آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree24Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-17, 09:49 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




10–لقاء مصيرى
فى صباح اليوم التالى شعرت لوسي بقلبها يقفز فى صدرها, و هى تنظر إلى ماكسيمو, الذى جلس قربها على المقعد الخلفى فى سيارة مازرتى كواتروبورت.
"لا استطيع ان اجبر الكسندر على توقيع هذه."
هزت الاتفاقية القانونية التى تنهى حقوق الكسندر كـ والد لـ كليو إلى الأبد, ثم وضعتها بغضب فى حقيبتها المصنوعة من جلد التمساح, و هى تتابع: "انا اخبرك بذلك منذ الآن. ما ان اعرض عليه صورة كليو, حتى يعود إلى رشده, و يطالب بحقوقه الكاملة كـ والد لها."
"أنا سعيد لأننى تمكنت من إقناعك بعدم اصطحاب الطفلة, كى لا يرفضها وجها لوجه."
"لن يرفضها ابداًً!"
مالت لوسي إلى الأمام لتلوح لإبنتها مرة اخيرة, كانت كليو تراقبها من بين ذراعى إميليا قرب النافذة فى الطابق العلوى.
تطوعت الفتاة بحماس ة شوق لرعاية الطفلة لساعات قليلة, كما ان كل فريق العمل فى المنزل مستعد لأى مساعدة ضرورية. مع ذلت بقيت لوسي تشعر بالقلق لإبتعادها عن ابنتها, لكنها ادركت ان ذلك افضل لها.
"انتِ تتصرفين و كأنك مازلت تحبينه."
نبرة ماكسيمو الحاسمة جعلتها تجلس بعنفوان فى مقعدها, بينما كان السائق ينطلق بالسيارة المازرتى بتعومة و سرعة عبر بوابة الفيلا.
"بالطبع, أنا لا احبه!"
"لماذا تصرين إذن على قول انه سيكون والداً محترماً."
"إنه والد كليو, و لا استطيع ابعاده عنها."
بدت لوسي حزينة و هى تحدق عبر النافذة فى ذلك الصباح المشمس الصافى, امضت الليل كله ترتجف على الجانب البعيد من سريرهما, و هى تصغى إلى انفاس ماكسيمو بقربها, و ترغب فى الاقتراب منه, لتشعر بالراحة بين ذراعيه. لكن لو فعلت ذلك, فستُقدم على اكثر الاعمال خطورة فى حياتها. لم تنم للحظة واحدة, و الظلال السوداء تحت عينيها خير دليل على ذلك. فى المقابل, و كما يبدو بوضوح, لم يعانى ماكسيمو من اى مشكلة فى النوم بجوارها....
رأت الفيلا المهدمة القديمة. بدت بيوت القرية لامعة كـ الماس الأبيض فى الشمس, أما هذا المكان المنعزل فبدا مليئاً بالظلال السوداء. من خلال الظلال, تحرك شيئاً ما. اتسعت عيناها ما ان رأت رجلاً عجوزاً رمادى الشعر, يرتدى رداءاً قديماً, و يمشى متعثراً نحو المدخل. كان الرجل يصرخ و ينادى باللغة الإيطالية, و يلوح بيده برعب.



استدارت لوسي لتحدق به من خلال النافذة الخلفية. قالت, و هى تمد يدها لتمسك بكتف السائق: "توقف! من فضلك توقف!"
نظر السائق إلى ماكسيمو, فهز الأمير رأسه بالرفض.
"اعتذر براتسيسا."
قال السائق ذلك بنبرة اعتذار, ثم تابعت السيارة سيرها بسرعة على الطريق. نظرت لوسي عبر النافذة الخلفية إلى الرجل العجوز فى وسط الشارع, ثم استدارت إلى الأمام, و سألت: "ألم ترّ ذلك الرجل العجوز يناديك؟"
اجاب ماكسيمو بنبرة هادئة, إلا انها لا تخلو من الانزعاج و السأم: "لأم يكن ينادينى."
اخرج جهاز كمبيوتر من حقيبة جلدية سوداء و تابع: "إنه يريدكِ أنتِ."
شهقت: "أنا؟ لماذا؟"
قال ماكسيمو: "ذلك الرجل كارا, هو جدك."
"جـــــدى؟!"
شهقت قبل ان تتابع: "لماذا تركته هكذا فى الشارع؟ هل أنت مجنون؟"
اعادت انتباهها إلى السائق قائلة: "توقف!"
لكن السائق استمر فى القيادة, كأنه يسمع شيئاً. امسكت ذراع ماكسيمو بيأس و هى تقول: "أطلب منه ان يتوقف! علينا انا نعود! ألا ترى انه بحاجة إلى المساعدة؟"
نظر ماكسيمو إليها, و قال بهدوء: "افضل ان اقطع يدى, قبل ان ارفع اصبع واحد لمساعدة هذا الرجل."
صدمتها نظرته الباردة القاسية, فتراجعت إلى الوراء على مقعدها. همست لوسي, و هى تفكر بالرجل العجوز الحزين فى الشارع: "كيف يمكنك ان تكون بهذه القسوة؟ إنه مريض و عجوز, و على مشارف الموت."
قال زوجها ببرودة: "من المؤسف انه احتاج إلى كل هذا الوقت."
شهقت قائلة: "ألا تملك اى عاطفة إنسانية على الإطلاق؟"
قال: "لا! غوسبى فيرازى اخذها منى منذ عشرين سنة."
شعرت بالخوف من نظرة عينيه: "ما الذى فعله؟"
ضغط ماكسيمو على يديه, و قال: "حطم عائلتى و قضى عليها."
"مـــــاذا؟"
"لا اهمية للأمر الآن, لكنه سيتحمل نتائج اعماله. مع كل ساعة بقيت له على هذه الأرض. اخذت شركته الغالية على قلبه. اخخذت عائلته, و كل ما لديه."
عضت لوسي على شفتها. ما الذى فعله جدها؟ لكن...... مهما كان ما فعله, إنه جدها.... لديها جد..... موجة من الحنان و الحماية اجتاحتها. قالت من دون ان يفكر بالأمر: "لا يمكنك ان تتوقع منى ان اتركه يموت وحيداً."
ضغط ماكسيمو على اسنانه قائلاً: "اتوقع منكِ ان تلتزمى ببنود اتفاقيتنا. اى جزء من عدم الطاعة و الاحترام لم تفهميه؟"
تمتمت: "أنه الجزء النتعلق بالحب, و هو ما لم تفهمه انت."
"هذا الأمر لا يمكن التفاهم بشأنه, لوسيا! اوضحت لك ذلك من قبل. تمردى علىّ فى هذا الأمر, او اتصلى بـ غوسبي فيرازى بـ اى وسيلة كانت, و سينتهى زواجنا على الفور."
شعرت بغصة فى صدرها. كيف يمكنها ان تخاطر بمستقبل ابنتها الآمن من أجل رجل عجوز لم تقابله يوماً؟ مع ذلك.... هل يمكنها ان تعيش برغد, و هى تعلم انه يعانى من الفقر, و يعيش وحيداً, و ليس لديه من يحبه و يعتنى به؟
ساد الصمت بينهما لفترة طويلة. بعدئذٍ قال ماكسيمو: "سنصل إلى روما بعد قليل, عليكِ ان تفكرى بذلك. هل تعلمين لماذا تخلى عنك نثورت؟"
رمشت بعينيها لإبعاد دموعها. قالت: "ترك لىّ رسالة يقول فيها إنه مغرم بامرأة اخرى."
ابتسم بسخرية, و علق: "هناك طريقة واحدة للنظر إلى ما فعله: حصل على عرض افضل. حبيبة سابقة ارادت فجأة استعادتع, انها فيوليتا انديمو رئيسته فى العمل.:
"اتعنى مصممة الأزياء؟"
"طمع ونثورت فى الثراء و الرفاهية اللذين يمكن تقديمهما له. سألته فيوليتا ان كان ارتبط بـ امرأة اخرى اثناء انفصالهما, فقال لها انه امضى السنة كلها يتعذب على فراقها."
همست لوسي غير مُصدقة: "ألم يخبرها عن زواجنا و عن ابنتنا؟"
"فيوليتا انديمو فى الخامسة و الأربعين من عمرها, و تعانى من الشك و الغيرة, بالإضافة إلى مزاج الفننانين المتقلب. إن اكتشفت ان ونثورت كذب عليها, و انه كانت لديه حبيبة جميلة و طفلة فلن تنهى خطوبتهما فقط, بل ستعمل جاهدة كى لا يحصل على اى عمل آخر. اعتقد ان هذا هو السبب الذى دفعه إلى إجراء اتفاق سري مع جدك." رفع كتفيه قبل ان يتابع: "لم يتزوجا بعد, لكن اظنه يعلم مسبقاً ان من يتزوج من اجل المال, يجب ان يتمسك بكل قرش."
توقفت السيارة فجأة, فرفعت لوسي نظرها, و تبعت نظرات ماكسيمو . رأت مرواحية تنتظر على طريق معبدة فى مكار خاص صغير, فسألت: "ما هذه؟"
"إنها سيكور سكاى 76 د."
قال ماكسيمو ذلك و هو يخرج من السيارة. فتح لها الباب, و مد يده ليمسك بيدها متابعاً: "ستقلنا إلى روما."
قالت بنبرة متوترة: "بمرواحية؟ ألا نستطيع الذهاب إلى هناك بالسيارة؟"
ابتسمت عيناه الزرقاوتان لها, و هو يجيب: "لا تخافى! اعتقد انكِ ستحبين الرحلة."
تحبها! كلمة مبالغ فيها. بالرغم من الرفاهية الواضحة فى الطائرة, بمقاعدها الجلدية البيضاء, و شاشة التلفزيون الكبيرة, و خزانة الشراب, ظلت لوسي تشعر بالتوتر, و لم تشعر بالارتياح إلا بعد ان هبطت الطائرة أخيراً عبر الغيوم الرمادية الماطرة, التى تغطى سماء روما.





عندما صعدت هى و ماكسيمو بالسيارة الليموزين التى كانت بانتظارهما على طريق المطار, شعرت ان ساقيها ما زالتا ترتجفان, و لن تتوقف أذناها عن الطنين إلا بعد حين. ما إن إنطلق السائق بهما نحو قلب المدينة, حتى قال ماكسيمو: "لدى شئ لكِ."
اخرج علبة صغيرة ذات لون ارجوانى من معطفه, و قدمها لها. قطبت لوسي جبينها و هى تفتحها. داخل العلبة الأردوانية و على قطعة المخمل الأسود, رأت عقداً يخطف الابصار. حدقت به, و بالكاد تمكنت من سماع قطرات الماء المنسكبة على سطح السيارة, فهناك مئات حبات الألماس الرائعة التى تشع امامها. نظرت إليه بعينين مذعورتين, و قالت متلعثمة: "هذا العقد ليس حقيقياً, قل لىّ ان حبات الألماس فيه غير اصلية."
ابتسم ماكسيمو, و اجاب: "هذا العقد كان ملكاً لـ اميرة هانوفر, و الآن هو لكِ. حبات الألماس هذه ذات تاريخ مميز ايضاًً!"
لابد ان ثمن هذا العقد يفوق ما حصلته من مال فى حياتها كلها. هل يحاول ان يشتريها؟
اغلقت الصندوق بسرعة, و وضعته على المقعد بينهما.
"إن كنت تعتقد ان هذا العقد سيجعلنى اقنع الكس بالتنازل عن حقه كـ والد لـ كليو, فـ انت مخطئ."
اخفض ماكسيمو حاجبيه السوداوين كـ سواد الغيوم فى الخارج, و قال بهدوء: "هذا العقد, لترتديه يوم زفافنا."
"زفافنا؟! اعتقدت اننا تزوجنا, و انتهى الأمر!"
"هذا صحيح!"
امسك بيدها بين يديه, و نظر إلى الخاتم البسيط المصنوع من الذهب فى إصبعها, و تابع: "لكن زواجنا يجب ان يبدو حقيقياًً بكل طريقة ممكنة, و أنتِ تستحقين افضل من هذا. تستحقين خاتماً ماسياً مناسباً لـ اميرتى.... و عروسي."
"آهـ! هذا... لا بأس به.... حقاً!"
تورد وجها و هى تحاول ان تسحب يدها من قبضته, لتتحرر من الارتباك و الأحاسيس التى يسببها لها."
"لا! انه ليس كذلك."
امسك ماكسيمو يدها بثبات, ثم رفعها إلى شفتيه بنعومة, و قبّل كل إصبع فيها. جمدت لوسي مكانها, غير قادرة على الحركة, غير قادرة على التنفس و هى تراقبه.
تمتم: "سنحصل على زفاف كارا, و بعد ذلك سنحصل على ليلة زفاف."
ليلة زفاف؟ إذاًً هو لن ينفذ تهديده بإغوائها هذه الليلة! تنفست بارتياح. قالت متأملة: "نحتاج إلى عدة اسابيع لنخطط للزفاف."
ابتسم لها بمكر, و قال: "اقل من اسبوع. لكن....."
فتح راحة يدها, و قبّل البشرة النامة فى باطنها, و هو يتابع: "لن ادعك تنتظرين طيلة ذلك الوقت. الليلة, كارا. الليلة ستصبحين لىّ."
مال نحوها, ليلامس شعرها, فتأوهت و هى تنظر إلى وجهه الوسيم المتكبر. إن حاول معانقتها الآن, فى المقعد الخلفى لسيارة الرولز رويس عبر شوارع روما الرطبة, هل تستطيع إيقافه؟ هل ستملك القوة لتفعل ذلك؟
"اعلن ان الزواج فى فندق لم يكن حلمك. وجد رجالى الكتاب, لوسيا. كتاب احلامك....." ابتسم و هو يتابع: "الكنيسة البيضاء, الفستان الأبيض, الزهور و قالب الحلوى."
وجدوا الكتاب الصغير الملئ بالصور, التى اخذتها من مجلات متخصصة بحفلات الزفاف, حدث هذا عندما كانت تُحضر لزواجها لتصبح السيدة ألكس ونثورت؟ شعرت لوسي بـ إحساس من الضيق و الإحراج. حدقت بالسيارات المارة, و هى تقول بنبرة جافة: "حدث ذلك منذ ومن بعيج. إنها مجرد احلامفتاة حمقاء. انس الأمر, فأنا نفسي نسيته."
بنعومة ادار ماكسيمو وجهها لتنظر إليه, قبل ان يقول: "لا! لا اريد ان انسي. اريدك ان تحصلى على كل ما ترغبين به."
شعرت لوسي بروحها ترتجف من كلماته. لطالما حلمت برجل يُقدرها و يحميها, و يحقق لها اعمق امنيات قلبها. ضغط بخده على خدها, فشعرت بخشونة بشرته. تمتم هامساً: "الأسبوع القادم سنتزوج فى الكنيسة القديمة فى الفيلا. تمت دعوة الضيف من كل انحاء العالم, و ستصل مصممة الاعراس نهار الثلاثاء من لندن. يمكنك ان تخبريها عن كل امنياتك."
ابتعد عنها و هو يبتسم متابعاً: "هذه هى اوامرى."
اوامر؟! قالت لنفسها بيأس: لا شك انها خدعة هدفها الرشوة. لا يهتم ماكسيمو لأمنيات قلبها, كل ما يهتم له هو الانتقام. رفعت ذقنها و هى تضم ذراعيها إلى صدرها, و قالت: "اتريدينى ان احصل على كل ما ارغب به؟ حسناً, شكراً لك! ما رأيك بحصولى على اب لـ ابنتى؟"
حدق بها بهدوء للحظة, ثم عاد ليجلس على على مقعده بلا اكتراث.
"إن اعتقدت ان نثورت سيعطيك انتِ و كليو العناية و الأحترام اللذين تنظرينهما, فـ انتِ بدون شك تحلمين, لوسيا!"
"نادنى لوسي!"
"ما إن يدرك انه خسر شركته بأمر من مالكى فيرازتى, و خسر ما انفقه بسبب اتفاقه مع غوسبي, سيصمم اكثر من اى وقت مضى على التمسك بـ فيوليتا."
حدق بها بقوة, و هو يتابع: "اما إذا سمع بثرائك, فسيعود إليك من جديد, متظاهراً انه يحبك."
هزت رأسها بشك, و هى تقول: "لن ارضى به, ولو توسلنى."
"حسناً! لم اكن متأكداً من ذلك من قبل, لذا قررت الزواج بك قبل ان يحظى بتلك الفرصة."
لسبب ما شعرت لوسي ان كلماته اشبه بسهام تخترقها. تزوّج ماكسيمو بها فقط من اجل الحصول على سندات مالية, بالطبع! لماذا تستمر فى خداع نفسها بالتخيل ان هناك سبب آخر دفعه للزواج بها؟ لكن.... تلك الأمور الصغيرة التى قام بها من اجلها, بدءاً من حفلة عيد مولد ابنتها, إلى الأسراف فى التسوق فى ميلانو, و الليلة التى ضمها إليها وهى تبكى على امها.... إذا كان قد تزوج بها لينتقم من جدها, فلماذا يقوم بكل هذه الأمور؟ لقد حذرها من الوقوع فى غرامه, لكنه يفعل كل ما يجعلها تُغرم به.
لماذا ترى لمعاناً غريباً فى عينيه عندما تنظر إليه, كأنها اغلى من الذهب بالنسبة إليه, بل كأنه كان يبحث عمها طوال حياته؟
قال ماكسيمو: "سيحاول ونثورت استعادتك, و عندما يفشل بذلك, سيحاول الحصول على وصاية كليو. و الأمران يهدفان فقط إلى استغلالك و وضع يديه على مالك."
همست لوسي و هى تحاول بقوة ان تقنع نفسها بما تقول: "و لِم يُغضبك الأمر؟ انت تستغلنى من اجل اهدافك الشخصية مثله تماماًً."
اصبحت نظرت ماكسيمو حادة و باردة كـ الثلج: "انا لم اتظاهر أننى احبك, لوسيا! لن اكذب عليكِ ابداً. سأهتم بكِ دائماًً, و هذا العُقد الذى اهديتك إياه اكبر دليل على ذلك."
"اجل, و هذا ما لا افهمه."
هزت رأسها بـ إستغراب قبل ان تتابع: "لماذا تتصرف بشهامة و كرم معى؟ هذا يجعلنى افكر.... يجعلنى اعتقد...."
انك تحبنى! من السخافة ان تتلفظ بذلك بصوت مرتفع. استدار ماكسيمو ما ان رن جرس هاتفه النقال. اجاب بحزم على الهاتف قائلاً: "حسنا! سي."
انهى الاتصال ما ان توقفت السيارة. قال و هو يشير إلى الفندق الفخم: "ونثورت هناك الآن, اتت فيوليتا من نيويورك منذ عدة ايام, لكنهما مازالا يتشاجران. إنه فى المقهى منذ اكثر من ساعة, يتناول شراباً, بإنتظار ان تأتى إليه."
فتح لهما خادم الفندق الباب الأمامى. قال ماكسيمو: "اذهبى!"
نظرت إليه لوسي بتعجب, و تساءلت: "الن تأنى معى؟"
هز رأسه, و اجاب: "لا! اولاً اريدك ان ترى بنفسك اى نوع من الرجال هو. إنه لا يصلح ابدأ ليكون والداً لأبنتك, و هو ليس بشخص جيد لأى كان."
"سيغير الكس رأيه ما ان يرى صورة كليو."
ابتسم لها ابتسامة حزينة, و علق: "حاولى! لكن لا تخبريه عن ثروتك, أساليه ان يعترف بها, و سترين بنفسك ما سيحدث. المقهى يقع مباشرة إلى اليمين قاعة الاستقبال. هيا, اذهبى!"
ضمت لوسي حقيبة يدها إلى صدرها, ما ان اصبحت داخل قاعة الاستقبال, حتى استدارت إلى الجهة اليمنى. رأته على الفور..... الرجل الذى احبته يوماً, يجلس وراء طاولة خشبية مصقولة تحيط بها النباتات. إنه يحرك ساقه بتوتر, و ينظر نحو الباب بتجهم و غضب.
ما إن رأها الكس, حتى توقف عن هز ساقه على نحو مفاجئ.






Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:49 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



11-حب ام إنتقام؟

تنوعت التعابير التى مرت على وجه الكسندر الشاحب. اولاً تعرف عليها, ثم اصيب بصدمة, تلاها رعب حقيقى, ثم غضب صارخ. لو ان لوسي فى مزاج جيد, لأنقلبت على ظهرها من شدة الضحك.
"لوسي! ما الذى تفعلينه هنا؟"
نظر إليها مطولاًً بدهشة, محدقاً بحذائها الذى يبلغ ثمنه سبعمائة دولار, ثم إلى جوربيها الأسودين و فستانها الصوفى الأنيق. رفعت شعرهغ بعيداً عن وجهها, لتُظهر قرطيها الذهبيين تحت خصلات شعرها, التى انزلقت من العقدة بسبب رحلتها فى الطائرة. وضعت على عينيها عدستين لاصقتين, و زينت رموشها بالكحل و الماسكارا, أما شفتايها فقد غطتهما باحمر شفاة بلون النبيذ المعتق. حدق الكس بها و كأنه بالكاد تعرف عليها, ثم ضاقت نظرته و هو يقول ببرودة: "ما كان عليك ابداً ان تأتى إلى هنا."
"لم يكن لدىّ خيار آخر."
امسكت بحقيبة فيرازى, و شدتها إلى صدرها. الأوراق القانونية التى ستنهى حقوقه كـ والد لـ ابنتها موجودة فى الحقيبة بالقرب منها هناك صورة كليو, التى ستجعله اخيراً يدرك انه يحب طفلته. قالت: "لدى شئ اريدك ان ترأه."
ايتعد عن الطاولة قائلاًً: لا ادرى كيف تمكنتِ من جمع ما يكفى من مال لتتمكنى من القدوم إلى روما, لكنك ستغادرين الآن, و على الفور."
إذا, كان يعلم انها فقيرة و تعيش حياة مزرية. جزء منها ظل يأمل ان لا فكرة لديه عن وضعهما, فهذا يجعل جريمته اقل قسوة. لكنه عرف ذلك طوال الوقت, و لم يرفع إصبعاً ليساعدهما. أنه حقاً انانى وغد, لكنه الفرصة الوحيدة لـ كليو كى تحتفظ بـ والد... أليس كذلك؟



"لماذا تريدنى ان اغادر الكسي؟ هل تخشى ان تكتشف خطيبتك امر ابنتنا؟"
امسك الكسي ذراعها بقسوة و خشونة, و هو يقول: "اقولها لكِ للمرة الآخيرة: "انا لست والد تلك الطفلة. هل تفهمين؟"
تنفست لوسي بهدوء, و مدت يدها لتأخذ الصورة. حيث تجلس كليو تجلس تحت شجرة صغيرة اشترتها لوسي بنصف ثمنها ليلة الميلادى منذ اسبوع مضى, و تحمل بيدها حصانها القماشي بيد, و قطعة حلوى باليد الآخرى, و ترسل ابتسامة كبيرة و سعيدة تُظهر اسنانها اللؤلؤية.
قدمت له الصورة و هى تقول: "انظر!"
"ما هذه بحق الجحيم....؟"
توقف عن الكلام فجأة, فحبست لوسي انفاسها. سوف تنجح خطتها. اخيراً سيدرك الكس اى هدية ثمينة هى كليو.
سينظر إلى الصورة, و يقرر ان يكون رجلاً نزيهاً, و والداً حنوناً.
"اسمها كليو. البارحة كان عيد مولدها الأول. انها طفلة رائعة, الكس! انها ذكية, لطيفة و مليئة بالمرح, لكنها بحاجة إلى اب..... بحاجة إليك."
ضاقت نظرة عينيه, و رفع نظره إليها ببطء: "يا إلهى! كم تحتاجين من الوقت حتى تفهمى؟ انا لا اريدها, و لا اريدك أنت ايضاً."
فتح يده, و ترك الصورة تقع على الأرض, و كأنه يفعل ذلك بحركة بطيئة. راقبت لوسي صورة طفلتها و هى تطير فى الهواء.
"و الآن, أذهبي من هنا بحق السماء! انا مع امرأة جديدة. انتِ و طفلتك الحقيرة لا تعنيان اى شئ لىّ."
سقطت الصورة على الأرض, و رأت لوسي صورة ابنتها الغالية تُداس من قبل مجموعة من رجال الأعمال المارين, ثم تتمزق تحت حذاء امرأة له كعب كـ المسمار. قالت المرأة المرتدية ذاك الحذاء بنبرة باردة كـ الثلج: "الكسندر! من هذه؟"
شحب وجه الكس, و قال: "فيوليتا.... حبيبتى!"
سارت المرأة نحوهما بخطوات متعالية, فيما قفزت لوسي لتلقط صورة طفلتها. سحبتها عن الأرض, و ضمتها بين يديها, بعد ان رأت آثار وحل على وجه ابنتها المتورد, كما ان إحدى عينيها بدت ممزقة بسبب حذاء فيوليتا.
"اجبنى, الكسندر! هل تعرف هذه المرأة؟"
اقتربت مصممة الازياء اكثر, و هى تحدق بـ لوسي بغضب واضح. إنها طويلة القامة, شقراء, و تبدو ثرية جداً, جميلة و محبطة.
تلعثم الكس, و مرر يديه فى شعره بقلق, و هو يقول: "انا لا اعرفها, التقيت بها الآن."
"استطيع ان ارى كيف تمضى وقتك عندما انشغل او اتأخر بارتداء ثيابى!"
"انها غريبة حقاً, و لا تعنى لىّ اى شئ! التقيت بها ذات مرة."
استدار نحو لوسي, و تابع: "و هى ستغادر الآن."
نظرت لوسي إلى وجه الكس الوسيم النحيل. تذكرت كيف توسل إليها كى تتزوجه, ثم هجرها هى و طفلتها. إنه انانى جبان, ولا يفهم معنى الحب الحقيقى, و المسؤولية التى تنتج عنه. ضاقت نظرتها, و هى تفكر: انت لا تستحق طفلتى!
مدت يدها إلى داخل حقيبتها, قائلة: "اجل! ساغادر ما ان توقع على هذه الأوراق."
خطف الكس الاوراق من يدها, بالكاد القى نظرة على الوثيقة لمدة لا تتعدى الخمس ثوانى, قبل ان تظهر بوادر الارتياح على وجهه. فرفع إصبعه و هو يرفع يده إلى موظف المقهى, قائلاً: "اعطنى قلماً."
تنهد العامل و هو يحدق به من تحت انفه, و قال: "سي, سينيور!"
اسرع الكس بالتوقيع على الورقة, متخلياً عن حقوقه كـ والد لـ كليو. راقبته لوسي و هى تشعر بالسقم. فجأة شعرت بيد قوية خلف ظهرها تدعمها. نظرت إلى الوراء و هى تتنهد بحزن.
ابتسمت عينا ماكسيمو لها, لتمنحاها الدعم و القوة. من ون ان يزعج نفسه بالنظر إليها, دفع الكس الأوراق نحوها, و هو يقول: "شكراً!"
قال ماكسيمو: "لا, ونثورت. الشكر لك!"
استدار الكس بسرعة, فيما مال ماكسيمو فوق الطاولة الزجاجية, ليتحدث إلى الموظف باللغة الإيطالية. القى الرجل نظرة نحو الكس, ثم هز رأسه, و وقع على الورقة.
قال الكسندر و هو يبدو مندهشاً: "دواكيلا! ما الذى تفعله هنا؟"
حاول الكس ان يبتسم, و يبدو غير مكترث, و هو يتابع: "ألا يفترض بك ان تكون فى شهر العسل؟ سمعت انك تزوجت من امرأة تُدّعى انها وريثة عائلة فيرازى. ها إننى اقول لك: لن ندعها تمر امام المحكمة. لابد انك يائس فعلاً لتظن انك قادر على استعمال هذه الطريقة."
توقف عن الكلام عندما رأى يد ماكسيمو على ظهر لوسي, و رأى كيف تتكئ عليه بلا وعى منها, و كأنها تطلب حمايته و قوته.
سأل بنبرة ضعيفة: "ما الذى يجرى هنا؟"
استدار ماكسيمو نحوه, فنقلت لوسيا نظرها من الكس إلى ماكسيمو, و تساءلت كيف ترأها انجذبت يوما إلى الكس. إنه اشقر, نحيل, ذو بشرة باهتة, و هو ليس إلا انانياً مقارنة بـ ماكسيمو, زوجها الاسمر القوى الى يبدو كـ البرج امامه.
قال ماكسيمو: "انت على حق و لو لمرة واحدة, ونثورت! انا حقاً فى شهر العسل."
ابتسم الكس ابتسامة ضعيفة قائلاً: "لم افهم هذا المزاح."
ابتسم ماكسيمو برضي و قال: "هذا ليس مزاحاً. انت خسرت كل شئ, و فيرازى اصبحت لىّ."
سألت فيوليتا: "عم تتحدث؟"
ثم استدارت لتنظر إلى الكس, و هى تتابع: "قلت لىّ انه ليس هناك اى مجال كى نخسر. قلت لىّ ان لديك شخصاً داخل شركة فيرازى."
صحيح! لديه رجل داخل الشركة, سينيورا! انه هو نفسه. عقد اتفاقاً مع غوسبي فيرازى لاختلاس ملايين الدولارات من شركتك, لذا انا متأكد من انه متأسف جداً على الخسارة."
استدارت فيوليتا بغضب صارخ, و قالت بصوت كـ الرعد: "الكسندر!"
تجاهلها الكس, و هو يحدق كـ المصدوم بـ لوسي & ماكسيمو.
شهق قائلاً: "اهى زوجتك؟ لا يمكن ان يحدث ذلك, فهى لست من عائلة فيرازى!"
"الفتاة الضائعة لوسيا فيرازى!"
اتسعت ابتسامة ماكسيمو, وهو يتابع: "أعتقد انكما تسرعتما بإعلانها ميتة. هذه لعبة القدر! كان بإمكانك الحصول عليها, مع كل الثروة الهائلة التى تملكها."
قفز الكس على قدميه بسرعة, و قال بعاطفة قوية: "لوسي! ما يجرى الآن مجرد خطأ. انا احبك, و انت تعلمين ذلك.... طفلتنا الصغيرة. لن تأخذى كالى منى."
كالى؟! آهـ! ماكسيمو على حق كما هو دائماً, حتى فى ادق التفاصيل. اغمضت لوسي عينيها. شعرت كأنها ستفقد وعيها. همست قائلة: "اخرجنى من هنا!"
امسك بها زوجها بقوة. و للحظة اتكأت لوسي عليه, و هى تشعر بامتنان لا يوصف للحماية التى يقدمها لها. صرخت فيوليتا: "ماذا تقصد بقولك إنك تحبها.... ولديك طفلة؟ قلت لىّ إنك عشت وحيداً طوال فترة انفصالنا, و اقسمت انك لا تحب احد غيرى."
اجاب الكس بصوت قاصف كـ الرعد: "اصمتى! فأنا لا اتحدث إليكِ!"
استدار ليحدق بـ لوسي بعينين متوسلتين, و هو يتابع: "اغفرى لىّ! من فضلك, لوسي! عودى إلىّ, فـ انا احبك!"
اخذ ماكسيمو الأوراق من الموظف, و وضعها تحت معطفه. قال و هو يحدق بزوجته: "تعالى, كارا! لدينا موعد مع المحاميين."
قال لاكس بنبرة عالية و مليئة بالغضب: "لا! لا! تباً اين هى الأوراق؟ كالى ابنتى, و انا استحق النصف. لن تصمد هذه الورقة فى المحكمة, فلم يشهد احد عليها."
انهى كلامه بضجة ما ان رمت فيوليتا كوب الشراب على وجهه.
هز ماكسيمو رأسه برضى, و قال: "استمتعى بوقتك, سينيورا!"
ضم لوسي إليه, فيما لا تزال هذه الأخيرة مخدرة من الحزن و الصدمة, و قادها بعيداً عن صراخ الكس الغاضب. اخذها إلى الخارج حيث المطر المنهمر, ليذهبا إلى قلب المدينة.




بعد مرور ساعتين, و بينما كانت لوسي تغادر مكتب القاضى فى روما, و بقيت اصوات محامى الكس و صراخهم تتردد فى اذنيها. شعروا فى البداية بالشك, ثم بالغضب عندما اكتشوف ان محاولاتهم إعلانها ميتة فشلت, لا سيما فى اللحظة التى توقعوا فيها النصر و النجاح. اخيراً اُُجبروا على الموافقة و القبول بالامر الواقع. اصبح ماكسيمو يملك الآن 70% من اسهم الشركة, و لم يعد بإمكانهم شراء اسهم لوسي من غوسبي فيرازي, مما جعل اسهمهم الـ 30% من دون قيمة فى النهاية.
قال ماكسيمو و هما ينزلان الدرج باتجاه السيارة التى تنتظرهما: "انتهى الأمر, كارا! لقد انتصرنا! فقد ونثورت حبيبته و عمله. و فيرازي اصبحت لى الآن."
فكرت لوسي بحزن, صحيح! جدها يموت بمفرده فى فيلا مدمرة مظلمة, و طفلتها الغالية فقدت والدها. يا لهذا النصر! لكن يبدو ان ماكسيمو لا يشعر بذلك, فتعابير وجهه تنضح بالنصر, وابتسامته تلع بالتحدى و القسوة. إنه يستمتع بإنتقامه. جعلها هذا تشعر بعدم قدرتها على التنفس بارتياح. كيف يمكنه ان يكون بهذا الاهتمام و الحنان معها, و مليئاً بالشر نحو رجل مسكين عجوز؟ من هو الامير ماكسيمو دواكيلا؟ اتراها حقاً تعرفه كما كانت تعرف فعلاً كونى آبوت, او الكس؟ لا شئ يبدو منطقياً او طبيعياً بالنسبة لها, و ها هى تتعثر. ما الذى يحدث معها؟
امسك بها ماكسيمو واضعاً يده على مرفقها, مرافقاًً إياها إلى سيارة الرولز رويس التى تنتظرهما.
"هل انتِ بخير, كارا؟"
لم تجبه لوسي.
جلس ماكسيمو قربها على المقعد الخلفى, وما ان انطلقت السيارة لتخرج من الموقف حتى قال: "لوسيا! من الأفضل ألا يمتلك نثورت اى حق بالإدعاء بالنسبة إلى ابنتك. لابد انكِ سعيدة لمعرفتك هذه الحقيقة."
تمتمت: "لم اعد اعرف اى شئ."
ضمت ذراعيها بقوة إلى صدرها, و ادارت رأسها بإتجاه النافذة محدقة بالامطار.
"عندما ينتهون من إجراء الفحوصات الجينية لكِ, لن يبقى امامهم إلا القبول بهويتك, و عندها ستصبح شركة فيرازى لنا."
"أنت تقصد لك."
قال بنبرة واثقة: "سي! ألهذا السبب انتِ غاضبة؟ ألا ترغبين فى ان استلم زماما الأمور فيها؟"
قالت بنبرة عيفة: "اتمنى ان تسامح جدى. إنه عائلتى."
ظهر الغضب على وجهه, و علق قائلاً: "كليو هى عائلتك الوحيدة."
"و هى ايضاً لم يعد لها اب."
"من الأفضل ألا يكون لها والد مثل نثورت."
تنهدت قائلة: "الآن, اصبحنا وحيدتين."
حدق بعينيها, ولم يترك لها فرصة كى تشيح بنظرها عنه: "لن تبقيا وحيدتين لفترة طوسلة. يجب ان يكون لديك عائلة, و زوج محب, مخلص, و منزل ملئ بالأطفال."
دخلت تلك الصور فى مخيلتها, تماماً كما تهب الرياح فى العاصفة: المنزل السعيد.... الأطفال.... و الزوج الذى يحبها... لو ان ماكسيمو قادر على إعطائها هذا كله!
للحظة لم تستطيع لوسي ان تتنفس, اما هو فأردف قائلاًً: "بعد طلاقنا سأعرفك على اصدقاء لىّ, و هم رجال صالحون يرغبون فى الزواج و الاستقرا, و ليسو صيادى ثروات."
"على العكس منك."
نظر إليها ماكسيمو و قال: "ما بيننا هو عمل فقط, كارا! انتِ تعرفين ذلك. انا لست رجلاًً يرغب فى الاستقرار. الحب يعقد ما يجب ان يبقى بسيطاً و عادياًً. لكن معظم الرجال لا يفكرون على هذا النحو. لدى صديق فى الريو, بليونير صنع نفسه بنفسه و قد يفكر..."
"لا, شكراً لك!"
غاب صوتها و هى تستدير لتنظر إلى النافذة. بعد ان كادت ان تقنع نفسها انه قد يهتم لأمرها, ها هو يخطط كى يقدمها إلى برازيلى غريب.
"لست بحاجة إلى زوج حنون او منزل ملئ بالأطفال. فقط كليو و انا و الثلاثون مليون دولار. ذلك اكثر من مثالى."
بعد ان قالت تلك الأكاذيب, شعرت انها غير قادرة على الرؤية بسبب الدموع التى تملأ عينيها. غطت جهها و هى تقول: "لم اكن يوماً اكثر سعادة مما انا عليه الآن."
سمعت صوتاً ناعماً, و هو ينزع حزام المقعد عن صدره, ثم شعرت بيديه تنزعان حزام الأمان عنها ايضاً. بعد لحظة, ضمها ماكسيمو بين ذراعيه, و كأنه يلفها بجسمه, ليخفف عنها بدفئه. شعرت بغصة قاسية فى حلقها, كتلك التى شعرت بها حين اسقط الكس صورة طفلتها و كأنها نفاية. اخيراًً انهمرت دموعها, و اخذت تنتحب.....
ضمها ماكسيمو إليه بقوة, و راح يمرر يده على شعرها. تمتم بكلمات ناعمة باللغة إيطالية لم تفهمها. لسبب ما, لطفه و اهتمامه جعلاها تبكى بشدة اكثر. قالت و هى تشهق: "لماذا تعاملنى هكذا؟ انا لا افهم. كان بإمكانك ان تقدم لىّ قليلاً من الاستقرا المادى مقابل اسهمى, و بدلاً من ذلك اصريت على إعطائى ثلاثين مليون. كان بإمكانك ان تتزوج بىّ و تتركنى فى شيكاغو, و بدلاًً من ذلك احضرتنى إلى قصرك و جعلتنى اميرة... لماذا؟"
"اريد ان يموت الرجل العجوز, و هو يعلم ان كل ما يهمه اصبح لىّ."
هزت رأسها, و قالت هامسة: "بل هناك اكثر من ذلك. لو ان الأمر كذلك, لتجاهلتنى عندما نكون بمفردنا, لكنك تعاملمنى كـ اميرة عندما نكون بمفردنا, و تحاول ان تحقق لىّ كل احلامى."
ضغط ماكسيمو على اسنانه بقوة و هو ينظر إلى البعيد, ثم قال: "انت تبالغين."
"لا! انا لا افعل. نحن عملياً غريبان, لكن منذ ان التقينا, انت تتصرف و كأنك...."
كادت تقول: و كأنك تحبنى, لكنها لم تجرؤ, فه تعلم ان هذا غير صحيح. قال ماكسيمو لها مئات المرات, إنه لم يغرم بها ابداً. لكن افعاله تقول العكس تماماً....
قال و هو يداعب خدها: "ربما افعل ذلك كى ادفعك إلى الاستسلام."
اغمضت عينيها, و هى تشعر بلمسته. إنها متزوجة من امير وسيم, و هى ثرية لدرجة تفوق الخيال, و ابنتها سعيدة, و هناك من يهتم بها. كما ان لديها كل ما تطلبه. لاشك انها تعيش قصة خيالية. لماذا تشعر بالاحباط إذا؟ آهـ! لانها لم تحصل على اهم ما تريده: الحب! الأمير الوسيم لا يحبها, و سوف يفترقان فى غضون اشهر قليلة. ستكبر كليو بدون اب, و ستعيش لوسي عمرها فى فيلا فخمة, كـ اميرة تملك الماس و المجوهرات, لكنها ستبقى وحيدة.
ابتعدت عنه. همست و هى تغطى وجهها بيديها: "من فضلك! خذنى إلى ابنتى."
شعرت أنه يحدق بها, ثم تمتم فجأة: "باستا! كفى! لننهى هذا الحديث."
اينتهى الأمر بمثل هذه السهولة؟ أهو حقاً قوى جداً لدرجة انه قادر ببساطة ان يقرر عدم التأثر بأمور مثل الحب و الحزن؟
تمنت لو انها قادرة على ذلك هى ايضاً.....
مال ماكسيمو إلى الأمام ليتحدث إلى السائق باللغة الإيطالية, و عندما عاد ليجلس قربها قال: "انتِ بحاجة إلى الحرارة و اشعة الشمس كارا. إنها امور تجعلك تشعرين بالدفء من جديد. انت وطفلتك بحاجة إلى الضوء و الهواء. انتِ بحاجة إلى.... الشعور انكِ شابة من جديد, فأنتِ ما التِ يافعة و جميلة."
ارتجفت لوسي عندما لامس خدها بنعومة. كيف يمكنها ان تشعر انها شابة من جديد؟
قال ماكسيمو بحوم: "سأخذك فى عطلة."
"عــــطــــلة؟!"
حاولت ان تخنق ضحكة انبثقت من اعماقها, و هى تقول: "هذا امر جيد, لأننى متعبة جداً من التعامل مع كل ما يحدث."
ابتسم لها بمكر, و قال: "ستستمتعين برحلتك كثيراً."
رطبت لوسي شفتيها قبل ان تسأله: "ما الذى تفكر به؟ هل ستلتقى بأصدقائك فى إحدى الجزر الخاصة على الساحل الكاريبى, ام ستبحر إلى جزر اليونان على يختك؟"
هزت رأسها علامة الرفض, و تابعت: "لست معتادة على هذه الأمور, ماكسيمو! لا اتحمل ان يهتم بىّ الخدم, و أن اكون محاطة بـ اصدقائك الذين لا يفهمون لماذا تزوجت بىّ"
"لابد انكِ مجنونة إن اعتقدتِ اننى سأدعو اياً منهم إلى شهر العسل."
حدقت به, و قالت بنبرة صوت بدت اشبه بصرخة: "شهر العسل؟!"
نظر إليها, فرأت عينيه تشعان بالحماس و التفاخر, و هو يقول: "هل تعتقدين اننى نسيت وعدى؟ لا, كارا! ابتعدت عنك لفترة كى اعطيكِ الوقت الكافى لتتخلصى من حزنك."
لامس خدها, و هو يبتسم متابعاً: "لكن صبرى نفد الآن."
شهقت ما ان تابعت اصابعه ملامسة خدها, و استقرت على عنقها.
"الليلة كارا, سأريك ما معنى السعادة الزوجية. الليلة ستصبحين لىّ.... أخيراًً."
مال إلى الأمام, و لمعت عيناه بالتحدى و هو يهمس: "حاولى فقط ان تقاومينى!"




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:15 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:49 AM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


12-معاهدة غريبة

وصلوا إلى مطار خاص فى جنوب صقلية قبل غروب الشمس بوقت قصير. نزلت لوسي من الطائرة و هى تحمل كليو بين ذراعيها. بدا الطقس دافئاً, فتركت معطفها فى حقيبتها, و هى ترتدى الآن قميصاً قطنياً, و سروال جينز اسود اللون, و تنتعل حذاءاً مريحاً. عقدت شعرها الأسود بشريط من الحرير الأخضر اللون, فراح يتطاير على وجهها بسبب الهواء الدافئ, و هى تنزل الدرج نحو المدرج.
آهـ... صقلية! تنفست لوسي بعمق, أخيراً, ها هى فى إيطاليا الدافئة التى دغدغات احلامها منذ وقت طويل. لم تر سيارة بانتظارهم. السيارة الوحيدة المتوقفة قرب الرصيف الصغير, هى مجرد شاحنة قديمة. نظرت بارتباك إلى الجهة اليمنى ثم إلى اليسرى, و قالت: "اين السيارة؟"
اخرج ماكسيمو الحقائب من الطائرة بنفسه. اوما برأسه بإتجاه الشاحنة القديمة, و قال: "إنها هناك."
"اتعنى تلك؟ إنها حتى بدون سطح!"
"فيها غطاء قابل للطىّ. إنها ممتازة و تقليدية الطراز."
هزت لوسي رأسها و اشارت إلى الشاحنة قائلة: "ما دمت تحب الاشياء القديمة, كان عليك الأحتفاظ بسيارتى الهوندا القديمة."
تنهد بسخرية, و علق: من المؤسف اننا قدمناها لدور الاحسان."
وضعت لوسي ابنتها فى مقعد الأطفال, الذى حُشر وراء قضيب معدنى فى الخلف, ثم صعدت إلى الشاحنة لتجلس قرب ماكسيمو.
شغل ماكسيمو المحرك, و قاد الشاحنة من المطار عبر طريق ملئ بالحصي. استطاعت لوسي رؤية مياه البحر الزرقاء, تشع تحت المنحدرات الصخرية, و رأت اشجار النخيل تتمايلمع النسائم الدافئة. تطاير شعرها فى كل الاتجاهات لأن الشاحنة مكشوفة, فشعرت كأنها فى فصل الربيع. نظرت إلى ماكسيمو, و ابتسمت له. تذكرت كلماته, فشعرت بجسدها يرتعش. الليلة.... قرر انه يغويها الليلة.... لكنها ستقاومه. عليها ان تفعل ذلك.
بالرغم من انه يعاملها بشكل رائع, لكنها لو سمحت لنفسها بإقامة علاقة معه, فستُغرم به, و ستنهار دفاعاتها مثل قطع الدومينو.



"يجدر بك ان تسامح جدى. مهما كان ما فعله, انا متأكدة ان ذلك حصل بالصدفة, او بسبب سوء تفاهم. انا متأكده انه لا يمكن ان يسبب الأذى لأى كان."
علق بهدوء: "انتِ دائماً تُحسنين الظن بالناس. انت لا تعرفينه, لوسي!"
قطعا عدة اميال من دون ان يتبادلا اى كلمة. فجأة نظرت إليه قائلة: "ناديتنى لوسي, و ليس لوسيا. لماذا؟"
رفع ماكسيمو كتفيه, و اجاب: "لأن هذا ما تفضلينه."
شعرت بالغضب من نفسها, لأن هذا الإعتراف البسيط اسعدها. إنها مبادرة لا قيمة لها. مجرد جزء من عملية الإغواء التى يقوم بها. دفعت شعرها بعيداً عن عينيها, ثم نظرت إليه و هى تبتسم قائلة: "لم أرك مرة هكذا.... ترتدى سروال جينز, و تقود سيارتك بنفسك."
حدق إليها للحظة بنظرة جانبية و قال: "أنا فى شهر العسل الآن."
ها هو يؤكد لها ما يقصده بكل وضوح. شعرت لوسي بالقشعريرةبالرغم من الشمس الدافئة. ما إن بدأت الشمس بالمغيب وراء الأفق, حتى انعطف ماكسيمو عبر طريق ملئ بالغبار, ماراً امام حقل من اشجار الزيتون. فى نهاية الطريق, هناك كوخ صغير من الحجر يقع على حافة منحدر يصل إلى البحر, محاط بسياج من خشب الزان, تزينه أنواع من الورود المتفتحة, و الأنوار تشع من كل نافذة فيه.
"أهذا هو فندقنا؟"
قال بإختصار: "هذا ليس فندق. انا عشت هنا."
"اعتقدت انك ولدت و كبرت فى أكيلينا."
"بقيت هناك حتى اصبح عمرى اثنى عشر عاماً. بعد وفاة والداىّ و اختى, تخلت عمتى عن فندقها و احضرتنى مع إميليا إلى هنا, لتعيش قرب عائلة زوجها."
حدقت لوسي به بدهشة. ذكر من قبل ان ليس لديه عائلة, لكنها لم تعرف...
"والداك و اختك توفوا جميعاً؟ يؤسفنى ذلك." توقفت عن الكلام لتعض على شفتها, ثم سألته: "ما الذى حدث؟"
شعرت بخوف مفاجئ قبل ان تُكمل: "لا علاقة لـ جدى بالأمر, أليس كذلك؟"
اوقف ماكسيمو الشاحنة, و قفز منها. حمل الأغراض من الصندوق, ثم وضعها فوق ظهره, و قال: "تأخر الوقت. علىّ ان ابدأ بتحضير العشاء, قبل ان تشعر كليو بالتعب, عندئذٍ لن ترغب فى تناول الطعام."
فتحت لوسي عينيها بإستغراب, و قالت: "انت.... ستُحضر العشاء؟"
"قلت إنك لا تريدين الخدم, لذا انا الوحيد الموجود هنا, لكن ما زالت استطيع إحضار يختى من شواطئ الأنثيبز, إن كنتِ ترغبين بذلك. سنحصل حينها على فريق عمل من عشرين موظفاً و مربية اطفال بدوام كامل. يمكننا ان نبحر إلى سواحل سميرالدا, تونس و مصر, او اى مكان تريدينه. فقط تلفظى بكلمة واحدة.
عضت على شفتها, و هكس صوت فى اعماقها يحذرها: اختارى اليخت!
هذا الكوخ الصغير المحاط بالور قرب البحر خط
ر عليها. انه يختصر كل ما حلمت به يوماً, و كل ما يحتاجه هو عائلة سعيدة فى داخلله, ليصبيح كاملاً و مثالياً. هذا الكوخ يغويها لتتذكر آخر احلامها. إلا انها لم تستطيع المقاومة.....
سألت, ما ان دخلت إلى الكوخ: "من ترك الأنوار مضاءة؟"
مع ان المفروشات فى الداخل مصنوعة من المعدن, بدا الكوخ مريح و مرتباً. كما ان النار تتأجج فى المدفأة الحجرية القديمة.
"و من اشعل النار لنا؟"
"عمتى. انها تعيش قوث التلة."
وضع ماكسيمو الحقائب قرب باب غرفتى النوم, و تابع قائلاً: "لم ترغب فى مغادرة صقلية, حتى عندما قدمت لها فيلا أيشلو, لذا اشتريت لها كل الأراضى المحيطة بأرضيها, و بنيت لها قصراً. لديها الكثير من الخدم الآن, لكنها مازالت تهتم بىّ بنفسها, عندما آتى إلى هنا."
ابتسم قبل ان يتابع: "من الصعب تغيير العادات القديمة.... على ما اظن."
قالت لوسي بحزن: "لابد ان النساء اللواتى عرفتهن احببن هذا المنزل."
"النساء؟!"
"اجل! النساء اللواتى احضرتهن إلى هنا."
"لم احضر يوماً عشيقة لىّ إلى هنا."
نظر إلى عينيها, و تابع: "انتِ فقط."
أهى المرأة الأولى التى احضرها إلى منزله هذا؟ هزت نفسها على الفور, لا تشعرى بالإطراء و الإغواء, و لا تشعرى بالشوق إليه, لإعتقادك انك مميزة بالننسبة إليه!
بعدئذٍ اعدّ ماكسيمو عشاء بسيط من الباستا و البروكولى, و حضر زجاجة حليب لـ كليو, و شراباً مميزاً لهما, فشعرت كأن الهواء يضح بالتوتر الحسي بينهما. شربت لوسي كوباً من الشراب, و اخذت تأكل ببطء, محاولة ان تطيل مدة وجبة الطعام بقدر ما تستطيع. اخيراً اخذت كليو تتثاءب, و كادت تغفو على الكرسي الخشبي القديم المرتفع. كانت لوسي قد اخذتها إلى الحمام, حيث غسلت جسمها الصغير بالصابون المعطر, وجففتها بمنشفة قطنية سميكة, ثم البستها بيجاما جديدة ناعمة. و بينما كان ماكسيمو راكعاً امام المدفأة الحجرية, ليضع المزيد من الحطب, حملت لوسي ابنتها الشبه نائمة إلى غرفة النوم الصغيرة. قبلتها متمنية لها ليلة سعيدة, و وضعتها فى المهد, ثم غطتها بغطاء دافئ سميك.
إتكأت على الباب, و اخذت نفساً عميقاً, و هى تتمرت على ما ستقوله: ماكسيمو! لا استطيع ان استسلم لإغوائك, فأنا لست مثلك. لا استطيع ان امنع قلبى من التورط. سيستمر زواجنا لمدة ثلاثة اشهر فقط, و من المفترض ان يكون صورياًً!
ضمت يديها بقوة مستجمعة كل ما لديها من قوة. عليها ان تكون حازمة, و عليها ان تقاوم! ما إن غادرت الغرفة, حتى رأت ماكسيمو يقف اما النار, و عيناه تشعان بالشوق إليها. بالكاد اغلقت باب غرفة نوم كليو, حتى سار نحوها.



و حركة جسده القوى تجعله يبدو كـ قناص يتربص فريسته. قالت و هى تبتلع غصة بصعوبة: "ماكسيمو! لن استطيع...."
هذا كل ما تمكنت من قوله قبل ان يضمها إليه, و تحيط ذراعاه بها بقوة. عانقها بشدة, و كأنه يحاول إقناعها بما يفكر به, ضاغطا جسدها إلى صدره, فتحولت اعتراضاتها إلى تنهدات, و هى تشعر بعناقه يجرفها. همس فوق بشرتها: "لوسي! تى دسيدرو.... سي بلسيما...."
شعرت بيده تتحرك ببطء على بشرتها, مسببة حرارة اجتاحت جسدها, حرارة لا علاقة للنار بها. بلطف رفعها ماكسيمو عن الأرض و حملها نحو الأريكة الموضوعة امام المدفأة الحجرية القديمة. حدقت لوسي به, و كادت تفقد قدرتها على التنفس بطريقة عادية. انحنى فوق الاريكة, و قبلها. آهـ! هى لم تختبر مثل هذا الشعور من قبل. إنها تتوق إليه ايضاًً... تريد ان تضمه إليها, و تعانقه, و تغيب معه فى لحظات لا تُنسي من الحب....
احتاجت إلى كل ما لديها من قوة لتتمكن من دفعه. التقت نظراتهما, فقالت و هى تلهث: "لا استطيع ان افعل ذلك. مهما بدا لك ذلك سهلاً, فهذا سيجعلنى اتورط معك عاطفياً."
"بالطبع, نحن مرتبطان عاطفياً, كارا!"
بطريقة بدأت تربكها. توترها الشديد جعل الدموع تطفر من عينيها. قالت بحيرة و حزن: "لا استطيع.... انت لا تدرك ما الذى يفعله هذا بىّ."
قال و هو يلامس وجهها, ليرفع ذقنها, كى تحدق به: "دعينا نلعب لعبة."
بدا لها ما يقوله بريئاً جداً, فسألته: "و ما هى تلك اللعبة؟"
ابتسم ماكسيمو لعينيها, و قال: "سأحاول جعلك غير قادرة على مقاومتى, و انت تحاولين العكس تماماً."
نرت غيمة على القمر فى الخارج, و للحظة لم تعد ترى إلا ظل وجهه, او تسمع إلا صدى ضربات قلبها. همست: "وان تمكنت من كقاومتك؟"
"سأقبل طلبط بأن يكون زواجنا شكلياً فقط."
اخفض يده على وجهها ليمسك بيدها. قبل راحة يدها برقة, ثم رفعها إلى صدره, و هز يتابع: "لكن ان جعلتك تتأوهين بين ذراعي, ستصبحين لىّ طوال اشهر زواجنا الثلاثة."
من نظرة عينيه, علمت انه لا يتوقع الخسارة.
"كم ستدوم هذه اللعبة؟"
"اربعة و عشرون ساعة."
حدقت به و قد اتسعت عيناها من الدهشة.
"تبدأ من الآن. هذه عى شروطى. هل توافقين؟"
وقف و مد يده ليساعدها كى تنهض.
حدقت لوسي فى يده الممدودة. هل يمكنها ان تحمل هذا الاعتداء على احاسيسها لمدة اربعة و عشرون ساعة, من دون ان تستسلم؟ هذا امر مستحيل! مع ذلك, فالجائزةتلمع امامها: ستتمكن من العيش طوال الثلاثة اشهر القادمة من دون ان تُسلم جسدها و روحها له. إنها تدرك لماذا اغرم عدد كبير من النساء به, لكنها لا تستطيع السماح لنفسها بأن تفعل مثلهن. اربعة و عشرون ساعة! هل تستطيع القيام بذلك؟
ادركت لوسي ات ليس امامها اى خيار آخر. أتراها ستستسلم خلال اربعة و عشرون ساعة, ام ستنتظر منه ان يغويها, و يتودد إليها خلال الاشهر القليلة القادمة, فى اى وقت و فى اى مكان؟ هذه هى فرصتها الوحيدة للنجاة. انفاسها و هى تضع يدها بيده, و تقول: "موافقة."
شدها ماكسيمو لتنهض عن الاريكة, ضغط بجسدها على جسده, و همس لها: "بانى.... حسناً!"
لامس خدها بحنان, و عانقها. عناقه جعلها تشعر بالشوق من اعماقها. اعادها إلى الأريكة بلطف, فشعرت بلمساته تدغدغ ظهرها. ادركت لماذا لم تستطيع اىى امرأة مقاومته من قبل. قالت لنفسها بيأس: يمكننى تحمل ذلك! لكن جسدها راح يتلوى من الشوق. شعرت كأنها تذوب مع كل ضمة و لمسة, و انها تكاد تفقد صوابها. اصبح من الصعب عليها اكثر فأكثر ان تتذكر لما لا ترغب فى الاستسلام له. زفرت بصعوبة, و هى تنظر بيأس إلى الساعة القديمة المعلقة فوق المدفأة. كم من الوقت تحملت حتى الآن؟ عشرون دقيقة؟
تأوهت بصوت عالى, ما ان عانقها من جديد, ثم.... من غرفة النوم الصغيرة, صرخت كليو صرخة رعب. إنها تستيقظ احياناًً فى الليل و تعود مباشرة إلى النوم, لكن لوسي اعتبرت ما حدث هدية من ابنتها. كليو, و من دون إدراك منها, تحمى امها من ضعفها. فكرت فى ذلك بإمتنان و هى تشكر ابنتها, و تبتعد بسرعة عن الاريكة.
"غلى اين تعتقدين انكِ ذاهبة؟"
قالت و هى تُسرع نحو الغرفة: "وافقت على رهانك, لكن لا تتوقع منى ان ادع طفلتى تبكى."
"لـــــوســـــي!"
"أنها خائفة من النوم بمفردها فى مكان جديد, و هى تشعر بالوحدة."
اردفت بسرعة: "سأراك عند الصباح."
تجنبت ذراعيه, و هى تركض نحو غرفة النوم الصغيرة.
اغلقت الباب وراءها, ثم إتكأت عليه و تنفست بهدوء و ارتياح. نظرت إلى السرير الصغير, فإذا بـ كليو مستغرقة فى نومها. فكرت و هى تبحث فى الظلام عن حقيبتها, مع القليل من الحظ ستنامان حتى ساعة متأخرة من صباح يوم الغد. عندها ستبقى لديها اثنتى عشرة ساعة لتقاوم ماكسيمو الوسيم. بحثت داخل حقيبتها, فوجدت بيجامتها. ارتدتها بسرعة, و صعدت إلى السرير الحديدى بجانب المهد.
اثنتا عشرة ساعة؟!
إنها بحاجة إلى معجزة لتتمكن من النجاح فى هذه الحرب المرعبة و المغرية فى آن معاً.




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:17 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:51 AM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


13-جولة خاسرة



ضربة.... شئ ما تحطم.... و ضربة جديدة..... فتحت لوسي عينيها بصعوبة. للحظة مددت جسدها على الفراش الوثير, فهى لا تزال تحلم. إنه حلم رائع جداً: عائلة سعيدة تعيش فى كوخ مغطى بالورد قرب البحر.... بيت ملئ بأطفال يضحكون و يلعبون, و بعد ان يناموا يأتى الأمير لوسيم ليحملها إلى السرير فى الليل, و يجعلها تشعر بأحاسيس لم تعرفها يوماً.
تذكرت رهانهما.....!!
فتحت عيناها بقوة. إنها نائمة فى غرفة صغيرة, مستلقية على فراش ناعم فى سرير معدنى قديم, و مغطاة بلحاف يدوى الصنع. على طاولة قريبة منها, رأت مزهرية مليئة بورود قُطفت صباح اليوم.
جلست و هى تشعر بحرارة اشعة الشمس تتدفق على سجادة مصنوعة يدوياً ايضاً, و تغطى الأرض الخشبية السميكة. لابد ان الوقت متأخر!









جلست و هى تشعر بحرارة اشعة الشمس تتدفق على سجادة مصنوعة يدوياً ايضاً, و تغطى الأرض الخشبية السميكة. لابد ان الوقت متأخر!
همست بصوت عال: "نجحناًً! نمنا لوقت متأخر, كليو."
لكن المهد فارغ!
ضربة.... شئ ما تحطم.... و ضربة جديدة.....
أين طفلتها؟ قفزت لوسي من السرير. و فتحت الباب, ثم ركضت نحو القاعة. ما رأته فى المطبخ جعلها تتوقف عن اى حركة. حدقت اربعة عيون بها باستغراب. كانت كليو تجلس على السجادة امام المدفأة, و يداها المنتفختان تحملان معلقتين خشبيتين كبيرتين, تستعملهما لتضرب بقوة على قدر نحاسي موضوع رأساً على عقب امامها. رأت بقعاً زرقاء تُلطخ ذقن طفلتها و فمها, ما إن رفعت كليو نظرها إليها ابتسمت بسعادة.
وراء الطفلة رأت ماكسيمو يعد الفطور. بدا وجهه ملطخ بالطحين, ما جعله يبدو رائعلً بشكل لا يوصف.
"بونجورنو, كارا!"
وضع طبق الكعك المغطى بالعناب, و شدها إليه قليلاً.
قبل خدها الأول ثم الثانى, و قال: "اترغبين فى بعض القهوة؟"
هزت لوسي رأسها, و هى تشعر بالدهشة و الارتباك.
"اجلسي! اتريدين القشدة و السكر؟"
قالت: "أجل."
جلست على كرسي قرب طاولة المطبخ. لم تفهم ما يجرى امامها, خدعته لمدة اثنتى عشرة ساعة فى رهانهما, فـ اين رده على ما فعلته؟
"هل نمتِ جيداً؟"
احضر لها فنجان قهوة مع القشدة و السكر. من دون ان يحاول لمسها, ثم ادار ظهره, و بدأ بترتيب سلة النزهة.
تمتمت: آهـ....! أجل."
رشفت رشفة من القهوة.
وضع ماكسيمو بعض السندوتشات الملفوفة و أنية الطعام الفضية فى السلة, و قال: "يبدو الطقس رائعاً اليوم. فكرت فى الذهاب إلى النزهة بعد ان تنتهى من تناول قهوتك. إنه طقس حار بالنسبة لهذا الفصل."
نظر إلى بيجامتها الحريرية, و تابع: "اكثر حرارة مما عرفته منذ زمن بعيد جداً."
شعرن كأن حرارتها هى ترتفع جراء نظراته, وكأن الأمور عادت إلى ما كانت عليه بينهما فى السابق. إنه يقصد إغوائها بهذه النزهة.
بسرعة وضعت خطة دفاع عن نفسها. سترتدى اقرب ما يكون إلى بذلة التزلج, و ستبقى ابنتها بقربها طوال الوقت. إن عطست كليو, ستدعى انها على وشك الاصابة بالزكام, و إن بمت ستقول إنها بحاجة إلى النوم, و كلا السببان جيدان لإعادتها إلى المنزل.
لا شك ان طفلتها ستحميها. و كأنه كليو فهمت نواياها, إذ زحفت نحوها, و رفععت إليها ذراعيها. التقطت لوسي ابنتها, و ضمتها إليها بقوة. رأت ان خديها ملطخان بالعناب. بالنسبة إلى زير نساء لا خبرة لديه مطلقاً بالأطفال, يبدو ان ماكسيمو يعرف كيف يُسعد طفلتها.
من الموؤسف انه ليس والد كليو!
تجمدت لوسي مكانها بسبب تلك الفكرة. يكفيها سوءا انها تفكر دائماً به, لكن ان تتمنى ايضاً لو انه والد طفلتها, و هو الرجل الذى اقسم على عدم التفكير مطلقاً بالاستقرار.... إلى اى حد من الغباء يمكن لقليها الأعمى ان يصل؟
قالت لقلبها الضال: "كفى! توقف عن ذلك الآن!"
"هل قلتِ شيئاً ما كارا؟"
يا إله السموات! هل نطقت بتلك الكلمات بصوت عالى؟
"كنت اتساءل فقط متى استيقظت كليو؟"
"منذ ساعتين."
شهقت قائلة: "ساعتان؟ لماذا لم توقظنى؟"
رفع ماكسيمو كتفيه, و مد يديه بطريقة معبرة قائلاً: "سمعتها تتحدث فى المهد, و كنت مستيقظاً بكل الأحواراراجع بعض ارقام المبيعات من مكتب طوكيو, فقلت لنفسي انكِ ترغبين فى البقاء فى السرير إلى ما بعد وقت نهوضك المعتاد."
انها المرة الأولى التى تحظى فيها برفاهية النوم صباحاً منذ ولادة كليو. شعرت لوسي انها تنبض بالحياة فهى مرتاحة جداً. لكنها لم تفهم.... تتخلى ماكسيمو عن ساعتين من الاثنتى عشرة ساعة الأخيرة, ليتركها تنام.
"شكراً لك! لكن كياستك لن تساعدك لتربح."
النوم الإضافى جعلها اكثر استعدادً لمواجهة المعركة.
اضافت: "ارتكبت اول غلطة."
ابتسم و اجاب: "سنرى! إن كنت قد انتهيتِ من شرب القهوة, هل يمكنك الاستعداد للذهاب؟"
تفوهت كليو بمقاطع حروف لا معنى لها, و هى تلوح بالمعلقة الخشبية بسعادة.
ابتسم بحنان للطفلة, و قال: "ما الذى تقولينه؟ اتريدين ان نُسرع؟"
ضحكت لوسي لهما, ثم جمدت على الفور.
تردد إحساس فى اعماقها, اشبه بشعاع من نور الشمس ينعكس عبر نوافذ ملونة. هذه هى الحياة العائلية التى حلمت دائماً بها: "طفلة تضحك, و مطبخى دافئ, زوج وسيم. هذه هى السعادة...."
قالت لنفسها بيأس و حزن, انها وهم كبير.




ازدادت عواطفها اضطراباً عندما تشارك الثلاثة فى النزهة. جلسوا على غطاء سميك إلى جانب تلة مليئة و مطلة على البحر. ضحكوا و تناولوا طعاماً بسيطاً عبارة عن سندوتشات لحم مشوى و الفاكهة و الكعك المغطى بالعناب. بعد ذلك, و فى حقول الزهور المشبعة بحرارة الشمس, و تحت سماء صقلية الزرقاء الصافية, رأت لوسي ابنتها تخطو خطوتها الأولى.
ثلاثة خطوات مرتجفة من بين ذراعى ماكسيمو إلى ذراعيها.
ها هى تشاهد هذا الحدث المهم لابنتها, و الفضل يعود إلى ماكسيمو.....
همست و هى تنظر إلى وجهه الوسيم, و الفرح واضح على وجهها: "شكراً لك! شكراً لأنك جعلت من الممكن لىّ ان اكون معها."
امسك ماكسيمو بيدي كليو و هى تقف بترنح على قدميها. ثم تركها لتسير نحو لتمسك بها, لكن الطفلة فقدت توازنها, و سقطت إلى الوراء على الغطاء. رأت سلة النزهة, فزحفت نحوها و وجدت آخر قطعة حلوى فيها. امسكت بها و هى تهتف بمرح.
"أنا سعيد لوجودى هنا معك و مع كليو ايضاً."
شئ ما فى نبرة صوتها دفعها لتستدير و تنظر إليه. وجدت نظرة عينيه الزرقاوتين عميقتين عمق البحار, و هو يتابع: "لو اننى من نوع الرجال الذين يرغبون فى الاستقرار, لفكرت....."
سألته لوسي و هى تحبس انفاسها: "لفكرت..... بماذا؟"
"قبلينى!"
عبر الغطاء نحوها, فلم تستطيع ان تبتعدد. حسناً! لن يحدث اى سوء بسبب قبلة واحدة. كما ان كليو تجلس قربهما, و هى بحاجة لتستحم لتزيل العناب الملتصق بشعرها و ثيابها.
"سالاف, ماكسيمو!"
سُمع صوت امرأة من على مسافة ورائهما.
استدارا معاً. رأت لوسي امرأة تكبرها سناً تُلوح لهما, و هى تنزل التلةبإتجاهما. شعرها القصير أنيق جداً, بشرتها مشدودة, و ناعمة كـ الحرير, و على وجهها ابتسامة سعيدة.
قال: "سالاف."
"من هذه؟"
"إنها عمتى سيلفانا."
ابتسم لـ لوسي قبل ان يتابع: "ستهتم بـ كليو طوال فترة بعد الظهر."
شعرت لوسي بالتوتر يجتاح جسدها. إذا لقد ادرك ماكسيمو خطتها بشأن كليو, أليس كذلك؟
بالطبع! عضت على شفتها, ثم قالت: "أهى ام اميليا؟ أنها جميلة حقاً."
حدق فى الفراغ الفاصل بينهما و بين عمته قائلاً: "اجل, جميلة جداً لدرجة ان جدك اراد الزواج بها."
"جدة طلبها للزوا؟ لكنه يكبرها كثيراً."
قالت لوسي ذلك و هى شبه مصدومة, و تساءلت إن كان ما سمعته صحيحياً.
"كان فى الاربعين من عمره. ارمل و لديه صبى عندما انتقل للعيش فى آكيلينا, و كانت هى فى الخامسة عشر من عمرها, لكنه تخيل انه مُغرم بها بجنون."
ابتسم بدون اى مرح قبل ان يتابع: "بالطبعسخر جدى نم طلبه. قمن هو فيرازى؟ لا احد. كيف لابن تاجر رومانى حديث الثراء ان يتزوج من اميرة دواكيلا؟ صفعه جدى لانه طلب يدها. لكن فيرازى اقسم على الانتقام بسبب تلك الاهانة."
توقف علن الكلام و هو يضغط بشدة على اسنانه.
سألته لوسي و هى تتنفس بقلق: "و هل فعل؟"
اخيراً نظر ماكيمو إليها. بدت عيناه غامضتين كـ أعماق البحار.
اجاب: "سي! بعد فترة طويلة من وفاة جدى, و بعد فترة طويلة من زواج عمتى من رجل آخر, تمكن فيرازى من تحقيق انتقامه من العائلة كلها."
مدت يدها إليه, و قالت: "ماكسيمو, ما الذى فعله؟"
هز رأسه و كأنه يمحو تلك الذكريات من رأسه. نهض على قدميه ما إن اصبحت عمته قريبة و قادرة على سماع ما يقولانه.
قال: "سيلفانا! انا سعيد جداًً لأنكِ تمكنتِ من القدوم."
التقط الطفلة من فوق الغطاء, و حملها بين ذراعيه القويتين, و هو يتابع: "هذه كليو."
"فاسيا بادا! يا لهذا الوجه الجميل!"
ابتسمت المرأة و مدت ذراعيها, و بعد لحظة من التردد ذهبت كليو إليها. حملت المرأة حقيبة فيرازى و وضعتها على كتفها, ثم غادرت و هى تلوح لهما. حدث ذلك كله بسرعة, لدرجة ان ردة فعل لوسي جاءت بعد فوات الأوان, بعد ان ابتعدت سيلفانا و ابنتها.
"انتظرى! إلى اين ستذهبان؟"
"إلى قصر عمتى, و ستُحضر لنا كليو إلى الكوخ بعد العشاء."
قطبت جبينها, و استدارت لتقول لـ ماكسيمو بغضب: "ما حدث غير عادل على الإطلاق. شغلتنى بتلك القصة عن جدى. لم يكن ذلك اتفاقنا."
حدق بها ماكسيمو بنظرة ثاقبة تحمل الكثير من المعانى, و هو يقول: "دعينى اريكِ ما هو الامر العادل."
حملها بين ذراعيه, و اجلسها على الغطاء فى حقل ملئ بالزهور. للحظة شعرت بالانبهار من صورته تحت تلك السماء الزرقاء المشرقة, و شمس صقلية الحارة.
"بعد ما حصل ليلة البارحة, اردت التأكد من انك لن تجدى عذراً ما او مكاناً تهربين إليه. إلى اين ستهربين الآن؟ انت تلعبين بمكر و دهاء, كارا! هذا ما سأفعله انا ايضاً."
ببطء, قربها منه و عانقها. شهقت لوسي عندما شعرت بيده تلامس عنقها و كتفها, فحاولت ان تتحرك للتخلص من يديه القويتين.
همست: "لا! من فضلك, لا يمكن."
اسكتها بعناقه, فمالت نحوه و هى تحبس انفاسها.
ابتسم لها ماكسيمو ابتسامة ماكرة, فشعرت بدقات قلبها تتسارع, و لم تعرف ان كانت تسمع دقات قلبها او قلبه.
اقتربت منه اكثر, فيما ملأت سمعها زقزقة العصافير و غمرتها حرارة الشمس.
علمت لوسي انها ستخسر المعركة بلا شك.






التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:18 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:51 AM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




14-صلاة في الظلام

حركت الرياح الناعمة الأزهار و الأعشاب فى الحقل حولهما, و تمايلت اغصان اشجار الزيتون. اغمضت لوسي عينيها, فلامست رموشها السوداء بشرتها البيضاء الناعمة, مالت برأسها إلى الوراء لتُعرض عنقها لأشعة الشمس, فتهادى شعرها الأسود على كتفيها و قميصها القطنية البيضاء.
هز ماكسيمو رأسه بإندهاش. كيف امكنه ان يفكر للحظة ان لوسي امرأة عادية؟ إنها فائقة الجمال و هى لا تعرف ذلك. براءتها تمنحها قوة تسيطر بها عليه. إنها كـ القدر بالنسبة إليه, و هو لا يريدها ان ترحل ابداً.... هل فكر حقاً فى ان يجد لخا زوجاً؟ يا إلهى! لابد انه فقد عقله ليقترح عليها مثل ذلك الاقتراح. هل فكر حقاً ان يُعرفها على صديقه فى ريو؟ لابد انه اصيب بالجنون! سينظر جواكين نظرة واحدة إلى ابتسامتها الفاتنة و جسدها الرشيق, و لا شك انه سيسعده ان تصبح عروسه. عندها سيجد ماكسيمو نفسه راغباً فى قتله.



زفر بضيق, و نهض عن الغطاء. رفعها بين ذراعيه فتمسكت لوسي به مندهشة. فتحت جفنيها بإستغراب, و همست: "ماذا؟ إلى اين؟"
قال بنبرة حازمة: "سآخذك إلى المنزل."
شعر انه يحمل حملاً ثقيلاً بالرغم من نحول جسدها و خفة وزنه. الممر عبر المنحدر, و الذى كان مجرد نزهة جميلة, اصبح الآن رحلة من العذاب. إنه يريد ان يلامس بشرتها الحريريةكـ الساتان, و ينظر إلى اعماق عينيها ليصل إلى روحها. اراد ان يضعها بين الزهور, ليعانقها و يغيب معها فى لحظات من الشغف.... حسناًً! إنه يريد اكثر من ذلك. يريد شيئاً ما لا يفهمه, و هذا ما جعل كل عصب فيه متوتراً و مشدوداًً كـ السلك. إنها تنتمى إليه, و هو قدرها. لن يسمح لأى رجل آخر ان يلمسها.... ابداًً!
بالكاد تمكن ماكسيمو من الوصول إلى الحوخ. سار مباشرة إلى غرفة النوم, فهو لم يعد يحتمل اكثر. شهقت لوسي ما إن ضمها إليه , و قالت: "من فضلك!"
تساءل إن كانت تتوسل إليه كى يتوقف ام ليكمل, هذا إن كانت هى نفسها تعرف ما تريده.
همس: "إن تمكنتِ من مقاومتى, سأدعك و شأنك."
لكن كلماته مجرد كذب, فهو لن يدعها تذهب إلى اى مكان. إنه يريدها ان تصبح له بشكل كامل, روحاً و جسداً. يريدها ان تعرف انها له.... راح يعانقها بحنان و شوق, فشعر بها تتوتر و تتأوهـ. للحظة شعر بإحساس من الفرح لم يشعر به من قبل. اغمض عينيه و كأنه حقق نصراً هاماً, فهو لم يهتم يوماً لسعادة امرأة كما يفعل مع زوجته. زوجته!! مع نلك الفكرة, أدرك الأمير المتفاخر المغرور من كثرة علاقاته الغرامية, التى لا يستطيع حصرها, أنه يكاد يفقد ثقته بنفسه كـ مراهق عاشق....
سمعها تهمس: "ماكسيمو!"
حدق بوجهها بتركيز شديد, فرأى الدموع تنهمر على خديها.
يا إلهى! قال بصوت مضطرب: "لوسي! انتِ تبكين."
هزت رأسها, و قالت بصوت مرتجف: "لقد ربحت..... انا لك إلى الأبد."
إلى الأبد؟! هزته كلماتها. أنها تحاكى افكاره الخائنة. هز رأسه بسرعة, و قال: "لا, كارا! لا.... اخبرتك ان زواجنا مجرد....."
اوقفته عن الكلام بوضع اصبعها على فتيه, و قالت: "أعلم.
لوسي له.... إلى الأبد؟ إنها فكرة سخيفة! إنه يريد ان يعيش معها علاقة زوجية لفترة ما. هذا كل شئ. علاقة تدوم ثلاثة اشهر, اوستة.... سنة او اثنتين على ابعد تقدير. اثناء وجوجهما معاً, بإمكانهما ان يتظاهرا بأنهما مغرمان ببعضهما البعض, و انهما و كليو عائلة. هكذا ستصبح له فى كل ليلة. لكن, ماذا لو اصبحت حامل؟
حامل!! لوسي تحمل طفله فى احشائها!! جعلته هذه الفكرة يفقد آخر ما لديه من سيطرة على نفسه. امسك بيدها, اخذ يطبع قُبلاًت من ذراعها إلى عنقها, قبل ان يضمها من جديد إليه و يعانقها.
فجأة وضعت لوسي يديها على صدره, لتبعده عنها. حدقت به بنظرات ثاقبة, و همست: "ماكسيمو! كل شخص احببته كذب علىّ. ان كنت تخفى عنى شيئاً ما, فاخبرنى به الآن, قبل ان افقد نفسي بشكل كامل."
لامس ماكسيمو شعرها, و نظر إلى عينيها نظرة عميقة, و كذب عليها قائلاً: "بروبريز نينتا, كارا! ليس هناك اى شئ."
ابتسمت له للحظة قصيرة, و امتلأت عيناها البنيتان بالفرح, ضمته إليها, فشدها إليه و غابا معاً فى لحظات من السعادة لم تشعر بها من قبل. شعر ماكسيمو ان ما يحدث له امر جديد عايه, امر غمره بسعادة و فرح لا يوصفان.
اخيراً استلقى إلى جانبها على السرير, و ضمها إليه, طابعاً قبلاً ناعمة على جبينها, و هو يهمس: "دونا بيلا! انتِ لىّ."
عندما تمتم بتلك الكلمات, علم انها ان اكتشفت يوماً الحقيقة, فإن ما حدث و يحدث بينهما سيصل إلى نهاية مدمرة....
انه عالم جديد! لم تظن لوسي يوماً ان العلاقات الجسدية تُشعر المرء بمثل هذه السعادة. اصبحت تفهم الآن كيف ان العديد من الاشخاص يضحون بأنفسهم من اجل احبائهم.
وسامة زوجها و جاذبيته تفوققصصكازانوفا. إنه افضل من هيثكليف و افضل من السيد دارسي. تورد وجهها و هى تنام بقربه. تذكرت كيف اعد العشاء بعد كليو, بينما كانت هى تلاعب ابنتها, و كيف وضعا كليو معاً فى مهدها قبل ان يعودا إلى غرفة نومهما. حملها ماكسيمو بين ذراعيه و وضعها على السرير فى الغرفة الرئيسية المجاورة لغرفة نوم كليو. لم تستطيع التوقف عن النظر إليه, فيما سطع نور القمر على السرير محدداً قامة اميرهها الساحر بألوان فضيية.
هل إقامة علاقة غرامية بدون حب امر محتمل؟ ربما كان ذلك ممكنا بالنسبة لـ ماكسيمو, لكن ليس بالنسبة إليها. إنها تعلم ذلك بشكل مؤكد الآن, فمع كل لمسة منه و كل عناق شعرت انها تُغرم به أكثر.
هذه كارثة بالفعل! ليس هناك ما تستطيع القيام به. إنها تُغرم بـ امير عابث يكره جدها, امير تزوج بها فقط من اجل تحقيق انتقامه, و هو يخطط بكل بساطه لطلاقهما و رميها بعيداًً, كـ انها خبز انتهت صلاحيته.
لقد خسرت الحرب..... ستحظى بثلاثة اشهر فقط معه قبل ان تفقده إلى الأبد, قبل ان تخسر الزوج المثالى و الأب المثالى, الذى ليس فيه إلا شائبة واحدة, هى انه لا يريد ان يكون زوجاً او اباً.
هنالك بالطبع مشكلة اضافية فيه, و هى اصراره على ان يموت جدها وحيداً و بائساً.
و بدون ارادة منها انكمشت يدها على صدره, غوسبي فيرازى مجرد شخص غريب بالنسبة إليها, مع ذلك فهو الشخص الوحيد المتبقى من عائلتها, و هى لا تستطيع ان تدعه يعانى, لا سيما إن استطاعت ان تقوم بشئ ما حيال ذلك.
عليها ان تُنهى هذا العداء بين الرجلين. ليس من اجل جدها فقط, بل من اجل ماكسيمو ايضاً. عليها ان تكتشف الأحداث المؤلمة و الشريرة التى تطارده, عليها ان تعرف ما الذى فعله جدها. عندها فقط ستتمكن من وضع حد لذلك العداء, و تنقذ الرجلين.






تحرك ماكسيمو و غطى يده بيده, ثم ضمها إليه.
تنفسست بعمق و قالت: "ماكسيمو! ما الذى فعله جدى لعائلتك؟"
ظهرت القسوة على ملامح وجهه, و بدأ بالتحرك ليستدير و يبتعد, و هو يقول: "لا ارغب فى لاتحدث عن ذلك."
امسكت بكتفيه قائلة: "لا, توقف! سنعود إلى إكيلينا غداً. إن لم تخبرنى القصة بنفسك, فسأسمعها منه."
"لا!"
"إنه جدى, ماكسيمو! بعقد او بدون عقد, لا يمكن ان تتوقع منى ان اتركه يموت وحيداً. لا سيما انك لم تعطينى سببا مقنعاًً ذلك."
حدق ماكسيمو بها بعينين حزينتين تشتعلان بالغضب.
ولاحظت لوسي كيف يعكس ضوء القمر مدى حزنه و غضبه.
قال بنبرة منخفضة, لكنها تحمل الكثير من الخطر: "بينا كارا! سأخبرك. فى اليوم الذى وُلدت فيه, كانت هناك عاصفة ثلجية عنيفة فى إكيلينا, و هى أسوأ عاصفة مرت على البلاد. اُُصيبت امى و اختى بدأ ذات الرئة, و كنا نعيش بعيداً عن القرية, فى فندق عمتى القديم. اتصل ابى بـ فيرازى عبر الهاتف, و طلب منه ان يرسل إلينا الطبيب الذى كان فى فيلته, و هو الطبيب الوحيد فى المنطقة."
قالت بصوت خافت: "تابع!"
"لكن فيرازى رفض ان ينقل الرسالة إلى الطبيب, فقرر والدى استعمال مزلاجين قديمين, و الذهاب إلى إكيلينا إحضاره...."
ضغطت يده بصورة لا إرادية على يدها. و هو يتابع: "..... لكنه لم يعد ابداًً. تجمد حتى الموت فى الثلج. ثم توفيت امى و اختى بعد يومين من وفاة ابى لأنهما لم تحصلا على العلاج."
شهقت قائلة: "آهـ, ماكسيمو!"
"لقد وعدت والدى ان ابقى مع امى و اختى, و ان اعتنى بهما, لكن كل ما فعلته هو مراقبتهما و هما تموتان."
"ماكسيمو! انا آسفة جداً. ليتنى استطيع القيام بشئ لأخفف عنك و اخلصك من هذا الألم. فـ انا.... أنا...."
ارادت ان تقول انها تحبه, لكن الكلمات علقت فى حلقها. كيف يمكنها ان تقول له ذلك, و قد حذرها بألا تحبه ابداً؟ ماذا لو كان رده عليها هو الغضب, او الشعور بالشفقة نحوها؟
كررت: "أنا آسفة!"
"انتِ و امك كنتما بصحة جيدة و قويتين بعد الولادة. و لم يكن هناك غير الأنانية التى دفعت فيرازى للاحتفاظ بالطبيب فى فيلته, الأنانية و الشر. كان قد عمل على تدميرنا, لكن لم يكن ذلك كافياً له. فى اليوم الذى دفنت فيه عائلتى, قررت ان انتقم منه, و آخذ كل شئ منه..... كل شئ."
لفت لوسي ذ اعيها حوله, محاولة بيأس ان تخفف عنه. انه زوجها, و هى تحبه. تريده ان يشعر بالارتياح و يتخلص من الحقد, فهى تريد ان تخفف عنه بكل ما لديها من قدرة.
اخذ ماكسيمو نفساًً عميقاًً, و تابع: "بعد ثلاثة ايام, سنقيم حفل زفافنا. و سيسمع ذلك العالم اجمعه, عندها سيدرك فداحة ما خسرة. خسر شركته و ثروته و مركزه فى المجتمع و حفيدته."
سمعت لوسي صوته بارداً و حزيناً. شعرت بالارتباك, و ابتعدت عنه. كيف يمكنها ان تُغرم برجل مثله, رجل لا يمكنه ان يحب, و قلبه ملئ بالانتقام و الشر؟
قال ماكسيمو و هو يستدير إلى الجانب الآخر من السرير: "نامى الآن, سنغادر باكراً إلى إكيلينا."
حدقت لوسي فى الظلام, و لم ترى غير الظلال.
فكرت, لا يمكن ان يكون متحجر القلب غير قادر على الحب, فقد اظهر ماكسيمو الكثير من الحنان و الاهتمام. لكن غضبه احساسه بالحزن على فقدان عائلتهيغليان فى اعماقه, و ياكلان من روحه و يقضان مضجعه.
فكرت بالرجل الذى رأته يبكى على الطريق. من المؤكد ان جدها لا يقصد ان يُسبب الأذى لعائلة ماكسيمو. لا شك انه كان يحاول فقط حماية عائلته بالاحتفاظ بالطبيب قرب حفيدته المولودة حديثاًً و امها.
يجدر بها ان تُنهى ذلك الصراع الدامى بينهما. لو استطاعت ان تُشفى آلام ماكسيمو, ربما سيتمكن من فتح قلبه للحياة من جديد. سيرى انها و كليو بحاجة إليه, و قد يتمكن من مبادلتهما الحب بدوره, فيقرر ان يجعل عائلتهما عائلة حقيقية. قالت لنفسها بسرعة, انت تحلمين! فـ الأمير العابس لا يرغب مطلقاً بالاستقرار, كما انه لن يحبها ابداً....
لكنها تحبه بالرغم من ذلك!
حسناًً! بدلاً من قول تلك الكلمات بصوت عالى, بإمكانها ان تريه حبها, و تنزع ذلك الألم من قلبه. و بعد ان ينفصلا و ينسي ماكسيمو وجودها, ستعلم على الأقل انها قامت بعمل جعل حياته افضل. اصغت إلى انفاس زوجها فى ذلك الصمت المطبق فى الليل الهادئ. وضعت يديها وراء رأسها, و حدقت بالسقف.
طيف ستتمكن من جعل الرجلين يتحدثان معاًً من جديد؟ و اين؟ قطبت جبينها و هى تفكر بعمق.
فى حفل الزفاف.... مناسبة مليئة بالافراح, حيث تجتمع العائلات برباط الحب المقدس. ما من وقت او مكان افضل من هذا!
همست من دون ان تصدر اى صوت, متلفظة بكلماتها كأنها الصلاة فى الظلام: "من اجلك ماكسيمو, و لأننى أحبك!"







التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:19 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:51 AM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



15-اللقاء المنتظر

بعد مرور ثلاثة ايام, امتلأت فيلا ايشلو بالعمل و الضجيج تحضيراًً لحفل الزفاف.
قال ماكسيمو و هو يدق على باب غرفة النوم: "دعينى ادخل."
اجابت لوسي و هى تتكئ على الباب: "لا! إنه نذير شؤم ان ترانى اليوم!"
"لوسي, كونى منطقية! الحفل سيتم عند المساء, فلا تتوقعى منى أن لا اراك طوال النهار. هذا عذاب مضنى لىّ."
غطت فمها كى تكبح ضحكتها. تستطيع ان تراهن على انه يريد رؤيتها, فهما منشغلان منذ ان عادا إلى إكيلينا. انشغل ماكسيمو بالإهتمام بتفاصيل نقل معاملات شركة فيرازى إليه, اما هى فإنشغلت مع متعهدات الزفاف, لتحقيق احلامها و امانيها خلال الأيام القليلة التى تسبق الحفل الكبير.
ثلاثة ايام مرت و هى تجرب الفساتين و تتذوق قوالب الحلوى, كما تذوقت كليو قدر ما تستطيع يداها الصغيرتان ان تلمسا. ثلاثة ايام لإجراء المقابلات معها من قبل الصحتفين من كل ارجاء العالم. ز ثلاثة ايام لتقليم أظافر يديها و قدميها و طلائها بأجمل الأوان, و تدليك جسمها, كما ان ماكسيمو احضر فريقاً لتويين الكنيسة و الفيلا, و طلب منها البقاء فى الفيلا رهن إشارة لوسي. ثلاثة ايام من الرفاهية و المرح المفرط و الأحساس بأنها عروس مميزة و انها نجمة, و ثلاثة ليال من الشغف المطلق مع زوجها.

فى كل ليلة, كانا يمضيان الليل بين حضنى بعضهما. لا عجب انه يرغب فى رؤيتها الآن, فهما لم يلتقيا منذ حوالى العشر ساعات, و هى تتفهم ما يشعر به, لأن هذا ما تشعر هى به ابضاً. لكنها تبعده عنها لسبب هام, لا علاقة له بـ اوهام يوم الزفاف.
هذه فرصتها الأخيرة لتحاول التسلل قبل الزفاف, و فرصتها الأخيرة لتتحدث مع غوسبي فيرازى و تسمع وجهة نظره من القصة. هكذا ستتمكن من دعوته إلى الاحتفال, و هى تشعر بثقة بالنفس و ضمير مرتاح. عندما تتأكد ان عداوتهما مبنية على سوء تفاهم, لن تشعر بأى حرج من إجبار الرجلين على اللقاء فى العلن. ماكسيمو لن يُقدم مطلقاً على التصرف بطريقة مهينة امام الجميع. لن يكون لديه اى خيار إلا الإصغاء إليها و لو للحظات قليلة لا اهمية لها.
هكذا ستتمكن من إنها العداوة بين الرجلين. ستنقذ جدها من الفقر و الوحدة, و تنقذ روح الرجل الذى تحبه. إن لم يستطيع ماكسيمو ان يحبها, فهو سيحب امراة ما فى يوما ما.... مجرد التفنير فى انه سيجب امرأة اخرى يجعلها ترغب فى نزتع قلبها, لكن سعادة ماكسيمو هى كل ما يهمها الآن.
إزداد طرق ماكسيمو على باب غرفة النوم, و هو يقول: "كارا! ليكن فى قلبك رحمة, فأنا مجرد رجل."
قالت بصوت حازم: "ماكسيمو, أرحل! هذا من اجلك."
زفر و تلفظ بعدد من الكلمات باللغة الإيطالية, ثم رحل.
عندما تأكدت لوسي من ذهابه, تنفست بعمق. رفعت كتفيها و سارت نحو غرفة الأطفال. ايقظت كليو من نومها, و لفتها جيداً إتقاءاً للبرد, ثم حملت معطفها.
سارت على رؤوس قدميها و هى تمر امام المطبخ الكبير, حيث كان ارمانو يتناول غداءه من الباستا. بالرغم من اعتراضاتها اصر ماكسيمو على تعين حارس شخصياً لها. مع قامته الفارعة الطول و وزنه الذى يفوق الثلاثمائة باوند, لابد انه سيأكل لأكثر من ساعة. اما جورجينا ستيوارت مصممة زفافها البريطانية, فطلبت منها ان تنام فترة كى تستعيج نضارة بشرتها, قائلة: "فقط لمدة خمسة و اربعون دقيقة لتستعيد بشرتك توهجها, اميرتى!"
و حذرت الخدم ان يتركوها و ابنتها, كى تناما بسلام.
كل ما تستطيع لوسي فعله الآن, هى ان تعقد اصابع يدها, و تصلى كى تتمكن من النجاح, و ان تنهى مهمتها قبل ان يفتقدها او يجدها احد ما, لا سيما ماكسيمو. إنه عمل محفوف بالمخاطر.
التحدث مع غوسبي هو خرق للعقد الذى بينها و بين ماكسيمو, و إذا قرر ماكسيمو إلغاء عقد زواجهما, ستصبح هى و ابنتها مشردتين من جديد. لكن عليها المخاطرة بذلك. كذلك لا تستطيع ان تعيش بسعادة مع طفلتها, و هى تعلم ان رجلاً مسكينا عجوزاًً يعانى بمفرده على بعد ميل منها. كما انها لا تستطيع تحمل ان يعيش ماكسيمو حياته كلها و هو يعانى ايضاً, فيتلوى و يختنق من الإحساس بالانتقام و الذنب الذى يأكل روحه. ليس و هى قادرة على إصلاح كل شئ. ستعمل على حماية الأشخاص الذين تحبهم, و ستنقذهم حتى من انفسهم.

ماكسيمو رجل صالح فى اعماقه. رأت ذلك بنفسها. إنه يتصرف برقة و لطف معها و مع كليو, و هذا خير دليل على ذلك.
وضعت كليو فى عربتها, و اسرعت بالسير عبر حدائق الفيلا المُعتنى بها. انتظرت حتى رأت الحراس منشغلين بالتحدث مع صحافية جميلة, ثم هربت من وراء النباتات التى تحيط بالبوابة الخلفية. حتى الآن, كل شئ يسير على ما يرام.
اخيراً وصلت لوسي إلى حدود القرية. ذاب الثلج منذ فترة و الشمس دافئة, كما ان النهار اصبح اطول, فالربيع يفرش بساطه فى انحاء القرية, مما جعلها تشعر بالمزيد من العزم و النشاط. الآن, كل ما تريده هو ان تجد الفيلا القديمة التى يمتلكها جدها, من دون ان يلاحظها احد.
امنية حمقاء! حتى لو لم تكن لوسي الأميرة الغالية الجديدة للقرية كلها, فالقرية مليئة ببائعى الزهور و شاحنات تقديم الطعام, و الصحافيين الذين يتلهفون لتغطية اخبار (الأم الفقيرة التى انتقلت إلى الثراء الفاحش), كما ان هناك إعلاميين مختصين بنقل اخبار المشاهير فى العالم ينتظرون وصول الضيوف إلى فيلا دوايستا, و التى تفتح ابوابها باكراً هذه السنة, خصيصاً لأجل هذا الحدث.
"برانسبيسا!"
سمعت صوت يناديها عبر الشارع. شعرت بقلبها يقفز فى صدرها, فتراجعت لتختبئ فى فى ممر ضيق بين بيتين قديمين. رأت امرأة بيضاء الشعر, تنظر إليها بعينين لطيفتين فة نهاية الممر, و تحمل مكنسة بيديها,
"بامبينا!!"
عرفت لوسي تلك المرأة. و حاولت ان تتذكر معنى كلمة بامبينا.
رمت المرأة المكنسة مُحدثة ضجة, و اخذت تتحدث بحماس شديد باللغة الايطالية. ضمت إليها لوسي اولاً ثم كليو, و شدتهما معاً إلى مطبخها الصغير. تعلم لوسي ان مربيتها العجوز لا تتحدث اللغة الإنجليزية, لكن ما تريده لا يحتاج ترجمة.
قالت بنبرة مملؤها التوسل: "غوسبي فيرازى؟"
حدقت بها المرأة العجوز للحظات طويلة. تنهدت على مضض, و هزت رأسها.
تركت لوسي عربة الطفلة عندها, و حملت ابنتها بين ذراعيها, و تبعت مربيتها العجوز عبر ممرات كثيرة فى الشوارع الخلفية للقرية. اشارت أنو نيزاتا بيد مرتجفة نحو فيلا جدها. قالت لوسي: "غراسياس!"
طبعت قبلة على خد المرأة. استدارت نحو باب الفيلا الشبه مهدمة, و قلبها يرقص من الأما و التفاؤل. ها قد نجحت فى الوصول إليه! ستتحدث إى جدها, و تسمع وجهة نظره بشأن القصة. قالت لـ كليو بسعادة و هى تطرق الباب بيدها: "الآن ستقابلين جد امك, و سترين! الأمور ستسير نحوالأفضل."
بعد مرور ساعة, كانت كليو تبكى بين ذراعيها, فيما جلست لووسي تحدق بالرجل العجوز مصدومة. اصبح الشاي بارداً, و لم تتذوقه و هى تحاول ان تفهم ما اخبره به جدها.
همست: "لا! ماكسيمو لم يفعل ذلك. لا يُعقل ان يفعل ذلك."
ضغط جدها على ذراعى مقعده القديم المطلى بلون الذهب, و قال بصوت ملئ بالحقد و الكراهية: "إذاً, لقد فهمت الآن لماذا يجب ان تساعدينى كى ادمره."
كررت كأنها مخدرة: "تدمره؟!"
فكرت بالأوقات التى كان فيها ماكسيمو لطيفاً معها. خلصها من داريل فى شيكاغو, و خفف عنها بعد رؤيتها لـ الكس فى روما. حملها عبر حقول الزهور, و قبلها تحت شمس صقلية الحارة... تلك الصورة تطعنها فى اعماقها كـ الخنجر.
لم يقم ماكسيمو بتلك الأمور بسبب شرارات الخير المخبأة فى روحه. فعل ذلك كله بسبب احساسه بالذنب! ذنب كـ الجحيم يؤرقه و يحطم عظامه.
صوت بكاء ابنتها قاطع افكارها, و جعلها تستعيد الواقع من جديد, فقالت: "حسناً, صغيرتى! حسناً!"
ضمت كليو إليها بشدة, و تنشقت عطرها. بسرعة شعرت ابنتها بالأمان و الراحة, فصمتت. لكن من سيؤمن الراحة و الأمان لـ لوسي, بعد الآن؟
امتلأت عينا جدها المريضتين بالقوة و الإشراق و هو يقول: "لا تخافى, ميا نبوتينا! سنثأر منه و ننتقم."
الأنتقام؟! لم تربيها امها لتكون قاسية القلب بلا رحمة. قالت بضعف: "لا! ليس هذا ما اريده."
"ستصغين إلىّ, فـ انا جدك!" تابع بنبرة آمرة, و حازمة: "ستفعلين تماماً ما اقوله لك."
نهضت لوسي على الفور عن كورسيها, و قالت: "لا! سأفعل ما اراه مناسباً."
انها لا تريدد الانتقام, بل تريد العدالة.
تذكرت كلام اميليا فى اليوم الأول لوصولها إلى إكيلينا. يومها توسلت إليها ألا تسبب الذل و المهانة لـ ماكسيمو امام اهل القرية. توسلت إليها مى تبقى خلافاتهما شخصية و خاصة, لكن الخصوصية لست من الصفات التى تحبها و ترغب فى القيام بها.
تمكن ماكسيمو من إبعاد شكوكها و مخاوفها بقوة تفاخره و كبرياءه و وسامته, و لطفه الغير متوقع.
المير الوسيم و فارس الأحلام, أتى إليها, و انقذها. اهتم بها و بـ كليو و هو مستعد للقيام بذلك إلى الأبد كما ادعى. علم لوسي كيف تشعر بالحياة من جديد. علمها ان تكون شجاعة, و ان تخاطر فى التضحية بقليها لمرة اخيرة. طوال تلك المدة بدا حقيقياً و صادرقا.
اغمضت عيناها, و تنفست بعمق. اخيراً زفرت انفاسها, وكأنها تزفر امالها و احلامها. لم يبق امامها إلا خيار واحد: الحقيقة!
رفعت ذقنها, قالت: "سأجعل ماكسيمو يعترف.... الليلة.... فى حفل الزفاف, سيعترف بكل شئ, و بكل ما فعله."












التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:19 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:51 AM   #17

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



16-لن اسامحك..... أبداً

شهق ماكسيمو عندما رأها!
وقفت اميرته على الجانب الآخر من الممر. شعرها الأسود مرفوع إلى قمة رأسها, و مُضوع عليه تاج ماسي لا يُقدر بثمن, و يناسب تماماً العقد الذى فى عنقها. ثوبها الأبيض ذو كمين ضيقين طويلين, اما الجزء العلوى من الفستان فيُظهر جمال صدرها و خصرها و تتدلى منه تنورة واسعة طويلة فضفاضة. شفتاها مطليتان بلون احمر يناسب تماماً الورود الحمراء فى الباقة التى تحملها.
فى لحظة انسجام واحدة, نهض الضيوف و هم يشهقون إعجاباً. اثرياء العالم و المشاهير اجتمعوا فى الكنيسة الصغيرة الخاصة. حتى مشاهير السينما المميزين, و المراء و رؤساء الوزارات و السياسيين.
بدت لوسي كـ الرؤية و الحلم فى تلك الكنيسة القديمة, التى اضيئت بمئات الشموع فى تلك الليلة الباردة الماطرة. تحت كل شمعة وُضع طبق من الورود الحمراء القانية كـ الدم.
إنها إلهة الشتاء, فكر ماكسيمو و هو يحدق بها شاعراً كأن قلبه يتمدد فى صدره. دونا مولتا بيلا! إنها جميلة جداً, لدرجة انه لا يستطيع إبعاد عينيه عنها.
لوسي!!!!
ما الذى فعله فى حياته كلها ليستحقها زوجة له؟ هو لم يعرف يوماً امرأة كـ لوسي. جميلة جداً, حنونة جداً ذات قلب برئ كـ قلب طفل. جعلته لوسي يري كم يمكن للعالم ان يكون غنياً و عمبقاً, و هو يحبها كثيراً....
ادرك ماكسيمو ذلك بصدمة.
انه لا يريد فقط ان يبقى قربها كل ليلة, بل يريد ان يستيقظ معها كل صباح لما تبقى من حياته. يريدها إلى الأبد. ديو سانتو!
كم يحبها!
لم يراوده يوماً مثل هذا الشعور, و لم يتخيل ابداً انه قادر على الإحساس بالحب تجاه اى امرأة. لكنها اميرته, و عروسه, لوسي. حدق بها محاولاً ان يُظهر لها الحب الذى يغمر قلبه.
لوسي, تى يامو!
تزوج ماكسيمو بها ليسيطر على شركة فيرازى و ينتقم من الرجل العجوز. تزوج بها ليتخلص من إحساسه بذلك الذنب القديم. و ليعطيهاالأمان الذى فقدته و هى طفلة, و هكذا يتخلص من الأحساس بالندم بدوره.
لكن اعجوبة حدثت بعد ذلك, إنه يحبها!






هو الذى لم يتعلق يوماً بأى امرأة, و الذى لم يعيش للحظة تجربة القلب المحطم, يشعر انه مأسور و بشكل من قبل زوجته.
تى يامو, لوسي!
لم تنظر لوسي إلى عينيه. كلما اطال النظر إليها, كلما ادرك ان شيئاً ما يشغلها.... شئ سئ جداً, تساءل لِمَ لا تنظر إليه؟
حاول ان يُقنع نفسه بأنه ليس هناك اى خطب. ما يرأه سببه وميض الشموع, او الوشاح على وجهها. لقد تحدث إليها هذا الصباح, و تذكر دفء صوتها و هى توبخه عبر الباب, فما الذى حدث منذ ذلك الوقت؟
للمرة الأولى, رأى الرجل الذى يسير خلفها كـ الشبح: غوسبي فيرازى!!
اجتاحه إحساس قوى بالكراهية منعه من الحركة او النطق.
كيف تمكن فيرازى من الوصول إليها, مع كل الحراس المحاطين بها؟
سارا عبر الممر القصير, و بعد قليل جلس الحضور, و هم يتمتمون بكلمات الإعجاب و التقدير للعروس و جمالها المذهل, و لم تكن لديهم اى فكرة عما يمكن ان يشاهدوه بعد قليل.
لكن القرويين فى آخر القاعة علموا الذى سيحدث. رأى ماكسيمو الذهول على وجوهم, و اتساع عيونهم. أما إميليا التى تحمل كليو و تجلس فى الصف الأمامى, فبدا وجهها شاحباً و ابيض كـ الثلج. كيف يمكن لذلك ان يحدث؟
هناك تفسير واحد لما حدث: لوسي تحدته متجاهلة أوامره. خاطرت بكل شئ و ذهبت لزيارة الرجل العجوز خفية.
هكذا لم يعد هناك غير سؤال واحد كئيب: ما الذى اخبرها به فيرازى؟
ما إن وصلت لوسي إلى جانبه, حتى مد يده بلطف ليرفع الوشاح عن وجهها. نظر إلى وجهها الجميل, و عرف الإجابة, فيرازى اخبرها بكل شئ.
خفت النور الذى كان يشع من عينيها البنيتين المعبرتين, لقد رحل ذلك الدفء. تذكر ماكسيمو ذلك اليوم الذى اقتلعها فيه من محطة الوقود فى شيكاغو, و اجبرها على ان تُصبح عروسه. اراد ان ينقذها, لكنها انقذته من حياة باردة مليئة بالثأر و الأنتقام و العلاقات الفارغة السطحية.
لماذا تحدثت مع فيرازى اليوم من بين كل الأيام؟ كان بإمكانهما ان يعيشا بسعادة بعيداً عنه. قال بصوت منخفض لا يسمعه سواها: "لماذا فعلت ذلك؟ لماذا تحديتينى؟"
لم تنظر لوسي إليه, بل قالت بنبرة خاوية: "لأننى احببتك."
احببتك..... بصيغة الماضى....
بدأ الكاهن بالمراسم. تحدث اولاً باللغة الإيطالية, ثم باللغة الإنجليزية. تجاهل ماكسيمو الرجل, تجاهل الثمانين ضيفاً الذين يراقبون ما يجرى باهتمام و شوق, و امسك بكتفى لوسي بقوة. حدق بوجهها الملطخ بالدموع و قال: "لوسي!"
نظرت لوسي بتحدٍ نحو نافذة المعبد المظلمة. إنه يريدها.... ليس فقط بجسدها, بل ايضاً بروحها. يريدها ان تنظر إليه تماماًً كما فعلت البارحة. لم يدرك حتى الآن كم كانا سعيدين فعلاً.
"لوسي, انظرى إلىّ!"
"لا!"
لمع وميض الشموع على وجهها البارد.
قال ماكسيمو بصوت كـ الرعد: "انظرى إلىّ!"
استدارت لوسي. لمعت عيناها البنيتان بشدة. صرخت به: "لماذا؟ ألكى تستعمل سحرك علىّ, و تجعلنى انسي انك اختطفتنى و انا طفلة, و انك قتلت والدىّ؟"
ساد الصمت فجأة فى ارجاء الكنيسة, و كأن الجريمة حدثت للتو. استطاع ماكسيمو ان يسمع تساقط المياه جراء ذوبان الثلج فى الخارج و صوت الريح الباردة تعصف عبر البحيرة.
وقف غوسبي فيرازى وراءها, و حدق به بعينين تشعان حقداًً و مكراًً هذا هو إنتقامه الأخير. هذا الرجل العجوز المريض لا يهتم مطلقاً اى حياة اخرى سيدمر, حتى لو كانت حياة حفيدته. هو يريد الانتقام و الثأر بأى وسيلة كانت, و مهما كان الثمن. تماماً كما كان ماكسيمو قبل ان يقع بغرام لوسي.
"كارا, بارفافورى."
ضغط بيده على كتفها, و تابع: "ليتنى استطيع ان اتحدث إليك على انفراد."
قالت بصوت مرتجف: "لا!"
سحبت ذراعيها بعيداً و هى تتابع: "كذبت علىّ كل هذا الوقت. كنت اعلم.... كنت اعلم ان هناك سبباً آخر لهذا اللطف و المعاملة الجيدة التى تحيطنا بها."
هزت رأسها, و انهمرت الدموع على خديها, لكنها اكملت: "لكن لم افكر للحظة ان السبب هو احساسك بالذنب."
"لنذهب من هنا, و نتكلم."
"لا!"
تراجعت إلى الوراء خطوة, ما إن حاول ان يمد يده نحوها. "هنا, و الآن, ماكسيمو! اخبرنى الحقيقة كلها."
نظر ماكسيمو حوله فى القاعة.... إلى اصدقائه, و إلى منافسيه فى عالم الأعمال, و إلى الاشخاص الذى يحترمهم و يكن لهم الإعجاب من كل انحاء العالم. إنهم جميعاً يراقبون ما يجرى بذهول و رعب. المصورون فى الناحية الأخرى من القاعة يلتقطون الصور كـ المجانين. زفاف المجتمع لهذا الموسم تحول إلى مسرحية تراجيدية, قد تجعل بيع الصحف يفوق كثيراً ما هو متوقع.
الاحساس بالذل و العار فى تلك اللحظة طغى عليه. اراد ان يندفع بقوة, او يصرخ معبراً عن إحباطه, و الأكثر من ذلك اراد ان يلطم الرجل العجوز على وجهه, لكنه لم يفعل اياً من ذلك.
هذه هى فرصته.... الفرصة الغالية الوحيدة ليقاتل من اجل المرأة الوحيدة التى احبها.
ضغط على يديه و كورهما لتصبحا قبضتين من فولاذ, ثم رفع ذقنه لينظر إلى وجهها.
قال بهدوء: "لم اسبب اى اذى لوالديك. كان قد توفيا عندما وجدت سيارتهما عند المنحدر. لم يصدق جدك ذلك ابداً. لكن تلك هى الحقيقة.... الحقيقة."
كرر ذلك بصوت قاسي. و نظر إلى فيرازى من فوق رأس لوسي, و تابع: "عندما ضربنى رجالك طيلة يومين بعد تلك الحادثة ارادتنى ان اعترف بأمر لم افعله ابداً. لقد توفيا قبل ان اصل إليهما."



استدارت لوسي لتنظر إلى الرجل العجوز, و تقول: "هل ضربته لمدة يومين؟ كان مجرد طفل!"
لم يشغل فيرازى نفسه بالنظر إليها, كور شفتيه و قال: "غلطتى الوحيدة اننى اطلقت سراحك, طواكيلا. و هكذا كبرت و اخذت شركتى منى. كان علىّ إغراقك فى البحيرة فى كيس للنفايات."
شهقت لوسي, لم تعد قادرة على التنفس. نقلت نظرها بينهما, ثم همست: "وحشان! كلاكما وحشان. لا اريد اياًً منكما... لا اريدكما.... أبداًً."
استدارت لتذهب, فأوقفها ماكسيمو قاطعاًً طريقها عبر الممر الضيق للكنيسة.
"من فضلكِ, لا ترحلى!"
"لماذا؟"
"لطالما طلبتِ منى ان اخبرك الحقيقة, و الحقيقة هى... لوسي....!"
اخذ نفساً عميقاً قبل ان يتابع: "....أنا احبك."
"أنت...... انت ماذا؟"
قال بهدوء: "احبك, تيامو!"
همست: "اعترف بما فعلته بىّ. اريد ان اسمع ذلك من شفتيك."
اغمض ماكسيمو عينيه, ثم نظر إلى وجهها و اخبرها الحقيقة.
"سمعت صوت السيارة و هى تسقط فوق المنحدر, و سمعت تحطم المعدن ما إن ارتطمت. اسرعت إلى هناك و سمعت صراخ طفلة. اخرجتك من السيارة قبل ان تنفجر."
اتسعت عينا لوسي بدون إدراك منها.
"اتقول.... إنك انقذت حياتى؟"
تمنى لو انه قادر على القول انه كان بهذا النبل و الشهامة. هز رأسه و قال: "عندما اخذتك من السيارة, علمت ان فرصتى بالانتقام قد حانت اخيراً. كانت هناك امرأة اميركية تمكث فى فندق عمتى, و هى ترغب بشدة بطفل او طفلة, و هكذا اعطيتها إياك."
لمعت دموع لم تنهم ربعد فى عينيها, و هى تقول: "لهذا علمت اننى مازلت حية طيلة تلك السنوات, لكنك تركتنى اعانى فى دور الايتام, و بقيت منسية حتى وجدت سبباً جديداًً انانياًً لاستعمالى."
"لا, لوسي! لا!."
هز ماكسيمو رأسه بسرعة, و تابع: "أدركت غلطتى منذ زمن بعيد, و حاولت ان اجدك. لكن امك اختفت ببساطة. غيرت عملها, حتى انها غيرت اسمها. لم أستطيع ان اجدك. و عندما بحثت فى ماضى ونثورت من اجل ايجاد اى شئ استعمله ضده وجدتك. إنه القدر كارا!"
همس و هو يمد يده ليلامس شعرها الأسود: "إنه القدر."
كورت لوسي شفتيها الجميلتين بإشمئزاز, و قالت: "القدر؟!! سألتك عن الحقيقة, و توسلت إليك ان تخبرنى بها, لكنك كذبت علىّ. همساتك و هداياك و كل كلامك العذب اللطيف.... كلها اكاذيب."
"لا! لم تكن اكاذيب, كل ما فى الأمر اننى لم اخبرك بكل شئ."
سار نحوها و اضواء الشموع تعكس ظلالاً عليهما, إنه يائس.... يريد ان يلمسها, ان يُقبّلها, ان يجعلها تفهم....
تابع قائلاً: "فى البداية لم يكن للأمر اهمية, و فى ما بعد, شعرت بالخوف."
"كذبت علي."
تراجعت لوسي إلى الخلف, فيما امتزج الألم و الغضب و الارتباك بتعابير وجهها, و هى تتابع: "أخذ الكسندر سنة واحدة من عمرى, اما انت فأخذت طفولتى كلها, و جعلتنى احبك.... لن اسامحك ابداً على ذلك."
ثم استدارت لتسير مبتعدة.
"تزوجينى!"
توقفت على الفور, و عادت لتحدق به, قائلة: "ماذا؟"
شعر بالألم فى عنقه لأنه بالكاد قادر على استجماع شجاعته الماضية و سحره القديم, لكنه حاول بكل ما لديه من قوة: "دعينى اعوض عليك خسارتك."
رفع بيده خاتماً من الذهب الأبيض يحمل فى وسطه ثمانى حبات من الألماس تخطف الابصار, و تابع: "لن اخفى عنك اى سر بعد الآن, و سأمضى حياتى محاولاً ان اجعلك سعيدة. ليس بسبب ما تملكين, بل لما انتِ عليه. احبك كارا! ابقى معى, و كونى زوجتى إلى الأبد."
قطبت لوسي جبينها بحزن و ارتباك, ثم زفرت قائلة: "يا إلهى! أمازلت مستعد للكذب من اجل الفوز بما تريده؟"
"أنا لا اكذب!"
امام القاعة المليئة بالناس, سمح الأمير ماكسيمو دواكيلا لنفسه ان يظهر مدى ضعفه. كل عضلة فى جسده بدت متوترة و مشدودة و هو يمسك بالخاتم امامها. بالكاد بدا قادرا على التنفس, فيما تابع قائلاً: "أنا اطلب منك ان تحبينى, و اطلب منك ان تكونى لىّ إلى الأبد."
ببطء أخذت لوسي الخاتم منه. نظرت إلى حبات الماس المشعة فيه, و إلى الألوان التى تنعكس تحت انوار الشموع.
فكر ماكسيمو, ستسامحنى, و سأمضى ما تبقى من حياتى و انا احبها و اسعدها.
سألته بنعومة: "أ أنت تحبنى حقاً؟"
أجابها: "أجل!"
اغمضت عينيها, و أخذت نفساً عميقاً. عندما فتحتهما, بدتا باردتين تماماً كعينى الرجل العجوز الواقف قربهما.
قالت: "هذا خبر جيد, لأن الرفض سيؤلمك."
رمت بالخاتم الألماسي الكبير فى وجهه, مسببة جرحاًً فى بشرته سال منه الدم بسبب الماس الحاد. شهق الحشد فى القاعة.....
لامست يد ماكسيمو قطرات الدم فى وجهه, و راقبها تستدير بسرعة لتخطف ابنتها النائمة, و تحملها بين ذراعيها و تهرب من الكنيسة و هى ترفل بالحرير.
سمع تنهيدة وحيدة ما ان اختفت, ترددت كـ صراخ الأوز الحزين عبر البحيرة. و إذا بـ غوسبي فيرازى يقول برضى و فرح: "الآن يمكنى ان اموت سعيداً."





التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:26 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:51 AM   #18

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




17-لن أنساك !

فى منتصف الطريق نحو ميلانو, استيقظت كليو باكية من اجل حصانها الأحمر, و ادركت لوسي بخوف انها تركته خلفها فى الفيلا.
غادرت الفيلا بسرعة, يائسة بشدة كى ترحل, قبل ان يتمكنماكسيمو من اللحاق بها و إقناعها بالبقاء, و قبل ان يكرر كذبته بأنه يحبها. تلك كانت محاولته الأخيرة التى تخلو من اى إحساس بالرحمة, لكى يهزم جدها من جديد.
تركت ثوب زفافها و التاج و عقد الالماس الذى لا يُقدر بثمن على سريرهما, ذلك السرير الذى شهد لحظاتهما السعيدة, و حزمت بعض الثياب لها و لـ كليو, و اخذت حقائبها الثلاثة من ماركة فيرازى. لم تعد تريد الثلاثين مليون التى وعدها زوجها. ليتقاتل ماكسيمو و جدها على شركة العائلة حتى القيامة, فهى لا تريدها. ستعود إلى شيكاغو حيث تجد للاشياء معنى واضحاً. لكن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة.
حقائبها الجلدية تسازى آلاف الولارات حتى فى سوق الاشياء المستعملة, و هذا سيؤمن لها مال يكفى لتدفع الإيجار, و لتضع رصيداً صغيراً فى المصرف للحالات الطارئة.
لن تعود إلى عملها السابق فى محطة الوقود. ستذهب إلى المكتب الرئيسي لسلسلة محطات الوقود, و تشرح لهم ما حدث لها مع داريل. كما ستبدأ بالالتحاق فى دروس مسائية. قد تحتاج إلى عدة سنوات لكنها ستدرس فى الليل اثناء نوم كليو, و ستحصل على إجازتها الجامعية. و ستصبح موظفة فى مكتبة المدرسة, لتعلم الأطفال ان يحبوا الكتب, تماماً كما كانت تحلم.




اعتقدت لوسي فى السابق ان كونها اما يعنى ان عليها التخلى عن احلامها, لكن فى الأسابيع القليلة الماضية تعلمت ان ذلك ليس صحيحاً. قصصالأحلام تحدث فى كل زمان, و ليس هناك نهاية للعيش فى حلم ما. لم تتأخر بعد على تحقيق كل ما ترغب به, و بإستثناء حلم واحد فقدته إلى الأبد: ان تحب ماكسيمو و تعيش معه.
حتى بعد ان ادركت انها تركت الحصان الأحمر هناك, لم تكن قادرة على العودة و مواجهة الرجل الذى كذب عليها و حطم قلبها. ضغطت على دواسة الوقود, و بكت هى و ابنتها طوال الطريق حتى وصلت إلى المطار فى ميلانو. استعملت خمس بطاقات مالية مختلفة, لتتمكن من شراء بطاقة سفر إلى شيكاغو.
انتهت من مرحلة التأكد من الحقائب, و مرت امام حراس الأمن, ثم وجدت مكاناً مظلماً للانتظار. انه منتصف الليل. حاولت تهدئة كليو و مساعدتها على النوم على كرسي طويل بينما كانتا تنتظران طائرة الصباح. اصبحت قاعات المطار مهجورة و معظم المتاجر فيه مقفلة, بإستثناء بعض الإعلانات العادية من مكبر الصوت, لم يكن هناك إلا الصمت و الهدوء... و بكاء طفلتها.
لم تتمكن كليو من النوم و لم تتوقف عن البكاء. لمعت الدموع على خديها المكتنزين, و راح جسدها الصغير ينتفض من التنهدات.
ضمتها لوسي إليها اكثر محاولة ان تخفف عنها, لكن هذا كل ما تستطيع القيام به كى لا تنتحب هى ايضاً مع طفلتها.
حاولت بقوة ألا تُغرم بـ ماكسيمو. حاولت كثيراً, لكنه جعل من المستحيل عليها الا تفعل. اعتقدت انه قوى جداً, و حنون جداً, و عظيم جداً, و رائع جداً. لكنه دمر حياتها بأخذها من عائلتها عندما كانت طفلة.
"هل دمّر حياتك حقاً بفعلته تلك؟"
همست تلك الفكرة برأسها
أجابت نفسها بغضب: "بالطبع فعل ذلك!"
ثم جمدت مكانها.
صبى غاضب محطم القلب فى الثانية عشر من عمره انقذها من النيران, و اخذها لتنشأ بين يدى كونى آبوت, امرأة حنونة رائعة احبتها كثيراً. قرأت لها القصص, و اعدت لها الحلوى, و قبلتها لتبعد عنها المخاوف. و علمتها كيف تكون نزيهة, محبة للحياة و العمل.
كم كانت حياتها لتكون مختلفة لو انها نشأت و كبرت مع رجل بارد محب للثأر و الأنتقام مثل غوسبي فيرازى؟
قالت لنفسها بغضب: لا اهمية للأمر الآن! ماكسيمو كذب عليها, و اقام علاقة جسدية معها و يعبث بقلبها. أما الأسوأ من ذلك كله فهو ادعاؤها بأنه يحبها.
الأمير العابث لن يحب احد مطلقاً. قال ذلك فقط من اجل التمسك بفوزه و نصره على غوسبي, و لكى يهزم الرجل العجوز الذى يكرهه.
"وحوش!!"
همست بذلك بصوت عالى. الحمد لله انها تمكنت من الابتعاد مع ابنتها قبل ان تتعلق كليو بـ ماكسيمو. و قبل ان يعيشوا حياة سعيدة معاً, و قبل ان.....
انفجرت باكية و الدموع تنهمر على وجهها.

"برنسيبسيا!"





توقفت كليو عن البكاء فجأة, و هى تشعر بالدهشة. رفعت لوسي نظرها, و رأت أرمانو حارسها الشخصى السابق, واقفاً قرب طيار ماكسيمو الخاص. مسحت دموعها على الفور, و نظرت بكل الاتجاهات خائفة من ان تجد رئيسهما فى مكان ما.
"ماذا تريد؟ و كيف تمكن من إيجادى؟"
"تبعك صحافى إلى المطار. طلب منى الأمير ان اقدم لك ككل مساعدة."
احنا الطيار الاسترالى رأسه باحترام, و تابع: "أنا جاهز لأقلك إلى اى مكان ترغبين فى الذهاب إليه."
قد ما ارمانو إليها مغلفاً, و قال: "و هذا لكِ."
"ما هذا؟"
رفع كتفيه كأنه يقول, ا اعرف.
فتحت المغلف فإذا به يحتوى على معلومات عن حساب مصرفى فى سويسرا, و يحمل رقماً مالياً. ثم رأت المبلغ المودع فيه. همست: "لا افهم ما يجرى."
قال: "هناك رسالة صغيرة فى المغلف."
خافت لوسي مما ستكتشفه. مدّت يدها داخل المغلف, فوجدت رسالة قصيرة بخط يد ماكسيمو.

"وضعت المال المتفق عليه فى العقد فى حسابك المصرفى. ثلاثون مليون دولار, بالإضافة إلى الثمن المتفق عليه فى الأسواق العالمية لشركة فيرازى, التى تساوى ثلاثمئة مليون دولار.
شكرا لكِ لأنك كنتِ لطيفة و رائعة جداً معى. أنا لا استحقك مطلقاً, و لن انساكِ ابداً. زوجتى, و حبيبتى. المرأة الوحيدة التى ملأت حياتى."

لم يكن هناك اى توقيع على الر سالة. شعرت لوسي ان انفاسها حُبست فى صدرها. ضمت الورقة إليها و قالت: "اين هو؟"
قال الطيار: "رحل. نقلته إلى روما لكى يحول شركة فيرازى إلى جدك."
شهقت قائلة: "هل تخلى عن فيرازى, و اعادها إلى جدى؟"
هز الطيار رأسه, و قال: رأيت السنيور فيرازى فى روما, بدا حزيناً و معتل الصحة. لا يمكننى ان اضيف انه بدا على وشك الموت." هز رأسه من جديد بإستغراب, و قال: "الحمد لله إننى مجرد طيار عادى, و ليس جزءاً من عالم الأزياء و الحقائب."
فجأة ضرب ارمانو يده على جبهته, و قال: "مي سكيوزى, برنسيبيسا! لقد طلب منى الأمير ان اعطيكِ هذه ما ان اراك. قال انكِ تريدينها اكثر مما تريدى المال. تفضلى!"
مد يده داخل جيب معطفه الجلدى الكبير, و سحب قطعة قماش حمراء اللون بالية. ما إن رأتها كليو , حتى صفقت على الفور, و هى تزعرد. شعرت لوسي بتنهيدة تخرج من حلقها. إنه حصان ابنتها الأحمر!
ماكسيمو وجد الحصان, و علم ماذا يعنى لـ كليو . لقد انقذها, تماماًكما انقذ لوسي فى شيكاغو.
هو لم يدمر حياتهما, بل اعتنى بهما. حماهما من الكس, و عامل كليو كأنها ابنته. امطرها بالحب و الهدايا. اعد لهما الطعام. قرأ الكتب لـ كليو, و تودد إلى لوسي بكل الحب و الحنان اللذين لم تتخيل ابداً وجودهما. و فى النهاية, و بعد ان تركته, تخلى عن شركة فيرازى, الجائزة الكبرى التى سعى إليها طوال حياته.
لماذا يفعل ذلك؟
هناك تفسير واحد لهذا كله: ماكسيمو لم يكن يتظاهر بحبها. إنه يحبها حقاً!
هو يحبها, و هى أذلته. رمت الخاتم بوجهه امام العالم كله. من هو المتوحش فى الواقع؟ اخذت لوسي نفساً عميقاً, و نهضت بسرعة على قدميها. كانت كليو سعيدة جداً بحصانها الأحمر, فما كان منها إلا ان صرخت معترضة, ما ان استدارت لوسي بقوة نحو الطيار.
"اين هو؟"
بدا الطيار مندهشاً لكنه اجاب: "الأمير لا يرغب ان يعلم احد اين هو, سمو الأميرة."
تقدمت نحوه بإندفاع. انها قادرة على القيام بعمل متهور لمعرفة مكانه.
"اخبرنى الآن فوراً! قى لىّ!"
هز الطيار رأسه بآسف و قال: "آسف! امرنى سموه ألا اخبر احداً بمكانه."
ارادت لوسي ان تهزه, لكن ما الغاية من القيام بذلك؟ تلك لست غلطة الطيار, فالرجل يتبع اوامر سيده. بتعب و إرهاق, و بحزن لا يوصف, غطت وجهها بيديها. يا لها من حمقاء! لقد حصلت على حب ماكسيمو, و رمته بعيداً. والآن فات الأوان على ذلك. لقد خسرته إلى الأبد.
فجأة استدار حارسها الشخصى السابق بجسده الضخم نحو الطيار, و قال بصوت كـ الزئير: "قل لها اين هو."
رفعت لوسي نظرها إليهما, و قد حبست انفاسها. اجاب الطيار النحيل, و هو يبدو مندهشاً: "لا استطيع, فالصحافيونكـ النسور المتوحشة. همسة واحدة و يعلم الجميع بذلك. إنه يريد ان يُترك بسلام. اعطته وعداً بذلك."
"حسناً! لا تتفوه بأى كلمة."
قال ارمانو ذلك, ثم ضغط على اصابعه مصدراً صوتاً واضحاً, و هو يتابع: "خذها إليه فقط."
"حسناً! أنا....."
تردد الطيار قليلاً, ثم نقل نظره بين ارمانو و لوسي و كليو. تنهد و تابع: "حسناً, اميرتى! لا استطيع مقاومة الحب الحقيقى."





التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:27 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:51 AM   #19

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


18-انت حياتى!


الأعزب الأكثر شهرة فى العالم رُفِض! الأمير الوسيم رُفِض وسط اتهامات بجريمة ارتكبها منذ زمن بعيد.
هذا العنوان تصدر الصحف كلها.
قالت آسيما لاندون, كونتيسة برنغفورد: "نال ما يستحقه! عبث بقلوب الفتيات بما فيه الكفاية, و حان الوقت لينال جزاءه."
فى اليوم التالى لخسارته لحب حياته ما زال ماكسيمو يشعر كأنه يغرق من جديد. حدق بالعنوان فى الصحيفة بين يديه, و شعر بالغصة فى حلقه تكاد تخنقه. إذن هذا هو الشعور بتحطم القلب!
طيلة تلك السنوات كان رجلاً عابثاً, و زير نساء يحطم القلوب كيفما سار, و هو لم يعرف ذلك, لم يشعر يوماً بمثل هذا الإحساس.

قالت عمته سيلفانا بنبرة حادة, و هى تقف وراءه: "لا تقرأ هذه السخافات."
"لن افعل."
اطبق على الجريدة بقبضتيه, و رماها فى النار, متابعاً: "إنها اقاويل لتضرم النار فى الأحاديث."
هزت رأسها بتفهم, و قالت: "سأعد لك شيئاً ما للغداء."
"لست جائعاً. عودى إلى منزلك سيليفانا, فلديك حياتك الخاصة."
"بالطبع لدىّ حياتى الخاصة."
احابت و هى تبعد شعرها الأبيض المشرق كـ الثلج على بشرتها الناعمة, ثم تابعت: "لكننى ألغيت موعدى بعد ظهر هذا اليوم. انت اليوم من اولوياتى."
حدق بها غير مصدق: "أهو موعد غرامى ؟"
ابتسمت له ابتسامة قصدت بها ان تكون حازمة و صادقة, و قالت: "لا تشغل بالك بالامر."
ثم سارت و هى تدندن, لتبحث فى خزانة مطبخها.
"هذا المنزل فارغ! سأعود إلى المنزل لأعد لك وجبة شهية. سأرسل لك مع إميليا بعض الباستا."
هزت مظلتها صوبه و كأنها تهدده, و هى تتابع: "من الأفضل لك ان تأكلها."
لا رغبة لدبه لتناول اى طعام. قالت: "لا! انا حقاً لا ارغب بذلك."
لكن عمته غادرت.
جلس ماكسيمو على الأرض الخشبية القاسية, و اخذ يحدق بالنار. فى الخارج, المطر ينهمر بغزارة, و بدا كأن الكوخ كله يهتز تحت ثقل العاصفة.
كان عليه ان يخبر لوسي بالحقيقة منذ البداية, الآن فقدها, لأنه لم يكن صادقاً معها منذ اللحظة الأولى التى عرف فيها بوجودها. ظن انه سيتمكن من المحافظة عليها من دون إعطائها الأمر الوحيد الذى كانت ستستمر بالمطالبة به: الحقيقة!
امسك ماكسيمو رأسه بين يديه. لطالما كان رجلاً قوياً, لكن فقدانه له جعله يخسر قوته. بعد عشرين سنة, تمكن القدر من إيجاد وسيلة تجعله يدفع ثمن جريمته بسرقة لوسي من عائلتها الحقيقية.
استدار ما ان سمع صوتاً, و هو يقول: "زيا! قلت لكِ اننى لا اشعر بالجوع ابداً."
لكن, لم تكن عمته......
وقفت لوسي عند إطار الباب, و مياه الأمطار تتساقط من شعرها و ثيابها.
قفز ماكسيمو على قدميه. لم يتكلم, و لم يتوقف للحظة. سار مباشرة إليها, و ضمها بين ذراعيه. شدها بقوة إلى صده و إلى قلبه و عانقها.
همست لوسي ما ان ابتعد قليلاً عنها: "ماكسيمو! انا اسفة جداً."
قال بنبرة تُظهر تعجبه و عدم تصديقه: "أنتِ آسفة؟ انا من سبب لكِ الآذى. اخذتك بعيداً عن عائلتك, و سألتنى عن الحقيقة, لكننى كذبت عليكِ. اعتقدت اننى سأعوض عليك خسارتك لو امضيت ما تبقى من حياتى و انا اعتنى بك. عليك ان تعلمى كم اشعر بالأسي و الحزن, و كم انا نادم."
منعته من المتابعة و اضعة اصبعها على شفتيه.
"لا اهمية للكلام."
امتزجت دموعها بقطات من المطر على بشرتها. مدت يدها لتلامس خده, و هى تتابع: "أظهرت حبك لنا مع كل عمل قمت به, و فى اكثر من مناسبة. لماذا فعلت ذلك ماكسيمو؟"
لمعت عيناها من شدة التأثر, و هى تتابع: "لماذا دفعت لىّ قيمة اسهمى, و اعدت الشركة إلى جدى؟ كيف يمكنك ان تتخلى عن ذلك كله؟"
"امتلاكى للشركة لن يُعيد عائلتى لىّ."
هو ماكسيمو رأسه و بدا كأنه على وشك البكاء. تابع قائلاً: "لم اعد اهتم للانتقام من فيرازى. كل ما اريده هو انت, لوسي. انت و كليو عائلتى الآن, و انا سأفعل كل ما يسعدكما. سأتخلى عن الأنتقام, سأتخلى عن ثروتى, كما اننى مستعد للموت لأجلكما."
ضمته لوسي إليها بشدة, و هى تقول: "أعلم ذلك..... أعلم."
بعد مرور عدة دقائق, رفع نظره إليها و قال: "اين هى أبنتنا؟"
"ما زالت نائمة فى السيارة مع إميليا. وجدت قريبتك تسير فى الخارج تحت المطر. كانت كليو متعبة جداً, فهى لم تتمكن من النوم قبل ان تضم حصانها بين ذراعيها."
ابتسمت قبل ان تتابع: "و قبل ان تعلم اننا عائدتان إلى هنا..... إليك."
هم بحنان و حب: "اتستطيعين حقاً مسامحتى على ما فعلته بك؟ انت تستحقين ان يكون لك عائلة, و انا ابعدتك عن عائلتك."
"لا, انت اعطيتنى أماً."
وضعت يديها الصغيرتين تحت ذقنه, و احبرته على النظر إلى عينيها, قبل ان تتابع: "كونى آبوت احبتنى, و انا المرأة التى انا عليها الآن بفضلها و بسببك انت."
"لـــــوســــي!"
بالكاد استطاع ان يلفظ أسمها بسبب الغصة التى تكونت فى حلقه وقفت لوسي على رؤوس اصابع قدميه, و عانقته. خف انهمار المطر على سطح الكوخ, ثم توقف. كان عناقهما ناعماً, لطيفاً, و كأنها تعده بحياة كاملة من الثقة, و الحب و العطاء.
عناق من المرأة الوحيدة التى احبها, المرأة الوحيدة التى سيحبها فى حياته.
سمعا إميليا تقول بتذمر: "آهـ, لا! كليو, لا تنظرى!"
ابتعدا عن بعضهما على مضض. ظهرت اشعة الشمس الضعيفة عبر الباب حيث تقف إميلياو قد غطت وجه الطفلة بيدها. ادارت عيناها بإعتراض, تماماً كأى مراهقة فى عمرها.
تنهدت إميليا بتعاطف, ما إن اتعدت كليو يدها عن وجهها, و قالت لها: "والداك لن يتوقفا عن القيام بمثل هذه الأمور المُخجلة"
إتكأت لوسي على زوجها و هى تمد ذراعيها لتحيط بهما عنقه و سألته: "ما رأيك, كارو ؟ هل ستتوقف عن القيام بذلك؟"
نظر ماكسيمو إليها, و حبه لها يزداد مع كل لحظة, ليملأ وجوده, و يجعله يشع و يتوهج من الحب. و على الرغم من طوله و وزنه و كبريائه, شعر كأنه قادر على الطيران.
قال كأنه يقسم لها: "سأحبك ما دامت الشمس تشرق فى سما صقلية. انت, و انت وحدك. سأحبك حتى تتوقف النجوم عن اللمعان. حتى......"
فى تلك اللحظة, استدارت عروسه بين ذراعيه, و عانقته من جديد, عناقاً اكد له ان حبهما سيدوم إلى الأبد.




تمت



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:27 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:20 PM   #20

dinora

? العضوٌ??? » 372906
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 351
?  نُقآطِيْ » dinora is on a distinguished road
افتراضي

مشكور مشكور مشكور

dinora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.