب ، ومن يعيش تلك الأيام الماضية كما عشت أنا من راحة صدر ونعيم قرب الله سيتشبث بها بكلتا يديه رافضا الرجوع لذلك الطريق الملعون ولتلك الكوابيس الماضية القاتلة لكيان أعتى البشر ..

ايام او اسبوعًا بالكثير ونسافر لعمل رحلة حج كما كنا نخطط من قبل .. فحكمة الله أننا نحتفظ بجوازات سفرنا هنا لتنفيذ نيتي في القريب العاجل كهدية لكِ ولكن ماحدث جعلني افصح بها الأن ..

ابتعدت تمحي دموعها قائلة بعدم استيعاب :
- حقا " علي " !!

ابتسم يحتضن وجهها براحة يديه قائلا بمزاح حاني :
- " لي " لا تنسي ذلك !

أومأت براسها بعجالة قائلة :
- دعنا نسافر من الأن ، دون الانتظار ، ومن بعدها نتوجه للقاهرة كما رغب جدي من قبل فهي فقط الأمان الذي نحتاجه لبدأ حياتنا ، واترك خلف كل مالك هنا ، فأنها أموال اختلطت بتجارة الممنوعات وغسيل الأموال إذا كنت تريد التوبة الكاملة حقا !!

عاد يحتضنها قائلا برضي تام :
- ومن لا يرغب في رضا الله يافتاة !!

-----------------------

بعد اسبوعان تم مغادرتهما لتلك الأراضي في سرية تامة للأبد خاصة بعد علمه مصادفا بموت جاك وسقوطه من شرفة شقته بالطابق السابع والعشرين علي زجاج سيارة اسفل البناية ليقتحم جسده زجاجها وينساب منه الدماء من كل جانب ..

توضح له بعد تفكير عميق بأنه قتل متعمد وليس حادث وأنه من أخبر ابن براد بما فعله هو حول موت ابيه ..

لهذا أكد علي ترك تلك الارض بعد أن علم بأن كل انسان يرسم قدره من فعله .. سواء خيرًا أو شرًا !!

وصلا لأراضي المملكة العربية السعودية قبل موسم الحج بشهرٍ كامل متفاجئه به يخبرها بأنه يريد بعد أن تم عمرته بعمل عمرة لوالده ولجده العزيزان .. بعبرات الفرح الدافئة ساعدته وفعلت معه لهما أيضًا ،x مما اتاح لهما عمل عمرة في تلك الفترة الي ما يقارب عددها الخمسة عشر مرة .. ليتبعها بدأ مراسم الحج ، وتلبية النداء ، وصعود عرفة والتضرع لرب البشر بعظيم كرمه ومغفرته ..

---------------------

في الفضاء الجوي تذكرت تلك الأيام الماضية وهيئته في لبس الأحرام ورغبته المستعدة لتعلم كل شئ يخص الدين ، وسعادته وراحة صدره حين عبر لها بها بعد الهبوط من جبل عرفة !!

"السادة الركاب تعلن شركة مصر للطيران عن دخول رحلتها رقم ٣١٦٥ للأجواء الجغرافية لجمهورية مصر العربية .. فنرجو من حضراتكم الأستعداد من أجل هبوطٍ مريح بأذن الله "

علي اثر ما سمعه أذن الجميع نظرت له بعيون ضاحكة مستبشرة ترتمي بأحضانه دون انتظار غير مصدقه كرم الله وفضله حين رضاها في رحلتها تلك وعادت به بعد ثلاث وثلاثون عاما من مولده لأرض ابيه وأجداده العظماء ليتحقق حلم الجد وكأنه كان يرى بها خيرًا وكرمًا واملاً لتحقيقه !!

شدد من احتضانه لها قائلا بهمس عاشق محب في أذنها وهو يطالع أحد الأطفال بصحبة والدته خلفها :
- لم يخطر هذه المخلوقات الصغيرة بضحكاتهم الشهية تلك علي مخيلتي يوما ما ، ولكنني بعد هذه اللحظة ارغب بشدة في تحقيقها منكِ .. ومنكِ فقط يا إرهابية قلبي ووجداني يا صاحبة الرداء الأسود !!!

----------------

تحكيها عيونهم المرتعبة ، و قلوبهم المريضة بأنني وملحفتي من أتباع أهل الإرهاب ..

بل صاح وصدح صوتهم في عقول اتباعهم ، ومحاكمهم الموقرة بأننا ومن مثلي خطانا موت الأبرياءx..

أنا المسلمة .. أنا العربية التي لم أعلم للأنوثة وعري وغَنَّجَ البنات عنوان ..

أنا الرجعية .. أنا الأمية من مجتمع يوأد الفتيات ويبيد حقوق الضعيفات ..

هذا هو عنواني في مجتمع الغرب يا سادة !!

بنظرة مصوبه بقوة لجبنهم وبقلب ملأ بروح الإيمان هتفتُ بكل عزة نفس وكبرياء ...
بل أنا الشامخة الأبية العفيفة بثوب حشمتها ..
أنا ومن مثلي شريعتنا القرآن الذي حرم الدم وحكم علي فاعلها لعنة المنتقم الجبار ليوم الحساب..

أنا الجوهرة النفيسة التي كرمها دينها وصان لحمها من بصيرة الأندال أشباه الرجال ..

أنا الطبيبة ، أنا العالمة ، أنا المعلمة ، أنا للرقة عنوان ..

أنا حفيدة عائشة أمي وأم المؤمنات ، قدوتي فاطمة حب رسول الله وعزوتي خديجة وأسيا والخنساء ..

ياهذا فيما نناطح فيكفيني فخرًا أني أشهد أن لا أله إلا الله وأني تابعة لسنة أشرف خلق الله مــــحــــــمــــد ﷺ

** تمت بحمد الله ** شريهان سماحة **
x x x x x x x ٢٢ / ٩ / ٢٠١٨
انتظرونا أن شاء الله في جزءها الثاني العميل 101 أن شاء رب العالمين ..
ولا تنسوني من دعائكم ولا تبخسوا جهد العمل بقلة تفاعلكم ❤❤❤

******************************


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 05:19 AM   #66

باسم محمد ابراهيم

? العضوٌ??? » 360279
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 965
?  نُقآطِيْ » باسم محمد ابراهيم is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

باسم محمد ابراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 12:07 PM   #67

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

النهاية روووعة 😍😍بصراحة كنت خايفة ان جاك يوصل لعلي بس الحمدلله مات زي الكلب احسن وابن براد اتأكد من موت علي ..الحمدلله علي اتخلص من كل المال الحرام واصلا هو مش محتاج جده سابله فلوس كثيرة وحيبتدي بالحلال ..بس ايه حكاية الجزء التاني يعني ممكن علي حيكون بطلها برضه بعد مايسلم المخابرات اختراع ابوه يقوموا يشغلوه ياريت دي فكرة حلوة 😍😍اتمنى اك التوفيق والرحلة معاكي كانت ممتعة ولزيزة وماتطوليش علينا 😘😘..وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك كل عام وانتي بخير وربنا يجعله شهر خير وبركة على كل امتنا الاسلامية 💝💝

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 04:48 PM   #68

sam2001
 
الصورة الرمزية sam2001

? العضوٌ??? » 165263
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » sam2001 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

sam2001 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 08:39 PM   #69

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية أكتر من رائعة و نهاية اروع...موفقة باذن الله...وننتظر الجزء الثاني. ان شاء الله...ورمضان كريم

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-19, 10:02 PM   #70

nooe

? العضوٌ??? » 176610
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,081
?  نُقآطِيْ » nooe is on a distinguished road
افتراضي

شكرا وبارك الله فيك

nooe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسي ديني أكشن اجتماعي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.