آخر 10 مشاركات
7 - المليونيرة المدللة - م.د *كاملة بتصوير جديد* (الكاتـب : monaaa - )           »          2- الحب والقدر - مركز دولي قديمة - روايات عبير جديدة (الكاتـب : samahss - )           »          1 - لا.. لن أبيع أحلامي - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          حلو و مُرّ - ق.ع.ج** (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          4 - زهرة في عاصفة - ماري ماكلاود - ق.ع.ج*كاملة* (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          3 - يقظه الشعور - روزانا مارشال - ق.ع.ج** (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          2-الرجل المخيف - مارغريت تاونسد - قلوب عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          شلالات القمر - جانيت غرين - قلوب عبير الجديدة(0) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ضائع في ضبابها (7) للكاتبة: Meagan Hatfield (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree19Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-16, 04:42 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 225- أريد حياتك فقط !!.. روايات أحلام (كتابة/كاملة)**




الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها




225-أريد حياتك فقط !!

..الملخص..

-لكل شخص ثمن ياكارولين، وأنا أريد أن أتأكد من ثمنكـ هذا كل شيء...
-
لن أصفح عنك قط لهذا..
منذ سبع سنوات وقعت كارولين في غرام لويس فاركيز،ولأن لويس غدر بها فقد هربت لاتريد أن تراه مرة أخرى..
والآن عادت إلى أسبانيا لأن أباها مدين للويس بالمال، حيث أرغمت على الزواج من هذا الأسباني القوي ذو النفوذ..
لكن الزواج من لويس لكي يضمن حصوله على إرثه شيء، والوقوع مرة أخرى في غرامه شيء آخر





...





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي






التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 21-04-19 الساعة 11:55 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:46 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




فصول الرواية:

الفصل الأول : الرجل والعقرب

الفصل الثاني : عودة الماضي

الفصل الثالث : امرأة بين نارين

الفصل الرابع : صفعة الاحتقار

الفصل الخامس : أسرار تنكشف

الفصل السادس : ثأر وثراء

الفصل السايع : استراحة محارب

الفصل الثامن : قصر الكونت

الفصل التاسع : هوية الحب

الفصل العاشر : حق السيد

الفصل الحادي عشر : رحيل الماضي

abeer Abdel monem likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:51 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول : الرجل والعقرب


أخذت كارولين تذرع أرض الغرفة واضطرابها يزداد مع كل خطوة. وصلت إلى النافذة التي تؤدي إلى الشرفة الواسعة. لم تر شيئا من مناظر منتجع "برتو يانوس" الشهير التي يطل عليها الجناح الأنيق الذي تقيم فيه، فعادت من حيث أتت وهي تنظر إلى ساعتها بفروغ صبر.

إنها التاسعة، كان من المفروض أن يعود والدها في الساعة السابعة. لقد وعدها بذلك قائلا: "أنا ذاهب للقيام بنزهة سيرا على الأقدام، ثم أعود لتبديل ملابسي للعشاء، أريد أن ألقي نظرة على هذا المكان القديم وأرى إن تغير كثيرا عما عهدناه".

إنه يعشق "ماربيا". وكانا فيما مضى يمضيان معظم فصول الصيف فيها.ولذا فهمت لهفته إلى استعادة ذكرياته في هذا المنتجع، ولكنها لاتفهم لم رفض أن ترافقه في نزهته، ونهرها بعد أن لاحظ قلقها عليه: " لاتكوني متعبة كارولين. أنا لست بحاجة إلى أن تمسكي بيدي كما أنني لست بحاجة إلى حارس شخصي. ثقي بي قليلا بحق الله، ألم أعدك بأن أحسن التصرف؟ "

وهكذا منحته بعض الثقة، وهاهي الآن تسخر من نفسها، وتذرع أرض الغرفة قلقا ولهفة، أتراه سيخيب أملها، وحاولت أن تطمئن نفسها. بدا حازما وبحاجة إلى ثقتها به كي لايقع فريسة ضعفه السابق خصوصا بعد أن أدرك مدى الأهمية التي يعلقها كلاهما، على بقائه قويا.

ولكن أين هو؟ لقد مضت ساعات على ذهابه. وهي تعرف مايمكن أن يقوم به عندما يبقى وحيدا مدة طويلة.
-
آه ، يالهذا الجحيم.
تمتمت بذلك بعدما ازداد قلقها، والتقطت حقيبة يدها المخملية السوداء واتجهت بغضب إلى باب الجناح الخارجي.

إذا اكتشفت أنه تسلل إلى حيث يزاول عادته الملعونة تلك، فلن تصفح عنه أبدا! أقسمت بذلك وهي تضغط على زر المصعد بعنف، ووقفت تنتظر وصوله بفارغ الصبر. لقد ساءت الأمور بما يكفي حتى الآن.
وتأوهت ،فالأمور حقيقة أكثر من مجرد سيئة، وإلا لما كانت هنا, وأبوها يدرك ذلك جيدا، يعلم كم أصبحت تكره هذا المكان، تكره كل تلك المشاعر المؤلمة التي يثيرها في نفسها.

سبعة أعوام مرت على زيارتها الأخيرة له، أخذت تسترجع ذكرياتها والمصعد يفتح أبوابه، سبعة أعوام منذ أرغما على الرحيل ذليلين محطمي القلب، مصرين على عدم الرجوع تانية.
ومع ذلك، هاهما عادا، الآن ليس إلى "ماربيا" وحسب، بل إلى الفندق نفسه أيضا، ومن جديد عليها أن تذهب للبحث عن أبيها في آخر مكان في العالم تريد أن تطأه قدماها. ذلك الكازينو التعس الذي تدرك جيدا مقدار الأذى الذي يمكن أن يلحقه بأبيها في مدة قصيرة.

وكم طال غيابه؟ تساءلت وهي تضغط على زر المصعد. ليس أقل من ساعتين. في ساعتين تعيستين يمكنه أن يخسر الآلاف. وفي ليلة كاملة يخسر حتى قميصه وبسعادة بالغة.
تماما مثل المرة الأخيرة.

أحست كارولين بالغثيان واستندت بضعف إلى جدار المصعد الذي بدأ الآن بابه يغلق. وإذا بيد تتسلل بين مصراعيه من الخارج ترغمه على أن ينفتح مرة أخرى، ووجدت نفسها تستقيم في وقفتها بسرعة عندما دخل رجل أسمر طويل أسباني الملامح، يرتدي بذله للاحتفالات سوداء أنيقة، دخل برشاقة إلى المصعد ووقف بجانبها.
-
آسف لأنني أخرتك.
قال ذلك بإنكليزية ناعمة وابتسم لها ابتسامة سرعان ماتلاشت عندما توقفت عيناه عليها.
-
لابأس.
أجابته ثم أشاحت بصرها عنه حتى لاتشجعه على الاسترسال في الحديث.
تحرك بهما المصعد، فاستندت إلى الرف وهي تشعر بنظراته تتفحصها، فتظاهرت بعدم ملاحظة ذلك. فالأمر ليس جديدا عليها. فهي شقراء وتتمتع بقوام رشيق ومتناسق وبساقيين طويلتين، وهذا مايدير أعناق الرجال، لاحظت قبل أن تخفض بصرها أنه هو أيضا حسن المظهر.

ولكنها لم تكن بمزاج يسمح لها بالتحدت إلى أي كان، واكتأبت وهي تفكر في الوقت الطويل الذي مضى منذ عاشت الحب.

في الواقع، كان ذلك منذ تعرفت بلويس، هنا في " ماربيا"، ولكنها ازاحت من ذهنها هذه الذكرى قبل أن تتشيث بها، عاهدت نفسها قبل أن تحضر إلى هنا أن لاتفكر في لويس فهو ينتمي إلى ماضٍ بعيد، مع غيره من الذكريات المرة التي تحملها من هذا المنتجع، وهذا الرجل الطويل الأسمر الذي في المصعد، يشبه لويس إلى درجة يصعب معها الوفاء بذلك العهد.

شعرت بالراحة عندما توقف المصعد وتمكنت من الهرب من نظرته القوية الفاحصة، قبل أن يحاول التحدث إليها، وبعد لحظات نسيته تماما، وبرزت من جديد مشكلة العثور على أبيها، ووقفت على أعلى السلم المؤدي إلى الردهة الرئيسية، وتفحصت المكان المزدحم أمامها.

هذا الفندق هو أحد أفخم الفنادق في منتجع "برتو بانوس" في ماربيا، وقد اكتسب منذ سنوات سمعة طيبة بسبب طرازه القديم الرائع الذي جعله مرغوبا لنوع معين من النزلاء، ومنهم هي وأبوها.
لكن أعيد افتتاحه منذ مدة قصيرة بعد تجديد شامل له قام به أصحابه الجدد، فزاد سحرا وتألقا واختلف النزلاء عن قبل، وأصبحوا أقل تحفظا واعتدادا بمراكزهم الاجتماعية، ولكنها لم تشك لحظة في أن بإمكانهما دفع التكاليف الباهظة لإقامتهما.

وهذه الأيام لم تعد تسأل عن أسعار الأشياء وحسب، بل أصبحت تحسب في عقلها وقت العمل المطلوب منها لتجني المبلغ المنشود.

وفي الواقع أصبح المال أو نقصانه الآن هاجس كارولين، خصوصا أن منزل أسرتها تحول إلى غول نهم يلتهم كل المدخرات.

قطبت جبينها وهي تواصل البحث عن أبيها صاحب القامة الطويلة النحيلة بين ذلك الحشد من الناس الموجودين في الردهة، لكنه لم يكن بينهم، فهبطت الدرجات برشاقة تخفي توترها الداخلي، واتجهت إلى موظفة الاستعلامات لتسأل عما إذا كان ترك خبرا لها.

لكنها لم تجد خبرا، فسارت نحو مقصف الفندق يحدوها أمل واهٍ بإن يكون صادف شخصا يعرفه فاستغرقه الحديث، ونسي الوقت.
لكن أملها خاب مرة أخرى، وارتجف قلبها وهي تدرك أنه لم يبق أمامها سوى مكان واحد عليها أن تبحث عنه فيه.

اتجهت متجهمة الوجه، نحو السلم المؤدي إلى الطابق السفلي تحت الأرض. إن نزول هذه الدرجات يتطلب نوعا من الشجاعة ليس في إمكان أحد فهمها إلا إذا عرفها منذ سبع سنوات. وعندما وصلت إلى الأسفل ازداد ارتجافها، ذلك أن التغيير هنا لا يكاد يذكر.

وردهة الطابق السفلي مازلت على عهدها من الأناقة وحداثة الطراز، ومازالت فيها لوحة تشير إلى اليسار أي إلى اتجاه قاعة الألعاب الرياضية، وغرفة التجميل وبركة السباحة الداخلية.
البابان إلى اليمين مازالا موصدين كعهدهما دوما، ويتم ذلك لإخفاء ما يدور وراءهما عن الأعين الفضولية.
لكن اللافتة المعلقة فوق البابين واضحة، فإن كلمة "كازينو" مكتوبة عليها بأحرف ذهبية واضحة. وهذا مكان أبيها المفضل، المكان الذي تسير فيه الإثارة المتشنجة مع اليأس جنبا إلى جنب، وحيث تقليب الورق أو رمي الزهر أو إدارة العجلة القادرة على تدمير الإنسان.

إذا أذعن لنفسه الأمارة بالسوء، وذهب للبحث عن الإثارة، فهو إذا وراء هذين البابين، تنبأت بذلك وهي تتقدم مكرهة إلى الأمام.
-
سيخيب أملك.
قال ذلك الصوت الأجنبي النبرة ببطء.
استدارت بدهشة، وإذا بها تحدق في ذلك الغريب الذي كان معها في المصعد، الطويل الأسمر الوسيم، ومرة أخرى شعرت بالغثيان السابق لأنها رأته يشبه، بشكل غامض، لويس، العمر نفسه البنية نفسها واللون الأسباني الأسمر ذاته.
-
أرجو المعذرة؟
قالت ذلك وهي تفكر في أنها قابلت لويس للمرة الأولى في هذه الردهة بالذات، وكانت هي تتسكع مترددة بهذا الشكل بينما هو يبتسم لها، مثل هذا الرجل، الآن..
قال وهو يشير برأسه الأسود الشعر نحو الباب المغلق:" الكازينة لن يفتح قبل العاشرة..أبكرتِ جدا في المجيء.."

نظرت إلى ساعتها لتكتشف أنها التاسعة والربع فقط.جعلها شعورها بالراحة تبتسم للغريب بحرارة..لأن معنى هذا أن أباها ليس في الداخل، ليدمر مابقي لديها من أمل في إنقاذ منزلهما!
شعرت الآن بالذنب لعدم ثقتها بأبيها، ولغضبها منه ولسوء ظنها به، بينما هو لايبادلها المشاعر نفسها,

-
ربما يمكنني إقناعك بتناول فنجان من القهوة معا بانتظار أن يُفتح الكازينو أبوابه؟

احمر وجه كارولين لأنها أدركت أنه أساء تفسير ابتسامتها المفاجئة.والحديث معه الذي تجنبته في المصعد، عاد منتقما ذلك الانتقام الذي جعله يمنحها ابتسامة آسرة,

ولكن كارولين أجابته ببرودة:"أشكرك، فأنا هنا برفقة شخص"

ثم اتجهت عائدة إلى السلم.

-
هل هو أبوك السير إدوارد نيوبري؟

جعلها سؤاله تتوقف عن السير: " هل تعرف أبي؟"

-
لقد تعارفنا.

وابتسم ،لكن ابتسامته هذه جمدت دم كارولين، بدا وكأنه يعرف شيئاً لاتعرفه هي ويسخر من تلك المعرفة.
أو يسخر من أبيها، وقال:" لقد رأيته لتوي، كان يجتاز الردهة إلى المصاعد منذ دقائق فقط، وبدا مسرعاً".
وظهرت مرة أخرى ابتسامته الكسول الساخرة، فانزعجت وقالت بأدب: " شكراً لك على اطلاعك لي على هذا الخبر".

ثم أشاحت عنه مرة أخرى وذهلت عندما وضع أصابعه حول معصمها، متمتماً: "لاتسرعي بالذهاب، إنني حقا أريد التعرف إليك بشكل أفضل".

كان صوته بالغ الرقة، لكن قبضته كانت تنذرها بإنها إذا حاولت التخلص منها فستشتد أصابعه بشكب مؤلم.
لم يعجبها هذا الرجل، لم تعجبها وسامته الرقيقة ولاثقته بنفسه ولا ظرفه الظاهر في الوقت الذي يستعمل قوته لاحتجازها,

لم يعجبها أن يلمسها وارتابت في أنه كان يمشي في إثرها منذ تركت المصعد..كما لم تحب هذا الإحساس بالضعف الذي يتملكها نحو من هو أقوى منها ومن هو واثق من نفسه إلى حد الجرأة على إعاقتها بهذا الشكل.
-
دعني من فضلك.
اشتدت قبضته، فتسارعت خفقات قلبها وهو يقول: "ولكن إذا أنا تركتك تذهبين فلن تعلمي كيف تعرفت إلى أبيك، وربما الأهم من ذلك، إين تعرفت إليه,,".

-
أين؟

سألته وهي تعلم أنه يتعمد ابتزازها بهذه المعلومة.

-
تناولي معي فنجانا من القهوة، وسأخبرك.

لكن غريزتها حدثتها بأن تهرب منه.

تملكها الغضب، لأنه إذا ظن أنها قد تخضع لمثل هذا النوع من الإرغام على مرافقته، فهو مخطئ، فأجابت بلهجة بالغة البرودة: "لو كان أبي يظن أن تعارفكما شيء هام، لأخبرني بذلك بنفسه,والآن إذا سمحت!"

وشدت يدها من قبضته بعنف، ثم صعدت السلم بحزم دون النظر إلى الخلف، لكنها شعرت برجفة في داخلها، لأنها خشيت أن يلحق بها.وكان إحساس غير سار ذلك الذي لازمها أثناء صعودها السلم وعبورها الردهة المزدحمة قاصدة المصاعدة. ولم تشعر بالأمان إلا بعد أن تغلق عليها باب المصعد وحدها.

وكان معصمها يؤلمها،فنظرت إليه ولم تدهش حين رأت جلدها الرقيق يتورم. من ين تراه يكون؟ ومن هو بالنسبة إلى أبيها، مالذي جعله يعتقد بأن من الجائز له التطفل عليها بهذ الشكل؟

شعرت بقلق جعلها تتوجه رأسا إلى غرفة أبيها لتكتشف الأمر، ولكن بعدما قرعت الباب بعنف ثم فتحته، شعرت بخيبة أمل إذ بدا لها أنه كان هنا ثم خرج مرة أخرى.

وعلمت من طريقة إلقائه ملابسه على الأرض بشكل عشوائي أنه بدل ملابسه بسرعة قياسية.
هل فعل ذلك لكي يتجنبها؟ آه نعم..! كان يريد تجنبها,,وهذا لا يعني سوى شيء واحد.
لقد أفلت زمامه.

وفي نوبة غضب وقنوط، انحنت لتلقط بنطلونا كان ملقى على الأرض وعندما التقطته لتضعه على السرير، سقط شيء من أحد جيوبه وارتطم بحذائها، انحنت لتلتقطه وإذا بها تكتشف أنه مجموعة من الإيصالات أخذت تتصفحها بأصابع مرتجفة.

لم تتحرك بعد ذلك،ولم تتنفس، وبقيت لحظات طويلة عاجزة عن التفكير بشكل مترابط.ثم بدأت تفتش كل قطعة من ملابسه بهدوء يعبر عما يعتمل في أعماقها.

وبعد عشر دقائق، كانت تقف في منتصف غرفة أبيها، محدقة في الفضاء كتمثال من حجر، إنها هنا في "ماربيا" من أقل من أربع وعشرين ساعة، وأثناء ذلك، كما تقول الإيصالات، خسر أبوها مايقارب الألف جنيه.

** ** ** ** **

وقف لويس فازكيز بجانب نافذة غرفة المراقبة ذات التقنية العالية، ناظرا إلى أسفل،حيث أرض كازينو هذا الفندق الذي هو آخر مقتنياته في سلسلة فنادقه الفخمة.

لم يكن بمقدور أحد أن يراه من أسفل، كانت النافذة تسمح له بالنظر إلى الخارج، ولكنها لاتسمح لأحد بالنظر إلى الداخل. وخلفه،كانت المراقبة الحقيقية قائمة بواسطة شاشات تلفزيونية يراقبها موظفو الأمن عنده بأعين كأعين الصقور. وكانت النافذة مجرد وسيلة ثانوية يمكن بواسطتها مراقبة أرض الكازينو بشكل عام.

يفضل لويس تفحص الأرض بعينيه هكذا، وهي عادة تملكته عندما كان لايثق بما لايراه بنفسه.
والآن اختلفت الأمور.فهو لم يعد بحاجة إلى المخاطرة لكي يعيش إذ أصبح يملك الثروة والقوة وإحساس عميق باحترام الذات.

وقطب حاجبيه،فاحترام المرء لذاته لايكسبه احترام الآخرين بشكل آلي، إنه درس قاس تعلمه يوما، وينوي أن يعود إليه لمعالجته وتعديله بشكل أفضل.

كان هذا في الواقع مشروعه الأهم.

تقدم "فيتو مارتينيز" المسؤول عن أمن الفندق، ووقف بجانبه وقال"
"
لقد عادت إلى غرفتها وهو وصل لتوه إلى مقصف الكازينو".

-
هل هو متوتر؟

فأجاب فيتو: "إنه يدندن متوتراً لقد نضج وحان قطافه".
قال ذلك مثبتا بهذا التعبير، نشأته في شوارع نيويورك.

أومأ لويس فازكير ثم ابتعد عن النافذة وأساريره جامدة كالعادة، وهذا ليس غريبا على شخص مثله.
-
أخبرني عندما يأتي إلى الموائد.

قال ذلك ثم خرج من غرفة المراقبة بخطواته الواسعة الرشيقة، واجتاز جناحه الداخلي الخاص ذا الأرض المبلطة بالرخام الأسود والتبني اللون، واتجه إلى باب آخر دخل منه وأغلقه خلفه.

وفجأة ساد الصمت.
بينما كانت الغرفة الأخرى تعج بالحركة، انعكس الواقع في هذه الغرفة التي كان يُسمع فيها رنين سقوط الإبرة على السجادة التبنية السميكة، كانت غرفة مترفة، أثاثها عصري منجد بالجلد الأسود.

الغرفة شبيهة بصاحبها، وهي مثله لاتفصح عن شخصيتها الحقيقية، ما عدا تلك الصورة، في الإطار الأسود، المعلقة على الحائط خلف مكتب عريض أسود.
كانت الصورة بسيطة ككل شيء هنا. لاشيء فيها سوى تخطيط باهت لعقرب سام ملتصق على الخلفية البيضاء وذيله البشع المظهر ملتوي إلى أعلى، استعداداً للسع.

إن مجرد النظر إلى هذه الصورة يجمد الدم في العروق، مع أن كرسي لويس فازكيز تحت تلك الصورة المميتة، ولكنه ليس هو المهدد، وإنما أي شخص قد يدفع سوء حظه إلى الجلوس على الكرسي القائم في الجانب الآخر للمكتب.
في الصورة رسالة واضحة تقول: "اغدر بي، ألسعك".

إنها شخصيته وفلسفته في الحياة وشعاره. من زمان رافقته صورة العقرب الذهبي وكانت تزين كل مايشترك فيه لويس فزكيز، وذلك من أصبح أكثر حذقاً ودهاء. أما الآن فهو يحتفظ بهذه الصورة لأسباب شخصية فقط، من أجل تحذير أي شخص قدر له سوء حظه أن يُستدعى إلى هذه الغرفة الخاصة، تحذيره بأن لويس فازكيز الهادئ الرابط الجأش المعسول الكلام مازال في ذيله لسعة سامة.

لكنه، هذه الأيام أصبح أكثر حكمة بالنسبة إلى فلسفته الجديدة التي جعلته يمنح سلسلة فنادقه الفخمة المجددة، اسمها. ومنحته شهرة واسعة نظراً للخدمة الجيدة والراحة، التي أمنها لزبائنه في السنوات العشر الأخيرة.

لأن هذا كان "فندق الملاك"..ملاك الخير والصدق والحق.
لكن ذلك كان امتزاج السمو بالتفاهة ومثلا لما يمكن أن يفعله التسويق الجيد، لأنه في جميع فنادقه كازينوهات هي مغريات حقيقية، والإسراف الذي يستمتع به نزلاؤه الأثرياء أثناء اللعب، هو مجرد كسب إضافي له.

وربما كان "العقرب" أكثر صدقا في تمثيل شخصية لويس الحقيقية.
سار لويس ثم جلس تحت ذلك العقرب،الآن، وانحنى يفتح أحد أدراج المكتب بأصابع الطويلة الضامرة الرائعة الشكل التي تكشف المزيد عن شخصية صاحبها غير العادية بقوتها ورباطة جأشها، أصابعه هذه أخرجت من الدرج الشيء الوحيد الموجود فيه ووضعته على سطح المكتب.

كان ملفا جلدياً ثميناً ولكن ليس في مظهره أي سوء، ومع ذلك لم يفتحه مباشرة, وإنما اتكأ إلى الخلف في كرسيه وأخذ ينقر بأصابعه على المكتب، شارد الذهن، كانت ملامحه جامدة، كالعادة، فكل ماكان يجول في عقله الذكي اختفى تحت أهدابه السوداء التي تحجب عينيه عادة. تلك العينان الرائعتان البنيتا اللون اللتان لايُسبر غورهما، والمستقرتان في ذلك الوجه الآسر بوسامته, إنه أسباني الدم أميركي النشأة، ذو بشرة سمراء ذهبية دافئة تشير إلى أصله الأسباني، وذو وجنتين عاليتين، وأنف أقنى وذقن عريض وفم رائع الجمال.

ولكن كل هذه الملامح الحسنة تشكل وجها لرجل هادئ بارد..لرجل معروف أنه لايملك قلبا..أو-إذا شئنا الواقع-يملك قلب رياضي يمكنه أن يحتفظ بنبضات هادئة هي ضرورية لمداومة الأوكسجين في عقله الذكي مهما يكن مقدار الضغط الذي يرزح تحته.

توقفت أصابعه عن النقر على المكتب، وامتدت إلى الملف الجلدي تفتحه لتكشف عن رزمة مستندات في داخله.ثم أخذ يبحث بين الأوراق حتى وجد مايبحث عنه. أخرجه ثم نشره أمامه، وإذا به يجمد في مكانه وقد التمعت عيناه فجأة وهو ينظر إلى صورة ملونة لـ...كارولين.

إن جمالها غير عادي،لاشك ولا أحد قادر على إنكار ذلك: شعر بلون القمح الناضج يحيط بوجه هو من الرقة والكمال،بحيث لم ير لويس فازكيز مثله على الرغم من سنوات عمره الخمس والثلاثين،بشرتها الوردية الإنكليزية لاعيب فيها، وعينيها بلون البنفسج.. وأنفها صغير مستقيم كلاسيكي الشكل وكذلك ذقنها الرقيق التكوين.لكن الفم هو الذي أثار انتباه لويس.فقد كان ناعما مكتنزاً وردي اللون.. إنه وجه خُلق ليسلب عقول الرجال.
وكان لويس طبعا يعرف ذلك، ويعرف مدى تأثيره فيه هو نفسه..وقد صمم الآن أن يقترب منها من جديد فهو يريدها قربه..يريدها قربه..
ثقته بذلك جعلت ذلك اللهب في عينيه يعود إلى برودته العادية فقد لجأ إلى مزية أخرى من مزاياه القوية، وهي الصبر..كان هذا الرجل يتمتع بصبر غير محدود لكي بلغ هدفاً وضعه أمامه.
وهدفه التالي كان كارولين. وهو الآن متيقن أنها أصبحت بالنسبة إليه، ملك يمينه، وهذا الإيمان بنفسه هو الذي جعله يضع صورتها جانبا وينسى وجودها ليبدأ بقراءة بقية الأوراق في الملف.

كان أكثرها قوائم حسابات، إنذارات باستحقاق الدين، والاستيلاء على المرهونات من الأملاك. وأكثر الأشياء شؤما، هي القائمة الطويلة بديون القمار غير المدفوعة، القديمة منها والجديدة، أخذ يقرأ كلا منها بدورها، حافظا كل التفاصيل عن ظهر قلب قبل أن يضعها جانبا ويتناول التالية. لمع ضوء على المكتب، فجأة، فمد إصبع يضغط على زر هناك، قائلا: "نعم؟"

فقال فينو مارتينيز: "إنها تنزل إلى الأسفل، وهو يلعب بمبالغ كبيرة"
-
حسناً.
قال لويس ذلك ثم ضغط الزر مرة أخرى وساد السكون.

عاد انتباهه إلى الأوراق أمامه، فرفعها كلها، بما فيها الصورة الفوتوغرافية، ثم أعادها إلى الملف وأعاده إلى مكانه في الدرج. ثم وقف وغادر غرفة المكتب.
وعندما عاد إلى غرفة المراقبة، كان فيتو مارتينيز واقفا عند النافذة فوقف لويس بجانبه، تم تابع إيماءة فيتو نحو إحدى موائد الروليت.

طويلا لطيفا بالغ الوسامة بالنسبة إلى سنه، وبالغ الأناقة كعادته، كان السير إدوارد نيوبري يقامر,, وقد بدت ملامحه متوترة جدا,
تمكن لويس من تمييز مظهره بالضبط,,كان رجلا على وشك الانفجار بعدما وقع في الفخ. بدا الآن وكأنه على استعداد لبيع روحه للشيطان نفسه.
لقد نضج، حسب تعبير فيتو.

حول لويس اهتمامه بقسوة، وعدم دهشة، بعيدا عن السير إدوارد نبويري ناظراً، في الوقت المناسب كعادته دوماً، إلى المدخل، في اللحظة التي برزت فيها كارولين. لتجمد في هذه اللحظة كل شيء في داخله.
سبع سنوات منذ وقعت عيناه عليها للمرة الأخيرة.. ومع ذلك لم تتغير. الشعر، العينان، البشرة الرائعة، الثغر البديع الجمال بشفته العليا الرقيقة والسفلى الممتلئة. ولم يفقد قوامها الطويل الرشيق، الذي يبرز جماله ثوبها الأسود البالغ الأناقة، فتوته وصلابته. بهذا كانت تحدثه مشاعره التي التهبت، فجأة، بشكل لايمكن أن يلهبها سوى هذه المرأة التي تمثل نقطة ضعفه, إن رغبة هذا الولد غير الشرعي في امتلاك هذه الفتاة الارستقراطية النشأة أقوى مما يقدر على احتماله.. إن كل شيء فيها حتى اسمها، كارولين أورورا سيلاندين نيوبري,, كان غير عادي، لها شجرة عائلية تُقر ككتاب تاريخي، وثقافة لايحظى بمثلها إلا الصفوة من الناس، ومنزلا من الفخامة والروعة، بحيث يحسدها عليه أي ملك.

كانت هذه أوراق الاعتماد التي منحت آل نيوبري الحق في اعتبار أنفسهم من طبقة النبلاء، ولكي يكون المرء صالحاً حتى يقبلوه بينهم، عليه أن يكون شخصا غير عادي، على الأقل، حتى في هذه المرحلة، وهم راكعون مذله ولايمكنهم التدقيق في الاختيار، فنشأة المرء هي المقياس الذي يقيسون به ما إذا كان الشخص يستحق منهم الانتباه.

بدت كارولين بالغة الشحوب، فراح يراقب قلقها وهي تتفحص أنحاء الكازينو باحثة على أبيها المشاكس، كما بدت متوترة وغير مرتاحة لما يحيط بها، فهي لاتحب مثل هذه الأماكن.
لمحت أبيها عندما أخذت عجلة الروليت تدور، ورأى لويس جسمها يتصلب ووجهها الجميل يتوتر وأسنانها البيضاء تعض شفتها السفلى والقد المياس يمشي إلى الأمام.

انطبقت أسنانه بشدة خلف شفتيه وهو يراها تقف خلف أبيها على بعد خطوتين، تم تعقد أصابعها على بطنها وكأنها لاتعرف ماستفعل,

في الواقع، ودت كارولين لو تمسك بأبيها من رقبته من الخلف ثم تجره خارج هذا المكان، لكن نشأتها الراقية هي التي منعتها من ذلك، وكان لويس يعلم هذا، فعلى المرء فو قوانين المجتمع الراقي ألا يثور غضبا بشكل قبيح أمام الناس، مهما كان الوضع سيئا, حتى ولو كانت تعلم أن أموالها مستدانة وأن مايفعله أبوها جريمة,"اللون الأسود" وخسر السير إدوارد، كحاله منذ وصوله إلى ماربيا ليلة أمس.

وعندما أبدى الأب إشارة إحباط، بدا على الابنة الذبول.
-
بابا...

حتى لويس شعر بحذرها وخجلها وهي تضع يدها على كم أبيها محاولة أن تجعله يصغي إلى صوت العقل.
لا فائدة، كما رأى لويس, فقد جن الرجل تقريبا بحمى المقامرة، وحين تتملك الحمى المقامر، لايكون الشفاء سريعاً،فليس بإمكان السير إدوارد أن يتوقف الآن حتى لو خسر قميصه، أو ماهو أكثر من ذلك.
وهذا (الأكثر) هو ماكان يريد لويس.

بعدما أجفل السير إدوارد مدهوشا, وألقى نظرة شعور بالذنب من فوق كتفه، عادت إليه شراسته..تلفظ بشيء ما ونفض يد ابنته عن ذراعه لكي يتمكن من وضع كدسة أخرى من الفيشات، على المائدة.كل ما استطاعت كارولين عمله هو الوقوف والنظر إلى خمسة آلاف جنيه تتأرجح حتى تستقر الكرة على أحد اللونين الأحمر والأسود. "الأسود" وخسر السير إدوارد مرة أخرى.

ومرة أخرى حاولت كارولين أن تمنعه، ومرة أخرى دفعها جانبا بفظاظة. هذه المرة فقط وجد لويس يديه تنقبضان إلى جانبيه لأنه لمح بريق الدموع في عينيها الجميلتين اللتين كانت تديرهما في أنحاء الكازينو الزدحم باحثة عن عون حيث لايمكن وجوده.

ثم ودون إنذار، رفعت بصرها فجأة إلى غرفة المراقبة فاستقر عليه بدقة خطفت أنفاسه.
بقي لويس جامدا، كان يعلم أنها لاتستطيع رؤيته فهذ الزجاج لايسمح بذلك أبدا، ومع هذا,,
تملكته رجفة خفيفة في لحظة فقد فيها الشعور بكيانه وأخذ يحدق مباشرة في تينك العينين الرائعتين المتألقتين بالدموع، شعر بالاختناق وانقبض قلبه.وعندما ارتجف ثغرها الصغير بيأس بالغ ارسل في جسده رعشة كهربائية.

تمتم فيتو بجانبه بهدوء: " لقد ربح"

رأى لويس من زاوية عينه تجاوب السير إدوارد نيوبري، وهو يرفع قبضته في الهواء منتصرا. لكن انتباهه بقي مركزا على كارولين، التي بقيت واقفة تنظر بفتور وكأن الربح والخسارة سيان بالنسبة إليها.

استدار فجأة قائلا لفيتو: " سأنزل إلى الأسفل، تأكد أن كل شيء جاهز عندما نترك هذا المكان".

وعندما ابتعد، لم ينبئ صوته ولا حركاته عن شيء من المشاعر المتفجرة التي استحوذت عليه.
-
نعم!
استدار السير إدوارد مسرورا وأخذ ابنته بين ذراعيه,
-
ربحنا مرتين، ياحبيبتي! مرتان أخريان ونطير في السماء.

لكنه كان يطير فعلاً، فقد كان تألق عينيه مخيفاً، فتوسلت إليه كارولين: "أرجوك ياأبي، توقف الان عن اللعب مادمت ربحت، هذا,,," جنون، كانت على وشك أن تقول هذا.

لكنه قاطعها: "يالك من مفسدة للبهجة! إنها ليلة حظنا،ألا ترين ذلك؟"

وتركها وعاد إلى طاولة الروليت حيث أخذ الموظف يجمع له أرباحه ليدفعها إليه، فقال له: "ضعها في العجلة"
ولم يكن أمام كارولين إلا أن تظر بعجز إلى كل بنس ربحه وهو يوضع في دورة واحدة من عجلة الروليت.
احتشدت مجموعة حول المائدة، وتلاشت تمتماتهم المتحمسة عندما أخذت العجلة بالدوران، توقفت كارولين عن التنفس والتصق لسانها بحلقها الجاف كالورق وراحت ترقب الكرة العاجية تؤدي رقصة الحظ.

كان الغضب والثورة يجيشان في قلبها، لكنها اعتادت عد إظهار ثورات الغضب أمام الناس. ولأن أباها يعرف هذا السلاح، فقد كان سعيدا باستعماله ضدها.في مثل هذه اللحظات كان يعتمد على حسن تصرفها ويترك لنفسه حرية التصرف الشنيع.

ماكان أكثر وعودة المخلصة..فكرت في ذلك هازئة وهي تراقب، بعينين جامدتين، العجلة التي بدأت تتباطأ، وما أكثر الأسابيع والشهور والسنوات التي علمتها الثقة بأي شيء يقوله ماهي إلا طريقة لمواجهة المصائب.

لقد تبعت من ذلك، أنهكها الحرب والشجار على حساب كل شيء آخر في حياتها، وتملكها شعور مفزع بأنها لن تتمكن هذه المرة من الصفح عنه لما فعله بها مرة أخرى.


لكنها،حاليا، لن تستطيع إلا أن تتفرج. إنها فريسة لأسوأ كابوس وأين؟ في هذا المكان من العالم حيث الكوابيس مطلقة الأعنة, هذا المكان هذا الفندق .. هذا الكازينو التعس القذر. لم يعد ينقصها الآن إن يظهر لويس فازكيز أمامها فيتم الكابوس.

وإذا بشخص يقف خلفها مباشرة. شعرت بأنفاسه الحارة تداعب رقبتها.شعرت بذلك مع أن اهتمامها مركز على تلك الكرة الصغيرة المعذبة في تقافزها الماجن من لون إلى لون.

إضافة إلى غضبها وثورتها كان هناك التوتر والترقب الذي كان الإثارة الحقيقية، والجنون الفعلي. إن ذلك الغضب وتلك الثورة وهذا التوتر والترقب كان يتغلغل فيها كxxxx سام لايستطبع أحد مقاومته.
-
نعم!
اخترق صفير أبيها المنتصر طبلة أذنها كقرع مئات الطبول، وهتف الحشد حوله يشاركونه بهجة وحظه الحسن، لكن كارولين بدت ذاوية كزهرة تموت. كان قلبها يتخبط بحيرة في أعماقها, شعرت بالغثيان، بالدوار. ولابد أنها ترنحت قليلا لأن ذراعاُ تسللت لتحيط بخصرها تسندها. والدليل على مقدار الضعف الذي تشعر به هو أنها تركت تلك الذراع تستندها إلى الجسد الصلب المتين الواقف خلفها.

كانت تفكر بذهن متبلد أنها لن تستطيع منعه الآن. وهو لن يرضى إلا بعد أن يخسر كل ماربحه لتوه. وأكثر، فهي لاتعتبره ربحاً الآن، لأن الربح ليس الرغبة الحقيقية التي تدفع شخصا مثله إلى المقامرة، كان الأمر ببساطة رغبة ترغمه على اللعب مهما كانت النتيجة.

سرت في كيانها رجفة جعلتها تشعر فجأة تستند إلى رجل غريب. توترت وهي تبتعد قليلا واستدارت ومازالت ذراعه تحيط بها، لتتمتم بأدب بارد: "شكراً ، لكنني..."

تجمدت الكلمات وتوقفت عن التنفس ووقفت تحدق في عيني شيطان سوداوين مألوفتين لديها، عينين أوقعتاها داخل عالم مرفوض.

قال يحييها بنعومة: "مرحباً، ياكارولين".

** ** ** **


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:53 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني - عودة الماضي

قفز قلبها من مكانه، ثم أخذ يخفق بعنف.
-
لويس...

هتفت بذلك من بين شفتين بالكاد استطاعتا الحركة، لا... هتف بذلك عقلها..إنها هلوسات..إذ تحلم به صاعدا من أعماق مخاوفها..لأن هذا المكان وجنون أبيها هما مترادفان في عقلها مع هذا الرجل..(لا...)
قالت ذلك مستنكرة بصوت مرتفع.

-
آسف،ولكن..نعم.

أجابها بذلك هازلا بجفاء.لكن هذا الهزل لم يصل إلى ظلمة عينيه،إذ بدأت الغرفة تظلم حولها وتحولت الصدمة في نفسها إلى ذعر مؤلم.

-
اتركني من فضلك.
قالت ذلك وهي ترتجف، متلهفة إلى الابتعاد عنه بعض الشيء لتتمكن من مواجهة الأمر.
-
طبعا.

أبعد يديه عنها على الفور، ولسبب غريب، وجدت نفسها تقارن بين موافقته الفورية هذه، وعدم الاكتراث البالغ الذي أظهره ذلك الغريب في الطابق السفلي عندما طلبت منه الشيء نفسه.
ذلك كان رجلا ذكرها بلويس..رجلا لم يعجبها منذ النظرة الأول، بينما لويس..

وقال ونظره مركز على ماكان يجري خلفها:"أرى الحظ بجانب أبيك"
-"
أحقا؟"
سألته ذلك بارتياب جعل نظراته تعود إلى وجهها.

لكن كارولين لم تعد تستطيع النظر إليه، إن ذلك يؤلمها،لأن لويس يمثل كل ماتحتقره في رجل، التسلط، الكيد،الخداع،الخيانة.

تملكتها فجأة مرارة غمرت كيانها، أرادت أن تبتعد عنه، ولكن، في اللحظة نفسها، بدا الحشد يفعها، متلهفين لتهنئة أبيها، إظهارا لسرورهم برؤية واحد منهم يهزم الكازينو، عادت ذراع لويس تحيط بها تحميها هذه المرة من دفع الناس لها. وجدت كارولين نفسها مضغوطة إلى جسمه بشكل جعلها تتمنى الموت على ذلك.

تصاعدت دقات قلبها وتسارعت أنفاسها، كان ذلك فظيعا. فقد تدفقت الذكريات إلى ذهنها. لقد تحابا ذات يوم، تحابا كثيرا. وها هما الآن هنا، فقد حشرهما الحشد الذي حولهما معا. جاعلا من ذلك أسوأ عقاب يمنيها به القدر بسبب غبائها في الموافقة على العودة إلى هنا.

قالت بلهجة لاذعة ساخرة:" أما زلت تقامر لتعيش، يالويس؟ لا أدري ماالذي ستفعله هيئة الإدارة إذا علموا أن لديهم، في ناديهم، مقامرا محترفا"
ضاقت عيناه السوداوان،ولأنها كانت مرغمة على الالتصاق به، فقد شعرت بجسده بتوتر..ثم سألها بحذر:"هل هذا تهديد مبطن منك؟"

أهو كذلك حقا؟
سألت كارولين نفسها، مدركة أن كل مايلزم لذلك هو كلمة هادئة لهيئة الإدارة، فيخرجوا لويس بهدوء حازم من هذا المكان، ولكن..

-
كان هذا مجرد سؤال.

وتنهدت عالمة بأن ليس لها الحق في انتقاد لويس فأبوها يماثله سوءا.
أجاب:"إذن، الرد على سؤالك هو..لا فأنا لست هنا للعب"
لكنها لم تكن تصغي إليه.فقد خطرت لها فكرة مفاجئة، فكرة جعلت قلبها يقفز في صدرها. فتمتمت بسرعة: "لويس..إذا تحدثت بهدوء إلى مجلس الإدارة بشأن أبي، فهل سيمنعونه من الاستمرام في المقامرة؟"
فقال هازئا:"ولم يمنعونه؟ هو ليس محترفا، بل مجرد رجل تحولت رذيلته إلى هاجس"

أكملت تقول وهي ترتجف:"هاجس انتحاري"

أخذت يده التي على ظهرها تمر عليه برفق. والأسوأ أنه لم يقل شيئا، كان يعرف أباها.. يعرفه جيدا جدا.
شد ما أكره هذا !

همست بذلك، متمنية لو كان بإمكانها أن تبتعد متظاهرة بعدم حدوث شيء.لكنها لم تستطع، وبشكل ما، بطريقة ما، عليها أن تحاول وضع حد لهذا الجنون من أبيها قبل أن يدمرهما تماما.

قال لويس:"أتريدين أن أوقفه عن اللعب؟"

رفعت بصرها إليه بلهفة:"وهل يمكنك ذلك؟"

أجابها بأن رفع بصره إلى حيث كان أبوها يخرج من بين حشد المهنئين.

ثم قال له :"سير إدوارد"

كان هذا كل شيء، لم يرفع صوته، ولم تتضمن لهجته أي تحد، وإنما مجرد كلمتين هادئتين ولكن كان لهما تأثير كبير إذ توقف بسببهما طنين الإثارة الذي يسود المكان.

كما وقف شعر رأس كارولين وهي ترى أباها يستدير. وفي لحظات الصمت المتوتر الطويلة، شعرت بالصدمة التي تملكت أباها. لكن استفاقته منها كانت سريعة.فقال ببطء: "حسنا، إذا لم يكن هذا لويس..فهي مفاجأة.."

ثقافته في كلية"إينون"، نشأته بطريقة تجعله شاعرا بأهميته على الدوام، وهكذا كانت لهجة السير نيوبري الملوكية مزيجا من التهكم والتنازل جعل ابنته تجفل.لكن لويس لم يجفل وإنما ابتسم ساخرا بجفاء، وهو يقول موافقا: " إنها مفاجأة حقا، أن نلتقي بعد سبعة أعوام، وفي الوقت نفسه والمكان نفسه".
أضاف أبوها بجفاء:"لابد أنه القدر"

والقدر على وشك تغطية ذلك..بهذا أخذت كارولين تفكر.

تابع لويس قائلا:" أرى أنك محظوظ هذه الليلة، فقد أفرغت صندوق مدير اللعبة، أليس كذلك؟"
-
ليس تماما، لكنني سأتمكن من ذلك.

بدا صوتها أبيها، فجأة، منتعشا نشيطا. فاستدارة كارولين بين ذراعي لويس لترى بنفسها تألق عيني أبيها، لكنها رأت رأت أيضا الاعتداد الصبياني بالنفس وهو وهو ينظر إلى وجهها. كان يعلم جيدا مقدار خذلانه لها هذه الليلة، لكن التمرد كان يبدو عليه.

وهذا ماجعل قلبها يتحطم يأسا.

سأله لويس:"كم استطعت أن تربح حتى الآن؟"

لكن السير إدوارد لم يهتم حتى بإلقاء نظرة على أرباحه، فقال:" تعلم أن عد الأرباح يجذب النحس، يالويس"

-
إذا كنت تشعر بأنك محظوظ حقا، مارأيك في اللعب معي؟ فتضع جميع ربحك في دورة العجلة التالية، فإذا أنت ربحت، سأضاعف المبلغ ثم ألاعبك بالمبلغ كله في البوكر، هل يعجبك ذلك؟

أضاف ذلك يستحثه، متجاهلا شهقة احتجاج كارولين.

بدا الفضول على المستمعين، وجمدت كارولين مكانها. هل يسمي لويس هذا (إيقاف عن اللعب؟). لم تشعر قط بمثل هذه الخيانة. بما في ذلك آخر مرة خان فيها لويس ثقتها به.

-
لا

همست بذلك وعيناها تتوسلان إلى أبيها بألا يطيع لويس. لكنه لم يعد يشعر حتى بوجودها، وكانت تعلم بالضبط ماكان يقوم به. فقد كان مشغولا بعد أرباحه في ذهنه ثم مضاعفتها مرة بعد أخرى، ليلعب مع لويس بلعبة تدرك هي مقدار مهارة لويس فيها.

-
ولم لا؟

لقد قبل التحدي.وعندما حدقت ابنته فيه بذعر،استدار إلى مدير اللعبة قائلا ببرودة:"فلنبدأ"
وعادت العجلة إلى الدوران.

وكانت كارولين تشعر بلويس خلفها وهو يراقب الأمور من فوق رأسها. بينما وقف أبوها أمامها، هادئا ظاهريا. وقد بدا عليه عدم الاكتراث البالغ بالنتيجة النهائية، ومع أن حياتهما متعلقة بذلك..بدا كأن كل الموجودين في الكازينو قد وقفوا حول المائدة جامدين حابسي الأنفاس يراقبون نتيجة اللعبة. لم يكن بينهم شخص يعتقد بـن بإمكان السير إدوارد أن يربح إذا راهن على اللون الأحمر نفسه للمرة الرابعة. خصوصا كارولين التي قالت للويس وهي تخلص نفسها منه: " لن أصفح عنك قط لهذا الأمر".

تركها تذهب، لكنه بقي واقفا خلفها مباشرة. ثم وقفا كلآخرين يراقبان العجلة وهي تتباطأ، ناظرين إلى تلك الكرة التعسة وهي تتقافز من لون إلى آخر.

وكان هذا أسوأ هذاب عاشته.أدركت أنه ما كان لهما أن يحضرا إلى هنا.لقد دأبت على القول لأبيها مرة بعد أخرى بأن "ماربيا" عي آخر مكان على الأرض عليهما أن يبحثا فيه عن الخلاص،لمنه لم يصغ إليها. كان بائسا، والرجل البائس يقوم بأعمال طائشة، وكل ماقاله لها: "ليس أمامنا خيار! فالشركة الممولة التي اشترت كل ديوننا مركزها في ماربيا، وقد رفضوا الحديث معنا إلا إذا ذهبنا بنفسنا. لذا علينا الذهاب إلى هناك، كارولين"

-"
وديونك في القمار؟ أتراهم وضعوا أيديهم الجشعة على كل تلك أيضا؟

احمر وجهه حينذاك لشعوره بالذنب، وقال بشراسة كعادته كلما واجهه أحدهم بعدم كفاءته:"هل تريدين المساعدة في وضع حد لهذا المأزق الذي نحن فيه أم لا؟"

وكانت تريد ذلك ولكن ليس بهذه الطريقة، ليس بالمقامرة بكل ما يملكونه بوضعه على عجلة الروليت الغبية.
عاد رأسها يدور، وتسرب الدم من رأسها ببطء وكأن تلك العجلة المتباطئة تعتصره، ثم إذا بذلك يتوقف فجأة.وساد القاعة صمت شامل حتى قال السير إدوارد بهدوء بالغ: " إنها لي، كما أظن".

ودون أن تنطق كارولين بحرف، سارت مبتعدة تاركة الشجار ينفجر خلفها.

كم تراه ربح؟ لم تعلم. متى سيلاعب لويس؟ لم تكن تهتم، حتى الآن، بالنسبة إليها هذا الأمر التعيس كله قد انتهى حقا. لقد نالت مافيه الكفاية وأكثر، ولن تضع قدمها في مكان كهذا قط، بعد الآن.

وليس هذا فحسب إذ كانت تشعر بالاشمئزاز من نفسها لاقتناعها بالمجيء إلى هنا. كان عليها أن تعلم أنه لايستطيع الوفاء بالوعد. كان عليها أن تعلم أنه لايهتم حقا لما يحدث لهما مادام يحصل على متعته.

انغلق باب الكازينو الدوار خلفها، أما هي فسارت نحو السلم بعينين متألقتين وفم متوتر وجسم متخشب ناوية الذهاب إلى جناحهما لكنها أدركت فجأة أن ليس بإمكانها أن تفعل هذا، لا تستطيع أن تعود إلى هناك تنتظر الحلقة الأخيرة في تنقيب أبيها عن دمارهما الكلي، ودون تفكير، وجدت قدميها تتجهان، عبر الردهة نحو الباب المواجه للكازينو.

توقعت أن تجد غرفة بركة السباحة مقفلة في هذا الوقت من الليل لكنها لم تكن كذلك. رغم أن الأضواء كانت خفيفة إلى أدنى حد، وهكذا كانت البركة نفسها مضاءة، ولا أحد بجانبها.
خلعت حذاءها ثم ثوبها، ووضعتهما على كرسي قريب، ثم غاصت في المياه.

لماذا فعلت هذا؟ لاتدري. فهي لم تهتم بأنها غاصت مرتدية ملابسها الداخلية وجوربيها.. أخذت فقط تغوص في الماء وتعلو كشخص يريد أن يفوز بميدالية.

كانت تؤدي دورتها الأخيرة في السباحة عندما رأت لويس جالسا على كرسي بجانب الكرسي الذي وضعت عليه ثوبها، نظرت إليه ببرودة بالغة وهي تتابع السباحة, وكان موجودا بعدما قامت بجولتها السادسة في الماء، وبقي حتى جولتها الثامنة، ثم العاشرة ولكن التعب حل بها أخيرا وأخذت تلهث فتوقفت لتتنفي. وضعت ذراعيها متصالبتين على حافة البركة، ثم أسندت جبينها عليهما وبقيت بهذا الشكل حتى خف لهاثها.

سألها بهدوء: " هل يشعرك هذا بالتحسن؟"
-
لا
أجابت بذلك، لترفع وجهها أخيرا وتنظر إليه: "وهل تشعر أنت بذلك إذ تتفرج علي؟"

فأجاب ببساطة:" إنك ترتدين من الملابس أكثر مما ترتديه معظم النساء اللواني يسبحن في هذه البركة".

-
لكن السيد المهذب ينسحب بأدب ما أن يرى الفرق.

-
ونحن كلانا يعلم إنني لست سيدا مهذبا.

وابتسم

أتراها استدرجته للاعتراف بذلك؟ نعم. لقد فعلت هذا.وسرها أن تجعل لويس يعترف بحقيقته.
-
أين أبي؟

-يعد أرباحه، كما أتصور.
وهز كتفيه بعدم اكتراث.

-
هل أنت مستعدة للخروج من الماء، أم تراك تريدين مني أن أخلع ملابسي وأنضم إليك؟

-
بل سأخرج.

قررت ذلك على الفور، حتى دون أن تفكر في أن قوله هذا قد يكون خداعا، خبرتها السابقة بهذا الرجل الخطر، جعلتها واثقة من أنه لن يتوانى عن النزول إلى المسبح لينضم إليها.

ولم تكن تريد بأي شكل، أن ترى لويس فازكيز على مقربة منها. أخذت تفكر بذلك عابسة وهي تسبح مقتربة من درجات الصعود.

وعندما نهضت واقفة، كان لويس ينتظرها بمنشفة كبيرة بيضاء. أما من أين أتى بها فهذا مالم تعرفه كارولين, ووجدت مرة أخرى أنها لاتهتم بذلك، بدا أن عقلها قد أضرب عن الاهتمام بشيء.

وهكذا صعدت الدرجات وتناولت المنشفة منه بهدوء وشكرته بأدب وبنبرة لاتعبر عن شيء.
لاحظ غياب المشاعر عن وجهها، فقال:"إنك هادئة جدا".
لفت جسدها بالمنشفة، قائلة:" أنا أكرهك وأحتقرك، هل هذا ينفع؟"

ثم انحنت تعصر شعرها.

قال عابسا:"هذه بداية.هل تريدين منشفة أخرى لتجفيف شعرك؟"

أخذت تمشط بأصابعها خصلات شعرها، ثم ألقت رأسها إلى أعلى تبعد خصلة شعر عن وجععا. كانت السباحة قد محت معظم زينةوجهها ولم يبق منها إلا الكحل حول عينيها فبدتا وكأنهما ملوثتان بالسخام في وجهها الناصع البياض.

قالت:"لا أريد منك شيئا يالويس، لأن فكرتك عن العظاء هي أن تقطع اليد التي تمتد إليك".

فقال داسا يديه في جيبي بنطلونه:"آه,,هل اليد التي قطعتها هي يدك؟"

لم تشأ الحديث عن ذلك، وهكذا ابتعدت عنه لتأخذ ثوبها عن الكرسي ثم اتجهت نحو الباب، قائلة ببرودة:"أنا ذاهبة إلى غرفتي.وداعا يالويس وددت لو أقول إن رؤيتك مرة أخرى شيء حسن، ولكنه سيكون كذبا، ولهذا لن أزعج نفسي...."

قال متكاسلا:" ألم تنسي شيئا؟"

وقفت ثم التفتت عابسة حائرة..فما زال واقفا مكانه طويلا رشيقا فائق الوسامة بسمرته الجذابة التي تجعل قلب أي فتاة يهفو إليه.

وهفا قلب كارولين إليه، هي أيضا.فاحتقرت نفسها لتأثرها به وهي التي تعرف حقيقته.

-مازال حذاؤك ومحفظتك هنا.

أشار إليها بلطف، ثم سار ليحضرهما لها. سبق أن ألقت ألكيس على على الكرسي ورفست حذاءها تحته بعدم اكتراث.

ناولها حذاءها ممسكا برباطيه، فتناولته متوترة الشفتين ولكن عندما أرادت أن تأخذ محفظتها، وضعها لويس في جيب سترته. فأمرته بقولها:"أعدها إلي، أرجوك"

لكنه ابتسم لها فقط بكسل وسخرية:"كأنك بهذه اللهجة المتكلفة، مديرة مدرستي"

-
وما أدراك بذلك؟ ألم تخبرني يوما أنك لم تذهب إلى المدرسة إلا نادرا؟"

ضحك برقة راضيا، ولكن كان في لهجته شيء ما وهو يضيف قائلا:
"
آه، عرفت بعض النساء من ذوات الظهور المتصلبة والأعين الباردة"

ذكرها هذا على الفور بكل المؤسسات الخيرية التي عاش فيها في طفولته. وتصورت فجأة صبيا أسبانيا صغيرا وحيدا، أسود الشعر والعينين، تعلم، حتى وهو في التاسعة، كيف يعتمد على نفسه لكي يعيش.
كم من الأسرار تبادلاها في ذلك الصيف الحار منذ سبعة أعوام؟ وهل كل ماأخبرها به كان حقيقيا؟ وكم من الكلمات استخدم ليكسب عطفها في الوقت نفسه الذي كان فيه يسلب أباها أمواله باللعب معه؟

-
لماذا هذا العبوس؟

سألها بذلك بصوت أبح وهو يدنو منها بشكل مقلق. فطرفت بجفنيها ورفعت بصرها إليه, فوجدته مستندا إلى الباب. كانت نيته في أعاقتهاعن الخروج واضحة وهذا دفع كارولين إلى توخي الحذر.
-
أريد المحفظة من فضلك، لويس.

طلبت ذلك بإلحاح، متجاهلة سؤاله ومدت يدها التي كان حذاؤها متدليا من أصابعها.فتمتم يقول متجاهلا بدوره لهجتها الآمرة ويدها الممدوة:"أتعلمين أن عينيك تصبحان رماديتين عندما تغضبين؟"

سرت الإثارة في دمها، فكررت قولها:"محفظتي من فضلك"

منحها ابتسامة حركت مشاعرها.
-
وفمك يتوتر، و . .

فقالت بحدة:"كف عن هذه الحركات الصبيانية"

-
ومثيرة . .







أطلقت زفرة مقصودا بها تبديد ضيقها، ولكنها بدت فقط مشحونة بالمشاعر. وبدأت أصابعها الممدودة إليه ترتجف فسارعت تسوي بها المنشفة الملتفة حولها، وقالت:"سأصاب بالبرد إن بقيت هنا واقفة بهذ الشكل".

وأخذت ترتجف فعلا، رافضة التفكير في ما إذا كان السبب البرد أو شيء آخر. وهذا السبب مهما كان، شغله عن إغاظتها لها، فاستقام في وقفته بسرعة وخلع سترته ووضعها حول كتفيها المبللتين.

شهامته الغريبة هذه أوهنت دفاعاتها، فاغروقت عيناها بالدموع وقالت ضارعة:"لا تشاركه اللعب لويس".
قال وهو يأخذ منها ثوبها وحذاءها:" أعطيني هذا وأدخلي ذراعيك في الكمين وانزعي المنشفة المبتلة هذه . . "

هذا يعني أنه يرفض الإصغاء إليها، وتملكها اليأس وأطاعته دون تفكير، دافعة ذراعيها في كمي سترته، شعرته بدفء البطانة الحريرية على جلدها الرطب البارد، وغمرتها رائحته فجأة. وقالت بصوت مختنق:
"
ظننتك ستساعدني، ولكن مافعلته هو جعل الأمور أسوأ فأسوأ".

-
الجنون يتجاوب فقط مع جنون أشد منه. الطريقة الوحيدة لمنعه الليلة من الاستمرار في المقامرة، هي إعطاؤه سببا جيدا للتوقف، وهكذا سنلعب خلال ساعة، بعيدا عن الفندق، لأنني لست . . .

قاطعته كارولين مادة يديها تضغط بهما على صدره بضراعة وألم:
"
أرجوك لاتفعل هذا! كيف يمكنك أن تفعل هذا بي مرة أخرى؟"

لكن لويس لم يصغ إليها، بل كان يحدق في يديها الضاغطتين على صدره، ثم مد يديه يغطي بهما يديها، وإذا بها تشعر فجأة بحرارة جسده وقوة عضلاته وخفقات قلبه القوية تحت ذلك كله.

هذا القلب الذي كانت تعلم كيف كان يخرج عن طوره عندما ضمها إليه.
جف حلقها، فقد عادت المشاعر تحتدم بينهما. وتحركت يداه تاركة يديها ليشدها إليه وتلامس جسداهما، وصدرت عن كارولين شهقة:
-
لا . .

تأوهت عندما جرؤت على النظر إلى عينيه الملتهبتين، لكنه لم يجب، لقد فات الأوان على كل حال، لأنه أخذ الآن يعانقها . . يعانقها كعاشق . . يعانقها بعنف وعمق كادت تتحطم معه.

فكرت والدموع في عينيها، في أنها افتقدته حقا . . افتقدت مقدار تأثر أحدهما في الآخر . . وتحركت أصابعها من فوق قميصه إلى وجهه تتلمس تقاطيعه, فتجاوب هو بزفرة شدد من احتضانها بشكل انطلقت معه حواسها.

كانت تعلم أن هذا جنونـ لكنها في هذه اللحظات القصيرة، أدركت أن لويس هو لها، وأنها تمتلكه. فإذا قالت له : مت لأجلي يالويس، فسيموت.

ولكن الأهم والأغرب أنها هي أيضا مستعدة للموت من أجله.
-
لويس . .
همست بذلك في أذنه، وكان لهذا الصوت الهامس الرقيق تأثير بالغ فيه.

وسخرت من نفسها . . ذلك أن لويس هو نقطة ضعفها، كما القمار نقطة ضعف أبيها، فالإدمان على شيء يدوم العمر بطوله، قد ينقطع الشخص سنوات عما أدمن عليه ولكن هذا سرعان ماينفجر لدى أقل رشفة. وكانت هي ترتشف الآن ما أدمنت عليه . .

لقد أيقظ عناقه في أعماقها حبا هجع طويلا في عقلها الباطني فهو أول شخص أحبته بل هو الأول والأخير . . الرجل الذي لم تحب سواه، الرجل القادر على سلبها روحها إذا أراد، إنه حبيبها الوحيد , , ولكنها تمنت ألا يشعر بما تشعر به . . وألا يدرك أن تجاوبها القوي هذا دليل على أنه الرجل الوحيد الذي أحبته.

نسيت في خضم هذه المشاعر أنه الرجل الذي دمرها ذات يوم، وغدر بها بشكل لم تستطع الشفاء منه. لم يعد يهمها أبوها. وماسيقدم عليه، ولم يعد يهمها أن لويس قد يغدر بها مرة أخرى.

كانت في الواقع، من الضياع بحيث لم تفهم معنى القرع على باب قاعة البركة الذي تصاعد، حتى استقام لويس فجأة ثم سار ومازال يحتضنها نحو الباب بشقه.

أخذت تشعر بالذعر من قوة العاطفة والمشاعر التي تجمع بينهما، سبع سنوات مرت على فراقهما وهاهما يلتقيان ويتدفقان شوقا إلى بعضهما بعضا وكأنهما جائعان وقعا على وليمة.

بدا لها هذا عملا من البذاءة والعار، وهذا ماجعلها تدس وجهها في كتف لويس خجلا، داعية إلى الله ألا يكون الطارق أباها.

قال صوت لم تسمعه من قبل بلهجة أمريكية كلويس:"كل شيء جاهز أمامك نصف ساعة".
-
لا بأس.

قال لويس ذلك بخشونة ثم عاد يغلق الباب بسرعة، ثم أبعدها عنه بحزم صدمها.

لم تدرك ماحدث إلا بعد لحظات. ولكن ماهي إلا نظرة واحدة إلى وجهه الجامد البارد، حتى أدركت أن الرجل المحموم العواطف الذي كانت تعانقه ، قد عاد فجأة عدوها.

سألته متوترة:"ماهو الجاهز؟"
فأجاب:"وماذا تظنين؟"

أدركت أنه يعني لعبه مع أبيها، حتى بعدما عانقها بذاك الشغف، ما زال يريد أن يلعب معه.
-
خذي . .
وانحنى يلتقط ثوبها الذي سقط من يدها
-
ارتدي هذا، فقد جف جسدك. فأمامنا عمل ولايمكنك الخروج من هنا بهذا الشكل.
عاد يضع سترته على كتفيه العريضتين غير عابئ بأحاسيسها وهي تقف أمامه شاعرة بنفسها ذليلة رخيصة.

بدلا من تلك العواطف المحمومة، وقفت الآن وقد تملكها برودة الثلج لشدة الرعب، صعد الغثيان إلى حلقها، ماجعلها ترغم نفسها على ابتلاع ريقها عدة مرات قبل أن تستطيع الكلام.
-
أكرهك.
همست بذلك، فكان جوابه: "لا أظنك تكرهينني بالقدر الذي تريدين".

شعرت بنفسها تتحطم،لأن ماقاله حقيقة صارخة.
وقف ينظر بينما أخذت تسوي ثوبها. وكان التوتر بينهما مرعبا، لم يحاول أي منهما أن ينظر في عيني الآخر، لم يحاول أي منهما الكلام بعد ما قالاه أخيرا.

عندما وقفت أخيرا جامدة، ما يعني أنها أنهت كل ما عليها عمله في هذه الظروف، فتح هو الباب، ثم وقف جانبا متجهم الوجه كي تمر أمامه إلى ردهة الطابق السفلي.

كان الغريب الذي سبق وصادفته في المصعد واقفا يتحدث إلى أحد المستخدمين، وعندما ظهرا رفع بصره إليهما ثم انتبه حالا.
لم تلحظ كارولين، فقد كانت مشغولة بمقاومة الشعور الذي تملكها عندما وضع لويس يده على ظهرها وهو يرافقها على السلم.

لم تشأ أن يلمسها الآن ولم تشأ أن يكون لويس بجانبها، كانت قامتها منتصبة ورأسها عاليا، لكن عينيها كانتا لاتريان، وفي داخلها كانت تشعر بالموت.
وفي اللحظة التي وصلا فيها إلى الردهة الرئيسية العليا، سارت مبتعدة عنه.
-
إلى أين تذهبين؟
سارت خطوتين ثم وقفت دون أن تلتفت.

-
إذا كنت تريد تدمير أبي للمرة الثانية، يمكنك ذلك لأنني لا أستطيع منعك، ولكن ليس علي أن أتفرج عليك.
فعاد يسير نحوها: "لكننا لم ننته بعد"

ومد يده يمسك بيدها وسار بها بصمت نحو باب مكتوب عليه (خاص) انفتح بشكب سحري عندما اقتربا منه.
قطبت جبينها إذ لم تفهم مايجري، ووجدت نفسها داخل ردهة أخرى مبلطة برخام أسود وتبني اللون، ثم قادها إلى باب آخر فتحه بيده هذه المرة، مشيرا إليها أن تتقدمه إلى الداخل، ثم أغلق الباب خلفهما بهدوء.

كان هذا مكتبا، كما رأت كارولين . . مكتبا بالغ الأناقة باللونين الأسود والتبني.
-
ماهذا المكان؟
فسار متجها إلى المكتب حيث جلس خلفه وانحنى يفتح درجا فيه.
-
إنه مكتبي.
فأخذت تنظر في أنحاء الغرفة : "أتعني . . أنك تعمل هنا؟"

فأجاب بهدوء: " أعمل هنا وأعيش هنا . ."
ووضع ملفا جلديا ثقيلا على المكتب أمامه : "فهذا فندقي، يا كارولين"


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:54 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث: امرأة بين نارين

فندقه ..؟ وهزت كارولين رأسها، ثم قالت:
-
ولكن هذا أحد مجموعة فنادق "الملاك".
و"مجموعة الملاك" ضخمة.لم تشتهر لما تملكه من فنادق فخمة في أنحاء العالم وحسب، بل لأنها تملك مصالح أكثر أهمية على شكل صفقات واتفاقيات دولية.

رفع رأسه ونظر إليها، فعم قلبها الذعر، ذلك أن "مجموعة الملاك" اقتنت حديثا مصرفا في لندن تتعامل أسرة نيوبري معه كثيرا . . أخيرا ظهرت لها الحقيقة، فهمست :"آه، ياإلهي، هل أنت الذي استدعانا إلى ماربيا من أجل الديون"

لم يُجب ولم يكن بحاجة إلى ذلك فالاثبات مكتوب على وجهه، ولم تستطع هي سوى الوقوف لترى كل صورة نسجتها في خيالها عن لويس فازكيز، تتصدع ببطء ثم تتحطم أمامها حتى لم تعد ترى فيه لويس الحبيب أو حتى لويس المخادع القاسي الذي احتال ليسلب أباها عشرات الألوف من الجنيهات.

همست بضعف:"ماالذي تريده؟"
أخذت تفكر في أن لويس الحاذق المتمرس البارد كالثلج قد ارتفع عاليا في العالم،أما هي وأبوها فانحدرا إلى القاع.

-
أريد منك أن تجلسي فليس لدينا وقت كافٍ، والآن بعدما فهمت سبب وجودك هنا فلنبدأ العمل. . . .
العمل ، غمرتها هذه الكلمة بموجة باردة، وعندما تقدمت نحوه على ساقين مرتجفتين لتجلس على كرسي أمامه، جلس لويس وفتح الملف، ثم أخرج منه ورقة دفعها باتجاهها.

-
أخبرني إذا كنت توافقين على ماهو مكتوب هنا.
جاهدت لتركز ذهنها فقلبها يكاد يتوقف لثقل ماستراه أمامها، مدت يداً مرتجفة تجذب الورقة ترغم نفسها على القراءة.

كانت قائمة دقيقة للغاية تحصي كل قرش يدينان به، إضافة إلى مبالغ كثيرة،كثيرة لاتعرفها.. لكنها لا تشك في مصدقيتها لأنها ترى أسماء كل الأماكن التي كان أبوها يزورها في لندن مكتوبة أمامها.

الرقم الأخير كان مفزعا إلى حد أنها اقشعرت عند رؤيته، وقالت بصوت خافت :"هل لي بجرعة ماء، من فضلك؟"
نهض لويس بصمت، ثم أحضر لها كأس من ماء فيه ثلج وضعه أمامها، ثم عاد إلى كرسيه، أما هي فرفعت الكوب ترشف منه، وتقول:" لا يمكننا أن ندفع لك دينك هذا..يالويس..ليس كله على كل حال"

-
أعلم هذا.
رشفت مزيدا من الماء قبل أن تستطيع المتابعة:"إذا رفضت ملاعبته الليلة، فيسكفي المال الذي ربحه في الكازينو، والمبلغ الذي أملكه لسداد قسم صغير من هذا"
ولكن ليس كله.. أضافت ذلك لنفسها بصمت وكآبة.

-
اللعبة المخطط لها..وهذه الديون موضوعان منفصلان، وأنا لا أمزج العمل بالمتعة، كارولين، هل تفهمينني؟
تفهم؟ لا لم تفهم، وصرخت وهي تلقي القائمة عليه.

-
ولكن لدينا وسائل ترد بها قسما من هذا المبلغ،يالويس,, وأنت تريد أن تلعب القمار من أجل متعة جهنمية، فأين حس العمل في هذا؟

لم يتنازل لويس بالنظر إلى القائمة التي انزلقت على المكتب لتستقر في حجره بل كا وجهه جامدا وهو يسألها:" من أين حصلت على ذلك المبلغ الخاص بك؟"

-
لا شأن لك بهذا.
تمتمت بذلك ثم وقفت وسارت مبتعدة عن المكتب.

-
إذا كنت تأخذين من شخص لتدفعي لشخص آخر، فهذا يجعل الدين أسوأ وليس أفضل.

قالت كارهة:"ورثت مالا عن أمي"
-
لا ، لم ترثي.
-
ماذا؟
والتفتت إليه، ورأت في عينيه علمه بالحقيقة.

-
أموال أمك ذهبت منذ سنوات سدادا لدين، وبعد ذلك أمضيت أنت الأعوام القليلة التالية في بيع أملاك الأسرة قسما بعد آخر، حتى لم يتبق لديكم سوى القليل مما يستحق البيع، ثم جاءت فترة هادئة تحسن فيها سلوك أبيك مدة سنتين,, أو هذا ما اعتقدته أنت، وعندما ابتدأ كل شيء مرة أخرى، عدت لفرز قطع أرض واقعة في أطراف مزرعة الأسرة بعتها لرجال أعمال أثرياء كانوا يبحثون عن أماكن يبنون بيوتا للمتقاعدين, لكن المجلس التشريعي منع ذلك أخيرا محافظة على التراث الريفي أو شيء كهذا, فماذا بقي لديك للبيع، كارولين؟ بيت الأجداد، وهو مرهون؟ أم مابقي من ميراث الأسرة.. الذي أصبح ملك المصرف على الورق أقل؟ أو ربما تفكرين في سداد ديني من العمولة التافهة التي تتقاضينها من مصممي الديكور الداخلي في لندن، الذي يطلبون معرفتك بالفنون الجمالية وتذوقها للبحث عن قطع فنية يزينون بها بيوت زبائنهم الأغنياء.

شعرت وكأنها سحقت على الأرض بمطرقة خشبية، لم تشعر في حياتها قط بمثل هذا الهوان.
-
وماذا بعد ذلك، ياكارولين.
وزاد في سحقها بصوته القاسي.
-
ماذا بقي لديك ليرضي اي مصرف له عليك دين بحجم ديونك؟ ربما نفسك؟ هل تفكرين في عرض نفسك كمومس لمن يدفع أكثر؟ وبذلك يستمر بابا في مزاولة هوايته المدمن عليها لأنه لا يستطيع منع نفسه؟

-
كفى! أقفل فمك . . أقفل فمك!
واختنق صوتها ولم تستطع أن تسمع المزيد، وأخذ وجهها يسحب، ومعنوياتها تتحطم وراحت تحدق ببلادة وعدم فهم لسبب قسوته هذه.

-
ماأدراك بكل هذا؟ من أين حصلت على معلوماتك؟ منذ متى وأنت تجمع هذا .. الملف عني؟
وأشارت بيد مرتجفة إلى الملف الذي أمامه.

-
يمكن شراء المعلومات في أي وقت وفي أي مكان مادام بالإمكان دفع النقود ثمنا لذلك.

-
وهل يعطيك هذا الحق في التجسس على حياتي؟ لماذا يالويس؟ لماذا؟ ماالذي اخطأت به بحقك وجعلك تلاحقني بهذا الشكل؟ أنت الذي استخدمني وجعلنني أتعلق بك.. يوما بعد يوما في الوقت الذي كنت تعمل على المقامرة مع أبي، هل تذكر؟
لكن نضج صوتها بالألم.

قال:"لا أريد الحديث عن ذلك"
ثم وقف فجأة..متوتراً..مثلها..غاضباً ..مثلها..ومليئا بالمرارة.. مثلها..

قالت بازدراء بالغ:"آه! عندما وصل الأمر إلى أخظائك، لم تعد تريد التحدث عنها، لكنك سجلت بكل سرور أخطائي وعيوبي..حتى جعلك حقدك تدعوني مومساً"

-
أنا جعلت هذه الصفة خياراً لك وليس حقيقة واقعة.

قال ذلك يصحح كلامها لكن الشحوب كسا وجهه فعلمت كارولين أنها مست وترا حساسا في مكان ما من روحه القاسية.

-
كلانا يعلم من منا باع نفسه مقابل الذهب، لويس..تعلم أنك سعيت إلي لأتعلق بك حتى أنسى أبي فلا أراقبه!

-
حسناً، دعينا ننه هذا الأمر.
واستدار حول المكتب متجها نحوها، أرادن أن تتراجع، لكنها ل تستطع لأنه وقف أمامها والوعيد على ملامحه.

-
تظنين أنني بعت نفسي مقابل الذهب منذ سبع سنوات.

أدركت كارولين أنها مست هذا الوتر الحساس فيه، إذ تابع يقول: " فلنر إذن من منا يمكنه الغوص في الأعماق، هذه المرة هاي هي الاتفاقية، كارولين، إما أن تأخذيها أو تدعيها، ابقي عندي الليلة ولك ألا ألعب مع أبيك"

تبقى عنده؟ إنه محظوظ لأنها لم تصفعه! وقالت باشمئزاز: " حسنا، إن لم يكن هذا هو مزج المتعة بالعمل، فماذا يكون؟"

-
لا، لا بل هذا يدعى مزج المتعة بالمتعة.
كان يبتسم ، هذا الشيطان الأسود القلب.

-
اذهب إلى الجحيم.
وارتدت على عقبيها تبغي الخروج بأسرع ماتستطيع.

فقال لها بسرعة: "ما إن تفتحي الباب، حتى تبطل هذه الاتفاقية"

جمدت خطواتها لكن خفقان قلبها استمر مندفعا! ثم استدارت تواجهه، ولم يكن لويس بحاجة إلى الكلام لكي يعلم بماذا كانت تفكر. وقال ساخرا يهز كتفيه: " لكل شخص ثمن، ياكارولين، وأنا أريد أن أتأكد فقط من ثمنك,, هذا كل شيء . ."

فقالت بصوت خافت :"لن أصفح عنك قط لهذا"

فسألها بنعومة: "هل تحاولين بهذا القول أن تخبريني بأن البقاء معي يؤلمك؟"

استحالت البرودة في جسدها إلى حرارة .. حرارة وضيق .. بعدما استجاب له قلبها قرب بركة السباحة بتلك القوة، لم تعد تستطيع الادعاء بأن البقاء معه يزعجها.

ومض ضوء فجأة على جهاز التخاطب الداخلي على المكتب، فأنقذ كارولين من اضطرارها إلى اتخاذ أسوأ قرار في حياتها.

عاد لويس إلى مكتبه وجلس على كرسيه ثم ضغط زر الجهاز، مجيبا :"نعم؟"
فجاء الصوت العميق نفسه الذي سمعته من باب قاعة بركة السباحة: "حان وقت ذهابنا"
ضاقت عيناه وهو ينظر إلى كارولين مفكرا، غجأة أخذت ترتعش فأسرعت تلتمس الجلوس على أقرب كرسي إليها، تعثرت وهي تتجه نحوها. وأثناء جلوسها كان يقول: " بعد دقيقتين، يافيتو . . "

ثم قطع الاتصال.

الأحداث والصدمات التي توالت عليها والقلق البالغ حطمها في داخلها، فأخذت تحدق عاجزة في لويس وأدركت أنه كان ينتظر منها النطق بالموافقة.

حولت تظرتها بعيدا، شاعرة بطعنة ألم في صدرها لأنها لم تستطع احتمال النظر إليه والنطق بكلمة الموافقة.
عند ذلك فقط رأتها . . فشهقت قائلة : "آه ياإلهي"

فقد لاحظت للتو صورة العقرب الزاحف على الجدار خلفه، كانت الصورة نابضة بالحياة إلى حد جعلها تتراجع إلى الخلف في كرسيها متجنبة إياه، بحركة غريزية.

-
لويس . . هذا شيء شنيع.

قال باسما : "لكنه فعال"

حينئذٍ تذكرت أنه أخبرها يوما بأن أول عمل قام به هو امتلاكه ناديا ليلياً في نيويورك يُسمى -كما قال ساخراً- العقرب وهو نادٍ اشتراه من صديق قديم أرغمه تدهور صحته على التماس حياة أهدأ، وفي غضون سنتين باع لويس بمبلغ ساعده على اتخاذ وجهة جديدة في الحياة. وتذكرت عندما قال لها راضيا حينذاك: "ومنذ ذلك الحين ، لم أشعر بحاجة إلى النظر إلى الخلف"

ويبدو أنه أبقى على هذه العقرب كذكرى حسنة ولحنين ولكن أيمكن أن يكون سبب ذلك شيء غير الحنين؟ هل هو تحذير أن لهذا الرجل الأسمر المجرب جانباً آخر في شخصيته هو أشبه بسم العقرب؟

عادت تنظر إلى لويس فرأته يراقبها بالتواء ساخر في فمه وكأنه يعرف ما تفكر فيه ويسره ذلك، فتمتمت وهي ترتجف: "العقرب يلسع ضحاياه بذكاء واستقامة يالويس وماتعرضه علي لا يدل على ذكاء واستقامة"
-
وما أهمية الذكاء والاستقامة لشخصين تجمعهما كل هذه المشاعر القوية المحتدمة.

وابتسم وهو يغلق الملف ويعيده إلى الدرج ثم يقف قائلا:"حسنا . . فلنخرج"
فلنخرج؟ فقالت باحتجاج وحذر: "لكنني لم أوافق بعد على عرضك"

قال وهو يتقدم نحوها: "قرري فيما بعد، ليس لدينا وقت حاليا للكلام في هذا الأمر"

ووجدته يرفعها بحزم لتقف.في هذه اللحظة أدركت أن خياراتها تضاءلت وأن الوقت انتهى، وماهي إلا ثوان حتى رافقها بصمت من الغرفة إلى الخارج حيث العتمة الهادئة الدافئة.

كانت سيارة "بي..أم..دبليو" فخمة تهدر أمام المدخل، فتح لويس الباب الخلفي ثم ساعدها على الدخول قبل أن يدور ويصعد على الناحية الأخرى من السيارة. وما أن انغلق الباب حتى تحركت السيارة يقودها رجل كان مختفيا خلف زجاج غير شفاف.

-
إلى أين سنذهب؟
-
سترين.

كان الوقت متأخرا، ولكن من خلال نافذة السيارة الجانبية، رأت المنتجع حافلا بالناس المستمتعين بزيارة أحد أماكن ماربيا الأنيقة.
مضت أعوام منذ أن كانت تفعل مثلهم، حين كانت خالية البال، سنوات وسنوات من ضبط النفس ومراقبة ابيها،لأنها كانت تعلم أن لا أحد غيرها سيراقبه.
-
إنه بخير، فلا تقلقي عيه.
تمتم لويس بذلك وكأنه يقرأ افكارها.

أطلقت ضحكة هازئة، منذ متى لم تقلق على والدها؟ لقد كان في عنفوانه شابا ضليعا منحلا فلم يغيره الزواج، وإن كانت تظن . . أو ترجو أنه كان مخلصا لأمها.

لا،حدثت نفسها بحزم بأن أباها لم يكن رجلا عابثا، نعم، كان مقامرا محتالا، لكنه أحب أمها، وعندما ماتت فقط، عادت إليه نقاط ضعفه الماضية ناشدا بذلك نسيانها أو هذا ماكان في البداية، على الأقل..أما الآن..؟ ولم تبحث عن جواب لهذا السؤال، لأنها تعرفه.

أخذت السيارة بالصعود نحو فيلا ريفية خاصة، ميزت كارولين المنطقة لأنها تعرف كثيرين ممن يملكون بيوتا صيفية هنا، كان هذا ملعبها، المكان الذي أمضت فيه عطلاتها الصيفية، لاهية خالية البال، بعيدا عن قيود مدرستها الداخلية، كان لديها أصدقاء هنا بقدر ماكان لديها في وطنها حينذاك، أما الآن فلا تكاد تتذكر واحدا منهم، ولايمكنها سوى الارتجاف لذكرى زيارتها الأخيرة المشؤومة إلى ماربيا.

انعطفت السيارة فجأة إلى اليمين داخلة من بوابة مفتوحة صعودا على طريق خاص نحو فيلا خاصة ريفية الطراز بُنيت على سهل مستو يمتد يمينا وشمالا حول مدخل له قنطرة حجرية ادت بهم إلى ساحة.
حالما توقفت السيارة أما مدخل واسع مهيب، خرج لويس منها ودار ليفتح لها الباب لتنزل.

-
ماهذا المكان؟
سألته هذا وهي تنظر إلى الجدران البيضاء المغطاة بالنباتات المتسللة التي كانت تحيط بهم الآن، ولكن ماجذب انتباهها حقا كانت السيارات المتوقفة هنا,,السيارات تعني الناس، والناس تعني ...

هتفت مذعورة عندما أمسك بيدها وأخذها إلى الداخل والداً المدخل:
"
لويس ماالذي يجري هنا؟"







قال: "حفلة"
تساءلت كارولين عما إذا فقدت عقلها، ألم يكفه ماأساء إليها في هذه الأمسية حتى يجرها ببساطة إلى حفلة.

قالت رافضة دون أن تتحرك من مكانها: "لا سبيل إلى ذلك لا أريد الذهاب إلى حفلة وخصوصا الذهاب بهذا. . . المنظر"

استدار ينظر إليها، وفجأة التهبت عيناه، وقال بصوت أجش : "تبدين مثيرة"

مثيرة؟ وكادت تضحك عليه، ثم قالت متهكمة: "هذه أحسن كذبة علي حتى الآن. كنت أسبح منذ قليل وشعري أشعث وليس على وجهي أي زينة"

ابتسم قائلا:"أرى هذا . ."

شتت ابتسامته أفكارها، لأن هذا هو لويس الحقيقي القديم، الرجل الذي اعتاد أن يبتسم لها بهذا الشكل قبل سبع سنوات . . في ذلك الوقت كانت مستعدة لقطع لسان أي شخص يحاول أن يخبرها بأنه كان يستغفلها.

أوهنت هذه الذكريات عزيمتها , , وجعلتها ترغب في التخلي عن الحذر وفي مبادلته ابتسامته . . أرادت أن تعود كارولين القديمة، حين كانت الحياة رائعة وكانت تظن نفسها خالية من كل هموم الحياة.

ارتعشت يدها في يده . . كردة فعل لتمنياتها الخفية، فاشتدت أصابعه على يدها وكأنه ظنها تحاول الهرب فحاول منعها.
-
لويس . .
قالت هذا ضارعة، مستجيبة لتلك اللمحة من ذلك الرجل الذي عرفته.

كانت كمن ينظر إلى نسيج حي يستحيل إلى حجر: "إذا كنت ستبدأين بالتضرع، فلا تفعلي. ابتعدنا كثيراً عن تلك المرحلة التي كان فعلك هذا ينفعك"

متى كانت تلك المرحلة بالضبط؟ لقد أجفلتها هذه الصفعة الكلامية بشكل لم تزعج نفسها بإخفائه. هل كان ذلك حين تعانقا عند بركة السباحة؟ والتوى فمها ساخرا لهذه الفكرة. لأن الرجل الذي عانقها بعاطفة لامثيل لها، تمالك نفسه بسرعة بالغة وأصبح أقوى من أن يضعف أمام أي شيء . . حتى أمام صوت تلك المرأة الضارعة التي كانت بين ذراعيه حينذاك.

أم في مكتبه عندما ذبحها بكلماته بكل قسوة وكفاءة؟ لم يكن ثمة مجال للضراعة . . لم يكن هناك مجال لأي شيء إلا المرارة والغض والألم و ..

وسألته: "أفهم من هذا أن المفاوضات انتهت؟"

أومأ باختصار: "كل ما أريده منك الآن هو مجرد نعم أو لا لما عرضته عليك"

-
أتعني ابتزازك؟
-
لا بأس ابتزازي.
وهز كتفيه دون اكتراث لتلاعبها بالألفاظ.

ثم أخذها إلى ردهة واسعة رخامية بمعظمها . . ثم اجتازا ممرين ضيقين إلى اليسار ثم اليمين، افترضت أنهما يصلان بين جناحي الفيلا المنفصلين، لكن لويس أخذها إلى إحدى الغرف بعد الممر الرئيسي مباشرة.وسألته: "لمن هذا المنزل؟ أريد فقط أن أعرف إلى ضيافة من سأسيء بقدومي إلى حفلته بهذا الشكل . . ."
أجاب: "لاحاجة بك إذن إلى التفكير في ذلك، مادمت أنا الذي ستسيئين إليه"

إنها ليلة حافلة بالصدمات، وهذه صدمة أخرى، وتذكرتلويس منذ سبع سنوات وهو يقول لها باسماً، إنه لايعيش في بيت، وإن البيوت بُنيت من أجل الأسرة وهو بلا أسرة. ويومذاك رأت الكآبة في عينيه وهو يقول ذلك، فأدركت أن الأمر يؤلمه في أعماقه.

هذه الذكرى جلبت معها سؤالاً آخر كاد ينسف عقلها نسفاُ، فقالت بصوت مختنق: "هل أنت متزوج الآن"
جعلها جوابه الذي كان قهقهة عالية تغفل عما كانت ستواجه.

أخذ قلبها يخفق بعنف دفعها إلى الشعور بالغثيان، كانت غرفة رائعة، مؤثثة بأجمل ماتمخض عنه الذوق الأسباني.
ولكن لم تكن الغرفة هي التي جعلتها تجمد في مكانها، أو حتى تحويل أكثر من عشرين شخصاً انتباههم إليهما . . بل أناقتهم البالغة التي جعلتها تنكمش متراجعة شبه مختفية خلف لويس، وهي ترفع أصابعها بخجل لتلمس خصلات شعرها الجاف.

لا، لم يملأها رعبهاً إداركها أنها تبدو وكأن لويس أخرجها للتو من البحر كعروس بحر ليحضرها إلى هنا مباشرة من باب التجديد والطرافة، بل مشهد مائدة خضراء تنتظر جاهزة على بعد ثلاث أقدام من حيث تقف، وبجانبها مدير اللعب الرزين الوجه وهو يعد الفيشات المختلفة الألوان وينظمها في أكداس متراصة على المائدة.
-
أين هو؟
همست بذلك وقد أدركت حقيقة ماجاء لويس لأجله إلى هنا.

لم يحاول حتى التظاهر بعد فهمه السؤال، فأجاب:"في إحدى غرف النوم، يرتاح قبل ابتداء السهرة"

ابتداء . . أخذت هذه الكلمة تتأرجح أمام حواسها المتجمدة ولم تكد عيناها الزجاجيتان تريان الناس المنتظرين، رغم وقوفعم بصمت وانتظار متوقعين أن يقدمها لويس إليهم.

لكن كارولين لم تشأ أن يقدمها إليهم، فقد شعرت بالغثيان وبتخبط مشاعرها، فهؤلاء ليسوا مقامرين.
حان وقت القرار،الآن قبل أن يسوء الوضع، ودون أن تفكر في ما هي موشكة على عمله، التفتت غليه بثبات ووقفت أمام لويس مباشرة.

همست مسندة وجهها إلى كتفه : "لابأس"

سألها مقطبة جبينه بحيرة: "لابأس بماذا؟"

أجابت وهي تقبض على كمه بأصابعها الباردة بعنف: "لابأس، أقبل عرضك الآن".

** ** ** ** **

abeer Abdel monem likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:55 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الرابع: صفعة الاحتقار

أوحى إليه توتره المفاجئ بأنها استطاعت أن تصدمه، لكنها لم تهتم لأنها أرادت فقط الخروج من هذه الغرفة وتريد أن يخرج أبوها منها هو أيضاً.
أمسك بكتفيها فجأة بيديه الصلبتين: "كارولين . ."

قاطعته بصوت مختنق وفمها يرتجف: "لا! أخبرتني بأن المفاوضات انتهت. أنت أردت جوابي، وهذا هو، فأخرجني من هنا"

تنهد وهو يشدد قبضتيه تم تمتم: "يالك من حمقاء!"
ثم قال لمن حوله ساخراً : " إني أعتذر، سأعالج أمراً مع مرافقتي، أرجو منكم أن تتابعوا استمتاعكم ريثما أذهب معها وأحاول تسوية الأمور بيننا قبل أن أعيدها إلى هنا"

دمدمة الدهشة والذعر المفاجئ التي أجابوه بها نزلت عليها كلسع السوط. وكان لويس يقابل ذلك بابتسامة من خلال أسنانه التي كان يصرف بها، رفع يديه عن كتفيها وأحاطهما، بدلا من ذلك بذراعه ثم سار معها متصلبة ومرتجفة الجسم، خارجا بها من الباب.

كان غاضبا منها غضبا شديدا لتسببها بذاك المشهد وكانت كارولين تعرف هذا ولكن لم يعد باليد حيلة. فما وافقت عليه يقبض على صدرها كقبضة من حديد تمنعها من النطق بكلمة واحدة تدافع بها عن نفسها.
جرها عابسا وكأنها طفلة يجرها أب حازم، اجتاز بها لويس الردهة إلى الممر المقابل حيث كان هناك باب مفتوح على غرفة فسيحة مفروشة بأناقة مماثلة للغرفة الأخرى.

انغلق الباب خلفهما، فوقفت كارولين أمامه عالية الرأس.
لم تستطع رؤية وجهه لأنه كان يدير ظهره إليها، لكنها رأت توتره، وشعرت بالسرور لأنها هزت اتزان لويس فازكيز الذي لايهزه شيء.

تحرك أخيرا، مخترقا الصمت بزفرة قوية قبل أن يخرج من جيب سترته محفظتها،ثم يلقيها على كرسي.
خلع سترته بعد ذلك ووضعها على السرير، كان قميصه الكتاني من رقة النسيج ماجعلها ترى سمره بشرته من خلاله، وكذلك عرض كتفيه وسمره عنقه فخفق قلبها، وجف حلقها، واشتدت القبضة الفولاذية حول صدرها، واستدار هو ينظر إليها مقوماً جاعلاً إياها تحبس أنفاسها.

لم تستطع أن تتكلم لشدة توترها . . لكنها ماكانت لتتكلم حتى ولو استطاعت, لقد كشفت كل مافي نفسها، ولم يبق عليه سوى أن يفعل هو الشيء نفسه.
-
لديك ربع ساعة لتقومي بكل مايلزم لتواجهي ضيوفي دون ذعر.

أذهلها قوله تماما، فلماذا هذا الغضب؟ أليس هو من اقترح عليها هذا العرض؟ فلماذا يبادر الآن إلى صفعة الاحتقار هذه.

لكن رأسها ازداد ارتفاعا، وبرقت عيناها البنفسجيتان تمردا أخفى مشاعرها.
-
لكنني لا أريد أن أواجه ضيوفك بأي شكل.
قال ببطء: " ومع ذلك، فهذا ماستفعلينه"
-
لا علاقة لهم بما نحن هنا لأجله!

لكن كل مافعله لويس هو السير نحو صف من خزائن الثياب الممتدة من الأرض إلى السقف. بينما تابعت بغضب وهي تلحق به: "ولكن ليس أصدقاؤك من ملأوني ذعراً، بل تلك المائدة الخضراء التي تنتظر هناك جاهزة لكي تزاول عليها عملك الشنيع في هدم أبي"

فقال وهو يفتح إحدى الخزائن: "مازلت تفترضين إذن أنني الرابح"
وقفت قائلة بصوت يرتجف: "سواء ربحت أم لا، فهذا لن يتم، ألم نتفق أن لاتلاعبه إذا قبلت عرضك؟ كان هذا العرض عرضك وقد قبلته أنا"

بعدما أخرج سترة عشاء أخرى، نظر إلى وجهها القلق المتمرد، ثم ابتسم تلك الابتسامة التي يمكن أن تجمد نهراً جارياً: "لقد سحبت الرهان"

قال ذلك بلطف وهو يرتدي سترته.
سألته متلعثمة وهي تنظر إليه بذهول: "لا . .لا أفهم . . ما . . ماذا تعني؟"
قال بعدم اكتراث: "سحبت الرهان وتغيرت الاتفاقية"
-
ولكن . .لكنك لاتستطيع هذا!"
نظر إليها ساخرا: "لم لا؟ هل ستمنعيني؟"

صرخت بارتباك بالغ:"ولكن . . سبق أو وافقتك عل اتفاقيتك الحقيرة تلك.ماالذي تريده مني غير ذلك يالويس؟"
-
آه هذا هو الأمر(الحقيرة)..لقد قررت ألا أطلب شيئا حقيرا.

وأخذ يتفحص ربطة عنقه أمام المرآة: "في الواقع،صفة (الحقارة) لا تناسب خطتي على الإطلاق، وهذا هو سبب تصميمي على سحب الرهان"

سألته بقنوط بالغ: "ماذا تريد إذن، بحق الإله؟"

فنظر إليها في المرآة، وعيناه السوداوان لاتعبران عن شيء، وهذا جعل كارولين تكف عن التنفس، منتظرة انتهاء هذا الصمت، ثم . . ثم أجابها بكلمة واحدة نسفت ذهنها: "الزواج"

ثوان، دقائق . . لم تعرف كارولين كم من الوقت مر عليها وهي تقف تحدق فيه، وكأنه علىكوكب وهي على كوكب آخر.
ثم أطلفت ضحكة مرتجفة: "أنت تمزح"

لكن هدوء البالغ، وملامحه الجادة للغاية أنبأها بأنه لايمزح، إنه يعني ذلك، الزواج، لويس يريد أن يتزوجها!

ودون كلمة استدارت متجهة إلى الباب، كانت تحدث نفسها بأن الأمر تجاوز الحد وطال أمده، وهي الآن . . .
وتسلل صوته خلفها برقة الأفعى: "لقد مثلنا هذا المشهد من قبل ياكارولين، ولكن يسرني تمثيله مرة أخرى إذا شئت . . فاخرجي إذن من هذا الباب، فألاعب أنا أباك الليلة على المائدة الخضراء"

تجمدت يدها على مقبض الباب، واستدارت إليه ببطء تم استندت إلى الباب خلفها، ونظرت منهزمة، إليه مستنداً إلى الخزانة المصنوعة من خشب الورد متصالب القدمين ويداه في جيبيه.

كان طويلا أسمرا وأكثر الرجال الذين قابلتهم في حياتها جاذبية، والثقة بالنفس تنضج من كل خلية في جسده المسترخي.
هذا الرجل الواثق من نفسه يخفي سبباً غامضاً لطلبه هذا.

سألته وهي تهتز: "يبدو أن لديك سبباً وجيهاً لهذا العرض؟"
-
نعم.

فتوتر فمها: "هل لي أن أعرف ماهو ذلك السبب؟"

أجاب: "ليس قبل أن توافقي على ذلك، وربما هذا غير كافٍ، إذ هو يعتمد على نوع الموافقة عليه"
قالت برقة بالغة وقد ابتدأت تغضب: "كيف تريد مني أن أوافق على ذلك؟"

فلاحت شبه ابتسامة على فمه: "حسناً، كلمة(نعم) تنفع كخطوة أولى، ولكن أن أسمعك تقولين نعم لأنك لاتتصورين حياتك بدوني، لأمر جميل جداً"

بما أن نسبة حدوث ذلك هي أقل من العدم، لم تزعج نفسها بالجواب على مايقول، بل قالت تسأله: "ومانسبة الحظ في أن تغير الاتفاقية قبل أن تنتهي مني؟"

هز رأسه: "أنتهي منك؟ في هذه الحالة، لايمكن أن أنتهي منك، قد أبدو رجلا أميركيا متحرراً، ولكن تذكري أنني أسباني، ولأنني أسباني فأنا أتزوج مرة واحدة في حياتي، زواجا لاافتراق فيه . .فضعي ذلك في حسابك عندما تقررين, إنني أريد حياتك ياكارولين، ولأنني رفعت فيمة الرهان، فلن أمتنع عن اللعب مع أبيك فقط هذه الليلة، بل سأوافق على دفع ديونه كلها، وأخلص منزلك من الرهن وأبقيه لك حتى نهاية حياتك، وسأستلم في الوقت نفسه منك وظيفة حراسة ومراقبة أبيك، هل هذا يُحسن هذه الاتفاقية قليلاً في نظرك؟"

يُحسنها، بل يجعلها إجبارية، وشعرت بهم جعل شعورها أرقب إلى الهزيمة . .

-
إذا كان هذا لمدى الحياة، فلماذا اخترتني أنا بالذات، إذن؟

وقطبت جبينها، متمنية لو تفهم مايجري، وكانت تعلم أن هناك شيئاً ما لايريد لويس الحديث عنه.
-
ولماذا لا أختارك؟ أنت رائعة الجمال؟ حسنة النشأة والتربية، يمكنك ان تزيني ذراع أي رجل.

قالت بمرارة:"بكلمة أخرى، تذكار نصر"

-
كما تشائين
لم يشأ مناقشتها في هذا الوصف المشبع بالاستخفاف

-
لكن الصدق يرغمني على أن أضيف أنني مازلت أرغب فيك بشكل جهنمي وإلا لما كنت تقفين هنا على الإطلاق صدقيني.

أجفلتها ابتسامته الجافة، لكنها استوعبت جيدا ماقاله، ومامعناه "احمدي ربك لأنني مازلت أرغب فيك،وإلا كنت الآن واقفة في مكان مختلف كليا تواجهين متاعب جمة"

قالت باختصار وبكل بساطة: "نعم..سأتزوجك"

لم يحاول لويس والحق يقال التبجح بانتصاره بل اكتفى بأن قال:
"
هذا حسن"

ثم استقام واقفا وتحول يفتح الدرج الأعلى.

وحين وقفت كارولين تنظر إليه، خيل إليها أنها تلحظ رجفة ضئيلة للغاية في يده ولكن عندما التفتت ورأته يحمل منديلا نظيفاً في يد ثابتة للغاية فهمت أنها كانت واهمة.

-
لديك الآن عشر دقائق لتحسني شعورك بشأن الاجتماع لضيوفنا.

قال ذلك بلهجة متملكة لم تغب عن ذهن كارولين: "الحمام خلف ذلك الباب، والملابس في الخزائن، لدي عدة اتصالات علي أن أنجزها"

ثم أخذ يسير نحوها وقد عاد لويس فازكيز الهادئ البارد الغامض الذي طالما ازدرى فكرة الضعف.

كانت تسد الباب الذي أراد المرور منه للقيام باتصالاته.لكن كارولين لم تشأ على الإطلاق أن تتنحى جانبا ولو مقدار إنش واحد لكي يمر.

وصل إليها، ثم وقف فأخذ قلبها يخفق، كان أطول منها، أعرض منها، وأشدد اسمراراً، كان يرهبه بشكل لم تشعر به من قبل أن تعرفه.

سألها ساخراً من عنادها: "هل هناك ماغفلنا عنه؟"
ابتلعت ريقها وقد تملكها توتر شديد قبل أن تقول مابذهنها.
-
ألم تؤلمني بما يكفي منذ سبع سنوات؟ فلماذا تستمر في انتقامك هذا الذي يبدو أنك تضمره لأسرتي؟
رفه يده يلمس خدها الشاحب فالتهبت بشرتها تحت أصابعه.
تمتم: "منذ سبع سنوات ماكنت بحاجة إلى إلقاء هذا السؤال"

-
منذ سبع سنوات ظننتك تحبني.لكنه لم يكن حباً، أليس كذلك يالويس؟ كنت مجردتسلية بين أمورك الجادة.
سألها بابتسامة غريبة: "هل هذا ماتظنينه؟"
-
بل هذا ما أعرفه.
مازالت حتى بعد مرور سبع سنوات تشعر بمرارة هذه المعرفة التي تنهش قلبها.

أحنى رأسه يضع شفتيه على أذنها، فتصلب جسمها، ثم همس بسخرية رقيقة مغرية: "كيف تطيقين إذن أن ألمسك؟"

قفزت جانبا مبتعدة عنه، شاعرة نحو نفسها بالكراهية ونحوه بازدراء لا تكاد تستطيع معه مواجهة مايضطرب في داخلها.

لم يقل لويس شيئاً، لكنه لم يكن بحاجة إلى ذلك . . إذ قابلها بإذلال وفتح الباب وتوارى خلفه.

وإذ تركها وحدها انهارت بضعف على أقرب كرسي، وسرعان ما شعرت بشيء تحتها، فسحبت يدها تسحب محفظتها.

وقفت ثم سارت نحو السرير حيث القى لويس سترته التي ما إن أمسكت بها حتى أحاطت بها رائحته، كانت عيناها جامدتين ولكن حواسها الأخرى مازالت تعمل بنشاط، فلمسها لهذه السترة كلمسها للويس نفسه، وكشمها إياه وشعورها وحاجتها إليه . . حاجتها إليه . . كانت السترة مبللة ولهذا على مايبدو استبدلها لويس . . كانت رطبة حول الكتفين لأنه وضعها حول كتفيها المبللتين.

صدرت عنها آهة هي، من الكآبة واليأس بحيث شعرت بالسرور لعدم وجود أحد يسمعها، سبع سنوات وهي تحبه , , سبع سنوات وهي تكرهه لكنه سبع ثوان حتى نبدأ بالقتال في معركة خاسرة ضد المشاعر التي يوقظها في نفسها.

كان ذلك فظيعا، كمواجهته لأكثر أسراها إظلاماً، ذلك إن الكراهية هي الجانب الآخر من الحب،، أليس هذا مايقوله الرومنطقيون؟ ماذا بقي لديها بعد هذا ليعزيها؟

تساءلت وهي تلقي الأشياء الثلاثة من يدها على السرير وتدير ظهرها لها.. إنها لا تعلم..ولاتظن أنها تريد أن تعلم.

الملابس التي أخبرها أنها ستجدها في الخزانة، كانت ملابسها هي، وذلك أظهر مقدار الثقة التي وضعها في هذا العمل، كان شديد الثقة في نفسه ومتأكدا أنه سينال مراده عاجلاً أم آجلاً.

والحقيقة أن كل ماأحضرته معها من ماربيا أصبح هنا، في هذه الخزانة .. وسرعان مااستولى القلق عليها .
أسرعت في تغيير ملابسها، وأمضت أقل من خمس دقائق في حمام حسن التجهيز، قبل ان تتبرج وتختار ماعليها أن ترتديه.

عاد لويس وهي تلبس حذاء عالياً، كانت خصلات شعرها الموازية لذقنها ناعمة لامعة، وزينة وجهها كاملةـ وثوبها الحريري قرمزي اللون.
هذه البساطة المثيرة التي أسبغها طراز الثوب عليها، جعلت عينا لويس تلمعان تحت أهدابه الكثيفة.
-
أنا معجب بك, لم أظن أن بإمكانك الانتهاء في هذا الوقت القصير.
لكنها نظرت إليه ببرودة:" ألم يستيقظ أبي بعد"

أجب ببطء متكاسلا: "إنه منتصف الليل تقريبا كارولين، وهو الوقت الذي ينام الناس فيه دون أن يفكروا في الاستيقاظ"
-
كما لايخرجون من الحفلة في مثل هذا الوقت الباكر.
ابتسم لتعنيفها المقتضب وقال: "أنا بومة أسهر الليل بطوله"
-
وكذلك هو، أين هو الآن؟
-
في المطبخ يلعب الورق مع الطاهي.
وعندما رأى ذعرها، قال غاضبا: "إنها مزحة بحق الله"
بعض المزاح مؤلم، تقدم لويس نحوها يمك بيدها: "إنه في الصالون الرئيسي يستمتع بصحبة الضيوف، هل لك أن تبتهجي"

تبتهج؟ سيطر عليها الغضب. كانت متعبة، منهكة فقد عاشت اليوم أسوأ ساعات حياتها.فكيف يطلب منها أن تبتهج.
همست:"لو كان لدي مثقب أوراق يستحق الرمي، لرشقتك به"

تنهد لويس تنهيدة عميقة وجذبها إليه، فبدا عليها الانزعاج لسمحاها له بضمها إلى صدره. وقال لها: "إنه على خير مايرام وسيبقى كذلك ما دمت أرعاه، أظنك فهمت ذلك"

-
إنه مدمن لويس يالويس، والمدمنون لايشفون بين ليلة وضحاها.
قال بهدوء: "أعلم هذا"
قالت بحدة: "هل يعلم بهذه الاتفاقية التي عقدناها لتونا؟"
-
يعلم أنك هنا معي، وهذا كل شيء تقريبا.

وهذا يعني أنه مازال أمامها مشكلة عليها مواجهتها، فكرت في ذلك بقلب مثقل، ثم خرجت من بين ذراعيه، فضاقت عيناه لأنه رأى جانب وجهها المرهق، لكنه لم يحاول تأخيرها, وبدلا من ذلك عاد إلى الباب حيث وقف عنده ينتظر منها أن توافيه. وانضكت هي إليه دون أن تنطق بكلمة وعندما سارا إلى الصالون الرئيسي، جنبا إلى جنب شعرت بالتوتر.

-
هل لي أن أعرف هؤلاء الناس قبل أن أقابلهم؟
سألته ذلك دون أمل كبير في تلقي الجواب.
-
هل أنت متوترة الأعصاب؟
-
نعم
-
لاحاجة بك لذلك إذن, لأنك ستقابلين أسرتي وليس عصابة مسلحة.

أسرته؟ ونظرت إليه بعدم تصديق: "لكنك أخبرتني مرة أن لا أسرة لديك"
ابتسم ابتسامته الغريبة تلك وقال: "هذا صحيح"
اقشعر جسدها وهي ترى وميض عينيه المفاجئ فقالت ببطء: "أراك غامضا كالعادة"
أجاب بابتسامة مختلفة: "إنه سلاحي السري"

لكنه ليس سلاحه الوحيد. فكرت في ذلك ويده حول خصرها بينما يده الأخرى على مقبض الباب. وكان للمسته سريان الكهرباء في كيانها فأجفلت.
جعلته ردة فعلها هذه يتوقف وجعلت ملامحه تقسو, وقال متجهم الوجه يقول: "تذكري من أنت وماذا تعنين لي عندما ندخل إليهم، من المهم جداً لي أن توحي بأنك عروس سعيدة لا عروس بالإكراه"

بقيت صامتة دون أن تنظر إليه. لكنها رفعت رأسها طائعة ورقت أساريرها عندما فتح باب الصالون الرئيسي.
أول ماتحولت عيناها إليه هو مائدة القمار الخضراء، فشعرت بالراحة لأنها رأتها الآن مغطاة بغطاء أبيض ووُضع عليها شراب الورد المثلج ووقف مدير اللعب الذي كان سابقا يرص الفيشات، يلمع الأكواب ببراعة اي نادل.

ثم نظرت إلى الغرفة التي تعج بالضيوف، فمن رأت فيهم وجوها غائمة بدوا الآن أشخاصاً أسبانيين.
أصالة وغطرسة، هاتان هما الصفتان الساخرتان اللتان تبادرتا إلى ذهنها وهي ترى الطريقة الذي ينظرون فيها إليها، وفكرت إن كانت صلة قرابة تربط هؤلاء بلويس؟ إن كان الأمر كذلك فهو إذن من سلالة نادرة للغاية. رأت بعضهم شاباً، وبعضهم عجوزاً، بعضهم فضوليا بشكل آخر، هو أمواج النفور والكراهية التي فاضت منهم، مع أنها أحست بهم يحاولون جهدهم لإخائفها.

أدركت أنهم لايحبون لويس . . قد يكونون هنا في بيتهـ يستمتعون بضيافته، لكنهم يكرهونه لسبب ما.
وهذا مازاد الوضع تشوشا.

ثم رأت أخيرا أباها، واقفا بعيداً قليلاً عن الآخرين ولايبدو عليه السرور أبدا، كان ينظر أمامه عاقدا الجبين ولم يزعج نفسه بالنظر إليهما، كما فعل الجميع عندما انفتح الباب.

علمت مايفكر فيه، إنه يفكر كيف يمكنه اللعب وكل هؤلاء حوله، فهذه هي طريقة تفكيره عندما يستولي عليه جنونه.

حسناً، إنه على وشك أن يتلقى مفاجأة سيئة نوعا ما! لقد تخلى عنها هذه الليلة، تخلى عنها كليا بحيث صعب عليها الصفح عنه هذه المرة.

هذه المرة؟ كم عدد (هذه المرات) التي مرت بهما في السنوات العشر الماضية؟
وكم عدد تلك التي ستحدث مستقبلا؟ عددها سيكون كبيرا على الرغم من وعود لويس.

ثم رأت امرأة بدينة نوعا ما، ترتدي ثوبا ملوكيا من الحرير القرمزي اللون، وقد انبرت لتخترق هذا الصمت بتعنيف متغطرس: "لويس، أنا أكبر من أن أحضر حفلات ساهرة، هل رأيت الساعة؟ هل أدركت مدى فظاظتك وأنت تجمعنا هنا تم تتركنا ننتظر مسراتك؟"

تمتم لويس وكأنه لم يلحظ الازدراء في لهجة المرأة المسنة: "المعذرة عمتي "بياتريس" لكنني كنت واثقا من أنك ماكنتي لترغبي في تفويت هذه الحفلة الخاصة بعدما تعرفين السبب"
سألته بفضول: " سبب . . أي سبب؟"

أجابها بلهجة ذات معنى، مدغدغا حواسهم بكلمات مختارة: "إنه احتفال، احتفال لحسن حظي"
في اللحظة التي قال فيها هذا، شعرت كارولين مرة أخرى، بذلك الضيق في صدرها، بسبب توقع ماسيحدث، نزلت يد لويس من ظهرها إلى خصرها، ولكنها لم تعرف ما إذا كان هذا دليلاً على التحذير أم الدعم، وفي هذه الأثناء ارتفع رأس أبيها وتسمرت عيناه بحدة على ابنتيه.

كان لويس يقل بجانبها: "أحضرتكم جميعاً إلى هما حسب تقاليد أسرة فازكيز لأعرفكم إلى الآنسة كارولين نيوبري، السيدة التي وعدتني بأن تكون عروسي . . و"الكونتيسة" العتيدة.."

بعد هذا البيان، صعب القول من هو الأكثر ذهولاً، أسرته أم كارولين ذاتها,, إذا كانت تترنح وقد فقدت اتزانها لسنعاها هذا الخبر: "كونتيسة" لويس العتيدة، يعني أنه هو "كونت"

خفق قلبها بعنف وعمت الصدمة كيانها، وعندما رفعت رأسها ونظرت، لم ترى سوى وجوهاً مطأطأة الهامات، كان هذا فظيعاً، الوضع كله كان فظيعا للغاية، ليس لها بل للويس، أليس عند أي واحد من هؤلاء القوم لكمة جميلة يقولها له؟ ألا يمكن لهم، أن يتظاهروا على الأقل، بالسرور لهذا الخبر؟

وهناك بعيداً عن الآخرين، كان أبوها جامد الوجه . . فقد فهم بسرعة ماحدث، فهو وإن كان غارقاً في ذاته معظم الوقت ليس غبياً أبداً، علم أن إعلان لويس عن زواجه بابنته، يعني أنها باعت نفسها له بثمن هو ديون أبيها.

-
لا.
رأت فمه يشكل كلمة الاستنكار هذه، فخنقتنها العبرة، فجأة انبرى صوت واحد مخترقا هذا الصمت,
وتقدمت امرأة بسن أبيها تقريبا: "تهاني، ظنناك أحضرتنا جميعاً إلى هنا الليلة لأنك تريد أن تتخلى عن لقبك وتعود إلى أميركا!"

بل كانوا يأملون ذلك، هذا مافكرت فيه كارولين في ذهنها وهي تلاحظ تغير جو الغرفة من العداء الخفي إلى البهجة المصطنعة، وبعد ذلك، أغرقتهما أمواج التهاني ووجدت نفسها تجاهد في الصمود أما الأسماء والمعانقات، ودار النادل ، مدير اللعب سابقاً، يناول أكواب شراب الورد لمن يرغب في المشاركة في التهنئة.
بقي والد كارولين بعيداً عن هذا كله.

كان يحدق فيها وكأنما زالت عن عينيه غشاوة فأصبح يرى بوضوح للمرة الأولى منذ سنوات على مايبدو . . أخافها ذلك . . أخافتها تلك النظرة، وانقلاب لون وجهه إلى اللون الأغبر ثانية بعد أخرى.
-
لويس . . أبي.

تمتمت بذلك وهاتف يهتف بها أن شيئا رهيبا على وشك الحدوث، ولكن عندما انتبه لويس إليها، تملكها الرعب وهي ترى أصابع أبيها تفلت كوب الشراب ويسقط على السجادة.
-
لا، ياأبي، لا.
صرخت بذلك وهي ترى وجه أبيها يتجعد ألما، بينما ارتفعت يده تتشبث بصدره قبل أن يبدأ بالانهيار.
** ** ** ** **


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:56 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس: أسرار تنكشف

بعد ذلك اصبح كل شيء غائما مشوشاً بارداً, إذ قفز لويس من جانبها ليمسك بأبيها قبل أن يصل إلى الأرض، وهذا مافعله النادل، هو أيضاً، فتمكنا عند ذلك من تمديده على أريكة، أما كارولين فوقفت ضائعة في ضباب الصدمة.

هذا مافعلته أنا.. كانت تفكر في هذا مرة بعد أخرى, لقد قتلت أبي لتوي، لم تستطع أن تتحرك ولكن شخصا آخر، شخصا غريبا رأته أثناء فوضى التهاني تقدم نحو الأريكة بسرعة ثم ركع على الأرض يفحص أباها.
أوحى إليها إذعان لويس له على الفور، بشيء لم تستطع فهمه حالياً، لكنها أخذت تنظر وكأنما من وراء زجاج، وأصابع الرجل الطويله تفحص النبض في عنق أبيها قبل أن يبدأ في حل ربطة عنقه بسرعة ويفتح أزرار قميصه.
قال آمراً: "فيتو ..أحضر حقيبتي من السيارة أرجوك"

أسرع الرجل الذي قفز قبل قليل مع لويس لمساعدة أبيها، مغادراً الغرفة ، ثم أحاطت ذراع بكتفي كارولين بعناية.

كانت تلك المرأة صاحبة الثوب القرمزي التي تمتمت "اهدئي زوجي طبيب وسيعرف ما سيفعل"

-
إنه .. إنه يعاني من .. من الذبحة الصدرية.
خرجت هذه الكلمات المرتجفة من حلق كارولين الأشل..
-
عليه .. أن ..يأخذ حبوباً هي .. هي في جيبه..أبي!

صرخت بذلك حين تحررت أخيرا من شلل صوتها ثم حاولت الانطلاق إلى أبيها لكن عمة لويس أمسكت بها.
قالت تنصحها:" دعي (فيديل) يقوم بعمله ياطفلتي"

ثم نقلت ماأنبأتها به كارولين إلى زوجها الطبيب.

استدار رأس لويس بعنف، وعيناه السوداوان تلسعان كارولين وكأنها أفشت سراً شيطانيا أرادت من ورائه أن تجرحه.لم تفهم لانظرة الاتهام تلك ولا الغضب البالغ الذي رافقها، كان شاحب الوجه شحوبا هو أشبه بشحوب أبيها المخيف الأغبر.

وجد الطبيب علبة الحبوب فأخذ يقرأ بسرعة الوصفة المصحوبة بها، وفي هذه اللحظة وصلت حقيبته فطلب من لويس الانتباه، طالبا منه أن يخلع ستره أبيها ثم يرفع
قميصه ليضع جهاز ضغط الدم حول الذراع، وأثناء قيام لويس بذلك، كان الطبيب يصغي إلى دقات قلب أبيها.
ربما كان ذلك أمرا عادياً له، يمارسه بكفاءة لكنه بالنسبة إلى كارولين كان هو الأسوأ,, أسوأ شيء مر بها في حياتها, إنها السبب..وشعرت بالذنب ، فعلت به هذا لأنها لم تصر بأن تخبره هي بالأمر على انفراد وبطريقتها الخاصة الرقيقة.

لكنها لم تهتم بالأمر، إلا بعد أن رأت وجهه يمتقع، كانت غاضبة منه، والمرارة تملأ قلبها والواقع أنها أرادت أن تصدمه ليرى بالضبط ماأجبرها على فعله!

ولكن ماجعلته يواجهه كان أهم بكثير مما فعله هو بها.
تمتمت عمة لويس:"لقد ابتدأ يستفيق"

كان الطبيب يتحدث إليه بهدوء ولويس جالس بجانبه وقد اكتسى وجهه الأسمر بقناع من الصوان لم تره كارولين عليه من قبل ، ووقف الآخرون عاجزين.

رأت إحدى يدي أبيها تتحرك، مرتفعة لتغطي عينيه، فبدا ضعيفاً مسناً عاجزاً ممدداً هناك, وإذ هفا قلبها إليه تحررت من الذراع الحانية حولها وذهبت إليه.

-
أبي,,وشهقت.

شعرت بلويس ينظر إليها، ثم يقف متجهاً وهو يفسح لها الطريق لتأخذ مكانه للجلوس بجانب عمته، مدت بدها تمسك بيد أبيها المرتجفة الباردة كالثلج، ثم تزيحها برفق عن عينيه، وهي تهمس بصوت مختنق: "أنا جدا آسفة"

فأجاب بضعف: "كانت صدمة ليس إلا، لم أكن أتوقعها وقد نسيت أن آخذ حبة الدواء هذا النهاؤ، إنه ذنبي، سأصبح بخير بعد دقائق"

انتظر الطبيب أن تؤتي حبة الدواء مفعولها قبل أن يعود لأخذ الضغط، ونظرت إليه كارولين متسائلة بلهفة فأجابها بإيماءة خفيفة، فتدفقت دموعها ارتياحاً.

رأى أبوها دموعها فبدا الضعف على وجهه الأغبر وتأوه قائلاً: "لا تبكي لأجلي، ياكارولين فلدي مايكفيني الآن دون إضافة دموعك"

فقالت بصوت مختنق:"ولكن كل ذلك ذنبي، كان علي أن أنبهك إلى أمرنا أنا ولويس، كان ذلك.."
فقاطعها لويس الذي انتبه إلى وجود المستمعين من حولهم فهو يريد الحفاظ على سرية اتفاقيته اللعينة من خطر انكشافها، وهكذا قاطعها متجهما:"أردنا أن يكون الخبر مفاجأة سارة للجميع"

بدا أن أباها فهم ذلك واقتنع به، إذ ارتفعت عيناه إلى لويس متمتماً بعبوس:" إننا بحاجة إلى التحدث"

تدخل الطبيب قائلاً:"ولكن ليس الليلة، لأنك الليلة ستبيت ضيفاً في مشفاي"

وما أن قال ذلك، حتى تصاعد صوت سيارة الإسعاف في الخارج، فجمد دم كارولين وتشثبت بيد أبيها, ولكن ما أقلقها حقاً هو أن أباها لم يصدر عنه أي احتجاج، فتح عينيه قائلاً: "لاتخافي هكذا، فأنا أخطط لكي أبقى شوكة في خاصرتك لمدة طويلة جداً" وابتسم لها بوهن.

-
هل هذا وعد؟
قالت ذلك جادة بشكل مؤلم جعل الموجودين يخفضون أبصارهم.

قال بأسى:"وعد"
ثم نظر إلى لويس الذي كان واقفاً خلف كارولين، وقال له ببطء:"لم يكن تجاوبها بالشكل الذي كنت تريده، كما أظن"

فوافق لويس على كلامه:"لا"

-
ألم تعرف هي بالأمر بعد؟

قالت كارولين بحدة:"أعرف ماذا؟"

لكن أباها أغمض عينيه ثانياً، وتوقف عن كل كلام عندما أخذ الطبيب يستمع إلى ضغط الدم. عند ذلك دخل ممرضان الغرفة، فأوقف لويس كارولين برفق مفسحا مجالاً لهما للعمل. ولكن في اللحظة التي ابتدأ فيها الرجلان بنقل والدها إلى المحفة، عادت هي إلى جانبه، أما سائر الناس الموجودين فقد تبخروا في الأثر، فلا هي رأتهم ولا أرادت أن تراهم.

توجهت سيارة الإسعاف إلى المستشفى بهدوء بالغ، وصحبت كارولين أباها في السيارة بينما تبعهما لويس بسيارته الخاصة. في المستشفى أجريت فحوص عدة لأبيها، قبل أن يطمئنهما زوج عمة لويس الطبيب، إلى أن الأمر لم يكن ذبحة قلبية قوية.

-
ولكن ضغط الدم مازال مرتفعاً قليلاً، ولهذا سأبقيه هنا الليلة تحت الرقابة.

استندت كارولين بضعف إلى الحائط خلفها ولكن حين حاول لويس أن يلمسها، دفعته عنها فجأ، قائلة:"أنا بخير"
قال بخشونة: "لا يبدو عليكِ ذلك"

فتجاهلته ناظرة إلى الطبيب تسأله:"هل يمكنني رؤيته الآن؟"

-لعدة لحظات فقط، فقد أعطي مخدراً ولهذا لن يعلم بوجودك.

مكثا عدة لحظات لأنه كان نائما كما قال الطبيب، لكن لونه كان أفضل كثيراً، وقفت كاورلين إلى جانب سريره ومررت يدها على يده برفق، أما لويس فأخذ ينظر إليه بصمت من مكانه، ثم تركت لويس يخرجها من المكان لأنها تعلم أن ليس بإمكانها القيام بشيء من أجله.

لم يتكلما أثناء سيرهما في المستشفى، لكنهما على كل حال لم يتبادلا كلمة واحدة منذ بدأ ذلك الهلع في غرفة جلوس لويس.
عندما وصلا إلى باب الخروج وجدا زوج عمة لويس ينتظرهما.

نظر جاداً إليهما، ثم قال:"سيشفى..لم يكن الأمر خطراً حقاً"

-
نعم، أعلم هذا..
أومأت كارولين قائلة ذلك وهي تغالب دموعها، ثم اندفعت فجأة تعانق الطبيب هامسة: "شكرا لأنك كنت هناك"

قال:"كان ذلك سروراً لي"
ولكن نظراته ظلت مركزة على وجهها المنهك البالغ الشحوب، ثم قال للويس: "خذعا إلى البيت، واجعلها تنام ولاتسمح لها بالقدوم إلى هنا قبل الظهر على الأقل"

غادرا بعد ذلك مباشرة، وكانت سيارته السوداء تنتظر في الموقف، وبعد اكمأن إليها في المقعد الأمامي جلس وراء المقود.

كان وجهه جامد التعابير يقود السيارة دون أن يتكلم، كان كل شيء مظلما هادئاّ، وحتى اليوم الذي يحب لويس تشبيه نفسه به، لم يكن موجودا.

-
أريد العودة إلى الفندق.
فلم تتلق جواباً، أدارت رأسها لتنظر إليه، فلم تر سوى جانب وجهه الجامد"لويس.." انعطف خارجاً من الطريق الرئيسي عائداً إلى "برتو بانوس"، وراحت تنظر إلى أصابعه الطويلة السمراء المشابهة لأصابع المشعوذين الحاذقة, وجدت نفسها تفكر في ذلك بغباء، فأدركت أنها إنما تشغل ذهنعا بهذه الملاحظات لأنها تريد الدخول معه في مشاحنة جديدة.

لكنها لم تستطع أن تترك الموضوع يمر:"لا أريد أن أواجه كل أولئك المدعوين"

فقرر أن يجيبها:"لقد ذهبوا إلى بيوتهم"
كان صوته هادئاً وهو يضيف قائلاً:"أظنك توافقينني على أن الحفلة انتهت"

قالت بصوت عنيف:"وهل بدأت قط؟"

هذا إذا كان اسم (حفلة) يناسب ماأراد لويس إقامته الليلة، الحقيقة أن تصرفات هذا الرجل حيرتها، وأسرته أيضاُ، في لحظة بدا عليهم العداء والإستياء، وفي لحظة أخرى البهجة البالغة وقالت تتابع أفكارها بصوت مرتفع:"إنهم لا يحبونك"

أجاب بهدوء: "لم يحظوا بوقت كافٍ ليحددوا مشاعرهم نحوي"

قطبت جبينها:"مامعنى هذا؟"

-
معناه أنني دخلت حياتهم منذ أشهر قليلة فقط. منذ مات أبي في الواقع، وترك وصية يقول فيها إنه ترك أملاكه وأمواله ولقبه لابنه الذي أنكروا وجوده.

مضت لحظة أخذت تستوعب فيها هذه المعلومات لأنها كانت تفسر أموراً كثيرة تتعلق بلويس، بقيت غامضة حتى الآن لها، سألته برقة:"هل عرفته؟"
-
نعم.
-
دوماً؟
أجاب:"تقريباً"
-
لكنه لم يعترف بك إلا حديثاً

قاد لويس السيارة من بوابة الفيلا إلى الفناء الخارجي, وعندما أوقف المحرك، لم يحاول أي منهما الخروج من السيارة، كارولين، لأنها أحست أن هناك المزيد من المعلومات ولويس لأنه يريد أن يقرر مقدار مايريد أن يبلغها به، قال:"حاول ذلك مرة منذ سبع سنوات، لكن الأمر لم يتم"

سبع سنوات..سبع وتوقفت أنفاس كارولين فجأة، وهمست:"لماذا؟"

التفت لويس ينظر إلى وجهها الشاحب الذي كان متعباً فأصبح يقظاً واعياً متزناً، فقد علمت دون أدنى شك، أنها جزء من ماضيه منذ سبع سنوات، وحول نظراته عنها، وهو يقول:"لم يكن هو من أريد"

ثم فتح سيارته وخرج منها، تاركاً كارولين جالسة مكانها تستخلص ما تحب من ذلك التصريح.
هل كان يتحدث عنها؟ هل كان يتحدث عنهما، هما الاثنان؟ هل يقصد أنه كان هنا في ماريبا منذ سبعة أعوام ليجتمع بأبيه، وبدلا من ذلك تورط مع فتاة انكليزية وأبيها المقامر؟

فتح لويس بابها وانحنى يمسك بذراعها يساعدها على النزول جاءت إلى جانبه وقد عاد التوتر، والارتجاف يستوليان عليه,,فهي لا تجرؤ على استخلاص النتيجة المنطقية من وراء أسئلتها.
أكان يقصدها بقوله؟ أهي من كان يريد منذ سبع سنوات؟ لا، لو كان ذلك لما سلب والدها أمواله على مائدة القمار.

قال لها بخشونة:"هيا بنا، لقد عانيت الكفاية في ليلة واحدة"
نعم، الحق معه، لقد عانيت الكفاية، وافقته على ذلك وهي تشعر برأسها ينبض ألماً، لم تشأ أن تفكر أكثر من ذلك، لم تشأ أن تفعل شيئاً عدا التكوم في أقرب سرير ثم الاستغراق في النوم.

كان المنزل غارقا في الظلام، فأشعل لويس المصابيح في الردهة ثم سار أمامها إلى غرفة النوم.
وفي الداخل، وجدت أنه لم يبق لديها من الطاقة ، ماتتمكن معه من خلع ملابسها وأخذ هو ينظرإليها وهي تهبط جالسة على حافة السرير، ثم تغطي عينيها المتعبتين. وبعد لحظات نهض يفتح الخزائن، ثم سمعته يتوجه نحوها قبل أن تشعر بشيء حريري يستقر في حجرها.

رفعت يدها عن عينيها فرأت قميص نومها الرمادي، وببرودة ودون اعتبار لتعبها جذبها لتقف وشدها نحو الحمام:"اغتسلي وغيري ملابسك"

خرجت من الحمام بعد ذلك فلم تجد لويس في الغرفة ورأت أغطية السرير مثنية جانباً لتنام فيه ففعلت ذلك دون تردد وماهي إلا لحظات حتى تهاوت إلى مهاوي النسيان.
** ** ** **


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:58 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس : ثأر وثراء

استيقطت كارولين لتجد نفسها غارقة في ضوء النهار، كانت نائمة على بطنها بين بحر من الملاءات البيضاء.
أخذ قلبها يخفق، لقد كانت ذكرى الساعات الأربع والعشرين الماضية كافية لتجعلها جامدة مغمضة العينين بشدة وهي تحاول استرجاع ماحدث البارحة.

كان يوم البارحة مخيفاً، لكنها مازالت تشعر بذلك الخفقان الرقيق العذب الذي رافق عناقهما بالأمس قرب المسبح.
قالت بصوت خافت: "آه .. لويس!"
ثم تمنت لو أنها لم تفعل، فحتى الهمس باسمه يثير مشاعرها.

حدثت نفسها بأن عليها أن تكرهه، تكرهه لما فعله بها مرة أخرى، لا عجب أن تشعر بالخوف من ذلك كله.
عند ذلك سمعت طرقا خفيفا على باب الغرفة فقفزت جالسة في السرير عندما انفتح الباب ودخلت امرأة شابة تحمل صينية الفطور.

تمتمت بأدب:"صباح الخير سنيوريتا، طلب مني السيد لويس ان أوقظك في الوقت المناسب لتقابليه في المستشفى بعد الظهر"

كانت على وشك القفز من الفراش، عندما أضافت الخادمة :"والشيد يقول إن أباك بخير، وسيخرج من المستشفى هذا النهار"

وعندما جلست كارولين، لتستوعب هذا الخبر السار، وضعت الفتاة الصينية على منضدة صغيرة، ثم استدارت تسألها إن كانت تريد شيئا آخر، فأجابت بأدب:"أه، لا شكرا"

ولكن ماإن سارت الخادمة نحو الباب، حتى خطرت لها فكرة مفاجئة.

-
هل ترك السيد عنوان المستشفى؟ لقد نسيت كتابته أثناء الذعر الذي أصابني الليلة الماضية.
-
لقد وضع السيد"مارتيني"في خدمتك. وهو سيعرف إلى أين يقلك.

ثم خرجت الخادمة تاركة كارولين تتساءل عمن سيكون السيد "مارتيني"الذي تظن الخادمة أنها تعرفه.
وسرعان ماعرفت ذلك بعد ساعة عندما ارتدت بنطلونا ناعم النسيج وكنزة وردية اللون، اجتازت الفناء الخارجي، فوجدت أنه فيتو، النادل ومدير الألعاب، بملابس السائق الآن،



واقفا ينتظرها قرب السيارة السوداء. حياها بأدب بلهجته الأميركية:"صباح الخير آنسة نيوبري"
من هو بالضبط؟ أخذت تتساءل وهي تنظر إليه يفتح لها باب السيارة الخلفي.هل هو حارس لويس الشخصي، مساعدة في كل الأمور؟ صديقه؟

أن يتخذ لويس صديقا ذكيا يستخدمه في كل الأمور، لفكرة تدعو إلى الضحك فلويس ليس من هذا النوع. بل هو من النوع الذي يواجه الحياة وحده ولايسلم قيادة لأحد ولايأمن أي إنسان.

إنه ممن لايكشف عن مشاعره الداخلية في كافة الظروف ولم يحدث قط أن عبر لها عن مشاعره.
وهكذا، لا يمكن أن يكون السيد "مارتيني" صديق لويس، لأن رجلا مثل لويس يعتبر الصديق نقطة ضعف فيه.
والظاهر أن السيد "مارتيني"لا يبدو صديقا لأحد/ فكرت في ذلك متأملة وهي تنظر إليه وهو يستقر بجسمه الضخم خلف عجلة القيادة، إنه بارد الوجه صلب الجسم، فيه شيء من العنف والقسوة.

تواترت كل هذه الأفكار إلى ذهنها فقط أثناء فترة تحركه بالسيارة بعدما أسدل الفاصل الزجاجي بينهما.
كانت غرفة والدها في الطابق الثاني، ازداد توترها وهي تقترب من مواجهته بالحقيقة، لم يكن ثمة فائدة من محاولة الادعاء.

إنه يعرف الكثير، يعرفها، يعرف لويس، كما يعرف نفسه، ومعرفته تلك بالفرقاء كلهم هي التي أدخلته إلى هنا, ومالا تريده هو المجازفة بتكرار الشيء نفسه مرة اخرى، عندما يسمع القصة الكاملة.

اقتربت من غرفته. وكان الباب مفتوحا، وبدا خلفه كل شيء نظيفا أنيقا، رأت لويس أولا، واقفا ينظر من النافذة، وبدا تحت أشعة الشمس التي تحيط به أكبر حجما ومهابة.

إنه قوة تؤخذ في الحسبان! وتملكتها رجفة.
وقفت لحظة تشجع نفسها على الدخول.

سمعها فالتفت، ثم جمد في مكانه، ناظرا إلى وجهها وهي تنظر إلى السرير، ثم تقطب جبينها لأنها رأته خاليا. كان للغرفة حمامها الخاص، فنظرت إلى ناحيته فإذا هو خالٍ أيضا، وأخيرا.. حولت عينيها إليه، تسأله يخوف: "أين هو؟"

قال:"لابأس، لم ينتكس"

ارتجف فمها ارتياحا:"أين هو إذن؟"

-لويس؟
هتفت بذلك عندما لم يجب سؤالها.

أجابها بهدوء:"إنه ليس هنا"

ازدادت تقطيباً:"ليس هنا؟ ماذا يعني؟ أتعني أنه ذهب لإجراء مزيد من الفحوصات أو ماشابه؟"

هز رأسه وهو يقترب منها خطوتين، أما هي فقاومت الرغبة في التراجع، إن تحول الشمس عن وجهه، هو ماأخفى تعابير ملامحه، وشعورها المفاجئ بقربه منها هو ما أرهبها.

كانت ملابسه تشبه ملابسها، فكل واحد منهما ارتدى بنطلوناً بسيطاً وقميصاً عادياً، ولكن ليست الملابس في الواقع هي التي تصنع الرجل وليست الملابس الثمينة والثراء الفاحش هما ما جعلها تتقوقع على ذاتها في مظهر الدفاع عن النفس.

إنها ضعيفة أمامه, وأخيراً قال بشبء من الإكراه: "لقد رحل إلى وطنه، إلى انكلترا"
فأخذت تكرر ببلادة :"الوطن؟ انكلترا؟"

وصرخت:"ولكن هذا غير ممكن؟ صحته لاتحتمل السفر. أريد أن أراه!"

ازداد لويس اقتراباً منها بينما كانت تدور بعينيها في أنحاء الغرفة تتفحصها مرة أخرى، وكأنها تتوقع أن يظهر بمعجزة ليثبت خطأ لويس.

لكن أباها لم يظهر، وعندما نظرت مجدداً إلى لويس، بدأت الشكوك تساورها في أنه خطط لفصل الأب عن الابنة.

وقالت بصوت خافت:"أنت الذي جعلته يرحل"
أجاب برزانة:"لقد سافر لإصلاح بيته"

لكنها هزت رأسها:"أنت أجبرته على الرحيل لئلا نجتمه ونفسد خطتك بعثورنا على حل بديل لمشاكلنا"

-
وهل هنالك حل بديل؟
كان سؤالاً بنعومة الحرير وخزها كلسعة ذيل العقرب السامة.

فسألته وهي تسمع دقات قلبها العنيفة:"لما ذهب إذن؟"

فقال بجرأة: "الشعور بالذنب، لم يستطع أن يواجهك، وهكذا رحل قبل حضورك"

يعني أنه هجرها، يعني أنه هرب، يعني أنه تركها هنا لتواجه المشاكل وحدها!

كان هذا أكثر مما تستطيع احتماله، واستدارت لتخرج، ولكن ليس بالسرعة الكافية لاخفاء دموعها التي تدفقت. مد يده يمسك بكتفها يمنعها من الذهاب، متمتماً بصوت أجش:"حاولي أن تفهمي، لقد رأى نفسه الليلة الماضية ربما للمرة الأولى، رأى كيف دمر حياته، وأتعس حياتك!"

فقالت ساخرة:"وهكذا هرب، ماأشجعه!"

-
إنه الحل الأفضل، ياكارولين، أراد أن يصلح بيته، لاتدينيه لأنه رغب في المحاولة قبل أن يواجهك مرة أخرى.

-
في هذه الحالة، فليشنق نفسه لأجل ديونه التعسة، وأنت ابحث عن امرأة أخرى تتزوجك يالويس، لأنني سأخرج نفسي الآن من كل هذا!

وحاولت غاضبة، أن تنفض يده عن كتفها، لكن تلك اليد استحالت إلى فولاذ.

-
مازلت أمده بالمال ليصلح بيته.

أطلفت كارولين زفرة غضب بالغ، ثم همست:"وهكذا أنا، كما يبدو"

-
هذا مااتفقنا عليه.

وتصورت في ذهنها أباها يهرب كأرنب مذعور، بينما لويس واقف يشهد رحيله من موقفه المتغطرس في وكر النسر ذاك، سعيدا لرؤية وجبة شهية تذهب لأن لديه أخرى بين يديه.

ثم ارتجفت ووقفت تفكر، فهي لاتعرف كيف ستصف نفسها، ولكن صورة الحمل الوديع الذي يُقاد إلى الذبح ملأت رأسها فالتفتت تواجهه:"ألا تخسر أبدا، يالويس؟"

فبدت على فمه ابتسامة ملتوية وأجاب بصدق:"نادرا جدا"

أومأت برأسها وتركت الأمر عند هذا الحد، ماذا بقي لديها لتقول؟ إنها هنا لأن لويس أرادها هنا، وذهب أبوها لأن لويس أراد منه أن يذهب.

-
ماذا سيحدث الآن، إذن؟

سألته هذا أخيرا، عالمة بأنه سيفهم أنها عادت إلى الطريق السوي,, بحسب رغبته.

-
الآن؟

قال ذلك بفضول، وعيناه السوداوان مسمرتان على عينيها البنفسجيتين الرائعتي الجمال والباردتين، في هذا الوجه المماثل لهما جمالا والبارد هو أيضا، ثم قال لاويا شفتيه:"هذا ماسنفعله الآن ،وهنا"

ثم أمسك بها وجذبها إليه معانقاً إياها عناقاً حاراً.

لكنها لم تتوقع هذا, وسرت النيران في كيانها قبل أن تجد الإرادة لتخلص نفسها منه، تركها لويس ولكنه ماتركها إلا لأنه هو أراد ذلك، كانت واثقة من هذا.

قال والبسمة الملتوية ماتزال على ذلك الفم المقيت:"الآن، أدفأك عناقي جيداً"

أرادت أن تضربه وأدرك هو ذلك فنظر إلى عينيها الغاضبتين بعينين شيطانتيتن ساخرتين يتحداها أن تفعل ذلك.

مضت لحظات لم يأت أي منهما بحركة أو كلمة. شعرت بالتوتر وارتفع نبضها كراهية..ولكن شيئا آخر زاد في غيظها.

ذلك الشيء كان اسمه الحب..الحب الدافئ، الذي يتشبث بالحواس الغاضبة حتى يجعلها تغني كقيثارة غير منسجمة، لا هذا ليس عدلا ليس لحواسها الحق في أن تغدر بها بهذا الشكل!

-
الزواج بك سيكون مغامرة جهنمية.

تمتم بذلك وكان لتأثير هذه الكلمات قدرة رهيبة أعادتها إلى الأرض متدحرجة بدوي هائل.

-
أكرهك.

همست بذلك وهي تدير له ظهرها لكي تخرج شامخة الرأس.لكن خروجها تعطل بظهور الطبيب فجأة.زوج عمة لويس.

-
آه، هلة خرج أبوك؟

بدت عليه الدهشة نفسها التي بدت على كارولين حين دخولها، فأجابه لويس:"كان هناك مقعد خالٍ في الطائرة المتوجهة إلى لندت لم يشأ أن يفوته، فلديه عمل يستدعي اهتمامه الفوري قبل أن يعود في الوقت المناسب لحضور عرسنا الكنسب بعد أسبوع، أما زواجنا المدني فسيتم اليوم"

بعد أسبوع زواج ديني؟ واليوم زواج مدني؟ أجفلت كارولين، وضغطت أصابع طويلة على كتفها تنبهها إلى مراقبة ماستقول، وقال الطبيب بحكمة:"أتمنى لكما السعادة المطلقة، إن كنت ستأكل في القصر يا لويس، فخذ معك شخصا يذوق الطعام أولا، لأن كونسويلا-إذا أعطي لها الخيار-تتمنى لو تراك تحت التراب على أن تنظر إليك وأنت تسليها مابقي من حياتها"

لم تفهم كارولين كلمة مما قيل، ماعدا أنها ولويس سيتزوجان الآن مدنيا وبعد أسبوع كنسيا، قال لها الطبيب باسماً، راداً القلق البادي إلى مرض أبيها.

-
لا تقلقي على أبيك، ياطفلتي، كان بخير عندما رأيته هذا الصباح. وبعد ما حدث الليلة الماضية من جراء الصدمة التي تعرض لها، لن ينسى مرة أخرى أن يأخذ دواءه.



ومد الطبيب يده يقرص وجنتها بعطف قبل أن يستدير خارجاً من الغرفة، وهو يقول:"أراكما في الكنيسة، ولكن يجب أن تعرف أن العائلة لن تعترف بزواجكما المدني، ولن تعتبركما زوجين حتى يتم ذلك في الكنيسة، تمنياتي الطيبة"

-
ماذا كان يعني بقوله (شخص يذوق الطعام أولاً)؟ ثم أي قصر؟.. وأي عرس؟

-
العرس الذي عليك أن تتوقعيه، والقصر هو الذي ورثته مع اللقب أما تذوق الطعام أولاً..فهي نكته,,وإن كانت تافهة.

ولكنها لم تبد نكتة لكارولين، بل بدت أشبه بنصيحة خطيرة جداً.

فقال بغضب :"ليتك تخبرني عما يدور حقاً هنا"

فأجاب باختصار:"ثأر وثراء.."

ثم امتنع عن اي كلام آخر وهو يقودها إلى الممر حيث كثير من الناس يتمشون مايمنع أي حديث خاص.
كان فيتو مارتيني واقفا قرب السيارة ينتظرهما، وعندما اقتربا منه سأله لويس على الفور: "أي خبر؟"

-
لا شيء مستعجل.
أجاب الرجل ذلك ملقيا إلى كارولين نظرة ذات معنى.

ضايقتها تلك النظرة، ككثير غيرها ، فقالت بحدة:"عليكما أن تفكرا في الالتحاق بالمخابرات السرية"

ثم صعدت إلى السيارة دون انتظار جواب.

مضت لحظات قبل أن ينضم لويس إليها في المقعد الخلفي، وسرعان ما انسابت بهم السيارة، وقال لويس بهدوء: "لم يقصد فيتو أن يحرجك"

التفتت إليه بعينين بنفسجيتين استحالتا رماديتين لشدة الغضب:"أخبرني عمن أتحدث؟ عن فيتو مدير اللعب، أم فيتو النادل، أم فيتو السائق الخاص؟"

-
إنه فيتو مدير الأمن لدي وأكثر الموظفين عندي أهلا للثقة.

أجاب بهذا ببساطة، لكنه كان تنبيهاً رقيقاً لها بحفظ اللسان.

كانت كارولين من الضجر من هذا الوضع كله، بحيث لم تهتم بحفظ لسانها، فقالت ساخرة:"آه فهمت ، إنه إذن السيد متعدد المواهب ، هل هذا يعني أنه الرجل الذي ينتزع أحيانا أظافر أقدام أعدائك لكي تتأكد من أن الرجال المسنين المرضى سيرحلون بالطائرة خارج البلاد التي لا تريد وجودهم فيها؟"



-لم يُقلْ فيتو أباك إلى المطار، بل أحضرك أنت إلى المستشفى ، إذا كنت تتذكرين.

أومأت متفهمة : "آه، لديه مساعدون إذن"

تصلبت نظراته الثابتة بعض الشيء :"أظنك تحاولين افتعال مشكل"

إنه على صواب فهي تريد ذلك.

وضاقت عيناه وقال محذراً:"كوني ....حذرة جدا جدا"

قالت آمرة:"أوقف السيارة"

أما لماذا قالت هذا ، فهي لاتدري..ولكن لويس لم يتردد الزر الفاصل بين السائق والمقعد الخلفي فانزلق الزجاج، وقال آمرا: "أوقف السيارة يافيتو"

فوقفت السيارة.
خرجت كارولين ووقفت إلى جانب الطريق قبل أن تجد فرصة تدرك فيها أنها هناك، كان هذا جنوناً ، الوضع كان كله جنونا، هي لا تعلم ما تفعله في "ماريبا" لاتعلم لماذا تدع لويس فازكيز يسيطر على حياتها! كما لا تعلم ماالذي تفعله بوقوفها هنا تنظر إلى خليج "ملقة"الغارق بأشعة شمس الصيف المحرقة..فيما هي ترتجف..ككتلة من الثلج!

سمعت وقع خطوات لويس وهو يشق طريقه بصعوبة على الاسفلت الذائب، لكنها لم تنظر حولها، شعرت به يقف خلفها لكنها لم تقر لوجوده. كانت كرامتها مجروحة والقبضة الفولاذية عادت تشد على صدرها، ثم قالت بصوت خافت متوتر: " إنها ساعات معدودة على لقائنا وفي هذه الفترة القصية احتلت علي، ابتززتني،وخطفتني، وأغويتني، لقد ساعدتني على وضع أبي في المستشفى وبعد ذلك اختطفته خفية.. وباختصار سببت لي الصدمة بعد الصدمة، بعد صدمة ، وأتممت ذلك بتعاقب منتظم بهدف إفقادي اتزاني أتعرف ماذا يالويس؟"

-
ماذا؟

-
ليس لدي أي فكرة عن السبب الذي يجعلك تفعل بي هذا!

لم يجب..هل توقعت منه هذا حقا؟ تساءلت كارولين بمرارة وهي تستدير لتواجهه مباشرة، كان وجهه اللطيف الصلب مجردا من التعبير.. كالعادة استمرت واقفة تاركة الصمت يمتد بينهما عسى أن ينتزع ذلك تفسيرا منه، وعاد ذهنها إلى الماضي ممعنا النظر في تلك الأسابيع السبعة التي ظنت فيها أن الحب ملك يديها،، أرادت الآن البحث عن مفتاح لهذا اللغز الذي يجعله يعاملها بهذا الشكل، لكن الشيء الوحيد الذي وصلت إليه كان ذلك المشهد القبيح الذي وقع بينهما ليلة رحيلها عن ماربيا نهائيا، كان لويس واقفا هناك، كما هو الآن طويلا متوتراً، بينما كانت هي تقذفه بالاتهامات الواحد تلو الآخر.

وسمعت نفسها، وهي تشهق باكية، حينذاك وتقول: "كيف أمكنك أن تفعل ذلك، يالويس؟ كيف أمكنك أن تلاعب أبي ليلة بعد ليلة لتربح نقوده؟"



أجابها حينذاك ببرودة:"ألم يخطر ببالك أن أباك هو الذي كان يحاول أن يربح نقودا مني؟"

لم يزدها قوله إلا غيظاً، فصرخت:"أنت المحترف! أما أبي فما هو إلا شخص أحمق سهل الانخداع؟"

-
إنه مقامر مدمن ياكارولين، مقامر مستعد للعب مع أي شخص يريد اللعب ، أي شخص مادام يلعب!
كان رد لويس قاسياً، فأجابت:"يقول إنه يلعب معك، أتريد أن تقول أنه كاذب"

-
لا ، لم يكذب.

لقد كان في ذلك موت حب عظيم،، تذكرت ذلك وهي تعود إلى الحاضر، لقد رحلت عند ذلك، وتركها لويس تذهب، ومنذ ذلك الوقت لم يمر عليها يوم لم تغمض عينيها دون أن تراه كما تركته، واقفا تكسو ملامحه برودة الثلج، فتتمنى من كل قلبها لو كانت الأمور بينهما مختلفة.

-
ليس لهذا علاقة بالماضي، بل بالمستقبل.

قال لويس ذلك فجأة، فطرقت بعينيها حائرة قبل أن تدرك أنه يجيب عن سؤال سبق أن وجهته إليه قبل أن تستغرق في ذكريات الماضي، وعاد يقول متكاسلا: "أنا بحاجة إلى زوجة للحصول على القسم النهائي من إرثي، ولأنني اقتنعت أنا بوجوب ذلك، قررت أن تكون تلك الزوجة أنت ، فهل يرضيك هذا التفسير؟"
لا .. لم يرضها،

وشحب وجهها:"إذن أنا الوسيلة المناسبة"

قالت ذلك وهي ترى كم كانت سهلة الاقتناع فهو لم يحاول حتى التودد إليها بل الأمر كل الأمر أنه قدم إليها عرضاً لم تستطع رفضه، وقال ببرودة:"وأنا بالنسبة إليك وسيلة ايضاُ، وهذا يبدو عادلا، أن ترين ذلك؟"
ارتبكت لاتدري ماتقول، لأنه على صواب بوصفه الأمر بهذا الشكل! ثم قال فجأة: "فلننس الآن كل شيء.."
تمهل قليلا ثم أضاف بلهجة حاسمة:"هل يمكننا الذهاب الآن؟ لدي ترخيص زواج في جيبي وليس علينا إلا الذهاب إلى مكتب تسجيل العقود لنتزوج"

خفق قلبها بعنف بين جنباتها فكل مايحدث أشبه بالكابوس وكأن يدا عملاقة تجرها إلى هوة سحيقة.
قالت والدهشة على وجهها:"زواج..زواجنا الآن"



قالت والدهشة على وجهها:"زواج..زواجنا الآن"

-
هيا لا وقت لدي لمناقشة الأمر أكثر..أم أقل إن زواجنا المدني سيتم اليوم . .

توقف هنيهة قم أضاف مهددا:"تعرفين معنى ان ترفضي الآن"
عندما وصلا إلى مكتب تسجيل عقود الزواج كانت تشعر بشيء من الخدر وكأن مايحدث، يحدث لشخص آخر وفي مكان آخر.

** ** ** ** **

-
يمكنك الآن تقبيل العروس.
كان هذا صوت القاضي الذي اترفع منهيا بذلك سلسلة من الوعود والتمنيات بزواج سعيد.

أحنى لويس رأسه وفي عينيه بريق لم تستطع فهمه ثم قبلها برقة بالغة فحرك فيها رغبة بالبكاء.
همس لها: "أصبحت أخيرا لي، لي وحدي"

** ** ** ** **
تلك الليلة كان التعب والإرهاق قد أخذ منها كل مأخذ، جلست في السرير تفكر كيف انقلبت حياتها في يومين انقلابا كبيرا عندما دخل لويس عائدا.

نظرت إليه وهو يضع إبريق ماء مليئاُ بالثلج على المنضدة بجانب السرير قبل أن يدخل إلى الحمام دون أن ينطق بكلمة.

استقلت كارولين، غير واثقة مما عليها أن تفعله، أتهرب مادامت الفرصة سانحة، أم تيقى مذعنة وتتركه يفعل مايريد؟

لم تهرب، فقد كانت متعبة للغاية، وماهو إلا وقت قصير حتى خرج من الحمام لايرتدي سوى شورت قصير اسود يظهر جسمه الأسمر أكثر مما يخفي، وقد أحضر معه إلى الغرفة رائحة الصابون النظيفة والتوتر العالي لأنه بدا واثقا من نفسه إلى حد كبير.

قالت له بفظاظة وهو يعلق ملابسه:"لن أنام معك"

عندما تكلمت توقف ونظر إليها ثم سألها:"أتعنين النوم العادي، أم ماذا؟"

أجابت:"أعني الاثنين، ولا أدري كيف وجدت الغطرسة التي جعلتك تظن ذلك"

لم يجب على ذلك مباشرة، بل عاد إلى ماكان يقوم به أما هي فأخذت تتابع حركاته بقلب جهدت أن تبطئ من دقاته.

لكنها لم تفلح في ذلك، خصوصا عندما استدار نحو السرير وأخذ يقترب منه. كان على وجهه ذلك المظهر الحاقد الذي لاتحبه كثيرا، انحنى مسندا نفسه بوضع يد على الوسادة



بجانب رأسها، وواحدة عند ركبتيها المثنيتين. بدا شديد السمرة شديد الخطر وجادا جدا. ثم قال ببرودة ثلجية:"أنت زوجتي الآن، فإذا صممت على تجاهل ذلك فسأذكرك به بالرغم من مرض أبيك، ومن الآن فصاعدا، أريد منك أن تقنعي الجميع أنك تريدينني أكثر من أي شيء آخر في العالم، هل فهمت؟"

نعم لقد فهمت أنها مازالت لا تملك من الأمر شيئا وقالت:"إذا حاولت أن تلمسني، هذه الليلة فقد أتقيأ"
لم يعبس هذه المرة بل تنهد متعبا ودنا رأسه منها,,اقترب إلى حد شعرت فيه بأنفاسه الحارة تلامس وجهها.

-
إذا أنا لمستك الآن ياكارولين، فقد تنفجرين بالبكاء ثم تلتصقين بي وكأن حياتك تعتمد علي.

وليبرهن على ذلك ، مس شفتيها بشفتيه.. وتدفقت الدموع من عينيها عندما تركها.

ولم تشعر بالغثيان.. بل بالضعف.. لم تستطع النطق بكلمة حينما مد لويس يده واطفأ فغرقت الغرفة في ظلام دامس، وبعد ثوان كانت حركة بين الأغطية قبل أن تشعر بالفراش ينخفض بجانبها.

لم يحاول مد يده نحوها، لم يحاول اجتياز الحاجز غير المرئي الذي يقسم الفراش، واستغرقت هي ي النوم ومازالت تكافح مزيجا من المشاعر تتراوح بين الاستياء المر والاشمئزار البالغ من نفسها،، لأنه كان على صواب، فقد شعرت بالغربة في التشبث به.

استيقظت بعد فترة، لكنها لم واثقة مما أيقظها، ففي تلك اللحظات الذاهلة قبل أن تتذكر أي هي ، كانت واعية فقط إلى أنها ممدة على بطنها، منحرفة عبر السرير شاعرة باطمئنان نفسي رائع، ماجعلها تشعر بصدمة وهي تدرك أنها ليس نائمة فقط في سرير لويس، وإنما خدها ضاغط على كتفه وذراعها تحيط بصدره.

والأسوأ من ذلك أنه كان مستيقظا، علمت ذلك لأنه كان مستلقيا على ظهره وأصابعه تكر على ذراعها بخفة الريشة، كانت ملامسته عفوية أقرب إلى الملامسة بذهب غائب وكأنه في استلقائه بهذا الشكل محدقا في الظلمة فقد تاه في شوارد أفكاره.

وكان ذلك ممتعاً.
ممتعاً إلى حد لم تشأ حقا أن تنهيه، لكنها لم تكن تعلم ما إذا بإمكانها أن تستمر مستلقية متظاهرة بالنوم، لأنها أخذ تشعر بنبضها يعلو، وباتزان أنفاسها يتغير.

منذ سبع سنوات طويلة موحشة، وقعت في حب هذا الرجل الأسمر الجذاب نفسه، فيا لسخرية القدر إذ تجد نفسها بجانبه الآن في هذا الوضع، هذا الرجل الذي لم يستطع قلبها أن يجب غيره..

صدرت عنه آهه خفيفة، وتمنت هي لو تستطيع ذلك، لكنها علمت آهتها ستكشف اللعبة، وعند ذلك يكون عليها العودة لتدعيم دفاعاتها، فيعود إليها التوتر، وتصبح بحاجة إلى الاستمرار في مقاومته,

لكن الآهة أفلتت منها على كل حال، فكان أن حاولت أن تجعلها عذرا للابتعاد عنه، وكأن ذلك أثناء نومها، وتحرك لويس في الوقت نفسه، وتشابكت أصابعهما في اللحظة نفسها التي انقلب فيها على جنبه نحوها، ولم تكن سرعتها في إغماض عينيها كافية، فكان الأمر وكأنها تنظر في مرآة رأت فيها صورتها العابسة المزاج، كانت عيناه سوداوين ,, بسواد الليل الذي مازال يحيط بهما,,

كان يريدها ، رأت الرغبة مكتوبة هناك، لقد فات وقت التظاهر الزائف، فات وقت الهرب والاختفاء لقد عرف ذلك كما عرفته هي.

جذبها نحوه بأصابعهما المتشابكة، وسرعان ماأخذ يعانقها بنهم، وكأنها وجدت شيئا قد تاقت إليه طويلا، وربما لأنها لم تقاومه ولم تحاول الاحتجاج، أطال عنافه لها متمتما وكأنه يماثلها شعورا.

أو ربما يعود ذلك إلى الساعة المتأخرة من الليل، وشعورهما بالنعاس، يساعد على ذلك الدف الذي شملها لوجودهما معا والظلام الذي يحيط بهما.

على كل حال، كان عناقهما مختلفا، عن أي عناق آخر تشاركاه من قبل، فقد كان بطيئا عميقا إلى حد لا يصدق وطال وطال حتى شعرت بأنها تسبح.. تضيع في جمال رائع جعلها ترفع يدها لتلمس وجنته..وكأنها بذلك تريد أن تتأكد أنها لا تحلم وأنه ليس طيفا من أطياف مخيلتها الحالمة.

وبرقة فائقة، أخذ يلمس وجهها بالطريقة نفسها، ثم بدأ هذا العناق يتغير إلى مشاعر أعمق.

أحاطت عنقه بذارعيهاـ إنه الشخص الوحيد الذي دخل قلبها وتربع فيه ومنذ سبع سنوات وقلبها مشتاق إليه، ولكن هذا الابتعاد عنه جعلها غير واثقة من نفسها وأخذت تتخلل شعره بأصابعها، لقد نسيت مؤقتا كل شيء، غدره الماضي، عدم الثقة الحالية، في هذه اللحظات لم يعد لأي شيء آخر أهمية والمهم فقط هي مشاعرهما هذه.

عندما نام على جنبه وأخذها بين ذراعيها بطريقة لم تفسح لها مجالا للهرب كانت مسرورة بالظلام الذي يحجبها.

-
أنت ملكي الآن.
قال ذلك وكان هذا كل شيء.

ولم تزعج كارولين نفسها حتى بالاجابة، لأن إدراكها بأنها كانت دوما ملكه لأمر لايحتاج إلى ذكاء كبير، كانت ملكه أثناء السنوات السبع التي لم يقع نظرها عليه قط.







-علينا أن نرحل اليوم.
نرحل . . .
إنه يفعلها مرة أخرى . . يخرجها عن اتزانها بإحدى مفاجآته الصغيرة.
سألته وهي تشهق:"ترحل إلى أين؟"
-
إلى قرطبة.
-
وماذا في قرطبة؟
-
وادٍ صغير في الجبال يسمى "فال دي لوس أنجلس" وفي الوادي يقوم "قصر لوس أنجلس" وهو من أملاك "لويس أنجلس دي فازكير" الكونت ديل فال دي لوس أنجلس . ."
إذا ظنت أنها وصلت إلى الذروة في السخية والتهكم، فقد أظهر لها لويس الآن قلة ماتعرفه عن فنون السخرية ، واستمر يقول باللهجة نفسها:"هناك سيقيم "الكونت" عرسه في كنيسة"فال دي لوس أنجلس" حسب تقاليد "كونتات دي لوس أنجلس" جميعا، ثم يحمل عروسه إلى قصره المهيب، في الوقت المحدد لإقصاء الساحرة الشريرة المقيمة فيه، قبل أن يستمتع بكونتيسته الجديدة.
-
الساحرة الشريرة؟
سألته بحيرة ملتقطة الجزء الوحيد من كلامه الساخر الذي حيرها فأومأ يقول:"نعم ، الدونا كونسويلا إنغراسيا دي فازكيز" "كونتيسة ديل فال دي لوس أنجلس" الحالية.
-
هل هي السيدة التي تحدث عنها زوج عمتك؟
-
نعم، "ثيو فيديل: هو رجل بالغ الفطنة والدهاء، وهو أيضا الفرد الوحيد في أسرتي الذي يمكنك الوثوق به.
ثم أضاف جادا: " ومن الحكمة أن تنتبهي إلى قولي هذا".
** ** ** ** **


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:58 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


7 - استراحة محارب

قال ان تنتبه الى قوله ذاك .. ولكن بعد اربع وعشرين ساعة, كان لويس هو من عليها ان تنتبه اليه وهي تراه يزداد توتراً كلما اقتربا من قرطبة.
جلست بجانبه واخذت تحدق من النافذة الى المشاهد المتغيرة على الدوام, متعجبة مما يشغل باله اليوم بهذا الشكل, فالمفروض ان يكون سعيداً, وبجانبه امرأة خاضعة له كل الخضوع, طائعة له كل الطاعة , حصل عليها بلا احتجاج بعدما استلم زمام حياتها بكل غطرسة , حسناً, منذ تزوجا لم تُمنح فرصة للاحتجاج على أي شيء, فبعدما قضى معها تلك الليلة خرج في الصباح مع رئيس رجال أمنه, ولم تره بعد ذلك حتى مجيئه ليأخذها هذا الصباح لهذه الرحلة .
وقد جاء مرتدياً ثيابه للسفر , التي كانت عبارة عن بذلة سوداء خفيفة وقميصاً ابيض , وقد بدا عليه التوتر نفسه البادي عليه الآن , تقريباً!
-
جهزي نفسك بسرعة , اظن ان بإمكانك ذلك.
كان يتكلم باختصار اقرب الى الفظاظة , ولم يكد يعطيها فرصة للاجابة , وعندما عاد بعد ساعة اكتفى بأن القى نظرة سريعة عابرة الى الكنزة الوردية الملتصقة بجسمها والى التنورة النبتية اللون اللتين ارتدتهما للرحلة والغريب انه لم يسمح لنفسه ولو مرة واحدة , بمبادلتها النظر بشكل كامل. لأنه يعلم ان ذلك دعوة لتبدأ بالتحدث عما في ذهنها مرة اخرى , وهو شيء لا يريده لويس , لا يريده مادام محتفظاً بذلك الحاجز طوال الرحلة , ربما هو خائف ان تسأله اين قضي الليلة الماضية , اخذت تفكر في ذلك بمرارة , فهو لم يقضيها معها , والحقيقة انه لم ينظر اليها, اما هي فنظرت اليه لترى مظهر رجل لم ينل كفايته من النوم.
لكنها هي نامت , نامت كالأطفال , ولم تفتقده قبل ان تستيقظ هذا الصباح فتجد مكانه بجانبها خالياً ممهداً كما كان حين نامت.
كاذبة , هتف هاتف في داخلها بذلك , بل استيقظت عدة مرات لأنه لم يكن موجوداً , وانت ايضاً قد افتقدته !
تمتم لويس وهو يوقف السيارة فجأة " اللعنة .. فتنا المنعطف للتو..."
ثم عاد بالسيارة الى الخلف في الطريق التي اقبلا منها وظل يقود سيارته حتى وصلا الى مفترق طرق عليه لافتة تشير الى ان مكاناً اسمه لوس امينوس هو الى اليسار.
اوقف السيارة مطلقاً زفرة ضيق , ثم اخرج خريطة طرق بسطها امامه واخذ يدرسها مقطباً جبينه , فعبست هي ايضاً " ألا تعرف الى اين نحن ذاهبان؟"
-
لا.
لم يشجعها جوابه الفظ, هذا , على إلقاءمزيد من الأسئلة , لكن الحيرة تملكتها , فهو لا يضيع عن الطريق ابداً فذاكرته غير عادية.
-
كم مرة سرت على هذا الطريق ؟
كان إصبعه يتابع الخط الأحمر في الخريطة من ماربيا الى قرطبة .
-
لم اجئ قبل الآن.
إستغرق منها استيعاب ذلك الجواب لحظة, ثم لاحظت توقف إصبعه على مفترق الطريق هذا , كما افترضت وهي تنظر الى اللافتة , واخيراً سألته " أتعني انك لم تجئ اليه من ماربيا من قبل؟"

اخذ إصبعه يتحرك مرة اخرى متابعاً الخط الى اليسار حيث كان اسم قرطبة.
-
عنيت انني لم اجئ الى هنا قط.
ووصل بإصبعه الى حيث توقف عند نقطة في الخريطة تحمل اسم فال دي لوس انجلس.
فوجئت بقوله هذا فالتفتت اليه " لِمَ لا؟"
لم يجب, وإنما اخذ يطوي الخريطة, وعاد الصمت الذي رافقهما طول الرحلة , ليلفهما من جديد.
-
لويس ؟
اجاب متوتراً: "لأنني كنت أعلم انني شخص غير مرغوب فيه هنا"
-
لكنه بيتك؟
-
وما علاقة ذلك بكوني مرغوباً فيه؟
تبلجت الحقيقة في ذهنها, فتمتمت برقة " تلك التي قد تسممك ؟ الساحرة الشريرة المقيمة فيه؟ أرملة أبيك؟"
-
هاقد عرفت.
-
وهي .. تكرهك؟
حاولت قول ذلك برقة, لكن اطلق ضحكة ساخرة " ألا تكرهين الرجل الذي اغتصب مركز ابنك في الاسرة؟"
لدى ابيه ابن آخر؟ هل للويس أخ غير شقيق ؟ وما إن استوعبت هذا الخبر الأخير حتى كان لويس يستدير بالسيارة , كان امامهما طريق طويل مترب متعرج إندفع لويس فيه, وفي هذه الفترة , لم تستطع ان تفعل شيئاً بسبب الجو الذي أشاعه راكباها فيها. والسبب ان هناك مئات من الأسئلة التي يريد كل منهما ان يلقيها على الآخر الذي يكره ان يجيب.
-
لماذا ورثت انت , دونه؟

اجاب ساخراً:" هل يمنع ذلك انني انا غير شرعي وهو ليس كذلك؟"
احمر وجهها قليلاً لهذا الجواب الوقح. قد يكون لويس متحفظاً الآن , لكنه لم يكن كذلك منذ سبع سنوات , لقد كان حينذاك, صريحاً جداً بالنسبة الى شخص نشأ دون أب , وعاش في بيوت فقيرة شبه متداعية في نيويورك مع أم كافحت كثيراً في سبيل العيش . كانت تعلم ان امه ماتت وهو في التاسعة من عمره فقط, وانه عاش بقية صباه في المؤسسات الخيرية.
-
اختارني لأنني املك ثروة كبيرة بينما الأسرة مفلسة .
وبمعن آخر , اختاره الأب وريثاً له لأنه رآه مناسباً وليس رغبة منه في ذلك, ولم تستغرب مايبدو لويس عليه من مرارة وسخرية , وسألته " وماذا حدث لأخيك غير الشقيق و أمه ؟"
ازداد وجهه صلابة:" الحرمان والإهمال اللذان تركوني فيهما معظم حياتي"
لا عجب اذن ان يمتنع لويس طوال هذه الفترة عن استلام إرثه , فهو ليس غبياً , ويعرف تماماً ما ينتظره , لكن سؤالاً واحداً بقي لديها لم تشأ ان تتركه" و زواجنا ؟ ما علاقته بكل هذا؟"
ظنت لحظة انه لن يجيب , فتوتر فمه وبدت الصلابة في نظراته المركزة على الطريق امامه , ثم اجاب " زواجنا هو الوسيلة التي اطردهم بها من البيت , فحسب قرار والدي , يمكنهما ان يعيشا في المنزل حتى أتزوج"
عادت قسوته الى الظهور , وبدأت كارولين تشعر بالأسف على اسرة لويس. وتملكها شعور فظيع بأن ليس لديهم فكرة عن طبيعة الرجل القادم اليوم للاجتماع بهم, وإلا لحزما امتعتهما وخرجا قبل وصوله.
سألته بصوت أبح " ألم تسمع قط بكلمة الغفران؟"
-
يُعطى الغفران عادة لمن يريده.
كان جوابه بارعاً ذكياً, ولكنه جعلها ترتجف, وكان ان التزمت بعده بالصمت. ولم يتكلما مرة اخرى حتى وصلا الى قرية أمينوس الصغيرة الهادئة " سنتوقف هنا لتناول الغداء"

لم تعترض كارولين , فالحقيقة انها بدأت تشعر بالعطش والتصلب , ولا بأس باستراحة قصيرة تقويهما على متابعة السير الى حيث لا تعلم.
وجد لويس مقهى صغيراً امامه موائد خشبية قابعة تحت مظلة باهتة الرزقة, اوقف السيارة وترجل منها يتمطى, وانتظر ان تلحق به كارولين , لم يكن الخان هذا مكاناً عصرياً, لكن الخبز وطبق السلطة الطازجة كانا لذيذين.
طلبا دجاجاً وجلسا يأكلان , لكن الصمت ظل السائد بينهما, تناولت قطعة خبز اخرى وهي تسأله , فقط لتخترق هذا الصمت " كم بقي أمامنا لنصل ؟"
اجاب باختصار وهو يتناول الخبز " بعض الوقت "
كان النهار حاراً والهواء رطباً.. لقد كذبت اذا قالت انها نامت جيداً الليلة الماضية , فالآن تأثير عدم النوم يسري فيها , سألها :" متعبة ؟"
-
إنها الحرارة و الرحلة , اين نمت الليلة الماضية ؟
كادت تقطع لسانها وهي تلمح البريق المفاجئ في عينيه.
تمتم برقة : " هل افتقدتني؟"
-
لا , لقد نمت كلوح خشب.
قال بصوت اجش " حسناً , أنا افتقدتك"
رفعت بصرها بحذر تظنه يمزح, لكنه لم يكن كذلك. وسرعان ماتغير الجو بينهما , فقد اخذ ينظر اليها نظرة عميقة مشبعة بالرغبة.
حولت نظراتها بسرعة لأن مشاعرها توترت وقلبها اخذ يخفق.
قال :" يمكننا ان نذهب الى مكان ما"
فكادت تختنق بالخبز , أتراه قال حقاً ماسمعت ؟
-
عليك فقط ان تقولي نعم .
آه , هذا غير معقول .
همست " لا , يا لويس."
واخطأت اذا عادت تنظر في عينيه.
اذا التهبت مشاعرهما , كان يريدها , يريدها الآن , وقالت بصوت خافت " كف عن ذلك"
وشعرت بوجنتيها تتوهجان , ومدت اصابع مرتجفة الى طبق السلطة, وإذا بيدها تصطدم بيده التي كان يمدها اليها .
وكأنما مست شريطاً مكهرباً , فأبعدت يدها بسرعة وهي تشهق بحدة . وفعل لويس اكثر من ذلك , فقد اطلق شتيمة قصيرة بصوت خافت , ثم هبّ واقفاً.
لم تعرف ما الذي حدث بينهما , فقد دس يده في جيبه , واخرج بعض النقود التي ألقاها على المائدة قبل ان يمدّ يده ليمسك بيدها.
وهذه المرة لم يكن ثمة مجال لنزع يدها لأنه لم يسمح لها بذلك, فقد ارتد على عقبيه يسير بخطوات واسعة , في الطريق الترابي تحت اشعة الشمس يجرها خلفه وكأنها ولد متمرد يريد ان يعاقبه .
ارادت الاحتجاج .. ان تسأله الى اين يأخذها فالسيارة واقفة في مكان آخر! لكن العنف البالغ الذي كسا ملامحه لم يجعلها تجرؤ على النطق.
وقف فجأة وهو يشد على يدها, ثم استدار ليدخل الى ردهة فندق صغير.
-
لويس.. لا.
استطاعت اخيراً ان تقول هذا , لاهثة لأنها ادركت مايريد. لكنه تجاهلها كلياً , بدا وكأن شيطاناً يسوقه . كان وجهه متوتراً وفكه منقبضاً, وشعرت بوجنتيها تتوهجان خجلاً , وهو يفاوض في استئجار احسن جناح في الفندق بسعر الساعة.
كان الأمر فظيعاً , اكثر المواقف التي مرت بها في حياتها إرباكاً.

اخيراً اعطاه الموظف المفتاح فاتجه الى الدرج, وعندما اخذ يصعد , جارّاً إياها خلفه , قالت بصوت مختنق:" لا اصدق انك تفعل هذا "
لكنه لم يزعج نفسه بالجواب, فقد كانت ملامحه من العنف بحيث شعرت بالخوف وهو يقودها الى فسحة السلم ثم يفتح باباً ويدفعها الى داخله.
كان الفندق صغيراً وبسيطاً, ولم يكن في الغرفة أكثر من سرير و منضدة وكرسين, ولم يكن هناك مكيف يلطف الحر الخانق, ولكن ما إن انغلق الباب خلفهما , حتى فقدت الاهتمام بمظهر الغرفة , إذ كانت مخطوفة الأنفاس.
سألته وهي تخلص يدها من يده اخيراً " ماذا أصابك ؟"
لم يجب ولم يكن بحاجة الى ذلك, لأنها علمت ماحدث له , فقد كان ذلك مرتسماً على وجهه.
وقفت مبهورة الأنفاس , تنتظر ما سيحدث , وهي ترى النار و الثلج يمتزجان فيه .. النار في عواطفه المحمومة , والثلج كوسيلة يتحكم فيها في نفسه , كل ذلك حرك في كيانها مالم تكن تعلم بوجوده .
-
لويس , هذا ليس...
لكنه امسك بمعصميها يقطع عليها حديثها, ثم وضعهما حول عنقه , كان يتصرف بعنف وقوة في المشاعر لم تعرف معه ما إذا كان شعورها بالإثارة سببه هذا, أم الخوف المجرد. لكنها لم تحاول الهرب منه , وكان في ذلك الجواب على حيرتها.
-
لويس..
همست بذلك بعجب .. فهي لا تفهم هذا الرجل مقدار ذرة. فهو, احيانا , بارد للغاية , قاس في مطالبه , لكنه الآن مختلف , وكأنه يبدو مرغماً.
-
أنا بحاجة اليك .

كان هذا كل ما قاله قبل ان يحني رأسه ليعانقها بنهم , وبعد ذلك لم يعد أي شيء مهماً.
كان السرير ينتظر , وعندما استلقيا عليه , عبقت رائحة الملاءات النظيفة المنشأة حولهما .. رائحة زادت , بشكل ما, في بهجة كل شيء , رغم ان كارولين لم تفهم السبب.
مرّ بهما الوقت بسرعة , ونسيا الى اين كانا ذاهبين .. او ربما تناسيا , فهذا لم يبد لهما مهماً.
بقيا في الفندق طوال العصر وقد ناما فترة , في احد الأوقات جرؤت على السؤال " لماذا , يا لويس؟ لماذا نحن هنا بهذا الشكل؟"
اجاب متذمراً" انت دوماً تسألينني (لماذا)"
-
هذا لأنك دوماً تفاجئني بأمور لا اتوقعها.
قال مكشراً" حسناً, أليس الجواب هذه المرة واضحاً ؟ فأنت , من الجمال , بحيث لا أتمكن من مقاومتك .. ومن الإغراء بحيث لا استطيع ضبط نفسي في رحلة معك دون التوقف اثناءها ..."
وانحنى يقبلها , لكنها تعلم ان قوله هذا وإن كان يرضي غرورها ليس هو السبب الحقيقي لوجودهما هنا.
لقد أثارت شيئاً ما اثناء الغداء حين ألمحت الى افتقادها إياه الليلة الماضية . وتمنت لو بإيمكانها ان تفهم ذلك الشيء , لأنها , عند ذلك, قد تستطيع فهم لويس.
واخيراً قررا كارهين , ان يستأنفا المسير ليصلا قبل حلول الظلام . خرجت للاستحمام , وعندما عادت وجدت الشمس قد تحولت عن هذه الناحية من المبنى ففتح لويس النافذة ليدخل الهواء النقي , وكان يقف بجانب منضدة عليها صينية تحتوي على طبق شطائر و إبريق ماء مع الثلج.
-
همم.. أرى ان صاحب الفندق شغل نفسه.
التفت اليها باسماً وهو يملأ كوبي ماء , وقال " لم نكمل الغداء , في الواقع, وبما ان العادة في اسبانيا ان يتأخر العشاء , فقد فكرت في طلب طعام خفيف قبل الرحيل

"

اخذت قطع الثلج تقمقع وهي تنزل من الإبريق الى الكوب , فجعلها سماع ذلك تتقدم نحو الطعام. لم تدرك مقدار ماهي عليه من عطش حتى سمعت هذا الصوت , وقالت وهو يناولها كوباً " شكرا "
فقال :" هذه شطائر جبن و زبدة وعسل , تفضلي"
ثم ذهب بدوره الى الحمام تاركاً كارولين تصب الماء وتنظر حولها .
ماكان من قبل مجرد ظلال غامضة مغرية , بدا الآن اشكالاً ممتعة في الضوء المتدفق من النافذة. لون جدران الأخضر الباهت بدا عليه تقادم الزمن, والبسط , المشغولة يدوياً كانت تغطي الأرض. والسرير بدا قديم الطراز, اما المصباحان الموجودان على جانبي السرير , فقد يجلبان ثمناً جيداً في سوق بضائع ما قبل الحرب.
هذه مهنتها , بهذه فكرت ساخرة وهي تختار شطيرة وتجلس على كرسي لتأكلها , ولأن المصباحين اعجباها اخذت تفكر في الثمن الذي يمكن دفعه فيهما , ومن ثم انتقلت افكارها الى مكان آخر لم تكن تريد التفكير فيه حالياً.
احبت الغرفة بشكل عام , وادركت السبب لأن هذه الغرفة ستبقى دوماً في ذاكرتها , إنه المكان الذي وجدت فيه سكينة النفس مع لويس. فهي تحبه وتريده وتريد ان تبقى له زوجة مهما كان نوع استغلاله لها في الماضي , او في الحاضر .
قد لا يستطيع لويس ان يبادلها الحب, ولكنها تعلم على الأقل انه يرغب فيها بكل جوارحه وهي مستعدة للعيش معه على هذا الاساس .
عاد الى الغرفة بعد ان اغتسل وارتدى ثيابه , فخفق له قلبها.
تناول شطيرة وجلس على الكرسي الأخير وهو ينظر حوله : " إنه ليس قصراً"
قالت باسمة " لكنه حسن, انا احب الفنادق الصغيرة المنعزلة مثل هذا"
فقال ساخراً" التي هي عكس فنادق الخمس نجوم المكيفة المرفهة ؟"
-
لهذه الأمكنة روحاً, فهي تخفي في خزائنها المظلمة اسراراً.
قالت ذلك باسمة وهي تفكر بأسى , بأنها أشبه بسرّها.
-
يمكنها ان تحدث عن قصصمضت , هذه الكراسي مثلا, من اول من جلس عليها ؟ من أهرق محبرته على هذه المنضدة الرائعة ؟
قالت ذلك وهي تمر بيد رفيقة على البقعة السوداء.
-
أتراها امرأة ؟ هل كانت تكتب رسالة وداع لعاشقها وقد اعمتها الدموع فاصطدمت يدها بالمحبرة ؟ أم هو رجل؟
قالت ذلك برقة فائقة وقد شردت عيناها وهي تنسج قصة بطريقة يعرفها أبوها , لأنها كانت تقوم بها على الدوام, لكنها كانت جديدة على لويس, فسمرته وهو ينظر الى تلك الرقة في وجهها ويستمع الى صوتها الحالم.
-
أتراه كان مستغرقاً في كتابة روايته الشاعرية الطويلة بحيث اهرق الحبر أثناء شروده ؟
قال ساخراً:" الشيء نفسه قد يحدث في فندق بخمس نجوم"
لكن كارولين هزت رأسها" لو اهرق الحبر على هذه المنضدة في احد فنادقك لاستبدلت بمنضدة جديدة في طرفة عين, ليس في ذلك روح , يا لويس , لا روح ابداً"
قال باسماً " انت تحبين , إذن كل الأشياء القديمة خاصة العائب منها "
-
احب أشياء قديمة , عائبة احياناً, كما احب الجديدة اذا أوحت لي بقصص , احب الشعور بالمتعة.
-
حسناً, بإمكاني ان اعدك بالمتعة في المكان الذي نحن ذاهبان اليه ؟

عادت السخرية فجأة , فمدت كارولين يدها تمسك بيده وهي تقول ضارعة :" لا, يا لويس .. لا تفسد ذلك"
نظر الى يدها على يده , وبقيت ملامحه متحجرة لحظة ما لبث ان تنهد بعدها وهو يقلب يده ليمسك بيدها , ثم وقف وجرها لتقف معه.
كان عناقه رقيقاً وكأنه يعتذر اليها.
اقتربت منه لتعانقه طويلاً, تراجع وقال وملامحه مغلقة " علينا حقاً ان نذهب"
وادركت ان الوقت الذي انسجما فيه كل الانسجام انتهي



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 11:59 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8 - قصر الكونت

بعدما تجاوزا لويس أميتوس قطعا مسافة عشرين ميلاً اخرى قبل ان يصلا الى وجهتهما . وكانت المناظر حولهما تتغير كلما تقدمت السيارة , من سهول متبطحة بين التلال المنخفضة الى تضاريس طبيعية وعرة , حيث تتخذ التلال شكل الجبال المغطاة بالغابات.
تغير ايضاً نوع الطريق التي يمران عليها , اذا ضاقت كثيراً حتى كادت لا تتسع إلا لسيارة واحدة خاصة عندما بدأت السيارة بصعود مرتفع شاهق شديد الانحدار كان يحتضن جبلاً من ناحية تاركاً منحدراً صخرياً يهبط في واد عميق مكشوف على ناحية اخرى.
سألته كارولين وقد شعرت بأنهما لن يصلا ابداً:" كم بقي لنا لنصل ؟"
اجاب وقد عاد اليه التوتر واشتدت قبضته على عجلة القيادة.
-
الوادي التالي.
فكرت بصمت انه لا يريد العودة الى هنا . لا يريد ان يقابل اناساً سبق ان صمموا على الكراهية والعداء له , وكان ثمة نذير سوء و الجوّ اصبح بارداً وهاهي ترتجف وتدعك ذراعيها العياريتين , عندئذ سارع يشغل جهاز التدفئة قائلاً" كان عليك ان تحضري معك سترة "
ابتسمت آسفة " لو كنت اعلم الى اين نحن قادمان , لفكرت في ذلك"

- هناك دثار في المقعد الخلفي اذا كنت ...
-
بل أنا بخير.
طمأنته برقة, متمنية لو كان بمقدورها وصفه بالشيء نفسه , لكنه يعيد عن ان يكون بخير , فتملكها القلق , إذ كلما ازداد صعوداً , ازداد توتراً.
قالت مقترحة " يمكنك دوماً ان تقوم بلفتة ودية وتسلم كل شيء لأخيك غير الشقيق ثم تترك كل شيء"
هز رأسه قائلاً:" هذا ليس وارداً"
-
ألأنك تشعر بأنه مدين لك بالسنوات التي كنت لا تملك فيها شيئاً بينما هو يملك كل شيء؟
-
بل لأنه فقط ليس وارداً.
كرر ذلك بصوت متوتر أنذرها بأنها تنخس بالعصا حيواناً شديد الخطر.
تنهدت ولاذت بالصمت , وكانا الآن يسيران بين جبلين مرتفعين. ورأت كارولين انهما اذا لم يصلا الى الوادي بسرعة, فالمكان الوحيد الذي يبقى لهما هو الذي مابعد ذلك الجانب من الجبل لأنهما لن يستطيعا الصعود أكثر من ذلك. ثم, ودون إنذار حدث الأمر اخيراً, فقد استدار حول منعطف حاد ليجدا نفسهما فجأة يسيران في شق في الجبل .. ولاح لهما القصر.
كان أجمل مكان رأته كارولين في حياتها . قالت بصوت خافت " أوه , يا لويس !!"
اما هو فبدا عليه الجمود عدة لحظات .. قبل ان يوقف السيارة .

جلسا بعد ذلك لا يفعلان شيئاً سوى التحديق برهبة , مخطوفي الأنفاس.
انه قصر فال دي لويس انجلس .. مستحيل ان يكون غير ذلك, قالت كارولين في نفسها إنها تراه في اجمل اللحظات حيث شفق الغروب يتدفق كاللهب فوق المنحدرات المعشوشبة, مضيفاً على مناظر قعر الوادي الفسيح لمسات سحرية.
تحتهما مباشرة , كانت مجموعة من المباني البيضاء التي صبغتها حمرة الشفق , قائمة حول كنيسة صغيرة قامت وسط ساحة القرية , ومن هناك , في موازاة الوادي كان جدول ماء يتسلل برقة قرب طريق مشجر.
وهناك, انتصب امامهم القصر وكأن كل حكايات الجن الخرافية قد حدثت فيه. كان قصراً ابيض الجدران , سقفه من القرميد الأحمر , ذا ابراج اسطوانية وجسر يجري تحته جدول المياه , وينتهي امامه الطريق الترابي.
همست كارولين " إنه الجمال بعينه"
وتصلب جسم لويس بحدة, وكأن صوتها أيقظه من حالة ذهول , لكنه لم ينطق بكلمة , بل تحرك بالسيارة التي سارت بهما مرة اخرى وقد احاطت به موجة جديدة من التوتر ابقت لسان كارولين معقوداً.
لم يكن النزول الى الوداي مخيفاً كالصعود اليه. وبدلاً من المنحدرات المخيفة , اخذا يهبطان بشكل متعرج عبر جلال مزروعة انتشرت على جابني الطريق , وكلها خضراء خصبة.
استقرت بهما الطريق اخيراً في قعر الوادي خلف القرية مباشرة. وكان دخولهما الى القرية شيئاً مختلفاً تماماً, كان الناس خارج بيوتهم يتمشون او يتحدثون الى جيرانهم , بينما الكلاب تنبح حول اطفال يلعبون, إن الأمر أشبه بدخولهما عالماً آخر . وبدا كل شيء في هذا المكان , غير حقيقي , الناس البسطاء السود العيون و الشعر , والبيوت البيضاء الحسنة بأبوابها و نوافذها المتألقة الألوان .
و ازداد هذا الاحساس مع وقوف الأشخاص في الطريق يحدقون اليهما وهما يمران بهم.
فكرت كارولين في انهم يعرفونهما , او على الأقل يعرفونه هو . واستغربت وهي تراهم يحدقون بفضول من نوافذ السيارة الى جانب وجه لويس المتجهم .

قالت بهدف التخفيف من كل هذا التوتر :" هل علي ان ابدأ بمنادتك بقلب كونت الآن؟"
فأجاب متجهماً:" جربي لقب الابن غير الشرعي "
وهنا فرغ صبرها , لأن لويس وهو مشغول بالتفكير في نشأته , لم يكن يرى مايراه هؤلاء الناس وهم ينظرون اليه . لقد كانوا يرون وجهاً لطيفاً اسمر متكبراً لشخص منهم , كانوا يرون شعرهم الأسود الحريري وبشرتهم السمراء وعيونهم البنية الداكنة تقول , بوضوح تام , هوذا واحد منا , لم تكن ملامحهم ساخرة او عدائية .. او تعبر عن الازدراء حتى , بل كانوا فضوليين فقط.
إذا كان ثمة مايذكر , فهو النظرات التي تلقتها منهم, فقد كانت غريبة كلياً بشعرها الأشقر ولونها الناصع البياض وعينيها البنفسجتين , فشكلها لم يكن مألوفاً إطلاقاً.
عندما وصلا الى ساحة القرية حيث الكنيسة الصغيرة اللطيفة الشكل, انتبه الجميع الى شاب ركض يقطع الساحة الى الكنيسة . وبعد ذلك بحظة , خرج كاهن مرتدياً جينه السوداء البسيطة , كان طويلاً ونحيفاً , ذا شعر ابيض يحيط بوجهه المتغضن , اخذ ينظر اليهما, وهما يمران , بذكاء رزين شعرت معه كارولين بوخز في قلبها.
سألت بصوت مختنق :" هل هذه هي الكنيسة حيث يفترض ان نتزوج دينياً؟"
اجاب لويس " نعم "
-
ألا تظن , ان علينا ان نتوقف , او على الاقل ان نمضي النهار مع الكاهن ؟
تضمن سؤالها اللهفة واللوم معاً, لأنها لا تريد ان تجرح هؤلاء الناس وكانت واثقة من ان لويس عندما يتمكن من ان يهزم ذلك الذي يقتله ببطء فسيندم حتماً لأنه جرح اي شخص هو ايضاً.
هز لويس رأسه المتجهم , ولم يدع عينيه تتحولان عن الطريق امامه , ولو مرة واحدة, وهما يجتازان الساحة وسط صفين من المشاهدين.
ولم تبد عليه الراحة عندما تركا القرية ومرا بين صفوف اشجار الفاكهة المنتظمة من برتقال وليمون وخوخ ومشمش . سألت برهبة , وهي ترى كل مايمكن ان تقدمه الحياة من ثراء :" كيف يمكن لمكان كهذا ان يفلس؟"
اجاب لويس ساخراً:" بسبب تبذير و إسراف مالكيه السابقين"
-
لا احد يملك شيئاً كهذا, إنهم مجرد حراس له مسؤوليتهم تنحصر في العناية به بأجمعه اثناء إدارتهم له . وإذا لم يستطيعوا ان يروا مايجب ان يكون له من شرف و امتياز , فهم يستحقون ان يفقدوا حق رعايته .
قال ساخراً:" تتحدثين كسيدة املاك حقيقية , ربما علي ان ابدأ حياتي من جديد واتنازل لك عن كل شيء "
-
يمكنك ان تسخر مني كما تشاء يا كونت , ولكن إن كنت لا تستطيع فهم ما أعني , فعليك ان تفعل ذلك حقاً.
-
هل انتهت المحاضرة ؟
-
نعم, لقد انتهيت.
وتنتهدت , وهي تتساءل بضعف عما يجعلها تزعج نفسها بالاهتمام به . فهذا الرجل لا يقتنع بأي شيء لا يناسب وجهة نظره !
-
هذا حسن, لأننا وصلنا , واشعر كأنني في جهنم .
طعنها هذا الاعتراف المدهش في صميم قلبها , فالتفتت تنظر اليه فهالها شحوب وجهه وتقلص ملامحه فنظرت بشكل آلي الى حيث كان ينظر .. فارتعدت .
ذلك انهما , وهما يتبادلان الكلمات اللاذعة , وصلا الى نهاية البستان وسارا فوق الجسر المتحرك الى تحت قنطرة مدخل يخترق جداراً ابيض يحيط بأرض القصر الخاصة.

لم تر في حياتها قط شيئاً كهذا, كان يبدو مذهلاً من فوق الجبل , ولكن من هنا , من قعر الوادي وعن هذا القرب, بدا القصر السحر بعينه بجدرانه البيضاء التي غمرتها حمرة الشفق.
كان ذا جمال رائع مثير , الحدائق المنظمة, التي كانا الآن يجتازانها , تخطف الأنفاس , وطريق السيارة ينتهي الى فناء مبلط في وسطه بركة مستديرة فيها تمثال نبتون يتدفق من قمة الماء, ويحرس مدخل القصر الفسيح المزين بقنطرة.
اوقف لويس السيارة فنزلا منها دون كلمة ثم وقفا ينظران حولهما . وتمتمت تقول " يالها من حماقة !"
التفت اليها مقطباً بحيرة " ماذا؟"
-
أعني القصر , لا يبدو كما يفترض به ان يكون .
-
ما الذي جعلك تقولين هذا ؟
بدا عليه الجهد وهو يدفع بنفسه الى النطق , ولكنه ما إن فعل ذلك حتى تبدد بعض ذلك التقلص الفظيع من ملامحه.
-
انظر حولك, ليس من سبب يدعو لبناء قصر حصين هنا في الوادي, فالجبال نفسها هي التي تحصن هذا المكان , لو اردت ان تحصن ماهو لك, لكان عليك ان تقيم البناء هناك في أعلى الجبل الذي جئنا عن طريقه , هذا..
وأشارت برأسها الى القصر :" أقيمّ لكي يرضي غرور شخص غريب الأطوار"
وعادت تنظر الى القصر " إنها حماقة , لكنها حماقة رائعة "
وأضافت لنفسها , ان هذه الأسرة اخطأت في دفع نفسها الى الإفلاس نتيجة بذخها وإسرافها , ولكنهم على الأقل احتفظوا بالقصر الذي اصبح الآن ملكاً للويس , ونظرت من فوق السيارة الى هذا الرجل الذي هو مزيج معقد من ثقافات مختلفة جعلته يخفي شخصيته الحقيقية ولعله هو نفسه لا يدري ماهي حقيقته بالذات.
-
إنهم يراقبوننا.
اجابت " أعلم هذا "
نعم لقد شعرت بأعين تخترق جسدها من خلف زجاج النوافذ منذ اللحظة التي نزلا فيها السيارة .
-
ما الذي تريد ان تعمله الآن ؟ تقرع الباب وتطالب بالبيت ؟ أم تتصرف بشكل أكثر تهذيباً وتنتظر حتى يدعوننا الى الدخول؟
وفيما كانت تقول ذلك ساخرة, انفتح الباب خلف التمثال الكبير نيتون , خفق قلبها , وخلفها بجانب السيارة سمعت قدمي لويس تحتكان بالحصى , ودون ان تفكر , دارت حول السيارة ووقفت بجانبه.
عند ذلك, بدا رجل في عتبة الباب , كان قصيراً نحيفاً كبير السن , لا يبدو في ملامحه ما إذا كان يرحب بهما ام يدخلهما , كارهاً الى حرم القصر المقدس .
فقالت كارولين برقة :" حان وقت المواجهة "
-
هذا مايبدو.
وافقها على ذلك ثم امسك بيدها وكأنه يريد ان يسندها معنوياً, ولكم شعرت بالراحة وهي ترى لويس فازكيز العنيد يعود مرة اخرى ليحل مكان ذلك المتوتر المتضايق الذي انتهى امره .
دار حول النافورة معاً ثم صعدا الى الباب . وتمتم الرجل العجوز بجمود وهو يحني رأسه قليلاً" مرحبا بكما . تفضلا بالدخول من هذا الاتجاه"
وقف جانباً ليتمكنا من الدخول امامه , وعندما انغلق الباب خلفهم وجدا نفسيهما في مدخل فسيح مبني من الحجر ومن خشب السنديان وامامهما سلم حجري يبلغ اتساعه ثماني اقدام . كانت الجدران الخشنة مكسوة بالجص مطلية باللون المشمشي , فأضفى ذلك دفئاً الى مظهر الضيافة الباردة التي ينطق بها المكان .

بدأ قلب كارولين يخفق, لكن قبضة لويس اشتدت على يدها , كان معتاداً على قاعات الاستقبال الواسعة .. معتاداً على الوقوف بين الاشياء الرائعة الجمال . لكن الأمر هنا مختلف , فهنا ماضيه يواجه حاضره . حتى هي نفسها , التي عرفت دوماً مكان جذورها , شعرت بمدى اهمية هذه اللحظة بالنسبة اليه.
ومع ذلك, كان صوته هادئاً رقيقاً وهو يلتفت الى الرجل قائلاً:" من انت ؟"
سأله بلهجة الكونت النبيل الأصل , ماجعلها تشعر بالفخر به وهي التي تعرف مايشعر به في داخله.
اجاب الرجل باحترام " انا بيدور , يا سيدي , رئيس الخدم "
لم يبدُ في صوته إدانة للويس كونه ابن فاركيز غير الشرعي. وكان الرجل يتابع قائلاً:" ارجو منكما ان تتبعاني ..."
ثم قادهما على أرض حجرية ملمعة مارين ببذلتين من الدروع و كأنها تحرس السلم . كما كانت هناك قطع فنية منتشرة في كل مكان في الردهة جعلت رأسها يدور وقد استيقظت فيها روح المهنة , وكأنما احس لويس بذلك , فسألها متكاسلاً:" هل هنا مايكفيك من روح المهنة ؟"
-
شيء ممتع .
قالت ذلك باسمة وهي تقترب منه عندما فتح بيدرو باباً ضخماً ثم انحنى لهما بأدب يدعوهما الى الدخول :" السيد لويس فازكيز و زوجته"

اعلن ذلك لمن في الداخل , ولم يفت كارولين ان رئيس الخدم لم يشر الى لويس بقلب الكونت .
وإذا كان لويس لاحظ هذا الإغفال , فهو لم يظهر ذلك . كانت ملامحه مسترخية ويده تمسك بيد كارولين , و خطواته الواسعة تجتاز غرفة الجلوس الرائعة الجمال , حيث تحتل مدفأة ضخمة الجدار بأكمله تقريباً, وهناك وقفت امرأة تنتظر قدومهما .
كانت صغيرة الجسم رشيقة سوداء الشعر والعينين , ترتدي طقماً ذا لون رمادي فضي مظهره الفولاذي يشبه التعبير البادي على وجهها وهي تبادل لويس نظرته الباردة .
مضت لحظة طويلة مخيفة , بعد ان خرج بيدور مغلقاً الباب خلفه , لم ينطق احد اثناءها بكلمة , واخذ الإثنان يتفرسان في بعضهما بعضاً, وكارولين تشاهد ما يحدث حابسة انفاسها .
نطقت المرأة اخيراً:" مرحباً"
اجاب بلهجة رسمية متكلفة :" تشرفنا , يا خالتي.."
وقطبت كارولين حاجبيها وهي تفكر في السبب الذي يجعل لويس يناديها بكلمة خالتي! فمن المؤكد انها زوجة ابيه .
-
تبدو شبيهاً بأبيك.
-
وانت تشبهين أمي, لكن صحتك افضل بكثير مما كانت عليه صحتها حين رأيتها للمرة الأخيرة .
كان حديثاً تجمد برودته الدم , وكذلك حلاً للغز الذي حيرّ كارولين فهذه المرأة اخت والدته . ولا عجب ان تشتد قبضته على يدها . ما الذي حدث هنا منذ ثلاثين سنة؟
ثأر و ثراء.. تذكرت الآن فجأة ما قاله مرة . وبدأت تفهم ما حدث , واكثرها يدور حول اختين , ورجل واحد , وكل هذا.
مسّ وجه المرأة شحوب طفيف . لكن عينيها لم تطرفا , واجابت :" كانت سيرينا شاعرية حمقاء, يا لويس, وانت لن تجعلني اشعر بالذنب لالتقاط ما داست عليه بغباء"
اجفلت كارولين حين كاد لويس يسحق اصابعها , لئلا يتصرف لويس بعنف , قالت له بمرح " قدمني , يا لويس "
مضت لحظة ظنت فيها انه سيتجاهلها , لكنه قال باقتضاب " كارولين , هذه اخت أمي و أرملة أبي, الكونتيسة دي فازكيز "

بادرت المرأة المتصلبة الوجه بابتسامة مشرقة :
-
مرحباً ما أشد سروري لقدومي الى هنا, القصر رائع الجمال , أليس كذلك؟ لكنني لا اظنه قديماً جداً.
ادركت انها تثرثر كالمعتوهة , لكنها لم تهتم بذلك ما دام بإمكانها تغطية العداء الذي يتسلل بينهما.
-
يبدو من طراز القرن الحادي عشر , ولكنه على ما اظن يعود الى القرن السادس عشر فقط.
فجأة تدخل صوت قائلاً :" بل السابع عشر , تملكت جدنا يوماً نوبة غضب لكرامته الجريحة لأن رجلاً آخر فاز بيد سيدة معينة بسبب كبر حجم بيته , وكان ان قرر جدي بناء القصر هنا في الوادي وبنى لنفسه هذا البمنى المهيب, ثم تزوج شقيقة تلك السيدة الصغرى و التاريخ في هذه الأسرة يعيد نفسه دائماً, كما ستعلمان حالاً.
جمدت كارولين في مكانها عند سماعها هذا الصوت المألوف لديها , ثم ظهر رجل طويل اسمر جذاب من الناحية الأخرى لغرفة الاستقبال المستطيلة .
توقف ثم ابتسم وهو يرى ملامحها الذاهلة ثم تجاهل لويس كلياً وتابع بالثقة بالنفس ذاتها , تلك التي نفرت كارولين منه كثيراً عندما رأته للمرة الأولى , قائلاً:" فيليب دي فازكيز , في خدمتك سيدتي "
إنه الرجل الذي قابلته في المصعد في فندق لويس في ماربيا , وابتسم لها بتكاسل " لم نصل قط الى حد التعارف , أليس كذلك؟"
-
نعم , يا سيد...
أقرت بذلك ولم يجعلها تصافح يده المدودة إلا التهذيب , وكانت يده باردة ناعمة .
-
فيليب , من فضلك , بتنا من اسرة واحدة على كل حال .
اقتربت قليلاً من لويس ويدها تتوتر في يده بشكل غريزي .
ادركت وهي تقارن بين قبضة لويس الساحقة ليدها , وقبضة اخيه نصف الشقيق الناعمة ليدها الأخرى, ادركت اي القبضتين تشعرها بالأمان , لكنها عادت فتذكرت آخر مرة قابلت فيها هذا الرجل , وما احست به حينذاك من انها إذا حاولت الهرب منه , فقبضته ستشتد بشكل مؤلم.
قالت بأدب:"فيليب"
ثم سحبت يدها من يده وبسطتها على صدر لويس , كان هذا منها إعلاناً واضحاً عن علاقتهما الحميمة بشكل لم يغفل عنه حتى لويس , وقالت باسمة " لويس , أليست هذه مصادفة غريبة ؟لقد قابلت اخاك في الفندق ولم يكن لديّ فكرة انه قريب لك"
قال لويس بلهجة مطاطة:" نعم, يالها من مصادفة!"
كانت لهجته اكثر نعومة وكسلاً من ان تكون حسنة , ولأنها تعرف لويس وطبعه , تعرف انه كلما اشتد غضبه كلما ازداد هدوءاً.
هل ادرك فيليب ذلك يا ترى؟ هذا مافكرت فيه عندما تحولت عينا فيليب اخيراً لتشتبكا بعيني اخيه الذي طال ضياعه , وقال باسماً :" إذن, فقد اجتمعنا اخيراً"
اخيراً ؟ صدمت كارولين هذه الكلمات . لقد رأت فيليب في الفندق وهذا يعني ان لويس رآه . ألعله لم يره وقتذاك ؟ او يعلم بوجوده هناك.
ويبدو انه لم يكن يعلم بوجوده , إذ اجاب لويس بجفاء :"ربما ليس قبل الوقت المناسب"
اصبح الجو فجأة معقداً بفوضى المشاعر التي اضطربت في انفسهم , هم الثلاثة .
كان هناك ثلج .. ثلج كثير وفضول كبير .. كان هناك خصومة مشتركة تولدت عن منافسة اخوية متفجرة حيث اخذ الرجلان يقومان وزن بعضهما بعضاً.

لم تتأكد ايهما كان الفائز في تلك المعركة الصامتة لكنها تعلم بشكل مؤكد ايهما في مركز القوة بصرف النظر عن الحركة الفكرية.
-
مرحباً بك في بيتك يا لويس.
قال ذلك بابتسامة فيها شيء من السخرية ادركت هي منها ان فيليب اقر لأخيه الشيء نفسه , مسلماً له بالتفوق و متابعاً:" مع التمنيات بأن بأن تكون السنوات العشرون القادمة من حياتك , اسعد و أقوى حظاً من سنواتك العشرين الأولى ..."
وكان هذا قولاً قاسياً شهقت له حتى أمه. وهذا مافعلته كارولين وهي تقبض على قميص لويس بأصابع متوترة , وكأنها تحاول ان تهدئ الوحش قبل ان يقفز.
لكن لويس , لدهشة كل منهم , ضحك قائلاً " فلنأمل جميعاً هذا ..و إلا وقع هذا المكان في متاعب جمة"
وربح لويس الجولة , لكن الظاهر انه لم ينته بعد إذ تابع بصوت هادئ :" وهذا يذكرني بأنني بحاجة ماسة الى التعرف الى هذا المكان قبل زفافنا الديني الأسبوع القادم , فهل نبدأ بجولة في الانحاء قبل ان نجلس للقيام ببعض الحسابات المتعلقة بالمنزل ..؟"




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.