آخر 10 مشاركات
القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-19, 02:39 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع

________________

لنلقي القنبلة ثم نختفي من الإنفجار..
لنلقي القنبلة ثم نصم آذاننا عن دوى القتال..
لنلقي القنبلة ثم نبحث عن مهرب للنجاة..
وسواء ألقيتها أم لا..
فلنهرب وحسب.. .

__________________

في شركة المنصوري وبقُرب نهاية اليوم ، كان لايزال في مكتبه يُنهي بعض الأعمال العالقة ليتفاجئ كنان بصديقه أيهم يدخل عليه قائلاً بمرحه المعتاد :
-
إن لم أتي أنا لزيارتك لا تفعلها أنت .

ابتسم كنان بحرج معتذرًا :
-
اسف أيهم ، لكنك تعلم كثرة الأعمال التي على عاتقي.

ابتسم له أيهم بمكر خفى عن عينا الآخر قائلاً :
-
حسنا لا بأس ، لدي مفاجأة لك .

رفع كنان حاجبيه متسائلاً :
-
وماهى ؟! .

غمز له أيهم قائلاً بمرح :
-
لن تكون مفاجأة إن أخبرتك الآن ولكن لن يهون عليّ فضولك ، لذا بارك لي خطبتي بعد أيام .

وقف كنان من مجلسه يتجه لصديقه معانقًا إياه يهنئه بحفاوة ثم سحبه من يده ليجلسا على المقعدين المجاورين للمكتب قائلاً :
-
حقاً مبارك لك أيهم ، سعدت كثيرًا لهذا
الخبر ، هيا أخبرني التفاصيل كاملة .

وأنهى حديثه بنبرة فضولية لم تخفِ على أيهم ، فيضحك مردفًا بمكر :
-
حسنًا ، ألن تسألني عن هويتها .

-
بالتأكيد من هي ، هل شخص أعرفه !؟ .

وقف أيهم من مجلسه يقول :
-
دعني أحضرها من الخارج لتراها بنفسك .

-
هل هي بالخارج !؟ .

أومأ رأسه بنعم قائلاً :
-
أجل ، لحظة واحدة .

خرج أيهم من المكتب ليعود بعد لحظات و أنامل كفه تتخلل أنامل كف تيا المبتسمة له ببعض الخجل ، فنظر كنان لهما بعدم فهم ، ليفجر أيهم مفاجأته بوجهه :
-
أقدم لك خطيبتي ... تيا .

وقعت عليه الجملة الأخيرة كالصاعقة حتى أنه شعر ببرودة تسري في أطرافه لينتفض من مجلسه بصدمة وحدقتيه متسعتان بدهشة عارمة ، لم يصل تفكيره إلى هذا المنطق أبدًا ، ولا حتى لأبعد الخيالات أن صديقه المقرب وتيا من قبّلها يومًا ما سيكونان معًا !! .

_____________________

استيقظ تيم مبكرًا مقررًا أن ينعش نفسه قليلاً ، ليخرج من المرحاض بعدما أبدل ملابسه وبين كفيه منشفة بيضاء يجفف بها خصلاته المبتلة ، ويدخل إلى المطبخ ليعد لنفسه قدح من القهوة .

خرج من المطبخ متجهًا للشرفة ، جلس على أحد المقاعد شاردًا في ذكرى أمس ، يراجع ما فعله ، لا يعلم كيف قبّلها بهذه الجرأة ، لكنها حقًا تثير شيئاً ما بداخله ، وجودها يجعله كاملاً متكاملاً ، لا وجود لعمار أو بنان ، فقط هي .
اتجه عقله لمقارنة بينها وبين بنان ، بنان صديقته الذي ظن أنه يحبها ، أفعالها الطفولية معه هو وعمار ، نظراتها المشاكسة والغاضبة أيضًا ، حديثها المندفع ، تعاملها الأخوي معه .
بينما تيارا تختلف عنها تمامًا ، أفعالها الطريفة معه ومراقبتها له دائمًا ، نظراتها المتلهفة والهائمة به ، حديثها الخجول معه بوجه متورد ، اسمه الذي يخرج من فاها بطريقة تثير قلبه قبل ذكورته ، ولكن السؤال هنا هل أحب بنان يومًا.. ! ، أم أنه تعود علي وجودها فقط وحينما بدأت تبتعد عنه وتتقرب من عمار أكثر منه شعر بالغيرة والحزن من إبتعادها ، ومع أنه لا يعلم إجابة لسؤاله ، لكنه حتمًا يعلم تمام العلم أن تيارا بدأت بإحتلال قلبه وحتمًا سيستغل الفرصة للتقرب منها ، ليقرر فعل شيئًا مجنونًا قليلاً يكمل به جنون أمس ! .

_________________

بعد عدة ساعات ، يجلس أمام مكتبه وبيديه ملفًا ما يدرسه وملامحه يعلوها الضيق ، فها هي تأخرت بمجيئها ، هل هذا بسبب ما حدث أمس ، أم أنها أستيقطت متأخرة دون إرادتها ؟! .
وجائته الإجابه عندما أستمع لصوت رويد المرتفع ، فابتسم بعبث ، لأنها الوحيدة التي تجعل رويد يفقد أعصابه ، مع أنه يشعر بالغيظ من هذا غريب الأطوار لأنه يصرخ بها .
أستمع لغلقة الباب القوية فابتسم أكثر واقفًا من مجلسه بعدما ترك الملف على المكتب ، أخرج من جيب سترته علبة حمراء - قطيفة - وفتحها ليظهر ما بداخلها ، خاتم ماسي بسيط ، تنهد بعمق داعيًا بداخله أن يوفق فيما سيفعله ثم أقفل العلبة وأحكم قبضته عليها وأتجه لها كي يفعل ما يريده ، غافلاً عن من رآه والغضب يتآكله ! .

_____________________

أما عند قلب آخر يجلس على مكتبه وكفيه يخبئان وجهه بإرهاق ، هل يشعر أنه تم خداعه ، أم أنه كان مخطئًا في فهم مشاعرها نحوه !؟ ، وحتى إن كان فهمه خطأ فليس الآن ، لقد كاد على الإرتماء بين ذراعيها يترجي منها برائتها وحنانها ، فهو الآن يحتاجها وبشده بعد ماحدث له في اليومين السابقين ، أرجع رأسه إلى الخلف ليشرد في تلك الليلة....

سكون الليل مفجع للبعض ، وللبعض راحة ، وللبعض مهرب من صخب الصباح .
لم يشعر بنفسه وعيناه الدامية وهو يسير متخفيًا بإحدى الطرق المؤدية إلي المقابر !!
وهناك وجدها بطلتها الفاتنة وثوبها الأحمر بقلنسوته ، لتشبه فتاة هاربة من إحدى قصص الأطفال الهاربة من الذئب ... ولكن هل هي الضحية أم الجاني !
"
كانت ساحرة بكل حرف كتبه شاعر لمحبوبته " ، لتجبره قدماه على الذهاب إليها ، فتبتسم هي ما إن اقترب منها ، تمتمت بكلمات غريبة ليعود إلى طبيعته وعينيه الزرقاء ليلتفت إليها ويردف بتعجب :
-
من أنتِ ؟! .

حدقت به بغموض رافعة رأسها إليه مردفة :
-
ألا تتذكرني ؟ .

طالعها بتركيز مدققًا بملامحها بحرص إلا أن هتف بدهشة :
-
أنتِ ... أنتِ هي الفتاة من بأحلامي !! .

ابتسمت الفتاة برقة قائلة :
-
ولكني لست حلمًا .

ارتفع حاجبيه بدهشة يتسائل :
-
ماذا تقصدين ؟! .

-
لنتعرف أولاً أنا أوركيديا .

وبرغم تعجبه لما يحدث أجابها بهدوء :
-
وأنا كنان ، لكن جاوبينى هل تقابلنا من قبل ؟ .

اختفت الرقة من بسمتها وحل محلها المكر :
-
لا يهم ذلك الآن ، فقد أردت مقابلتك لأن هناك ما يخصك بحوزتي .

تسائل كنان بفضول دائمًا ما يغلبه :
-
وما هو هذا الشيء ؟! .

أتجهت له وبدأت بالسير حوله على هيئة دائرة هاتفة :
-
أعلم من قتل عائلتك !! .

حدق بها ما إن وقع بصره عليها قبل أن تكمل سيرها المتكرر :
-
لكن عائلتي لم تقتل .

-
إذن دعني أُريك .

توقفت عن سيرها ووقفت أمامه تضع كفها على رأسه متمتمة بكلمات مبهمة ، لتسقط قلنسوتها عن رأسها ويتطاير شعرها خلفها الذي تغير من الأشقر إلى الأبيض ليوازي لون عيناها البيضاء أيضًا ، أرتفع كلاهما عن الأرض بضع إنشات ، بينما هو يشعر بتدافع صور وذكريات غريبة لرأسه عن شخص ما يمسك بقميص أبيه ويحاول ضربه ، وأخرى عن نفس الشخص وهو يأمر أحدهم بقتل أسرته ، وهذا الشخص أيضًا وهو ينظر لأخته بنظرات ذئب جائع يكاد ينهشها ، نظرات جعلته يشمئز منه ، وما إن أنهت كلماتها حتى أستقر كلاهما على الأرض بوضع مختلف !! ، حيث سقط على ركبتيه وكفيه متنفسًا بصعوبة ، بينما هي تقف مكانها تحدق فيه بمكر ، رفع نظره لها يتسائلها من بين أنفاسه :
-
من أنتِ ؟! .

أجابته ببسمة رقيقة مضادة لنظراتها الماكرة :
-
ملاك جئت لمساعدتك .

-
انا اتسائل حقًا كيف وضعتي تلك الصور في رأسي كأني كنت بينهم أشاهد في صمت !!

-
حسنًا سأريحك ، نحن متواجدون في عالم آخر نأتي هنا أحيانًا لمساعدة الطيبين أمثالك ليحصلوا على ثأرهم ، وليرتاح ذويهم ، بإمكاني مساعدتكِ لتأخذ ثأرك منه ، والآن أخبرني ما رأيك ؟ .

أعتدل بمجلسه واقفًا يحدثها بغضب :
-
وهل هذا يحتاج لسؤال ، بالطبع سأقتله .

-
حسنًا لك ماتريد ، لكنني فقط أريدك أن تفصل رأسه عن جسده .

-
هل لكي ثأر عنده أم مثلما قلتي تساعديننى فقط ؟! .

-
بين هذا وذاك هو يمتلك غرضًا يخصني وقد سرقه مني ولن أستطيع إسترجاعه إلا بموته .

وضع كنان كفه بأوسطه والآخر بين خصلاته يشدد عليهم يتسائلها بغضب :
-
هل تعرفين مكانه ، أم سأبحث أنا عنه ، فقط أخبريني ما اسمه وغدًا سيسجل في دفتر الأموات .

-
اسمه رويد … رويد غياث ، ولن تحتاج للبحث عنه فأنا سأخذك إليه بنفسي .

ردد كنان الاسم ويثق بأنه يعرفه ، ليتذكر بأنه رجل أعمال تنتشر حولة الأحاديث أنه يعمل مع رجال العصابات ، وقتله لعائلته يؤكد أنها بالتأكيد ليست مجرد إشاعات !! .

اخرجته أوركيديا من شروده سائلة :
-
أين شردت ، هل تعرفه ؟! .

ليجز كنان على اسنانه :
-
لم أقابله يومًا ، لكن اللقاء الأول سيكون له صدى غير مألوف ، إذن متى سنذهب أيتها الساحرة العزيزة ، لأني لن أستطيع الإنتظار طويلاً .

ابتسمت أوركيديا على أثر ذاك اللقب لتقول :
-
هل يهمك ماذا أكون ، أم أن المهم لديك هو مساعدتك لتنتقم .

-
كل ما يهمنى الآن هو قتله ، وقتله فقط

-
اذن انتظر للغد .

ليقول بصوت مخيف ، صوت رجل لن يوقفه شيء :
-
إنتظرني وإنتظر موتك قريبًا علي يدي غياث .

بينما هي تقف بجانبه وتبتسم بخبث وتحدث نفسها " إذا لم أستطع السيطرة عليك وتكون ملكي فما حاجتي لوجودك .. فقط تُقتل وتسقط الحماية ، لأعبث بعقلك قليلاً قبل أن أحمله بين يدى وأسترد ماهو ملكي "

ليعود كنان من ذكراه ومازال ضميره يجلده بقسوة لفشله في الأخذ بثأر والده وعائلته ، لم يعرف أين كان التقصير لقد صدقت تلك الساحرة معه وتقابل معها ، وفقط في ثواني معدودة كان يقف أمام قصر رويد غياث
ثم تمسك يده وفي لحظة كانا بداخل القصر ، لتدله على إحدى الغرف ثم تختفي من أمامه .
صعد الدرج حتى وصل للغرفة المنشودة ، فتح الباب بهدوء لتلتقط عيناه جسد النائم أمامه لتظهر نواجزه في ابتسامة جانبية ، أخرج يده من جيبه لتظهر بها تلك الورقة الغريبة ، تلك الأوراق التي اخبرته أوركيديا أنها وضعتها في منزله وأنها أحدْ من السكين ، ليصوبها ناحية النائم ويلقيها ، ولكن لا تجري الرياح كما تشاء السفن فالورقة ما إن اقتربت منه حتى تبخرت وصارت رمادًا تحركه الرياح كأنها لم تكن شيئًا !! .
ذهلت أوركيديا - الواقفة خارج القصر - وهي ترى من خلال عين كنان ما يحدث ليظهر الغضب واضحًا على ملامحها .
شعر كنان بالنائم يتحرك ليسرع في الخروج ، لأنه لايملك سلاحًا ، ويريد أن يكون أول لقاء يجمعهما هو الدم ، والدم فقط ليجد أوركيديا تقف على باب القصر والغضب يظهر جليًا على ملامحها ولكنه لم يهتم لينهرها ويحدثها غاضبًا :
-
كيف حدث ذلك ، لقد أخبرتني أن تلك الأوراق أحدْ من السكين إذًا كيف ، كيف اقتربت منه لتتلاشى كما لو أنها احترقت دون أن تمسها النيران .

غمغمت أوركيديا بشرود :
-
لابد انه لديه حمايه من حارسة .

رمقها كنان بعدم فهم قائلاً
:
-
ماذا ؟! .

نظرت له بغضب وهتفت به :
-
هذا ليس من شأنك ، هيا اذهب الآن .

دنى منها بخطوات غاضبة وامسكها من عضدها هاتفًا من بين أسنانه :
-
كل ما يخص هذا القاتل يخصني .

رفعت أوركيديا يديها المتحررة في الهواء وتقبض على كفها بقوة ليشعر كنان بالاختناق لتقول ببسمة باردة :
-
إياك ومحادثتي بتلك الطريقة مجددًا ، واحذر في تعاملك معي ، والآن اذهب لحين إشعار آخر .

أنهت حديثها بنفض كفها منه ، ثم أمرته بأن يعود لمنزله ، فيذهب دون إرادة منه ودون إضافة أي كلمة أخرى .

عاد من ذكراه وهو يطيح بكل ماهو أمامه ، لتسمعه من بالخارج ، لكنها سوف تلتزم بخطتها مع أيهم لتراه يخرج كالبركان ليذهب إلى المكان الوحيد الذى لا يرتاح إلا فيه .

____________________

في شركة غياث ، خرجت تيارا من مكتب رويد والغيظ يتآكلها مغلقة الباب خلفها بقوة ، يومين وهو يعاملها بأسلوب فظ للغاية ، هو أسلوبه بالفعل لكن في تلك الأيام كأن عصبيته زادت أضعافًا وهي لن تهدأ حتى تعلم ماحدث له !! .
لكنها فور خروجها وجدت تيم أمامها لترتسم الابتسامة على شفتيها تلقائيًا فتنسى رويد والعمل والشركة بأكملها ، لكنها تتذكر ماحدث أمس ، فانخفضت نظراتها للأسفل بخجل مهرولة بإتجاه مكتبها ، جلست وهي تحاول جاهدة أن تحدثه برسمية :
-
هل تريد شيئاً ما ؟! .

أجابها والبسمة تعلو شفتيه :
-
بالتأكيد أريد أهم شيء .

رفعت عيناها اللاتي تلمعان بتسائل عن ما يقصده ، لتفكر هل سيعيد ما فعله بالأمس !! ، رفعت رأسها تنظر له بتوجس ، لتجده يضع أمامها علبة قطيفة تحتوي على خاتم ألماس ، لتنظر للعلبة ثم إليه ثم إلي العلبة مرة أخرى لتشير بيديها على العلبة وتقول بتعلثم :
-
هل تقصد ... بأنك تريد ... أن .

اومأ رأسه ببسمة جذابة ، لتقفز كالأطفال وتصفق بكفيها قائلة بتسرع بريء :
-
موافقة بالتأكيد .

ضحك تيم على مظهرها ، لتدرك فعلتها على صوت ضحكته ، فأسرعت بوضع كفيها على وجهها تخبئه خلفهما ، فمد هو كفيه وأنتشل كفيها من عليه قائلاً بحب :
-
أحبك ، وأعلم أنك تحبينني لذلك لاتخجي من حبكِ لي .

طالعته بنظرات طفولية تقول :
-
لكنني أريد شيئًا .

-
أنتِ فقط تأمرين .

ابتسمت بخجل ووجنتيها تتوردان قائلة :
-
أريدك أن تتقدم لي مرة أخرى ، لكن في جو شاعري " أشارت بإصبعها ناحيته " و أن تدعو أصدقائي " ثم فردت ذراعيها " وأن تركع أمامي لأمثل أنا دور صعبة المنال لآرأف بحالك وأوافق في الأخير .

ضحك على كل ماتقوله ثم أردف قائلاً :
-
أو هناك حل أسرع وأفضل ، وهو أن ترتدينه الآن ونخرج لنعلن الخبر للجميع .

مطتت شفتيها للأمام بطفولية هاتفة باعتراض :
-
لكنني أريد بعض الرومانسية ، لاحظ أنك دائمًا تأخذنى بغتة.

ألتف قليلاً ليقف أمامها خلف المكتب ثم جذبها من خصرها يشدد عليه وقد أصبحت قريبة منه ، فيغمغم أمام شفتيها :
-
وهل هناك أفضل من المفاجأة .

وضعت كفيها على وجهها وهي تشعر أن حرارتها قد وصلت للخمسين ، ليصدح رنين الهاتف لتنتفض خوفًا ليضحك عليها قائلاً :
-
اهدأى إنه الهاتف فقط .

رفعت كفيه عن خصرها ببطئ ثم ذهبت لترد على الهاتف ، لتمتعض ملامحها بضيق وتهتف للمتصل :
-
حسنًا سآتي حالاً .

ليتسائل تيم :
-
من ؟ .

لوت شفتيها تجيبه :
-
إنه سيد براء يريدني في مكتبه .

-
هل تعلمين أنني لا أحب هذا الرجل .

لتسأله تيارا في قلق ظاهر على ملامح وجهها بأن يكون تيم يعلم شيئًا :
-
لماذا ؟! .

-
لا لشيء محدد ، ولكن اعتبريه شيئًا متبادل ، فنظراته لي لا توحي بأنه يحبني .

-
فلتنساه ، وهيا خذ خاتمك وستفعل كما قلت .

-
حسناً سيدتي فأنا رهن إشارتكِ .

لتبتسم تيارا وتأخذ أحد الملفات وتذهب ، لينظر إلى رحليها ويحدث نفسه ببسمة لم تكن صادقة كالآن " لا أعلم متى وكيف ، لكنني أحببتكِ "

___________________

بعد دقائق قليلة دخلت نهلة زميلة تيارا في العمل لتأخذ أحد الملفات ليراها تيم من خلف الزجاج ويجدها تدخل إليه وتقول :
-
تيم أريد منك خدمة .

-
تفضلي .

لتقول ببراءة :
لقد ارسلتني تيارا لآتي لها بذلك الملف لكن أستاذ رويد يريد أن أحضر له شيئًا فهلا ذهبت به إليها في مكتب سيد براء .

أخذ منها الملف ببسمة مرحة هامسًا بخفوت :
-
حسنًا لا بأس فلقد اشتقت إليها .

لم تستمع نهلة لما قاله جيدًا فعلقت :
-
ماذا ؟! .

نظر لها وقال :
-
لاشيء .

ليرحل تيم وتنظر هى له بخبث قائلة بداخلها " آسفة لكن للأوراق الملونة بريقها " .
وقف أمام باب مكتب براء المفتوح قليلاً ، فرأى براء يعطيه ظهره ينظر لتيار التي لا يراها ، ليستمع لصوت براء الغاضب وهو يقول :
-
يا لكِ من ممثلة عظيمة تيارا ، لقد قلتِ أنكِ مللتِ من علاقتنا قليلاً وتأخذين تيم صديق تمرحين معه ، لكن أن يصل الأمر لعرض زواج ، ماذا عني وحبي لكِ ومافعلته من أجلك هل كنت لعبة أم ماذا ، هل هو أكثر ثراءاً مني ، أجمل مني ، هل رسمتي عليه الحب كما فعلتي معي ، أعلم أنك لاتجدين ردًا مناسبًا لحديثي لأنني كشفت لعبتكِ ، حقًا أنا أكرهك تيارا ، وجهك وبراءتك الظاهران ما هما إلا قناع كي يغفل فريستك عن الإفلات من بين يديكِ .

صدمة حلت على تيم وهو يتحسس جيبه الذي يحوي العلبة !! ، أما سمعه الأن موجه لتيارا !! ، من بدأت بغزو قلبه وكانت على وشك إحتلاله !! .

بدأت عيناه تطلق شرار ، وبداخله غضب .... غضب مشتعل ، فحينما علم أنه لم يحب ووقع بالحب غُدر قلبه بأقصى الطرق ، يالا سخرية القدر منه ، لتتغير ملامحه لصورة مخيفة وهو يريد أن يدخل ليفتك بها !! .

_______________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:40 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
________________

كثرة الأسرار تُفقد الحب رونقه..
فما بال القلب مشتتًا..
قلعة العشاق عالية..
وأسوارها ضخمة..
محاطة بالثقة..
لكن إن دخل الشك من فجوة..
فإن الموازين تنقلب..
إما أن تسقط كفة القلب..
أو تهوي فينتهي الأمر.. .

___________________

في شركة غياث يقف تيم على باب مكتب براء وهو يشتعل غضبًا يريد أن يقتلها عن فعلتها به وعند تلك الكلمة ذهب مباشرة إلى مكتبه .
بعد قليل خرجت تيارا من الحمام وهي تحدث فريال سكرتيرة براء ، فقد أوصلت تيارا الملف لبراء وأخذته منها فريال لتطلب منها أن تأخذ رأيها في أمر هام لكنها تخشي أن يسمعها أحد لتدخلا إلى الحمام .
ذهبت تيارا مباشرة إلى مكتب تيم فقد اشتاقت إليه !! .

لتدخل الى المكتب وتجده في حالة فوضى ، وهو يقف يوليها ظهره وكفيه متخللان خصلاته يقبض عليهم بعنف ، فاندفعت تضع كفها على كتفه تهتف بقلق :
-
ما بك تيم ؟ ، هل أنت بخير ؟ ، ماذا يحدث هنا ؟ .

التفت لها مسرعًا ينفض كفها وكأنها أفعى لدغته وصرخ بها :
-
ما بي ... ما بي أنني كدت أُخدع بهذه البراءة المزيفة ، كدت أقع بفخ هيامكِ بي ، كاد قلبي أن يتحطم .

تعجبت تيارا من هجومه الغير مفهوم وعندما حاولت الحديث سبقها بصراخه :
-
من اليوم لا أريد رؤية نظراتكِ تلاحقني ، لا أريد حتى أن ألمح طيفكِ في الجوار ، المكان الذي أكون به لا أريد منكِ الوجود به ، أتفهمي يا هذه .

وحينما أنهى حديثه المهين لحبها حتى ذهب وتركها على مشارف البكاء ، نظرت لمكان ذهابه بعينان دامعة بألم ، لترى براء يدلف وعلى ثغره ابتسامة ماكرة ، فتوجهت له بغضب وقد تحول ألمها لغضب كبير ، أكبر مما يظنه العقول لتصرخ به قائلة :

-
ماذا فعلت أيها الوغد ، ماذا قلت له كي يكون بتلك الحالة .

نظر لها براء قائلاً بلامبالاة :
-
بغض النظر عن أنني لا أعلم عن أي شئ تتحدثين لكن حمدًا لله أنها جائت منه ، لأنكي ملكي تيارا ولن تكوني لغيري .

ليجد ردًا على حديثه صفعة قوية كادت تفصل رقبته عن رأسه يتبعها صرخة مقت تحمل كره العالم أجمع لتردف :
-
أعلم أنك وراء ذلك الأمر بل أقسم أنك السبب وسوف تدفع الثمن .

ثم ذهبت وتركته مصدوم من قوة الصفعة أكثر من أقدامها على صفعه من أجل خصمه !! .

____________________

مرت عدة أيام على كنان وهو يكتم غضبه ، هو يشعر أن تيا خدعته ، يشعر أنه ضعيف لا يستطيع أخذ حقه ، فهو يشعر بالخذلان .
راقب كنان منزل خصمه جيدًا ، منذ أيام وهو يراقب تحركاته من المنزل للشركة والعكس ، يذهب وراءه في كل تحركاته ، أهمل شركته هذه الأيام وهو لايريد أن يرى أحدًا ، هو لايريد أن يراها هي ، لتحزن تيا على ذلك الأمر ، ليطمئنها أيهم أنه على العكس تمامًا فإختفاء كنان وإبتعاده لا يعني سوى أمر واحد ، أنه يحبها .

وضع خطته مرة أخري بمهاجمته في منزله والقضاء عليه ولكنه يحتاج لسلاح يستطيع به القضاء عليه لذا كان يجدر به لقاء تلك الساحرة ، هو لا يعرف كيف يتواصل معها ، لكنه بالتأكيد يثق بأنها ستصل إليه ، لقد أخبرته سابقًا بأنها ستسطيع مساعدته ، لكن أين هي الآن ؟!! .

__________________

كان جالسًا في منزله يفكر حتى شعر بوجود شخص آخر معه في المنزل ، لذا قام من مكانه وأخذ يتحرك بخفة حتى لا يصدر صوت ، وصل إلى المطبخ عند الباب الخلفي للمنزل ، ليجده مفتوح قليلاً ، أقترب أكثر وخرج إلى حديقة المنزل الخلفية لكنه لم يجد أحد بالمكان ليزفر بضيق ، فيبدو أنه يتخيل الكثير من الأشياء وقبل أن يدخل مجددًا سمع خلفه صوت ضحكات شخص يعرفه جيدًا ليلتفت فيجده أيهم يضحك عليه ليقلب عينيه بملل من أفعال صديقه الصبيانية ليسأله بنزق :
-
ماذا تريد في هذا الوقت ؟! .

ليقول أيهم وهو مازال يضحك :
-
ماذا .. ألا أستطيع الحضور في أي وقت .

-
أنا بالداخل تعال .

دخل منزله بعدها ليتبعه أيهم ليجلسا متقابلين ليبادر أيهم بالحديث :
-
إذًا كيف حال صديقي .

-
أنا بخير وأنت .

-
بأفضل حال ، خطبتي بعد أيام .

طالعه ببرود لم يجد إخفائه وقال :
-
مبارك لك .

ليباغته أيهم بالسؤال قائلاً :
-
هل تحبها ؟! .

ليقطب كنان جبينه قائلاً :
-
من تقصد ؟! .

-
تيا ... هل تحبها ؟!! .

وقف كنان من مجلسه وقال مستنكرًا :
-
هل أنت مجنون أيهم؟! كيف تسألني إن كنت أحبها أم لا وهي ستصبح خطيبتك بعد أيام !! .

ليضع أيهم قدمًا على أخرى ويقول :
-
دعك من أمر الخطبة وأخبرني .

-
أنت لا تبدو بخير لذا اذهب لمنزلك وارتاح .

قام أيهم من مجلسه واتجه إليه ليقف أمامه ويهديه لكمة ستزين وجهة لبعض الوقت !!!
لينظر له كنان بصدمة ، فيسأله أيهم بنفاذ صبر :
-
أخبرني الآن هل تحبها أم لا ؟

-
أقسم أنك مجنون ، أخبرني هل صدمت رأسك وأنت قادم اليوم إلي .

-
لا لم يصدمني شيء ولكن يبدو أنك أنت من يحتاج لأن يُصدم رأسه بصخرة عسى أن تعود إلى رشدك قبل فوات الأوان .

تأفف كنان قائلاً :
-
ماذا تريد أيهم ؟! .

-
فقط أخبرني بحقيقة مشاعرك نحوها .

لينظر كنان أرضًا وهو يقول :
-
وإن أخبرتك أنني لا أدري حقيقة ما أشعر به تجاهها ، أريدها بقربي ، وأشعر بالذنب ما أن أزعجها ، ويبكي قلبي ما أن تنزل دمعة من عيناها بسببي ، تختفي ابتسامتي ما أن أرى حزنها ، كل هذا لا يقارن بما شعرت به ما إن أخبرتني أنها خطيبتك المستقبلية أعتذر منك يا صديقي لحديثي هذا عنها .

ليضحك أيهم عاليًا ويقول :
-
كل هذا وتقول إنك لا تدري ، أنت لا تحبها فحسب ، بل أنت مغرم بها لذا لا تعتذر ، هنيئًا لك قلبها وروحها .

لينظر له كنان بتساؤل :
-
ماذا تقصد ؟ .

-
ما قصدته هو أنني لم أكن لأرتبط بها يومًا وانا أرى مشاعرك تجاهها في عينيك ، كل ما حدث من تخطيطي أنا ، حتى أمر الخطبة المزيفة كانت لأجعلك تعترف لنفسك قبل أن تعترف لها بعشقك المدفون داخلك ، والذي ملّ من الإحتجاز داخل صدرك وأنا حررته الآن هنيئًا لك مرة أخرى ، تيا مغرمة بك كثيرًا لا تفقدها مهما حدث .

رفع كنان حاجبه مقتربًا من أيهم وهو يقول بخفوت مقلق :
-
هل كنتما تمثلان عليّ ؟! .

ليقول أيهم بعد أن وقف واقترب من باب المنزل :
-
أجل كانت تمثيلية ما رأيك في أدائي .

ليغلق الباب خلفه ويفر هاربًا كي لا يأخذ لكمة من صديقه ، ولم يكد يرحل صديقه حتى شعر بحركة وراء ظهره ، من غير أن ينظر كان يجزم أنها هي ، الفاتنة ، الساحرة ليلتفت إليها ، فيجدها بردائها الأحمر وهالة من الجمال تغلفها ليقول بداخله " لو لم تكن تيا في قلبي لكنت عشقتك بالتأكيد "

لتبتسم له وتقول:
-
مرحبا كناني ، هل اشتقت إلي ؟! .

ليحدثها بنبرة يشوبها قليلاً من الغضب :
-
أين كنتي ، ولم اختفيتي هكذا ؟! .

-
كنت أرتب لبعض الأمور ، لكن الآن جئت بما تريد .

-
وما هو الذي أريده .

-
هذا ...

لتخرج من ثوبها خنجرًا غريبًا ، مزين بنقوش عليه أحرف غريبة لم يعرف معناها ، ربما تدل علي لغة قديمة ولكن ما لفت نظره أكثر هو رمز الثعبان الملتف عليه كمن يحتضنه ، أعطته له فمد كفه يأخذه منها ، لتردف هي بعدها :
-
هذا سلاحك الآن وهو الوحيد القادر على قتل عدوك ، فهو مصنوع من دماء أقوى الساحرات ، لذا هذه فرصتك الأخيرة فاقتنصها يا عزيزي ، اليوم لقائنا فقط استعد وكن أمام القصر لأعطيك إشارتي .

لتختفى من أمامه كما أتت ، فتأفف بضيق وهو ينظر للخنجر في يده بتصميم على تنفيذ إنتقامه مهما كلفه الأمر .

________________________

في المساء وبمنزل تيم كانت خالته جوانة ، تجلس بغرفتها وبين أناملها قلاده قد أهداها لها رجلاً ما وعيناها يشع منها الخوف والألم ، هذا الصوت الذي بداخلها يخبرها أن به شيء ، تشعر بمكروه أصابه ، وإن أصابه شيء فما السبب ، هل علموا بشيء !!! ، ولكن كيف فقد مر العديد من السنوات ، تكاد تشعر بالإختناق بسبب هذا الألم والخوف النابع من داخلها ، وتيقنها بما تشعر به يجعلها تضعف بالوقت الذي لا يصح ..
وكان حدسها صحيحًا ، يقولون أن من يحب يشعر بحبيبه وإن كانت تفصل بينهم الآف الأميال ....

لنجد في مكان بعيد نسبيًا ، مكان ربما يكون موجودًا على الخريطة وربما لا ..
ساحة صخرية كبيرة يحيطها أشجار ضخمة ذات جذوع طويلة وأوراق خضراء كثيفة ، تتحرك بخفة فتصدر حفيف مرعب ، لاحظه الشاب الذي يسير بصعوبة من الحمل الثقيل الذي تسببه كتلة الأخشاب بين ذراعيه بإحكام ، فوقف ينظر بجانبه حيث مصدر الصوت فرأى أوراق الشجر تتحرك كالمعتاد بسبب الرياح الباردة ، فلم يعطي للأمر أهمية ونظر أمامه كي يكمل سيره فوقع نظره على هذا الكائن المفترس الذي يناظره بعينين مختلفتي اللون لامعتين بدهاء وفاه مشدود بوحشية مظهرًا أنيابه البيضاء .

وقع الخشب من يد الشاب بفزع وقد بدأ جسده يرتجف من هذا الحيوان الذي سمع عنه بالأساطير ، لكنه ها هو يراه بعينيه ، أخذ يخطو للخلف ببطئ وعينيه يشع منها الذعر ، بينما يتقدم منه ذلك الحيوان بخطوات هادئة بثت الرعب بقلب الشاب أكثر فألتفت سريعًا يحث قدميه على الركض لكنه هجم عليه بشراسة فإرتطم جسد الشاب بالأرض بعنف صارخًا بألم ولكن لم تكتمل صرخته ؛ فأنيابه البيضاء أخترقت رقبة الشاب بشراسة وعنف لا يليقان إلا ... بالذئاب !!! .

بعد عدة ساعات وبحديقة كبيرة تنتمي لمنزل ضخم لا يملكه إلا الملوك .
يسير رجل ضخم البنية بملابسه الغريبة المكونة من بنطال أسود فضفاض بعض الشيء ، ملتف حول قمته حزام جلدي يتهدل منه مجسم طويل ورفيع للغاية يعرف بالسيف ، وجذعه العلوي مغطى بكنزة صفراء غريبة الطراز ، ثغره يحمل بسمة جانبية خبيثة ، أنفه مرفوع بأنفة وتكبر ، عيناه تحملان لونين مختلفين بينهما تناقض تام ، فالأزرق والبني لا يتوافقان أبدًا على من يمتكلهما .
توقف عن السير عندما لمح شقيقه الذي لا يقل عنه في ضخامة بنيته و وسامته يقف أمامه وعيناه لا تبشر بالخير أبدًا ، ولكن لا يهم فمن يقف أمامه لا يملك ذرة حق كي يتحدث معه او يعارضه .
تقدم منه شقيقه - المرتدي مثل ملابسه - وعينيه لا توحي بالخير ، وقف أمامه وتحدث بصوت صقيعي حاد :
-
ألم أحذرك مما تفعله طِراد ، ألم أخبرك بأن لا تمس أحدًا داخل أو خارج مملكتنا .

رفع طِراد حاجبيه بتعجب مصتنع يقول :
-
أوووه ، أحقًا أخبرتني بذلك؟ ، أسف لم أقصد ما فعلته أخي الصغير لا تعاقبني رجائًا .

وما أن أنهى جملته حتى تهكمت ملامحه وتحدث بعجرفة :
-
أهذا ما تريد سماعة جود أن أعتذر منك أنت ، هل تظن أنني أنتظر أوامري منك أو من والدانا بشأن ما نحن به ، فما بي لا دخل للآخرين به ، أنتم افعلوا ما شئتم به ولا تستفيدوا منه ، وأنا سأفعل ما شئت .

صك جود على أسنانه يهتف من بينهم بغضب :
-
وهل ما تشائه ثمنه دماء الآخرين .

ارتخت ملامح طِراد وكساها اللامبالاة قائلاً :
-
ما حدث بنا جميعًا نفعه الدماء ... دماء وفقط جود ، وهذا ما أفعله دون دخل لي بغباء قلوبكم .

-
وهل صفاء القلب أصبح غباء طِراد ، أم أنك سعيد بقوتك التي تستعرضها على الضعفاء .

قالها جود بعنف وكفيه يمسكان بتلابيب شقيقه الأكبر فهوى طِراد بجبهته على جبهة جود بقوة فأبتعد عنه مزمجرًا ، هندم طِراد كنزته ببرود وكاد يتحدث بعجرفة بعدم تعرضه له لكن سبقه جود بلكمة على وجهه جعلته يترنح للخلف ، فأستغل جود ذلك وهجم عليه فوقعا الأثنان على الأرض وجود يكيل لطِراد اللكمات على وجهه بغيظ ، حاول طِراد إبعاده بذراعيه لكنه لم يستطع فلم يكن أمامه إلا إخراج قطعة حديد صغيرة حادة من جيب بنطاله وطعن ذراع جود ، زمجر جود بألم وقد توقف عن لكمه فدفعه طِراد ليقع بجانبه ووقف هو ، وقبل أن يذهب ركل جود بخصره ثم اندفع للداخل حيث والداه كي يجعل الأمر بصالحه ككل مرة ....
_________

بينما جوانة تضع القلادة تحت وسادتها
ووقفت من مجلسها وأغلقت جفنيها تستتشق الهواء بعمق ثم تلفظه ببطئ ، فعلتها عدة مرات ثم فتحت عيناها تنظر لنقطة ما وهمية مردفة بخفوت :

"
أموت ولا يحدث لك شيئًا ، أموت وأراك أمامي الآن ، فقلبي لا يخطئ ناحيتك مطلقًا . "

لتفزع من غلق باب منزلها لتيقن أن تيم قد جاء ، لكنها شعرت بعدم الطمأنينة بعد سماعها لقوة غلق باب غرفته لكنها لم تشأ التدخل كما المرة السابقة ربما هذا يجعله يشعر بالراحة .

دخل غرفته بخطوات غاضبة يقفل الباب بقوة ، جالت عيناه بالغرفة لعدة ثواني ومالبث بعدها أن هجم على مكتبه ويطيح بكل ما يوضع عليه ، أي شيء يطال يده يقذفها بعشوائية فترتطم بالحائط أو الأرض
، كيف تجرؤ أن تخدعه هكذا ، كيف له أن يصدق الحب وهو يؤمن انه ليس له نصيب فيه .
ظل يثير الفوضى في غرفته وحينما لم يجد شيئًا ينفس فيه غضبه الذي يكمن بداخله أكثر حتى أمسك بقلادته وسحبها بعنف ليقذفها بعيدًا ، وكأن ذلك سيجعله يشعر بالراحة ، لكن ما بدأ الشعور به هو دوار خفيف يداهم رأسه مع ذات الحركة الغريبة التي تغزو عظام جسده ، نظر لكفيه بتشتت ليراهما يتغيران بشكل غريب ، يشعر انه يتمدد وكأنه ... وكأنه يتحول !! ....

هذا الضجيج القادم من غرفته لم يسعفها للبقاء بغرفتها أكثر ، بل جعل قدماها يهرولان خارج غرفتها تتجه له ، وما أن وصلت لغرفته وفتحت بابها حتى وقع بصرها عليه لتشهق بصدمة .

____________________



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:40 PM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر

_________________

سقطت المرآة..
وانكسر القلم..
والراوي يقف حائرًا أمام سرد الحكايات..
لكل قصة أسرارها..
ولكل سر ألغازه..
فلتهدأ قليلاً وخذ نفسًا عميقًا..
فنحن ما زلنا في البداية.. .

____________________

كان رويد جالسًا في قصره يمارس بعض الأعمال الخاصة به ، حتى وجد هاتفه يصدح بنعمة مميزة ليجد اسم " مليكة قلبي " يظهر جليًا على الشاشة ليبستم تلقائيًا ثم يتذكر إختفائها المفاجئ في الأيام السابقة ليتهكم وجهه ويتجاهل الإتصال .
كررت العملية ثلاثة مرات ورويد على رأيه ، هو أبدًا لن يتذلل لإمرأة قط ، ويجب أن تعاقب على تصرفها حتى تغيرت النغمة لنغمة رسائل فأكله فضوله وهو يقسم أنها مِن زهرته البرية حتى وجدها ترسل له
(
انا أقف على باب القصر فهل ستتركني كثيرًا )
لم يفكر مرتين وقفز سريعًا وقلبه يرقص طربًا ولكنه رسم الجمود على وجهه فحبيبته تحتاج إلى تأديب .

_____________________

وقف أمامها … كعادتها ساحرة براقة تشع جمالاً ونعومة ترتدي فستان أحمر شتوي ، وأحمر شفاه قرمزي يزين شفتيها و يأسر قلبه الذي يتشوق لتذوقه لكنه رويدًا ... غياثًا ... هو الذئب وليس الراعي ولن ينحني أبدًا لذات الرداء الأحمر ، فهو بطل القصة دون منازع وهو من يأسرها في مخبأه وليس العكس .
وقف أمامها رافعًا عنقه في زهو وكبرياء وكأنه يقول لها " أنتِ مخطأة فأنا لا أحبك ولا أهتم بغيابك " والحقيقة أنه العكس تمامًا ، فهو يكاد يحترق من شوقه إليها !! .
فتح باب القصر ومد راحة كفه مشيرًا إليها بالدخول ، فسارت أمامه بكل نعومة ودلال كأنها تطير على الأرض ، فشعر أن قلبه سيسقط أسفل قدميها وأنه الذي سيعتذر عن شيء لم يخطئ به فقط لترحم قلبه وترضى عنه .

جلسا في حديقة منزله ووضعت هي قدمًا على أخرى أما هو فجلس مستقيمًا في جلسته ، وكانت هي البادئة بالحديث :
-
آسفة .

رد عليها رويد كأنه لايهتم :
-
علامَ ؟! .

-
أني اختفيت فجأة هكذا ، لكنني كنت خائفة وبشدة .

تبخر قناع اللامبالاة وظهر القلق جاليًا على وجهه ، فانتقل رويد بجوارها وسأل في قلق :
-
هل فعلت ما يخفيك .

هزت رأسها بلا وقالت :
-
على العكس تمامًا .

-
إذن ما الأمر ؟!.

تنهدت قبل أن تجيبه بتوتر :
-
لقد ارتعبت من الاقتراب منك ، لقد أحببتك و لا أعلم متى وكيف ، ولكني خشيت أن أغرق في حبك أكثر وأتألم ، لقد شعرت أني أتورط أكثر .

-
لماذا تخافين حبي .

أنهى حديثه واقفًا ثم أشار إلى نفسه وقال :
-
أنا رجل سليم البدن ، كامل العقل ، لا يوجد من يقارن بي فأنتِ لا تعلمين من هو رويد غياث .

نظرت إليه في براءة مغمغمة بكلمات لايسمعها سواها " وإن كنت لا أعرفك ، فماذا أفعل هنا " .
أرجعت أوركيديا شعرها خلف أذنها وقالت :
-
بل أعرفك جيدًا ، أعرف من هم مثلك .

جلس رويد ممسكًا بكفها ونظر إليها مستفهمًا فأكلمت :
-
سأقولها لك ثانيةً ، من هم مثلي يكونون مجرد مرحلة مؤقتة لا أكثر .

زفر رويد في ضيق وترك كفها وقال :
-
تعيدين نفس الكلام مرة أخرى .

-
ماذا أفعل إن كان هذا ما أشعر به ، وحين اقتربت منك شعرت أن فراقنا قد حان .

ضحك رويد بسخرية قائلاً :
-
هذا ماشعرتِ به من إقترابي منكِ ! ، كيف خطر الفراق على عقلك وأنتِ بين أحضاني .

ثم وقف وقال مستنكرًا :
-
وإن كان الأمر هكذا لماذا أنتِ هنا الآن .

تصنعت أوركيديا البكاء وقالت :
-
هل تريدني أن أرحل ، وكنت تقول أنك تحبني .

تنهد رويد وجلس قبالتها ووضع يده أسفل ذقنها ليقول :
-
لمَ البكاء الآن ؟! .

ارتفع صوت بكاء أوركيديا لعلها تلين قلب رويد مرة أخرى، فما حيلة النساء والبكاء !! ، وقالت بنفس متقطع :
-
أقول لك خائفة وبدلاً من أن تطمئنني تصرخ بوجهي .

ووقفت فجأة قائلة :
-
لقد أخطأت بالمجيء إلى هنا وسأرحل من حياتك نهائيًا ، كأني لم أكن بها يومًا .

وأخذت خطوتين حتى شد رويد يدها ووقف ووضع يدها عند قلبه وقال :
-
إذا رحلتي من حياتي فكيف ترحلين من هنا ، كيف ترحلين من عقلي وذاكرتي ، إن كنتي لا تعرفين قيمة نفسكِ فدعيني أريكِ قيمتكِ عندي .

-
وكيف ذلك ؟ .

باغتها بطلبه :
-
هل تقبلين أن تكوني زوجة الذئب .

جحظت عينا أوركيديا وقالت :
-
ماذا !! .

-
تتزوجينى ، رويد معكِ شخصًا آخر ، شخص لم أعلم انا بوجوده ، وصدقيني فأنا أحببت رويد الجديد وأتمنى أن يظل حيًا على يديك .

باغتها بقربه وسحبها بين أحضانه قائلاً :
-
صدقيني زهرتي البرية قلبي هذا الذي تضعين رأسكِ عليه لم ينبض قط ، منذ سنوات وهو ميت ، لم يتنفس عبير الحياة سوى على يديك ، قلب… .

لتتوقفت الكلمات في حلقه ويكملها بداخله " يبحث فقط عن الإنتقام " ، تشبثت به أكثر تهمس :
-
رويد ... أخشى الموافقة فتبتعد أكثر .

ابتسم بهدوء قائلاً بعبث :
-
دلالكِ يزداد سيدتي.

ابتسمت هي الأخرى وقالت برقة :
-
ألا أستحق الدلال ؟! .

-
وكل الدلال قليلٌ عليكي سيدتي .

ضحكت أوركيديا ضحكتها الساحرة فلم يتمالك رويد نفسه ليبعدها عن صدره ويقتحم حصون شفتيها ليتذوق عبيرها الذي تمناه لأيام ، فشددت أوركيديا من ضمه
ويعلو وجهها نظرة إنتصار تحدث نفسها " الذئب الآن في قبضة ذات الرداء الأحمر ولتذهب قصص الأطفال للجحيم " .

______________________

ظلت أوركيديا بين ذراعيه فترة من الزمن حتى قالت :
-
هل تحبني ؟! .

قبل قمة رأسها قائلاً :
-
حتى النخاع .

ابتسمت بدلال هاتفة :
-
أريد إثباتًا .

-
الزواج .

-
هذا ليس إثبات من الممكن أنك تريد امتلاكي فحسب ... لذا في المقابل أريدك ملكية خاصة ..

-
كيف أفعل هذا ؟! .

-
لا أعلم ، فقط اثبت .

قام من مجلسه وسحب كفها قائلاً :
-
تعالي معي

تعجبت قائلة :
-
إلى أين .

خلل أنامله بأناملها وقال بحب :
-
سأضع سر حياة رويد بين يديك .

______________________

الصدمة نصف الموقف ، والدهشة نصفه الآخر ، وجدران الغرفة تشهد على ما حل به
ألم يكتفي القدر بصفعاته له واحدة تلو الأخرى ، لتأتيه النهاية بأنه ليس سوى ... !!! .
يقف مندهشًا وهو ينظر إلى ما يحدث له .
لتدخل جوانة وهى تراه أمامها ، ذئبأ !! ،
عينان خضروتان ، فراء أبيض كثيف و أنياب كبيرة !! .

لتحدث نفسها بذهول " أهذا الذئب الضخم تيم !! ، تيم الذي هربت به قديمًا كي لا يموت ، أهذا هو صغيري من تربى على يداي... !! ، ولكن مهلاً ... كيف حدث هذا !؟ ، ألم تكن القلادة حول عنقه " .
ولم تحتَج كثيرًا للسؤال ، لتراها أسفل قدميها ثم تنظر إليه لتجده خائف ومرتعب .
أستمعت لصوته الروحي يهتف بذعر وعدم تصديق :
-
ماهذا ؟!! ، ما الذي يحدث لي خالتي !! .

تنهدت جوانة بعمق تجيبه بنبرة خافتة :
-
حان وقت إخبارك بكل شيء تيم .

مالت بجذعها العلوي تمسك بالقلادة ثم أتجهت له بخطوات بطيئة ووضعت القلادة حول عنقه كي يعودة كما كان ، لكن ابدًا لن يعود شيءًا كما كان .

____________________

يسير رويد في داخل قصره وبجانبه أوركيديا - الممسك بكفها - نحو قبو منزله ، وقف أمام باب القبو ، كانت اوركيديا تتلكلأ في المسير حيث أنها لا ترى سوى درجات السلم لتجد أمامها كف رويد كأنها تمتد في الهواء تفتح شيئًا ما لتنظر بتعجب ووتتفاجأ أكثر حينما ترى أمامها ممر لا تعرف متى ظهر وكيف ظهر وكيف لم ترى هذا الباب من قبل لتردد بصوت خافت " لقد حصنتى هذا المكان جيدًا روندا لهذا لم أراه في زيارتي الأولى ، ولكن ها أنا ذا بعد عشر سنوات قد وصلت لما أريد وأسهل من المرة السابقة "
وجدته يفضي إلى ممر ثم آخر حتى وقف أمام بوابة أخرى وأدخل بصمة يده وبصمة وجهه ليدخلا إلى غرفة دائرية ليتحدث رويد قائلاً ونظره يدور بالغرفة :
-
هل تشعرين بالغرابة أم المفاجأة .

دارت بجسدها تنظر حولها وهي تقول :
-
بل الإثنان معًا ، لمَ كل هذا التأمين ؟! .

-
هنا كل كنوز عائلتي .

توقفت ونظرت له بتعجب هاتفة :
-
هل سرك بعض الأموال !!! .

التفت لها يطالعها قائلاً :
-
بل سري ... رويدًا آخر لا يعرفه أحد ، سري رجلٍ مات منذ سنوات ، منذ أن علم ببعض الأسرار التي أصابته في مقتل ، وآن الأوان ليشاركني أحد الأمر .

أنتهى حديثه متجهًا للخزانة ، ليضغط على زر لتفتح إحدى أبواب الخِزانة فيظهر أمامهما تمثالاً منحوتًا ببراعة شديدة عندما رأته أوركيديا جحظت عيناها ورجعت إلى الخلف قليلاً فاقترب منها رويد واحضتنها قائلاً :
-
لاتخافي حبيبتي فهذا أحد الأسرار … بل أساسها كلها .

رغم تعجب أوركيديا من وجود مثل هذا التمثال هنا ، لكن كان همها العثور على شيئًا آخر ، وهو سبب تعرفها على رويد ، والآن تثق أنها أصبحت قريبة جدًا !! .
فكرت هل تنفذ خطتها الآن أم تنتظر حتى يفصح عن مكان ماتريده بوضوح ، لكنها تنبهت أن عينا رويد تغزوها بعض الدموع فركزت في حديثه وأخذت تستمع لما يقول :
-
هل تعرفين أن هذا التمثال هو السبب في حرماني من أمي !! .

سألته أوركيديا بجدية :
-
كيف ؟ .

تنهد رويد وجلس أرضًا ، فجلست أوركيديا بجواره ، لاتعلم لماذا في بعض الأحيان تضعف أمامه وهذا ضار للغاية بخطتها لكنها لن تضرر إذا انتظرت بضع ساعات فهي لن تخرج من هنا سوى بالحصول على ماتريد .
قال رويد بحزن بادي على نبرات صوته :
-
وأنا صغير ، عمري عشر سنوات توفت أمي أو بمعنى أدق قتلت أمي ، علمت في وقتها أنه دارت حرب ضاربة بين أبي وبين مجموعة من صائدي الكنوز للحصول على ذلك التمثال ، كرهت أبي وقررت الرحيل عن هنا ، لكن من خمس سنوات فقط علمت الحقيقة كاملة ، حين استدعاني جدي … .


دخل رويد غرفة جده ليجده مستلقي على سريره ويظهر عليه التعب وبشدة ، فحدثه جده :
-
اقترب بني ،تعال اجلس بجواري .

اقترب منه وقبل يده ورأسه وسأله عن حاله :
-
كيف حالك جدي لقد اشتقت إليك كثيرًا .

-
وأنا أيضًا بني ... لقد رحلت ولم تنظر خلفك يومًا .

نظر إليه رويد في حزن قائلاً :
-
لم أستطع التعايش معه وأنا أرى دماء أمي بين يديه .

رمقه جده بحزن وقال بعتب :
-
وبعد أن رحل والدك دون رجعه ، لم تسأل عن جدك أيضًا ولم تأتي لتأخذ عزاء والدك كأنك نهرت تلك الأسرة بعيدًا وتبرأت منها ، نسيت أنك غياثًا مهما ابتعدت .

-
جدى أرجوك فلتنسى كل هذا وطمأنني عليك .

سعل جده بشدة فناوله رويد كوب من الماء فأخذ يتنفس تدريجيًا حتى عاد لطبيعته ليقول :
-
أنا كما ترى ، ليس في العمر بقية .

مسد رويد على ساعده وقال بهدوء :
-
لا تقل هذا جدي ، أطال الله عمرك .

-
سيطيله لمن!؟ ، للعيش وحدي بين جدران ذلك البيت !! ، دعنا من هذا الكلام الآن ، لقد أرسلت إليك لأمر هام وأريدك أن تسمعني دون مقاطعة .

-
كلي آذان صاغية جدي.

تنهد جده بألم كأن ما سيقصه يثقل كاهله فقال بهدوء :
-
أنت تعلم عمل أبيك وعمك وعمل العائلة جميعها... .

قطعه رويد هاتفًا ببعض السخرية التي لا تتناسب مع الموقف :
-
نعم جدي ، العمل الذى أضاع أمي مني .

قال جده بنبرة خافتة متعبة :
-
اسمعني ولا تقاطعني ...
كان والدك ووالدتك وعمك ومعهم بعض الأشخاص يقومون برحلة إستكشافية كعادتهم ، كانوا يلاحقون خيطًا تناقلته الأخبار منذ عهد بعيد عن وجود بلدة بعيدة مختفية أو عالم موازي لا يستطيع البشر الوصول إليه ، كانت هناك أساطير متنقلة هنا وهناك أن في إحدى الفترات فُتحت فجوة بين عالمنا وعالمهم ليأتي بعض الأشخاص هنا ليستقروا في أرضنا ويقيموا بينا كبشر دون إختلاف ... وعندما وصل هذا الأمر لوالدك ورغم أنه يدخل في نطاق الأساطير لمرور قرن من الزمان على ذلك الأمر ، ألا أن والدك كان يؤمن بأن لكل الأسطورة أصل صحيح ، ظل يذهب هنا وهناك حتى قابل في الأخير ساحرة أو أمتداد لنسل ساحرات جائوا من تلك الفجوة ليؤمن أكثر بأن الأمر صحيح ، لكنهن لا يستطعن فعل شيء ، لايستطعن الإنتقال ، فتلك القوة لا يملكها سوى ثلاث ساحرات ، ثلاث ساحرات يملكن الجمال الأبدي ، لكن والدك لم ييأس حتى وصل لحدود سيبريا وفي غابة ملبدة بالغيوم ومغطاة بالجليد وُجد شيئًا غريبًا يحدث حولهم ، ليروا وكأن بوابه تفتح أمامهم ليختبأ ثلاثتهم ومن معهم ليجدوا إمرأة ملتحفه ولا يظهر منها شيئًا وتحمل طفلاً بين ذراعيها مهرولة ولم يروها مطلقًا ، ولم يفكروا مرتين حتى اخترق ثلاثتهم تلك البوابة قبل أن تغلق خلفهم نهائيًا... .

ظهر الإرهاق على ملامح جده وهو يسهب في الحديث ليطلب منه رويد أن يستريح قليلاً حتى قاطعه قائلاً :
-
قلت لك لاتقاطعني واتركني لأكمل حديثي .

-
حسنا جدي أعتذر .

-
دخل والديك وعمك ذلك المكان وكان عبارة عن غابه متشابكة الأشجار والأفرع ، شعروا أنهم دخلوا بعالم أساطير ، عالم كانوا يقرأون عنه في الكتب فقط ولكنه الآن بين أيديهم ....

واصلا السير حتى وصلوا إلى قبيلة أكثرهم من النساء ، صاح أحد الأطفال عند رؤيتهم ليلتفوا حولهم وهم ينظرون إلى ملابسهم التي توحي بأنهم ليسوا من أهل تلك المدينة ، فتحدثت فتاة جميلة الملامح موجهة حديثها لهم :
-
من أنتم وكيف وصلتم إلي هنا !! .

تقدم أصيل " عم رويد " بضع خطوات قائلاً :
-
جئنا في سلام ولا نكّن لكم أي ضرر .

وعندما ألتقت عيناه بزرقتيها شعر وكأن قلبه قد شُق نصفين لتأتي هي وتكون همزة الوصل ليجتمع قلبه مرة أخرى وينبض فقط لها ، نظرت إليهم روندا نظرة ثاقبة متفحصة وطلبت منهم الوقوف أمامها لتحرك كفيها أمامهم قائلة :
-
صائدي كنوز .

تحدث والد رويد معترضًا :
-
بل علماء آثار وباحثين .

طالعته بضيق وقالت :
-
لن تجد شيئًا هنا تبحث عنه ، لذلك عد إلى عالمك أفضل لك ولمن معك .

كادت تلتفت كي تعود أدراجها ليوقفها أصيل قائلاً بعينان عابثة :
-
نحن ضيفوكم ألن تكرمونا أولاً !! .

رمقتهم رواندا بضيق دون أن تلمح عيناه العابثة ثم نظرت لبعض النساء وأخبرتهم أن يجهزوا كوخًا لهم ، ثم دخلت الكوخ غافلة عن من رُسمت على ثغره البسمة !! ..... .

-
ماذا تقول جدي ، لا أصدق هذا ، كيف عالم موازي وسحر ، كيف كل هذا !!! .

قالها رويد وعدم التصديق جاليًا على وجهه فقال جده معلقًا :
-
ألم ترى هذا التمثال في الأسفل ، لقد حصل عليه والدك من ذلك العالم .

زفر رويد وعقله لا يصدق ما يقوله ثم هتف :
-
ها أنت ذا قلتها ، تمثال مجرد تمثال منحوت .

-
ليس منحوتًا ، بل محنطًا !! .

______________________

تنهدت جوانة بعمق قبل أن تقول للماثل أمامها وعلامات الصدمة تعلو وجهه :
-
نحن لسنا من البشر تيم .

هتف بسخرية :
-
لقد علمت ذلك لكن كيف ؟! ، وكيف لم تخبريني ذلك الأمر من قبل ؟! .

-
إهدأ بني وسأحكي لك الموضوع من بدايته
منذ مئة عام أو أكثر بقليل ، حدث شيئًا قلب موزاين عائلتنا جميعًا والسبب كان قانونًا ظالمًا تدفع أنت حالياً ضريبته .

_______________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:46 PM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني عشر

__________________

كن على ثقة تامة أننا لا نُخدع..
نحن فقط نزين الحقيقة لتناسب جميع الأطراف..
الحقيقة كلمة قد تبدو أسهل في نطقها ، أو حتى كتابتها ، لكن صدقًا هي أكثر ما يفشل الإنسان في الحفاظ عليها..
البداية كانت قصة مختلفة ظنها البعض مجرد خيال..
لكن أليس الخيال هو جزء من واقعنا..
انتظر قليلاً لتكتمل الصورة..
فالحقائق تختلف.. .

______________________

تجلس جوانة بجانب تيم على الأريكة وهو يشعر بالتخبط والضياع ، هو ليس بشريًا لذلك شعر طوال حياته بأنه غير متكامل !! .

تحدث تيم بتخبط جلي على صوته يحثها على الحديث :
-
هيا خالتي ، أريحي قلبي ، أكاد أُجن ولا أعرف من أنا ولمَ أنا هكذا .

أمسكت كفه تضمه لراحتها كي يطمأن قليلاً وبدأت بالحديث :
-
لست وحدك تيم ... لذا لنبدأ بالحقائق منذ البداية ، أنا لست خالتك بل زوجة عمك .

توسعت عيناه بذهول والحقائق تتدفق فوق عقله ، يكاد ينفجر لترى ملامحه تلك فتكمل بهدوء :
-
هون على نفسك الأمر وسأقص لك كل شيء منذ البداية ، منذ مئة عام وفي عالم غير هذا ، في عالمنا نحن ... عالمنا الخاص بنا ، حيث مملكة تسمى بايكال يحكمها ملك ذو بأس يسمى نعمان المقدسي... .

لم تكن أنهت حديثها حتى قاطعها بصياحه مندهشًا :
-
دقيقة واحدة ، عالم ماذا ؟! ونعمان المقدسي ماذا ؟!، أنا لا أفهم شيء ، عقلي توقف عن التفكير ، أكاد أحترق خالتي .

-
تيم أرجوك إهدأ قليلاً ، لا أريد منك قطع حديثي ، فقط أستمع لي .

كاد يتحدث مرة أخرى لكنها رمقته بنصف عين فصمت بضيق ينتظر حديثها ، لتقول :
-
كنا نعيش كفريقين أحدنا سحرة ونحن كنا مجرد بشر عاديين ، ولأن للسحر مساوئ كان بمملكتنا قانون ينص على عدم السماح بالإختلاط بيننا وبينهم ، وكانت عقوبة من يخترق هذا القتل مهما كانت مكانته حتى لو اُكتشف الأمر بعد سنوات تقتل جميع العائلة حتى لو كانوا أطفالاً نتاج هذا الزواج ...

وكانت أول من يفعل ذلك هي أوركيديا ساحرة من نسل كبار السحرة ، ساحرة تتميز بالجمال الأبدي ليقع أسيرها اكبر أبناء الملك !!! .
_____________________

في قصر رويد ... ما تزال الحقائق مستمرة في الظهور ، حيث كان رويد يقص على حبيبته أوركيديا ما قصه عليه جده ليقف رويد عن سرد أحداث الماضي وهو يسمع أوركيديا تردد اسم روندا على مسامعها ليقول :
-
اسم غريب ؟ .

تنهدت أوركيديا بحزن وقالت دون وعي :
-
بل اسم عزيز !! .

-
هل أحد اقاربك يحمل نفس الاسم ؟ .

تنبهت أوركيديا لما قالت فتمالكت نفسها سريعًا وقالت :
-
نعم ولكنها ماتت منذ زمن ، أكمل رويد أريد أن أعلم كيف أتت رو... .

وبلحظة راجعت فيما كادت ستقوله وغيرته قائلة :
-
كيف أتى هذا التمثال إلى هنا ؟! .

بدأ رويد يقص ما دار بينه وبين جده مجددًا :
-
في نفس اليوم الذي وصل فيه أبي وأمي وعمي هناك هاجمت القبيلة مجموعة من الذئاب أو إن صدق القول مستذئبين !!...

ركض كل من في القرية يمينًا ويسارًا لهجوم الذئاب المباغت عليهم ، خرج أصيل بسيفًا من الفضة الخالصة دون خوف ، في تلك الحرب الضروس ، ليقف جنبًا إلى جنب بجوارهم وشقيقه وزوجته أيضًا دون خوف أو رهبة .

كانت روندا تلقي سحرها هنا وهناك لكن العدد كان أكبر من طاقتها لخروج بعض الساحرات من القرية لإتمام بعض الطقوس في المعبد ، ومجيئ الضيوف أنساها أن تلك الفرصة دائمًا ما يستغلها هؤلاء الوحوش .

ظل الجميع يحارب بكل قوته ، حتى وجد محسن " والد رويد " أحدهم يهجم على زوجته ، فنادى على أصيل ليلقى إليه السيف ، إلتقفه محسن منه مقتربًا من هذا المخلوق وقتله لكن بعد فوات الأوان ، فقد سقطت زوجته من بين أسنان هذا الذئب منقطعة الأنفاس ! .....

شهق رويد باكيًا عند ذلك الحد لتقترب منه أوركيديا وتقوم بإحتضانه بشكل لا إرادي مربتة على ظهره ، فمن غيرها سيعرف فراق الأحباب ، فقد ذاقت منه حتى صدأ قلبها أو بمعنى أوضح أصبحت لا تملك قلبًا من الأساس !! .
شددت من عناقه هامسة بخفوت "فما أكثر الشبه بيننا" ، هدأ رويد قليلاً وعقله لا يأنبه على بكائه أمامها ، فهي مليكة قلبه ، والأولى لها أن تراه وقت ضعفه وتحتويه ، ابتعد بوجهه عن صدرها ولكنه ما زال بين ذراعيها وقال :
-
آسف أوركيديا .. لقد أحزنتك بالتأكيد .

رفعت كفيها لوجهه تضمه بين راحتيها قائلة بحنو حقيقي :
-
إن كنت تحبني لا تقل هذا مجددًا .

ابتسم رويد رغم حزنه ومال عليها يلتقط شفتيها بين شفتاه مقبلاً اياها هامسًا من بينها :
-
بل أعشقكِ زهرتي البرية .

رفع كفه يضعه خلف عنقها والأخر على خصرها وأنغمس بما يفعله ناسيًا حزنه وألمه ، وحينما كادت شفتاه تنجرف لجيدها حتى أبتعدت أوركيديا برأسها قائلة :
-
أكمل رويد من فضلك .

جذب رأسها بكفه وشفتاه تبحثان عن ملجئها هامسًا ببحة :
-
نكمل في وقتٍ لاحق .

أنزلقا كفيها من على كتفيه ووضعتهما على صدره تدفعه بخفه هامسة بخفوت متذمر :
-
بل أريد أن أعرف الآن .

زفر رويد بحنق جعلها تبتسم على طفولته ، طبع قبلة على شفتاها سريعًا ثم دثها بين ذراعيه وبدأ حدثه وهي على صدره :
-
حسنا كما تريدين ... لقد قال لي جدي أن أبي وعمي استقرا شهرين كاملين هناك بعد تلك الحادثه ، وقد كسِبا ثقة أهل تلك القرية ولكن عمي قد كسب قلب أهمهم ... وهي روندا ......

أجتمع أصيل مع روندا في الليل بعد نيام الجميع منفردين ليتحدث معها أصيل :
-
أعذرينى على التدخل لكن من هؤلاء ؟! .

تنهدت بتعب قبل أن تجيبه :
-
كما رأيتهم .

-
لكنها مخلوقات غريبة الشكل .

نظرت للفراغ وكفها يرتفع لعنقها ممسكة بقلادتها قائلة :
-
نعم لن تراهم في أى مكان إنهم... .

قطع حديثها يكمل ما كانت ستقوله :
-
مستذئبين !! .

أعادت نظراتها له بذهول :
-
كيف عملت ؟! .

وضع كفيه بجيب بنطاله وقال :
-
تدور الأساطير هنا وهناك ، لكن لماذا يهجمون عليكم ، أليس هناك غيرك هنا ! .

-
بلى .. لكنها عداوة بيننا وبينهم منذ سنوات فصار الأمر طبيعيًا .

أقترب منها بضع خطوات ناظرًا لعيناها بعمق :
-
هل ستعيشين للأبد هكذا ! .

رفعت كتفيها ببساطة وقالت :
-
ليس لي دور آخر .

أمسك كفيها بين راحتيه وقال :
-
بل لكي.

تركت كفيها بين قبضته تستشعر دفئهما وقالت ببسمة رقيقة :
-
وهو !؟ .

-
أن تكوني جواري .

أختفت بسمتها وكادت تعترض وتنتشل كفيها ، لكنه أوقفها قائلاً وقبضتيه تشدد على كفيها :

-
لا أعلم ماذا حدث لي منذ رأيتك ومتى أحببتكِ ، ولا تنكري أنكِ أيضًا لم تشعري .

أستكان كفيها وقالت بعد تنهيدة حارة :
-
بلى أشعر .

أقترب منها أكثر وقال :
-
إذن ؟! .

هزت رأسها معترضة :
-
لا أستطيع .

-
بل تسطيعين .

أنتشلت كفيها بقوة منه وقالت ببعض الألم :
-
مسؤلياتي هنا أهم من قلبي ، لا أعلم لماذا ظهرت في حياتي ، لن أستطع أن أحيا براحة بعد الآن ، فنحن متى أحببنا لا ننسى مطلقًا .

رفع كفيه لكتفها يضغط عليهما بدعم وقال :
-
اذن لا تنسي وتعالي معي .

دفعته عنها بقوة وصرخت به قبل أن تذهب للداخل :
-
أخبرتك لن أستطيع .

لكن بنهاية الشهرين كانت روندا قد قررت الرحيل مع أصيل ومحسن بعد أن حصنت أهل قريتها بشكل قوي ، لكن عند وصولها هنا وجدت محسن قد أخذ شيئًا من عالمها كان خطًأ كبيرًا إحضاره إلى عالمه......

نظرت أوركيديا لرويد بفضول خبيث ظنه رويد فضول الفتيات المعتاد وقالت :
-
وماهو هذا الشيء ؟! .

-
كتاب .

أبتعدت عن أحضانه وقالت :
-
هل أستطيع أن أراه ؟! .

ابتسم لها وقال :
-
نعم بالتأكيد … أخبرتك أنه لن يكون هناك بيننا أسرار .

وقف رويد وأتجه إلى أحد الأركان ليتمتم بكلمة السر ، فُتحت له خزانة يخرج منها صندوقًا ، ففتحه ليخرج منه ضوء لمعت على أثره عينان أوركيديا لمرآها .
وأخيرًا ... حصلت على مبتغاها !!! .

_________________________

كانت جوانة تحكى ماضيهم لتيم ليقاطعها بتساؤل :
-
وهل تزوجها أبن الملك ؟! .

تنهدت جونة بحزن قبل أن تقول :
-
نعم وليته مافعل .....

أمام قصر الملك ، كان الجميع يقف بتحفز ، وهم بحالة من الهرج والمرج ، أصوات مرتفعة رافضة لما يحدث ، يهتفون بإسم الملك بأنه ظالم وطاغي ، ليظهر فجأة في أعلى شرفة القصر ، كهل طويل القامة ، عريض المنكبين ، ورغم كبر سنه
إلا إنه قوي البنية ، أضخم الضخماء لا يستطيعون هزيمته فماذا عن أبنائه الأصغر سنًا منه ، كان يرتدي عبائة سوداء وشال وراء ظهره طويل ذو لون أحمر قاني ، وما كان يرتديه يختلف أختلاف شديد مع خصلاته الرمادية .
وقف الملك أمام سور الشرفة الكبيرة الواسعة وإستند عليه ، ينظر لشعبه بعينيه - الزرقاء - هاتفًا بهم أن يصمتوا ، لم يصمتوا من أول هتاف بل صمتوا واحدًا تلو الآخر بعد مدة قليلة ، ثم تكلم بصوت مرتفع لكي يستمعوا له :

-
لا يوجود ظلم في تلك المملكة ، القانون ينطبق على الجميع ، حتى وإن أخترق أحد أبنائي هذا القانون لمجرد أني الملك ، فحتمًا سأطبقه عليه ، لأن هذا العدل ، وأنا لا أرضى بغير ذلك ، واليوم ... اليوم سيُعدم ولدي وزوجته قبل أن تضع جنينها ، بمجرد أن يعثر عليهم رجالي في الغابة .

وبمكان آخر نجد إمرأة حامل ورجلاً يشبه الملك إلى حد كبير يسندها بأخذها تحت ذراعه يطمئنها بقوله :
-
لا تخافي أوركيديا ، لن يصيبنا شيء حبيبتي .

تشبثت بكفه الحر وقالت بنبرة مرتعشة :
-
أخاف على ولدي تليد ، سنوات ونحن معًا ولم يشعر أحدٍ بشيء ، لماذا الآن بعد أن أوشكت على وضع جنيني .

شددت تليد قبضته على كفها وقال بغضب :
-
بالتأكيد أخي طراد وراء ذلك ، فهو دائمًا طمِعًا في الملك .

نظرت له يعينان شاحبتان وقالت بوهن :
-
أتركه له وهيا لنهرب بعيدًا .

أبتعد عنها قليلاً ثم ضم وجهها بين راحتيها وقال بحنو :

-
أترك العالم كله من أجلك .

صمت قليلاً يضع كفه على بطنها ثم أكمل :
-
ومن أجل ولدي القادم .

أبتسمت له بوهن وهمست :
-
هيا نسـ... .

وما كادت تكمل جملتها حتى جائها المخاض ، لتأخذ جزع الشجرة مسندًا لها ، ساندها تليد من كتفيها وجعلها تجلس أرضًا ، فأخذت تصرخ حتى وضعت مولادًا ذو شعر أشقر ووجه ذو صفحة بيضاء وما كاد تليد يعطيها ابنهما حتى ظهر جنود الملك حولهما كحلقة دائرية ، كانت أوركيديا ما بين الوعي واللاوعي لذا لم تستطع فعل شيء ، بينما تليد فكر قليلاً أن يحاربهم لكنه أعتقد أن والده بمجرد أن يرى حفيده سوف يحن قلبه لذلك أستسلم بهدوء ، ورحلوا إلى داخل حدود المملكة ولم يمضي ساعة حتى كانت أوركيديا - الواهنة - وزوجها أمام الملك وأبنائه وعامة الشعب في وسط ساحة القصر ، تقدم نعمان منهم وقال بصوت حليدي :
-
ولدي الكبير وتعصي أوامري ، كيف كنت ستحكم من بعدي .

رمقه تليد بتوسل وقال برجاء :
-
لكن أبي ، لقد وضعت زوجتي ولدًا وأخذوه منا فقط لو تراه ، فهو أول حفيد لك .

لم يستطع نعمان رؤية نظرات ولده كي لا يضعف فألتفت بجسده وقال بقوة تعكس ما بداخله :
-
القانون سوف ينفذ .

ليتركه ويرحل ساحبًا معه زوجته " بيسان " التي كانت تصرخ باسم تليد ، بينما ابتسم طراد بتشفي ، وكسى وجه بيجاد الحزن ، لكنها أوامر والده فكيف يعصاها !!! .

وبعد إنتهاء آخر كلمة لنعمان حتى تعالى الهتاف السعيد من أجل عدل الملك ، والمنتصر على ولي العهد مُخترق القانون ...
دقائق حتى رأت أوركيديا جثة أبنها أسفل قدميها يتبعها رأس تليد ، وبرغم وهنها وتعبها أعطاها الغضب القوة لتطيح بكل مايقترب منها ... ، ولم تكتفي بذلك فقط ، بل قامت بإلقاء لعنة على نسل الملك وأعوانه .....

وقف تيم من مجلسه وصرخ مستنكرًا :
-
يقتل حفيده وأبنه !! .

رفعت جوانة كفها تمسح دموعها التي خانتها وهبطت أثناء حديثها :
-
لذلك أخذتك وهربت لأن ذات الأمر كان سيحدث معك .

كأنه لم يكتفي حصاد الصدمات فسألها :
-
كيف هذا ؟! .

أكملت جوانة حديثها بنبرة باكية :
-
بعد اللعنة تعقدت الأمور أكثر ، لكن الحب ليس له سلطان ، في إحدى هجمات طِراد على الساحرات وذهاب والدك بيجاد خلفه كي يوقف ذلك الأمر حتى قابل والدتك تاليا .

ليسألها تيم :
-
هل والدتي ساحرة ؟ .

اومأت بنعم ثم أكملت :
-
تكرر الأمر وتكرر نفس المشهد لكن مع إختلاف أن عمك جود زوجي أعطاني إياك لأهرب بك بعيدًا ، ولقد لفقت جدتك أمر موتك وهروب والدتك ووالدك ... .

صمتت مجبرة كي تخرج شهقاتها ثم أكملت :
-
كانت تقول أنها لم تستطع حماية أبنها سابقًا ولن تستطيع تحمل الأمر مرتين ، وكانت والدتك وأوركيديا ورواندا ثلاث شقيقات من أقوى ساحرات عصرهن ، يحملن من القوة ما لا يقدر أحدًا عليهن ، فتحت بوابة بين عالمنا وبين هذا العالم الذى نعيش فيه الآن .

رمى تيم حمل جسده على الأريكة يعاود الجلوس هاتفًا بحزن :
-
جد وجدة وأعمام … عائلة كاملة .. وانا عشت عمر كامل وحيدًا !!! .

أمسكت جوانة كفه قائلة ودموعها تبلل صدغيها :
-
هذا كله كان من أجل مصلحتك ، لو لم أهرب بك لكنت ميتًا الآن ووالدك ووالدتك أيضًا .

رمقها تيم ببعض القلق وسألها بترقب خيفة من آجابتها :
-
هل مازال والداي علي قيد الحياة ؟ .

رفعت كتفيها بعدم معرفة وقالت :
-
لا أعلم ، منذ عشرون عامًا وأنا لا أعلم شيء ، لكن الخطة المرسومة كانت هروبهم ، ووالدتك قادرة على حماية نفسها ووالدك .

لمعت عيناه بأمل وقال بلهفة :
-
أريد أن أراهم أن أعرف مكانهم .

-
الذهاب إلى هناك مستحيل ، تلك البوابة لم تفتح سوى مرتين ، أحدهما بعد إلقاء اللعنة ليطردها أهلها خوفًا من بطش الملك بهم جميعًا لكنهم تركوها بلا حماية حتى لا تأذي أحدًا آخر ، وحتى لا تستطيع العودة مرة أخرى .

نظر تيم لنقطةً ما وهمة وعقله يشرد قائلاً :
-
لكن أعرف شخص ربما يساعدني .

قضبت جبينها وتسائلت :
-
ومن هو !؟.

-
شخص ما أهتم بتلك القلادة ما إن رآها!! .

____________________

وفي قصر غياث ، تقف أوركيديا بوسط الغرفه الدائرية وهي على بضع خطوات من الحصول على حلمها ، وأخيرًا ستعود كما كانت ... قوة لا يستهان بها ، قوة ستستمر ، قوة لا تحتاج لدماء أحدهم لتحصل عليها !! .

أخذت تسير نحو هذا الصندوق - تحت نظرات رويد الذي ظنه فضول الفتيات الدائم - ، حتى وجدت من يقتحم الغرفه عليهم صوته الغاضب يخترق آذنهما :
-
رويد ياغياث .

نظرت أوركيديا ورويد إتجاه الصوت ، فهتف رويد متعجبًا بينما نظرت له أوركيديا بغضب :
-
من أنت ؟ .

رمقه كنان بغضب هاتفًا بشراسة :
-
أنا الغضب وجئت لأقبض روحك .

وما إن أنهى حديثه حتى أخرج الخنجر من جانبه وتوجه لرويد بخطوات متربصة ، فصرخت به أوركيديا :
-
انتظر كنان كيف تدخل دون إذني .

نظر إليها وقال بغضب :
-
إلى هنا ودورك إنتهى .

ثم وجه كلامه لرويد قائلاً :
-
وأنت جاء وقت الحساب وستدفع ثمن مافعلت بأبي وأمي وشقيقتي !! .

تعجب رويد من ما يحدث فصاح به :
-
كنان !! ... من كنان ، وماذا فعلت بعائلتك ؟! ، أنا لا أعرف عما تتحدث يا هذا ، مالذي تهذي به ؟! .

ثم وجه كلامه لأوركيديا :
-
وأنتِ من أين تعرفينه ، ولماذا ينتظر إذنك ؟! .

وما كاد ينهي حديثه حتى صرخ:
-
اشرحي لي ذلك .

كادت تتحدث أوركيديا فسبقها كنان :
-
دعني أنا أشرح ... .

قاطعته أوركيديا بصياحها الغاضب :
-
أصمت وأفعل ماجئت من أجله... .

صمتت قليلاً تنظر لرويد المتوجس مما يحدث وأكملت بصوت حزين :
-
أسفه رويد ، فبعض التضحيات واجبة للحصول على ما هو أكبر .. .

وأقتربت من رويد ولمست وجهه قائلة بحنان :
-
عندما تذهب لعالمك الآخر ، تذكر فقط أنني أحببتك ، لكن لم يكن هذا الزمن في صالحنا فإلى اللقاء في زمن آخر حبيبي.. .

أبتعدت عنه وتوجهت للصندوق تقف أمامه ، وتركت كنان يقترب من الرويد المذهول من حديثها .

هجم كنان عليه لكن رويد لم يكن ضعيف البنية فتصدى له بقوة وركله أسفل معدته أرتد على أثرها للخلف ، تمالك كنان نفسه وعاود الهجوم عليه ممسكًا إياه من تلابيبه وهوى بجبهته على جبهة رويد فسقط أرضًا صارخًا بألم يتبعها ركله في معدته أندفع فيها رويد للخلف حيث أفترش الأرض بجسده .

أما أوركيديا وقفت أمام الصندوق وهى تمد يدها داخله لكن تلك الهالة المحيطة بالكتاب صعقتها وقذفتها بعيدًا لترتطم بالجدار ، ألتفت كلا الرجلين لذلك الصوت ليجد رويد أوركيديا تقع أرضًا فصك رويد أسنانه ببعضها البعض ليعرف أن حبها له … أو ربما إدعائها الحب لم يكن سوى لعبة للحصول على هذا الكتاب !! .
زاد غضبه وغلت دمائه بقهرة شعرت بها أوركيديا ، فهي أحبته بحق ولكن أنتقامها فوق الجميع حتى قلبها!!
وقف رويد من مجلسه متجهًا إليها ليجد كنان يقف أمامه كسدٍ منيع لا يسمح له بالذهاب محاولاً طعنه بالخنجر ، فأمسك رويد عضدته يبعد الخنجر عن جسده ويده الأخرى تسدد لكمات متتالية بوجه كنان قائلاً بغضب :
-
ما أفضل أن تحرر الذئب .

سدد له العديد من اللكمات والركلات التي لم يستطع كنان التصدي لها جميعًا ، فأضناه التعب ووقع أرضًا ، أنفه وفمه ينزفان ودوار رأسه كان كافيًا ليفقد الوعي .

بينما رويد ذهب أتجاه أوركيديا وهو يريد أن يفتك بها على خداعها له ، لكن يجدها قد وقفت وأخذت تغمغم بكلمات لم يفهم منها شيئًا ليجدها تدور حول نفسها ثم تظهر برداء أحمر وشعرها يتطاير محلقاً في الهواء وعيناها باللون الأحمر الدامي قائلة بصوت مخيف :
-
تغلفيه بحقل طاقة روندا ، كلفت نفسك الكثير من طاقتك لتفعلي ذلك ، لكن لاشيء يقف أمام أوركيديا .

وما إن أنهت حديثها حتى أدارت كفيها على بعضهما في الهواء تحت نظر رويد المصدوم ، وما زاد من صدمته مرور كرة تشع نورًا تمر أمامه لتضرب أوركيديا التي لم تنتبه لها فتراجعت للخلف ولكنها لم تسقط فهي كانت ومازالت أقوى قليلاً من حارسة صغيرة !! .
نظررويد جانبًا فوجد تيارا تكور كفيها بكرة أخرى إستعدادًا لضرب أوركيديا التي إستعادت رباطة جأشها سريعًا .

كورت اوركيد يداها فتولدت كرة حمراء ضربتها بتيارا ، فوقعت أرضًا تآن بألم ابتسمت أوركيديا على أثرها ، بينما يقف رويد بينهم وعقله لا يستوعب ما يحدث ، يشعر أن العالم الذي حكى عنه جده يتجسد أمامه .

شعرت تيارا بالألم في جسدها إثر الضربة ولكنها أبت أن تُظهر ضعفها فتستغله أوركيديا ضدها لذا تحاملت على نفسها ووقفت صامدة وقالت :
-
من أنتِ ، وماذا تريدي ؟! .

رمقتها أوركيديا بحدة وقال بصوتها الجهوري :
-
أنا أوركيديا ، ولا أظن أنكِ تملكين القوة للتصدي لي ، لذا تراجعي أفضل لكِ .

رفعت تيارا حاجبيها بتحدي وقالت :
-
على جثتي .

-
إذن انتِ حارسته التي لم تجعليني أسيطر عليه .

ارتسمت البسمة على ثغر تيارا وهي تقول بثقة :
-
أجل أنا حارسته ونهايتك على يداي .

ضحكت أوركيديا بسخرية وقالت :
-
نهايتي !! ... كم أنتِ مثيرة للسخرية صغيرتي ، فأنتِ ما زلتي صغيرة على نزالي .

أنهت كلماتها تغمغم بتعويذة أخرى وضربت بها تيارا التي لم تستطع التصدي لها ، فأوركيديا أقوي منها بالفعل .

سقطتت تيارا أرضًا وخرج من فمها بعض الدماء لكنها حاولت التوازن مرة أخرى في حين تحدث رويد بغضب وعيناه بحمرواتيها :
-
كل هذا من أجل ذلك الكتاب .. أيتها المخادعة .

وجهت أوركيديا نظرها له صارخة به :
-
لا أريد أن أسمع صوتك أتفهم هذا ، من الواضح أن أحد جنودي لم يجيد دوره ، دعني فقط أنتهي من حارستك وسأتفرغ لك .

وفجأه صوبت ضربة أخرى إتجاه تيارا لتقع أرضًا وتغيب نهائيًا عن أرض الواقع .
ركض رويد إليها كي يهاجمها فأسرعت بتكوير يديها كي تقضي عليهما معًا لكنها وجدت من يهجم عليها ويرديها أرضًا وهو يعوى بقوة لتصعق من هيئة من يجثو عليها وترى صنيعة يديها ليدق الخوف بقلبها لتتمتم ببضع كلمات حتى تختفى من أسفله !!

وفي تلك الأثناء كان كنان قد عاد لوعيه ولكنه يشعر بالتية .
وبرغم الذهول الذي يحتل ملامح رويد لكنه هرول لتيارا كي يستطيع إفاقتها ، لتقف وهى تضع كفها على رأسها بألم وعيناها هي ورويد وكنان على هذا الذئب الماثل أمامهم بذهول ، لينظر رويد الى التمثال المعلق ثم للمثال الحى امامه ، ليعمّ صمت مريب بينهما والذهول سيد الموقف ، وخاصة رويد وتيارا وهما يروا الذئب يتحول تدريجيًا لآدمي والذي لم يكن سوى تيم !!!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 03:00 PM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثالث عشر

_____________________

الغضب لحظة..
والحب أيضًا يأتي في لحظة..
القلب يعشق..
والعين تُغرم..
والشوق يقتل صاحبه..
فما بال قلبي يبكيكَ رغم خداعك..
مالي أصبحت ضعيفًا..
فالخيانة ليست سوى لحظة..
لا تعطي سر حياتك لأحد وإن كان يبتسم
أمامك..
فخلف ظهره يوجد سكين..
ينتظر لحظة إلتفاتك ليكن مصيره في ظهرك..
هكذا هي الحياة..
مجرد لحظة.. .

_______________________

مجرد لحظه تتجمع فيها الحقائق ، لحظه يقف فيها الجميع مندهشًا ، مصدومًا ، الشعور بالذهول هو سيد الموقف .
يقف الجميع في قصر غياث ليروا الأسطورة تتحقق ، ذلك الذئب كبير الحجم ، الذى لاتراه إلا في التلفاز وتسمع عنه في الأساطير والحكايات لم يكن سوى تيم .
كانت تيارا أكثرهم ذهولاً ليس صدمتها أن هناك مستذئب ، هى تعرف عن ذلك العالم من والدتها عندما قررت الرحيل خوفًا على حياتها من قهر الذئاب لهم لتستقر هنا وتتزوج وتنجب ابنة ورثت عنها كل شيء ومن ضمن ذلك الإرث هو ... حماية عائلة غياث ، لكن صدمتها كانت أن تيم حبيبها هو ذلك المسذئب لتتذكر القانون وحرمانية زواجهم ، فأرتعدت أوصالها حتى وإن كانت في عالم بعيد نهائيًا ؟!! .

وقف كنان في محاولة منه للسيطرة على وقفته ناظرًا إلى تيم بذهول ، في البداية ساحرة والآن مستذئب !! ، وكل هؤلاء محاطين به ، نقل بصره إلى رويد وقال بغضب :
-
من أنت لتُحاط بكل تلك الشرور ، أيها القاتل المدمر ، سأقتلك رويد .

وأخذ يتمم بكلمات غاضبة ، لتغتاظ منه تيارا ، فحركت كفيها بشكل دائري فتجمد بمكانه !! .

لم يهتم رويد بما قاله كنان ، فهذا آخر همه بعد ما تعرض إليه اليوم ، فكم الحقائق التي رآها أمامه إصابته بالجمود .

بعد فترة صمت ليست بقليله تنهدت تيارا وأعتدلت بجلستها ونظرت لتيم لتسائلة قائلة :
-
كيف وصلت إلى هنا ؟! ، أعني كيف عبرت بين العالمين وذلك المعبر لم يُفتح سوى مرتين ، ففي أي مرة أتيت ؟! .

جلس تيم أرضًا مقابل تيارا قائلاً :
-
في المرة الثانية .

لتقول تيارا :
-
في نفس الوقت الذي عبرت فيه أمي و... .

قطع رويد حديثها قائلاً بسخرية :
-
في نفس الوقت الذي عبرت فيه عائلتي إلى ذلك العالم ، لتبدأ اللعنة عليهم جميعًا .

نظر تيم لرويد بتوجس وقال :
-
لماذا عبرت عائلتك إلى هناك ، ولماذا يوجد تمثال محنط لبني جنسي هنا ؟!! .

جلس رويد هو الأخرى بجانبهما من فرط الارهاق النفسى ليعيد على مسامعهم ماحدثه عنه جده
وحين أنتهى وقفت تيارا من مجلسها ووقفت أمام الكتاب قائلة :
-
هذا هو ما كنا نحميكم من أجله .

وقف رويد هو الآخر يتبعه تيم ثم قال :
-
بل هو اللعنة التي حلت على عائلتي .

ليوجه حديثه لتيارا :
-
لماذا أتيتي إليّ الآن ؟ .

ألتفت إليه تيارا وقالت :
-
أنا أكون حارستك ، أشعر بك إن كان هناك خطر يحدق بك ، وكان لابد أن أشعر به منذ مدة لكن هذا القبو محمي بطريقة كبيرة ، لذلك لم أشعر سوى بقوة الكتاب لذا حضرت سريعًا إلى هنا ، لأجد أوركيديا تريد أن تحصل على الكتاب وقد كادت أن تفعلها لولا دخول تيم في الوقت المناسب والذي أود أن أسأله أيضًا لماذا حضر إلى هنا .

أنهت سؤالها ونظراتها تتعلق بتيم ، فسأله رويد هو الآخر :
-
هل شعرت أنت أيضًا بشيء ؟! .

نظر تيم أرضًا متنهدًا بعمق قبل أن يقول :
-
لا لم أشعر بشيء ، لكن تذكرت اهتمامك بقلادتي تلك ، واهتمامك بها هو ما أحضرني إليك .

انعقد حاجبين رويد متسائلاً :
-
لماذا ، مابها تلك القلادة ؟! .

-
أنا اليوم فقط علمت حقيقتي ، اليوم علمت أن هذا الكائن جزء لا يتجزأ مني ، لأن تلك القلادة كانت تمنع تحولي ، لذا عندما أزلتُها عن رقبتي لم تمضِ ثوانٍ حتى حدث ذلك الأمر ، لتجلس معي خالتى جوانة وتقص عليّ تاريخي وسبب هروبي من عالمنا .

وبدأ تيم بسرد ما قصته عليه خالته جوانة ، وبعد إنتهائه اقترب منه رويد وأمسك القلادة التي توضع حول رقبة تيم وقال :
-
إذن تلك القلادة تمنعك من التحول ، لكن ماذا تفعل القلادة التي أملكها ؟! .

وما إن استمعت تيارا لذلك حتى هتفت :
-
هل تملك واحدة سيدى رويد !! .

أومأ رويد بنعم ثم أتجه لأحد الأركان وفتح أحد الأدراج يخرج منها القلادة وألتفت لهما وقال :
-
ها هي قلادة روندا زوجة عمي أصيل .

اتجهت له تيارا وأخذت منه القلادة تناظرها بلهفة وقالت بخفوت :
-
روندا .. تاليا ... أوركيديا ... ثلاث ساحرات أقوياء يستطعن فقط العبور بين العالمين يتميزين بالجمال الأبدي !! .

صمتت قليلاً تعيد همس ما قالته وما لبثت أن شهقت فسألها رويد بينما يطالعهما تيم بترقب :
-
ما الأمر ؟!! .

نظرت لهما وبدأت بالحديث والبسمة تشق ثغرها :
-
أوركيديا تلك الساحرة هي من ألقت لعنة المستذئبين على الملك وأبنائه وعشيرته لزواجها من أحد أبنائه فقتل الملك ابنها وزوجها تنفيذًا للقانون... .

قطع تيم حديثها مقبلاً عليهما يكمل حديثها :
-
ليستمر القانون أيضًا وأدفع أنا وعائلتي الثمن أيضًا .

عم الصمت قليلاً بينهم حتى قالت تيارا بتردد لتيم :
-
هل ... هل والداك نُفذ عليهم القانون ؟!! .

أغلق تيم جفنيه متنهدًا بتخبط ، فقلبه وعقله مضادان في شعورهما ، فتح جفنيه ينظر لها وقال :
-
أتمنى أن لا يكون حدث ذلك ، فخالتى لم تؤكد هذا الأمر ولم تنفيه أيضًا ، كل ما قالته أنهم هربوا بناءًا على الخطة المرسومة .

نظرت تيارا لعمق عيناه بدعم وقالت ببسمة رقيقة :
-
لا تقلق سيكونا بخير .

أومأ تيم رأسه ولم يعلق بينما وجهت تيارا حديثها لرويد :
-
سيد رويد إن كانت تلك قلادة روندا فأين ذهبت هي ؟! .

-
ماتت هي وعمي منذ سنوات .

أتسعت مقلتيها بصدمة هاتفة :
-
ماتت !! كيف ذلك ، رواندا لم تكن ساحرة ضعيفة .

أشار رويد بكفه للصندوق الذي يحتوي على الكتاب وقال :
-
ماتت بسبب هذا .

نظرا تيارا وتيم للصندوق بعدم فهم ، فهي لا تعلم كيف ماتت رواندا وهي واحدة من أقوى الساحرات بينما تيم لايزال يشعر بتخبط ، فهتفت تيارا بتساؤل :
-
كيف ؟! .

بدأ رويد يقص ماضي عائلته كما قصه عليه جده :
-
عندما حضرت روندا مع عمي وأبي وبعد رحيل والدتي ، وجدت روندا أن أبي قد أحضر ذلك الكتاب معه .. فقررت روندا حمايته عن طريق حقل طاقة وحماية القبو ككل حتى لا يراه أحد يحمل في نفسه شراً ....

تقف روندا وأصيل في منتصف القبو وقهرًا ضد رغبه محسن ، تحمي الكتاب بحقل طاقة لن يستطيع فتحه أيًا كان ، فقال محسن معترضًا :
-
لم أحضره معي روندا لكي تقومي بحمايته بتلك الطريقة .

نظرت له رواندا بإستياء وقالت :
-
إحضارك له هنا كان خطأ من الأساس .

لتنظر أمامها مرة أخرى وأكملت ما تفعله ، ثم أعطت أصيل ورقة مكتوب بها بعض الكلمات التي لم يفهمها فنظر لها وسألها :
-
ما هذه ؟! .

أجابته دون أن تنظر له :
-
هذه تعويذة لتفقدني الذاكرة .

إنصدما الأخوان وهتفا سويًا :
-
ماذا ؟ .

-
صدقوني هذا لحمايتكم أكثر ، هيا يا أصيل إن كنت تحبني فإفعلها ....

-
وهل فعل عمك ؟! .

صدر السؤال من تيارا فأجابها :
-
نعم .

وسأله تيم :
-
إذن كيف ماتا .

تنهد رويد بألم قبل أن يقول :
-
لم يستسلم أبي للأمر وأقنع عمي بالمحاولة ، وبما أن روندا لم تعد تتذكر أي شيء فكان أبي يصر على حضورها لعلها تتذكر مايساعدهم وفي إحدى المرات خرجت طاقة كادت أن تودي بحياة أبي لكنها أودت بحياة عمي أصيل وروندا .

حزنت تيارا لذلك كثير ، هى لم ترى روندا لكنها سمعت عنها الكثير جعلها تتمنى أن تقابلها يومًا فأكمل رويد :
-
لكن في نفس اليوم شعرت إحدى الساحرات بتلك القوة فحضرت إلى هنا ، لكن جدي اختبأ في القبو وتصدى لها أبي لكنها قتلته بدم بارد .

فسألته تيارا :
-
ألم يقل من هي !؟ .

-
جدي رآها في الكاميرا من القبو يقول أنها شقراء... .

ليكمل بصوت متباطئ :
-
ذات ... رداء ... أحمر .

وحينما صمت حتى قالت تيارا بذهول يشوبه الحزن :
-
أوركيديا !! .

وكأن رويد يتحمل تلك الحقيقة فصرخ بأعلى صوته وقد تأكد من ما توصل إليه :
-
قسمأ بالله سأقتلكِ ... عن كل مافعلته لي سأجعلك تتمنين الموت ، حتى الموت سيكون راحة لكي ولن تناليه بسهولة ، لقد جربتني سابقًا أوركيديا ... زهرتي البرية وعلمتي أن رويد لا يحنث قسمًا قط .

اقتربت تيارا منه تربت على كتفه :
-
إهدأ سيدي .

نظر إليها رويد بعينان دامية تحمل من الغضب الكثير وقال بشراسة :

-
سأقتلها تيار أتسمعين .

تدخل تيم بإصرار :
-
بل أنا من سيقتلها .

وقف رويد في مواجهته قائلاً بشراسة :
-
بلى إنها لي .

رمقه تيم بتحدي وقد تملكه الإنتقام وقال :
-
بل إنها لي ، لقد دمرت عائلتي بأكملها .

وقفت تيارا بينهم قائلة بضيق :
-
إهدآ أنتما الإثنين ، الأمر ليس بهذه السهولة لتتشاجرا عليه .

ليستمع ثلاثتهم لغمغمة قوية من الخلف فالتفتوا ورأوا كنان على حاله فسأل تيم :
-
من هذا ؟! .

رفعت تيارا كفها للأعلى قليلاً لتنهي جمود كنان الذي بدأ يتحرك تجاه رويد لتقف تيارا أمامه وهي تهتف به :
-
انتظر .

وقف كنان مكانه ولم يتحرك بينما تقدم رويد قليلاً وبدأ بالحديث :
-
من أنت ولمَ كنت تريد قتلي ؟! .

رمقه كنان بغضب وهتف بسخرية :
-
حقاً لا تعرف … جئت أقتلك لأخذ بثأر عائلتي .

بدأ رويد يغضب فقال بعنف:
-
أخشى أني لا أعرفك حتى ، فكيف لك عندي ثأر يا هذا !! .

أقتربت تيارا من كنان بحذر لتردف:
-
هل تسمح لي بأن أضع يدي على رأسك قليلاً ، أظن أن هناك سوء فهم .

لم يرد كنان عليها فقد كان نظره معلق في اتجاه واحد ... تجاه رويد ، لذا لم يشعر بها وهي تضع يدها على رأسه وتتمتم ببعض الكلمات لتتدفق ذكرياته إليها ، فتراها أمامها كشريط مصور أو عرض لفيلم سينمائي .
إندهشت تيارا مما رأته ، فهي تعلم أن رويد لا يفعل شيئًا هكذا ، لتدرك أن تلك الذكريات المشوهة من فعل أوركيديا ، لذا قامت بتلاوة تعويذة أخرى أخرجت بها تلك الذكريات البشعة من رأسه ليسقط أرضًا فاقدًا الوعي .

بينما تيم ورويد يقفان مكانهما لا يفقهان شيء ، كادت أن تسقط هي الأخري من فرط التعب وإستهلاك طاقتها ، لكن قبل أن تسقط كان صدر تيم الأسرع لإحتواءها ، حملها بين ذراعيه وتوجه لأقرب مقعد أمامه وأجلسها عليه ، بينما حمل رويد كنان وسطحه على الأريكة .

بعد أن هدأت تيارا قليلاً بدأت تقص عليهما ما رأته داخل عقله ليشفق عليه رويد ويكرر بداخله " أنت أيضًا كنت لعبة بين يديها ... اللعنة عليها " .

________________________

ظلوا مكانهم فترة حتى أفاق كنان متعبًا وممسكًا برأسه ، فأقتربت منه تيارا سريعًا
لتتفاجأ بسؤاله :
-
أين أنا ومن أنتِ ؟! .

ابتسمت تيارا بهدوء وقالت :
-
اهدأ قليلاً ، سأخبرك بكل شيء

وقفا تيم ورريد من مجلسهما ونظرا له بإشفاق فسألهم كنان بتوجس :
-
لماذا تنظران إليّ هكذا ، من أنتم ؟!! .

ثم أشار إلى رويد قائلاً :
-
لماذا تبدو مألوفًا لي ؟؟ .

وضعت تيارا كفها على كتفه - تحت أنظار تيم المشتعلة - تربت عليه وقالت :
-
سأخبرك بكل شيء .

-
تفضلى .

بدأت تيارا تقص له عن أوركيديا وسيطرتها على عقله ، حتى تلك الذكريات المشوهة التي رأتها داخل رأسه ثم انتقلت بحديثها إلي رويد وقصة عائلته والعداوة منذ عصور بينهم وبينها ثم حقيقة تيم وتكمل في الأخير :
-
أنت الآن مشوش ، ستتذكر بعض الأحداث ، لكن الأهم من ذلك أنها تسيطر عليك لتفعل كل تلك الأمور وأنا الآن قطعت هذا الإتصال بينكما ...

لتنتهي من حديثها وتتركه يحاول إستيعاب كل ما مر به ، كان كنان ينظر لهم بعدم فهم ، فقد تزاحمت الأفكار في رأسه حد الجنون لدرجة شعوره بأنها
ستنفجر ، بالفعل تذكر فاتنة برداء أحمر ، تذكر ما كان يفعل ، الأشخاص الذين قتلهم فوقف من مجلسه وصرخ بغضب :
-
لقد كنت بين يديها كبيدق تحركه كيفما تشاء ، لقد جعلتني أقتل... .

نظر لكفيه المفرودان أمامه يكمل :
-
يداي الملطخة بالدماء ، هي السبب بـ... .

قطعت تيارا صراخه قائلة بهدوء :
-
هون عليك ، فأنت لم تكن تعلم .

نظر لها كنان وصرخ بغضب عارم :
-
إنها أسوأ من يسير على الأرض ... فهي كالشياطين

ليعلق رويد بخفوت أستمع له ثلاثتهم :
-
وكم أحب أن أحاربهم !!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 03:11 PM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر
____________________

بداية اللعنة إمرأة..
ونهايتها أيضًا إمرأة ..
حاذر من غضب حواء..
فغضبها لعنة..
وحزنها لعنة..
وبكائها لعنة..
وهي لا تبكي ، إذن لا يوجد لعنة..
أنت مخطئ يا عزيزي..
فهي بنفسها تكون لعنة.. .

_________________________

الأحاسيس تكون معدية في بعض الأحيان ، لكن في نفس اللحظة نشعر بنفس الشعور لنتفق على شيئًا واحد
الإنتقام شر … لكن هل الإنتقام ممن آذوك يندرح تحت مبدأ الشرور ... أما العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم !! .

اجتمع ثلاثتهم على مبدأ واحد هو الإنتقام مِن مَن دخلت حياتهم فقلبتها رأسًا على عقب .
أحدهم جعلته قاتل دون رحمة ، وآخر قتلت والده بدم بارد ، وأخير قلبت حياة عائلته لقرن كامل !! .

يجتمع رويد وتيم وكنان وبينهم تجلس تيارا وجوانة التي اتصل بها تيم لتحضر بعد أن شرح لها كل شيء ، ليبدأ كنان الحديث ويسأل تيارا بقلق :
-
هل تلك المرأة بإمكانها معاودة السيطرة علي مرة اخرى .

نظرت تيارا له وقالت بتروي :
-
بالطبع تستطيع هي أوركيديا … أنا فقط قمت بتعطيلها ولكن ليس لفترة طويلة ، تلك اللعنة لن تنتهي إلا بموتها ، أو أن تنهيها هي بنفسها .

-
إذن فلتمت .

كان هذا رأى رويد الذي لا يخالفه فيه أحد ،
سأل تيم تيارا وهو لايطيق النظر إليها بعد آخر موقف بينهم ، وظهور حقيقة جديدة بأن لها شخصية أخرى لم يكن يعلم عنها شيئًا فكيف كانت ستكون زوجته :
-
وأنا آنسة تيارا وعائلتي ، هل هناك أمل أن نعود إناس طبيعين مرة أخرى .

زفرت تيارا بإستياء من لقب آنسة الذي أطلقه عليها وقالت له ونظرها مثبت عليه :
-
ربما ! .

فتحدثت جوانة ببعض الأمل :
-
ربما .. هل هناك طريقة نستطيع بها إنهاء ذلك الأمر !؟ .

نظرت لها وقالت بعدم تأكد :
-
لا يوجد لعنة ليس لها طريقة إبطال ، لكن هذا الكتاب... .
وأشارت إلى الصندوق وأكملت :
-
ربما يحوي الكثير من الأسرار والحلول .

وقف رويد من مجلسه وأحضر بعض المخطوطات ووضعها أمام تيارا قائلاً :
-
تلك المخطوطات قد جمعتها طوال خمس سنوات ، لمحاولة فتح هذا الكتاب والعثور على قاتلة أبي .

لتتحول ملامح وجهه للغضب وتحمر عيناه يكمل قائلاً :
-
والتي أصبحت معروفة لي ... لا أحتاج إليه الان، فلتجربي الأمر لتري إن كان بإستطاعتك فتحه أم لا .

تفحصت تيارا المخطوطات قليلاً ثم نظرت لرويد الذي عاود الجلوس وقالت :
-
حتى وإن كانت تحتوي على السر ، أنا ليس لدى القوة لفتحه ، فتلك القوى فقط تكون لدى أوركيديا و ... .

ثم نظرت تلقائيًا لتيم لتكمل :
-
أو تاليا .

ليتفاجأ تيم ويقول :
-
أمي !!! .

لتعلق جوانة قائلة :
-
هل تاليا تستطيع إبطال اللعنة !؟ ، مافهمته من تيم أن ذلك الكتاب كان في عالمنا ، إذن لماذا لم تفعلها منذ قرن مضى أو حتى بعد أن أحبت بيجاد .

أخذت تيارا تفكر قليلاً والجميع ينتظر منها الإجابة لتقول :
-
من الممكن أن تحتاج تلك اللعنة إلى دماء من أطلقها .

رفعت جوانة حاجبيها وقالت بهدوء :
-
وإن يكن .

نظرت لها تيارا بضيق وقالت :
-
وهل كانت تقتل شقيقتها !! ، لا تنسي أن حماكِ العزيز قد قتل ابنها وزوجها تنفيذًا لقانون ظالم .

وقف تيم من مجلسه وصرخ بها :
-
هل تدافعين عنها .

رمقته تيارا بغضب وصرخت به هي الأخرى :
-
أنا لا ادافع عنها ، ولا تنسى أن نفس القانون نُفذ على والديك ، وهذا القانون... .

توقفت عما كانت ستقوله ، فصممت مجبرة تكمل بداخلها " هو الذي سيحكم على علاقتنا " !! .
هدأ صوتها وأخفضت بصرها عنه وقالت بهدوء :
-
هذا القانون كان ظالمًا ومازال .

لم يأبى تيم لها ولا لهدوءها المفاجئ وقال بغضب :
-
تلك المرأة أضرت بنو جنسي لتحولهم إلى وحوش .

رمقته بسخرية وقال :
-
تلك المرأة خالتك إن لم تكن تعلم .

أغاظته نظرتها له وحديثها هذا فرفع أصبعه أمامها وقال منفعلاً :
-
الذي يتجه للشرور وللطريق المظلم لا عقاب له سوى الموت ، ولا يستحق شفاعة أو شفقة من أحد .

ولم يكن إلا كنان أن يوقف شجارهم السخيف :
-
توقفا أنتما الإثنان ، فيماذا تتحدثان ، هل تتناقشان في أن تقتل أم لا .

لترد تيارا :
-
أنا لم أقل هذا .

ليعلو صوت كنان صائحًا بها :
-
إذن اصمتي ودعي الأمر للرجال .

ليصرخا به تيم ورويد في نفس الوقت :
-
لاتصرخ في وجهها هكذا .

رمقهما كنان بغيظ هاتفًا :
-
حقًا ! .
رمقه الأثنان بضيق ، فزفر الأخير بحنق ، بينما نظرت تيارا إلى تيم ببسمة فرحة ، فها هو لم يتحمل أن يصرخ بها غيره ، إذن هو لايزال يحبها ، وستفعل المستحيل كي تجعله كما آخر لقاء،لهما وتسترده ، خرجت من شرودها بها صوت رويد الساخر :
-
هل انتهيتي من التحديق به ! .

نقلت بصرها له وتنحنحت بخجل قبل أن تقول:
-
لنهدأ قليلاً ونجلس بهدوء كي نضع الخطة المناسبة .

علق رويد :
-
ولما خطة ؟! ، سأقتلها وإنتهى الأمر .

تحدث كنان بعند :
-
بل إن قلتلها إحد سيكون أنا .

رمقه رويد بسخرية وقال :
-
أنت من سيطرت عليك لتفعل ما تريده هي تريد أن تقتلها ! .

رفع له كنان حاجبه وقال بسخرية :
-
لا تنسى أنه لولا حماية تيارا لك لسيطرت عليك أيضًا .

زمجر رويد بغضب ، ووقف من مجلسه يتجه ناحيته بغضب بينما نظر له كنان بجسد مشدود ، فوقف تيم أمام رويد قائلاً :
-
إهدأ رويد ليس هذا وقته ، هدفنا كلنا واحد .

لوى رويد فمه وقال :
-
رويد !! .

رمقه تيم مذهولاً ، فضرب كنان كفًا بآخر ثم قال لتيارا :
-
آنسة تيارا هلا تجلسين وتخبرينا كيف نعثر على تلك المرأة .

قبضت ملامح تيارا لتقول :
-
العثور على أوركيديا ليس بالسهولة التي تتوقعونها ، نعم لقد سحبوا منها قواها في الماضي لكن أرى الآن أنها إستعادت بعضها مرة أخرى .

هتف بها رويد والغضب مازال يغمره :
-
ألستي ساحرة أيضًا .

-
بلى .. لكني لست بقوتها ، لكن هناك حل آخر .

نظر لها الجميع بترقب وسألوا عنه فقالت لهم :
-
أن تأتي هي إلينا ، هي لم تحصل على الكتاب بعد .

سألها كنان مستفهمًا :
-
إذن ماذا ستنتظر ؟! .

-
أوركيديا ليست غبية لتلقي نفسها بيننا مرة أخرى ، وخاصةً في وجود تيم وجوانة .

-
إذن ما الحل ؟ .

كان السؤال صادر من رويد فأجابته تيارا بتلقايئة :
-
بالتأكيد ستستخدم أحد بيادقها للحصول على الكتاب .

توجس ثلاثتهم بينما هتف تيم :
-
من ؟! .

لتشير تيارا لكنان ، فيقول مذهولاً :
-
أنا ! .

اومأت بتأكيد فسألها كنان بقلق :
-
كيف سيحدث هذا ؟! .

-
أنظروا هدفنا جميعًا هو قتل أوركيديا ، لكن قبلاً تحرير تيم وعائلته ، لذلك لابد أن نذهب للمكان الذى حدث فيه كل شيء .

وبعد صمت جوانة الطويل هتفت بشوق :
-
هل سنعود بالفعل .
اومأت لها تيارا ببسمة متفهمة فأدمعت عيناها وقالت ببهجة :
-
لقد اشتقت لجود كثيرًا .

أقترب منها تيم وجلس بجانبها يعانقها ، بينما أكملت تيارا :
-
الذهاب هناك شيء ضروري بالطبع ، أولاً لفك حقل الطاقة الخاص بالكتاب عن طريق خالتي تاليا ، ثانيًا هدف أوركيديا من الكتاب هو الرجوع مرة أخرى وتلك المرة ستنتقم من الجميع ، وهناك سنكون أقوى بمن حولنا وبأهلي .

-
وكيف ستعرف أننا نسافر مرة أخرى ؟! .

كان هذا السؤال صادراً من كنان ، فأجابت تيارا ببساطة :
-
من خلالك ، قلت لك سابقًا أن سيطرتها عليك دائمة ، ولن تنتهي سوى بموتها ، لذلك ستعرف تحركاتنا عن طريقك وهناك ينتهي كل شيء .

-
أنتى حقا تمزحين ، لن أسمح لتلك المرأة أن تسيطر على عقلي مرة أخرى ،لقد رأيتي بعينيك بشاعة ماجعلتني أفعله .

نظر له رويد بتفهم وقال بهدوء :
-
ألا تريد أن تتنقم لذلك .

-
بلى ... لكن ليس من تلك الناحية .

طمئنته تيارا قائلة :
-
لاتقلق سأكون بجوارك وداخل عقلك لأعلم ماذا تريد منك بالتحديد .

لوى كنان فمه بسخرية وقال :
-
أنتِ أيضًا داخل عقلي ، بالتأكيد سأجن بنهاية هذا الأمر .

جلس رويد مرة أخرى وهتف بسخرية :
-
أتمنى ذلك من كل قلبي .

نظر إليه كنان شزرًا ، ليتوتر الجو بينهم بعداوة غير مبررة لتتدخل جوانة متسائلة :
-
وهل العبور لعالمي سهل ، أعني هل تستطيعين فعلها .

اومأت تيارا رأسها في زهو وقالت :
-
نحن نملك المفاتيح التي تجعله سهلاً .

أنتبه الجميع لها بتسائل فأكملت :
-
قلادة روندا التي يملكها رويد وقلادة تاليا التي يملكها تيم .

وقف رويد قائلاً :
-
إذن لابد لنا من الرحيل دون ضياع أي وقت ، فأنا لن أستطيع إحتمال ذلك البركان بداخلي أكثر من هذا ، أريد أن أرى دمائها بين يداي .

لكن بداخله كان يصرخ أن قلبه لا يحتمل كل هذا ، أمن أحبها بصدق فعلت به كل هذا !؟ هل يعتقد أن بموتها سيستريح ؟!
أخرجه من شروده قول كنان :
-
لكني أحتاج بعض الوقت لترتيب بعض الأمور .

أجابه رويد بنية إغاظته :
-
لا تتأخر وإلا لن ننتظر أحد .

نظر إليه كنان بغيظ وحرك رأسه يمينًا ويسارًا بنزق ثم قال :
-
لا تقلق .

قطعت جوانة نظراتها المشحونة بعناد قائلة بلهفة :
-
لا تتأخر ، لن أستطيع الإنتظار أكثر .

اومأ كنان رأسه بابتسامة ثم رحل ، فحدثها تيم ببعض الغيرة :
-
هل اشتقت إليه .

تنهدت جوانة بشوق ولوعة هامسة بخفوت :
-
بل أفتقده وبشدة تيم .

________________________

عادت إلى مسكنها يشوبها الغضب ، أن ترى صنيعة يديها ليزلزلها وجوده ، الكتاب الذي كان بين يديها ، الذي سيجعلها تعود وبقوة لتقضي عليهم جميعًا ، تقضي على الملك وأبنائه ، تقضي على أهلها لتخليهم عنها ، من أخذوا منها قوتها ليتركوها ضعيفة ، هشة وحيدة .
جلست وبدأت بالهدوء ، فاستجمعت قواها لتراقبهم عن طريق كنان .
أغلقت جفنيها تجميع شتات تفكيرها ، لكنها أنتفضت من مكانها غاضبة ، وبدأت تتحرك كنمر جائع أصابه الجنون ، هل بالفعل فقدت سيطرتها عليه !؟

أخذت تصرخ ، تسب وتلعن ثم تهدأ وتعود لتفكر ، كان هو ورقتها الرابحة في ظل ما يحدث ، كي تحركه كيفما تشاء ، كي تكون وراء الستار وتحصل على ما تريد ، لعنة وضعتها لتسيطر على عقله وترغمه للإذعان إلى أوامرها ، لكن تبخرت لعنتها وذهبت أدراج الرياح ، والسبب ... تيارا .

أخذت تضرب كل ما يقابلها وهي تصرخ بقسم أنها ستعيد سيطرتها عليه مرة أخرى ، بل وسيأتي لها بالكتاب وحينها لن ترحم أحدًا ، ستجعلهم يأتون لها راكعين مقبلين قدميا ، و ستفصل رؤوسهم عن أجسادهم وهي تبتسم لهم وحينها سوف ترى من الفائز !! .

_____________________

ترك كنان رويد وهو يجهز للسفر من ترتيب ما يحتاجونه والطائرة ، وذهب ليفعل أمر لن يرتاح إلا به .
ليتصل بصديقة ويطلب منه الحضور في أسرع وقت ، وبالفعل لم يمر ساعة حتى سمع كنان رنين جرس الباب ، ليذهب ويفتح الباب وما لبث أن عانقه بشدة ، قلق عليه أيهم وسأله بقلق :
-
مابك كنان ، هيئتك لاتبشر بالخير .

أبتعد كنان عنه وقال :
-
نجلس أولاً وسأقص لك كل شيء .

دخلا وأغلقا الباب ، ثم توجها لغرفة المعيشة ويجلسا على الأريكة ، ليتحدث كنان بنبرة جعلت من أيهم يقلق أكثر :
-
أيهم لقد حدثت معي أشياء كثيرة في الفترة السابقة ، أشياء تجعلني أتمنى لو لم أفعلها يومًا ، حتى وإن لم تكن بقصدي لكنها تظل أسوأ .

قطب أيهم جبهته بعدم فهم وقال :
-
ما الأمر كنان ؟! ، أخبرني بوضوح ولا تهمل شيئًا .

-
حسنًا سأخبرك ، لكن أولاً أريد أن أوصيك بشيء ، سأسافر قريبًا لأمر هام ولا أدري إن كنت سأعود أم لا ، لذا أريدك أن تتمم خطبتك بـتيا إن لم أعد فلن أأمن وجودها مع أحد غيرك .

ليستبد القلق بأيهم أكثر ويسأله :
-
ماذا يحدث معك ياصديقي ؟! .

قبل أن ينطق كنان بحرف واحد ظهرت هي من العدم ليلتفت كلاهما إليها بصدمة ، فابتسمت أوركيديا بمكر وقال :
-
لقد عدت كناني ، لقد استغنيت عني ، لكني لا أستطيع الإبتعاد عنك أبدًا .

جز كنان على أسنانه من الغضب ، يريد أن يفتك بها ، لكن كما أوضحت تيارا له أن أحدًا منهم لن يقدر عليها ليختار الصمت ، في حين تسائل أيهم بتوجس :
-
من أنتِ ؟! .

نقلت بصرها نحو أيهم وقالت :
-
أنت لا تعرف هويتي ، فدعني أعرفك بنفسي ... انا أوركيديا .

ليسألها ايهم مجددًا :
-
و ماذا تفعلين هنا بل كيف دخلتي من الأساس .

أختفت بسمتها وقالت بصياح غاضب :
-
ليس من شأنك .

لم يهتم بصراخها وألتفت ايهم لصديقه يسأله :
-
من تلك المرأة ؟ ، هل تعرفها ؟ .

لكن كنان لم يسمعه من الأساس ، فقد كان ينظر لها بغموض وسألها :
-
لمَ عدتِ ؟! .

جلست أمامهما على الأريكة تضع ساق على الأخرى وتردف :
-
اللعبة لم تنتهي بعد وأنت... .

قاطعها كنان هاتفًا بسخط :
-
لقد تخلصت من سحركِ ولعنتكِ ولا أريد رؤية وجهك هذا مرة أخرى .

رفعت كفها أمام وجهه ونظرت لأناملها بلامبالاة قائلة :
-
عذرًا يا عزيزي لست أنت من تضع النهاية .

وقبل أن يتحدث كنان مرة أخرى قاطعه أيهم قائلاً :
-
اخبرني من هذه وكيف تعرفها وعن أي لعنة تتحدث ؟! .

أنزلت أوركيديا كفها بملل ونظرت له قائلة :
-
إنك كثير الأسئلة وأنا أكره هذا ،هلا صمت رجاءًا .

ليصرخ بها كنان :
-
فقط ارحلي من هنا .

وقفت من مجلسها بغضب هاتفة بنبرة مخيفة :
-
لن أفعل قبل أن تُنهي مهتمك أولاً .

زفر كنان بضيق قبل أن يصرخ بها :
-
مهمة ! ، عن أي مهمة تتحدثين ، لقد جعلتي مني قاتلاً وبكل برود تطلبين تنفيذ أوامرك ، لا هذا لن يحدث .

وقبل أن تتحدث أوركيديا قاطعها أيهم مرة أخرى قائلاً بعدم فهم :
-
قاتل !؟ ، كنان حبًا في الله أخبرني مالذي يحدث هنا ؟ .

غضبت أوركيديا من هذا المتطفل فبدأت بترتيل إحدى تعاويذها مرة أخرى وهي ترفع كفه لتحركه ، بينما عينيها بلون الدماء ولكن هذه المرة لم تكن موجهة لكنان بل وجهتها إلى أيهم الذي أرتفع عن الأرض في لحظات ، لتضم كفها في هيئة قبضة لتبدو وكأنها تمسك قلبه بين راحتيها وتضغط عليه ثم تفتحها مرة أخرى ، وتعود إلى طبيعتها فيسقط جسد أيهم صريعًا بلا روح فيه !! .
بينما كنان ألجمته الصدمة ليجر قدماه تجاه صديقه ، جسى أمامه ووضع إصبعيه على رقبته ليجده قد مات بالفعل ، لتتحجر عيناه وهو يقترب منها بعنف يحاول إمساكها صارخًا بها :
-
لمَ فعلتي ذلك أيتها اللعينة.

نظرت له بغضب وقالت بسخط :
-
أنه كثير الاسئلة وأيضًا درس بسيط لك في حال رفضت تنفيذ أوامري .

لتقترب منه وتهمس في أذنه بفحيح :
-
كان مهمًا لديك .. أليس كذلك ، ولكن هناك أخرى لابد أن تخشى عليها أيضًا !! .

أبتعدت عنه وقد أرتسمت البسمة الخبيثة على ثغرها ، فهتف كنان بخوف " تيا " .
نظر لها بشراسة وصرخ بها :
-
قسمًا بربي إن أصابها سوء لن أرحمك .

ضحكت بسخرية وقالت :
-
إذن أترك نفسك لي .

وقبل أن يسألها عن مقصدها كانت تلتف حوله بردائها ليقيده وهو يصرخ فيها بجنون ، لتبدأ بإلقاء لعنتها عليه مرة أخرى فالغضب الموجود بعينيه وصراخه والكره ناحيتها يكفونها لإتمام السيطرة عليه مرة أخري .
وبعد أن إنتهت من إلقاء لعنها حتى أختفت وتركته هو يعاني .

___________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 03:14 PM   #17

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس عشر
__________________

النهاية تطرق الأبواب..
حانت اللحظات الأخيرة لنغلق كتابنا..
لكن قبلها لنجمع شتات الماضي..
ولنملأ قلوبنا بالخير ونفتح الباب..
لننفض ثري الماضي عن أعيننا .
ونعانق الحاضر..
ونبتسم لمستقبل نتمناه بقلوبنا..
فاللعنات وُضعت لتنتهي !!.. .

_________________

مر يومين قام رويد فيهم بتجهيز كل ما سيحتاجونه للرحلة من طائرته الخاصة لسلاح عمه القديم ، و تيارا معه لا تفارقه ، وأهم ما على تلك االطائرة هو الصندوق الذى يحمل الكتاب الذي به سوف ينتهي كل شيء .
في الطائرة ، أجتمع رويد وتيم و تيارا وجوانة وكنان الذي ما إن وصل إليهم حتى شعرت تيارا بطاقة منبعثة منه لتسرع بإخبار رويد وهي تهمس له بعيدًا عن مسامع الجميع ولكن لاحظهما تيم ليصك على أسنانه بغيظ ، لتبتسم جوانة على هيئته فالغيرة واضحة على ملامحه للأعمى ، فهمست بداخلها بحنان "وأخيراً دق قلبك للحب طفلي " .
أخبرها رويد بما يجب عليها فعله ، لتذهب تيارا وتجلس مكانها حتى وصلوا .

مرت الرحلة بهدوء ، وأخيراً وصلوا إلى سيبيريا ، وبعد أن هبطت الطائرة واصلوا السير حتى وصلوا إلى أطراف الغابة لتتخذ تيارا مكانها وهي ترفع يديها وتبدأ بترتيل بعض الكلمات الغريبة ، لتشع عيناها بوميض أزرق ثم ترتفع بضع سنتيمترات عن الأرض ليزداد حدة صوتها ويعلو .

دقائق حتى فُتحت لهم البوابة ، بوابة موازية تربط بين العالمين جعلت من عينين كنان وتيم تتجحظان بإنبهار ، وفاهما يردد كلمات دهشة ، عبروا جميعهم وتيارا هي التي تحمل الصندوق في حقيبة ظهرها .

أنتظرت لبعض الوقت ثم أغلقت البوابة بنفس الطريقة كما خططت مع رويد لتعطي تيم القلادة ليرتديها سريعًا بعد أن بدأت علامات التحول في الظهور عليه ، فهو لم يستطع بعد التحكم في ذلك الأمر .

ليدخلوا بخطوات قلقة على جميعهم ، إلا جوانة التي أغلقت جفنيها تستنشق رائحة عبق أرضها بعد غياب دام طويلاً … وهناك كانت البداية !! .

عالم آخر..
بشر مستذئبون..
أو ربما ذئاب بشرية ، من يدري !! .

وقفت تيارا أمام كنان ورتلت بعض الكلمات كي تعطل تعويذة أوركيديا المسيطرة عليه لبعض الوقت ، وحينما انتهت شعر الأخير بالتيه والضياع واضعًا كفيه على رأسه مجبرًا نفسه على الثبات ، ليقترب منه تيم بهدوء ويهدأه حتى لا يضعف ويفزع .

اختارت تيارا بقعة بعيدة قليلاً ، جلست على الأرض وأخرجت قلادة رواندا التي أعطاها لها رويد ، وطلبت من تيم قلادته فخلعها عن رقبته وأعطاها لها لتسرع بوضع كلتاهما معًا ثم بدأت بترتيل تعويذة خاصة وجفنيها مغلقين كي تعلم مكان تاليا وزوجها ، وبعد عدة ثوانٍ فتحت عينيها ثم وقفت واتجهت لجوانة تضع كفها على رأسها كي تريها المكان ؛ فهي من تلك المدينة وبالتأكيد تعرف ضواحيها ، حتى وإن لم تزر إياها منذ سنوات لكن تزال مسقط رأسها ، لتبتعد عنها سريعًا مهرولة على تيم تضع القلادة حول رقبته ، فيعود إلى طبيعته ، لتبتسم له بحب فيبادلها بنظرة باردة فجائهما صوت جوانة من خلفهما :
-
لقد علمت مكانهم ، ومن حسن الحظ أنهم بمكان قريب من هنا .

تقدم رويد لهما وقال :
-
لنتحرك إذًا ، لا وقت لدينا .

سارت جوانة ليتبعها الآخرين وهم يتلفتون حولهم خوفًا من أن يظهر أمامهم شيئًا لا يتوقعونه .

بعد قرابة العشرون دقيقة من السير ، توقفت جوانة في المكان التي أرته لها تيارا لكنهم تفاجئوا أنه لا يوجد شيء ، ليشعروا بخيبة أمل ، فتقول تيارا :

-
أنا أثق أن هذا هو المكان ، أليس كذلك جوانة .

أنهت حديثها بسؤال فتجيبها جوانة بتأكيد :
-
نعم تيارا .

فابتسمت تيارا قائلة بحماس :
-
بالطبع إنها خالتي تاليا .

لينظروا إليها بعدم فهم لتكمل :
-
لن تترك المكان مرئي للجميع .

وبحركه واحدة من كفيها كان يظهر أمامهم كوخ غريب الشكل ، لتشعر من تسكنه بشيء لتفتح بابه وتنظر أمامها ، لتجد إمرأتين وثلاث رجال لتقف أمامهم المرأة ذات الملامح الهادئة ، تحمل عينان خضروتان وشعر برتقالي يختفي خلف وشاح شفاف ، إمرأة لاتكفي الكلمات لوصف جمالها ، لا يبدو عليها تقدم العمر ، وما إن وقعت عينيها على جوانة حتى توقف الكلام بفمها وجحظت عينيها من الصدمة ، لتهتف جوانة بابتسامة :

-
وها نحن إلتقينا مجددًا تاليا .

تقدمت تاليا بضع خطوات هاتفة بحذر :
-
جوانة! ، نعم أنتِ جوانة ، ولكن كيف ذلك ، كيف دخلتي إلى هنا مرة أخرى ؟! .

-
ستعرفين كل شيء ، لكن أولاً أريدك أن تقابلي شخصٍ ما .

ثم نظرت خلفها تحث تيم على التقدم ، بينما نظرت تاليا خلف جوانة ، لترى شاب ضخم البنية ، يحمل من ملامحها الكثير ، يتقدم لها بنظرات متضاربة ومشاعر متهافتة لا يعلم لأيٍ منهم سيقع أسير ، فكم تمنى أن يكون له أسرة ، والدة حنونة تغمره بحنانها وعطفها ، ووالد محب يُشعره بالأمان والألفة ، صحيح أن جوانة لم تدخر من حنانها شيء وغمرته بحنان الأم وأمان الأب ، ألا أن مكانة والديه لهما مذاقٍ خاص .

وقف أمام تاليا بنظرات لامعة ينظر لوجهها بتفحص ، بينما تنظر له تاليا بعينان يغشاها الدموع ، لتفك أسرهما وتسقط أول دمعاتها على وجنتيها ، رفعت كفها لجانب وجهه تتلمسه بحنان فمال بوجهه تلقائيًا على كفها يستشعر لمستها التي حُرم منها لسنوات تماثل سنوات عمره .
ولم تمر ثوانٍ حتى كان بين ذراعيها يعانقها بقوة يستشعر وجودها ، فلفت هي ذراعيها حوله بشغف ، شوق ، عاطفة ، وإحتياج للشعور به بجانبها و بين ذراعيها بعد عمر كامل قضته أسيرة الهروب من قانون يقتل أرواحًا بريئة ، أرواحًا لا تتح لهم الفرصة برؤية أمهاتهم ، قانون يغرس الأسهم في قلوب أمهاتهم وأبائهم ، قانون جعل الخوف الشعور الرئيسي لكل فرد من أفراد الشعب ، قانون خلق الكراهية بين الحاكم والمحكوم ، وبخضم هذا كله فقدت ابنها الوحيد ، ولم يكونا وحدهما المتأثران بلقائهما بعد فراق دام لعشر عقود ، بل من حولهما وخصوصًا تيارا وجوانة .

ابتعدت تاليا عن صدره الدافئ وضمت وجهه بين راحتيها تسمح لعينيها أن تشبع شوق بعده عنها ، ليأتي زوجها - والذي تماثل بنيته بنية تيم لكن أكبر بقليل - بهذه اللحظة ويرى غرباء لا يعلمهم بعيدًا عن واحدة لم يلحظها فقد كانت تختفي خلف بنية تيم ، وقف بجانب زوجته وسألها بتوجس :
-
من هؤلاء تاليا ؟! .

ابتعدت جوانة من خلف تيم كي تظهر له هاتفة بسعادة :
-
إنها أنا بيجاد ، الحاملة لأمانتك .

وما إن رآها حتى توسعت عيناه بصدمة قائلاً :
-
جوانة ؟ ... ولكن كيف !؟ .

وقبل أن تجيبه جوانة سبقتها تاليا وهي تقول بنبرة باكية يغلبها البهجة :

-
أنظر هنا بيجاد ، إنه تيم عزيزنا ، لقد أخبرتك أنه سيأتي اليوم الذي أضمه لصدري ولم تصدقني ، أرأيت لقد عاد ولدي إلى أحضاني .

تحول نظر بيجاد لمن تحتويه زوجته ليرى نسخة رجولية من زوجته بخلاف بنيته التي تشبهه لحد كبير وخصلات شعره ، وبتلك اللحظة همس تيم بشوق :
-
أبي .

وكأن تلك الأحرف الثلاثة من قصمت ظهر البعير ، فأنتشله من بين ذراعي زوجته يعانقه بقوة كادت تحطم ضلوعه ، لتنضم لهم تاليا في عناق عائلي ، ظلوا على وضعهم لبضع دقائق ثم ابتعدوا عن بعضهما ، فبدأت جوانة تعرف من معها على تاليا وبيجاد .

قادهم بيجاد إلى داخل الكوخ ثم أقفل الباب ، ليجلسوا جميعًا بردهة الكوخ ، وهنا كان لرويد البداية في الحديث حيث أخبرهم عن أسرته وقتل أوركيديا لهم ، ثم لعبتها لتحصل على الكتاب ، وعند ذكر الكتاب أخرجته تيارا من حقيبتها وأعطته لتاليا ثم تحدثت عن ما حدث في قبو عائلة غياث تلك الليلة عندما هاجمتهم أوركيديا ومحاولتها لأخذ الكتاب ألا أنها لم تستطع ، ثم قصت عليهم ما فعلته بكنان ، فنظرت لها تاليا بتمعن قائلة :
-
أحسنتي تيارا ، يبدو أنه تم تدريبك جيدًا ، فقد أوقفتِ سيطرتها عليه .

ابتسمت تيارا برقة قائلة :
- [IMG]file:///C:\Users\PROFES~1\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\ 01\clip_image001.gif[/IMG]
لكي خالتي ، ولكننا لا نعرف الآن ما علينا فعله فنحن لم نستطع فتح الصندوق لنقرأ ما يحتويه هذا الكتاب .

ابتسمت تاليا تقول :
-
أستطيع فعلها لا تقلقي .

تحدث تيم بدوره :
-
حسنًا أمي ، لقد اخبرتنا تيارا بأننا نستطيع كسر تلك اللعنة للأبد .

لينظر لها بيجاد ويسألها :
-
هل هناك طريقة نستطيع بها كسر اللعنة .

صمتت تاليا عمدًا فنهرها بيجاد :
-
تحدثي تاليا .

تنهدت بألم قبل أن تقول :
-
ما من لعنة لا يمكن إبطالها... .

قطع بيجاد حديثها واقفًا من مجلسه وهتف بها بغضب :
-
ولماذا لم تفعليها سابقًا ؟! .

أقترب منه تيم وأمسك ذراعه يقول :
-
اهدأ من فضلك أبي .

لتتحدث تاليا بهدوء :
-
لم أستطع حينها فتح الكتاب ليصدق حدسي وقتها .

ليسألها بيجاد :
-
وماهو ؟ .

لترد تيارا بدلاً عنها :
-
يحتاج الأمر لدماء أوركيديا .

-
وإن يكن .

هتف بها بيجاد فنظرت له تاليا بحزن وقالت :
-
هل كنت تريد ان أقتل أختي بعد أن قتل ابنها وزوجها أمام عينيها ، بالطبع لم أستطع ، لكننا تخلينا عنها وكان هذا يكفي .

ليهتف بغضب :
-
يكفي أن نتعذب جميعًا طوال قرن كامل ..

ليتدخل رويد :
-
اهدأ سيد بيجاد الكلام فيما مضى لن يفيدنا الآن .

سحبه تيم من يده وأجلسه قائلاً :
-
أبي من فضلك لا أريد لشيء أن يعكر صفو علاقتكم فلقد مررتما بالكثير ، وما حدث كان مكتوبًا ، وأمي لم تكن تعلم أنها ستحبك وتنجبني ،إذن دعنا ننسى الماضي ونركز فيما نفعل.

نظر لها بيجاد بأسف فأومأت تاليا برأسها بأنها تتفهم مشاعره تلك ..

تحدث كنان بعدم صبر :
-
هلا نرى ماذا نفعل ، فالوقت يمر .

تنهدت تاليا بقلة حيلة ثم سحبت كفيها وأمسكت بالكتاب الذي على فخذها واقفة وبدأت بترتيل كلمات تحفظها عن ظهر قلب لا يعلمها سوى هي ورواندا وأوركيديا ، وبعد عدة دقائق أرتفع الكتاب للأعلى ثم فُتح وظهرت أولى صفحاته والتي كانت فارغة ، ثم مالبث أن ظهرت الأحرف لتتكون كلمة والكلمة صارت كلمات لتصبح جملة
"
لعنة القمر لن تنتهي سوى بدمائها "
ليصدق حدسها ، وتختفي الكلمات مرة أخرى وسط ذهول الجميع ثم يسقط الكتاب أرضًا وتغلق صفحاته أمامهم ، وكانت ستتبعه تاليا بالسقوط من التعب بعد أن فتحته ، لتشعر بيدين تمسكان بها من الجانبين ، وقد كانا زوجها من جهة وولدها من الجهة الأخرى ، لتبتسم براحة يشوبها القلق من القادم .

لينظر لها بيجاد ويسألها :
-
ماذا ستفعلين الآن .

لتنظر إلى تيم وتقول :
-
من أجل ولدي سأفعل أي شيء ، وخاصةً أن أوركيديا غلفتها روح الإنتقام ولن تهدأ .

بعد أن شعرت تاليا بالراحة هتف تيم :
-
والآن يجدر بنا الذهاب للقصر ، فنحن نحتاج العون من الملك ليساعدنا في حربنا معها .

ظهرت علامات الذعر على وجه تاليا لتقول بخوف :
-
قصر ماذا !! ، انسى هذا ، نحن لم نقم بحمايتك كل هذه السنوات لتذهب إليهم بنفسك الآن ليقتلوك .

أمسك تيم كفها بدعم قائلاً :
-
اهدئي أمي ، صدقيني لن يمسوني بسوء أبدًا ، إنهم عائلتنا رغم كل شيء ، ونحن بحاجة لهم كما هم بحاجتنا لنكسر تلك اللعنة ونحيا بحرية أمي .

وحينما صمت تيم تحدث بيجاد وكفه يمسك بكفها الآخر :
-
تيم معه حق حبيبتي ، حان وقت المواجهة ، يكفينا هروبًا تاليا .

ورغمًا عنها ، همست بقلق :
-
لكنني خائفة .

ضم بيجاد وجهها بين راحتيه هامسًا لها :
-
لا تخافي عزيزتي ، سنكون بخير ، فقط لا تخافي وساندينا .

كانت خطة رويد تقتضي بأن يذهب هو و تيم ووالديه ومعهم جوانة إلي الملك لإقناعه بمساعدتهم ومسامحة ولده ، ليعود في كنف والده ، بينما تبقي تيارا وكنان لحماية الكتاب ، وافقه الجميع وبالفعل رحلوا تاركين خلفهم تيارا وكنان .

___________________

في مكان آخر .
كانت أوركيديا تصرخ بجنون فهي بعد أن عبرت معهم من البوابة فقدت أثرهم بعد أن فقدت سيطرتها على كنان لتلمع في ذهنها فكرة وتقسم بتنفيذها .

سرعان ما أختفت من مكانها لتكون في لحظات بجناح ابن الملك نعمان" طراد " الأمير الحالم بعرش والده ، لا تهمه أسرة ولا تهمه قواعد بقدر ما يهمه التاج والسلطة لذا فهو يبدو لها الشخص المناسب .

جلست تنتظر دخوله في أي لحظة وعيناها تتركزان على باب الجناح ، فهي شعرت بقدومه ، لذا ما إن أنفتح الباب وأطل هو حتى صُعق من رؤيتها مرة أخرى ليسرع بإغلاق الباب وهو يردف ببعض الخوف من وجودها هنا بالمملكة :
-
أوركيديا !؟ ، كيف دخلتي إلى هنا ؟!! .

ابتسمت أوركيديا بدهاء تحدثه وهي تقترب منه :
-
اهدأ عزيزي ، انا هنا من أجلك ، أتيت لمساعدتك .

ارتفع حاجبيه بتعجب قائلاً :

-
مساعدتي انا !! ، لكن كيف ذلك وأنتِ السبب في ما نحن فيه الآن .

وقفت أمامه وحاجبيها يرتفعان بتعجب مصطنع قائلة :
-
ماذا ؟! ، هل تخبرني أن القوة لا تعجبك .

تحولت نظرة طراد للحدة يهتف بها :
-
مالذي أتى بكِ هنا أوركيديا .

-
أردت تحذيرك من القادم .

تأفف بنزق هاتفًا :
-
وما هو القادم يا ترى .

طالعته أوركيديا بخبث تهمس بفحيح ثعبان:
-
بيجاد وتاليا وابنهما .

تجحطت أعين الآخر يصرخ بصدمة:
-
ماذا ؟! ، هل ابنهما مازال حيًا ؟! .

أكملت أوركيديا فحيحها هامسة :

-
أجل عزيزي ، كان موته مزيفًا ، وهم قادمون ، هذا إن لم يكونوا هنا الآن ، لقد عادوا ليستدرجوا عاطفة والدك نحو ابنه الغائب وحفيده الشاب ليأخذوا منك العرش .

تحولت نظرات طراد لغاضبة وقبض على كفيه يهتف بشراسة :
-
على جثتي أن يحدث هذا .

-
أنا أخبرتك بما سيحدث وأنت لك الحق في الإختيار إما أن تكون معي أو تقف منتظرًا مع الحاضرين لحظة تتويج شقيقك وامتلاكه السلطة .

صك على أسنانه وعيناه مثبتة على صورة والده المعلقة بالجدار خلفها ليهتف :
-
أنا معكي أوركيديا ، ومهما كلفني الأمر هذا العرش والتاج انا الأحق بهما لا هو .

تنهدت الأخرى بإريحية وعيناها لمعت بخبث تقول :
-
أحسنت صنعًا عزيزي ، والآن إليك ما سنفعله .

____________________

في ردهة القصر .
يجلس الملك النعمان - الذي غزاه الشيب لكن بنيته مازالت قوية - على عرشه وبجانبه جود يتحدثان وعلى جانبيه يقف حارسان .

دخل بيجاد وتاليا وجوانة وخلفهما تيم ورويد الردهة ، فلمحهما النعمان ليعتلي وجهه شوق كبير يحمله بين طيات قلبه ، ولكن سرعان ما تغير للغضب هاتفًا :
-
ماذا جاء بك لهنا أنت وهي .

ثم لاحظ جوانة - زوجة ولده الأصغر - بذات الوقت الذي ألتفت به جود ليقع نظره على من أشتاق لها بحد كبر العالم أجمعه ، لمعت عيناها بشوق هامسة بخفوت :
-
حبيبي. .

ثم ما لبثت أن ركضت إليه وهو يهبط درچ العرش مهرولاً عليها هاتفًا بإسمها ، إلتقفها بين ذراعيه يعانقها بتملك وشوق ، رفعها عن الأرض وذراعيه يضم جسدها لصدره بقوة هامسًا :
-
اشتقت لكِ متمردتي ، اشتقت لكِ حبيبتي .

تعلقت جوانة برقبته هامسة :
-
ليس بقدر إشتياقي لك يا محب لعائلتك .

ابتسم بحنو وقد تذكر تلك الجملة التي رمتها به قبل عشرون عاماً يعاود الهمس :
-
أحبكِ .

أنزلها كي تقف على قدميها وابتعد عنها قليلاً لكنها مازالت داخل أحضانه ، أتجهت نظرتها لتيم فرأته يبتسم لها مرسلاً لها قبلة ، فابتسمت بسعادة وعادت برأسها تتوسد صدر حبيبها .

نظر بيجاد لوالده بإحترام بعدما انحنى له ثم قال :
-
ألم يحن الوقت بعد كي يلين قلبك وتسامحنا .

وقف النعمان من مجلسه وصرخ بنبرة رعدية جعلت من تيم غاضبًا :
-
أي وقت هذا ، وعن ماذا سأسامحك ، على زواجك من ساحرة ومخالفة القوانين أم هروبك بعد موت ولدك .

كاد بيجاد يتحدث لكن أوقفه صوت تيم الحاد :
-
ولده لم يمت ، بل هو أمامك ... جدي .

تسمر النعمان مكانه بصدمة وهو يرى تيم يتقدم بضع خطوات ليقف بجانب والديه ، ليهتف النعمان بإستنكار :
-
كيف ذلك ، أخدعوني بموتك أيضًا.

وهنا جاء صوت زوجته " بيسان " بحدة :
-
لا تسميها خداع نعمان بل حماية حفيدك الثاني الذي كنت ستقتله بيديك من أجل قانون لعين ينهك قلب الأمهات ويهتك بأرواح صغار لا ذنب لهم بشيء .

-
أكنتي مشتركة معهما بذلك بيسان ؟! .

لم تجيبه بيسان بل تقدمت من تيم وأخذته بين ذراعيها من فورها تقول بشوق :
-
يا الله لقد كبير حفيدي وأصبح فارسًا قويًا .

بادلها تيم العناق بحنو هاتفًا :
-
آااااه جدتي .

ربتت بيسان على ظهره ثم ابتعدت عنه تمسح على وجهه بحنان هامسة بدعم :
-
لا تيأس أمام جدك ، فهو رغم غضبه ألا أنه يشعر بالضيق والحزن لما فعله معكما .

ابتسم تيم قائلاً :
-
لا تقلقي جدتي ، فانا لم آتِ لهنا كي أيأس بل كي نسترد جميعنا حياتنا الطبيعية دون أي لعنات .

ثم نظر لجده الواقف بصدمة شلت حواسه وقال بجدية :
-
أنظر جدي ، نحن جئنا كي نطلب الغفران عن ما حدث ، وكنا نأمل غفرانك ، لكن إن كنت لا تريد ذلك فدع خلافنا على جانب ، وأتحد معنا كي نتخلص من أوركيديا ولعنتها الملحقة بنا .

دقائق مرت عليهم والصمت سيدهم ، نعمان ينظر بينهم بحيرة ، والجميع ينظر له بترقب منتظرين موافقته ، فتحدث بيجاد أخيرًا :
-
لا وقت للتفكير أبي ، فحياة شعبنا التي تهمك للغاية متوقفة على مساعدتك لنا .

دقائق أخرى مرت وهو صامت ، لكنه تحدث أخيرًا بملامح صارمة ونظره معلق على رويد :
-
من يكون هذا الشاب .

ابتسم الجميع على سؤاله فهو ردًا على موافقته ، فأجابه بيجاد :
-
إنه صديق ، يود مساعدتنا لنعود إلى حياتنا .

نظر له الملك بعدم فهم ليكمل بيجاد :
-
أقصد أن بإمكاننا إنهاء تلك اللعنة والعودة إلى حياتنا .

-
وكيف ننهيها وتلك اللعينة اختفت .

هنا جاء دور رويد كي يتحدث ، فتقدم أتجاه الملك ثم قال :
-
لكنها هنا الآن ونستطيع تدميرها هذه المرة
، ولهذا نحن بحاجة مساعدتك سيدي .

ناظره النعمان بتسائل قائلاً :
-
وكيف ستكون مساعدتي لكم .

بدأ رويد يقص عليه الخطة ، ليوافق الملك على مساعدتهم وبالفعل أعدّ معهم جنوده ووضعهم تحت قيادة بيجاد وجود ليذهبوا جميعًا .

وعلى الجانب الآخر تجهز طراد أيضًا ومعه بعض الجنود ممن يرفضون كسر اللعنة وأعجبتهم القوة والسيطرة ، ليسقطوا تحت وطئة رغباتهم .
لكن لمن سيكون النصر ؟! .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 03:17 PM   #18

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس عشر

__________________

حانت المواجهة..
ومعها يحين وداعنا..
فاللقاء الأخير اقترب..
ولكل إنتقام توابعه..
والغضب سيد الموقف..
والخوف أزلناه من بين سطورنا..
لنسطر بأقلامنا أحداثًا..
تجعل العيون متيقظة للنهاية..
حيث لا سبيل سوى ... المواجهة..
اللقاء والمواجهة..
السعي للفوز..
السعي للانتصار..
كلاً يشحذ أسلحته..
كلا يشحن غضبه..
كي تأتي المواجهة ، فلا يخافوا أو يفروا.. .

_____________________

كانت تيارا جالسة بالكوخ تمسك الكتاب وكنان يجلس بجانبها دون حديث ، بينما هي تقلب صفحات الكتاب عسى أن تجد شيئًا يفيدها ، ولكن كل صفحاته كانت فارغة تمامًا ، الأمر الذي أثار الشك في قلب تيارا ، لتغلقه وتنظر إلى كنان لتجده شاردًا ينظر للفراغ لتسأله :
-
ما بك !! .

لم تستمع لردًا منه لتنكزه على كتفه برفق لينتبه لها ناظرًا لها بتسائل فعاودت سؤالها عليه ، وقبل أن يجيب كان يسقط على الأرض ممسكًا برأسه ويصرخ من الألم وكأن هناك شيئًا برأسه ، لتقترب منه بحذر فهي لا تدري ما أصابه .

ظل هكذا يمسك برأسه ويصرخ ويتلوي من الألم ثم وقف ثابتًا وكأن شيئًا لم يكن لتنظر له بفزع ، وقبل أن تتحدث كان يمسكها من رقبتها ضاغطًا عليها بحدة ، وعينيه بلون الدماء ، شعرت بالإختناق وبدأت بالسعال وقبضتيها تضربان يده كي يتركها ، فقذفها بنهاية الغرفة بقوة لتصطدم بالجدار الصلب وتسقط أرضًا تآن بألم ، بينما توجه كنان للكتاب الذي وقع من يدها وأخذه ثم ذهب خارج الكوخ .

ظلت أرضًا لدقائق تآن بألم غير قادرة على تحريك جسدها ، حتى فُتح الباب ودخلوا جميعًا وكان أول من ذهب إليها سريعًا هو تيم بعد رؤيتها على الأرض ليساعدها في رفع جسدها وهو يسأل بقلق :
-
تيارا مابكِ مالذي حدث لكِ !؟ .

تحدثت تيارا بنبرة مجهدة :
-
لقد سيطرت على كنان مرة أخرى تيم ، وقد هاجمني وأخذ الكتاب وذهب لها .

صك تيم على أسنانه يسب من بينهم بينما صرخ رويد :
-
لقد سبقتنا بخطوة ، كيف سنراقب كنان ، كيف سنعثر عليها الآن ، اللعنة عليها اللعنة .

أردفت تاليا على عجالة :
-
لابد أنها في الكهف القريب من الغابة هذا مكانها الدائم ، فهو بعيد ويمكنها تأدية طقوسها فيه كما تشاء .

-
إذًا علينا الإسراع إليها قبل أن تفعل شيئًا بكنان .

قالها رويد ليوافقه بيجاد هاتفًا :
-
هيا بنا إذًا .

ليستعد الجميع للذهاب بينما تقف تيارا أمام تيم وهى تقول :
-
لقد قلقت علي ؟! .

ابعد نظراته عنها وقال بلامبالاة مصطنعه :
-
مجرد رد فعل ، لا لشيء آخر .

مدت شفتيها كالأطفال ، تلك الحركة التي تثير الإرتباك داخله ، لتقول بوهن قد أنهك قلبها :
-
لا هذا لم يكن مجرد رد فعل هذا لأنك مازلت تحبني ، أقسم بأني لم أفعل شيئًا ، أثق أن براء قال لك شيئًا ، فهو كان يطاردني دائماً و بالتـ... .

قطع تيم حديثها بحدة :
-
لم يخبرني أحد شيء ، لقد سمعت بأذني .

توسعت عيناها بصدمة وقالت :
-
ماذا سمعت لتقول بأنني قمت بخيانتك وخداعك .

-
لايهم ماذا سمعت ، لذا مهما قلتي لن أكذب أذناي .

وضعت كفها على رأسه رغمًا عنه لترى كل شيء ، فابعدت كفها وهتفت بألم :
-
أقسم لك بأني لم أدخل لمكتب براء حينها ، قل لي هل رأيتني ، هل سمعت صوتي ، أقسم بحبي لك ، أقسم بحق المكان الذي سنذهب إليه الآن بأن ما أقوله أنا صحيح ، انظر في عيني وقل لي بأني أكذب.

نظر تيم داخل عيناها ورأى فيهما الصدق ، لتمر والدته بجانبه ويستمع لصوتها الروحي يحدثه " صدقها " ، ومن فوره أخذها بين ذراعيه يغرز وجهه بعنقها هامسًا :
-
اشتقت لك كثيرًا.

زفرت الهواء براحة هامسة :

-
أحبك تيم أحبك .

ثم لفت ذراعيها حوله تشدد عناقه لها ، تريد أن تبقى معه دائمًا ، وما إن لمحت رويد حتى أنتفضت من بين ذراعيه مبتلعة ريقها بخجل، فنظر لها تيم بنصف عين وقال :
-
هل تخافين منه ؟ .

همست بصوت خافت لم يسمعه سوى تيم :
-
بل إنه إحترام .

لتركض للخارج ويلحق بها تيم وهو يتوعد لها .
ذهبوا جميعًا بإتجاه كهفها في الغابة ، ليتصدوا لها قبل حدوث شيء يجعل من لعنتهما أبدية .

___________________

النهاية ..
كلمة لها وقع غريب علي الأذان التي تسمعها
فهي نهاية من !! ...
هل هي نهاية ساحرة عاشقة اختارت قلبها يومًا فداهمها القدر بأن سرقه منها لتصبح بعدها آلة تنتقم وتحيا على دماء ضحاياها وتستلذ بصرخاتهم .

أم هي نهاية حارس لم يختر مهمته تلك وإنما ذهبت إليه هو دون غيره ليبقى متيقظًا لأي حركة كذئب متخفي في جلد شاه ليحمي إرثًا أهداه له القدر .

أم نهاية شاب ذنبه الوحيد في اللعبة أنه أسير لعنة لا تنتهي سوى بدمائها وقع تحت تأثيرها ليصبح لعبتها تحركه بين أصابعها كيفما تشاء .

أم نهاية آخر هو نقيض نفسه ، الضعف والقوة ، الشاه والذئب ، أسير حزن فتاة عاشقة قتلوا حبيبها لتُلقي بهم في لعنة تجعلهم ذئاب حقيقية في إكتمال القمر .

النهايات متشابكة وكلها تؤول في النهاية إليها ، هي نقطة الوصل بينهم !! .
ثلاث قصص مختلفة كانت هي العامل المشترك بينهم لتحرك أصابعها وتحركهم بخيوط كالماريونت ، هي فقط دون غيرها " أوركيديا " هي بردائها الأحمر حيث تكتمل اللعنة .

بداخل كهفها في الغابة .
كانت تجلس تبتسم تارة وتضحك بصوت أعلى تارة أخرى ، ثم تقف لتتحرك جيئة وذهابًا لا تبقى على حال ، من يراها سيظن أنها جُنّت بالتأكيد .
ولمَ لا وهي حصلت على كتابها أخيرًا ، فقد أخذته منهم وانتهى الأمر ، يجاورها كنان التي فقدت السيطرة عليه فترة ، ولكنها أعادته مرة أخرى ،فهي بحاجة له حتى إشعار آخر ، ونهاية الإشعار أنها ليست بحاجته الآن !! ، أحضر لها الكتاب دون أن يعلموا وانتهى دوره .

رفعت نظرها إليه لتجده ساكنًا في مكانه لتقرر مصيره ، فوقفت من مكانها وتدور حوله وردائها يهفو خلفها ليعطيها طلة ساحرة ثم تردف بفحيح الثعبان :
-
حقًا أنت مطيع كنان ، لذا سأروي لك قصة لابد أنك تعرفها ، قصة الراعي والذئب ، ولكن بطريقة أخرى ، مسكين هذا الراعي ظل طوال مسيرته بأغنامه يرعاها و يحميها من الذئب ولكن الذئب لم يكن غبيًا ، هو فقط ينتظر الوقت المناسب وبالفعل ما إن غفل الراعي عن أغنامه ليتسلل الذئب متخفيًا بثوب شاه ليدخل وسط القطيع ويأخذ منهم ما يشاء وما أن انتهى وحصد ما أراده من البداية حتى قتل الشاه وقتل الراعي .

توقفت عن الحركة وعن الحديث لبرهة ثم سألته عن رأيه :
-
أخبرني كنان ما رأيك بقصتي ؟! .

لم يجد في نفسه ردًا يعطيه لها فلاذ بالصمت لتكمل هي حديثها وعينيها مثبتة على عينيه :
-
اقتربت النهاية كنان ، انتهي الذئب من مهمته وحان وقت قتل الشاه .

أنهت حديثها ليتغير لون عينيها وشعرها للأبيض وترتفع من مكانها عن الأرض بينما شعرها وردائها يتطايران خلفها بمشهد مكرر وهي ترتل بكلمات غريبة تشكل إحدى تعاويذها ليرتفع هو معها عن الأرض وعيناه تبرق بوميض غريب ويخرج الضوء من فمه ، شعرت بأحدهم خلفها يهجم عليها لتسقط أرضاً ولم تكمل تعويذتها ، ليقترب مهاجمها من كنان الذي سقط أرضاً فاقداً للوعي ، لتمسك هي الكتاب وتختفي من أمامه في لحظات ليقترب رويد من كنان ويرفعه عن الأرض لتقترب تيارا منهما وترتل بكلمات قليلة ، فيشهق كنان فاتحًا عيناه ، ثم يقف من مجلسه مستندًا على رويد ، لينظر له بعدم فهم وتساؤل أجابته به تيارا بأن وضعت يدها علي رأسه لتسرد عليه حقيقة الأمر .

______________________

أخذت الكتاب بين يديها وركضت مبتعدة عنهم جميعًا ، لكنها وقفت بدهشة وعيناها تنظر لتاليا الماثلة أمامها وقد كانت بإنتظارها وعيناها مثبتة عليها بثبات دون أن يرف لها جفن لتنظر أوركيديا بجانبها فتجد تيم وبيجاد وجود وجوانة ومجموعة من الذئاب تحيط بالمكان وعلى الجانب الآخر قد وصل كنان ورويد ومعهما تيارا ، لتجد نفسها محاصرة من جميع الإتجاهات .
وكانت تاليا أول من تحدث بصوت حاد :
-
كفى أوركيديا وأعطيني الكتاب لننهي الأمر وإلا... .

تعالت ضحكات أوركيديا الساخرة ثم تهكمت ملامحها قائلة :
-
وإلا ماذا ؟! .

هتف بها تيم بشراسة ووعيد :
-
وإلا سنمزقك إرباً خالتي العزيزة .

كررت أوركيديا كلمة من حديثه بسخرية :
-
خالتى ! .

نظرت له بحقد وهتفت :
-
ابن تاليا وبيجاد .. هذا الذي كاد يقتلني منذ يومين هو ابنك ، هنيئًا لكي نجاته في حين لم أرى أنا طفلي ، أتذكرين !؟؟ .

أجابتها تاليا :
-
بلى أتذكر لكنه كان خارجًا عن إرادتنا .

ضحكت أوركيديا بطريقة مخيفة يشوبها الحقد :
-
خارج إرادتكم ، إذن ما سيحدث لكم الآن خارجًا عن إرادتي ، عذرًا مقدمًا ... .

صمتت قليلاً تنظر لرويد ثم أكملت :
-
أووه رويد ، أنت هنا أيضًا ، لم لا تنضم لصفي ونكون معًا إلى الأبد .

ضحك رويد بسخرية يهتف بغضب :
-
قاتلة أبي تريد مني الإنضمام إليها ، كيف صور لكي خيالك أني قد أفعلها .

-
فقط لنكون معًا للأبد وأعطيك الحياة الأبدية لتحكم بجواري ... ألا يكفيك هذا ! .

ليرد عليها بسخرية :
-
في أحلامك زهرتي البرية .

حدقت به أوركيديا بسخرية تخفي خلفها ذرات الألم التي تنهش بقلبها ، فها هو جرحها الثاني ولكن بيدها هي وليس شخصًا آخر !
لتهفت بلامبالاة مصطنعة :
-
كم أشتاق لهذا الإسم منك ، لكن عزيزي لا يهم فأنت من اختار ، والحب ليس كل شيء .

لتتحدث تاليا بهدوء :
-
أوركيديا دعينا نوفر على أنفسنا العناء ، فنحن لسنا بقليلي العدد ولن تصمدي أمامنا .

عادت إليها نوبة الضحك الهيستيرية مرة أخرى قائلة بسخرية :
-
ما أنتم إلا مجموعة حمقى ، لن تنالوا مني مهما حدث ، فأنا أقوى منكم جميعًا .

تقدمت تيارا بضع خطوات وهتفت بغضب :
-
لا لستِ قوية ، فنحن جميعًا أقوى منكِ .

وجهت لها أوركيديا نظرة ساخرة تردف :
-
من أنتم عزيزتي ، ساحرة بلهاء سلمت قلبها لذئب ملعون ، أم مجموعة حمقى أنا صنعتهم من دموعي بلعنة ستلازمهم للأبد ، أم حارسين للكتاب لا قيمة لهم أمام قوتي ، أم من لعبتي المفضلة ، من أحركه بأصابعي كيفما أشاء ، هااا أخبريني يا فتاة من أنتم ؟! .

-
إتحادنا أقوى منك أوركيديا .

-
أروني ما تتحدثون عنه إذًا .

أنهت حديثها ليظهر خلفها طراد ومعه بعض المستذئبين ممن لم يريدوا كسر اللعنة ، أعجبتهم القوة وأغوتهم حياة الضواري ، حيث لا قانون يحكمهم ، فالذئاب يا عزيزي خُلقت لتكون الأقوى ، حتى في مكرها هي الأقوى ، ألم تسمع عن ذئب أفترس أسدًا من قبل !! .

كلنا ذئاب تختلف حقيقتنا حسب الغابة التي
نحيا فيها ، ولكن مهما اختلف المكان سنظل ذئاب .

ابتسمت بسخرية وبعدها خبئت الكتاب على ظهرها وبدأت بالهجوم عليهم ، ارتفعت عن الأرض وعيناها تبرق بوميض أبيض وبدأت تحرك يداها ناحية تيم وأبيه وعمه بعد تحولهما وبالفعل أسقطتهم أرضًا ما عدا تيم الذي هرب من ضربتها بينما تهاجم ذئابها الباقي من جيش الملك من مثلهم من المستذئبين ، لتدور بينهم معركة قوية من نوع خاص معركة شرسة من كل النواحي ولكن الغلبة كانت لجيش النعمان وأبنائه فهم كثرة ليسقط معاونيها واحدًا تلو الآخر وسقط معهم طراد بعد أن هاجمه أحد الجنود من الخلف وغرز أنيابه في رقبته ليخر صريعًا ، فيعود جسده إلى هيئته البشرية مرة أخرى ليقترب منه أخواه ويعودان لهيئتهما ويجلسا بقربة وهما حزينان على فراقه ، فمهما بلغت عداوتهما سيظلوا إخوة ، وهو طراد شقيقهما الذي أعمته القوة ونسى قانون الغابة ، فمهما بلغت قوتك يا صديقي فالكثرة لها السلطة .

اما عن أوركيديا التفتت ناحية تاليا التي كانت ستهاجمها ولم تستطع فأوركيديا أسرع منها لتسقط هي أيضًا أرضًا بينما تيارا اقتربت منها وكنان يهاجمها بالأوراق التي لم تفقد قدرتها بعد ورويد يهاجمها بسيف عمه أصيل الخاص بالحراس ليبدأ القتال بينهم لينضم إليهم تيم ويهاجمونها جميعهم ولكنها كانت أقوى والكتاب معها لينكسر سيف رويد وتسقط أوراق كنان على الأرض بلا فائدة
، وبرفعة من يدها كان ثلاثتهم على الأرض ليقترب تيم من خلفها مرة أخري وهاجمها مرة أخري بأن غرز أنيابه في كتفها لتلتفت إليه وتلقيه بعيدًا ليصطدم بإحدي الأشجار متألمًا ، التفتت تيارا ناحية تاليا لتشير
إحداهما للأخري ويهاجمانها في نفس الوقت ليقف رويد وتيم والذئاب ويساعدانهما في الهجوم عليها بينما كنان ابتعد عنهم قليلاً ووقف يراقب الحرب الدائرة بينهم .

مرت فترة هم يهاجمونها وهي تصدهم ثم ترد الهجوم حتى شعرت بإستنزاف طاقتها وأنها ستهلك إن أستمر الأمر أكثر مع جرح كتفها النازف لذا أغمضت عينيها وتمتمت بكلمات جعلت ردائها الأحمر يلتف حولها ويمنعهم من الهجوم عليها لتختفي من أمامهم ليلتفتوا جميعًا إلى بعضهم البعض بجنون وكأن على رؤوسهم الطير ، ماعدا كنان الذي اختفى خلفها .

هربت من أمامهم ولكنها لم تبتعد كثيرًا فطاقتها الباقية لن تسمح لها ، تحركت وسط الأشجار العالية المغطاة بالثلوج وهي تتلفت حولها وتمسك الكتاب بيدها ليظهر كنان أمامها جحظت عيناها بصدمة ثم ما لبثت أن استبدلتها بنظرة ساخرة تهتف به :
-
خادمي المطيع ، لعبتي المفضلة ، كنان الحلقة الأضعف في القصة .

نظر لها كنان ببرود مصطنع يخفي خلفه غضبه الكامن في صدره قائلاً :
-
ربما أكون الأضعف ، ألا أن نهايتك عندي .

ضحكت بسخرية هاتفة :
-
كم أنت بائس كنان .

وما إن أنهت حديثها حتى رفعت كفيها تنوي القضاء عليه بإحدى تعاويذتها ألا إنها لم تفلح ، لتنظر له بصدمة بادلها إياها بسخرية هاتفًا :
-
ماذا ، هل أنتِ بخير !؟ .

هتفت بصدمة :
-
كيف ؟! .

-
دعيني أخبرك كيف ، أنتِ الآن أضعف من أن تسيطري عليّ بإجتماع حماية ساحرتين ، فأنا الأقوى هنا الآن .

ليصمت عن حديثه متذكرًا قبل ما حدث قبل ساعات عندما أفاق من تعويذة أوركيديا وأعادت له تيارا ذاكرته أتت تاليا وأعطته " خنجر " وأخبرته أنه :
-
خذ ، هذا الخنجر فقط من يستطيع هزيمة أوركيديا .

فسألها :
-
ولمَ أنا من تعطيني إياه !! .

-
أنت من ستكتب نهايتها ، هي تظنك الأضعف ، بينما أنت أقوى منها بإيمانك وقلبك النقي الذي يرفض لعنتها قلبك هذا من يستطيع هزيمتها .

تدخل رويد بينهما قائلاً :
-
ولكنها ما تزال أقوى ، ويمكنها السيطرة عليه مرة أخرى .

-
لا يمكنها ذلك إن وُضع عليه حماية من ساحرتين .

أنهت حديثها تنظر لتيارا نظرات ذات مخزى لتفهم الأخرى عليها ويبدأ كلتاهما بإلقاء تعويذتها عليه لحمايته منها .
وها هو الآن أمامها بدون أن تؤثر فيه لعنتها
لتتسع عيناها بصدمة ولكنها ليست من تشعر بالذل أبدًا لتسرع بالهجوم عليه ولكنه كان أسرع في تخطيها في كل مرة تهجم عليه حتى إستنزفت الباقي من طاقتها لتسقط أرضًا على ركبتيها وكفيها من شدة التعب تتنفس بصعوبة ، ليقترب منها ويحاول سحب الكتاب منها ولكنها سحبته هو ليسقط أرضًا بجانبها وتشرف عليه بجسدها وتحاول قتله ليسرع هو بإخراج الخنجر ويغرزه بقلبها لتتسع عيناها بصدمة وهي تنظر لموضع الخنجر بجسدها ثم ما لبثت أن صرخت عاليًا بألم يكاد يهز أرجاء الغابة .

اقترب منهما الجميع بهذه اللحظة وتتقدم رويد منهما أكثر ساحبًا الكتاب من على ظهرها ، ساعد كنان على الوقوف بعيدًا عنها ليقف الجميع ينظر إليها ليجدوها إستحالت للون الأسود الفحمي متحجرة كتمثال بلا روح ، ليقترب منها تيم ويركل التمثال بقدمه فيتحطم ويتناثر رماده في الهواء كنهاية للعنتها وبداية لحياة بدون قوانين .

______________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 03:19 PM   #19

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الخاتمة

___________________

الحياة حلقة..
دائرة مغلقة..
ندور فيها هنا وهناك..
نصنع علاقات جديدة ونهدم أخرى قديمة..
والنسيان أفضل من الحقيقة..
عدو الأمس صديق اليوم..
وصداقة المصادفة قد تكون الأفضل..
فمن يدري إلى أين تأخذه الحياة..
أتت لحظة النهاية..
لنقول وداعًا للحكاية..
وينتهي السرد..
ونغلق الحوار..
ويبقى الأمل معلقًا في لقاء..
لقاءًا آخر من يدري.. .

__________________

العودة للحياة ، العوده لاصلنا ، العودة لنبدأ من جديد ...
عاد الجميع للمملكة بايكالي ، فقد حان الوقت لإنهاء لعنة تبخرت صاحبتها .
تجمعوا في قصر الملك نعمان لتبدأ تيارا بمشاركة تاليا بتكوين حلقة وفتح الكتاب وقراءة تعويذة معينة بدورها ، لتتكون هالة مضيئة حولهما تفصلهما عن الواقع وهما مستمرتان في القراءة .

لحظات وارتفع صوتهما معًا لترفع كلتاهما رأسيهما للأعلى ليكتمل المشهد ببريق عينيهما وشعرهما المتطاير خلفهما ، وأنتهى الأمر بغرز تاليا الخنجر الذي يحمل دماء أوركيديا في إحدى صفحات الكتاب لتتحول الصفحة للون الأسود الفحمي وسرعان ما أصبحت رماد يطير في الهواء ، وكأن الكتاب يرفض دمائها لتنتهي اللعنة وتعود الذئاب لطبيعتها
البشرية مرة أخرى ، وينقشع الغمام لتظهر الشمس بضوئها وينتشر بأرجاء المملكة ، لتتعالى الأصوات المسرورة في المملكة لعودتهم للحياة مرة .

انتهت تاليا وتيارا من القراءة واختفت الهالة المحيطة بهما ليسقطا أرضًا من التعب والإجهاد ، فتقف تاليا مقتربة من تيم وعيناها تتهاتف لقربه ، فيقترب هو منها الآخر ويعانقها بشدة فيقترب منهم بيجاد مبتسمًا يحاوطهما بذراعيه بعناق عائلي .

اقترب رويد من تيارا ومال بجذعه العلوي يلتقط كفها ، ويعاونها على الوقوف فتبتسم له فيبادلها البسمة ، وحينما لمحهما تيم ابتعد عن أحضان والديه واقترب منهما بجمود ممسكًا بكف تيارا ينتشلها من جانب رويد إلى أحضانه دليل على ملكيته لها ، ليبتسم رويد لهما فتنتقل عدوى الإبتسام للجميع .

قرر الملك إقامة إحتفال لعودة الوريث وإنتهاء اللعنة بجانب حفل زفاف تيم وتيارا كتوثيقًا على كسر القانون ودفنه كما دُفنت اللعنة .

زُينت المملكة بأكملها وأقيمت الإحتفالات
وامتلأت الشوارع بالرعية يقدمون الهدايا للحفيد العائد والمنتصر .
وأخيراً اهتمت تاليا بتزيين العروس التي ارتدت فستان زفاف أبيض اللون من الستان اللامع له ذيل طويل ووضعت طرحة توازي طول ذيل الفستان وقمته مشكلة بهيئة قوس مغطاه بقماش الدانتيل .

اتجه لها رويد وتأبطت هي بذراعه فهذا كان طلبها ، فهو جزء لايتجزأ من عائلتها ليهبطان الدرج إلى تيم الواقف بنهايته ، قدمها رويد لتيم فتأبطت بذراعه وعيناها يشع منها البهجة وفاها يقترب يهمس له بحب " أحبك " إستمعها تيم بقلبه ، فاقترب منها بوجهه ولثم فمها القاني يهمس بصوت أجش " أحبك أضعاف حبك لي " فاستمعت له تيارا بقلبها كما أذنها .
أتجها للساحة المخصصة لهما ووقفا بها ، ليقترب منهما الملك نعمان يهنأهما ثم أهدى تيارا عقد من العقيق ووضعه حول عنقها بنفسه ، وحينما ابتعد عنها انحني الأثنان له بإحترام ثم قبلا كفه ، أقترب جود وجوانة منهما وإبتسامتهم المشعة بالأمل ، لتحضن جوانة تيم بفرحة أم تزوج ابنها للتو لتردف قائلة :
-
كما أخبرتك مسبقًا إن القدر يحمل لك الأفضل دائمًا .

صمتت قليلاً ونظرت لتيارا المبتسمة لهما ثم أكملت :
-
وها هي جائت وستختم صك ملكيتك عليها لتكون لك أنت فقط … طفلي .

ابتسم تيم لها ممسكًا بكفها يلثمه قائلاً بحنو :
-
مهما حدث وسيحدث ستظلي والدتي التي أحبها .

لمعت عينا جوانة بتأثر وبسمة فرحة ، فرفعت كفه ولثمته بدورها عدة مرات ، فقالا جود وتيارا بتذمر بصوتٍ واحد :

-
نحن سنغار بهذه الطريقة .

ليضحكوا أربعتهم فأقبل عليهم رويد وكنان لتهنئتهم ....

انتهي حفل الزفاف الملكي وانتهي معه عصر الذئاب ، وأعلن الملك أحقية حفيده في العرش من بعد والده وعمه جود ، وأنه لا مزيد من الفراق والقوانين ، فالعائلة أهم والبقية تأتي ، ليرحل من يرحل ويستقر في ذلك العالم من يريد ! .
____________________

هو لحن كمان..
صوت الناي..
معزوفة لبيتهوفن..
انتهى المايسترو من عزفها..
كرقصة بالية أدتها الراقصة ببراعة.. .

ذهب لمنزلها متعب يشعر بالكثير ، إرهاق وجرح كبير في قلبه ، فهو لن ينسى تلك الساحرة ومافعلته به ، لن ينسى موت صديقه أمام ناظريه .. .

طرق بابها والساعة كانت تشير للعاشرة مساءًا لتفتح الباب بقلق من هوية الطارق لتتفاجئ بوجوده في هذه الساعة ، فهو مختفي منذ أيام حتى كادت تجن ، لم تصدق عيناها ما إن رأته أمامها ، تطلعت إليه بقلق ، تنظر لوجهه بتمعن وجسده لتطمئن أنه بخير .
فهي أضناها القلق … اضناها الشوق إليه ، حتى انها بحثت عن أيهم كثيرًا لكنها لم تجده ليستبد بها القلق على كلاهما .
فتجده يقف أمامها لترتمى في أحضانه كي تطمئن قلبها الصغير بقربه .. ليشدد هو في إحتضانها ، فكم كان يحتاج إليها.

________________

بعد فترة كانت تجلس على أريكتها في الردهة ، بينما هو نائم يضع رأسه على ساقها وهي تمرر أصابعها في شعره ، بدأ الحديث عن كل شيئ ، كل ما مر به من حادث أليم أدى لفقد أسرته ليظل خاويًا وحيدًا ليقع أسيرًا وضحية لساحرة استغلت ضعفه واستخدمته كوسيلة لتحقيق غايتها ، لقتلها صديقه أمامه ولم يستطع على فعل شيء .
وعند هذه النقطه ، لم يقاوم رغبته في البكاء ، لينفجر باكيًا في أحضانها فشاركته هي الأخري نوبة بكاء استمرت لقليل من الوقت ، إستنشقت الهواء بهدوء ثم تولت مهمة تهدأته وهي تخبره أنه ليس مذنب ، فهو ضحية لشيء خارج عن إرادته .
وجدته قد هدأ وأنفاسه منتظمة ، لتدرك أنه نائم من فرط التعب ، لذا لم تود الحركة كي لا ينزعج ويستيقظ ، فأستلقت هي بجاوره وإندثت بين ذراعيه كأنهما جسد واحد ، تريده حينما يستيقظ ، يعلم أنها بجواره ، ظلت تتأمله وهو نائم ، ترى ملامحه وهي تتحول تدريجيًا من التعب والضيق للراحة ، فغمرتها الراحة تغلق جفونها مستسلمة للنوم .

____________________

الانتقام يؤثر..
والحب يؤثر..
وما أكبر التضاد بينهم..
إذا وجد الانتقام تلاشى الحب..
وتأتي الفرصة..
ونحقق الانتقام..
لكن هل في وقتها سينتهي شعور القلب..
أم أنه سيود لو يموت حيًا.. .

عاد أخيرًا لمنزله وهو يشعر بشعور زائف من الراحة ، هو يعلم أن ما فعله صحيحًا وأن تلك هي النهاية الطبيعية لتلك التي سرقت قلبه ، وود لو يستعيده حتى بعد إنتقامه منها !! .
دلف مباشرة إلى القبو ونظره يدور حول المكان محدثًا نفسه " وأخيرًا إنتهينا ... إنتهت مهمتي جدي ، عسى أن ترقد أرواحكم بسلام ، وأن أشعر أنا بالسلام ... فصدقًا اكتفيت " .
زفر أنفاسه ببطئ ملقيًا جسده على أقرب أريكة قابلها مرجعًا رأسه للخلف و عيناه مغلقة بتعب ، عله يستريح .
مرت أيام يشعر بها بالوحدة ، يذهب إلى عمله دون شعور ، هل هو حي أم ميت !؟ ، دائمًا يتسائل .
لاحظ براء ذلك الأمر ليسأله عن إختفائه الذي تزامن مع إختفاء تيارا لكنه لم يخبره بشيء .

قلبه مازال ينزف ، شهر كامل مر على تلك الأحداث تأتيه ليلاً بأحلامه ، بردائها الساحر ، يتذكر آخر كلماتها بأنها أحبته من قلبها فيبتلع كلماتها بين شفتيه ومرة أخرى يتذكر مافعلت حتى يطعنها بخنجر مرات متعددة .

_______________________

أحلام متكررة تبدأ بحبه لها ، وتنتهي بقتله لها ، كيف سيعيش هكذا طوال عمره ، وأين الخلاص ؟! .
وفي أحد الليالى والأحلام تؤرقه أستيقظ صارخًا ، مفزوعًا ، وهو يهتف عاليًا باسم تيارا التي فورًا شعرت به ، أخذت السماح من تاليا بالعبور فرفض تيم رحيلها بدونه ، وذهب معها.

وما إن عبرا البوابة حتى ألقت تيارا بعض الكلمات لتظهر مباشرة أمام رويد ، وحينما وقع نظرها عليه صدمت من هيئته المزرية ، ذقنًا كثيفة ، ملامح باهته كأن روحه فارقته ، فأقتربت منه هاتفة بحزن :
-
سيد رويد أنا هنا .

رفع رويد رأسه إتجاهها ببطئ ونظر إلى تيم الذي ما إن رآه حتى جاهد أن يتمالك ويظهر أمامه قويًا كالدائم ، فأرحته تيارا وهي تنظر لتيم مشيرة له برأسها أن يخرج ، وحينما أعترض توسلته بنظراتها فاستجيب على مضض ومر من جانبها كي يخرج فأستمع لها تهمس له :
-
ولا تدخل مهما سمعت حتى أناديك .

زفر بضيق وخرج دون الرد عليها ، فجلست تيارا بجانبه تسأله بحنو :
-
مابك سيدي .

زفر رويد بألم يفتك بكل ذرة في قلبه يقول بخفوت وضعف لأول مرة تراه تيارا :
-
لقد تعبت ، ولم أعد أستطيع التحمل ، كل شيء حولي يذكرني بها ، أنفاسي تذكرها حينما كانت تختلط بأنفاسها ، يداي حفظت ملمسها ، هي حولي وفي روحي وكياني.. .

وضعت تيارا كفها على كتفه تمسح عليه برفق وقالت :
-
كيف تعشقها هكذا وهي لم تحبك قط ، هي كانت مخادعة أرادت منك الكتاب فحسب ... لو كانت أحبتك يومًا ما حاولت إيذائك .

رفع كفيه يغطي وجهه هاتفًا بألم :
-
وهذا ما أحاول إقناع نفسي به تيارا ، لكن نظراتها لي كانت تخبرني أنها صادقة ، آخر كلامها معي ... آخر حديث لها بأنها تشتاق إليّ ، فيبدأ حلمي بذلك الإعتراف وينتهي بقتلي لها ، في كل ليلة كأني أحيا ألم فقدانها ، ألم خداعها لي ، في كل ليلة أشعر بأن قلبي يتحطم ليعود ويتجمع في الصباح ثم يعاد تكسيره في المساء .

أنزل كفيهه عن وجهه ونظر له يباغتها بسؤاله :
-
أخبريني تيارا ، هل كانت تسيطر علي ...
ألن ينتهي ذلك الأمر بموتها ؟! .

أخفضت تيارا رأسها في حزن ليتوسلها قائلاً :
-
أجيبيني تيارا .

-
لكنها لم تستطع سيدي .

وما إن أنهت حديثها حتى وقف صارخًا يطيح بكل ما يقابله ، يشفي غليله لتقف تيارا وتشدد ملامحها ثم أقتربت منه ووضعت كفها على رأسه ليسقط مغشيًا عليه فأسرعت تنادي تيم :
-
حبيبى… تيم تعالى سريعًا .

دخل تيم مهرولاً ليرى رويد ملقى على الأرض فنظر لها وسألها :
-
مابه !؟ .

-
ساعدني بوضعه على الفراش أولاً .

أقترب منها ثم مال بجذعه العلوي وأمسكه من أسفل كتفيه وكادت تيارا تساعده لكنه أمرها بالأبتعاد وحمل رويد على كتفه ثم وضعه على الفراش .

خرج الإثنان من الغرفة وتيارا تتنهد بحزن ، فسألها تيم بفضول :
-
لقد سمعت صراخه ولم أشأ التدخل ، فماذا ماذا حدث !؟

إندثت بين ذراعيه تقول بحزن :
-
لقد مسحت ذكرياته الخاصة بحبه لأوركيديا .

ضمها تيم إليه أكثو وقال بحزن :
-
ما أسوأ أن تكون عاشقًا .

رفعت تيارا وجهها ونظرت له بحاجب مرفوع وقالت بإستنكار :
-
وهل أنت تشعر بالسوء .

ضحك تيم بعبث رافعًا كفه لرأسها يدفعها كي تتوسد صدره مرة أخرى وقال بهمس :
-
إذا ابتعدتي عني سأكون أكثر من ذلك حبيبتي.

تنهدت براحة وأغلقت جفنيها تستشعر دِفء صدره هامسة بعشق :
-
وهذا لن يحدث أبدًا .

___________________________

في الصباح الباكر ، استيقظ رويد على رنين جرس منزله ، فوقف عن فراشه وخرج من الغرفة متجهًا للدرچ وهو متأففًا.
وقف أمام الباب وفتحه ليرى تيارا بصحبة زوجها فهتف بضيق :
-
هل هذا ميعاد زيارة تيارا .

ومالبث أن تغيرت نظراته متذكرًا زواجها وأنه ببيته وهي من المفترض أن تكون بعالمها ، فصاح ببهجة :
-
تيارا !! ، متى أتيتي يا فتاة .

نظر تيم لتيار التي جاوبته سريعًا :
-
اليوم صباحًا ، وقررت أن آتي لزيارتك ، فقد مضى شهر دون أي حديث بيننا .

-
حسنًا وأنا اشتقت إليكي أيضًا .

ابتسمت تيارا بمرح بينما شعر تيم بالغيظ وعيناه تنظران بضيق رويد عند ذكره لكلمة " إشتياق " ، فابتسم رويد على ذلك وقال :
-
اشتقت لها كأختي ، اقسم لك .

لم يزول الغيظ من على تيم فعانقت تيارا ذراعه ضاحكة عليهما.

_______________________

بعد مرور ساعتين ، في حديقة القصر .
أجتمع الثلاث رجال مرة أخرى وكنان يتحدث معهما :
-
لقد اشتقت لكم حقًا .

فأردف تيم باسمًا :
-
رغم أننا نعرف بعضنا منذ وقت قليل ، لكن أشعر أننا إخوة .

ابتسم رويد وكنان على إثر جملته ، فسأل كنان عن أخر أخبارهما فأجابه تيم أولاً :
-
لاشيء جديد ، أقضي وقتي في التعرف على تاريخ عائلتي وحدود مملكتي التي سأرثها يومًا ما .

نظر له رويد وقال :
-
ما رأيك أن تعودا إلى هنا وتعملا معي مجددًا ، أنت وتيارا ، فكم أفتقدها في العمل .

ورغم أن رويد لم يقصد شيء لكنه شعر بالغيظ من تعلق رويد بزوجته لهذا الحد فأجابه ببرود لم يستطع التحكم بها :
-
سنرى بهذا الشأن لكن أخبرني ما آخر أخبارك .

تغاضى رويد عن نبرته وأجابه :
-
لقد عرضت على جامعتك أن أدرس هناك وسأبدأ من بداية الأسبوع القادم .

هنئه كنان وتيم فسأل رويد عن حال كنان وقبل أن يجيب إستمعوا إلى صراخ الفتيات المرح من الداخل ، فنظر لهما كنان وقال :
-
هذه هي أخر أخباري ، فزفافي بعد يومين .

____________________

مر اليومان وأتى الزفاف المنتظر ، ما أجمل أن تكلل قصص الحب بالزواج ليجتمعا تحت رباط مقدس .. فيشهد على توثيقها الأقارب والأصدقاء .

مع حضور مجموعة من الصحفيين لتغطية حدث العام ، فشخصية مشهورة ككنان وخاصةً بعد قرار عودته للغناء مرة أخرى بجوار إثباته لنفسه كرجل أعمال والتقدم في المجالين جنبًا إلى جنب ، كان محط الأنظار لتتسابق عدسات الكاميرا في إلتقاط الصور وتغطية الأخبار .

زفاف نهاري في ضوء الشمس ، فـتيا رفضت أن يكون الزفاف مساءًا ، فهي أرادت أن تشعر بالهواء والشمس وهو لم يرفض لها طلبًا وأقام لها الحفل كما شائت .

أطلت هي بفستانها الأبيض كفستان " سيندريلا " مع إختلاف اللون وشعرها القصير منسدلاً حتى بداية كتفيها .
أعلن منسق الموسيقى الرقصة الأولى للعروسين ، فأمسك كفيها وسحبها لساحة الرقص ثم وضع كفيه على خصرها ، بينما هي تضع كفيها على كتفيه ورأسها على كتفه لتهدأ الموسيقى ويقترب منه أحدهم ويعطيه ميكروفون ، فأمسكه بيد واليد الأخرى يضمها إليه من خصرها ونظرت يتنعن بوجهها :
-
أحبكِ كثيرًا تيا وأشكركِ على وجودكِ في حياتي هذه ، الأغنية لكِ حبيبتي .

"
اختاركِ قلبي فلم أملك التعبير..
نادتكِ نبضاتي لتلبي النداء بقلب كبير..
همست لكِ أنفاسي بكلمات الحب و أحرف الغزل..
لتبتسمي خجلاً وتشتعلي جمراً..
أصبحت لياليّ متشابهة..
النوم يجافيني ويخاصم جفوني..
ويقسم ألا يزور ليلي..
عساه يخبركِ بقلب أضناه العشق سيدتي..
أنا الراهب في محرابك فلا تخذليني..
أنا السابح في أعماقك فلا تجرفيني..
أنا العاشق لعيناك فلا تكسريني..
ألم أخبركِ قبلاً أنه..
اختارك قلبي فلم أملك التعبير..
أصبتُ بداء الحب سيدتي..
وأنتِ الدواء..
فلا تبخلي عليّ..
رمتني الأمواج مبتعدًا..
فلم أجد غيركِ شراعًا..
تجرعت مرارة الدنيا سابقًا..
وكنتي أنتِ البلسم والشفاءِ..
أهديكِ اليوم وردة وغدًا وبعده..
سأفعلها من اليوم لمماتي..
عسى أن تصفح عني عيناكي..
وتسامح قلبي إن أبكاكي..
واليوم أقسم أني لن أحبك أبدًا..
فالحب قليل والشوق قليل..
وأنتِ لم تُخلقي سوى للعشق..
وأنا أخشى أن يكون قليل.. . "

انتهى من الغناء ليحملها بين يديه ويدور بها
وهي تتعلق به وعيناها تفيض بالعبرات الفرحة ، فعلى صوت التصفيق ، وصرخ كنان بأعلى صوته أنه يحبها .

بعد فترة جلسا في مكانهما المخصص ليتلقيا
التهاني من الحضور حتى اقترب منهما تيم و تيارا كي يهنئا العروسين ، ابتسمت تيارا وقالت بمرح :
-
من فضلكِ تيا اطلبي من زوجكِ أن يعلم زوجي بعض الكلمات علّني أسمعها .

نظر لها تيم بإستنكار بينما ضحك كنان يزمقها بنصف عين وقال :
-
الرجل كان يعانقكِ طوال الأغنية .

كادت تتحدث تيارا بعدما اختفت بسمتها لكن أوقفتها تيا وهي تقول لكنان بغضب مصطنع :
-
وهل كنت معي أم مع أصدقائك .

نظر لها كنان ورفع كفها لفمه يلثمه قائلاً :
-
بالطبع معكي حبيبتي ، لكن ألا ترين حجمه ، لذا كان واضحًا.

زفر تيم من ثلاثتهم فهو يشعر كأنه مهرج بينهم ، بينما لوت تيارا شفتاها بتذمر وهي تقول :
-
ها أنت قلتها بنفسك ، ضخامة جسده ، وأنبهك ، أن هذا لم يكن عناقًا ، بل كان تكسيرًا لعظامي .

رمقها لها تيم بغيظ وتنحنح بتهديد ، فابتسمت تيارا له بعبث ترفع له حاجبيها ، فضحك كنان قائلاً :
-
إهدأ يا رجل ، الليلة زفافي ولا أريد أي دماء .

أقترب رويد في تلك اللحظة وهتف :
-
دماء من !؟ .

أجابه كنان بضحك :
-
دماء تيارا ، فهي لا تترك زوجها في حاله .

ضربها رويد خلف رقبتها وقال بمرح :
-
تأدبي مع زوجك يا فتاة.

غضب تيم لمرأى ذلك فدفع كف رويد عن رقبة تيارا هاتفًا به بخشونة :
-
لاتضربها مرة أخرى .

رمقه رويد بإستنكار فنقل نظره لتيارا وقال :
-
عليكي به تيارا ،فهو يستحق .

ضحك الجميع عليهما فأقتربت تيارا من رويد وسألته عن حاله :
-
كيف حالك سيد رويد .

نظر لها رويد بإمتنان ، فهي لاتزال معه ودائمًا ما تهتم به ، فأجابها ببسمة هادئة :
-
لا أعلم تيارا ، فأنا أشعر بالخواء ، أشعر أن هناك جزءًا من حياتي ينقصني ... وما كلمة سيدي تلك اسمها أخي .

ضحكت تيارا بمرح وهي تقول :
-
هذا شرف لي أخي.

-
بل شرف لي أنا حارستي الشقية .

تعالت ضحكات تيارا أكثر فجز تيم على أسنانه بغيظ ، ألا يكفيها أنها تركته وأقتربت من هذا الغليظ وبدأت بالحديث معه ، أتضحك معه وبصوتٍ مرتفع أيضًا !!

ضحك رويد هو الآخر حينما لمح نظرات تيم لها وقال :
-
هل ترين نظرات زوجكِ ... حمدًا لله أن اللعنة انتهت وإلا هذا الزفاف كان سينتهي قبل أن يبدأ .

ألتقطت أذن كنان تلك الجملة فوقف من مجلسه وقال بتذمر :
-
زفاف من الذي سينتهي !! ، ارحموني أرجوكم ، أنا لن أتزوج سوى مرة واحدة ، قفوا معي أو ارحلوا جميعًا من هنا .

ضحك الجميع عليه ثم أنضموا إلى جواره يقفون سويًا مبتسمين ، ليلتقطوا صورة تذكارية ، صورة تخلد أن صداقتهم أبدية .. .

_______________________

في صباح اليوم التالي .
كان أول يوم لبدأ الدراسة ، وذهاب رويد إلى الجامعة .
يسير في الحرم الجامعي ليسمع صوت هاتفه
فيخرجه من جيبه ويرد على المتصل ولم يكن سوى براء لذا لم ينتبه لتلك التي تمر بجانبه مسرعة في خطواتها لتلحق محاضراتها المتأخرة ، فإصطدمت به ويسقط ما تحمله من كتبها وحقيبتها حتي عويناتها التي ترتديها ، وقبل أن تلامس الأرض هي الأخرى كان هو أسرع في إلتقاطها بين يديه .
نظر إليها بإفتتان ، ليتوه بعمق عيناها الدافئة
كقرص الشمس ، لاحظت الفتاة تحديقه بها ، فأبتعدت عنه بخجل ، وجست على قدميها تلملم أشيائها بعجالة ثم هرولت مبتعدة من أمامه .
نظر رويد لمكان رحيلها بمشاعرة متضاربة ، شعرها الأشقر بدرجاته وردائها الاحمر ، تضاد غريب بين اللونين لكنه أبدًا لم يكن متنافرًا ، بل جذاباً بطريقة تثير فضوله !! .
نظر لساعة يده فأدرك أنه تأخر عن المحاضرة ، أسرع بخطواته للمدرج ، وبدأ يعرف نفسه عليهم فهتف أحد الطلاب بلقب " الذئب "
فضحك رويد بمرح ، وازدادت إبتسامته حين وجدها أمامه بين الطلاب ، فحدث نفسه بتنهيدة حارة " ذات الرداء الأحمر والذئب ، لكن من سيكون الضحية " !!! .
____________________

تمت بحمد الله



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 10:25 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.