آخر 10 مشاركات
التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          شهريار .. على باب الفاتنات *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زائر الأحلام (8) للكاتبة : Janet Elizabeth Jones .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          208 - خطيبة بالإيجـار - ليندساي ارمسترونغ (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1111 - الحلم - شارلوت لامب - د.ن (كاملة تم إضافة الصفحة الناقصة) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-19, 01:53 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 ذات الرداء الأحمر/بقلم سهير بومدين - آية محمود - رباب سيد،فصحى مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية


ذات الرداء الاحمر
بقلم سهير بومدين - آية محمود - رباب سيد








قراءة ممتعة للجميع....




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 07-09-20 الساعة 12:22 PM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 01:54 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

المقدمه

_____

في قواعد الذوقيات للمرأة الأفضلية أو كما نقول " ladies first " ، وفي قانون البشرية الرجال أولى ، للذكر القوة وللنساء الضعف.. .
والبداية كانت له
هو ..
الواقع في حيرته اللانهائية .
المنزلق في قاع النهر .
من كانت أنغامه تسحر الملايين .
من كانت لكلماته السطوة علي القلوب .
من كانت أصابعه تعزف ألوان الحياة .
سارق العقول ، خاطف الأنفاس ، بعينين كموج البحر ، ولكن إحذر البحر فالموج العاصف قادم …

عندما يسكن الجسد روح الإنتقام .
فإن الروح تهفو للقتل ورائحة الدماء .
عندما يتبلد القلب فإن المشاعر تطير أدراج الرياح
الحياة لعبة فأقم لها القواعد والقوانين
وإن مارست اللعبة بقوانين
فأنت هالك لا محالة
فزمن المثالية انتهى أو نحن من قضينا عليه .
فالحياة لا شروط ، لا قواعد ، ولا قوانين.. .
كن قادراً وذو نفوذ ، تنحني لك القامات
، أو في الحقيقة "كن ذئبًا".. .

______________

هو
القوة
الثقه
الكبرياء.. .
قديمًا سمعنا حكايات كثيرة عن الذئب والراعي ، وأنه مهما حاول الراعي الحفاظ على أغنامه فـللذئب نصيبٌ فيها.. .
لكن هو كان الراعي.. .
"ذئب الإقتصاد" لقب عن جدارة يمتلك السوق
لا يضاهيه أحد.. .
دهاء الذئب ، قوة الأسد ، يترقب ، ثم يهاجم ، ثم يفترس
لم يخطئ هدفه يوماً ، كان مختلفًا
اختار مجالاً غير العائلة ، لكن البعد ليس خيار
فمهما ابتعدت عن ذلك فيكفيه أن يكون غياثًا
وسواء هنا او هناك
دوما سيظل ذئبآ!.. .

_____________

هو ونقيضه
كعملة لها وجهان
خارج غرفته هو المسيطر ، المتحكم
من له السلطة ، وفي الداخل .. طفل تائه ، يكاد لا يعرف ذاته
يتسائل دائمًا من يكون!؟

القوي أم الضعيف
صاحب الكبرياء أم المتذلل
الثابت كجذع شجرة أم المتراخي .. .
كم بكى بين جدرانه ألماً
كم سقط على فراشه ضعفاً
كم نظر لِمرآته ولم يعرف ذاته
تهدلت أكتافه من ثقل حمله
ولم يشهد علي ضعفه سوى غرفته
ولم ترى لحظات ذلِه سوي مرآته
عُرف أدم بالقوة
لذلك كان هذا أول قانون له "لا تظهر ضعفك لمخلوق سوى مرآتك
هى أولى الناس بهذا فالبشر يا عزيزي ذئاب متخفية في ثوب شاه"
هو الثابت كالجبال ، القوي كالذئاب ، وفي الحقيقة .. لم يكن سوى ذئبًا!.. .
يحارب للصمود ، يحارب للحصول على فرصة للنجاة ، يحارب من أجل الحياة، فكم يكره لعنته تلك.. .
ولكن من يدري ربما تسعفه قلادته يوماً
وتهديه الباقي من عمره يحياه على طبق من فضه لا يخاف أن يمسه يوما …!!

__________

انتهى دور آدم ، وحان صعود حواء المسرح.. .
عيناها فتنه ...
ابتسامتها مهلكه ...
فهى اللون الأحمر في قوته ، نيرانه...
هى عنفوان ملكة ، وانتقام أفعى ...
إن كنتم أنتم الرجال ذئاب ، فلم تروا قبلاً كيف تقع الذئاب تحت سحر إمرأه…
تُفتن بردائها الأحمر من تشاء ..
تلقي سحرها يمينًا ويسارًا ..
تلقي لعنتها على من لم يطيعها يوما ....
فـمهما كنت قديساً ...قويا ... ذئبًا ، لن تقدر على مقاومة سحرها ، فبردائها الأحمر تكتمل اللوحه ، ويكتمل السحر.. .



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 18-04-19 الساعة 02:19 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:22 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول
________

مجتمعنا....عالم الرجال ..
السيطرة لهم ، والحكم لهم ، لكن وراء كل رجل حكاية وعالم آخر لا نعلم عنه شيئًا ، خلف الابواب المغلقه يوجد الكثير من القصص والكثير من الأسرار ، وأوجاعًا تقصم الظهر ، فيحيا آدم بين هنا وهناك .

________

يسير في رواق شركته بخطوات متمهلة ينظر لكل موظف جالس خلف مكتبه بترقب ، يخافون من نظرته تلك ، يعلمون أنها دائما نظرة توعد لمن يخطئ ففي قانونه لا مجال للغفران ، الخطأ واحد والنتيجة واحدة .
نظرة قوة وتربص ، ولما لا فهو الذئب لقبًا وشكلاً ، عيون واسعة عسلية اللون ، قامة طويلة ، عضلات جسده البارزة التي تسفر عن قوة وتحدي .
عند سماعنا اسم الذئب يأتي في مخيلتنا القوة ، الأفتراس ، الترقب ، والهجوم المباشر .
هو كان مختلفًا ، قائدًا ، غير مروضًا ، ذكائه بلا حدود ، يعرف ماذا يريد ومتى يحصل عليه ، منظم ، مهما حاول النساء قبل الرجال فإنه يفطن لأفعالهم ، ينام وعيناه مفتوحة ربما ، لكنه لا يخطئ هدفًا قط ، لذلك لقب بالذئب .
كان يتفاخر بذلك اللقب ويبتسم كلما ناده صديقه المقرب له ، فرحًا بأنه وجد طريقًا يسير عليه ويثبت نفسه فيه بجدارة بعيدًا عن مرمى العائلة .

"
رويد غياث " أخر فرد في عائلته ، والده " محسن غياث " ومن قبله أجداده ، عائلة عريقة مهتمة بالتاريخ والأساطير والبحث الأثرى ، إذا إستطعنا أن نطلق عليهم صائدي كنوز ، فقد كان شغفهم هو مصدر رزقهم ومعيشتهم الذي دّر عليهم ثروة هائلة بجانب بعض المقتنيات الغالية التي لم يفرط فيها ابدًا ويحتفظ بها رويد في مكان آمن بإحكام ولا يعرف مكانه أحد حتى سكرتيرته ومأمن أسراره " تيارا " .

ظل رويد يسير في طرقات شركته حتى لامست هى كتفه ونظرت إليه نظرة واحدة ، نظرة جعلته يلتفت لينظر إلى طيفها ساهمًا وهو ابدًا لم يلهث وراء إمرأة قط .
لكنها ساحرة ، بفضية عينيها التي تملأهما وكأنه لا وجود للأبيض ، شيء غريب لا يعلم إذا مارآه حقيقة أم مجرد خيال ، لكنه ساحر بالتأكيد ، شعرها الأشقر بدرجاته ، ردائها الأحمر تضاد غريب بين اللونين لكنه ابدًا لم يكن متنافر ، بل جذابًا بطريقة تثير فضوله ، ورائحة زهرة الأوركيد الذكية التي تفوح منها تلك الزهرة المفضلة لديه .

ابتسم ابتسامته الساحرة وظهرت غمازتيه ، تلك الابتسامة التي أهلكت كثيرًا من النساء ، لكنه ابدًا لم يهتم ، لكنها ذات الرداء الأحمر ليست إمرأة عادية ، ليحدث نفسه ضاحكًا بصوت خافت " ذات الرداء الاحمر والذئب ، لكن من سيكون الضحية " .

دخل إلى مكتبه ودخلت وراءه تيارا بتلقائية ، إرتاح في جلسته وسريعًا فتح أول ملف وضعته أمامه تيارا ، يأكله الفضول ليسأل عن تلك الفاتنة التي رمت سحرها عليه منذ قليل لكنه رويد غياث كيف يعلن عن إهتمامه لإمرأة بهذا الشكل .

لاحظت تيارا توتره فبادرت بسؤاله :
-
هل هناك شيئًا ، أراك قلقًا ومتوترًا ! .

رد عليها دون أن يرفع رأسه عن تلك الأوراق :
-
لماذا تقولين هذا ؟! .

-
لاشيء ولكنك تقلب الأوراق كأنك لا تراها أو تفقه محتواها حتى ! .

رفع رأسه ونظر إليها يرجع ظهره على متكأ المقعد ، وسألها بابتسامة نادرة على ثغره :
-
هل انا شفاف لذلك الحد ! .

ابتسمت تيارا على ابتسامته تلك أو لصدق القول نصف ابتسامة وقالت :
-
خمس سنوات ليست بالقليل لكي لا أعرفك سيدي ، انا لا أفارقك سوى عند فترات النوم .

ثم أسهبت في حديثها تمازحه :
-
حتى إنك تأتيني في أحلامي و تعطيني الأوامر التي لا تنتهي ابدًا .

قطب رويد جبينه قائلًا بهدوء قاتل :
-
ألهذا الحد تسأمين من العمل معي ؟! .

ردت عليه تيارا سريعًا وقالت :
-
عفوًا سيدي لم أقصد ذلك ، انا فقط أوضح لسيادتك معرفتي الجيده بك .

أشار بيده وقال :
-
حسنًا هيا اذهبي ، واستدعي لي براء .

تنحنحت تيارا وقالت بتردد خوفاً من العاصفة التي ستهب في وجهها :
-
أنه لم يأتي بعد .

وقف رويد غاضبًا وضرب على المكتب بيديه ناسيًا ماكان يشغل باله منذ قليل قائلاً بحدة :
-
ماذا ؟! ، كيف هذا ، الساعة الآن الحادية عشرة ، لقد جُن براء بالتأكيد .

قاطعته تيارا قائلة :
-
لابد أن هناك شيئًا قد طرأ وساهم في تأخيره ، لحظات وسأتصل به وأرى ماذا هناك .

قاطعها رويد هاتفًا بصوت مرتفع :
-
تتصلين به أنتِ! ، لماذا لم يفعل هو إذا كان سيتأخر ؟ ، ألا يعلم أن هناك إجتماع هام بعد ساعة ، وهناك مراجعات بيننا ستتم أولًا .

لم ينهي رويد جملته حتى وجدوه يدلف إليهم ويلقي السلام بأريحية :
-
السلام عليكم جميعًا .

نظرا الأثنان له فرد عليه رويد غاضبًا :
-
السلام عليكم ببساطة هكذا وكأنك لم تفعل شيئًا .

نظر براء إلى تيارا بتساؤل فأشارت إلى الساعة في معصم يدها ، فحك براء رأسه بإحراج وقال لرويد ممازحًا :
-
كل هذا الضيق لأني تأخرت ثلاث ساعات ، لقد ظننت أن الأمر جلل ، مثلًا الشركة سُرّقت أو شيئًا من هذا القبيل .

أحمر وجه رويد من الغضب وصاح في وجهه قائلًا :
-
براء لا وقت لمزاحك هذا .

استغرب براء كل هذا الغضب من جانب رويد والذي من وجهة نظره لا داعي لها .
فقال بهدوء :
-
اهدأ رويد ليس هناك داعي لكل تلك العصبية .

شبك رويد ذراعيه ووضعهما على صدره لاويًا فمه قائلاً :
-
رويد ! ، أرى أنك رفعت التكليف بينا.. .

بلع براء ريقه وشعر بالخجل من أسلوب رويد معه وخصوصًا أمام تيارا فقال معتذرًا :
-
أعتذر أستاذ رويد ، لكن أسمح لي كي أشرح لك سبب تأخري .

جلس رويد أمامه ووضع قدمًا فوق الأخرى وأشار إليه بأن يبدأ بالحديث
فتنفس براء محاولاً السيطرة على مشاعره بهدوء عكس الضيق بداخله ليجيبه بطريقة عملية:
-
أنت تعلم سيدي أن الوفد الألماني سيصل اليوم إلى مطار القاهرة في السابعة صباحًا ، فذهبت إليهم وأوصلتهم إلى الفندق بنفسي وتركت معهم السائق ليأتي بهم في ميعاد الإجتماع.

شعر رويد بأنه تسرع قليلاً في معاملته مع براء لكنه قال دون أن تتغير ملامحه أو نبرة صوته :
-
ولماذا ذهبت انت ؟! .

رد عليه براء بهدوء :
-
أظنك تعلم مدى أهمية تلك الصفقة للشركة سيدي ، ووجودي معهم من البداية وإهتمامي بهم سيعطيهم إنطباعاً جيداً بأننا مراعون لكل تفصيلة مهما كانت صغيرة أو كبيرة .

شعرت تيارا أن وجودها لم يعد له اهمية فإستأذنت لتجهز للإجتماع.. .

وقف رويد امام براء ، هو ابدًا لن يعتذر فهو " رويد غياث " ذئب الأقتصاد وصاحب العمل يفعل ما يشاء دون تعقيب من أحد ، لكنه براء صديق عمره ورفيقه الوحيد .

وضع رويد يده في جيب بنطاله وقال بنبرة يغلب عليهاالإعتذار :
-
أنت تعلم أنني لن أعتذر وتعلم أيضًا من أول يوم عمل بيننا أن علاقتنا في العمل ليس لها دخل بصداقتنا .

رد عليه براء برسمية قائلا :
-
أعلم سيدي وليس لدي اعتراض على ذلك ، ولا انتظر منك أي إعتذر .

قال رويد ليخفف من حدة ذلك التوتر بينهم :
-
خفف من تلك الرسمية نحن بمفردنا الأن .

قال براء بنفس جديته :
-
لكننا مازلنا في أوقات العمل سيدي ، وأرجو أن تسمح لي بالإنصراف .

-
حسنًا ، أذهب ولكن أولاً أكمل جميل صنعك وأذهب لإحضار الوفد بنفسك .

هز براء رأسه وظهر على ملامحه الحنق وقال من بين أسنانه :
-
أوامرك سيدي .

رفع رويد حاجبه وقال بسخرية :
-
براء انا أمزح ولا تعش في تلك المأساة أكثر من هذا ، موقف بسيط وانتهى .

هز براء رأسه بالإيجاب وفتح باب المكتب وأغلقه خلفه بعنف قاصدًا ، ليسبه رويد ويقسم على تربيته من جديد .

__________________

بجامعة القاهرة ، كان الطلاب والطالبات يملؤون الحرم بعد خروجهم من أول اختبار ، منهم من يتشاور مع اصدقائه ، ومنهم من يمزق الورق الذي بيده ، ومنهم عابسين بسبب صعوبته .
كانت تقف بمفردها أمام المبنى وهى ممسكة بورقتها وقلمها تراجع إجابتها وهي متحمسة للغاية ، فجأة تغيرت ملامحها واختفت الحماسة عندما وجدت سؤال سقط منها سهوًا أثناء الاختبار ، شهقت بصدمة وهى تردف بنبرة مصدومة :
-
يا إلهى ، كيف لم أرى ذلك السؤال ؟ .

أنهت جملتها ووضعت كفها على شعرها تشد عليه بأحباط ، كيف لم تراه كيف ؟! ، إنها تعلم إجابته كإسمها وفي النهاية تتركه فارغًا دون اجابة ، هذا غير أستاذها السمج و المثير للأعصاب ، كل هذا دار بخلدها في تلك الثوانى القليلة .
أخذت نفسًا بعمق ثم لفظته خارجًا بضيق شديد ، فآتاها صوت أجش يهتف باسمها ، ألتفتت متجهة له تقف أمامه بعبوس ، فسألها بحماس وتوجس من ملامح وجهها :
-
ماذا فعلتي بنان ؟! .

تنهدت بنان وهى تضع القلم بحقيبتها السوداء قائلة بحزن :
-
لم ألحظ السؤال السادس إلا الأن .

لوى تيم شفتيه آخذًا منها الورقة لكي يرى ذلك السؤال ، فرفع حاجبيه بدهشة هاتفًا بإستنكار :
-
كيف ذلك بنان ، أنتِ تحفظي إجابته كإسمكِ ، فكيف لم تلَحظينه ؟! .

أخذت منه بنان الورقه بحنق تطويها نصفين قائلة بإستهجان :
-
ليست تلك المشكلة تيم ، المشكلة مع أستاذنا الكريم ، أنت تعرفه جيدًا ، لا يطاق مطلقًا .

حاول تيم كتم ضحكته قائلاً :
-
لا أظن أنه سيترككِ وشأنكِ ، فهو قد فعل ما بوسعه وترك الباقي علينا .

ناظرته بضيق هاتفة :
-
وهل كان تركي له عن قصد يا هذا ، أقول لك لم ألحظه ، لم ألحظه ، أغنيها لك مع لحنًا ! .

رفع تيم كتفيه وقد أطلق لضحكته العنان قائلاً :
-
ولمَ تبررين لي ، أذهبي لعمار وغنيها له هو .

رمقته بنان بغيظ ثم نظرت للجهة الثانية ، فكفّ تيم عن الضحك وابتسم لها مردفاً :
-
حسنًا لا تغضبي واستمعي لما سأقول .

اومأت بنان له تولي كامل انتباهها له ، فقال بمرح :
-
خالتي جوانة تدعوكِ أنتِ وعمار لدينا على الغداء اليوم .

لمعت عيناها فجأةً وظهر على ثغرها الوردي ابتسامة بلهاء هاتفة بلهفة ناسية إختبارها :
-
حقًا تيم ! ، فكم أشتقتُ لطعام خالتك .

ضحك تيم عليها ممسكًا كفها بكفه يسحبها معه ذاهبًا لركوب سيارته ، يقول لها بعبث :
-
أريد أن أفهم أين يذهب هذا الطعام الذي تلتهمينه ليلاً نهارًا ! .

**********

وصل تيم إلى بنايه منزله - القابعة بحي بسيط - فصف سيارته على جانب الطريق ثم ترجل منها هو وبنان متجهين لداخل البناية .
صعدا درجات الدرج التالفة مع مرور الزمن ناشدين الطابق الخامس ، وما إن وصلا حتى أخرج تيم مفتاح المنزل وفتحه دالفاً هو وبنان من خلفه لتغلق بنان الباب خلفها .
بينما تيم يبحث بعينيه على خالته ، فإستمع لهتافها من داخل المطبخ وهى تقول :
-
عمار بالشرفة يا تيم ، أذهب له أنت وأرسل ليّ بنان .

وما إن أنهت حديثها حتى عبست بنان هاتفة بتذمر:
-
ولمَ أنا التي ستساعدها ، وكيف علمت بمجيئنا من الأساس فنحن لم نصدر صوتاً .

أتجه تيم للشرفة المسدل عليها ستائر شفافة هاتفًا لبنان :
-
أصمتي وإذهبي للمطبخ الأن فأنا جائع للغاية .

فتحت بنان فاها بدهشة من تعنته وكانت ستعنفه لكنه سبقها بدخوله للشرفة ، فزفرت بضيق تخلع عنها حقيبتها وتلقيها على إحدى المقاعد ثم سارت للمطبخ بخطوات حانقه.

بداخل الشرفة ، جلس تيم علي المقعد الآخر بجانب عمار ، وقال له ممازحًا بنبرة عابثة :
-
كيف حال أستاذنا الكريم .

رمقه عمار بنظرة جانبيه مستنكراً حديثه ، فغمز له الآخر قائلاً :
-
ألا تريد السؤال عن صاحبة تلك العبارة ؟ .

-
ومن غيرها ! .

قالها عمار ونظره يعود للنظر خارج الشرفة فزم تيم شفتيه وقد فهم ما يدور حوله بالتأكيد صديقته المجنونة أغضبت خطيبها منها ، فسأله تيم بقلق :
-
هل فعلت شيئاً يغضبك ثانيةً ؟! .

استمع تيم لتأفف صديقه ، فاعتقد أن القادم أكبر فقال بتوجس:
-
هل تقدم لها أحدًا .

لم يكد ينهي جملته حتى ألتفت له عمار بعينين سوداويتين ليردف بنبرة يشوبها التحذير :
-
لا أريد مزاح في ذلك الأمر تيم .

-
وأنا لا أمزح ، أنظر لوجهك وسترى أن هناك شيئا كبيرًا يغضبك .

زفر عمار مرة أخرى ليقول بضيق :
-
لم يكتمل باقي المال الذي طلبه مني والدها ، والستة أشهر قاربوا على الإنتهاء .

نظر له تيم بحنق يزجره بقوله :
-
لا تكن متشائم عمار ، المهلة لم تنتهي بعد ، هناك شهران آخران ، وبإذن الله سيكتمل المال .

ابتسم عمار له بوهن ثم وقف من مجلسه يهم بمغادرة الشرفة قائلاً :
-
هيا قف لنذهب لهن ونساعدهن بترتيب المائدة .

وغادر من فوره ، فاختفت وقتها معالم المرح عن تيم وحل محلها الوجوم ناظرًا لخارج الشرفة وعيناه يخرج منها حديث لا تقدر شفتاه علي البوح به .

__________________

أقبل الليل سريعًا على رويد فعاد منهكًا إلى منزله ولم يكد يفتح باب منزله الكبير حتى اصطدمت بوابل من الكرات
البلاستيكية تندفع بوجهه واحدة تلو الأخرى حاول تثبيت نظراته ليجد براء يمسك بما يشبه البندقية ويصوبها نحوه فاردف ضاحكًا :
-
هكذا إذن ، كف عن ذلك وإلا لا تلم سوى نفسك .

رد عليه براء وهو مستمر فيما يفعل :
-
ماذا ستفعل أكثر مما فعلت في المكتب سيدي .

ثم قلد نبرته الغاضبة حين ذاك :
- "
أرى أنك رفعت التكليف "، تقول لي ذلك ، أنت لم ترى شيئًا بعد .

ظل رويد يتحرك يمينًا ويسارًا متفاديًا ضربات صديقه وفي لحظه خاطفة إنقض عليه وقام بتثبت رأسه بين يديه ليطلب
منه الاستسلام ، فقال له رويد آمرًا :
-
ألقي مابيدك لنتكلم رجلاً لرجل .

رد عليه براء بتصميم :
-
أنت من بدأت رويد ، قسمًا بربى سأجعلك تندم والأيام بيننا .

كرر رويد كلامه مجددًا قائلاً :
-
ألقي مابيدك أولاً ثم نكمل حديثنا .

نفذ براء طلب رويد وألقى البندقية من يده وهو يقول:
-
لا احتاج لها فأنا لدي يدي ولا تسعد بعضلاتك تلك وطول قامتك هذه ، فعصبي كالوتد .

قهقهه رويد عاليا وقال له :
-
إذًا حرر نفسك .

حاول براء أكثر من مرة حتى شعر أنه سيختنق من إحكام قبضه رويد على رقبته ، فقال مستسلمًا:
-
لك تلك الجولة ، لكن الأيام بيننا .

جلس براء منهكًا على أقرب صوفة وجاوره رويد يسأله ضاحكًا :
-
من أين حصلت عليها ؟! .

-
من متجر للعب الأطفال .

زاد رويد في ضحكته حتى كاد أن يختنق وقال:
-
تريد أن تنتصر علّي من متجر لعب أطفال ، عيبٌ عليك يا رجل .

حك براء جبهته واردف بيأس :
-
لم أجد شيئًا أفعله معك سوى ذلك ، أو رميك بالرصاص حيًا .

قطب رويد جبينه قائلاً :
-
لتلك الدرجة ! .

ارتسمت ملامح الضيق على وجه براء وقال :
-
أنت فعلت ذلك أمام تيارا ، وأهنتني أمامها .

هز رويد رأسه وقال عابثًا معه :
-
هكذا إذًا .. تيارا ، ألم تمل بعد ، منذ سنوات وأنت تحاول معها وهى لا تراك من الأساس ، كف عن هذا الأمر أو سأتصدى أنا لك .

رد عليه براء بتساؤل :
-
هل وصلت إليك شكوى منها ! .

رد عليه رويد نافيًا :
-
لا لم تفعل ، ولكنني أخاف أن تتذمر دفعة واحدة وتترك المكان وانا أصبحت لا أستغني عنها مطلقًا .

رفع براء حاجبه وقال لرويد :

_
هل أنت.. !! .

فهم رويد تلميح براء فقال له :
-
لا يذهب خيالك إلى بعيد ، أنت تعرف رويد جيدًا ، لاتشغله إمرأة قط .

وعند كلمته الأخيره تحدث بصوت خافت متذكرًا جميلته ، الساحرة ، الفاتنة ، ذات الرداء الأحمر التي شغلت كل تفكيره صباحًا وأصابته بالتوتر وصب هذا التوتر على صديقه .

نظر له براء بجانب عينيه وقال :
-
لا ارتاح إليك مطلقًا أشعر أن هناك شيئًا تخفيه عني تعبت من أسرارك رويد .

هبّ رويد واقفًا وأشار بيديه قائلاً له بملامح مبهمة :
-
ارحل ! .

رد عليه براء بإصرار:
-
قل لي كل شيء أولاً .

-
ليس هناك أي شيء .

-
إذًا أنظر في عيني وأخبرني بهذا .

قال له رويد مهددًا :
-
براء ارحل وإلا سأتعامل معك بإسلوبي .

-
لماذا تريدنى أن ارحل ؟ .

-
عجبًا لك ، أريد أن ارتاح وقليلاً في منزلي ، هل لديك مانع !؟ ، لا أعلم حقًا لماذا أترك معك مفتاح منزلي لآتي في أي وقت وأراك قد احتللت منزلي ، لقد جلبت
لنفسي ألم الرأس .

لوى براء فمه وقال بسخرية:
-
وهل تعطيني مفتاحك لسواد عيني أو لأن ليس لي ملجأ ، كله من أجل كلبك العزيز ، أطعم الكلب يا براء ، وهذا النوع الشبيه بالذئاب لا احبه ، حقا الذئاب لا تعاشر إلا الذئاب ، ترتعد فرائصي حين يكشر عن أنيابه .

ضم رويد يديه إلى صدره وقال:
-
هل انتهيت ؟ .

-
حسنًا سأرحل لقد تبعثرت كرامتي أسفل قدميك ، كرامتي تؤرقني وتلح عليّ أن أقول لك سأرحل دون رجعة ، لكن قلبي رقيق لايفعل بك ذلك فأنت من دوني لاشيء .

نظر إليه رويد بنفاذ صبر فأسرع براء خطواته تجاه باب المنزل حتى رأى رويد يتجه اللى قبو المنزل فقال له براء
معلقا :
-
غرفتك في الأعلى لا في الأسفل ، هل ستنام في القبو ؟!! .

مسد رويد على وجهه ليهدأ ثم أردف بنفاذ صبر :
-
استغفرالله العظيم هذا منزلي ، أنام أعلى أو أسفل فأنا حر لا تتدخل في شؤوني .

وقف براء وقال ليثير غضب رويد :
-
هل تعلم لقد فكرت في طريقة لأصل لذلك القبو لأجعلك تندم فعلياً على ما فعلته بي .

تغيرت ملامح رويد من النزق إلى الغضب وقطب جبينه وضم حاجبيه لتصبح عينيه عينا ذئبًا يحذر الفريسة قبل الأنقضاض عليها فخرج صوته محذراً:
-
إياك أن تحاول ، ووقتها لن تكون موجودًا لتلوم نفسك حتي .

قال براء مرتعدًا من منظر رويد الذي لايراه سوى في أقصى مراحل غضبه :
-
هون على نفسك ليس لتلك الدرجة .

هتف رويد بصوت عالي ترتعد له الاقدام :
-
بل أكثر ، وأحذرك لأخر مرة براء ، هل تفهم ؟ .

رد عليه براء سريعًا :
-
حسنًا حسنًا لقد فهمت ، أدفع نصف عمري بل سنوات عمري جميعها لأعلم ما تخبئ في ذلك القبو .

ليفتح رويد بابًا ، ويقول بصوت خافت قبل أن يختفي خلفه :
-
هناك رويد آخر وذئب آخر لا تتمنى أن تعرف عنه شيئًا .

_______________________

الليل.. جماله وسحره الخاص ، حين يأتي الليل يصطحب معه الهدوء ، محملاً بالأسرار ، لنتمنى أن نكون وحدنا ، لكن بالنسبة إليه لا مكان للوحده لديه ، بالنسبة له الصخب محبب إليه ففى عالمه الليل هو حياته ليمارس فيه شغفه وحبه .
لنجده يقف على المسرح بشموخ يحمل جيتاره يعزف أجمل ألحانه ويصدح صوته كالكروان :

"
اعزف لي لحناً..
واكتب لي شعراً..
أهمس لي عشقاً..
أرسل لي قبلة..
أهدني وردة..
كن صادقاً في حبي..
ولا تهمل لي قلبي..
أنت حبيبي..
وملاذي..
أنت سكني..
وسلامي..
أنت روحي..
ورجائي..
أنت حياااااتي..
أعزف لي لحن الحياة..
دعني أنسى الحاضر في لقاك..
دعني أغفو هائماً..
دعني أبرأ من جروحي..
دع عنك الهموم..
وابتسم وقل لي..
أنا دومااً هناك..
أنت دائي..
ودواااااائي..
أنت روحي..
ورجائي..
أنت حيااااتيي..
حيااااتي "

انتهي من الغناء لتتعالى أصوات جمهوره تطالب بالمزيد ، ليبتسم ويلبي ندائهم ويغني .
يشعر أنه يطير ، يحلق عاليًا في الأفق ، هو صقر عائلته الشارد ، أمتهن هوايته المفضلة وأصبح من أشهر نجوم الغناء وعائلته الداعمة له هي حافزه ، لم يترك مجال العائلة في التجارة فهو يساعد والده أن لزم الأمرلكن
الغناء يسير فى ارودته وان تركه يوما ينتهى ...


خرج من المسرح ليجدها بإنتظاره وعلى وجهها أجمل ابتسامة ، أقترب منها
وضمها إلى صدره فعانقته بقوة قائلة:
-
كنت رائعاً كعادتك كناني .

فيرد عليها كنان بابتسامة :
-
أعلم عزيزتي ، فأنا لست أي شخص ، أنا كنان المنصوري .

ضربته سارة على كتفيه وقالت بغيظ :
-
كف عن غرورك هذا فمن تواضع لله رفعه .

رد عليها كنان بقصد مشاغبتها أكثر :
-
هذا ليس غروراً حبيبتي ، إنما ثقة .

لتبستم ساره ابتسامه مِلئ ثغرها لتردد بحب :
-
سأخبرك يا قاسي القلب أني ... مشتاقة
سأخبرك يا هادئ الطباع أني ... ملتاعة .
سأخبرك يا حبيب الروح ...أني لا أرى سواك
تُزين كلماتي أحرفك ...وفارس أحلامي انت
تفاصيلك مبهمة ... وإبتسامتك ملهمة
وأنا عاشقة لإياكَ ...

ابتسم كنان على كلماتها ، فالشعر ينساب من بين شفتيها بسلاسة وحب صادق ومشاعر حقيقية فأحيانًا كثيرة كان يغني من كلماتها ، ضمها إليه كنان أكثر وقبل مقدمة رأسها قائلاً بحب :
-
مُلهمة كعادتكِ صغيرتي .

لترد له جملته قائلة بمشاكسة :
-
أعلم يا عزيزي فأنا لست أي شخص فأنا سارة المنصوري .

ليتشاركا بعدها نوبة ضحك جنونية فهما يتشاركان كل شيء لولا أن الفرق بينهم بضع سنوات لكانا يعتبران توأم لكن هناك شيئًا يسمى توأم الروح فكل منهما وجد في
الآخر ملجأه .

********

ذهبا إلى المطعم ليجدا والديهما بإنتظارهما ليقترب كنان من والدته ويقبل يدها لتبتسم له ثم يتجه لوالده يفعل المثل فبادر الوالد سائلاً ولده:
-
كيف كان الحفل ؟ .

كاد كنان أن يتحدث لتقاطعه ساره قائلة :
-
رائع كالعادة وأغنية كنان الجديدة كانت أكثر روعة من الحفل ذاته .

ابتسم لها كنان بحنان قائلا :
-
أنتِ الرائعة عزيزتي وأفضل فتاة في الكون .

لتبتسم والدتهما تقول بمحبة :
-
أدامكما الله سنداً لبعضكما البعض .

وقف كنان من مجلسه وأقترب من والدته يقبل رأسها هامسًا :
-
حفظكي الله لنا جميلتي .

جلسة عائلية رائعة مليئة بالحب ، الحنان والدفء بمشاعر خالدة لاتنتهي بإنتهاء وقتها ، فتبقى الذكرى ذات تأثير ولكن هل تستمر السعادة أم أن السفينة سارت عكس التيار ؟! .
كل ما يتذكره هو صراخ والدته وشقيقته وصوت والده يطلب منه تفادي السيارة أمامه وبعدها لا شيء !! .

ظلام تام وشعور بالفراغ ليسقط القلم وتنتهي الرواية ويُسدل الستار ليصفق الجمهور على نهاية الأداء ولكن عفوًا
هي لم تكن النهاية بل فقط البداية!!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:28 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني

_________

الموت حق..
هو نهاية الحياة..
هو النهاية الحتمية لكل ما يسير حولنا..
والفقد هو أحد أسرار الصبر مهما بلغت من الحزن..
كن واثقاً أن الله لم يفعل شئ عبثا.. .

________________________

مر أسبوع وهو على حالته ينظر للفراغ ، للاشئ يده وساقه مجبرة ، أسفل عينه كدمة زرقاء وخدوش متفرقة على سائر جسده .
طرقٌ على الباب ولكنه لا يهتم ، هو لم يشعر بتلك الطرقات من الأساس ، أطل عليه صديقه أيهم من خلف الباب ليجده علي نفس الحال ليقترب منه ويناديه عله يرد :
-
كنان ؟ .

لم ينتبه له وكأنه غير موجود ليكرر ندائه مرة أخري :
-
كنان انت تسمعني أليس كذلك ؟! .

لم يرد أيضا ليكمل أيهم :
-
أعلم أنك حزين ولكن عليك العودة يا صديقى .

وأخير خرج كنان من صومعة صمته وحزنه ورد عليه بصوت متحشرج :
-
حزين... ! ، بل أنا مكسور ، مُهشم الروح ، أشعر بأن قلبي ينزف ، كلمة حزن ابدًا لن تفي وصفي ، أجزم أنه إن رآني الحزن لفر هاربًا من أمامي .

اغمض ايهم عينيه بألم وقال :
-
أعلم وأشعر بك ، ولكن هل تظنهم سعداء الآن وهم يرونك هكذا أقسم أنهم يتألموا أضعافًا على حالتك .

صمت كنان قليلاً ثم قال بإرهاق :
-
انا متعب يا صديقي ، أشعر بألم في صدري اقوى من أن أتحمله .

ربت ايهم على كتفه وقال :
-
فلتبكِ يا صديقي ، عسى أن تبرد كل آلامك ، أخرج كل ما يهيج بداخلك ، فقط ابكي .

كأنه أهداه تذكرة أو فرصة للبكاء ، ليبكي ويصرخ ، أقترب منه أيهم واحتضنه وربت على كتفيه وهو يشاركه نوبة بكائه .
مرت ساعة أو أكثر وهو علي حالته تارة يبكي ، وتارة يصرخ ، وتارة يكسر ما تقع عليه يداه ، حتي هدأ نسبيًا عدا صوت
شهقاته الذي بدا كطفل صغير ابتعد عن أحضان والدته .
ساعده أيهم ووضعه في فراشه ودثره جيداً ثم خرج من الغرفة ليتركه يرتاح .

__________________________

انتهى الأسبوع ليتبعه آخر وآخر ، فأكتمل شهر برأت فيه جروحه الظاهرة ، وصار يتحرك كالسابق ، ألا أن شيئًا فيه تغير ، صار يغضب سريعًا ينفعل من أقل موقف ، ترك الغناء وأصبح لا يهتم بشيء ، لم يعد هناك ما يجعله يتشبث بالحياة ، هو فقط يشعر باللاشيء ، يتحرك مثل الآلة ، عيناه جامدة
وقلبه مات مع أحبابه ، حتى فى ذلك اليوم قرر زيارة قبر عائلته ، أخذ باقة ورد وضعها علي قبر أبيه وأخذ منها زهرتين إحداهما علي قبر والدته وأخري علي قبر شقيقته .
جلس أمام قبر شقيقته وما لبث أن انفجر بالبكاء وعلا صوت نحيبه وهو يذكرها بأيامهما معاً وأمنياتهم ، يحدثها أنها
رحلت سريعاً ، سريعاً جداً .

وعلى القرب منه كانت هي موجودة تفعل شئ ما ، ليجذب انتباهها صوت آخر غيرها
، اقتربت لتري من هو فزحفت البسمة على ثغرها ، هنيئًا عليها صيدها الثمين .
وقفت أمامه ليرفع نظره إليها ليجد فتاة جميلة برداء أحمر اللون وشعر اصفر متدرج وعينان تقطر منهما الفضة اللامعة .
ابتسمت له قائلة :
-
هون عليك .

رفع نظره إليها وأردف:
-
من أنتي ؟! .

رددت عليه برقة قائلة :
-
أخبرني أولاً لم البكاء .

ارجع كنان نظره موضع قبر شقيقته وقال ببرود :
-
ليس من شأنكِ ، أكره المتطفلين .

رددت عليه بابتسامه عذبة :
-
وانا أكره البكاء .

رد عليها كنان :
-
اذهبي واتركيني وشأني لا طاقه لي اليوم بأحد .

أخذت تدور حوله ثم قالت :
-
من يدري ربما علاجك عندي .

نظر إليها كنان متسائلاً وقال :
-
ما قصدكِ ؟ .

-
لا شئ .

-
اذن ارحلي .

فردت عليه قائله :
-
لك هذا.

تحركت من أمامه لتقف خلفه تُرتل كلمات غريبة لم يفهم منها شئ وما أن أدار رأسه ناحيتها حتي سقط أرضاً .. لتبتسم بخبث فقد سقط أولى ضحاياها ، وحان وقت تحريك أول جندي لها على الساحة .

____________________

أصوات الإسعاف وسيارات الشرطة تملئ المكان ، جريمة بشعة وغريبة بعض الشئ
"
قتل " والقاتل لم يترك خلفه أثرًا ، والضحايا أعناقهم منحورة بآله قتل حادة ، مشهد بشع ، وهنا يبقي السؤال :
-
من القاتل ؟ ، وما سبب جريمة شنعاء كتلك ؟ ، كان معكم مراسلكم من قناة.. .

لم يكمل الحوار فقد أغلق التلفاز ولم يشاهد الباقي ليتأفف منزعجاً من تلك الجريمة الغريبة ، فحدث كنان نفسه مستنكراً " كيف استطاع فعلها ، ألم يشعر بالضيق ، أكره الدماء "

__________________________

دماء ، صراخ ، أصوات يعرفها تناديه ، ظلال لأشخاص يعرفها وفتاة جميلة بثوب أحمر تنظر له وتبتسم ، وهو يهرول مبتعداً ويهرب منهم حتي سقط في بئر لم يعرف
كيف وصل لمكانه.. .
انتفض من نومه فزعًا ، جبينه يتصبب عرقًا وصدره يعلو ويهبط بسرعة تزامنًا مع تنفسه الغير منتظم ، لينهض من فراشه
ويهمس " ما هذا الحلم الغريب !! ، يا الله أشعر أني على معرفة بتلك للأصوات ، ولكن من هم ؟! ألهمني الصبر يا الله "

_________________________

في الصباح استيقظ من نومه قلقًا ، ولم يأخذ كفايته في النوم .
وصل إلي شركة والده التي أصبحت ملكًا له بعد وفاة أسرته .
دخل إلى مكتبه لتتبعه سكرتيرته " تيا " ليردف كنان :
-
أحضري لي قهوة .

اومأت برأسها وقالت :
-
حسنًا سيدى سأحضرها حالاً .

جلس على مقعده ، وبالفعل دقيقة ، أو ربما دقيقتين - لم يشعر بالوقت - حتي دخلت هي تحمل له قهوته .

وضعت تيا القهوه أمامه وقالت :
-
تفضل .

-
شكرًا ، أطلعيني على جدول اليوم من فضلك .

فتحت تيا الدفتر فى يديها وقالت:
-
لدينا اليوم اجتماع مع الوفد الإيطالي لإنهاء الصفقة الجديدة ، وهناك الأوراق تحتاج الى توقيعك ، وقد أحضر الساعى البريد يجب أن تطلع عليه ، هذا كل ما لدينا اليوم .

-
حسنًا ، أحضري البريد والأوراق التي سأوقعها .

خرجت من مكتبه وهي تتنهد وتخرج أنفاسها ببطئ ، فهي حزينة علي حالته تلك ، لا يعجبها التغير الطارئ عليه ، فشخصية كنان السابقة غير الحالية تمامًا ، وما يزعجها أكثر هو توقفه عن الغناء ، واختفاء بسمته الرائعة ، لطالما كان كنان يمثل لها أهمية في حياتها .
أحضرت له ما طلبه منها وتركته له على مكتبه وخرجت لتكمل عملها .

بينما هو مازال شاردًا ، واقعًا في حيرته عن هذا المنام الغريب ، تنهد بضيق ونظر أمامه فوجد الأوراق التي طلبها على المكتب
فحدث نفسه بشرود " ألهذه الدرجة كنت شاردًا ولم أشعر بها ، حسنًا لا بأس ، لأنهي أعمالي الآن واترك التفكير لوقتٍ لاحق "

**********

انشغل كنان في عمله ليشغل عقله عن التفكير في أمور لا طائل منها ، حتى سمع طرق الباب ليسمح للطارق بالدخول والذي لم يكن سوى صديقه .
فقال له أيهم عابثًا :
-
السيد مشغول أهملني للغاية .

رد عليه كنان بنبرة إعتذار :
-
عذرًا ولكن انت تعلم... .

قاطعه أيهم قائلًا :
-
أنت تعلم أنني أعمل الآن والشركة تأخذ كل وقتي ، حسنا انا أعلم هذا العذر .

نظر كنان فى ساعته وقال مشاغبًا صديقه :
-
ومن حسن حظي أيضًا أنني راحل الآن لدي عمل بالخارج .

قال ايهم متأففًا :
-
ليس مجددًا .

-
أعتذر منك حقاً ، لكن أنت تعرف العمل .

اومأ أيهم رأسه بتفهم وقال مبتسمًا :
-
لا بأس أراك غداً إذًا ، إلى اللقاء .

حياه كنان بإبتسامه هادئة :
-
إلي اللقاء .

____________________

بعد ساعة كان يجلس كنان برفقة تيا والوفد الإيطالي في أحد المطاعم .

كان كنان يجيد اللغة الإيطاليه بطلاقة ، فهو إلى جانب حبه للغناء واصراره على تعمله باحترافية أصر على تعلم الكثير من اللغات ، حتى يستطيع أن يغني بكل لغات العالم .
فقام بتحية رئيس الوفد :
- Ciao signor Alberto
(
مرحبا سيد ألبرتو )

رد عليه ألبرتو بابتسامة :
- Benvenuto in Sayed Kanan ... Sono onorato di conoscerti
(
أهلا بك سيد كنان ...تشرفت بمعرفتك )

- Sono di più
(
انا اكثر )

قال البرتو موجهآ حديثه لكنان :
- Sono molto felice di lavorare con la tua azienda e spero che sarai come pensiamo di essere
(
انا سعيد للغاية للعمل مع شركتكم وأتمني أن تكونوا عند حسن ظننا بكم )

قال كنان مطمئنًا إياه :
- Non preoccuparti ... Mr. Alberto La nostra azienda è famosa e ha il suo nome sul mercato
(
لا تقلق سيد ألبرتو فشركتنا معروفة ولها إسمها في السوق )

رد عليه ألبرتو :
- Mi fido di te
(
وانا أثق بك )

انتهي الإجتماع ووقع عقود الصفقة ، بينما هي بجواره تنظر له بإنبهار من فصاحته في اللغة وقدرته علي الإقناع .

في طريق العودة ظهرت أمام سيارته فتاة بثوب أحمر ، لينظر لها مندهشًا فهي نفس الفتاة التي بأحلامه ، يشعر أنه رآها
سابقًا ، في الحقيقة ولكن لا يعلم أين ومتي !؟ .
أوقف السيارة وهو مازال ينظر لها لتشير له بيدها أن ينزل من سيارته ، ففعل ما أرادت وما أن اقترب منها حتي اختفت وهي تبتسم ، ليلتفت حوله ناظرًا في كل الإتجاهات ولكنه لا يجدها .
غلغل أنامله في شعره منزعجًا يردف بضيق:
-
وأصبحت أتخيلها أمامي أيضًا ، هنيئًا لك الجنون كنان



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:29 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

________

الحياة ضرب من جنون..
مهما بلغت درجة تعقلك يا صديقي..
فأنت مجنون من نوع خاص..
لكل منا جنونه الخاص يتميز به عن غيره..
فالعالم عبارة عن مشفى مفتوح أسواره..
ونحن مرضى.. .

_______________

التخيل .. التهيؤ ، شعور سيئ فأنت لا تدري حقيقة ما تراه ، هل هو صحيح أم عقلك الباطن يصور لك أحداثًا واهية ؟! ، هل هي مجرد تداخلات صورها العقل في صورة أحداث لنصدقها ونؤمن بحقيقتها ؟! .

بدأ عقل كنان يفكر في أمر تلك الفاتنة التي ترفض حتى تركه في أحلامه ، وتغزو حاضره لا تنفك تبتسم له ثم تختفي ، حتى شعر أنه أصيب بالجنون وأنها فقط من تخيلات عقله الباطن لشعوره بالوحدة عقب وفاة أسرته ، وعند ذكر أسرته بدأت الدموع تتجمع في عينيه حتى أنه لم يسمع صوت طرق الباب ولا بدخول تيا القلقة من مظهره ، فرؤيتها له شاحبًا صباحًا أنبئها بإحتمالية مرضه .

بعد عدة طرقات على الباب ودون إستجابة منه قررت تيا الدخول لتجده شاردًا وكأنه فقد الإحساس بالوقت ، اقتربت منه بحرص لتري عيناه تلمع بدموع ، يبدو أنه لم يشعر بتجمعها بعينيه ، لتهمس بصوتٍ هادئ :
-
سيد كنان ؟ .

لم يرد عليها لتردف بصوت أعلى قليلاً من سابقه :
-
سيد كنان ؟ .

أنتبه كنان لها ورفع وجهه إليها ، ليُصدم من رؤيتها له بحالته تلك ، فوقف منتفضًا من مكانه ويعطيها ظهره رافعًا وجهه لأعلى كي يمنع تلك العبرات من الهبوط ويمسح على شعره بإنزعاج .
ودقيقة حتى هدأ نسبيًا ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة فهو لم يمهلها وقت حتى إنفجر في وجهها صارخًا :
_
كيف دخلتي إلي هنا بدون إذني ؟ .

وقبل أن يعطيها فرصة للرد كان يداهمها مرة أخرى قائلا :
-
لم أسمح لكِ بالدخول فكيف تعطين لنفسك الاذن بفعلها ، اسمعي يا أنسة أكره التطفل وهذا آخر إنذار لكِ ، فهمتي ؟ .

أومأت له بصمت ودموعها تهبط على وجنتيها
حتى غادرت مسرعة من أمامه تخرج من مكتبه ودموعها تكفي أنهارًا .

دخلت مكتبها وأغلقت بابه لتستند عليه بظهرها فتعلو شهقاتها وتزداد وتيرة بكائها .

بينما هو لم يكن أقل منها فهو أطلق وحش غضبه عليها بدون سبب ، ربما لأنه فقط يرفض أن يشهد شخص غيره على لحظات ضعفه ، لحظات إشتياقه ، لحظات
إحساسه بالندم والعجز .
ليطلق صرخة غاضبة ويطيح بكل ما فوق مكتبه أرضًا ، ثم يلتقط مفاتيحه وحافظة نقوده ويخرج من مكتبه بل من الشركة كلها كلإعصار .

**********

قاد كنان سيارته دون شعور ، كأنها تعرف الطريق دون أدنى تحكم منه ، فقد ذهب إلى مكانه المفضل حيث يجلس مع أحبائه ويحادثهم ، يحكي لهم تفاصيل يومه واليوم لم يكن يختلف شيئاً عن سابقه .

جلس أمام قبر عائلته بنفس وجع قلبه ، كأن الايام لم تمر ، كأن ماحدث كان بالامس !! .
نظر إلى قبر والدته كأنه يراها أمامه ليحدثها والدموع تترقرق فوق وجنيته :
-
اااه أمي ، أنا متعب للغاية وأشتاق لدفء وجودك أشتاق لأحضانك وتقبيل يديك ورائحة الياسمين وهي تملأ غرفتي صباحاً... .

أتجهت نظراته لقبر أبيه وأكمل :
-
وأنت أبي ، أحن لأمانك ، في بُعدك أصبح ظهري هشًا ،وسندي ضعيف ، فأين القوة وأنت عني بعيد ؟! .

صمت قليلاً وقد هربت نظراته لقبر زهرته :
-
وزهرتي الغالية ، جميلتي الصغيرة ، توأم روحي ورفيقة دربي ، أشعر بالفراغ من بعدكِ ، فهلا تعودين قليلاً ! ، أشعر وكأن الدنيا ألقت بي في ثقب أسود لا مهرب منه .

لترتفع الدموع الى شهقات يتقطع لها نياط القلب ليقول بصوت ميت :
-
هل يرجع أحدًا منكم مرة أخرى ؟! ، أخبروني هل سيظل قلبي
يآن هكذا ؟ ، هل ستظل روحي متعبة ؟ ، أتمنى لو مت بدلاً عنكم ، فأنا أتعذب الآن .

_______________________

حل المساء ، والليل يستر ما لا تراه العيون ، لتبقي النجوم شاهدة والقمر سارح .
بردائه الأسود وغطاء وجهه يتحرك بخفة لينطلق بين الأزقة عسى أن يجد ضحيته اليوم ، وبالفعل لم يبحث طويلاً وضحيته هذه المرة لم تكن سوى رجلاً مخمورًا تفوح منه رائحة الكحول يترنح في مشيته وكاد يسقط أكثر من مرة ليقف أمامه يسد عليه الطريق بجسده ، رفع الرجل نظره
إليه يردف بنبرة مهتزة :
-
من أنت يا هذا ! .

أبتسم له بدوره وأردف بنبرة واثقة :
-
أنا الموت ! .

وعلى الرغم من حالة اللاوعي المنغمس بها الرجل ألا أنه أرتعد من نظراته ويبدو على ملامحه الرعب ، بينما الآخر يرفع يده فتظهر ورقة من بعيد تراها ورقة تشبه أوراق اللعب مرسوم عليها رمز جمجمة مقسومة نصفين يتخللها قبضة يد تسيل منها دماء ! ، ألقى الورقة بإتجاهه وفي لحظات كان الرجل ملقى على الأرض ورأسه مفصولة عن جسده .

ابتسم الآخر بثقة رافعًا عيناه - المتغير لونها للأحمر الدامي - ورحل كأن شيئًا لم يكن !! .

_____________________

في نفس ذلك الليل ، بعد رحيل بنان وعمار مساءً - فعادتهم يلتقون للغداء مرة
أسبوعيًا مع تيم وخالته - دخل تيم غرفته مغلقًا الباب خلفه ، نظرته تغيرت ، ملامح وجهه تكفهرت ، انقلب حاله مئةوثمانون درجة..! .
أتجه للمكتب وجلس على مقعده يمسك بالصندوق الخشبي يفتحه ، أخرج منه صور تجمعه مع صديقيه ، ولكن نظره معلق عليها ... هي فقط ، قلبه يصرخ بالألم لكنه يحبها ويشعر بالخواء لعدم قدرته على الاعتراف ، لا يعلم لمَ لم تحبه هو
، لمَ أحبت عمار مع أنه أكثر مرحًا وتوددًا معها فلماذا أحبته ولم تحبه هو ؟! ، الألم ينبع مع كل نبضة ينبض بها قلبه ، شعور بالنقص يلازمه ، فقدّ جزءًا من ثقته بنفسه ، وأنه لن يحظى بحب فتاةٍ ما لأنه ليس متكامل ، وليس به شيء يجذب الفتيات له ، فقط لأنها لم ترَه من الأساس ، فكيف يراه غيرها .
استمع لصوت طرق على بابه فأدخل الصورة بالصندوق وأغلقه ، ثم سمح لخالته بالدخول ، دخلت جوانة ببسمة على
ثغرها وقالت :
-
ماذا يفعل حبيب خالته .

نظر لها تيم بعدما كست ملامحه المرح وأختفى لمعان الدموع بعينيه قائلاً :
-
أفكر في سبب لعدم شجارك اليوم مع جيراننا.

لوت جوانة فمها بإمتعاض قائلة :
-
ومن قال ذلك لقد تشاجرت ولكنني ذهبت لمنزلهم هذه المرة وأشبعتهم كلماتٍ سامة لعلها تأتي بنتيجةٍ ما .

ضحك تيم قائلاً :
-
أتمنى أن أعلم ما سبب الشجار من الأساس .

-
لا داعي لأن تعلم ، وهيا للعشاء .

قالتها بذات الإمتعاض ثم خرجت من الغرفة يليها تيم .

______________________

في صباح جديد ، و بشركة غياث ، تجلس تيارا خلف مكتبها تمارس روتينها اليومي وتنظر في ساعة يدها كل خمس دقائق ، يتشتت انتباهها من التفكير في تأخير رب عملها ، فهى لم تعهد فيه ذلك الأمر من قبل ، حتى هاتفه خارج نطاق التغطية !! .

أخذت تتحدث مع نفسها بقلق ونظرها معلق بالملف الذي بيدها " قلبى لا يرتاح مطلقًا لذلك التأخير ، إن كان سيتأخر لخمس دقائق فقط لكان اتصل بي وأخبرني ، يكاد القلق يفتك بي ،قلبى يخبرنى أنه يفعل شيئآ متهورًا "

رفعت نظرها عن الملف لتجد من يرفع حاجبه وينظر لها ، فصرخت في وجهه :
-
ماذا ؟! .

-
لاشيء لكن اعتقد انكِ...

صمت قليلاً وحرك يده بإشارة تفيد انها قد جنّت فرددت عليه بغيظ :
-
البركة في صديقك ، الساعه العاشرة الآن ، لقد تأخر ساعتين كاملتين ولا أعلم أين هو ولم يتصل بي .

رد عليها براء ببساطة :
-
إن كان هذا هو الأمر فأريحي عقلك من القلق هو لن يأتي غالبًا لمدة ثلاث أيام أو اكثر .

هبت تيارا واقفة وقالت بقلق :
-
لماذا ؟! .

نظر لها براء بإستغراب وقال :
-
لماذا كل هذا القلق؟! ، هو فقط يقول أن هناك اشياء في منزله تحتاج للإصلاح وهو يحب أن يفعل كل شيء بيده .

-
لماذا كل تلك المدة ، هل سيبنيه من جديد !! ، حدسي يخبرنى أن هناك أمر آخر .

صمتت عن الحديث مع براء وحدثت نفسها بصوت خافت " تبا لذلك القانون الذى لايسمح لى بقرأة افكارك ... "

-
لا اسمع ماذا تقولين .

طالعته ببرود قائلة :
-
شيء لايخصك .

وقف براء غاضبا من ردها وقال بإستياء :
-
لا أعلم لماذا تعاملينني بهذه الطريقة وأنتِ تعلمين أني...

مدت كف يدها أمام وجهه وقالت بهدوء :
-
لا تكمل من فضلك نحن في العمل وهذا الكلام لايصح هنا ، ومن فضلك اخرج ذلك الكلام من رأسك وإلا سترى رد فعل لا تتوقعه .

-
انا لم أتطاول معكِ في الحديث ليكون هذا ردكِ ، أنا أريد أن أتزوجك ، ها أنا ذا قلتها صراحةً دون تليمحات .

ردت عليه تيارا بقوة :
-
وها أنا أرفض أيضًا صراحةً دون تليمحات والصد بتهذيب .

عض براء على شفته السفليه بغيظ وقال :
-
لماذا ؟! .

-
شيء لايخصك .

-
هل هناك أحداً آخر .

-
أيضًا لا يخصك .

لوى براء فمه قائلآ :
-
أعتقد أني علمت الجواب ، ألهذه الدرجة تحبيبنه !! .

قطبت تيارا جبهتها في تساؤل:
-
من تقصد ؟! .

-
حقاً تتسألين !! ، لكن ألا تعتقدين أن علاقة السكرتيرة برئيس العمل باتت فيلم قديم وممل أيضًا .

أغمضت تيارا عيناها وأخذت نفسًا عميقًا لتحاول ضبط أعصابها حتى لا تتهور عليه ويضيع كل شيئًا فى لحظه غضب ، وقالت بهدوء عكس البركان الذي بداخلها :
-
لقد تعديت حدودك وأخشى عليك من أذيتي لك ، لذلك اخرج من هنا قبل أن أفقد أعصابي أكثر .

-
هل قمتى بتهديدي الآن .

-
بل احذرك لمصلحتك ليس إلا .

-
بل خافي أنتِ ، وعندما يعود رويد تعتبرين نفسك مفصولة من منصبك .

شبكت تيارا ذراعيها فوق صدرها وقالت بثقة :
-
أنصحك ألا تفعل ، أنت تعرف أستاذ رويد جيدًا ومع ماحدث لا أعتقد أنني التي سوف أرحل من الشركة .

نظر لها براء بغيظ ، جزء من حديثها صحيح فرويد أمس أعطاه تحذيرًا تجاهها ، لكن كبريائه لن يسمح ولن يتنازل ، ظل ينظر إليها من أسفل لأعلى وقال :
-
سنرى .

ثم تركها ورحل ، سندت تيارا يدها على مكتبها وتنفست الصعداء بعد رحيله ، هو في الأخير صديق رئيسها وإذا حدث الإختيار بينهم ،فالبتأكيد كفه من ستميل .
_______________

ذهب كنان إلى شركته صباحًا وهو على نفس الحال ، فمساءً أيضًا كان يحلم بالكوابيس التي لا نهاية لها .
دلف إلى مكتبه ونظره عليها ليجدها منكبة على مكتبها تعمل ولا تنظر إليه كما لو أنها لم تشعر بوجوده .
أراد لفت إنتباهها لحضورة ولكن كبريائه يمنعه ، فدخل مكتبه وأغلق الباب خلفه بعنف لترفع عيناها تنظر لأثره المختفي بعينٍ متورمة نتيجة لبكاء ليلة طويلة .

دقائق وسمعت صوت هاتف مكتبها لترد ، فتجده يطلب منها أوراقًا تخص صفقة ما ، أغلقت معه وجهزت ما طلبه ثم ذهبت إليه .

وقفت أمام مكتبه وطرقت الباب ولم تدخل حتى سمعته يأذن لها بالدخول ، دخلت تيا وخطت تجاه مكتبه بخطوات ثابتة وتحدثت برسمية قائلة :
-
تفضل سيدي هذة الأوراق المطلوبة .

كنان وقد استفزه أسلوبها :
-
حسناً ضعيها هنا .

لتضع الأوراق أمامه وتردف بنفس الأسلوب :
-
أي أوامر أخرى سيدي .

رد عليها كنان بحزم :
-
لا ، تستطيعين الانصراف .

وقبل أن يكمل كانت تخرج من مكتبه وهي تتمتم بـ " حسنًا " ، نظر أمامه بصدمة لطريقتها الفظة معه كما لقبها ، ليهمس لنفسه قائلاً "ما الذي حدث الآن ، كيف لها أن
تتجاهلني هكذا ، لقد أصبحت فظة للغاية "
، ولكنه عاد يلوم نفسه قائلاً " أنا السبب في هذا ، لقد أحرجتها كثيراً معي ولم يكن لها
ذنب "
ليفكر قليلاً هل يجدر به أن يعتذر لها ... أم ... لا هو لا يعتذر مهما حدث
فهو مديرها ، وهي فقط تعمل لديه .
انتهى عقله من التفكير واللوم ، ليضرب بكل العقل عرض الحائط ويخرج من غرفته ويقف أمام مكتبها لترفع نظرها إليه بدهشة من
خروجه هكذا ، وقبل أن تنطق كان يسبقها قائلاً بكلمات متلاحقة :
-
حسنا تيا ، أعترف أني مخطئ ، وأني صببت جام غضبي عليك ،ِ لذا أنا أعتذر وأتمني ألا يتكرر هذا مجددًا ، حسنًا
انتهيت ، يمكنك العودة لعملك الآن !! .

انهى حديثه ودخل مكتبه بنفس السرعة ، لتنظر هي للباب بدهشة ما لبثت أن إنفجرت ضاحكة علي ما حدث من دقيقة .
بينما هو كان خلف الباب يستمع لصوت ضحكاتها فتعلو شفتيه بسمة هادئة .

________________________

وفي مكانٍ آخر كان هناك من يقف بسيارته أمام منزل صديقه ينتظره بوجه حانق ، صباحه من الأساس متعكر ؛ فاليوم خالته ليست بطبيعية ، فحينما رآها اليوم كان وجهها شاحب ونظراتها تشع بالخوف .
يشعر كأنها جنت ولا يعلم لماذا ، كانت الأمس سالمة وطبيعية بغضبها وصوتها المرتفع دائمًا ، لكن اليوم صمتها وهدوئها المريب يجعله تائهًا .

أخرجه من شروده دخول صديقه السيارة واغلاقه للباب هاتفًا به :
-
هيا تيم فبنان تنتظرنا .

نظر له تيم بمرح مخفيًا ما بداخله كعادته يقول :
-
ألا يوجد صباح الخير ، أم أن بنان استولت على عقلك بأكمله .

ابتسم له عمار ببلاهة وقال بهيام :
-
بل استولت على قلبي يا رجل.. .

ضحك تيم على صديقه ناظرًا أمامه ينطلق بالسيارة ثم قال :
-
متى سأحظى بعلاقة كعلاقتكما يا رجل ، أكاد أتعفن بينكم كالفتيات دون زواج .

ضحك عمار بدوره وقال :
-
أصبر يا هذا ، فالله يحفظ لك نصفك الثاني ، وحينما يشاء ستلقاها دون أي مشكلة .

وعلى الرغم من بسمة تيم المرحة ألا أن بداخله يكاد يموت قهرًا ، فمن تلك التي ستنظر لرجل ليس متكاملاً وهناك من بهم أشياء مميزة عنه !! .

وصلا الى النادي ، فترجلا تيم وعمار من السيارة بعدما صفها تميم بمرأب النادي متجهين إلى ملعب التنس حيث توجد بنان ، وصلا للملعب وجلسا على المقاعد الملتفة حول الطاولة الموضوع عليها أشياء بنان ينتظرون إنتهائها من اللعب .

نظر عمار لبنان بعينان عاشقة بينما نظر له تيم بحنق قائلاً :
-
ظللت تقول هيا لأن حبيبة قلبك تنتظرنا وها نحن ذا من ننتظر الأميرة كي تنتهي من اللعب .

لم يكن عمار يلقي له بالاً ، فزفر تيم ووقف من مجلسه يقول بضيق :
-
سأذهب للسير قليلاً .

ثم غادر دون أن يعلم هل سمعه عمار أم لا ، فالغضب هاجم قلبه بشده وجعل صدره يضيق ، لم يعد يستطيع كتم غيظه وغيرته أمامهما أكثر من ذلك ، فهذا كثيرٌ عليه ، ولكن ما لا يعلمه تيم أن هذا الغضب ليس مصدره الغيرة أنما مصدره شيئًا آخر يفوق إستيعاب العقول !! .

**********

عاد تيم لملعب التنس بعد مدة من سيره بمفرده ، فرأى من بعيد عمار وبنان يتحدثان مع بعضهما وأنامل كفوفهما تتشابكان ، فزفر بضيق يحاول كتم أنفعالاته إلى أن يذهب
لغرفته العزيزة ، لكن ما منع ذلك هو أرتماء بنان بين ذراعي عمار - الذي ضمها إليه بشدة - تقفز بمرح أثناء عناقها له وصراخها يصل له ببهجة :
-
وأخيرًا ، وأخيرًا سنكون سويًا أستاذي العزيز .

توقف عن السير لبرهة يتطلع عليهم بتحفز ودماء تغلي ثم التفت يعود أدراجه ولكن ليس للسير أنما لسيارته كي يذهب
من هنا قبل أن يرتكب جريمة ، فهو غاضب للغاية ولأول مرة بحياته لا يستطيع التحكم بغضبه .

جلس بسيارته وأنطلق بها إلى منزله ليصدح صوت رنين هاتفه بنغمة مميزة تخص عمار لكنه لم يهتم بذلك بل زاد من سرعة سيارته تاركًا عمار يتصل به كما يحلو دون الرد عليه ، فهو إن رد الآن فحتمًا سيخسره وللأبد .

**********

دلف للمنزل وأغلق الباب خلفه بغضب غير عابئًا لخالته الجالسة أمامه على الأريكة بوجه شاحب .
تعجبت جوانة من مظهره ، فهي لم تره قط بتلك الهيئة الغاضبة تلك منذ صغره ، حاولت محادثته لكنه سبقها بدخول غرفته ، وقفت من مجلسها ومازال وجهها شاحب وقلبها منقبض ، اتجهت لغرفته وفتحت بابها لتراه يقف أمام المكتب ويواليها ظهره وذراعه مرفوع كأنه ممسك بها شيء .
خطت إلى الداخل فرأت صورة تجمعه مع عمار وبنان رفعت حاجبيها بتعجب من هذا ، فهل سبب غضبه هما وحصلت على إجابة لسؤالها حينما مزق تيم الصورة بعنف ، شهقت جوانة بصدمة مما فعله فألتفت لها تيم بغضب فسارعت بسؤاله :
-
مابك تيم ، لمَ أنت غاضب هكذا .

طالعها تيم بعينان تلمعان بوميض حاد يهتف :
-
أتركيني خالتي ، أتركيني أنتِ الأخرى ، أتركيني كما فعلت هي .

لم تفهم جوانة منه شيء فأسرعت بإحتوائه وعناقه ولكن حدث العكس ، فضخامة بنيته جعلت منه يحتوي جسد خالته ، شدد من ضمها له يحاول التحكم بغضبه بينما هي أغلقت عيناها للحظات ثم فتحتها والغضب بدأ بالظهور عليها هي ، فتنهدت تحاول كتم غضبها ثم تمتمت ببضع كلمات لم تصل لأذن تيم .

لم تمر إلا لحظات حتى هدأ تيم من غضبه وأبتعد عن خالته يوليها ظهره ، يسب نفسه على إنهياره أمامها ، حاولت جوانة لمسه لكنه ابتعد عنها وقال بهدوء :

-
أتركيني بمفردي خالتي .

فنفذت كلامه فورا دون مناقشة ، ما إن أُغلقت الباب حتى أمسك الصندوق الذي أمامه وقذفه على المرآة التي بخزانته فتهشمت إلى قطع حادة على الأرض .

استمعت جوانة لصوت تهشيم الزجاج لتقرر تركه كما قال ليهدأ ، وتدعو له .

____________________

بعد مرور عدة ايام لم تستطع تيارا انتظار رب عملها اكثر من ذلك فقررت الذهاب للقصر لتبين حقيقة حدسها الذي لم يكذّب يومًا .

**********

في ليل الشتاء القارس كانت تيارا تقف أمام قصر عائلة غياث ، كم اعجبت به وبنائه وعلو قممه تلك التي تشبه قصور الملوك والأمراء قديمًا ، قصر يحمل فى طياته عصور تاريخية مختلفة ، كل جزء فيه يعبر عن حقبة ، إذا كان في خارجه يعطى عالمًا ، ففي أثاثه الداخلي وديكوراته يعطي عوالم أخرى منسجمة مع بعضها البعض كسيمفونية تطرب لها الآذان .

كان هدوء الليل قاتلاً فلم تسمع سوى أنين كلبه النائم ، تسللت من جواره ببطئ ووقفت أمام بوابه القصر الداخلية وبحركة واحدة من يدها فُتّح الباب على مصراعية ، كان
شكها في محله ولا يوجد أحد في المنزل ، الأضواء مطفأة ، صوت الليل وصريره يتنقل فى الأركان .

دخلت بهدوء وتجولت في الأرجاء ، لاتعلم لماذا أخذتها قدميها لباب القبو المكان الذي تمنت طوال الخمس سنوات السابقة أن تخطوه بقدميها ، هى تعلم بالتأكيد جزء عن الموجود بالداخل ولكنها تتشوق أن تراه بعينيها وتلمسه بيديها ، فتحته فأفضاها إلى ممر مظلم خطت أولى خطواتها فيه فأضاء بالتتابع حتى وصلت لآخره ووجدت بابا محكم الغلق .
حركت يديها كما فعلت بباب القصر ولكنه لم يُفتح ، نظرت يمينها ويسارها وتمتمت ببعض الكلمات ورددت بصوت مسموع " إن رويد يحمى هذا المكان جيدًا ضد أى دخيل ، لكن هذا المكان بالتأكيد يستحق " ، فركت يديها ببعضهما البعض وقالت بابتسامة " لا شيء يَصعب على تيارا " .
ضغطت على زر بجانب الباب لتظهر لوحة مفاتيح ، لوحت بكفها فوقها لتظهر بعض العلامات على بعض الأزرار بكلمة السر الخاصة بالدخول ، شرعت بالضغط عليها حتى وجدت من يهتف باسمها قائلاً بصوت حاد :
-
ماذا تفعلين هنا ؟! .

تصلب جسدها تبتلع ريقها ببطئ وأغمضت عيناها خوفًا مما هو آتٍ.. .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:34 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

_________

لو كان الغضب رجلاً لقتلته في تلك اللحظة.
كان صدى هذه الكلمات يتردد في ذهنها بإستمرار .
كانت غاضبة لأبعد الحدود من يري عينيها سيظنهما جمرًا متقد ، شعرها المتطاير خلفها ثائرًا وخطواتها العصبية جيئة وذهاباً ! .
لحظات وصوتها كان يصم الأذان وهي تصرخ بغضب ، لم يسلم منها زجاج النوافذ فتهشم ! ، جلست على الأرض الباردة تتنفس بسرعة وصدرها يعلو ويهبط أغمضت عيناها ثم ما لبثت أن ظهر شبح ابتسامة على شفتيها لتحسم أمرها بخطوتها التالية ، ولم تكن سوى إستخدام عروس الماريونت خاصتها !! .

_______________________

وصل رويد إلى قصره ليلاً وهو متلحف بالسواد ، يحمل حقيبة أوراق في يده ، فتح باب قصره وتوجه مباشرةً إلى قبو منزله لكنه توقف عندما رأى أن الممر مضاء ! ، نظر حوله متسائلاً عمن واتته الجرأة لإقتحام قصره ، ثم حدث نفسه بصوت خافت " براء ... قسمًا بربي سأقتله " .

فتح الباب سريعاً لتتسع عيناه من الصدمة ليقول بغضب :
-
تيارا ماذا تفعلين هنا ! .

توترت تيارا إثر سماع صوته وتسارع نبضها والتفتت ببطئ شديد ناظرة إلى موضع قدميها وقالت بتردد :
-
حمًدا لله على سلامتك سيد رويد .

رد عليها رويد بنفس نبرة الغضب وقد احتدت نظراته لتبدو وكأنها تطلق الشرارات :
-
سألتُكِ ماذا تفعلين هنا ؟! .

تعلثمت وهى ترد عليه قائلة :
-
لقد ... لقد أتيت للإطمئنان عليك .

-
لماذا ، ما بي لتطمئني علي ؟! .

-
سيدى ، أنت لم تأتي للعمل منذ ثلاثة أيام ، وهذا الأمر أصابني بالقلق لذا أتيت بعد أن أنهيت إلتزاماتي لليوم فأنت تسكن وحدك ولا أحد يقوم بخدمتك ، فخشيت أن تكون مريضًا لذلك اتيت .

رفع رويد حاجبه وهو غير مقتنع ليردف :
-
أتريني إذا مرضت لست بقادر على أن أتصل بالطبيب بنفسى ، لا أصدقكِ تيارا وخمس سنوات من الثقة لا أعتقد أنها ستغفر لكي اقتحامكِ لمنزلي .

سقطت دموع تيارا فوراً وقالت :
-
أقسم لك أني أتيت للإطمئنان عليك ، وها أنت قلتها بنفسك خمس سنوات ولم أخذلك يوماً خمس سنوات وأنا أخدمك بإخلاص ، لدي الحق بأن تصدقنى .

رد عليها رويد منفعلًا :
-
لدى الحق بأن أشك بأى أحد ، فأنا أحيا على الشك ولا أثق بأحد مهما كانت مكانته عندي ، فالكل مدان ، وأنتِ دون الآخرين تعلمين قدسية هذا المكان ، خمس سنوات تدخلين كل مكان في القصر دون أي إعتراض مني إلا هذا المكان فما الذي تغير الآن !! .

صمتت تيارا عن الحديث لا تجد شيئاً تقوله فهو محق فى كل كلمة ، تباً لذلك الفضول .

-
أجيبيني تيارا مالذى تغير !!! .

تحركت تيارا قليلاً بجواره وحاولت تمالك نفسها والتوقف عن البكاء ونظرت إليه ببراءة وقالت :
-
قلت لك الحقيقة وأنت لاتصدقنى ، أقسم أني جئت للإطمئنان عليك ليس إلا ، سيادتك لك الحق فى أن تعاقبني كيفما تشاء ، ولكن سأكررها لك لم أخذلك يومًا ولا أظن أني سأفعل .

اخذ رويد نفسًا عميقًا وهدأ نسبيًا قائلاً :
-
حسناً تيارا ، أول خطأ لكي لذلك سأتغاضى عنه .

كادت تيارا أن ترحل حتى استوقفها ووضع يضع يده على كتفها وقال :
-
الفضول معي لن يجرك سوى للمتاعب .

أومأت برأسها وقالت :
-
آسفة .

ورحلت دون إضافة أي كلمة أخرى ، زفر رويد بضيق ونظر إلى باب القبو وقال گأنه يحدث ذلك الباب " كم من شخص سيموت من أجل الفضول " !!! .

_______________________

نائمًا على فراشه وجسده متدثر تحت الغطاء بإهمال ، جبينه متعرق بشدة وفمه يهذي بكلمات خافتة غريبة ، أنامله ترتعش بطريقة تثير الرعب في قلب من يراه ، بدأت كلماته تعلو شيئاً فشيئاً إلا أن تحولت لصراخ مستغيث بوالدته ووالده ، دخلت جوانة الغرفة بملامح قلقة وهرولت إليه تضع راحة كفها على جبينه تتمتم بعض كلمات فخفت صراخ تيم ، تحرك كفها من جبينه لقلادته تمسكها بخفة وفمها مازال يتمتم بكلمات غريبة ، والغريب أكثر أن تيم توقف عن الهذيان والأرتعاش وبدا هادئًا تمامًا ، تركت جوانة القلادة وجلست بجانبه تتنهد براحة ، فهي أستطاعت السيطرة عليه ، ولكن ما يثير ذعرها تفكيرها في عدم سيطرتها عليه في المرات المقبلة فما يحدث لتيم يدل على شيئاً أكبر مما ظنوا جميعهم !! .

_______________________

وقف رويد قليلاً مكانه بعد أن رحلت تيارا و بخطوات متمهلة دخل لنهاية الممر وضغط على زر لتظهر اللوحة التى ظهرت لتيارا سابقاً ، فانفتح الباب وأفضى إلى ممر آخره مسدود وقف فى منتصفه ، ضغط على زر آخر فظهرت فتحه في أرضية الممر تُظهر درچًا نزل عليه رويد حتى وصل إلى باب آخر يوضع عليه أشعة من الليزر تختفي عندما يقرب وجهه من الجهاز على يمين ذلك الباب ليتعرف عليه وقفل آخر ببصمة يده .

دخل إلى حجرة دائرية الشكل يوجد بها الكثير من الرفوف في جوانبها محملة بالكثير من المقتنيات القيمة ،ثروة عائلته التي كلفتهم حياتهم !!! .

فتح حقيبته وأخرج منها بعض المخطوطات ووضعها على أحد الجدران بجوار أخرى ، لينظر إليهم ملياً ويسجل بعض الكلمات في دفتر موضوع على طاولة أمام ذلك الجدار ، ليستدير إلي الخلف ليجد تمثال محنط مخيف يوضع أمامه مقعد ، ليجلس عليه بأريحية وينظر إليه بتركيز ليعيد إليه ذكريات من خمسة وعشرين عاماً مضت... .

في نفس المكان يجلس جده على نفس المقعد وأمامه نفس التمثال أو الجثة المحنطة .

بينما هو يجلس أسفل قدم جده الذى يربت على رأسه مواسيًا إياه قائلاً له بحنان :
-
الحزن لن يعيد ما مضى بني ، لقد مر عامًا وأنت بنفس حالتك ، تأتى لهنا وتجلس ساعتين أو أكثر .

رفع رويد رأسه وعيناه مليئة بالدموع قائلاً بحزن :
-
لكي لا أنسى ياجدى ، أن هذا التمثال هو السبب في موت والدتي .

-
هون عليك بني أنه قانون هذا العمل ، أمام تلك المكاسب يوجد بالتأكيد خسائر .

وقف رويد مستنكراً وقال بغضب :
-
وهل الروح من تلك الخسائر ، هل خسارة أمي ثمن قيم للحصول على ذلك الشيء .

-
اهدأ واجلس ، والدتك كانت محبة لذلك العمل أكثر من والدك نفسه بل أن الحب الذى جمع بينهم كان أساسه هذا الشغف الخاص بالتاريخ والبحث الأثري ، والدتك ووالدك لم يستهويهم المال يومًا ، والأموال التى درّت عليهم منه كانت بالنسبة إليهم مكسب مضاف ليس أكثر ، هل تعلم أن نصف ثروة والدك قاما الأثنان بصرفها في رحلتهم للحصول على هذا التمثال... .

قاطعه رويد قائلاً :
-
بل خسارته أكبر جدي فهو فقد زوجته التي من كان يقول دوماً أنه يحبها .

-
لا تقل ذلك رويد هل تشكك فى حب والدك لأمك رحمها الله ، يشهد الله على محبتهم تلك ، من أين كان ليعلم والدك أنه ملاحق من أشخاص آخرين ؟! .

-
هل مازلت تصدق تلك الكذبة ، شيئًا مثل هذا بالتأكيد سيكون محط أنظار الجميع والحصول عليه بأي ثمن جدي .

جلس رويد كما كان ثم ضم قدمه إلى صدره وقال :
-
لن أسامح أبي أبدًا ، وأتمنى أن يلقى نفس المصير .

ربت جده على كتفه فى حزن وقال :
-
لا أعلم كم شخص سيموت بسبب الفضول... .

عاد رويد من ذكراه بعد أن تبللت شفتيه بدموعه وردد لنفسه " حقا كم شخص مات وسيموت " !! .

___________________

مرت عدة أيام عليه بعد إعتذاره لها ، لتمر الأيام بينهما هادئة نوعًا ما ، ممسكًا بجريدته الصباحية يقرأها بإهتمام ليري خبر آخر عن ذلك القاتل المجهول وطريقته الوحشية في القتل ، جذب إنتباهه ما كُتب ليقرأه
"
طريقة وحشية في القتل والمجرم خارجًا يعثو في الأرض كيفما يشاء ، والشرطة كل ما لديهم أن القاتل محترف بالطريقة التي لا يترك فيها أثرًا خلفه ، القتلى ثلاثة رجال عُرف أنهم كانوا سابقاً يعملون في التنقيب عن الآثار والأشياء نادرة الوجود فهل عملهم هذا له صلة بقتلهم أم أنها محض الصدفة !؟ " إنتهي من القراءة ليلقي بالجريدة أمامه
وكأن الأمر لا يعنيه !! .

********

ذهب للعمل ودخل مكتبه ليجدها مكانها بإبتسامتها المعتادة ليلقي عليها تحية الصباح ويدخل مكتبه وهي خلفه معها قهوته الداكنة كما يفضل ومفكرتها .
وضعت أمامه القهوة ثم شرعت تخبره بجدول أعمال اليوم .

**********

في منتصف اليوم دلف أحدهم لمكتبه كعادته ولم يكن سوي صديقه أيهم ليجده منكبًا على أوراقه يعمل بجدية ، ليبتسم بحزن على صديقه الذي تغيرت حياته مائة وثمانين درجة ، ليخفي حزنه ببراعة ويشاكسه قائلاً :
-
هل يجدر بي أن أخذ موعدًا قبل رؤيتك ، أو قد تضعني مساعدتك في قائمة الإنتظار ياتري .

رد عليه كنان بجدية مصطنعة :
-
لم أعطِك الإذن بالدخول بالمناسبة .

قال أيهم بصدمة :
-
ماذا ... هل حقًا تعي ما تقول !! .

كنان محاولاً إكمال جديته :
-
نعم أعي ما أقول ، أخبرني كيف دخلت إلى هنا .

رد عليه أيهم بغضب :
-
أتدري انا المخطئ لأني أردت رؤيتك ، سأرحل ولن أعود مرة أخرى .

وعند هذا الحد إنفجر كنان ضاحكًا ليندهش أيهم من رد فعل صديقه فيعلم أنها مزحة .

أقترب منه يمسك رأسه تحت ذراعه يلكمه
بالأخرى في معدته بخفة كي لا تؤلمه بينما تتعالي أصوات ضحكاتهم سويًا ، فتسمعها من بالخارج لتشق البسمة طريقها إلى شفتيها بلا إستئذان .

بعد أن هدأ كلاهما جلسا يتحدثان قليلاً عن العمل ليطلب كنان لكلاهما قهوة فسأله أيهم بحذر :
-
ألن تعود للغناء مرة أخرى كنان ، جمهورك يفتقدك يا صديقي .

تغيرت ملامح وجهه وظهر عليه الجمود ورده قاطعًا :
-
لا .

أحضرت لكليهما القهوة بابتسامة هادئة لتضعها أمامهما وقبل خروجها عاجلها أيهم بسؤاله :
-
أخبريني تيا هل أنتِ واحدة من جمهور كنان؟ ،

الجمت تيا الصدمه لترد بخفوت :
-
أجل .

ليسألها أيهم مره اخرى :
-
إذا أنتِ منزعجة من توقفه عن الغناء ؟! .

تيا بإنطلاق وعفوية متناسية خجلها منذ لحظات :
-
لست وحدي فحسب جمهوره كله منزعج ، ولكن هذا قراره في النهاية .

ليسألها ايهم مره اخرى :
-
ألا تتمني عودته ؟ .

-
بلى ، أنا... .

قطع كنان حديثها قائلاً بوقاحة جعلت عيناها تدمع :
-
هلا عدتي لعملك يا آنسة لا وقت لترهاتك تلك ، لسنا متفرغين لحديثك التافة هذا ، ولا أهتم برأيك في عودتي للغناء من عدمة ، ليس هذا من شأنك .

وما أن أنهى كلماته اللازعة حتى خرجت مهرولة من مكتبه فهذه ثاني مرة يحرجها بهذه الطريقة لتلملم أشيائها ، وتترك له ورق على مكتبها ، وتخرج دون أن تخبره ، فيكفيها ما شعرت به أمامه اليوم .

**********

بعد خروجها لامه صديقه علي رده عليها وطريقته الوقحة معها ليصمت ، فيستأذن صديقه ويرحل لأنه يدرك أن حديثه معه لن يفيد الآن في حالته تلك .

بعد ساعة من التفكير رأى انه كان فظًا معها في التعامل وأنها لم تخطئ ، ليقرر الذهاب إليها ويري ما سيفعله .

خرج من مكتبه ليجد مكانها فارغًا وورقة مطوية ليمسكها ويقرأ ما بها ليجدها إستقالتها من العمل ، أغمض عينيه وأرجع رأسه للخلف يكور الورقة في يده ثم يلقيها بسلة المهملات ليعلم أنه ضايقها هذه المرة أكثر !! .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:34 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس

____________

أحيانًا نتوه ولا نعلم ماذا نفعل..
يحركنا العقل دائمًا وقلبًا كالصخر..
لكن إذا لان القلب فماذا سوف يحدث !؟..
نظن أننا في سباق والسرعة هي الوسيلة
الوحيدة للفوز..
وننسي أن الذكاء يتغلب.. .

_________________

لا يدري ما السبب ، ولكنه يقف تحت شرفة منزلها منذ ما يقرب الساعة أو أكثر ، بعد أن جال المدينة بسيارته ونفذ منه الغضب ، وجد أنه أخطأ للمرة الثانية في حقها وأنها لا ذنب لها ليتسائل " هل رقتها الزائدة هي السبب أم لا !" ، هو لا يدرى ولا يعلم لماذا يعنفها بتلك الطريقة ؟، له فترة يشعر أنه ليس بخير وأن أحلامه المزعجة تؤرقه
وتلك الفتاة التي أقل ما يقال عنها فاتنة تأتيه وتختفي وهو حتى لا يعلم هويتها والتي وضعها في مقارنة مع " تيا " أقامها عقله دون أن يدري لها سببًا ، أغمض
عيناه وأسند رأسه علي مقود السيارة أمامه ليفكر في مدي الإختلاف بينهما !! .
ففاتنة أحلامة بيضاء البشرة ، وشقراء الشعر لمنتصف ظهرها مع عينين ماكرتين تلمع كالفضة الذائبة ، ولها قامة طويلة بجسد متناسق ، أما تيا فهي قصيرة القامة ، متناسقة الجسد ، برونزية البشرة ، شعرها أصهب قصير يصل لكتفيها، وعيناها بها زرقة دافئة تلمع كإحتضان قرص الشمس للبحر وقت الغروب .
تيا مختلفة عنها هذا ما إقتنع به عقله
فابتسامة من تزر أحلامه تدل على ثقتها وقوتها حتى وإن لم يراها حقيقة، أما تيا فهي تشبه الأطفال في ابتسامتها ، هي جميلة من نوع خاص .
وعند هذه النقطة أفاق من غفوته وأرجع رأسه للخلف هامسًا لنفسه " هل أصابني الجنون ، كيف أفكر بها هكذا وأنا
الذي طردتها من مكتبي منذ ساعات ، هل حقاً أجدها جميلة ! ، لا أدري فأنا لم تُثر إعجابي فتاة من قبل بالرغم من معجباتي الكثيرات ألا أنني لم أرى من تصلح لتكون بجواري ، هل أصبحت أفكر فيها كرفيقة دربي ؟! ، لاااااا فأنا لا أدري كيف ستسير حياتي ، أنا اعتدت وحدتي وأرفض مشاركتها مع غيري ، ربما أظلم قلبها البرئ معي دون أن أدري ... يا الله ألهمني الصبر ".

____________________

يجلس رويد في القبو وهو يفكر في ماضيه وسعيه للإنتقام ، يجمع الأدلة والأخبار حتى يصل للشخص المطلوب ، يملأ قلبه القسوة ، هذا إن كان يمتلك قلبًا من الأساس ، خمس
سنوات وهو يذهب هنا وهناك فقط كل مرة يصل لخيط جديد عسى أن يقربه من أمله ، ولكنه لن يمل ولن يستلسم حتى لو أفضى عمره كله لذلك الامر ، زهد كل متع الحياة ، كم تمنى أن يُكمل سلسال عائلته ولكنه خائف أن يبنى أسرة تلقى نفس المصير ، بالفعل تجنب تلك الأعمال لكن مايفعله وما يسعى اليه أكبر من ذلك الأمر ، إعتزل النساء … النساء ، وعند تلك النقطه لاحت هى في ذاكرته ، شقراء ذات رداء
أحمر وعينان ماكرة كالقطط ليبتسم ويقرر شيئًا بالتأكيد سيفعله غداً .

____________________

في منزل تيم وبالتحديد في غرفة جوانة ، تجلس وحيدة تطالع بيديها بعض الرسائل القديمة تكاد تبلى من قدمها ، تمسكها بين يديها كأنها تحمل كنزًا ، لتفر دمعه هاربة من عينيها وتعود بذاكرتها لأكثر من عشرون عاماً مضت لليوم
الفارق فى حياتها....

بحديقة القصر الخلفية ، كانت تقف فتاة وعلى كتفها حقيبة كبيرة نسبيًا مقفلة بإحكام ، وأمامها الأمير " جود " أصغر
أبناء "الملك نعمان"، نظر جود لعمق عيناها الزرقاء ممسكًا كفها بحنان قائلاً :
-
أنتِ الوحيدة التي أثق بها جوانة ، ولهذا جعلتكِ أنتِ الحامي لتيم .

تنهدت الفتاة بعمق ، قلبها رافض الإبتعاد عنه ، لكن ضميرها يحثها على الهروب مع المولود لإنقاذ روحه ، تقدمت منه تعانقه بحزن وعينان لامعة :
-
سأشتاق إليك جود ، حقًا سأموت من الإشتياق إليك ، لا أعلم ماهذا القانون الذي يبعد الجميع عن الآخر ، تبًا له ولوالدك العادل هذا .

حينما كاد ينطوي للحزن أضحكته ، فهي رغم حزنها ووداعها له الأن ، ألا أن شخصيتها الجريئة والمتهورة لا يتركاها بحالها
ولو لدقيقة ، فضمها جود إليه أكثر يدفن أنفه بين خصلاتها الرمادية يستنشق عبق عطرها لعله يكتفي منها ، لكنه للأسف
مهما كان قريبًا منها لا يكتفي حتى وإن كانت بقربه لملايين الأعوام ، فهمس لها :
-
سأشتاق للسانك الطويل وتهورك هذا حبيبتي .

تشبثت به جوانة بتملك ودموعها تهبط على صدغيها هاتفة بألم :
-
أكره والدك جود ، أكرهه لأنه أبعدني عنك .

مسح جود على ظهرها بحنو مقبلاً جيدها من فوق خصلاتها هامسًا :
-
ياليتني أستطيع كرهه مثلك حبيبتي ، لكنني لا أستطيع .

أنهى كلمته تلك بأبتعاده عنها ، قائلاً لها بعينان ذمردتين لامعة :
-
هيا قبل أن يراكِ أبي وطِراد .

أصدرت جوانة صوت مزمجر قائلة وهي تصك على أسنانها بغيظ :
-
لا تنطق إسم هؤلاء الأوغاد بفمك جود ، فإن كان أبيك يفعل ذلك بغرض العدل ، فأخيك يؤيد ذلك بغرض الأنانية والغيرة .

رفع جود كفيه لصدغي جوانة يمسح دموعها عنها متنهدًا بضيق :
-
هيا جوانة أرجوكِ ، فما بي يكفيني .

أمتعضت جوانة بحنق هاتفة :
-
حسنًا ذاهبة أيها المحب لعائلتك .

ثم أنتشلت وجهها من بين كفيه وألتفت للجهة الثانية تحث قدماها على الركض وكفيها يعانقا الحقيبة لصدرها ، فهي سئمت طيبته وحبه لمن لا يستحق ، سئمت من الملك وولده الأوسط ، سئمت من ذلك القانون الذي يقضي على أرواح طفولية بريئة لم تأخذ الفرصة لكي تفتح عيناها وترى من
هم والديهم الذين لقوا حتفهم بعدهما !! .

عادت من ذكرياتها وهى تتنهد بألم وحدثت نفسها " اشتقت إليك جود ، اشتقت لشجارنا الذى لايكاد ينتهي ، لكن إذا كان فداء لولدي فسأتحمل.
ولكن هل والديك مازال على قد الحياة تيم ؟ ، إذا جمعك القدر بهم هل ستتركني ... أموت ولا تفعلها بني " .
خفق قلبها من مجرد تخيل أن يتركها تيم ويرحل ، ليست من حملته بأحشائها لكنها هي من اهتمت به وقامت برعايته حتى أصبح رجلاً تخاف عليه وبشدة .
أخذت تردد بقلب قلق :
-
ربى لاترينى فيه سوءًا أبدًا لأن قلبي غير مطمئن وأنا حدسي لا يكذب مطلقًا .

______________________

استجمع أنفاسه وصفى ذهنه وقرر ما عليه فعله ، سيذهب إليها يسترضيها وينهي الأمر ، ليس لأنه يشعر بشيء ما ينغز قلبه ولكن لأنه يدرك أنه مخطئ وعليه إصلاح الأمر .
طرق باب شقتها عدة مرات حتى أطلت من خلفه ، كانت طفولية بعض الشئ ، أو حسنًا هي طفولية للغاية بمنامتها القصيرة حتى ركبتيها الممتلئة برسوم هزلية للأطفال ، خديها منتفخين بحمرة لطيفة تجذب الناظر إليها مع عينيها الدامعتين ، ليتسائل بداخله " هل ما زالت تبكي ؟ " ، ما إن رأته أمامها حتى توسعت عيناها بصدمة أتبعتها بشهقة
عالية وكفها يعرف طريقه لفاها تنظر إليه ، عقلها يأمرها بأن تهرب من أمامه الآن بمظهرها هذا ! .
وبالفعل أطلقت لساقيها الأمر ، لتفر هاربة من أمامه لغرفتها وتتركه أمام الباب يضحك على فعلتها .
بدلت ثيابها بأخرى مناسبة في دقائق معدودة وخرجت لتجده مكانه عند الباب أقتربت من الباب مرحبة به بنبرة خجولة ونظراتها تتفادى مرمى موجهه :
-
أهلاً سيد كنان ، تفضل .

-
وهل أستطيع ؟! .

رفعت تيا عينيها له وقالت بعدم فهم :
-
ماذا تقصد ؟ .

تنحنح كنان وقال :
-
ما قصدته هو أني أسف للمرة الثانية ، وأنني لا أستطيع الدخول حتى تسامحيني أولاً .

بلحظة حلق الخجل عاليًا وتهكمت ملامحها بضيق قائلة ببعض الغضب :
-
ما حدث قد إنتهى وانا تركت العمل .

رسم كنان على ثغره بسمة عابثة ورد عليها :
-
هل تقصدين تلك الورقة ، أخشى إخبارك أن مصيرها سلة القمامة وأني لا أعترف بها ، لذا هل سامحتني الآن لأدخل أم سأبقى على الباب .

وأنهى حديثه بغمزة سريعة لاحظتها هي فابتسمت برقة وأبتعدت قليلاً عن الباب كي تفسح له المجال ليدخل فاطمئن أنها سامحته ودخل لتغلق الباب خلفه ، وتقوده لغرفة المعيشة .
جلسا متقابلين على الأريكتين وبدأ كنان الحديث قائلا :
-
أعتذر وأتمني عودتك للعمل .

ردت تيا رافضة :
-
لا أستطيع ، فأنا... .

قطع حديثها بقوله ونظرته تحمل الرجاء :
-
لا أستطيع العمل دونك تيا ، رجاءًا .

وأمام رجاء عينيه الزرقاء لم تستطيع الرفض أكثر لتومئ برأسها موافقة وانتهى الأمر .
أطال النظر إليها دون أن يشعر لتحترق وجنتيها خجلاً ، فتهب واقفة وتردف متلعثمة في حروفها كي تهرب من نظراته :
-
سأحضر القهوة .

واختفت من أمامه مسرعة ، ليبتسم على برائتها ، بعد لحظات عادت بالقهوة لتسمع صوته المحبب لقلبها ملحنًا الكلمات بنبرته الرائعة يعطيها ظهره وينظر من النافذة
فتتسع ابتسامتها وتزداد كلما إقتربت بينما يغزو الخجل وجنتيها من الكلمات :
"
فقدت قلبي منذ زمن..
وفقدت معه روحي..
هيأت نفسي وحيدًا..
ووضعت لها طريقًا..
أحارب فيه غضبي..
وأقهر فيه نفسي..
فلا تتركي يداي..
ولا تتصنعي الدلال..
عزيزتي أنتِ خلقتِ للغزل..
وأنا رجل بلا هدف..
أسعي هنا وأخطو هناك..
كطفل يحبو ويمسك بيده حلواه..
فلا تتركي يداي..
ولا تتصنعي الدلال..
أشتاق قلبي لأحبابه..
وتهتف روحي بأحزاني..
وبعيناي ألاف العَبر..
وأنا خائف من غدِ..
أصحو فيه شيبًا..
كهلاً فقد شبابه..
فقد حياتهِ وصباه..
ومازال وحيداً يرثي عمراَ أفناه..
فلا تتركي يداي..
ولا تتصنعي الدلال.. . "
إنتهى من الغناء ليلتفت إليها فيجدها كثمرة تفاح ناضجة ، ليسمع همسها وهى تقول بخجل :
-
رائعة .

رد عليها بابتسامه هادئة :
-
شكرًا .

تسائلت تيا قائلة :
-
سمعت سابقًا أن لكل أغنية لك قصة ، فما قصة تلك ؟ .

ليرد عليها بمكر :
-
لحبيبتي السابقة .

وقعت إجابته عليها كصفعة قوية جعلت من صوتها يخرج مصدوم:
-
ماذا !! .

لاحت زهرته بقلبه قائلاً :
-
لقد ألفتها لها ولكنها تركتني ورحلت .

حاولت تيا عدم ظهور ضيقها له لكنها لم تجيد اخفاء نبرتها المختنقة :
-
حسنًا لا يهم أتمني لك الأفضل .

-
أشكرك ، والآن أعتذر منك يجب أن أرحل أراكِ غدًا .

تناست ضيقها وحزنها لتقول باندفاع :
-
ماذا عن القهوة ؟ .

أدار وجهه إليها وغمز بعينيه قائلاً :
-
نحتسيها غدًا صباحًا في المكتب ، آلى اللقاء .

ليخرج من الغرفة ويتفح باب المنزل ويذهب ، أغلقت خلفه الباب تستند عليه متنهدة بحب ، لتتذكر كلامه عن حبيبته الراحلة فيعبس وجهها وتتمتم بغيظ :
-
اتمنى أن تموت ولا تعود ابدا .

_______________________

في جو ربيعى مشمس وإشراق الشمس يملؤ المكان ، على الرغم من تلبد الغيوم أحيانًا في فصل الشتاء ، لكن اليوم كان كأن الجميع يحتفل بفرحة لم تدخل قبله منذ سنين .
بوجه مشرق وابتسامة أمل وحب كان يقف على باب محل زهور ، يراها تقف بين الزهور وتنتقل بينهم كالفراشة تنصع باقة من الأزهار لاتضاهيها جمالاً .
وقف يتأملها بنظرة محب عاشق قالها بصوت مسموع " سحرّتنى " ليبتسم طلقائيًا ، فهو غياث لم تطوعه إمرأه قط ، ليتذكر نفسه منذ يومين بالتحديد وهو يبحث عنها كمن يبحث عن طوق نجاته...

في داخل مكتب رويد غياث كان يجلس على مقعده كعادته بشخصيته الجادة العملية ، يراجع أعماله للثلاثة أيام الماضية التي غاب فيها عن العمل ، كانت تيارا تتلاشاه إلى حد كبير ، حيث تدخل إليه فقط في حالة الضرورة نظرًا لما حدث مساءًا في بعض الأحيان كانت تريد إذابة بعض الجليد بينهم بإخباره بما فعله معها براء لكنها كانت تراجع نفسها خوفًا من ردة فعل عكسي لذلك آثرت الصمت نهائيًا أو حتى يفتح براء نفسه الموضوع .
ظلت تيارا تنفذ بعض الأعمال التى طلبها منها رويد صباحًا حتى وجدت براء يقف أمامها وينظر لها بإزدراء ، رفعت رأسها ناظره إليه فغضبت من نظرته تلك لكنها اختارت
الصمت وأكملت ما كانت تفعله على الحاسوب ، فتحدث براء قائلاً بتكبر :
-
أريد لقاء سيدك .

توقفت تيارا عما كانت تفعل ولوت فمها وقالت :
-
سيدى !! .

-
ألا تلقبينه بذلك .

-
بلى ، لكن أنت تقولها بطريقه تثير الـ ... الـ ...

قطع براء حديثها قائلاً :
-
تثير ماذا ؟! ، هيا لاتخجلين ، أزيدي رصيدك لدي ليكون عندي أكثر من سبب لطردكِ دون رجعه .

وقفت تيارا وقالت بغضب :
-
أستاذ براء من فضلك كف عن أسلوبك ذاك وإلا سأقول كل شيء لأستاذ رويد .

ضحك براء ملئ فمه وقال :
-
أنتِ التى ستقولين !!! .

فتح براء راحه يده يشير ناحيه مكتب رويد وأكمل قائلاً :
-
هيا ماذا تنتظرين ، عن نفسى لست متعجلاً ولن اقول له اليوم ، الرجل كان في إجازة ويريدني فى أمر أهم منك بالتأكيد ولكني بعد أن أفرغ منه سأتفرغ لك بكل سرور عزيزتي تيارا وسنرى .

استدارت تيارا وأعطته ظهرها حتى لا يرى الدموع التى
إنسابت على وجنتيها ، هو لا يستحق أن يحرق أعصابها بتلك الطريقة ولا تستحق أن يجعلها هذا الشخص تفشل بأولى مهامها فهي الأفضل في كل شئ .

حاولت التماسك قليلاً ليخرج صوتها هادئ :
-
أستاذ براء أستاذ رويد متفرغ الآن تستطيع أن تدخل إليه .

رد عليها براء بسخرية :
-
لا أنتظر إذنك بالتأكيد ، فهو الذى استدعاني وأعلم أنه متفرغ ، أراك لاحقا .

تبخر الهدوء بلحظة لتقبض تيارا يدها بغضب وأغمضت عيناها تغمغم بعض الكلمات بنبرة خافتة حتى سمعت صوت آهات ، فنظرت خلفها لتجد براء قد سقط على الأرض وارتطمت رأسه بالحائط ، طالعته بتشفي ورفعت حاجبها في زهو وانتصار ثم تركته وخرجت من المكتب بأكمله ولكنها متيقنة أن نظراته تحرقها من الخلف .

طرق براء على باب مكتب رويد عدة مرات حتى سمح له رويد بالدخول ، سمعه رويد وهو يتآوه فنظر إليه ووجده يحك جبهته ،
فعلق رويد بسخرية :
-
هل ضربتك بحذائها !!! .

طالعه براء بضيق وقال بعدم فهم مصتنع :
-
من تقصد ؟! .

-
من تضايقها بإستمرار ، لقد حذرتك سابقًا ولكن أعتقد أنك لم تسمع بنصيحتي .

تأفف براء يردف :
-
هل تعلم ماذا فعلت معي وماذا قالت لي ، لقد... .

قاطعه رويد قائلاً :
-
لقد سمعت ماحدث في الخارج ، وانظر إلى رأسك المتورم عقابًا من ربك على تطاولك معها ، وآخر تحذير لك ، تعاملك مع تيارا يكون في حدود العمل فقط .

رد عليه براء بأستياء :
-
ألا تعتقد أنك تعطيها أكثر من قدرها بكلامك هذا .

-
براء ، قلت لك ألف مرة الصداقة بيننا شيء والعمل هنا شيء آخر ، آسف إن كان ذلك يضايقك ولكن ليس عندى بديل ، فأفعل ماتراه مناسبًا .

قضب براء جبهته ورفع حاجبه بتعجب يهتف :
-
هل تفصلني من العمل من أجلها !!! .

تنهد رويد ثم قال :
-
لم ألمح لذلك الأمر من قريب أو بعيد ، لكن إذا كنت تريد سبب تغضب من أجله فأختر ما تشاء ، أو تعقل الآن وتعالى منزلي مساءآ وتفضى إليَّ شكواك كصديق ، أما
الآن أريدك في أمر هام حياة أو موت بالنسبة لي .

ترك براء أمر إستياءه ونظر إليه بقلق قائلاً :
-
ما الأمر ؟! .

التقط رويد هاتفه يعبث بشاشته مردفًا :
-
افتح هاتفك ، لقد ارسلت إليك فيديو ، هذه الفتاه كانت هنا منذ ثلاثه أيام ، أريد معرفة من تكون هذه اليوم قبل غدًا .

جلب براء هاتفه من جيب بنطاله وفتح الفيديو ونظر إلى رويد مستعجبًا يقول بتعجب :
-
فتاة !! ، انت تسأل عن إمرأة ، وانا من كثرة تعففك عنهن ظننت أنك ... أستغفر الله العظيم على سوء الظن .

التقط رويد دفترًا من على المكتب وقذف به براء وهتف به بنفاذ صبر :
-
أقسم بربي إذا نطقت بكلمة أخرى لأجعل الأطباء يحتارون في شكل وجهك .

لم يستطع براء تفاديه ليهتف مسرعًا قبل أن يتبع الدفتر آخر :
-
حسنًا لاتغضب أنا فقط متفاجئ لا أكثر ، هل لي بسؤال ؟! .

ضيق رويد عينيه ونظر شزرًا لبراء الذي قام سريعًا وفتح باب المكتب وأغلقه دون إضافة كلمة فرويد لا يخنث قسمًا قط ! ....

"
أقسم بأنه غدًا ستجلسين معي على طاولة واحدة تتناولين معي عشاءًا لن تنسيه مطلقًا " عاد رويد من ذكراه وهو يتلو بذلك القسم ليتحدى نفسه في الوصول إلى قلب تلك الفاتنة ليقترب منها بخطوات هادئة


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:36 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس

_______________

بداية السحر نظرة..
وبداية العشق نظرة..
فهنيئًا لعشاق أصابتهم العدوى..
وسحقًا لمن إتخذ الحب ضربة.. .

_______________

بدأت المباراة وأعطى الحكم صافرة البداية ، لتتحرك الكرة من مرمى فريق لآخر .
وهنا الكرة هي الحب ، والفريقان هما زهرة برية وشاه في ثوب ذئب !! .

يقف رويد أمام ساحرته ، وردته ، اسمًا جديدًا أُضيف إلى ألقابها ، زهرة ساحرة ... من ستكونين أيضًا !؟ ، بالإضافة إلى مليكة قلبي ، هكذا دار بخلده .
كم يعشق اللون الأحمر عليها ، فكانت ترتدي كنزة حمراء تصل لأعلى ركبتيها بقليل يلاقيها حذاء برقبة عالية أبيض وتحكم حول رقبتها شال أيضًا باللون الأبيض وتلون شفتيها بلون أحمر داكن ، ليتنهد رويد بهدوء عند تمنيه إزالة هذا اللون بطريقة اخرى غير المحرمة !! .

كان شاردًا حتى أخرجته هي من تخيله لتقول :
-
هل أخدمك بشيء سيدي .

ابتسم رويد إبتسامته الساحرة وقال :
-
بالتأكيد سيدتي أريد منك أكثر من خدمة .

ابتسمت خجلاً بعد سماع لقب سيدتي منه وقالت بإبتسامة رقيقة :
-
حسنًا طلبك مجاب ، ماذا تريد .

_______________

هل جربت يومًا أن تحيا في مرحلة اللاوعى !؟ ، لايعلم ما الذي يحدث معه ، يحلم دومًا بالدماء تلطخ يده يشعر وكأن شيئًا يطبق على صدره ، يعلم أنه يحدث معه شيئًا غير طبيعي ، لكنه لا يعلم ماهو ليشعر بالإختناق ، ليطيح ما أمامه بغضب .

لتأتى هي على إثر صوت تكسير ، أقتربت منه والقلق واضح على صفحة وجهها لتسأله بقلق :
-
سيد كنان هل أنت بخير ؟ .

نظر إليها وبرأسه يدور حديث واحد " ألم تتعلم من المرة السابقة ، ألهذه الدرجة تحب طردي لها في كل مرة بل وإفراغ جام غضبي عليها ، أم أنها تهوي إخراجي عن شعوري لأذهب إليها معتذرًا بعدها " .

_______________

في محل الزهور ، يقف رويد أمام فاتنته التي تسأله عن حاجته من الزهور ، ليفاجأها بقوله :
-
أريدكِ أنتِ !! .

حدقت به بصدمة هاتفة :
-
ماذا ؟!!

قال رويد مؤكدا ونظراته تفترس ملامحها :
-
طلبي هو أنتِ .

حركت جفنيها سريعاً متفاجأة من تكرار طلبه وقالت بغضب :
-
هل قرأت اللوحة المعلقة بالخارج ، هنا محل زهور ولا نبيع سواها .

رد عليها عابثًا قائلاً :
-
وهل هناك زهرة أجمل منك هنا ، أريني إياها وسأرحل وأنا أحملها بجوار قلبي .

كتفت ذراعيها أمام صدرها وقالت :
-
أنت جريئ أكثر من اللازم .

-
دائماً وأحصل على ما أريد دائمًا .
أنهى كلامه بغمزة من عينيه ، فرفعت حاجبها وقالت بتحدي :
-
لكن هذا الشيء لن يكون أوركيديا .

تذكر رويد عندما رآها أول مرة ولامست كتفه رائحة الأوركيد تفوح منها فقال مبتسمًا :
-
أوركيديا ... هل هذا اسمكِ ؟! .

-
مابه ؟! .

-
مثير .

رمقته بغضب فعلق رويد قائلاً :
-
لاتغضبي أرجوكِ ، أنا أعشق الأوركيد ، زهرة برية مثيرة ، وبالتأكيد من تحمله تحمل نفس صفاته .

تنهدت بنفاذ صبر وقالت :
-
أستاذ !!... .

-
رويد ، هذا اسمي ، ما رأيك .. يليق بوسيم مثلي أليس كذلك ؟! .

لم تعطي لسؤاله بالاً وأكملت ما تود قوله :
-
أستاذ رويد ، ألا تلاحظ أنك تعديت حدودك أكثر من اللازم ؟! .

رفع كتفيه وأنزلهم قائلاً :
-
وليكن ، لا أتعداها مع شخص غريب .

-
هل تعرفنى سابقا !! .

-
لا يهم السابق ، لكن في المستقبل بالتأكيد سنكون أكثر من معرفة .

رن هاتف رويد فنظر إليه واطفأة وقال :
-
للأسف لدي موعد الآن ، لكن سآراك غدًا بالتأكيد .

وضعت أوركيديا كفها بأوسطها وقالت بنزق :
-
اذن سآخذ اجازة غدًا .

ابتسم رويد بعبث وقال :
-
من قال اننى سآتى ، بل أنتِ سوف تأتين .

-
في أحلامك .

-
في أحلامي اليوم بالتأكيد ولكن غدًا ... من الغد أريدكِ واقع بين ذراعي ونترك الأحلام جانبًا ، إلى اللقاء أوركيديا ... الساحرة .

أعطته أوركيديا ظهرها في كبرياء ولكن قلبها كان يرقص طربًا ولا تستطيع على محو الابتسامة من وجهها .

_______________

في شركة المنصوري ، وبالتحديد في مكتب كنان المنصوري ، ينظر كنان إلى سكرتيرته وهو يريد أن يصب جام غضبه عليها لكنه آثر السلامة ، فخرج صوته ببرود يحاول مداراة غضبه منها قائلاً:
-
أنا بخير .
لاحظت نبرته الجافة لتعلم أنه عاد للشخصية الثانية ، فهي بعد تفكير طويل بالأمس أدركت أنه ربما يعاني من إنفصام في الشخصية !! .

لاحظ شرودها فسألها بوقاحة :
-
ما الأمر تيا ، هل ستظلي تحدقين بي لنهاية اليوم أم ماذا ؟ .

أفاقت من شرودها على نبرته فتتحدث فاها بدون وعي :
-
إنفصام شخصية

قطب كنان جبينه متسائلاً :
-
ماذا ؟! .

تداركت تيا نفسها لتقول بتعلثم :
-
آاا ... لاشيء .

وقف كنان من مجلسه ، وأخذ يقترب منها ببطئ ليقول بمكر :
-
بلى هناك شيء ، أخبريني ما قصدكِ .

قالت تيا بتوتر من قربه :
-
أخبرتك سيدي لا شيء ، أنا فقط كنت قلقة عندما سمعت صوت التهشيم لا أكثر .

اقترب منها أكثر دون أن يشعر وأردف قائلاً :
-
هل شعرتي بالقلق عليّ ؟ .

أبتلعت ريقها بصعوبة تجيبه بتوتر :
-
ااا ... أجل .

تقدم بخطوته قليلاً يقول بنبرة خافتة :
-
لماذا ؟! .

اجابته بنفس التوتر :
-
لااا ... لا أدري .

كان كلما اقترب منها كانت تبتعد هي للخلف حتى وجدت الجدار خلفها ، لتنظر له وقد غزا الخجل وجنتيها من قربه ليصبحا كحبتي كرز ، بينما إرتعاشة شفتيها تجذبه نحوها ليهدأها ، كما تنجذب الفراشة للهب !! .

لبى النداء وجذبها نحوه بكفيه من خصرها يغزو شفتيها بقبلة هادئة ، جعلت منه مغيب عن العالم ، لا يدري ماهية الشعور الذي يتلبسه وهي بالقرب منه ، لم تؤثر فيه إمرأة من قبل رغم كثرتهم حوله ، بينما هي دون أدنى جهد جذبته نحوها فها هو من تهيم به يقبلها !! .
وحينما شعرت بأنها على وشك السقوط ولم تعد قدميها تحملانها حتى سند جسدها على الحائط وثبتها بكفيه من أوسطها .

لحظات ... ربما ثواني ... دقائق - لايهم كم مر عليهما - حتي دلف أيهم دون أن يطرق الباب كعادته وهو يهتف :
-
يا صديق... .

توقفت الكلمات في حلقه حيتما وقع نظره على وضعهما ، فأنتفضت تيا من بين ذراعيه وشهقت بصدمة كأنها وعت لما يحدث ثم خرجت مهرولة للخارج وفاها يدعو بأن تنشق الأرض وتبتلعها من الخجل .

بينما هو يرمق صديقه بجمود فيردها له الآخر بغمزة ماكرة وبسمة ذات مغزى ، فيسبه كنان بداخله " تبًا لك أيهم " .

_______________

صعد رويد سيارته وهو يشعر بالحرية ، منذ زمن وهو يسجن نفسه في الماضي والذكريات .
منذ زمن وهو يحيط قلبه بجليد أذابته هى دون أدنى مجهود .. .

وصل رويد إلى جامعة القاهرة لحضور ندوة عن الإقتصاد المصري ودور الشباب في ذلك الأمر ، نظرًا لصغر سنه ووصوله إلى مكانة كبيرة بوسط رجال الأعمال وعالم الإقتصاد .

وصل لمدرج كلية الإقتصاد الفرقة الرابعة ، أخذ مكانه على المنصة وجد أمامه عدد لا بأس به من الطلاب والطالبات وبعد قليل بدأت المناقشة وبدأت الأسئلة بالتتابع حتى رفع أحد الطلاب يده ليلقى سؤاله على رويد قائلاً :
-
أستاذ رويد أعتذر مسبقًا إن كان سؤالي سيثير الضيق لديك .

هز رويد رأسه بالإيجاب قائلاً :
-
خذ راحتك .

-
في الآونة الأخيرة روجت بعض الإشاعات أو الحقائق بأنك تعمل مع المافيا وأن أموالك من غسيل الأموال ، فما رأيك بهذا الحديث !؟ .

ابتسم رويد وقال بهدوء :
-
ما اسمك أولاً ؟! .

-
تيم .

-
حسنا تيم ، هل تعلم أن الشرطة أتت بنفسها وبحثت ولم تجد شيئًا ، لذا فالأمر برمته كما قلت أنت إشاعات .

-
وقلت أيضًا حقائق مما يعني إحتمالية أن يكون الحديث صحيحًا أم خاطئًا بنسبة خمسين إلى خمسين بالمئة .

-
وقلت لك أن الشرطة لم تجد شيئًا .

-
هل معنى ذلك أنك لا تفعل ! ، من الممكن أنك تحمي نفسك جيدًا .

رد عليه رويد محاولاً ألا يغضب :
-
بالفعل أنا أحمي نفسي جيدًا ، وإذا كنت أعمل مع المافيا ولم يتم كشفي حتى الآن فأنا بالفعل أستحق جائزة أخرى غير جائزة رجل إقتصاد العام .

ضحك كل الموجودين على ماقاله رويد ، فسحبت بنان كف تيم ليجلس ونظرت له بلوم على ماتفوه به ، في حين ركز رويد نظره عليه لرؤيته شيئآ أثار فضوله !! .

*****

بعد انتهاء الندوة طلب رويد من أحد المعيدين إستدعاء تيم لمقابلة رويد ، قلقت بنان من ذلك الطلب فقررت الذهاب مع تيم قهرًا دون رغبته .

وقف تيم أمام رويد وبدأ الحديث قائلاً :
-
أتمنى أن مناقشتي لم تشعرك بالغضب .

نظر له رويد مبتسمًا وقال :
-
على العكس تمامًا ، فأنا أحب أمثالك ممن يمكلون الشغف لذلك كنت أريد أن تأتي للتدرب عندي في الشركة .

نظر تيم له متعجبًا ، في حين ابتسمت بنان بملئ فاها وردت بالنيابة عنه :
-
بالتأكيد موافق .

لم يكن رويد يشعر بتلك القصيرة التي لا تظهر بجانب تيم ، فتيم طويل القامة عريض المنكبين ذو عضلات قويه بارزة ، بالطبع رويد يمتلك جسدًا مشابه لكن تيم أضخم بصورة واضحة فكانت بنان تقف بينهم وكأنها هواء !! ، وجه رويد لها الحديث :
-
من أنتِ ؟! .

مدت بنان كفها لتصافح رويد الذي تلقاها بإستغراب فقالت بمرح :
-
بنان .

لم تكن تلك الإجابة الذي ينتظرها فسألها :
-
من بنان ! .

رد تيم هذه المرة قائلاً :
-
صديقتي وخطيبة صديقي .

أومأ رويد رأسه مصافحًا إياها وقال :
-
تشرفت بكِ آنسة ، والآن تيم ماذا قلت .

وبآخر كلمة كان قد سحب كفه من كفها ، فأردف تيم بجدية :
-
أريد فرصة للتفكير ، وسأرد إليك جوابًا في القريب .

-
أتمنى أن يكون قريبًا بالفعل فبعض الفرص لا تنتظر أحدًا .

رحل رويد في حين نظرت بنان إلى تيم بذهول هاتفة :
-
كيف ترفض ؟! .

نظر لها وقال بهدوء :
-
انا لم أرفض .

-
لكنك لم تقبل ! .

تنهد بعمق يقول بتعقل :
-
سأفكر ، هل تريدين أن أعمل في شركة تدور عنها الأقاويل دون أن أتأكد منها ! .

لوت فمها بنزق وقالت :
-
عن أية أقاويل تتحدث ، الرجل أخذ جائزة السنة في الإقتصاد ، هل تعلم ماذا تمثل لك تلك الفرصة ! ، الأبواب فتحت إليك على مصراعيها وأنت ترفض إستغلالها !! .

جاء عمار على صوت بنان ، فأعتقد أنهما يتشاجرا كعادتهما فقال قلقًا :
-
ماذا هناك ؟! .

نظر له تيم بنية إجابته ولكنها شبكت ذراعيها في غضب وقالت :
-
صديقك جائته فرصة للعمل في أكبر الشركات وسيُضيعها من يده .

تأفف عمار من سخافة الموقف فرد عليها باستخفاف :
-
وهل هذا الأمر يستحق عصبيتكِ تلك ، هو يعلم مصلحته جيدًا .

أشتعلت عيناها بغضب بينما عاد تيم بنظره إليها وقال :
-
أرأيتي ؟! ، اصمتى قليلاً .

أطلقت صيحة غاضبة ثم صاحت فيهما :
-
بل سأرحل نهائيًا واترككما على راحتكما .

ثم ذهبت مهرولة وفاها يغمغم بحديث مبهمة ، فهرول عمار خلفها من فوره مناديًا عليها ، وظل تيم وحيدًا كعادته يفكر في مستقبله - الذى من وجهة نظره مُظلم ولا حياة فيه - ، فكيف يتمسك بفرصه يعلم أنه سيخسرها بالتأكيد ؟! ، فتلك الحظوظ ليست لأمثاله .

______________

ذهب تيم إلى منزله بعد أن دار فى شوارع القاهرة يفكر في حياته ككل يشعر أنه تائه ، ولا يدري أي طريق يسلك ، دخل إلى المنزل ليجده ساكن دليلاً على نوم خالته ، فأتجه لغرفته مباشرةً ونام على فراشه بملابسه متدثرًا تحت الغطاء ، ليجافيه النوم أيضًا من كثرة التفكير .
كتف ذراعيه خلف رأسه وعيناه ترتكز على سقف غرفته يفكر بعرض رويد له ، هل يذهب أم لا ، شيء بداخله يحثه على الذهاب ، يدفعه للموافقة ، لكن عقله يحذره مما قيل عنه ، ماذا إذا كان من إحدى زعماء المافيا حقًا ويتخفي بستار رجل الأعمال كالعادة... !

ولكن إذا لم يذهب سيخسر فرصة كبيرة ، فالتدريب بشركة رويد الغياث تعد كوسام بمجال عمله ، تنهد بضيق ثم تقلب على الفراش ونام على معدته ثم دثر رأسه تحت الغطاء يجبر عقله على النوم .

______________

بصباح اليوم التالي ، صف سيارته أمام شركة آل غياث وترجل منها يدلف بوابة الشركة الزجاجية ، وقف أمام مكتب كبير ، مُهيئ بشكل نصف دائرة تجلس خلفه فتاة يافعة جمالها بسيط ، ابتسم لها وقال :
-
صباح الخير .

نظرت له الفتاة ببسمة بسيطة تقول :
-
صباح الخير سيدي ، كيف أساعدك ؟ .

-
أنا هنا لمقابلة السيد رويد .

-
وما أسمك .

-
تيم نعمان .

ما إن استمعت لإسمه حتى وقفت سريعًا قائلة :
-
مرحبًا بك سيد تيم ، سيد رويد بإنتطارك ، تفضل معي .

أنهت حديثها متجهة لمصعد الشركة وخلفها تيم يحاول توقيف عقله عن التذمر بمجيئه هنا .
_______________

كانت تيارا تجلس خلف مكتبها ومعها بعض الملفات تعيد ترتيبهم بإنتباه شديد ، ولكن صوت براء الذي خرج لتوه من مكتب رويد أخترق ذهنها وشتته :
-
هل أنهيتِ تلك الملفات ؟ .

كان يريد فتح مجال للحديث معها لعلّ تلك المرة تأتي بفائدة ، لكنها تأففت بنزق من حديث هذا المتطفل ، تتمنى فعل شيء به يجعله يدور حول نفسه ولكنها لن تفعل ذلك خيفة من ملاحظة الأمر .
لم تنظر له وكأنه لم يأتي وأكملت ما تفعله ، فحدثها مرة أخرى بضيق :
-
أنا أحدثكِ تيارا ، فلا تتجاهليني هكذا .

أغلقت جفنيها بنفاذ صبر ثم فتحتها تترك ما بيدها على المكتب بحدة ، نظرت له وهتفت بحدة :
-
ماذا ترى بعينيك ، هل أنتهيت أم لا ؟ .

غضب براء من حديثها معه بتلك الطريقة فهو يريد الوصال بينهم ، يريدها ملكه ، يريد حبها له كما حبه لها ، لكنها دائمًا تغضب وتصرخ به كأنه يطلب منها مرافقته للمنزل لا سمح الله !! .
لم يتفوه بحرف فقط نظر لها بضيق ، بينما هي تعيد ترتيب الملفات التي تركتها على المكتب بعنف ، وقطع الجو المشحون بالغضب إقبال الفتاة اليافعة عليهم وخلفها تيم ، وقفا أمام مكتب تيارا وتحدث الفتاة :
-
تيارا هذا سيد تيم .

رفعت تيارها نظرها لزميلتها ولكنه وقع على تلك البنية الضخمة التي خلفها ، رفعت نظرها عن بنيته لوجهه لتصدمها تلك الهالة الغريبة ، وسامة ، وقار مع جدية مثيرة للإنتباه ، التقت عيناهما تنظر لعمق خضروتيه اللامعة بتعجب منها ، أنتبهت للواقفة حينما لكزتها بخفة تقول :
-
تيارا أنا أُحدثكِ .

تنحنحت تيارا بخجل تنظر لزميلتها وتومئ برأسها لتقول بخفوت :
-
حسنًا .

رفعت زميلتها حاجبيها بتعجب ثم ذهبت دون التفوه بأي حرف .
كان براء ينظر للشاب الذي أمامه بتفحص غير داري بنطرات تيارا له إلا عندما أستمع لصوت زميلتهما تنكزها وتحدثها مرة أخرى ، وحينما رأى نظراتها غلت دمائه وبشدة ، ضغط على شفته بأسنانه بغيظ شديد ، يريد ضربها على رأسها والذهاب لهذه البنية الخادعة ويكيلها ضربًا إلى أن يشفي غليله وغضبه .
رفعت تيارا نظرها له مرة أخرى وقالت بابتسامة رقيقة :
-
تفضل معي سيد تيم .

وخرج اسمه من بين شفتيها ببطئ ساحق كأنها تستلذه من بين شفتيها ، رفع تيم حاجبه بغرابة من نظراتها له ، وما جعله يتعجب أكثر هو نطقها لاسمه بتلك الطريقة ، لا ينكر أن أسمه أعجبه من بين شفتيها هكذا ، لكنه صمت وذهب خلفها إلى مكتب رويد .

طرقت تيارا باب مكتب رويد ثم دلفت بخطوات متوترة بسبب من يسير خلفها ، وما أن رآهما رويد حتى وقف من مجلسه يهتف :
-
مرحبًا بطالبنا الشغوف .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:37 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع

_______________

تتطاير شرارات الحب في المكان وتملؤ الأجواء..
فما بالك بقلب إكتوى بنار الحب مقاتلاً..
يهفو إلى حبيب يرنو منه مقبلاً..
عسى أن تحفظ الشفاه يومئذٍ عهدنا..
الحياة لحظة ، التقط منها الفرصة واغتنمها..
حتى تأتيك الأفضل منها..
فالدنيا الفضيلة يا عزيزي انتهت.. .

_______________

في شركة غياث ، وبعد قرار تيم بالموافقة علي العمل مع رويد يقف أمام رويد غياث ليتحرك رويد من مجلسه مرحبًا به قائلاً :
-
أهلاً بطالبنا الشغوف .

ليبتسم تيم ويصافحه بحفاوة قائلاً :
-
لست شغوفًا لهذا الحد ، أنا فقط أحب معرفة كل ما يدور حولي .

-
وتلك نقطة بصالحك في مجال الأقتصاد ، وإن أمضيت عليها طوال حياتك فصدقني يومًا ما ستسرق مني اللقب الذى أنتوي الحفاظ عليه إلي الأبد .

قالها رويد وهو يجلس مرة أخرى فضحك تيم فيجلس هو الآخر قائلاً :
-
ليس لهذا الحد سيد رويد ، فأين أنا وأين أنت .

كانت تيارا واقفة بجانب المكتب ونظراتها تتركز على تيم بحالمية ، شيء ما بداخلها يدفعها للنظر له وتفحصه بدقة كأنها تحلله ، حاولت الوصول لما تريده بنظراتها لكنها لم تستطع ، وما جعلها لا تفكر بالأمر هي ضحكته الرنانة التي ذابت بها بحق ، ذلك الثغر المحدد بحدة جذابة ، وأنفه الطويل الذي يعطيه هالة من الهيبة الغريبة ، وخصلات شعره الكستنائية المصففة بعصرية ، وكلا الخطين المرتسمين على جانبي ثغره عندما يبتسم ، وخضرواتيه اللامعتان بشيء غريب لم تستطع تحليله جعله وسيم بدرجة تجعلك تقع لحبه صريعًا .

لاحظ رويد ثبات تيارا بجانبه فنظر لها ورأى نظراتها وبسمتها البلهاء لتيم الذي يكتم بداخله ضحكة على مظهرها أمامه ، ليتحدث رويد بحدة طفيفة :
-
تفضلي لمكتبك تيارا .

أفاقت تيارا من شرودها بهذا الكائن الوسيم أمامها وقالت بخجل وخطواتها تسرع بتعثر للخارج :
-
من بعد إذنكما .

جلست تيارا على مكتبها مرة أخرى تستند بمرفقها على سطح المكتب لتسند وجهها على كفيها والبسمة ترتسم ببلاهة على ثغرها ، تشرد به من جديد دون أن تعلم بأمر هذا الذي ما زال يقف أمام مكتبها والغضب يعميه ، فحدثها بحدة :
-
أعجبكِ ! .

تنهدت تيارا بهيام وقالت دون وعي لما توفهت به أو لمن يستمع لكلمتها الخرقاء :
-
للغاية ! .

لم تعي ما قالته إلا عندما ضرب براء المكتب بكفه ليهتف بها :
-
أنتِ لي تيارا ، لي أنا وفقط ، ولا أسمح لكِ بأن تحبي غيري .

أغتاظت تيارا من حديثه هذا فوقفت من مجلسها وصرخت به بغضب :
-
انا لست ملكك براء ، كم من مرة سأقولها لك ، أتركني وشأني يا هذا .

أمسكها من مرفقها وسحبها له بعنف يتمتم من بين أسنانه:
-
أتعلمين ، لقد سأمت منكِ ومن حبكِ ، اذهبي للجحيم أنتِ وحبي اللعين لكِ .

أنهى كلماته بنبرة حادة ثم لفظها بقوة ارتدت هي على أثرها للخلف وذهب وتركها .

_______________

بينما بالداخل ، كانا الأثنان قد أنهيا حديثهم بالعمل والتدريب ، فوقفا الأثنان من مجلسهما يصافحون بعضهما وحينما ترك رويد كف تيم سأله بفضول وعيناه على ذلك السلسال المعلق برقبته :
-
أعذرني على فضولي ولكنني أود رؤية ذلك السلسال العتيق ، فمظهره مثير للإنتباه .

ابتسم تيم بمرح وقال :
-
إنها قلادة أمي رحمها الله ، ما تبقى منها لي .

-
رحمها الله ، هل تسمح لي برؤيتها عن قرب .

وخرج سؤاله ببعض المرح ، فأومأ تيم مرة أخرى ونزع القلادة عن رقبته وأعطاها لرويد الذي بدأ بتفحصها بدقة شديدة تعجبها تيم ، ولكن لم يدُم تعجبه إذا به يشعر بدوران طفيف برأسه يصاحب حركة غريبة بعظام جسده ، شعور لا يستطيع تحديده كأن ... كأن عظامه تتمدد !!! .
أخذ القلادة من رويد سريعًا واستأذنه بالذهاب غافلاً عن البسمة الغريبة التي أرتسمت على فاه رويد !! .
خرج من المكتب ووقف أمام الباب الذي أغلقه وأرتدى القلادة مرة أخرى ، ويالا العجب شعر بسكون عظامه وتوقف دوران رأسه ، وقف لبرهة متعجبًا مما يحدث معه ، كيف حدث ، ولماذا يحدث ؟!! .

_______________

في شركة المنصوري ، تجلس تيا على مكتبها وهي تشعر بالأحاديث المتضاربه لما يفعله معها كنان فهو عاد لجموده معها ، يومين وهو يتحاشى النظر في عينيها ، كأنه شخص آخر غيرالذي قبّلها !! ... عند هذه الكلمة توقف عقلها وهي تسترجع تلك اللحظات السريعة معه وإبتسامة حالمية لا تفارق شفتيها ، تعلم أنها عاشقة حد النخاع .

منذ أن كانت تراه في التلفاز وتحلم أن تقابله يومًا ما أو تحصل علي توقيعه كانت أقصى أمنياتها ، حتى أتت إليها فرصة عمل في شركة المنصوري لتسرع بتقديم أوراقها ومن حسن حظها أنه تم قبولها وبعد العمل لمدة عامين في الشركة ، كانت تراه أحيانًا في زيارات لوالده أو مساعدته في بعض الأعمال ، ليدق قلبها له كلما رأته ليخدمها الحظ عندما وقع الحادث ليأتي هو ويكون مديرها ، كانت تشعر بسكاكين تنغرز في قلبها عند رؤيته حزينًا ، وهي تود لو أن تأخذه بين ذراعيها تهدئه وتخبره أنه ليس وحيدًا .
عادت من ذكرياتها على صوت الهاتف لترد بلهفة فوجدته يطلب منها بعض الملفات لتسرع بأخذها إليه .
دلفت الى مكتبه وهي تمني نفسها أن تلمح في عينيه أي نظرة تكفيها ولكن كل ما وجدته كان جمود كصخر ثابت ، وضعت الملفات أمامه على المكتب ثم وقفت مكانها حسنًا هي تحتاج لتفسير ولن تبرح مكانها حتى تحصل عليه .

_______________

وفي مقابلة رويد المنتظرة رحل مبكرًا عن وقت إنصرافه وهو متلهف للقاء .

يقف بوسط حديقة قصره يضع يده في جيبه بثقة لما نُفذ أمامه في ساعات قليلة فقد أحضر العمال لبناء ما يشبه الحديقة الزجاجية أو شبيهاً بكوخ زجاجي ، هو فقط أراد بناء مبنى صغير في وسط حديقته مغطى من الخارج بشلالات من الورود ذات الألوان المختلفة والتي لا تختلف عن جدرانه من الداخل .
وفي تمام السادسة كان هاتفه يعلن عن إتصال من حارس قصره ليخبره بوصول زهرته البرية ليقف متأهبًا ويزفر بهدوء .
لايعلم لماذا هو قلق لتلك الدرجة ، هل يخاف أن ترفضه أم يخاف أن تقبل به فيتورط أكثر !! .

ظهر أمامه الحارس لتطل هي من خلفه ساحرة تسر الناظرين ، تخطو بثبات وثوبها الأحمر يتحرك معها بخفة على بساط محدد من الزهور .
كل شيء حولها كان يحاكي اسمها ومظهرها ، فقد كانت تحمل باقة زهور من الأوركيد .
كانت هذه الطريقة الوحيدة التي إستطاع بها رويد إحضارها بها ، حينما أصر أن تحضر هي بنفسها لتوصيل باقة خاصة طلبها ليقابله الرفض في الحال لكن بعد أن طلب كميات هائلة من أنواع مختلفة من الزهور لم يستطع صاحب المحل أن يرفض له طلبًا ، لتكتمل اللوحة الفنية مع إحتضان السماء من خلفها لقرص الشمس ساعة المغيب .

"
أجمل ما انتجت الطبيعة ، اوركيديا برية !! " هكذا حدث رويد نفسه حتى وقفت أمامه رافعة إحدى حاجبيها وقالت :
-
هكذا إذن ، أنت الشخصية المهمة التي لا نستطيع تأخير طلبيتها لذلك قام صاحب المحل تكليفي بمهمة ليست من إختصاصي .

نظر إليها والثقة تملؤ عينيه وقال :
-
ألم أقل لكي أن اليوم ستكونين في واقعي ، بل وأقسمت بأن ذلك سيحدث .

اقترب من اذنها وقال بهمس :
-
وانا لا احنث قسمًا قط .

ابتعدت عنه قليلاً ثم قالت بضيق :
-
حسنًا ، هلا تستلم مني الباقة وتوقع على هذا الإيصال لأرحل .

ابتسم بعبث وقال :
-
بهذه السرعة !؟ ، لا أعتقد .

_______________

في شركة المنصوري ، كانت تيا تقف أمام مكتب كنان وهى تقسم بأنها لن ترحل إلا عندما يوضح لها ماذا يريد منها بالتحديد .
بينما هو أرادها أن تخرج سريعًا وحسب ، هو يفهم ماذا تريد ولكنه لايملك تفسيرًا لأي شيء .. هو نفسه لا يعلم كيف حدث ذلك ؟! .
بعد دقيقتين لم تخرج فيهما ، رفع عيناه عن الأوراق ليجدها واقفة مكانها ، أيديها مكتفة أمام صدرها وعيناها تحمل الكثير من الأسئلة .

نظر لها بتساؤل محاولاً اخفاء توتره من حضورها :
-
ما الأمر آنسة تيا هل هناك مشكلة ؟ .

لتقول تيا بنبرة تحمل إصرار :
-
أريد تفسيرًا ؟ .

رمقها كنان بجمود هاتفًا :
-
عن ماذ ؟ .

تفاجأت من رده لتردف بإستنكار :
-
عن ماذا ؟! ... عن ما حدث بيننا منذ يومين وتغيّرك معي بعدها .

رجع بظهره على متكأ المقعد ونظرته الباردة تجرحها قائلاً :
-
تقصدين هذا الأمر ؟! ، هذا لا شيء .

صدمها برده فهتفت بذهول :
-
ماذا تعني ؟! .

-
ما أعنيه هو أن ما حدث لا شيء ، كانت لحظة سافرة لا تعنيني ولا تهمني ، فتاة جميلة وأنا رجل ولي احتياجاتي فماذا كنتِ تتوقعين ، أن أظل قديسًا أمام أي أنثي .

نظر لملامحها ليراها شاحبة بألم فأكمل بوقاحة :
-
ثم إنها مجرد قبلة يا أنسه ، لذا لا تضخمي الأمر أكثر من اللازم ، إلا إن كنتِ تسعين لما هو أكثر .

صدمت تيا من حديثه الأخير فصرخت بغضب :
-
هل تعلم أنك وقح ، تعتبر ما حدث لحظة ماجنة وانتهت لذا لا يهم بعدها أي شيء ، أنت شخص أناني وأنا لا أستطيع البقاء هنا أكثر .

أنعقد ما بين حاجبيه وقال مستفهمًا :
-
ماذا ؟! .

-
سأرحل من هنا وإلى الأبد .

لتستدير راحلة فيوقفها كنان قائلاً :
-
لكنني لا أقبل إستقالتك ، والآن عودي إلى عملك يا آنسة نحن هنا لنعمل ولا لشيء أخر وتكوين العلاقات .

هتفت من بين أسنانها :
-
أنت مجنون ، ألا تفهم أنا لا أريد العمل معك .

رمقها ببرود وقال :
-
تصحيح فقط ، أنتِ تعملين لدي لا معي .

تحركت من أمامه مبتعدة وهي تصرخ :
-
لن أقدم إستقالتي و لن أعمل هنا مجددًا .

أثناء خروجها من المكتب اصطدمت بأيهم ليراها تبكي وتتمتم أنها ستترك العمل ليجذبها برفق إلى مكتبها ودموعها تغرق وجهها ، فقال لها بهدوء :
-
اهدأي يا آنسة ، ما الأمر ؟! .

لترد عليه بصعوبة من بين دموعها :
-
هذا الحقير .

-
حسنًا إنه صديقي وأعرف أنه حقير أحيانًا ولكن اعذريني يا آنسة هل يمكننا التحدث قليلاً .

لترد عليه رد قاطع :
-
لا ، لا أريد التحدث مع أي شخص آخر له علاقة به .

اومأ رأسه بتفهم وامسك الورقة والقلم الذان على المكتب وشرع بكتابة رقمه قائلاً :
-
حسنًا اهدأي ، هذا رقم هاتفي ... هاتفيني عندما تهدأين ، هناك حديث بيننا يجب أن نجريه وأعدك لن تندمي .

أخذت منه الورقة ثم لملمت أغراضها وغادرت المكتب دون أن تتفوه بأي كلمة .
بينما هو في الداخل ، بداخله اثنان يتشاجران ، أحدهما يخبره أنه لم يخطئ ، فهي أرادت هذا مثله كما أنها لم تحاول إبعاده ، وآخر يعاتبه على حديثه معها فهو كان وقحًا وهى لا تستحق ، وبكائها هذا أمر آخر لذا فهو المخطئ الأكبر في النهاية ، هو من بدأ واقترب فلمَ يلومها ؟.

_______________

أمام قصر عائلة غياث ، كانت أوركيديا في ميعادها المحدد لتوصيل باقة زهور لذلك العنوان .

لكنها ما إن خطت قدماها للداخل حتى وقع بصرها على هذا الشاب الذى كان معها بالأمس وأقسم على وقوفها أمامه ، وقد وفى بقسمه حقا .

-
هل بعد أن أحضرتني إليك ، تسمح لي بالإنصراف الآن ؟! .

قالتها أوركيديا بحنق فقال هو ببسمة :
-
بالطبع ... لا أسمح .

-
لماذا ألم تفى بقسمك وحضرت إليك خارجًا عن إرادتي ، فدعني أرحل بإرادتي .

-
لكن وقوفكِ أمامي كان نصف قسمي فقط ، بينما النصف الآخر فها هو ! .

وأشار بيده ليفتح باب الكوخ الزجاجي ، لتنظر أوركيديا بإنبهار ، ففي وسطه كان يوجد طاولة أقل ماتوصف بالجمال ، فهي كبيرة نسبيًا تغطى بالكامل بالزهور والشموع مختلفة الشكل والأحجام ، وما جذب إنتباهها أكثر هو وجود فرقة كاملة تعزف موسيقى كلاسيكية لتكتمل السيمفونية بسحرها .

وقفت أوركيديا بثبات لم يتوقعه رويد ، فهو توقع بعض التأثر أمام كل هذا " لكنها إمرأه غير عادية فلابد الا أتوقع شيئًا " هكذا دار بخلده .
اقترب منها رويد وأمسك كفها ليجلسها على المقعد وجلس قبالتها قائلاً :
-
من أنتِ ؟ .

-
أخبرتك سابقًا ، أوركيديـ... .

قاطعها رويد قائلاً :
-
لا أقصد اسمك ، أقصد من أنتِ لتفعلي كل هذا بي ، وأنا ... لو تعرفين .

ضحكت أوركيديا ضحكة زلزلت كيان رويد ليقول :
-
رفقًا بقلبي حقًا لا أحتمل ... لا تُزيدي من سحركِ فأنا وقعت أسيركِ وانتهى .

-
متى كل هذا وأنت لم ترني سوى مرة واحدة .

-
بل مرتين ولكني بالفعل لم أحتج سوى مرة واحدة ، بل نظرة واحدة .

نطرت أوركيديا أرضًا ليمد رويد كفه ويرفع وجهها هامسًا :
-
لا تخفي سحرك وإلا سأنتهي .

ابتسمت اوركيديا بخجل وقالت :

-
رويد ... كل ماتقوله جميل ورائع لكني لست كباقي النساء لأفرح بأنه هناك شخص ثري مثلك يحب فتاة مثلي .

-
ومن غيري سيعرف ذلك ... فلا يوجد إمرأه استطاعت أن تردى رويد عاشقًا .

ضحكت أوركيديا مرة أخرى ليضع رويد يده على قلبه ويرتد قليلاً للخلف كمن أصيب قلبه برصاصة ، ولكنه كان سهم كيوبيد أرداه عاشقًا كما قال لها ..

وقف رويد وجلس على ركبيته أمامها وأمسك كفها وقال :
-
هل تعرفين زهرتي أن هذا القلب لم يحب يومًا ، لذلك اعذريني لو لم أستطع أن أعبر عما أشعر به لكني حقيقةً أحبك ، ولم أصبر يومًا عن شيء أريده وأنا أريدك وبشدة .

وقفت أوركيديا غاضبه فوقف رويد وسأل متعجبًا :
-
ما الامر ؟! .

شبكت أوركيديا ذراعيها وقالت :
-
هكذا إذن ... تريدني .

قضب جبينه تعجبًا وقال :
-
عفوًا لا أفهم سبب غضبكِ .

رمقته بسخرية قائلة :
-
حقًا ؟! .

لوى شفتيه بسخرية وقد فهم ما ترمي إليه وقال :
-
فهمتك سيدتي ، انا رجل غني وبالتأكيد أحصل على من أريد من النساء ، ولا أنكر أن لي مغامرات نسائية لا تحصى فأنا رجل في الأخير ، لكن لم أصرح لإمرأة بحبي قط ، هن كن فقط شهوة ، نساء يرتمين أسفل قدمي فلمَ لا ، لكن لم تكن واحدة منهن أنت ، كل النساء أتوا أمامكِ واستسلموا ، كل النساء أمام سحركِ جواري ، فالغياث لن يكون جواره سوى الملكات ، وأنتِ خلقتِ لتكوني لي ، فهل تقبلين بأن تكوني حبيبتي.

صمتت أوركيديا قليلاً تستجمع شتات نفسها ، هى توقعت رجلاً وقع تحت تأثير سحرها لكنها لم تتوقع أن يكون بهذه الدرجة .
أقلقه صمتها ، فهو أخيرًا وجد ملاذه ولن يتنازل عنه ، فقط تأمر وسيجيب ! ، كادت أن تتحدث فوضع رويد إصبعه على شفتيها وقال :
-
لا تصدمينني برفضك رجاءًا .

أزالت يده وقالت :
-
أريد وقتًا لأفكر .

نظر إليها رويد بنصف عين قائلاً :
-
لما رآني في هواه متيمًا ، عرف الحبيب مقامه فتدللا .

لترد عليه بهدوء :
-
ليس دلالاً بقدر ما هو خوف .

جذبها بين ذراعيه وهمس بجانب أذنها :
-
إذن اجعليه يتبدد بين أحضاني .

_______________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 02:38 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
______________

الحب معادلة صعبة..
طرفاها قلوب عاشقة..
لها عامل نشط يسمى العناد..
عناد الحب و الإعتراف..
عناد الشوق والإشتياق..
عناد العشق له مذاق خاص..
للحب نكهة … أحيانًا تكون لازعة كالليمون
وأخرى كحلوي القطن.. .

______________

في شركه غياث ..
وقفت تيارا خلف الجدار الفاصل بين مكتبها ومكتب تيم تراقبه بتلهف ، أسبوع كامل وهو يعمل هنا لا يحادثها إلا للضرورة القصوى .
تشعر أن هناك ما يجثو على صدره وهو ممثل بارع يجيد إخفاء ما بداخله جيدًا .
بينما هو بالداخل يقف أمام مكتبة تحوي بعض الملفات باحثًا عن ملفٍ ما وعلى ثغره بسمة عابثة ، فهو يعلم أنها تقف خلف الجدار وتراقبه بخضراوتيها بلهفة وحب لا يخفى عن عيون الجميع .
يكذب إن قال إنه لا يشعر بالسعادة حينما يراها ويرى السعادة بعينيها حينما تراه ، يشعر برجولته وجاذبيته ، نظراتها له تثبت له أنه جذاب ، محبوب ، يجذب الآخريات ، بنظرة من عيناها يشعر بإعتزاز ذاته ورجولته .
وبإختصار شديد ... تيارا تعوض نقصه الداخلي وتنعشه ، بوجود تيارا يوجد تيم المتكامل ، وبدون تيارا سيستعيد تيم القديم ، فاقد الثقة بذاته !! .

أمسك الملف المنشود والتفت لمكتبه ، فأختبئت تيارا خلف الجدار وهي تدعو ألا يكون قد رآها ، أسرعت لمكتبها وجلست عليه تنظر لجهازها المحمول تتابع عملها ، فقط انتهى وقت المراقبة وحان موعد أداء العمل بأكمل وجه ، ولكن بوجود هذا الوسيم بجوارها سيكون عملها مشوه الوجة !! .

____________________

تجلس وحيدة في منزلها ، لم تذهب للعمل منذ أسبوع ، فقط تعيد ما قاله لها كنان في آخر مقابلة ، لتشعر بالحزن والضيق ، هي لا تستحق منه ذلك مطلقًا .
هل جزائها أنها أحبته وهو لم يتنازل حتى الآن ليسأل عليها أو يسترضيها كما فعل سابقًا ، لكنها لن تتنازل أو تعود للعمل مطلقًا .
تذكرت أيهم الذي طلب منها محادثته لتتردد بالإتصال به ، لكنها حسمت قرارها ، فإتصلت به وأتفقت معه على اللقاء .

ارتدت ثيابها وذهبت إلى المطعم لتجده بإنتظارها ، وقف يُلقي عليها السلام لترد عليه التحية وتجلس أمامه ليبدأ الحديث مباشرة :
-
أعلم أنكِ منزعجة من كنان ولكن عندي سؤال وأتمنى منكِ الحقيقة .

تنهدت بضيق وقالت :
-
ما هو ؟ .

-
هل تحبين كنان أم لا ؟! .

أختفى الضيق وحل محله التوتر ، فسألته بعدم فهم مصطنع :
-
ماذا تقصد ؟ .

-
أنتِ تعلمين قصدي ، فقط أخبريني الحقيقة ، وأعدكِ أن أساعدكِ ، لا يهمني سوى سعادة كنان ، وأنا أثق أن سعادته معك .

أغلقت تيا جفنيها بنفاذ صبر ثم فتحتهما تنظر له بكبرياء قائلة :
-
حتى وإن كنت أشعر بشيء نحوه فإني سأدفن مشاعري تلك بعد إهانته لي .

ابتسم أيهم وقد علم إجابتها وقال :
-
وإن أخبرتكِ أنه مستاء أكثر منكِ لما حدث .

-
لا أظن .

قالتها تيا بسخرية ليرد أيهم :
-
بلى ، كنان صديق العمر وأنا أحفظه أكثر من راحة كفي ، أ علم أنه ليس بخير وأن هناك ما يشغله ولكنه يرفض البوح به الآن .

لمعت عيناها بأمل جاهدت ألا تظهره وقالت
-
ماذا تريد مني سيد أيهم ؟ .

اتسعت بسمته بمرح عن ما سيحدث مستقبلاً وقال :
-
بدايةً اسمي أيهم … أيهم فقط .

____________________

الحب والعشق من يمتلكهم يحيا ويتنفس ، يشعر بأن لحياته قيمة .
هكذا كان رويد ، نسى ماضيه قليلاً وعاش حاضره يرتب لمستقبله ، يرتب بأن يكون القلب هو الذي يحركه .
أسبوعًا كاملاً قضاه رويد مع معشوقته ، يومًا بعد يوم يزداد تعلقه بها ، يشعر أنه ولد على يديها ، يشعر أن تلك القسوة التي طالما سمعها عن نفسه كانت مجرد إشاعات مثل سابقتها كعمله مع المافيا .
طلب رويد من أوركيديا أن تجدد زيارتها لقصره ، يريد أن يأخذها بجولة فيه ، أن يعرفها على عائلته حتى وإن كانت مجرد صور ... ذكريات !! ، لكنه يريدها أن تشاركه كل شيء ، يريد أن ينصهر بداخلها وتنصهر بداخله .
كانت تتردد في الموافقة أو هكذا أظهرت أمامه ، لكن هي فقط كانت تنتظر الفرصة المناسبة لتحقق ما تريد ، ليدخلا معًا من باب القصر .

___________________

حلّ الليل وجاء برياح خفيفة لكنها باردة وسُحب كثيفة تجمعت بالسماء جعلت من البعض يختبئوا في منازلهم ، والبعض الآخر يسابق الريح للعودة إلى منازلهم والإختباء مثل الآخرين ، وكانت هي منهم .
خرجت من الشركة وجسدها ملتف بسترة سوداء طويلة ، قبضتيها أمام فاها تنفخ بهما الهواء الساخن المنبعث من داخلها ، وحقيبتها توضع على كتفها بإهمال .
أثناء سيرها مرت بجانب سيارة فضية اللون وقبل أن تتخطاها فُتح بابها الأمامي وترجل منها تيم ينظر لها بهدوء قائلاً :
-
أظن أن لا الوقت أو المكان يسمحان لسيرك بمفردكِ .

ابتسمت له بخجل وقالت وعيناها تلمعان بوميض غريب :
-
لا أظنها مشكلة ، فمنزلي قريب من هنا .

حينما ألتقطت عيناه لمعان عيناها ولهفتها حتى ابتسم هو الآخر يقول :
-
لا تحاولي الإعتراض ، فأنا لن أترككِ بمفردكِ الآن .

-
أنظر أنا لا أرفض لشيء لكنني أحب السير للمنزل فهذا يجعلني أنتعش قليلاً .

أبتعد تيم قليلاً عن السيارة يغلق بابها ثم أغلقها بإحكام .. نظر لها مبتسمًا ثم قال :
-
إذن وافقي على مرافقتي لكِ إلى منزلكِ .

لم تستطع إخفاء سعادتها بنبرتها وهي تقول :
-
موافقة بكل تأكيد .

كتم تيم ضحكته بصعوبة وشرع كلاهما يسيران بهدوء ، كلاً منهما ينظر أمامه وبداخله يفكر بما يشعر الآن ... فهي تشعر بسعادة كبيرة تغمر قلبها وتفكر بما يرهقه ، هل سيشعر بحبها يومًا ما ؟! ، وإن شعر به هل سيبادلها الأمر أم لا !! .
بينما هو يشعر بهذا الثقل الذي بداخله يختفي شيئًا فشيئًا ، ويحل محله سرور غريب كلما رأى نظراتها ولهفتها عليه ، وما يجعله متعجب للأمر أنه لم يعد يغضب برؤية بنان وعمار معًا ، حتى بعد زواجهما ، فالآن بنان أصبحت صديقة وفقط بل هي من الأساس لم تكن إلا صديقة ، وما كان يكنه لها لم يكن سوى تعود على وجودها ، فهو وبنان وعمار أصدقاء منذ خمس سنوات ، لذلك كان وجود بنان بجانبه دومًا يجعله يفسر رابط صداقتهما القوية حب .

إنتشلته من شروده بسؤالها المرح :
-
علمت أنك رغم ثرائك ألا أنك تسكن بحي شعبي .

وضع كفيه بجيوب سترته الجلدية وقال بهدوء :
-
ليس قراري في الحقيقة ، إنما قرار خالتي ، فهي تعشق تلك الأحياء لتميزها بمحبة الناس لبعضهما البعض ، وصراحةً هذا نال إعجابي وجعلني كخالتي متمسك بالحي الذي ترعرت فيه .

ألتفتت برأسها تنظر له بحب قائلة برقة :
-
صراحةً أنت وخالتك طيبا القلب تيم .

وخرجت أحرف أسمه ببطئ ساحق ككل مرة تنطق به أسمه ، فوقف تيم عن السير والتفت لها يناظرها بعينان لامعتان قائلاً بنبرة أجشة :

-
صراحةً ... لا تغضبي مما سأفعله الآن .

وقبل أن تتعجب أو تتفوه بحرف سبقها بإحتوائها بين ذراعيه وشفتاه تغزو شفتيها بشغف ، فاسمه الخارج من بين شفتيها يحطم تعقله ويجعله متهورًا إلى أقصى حد ،
وهي ما كان منها إلا أن وضعت كفيها على صدره وأغلقت جفنيها تستشعر شفتاه التي سلبت عذرية شفتاها !! .
ابتعد عنها قليلاً وتطلع إلى ملامحها بترقب فرآها تفتح جفنيها ببطئ خجول ، وما أن نظرت له ورأت بسمته الجذابة حتى دفعته بخفة وركضت إلى حيث بيتها القابع بأول الطريق ... .

_________________

عند قصر غياث كان رويد يقف أمام بوابته لتفتح على مصراعيها ، ليدخلا سويًا من باب القصر تتعانق أيديهم ضاممًا إياهما إلى صدره ، وكانت دائمًا تعلق على ذلك الأمر بأنه يخاف أن تهرب منه ، ليكون رده بأن الأمر كذلك بالفعل .

دخل بها أولاً إلى مكتبته أو مكتبة جده إن صدق القول ، كان يتحدث معها دون توقف عن ذكرياته مع جده ، بينما هي كانت في عالم آخر كانت تنظر بتركيز شديد بكل ركن من أركان المكتبة كأنها تبحث عن شيء ما حتى لاحظ هو حالها ليسألها :
-
ما الأمر ؟ ، أكاد أجزم أنكِ لستِ معي .

نظرت له وقالت برقة :
-
وأين سأكون إن لم أكن معك ؟ .

مد كفه لكفها يحتويه بين راحته قائلاً بحماس :
-
تعالي إذن لأريكِ أهم جزء في تلك المكتبة وأهم جزء في حياتي .

ابتسمت أوركيديا لوصولها أخيرًا إلى ما تمنته ، وسارت معه حيث يسحبها.

وقف رويد وأوركيديا أمام حائط مليئ بالصور العائلية ليعلو وجه أوركيديا السخرية - والتي لم يلحظها رويد - وتشير إلى الحائط قائلة :
-
هل هذا أهم شيء في حياتك .

قال رويد مؤكدًا ونظره معلق على الصور :
-
هذه عائلتي ... عائلة غياث .

وأشار إلى كل شخص ويخبرها بماذا يقربه .

أخذت أوركيديا تغلق عيناها وتفتحهما لتتدفق الذكريات أمامها ويجلي على ملامحها التوتر ، ليلاحظ رويد ذلك فسألها بقلق:
-
هل أنتي بخير ؟ .

نظرت له ببسمة رقيقة ومازال توترها جلي على وجهها :
-
أنا بخير لا تقلق حبيبي فقط بعض الدوران.

عادت ابتسامته لثغره مرة أخرى وأمسك كفها يسحبه معها بحنو :
-
إذن تعالي لتستريحي في الأعلى قليلاً .

سارت أوركيديا معه للأعلى وهي تستند على ذراعيه حتى صعد إلى أعلى بغرفته ، أجلسها على فراشه فطلبت منه بعض الماء ليسرع في إحضارها ، وما إن ذهب حتى وقفت بوسط الغرفة تنظر يمينًا ويسارًا وهي تلقي بعض الكلمات حتى يأست أن تحصل على أي شيء ، فقررت في النهاية فعل ما تجيده ، لكنها شعرت بقرب رويد للغرفة ، لتسرع بالجلوس مكانها .
دخل رويد الغرفة يتجه بهرولة ، وقف أمامها وناولها كأس الماء لترتشف منه القليق وتضعه على المكتب الصغير - القابع بجانب الفراش - فعلق رويد بقلق :
-
هل أصبحتي أفضل ؟! .

ابتسمت برقة وهمست :
-
نعم ، هل قلقت عليّ ؟! .

جلس رويد أسفل ركبتيها وقال بحنو ممسكًا بكفيها :
-
وهل لى غيركِ أقلق عليه ... أوركيديا أنا أحبكِ ولا أعلم كيف سأثبتها لكي ، لكني أحبكِ .

نظرت إليه برقة وقالت :
-
متى وكيف ؟! قضينا معًا أسبوعًا من أسعد أيام حياتي ... وكثيرًا من الأحيان شعرت وكأني نسيت نفسي ، لكني أفكر أيضًا في حبك لي بذلك الشكل .

رفع كفيها لفمه يلثمه بشغف قائلاً :
-
حبي لكي حب سرمدي صدقتي أم لا ، أنا أحبك وسأقضي الباقي من عمري اسردها لكي كالحكايات .. لذا أنا أحبكِ وأحبكِ وأحبكِ .

أنزل كفيها عن فمه ولكنها مازالا بين راحتيه وأكمل حديثه :
-
إذا هجرت فمن لي ؟ .. ومن يجمّل كلّى ..
ومن لروحي وراحي ؟ .. يا أكثّري وأقلّي
أحبك البعض مني .. وقد ذهبت بكلي
يا كل كلي فكن لي .. إن لم تكن لى فمن لي؟
يا كل كلّي وأهلي .. عند إنقطاعي وذلي ..
مالي سوى الروح .. خذها والروح جهد المقلّى .. .

أنهى كلماته المحبة ورفع إحدى كفيه يتلمس صدغها بحنو متسائلاً ببسمة :
-
هل استطعت أن أعبر بقليل عما أشعر به ؟! .

ابتسمت أوركيديا من قلبها على مدى صدق إحساس رويد بها فهي لم تفعل الكثير ليصل إلى هذا الحد ، ولأول ك مرة منذ سنوات كثيرة تشعر بخفقان قلبها ، فشعرت بالخوف والتهديد !! .
صمتت قليلاً تجمع الكلمات بعقلها ثم قالت :
-
بل هذا أكثر مما أريد .

وقف رويد من مجلسه وجلس بجوارها يجذب وجهها لوجهه بكفيه ، نظر لعمق عينيها قبل أن تحط شفتيه على شفتيها يلثمهما برقة أذابتها لحدٍ ما !! ، فتوقف رويد وأخذ يطالعها ، لا يعرف لماذا شعر أنها ستقاوم قليلاً ، أو هي من أوحت له بأنها صعبة المنال في مرات اللقاء السابقة ، أم لعاطفة اللحظة رأي آخر .
نظرت إليه أوركيديا وقالت بقلق :
-
ما الأمر !! .

لثم جفنيها ببطئ شغوف هامسًا :
-
عيناكِ.. .

أجابته بأنفاس لاهثة بعض الشيء :
-
مابها ؟ ، هل تخيفك ؟ .

أبتعد عنها يهمس ببسمة حانية :
-
نعم ! .

ابتسمت أوركيديا بمرح وهمست :
-
وهل يخاف الذئب ؟ .

ضحك رويد ضحكة رنانة وعلق :
-
ألا يوجد حيوان بري أخطر مني ؟! .

تهكمت ملامحها وقالت مستنكرة :
-
وهل تراني حيوان بري ؟! .

-
بل أكثر ... وكم أحب أن أجرب .

أنهى حديثه مقتحمًا شفتاها مرة أخرى بشغف ولهفة ، لتمسك أوركيديا رأسه وتميلها جانبًا مقبلة عنقة وأذنه وفاها يتمتم بكلمات غريبة لم يفهمها رويد ، بل لم يركز من الأساس فيما تقول فهو كان بعالم آخر بين يديها .
توقفت أوركيديا عما تفعل فجأة لينظر إليها رويد ويشاهد ملامح الصدمة على ملامحها ، وقبل أن يسألها عن حالها حتى وجدها تطلق الريح لقدميها لخارج الغرفة ، وقف مصدومًا للحظات ثم أخذ ينادي عليها وهو يركض خلفها ولكنه لم يلحق بها … كأنها اختفت !! .

_____________________

كانت تيا ما تزال تجلس مع أيهم يريد أن يقرب بينها وبين كنان رفيق عمره لكنها تظن أن ذلك دربًا من المستحيل .
ليقول أيهم ببساطة :
-
أنتِ تحبين صديقي ... أليس كذلك ؟ .

لتهبط تيا بعينيها وتقول بحزن :
-
للأسف أنا هكذا بالفعل ، ولكنه لا يهتم .

أرجع أيهم ظهره إلى الخلف يقول بثقة :
-
إذاً لنجعله يهتم .

-
وكيف ذلك .

-
نثير غيظة وغيرته لنخرج هذا الوحش بداخله .

لتسأله بعدم فهم :
-
كيف أيضًا ؟! .

__________________

عادت تيا إلى منزلها بعد أن اتفقت مع أيهم على كل شيء ،لتجلس على فراشها بعد أن بدلت ثيابها وهي تفكر هل يمكن أن يحبها كنان يومًا ، هل ستنجح خطة أيهم أم لا .
تعبت من كثرة التفكير لتذهب إلى عالم الأحلام فغدًا تنفيذ أولى خطوات خطة الحياة كما أسماها أيهم .

____________________

بصباح اليوم التالي ، وبشركة المنصوري ، أتجه كنان لمكتبه ليتفاجأ بوجود تيا على مكتبها تعمل وتتجهله تمامًا ، لا يعلم إن كان ذلك عن قصد أم انها بالفعل لم تشعر به ولكن هذا مخالف لطبيعتها معه ، فهي كانت تشعر به قبل دخوله للشركة من الأساس ، مما جعله يشعر بقليل من الغضب ليقرر هو الآخر تجاهلها ويدلف إلى مكتبه .

دقائق وطرقت هي الباب ليسمح لها بالدخول
لتتحدث بعملية تامة بعد أن ألقت علية التحية :
-
أحضرت الأوراق التي تحتاج توقيعك سيدي ، وهناك بريد من الشركة الإيطالية أحضرته أيضًا لتقرأه ثم تخبرني الرد المناسب لأرسله ، ولديك اليوم في الجدول إجتماع مع مدراء القسم التنفيذي والقسم المالي لمناقشة الصفقة وهذا كل شيء لليوم .

ليرد كنان عليها دون ان يعيرها أي اهتمام :
-
حسنًا ضعي الأوراق والبريد هنا وجهزي للإجتماع .

لترد تيا :
-
حسنًا هل من أوامر أخرى .

-
لا .

لم ترد عليه بل أخذت نفسها وخرجت من مكتبه فهو كعادته صخرًا لا يتأثر ، فبدأت تستسلم بأنه ابدًا لن يشعر بها .

___________________

بعد فترة ، كان يجلس كنان في مكتبه وعقله لا يلقِ بالاً لتلك التي بالخارج فقد غابت عن العمل وعادت مرة أخرى كأنها تؤدبه بجفائها معه في التعامل ليهتف لنفسه قائلاً "وكأني أهتم " !! .

___________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.