آخر 10 مشاركات
539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )           »          135 - ضوء آخر النفق - روزميري كارتر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          548 - الحب الملتهب - كاتي وليامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : لولا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-19, 10:02 PM   #1

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي ما الحل؟؟ * مميزة ومكتملة *













****************** الـمـقـدمــة *******************
*****************************************
مـا الـحـل ؟؟؟
أيـهـا الـمـتـشائـم الـمـجـهـول مـا الـحـل
أيـهـا الـبـائـس الـحـزيـن مـا الـحـل
الـهـم أهـلـك فــؤادي
وطرق الحزن أبـوابـي
فـهـل من مجيب لندائي ؟؟
أم أنكم مثل البقية تتجاهلون وجودي
وتغلقون في وجـهـي الأبواب
فقط لـبـوا لي ندائي وأخبروني
مـــا الــحــل

روابط الفصول

المقدمة .... اعلاه
الفصول من 1 - 6 و الخاتمة .... بالأسفل


رابط التحميل

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي







التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 11-05-19 الساعة 07:11 PM
siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:13 PM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء





قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:28 PM   #3

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي

******** الفصل الاول ******
**************************

★ سارت بين الأروقة الضيقة لهذا المبنى الراقي ( كما يبدو للناظر من بعيد) قدماها تدك الأرضية الرخامة دكاً من شدة غضبها وعينيها تتلألأ بها دمعاتها الحبيسة ..... لم ترحم أضراسها التى تجز عليهم غيظاً ولا شفتيها التى تضغطهما ببعضهما البعض بقهر وضيق شديد .... .. توقفت امام أحد الابواب المغلقة و مدت كفيها وتشبثت بقوة بحزام حقيبتها القماشية الصغيرة المعلقة على كتفها بوضع معكوس وأغمضت عينيها في محاولة منها لحجم غضبها والسيطرة على اعصابها الا ان محاولتها لم تثمر عن شئ بل أزداد غليان الدم بعروقها
.... زفرت بضيق ومدت أصابعها لتدير قفل الباب واندفعت الى الداخل كإعصار هادر ...
هدرت بصوت مرتفع فور دخولها بوجه ذاك الثمين المتقدم نسبياً في العمر والذي يقبع خلف مكتبه الأنيق :
_( ممكن أعرف إيه ده يا أستاذ توفيق ؟؟!!!! ) أتبعت قولها بإخراج مجموعة من الاوراق من حقيبتها وألقتها على المكتب بقوة ...
رفع أحد حاجبيه مستنكراً طريقتها الهجومية وتسائل بعدم فهم :
_( ورق ايه ده ؟؟) أتبع قوله بمد كفه والتقاط الاوراق ليطالعها بينما أستأنفت بذات النبرة الهجومية :
_( دا ورق الاعداد لحلقات البرنامج الجديد يا أستاذ توفيق ... احنا مش أتفقنا نناقش مشاكل الناس فيه ؟؟!)
ألقى الاوراق بلامبالاة على المكتب وهتف بنبرة ثلجية لا مباليه :
_( حصل ... والورق اهو قدامك فيه مشاكل بيواجهها الناس وانتي كل الى عليكي انك تتكلمي عنها في البرنامج ايه المشكلة يا آنسة ريهام مش فاهم يعني !!)
جزت على أضراسها بغيظ والتقطت الاوراق واخذت تقرأهم بصوت ساخر مرتفع وكلما قرأت ورقة ألقتها على المكتب بعنف وكأنها بذلك تعرب عن غضبها وضيقها من هذه المشاكل التافهة من وجهة نظرها :
_( مشاكل !!!! بتسمي دي مشاكل !!! وبيواجهها الناس كمان !!! هي فين المشاكل دي ها ؟؟ فييييين !! دي واحدة بتقول انها بتحب واحد مش سائل فيها .... ودي واحدة جوزها خانها وعايزة تفضحه على البرنامج ... ودا واحد بيشتكي أن أبوه مش بيحبه زي أخوه .... بتسمي دي مشاكل !!!!! وعايزني أذيعها على الهوا كمااااان !!! )
مط شفتيه بملل وتململ في مقعده بضيق قائلاً :
_( مش دا أقتراحك !!! مش فاهم أنتى عايزة ايه بالضبط ؟)
رفعت كفها ومررته على وجهها بإجهاد من فرط أنفعالها :
_( أقتراحي كان اننا نعمل برنامج نناقش فيه مشاكل بتواجه الناس بجد مش لعب العيال ده ) رافقت قولها برفع سبابتها والإشارة الى تلك الاوراق المتناثرة على المكتب بإستهجان ...
تباً لقد مل من هذا النقاش العقيم ... هب واقفاً عن مقعده بلا مبالاة وتحرك جهة باب المكتب وقال ببرود :
_( ميهمنيش رأيك يا أستاذه ... هي دي المشاكل الى هتتناقش وانتى دورك تتكلمي عنها وتقولى الى مكتوب في الورق بس .. ) مد كفه وأدار مقبض الباب والتفت لها قائلاً قبل ان يتخطى باب المكتب الى الخارج (.. ومفيش مانع لو تصنعتي التأثر ومع أصحاب المشاكل مثلا وعملتيلك كام تمثيليه ... حبة عياط على حبة دموع .... فأهماني طبعاً ... ) أتبع أخر كلماته بغمزة من عينه اليسرى وتابع ببرود ...
(انا هروح أتابع مع أستاذ ***** الخطة الجديدة للقناة السنة دي .... عن اذنك )
خرج وتركها تشتعل غضباً تشعر بدمائها تغلى على موقد من سعير ...
ضربت بقبضتها على سطح المكتب هاتفة بغضب مكتوم :
_( مستحيل أناقش المشاكل التافهة دي الناس تقول عليا ايه ؟؟؟ مذيعة نص كم !!! ماشي يا أستاذ توفيق )
_( أستاذة ريهام انتي بتكلمي نفسك !!! )
كان هذا صوت الساعي الذي ولج الى المكتب الفارغ ليضع البريد ككل يوم قبل عودة صاحب القناة ...
زفرت بضيق والتفتت إليه قائلة :
_( لا يا عم مسعود انا بس متضايقة شوية )
أومأ الساعي بتفهم قائلاً :
_( مفيش حاجة تستاهل تضايقي نفسك علشانها ... ربنا ييسرلك أمورك يا بنتي ) ... خطى نحو المكتب ليضع عليه البريد فألتقطت عينيها حركته تلك ...... ضيقت عينيها بتفكير سرعان ما تحول لدهاء لتلمع عيناها بمكر وهمست بلسان حالها :
_( وأخيراً لقيتها ..... اسفة يا أستاذ توفيق انا مش هقدم لعب العيال الى انت جايبه ليه ده ) أطرقت برأسها قليلاً ثم عاودت رفعها وهمست بصوت مسموع ( انا عايزة أبقى مذيعة بجد ... مش مذيعة نص كم ..... ) تنهدت بصوت مسموع وهمست ( هنفذ الى في دماغي مش الى في دماغك معلش مذيعة مش مطيعه لرئيسها هنعمل ايه بقى .... مفييييييش لجناني حل )
*************
★ بعد مرور أسبوع ....
★ خطت أقدامها _ بداخل مقر القناة التلفزيونية الشهيرة التى تعمل بها _ بحماس وأقدامها لا تكاد تلامس الأرضية الرخامية من فرط سعادتها ..... ألتقطت عينيها الساعي الذي يحمل البريد الى مكتب الأستاذ توفيق لتهرول ناحيته بخطوات سريعة ... قطعت عليه طريق الدخول للمكتب قبل ان يهم بطرق باب المكتب ... عقدت الساعي حاجبيه بتعجب وهتف بعدم فهم ... :
_( مالك يا أستاذة ريهام في حاجة ؟؟ !! )
تمتمت بأنفاس منقطعه من فرط سرعة خطواتها :
_( ايوة يا عم مسعود ... هو في بريد ليا النهاردة ؟ )
طالعها الساعي بغرابة وتمتم بعدم فهم :
_( ما أنا سيبتلك البريد بتاعك على المكتب يا ست الأستاذه ) رفع كفه مشيراً لها لتفسح له المجال للمرور :
_( عديني يا ست الأستاذة أدخل البريد للبيه أحسن لو أتأخرت هيزعقلي وانا مش ناقص ... )
أصدرت ضحكة مفتعلة وتمتمت :
_( يا سيدي عادي ماهو علطول بيزعق على الفاضي والمليان )
تشكلت بسمة خفيفة على محيا الرجل رغماً عنه وقال :
_( الله يحظك يا بنتى ..، عديني بقى بدل ما أخد منابي منه النهاردة في الزعيق )
فركت كفيها ببعضهما بتوتر وتمتمت بنبرة خفيضة :
_( طاب ما أنا داخلاله جوة ... هات أخدهم ليه معايا )
هتف الرجل بإستنكار :
_( ودي تيجي برضوا يا ست الاستاذة .... دا مش مقامك يا بنتى انا هدخلهم )
حركت رأسها نفيها وقالت بتعند :
_( شوفت ... انت بتقول بنتي اهو ... هات بقى يا راجل يا طيب )
أبتسم الرجل بحسن نية وأعطاها البريد و قال :
_( ربنا يكرمك يا بنتى ويجبر بخاطرك يا رب ... خلاص خديهم أهم وانا هروح أكمل توزيع باقي البريد على الموظفين )
أنتظرت قليلاً حتى غاب الساعي عن أنظارها ثم أسرعت لإحدى الزوايا الغير مرئية في الرواق وأخذت تقلب بين أظرفة البريد حتى وجدت ضالتها لتلتقطها خفية وتدسها سريعاً بداخل حقيبتها القماشية ..... تلفتت حولها لتتأكد من عدم رؤية أحد لها ثم عدلت هندامها وتنهدت براحة وتقدمت لداخل مكتب المدير لتعطيبه بريده وتلوذ بالفرار من مكتبه ولسان حالها يهمس .. ( ما الحل )
******************


siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:38 PM   #4

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي

********
الفصل الثاني
********

****************************
★ 3 .......... 2 ........ 1 ...... على الهوا يا أستاذة
صمت رهيب ساد الأجواء من حولها بعد تلك الكلمات التى ألقاها مخرج البرنامج على مسامع الجميع وكأنه بتلك الكلمات قام بإغلاق أفواه الجميع ......
برودة خفيفة أصابت أطرافها وتعالى وجيب خافقها فلطالما كان البث المباشر يرهبها ويشعرها بالخوف وكأنها تتقلب على صفيح ساخن ...
تنهدت بخفوت وأسبلت أهدابها للحظات محاولة أستجماع شتات أعصابها المنفلتة وسرعان ما فتحت عينيها وهدرت بكل ثقة وكأنها لم تكن تلك القطة الخائفة منذ لحظات ... :
_( سيداتي وسادتي مساء الخير ... أهلاً بيكم مع أول حلقات برنامجنا (ما الحل ) ....
سؤال بسيط محدش فينا مسألوش لنفسه في يوم .... ما الحل ؟؟
كلنا بنسأل ما الحل .... مع كل مشكلة بتواجهنا ما الحل ؟؟
أحياناً يكون الحل قدامنا ومش شايفين .... واحياناً بيكون واضح لكن صعب فنعمل اننا مش شايفين ... بس يا ترى لو غاب عننا الحل هنعمل ايه ؟؟
دا الى هنحاول نعرفه مع برنامجنا ★ ما الحل ★
وزي ما أعلنا الأسبوع الى فات بإرسال مشاكلكم على صندوق البريد وانا بأكد صندوق البريد مش البريد الألكتروني وانا هطرحها وأناقشها معاكم ونشوف هل هنوصل فيها لحل ولا لا ....
ونبدأ مع أول شكوى بعد الفاصل ... )
************
عاد الضجيج من حولها بعد تصريحها بالفاصل الإعلاني وأخيراً تستطيع ألتقاط بعضاً من أنفاسها المحتبسة بداخل صدرها طوال البث المباشر ...
_( صندوق بريد إيه انتى رجعتي العصر الجاهلي ولا ايه !!! )
زفرت بضيق فيبدوا أن إلتقاط أنفاسها سيتأجل قليلاً .... إلتفتت الى محدثها الاستاذ توفيق والذي يبدو وانه قد تفرغ أخيراً لمتابعة برنامجها المتواضع .... رسمت إبتسامة صفراء على شفتيها وقالت بترحيب لا تقصده حقيقة :
_( مساء الخير يا أستاذ توفيق )
_( ردي على سؤالى يا أستاذة ..... ايه حكاية البريد ده هو انتى شغالة في بوسطة ولا حاجة !!)
جزت على أسنانها بغيظ من هذا السمج ذو النبرة المطبوع عليها الاستفزاز بختم ملكي لا ينفك عنه :
_( فكرة جديدة هتجذب المشاهدين يا أستاذ توفيق ...... بدل البريد الألكتروني يبعتوها على البريد الورقي )
عقد حاجبيه بضيق وأضاف بذات النبرة المستفزة :
_( أيوة ليه يعني ؟؟ )
زفرت غيظ من هذا السمج وهادنته :
_( ما أنا قولت لحضرتك يا استاذ توفيق فكرة جديدة هتجذب المشاهدين عن إذنك الفاصل خلص )
عادت الى موضع جلوسها قبل عودة البث المباشر مرة أخرى وبداخلها حماس للقادم فلم تكن فكرتها لجذب الناس بل الوصول الى أولئك الذين لا يملكون قوت يومهم ولا يحتكمون على أموال للطعام فكيف ستعثر عليهم وتفهم دواخلهم وهم ليس لديهم بريد إلكتروني !!! وتسائلت بداخلها ... ترى كيف هي مشاكلهم !!! أهي مثل ما نسمع عنهم إنقطاع الكهرباء و الصرف الصحي أم أن هناك مشاكل أخرى نفسية وأجتماعية مثلنا ؟؟؟
قطعت حديث نفسها وحركت رأسها لتنفض عنها هذه الأفكار فلم يعد يفصلها عن ذوي الطبقات الدنيا والوسطى سوى خطوة واحدة وها هي تخطوها .... تنبه ذهنها الى صوت مخرج البرنامج وهو يصرح بعودة البث .....
★ رسمت بسمة حقيقية متحمسة على وجهها وهدرت بنبرة واثقة :
_( أهلاً بكم سيداتي وسادتي وعدنا من جديد ومع أول مشكلة هنناقشها الليلة وأول بريد ورقي وصلنا و يا ترى فيه ايه ؟؟)
مدت كفيها وأخذت تقلب بين الأوراق التى أمامها على الطاولة المسطحة الطولية وتناولت تلك الرسالة البريدية التى خبئتها بحقيبتها سابقاً ..... مزقت طرف الظرف وأخرجت الرسالة المطوية التى بداخلها بحماس ثم أستأنفت حديثها قائلة :
_( ورسالة الليلة من السيد * ج * وبيقول فيها ......
أنا موظف بسيط .... بشتغل تبع الحكومة عسكري أفراد وأول ما أشتغلت كنت في مرور الوادي يا ست هانم ..... سبع سنين وانا هناك لا في زيادة في المرتب ولا اسمي جاه في كشف الترقيات الى يعلقوا شرايط ★ أومباشي ★ والوادي بعيد وساكن لوحدي بعيد عن مراتي وولادي .... سبع سنين يا ست هانم لحد ما زهقت وقدمت طلب نقل .... نقلوني في المترو بتاع مصر يا ست هانم وأتلطمت في الشوارع ... الشغل بقى أبعد من الأول ... ومفيش سكن أسكن فيه وقاعد في الشارع أروح الورديه بتاعتي وأرجع أنام في قهوة جنب المترو بشوية والفلوس الى معايا خلصت على أكل المطاعم الغالي والهدمتين الى انا لابسهم بقوا هباب مش لاقي حته أغسلهم فيها ... وكل ما أقول وأشتكي يقولولى هات واسطة ننقلك بلدك طاب وانا أجيب واسطة منين يا ست هانم وكملت معايا أما المدير الى في الوادي مطلعليش ورق نقل عشان يصرفولى مرتبي من هنا والمرتب بتاع الشهر الى متمرمط ومتبهدل فيه ضاع عليا .... قولت زي بعضه يعني هي جات على دي ... وفضلت شهر كمان في المرمطة دي يا ست هانم وجيت أقبض الشهر الى بعده قالولى أتبعت على اسم حد تانى بالغلط .... طاب مين الى بعتوله مرتبي عشان أروح أتفاهم معاه وأخده منه يقولولي دي بيانات سرية منقدرش نقولهالك ... طاب أنا أروح فين يا ست هانم دلوقت ... وعيالى ... عيالى ياكلوا منين .... انا مرمي في الشارع زي الشحاتين قدام المترو بستنى معاد الوردية وأدخل وبعد ما أخلص أرجع اترمي تاني قدام المتروا في الشارع لحد ما شوفت الأعلان الى إنتي معلقاه على الحيطان جنب المترو الى بتقولي فيه أبعتولي الشكوى على البريد ... خدت العنوان و روحت بعتلك شكوتي يا هانم شوفيلي حل الله يسترك ولادي هيموتوا من الجووووع )
تركت الرسالة على سطح المكتب وأدمعت عينيها على حال الرجل وقالت بنبرة ساخرة :
_(واسطة هه ..... الراجل متبهدل في الشوارع والحل واسطة ..... اتغرب عن عياله ومراته والحل واسطة ..... هو وعياله ماتوا من الجوع والحل واسطة ... يعني لو جبتله واسطة المشكلة هتتحل !!!
لحد امته يا بلد هنعيش بالواسطة ...
وناخد حق الفقير ونقوله هات واسطة
ماهو لو في حد بيخوفكم هتخافوا وتكشوا
ورب العباد فوقيكم مبتخافوش ليه ؟؟؟؟ اها معلش اصلكم مش بتيجوا غير بالكرباج و البلصه)
أنهت أولى حلقات برنامجها مع وعد ل *ج* بإرسال الواسطة اللازمة له ومساعدته في نقل عمله الى بلده
**************
★ خرجت من غرفة التصوير وسارت في الرواق الجانبي المؤدي الى الخروج ليوقفها صوت الساعي هاتفاً :
_( يا أستاذة ريهام توفيق بيه عايزك في المكتب بتاعه ونبه عليا أقولك تروحيله علطول )
أومأت برأسها متفهمة وتمتمت بضيق :
_( ماشي يا عم مسعود أنا رايحاله أهو )
أومأ الرجل برأسه وبقي وقفاً أمامها للحظات يفرك كفيه بتوتر .... عقدت حاجبيها بغرابة وتسائلت :
_( مالك يا عم مسعود في حاجة ... عايز تقولى حاجة ؟؟؟ )
حرك رأسه بتردد وهمس بنبرة خافته :
_( هـ هـ هـو حضرتك يا استاذة ريهام هتذيعي مشاكل بجد ولا دا عشان أول يوم بس ؟ )
أبتسمت بهدوء وتمتمت :
_( لا علطول ان شاء الله يا عم مسعود ) صمتت لبرهة ثم تابعت :
_( أدعيلي بس أنفد من أيد الراجل التافه الى جوة ده ... قال عايزني أذيع مشكلة واحدة بتحب واحد مش سائل فيها قال ... حبه برص البعيد)
لم يتمالك ضحكته من كلماتها وقهقه بقوة .... تمالك نفسه بصعوبة وقال من بين ضحكاته :
_( ربنا يكرمك يا بنتى .... وانا هساعدك وأجيبلك البريد على مكتبك بدل ما تستغفليني زي الصبح )
أطرقت برأسها وحمحمت بإحراج متمتمه :
_( أنت عرفت أزاي !!! )
مد كفه ورفع وجهها قائلاً بنبرة متفهمة :
_( أرفعي راسك يا بنتي مفيش داعي للكسوف انا بس شوفتك اما كنت راجع جايبله قهوة ....) رفع احد حاجبيه بلوم وتابع :
_( بس أنا عاتب عليكي أنك أستغفلتيني يا بنتي ..... بس خلاص حصل خير هبقى أجيبلك البريد المرة الجاية على مكتبك )
أبتسمت بسعادة وهمت بقول شئ ما إلا أنه قاطعها مستعجلاً إياها :
_( كفاية كلام و روحي يا بنتى شوفي عايز منك ٱيه أحسن يتعصب عليكي وهو عصبي خلقة )
حركت رأسها بسخرية قائلة :
_( بس تيجي على الزعيق يا عم مسعود يلا هروح أسمع الكلمتين منه وأمري لله )
**********************


siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:42 PM   #5

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي

********* ★
الفصل الثالث
★ *********
********************
★ مدت كفها بتردد وطرقت الباب طرقات خافته ودلفت حينما تناهى إلى أسماعها صوته آذناً بالدخول .....
سارت بخطوات بطيئة نسبياً حتى توقفت على بُعد خطوتين من مكتبه وأنتظرت إذنه لها بالجلوس ....
جزت على أسنانها بغيظ فيبدو أنه تناسى وجودها أم أنه متعمداً ؟؟!!! حركت رأسها منفضة عنها هذه الافكار التحليلية فهذا ليس وقتاً مناسباً لتحليل أفعال رئيسها فيكفيها ما سينالها منه الآن من توبيخ ....
حمحمت بضيق لتجعله يتنبه لوجودها « وقد كان » حيث رفع رأسه عن شاشة حاسبه الإلى التي كان يدقق النظر فيها بتركيز ...... خلع نظارته الطبية ورفع كفي يده مشيراً إليها بالجلوس بصمت مريب ....
توجست خيفة من صمته هذا فقد توقعت منه ثورة عارمة لمخالفتها أوامره ولكن هذا الهدوء !!!! إنه غريب عن طباعه فلطالما كان صوته يصل لكل من يعمل بهذا المبنى على مدار اليوم ....
تقدمت من أحد المقاعد الماثلة أمام مكتبه وجلست ببطئ وعيناها مسلطة عليه بحذر ....
رفع ذراعه اليسرى لتنتفض هي من على مقعدها بقوة ليحمحم هو مجلياً صوته وأشار بكف يده لها مهدأً :
_( أهدي يا آنسة ريهام مالك خايفة كده ليه !!!! )
حركت رأسها يميناً ويساراً نافية ونطقت بنبرة متلعثمة :
_( لـ لـ لـا لا اااااانا مش خايفة ... و وو و وانا هـ هـخاف ليه يعني )
أومأ برأسه متصنعاً الفهم وأشار الى المقعد الذي وقفت عنه قائلاً :
_( طاب أقعدي واقفة ليه ؟؟ ) أتبع قوله بتحريك حاسبه الآلى لتكون الشاشة مواجهة لها ورفع سبابته مشيراً لإحدى الأيقونات الظاهرة على الشاشة هاتفاً بسعادة :
_( شوفي .... شوفي نسبة المشاهدة للحلقة قد إيه !!! ... لا ومش بس كده دا كل مواقع التواصل الإجتماعي ملهاش سيرة غير البرنامج الجديد بتاعك الى هيتكلم بلسان الغلابة ....)
عقدت حاجبيها بتوجس ونطقت بتلعثم خافت :
_( هـ هـو انت ... احم أقصد حضرتك مبسوط ؟!!!!!!!)
أومأ برأسه مؤكداً :
_( الا مبسوط دا انا طاير من الفرحة .... انتى عارفة نسبة المشاهدة دي يعني ايه ؟؟؟ يعني كام حلقة كمان من المشاكل الغبية بتاعتك دي والبرنامج هيكسر الدنيا والناس كلها مش هيكون ليها سيرة غير البرنامج والقناة بتاعتنا ومصداقيتها .... دا احنا كدا هنحقق أرباح خياااااليه )
ما ان أنهي كلماته حتى هبت عن مقعدها بغضب وهدرت :
_( نعم !!!!! مشاكل غبيه !!!! دي مشاكل غبيه !!! دا على أساس ان المشاكل الى حضرتك كنت عايزني أذيعها دي ايه ؟؟ مشاكل وطنيه ولا مسألة حياة وموت ؟؟؟!!!!!! )
لوح بكفه بلا مبالاة ونطق ومازال الحماس الجَشِع يطبع بصماته على نبرته :
_( سيبك من الى كنت عايز أذيعه دلوقت وخلينا في المهم ... انتى عارفة لو البرنامج ده بقى مرتين في الأسبوع بدل مرة ممكن يحققلنا أرباح كاااااام ... ويا سلام لو نزلنا كام إعلان وقولنا فيهم ان المشاكل الى وصلتنا كتير وأننا حابين نساعد ناس أكتر فـ هنخليه حلقتين في الأسبوع بدل حلقة .... مع كام دمعة تأثر ... على كام أعلان تبرع بمساعدات للناس دي .... هـ )
قاطعته بضيق هاتفة :
_( خلاص يا أستاذ توفيق خلاص فهمت أنه هيحقق أرباح خيالية .... مفيش مشكلة حقق الأرباح الى أنت عايزها بس سيبني أذيع مشاكل بجد وياريت متدخلش في الى هنزله .... أظن أن دا أتفاق كويس )
مط شفتيه بلا مبالاة ونطق ببرود :
_( أنا فعلاً يهمني الأرباح لكن دا ميمنعش اني مش عايز مشاكل ... فاهماني طبعاً )
أسرعت هادرة بحماس :
_( فاهمة فاهمة متخافش يا أستاذ توفيق مش هتكلم في حاجة تخص السياسة و ااا)
قاطعها ببرود مشيراً الى باب مكتبه :
_( خلاص تمام ... تقدري تتفضلي دلوقت علشان أكمل شغلى ..... )
هبت عن مقعدها بضيق ومدت كفها مشددة على حزام حقيبتها وتمتمت من بين أسنانها بغيظ هامس :
_( أنسان مستفز .... يارب لو طلعت على الهوا مباشر تتكعبك والشاشة تفرقع في وشك )

******************

★ بعد مرور ثلاثة أيام ★

★ طرقات خافته على باب مكتبها أثارت أنتباهها لتدفعها لرفع رأسها عن تلك الأوراق المنكبة عليها منذ الصباح ...... رفعت صوتها آذنة للطارق بالدخول ليدلف عقب أذنها الساعي الى داخل المكتب الصغير الذي يجمع العديد من موظفي القناة أثناء راحتهم قبل وبعد أنتهاء تصويرهم للبرامج ...
أقترب منها الساعي بحماس وناولها بعض الأظرفة الورقية هاتفاً :
_( البريد أهو يا أستاذة ريهام .... في مشاكل كتير بعتتهالك الناس .... انا لحد دلوقت مش مصدق ان توفيق بيه خلى البرنامج حلقتين في الأسبوع بدل حلقة سبحان الله كنا فاكرينه مبيحبش يساعد حد أتاريه عايز يساعد الغلابة وقلبه عليهم واحنا الى ظلمناه )
شخرت بسخرية عقب انتهاء الساعي من كلماته ونطقت بإستهزاء :
_( ايوة صح ظلمناه جدااااا .... أسكت يا عم مسعود وخليني ساكته قال قلبه على الغلابة قال )
عقد الساعي حاجبيه بعدم فهم قائلاً :
_( مش فاهم قصدك يا استاذة ريهام ...هو في حاجة حصلت ؟؟.)
لوحت بكفها بلا مبالاة وقالت :
_( متشغلش بالك يا عم مسعود ... انا هروح الأستوديو بقى علشان ميعاد طلوعي على الهوا خلاص قرب .... ومتشكرة على البريد يا عم مسعود تسلملي يارب )
أندفعت الى الخارج مهرولة الى أستوديو التصوير لتستطع اللحاق بالموعد بلا تأخير .....

********************
★ 3 ...... 2 ...... 1 .....على الهوا يا استاذة
سيطر الصمت على الأجواء من حولها قطعته هي بهدرها بثقة يتخللها الحماس :
_( سيداتي وسادتي ..... مساء الخير ... أهلاً بيكم مع تاني حلقة من برنامجنا * ما الحل * ....
ومع تاني مشكلة أتبعتت لينا ويا ترى من مين وفيها ايه ؟؟ )
مدت كفها لتلتقط أحد الأظرف الموضوعة أمامها على الطاولة الطولية ومزقت أحد أطرافها ...... مدت أصابعها داخل الظرف وأخرجت ورقة مطوية بداخله وفردتها .......
طالعت الورقة للحظات وحمحمت بهدوء لتجلى صوتها وقالت :
_( اممممم مشكلتنا النهاردة مبعوتة من السيد *م* وبيقول فيها ....
★ مساء الخير يا ست الاستاذة .... أنا *م* عارف انتي بتفكري في ايه ... ايوة انا هو الى انتى بتفكري فيه ... انا عارف انك عايزة تقطعي الورقة دلوقت ... وعارف كمان ان كل الناس زيك مش طايقيني وعايزين يعدموني .... انا بس طالب فرصة ... فرصة واحدة يا ست هانم عشان تسمعوني ...... انتوا مش عارفين حاجة ولا عارفين الى حصل .... كل واحد فيكم بيفسر ويستفسر على مزاجه ... وكل واحد يفتي بحكاية شكل ... مرة تقولوا اني رميته .... ومرة تانية تقولوا ان الشاب انتحر .... حرام عليكوا كفاية انا بيتي اتخرب ... انتوا ليه مش عايزين تسمعوني ليييييه ... لبستوني تهمة مليش ذنب فيها وحكمتوا عليا ودمرتولي حياتي ... طاب مفكرتوش انا ايه مصلحتى اما ارمي واحد معرفوش من القطر !!!! حرام عليكوا انا كل ما اغمض عيني أشوف دمه بيسيل على أيديه ... انا تعبت يا ناس وخلاص مش قادر ارحموني واسمعوني .... يا اما تموتوني وتريحوني )
أنتبهت الى أشارة المخرج لها من خلف الكاميرات لتتنبه انها لم تأخذ فاصل اعلاني حتى الآن ...
ألقت الورقة بضيق على الطاولة الطولية التى امامها وهدرت ....
_( عندك حق احنا حكمنا عليك من غير دليل ... احنا هنسمعك يا *م* بس بعد الفاصل )
********
عاد الضجيج من حولها مرة اخرى بعد تصريحها بالفاصل .... شعرت بربته خفيفة على كتفها لتلتفت بفزع محاولة تبين يد من هذه .....
رفع كفه مهدأ وقال بنبرة مستنكرة :
_( أهدي في ايه مالك اتفزعتي كده ليه هو انا هاكلك ؟؟!!!)
زفرت بضيق وقالت معتذرة :
_( معلش يا استاذ توفيق مقصدش ... انا بس .... )
تنهدت بضيق وأشارت الى الورق المتناثر أمامها على الطاولة وقالت :
_( الراجل ده كان حديث البلد على مدار شهر كامل .... كل الناس كانت بتدينه وانا أولهم ..... مش عارفة هو عايز يقول ايه بس هعمل الى عليا واسمعه ... يمكن نكون ظالمينه بجد )
أومأ لها مؤكدا وهتف بحماس زائد :
_( ايوة طبعاً لازم تسمعيه ... دا اول مرة يتكلم وبيتكلم على القناة بتاعتنا انتى عارفة دا هيجذب الناس بشكل رهييييب .... عايزك تخلي الحلقة دي نار يا ريهام ... عايزك تولعي الدنيا على قد ما تقدري ... ) ثم التفت مغادرة ولسان حاله يهدر بداخله بجشع وحماس :
_( واضح انكِ هتكوني وش السعد عليا يا ريهام وهحقق نجاح ناااار وهسبق كل القنوات المتصدرة القائمة في المشاهدة عند الناس )
بينما زفرت هي بضيق عقب مغادرته وهدرت من بين أسنانها بغيظ :
_( انسان أنتهازي ومستفز عبوشكلك نرفزتني اكتر ما انا متنرفزة )
أنتبهت الى إشارة المخرج الذي ينبهها الى اقتراب انتهاء الفاصل الأعلاني و عودة البث المباشر ....


siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:44 PM   #6

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي

*********
الفصل الرابع
*******
*******************************
★ أنتبهت الى إشارة المخرج الذي ينبهها الى أقتراب عودة البث المباشر ..... أغمضت عينيها للحظات لتتمالك أعصابها التى ثارت عقب حديث ذاك السمج توفيق ثم أعادت فتحهم ونطقت بقوة وصلابة :
_( أهلا بيكم سيداتي وسادتي وعدنا مرة تانية ولسه مستمرين مع رسالة السيد *م* احنا وصلنا لحد فين ؟! .. اها وصلنا لحد ما كان بيقول : انا تعبت يا ناس وخلاص مش قادر ارحموني واسمعوني .... يا اما تموتوني وتريحوني ..... انا يا استاذة ريهام زي مانتوا عارفين بشتغل فرد امن في السكة الحديد .... وحسب ورديتي في اليوم الاسود ده كانت الوردية اني اخد قطر ركاب من **** الى **** كـ فرد أمن جواه يعني تفتيش وكدا ....
ولما ركبت القطر سمعت صوت اااا ......
#فلاش.....
جلس على أحد المقاعد وأسند رأسه على ظهر المقعد وهمس بخفوت :
_( أخيراً شوية راحة ... اما الحق أغفل عيني شوية قبل ما نوصل المحطة الجاية )
أغمض عينيه للحظات محاولاً النوم وسرعان ما أعاد فتحهما حينما تناهى إلى أسماعه صوت مشاجرة خافته قادمه من العربة الأخرى ....
أمال رأسه ناحية زميله القابع على المقعد المجاور له يغط في نوم عميق وأقترب من أذنه هامساً :
_( قوم يا *أ* في صوت حد بيتخانق )
همهم الآخر بضيق متمتماً :
_( خناق ايه بس يا جدع سيبني الحق اريح ساعة قبل ما نوصل المحطة الجاية )
لكزه في كتفه وهدر بحنق :
_( تريح ايه بقولك خناقة قوم فز )
أنتفض *أ* من نومه اثر لكزة *م* الموجعه وهدر بصوت لازال يتخلله النعاس :
_( ما بالراحة يا عم خلاص قومت اهو تعالى اما نشوف اخرتها ... شكلى هحدف الى بيتخانقوا دول من القطر وأرتاح ... )
تقدم الأثنان بخطوات سريعة الى العربة التى يتصاعد منها صوت الشجار ...
_( في ايه ؟؟ ايه الى بيحصل هنا ؟؟؟ ) هدر *أ* بنبرة جافة ليلتفت لهم ★الكمسري* صائحاً :
_( تعالى يا باشا شوف الواد ده )
هدر الشاب صائحاً :
_( بس متقولش واد بدل ما أحبسك )
شدد الكمسري على كفيه وهدر بغضب :
_( الله الله عيشنا وشوفنا حتت عيل ما طلعش من البيضة هيحبسني )
فصل بينهما *م* صائحاً :
_( أنا الى هحبسكم انتوا الاتنين لو مقولتوش فيه ايه )
زفر الكمسري بضيق وهتف قائلاً :
_( يا باشا الواد ده مجند في الجيش وانت عارف ان المجندين بيدفعوا نص تذكرة ... الواد ده بقوله هات تمن النص تذكرة قعد يهلفط في الكلام ويقولي انا مجند في الجيش مش هدفع تذاكر )
جز *أ* على أسنانه بغضب وقال :
_( يعني صحيتوني من النوم علشان الهيافة بتاعتكم دي ؟!!!
ما تدفع يا بني نص التذكرة وتخلصنا جاتكوا القرف على الصبح )
لوح الشاب بكفه بلا مبالاة صائحاً :
_( مش هدفع حاجة وروني هتعملوا ايه ... انا مجند جيش وانتوا أصلاً يادوب عساكر نفر ملكوش كلام عليا )
اندفع *م* تجاه الشاب وأمسكه من ياقة بذلته التى يتفاخر بها صائحاً بغضب :
_( لا دا انت قليل أدب بقى وعايز تتربى )
اندفع إليه كلاً من *أ* و الكمسري للحول بينهما ومحاولين التهدئة وأثناء ذلك جذب الشاب نفسه من بين يدي *م* ودفع بجسده للخلف محاولاً التخلص من قبضتي *م* الفولاذيتين ولم ينتبه لباب العربة المفتوح خلفه مما جعله يسقط من القطار ليلقى حتفه في الحال ....
#بااااك......
بس يا استاذة دا كل الى حصل ... أقسملك بالله انا ما رميت حد .. وانا هرميه ليه يعني هو انا أعرفه اصلاً ؟!!!! .... ويادوب كان بينا وبين المحطة الجاية الى هيقف فيها القطر مايجيش عشر دقايق ولقينا كل المحطة متلغمة ظباط .... قبضوا عليا بتهمة اني رميته وحبسوني .... وزمايلي الله يكرمهم قومولي محامي والمحامي جاب شهود اني مرميتهوش بس كمان في ناس ربنا يسامحهم شهدوا اني رميته علشان ينتقموا من الشرطة قال ايه علشان يبينوا للناس ان الشرطة بتقتل في الناس ... طاب انا ذنبي ايه يا ست هانم دا انا عسكري غلبان ماشي في حالى ومليش دعوة بحد ... رفدوني من وظيفتي الى مليش شغلانه غيرها ... وحكموا عليا كمان بتعويض عشرة الاف جنية يا استاذة ريهام ... رهنت الارض الى حيلتي عشان ادفع التعويض ومعادش عندي شغلانة اكل منها عيش وكل ما احاول الاقي شغلانة يشاوروا عليا ويقولوا قتال القتلة اهو وميرضوش يشغلوني .... ولادي مش لاقي أاكلهم يا أستاذة ريهام ... حرام عليكم تعبت ... كل ما امشي في الشارع الاقي الناس تبصلي ويوشوشوا في ودان بعض .... مرة يقولوا دا قتله ورماه بعدها من القطر ... ومرة يقولوا لا دا رماه حي .... ومرة يقولوا دا الشاب انتحر لوحده ...... محدش بقى يكلمني ولا يكلم عيلتي .... تعبت خلااااص يا تلاقولي شغلانة أاكل منها ولادي ... يا تقتلوني وترحموني حرام عليكم تعبت وولادي ملهمش ذنب حراااام عليكم حرااااام )
وضعت الرسالة بصمت بطئ على الطاولة و أطرقت برأسها قليلاً مغمضة عينيها ... لحظات ... فقط لحظات مرت امام عينيها ماحدث فيهم طوال الشهرين الماضيين ... كل كلمة قالتها عن هذا الرجل القاتل الذي بلا ضمير ... كل سبة من السباب اللازع التي أطلقتها على ذاك العسكري حامل دم الشاب على كفيه ... الآن فقط وضحت الرؤيا أمام عينيها ... الآن فقط علمت كم ظلمته هي وأقرانها ممن يأخذون بظاهر الأمور ... الآن فقط أدركت كم ساهمت هي وباقي الناس في تحطيم حياة هذا الرجل ..... هو ليس بقاتل ... بل هم ... .. وعند هذا الخاطر فتحت عينيها بقوة ليندفع الدمع منها ندماً على ما فعلوه بالرجل ..، هدرت بصوت صادح تردد صداه بكامل الأستوديو الذي يسكنه الصمت من حولها :
_( انت مش قاتل يا *م* احنا الى قتله ... احنا الى قتلنا الغلابة وأفتخرنا بدمهم على كفوفنا ... احنا الى قتلنا حلم الغلبان في اننا نديله رزق حلال ... احنا الى بنمنع عنه الحياة الكريمة ونهدر روحه قبل دمه ...، احنا الى بناخد ظاهر الامور ونفسر على مزاجنا ومش مشكلة مين يروح فيها ..... المهم ان تحليلنا احنا يكون هو الصح ... حتى لو كانت الحقيقة بتقول انه غلط وايه يعني ماهو غلبان ملهوش دية ..... يبقى عادي نخليه يكون رمية ... نرميله للكلاب يدهسوه ولو مرة انضم للحرامية ... براااافو انت كدا صح ..... انت كدا هتعيش عيشة هنية ......)
أنهت حلقة اليوم من برنامجها « ما الحل » مع وعد لـ *م* بتوفير وظيفة جيدة ومناسبة له ودعمه بمبلغ مادي تكفيراً عن ما لاقاه من معاناة وعقاب على تهمة هو منها برئ ....
**************
خرجت من الأستوديو متوجهة الى المكتب لتلتقط أغراضها وترحل من هذا المبنى فبعد قراءة بعضاً من شكاوى الناس علمت بل أصبحت موقنة بأن حياتها نعمة تستحق الشكر عليها ليل نهار فما تسميه هي مشاكل صعبة ليس لها حل بالنسبة لغيرها من البشر هي رفاهية يتمنونها ....
مدت كفها وأدارت مقبض الباب ودلفت للداخل .... وجدت الساعي ينتظرها هناك ويفرك كفيه ببعضهم البعض بتوتر ... عقدت حاجبيها بتعجب للحظات وأنفرجت شفتيها موشكة على سؤاله عما يريد الا ان السؤال لم يتجاوز شفتيها اذ أن الأدراك سرعان ما ضرب عقلها لتهتف بعدم تصديق ...
_( أنت ابوه ؟؟!!!! )
أزداد ارتباك الرجل ولكنها لم تنتبه لهذا فقد كانت تحرك رأسها لأعلى وأسفل وتتمتم بتقريراً :
_( ايوة صح انت اسمك مسعود **** وهو أسمه *م* مسعود **** )
أبتلع الساعي ريقه وبصعوبة شديدة أخرج الحروف المتلعثمة من فمه محاولاً ترتيب جمل مفيدة :
_( اااا انـ انا بس كـ كـ كـنت عـعايز ااا ا اا اشكرك يا بنتي )
طالعته بنظرات لازال الدمع يلتمع بها وتمتمت بنبرة خافته :
_( ليه يا عم مسعود مقولتليش من الأول ؟؟ دا انا كنت بشتمه قدامك ...، دا .. دا انا كنت بقول كلام وحش قوي عنه قدامك ... ليه مقولتش انك أبوه ؟؟!!! )
تنهد الرجل بحزن على حال ابنه الوحيد ونطق بنبرة يخنقها البكاء :
_( هو انتي بس يا بنتي .... دا كل الناس كده ... كلهم كانوا بيشتموه قصادي وانا مش قادر انطق ولا اتكلم ... كنت بتقطع من جوايا من كلامهم .... كان نفسي اصرخ قدام الكل واقولهم ان ابني برئ ابني مقتلش حد ... )
عقدت حاجبيها بتعجب هامسة :
_( امال مقولتش ليه ؟؟!!!!)
شخر بسخرية من سذاجتها قائلاً :
_( أقولهم !!! ضحكتيني يا بنتي ... دول لو عرفوا بس انه ابني كانوا رفدوني انا كمان ومكنتش هلاقي اكل انا وهو ... على الاقل كان الكام مليم الى بقبضهم بيأكلوني انا ومراتي وابني وعياله ومراته بدل ما نمد ايدينا لخلق الله ... الحوجة وحشة يا بنتي ...)
طفقت عيناها أسى على حالهم ... الهذه الدرجة كانت معمية عن من حولها !!! الهذه الدرجة لا تهتم سوى بنفسها ؟!!!!! كيف لم ترى حزن الرجل الذي يُحكى في ألف كتاب وكتاب وهي تسب ابنه أمامه ؟؟!!!!
جذبت حقيبتها والتفتت خارجة من المكتب بل المبنى ككل وكلمات الرجل تتردد بداخل قلبها قبل رأسها ....« الحوجة وحشة يا بنتي »


siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:46 PM   #7

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي

*******
الفصل الخامس
*******
********************************
★ دلفت الى مكتب السيد توفيق بعد أن علمت بطلبه لها في مكتبه ما أن وطئت قدماها مبنى القناة ....
حمحمت بهدوء لتنبهه لوجودها فرفع رأسه عن الأوراق التى كان يطالعها و هتف بضيق :
_( انتي فين يا ريهام .... من يوم اخر حلقة في البرنامج وانتي مختفية )
جلست على المقعد المقابل له دون ان تعير لسؤاله أدنى اهتمام ولا حتى انتظار اذنه لها بالجلوس ...
زفر بضيق ولوح بكفه صائحاً :
_( انتي ايه حكايتك بالضبط ماتردي عليا .... دا انا تليفوني مابطلش رن بسببك ..... ريهام انا بحذرك ولأخر مرة .... كلام في سياسة مش مسموح سامعة ؟؟؟)
شخرت بسخرية وهتفت ببرود :
_( عارفة عارفة ..... متخافش يا استاذ توفيق الى قولته المرة الى فاتت عن **** و ****** مش هيتكرر )أومأ بتأكيد قائلاً :
_( انا عارف انه مش هيتكرر لانه لو أتكرر أنا الى هتصرف معاكي مش هم ..... فوقي يا ريهام الناس شايطة لوحدها مش ناقصة كلامك الي بيسخنهم اكتر ... انا مش عايز مشاكل مع الناس دي )
أومأت بضيق من تقييدها بهذا الشكل وعدم أطلاق حريتها في مناقشة المواضيع السياسية الدارجة بين الناس بهذه الفترة ......
عاد يطالع إوراقه ببرود ظاهري وقال مغيراً مجرى الحديث :
_( ها ... ايه اخبار برنامجك التاني بتاع المشاكل ده ؟؟)
صححت له بضيق :
_( اسمه ما الحل يا استاذ توفيق مش بتاع المشاكل ...)
همهم بلا مبالاة وأستأنف حديثه :
_( ما علينا من أسمه .... اخباره ايه وهتناقشي ايه النهاردة ؟؟)
رفعت كفيها وأنزلتهما ببرود ورفعت كفها لتلفت نظره الى الأظرفة الورقية الممسكة بها ونطقت بفتورة :
_( معرفش لسه .... عم مسعود لسه مديني الجوبات حالا دلوقت ومش بفتحهم غير على الهوا )
زفر بضيق وهدر بها :
_( يعني ايه متعرفيش مش المفروض تعرفي هتتكلمي في ايه افرض كان فيها مصيبة ؟!!!!)
هبت عن مقعدها وقالت بتعجل :
_( مشاكل الناس هتوصل للناس مش ليا يبقى هم الى هيعرفوها زيي زيهم يا أستاذ توفيق .... عن أذن حضرتك ميعاد طلوعي على الهوا قرب )
جذبت حقيبتها والتفتت مغادرة ببرود ظاهري وبداخلها تشتعل غضباً من هذا الوضع الخانق بالنسبة لها ...
***********
★ 3.....2.....1... ... على الهوا يا أستاذة ...
ساد الصمت كالعادة عقب جملة المخرج المعتادة لتقطعه هي ونبرتها قد بدأت تفقد بعضاً من حماسها المعتاد هادرة :
_( سيداتي وسادتي .... مساء الخير ... أهلاً بيكم وحلقة جديدة من برنامجكم « ما الحل » والنهاردة معانا مشكلة جديدة ويا ترى هي ايه ومن مين ؟؟!!!! )
مدت كفها لتلتقط أحد الأظرف الموضوعة أمامها ومزقت طرفها لتخرج الورقة المطوية بداخلها ...
« كف ايد لله ؟؟!!!!!! » نطقت هذه الجملة بتعجب حينما وجدتها مدونة على الورقة المطوية من الخارج .....
عقدت حاجبيها بتعجب وتملكها التوتر للحظات بعدم فهم للمعنى المبطن للجملة ...
أسرعت بفك الورقة المطوية وبدأت بقرائتها بصوت مرتفع أمام الجميع قائلة :
_( شكوى النهاردة من الآنسة *ل* وبتقول فيها ....
★ أنا عايزة كف ايد لله يمكن يرضى عني .... أنا عايزة صوابع بتتحرك يمكن يقبل يبص في وشي .....انا طلبي مش صعب ... انا طلبي بسيط ... مش عايزة فلوس ولا عايزة وظيفة ... انا بس عايزة كف ايد لأخويا الصغير يمكن يسامحني على ذنب مش بإيدي ولا عملته ... )
أطرقت برأسها قليلاً تحاول إستيعاب تلك الكلمات المبهمة فلم تستطع ...
رفعت رأسها ونظرت لعدسات التصوير وقالت مصرحة :
_( أنا مش فاهمة الى انتِ عايزة تقوليه يا *ل* بس أكيد تفسيرك موجود في باقي الرسالة ....... هنطلع فاصل ونرجع نفهم *ل* عايزة تقول ايه )
أرتفع الضجيج من حولها بتمتمات مبهمة هذه المرة فالجميع من حولها من العاملين في الأستوديو وغيرهم يتسائلون عن هذا الطلب الغريب وكيف سيعطونها « كف ايد لله»
بينما أطرقت هي برأسها تطالع الأرضية الرخامية بشرود تتفكر في تلك الكلمات ... الى حد ما خمنت محتوى الرسالة الا انها لازالت لاتعلم كيف تساعد صاحبة الرسالة وكيف ستمنحها كف يد ؟!!!!
أخرجها من شرودها صوت المخرج ينبهها الى عودة البث مرة أخرى ......
تنهدت بثقل وحمحمت لتجلي صوتها وأستكملت باقي محتوى الرسالة للمشاهدين قائلة :
_( أهلاً بيكم مرة تانية ولسه مكملين مع رسالة الآنسة *ل* وطلبها *كف إيد لله* ... والى بتقول فيها ......
★ انا كنت عروسة زي اي عروسة يا أستاذة ريهام .... كان يوم خطوبتي .... كنت صغيرة يادوب ١٧ سنة فرحانة بالفستان والهيصة الى حواليا لحد ما اااا ..
#فلااااش
_( *م* أنا خايفة )
زفر بضيق وأغمض عيناه للحظا ليتمالك أعصابه ثم أعاد فتحهم وهمس بصوت حنون:
_( أهدي يا حبيبتي ... ايه الى مخوفك بس ما انا جنبك أهو وعيلتنا كمان معانا ... دي المرة العشرين الى تقوليلي فيها خايفة أهدي مفيش حاجة )
تلألأ الدمع بعينيها وهمست بصوت راجف متلعثم :
_( مـ مـ مش عارفة .... من ساعة الكابوس الى شوفته بالليل وانا خايفة يا *م* ... عارفة اني زهقتك النهاردة بس ... بس .. انا قلبي مقبوض وخايفة مش عارفة ليه .. )
مد كفه وربت على كفها بحنو هامساً :
_( أهدي يا حبيبتي متخافيش انا معاكي ) ثم تابع بإستنكار مرح عله يساعدها في التخلص من حالة الخوف هذه ...
_( وصاحبتك كمان قاعدة قدام اهي في عربيتنا ... تقوليش خايفة احسن أخطفك )
هدرت تلك القابعة في المقعد الأمامي لسيارة العروس بغضب مرح فيبدو أنها فهمت محاولته تلك وقررت مجاراته فيها :
_( محرم ... عند حضرتك مانع ؟؟؟)
أرتفع جانب شفته العليا بإستنكار ساخر :
_( على أساس ان مفيش سواق محرم ياااك ... وبعدين دي عربية الزفة بتاعتنا ايه حشرك انتى فيها مش فاهم )
أشارت له بطرف عينيها ليلتفت هو تجاه ما تشير إليه فوجد عروسه تطالعهما بعينان لا تريان بينما شفتيها ترتجف وتبتهل بخفوت ...
تنهد بثقل ومال صوب رأسها هاتفاً :
_( سد ودانك يا محرم شوية الله يكرمك وخلي عندك شوية من الاحمر عايز أقولها حاجة )
كشرت عن نابيها ونفخت بغضب مصطنع هاتفة :
_( قول يا حج قول كلها خمس دقايق وننزل من العربية والزفة تبدأ وأبقى قابلني لو قدرت تقولها حاجة لحد ما الخطوبة تخلص وتطفح الحمام ... صحيح متنساش تسيبولي حته متطفحوش الحمام كله ما انا عارفاكم انتوا الاتنين مفاجيع )
أرخى شفته السفلى ببكاء مصطنع هاتفاً :
_( لا بقى انتِ حد مسلطك عليا الليلادي ... حتى الحمام هتاكلي معانا .... وايه هتطفح دي الملافظ سعد يخرببيتك سدي ودانك يا بت)
وضعت كفيها على أذنيها والتفتت للأمام بينما عاد هو برأسه لتلك المرتجفة بجواره واخذ يهمس لها بكلمات مطمئنة ( مطمئنة بس مش حاجة تانية متفهموش غلط دماغكم شمال انا عارفة 😂)
أنتهت الزفة وصعد العروسان ليجلسا بالمقاعد المخصصه لهما ليلاحظا توتر الاجواء من حولهما ووجود حركة غريبة بين المدعوين ...
أشارت *ل* بكفها الى صديقتها لتقترب منها الاخيرة بتوتر ملحوظ ويظهر على عينيها أثار دموع .... أنحنت لتصل لمستوى رأسها لتستطع سماعها من بين ضوضاء أجواء الحفل ...
_( هو في ايه يا **** مال الناس قاعدين كده ليه زي ما يكون في مصيبة مش خطوبة ؟؟!!!)
عقدت صديقتها حاجبيها بمرح مصطنع وهتفت :
_( اصلهم قالوا ان الى عمل الكوشة في الجنب ده حمار لاننا مش شايفين العروسة القمر دي فراحوا على الجنب ده علشان يشوفوكي كويس )
عقدت حاجبيها بشك وتمتمت بتوجس :
_( يا سلاااام امال في ناس وقفوا وبيمشوا ليه ؟!! )
لوحت صديقتها بكفها بضيق مرح وقالت :
_( الناس وراهم أشغااال يا ماما مش باركولك وخلاص هيقعدوا يعملوا ايه تاني ؟! يلا بقى هروح أشوف المعازيم تحت لو محتاجين حاجة ... مش عارفة انا متمرمطة في الفرح ده تقوليش جرسوم ) ..
همت بالأبتعاد ليشير لها *م* لتقترب منه بضيق صائحة :
_( وبعدين بقى انت وعروستك هتقرفوني ليه ؟؟)
ضيق عينيه متفحصاً وهمس لها بنبرة خافته حتى لا تصل لعروسه :
_( هتقولي في ايه ولا انزل من الكوشة دلوقت أشوف انا )
تلعثمت بالحديث وارتجف كفيها بإرتباك وهمست قائلة :
_( بعدين يا *م* المهم متخليش *ل* تحس بحاجة وكلها ساعة ولا حاجة وننهي الخطوبة علشان تروحوا
عقد حاجبيه بعدم فهم وقال :
_( ساعة ازاي يعني ؟؟! احنا لسه جايين بالزفة هو في ايه بالضبط ؟!!!)
همهمت بضيق وهتفت :
_( بعدين قولنا ... المهم ما تخليهاش تحس بحاجة )
********
★ أنقضت الساعة ليمسك أبا العريس مكبر الصوت ويعلن انهاء الخطبة ليعود كلاً من العروسين الى بيت العروس متعجبين من هذه السرعة .....
دلف كلاً من العروسين وصديقة العروس وبعضاً من الأقارب المقربين الى داخل منزل أبا العروس وما هي الا دقائق حتى أشار أبا العريس لإبنه منادياً إياه للخارج ليفهمه ماحدث ويأخذه ليذهبا معاً الى المشفى العام بينما في الداخل تعالت صرخات العروس حينما علمت بأن أخيها الصغير قد أمسك لعبة نارية من تلك الألعاب التى كانت تضرب أثناء الزفة وأنطلق بيده ليفصل أصابعه عن بعضها البعض مما جعلها تتقطع وتسقط أرضاً ......
*********
وبعد مرور ثلاث سنوات من العلاج والعمليات التجميليه للكف المتقطع والذي لم يأتي بنتيجة تذكر سلم الاب أمره وأمر صغيره الذي أصبح بكف واحد الى خالقة بعد أن يأس من العلاج ...
بينما في حجرة الكشف الدوري ....
تشبث الصغير ذو التسع أعوام بساق الطبيب الذي يُجري الكشف الدوري عليه وصاح بصوته الرفيع ودموعه تجري على خديه ......
_( بالله عليك رجعلي ايدي يا عمو انا مش عارف أكل بإيدي الشمال ... وصحابي في المدرسة بيقولولي انت خلاص بقيت بإيد واحده متجيش تلعب معانا تاني .... بالله عليك يا عمو رجعلي ايده والنبي والنبي ....)
دفع الطبيب كف الصغير السليم وهدر به :
_( انت ايه مبتفهمش ... قولنا ايدك دي خلاص تنساها ايدك باظت خلاص وملهاش علاج افهم بقى جاتكوا القرف .... )
_( انت اتجننت يا دكتور ؟!!!)
هكذا صاح به الطبيب المسئول عن قسم الجراحة :
_( أزاي تقول كدا لطفل لو دا ابنك ترضاهاله ؟؟!!!)
أتبع قوله بالأقتراب من الصغير وأخذ يهدهده ليكف عن البكاء بينما وقفت هي تراقب من خارج الغرفة واضعة كفها على فمها بقهر وبكاء على حال اخيها الصغير ....
★ أنتهى الصغير من كشفه الدوري لتهرول إليه تحتضنه هاتفة :
_( متخافش يا حبيبي هتبقى كويس )
دفع ذراعيها التى تحتضنه بقوة وصاح برفض لها :
_( أبعدي عني .. انتى السبب انا كنت عايز اضربلك الصاروخ زي ما الناس بيعملوا وفرحان بيكي ... انتى السبب انتى الى قطعتيلي ايدي )
#بااااااك
ومن يومها يا أستاذة ريهام وهو مش بيبصلي حتى ... هاتولى كف إيد يمكن يبصلي .... عايزة كف ايد يمكن يسامحني ... انا تعبت ومعدتش قادرة اتحمل ..... هاتولي كف ايد يمكن ترجعله حياته ويرجع هو لحياتي ..... هاتولي كف ايد لله )
نطقت آخر كلمات الرسالة بصوت خنقه البكاء ... وضعت الرسالة على الطاولة الطوليه وكففت دموعها التى لا تعلم متى بدأت بالهطول ونطقت بحزن جم :
_( ياريت لو عند كف ايد كنت أديتهولك.... ياريت لو أقدر أعوضه بصوابع وايد ... بس للأسف طلبك مش عندي ... طلبك عند الى خلقك هو الى بأيده الأمر ... وهو الى قادر يشفيه )
أنهت حلقة اليوم من « ما الحل » مع طلب من الآنسة *ل* بإرسال تقرير شقيقها الطبي لعرضه على أخصائي يقوم بتشخيص حالة يده ومعرفة ان كان لها علاج أم لا .....


siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:53 PM   #8

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي

****** الفصل السادس *******
****************************
★ جدال وصوت مرتفع ومشاجرة وأصوات مختلطة ....
كان هذا ما يتصاعد من خلف باب المكتب المغلق ليجتمع على أثر هذا الصوت المرتفع تجمع لا بأس به من العاملين بالمبنى لإستطلاع الأمر ... بينما في الداخل ....
_( يعني ايه هو انا طفلة عشان تقولي كده يا أستاذ توفيق )
هدرت ريهام بغضب أعمى ليجابهها توفيق صائحاً بصوت مرتفع نسبياً :
_( أنا حذرتك يا ريهام أكتر من مرة ... كلام في السياسة خط أحمر وانتي مصرة تتكلمي فيها )
شخرت بسخرية وصاحت بإستنكار :
_( سياسة ؟!!! سياسة ايه يا استاذ توفيق الى انا اتكلمت فيه ده هو الوضع الحالى للبلد والناس انزل الشارع وشوف بنفسك الناس بتقول ايه وحالتهم ايه .... الناس تعبوا من المناهدة والجري ورا لقمة العيش الى عماله تغلى وتغلى لحد ما خلاص مبقيوش لاقيين ياكلوا )
أشاح بكفه بلامبالاة ونطق ببرود :
_( والله ياكلوا مياكلوش دي مش مشكلتي ... انا الى يهمني الناس الى بيكلموني وبسمع منهم كلام يسم البدن بسبب حضرتك .... لآخر مرة واخر تنبيه يا ريهام ... سياسة لا ... والأفضل تخليكي في برنامج ما الحل وسيبي البرنامج التاني لغيرك )
بلغ الغضب لديها منتهاه عقب كلماته ليعميها الغضب و تصيح فيه بلا وعي منها :
_( دا اسمه تقييد حريات وانا ليا الحرية اني اتكلم زي ما أنا عايزة يا أستاذ توفيق ... مش انا الى أركع تحت رجلين ناس بينهبوا البلد بدعوة الاستيراد والتصدير ودعم البلد ..... مش انا الى أتمسّح تحت رجليهم علشان أنول الرضا ... كفاية انت بتتمسح هيبقى انا وانت )
وضعت كفها على فمها تكممه بعدما تبينت فداحة ما نطقت به في حق رئيسها بالعمل بينما وقف الأخير أمامها للحظات يطالعها بصمت ....
حركت شفتيها وهمت بالإعتذار ليقاطعها هو بتحركه وجلوسه على مقعده خلف المكتب قائلاً ببرود ظاهري :
_( دلوقتي ميعاد البث المباشر لبرنامج ما الحل مش كده ؟؟ )
أومأت بتوجس منتظرة ما سيقول ليستأنف حديثه قائلا بذات النبرة الباردة الفاترة :
_( دي اخر حلقة هتقدميها ومن بكرة تسيبي البرنامج لحد من زملائك في القناة .... شرفتي يا أستاذة ريهام )
جذبت حقيبتها القماشية الصغيرة بعنف وهرولت الى الخارج وما ان فتحت باب المكتب لتخرج حتى تفرق الجمع المتجمهر خلف الباب الذين كانوا يستمعون لما يقال بسرعة واحراج .....
لم تعير أياً منهم أدنى أهتمام و سارت في الأروقة الجانبية المؤدية الى أستوديو التصوير لتؤدي آخر حلقة من برنامجها الحبيب » ما الحل «
*************
3....2.....1... على الهوا يا أستاذة ....
قالها المخرج الشاب بحزن هذه المرة بعد علمه بإسناد البرنامج الى شخص آخر غيرها ..... لطالما تمنى أن يجد أعلامي يرعى حقوق الناس ويتعامل مع مشكلاتهم بصدق وأمانة وكانت هي خير مثال لذلك ... ولكن كان هذا ما يتوقعه من البداية فهذا المجال ليس لأمثالها من الصادقين والنبلاء ...
ساد الصمت بداخل الأستوديو عقب جملة المخرج الا ان هذا الصمت كان يشوبه الحزن فهم أيضاً من فئة « الغلابة» وكانوا يتمنون طرح مشكلاتهم عليها ...
تنهدت هي بحزن وقالت بنبرة فاترة ....
_( سيداتي وسادتي مساء الخير ..... أهلاً بيكم مع آخر حلقة ليا معاكم من برنامجكم « ما الحل » ... طبعاً البرنامج هيستمر مش هيقف ولا حاجة لكن انا عندي ظرف طارئ يمنعني من إستكمال البرنامج لذا تم إسناده الى زميل عزيز وان شاء الله هيكون أفضل منى .....
خلونا منضيعش وقت ونبدأ مع آخر مشكلة ليا معاكم ويا ترى المشكلة المرة دي ايه ؟؟؟ )
مدت كفها وألتقطت أحد الأظرفة الورقية الموضوعة على الطاولة التى أمامها ومزقت طرفها وأخرجت الورقة المطوية التى بداخلها .....
رفعت صوتها نسبياً ليصل الى جميع المشاهدين وقالت :
_( مشكلة الليلة من « ما الحل » مرسلة من السيد *و* والى بيقول فيها .....
★ مراتي مش كلب وراح .... مراتي هي كل دنيتي .... وآخرتي ..... حرمتوني منها لأسباب تافهة وانا مش مسامحكم ... كل واحد فيكم بيدور على مصالحه هو وبس ... طاب وشعوري انا فين ... ومراتي دي بالنسبالكم كانت ايه ... كلب وراح ؟؟؟؟!!!!! )
حركت رأسها بعدم فهم وصدح صوتها قائلة :
_( واضح ان السيد *و* داخل سخن علينا وبيحتفل بيا في اخر ليلة ليه في البرنامج ) صدحت ضحكتها للحظات ثم تمالكت سيطرتها على ضحكاتها وقالت :
_( طاب ناخد فاصل اعلاني يمكن يهدى شوية ونفهم في ايه .... أشوفكم بعد الفاصل )
عاد الضجيج مرة أخرى ..... رفعت رأسها عرضاً لتقع على ذاك الأعلامي الشاب الذي يطالعها من أحد الزوايا الجانبية للأستوديو والسخرية تعلو شفتيه والأزدراء يطمس نظراته ...
عقدت حاجبيها بتعجب من هذا الذي لا تعرف عنه شئ سوى كونه اعلامي شاب يعمل بهذه القناة الا انها لم تتقاطع طرقهم قط فلما ينظر لها هكذا ؟؟!!! أتراها أخطأت بحقه بلا إدراك منها ؟؟!!
أخرجها من شرودها تنبيه المخرج لها بعودة البث المباشر مرة أخرى ....
حركت رأسها نافضة عنها تلك الأفكار وسلطت كامل تركيزها على آخر مشكلاتها التى ستجد لها حل الليلة ...
سلطت أنظارها على كاميرات التصوير وأستكملت حديثها قائلة :
_( أهلاً بيكم سيداتي وسادتي ورجعنا مرة تانية مع السيد *و* الى كان متعصب ومش عارفين متعصب ليه ..... )
أمسكت بالرسالة الورقية بين كفيها وأخذت تقرأها بصوت مرتفع كالعادة ....
_( ★ أنا كنت متجوز بنت من بلد تانية جنب بلدنا ... وبعد جوازنا بحوالي شهرين سافرت دولة من دول الخليج علشان شغلي هناك وكنت كل ما أكلم مراتي وأسألها عن حالها تقولي كويسة .. لحد ما في يوم كلمتها كتير مردتش ... قلقت عليها ولأني عايش مع أهلي في نفس البيت بس في شقة لوحدينا كلمت والدتي أطمن منها لكنها صدمتني لما قالت :
#فلااااااش
_( ميراتك قليلة رباية يا *و* وعلت صوتها على أبوك وأبوك طردها على بيت أهلها )
توسعت عيناه بدهشة فهو لم يرى منها سوى كل خير لذا عاد يتسائل بذهول مستنكر :
_( علت صوتها عليه ازاي يا أمي هو ايه الى حصل بالضبط)
مصمصت أمه بشفتيها في حركة شعبية شهيرة وراحت تحكيله ليتبين في النهاية بأن أبيه هو من أخطئ بحقها وجرح شعورها بالكلمات وليس العكس ...
أغلق الأتصال مع أمه وأخذ يتحرك بتوتر فما الذي عليه فعله الآن فهي زوجته ولم تخطئ وعليه إرجاعها ولكنه أبيه فكيف يعصيه ويرحعها ؟!! أخذ يتحرك في الغرفة جيئه وذهاب محاولاً الوصول لحل ما ....
هاتف أخ زوجته الأكبر ليتفاهم معه ويصل رحل الا ان الاخير قابله بجمود وبرود أعصاب وكأنها ليست أخته ..... طلب منه بهدوء ان تعود زوجته إليه ويأخذها معه هنا الا ان أخيها رفض رفضاً قاطعاً مصراً على عدم عودتها حتى يعود هو للبلاد ......
وقد كان .... فقد عاد الى البلاد لأخذ زوجته الا أنه حينما ذهب إليها قابلته الفاجعة حيث أن زوجته من حزنها وكبتها لألمها أصابتها جلطة وتتعالج منها ....
جلس مع أبيها محاولاً التفاوض معه ليصيبه الذهول حينما هتف أبيها قائلاً :
_( بنتنا جالها جلطة بسببكم وبتتعالج منها .... احنا صرفنا عليها لحد دلوقت ١٥ الف جنية ،..... تجيبهم بنتنا ترجعلك ... )
عاد الى بيته حزين ومهموم على زوجته .... دلف الى بيته وهم بالصعود لجلب المال لأبيها ليقطع طريقه ظهور أبيه أمامه هاتفاً :
_( انت رايح فين يا *و*)
أقترب *و* من أبيه على وجل وقال بحزن وهم :
_( شوفت يا بابا الى حصل لمراتي ؟؟!!! مراتي جالها جلطة يا بابا و... )
قاطعه أبيه ببرود قائلاً :
_( عارف)
عقد حاجبيه بعدم فهم وقال :
_( عارف ؟؟!! عارف ان جاتلها جلطة وان باباها عايز فلو....)
قاطعه بذات النبرة الفاترة :
_( عارف)
جز *و* على أسنانه بضيق قائلاً :
_( عارف كل ده ومقولتليش يا بابا ؟؟!!!! )
تنهد أبيه بصبر وربت على كتفه بحنو قائلاً :
_( عايزني أقولك ايه بس .... يابني دول ناس عايزين ياخدوا تمن علاج بنتهم .... دول ناس متشرفش يابني ولا يليقوا بيك وإياك ... سامعني يابني ... اياااك تدفعلهم مليم واحد وهم هيرجعوها لوحدهم .. )
صعد الى شقته بحزن على ما آل إليه حال زوجته ....
تلفت حوله ليجد السكون يعم المكان بشقته التى أضائتنها هي يوماً بضحكتها ليصدح هاتفه ويقطع هذا الصمت .....
فتح الأتصال وصاح بعدم تصديق ..:
_( معقول ؟؟!!! أخيراً كلمتيني يا حبيبتي ؟؟!!!
صمت قليلاً منظراً اجابة الطرف الآخر ليبتسم بخفوت حالما أتاه الرد ...
_ انتى عاملة ايه وصحتك أخبارها ايه ......
أنتظر حتى أستمع الرد من الطرف الآخر ليعود ويهمس بلوم وشكوى..
_ شوفتي باباكي مرضيش يخليني أشوفك غير لما اديله ال ١٥ الف جنية تمن علاجك ......
صاح بضيق حينما أتاه الرد قائلاً :
_ ايه ؟!!! أدفعله أزاي يعني .... انتى أهلك مش مستحملينك أصلاً وعايزين يكسبوا فيكي فلوس )
لم يتلقى ردا هذه المرة بل السكون التام ... وما هي الا لحظات حتى انقطع الخط ....
ألقى الهاتف بضيق على أحد المقاعد ولكم الحائط بكفه صائحاً :
_( غبي ... أزاي أقولها كده .... دي كده مش هترجعلي تاني .... غبي ... )
خلع سترته والقاها بإهمال وأقترب من الفراش وتمدد عليه وسرعان ما غط في نوم عميق من أثر السفر ...*******
★ أستيقظ في اليوم التالي على صوت هاتفه الصادح لينقبض قلبه وينتفض من نومه مسرعاً للرد على المتصل وسرعان ما أتته الفاجعه ... فبعد كلماته المؤلمة لها ليلة الأمس نامت حزينة لتنتكس حالتها وتُرد عليها الجلطة مرة أخرى لتلقى حتفها في الحال ...
جلس بجوار أبيه واضعاً كفيه على رأسه بحزن على زوجته وشريكة حياته وهمس بصوت يخنقه البكاء ...
_( احنا هنعمل العزاء امتا يا بابا )
هب الأخير صائحاً بوجهه :
_( عزاء ايه دي كانت سايبة البيت يعني ملهاش عزاء عندنا ... العزاء عند ابوها بس )
تلجلج *و* في حديثه امام أبيه وهتف بأعتراض :
_( لكن يا بابا دي مراتي ... اواي معملهاش عزاء بس )
لوح أبيه بكفه صائحاً بضيق :
_( ده اخر الكلام ومفيش كلام بعده ..... مفيش عزاء يعني مفيش عزاء خلصنا خلاص )
زفر *و* بضيق وقال بصوت مختنق :
_( طاب مش هنروح نعزي ابوها حتى ونحضر العزاء ؟؟!!! )
توسعت عيني ابيه وارتجفت أطرافه بخوف وصاح فيه بتوجس :
_( انت مجنون ولا ايه ... دي البلد بتاعت ابوها دي عندهم السلاح زي الرز انت ناسي انك السبب في موتها لما قهرتها بكلامك ... دا احنا ديتنا عندهم رصاصة )
فقد سيطرته على أعصابه ليلوح له بغضب :
_( يعني ايه ؟!!!! يعني لا نعمل عزا ولا حتى نروح نعزي زي الاغراب ؟؟!!! دي مراتي يا ناس حرام عليكم مرااااتي )
شخر ابيه بسخرية صائحاً :
_( مراتك آه ... بس عرفي ... انت ناسي انها لسه مكملتش ١٨ سنة وكتبين عرفي )
لم يعد يتحمل كلمات أبيه التى أنهكت روحه ليترك المنزل ويخرج محاولاً أستنشاق هواء نقي عساه يخفف عنه الم روحه وقلبه على زوجته .....
★ عاد الى بيته بعد بضع ساعات قضاها في التجول من مكان لمكان فوجد تجمع لا بأس به أمام منزلة .... هرول الى الداخل مسرعاً ليستطلع الامر فوجد أب زوجته وأخويها وبعضاً من أعمامها جالسون بالداخل بجوار ابيه المكفهر الوجه ....
_( سلام عليكم ) القى بتحيته على أسماعهم بتوجس ليجيبه أبيها صائحاً :
_( أهلاً بأبن الأصول الى لا يعرف حياء ولا اصول .... الى لا كلف نفسه يعمل عزاء ولا حتى ييجي يعزي ... دا انت محصلتش الغرب يا اخي )
حمحم بإحراج وقال مخاولاً تبرير موقفه :
_( ااااا اااا انا اااا انـ انـا ااا)
قاطعه أخيها صائحاً بضيق :
_( لا انت ولا مانتاش خلاص انتهينا ... هم كلمتين مفيش غيرهم .... انت ماضى على وصل امانة بقيمة ٣٥٠ الف جنية يوم كتب الكتاب العرفي فاكره يا ابن الاصول ... انت كنت السبب في موت بنتنا يبقى هتدفع الفلوس يا اما الوصل هنسلمه للبوليس وهنقدم شكوى بأنكم ضربتوها وقهرتوها واتسببتوا في موتها ... مش احنا الى بنتنا تموت وميتعملهاش عزاء في بيت جوزها يا ابن الاصول )
#باااااك
كل واحد همه على نفسه وبس ... ابويا همه على الرصاصة الى هتوصله منهم .... وابوها همه على فلوس قيمة الوصل .... طاب وانا ... هي دي مش مراتي انا كمان ؟؟!!!؛ مش من حقي احزن عليها انا كمان ؟؟!!!! حرام عليكوا دي مراتي ليه كله بيتعامل وكأنها كلب وراااح ... اجيبلكم منين ٣٥٠ الف جنية ... دا انا لو اشتغلت ليل نهار مش هكملهم حرام عليكم .. منكم لله .. ذنبي وذنب مراتي في رقبتكم ليوم الدين )
★ أغلقت الورقة بضيق وصمتت للحظات ثم عاد صوتها يصدح عالياً :
_( الكل بقى يدور على الفلوس ... حتى الاب بقى يبيع بنته والاخ بيقتل اخوه .... ولما نقول زمان وقدر ... يقولولك لا دا ظلم وقهر ... طاب هو مين السبب في القهر مش انتوا ؟!!! .... أصحى يابن آدم قبل ما الوقت يفوت
وساعتها مش هتلاقي حد يساعدك لا في حياة ولا في موت )
أنهت الحلقة الآخيرة من برنامجها ... عفوا كان برنامجها « ما الحل » مع اعتذار لصاحب الشكوى لعدم وجود حل لديها له فهذا ما اقترفته يداه فهو من كان ضعيف الشخصية وعليه تحمل أخطائه وسارت في الطرقات الجانبية للمبني لتتطالها الوجوه بعضها يبتسم بشماته والبعض الآخر بحقد والبعض الآخر بلا مبالاة ... الا فئة قليلة منهم ... هم فقط من كانوا يطالعون خروجها بحزن ....
التفتت للخلف قبل بلوغها باب الخروج من المبنى عقب سماعها صوت هتاف بإسمها وهرولة خلفها فوجد الساعي يهرول تجاهها صائحاً :
_( استني يا بنتي كنت عايز أقولك كلمتين قبل ما تمشي ..... الغلابة الى ساعدتيهم دول هم زادك وزوادك في طريقك لحياتك ... كملي مشوارك وهتلاقي الف أيد تساعد )
رفعت كفها وربتت على كتفه ببسمة حزن يخالطها دموع :
_( متقلقش يا عم مسعود انا مش هستسلم ... انت عارف عنواني )
غمزت بعينيها بمرح وتابعت :
_( أصلي بحب أقرأ جوابات البريد )
أبتسم الرجل بسعادة وصاح بإبتهاج :
_( هوصلك البريد لحد بيتك بإيدي يا ست الأستاذة .... وربنا يوفقك يا بنتي )
التفتت مرة أخرى وسارت عبر باب الخروج لتتابع طريقها ولكن هذه المرة ستتابعها بحق .... ستتابعها بعد ان وجدت الحل


siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-19, 10:56 PM   #9

siimy abdo

? العضوٌ??? » 444133
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » siimy abdo is on a distinguished road
افتراضي

*****
الخاتمة
*****
*********************
★ سارت بخطى بطيئة نسبياً في أحد الشوارع العامة المزدحمة بضجيج صاخب يصم الآذان بقلب راضي عما حققته من نجاح ملحوظ خلال الثلاث أسابيع السابقة وعينيها تدور متأملة الناس من حولها فقد أصبحت مراقبة الناس وتأمل حالهم شغفها لاسيما البسطاء منهم .... لازالت تتعجب بداخلها عن تلك السنوات التى أنقضت من عمرها وهي منغمسة بين علّية القوم دون أن تعلم شئ عن حال العامة من حولها ... لطالما تفاخرت بين قرنائها بحبها للبسطاء ولمسار حياتهم ... الآن فقط علمت كم كانت جاهلة بحياتهم ... بل الآن فقط تعلمت كيف تكون البساطة الحقيقية والأهم ... كيف تجعل قلبها راضٍ مطمئن ..... صدح هاتفها مقاطعاً تأملاتها ليعلن عن محاولة أُخرى من مجمل المحاولات التي تعددت خلال الثلاث أسابيع الفائتة لإعادتها الى الوسط الأعلامي مرة أخرى ...
أخرجت هاتفها من داخل جيب حقيبتها القماشية الصغيرة الملتفة حول رقبتها وطالعته بضيق ... زفرت بغيظ من تلك المحاولات الفاشلة فمنذ تجاوب الناس معها في ما الحل ومنذ إنتشار خبر إقصائها من تلك القناة التى كانت تعمل بها والجميع يركض خلفها لضمها لفريق عملهم ...
دست الهاتف مرة آخرى بداخل حقيبتها بعد ان أنقطع الأتصال ولسان حالها يسخر من محاولاتهم هذه ... الجميع يركض خلف الأرباح ونسب المشاهدة العالية ... الجميع يركض بجشع دون المحاولة ... فقط المحاولة لإلقاء نظرة شفقة وعطف على أولئك البسطاء الذين يُدهسون تحت أقدامهم بلا ذنب سوى كونهم حجر عثرة في طريق تغلبهم على بعضهم البعض فالجميع يريد أن تكون له الغلبة ... والغلبة تحتاج للحرب دون وضع الوسيلة في محل الأعتبار ....
جذب أنتباهها تمتمات خافتة قريبة منها فبعضهم يسب الأعلامي بأنه سخيف والبعض الآخر يطلق عليه ألفاظ أخرى كالتافه السمج .... كلمات تُنثر ببزخ في الأجواء هنا وهناك لتلتقطها أذنيها برحابة صدر ..... أقتربت من المكان الذي تتصاعد منه التمتمات الخافته لتجده مقهى عام ... ألقت بنظرها على تلك الشاشة التلفازية العريضة لترى من هذا الأعلامي الذي يسبونه لتجده ذاك الأعلامي الذي تم إسناد برنامجها له ....
أسندت كتفها إلى جانب باب المقهى وعقدت ذراعيها لترى المشكلة التى سيتحدث عنها وترى مدى تجاوب الناس معه ... أتسعت عيناها حينما أستمعت الى تلك الألفاظ النابية التى أطلقها أحد رواد المقهى على ذاك الأعلامي وهدر بصياح :
_( ايه المذيع الغندور الى جايبنهولنا ده ... والله البت كانت برقبته ... بت صحيح لكن أجدع من أجدعها راجل كانت بتذيع مشاكل بصحيح مش التافه الى جايبينه ده )
وافقه الجالسون بهمهمات متباينة ليصدح صوت آخر مقهقهاً :
_( شوفت بيقولك ايه ... أزاي سعر محمصة التوست يغلى .... هو احنا لاقيين ناكل عيش عشان نشوف التوست بتاعه ده .... لا وبيقولك مشكلة خطيرة !!!! )
تصاعد صياح أحدهم مشيراً جهة التلفاز :
_( توست ايه يا ****** طاب قول العيش اهو حاجة نعرفها يا **** )
أحمر وجهها خجلاً من تلك الألفاظ النابية التى تصم الآذان وتخدش الحياء ولكن يبدو ان لا أحد منهم قد أنتبه لوجودها من الأساس لتلتفت هي وتفر خارجة من هذا المقهى ..... تنهدت براحة حينما أبتعدت عن ذاك المقهى قبل أن ينتبه لها أحد من أولئك الجالسين به .... صمتت للحظات لتلتقط أنفاسها ولكن عودة رنين هاتفها قطع هذا الصمت لتسب هي بلا وعي منها ذاك المتصل الذي لا تعلم من هو فالرقم مجهول ولا تعلم لمن يتبع ....
_( مش عيب أستاذة محترمة وأعلامية شهيرة زيك تقول الألفاظ دي ؟؟!!)
ألتفتت مجفلة الى الخلف لترى من صاحب الصوت لتتصاعد قهقهاته على مظهرها الفزِع ...
ضيقت عينيها بتركيز محاولة معرفة سبب وجود هذا الشخص خلفها وما الذي يريده منها بينما تمالك الشاب ضحكاته وهدر بصوت رخيم ...
_( امممم أعتقد انك عارفة انا مين ولا أعرفك بنفسي )
هتفت بتعجل دون تفكير :
_( مش انت المذيع القرفان مني ؟؟؟)
ردد كلمتها بدهشة :
_( قرفان منك !!!)
حمحمت بإحرج وتمتمت بخفوت :
_( أقصد أنك اااا اااااا )
أومأ برأسه بتفهم ومد كفه بنية المصافحة بإبتسامة بشوشة قائلاً :
_( مؤمن كامل تشرفت بيكي يا أستاذة ريهام )
طالعت كفه الممدود ببرود ونظرت إليه دون أن تعير كفه أدنى أنتباه وتجاهلت تعريفه بنفسه لها ....
أعاد كفه إليه ودسه بداخل جيب بنطاله ببرود ونطق بلا مبالاة :
_( اها بصراحة كنت قرفان منك فعلاً )
تغضن وجهها بغضب وصاحت واضعة كفيها على خصرها :
_( نعم !!!! هو انا أعرفك أساساً)
أبتسم رغماً عنه من مظهرها الطفولي الغاضب وقال مهدأً :
_( أهدي بس هفهمك .... أنا من يوم ما دخلت الوسط ده وانا بشوف يا اما كدابين ومزورين للحقائق يا اما ممثلين وانا كنت فاكرك زيهم )
عقدت حاجبيها بعدم فهم قائلة :
_( زيهم أزاي يعني ؟!!!)
حرك كتفيه لأعلى وأسفل ببرود قائلاً :
_( زيهم يعني زيهم ... بتمثلي على الناس عشان تكسبي عطفهم وتزيد نسبة المشاهدة وتتشهرى و و و و و .... الخ الخ )
شخرت بسخرية وأشارت إليه بإستهزاء :
_( وإيه الى غير فكرة فخامة حضرتك عني بقى ان شاء الله)
زفر بضيق من أسلوبها الساخر بالحديث وهتف :
_( لو سمحتي ياريت أسلوبك يكون أفضل من كدا .... انا متابعك من يوم ما سيبتي القناة وعرفت عن الجمعية الى انتِ عاملاها مكدبش عليكي مكنتش مصدق انك صادقة في الأول لكن بعد ما شوفت بعيني أزاي حليتي المشاكل الى جاتلك طول التلات اسابيع الى فاتت في الجمعية بتاعتك بعد ما سيبتي القناة عرفت قد ايه انا كنت ظالمك ... فعلاً لازم نخلي نظرتنا للناس أبعد من المظاهر )
همهمت بلا مبالاة وهدرت بتعجل :
_( هممم همممم حفظاهم انا الكلمتين دول ... أدخل في الموضوع لو سمحت)
أشاح بكفه بإستنكار وهدر بها :
_( انتِ بتتكلمي كده ليه ؟!!! انا كنت حابب أشتغل معاكي وأساعد في الجمعية بس مع أسلوبك ده واضح اني غلطت عن أذنك )
التفت مغادراً ليكون دورها هي في الصياح باستنكار :
_( اسلوبي ؟؟!!! جاي تقولي انا بقرف منك وتقولى أسلوبي ؟!!! )
جز على أسنانه بغيظ وتمتم :
_( انا قولت كنت وغيرت فكرتي )
أرتفع جانب شفتها العليا بسخرية ولوحت بكفها قائلة :
_( لا والله ؟!!!! شاكرين أفضال سعادتك لأنك غيرت رأيك والله كتر خيرك )
شدد على كفيه بضيق وصاح بغضب يحاول كبته قبل أن ينفجر بوجهها :
_( ايوة يعني هشتغل معاكي ولا أخد بعضي وأمشي ؟؟؟ انا عمال اتصل بحضرتك من الصبح أصلاً )
عقدت حاجبيها بغرابة وهمست مشيرة الى هاتفها :
_( هو دا رقمك !!! )
سخر بسخرية هاتفاً :
_( مش باين ولا ايه ؟؟!!)رفعت سبابتها بتحذير وهدرت:
_( أعمل حسابك انا مش بدفع مرتبات التبرعات الى جاية يادوب على قد الى رايح ..... وهنستقبل الشكاوي ونحلها على قد ما نقدر يعني ماتجيش في يوم تقولي زهقت ولا مش لاقي حل هااا ديل ؟؟؟)
رفع حاجبه الأيسر وتمتم بخفوت:
_( انا حاسس والله أعلم انك قرفانة منى ومش طيقاني ؟!!! )
أومأت برأسها مؤكدة بإبتسامة صفراء :
_( اصل بعيد عنك القرف متبادل بس هقبل مساعدتك عشان الناس الى محتاجة مساعدة .) صمتت للحظات وأطرقت برأسها بأسف مصطنع :
_( الواحد علشان الناس بقى يتنازل ويقبل مساعدة من ناس ...) صمتت قليلاً ثم أستأنفت :
_( ولا بلاش خلي الى في القلب مكتوم .... يلا تعالى ورايا عشان زمان عم مسعود جابلي البوسطة بتاعت الشكاوي على عنوان الجمعية ... هم شوية مش فاضيين )
توسعت عيناه بذهول وهتف بعدم تصديق :
_( أنتِ متأكدة أنك أعلامية ولا ريس عمال نفر )
جزت على أسنانها بغيظ صائحة :
_( لا انا عامل نفر بذات نفسه هم يلا)
تقدمته بخطوات سريعة نسبياً تاركه إياه يطالعها بذهول وصدمة سرعان ما تحولت لتعجب حينما وجدها تتوقف فجأة وتعود الخطوات التى تقدمتها ....
توقفت أمامه رافعة سبابتها بتهديد ومضيقة عينيها وتمتمت بنبرة خافته :
_( صحيح انت عرفت مكاني هنا أزاي )
رفع حاجبيه وحركهما بإغاظة وتسليه قائلاً بمثل نبرتها الخافته :
_( أصلي كنت قاعد في القهوة الى انتى كنتي واقفة فيها من شوية ... القهوة الرجالى هاااا ... )
أحمر وجهها بإحراج من إشارته لدخولها الى مقهى رجالى عام لتلتفت وتقدمته بإرتباك وصاحت بتلعثم :
_( يـ يـ يلا طيب وبلاش تضييع وقت عندنا مشاكل كتير محتاجة حل )
ضيق عينيه من خلفها بتفكير وهمس بداخله :
_( هي طلعت بتنكسف ولا انا بيتهيألي !!! ايه الست دي لاهي محصله اسلوب إعلامية ولا محصلة أسلوب عامل نظافة حتى وفي الاخر بتتكسف ؟؟!!! شكلي هتسلي في الجمعية دي ... )
أنتبه من شروده على إشارتها الى مبنى مقابل لهما قائلة :
_( الجمعية أهي وفي ناس جوة بتشتغل معايا ... أسبقني حضرتك وانا هروح أخد الجوابات من الصندوق الى بيحط فيه عم مسعود الجوبات وأحصلك )
شخر بسخرية قائلاً :
_( حضرتك ؟!!! هي بقى فيها حضرتك دا انتى مسخرتيني النهاردة على الآخر .... )
رفع عيناه ليطالع اللوحة المعلقة على المبنى ليقرأ ما كُتب عليها بصوت خافت ....

مـا الـحـل ؟؟؟
أيـهـا الـمـتـشائـم الـمـجـهـول مـا الـحـل
أيـهـا الـبـائـس الـحـزيـن مـا الـحـل
الـهـم أهـلـك فــؤادي
وطرق الحزن أبـوابـي
فـهـل من مجيب لندائي ؟؟
أم أنكم مثل البقية تتجاهلون وجودي
وتغلقون في وجـهـي الأبواب
فقط لـبـوا لي ندائي وأخبروني
مـــا الــحــل
************
★ تمت بحمد الله ★
تنويه بسيط : النهاية مفتوحة لاحتمال وجود جزء ثاني اذا الوقت سمح واتخرجت من الكلية دي سليمة بلا كسور ولا عاهات مستديمة أدعولي
★ تحياتي / بسمة عبد الغني


siimy abdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:25 AM   #10

زينب قرواش

? العضوٌ??? » 442217
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » زينب قرواش is on a distinguished road
افتراضي

تسلم الايادي نوفيلا جميله جدا وتناقش مواضيع واقعيه بالتوفيق

زينب قرواش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.