آخر 10 مشاركات
إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          492 - حبيبها - كارول مارينيلي (عدد جديد) (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          93 - زواج العمر - منى منصور (الكاتـب : meshomasray - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-22, 10:24 PM   #1

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي رواية: الهروب من الوطن *مكتملة*


الفصل الأول

"في منزل واسع ذي شرفة مفتوحة على مصرعيها تتطاير ستائرها بفعل تيار الهواء البارد الذي تعشقه حنين في فصل الشتاء، فصل الحب كما تحب هي أن تطلق عليه تماماً، فصل الشتاء الذي يتزين بحميمية خاصة و مشاعر دافئة تجعلها تنتظره كل عام.
في فصل الشتاء تعرفت على رجل أحلامها، وفي الشتاء الذي تلاه أحبته، وفي الشتاء الذي تلاه تزوجته، لطالما كانت تصف ظهوره في حياتها بحتمية سقوطه مع زخات المطر في شهر ديسمبر.
لقد تضاعف حبها للشتاء بفضله هو، وجوده دبَّ في حياتها طمأنينة كبيرة فلم تعد تخشى شيئاً، لا حتى الاحتلال وسطوته ولا الرعب الذي يبثه في قلوب أهل الوطن وأصحاب الحق.
هي زوجة البطل كما يطلق عليها أهل الحي، هاشم حسين... أمهر جراح قلب في المدينة بأكملها، الرجل الذي أنقذ عشرات من مرضى القلب، و كان يعمل على إنقاذ المصابين من رجال المقاومة.
أما هي، فقد كانت تعمل في تدريس الأطفال الذين توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة بسبب ظروف الحرب التي يعيشها الوطن.
كلاهما بطل في نظر أهل الحي بل والمدينة، ولكنها كانت تراه هو البطل الحقيقي، هو الذي يهم لمساعدة مصابين الحرب ورجال المقاومة دون أن يخشى شيئاً، هو رائع في كل شيء، كانت على ثقة أنها فعلت شيئاً رائعاً في حياتها كي تحصل على رجل مثله كمكافأة لها.

***

كانت في المطبخ تقوم بتحضير الغداء حتى يصل هاشم من عمله، لقد قضى الليل بأكمله في المشفى يقوم ببعض العمليات الجراحية الخطيرة، لا بد أنه متعب للغاية، ويجب أن يجد الطعام الذي يحبه في انتظاره، ولكنها قد أخبرته سابقاً أنه لو تركها هذه الليلة أيضاً فستعمل على قتله حتماً، وأمام هذا التهديد الخطير، لم يستطع إلا أن يذعن لرغبتها ويعود إلى المنزل اليوم.
كانت منهمكة في إعداد الطعام حتى شعرت فجأة بيديه التي أحاطت خصرها ليحملها ويدور بها عدة مرات وسط ضحكاتها التي تعالت بعد صدمتها حتى أنزلها أخيراً، عانقته بقوة قائلة"
- اشتقت إليك كثيراً

"ضمها إليه بقوة قائلاً في حنان"
- أنا أيضاً اشتقتكِ كثيراً، حنين!

"أنزلت ذراعيها عن عنقه ليلاحظ وجود السكين في يدها فيقول بابتسامة"
- لكن هلا وضعتِ السكين جانباً؟ أم أنك ستنفذين تهديدكِ من الآن؟

"ابتسمت في مكر قائلة"
- الأمر يتوقف عليك، أيها الجراح الماهر! فلتجرب أن تخطو خارج المنزل هذه الليلة وسترى النتيجة بنفسك

"قبّل وجنتها هامساً"
- هل تفعلينها بي حقاً؟

"نظرت إليه قائلة"
- وهل هذه رشوة؟

"صمت للحظات قبل أن يحاول الحديث فتقاطعه هي قائلة"
- إياك، هاشم! لن تخرج

"ابتسم قائلاً"
- هل عهدتني اتخلى عن محتاج؟

"كتفت ذراعيها قائلة في حزن"
- أو لست أنا أيضاً محتاجة؟

"ضحك ضحكة خفيفة ثم قال"
- أنتِ لستِ مريضة، حنين!

"قالت وقد عبس وجهها"
- هل لأنني لا أخبرك فهذا يعني أنني لست مريضة؟ أنا فقط لا أريد أن أقلقك

"قال في قلق"
- أنتِ مريضة؟ ما بكِ؟

"قالت ولا يزال وجهها على عبوسه"
- قلبي يؤلمني

"ثم أشارت ناحية قلبها لتتبع"
- يوجد في داخله رجل قاسٍ يهتم بالجميع ويتركني في النهاية، هلا انتزعته من قلبي، أيها الجراح الماهر؟

"أحاطها بذراعيه ليقول بابتسامة"
- سلَّم الله قلبكِ من كل شر

"ثم اتبع وقد تزينت ابتسامته ببعض المكر"
- ولكن أظن أن بعض الأشياء يجب أن تظل عالقة في القلب دون انتزاع، ما رأيك أنتِ، أيتها المعلمة الناجحة؟

"قالت في عتاب"
- ولكن من الواضح أن وجودي في آخر القائمة سيطول

"قبَّلها قبل أن يقول"
- أنا أترك الدنيا لأجلكِ، أعدكِ أن أعود مبكراً، هل هذا جيد؟

"اومأت قائلة"
- حسناً، طالما أنك وعدتني فستنفذ وعدك

"ثم اتبعت وقد عاد وجهها لابتسامته"
- لقد قمت بتحضير الطعام الذي تحب، هيا لنتناوله سوياً!

"مر بعض الوقت وهما يتناولان الطعام ويتبادلان أطراف الحديث.
كان هاشم يروي لها عن أوقاته في المشفى وهي تروي له مواقفها الطريفة مع الأطفال.
لم يقطع عليهما الحديث سوى طرقات قوية على الباب، تقدَّم هاشم ناحية الباب ليفتحه ليجد العديد من عساكر جيش الاحتلال يتقدمهم أحد الضباط، قال الضابط بابتسامة باردة"
- مرحباً، سيد هاشم!

"قال هاشم في وجوم"
- مرحباً! ماذا هناك؟

"قال الضابط بينما كان يطالع المنزل من خلفه"
- بلغتنا أنباء أنك تخفي أحد المقاومين في منزلك

"قال هاشم مجيباً بالنفي"
- هذا ليس صحيحاً، لا يوجد في منزلي أي أحد من أفراد المقاومة

"ابتسم الضابط ابتسامة هازئة ليقول"
- سنقوم بتفتيش المنزل كي نتأكد من كلامك إذن

"قال هاشم في ضيق"
- أي تفتيش؟ من يعطيك الحق في ذلك؟

"اتسعت ابتسامة الضابط دون رد قبل أن يشير إلى العساكر بالدخول ليدفعوا هاشم بعيداً عن طريقهم ويبدأوا في الانتشار داخل المنزل يقومون بتفتيشه بمنتهى الهمجية.
كانت حنين تراقب الموقف في خوف وتقدمت ناحية هاشم لتتمسك به قائلة"
- ما الذي يحدث؟

"قال هاشم مطمئناً إياها"
- لا تخافي، كل شيء سيكون على ما يرام

"وعندما عاد العساكر إلى الضابط ثانية، قال أحدهم"
- بحثنا ولم نجد شيئاً، سيدي!

"نظر الضابط إلى هاشم قائلاً"
- أين تخفيهم، سيد هاشم؟

"قال هاشم في ثقة"
- أخبرتك أنني لا أخفي أحداً، أنا جراح أعمل في المشفى الخاص بالمدينة فحسب

"قال الضابط في غضب"
- وأين المنشورات التي يتركها المقاومون في منزلك؟

"قال هاشم في ضيق من طريقته"
- لقد فتش عساكرك المنزل وقلبوه رأساً على عقب، لو كان هناك شيء لوجدوه

"عندها امتدت يد الضابط لتلكمه لكمة قوية اسقطته أرضاً، شهقت حنين في فزع لتصرخ في الضابط قائلة"
- أخبرك أنه لا يوجد شيء مما تبحثون عنه هنا، ارحل عنا، أيها الحقير!

"طالعها الضابط بنظرات وقحة ليقول بعدها"
- أنتِ فاتنة للغاية، ما رأيكِ أن تتركيه وتأتي معي؟

"عندها امتدت يد حنين لتصفع وجهه بقوة، فأمسك بها وألقاها أرضاً محاولاً الاعتداء عليها.
حاول هاشم أن يقوم من مكانه ويبعده عنها، ولكن العساكر كانوا قد أمسكوا به ومنعوه عن الحركة، صرخ قائلاً في غضب"
- اتركها، أيها الحقير!

"كانت حنين تتلوى بين يدي الرجل صارخة بينما قد أحكم قبضته عليها وقد بدأ في تمزيق ثيابها.
كان هاشم يحاول الانفلات من بين أيدي العساكر الذين كانوا قد أحكموا قبضتهم حوله أيضاً كي يمنعوه عن التحرك.
مرت دقائق كانت كالجحيم على كلاهما خاصة هو الذي كان يشاهدها و هي تُنتهَك أمامه وهو عاجز عن إنقاذها رغم محاولاته المستميتة في الإفلات من العساكر، كان يستمع إلى صرخاتها باسمه وهو غير قادر على فعل أي شيء سوى صب لعناته على أولئك المخلوقات القذرة.
بعد أن انتهى ذلك الحقير من انتهاكه لها، ابتعد عنها قليلاً قبل أن تعينها قوتها المنهكة على أن تصيب وجهه ببصقة من فمها، عندها أخرج سلاحه وأصابها برصاصة في قلبها لتموت على الفور.
في جزء من الثانية، استطاع هاشم الإفلات من أيدي العساكر وأنقض على الضابط والتقط منه سلاحه وأفرغ رصاصاته في قلبه ورأسه حتى سقط صريعاً على الفور.
عندها انهال الحراس على هاشم بالضرب حتى فقد وعيه وأخذوه من المنزل متوجهين به إلى المعتقل... المكان الذي لا يخرج منه أحد وهو حي."

***

انتهى الفصل


روابط الفصول

الفصول 1, 2, 3, 4 .. بالاسفل
الفصل5, 6 الأخير










التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 31-03-22 الساعة 12:24 AM
روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-22, 10:46 PM   #2

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير..


فصل مؤلم جداً...


أتمنى لكِ التوفيق في روايتك


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-22, 11:36 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....



نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15 صفحة ورد بحجم خط 18







واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 22-03-22, 12:05 AM   #4

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء مشاهدة المشاركة



اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....



نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15 صفحة ورد بحجم خط 18







واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


غير حصرية

قرأت القوانين وهلتزم بيها إن شاء الله

شكراً جزيلاً


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-22, 12:06 AM   #5

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مساء الخير..


فصل مؤلم جداً...


أتمنى لكِ التوفيق في روايتك
شكراً جزيلاً

بكرة ميعادنا مع الفصل الثاني إن شاء الله ♥


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-22, 01:00 AM   #6

ايمان ربيع

? العضوٌ??? » 490550
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » ايمان ربيع is on a distinguished road
افتراضي

الف مبرووو ك يانور موفقه ان شاء الله

ايمان ربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-22, 01:26 AM   #7

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان ربيع مشاهدة المشاركة
الف مبرووو ك يانور موفقه ان شاء الله
الله يبارك فيكي ♥ شكراً جداً ♥


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-22, 09:38 PM   #8

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني من رواية: الهروب من الوطن- نور محمد

الفصل الثاني

"أفاق هاشم من إغمائه على دلو ماء بارد أُلقى ناحيته ليسترد وعيه ويتذكر كل ما حدث، حاول التحرك ليجد أنه مقيد على الكرسي الذي يجلس عليه، صرخ قائلاً وهو يحاول تخليص نفسه"
- أيها الأوغاد القذرين! ساقتلكم جميعاً، أقسم أنني سأفعل

"عندها قام أحد الحراس بلكمه بقوة ليقع على الأرض، نزل إليه الحارس ليمسك ياقة قميصه ويجذبه منها قائلاً"
- هل ترى نفسك في موضع يمكِّنك من التهديد؟ هل تدري أين أنت من الأساس؟ فلتهدد إن خرجت من هنا حياً، أيها الحقير!

"ثم توقف ثانية ليركله بقدمه عدة مرات لم يقطعها سوى دخول أحد الضباط، عندها ابتعد الحارس عن هاشم وأدى التحية للضابط.
تقدم الضابط ناحية هاشم الذي كان ملقى على الأرض، والدماء تسيل من جانب فمه، قال في هدوء بارد بعد أن نفث دخان سيجارته في وجهه"
- هل تظن نفسك بطلاً؟ أعدك أن اجعلك تعلم قدرك جيداً

"نظر إليه هاشم في حدة ثم قال بنبرة يملؤها الاحتقار"
- إن كنت رجلاً، فك قيدي وواجهني، أيها القذر!

"نظر إليه الضابط دون رد قبل أن يهم بإطفاء سيجارته في جانب رقبته ليغمض هاشم عينيه بقوة من الألم دون حتى أن يتأوه، قال الضابط ببرود"
- أعدك أن اقطع لسانك السليط هذا

"ثم قام من مكانه وأشار للحارس قائلاً"
- الآن... ابدأوا بجلده مائة مرة، أريد أن أسمع صراخه، مفهوم؟

"قال الحارس محيياً الضابط"
- أمرك، سيدي!

"وعندما خرج الضابط، دخل اثنان آخران من الحراس وقاموا بفك قيده وأخذوه إلى زنزانة أخرى حيث يوجد قطعتان من الخشب يُصلب عليها المعتقلون للجلد.
قاموا بربطه عليها بعد أن نزعوا عنه قميصه وبدأوا في الجلد بسياط قوي وغليظ.
كان هاشم يتلقى جلدة خلف الأخرى والألم يكاد يقتله ولكن دون صوت، كان يعلم جيداً أن صراخه هو ما يريدونه ولهذا لم يفعلها.
من الأساس جلدات السياط لم تكن مؤلمة بقدر الألم الذي يشعر به في داخله لما حدث بالأمس، لقد قُتلت حنين، انتُهكت وقُتلت ولم يستطع هو فعل شيء، حتى قتل ذلك الحقير لا يكفيه، لا شيء سيرد له حنين أو سيعوض حُرمته التي انتهكت وهو عاجز عن فعل شيء.
تتوالى الضربات على ظهره الذي برزت فيه الجروح إثر الضربات، والعرق يتصبب من وجهه وعروق جبينه قد برزت من شدة ما يكتمه من الألم، وهو لا يرى شيئاً أمامه سوى صورة حنين.
بعد أن انتهوا من جلده فكوا وثاقه ليسقط على الأرض في إنهاك، أتى الضابط مرة أخرى وهو ممسكاً بسيجارة جديدة لينزل إليه ويقول بابتسامة سادية"
- كيف حالك، أيها الجراح الماهر؟ لماذا لم نسمع صوت صراخك؟ ألم يكن عدد الجلدات كافياً؟

"نظر إليه هاشم وهو غير قادر على الرد من شدة ما يشعر به من إنهاك في جسده وروحه، عندها اتبع الضابط قائلاً"
- سيكون هذا طقسك اليومي هنا حتى تفنى، ستعلم جيداً ما هو ثمن شجاعتك، أيها البطل المغوار!

"ثم عاد ليطفئ سيجارته الجديدة في نفس المكان الذي اطفأ فيه القديمة في جانب رقبته ليغمض هاشم عينيه بقوة من شدة الألم ليتوقف الضابط مرة أخرى ويأمر الحارس قائلاً"
- خذوه إلى زنزانته، وأنت تعلم البقية، واضح؟

"حيّاه الحارس قائلاً"
- أمرك، سيدي!

"وعندما رحل الضابط، قام اثنان من الحراس بجذب هاشم من على الأرض وجرَّه إلى زنزانته، والتي كانت مساحتها ضيقة للغاية لا تتسع حتى لأن يتمدد أو ينام بداخلها بل بالكاد تكفي للجلوس فحسب، وتحتوي على شباك صغير بداخله العديد من الأسلاك المتداخلة في بعضها فلا تسمح لأشعة الشمس بالدخول ليصبح الجو داخل الزنزانة شبه معتم دائماً.
بعد أن أدخلوه الزنزانة قاموا برَّش دلو ماء بارد لتناله لسعة برد قوية قبل أن يغلقوا الباب ويتركوه بجسده النصف عارٍ ينتفض من البرد، والجروح تملأ ظهره وجانب رقبته.
جلس في تعب وهو يستند برأسه إلى الحائط المجاور ويغمض عينيه في ألم وهو يهمس قائلاً"
- اعتذر منكِ، حنين! لم أفِ بوعدي، لم استطع حمايتكِ... أنا حقاً آسف

***

"انتشر خبر اعتقال السيد هاشم حسين في المدينة بأكملها، كما انتشر خبر قتل زوجته أيضاً.
في البداية، قام الناس بالتظاهر لأجل الإفراج عنه، ولكن كان رد قوات الاحتلال عنيفاً بما يكفي كي يوقف الناس عن التظاهر لأجله فأصبح أمر اعتقاله خبر يتردد على ألسنة الناس في حزن وإشفاق فحسب.
أما رجال المقاومة، فلم يستطيعوا الوصول إلى مكانه، ولكنهم استطاعوا أن يفجروا إحدى المعسكرات المهمة الخاصة بالاحتلال كنوع من الرد على خبر اعتقاله، ولكن أيضاً دون جدوى.
أما عن عائلة حنين، فقد انشغلوا في فاجعتهم على ابنتهم التي قُتلت في ريعان شبابها، ولم يجرؤوا على الذهاب إلى المعتقل للسؤال عن هاشم حتى لا يكون مصيرهم الاعتقال أيضاً، ومع مرور الوقت، لم يعطِ أحد اهتماماً لما حدث."

***

"بعد ساعات قليلة، لم يستطع هاشم فيها أن ينام بسبب ما يشعر به من ألم وبرودة، فقط عدة دقائق استطاع أن يغفو فيها ليستيقظ على دلو الماء البارد مجدداً، ووجه الحارس البغيض قائلاً"
- الضابط يريدك، قم معي!

"قام معه ليأخذه الحارس إلى غرفة التحقيقات ليجد نفس الضابط مرة أخرى.
أجلسه الحارس أمامه دون أن يقيده، كان الضابط يعلم جيداً أن إنهاكه كفيل بأن يمنعه عن الحركة دون قيود، استند الضابط بمرفقيه على الطاولة بينهما ليقول"
- آمل أن تكون زنزانتك الواسعة أعجبتك، سيد هاشم! ما رأيك بها؟

"نظر له نظرة مليئة بالكره ليتبع الضابط قائلاً"
- لا بأس، ستعتاد العيش هنا مع مرور الوقت، والآن أريد منك أن تخبرني بكل ما تعلم

"ظل هاشم صامتاً للحظات قبل أن يقول"
- عن ماذا؟

"قال الضابط مباشرة"
- عن المقاومة

"قال هاشم في ثبات"
- لا أعلم عنها شيئاً

"ابتسم الضابط قائلاً"
- سيد هاشم! لنختصر الطريق، لقد ارتكبت جريمة قتل، قتلت قائد هذا المعتقل، إنها جناية عقوبتها الإعدام، أو...

"ثم صمت للحظات ليكمل جملته في خبث"
- الموت البطيء، فلماذا لا تقوم بمساعدتنا وتوفر على نفسك عناء كل ما سيحدث لك؟

"قال هاشم في تحدٍ وكرهٍ بيِّن"
- أنتم لن تقتلوني، وأنا لن أقول شيئاً

"قال الضابط في غضب"
- أين يختبئ رجال المقاومة؟

"أجابه هاشم في ثبات"
- لا أعلم

"ضرب الضابط بكلتا يديه على الطاولة في غضب قائلاً"
- بل تعلم، لقد كنت تذهب لمعالجة جرحاهم، أين كنت تذهب إليهم؟

"طالعه هاشم دون رد قبل أن يقول"
- لن أقول كلمة واحدة

"عندها قام الضابط بصفعه بقوة ليسقط أرضاً من فوق الكرسي، أخذ الضابط السوط الذي كان في يد الحارس لينهال عليه ضرباً، بينما كان هاشم يتحمل الضربات دون صوت سوى همهمات تخرج منه رغماً عنه من شدة الألم حتى فقد وعيه مجدداً، عندها قال الضابط آمراً الحارس في غضب"
- أعيدوه إلى الزنزانة، وفي الصباح قوموا بوضعه على كرسي الكهرباء واصعقوه حتى يعترف

"قال الحارس قبل أن يهم بحمل هاشم"
- أمرك سيدي!

***

- اعترف، هاشم! اعترف كي تنقذ نفسك

"قالها الضابط بعد عدة مرات من صعق هاشم بالكهرباء، كانت رأسه مائلة في تعب بين اليقظة والإغماء، لم يستطع حتى الرد ليقترب الضابط منه ويمسك بشعره ليرفع رأسه إليه في قوة قائلاً"
- أين يختبئ رجال المقاومة؟

"قال هاشم بصوت منهك"
- لا أعلم

"اقترب الضابط منه وقال في هدوء خادع"
- ألا تريد العودة إلى منزلك وعملك، أيها الجراح الماهر؟ لماذا لا تختصر على نفسك كل هذا العناء؟

"نظر له هاشم ثم قال بعد لحظات حاول فيها استجماع قوته"
- ذلك الحقير أتى مع عساكره وفتشوا منزلي، لم يجدوا فيه شيئاً يخص المقاومة، ولم يكتفِ بتخريب المنزل بل اعتدى على زوجتي وقتلها، والآن تأتي أنت لتسألني مرة أخرى عما أعرف عن المقاومة، صدقني حتى لو أعلم فالموت أهون من المشاركة في القضاء على رجال شرفاء أنتم مجرد حثالة إلى جوارهم

"عندها صفعه الضابط بقوة ليصرخ بعدها في غضب قائلاً"
- من تظنون أنفسكم؟ هل تظنون أنكم تستطيعون مقاومتنا حقاً؟ عشر سنوات مرت استطعنا خلالها فرض سيطرتنا على كل شبر في هذا البلد، هل ترى أن أمثالك أنت ومن تتستر عليهم ستقفون في وجهنا؟

"قال هاشم في خفوت"
- على الأقل استطعت قتل واحد منكم، يوماً ما ستُطردون من هذا البلد شر طردة صاغرين

"نظر له الضابط للحظات قبل أن يقول"
- أي يد استخدمت عندما قتلت الضابط مارسيل؟

"ظل هاشم صامتاً ليبتسم الضابط قائلاً"
- أنا أعلم... أخبروني أنك أمسكت السلاح بيدك اليسرى

"ثم أمسك بمطرقة قوية لينهال على يد هاشم اليسرى بعدة ضربات قوية جعلت صوته يخرج صارخاً من شدة الألم حتى أنه سمع صوت عظام يده التي تهشمت أسفل المطرقة."

***
انتهى الفصل


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-22, 09:38 PM   #9

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثالث من رواية "الهروب من الوطن" - نور محمد

الفصل الثالث

"كان نائماً عندما فُتِح باب الزنزانة ليستيقظ ويجدها تطل عليه من الباب بثوب أبيض رائع جعلها أجمل من أي مرة سبقت، اقتربت ناحيته ثم جلست أمامه في هدوء، اعتدل في جلسته ثم همس قائلاً"
- حنين!

"ابتسمت في حنان قائلة"
- حبيبي!

"دمعت عيناه قائلاً"
- أنا آسف، حنين! سامحيني!

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- لا تعتذر، أنا بخير الآن

"ثم وضعت يدها على جانب وجهه في حزن"
- لقد آلموك كثيراً، حبيبي!

"رفع يده اليسرى إليها ليقول في ألم"
- لقد تهشمت يدي يا حنين! إنها تؤلمني كثيراً

"أمسكت بيده ثم وضعت كفها الآخر فوقها وأخذت تمسح عليها في حنان حتى اختفى ألمه تماماً وراحت تتحرك من جديد، ثم راحت تسير بيدها على جروح رقبته وجسده، وكلما غادرت يدها جرح اختفى حتى بات جسده وكأنه لم يمسه خدش، نظرت إليه لتقول في هدوء"
- هل تتألم الآن؟

"اومأ قائلاً في حزن"
- روحي... روحي تتألم، هل تستطيعين مداواتها؟

"اومأت بابتسامة قبل أن تقترب منه أكثر وتهمس قرب ثغره"
- سأقبِّلك حتى تُشفى

***

"في اليوم التالي، ألقى الحارس دلو الماء البارد عليه كي يوقظه ولكنه لم يستيقظ، تعجب الحارس من ذلك فاقترب ناحيته وقال بصوت خشن"
- يا هذا! هيا استيقظ، الضابط يريدك

"و لكن أيضاً لم يصله أي رد، أمسك بوجهه وراح يحركه ولكن بلا فائدة، عندها خرج الحارس مهرولاً إلى الضابط ليقول"
- سيدي! هذا الذي يدعى هاشم...

"نظر له الضابط قائلاً"
- ما به؟

"قال الحارس في قلق"
- يبدو أنه قد مات

"خرج الضابط معه متوجهاً إلى الزنزانة، فتحها الحارس مجدداً ليجد هاشم مستنداً برأسه إلى الحائط دون حركة، أمسك بمعصمه ليجد أنه لا يزال يوجد نبض، نظر الضابط إلى الحارس وقال"
- مُرهُم فليقوموا باستدعاء طبيب حالاً قبل أن يموت بالفعل

***

"لارا، امرأة في الثلاثين من عمرها بجنسية أجنبية وأصل عربي ينتمي إلى هذا البلد الذي أنهكته الحرب، وعلى الرغم من أنها لم تعش عمرها هنا، إلا أنها كانت مهتمة بالأحداث التي تجري في الوطن.
عندما وقعت الحرب وصار الاحتلال، قررت عندها أن تكون ضمن المتطوعين في منظمة عالمية تهتم برعاية الحالة الصحية لضحايا الحرب والمصابين.
كانت تذهب إلى هناك كلما أخبروها أن هناك عجز في وجود الأطباء، وكلما ذهبت إلى هناك كانت تسمع الأطباء والممرضين بل وحتى الأهالي يتحدثون عن رجل يدعى هاشم حسين يعد أمهر جراح قلب عرفه هذا الوطن البائس.
كلما سمعتهم يتحدثون عنه تتساءل في نفسها أين هو، وبسبب الوضع الصعب وضرورة قضاء كل وقتها في إسعاف المرضى وعلاجهم، لم تتسنَ لها الفرصة قط لكي تعرف قصته، وهذه المرة، تصادف وجودها في المدينة مع الحالة المرضية الصعبة التي تعرض لها هاشم.
كانت تقوم بالكشف على مريض ما في قرية قريبة من مكان المعتقل عندما وصلها خبر بأن قائد المعتقل يريد منها الحضور للكشف على مريض ما.
كلما أتاها خبر الاستدعاء من المعتقل هذا، كان قلبها ينقبض، لقد ذهبت إلى هناك عدة مرات، وفي كل مرة كانت تشعر بالحزن كلما قامت بمعالجة جروح المعتقلين الذين كانوا يصرخون من شدة الألم.
لكن على كل حال، يجب عليها الذهاب كي تنقذ ذلك المريض، وحده الله يعلم ما الذي قد طاله منهم."

***

"وصلت إلى المعتقل ودخلت غرفة العيادة الصغيرة، التي لا تحتوي على الكثير من الأدوات، منتظرة وصول الحراس بالمريض الذي جاءت لأجله.
مر بعض الوقت حتى وجدت الباب يُفتح ليدخل اثنان من الحراس وهم يجرون المعتقل المريض ويلقون به على السرير في إهمال، نظرت إليهما لارا في ضيق قائلة"
- هلا ترفقتم قليلاً؟ إنه مريض وهذه عيادة وليست غرفة للتعذيب

"نظر لها الحارس قائلاً في برود"
- من الأفضل أن تنجزي عملك فحسب، دكتورة لارا!

"تنهدت لارا في ضيق دون رد قبل أن تنظر ناحية هاشم الذي كان في حالة صعبة لتعاود النظر إلى الحراس قائلة"
- ما اسمه؟

"هز الحارس رأسه في نفي قائلاً"
- غير مسموح بتداول أي معلومات عن المعتقلين هنا

"صمتت لارا محاولة أن تتمالك أعصابها لتقول بعدها"
- حسناً، هلا خرجتما؟

"نظر الحارسان إلى بعضهما البعض لتتبع هي قائلة"
- بالتأكيد لن أحاول تهريبه في هذه الغرفة المغلقة وأنتما تقفان عند الباب، صحيح؟ هل هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا؟

"طالعها الحارسان بنظرات باردة قبل أن يتركاها ويخرجان لينتظراها بالخارج.
عادت لتطالع هذا المسكين الذي أمامها، كانت ساقه اليمنى تتدلى من السرير الضيق لترفعها هي وتضعها على السرير، حاولت أن تحركه قليلاً حتى يعتدل في نومته، ثم وضعت له محلول ما كي يستعيد به توازنه ثم حاولت أن تجعله يفيق، وبعد عدة دقائق، بدأ يفتح عينيه ببطء، قالت في هدوء"
- مرحباً!

"لم يستطع أن ينطق من شدة ما يشعر به من ألم لتتبع هي قائلة"
- أنا اسمي لارا، أنا طبيبة وأتيت إلى هنا لمعالجتك، سأسألك عدة أسئلة وستجيبني بنعم أو لا فقط حتى لا تنهك نفسك في الحديث، إن شئت يمكنك أن تمنحني إيماءة فقط، حسناً؟

"اومأ برأسه لتسأله"
- أخبروني أنهم وجدوك في الزنزانة فاقداً للوعي، هل كنت تتناول الطعام الذي يقدمونه لك؟

"همس في تعب"
- القليل

"اومأت متفهمة لتقول"
- يبدو أن ما حدث لك كان نتيجة عدم تناولك القدر الكافي من الطعام

"ثم صمتت للحظات قبل أن تسأله قائلة"
- هل تعرضت للتعذيب بالأمس؟

"اومأ إيجاباً لتتبع متسائلة"
- هذه المرة أحتاج لكلمات، هل تستطيع تحديد مواضع الألم بالضبط؟

"حاول التحدث قائلاً"
- في ظهري، ورقبتي، ويدي اليسرى

"نظرت لارا إلى جانب رقبته لتجد بعض الجروح لتقول"
- هل تعرضت للحرق؟

"اومأ قائلاً"
- سجائر

"لم تستطع أن تخفي شعورها بالألم خاصة وهي ترى الجروح الأخرى على كتفيه وما ظهر من ظهره، التفتت إلى يده اليسرى التي كانت ممددة إلى جواره، أمسكت بها في حرص لتتوقف فوراً عندما أغمض عينيه بقوة وهو يكتم ألمه، قالت في قلق"
- ما الذي أصاب يدك؟

"قال في وهن"
- تهشمت

"شعرت بألم أصاب قلبها لم تدرِ ما سببه، قالت"
- لا بد من عمل الأشعة اللازمة لأعرف كيف يمكنني أن اتصرف تجاه حالة يدك، سأعود خلال دقائق.

"ثم توجهت ناحية الباب لتجد الحارس في وجهها يقول"
- هل انتهيتِ؟

"تجاهلت سؤاله لتقول"
- أريد رؤية قائد المعتقل

"سألها الحارس في برود"
- لماذا؟

"تنهدت في سأم قائلة"
- أمر طبي

"طالعها للحظات قبل أن يتحرك وهي من خلفه متوجهين إلى مكتب القائد، وعندما دخلت إليه، خرج الحارس ليتركهما، قال الضابط"
- ما الأمر؟ أردتِ رؤيتي

"قالت في ثبات"
- هذا المريض الذي استدعيتموني لأجله

"سألها الضابط في برود"
- ما به؟ هل مات؟

"للحظة اتسعت عيناها في دهشة، هؤلاء الناس ليسوا بشراً، قالت"
- لا، لم يمت، ولكنه بحاجة إلى عمل أشعة لمعرفة وضع يده اليسرى وعلاجها

"قام الضابط من مكانه ثم توجه ناحيتها ليقول"
- لا يجب أن يخرج المعتقلون من هنا

"قالت متعجبة"
- كيف سأعالج الكسر إذن؟

"ابتسم الضابط قائلاً"
- ومن قال أنكِ هنا لتعالجي الكسر؟

"ضمت حاجباها في عدم فهم قائلة"
- لماذا أنا هنا؟

"أكمل الضابط بابتسامته الباردة"
- أنتِ هنا لأجل أن تجعليه يفيق من إغمائه فحسب، وربما إعطائه بعض المسكنات

"ازداد تعجبها وضيقها لتقول"
- لماذا؟ ما الذي فعله ليكون...

"قاطعها الضابط قائلاً في حسم"
- هذا ليس من شأنكِ، فلتستكملي عملكِ وترحلي

"شعرت لارا بالإهانة ولكنها لم تعلق واكتفت بالرحيل من أمامه دون كلمة.
عادت إليه في الغرفة لتجده يهمس بشيء ما لم تستطع تبينه في البداية حتى أصبح واضحاً... حنين، قالت بابتسامة محاولة أن تهوّن عليه ما يعيشه"
- من حنين؟

"عاد ليفتح عينيه مجدداً ليقول"
- إنها... حبيبتي

"اومأت برأسها دون رد، كانت تنتابها رغبة كبيرة في معرفة قصته، ولكنها لم تستطع خاصة وهي تراه يتألم فلم تشأ إرهاقه بالأسئلة، قالت في أسف"
- اعتذر منك، لم يسمحوا بخروجك من هنا لإجراء الأشعة، وللأسف لا يمكنني فعل شيء دونها، ولكن سأعطيك بعض المسكنات لأجل الألم، وسأعالج الجروح الموجودة في رقبتك وظهرك، قد تتألم قليلاً بينما أقوم بذلك، لذا عليك أن تتحمل

"ارتسم شبح ابتسامة هزيل على وجهه ليهمس قائلاً وهو مغمض العينين في تعب"
- لا أجيد شيئاً كالتحمل

"ازداد ألمها لتقول بعدها"
- جيد، والآن... حاول أن تستدير كي أستطيع رؤية الجروح الموجودة في ظهرك

"ثم اعانته كي يستدير وينام على وجهه لترى الكثير من الجروح التي اخافتها حقاً لتقول رغماً عنها"
- يا إلهي!

"لتسمعه يقول في خفوت"
- ثلاثمائة جلدة في ثلاثة أيام

"ازداد ذهولها ولكنها حاولت التركيز على العمل الآن، وكلما قامت بتطهير جرح ما كانت ترى وجهه الذي ينقبض في ألم دون صوت. اللعنة عليهم... هذا ما كانت تفكر به أثناء عملها، ماذا فعل هذا الرجل لأجل كل هذا العقاب؟
عندما انتهت من جروح ظهره قامت بتطهير الجروح الموجودة في رقبته، وعندما انتهت، نظرت إليه قائلة"
- لقد انتهيت، والآن سأعطيك مسكن لأجل ألم يدك

"ثم أعدت حقنة مسكنة وأعطته إياها، اتبعت قائلة"
- لقد انتهيت، والآن يجب عليك أن تتناول الطعام الذي يتم تقديمه إليك، ليس القليل منه بل كله حتى لا تصاب بإغماء جديد، وسآتي لزيارتك في الأسبوع المقبل لأرى كيف هي حالتك

"اومأ برأسه دون رد لتتركه وتجمع أغراضها ثم تخرج، وعندما أغلقت الباب خلفها نظرت إلى الحارسين قائلة في ضيق"
- من الأفضل أن يقضي الليلة هنا في الغرفة

"قال أحدهما في برود"
- وداعاً، أيتها الطبيبة!

"قالت لارا بنفس البرود"
- وداعاً، أيها الحارس!

***
انتهى الفصل


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-22, 09:14 PM   #10

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي الفصل الرابع من رواية "الهروب من الوطن": نور محمد

الفصل الرابع

"مر أسبوع، عاد هاشم خلاله إلى زنزانته مجدداً، واستمرت التحقيقات معه، وفي كل مرة لم يكن يخلى الأمر من جلده وضربه في بعض الأحيان.
لم يذق طعم النوم أبداً، في الحقيقة لم يذقه منذ أن دخل هذا المعتقل منذ شهر كامل، الكثير من الألم، الكثير من الحزن، الكثير من الأرق، والكثير من البرد الذي يشعره في تلك الزنزانة المظلمة والموحشة، بالإضافة إلى دلاء المياه الباردة التي كانت تلقى عليه كل صباح ومساء.
وهنت صحته وهزل جسده حتى لم يعد قادراً على مجادلة الضابط أو مراشقته بالكلمات كما كان في البداية، أصبح رده الدائم على أسئلته... لا أعلم، ويبدو أن حتى هذا الرد البسيط كان يستفز الضابط ليكون عقابه المزيد من الجلد.
وحدة جعلته يشعر الآن بافتقاده لعائلته التي افنتها الحرب منذ خمس سنوات عندما كان في الخارج، وكان يعلم جيداً أن لا أحد من أهل المدينة سيهب للمطالبة بإخراجه، لا أحد سيخاطر بحياته، ربما تطلب الأمر منهم يومين ثم أصبح مجرد خبر يتداوله الناس بأسى فيما بينهم.
لم يكن له أحد سوى حنين، وقد دفعت ثمن وجودها في حياته كاملاً.
كانت حنين أجمل ما في هذا الوطن، وآخر ما يمتلكه فيه، وإن قدر له الخروج، ستكون هي آخر ما يربطه به.
لقد قدم لهذا الوطن الكثير، وحمى أسرار مقاوميه، بينما لم يهِّب الوطن لإنقاذه للحظة.
أصبح قرار الرحيل هو الشيء الوحيد الذي يراود أفكاره، إما أن يترك الوطن ليغادره حياً... أو يغادره ميتاً."

***

"أتت لارا في الأسبوع التالي لترى هاشم، ولكن الحراس منعوها متحججين بأنه الآن في تحقيق، حاولت إقناعهم بالدخول بل وتهديدهم ولكن دون جدوى، فللأسف لم يكن في إمكانها فعل شيء.
أخبروها فقط بأن تأتي في الأسبوع التالي، وبالفعل عادت إليهم مجدداً فادخلوها إلى غرفة العيادة، مر بعض الوقت وهي تنتظر حتى أتى به الحراس ثم تركوهما، كان يبدو منهكاً للغاية، قالت في إشفاق"
- كيف حالك؟

"قال دون أن يرفع رأسه"
- بخير حال

"آلمها قلبها لأجله لتتبع وهي تنظر ليده"
- كيف حال يدك؟

"قال في هدوء مميت"
- لا أشعر بها كي أخبرك

"قالت في قلق"
- كيف؟ ألا تستطيع تحريكها؟

"هز رأسه في نفي لتقول"
- سأجرب شيئاً ما، حسناً؟

"ثم مدت يدها ناحية يده المصابة وقامت بقرصها قرصة خفيفة، قالت"
- هل شعرت بشيء؟

"هز رأسه في نفي لتهمس قائلة"
- يا إلهي!

"ثم أمسكت بدبوس من حقيبتها ونكزت به يده، ولكن دون ردة فعل أيضاً، نظرت إليه للحظات قبل أن تقول"
- لقد شُلَّت

"سمعت صوته يقول بنبرة يملأها اليأس"
- أنا أعلم أن هذه ستكون النتيجة

"اتبعت في حزن"
- آسفة

"قال دون أن ينظر إليها"
- لا تأتي إلى هنا ثانية لأجلي، أنا بخير

"ثم تركها وخرج عائداً مع الحراس إلى زنزانته."

***

"مر شهر جديد، وفي أحد الليالي، كان هاشم جالساً في زنزانته يحادث حنين هامساً كعادته كي يشكو لها ما يشعر، كان يقول"
- مر أسبوع ولم يقوموا بالتحقيق معي أو حتى الاستمتاع بتعذيبي، ما الذي يحدث؟ هل رحلوا؟

"ثم ارتسم شبح ابتسامة يائسة على وجهه وهو يقول"
- أم أنهم سيقتلونني؟

"ثم صمت للحظات قبل أن يقول"
- هل تعلمين؟ هذا السكوت يخيفني، أنا خائف يا حنين! بطلكِ أصبح جباناً للغاية، لا أدري إلى متى سأصمد، لقد تعبت، لم ينقذني الوطن، لم تنقذني المقاومة، لم ينقذني أحد

"ثم اتبع وقد انكمش على نفسه بجوار الحائط"
- أشعر بالبرد، البرد هنا قاسٍ للغاية، آمل ألا يلقوا بدلو الماء البارد هذه الليلة أيضاً

"نظر إلى يده التي سكنت تماماً عن أي حركة، وقال"
- لقد أصبحت يدي عاجزة مثلي تماماً، لقد أنهت مشوارها معي بشجاعة، لقد قتلت ذلك الوغد، وانتهى مشوار الجراح الماهر بها، انتهى كل شيء، حتى أنا انتهيت.

"لم يكمل مناجاته لها قبل أن يسقط جفناه في تعب لينام لأول مرة دون أن يقطع نومه أي شيء.
رآها في حلمه مجدداً، وكما المرة الأولى، زارته في زنزانته وجلست إلى جواره لتقول في هدوء"
- مرحباً، حبيبي!

"ابتسم قائلاً"
- حنين!

"ثم اتبع وهو ينظر إلى الزنزانة التي تسعهما رغم ضيق مساحتها"
- الأماكن تتسع بوجودكِ يا حنين! في غيابك لا تتسع أحياناً لجلوسي

"ابتسمت قائلة"
- لا تخف، حبيبي! ستغادرها

"ابتسم في ألم قائلاً"
- سيقتلونني، صحيح؟

"هزت رأسها نفياً قائلة"
- ستحيا، هاشم! ستنتهي آلامك كلها

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- ألم فراقكِ لن ينتهي

"اقتربت منه ثم قبَّلت وجنته قائلة"
- يوماً ما ستذكرني دون أن تتألم

"سألها قائلاً"
- كيف؟

"عادت لتبتسم قائلة"
- ستعلم حينها، لا تخف.

***

"طوال تلك المدة ولم تتوقف لارا عن التفكير في ذلك الرجل، كيف ناله من العقاب أشده، وكيف كان ألمه، وكيف كان قوياً ليتحمل.
كانت تلك هي المرة الأولى التي لا تستطيع تجاهلها والمضي في عملها كما المرات السابقة.
تلك المرة أشعرتها بالحنق تجاه كل شيء، تجاه الوطن الذي لم يهِّب لمساعدة رجل من المدافعين عنه، تجاه الاحتلال الذي أنهك كل من في الوطن، تجاه نفسها لأنها عاجزة عن المساعدة، ولولا جنسيتها الأجنبية التي تحميها هنا لكانت أحد المعتقلين هناك خاصة حين قامت بتهديدهم كي يدخلوها إلى ذلك الرجل لتطمئن عليه.
شعرت بأنها غير قادرة على رؤية المزيد من الآلام وسماع المزيد من الصراخ ومعايشة المزيد من الحزن والهم الذي غيَّم على هذا الوطن. هذا ليس الوطن الذي حدثها عنه والدها وغرس حبه في داخلها لتهِّب إلى مساعدته عندما وقعت الحرب.
شعرت بأنها تود الهروب من هنا، تود العودة إلى سكينتها، تود الهروب من شعورها بالعجز تجاه ذلك الرجل الذي لا يعلم أحد مصيره إلا الله.
الهروب من الوطن هو الحل الوحيد.
لذا لم تتردد كثيراً في حجز تذكرة للعودة فوراً إلى إيطاليا."

***

انتهى الفصل

dalia22 likes this.

روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.