|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-03-20, 10:58 PM | #44 | ||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| مساء الخير احب اشكر كل من تفاعل مجدداً علي الفصول اللي رفعتها وإن شاء الله غداً برفع الفصل الثالث وما تنسوش اعادة التفاعل برضوا♥♥ وبالنسبة للمتابعين معايا من البداية وعشان انتم غاليين عليا فهنزل دلوقتي اقتباس من الفصل السادس دمتم بود♥ | ||||
28-03-20, 11:31 PM | #45 | ||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| مساء الخير...موعدنا دلوقتي مع اقتباس من الفصل السادس الرجاء التفاعل مجدداً علي الفصول التي سيعاد نشرها بداية من الغد♥♥♥ إذا أردت أن تَحبَ وأن تُحَبَ فابحث عن الحب بين أقاربك وأصدقائك ولاسيما والديك فلن تجد أحداً يكفيك بالحب سواهم فهم أحبوك دون سبب وقبل أن يروك. ---------------------------------------- "حمداً لله على سلامتك...لقد وصلنا..."قالها السائق ليقطع شرود راجح الذي التفت له فوجده مبتسماً ابتسامة ودودة بل الحقيقة ودودة جداً وهذا ليس بغريب عن أهل هذه البلد. لقد ظل السائق يثرثر طوال الطريق وكأنه يعرفه منذُ زمن بعيد وليس من بضع ساعات فقط..ابتسم راجح يتذكر الموسيقى التصويرية الحزينة التي صاحبته طوال الطريق...ففي عمق استمتاعه بهواء بلده المنعش الذي غاب عنه خمسة أعوام كان السائق يتحدث بخلاف عبارات الترحيب المكررة-يتحدث أيضاً عن أقساط السيارة التي تجعله يعمل ليل ونهار وعن أولاده الذي لا يراهم إلا وهم نيام ليلاً وأشياء آخري لا يذكُرها أو بالادق كان شارداً في استمتاعه ولم يسمعها. أخذ راجح نفس عميق وهز رأسه للسائق ثم فتح باب السيارة وخرج منها في نفس الوقت الذي خرج السائق ايضا والتف سريعاً حول السيارة يخرج الحقائب من مؤخرتها… بعد لحظات كان السائق يقف متسع العينين وغالباً لا يتنفس يحدق في النقود التي تملأ كفه والتي أعطاها له راجح. "هذا كثير جداُ يا باشا" قال السائق بفرحة حقيقية لم تخفي علي راجح الذي ابتسم وقال "أنا لست باشا ولعلمك إن كنت لا تعلم أن البكوية والباشوية قد انتهت منذُ أمد بعيد ونعم أعلم أن ما منحته لك كثير ولكني فعلت من أجل أن تغدوا لبيتك اليوم باكراً وتجلس مع أولادك ولا تنسي أن تبتاع لهم الحلوى وانت عائد" اقترب السائق فجأة من راجح الذي ارتد للخلف بمفاجأة يحتضنه ويشكره بكلمات كثيرة قبل أن يغادر شاكر القدر الذي أرسل له هذا الرجل الكريم اليوم. وقف راجح أمام الدوار الكبير والذي شهد سنوات طفولته وشبابه ينظر له بعيون باسمه وصدر يجيش بمشاعر الحنين..حنين لكل ما افتقده في غربته ولم ينساه. اخذ نفس عميق يشم رائحة الخبز الذي تعده أمه يومياً كما يفضله والده وكما كان يحبه ايضاً. وتقدم بخطوات لهفة نحو باب الدوار المفتوح كعادة لم يغيرها الزمن فدوار الحاج سالم القاضي لا يُغلق ابداً و بابه دائماً مفتوح للجميع. و بالداخل في الدوار كانت السيدة نَدية تخرج من باب المطبخ الجانبي تجفف يدها في فوطة صغيرة " افتحي نافذة وشرفة غرفة سيدك راجح حتى تزورها الشمس وبدلي اغطية السرير وإياك أن تُحركي شئ من مكانه..فهمتي " قالت السيدة نَدية وهي تُعطي الفوطة لصفية التي كانت تلحق بها بينما تُغمغم بكلمات غير مسموعة تستنكر تنظيف الغرفة يومياً وصاحبها مسافر وغير موجود. وقفت السيدة نَدية فجأة لترتطم فيها صفية التي كانت تلحقها "فيما تبرطمين يا صفية"سألت السيدة نَدية بعد أن وقفت واستدارت تنظر لوجه صفية الممتعض. ابتلعت صفية ريقها وقالت بتلعثم "لا شئ يا حاجة نَدية...أنا فقط كُنت أدعو أن يعود السيد راجح بالسلامة إن شاء الله " تنهدت السيدة ندية وابتسامة جميلة شكلت محياها وقالت بمحبة وحنان "يارب يا صفية يارب.."ثم سرعان ما شدت ملامح وجهها وقالت وكأنها لم تكن هي من كانت تبتهل منذُ ثواني "ما قُلته يُنفذ وإياكِ أن تكسري شئ بالغرفة ...سمعتي " مطت صفية شفتيها وصعدت السلم وهي تقول بطفولية "حاضر..حاضر يا حاجة نَدية لقد فهمت وسمعت وحفظت فأنتِ تتلوه على سمعي يومياً حتى حفظته تماماً ويمكنني أن أعيده عليك لو أردتِ." نظرت السيدة نَدية لظهر صفية وهي تصعد السلم حتى اختفت تماماً وحركت رأسها يميناً ويساراً وهي تضحك على أفعالها الطفولية ثم تحركت نحو (المجلس الواسع)حيث يجلس زوجها العزيز الحاج سالم القاضي و لكنها تجمدت وهي تسمع ذلك الصوت الذي اشتاقت لصاحبه وهو يهتف …. "أمي" كان يقف علي باب الدوار منذُ لحظات يسمع الحوار الدائر بين والدته وصفية الصغيرة كما كان يناديها قبل أن يسافر والتي أصبحت الآن طولها يقارب طول والدته الغالية..... "أمي" كررها راجح وهو يقف على باب الدوار سامحاً لوالدته باستيعاب المفاجأة والتخلص من حالة التجمد التي اعترتها والتي شعر بها من مكانه. وفي مكانها كانت مازالت علي وضعها تقف بعيون متسعة تنظر نحو الواقف على باب الدوار بطوله الفارع و ابتسامته الدافئة- ولدها.. ولدها وابن قلبها وضي عينيها. "راجح ولدي الغالي"همست وهي مازالت على وضعها ودقات قلبها تعلو فتكاد تصل لولدها الواقف هناك والذي تحرك يقترب منها حتى وقف أمامها لحظة قبل أن يحضنها بشدة كادت أن تخلعها من على الأرض الصلبة التي تقف عليها. "أمي الغالية ...اشتقت لكِ بشدة..."قال راجح وهو يرفع كفي والدته يُقبلهم بتبادل مكرر اشتياقه لها باللقب المحبب لها"اشتقت لكِ يا أم راجح" غامت عين السيدة نَدية بالدموع و رفعت كفها تحضن جانب وجهه الأسمر وقالت بصوت مختنق بدموع الفرح"وانا ايضا اشتقت لك يا ولدي.....اشتقت لك يا راجح ...كيف حالك يا حبيبي ..كيف حالك... "ثم حضنته ثانية تبثُه حنانها وتروي اشتياقها. ابتعد راجح يُقبل جبين والدته وقال "أنا بخير الآن طالما عُدت لدفء حضنك الذي افتقدته بشدة..أخبريني كيف حالك انتِ يا أمي وكيف حال أبي..لقد اشتقت لكما بشدة. " "نحن بخير ولم يكن ينقصنا سوى وجودك معنا يانورعيني"قالت والدته ثم جعدت ملامحها و هتفت بغضب مزعوم "ولكن لماذا لم تخبرنا بموعد عودتك حتي يرسل والدك من يستقبلك بالمطار..." ضحك راجح وقال "أردت أن أفاجئك و.." يتبع.... | ||||
28-03-20, 11:32 PM | #46 | ||||
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| لم يتابع راجع فقد ضربته والدته على كتفه بخفة وقالت "لقد كاد قلبي أن يقف يا راجح.." فابتسم راجح والتقط كف يدها يقبله وقال "لا تقولي ذلك ..متعك الله بالصحة والعافية...لقد فكرت أن تلك المفاجأة ستسعدك ...أم أنها لم تسعدك يا أم راجح؟" "بل أسعدتني يانور عيني.."قالت والدته بابتسامة بينما راجح يتلفت حوله قائلاً"أين والدي؟هل ما زال بغرفته ؟" ابتسمت السيدة نَدية وقالت "لقد انستك الغربة عادات والدك التي لا يغيرها ابداً..فهو يصلي الفجر جماعة بالمسجد ثم يأتي ويجلس بالمجلس- يتلو القرآن حتى طلوع الشمس " ألتفت راجح ينظر نحو باب المجلس وقال بلهفة "سأدخل له.."ولكن والدته أوقفته بيدها وقالت "انتظر حتى أُمهد له- فوالدك لن يتحمل مفاجأتك الغالية " رفع راجح إحدى حاجبيه وقال ببراءة لا تتناسب مع خشونة ملامحه "حقاً؟" اومأت والدته برأسها ثم تحركت نحو المجلس وفتحته . كان الحاج سالم يقرأ في مصحفه وعندما سمع صوت فتح الباب رفع رأسه فوجد زوجته تقف على بعد خطوات منه فقال "تعالي ياأم راجح لماذا تقفين عندك هكذا؟" نظرت السيدة نَدية خلفها لوجه راجح المبتسم ثم عادت تنظر نحو زوجها الذي شعر بالقلق وقبل أن يقف كان راجح يقتحم المكان قائلاً "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته". "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"قال الحاج سالم وهو يقف ببطئ يتكئ على عصاه وينظر نحو ولده بعيون فرحة ثم أسند عصاه علي المقعد خلفه وفتح ذراعيه فاقترب راجح سريعاً يحضنه ويقبل كتفه بإجلال وتقدير ثم انحنى يقبل يده المجعدة…….. بعد قليل كان راجح يجلس على الكنبة العريضة بجوار والدته التي بين الحين والأخر ترفع يدها وتمسح على كتفه القريب منها بحنان بالغ، بينما والده الحاج سالم القاضي يجلس على مقعده يطالعه بعيون فرحة ومشتاقة. تنحنح راجح وسأل والده "كيف حالك يا أبي...." للحظات كان الحاج سالم يتأمل ولده وسنده في صمت بالغ-لقد نضجت ملامحه بشدة أثارت الفرحة بقلبه، ثم أخذ نفس عميق وهو يهز رأسه بخفة بينما أصابعه تحرك حبات السبحة الموجودة بين يديه وقال"بخير ياولدي..بخير طالما انت بخير و تجلس أمامي الآن..." ابتسم راجح وهو يتأمل أرجاء المجلس وقال"لقد اشتقت لحضور اجتماعات المجلس التي تعقدها يا أبي ...و اشتقت لسماع حكمتك في إدارة الأمور " ابتهجت ملامح الحاج سالم وقال "وأنا أيضاً يا ولدي اشتقت جلوسك بجواري في تلك المجالس فبكَ يشتد ظهري ويزداد فخري " ابتسمت والدته وبفخر كانت تسأله وهي تمسح علي كتفه "هل أنهيت دراستك يا ولدي وحصلت على الدكتوراه هكذا؟" أومأ راجح مبتسماً ثم رفع يدها يُقبلها و قال "نعم يا أمي وهذا مؤكد بفضل دعواتك ورضاك عني أنت ووالدي" "الحمد لله..الحمد لله" ردد الحاج سالم ثم تابع يسأل ولده "وماذا فعلت مع عرض جامعتك هناك بالتدريس فيها" "أي جامعة يا راجح….ولماذا لم تخبرني يا سالم؟..."اندفعت السيدة نَدية تسأل بغضب شديد ولكن راجح رد سريعاً "اهدئي يا أمي لقد رفضت عرض الجامعة..وأنا الآن معكم..." ابتلعت السيدة ندية ريقها وهي تنظر لزوجها الذي نظر لها بعتاب ظاهر فخفضت رأسها بخجل بينما تابع راجح يُحدث والده "لقد رفضت بلطف ...كما أنني تواصلت مع جامعتي هنا وقد رحبت بي واخبرتني أن مكاني محفوظ بينهم...وساستلم عملي بالجامعة من الأسبوع القادم" ثم التفت لوالدته وقال "لن اترككم ثانية أمي...فاطمئني ولا تقلقي" صمت قليلاً ثم تابع بمرح"أمامي أسبوع قبل أن استلم عملي بالقاهرة ...وإلى هذا الحين أريد ان تُشبعيني من حنانك الذي افتقدته طوال الخمس أعوام السابقة.." انتفضت والدته تقف مما أجفله وقالت "سأجهز لك كل أكلاتك التي تحبها الآن " وبخطوات سريعة وكأنها رجعت بالعمر عشر سنوات تحركت نحو باب المجلس تنادي بصوت عالي "ياصفية ...بنت يا صفية احضري لي ذكرين من البط حتى نذبحهم للغالي وأعمل على مرقتهم الرقاق الذي يحبه وأيضا الحمام المحشو..." اتسعت عين راجح وخبط بكف يده على جبهته وقال"أخ……. أقسم بالله لم أقصد هذا الحنان ياأمي ..ضاعت لياقتك ورشاقتك ياراجح على أيدي الحاجة أم راجح" حرك راجح رأسه يميناً ويساراً وهو يتابع والدته التي اختفت من أمامه ثم التفت ينظر لوالده الذي كان يتكئ على عصاه ينظر له ويبتسم بحنان وشوق . تنحنح راجح وقال لوالده "أشعر أن هناك ما يشغل بالك يا أبي" "اصعد لغرفتك الآن واسترح يا ولدي...ومساءا أحكي لك ما يثقلني ويجثو علي صدري ولعلك تكون له الشفاء"قال الحاج سالم وهو ينظر لولده الذي أطاعه ونهض فهو حقاً يحتاج للراحة كما يحتاج للنوم بشدة ثم قال بتأكيد قبل أن يغادر "إن شاء الله...سأكون يا أبي..استأذن" نظر سالم في ظهر ولده المنصرف وقال "لقد أتيت بوقتك يا راجح ..." ********** | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|