آخر 10 مشاركات
الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دانبو ...بقايا مشاعر (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          وأذاب الندى صقيع أوتاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-19, 08:09 PM   #1521

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




الفصل العاشر
منذ نصف ساعة **
خارج القصر الرئاسي .. ظلت عيناه تتفقد ابن عمه وهو يمهد لاتصال من أخته فرسان أو مجرد تأخرها عن الوقت المحدد يكفيها ساعة كما ذكرت لهم .. ينظر إليه كم يشبهه عندما يغضب .. حائر .. ثائر .. يجوب المكان كأسد حبيس خلايا جلده ..
جالس في سيارته ذات الدفع الرباعي العالية .. سلاحه بيمينه على أتم استعداد لقتل العشرات لقاء أخت أسواره التي وقفت تهمس أمام شفتيه وهو يستعد للذهاب :" سنمار .. حافظ على أختي .. أريدها سالمة ".
سرعان ما شرد في آخر يوم أغضبها فيه فضاع داخل نفسه ، ثم تذكر في العرافة التي صادفها في منزله يوم رحيلها .. فهتفت كلماتها داخل عقله مرة أخرى ..سيدي هذه السيدة .. سوداء القلب .. طرقها متشابكة بدايتها نيران ونهايتها نيران .. هناك طفل في حياتها تحيط النار به هو وامرأة .. تشابك حياتها كعش ثعابين تخنق بعضها البعض ..جواره أخيه يبتسم له فلم ينتبه مما جعل أخيه يهتف باسمه :" سنمار .. ما بك شارد ؟!!".
انتفض بدنه وفك ذراعيه من عقدتهما ليحدق في وجه أخيه هاتفاً :" كانت تعلم ".
تبدلت ملامح باسم بتجعد حاجبيه مستفسراً:" من تقصد سنمار ؟!!".
رد بلا أي تردد :" العرافة ".
ثم أستمر يشرح الموقف وماذا أعلنت له ..
ليجد من باسم حائط صد قوي معترضاً بكل ما يملك من منطق :" لا .. سنمار لا يمكن .. كذب المنجمون ولو صدفوا .. ".
حرك له سبابته رافضاً لمنطق باسم :" لا كانت تتحدث بشيء لم تعلمه لم تحضره هي أصغر مني في العمر ".
أكد باسم بمجادلة :" لماذا ربطت هذا الطفل بك ؟!!.. قد يكون أي طفل ".
تمتم داعياً بصوت مسموع :" لا أعرف باسم .. داخلي هاجس .. أن النار لم تنطفئ بعد ..أمثال هؤلاء لا يرتاحون إلا بالموت .. يجب دق رأس الأفعى .. وليس ذيلها .. كلهم أذناب باسم .. يجب قتل هشام نفسه ".
ارتفع صوت هاتفه في هذه اللحظة عن رقم المشفى فأسرع بالرد .. ثم ضج بالضحك المستفز عندما أنصت لطلب رحيل من إدارة المشفى .. معقباً :" لحظة من فضلك ؟!!".
مال على باسم يهمس :" النار باسم .. النار .. رحيل تريد نقلها لسرير في العنبر العام .. وتريد من المشفى منحها فارق الحساب الذي أودعته تحت حساب غرفتها المنفردة المكيفة ".
انتفضت عينا باسم من مكانها هاتفاً بضيق :"أرفض سنمار ستفضحنا .. ما هذا السفة ".
حرك سنمار رأسه رفضاً ،وعاد يرفع أصابعه عن بوق الهاتف مجيباً:" هل اعلمتوها كم وضعت بالحساب ؟!!".
ليحصل على إجابة مؤكدة :" لا سيدي .. حاولت ان تعرف .. وعندما ذكرت لها أنه يجب موافقتك فحضرتك من وضعت المال تحت الحساب .. أجابت برفض .. لا تذكروا له .. لكنها تريد الانتقال فقررت ان أعلمك".
عقب سنمار :" أبلغها أني قد وضعت 5000 جنيهاً فقط وأنهم انتهوا وأن حساب المشفى دائن لي ولكن من أجل الطبيب باسم تركتوها في غرفتها .. لا تمنحها شيئاً .. أنقلوها في القسم المجاني لراحتها النفسية .. وكامل المبلغ ضعه في حساب التبرعات في المشفى باسم الطبيب باسم .. نحن نشكرك .. وأعذرنا من هذا التصرف فقد بدأ الخرف ينال منها بسبب النار والعمر ".
ليندفع الرجل باستفسار ملح :" الإيصال الخاص بالتبرع لمن أسلمه ؟!!".
أجابه سنمار :" تستطيع إرساله لعنوان منزلي الذي دونته لكم ،وأشكرك مرة أخرى .. هديتك محفوظة كما وعدتك ".
ابتسم سنمار بشكل غريب مستنكراً هذا التصرف بعدما أغلق الهاتف :" كلما نسيتها تذكرني بها باسم .. هي لا تهدأ أبداً .. هل أمنحها المبلغ لتقوم بشيء جديد تشعل به قلبنا .. والله لولا الغالي وأمه معي .. كنت ربطت بينهما و بين كلام العرافة .. لكنها تريد المال .. فقط المال ما يهمها .. كيف كنا محتملين هذا الطمع ؟!!".
حدق به باسم يفكر فيها :" لماذا تريد الانتقال للمجاني .. قد تكون خائفة أن ترسل لها من يقتلها .. أو ربما خائفة من أي أحد آخر .. زاهر مثلاً".
هتف سنمار :" زاهر مختفي من البلدة .. لقد قلبت عليه البلدة اختفى من ليلة الحريق .. وقد وضعت عدة عيون لتجلب لي خبره ".
صارحه باسم :" أعتقد أن هناك أشياء كبيرة تربط بينهما هو وهي كانا خلف قصة منديل الزفاف هذا لبنات أعمامنا .. حقاً سمعتهما بآذني ولقد احتقرت هذا الرجل لأنه هو من وجهها لهذا التفكير ".
امتعضت ملامح سنمار ثم غمغم :" هي لا تتورع عن فعل شيء .. طريقتها .. تقتات على أوجاع الغير .. كانت طريقته جميعاً فرق تسود .. وها أنت بنفسك شاهدت ما عرضه عمنا .. وكم المعلومات التي أوردها ويها الكثير مما أثبتناه نحن بالفعل .. لا زلت .. لا أستطيع ان أتخيل ان خالي الكبير تم قتله لمجرد أنه أخرج شخص حي من مقبرة .. لولا أن خالي مناع هو ما أكد هذا ما كنت صدقت أبداً ".
قصة المال الذي تجمعه رحيل شغلت عقل باسم :" لماذا تظنها تحتاج المال سنمار ".
هتف أخيه بصدق يحمل السخرية :"سنعرف .. ولكن هل تعافت بسرعة حتي تبدأ مخططاتها .. لقد ذكر الطبيب ان حالتها صعبة لن تشفى قبل أشهر من العلاج و تبديل الضمادات .. وبعدها ستحتاج جراحات تجميلية لتعود يمكنها الظهور بمظهر خلاف المسخ .. وعيناها تحتاج عين زجاجية لتصبح مقبولة المظهر .. والمبلغ الذي تركته تحت الحساب لا يكفي لكل هذا ".
ثم هتف بتلاحق :" لعنـ.. ".
أمسك عن لعنها متداركاً أنه تحدث عنها بما لا يليق ، ثم ربت على ركبة أخيه في اعتذار صامت .. فمنذ أتصل به بعد حديثهما المؤلم .. أقسم داخله أن يمسك لسانه حتى لا يخسر أخاه .. يكفيه باسم ومنذ يومان وهما معاً داخل منزله هنا بالعاصمة ومعهم خاله وعمته واسرتيهما .. لم يكن يتخيل أن التجمع له رونقه .. راحة.. روح للمكان .. طردت البرد القارس من داخله بدفء العائلة .. حماية لهم من الشك .. حتى لو تم بذر بذور الشك سيسأل كما حدث معه عندما منحت جسور لأسوار صكوك أسهم شركة دحية التي كانت مع المليجي أمس فقط .. راقب دهشتها كصقر يريد الانقضاض على أي خلجة تكون لسواه وأنصت لصوتها المضطرب الذي تأرجح بالخوف :" لي أنا .. هذا الرجل مخبول أكيد ".
وهي تنظر إليه بطريقة جعلته يتراجع بالانفعال للخلف خطوات ويكبح هذا الغضب :" لا أسوار .. المليجي ليس مجنون ولكنه أحبك فعلاً .. لكنه ذو حظ سيئ كونه لم يلقاك إلا بعد فوات العمر ".
تبريره لها جعل جسور تضحك :" يا سيدي على هذه الثقة .. طبعاً يكفيك ان أسوار هي زوجتك ".
كان يتعامل مع الجميع بنفس الدرجة .. سحب كف زوجته التي تحمل المظروف مؤيداً لها ان تأخذه .. بأن ضغطه داخل كفها أكثر .. ثم علق :"ولك مني قيمة أسهم تعادل ما بالمظروف وما قد تم دفعه سابقاً لفرسان لتكوني حرة في مساندة عمك ".
أجابته أسوار :" نعم منحتهم لي فرسان وقد وضعتهم مع عمي كما سأفعل مع هذه .. ومع ما تمنحي إياه .. المهم عمي .. أن لا تكسر عنقه أمام هؤلاء الضباع ".
ثم نظرت له بكل ولاء حضر مرافق مع حبها :" شكراً لك سنمار .. خشيت غضبك ".
هتف بصوت متكسر :" طالما أنت معي فلا غضب .. الدنيا علمتني ان خلف كل نفس مليون باب ومليون قصة ".
اقترب باسم من النافذة يراقب ابن عمه .. الذي كان يتحدث عن العائلة وكيف في الماضي أضاعه بعض المستفيدين من حادث مفتعل ليسقط منزلهم .. وكيف بحث عنه أبيه حتى أعاده .. متوعداً من يتطاول على أخته بالعذاب المقيم مهدداً بعلاقاته القوية بعالم المال والعمال ..
ثم تحدث مع أخيه :" لم أتخيل التغيرات الجذرية التي حدثت خلال عام واحد .. أنت وترتدي أفخم البذلات ومع هذا تحتفظ بالعباءة فوقها تبدوا جذاباً فوق العادة .. لم أكن أتخيل يوماً انك ستتخلى عن جلبابك كما تخليت عن قسوتك مع كل شيء سيئ .. ورشاد هذا الذي يتمنى أي فرد فقط السلام عليه ... ها هو يقف هنا ويتناول طعامه معنا .. لقد جلس بيننا بشكل جلب احترامه داخلي ".
عقب سنمار بتأكيد :" وجه هذا الاحترام لعمك راشد .. لقد ربى بنات مميزة .. كل واحدة منهن أدركت الحب وتمسكت به .. لذا كافأه الله برد ابنه له .. كان من الممكن ان يكون أي شخص .. كيسر مثلاً أو كمهاب ذاك بحقارته .. لم أتصور ما يحدث مع عمك يجلسنا جميعاً مبتدئاً أنتم عائلتي ثم يطلب المساعدة كي نكون جوار فرسان كظهر لها .. هذا الرجل لا ينكسر حقاً .. جعلني أفخر بوجوده .. أتعرف ما طلب من ابنه وستكون مفاجأة للنساء في زفاف رشاد ؟!!".
ابتسم باسم مجيباً :" يريد ان يسعد وكما قال لعمتي وضاء لم يحضر زفافهن .. يكفيه رؤيتهن في أثواب بيضاء عندما يكن وصيفات لزوجة ابنه .. كانت عمتك ترفض بحجة العروس فقط من ترتدي البياض .. فأجابها أنت أيضاً سترتدين ثوباً أبيض ".
ضج بالضحك هامساً :" مالك هذا فمه كبير .. هكذا الجميع علم ".
دهشة حلت بعينا باسم :" لا هو أعلم الرجال فقط حتى يضغطن على النساء وهن يخترن الأثواب .. مثلي ومثل وحيد .. فسمر وسهر لسن ضمن الوصيفات ولكنه يريد الفرحة أن تعم على منزله بارتدائهن البياض".
فسأله :" ما قصة الوصيفات هذه ؟!!".
أجابه أخيه :" في الدول الأوروبية تتزوج العروس وحولها صديقاتها يرتدين ثياب بنفس اللون والشكل .. وذلك العريس يرتدي بذلة وأصدقائه يرتدون مثل بذلته تماماً".
راحة مسبغة بالتصافي بينهما .. عاد باسم يفكر في رحيل وما تريده من المال .. يتذكر سمراء وحالتها عندما شاهدت موت أبيها بنفسها لتدرك أنها جريمة قتل .. انتفضت ثم دفنت نفسها في صدره مستجيبة لذراعيه .. هاتفة بنشيج مر:" لماذا ؟!!".
فكانت إجابة زوج العمة وضاء :" كل هذا لأنه أخرجني من مقبرة سعيد البري .. كل هذا لأني شهدت شيئاً أبلغته لراشد كان لابد من قتل من يمكن ان يصل إليه السر .. منذر لم يمت في حادث "..
يتفكر في الموت الحقيقة الوحيدة في الكون .. هم يأخذونها لأن الله كتب بها لكن لماذا يفكرون في هذا الخيار المر من البداية ؟!!.. أجاب بنفسه .. لأنهم مجرمون بلا قلب .. بلا إنسانية ..
كما أخت مندور الويجي التي كان يخفيها هادر في منزله وهي الآن تحت وصاية راشد .. كلهم يخونون أنفسهم ثم يهرعون للشرفاء حتى يحمونهم عندما تدور رحى من ساندوهم بقواهم الغاشمة عليهم ..
لابد له من التعامل المباشر مع رحيل حتى يعلم ماذا تدبر؟!! وهي بالمشفى .. سيلتقي بها حالما يعود حتماً..
**************







التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:45 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:10 PM   #1522

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



حملها عدة رجال من فريق التمريض فوق غطاء أبيض سميك ثم وضعوها بقسوة على أحد الأسرة المعدنية ذات الحشوة الصلبة .. غضباً منها ومن تطلباتها .. لم تكف عن التوجع ولا التذمر ،وهم يضعونها فوق السرير النقال حتى هنا .. جميعهم غاضبون عليها فبانتقالها لهنا .. القسم المجاني تم حرمانهم من النفحات التي كان يغضها عليهم ابنها الأكبر الثري المعروف ..
صدح صوتها متوجعاً :" لقد كسرتم عظامي ..آآآه ".
هتفت إحدى النساء المريضات :" صمتاً .. عقلي سينفجر من مجرد صوتك ".
لم تجد غير الصمت مهما كان فوضعها هنا أفضل .. لكنها عادت تنه السيدة بفجاجة :" أنت يا امرأة تحدثي بأدب معي وإلا ..".
ابتسمت سيدة أخرى ضخمة الجسد اهتزت كلياً وعي تجلس :" وإلا ماذا ؟!!.. هل ستضربينها مثلاً وأنت بك قطعة سليمة حتى نراها".
حثت نفسها على الصمت .. هؤلاء لينفذوا لك ما تريدين .. يجب اللين معم أو منحهم مال مثل خادماتك هناك .. حاولي الهدوء .. حتى تجدين مخرج .. تأوهت متوجعة متحسبة على زاهر الحقير .. الذي أرسل لها من يهددها :" لو سقطت هو لا يعرفك .. سنمار يبحث عنه ووضع رجال في كل مكان لكنه فر لحيث لا يعلم أحد .. يقول لك أنسيه حتى لا يتذكرك ووقتها سيكون هناك موتك ".
الموت هو وحده ما يقلقها .. لا تريد الموت .. تخشاه ككل الناس .. أليس الكل يخشاه ..
ثم عادت تلعن هنادي وأختها .. قدمت فضة منذ ساعتين لزيارتها تبتسم وتضحك متشفية بل وترفع يده فوق شفاهها ..محركة بلسانها أفقياً داخل مغارة فمها المظلمة وكأنها تزغرد ..
انطلق صوت رحيل من بين ضمادتها :" أخرجي من هنا لعنك الله ..أنت وأختك المجنونة حيث هي .. تتشمتين في وأنا من كنت أنفق على بيتك .. وزوجك.. خذي شماتتك لترين من ينفق عليك ".
تحدتها فضة بقوة عين تنظر داخل عينها بقوة .. ترفع لها الهاتف :" هذا أنت وأنت تشتعلين .. إحدى الخادمات الصغار ..انشغلت بالتصوير .. أترين خلف المنزل في الركن البعيد من يكون أم أن عينك الواحدة التي أريد ان أضرب فيها إصبعي لم تعد ترى .. أتعرفينه كما أعرفه جيداً .. كان صديق أبي .. وجعلت أحدهم يقص صورته وأريتها لأبي .. أتعرفين ماذا قال ".
لم تحاول أن تنكر فالجدل لم يعد متاحاً لها :" ماذا تريدين فضة ؟!!.. سأدفع لك شفقة بحالك ليس إلا !!".
هتفت فضة بصوتها الكئيب السعيد :" أنت أعقل من زاهر .. أرسلت له هذا التسجيل لم يعلم من الرجل .. ولكنه أرسل لي حيث اتفقنا رجلاً ليتخلص مني .. لكنه غبي لم يكن يظن أن من يهدده هو أنا .. تركته هناك ينتظر .. وحضرت لك أنت .. كل ما بينك وبين زاهر أنا أعرفه .. لو علم سنمار بأنك من حرضتِ أحدهم ليقتل ابنه الصغير بالثعبان وتلك المرأة التي جعلتني أجلبها لتدعي أن طفلها منه وغيره وغيره ".
ضج صوت رحيل بالشماتة هاتفة :" بلي التسجيل وما في داخلك وأشربي ماؤه .. فسنمار يعرف كل شيء نت زمن .. وقد أخذ مني كل مالي ".
اندفعت يدا فضة لتقبض على قميص فضة الخاص بالمشفى .. فاشتدت حرقة الجراح بشكل مؤلم .. صارت صرخاتها تتلاحق تحت وطء كلمات فضة :" هل تكذبين !!.. حتى لو نزع مالك .. ما زال عندك ذهب .. أرض .. ما زال لديك ابنك معه أموال .. لن تفري مني مثل الحقير زاهر .. معي صورة نبوي .. يبدو كان حاضر لينال شهريته فليست تلك المرة الأولى .. لكن كيف والرجل عجوز وقد كنت صغيرة عندما غادر الدوار".
داخلها يدور قول كانت تسمعه من صفوان الجد: " من يسأل سيعرف الجواب حتماً ".. ألم تكن في راحة والكل صامت لا يتحدث .. لا يسأل .. هتفت من قلب الوجع :" سوف أمنحك كل ما تريدين لكن ابتعدي عني الآن .. ابتعدي ".
تركت فضة قبة القميص ثم همست بهدير منذر :" متى بالتحديد ؟!!.. وما أطلبه لن يكون بالآلاف هذه المرة .. أريد خمسون ألف ".
هتفت رحيل بها شاهقة :" من أين أجلب لك هذا المبلغ هنا في المشفى .. لا أملك شيئاً هنا .. يا مولاي كما خلقتني ".
انتفضت فضة بغتة ثم قهقهت بسخرية :" لأول مرة أسمعك تذكرين الله .. لكن أنا لا يمهني رحيل .. في الغد سأكون عندك حتى أنال القسط الأول من مالي خمسون ألف جنية كاملة .. فلن أتركك أبداً .. عليك الدفع .. ستدفين ثمن موت هنادي كاملاً ".
ثم تركتها مغادرة .. داخلها قوة الآن عليها بعدما سجلت لها لقاؤهما الجميل .. رفعت هاتفها الذي كانت تمسكه بيدها بشكل طبيعي.. تتأكد أنه تم التسجيل .. تحدثت بهدوء انتقامي :" فلتنظر رحيل كيف سيعلقها سنمار .. أقل ما يفعله معها .. عدم النظر لوجهها .. وهذا أيضاً يجب ان يصل لراشد كبير العائلة ".

انكمشت رحيل على نفسها تهمس بذعر :" وكأن ما تركته خلفي عاد يقفز أمامي ".
تهمس إحدى المريضات لزميلتها بالفراش المجاور :" ألن نعلمها من كانت تنام على الفراش قبلها ".
علقت الأخرى :" ليس من شأننا .. هذه سيدة لا تبدو أنها تستحق التحذير .. دعيها وادعي أن تصاب ".
أجابتها الأخرى :" نعلمها لتجعل أحد من الممرضات يطهرن لها الفراش كما كن يفعلن من قبل .. لقد غادرت المريضة ولم يبدلن حتى الفراش ".
انتبهت رحيل أن هناك عينا منصبة عليها .. تراقبها فهتفت فيهما :" لماذا تنظرن بالضبط "
. بهذه الهجمة الشرسة صمتت المرأة وداخلها دعاء أن تنتقل لها العدوى بأي مرض فهذ السيدة لا تعاشر ..
بينما مادت روح رحيل داخلها بعد فشل خطتها لتكسب وقتاً مع فضة .. كانت ستمنحها جزء من المبلغ الموضوع تحت حساب غرفتها .. حتى تخرج وتواجه زاهر بنفسها فلولا غباءه ما وصلت لهنا .. فأوراقها التي كانت تخفيها معه أرسلها لمجرد أن جعلت فضة تذهب إليه .. غضب لا يستطيع التمثيل فيه .. أن هناك مصلحة له في مكان آخر ،فهي تعلم طبعه ..
فالطبع لصيق بالروح ذو بصمة واحدة.. لا يتبدل .. لا يباع ولا يشترى ..
***************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:45 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:11 PM   #1523

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



في ذات الوقت **
لا يصدق الملف الذي به القضايا .. عليه ان يوقع على القضية التي يحقق بها .. لكن قيد القضايا الذي أمامه به اسم جواد دحية .. سدد نظره للرجل الكبير فكان لابد له من حيلة حتى ينال هذه القضية .. ولا يريد الإعراب عن رغبته فيتم إساءة نيته ويعلمون أن هناك قربى أو حتى عداوة .. عاد ينظر للدفتر وينال فنجان قهوته وبلحظة غفلة مقصودة كان المحتوى الداكن يتحرك ليسكب جزء كبير منه .. جعل الرجل الكبير ينتفض مكانه ويحاول أن يجذب الدفتر وبلحظة ممانعة كانت أصابع وجيه تنال منديلاً ورقياً من عبوة فوق مكتبه فيكرر تجفيف القهوة بطريقة المسح وليس الضغط مما أحدث ثقباً في طبقات الورق السميك فجعلها أخف أما الحبر المستخدم صار بلا ملامح تذكر بين الأزرق والبني .. كان صوت الرجل كغثاء ماعز يتيم:" ضاعت معالم الدفتر سيد وجيه .. هكذا سوف أعيد العمل من البداية ". .. مما جعل وجيه ينظر له بشفقة .. ثم تحدث :" أستاذ خالد أعتذر .. لي مدة تتخدر أصابعي وتقوم بحركة عصبية مباغتة ".
هذا جعل الرجل يتحدث برحمة :" لأنك لا تنام سيد وجيه .. لم أرى في مدة خدمتي من يعمل مثلك .. اجتهاد ..ذكاء ،وخلق ".
مد وجيه أصابعه بالقلم ليوقع على استلامه قضية جواد دحية :" ها أنا وقعت .. عندما يراها السيد سامح أعلمه أن القهوة قد سقطت بدون قصد .. وسوف يوقع ".
ابتسم الرجل قائلاً :" لقد وقعت سيدي أمام القضية الخطأ ليتك أعلمتني أنها تهمك .. كنت خالفت أمر رئيس النيابة ".
ابتسم وجيه بآلفة .. متحدثاً بنفس البساطة :" أنت تعلم أن هذا الشارع من نطاق تخصصنا وأنا قد سبق وحثثت معه في قضية سابقة .. أظن أن قضية اليوم ترتبط بنفس القضية السابقة ".
حرك الرجل رأسه موافقاً .. وهو يفتح صفحة جديدة .. ثم وضع الدفتر أمام وجيه :" تفضل وقع هنا .. أنا سأتصرف مع السيد رئيس النيابة خاصة اليوم آخر يوم لي في العمل .. لقد انتهت مدة خدمتي .. وأحب أن أسلم الدفتر نظيف كأعوام خدمتي الأربعين ".
مد وجيه يده ينال القلم ويوقع على الصفحة الخالية وكتب اسم جواد دحية في خانة القضايا .. ثم مد أصابعه بالقلم مرة أخرى لخالد ثم مد أصابعه داخل حافظة نقوده أخرج منها ما يكفي لهدية :" لم أكن أعلم لأبتاع لك هدية عليك جلب هدية بنفسك يا رجل يا طيب ".
رفض الرجل مطولاً حتى استحلفه وجيه بأخذها وغادر بدفتره ..
دلف الجندي المكلف بالعمل أمام مكتبه :" سيد وجيه .. لم أجد مسحوق النشا كعبوات كبيرة .. بل هذه العبوات فئة الخمسون جراماً .. لذا أبتعت لك الكثير بما يعادل كيلو جرام ".
وضعها على المكتب وغادر .. أخذها وجيه ليضعها داخل درج مكتبه وهو يتذكر جوري طفلته الزوبعة :" أريد منك شراء نشا لتصنع لي جدتي منها مهلبية الشيكولاتة التي أعشقها .. لقد بحثت أمي ولم تجد .. وأنت أبي ملتزم بإحضار ما أريده ".
ابتسم وهو ينظر داخل الكيس وفكر داخلياً " لو رآه أحد سيظنني أتاجر في الهيروين ".
ثم عاد يفكر في الحقوقية الصغيرة التي وضعت الحق والواجب بطريقة صحيحة.. مما جلب ابتسامة على شفتيه ..
طرقات على الباب جعلته ينتصب في جلسته :"تفضل ".
كان سكرتير النيابة يتقدم ملقياً الصباح :" صباح الخير سيدي ".
رفع كفه مطوحاً بها :" أي صباح .. تقصد مساء الخير يا جميل ".
انتبه الرجل من شروده العقلي ابتسم جالساً :" نعم سيدي .. لم انتبه أن الوقت قد قارب الغروب ".
احتل موقعه على جانب مكتب وجيه الذي تحرق ليضغط على جرس الخدمة ..أطل الجندي على الباب برأسه شاخصاً تجاه وجيه الذي هتف به :" المتهم يا ابني ".
عاد الباب يغلق في هدوء مخيم بالتوتر القابع في الغرفة مما يدور داخل عقله .. ملايين الأسئلة مرت عليه إلا سؤال واحد " هل جواد بريء؟!!".
في الغرفة المجاورة كان خالد يعيد ضبط الصفحة ويضعها بين يدي مساعده ليعاود الوكلاء توقيعاتهم .. قاصاً بتفسير بدا ضرورياً ما حدث في مكتب وجيه الوكيل حريصاً كل الحرص على عدم تشويه الرجل النظيف .. فقط سقط فنجان القهوة على الدفتر ..
دلف جواد الغرفة ولمرة جديدة .. القيود في يديه .. لكه أهدأ يدرك أنه منتصر لا محالة .. ليس لكونه يعلم ما تفعله زوجته من أجله ولكنه واثق من براءته الخاصة ويعلم أن الله لا يضيع حق إلا لسبب وحكمة ..
رفع وجيه نظراته تجاه جواد الذي رفع كفيه لأعلى قليلاً ثم عاد يهبط بهما .. وكأنه يقول التقينا مجدداً بنفس الصورة الأولى .. كانت عيناه أشد ظلمة من ذي قبل .. رفع وجيه أصابعه تجاه الجندي الواقف بثبات ممسكاً بجواد هاتفاً بخطوة عسكرية :" المتهم يا أفندم ".
إشارة بسيطة حملت كل القدرة على فك قيوده .. حرك راحتيه على معصميه بالتبادل محركاً للداخل .. جلس باندفاع وصوته يتجلى به كل الخوف :" وجيه .. أبلغ فرسان أن لا تقوم بتصرف بطولي كما فعلت بالسابق .. لن أسامحها لو فعلت ما يفرقنا ".
اندفعت رأس وجيه تجاه سكرتير النيابة :" هل لك في تركنا خمس دقائق؟!! ".
أمر جديد صدر من جواد نحو الرجل وكأن له الحق في الأمر :" أريد فنجان قهوة سادة .. وسيجارة ".
ثم ألتفت نحو وجيه :" رأسي سينفجر ".
خرج الرجل بعد إشارة من أصابع وجيه الوكيل الذي لم ينتظر إغلاق الباب المحكم ليهتف مستفسراً :" كيف حدث هذا جواد .. كيف ؟!!".
أجابه بنظرة ساخرة من عينيه هاتفاً بحرقة :" مثل كل شيء يحدث في وطننا وجيه .. قتل النفس ولا جاني حقيقي فتكون جريمة قيد مجهول .. كنت ذاهب لأزين سيارتي من أجل زفاف أختي كوثر .. على الشارع الرئيسي .. فجأة .. وجدت سيارة شرطة وكأنها تنتظرني ثم أخرجوا أكياس صغيرة من السيارة .. حتى الآن لا أعرف أن كانت من الأصل تم وضعها في السيارة أم أنهم وضعوها بأنفسهم .. الظاهر لعيني لا شيء كان بالسيارة ".
سأله وجيه بجدية :" هل هناك من حاول توجيه رسالة لك ؟!!.. مفاوضة مثلاً".
علق جواد نافياً :" لا ولكن اختيار التوقيت يجعلني أعلم من هو خلفها .. أنه هشام علوان .. فاقد الصبر حتى يحصل على الحسابين .. ظناً أن فرسان وحدها قادرة على منحه إياهما .. لكن .. أتصل عليها حتى لا تهتم بوضعي .. فهاتفي صادرته قوة الضبط ".
أخرج وجيه هاتفه مستفسراً :" ما رقمها ؟!!".
جذب جواد الهاتف من يد الرجل الشاب متلهفاً على سماع صوتها .. قبل أن تعرف ما يعاني فليكن سباقاً بإعلامها .. لم تجب .. كرر المحاولة مرة أخرى ..فكان لها نفس النتيجة التي جلبت الإحباط لروحه .. عاد يتصل على عمه الذي فتح الهاتف بسرعة كونه رقم مجهول عليه :" نعم راشد دحيه معك ".
تنفس بصعوبة ثم أجاب :" عمي .. أين فرسان ؟!!".
أجاب الرجل :" أنت كيف حالك ؟!!.. منصور وهادر حولك لكن لا أحد يعرف الوصول إليك ".سأله مستفسراً :" كيف علمت؟!!".
اغتمت ملامحه عندما سمع راشد يقول :" هناك أحدهم أتصل علي هنا .. يريد فرسان .. ".
وقف جواد مكانه يتنفس بصعوبة بالغة مانعاً أي صوت أن يخرج من شفتي عمه بصوته :" لا .. لا تجعلها تفعل ".
هتف الرجل به :" لن نفعل .. لن نسلمه الحسابين .. لكن كان لابد ليد أقوى من يده .. فرسان بالفعل هناك تقابل أحد المستشارين ليجلبوا حق عمرو وحقها .. وأنت سيعملوا على إخراجك بأنفسهم تطوع منهم ".
وقبل أن يعترض .. طرق الباب فاضطر لإعادة الهاتف لوجيه مراعاة لصورة وجيه أمام مرؤوسيه ، ثم عاد جالساً أمام المكتب بينما ساقه تهتز في توتر شديد .. أخذ وجيه الهاتف وأغلقه في هدوء ووضعه على المكتب .. هتف بهدوء :" تفضل ".
دلف أحدهم يحمل حقيبة بلاستيكية شفافة صغيرة ليدرك وجيه انها أكياس صغيرة تشبه أكياس النشا في الحجم واللون وكل شيء متطابق بينهما ..وضعها فوق المكتب .. ليدرك أنهم يريدون إرسال الحرز للطب الشرعي كأجراء طبيعي ..
هتف به بضيق عازم على شيء يهدد مستقبله :" خذ المتهم للخارج وأعده بعدما يشرب القهوة وسيجارة ".
ومد يده للجندي بعلبة سجائره ليأخذها معه .. فعل ما أراد بينما جواد مندهش مما يفعله وجيه بغتة ..
نظرات وجيه للحرز أمامه جلبت داخله راحة لضميره .. أن كان هشام علوان يتلاعب بالبشر بلا رحمة فليكن .. سيلاعبه ..ويمنع طريق الوصول لأهدافه ..
درس الحرز الذي كان موضوع بطريقة سهل الفض فقط لاصق عادي .. فتح وجيه درج مكتبه وأمسك بكيس بلاستيكي استعمله كقفاز .. فض الحرز به.. ثم اخذ الأكياس الصغيرة ووضعها في حقيبة يده الجلدية الفاخرة وأخرج مثيلاتها ليضعها في الحرز وباقي النشا تركه داخل المكتب ..
أعاد الحرز لوضعه الطبيعي كأن شيئاً لم يكن ..
ثم أعاد ترتيب حقيبته فأخفى المخدرات في الجيب الخلفي وأخذ النشا بحقيبتها ووضعها في القاع الظاهر داخل حقيبته ... ثم أعادها جواره حيث كانت يقف تحت مكتبه ..
عاد الباب يطرق مرة أخرى ليدخل سكرتير النيابة وجواد خلفه مع الجندي .. ليهتف وجيه :" أريد الضابط الذي تولى القبض على المتهم ".
تحرك جواد ليجلس أمام مكتب وجيه واتخذ السكرتير مكانه وفتح دفاتره وأوراقه .. مستعداً لكتابة كل شيء يدور أمامه ..
دلف الضابط ينظر لجواد .. ثم هتف به :" قف يا متهم ".
رفع وجيه سبابته بتحذير صامت شديد الوطء عندما هتف بجدية :"
أنت لم تتعامل معي من قبل في الغالب.. المتهم بريء حتى تثبت إدانته .. أنا قد طلبت منه الجلوس ".
ارتعدت أعصاب الضابط الفخور من هذه اللهجة المتعالية من وكيل النيابة الفخور بمنصبه .. وقبل أن يتحدث كان وجيه يلاحقه بسؤال عن مفردات الواقعة، وهو يشير للحرز بقلمه :" هل هذا الحرز أنت من حرزه ؟!!.. وهل ما بداخله تم استخراجه من سيارة المتهم ؟!!.. ومن أي جزء بالسيارة بالتحديد ؟!!".
تحرك الضابط ليجلس في المقعد المقابل لجواد لكن سبقه وجيه :" هل طلبت منك الجلوس ؟!!".
انتفض جسد الضابط واستشاط غضباً فعاد الخطوة التي قطعها سابقاً .. واقفاً يجمع كفيه أمام جسده كتلميذ غير نجيب يجيب فقط عما سمعه :" نعم.. هو .. أنا من حرزته بنفسي .. وما بداخله هي نفس الأكياس التي أخرجتها من تحت المقعد الخلفي بسيارة المتهم ".
عاد يسأله وجيه :" هل سيارة المتهم من هذا النوع التي يتصل المقعد الخلفي بالحقيبة الخلفية .. أي هل يمكن وضع أي شيء تحت المقعد الخلفي من خلال الحقيبة لو تم فتحها ؟!!".
سؤال جعل الضابط يرتبك فأجاب :" لا أعرف .. لم أهتم بهذا .. البلاغ جاء لنا وتحركنا بناء عن بلاغ كما هو مقيد في محضر الواقعة ".
فتح وجيه الملف أمامه ليرى ما حذره بدون قراءة .. بلاغ بدون اسم .. أشار وجيه للحرز .. ثم بدأ في فضه بهدوء وهو يسأل :" هل حصلت على أذن تفتيش قبل التوجه لضبط الواقعة .. ".
أخرج له الضابط الآذن المطلوب :" لقد وقع رئيس النيابة المسائية عليه ".
نظر وجية لتوقيت التوقيع والمحضر موضحاً :" ما يحدث يا سيادة الضابط هو تهريج .. تم القبض على المتهم قبل الآذن .. هكذا تبطل الضبطية من قبل الذهاب للمحكمة .. أي محامي صغير سيستطيع إخراج المتهم من القضية مثل الشعرة من العجين ".
نفخ الضابط زفيرا حاداً وأراد توجيه اتهام مباشر لوجيه بكلمات دارت داخل عقله فقط " أراك أنت الذي نسيت منصبك وصرت حصن دفاع عنه ".
بينما فتح وجيه الحرز وفض كيس من الأكياس مزيلاً اللحام البلاستيكي ومد طرف إصبعه الأصغر بعد أن بلله بحافة لسانه فيحمل بعضاً من البودرة البيضاء .. موجهاً به نحو شفته التي انشقت عن سؤال هام :" هل أرسلتم عينة للطب الشرعي حتى يتأكد من نوعية المادة ".
بينما الضابط يؤكد له :" تذوقتها وأتضح أنها مادة مخدرة من الهيروين سيادتك .. ولكني انتظرت أن تأمر سيادتك بهذا ".
امتد بنان وجيه لطرف لسانه ثم ابتسم نافياً الوضع بسخرية :" هل سنرسل للطب الشرعي النشا لتحليلها ".
انتفضت عينا الضابط وفك كفيه متقدماً :" نشا .. نشا". كيف هذا ؟!!.. أنا متأكد أنه هيروين .. متأكد ".
هتف وجيه :" متأكد .. هل أنت من وضعت المادة المخدرة للمتهم لتؤكد هذا بهذه الطريقة ؟!!..أم أنك تعلم أكثر مما بدى عليك ؟!!".
ثم هتف بالسكرتير :" أمرنا نحن وكيل النيابة وجيه محمود الوكيل باستدعاء فريق البحث الجنائي هنا للكشف على المادة المحرزة هنا أمامي .. حيث أني أشك بالكيدية في البلاغ .. مما يجعلني أشك بتبديل الحرز ووضع مواد اخرى غيره ".
ثم أشار للضابط :" تفضل .. وأطلب لي أي أحد من البحث الجنائي يأتي حالاً هنا ".
أكمل الإجراءات بسؤال جواد الذي تنفس الصعداء فقد أدرك وجيه الكيدية بالفعل وتصرف بناء على هذا .. قرر ان يستمر معه على نفس وتيرة التحقيق العادية .. حتى انتهيا .. أمر جواد ان يخرج ينتظر خارج الغرفة ..
****************






التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:46 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:11 PM   #1524

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




في ذات الوقت**
"يبدو أنك تحمين العهد البائد سيدة فرسان ..ربما والدك له يد في هذا ".
مسدت ثوبها الطويل الذي خلعت عنه المئزر الدانتيل فظهر كثوب نهاري عادي يصلح للمناسبة .. ثم ابتسمت ببرود تحافظ عليه أمام هذا الرجل المستفز .. وبدأت مفندة :" سيدي المستشار .. أنا من حضرت لأمنح وطني أموال قد تم وضعها في حسابات تخصني ولم أفتحها .. هكذا ترى سيادتك أن أسماء من فتحوها المتواجدة بدفاتر البنك لا تمت لي بصلة .. بطاقات هوية وهمية .. وفي وقت كان أبي تحت التحفظ بأول الثورة ".
رن الهاتف الداخلي للمكتب فرفعه الرجل الأشيب .. أنصت قليلاً ونظرته لا تترك فرسان تقيد كل ما يرد داخل عينيها لدرجة شعرت أنه يخترق عقلها وسيعلم كم هي ترتعد خوفاً .. وضع الهاتف ثم سألها مباشرة :" ربما هي أموال تريدين بها استصدار حكم عفو عن أحد يهمك ؟!!".
ابتسمت بهدوء مستفز له :" منذ متى الأحكام ولها ثمن .. هكذا ميزان العدالة سيميل .. أنا هنا لأعلمكم عن أموال ليست لي .. ليس لي غرض غير هذا .. أما أحكام مشتراه فلسنا بحاجة إليها ".
اتسعت ابتسامته فصار وجهه مزدان ببهتان المناصب وصوته تكثف على كتفيها مشكلاً ضغطاً من ركام متساقط .. كان يشير للهاتف برمقة من زاوية عينه :"زوجك قد تم القبض عليه بتهمة حيازة وتجارة المخدرات ..حالة تلبس كاملة الدلائل .. لا تحتاج أي تأويل ولا تحمل أي شك ".
سددت نظرتها إليها :" سيدي .. الشرفاء لا يخطئون بحق أنفسهم.. وزوجي سيخرج منها لأن المقصود هو ما جئت أعرضه عليك .. لو كان هذا ما أريده كنت قدمت رشوة لن تتعدى عدة آلاف لأحد أمناء الشرطة فكان يبدل الأحراز .. لكن نحن لا نفعلها لأننا أبرياء وحقنا يكفله الله ".
ثم بادرته بسؤال تمنه من البداية .. :" سيدي لم ألحظ اندهاشكم لطلبي المقابلة العاجلة .. بالإضافة أنك لم تكن تعلم قصة زوجي .. من أين لك بمعرفة هذه الحسابات التي لم تذهلك من الأصل .. ولك الحق في عدم الحديث .. ولي الحق في المغادرة ".
تذكر تأكيد القيادات السياسية له على عدم جعل لها فرصة للفرار بهذه الحسابات ويجب أن تخرج من هنا ترتدي ثوب الأبطال حتى يتفادوا إزعاج إعلامي .. فهذه الحسابات ستدخل في نطاق تثبيت قواعد الولاية الجديدة .. غمغم بكلمات تعلمها المقصود :" أنه صديق مشترك قد قدم أعمال جليلة لنا .. لولاها كان التعامل سيكون بشكل آخر .. صدقيني ".
لا تتحمل العنجهية في الحوار .. وقفت بشكل مباغت .. صوتها هادئ هدوء الضياع الذي سيلحق به :" لا يهمني من هو .. لأن لا صديق مشترك لي يعلم سري .. وليس بيننا خائن ".
انتفض المستشار في مكانه .. خشيته على مكانته أشد وطء على نفسه .. فالصقور تحوم في كل مكان لتنال منصب أقل من هذا .. وقف خلف مكتبه .. راجياً :" تفضلي سيدة فرسان .. لماذا وقفتِ؟!!..ما زال بيننا عمل ".
صوتها البارد برود الثلج كان هو الرد الفعال .. فكل ما فيه جعله تعي أنها منتصرة .. فلم تجلس بل ظلت منتصبة القامة تحمل الكبرياء فوق هامتها .. مما اضره للوقوف مكانه :" التفويض لنا معاً ..أنا وعمرو .. لا يمكن لأحدنا التوقيع دون الآخر .. أظن براءتنا وعودته للحياة ولعمله ليست مهمة شاقة .. عليكم البحث عن الحقيقة وتقييد الجاني الحقيقي حتى تنالوا ما معنا من أموال .. لا أظنه طلب غير عادل لكم ولنا .. أنتم تريدون المال .. ونحن نريد حياتنا بشرف ".
مد يده تجاهها بالسلام حسب البرتوكولات والأعراف المهنية .. لم تكلف ذاتها أن تمد يدها للسلام العابر .. بل نظرت لكفه هاتفة بكل تهذيب تزين ثغرها ابتسامتها الجذابة :" لم أرد أن أضغط عليك لتبدل عقائدك ".
فهم أنها تقصد حرمة السلام التي يقتنعها جميع المنتسبون لهذا الطيف ..
ضم أصابعه لأسفل ثم همهم بجدية :" أظن خالك زاهر دحية كان ينشد حمايتك ممن تقولين أنهم ترصدوا زوجك .. أعتقد انه أحسن بإبلاغنا ".
انتفضت عيناها .. بينما لسانها كاد ينطلق باللعنات .. لكنها بلمحة أعادت السيطرة على مفرداتها :" سيدي انتظر تحرك لجلب الحقوق .. وكلما أسرعتم تنالون الحسابات .. حيث كما ذكرت لكم هرب عمرو منا في لندن .. لذا نحن في وضع صعب ".
ثم بكامل هيبتها :" معكم جميع هواتفي ".
رمت بكلماتها الهادئة ثم رفعت رأسها بكبرياء طبيعي فيها .. تخطت الغرفة الفسيحة الفاخرة بهدوء مصبوغ بالقوة يطغى على إنهاكها ..
***************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:47 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:12 PM   #1525

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



بعد نصف ساعة **
جالس على مقعد خشبي مهترئ يضع رأسه بين كفيه .. يتحسر على ما قد يحدث .. يخشى على زوجته .. اقترب هادر ومعه بعض المأكولات .. منحه الشطيرة أخذها منه متحدثاً بما حدث معه :" الحرز به نشا .. لقد أستدعى وجيه المباحث الجنائية لتفحص المادة وتكتب تقريرها هنا أمامه .. أكد على كيدية البلاغ .. لكني واثق أن الحرز تم تبديله هنا ".
هتف هادر بضيق :" ليتبدل أو يحترق .. المهم أنه أي شيء غير المواد المخدرة .. حتى تخرج من سراي النيابة ".
منصور حضر لتوه سلم عليهما ثم تحدث بما درسه في محضر الضبط :" آذن النيابة خرج بعد القبض عليك .. من فعلها يريد أن يهديك الخروج من هذه الورطة بأول جلسة .. هذا كله هو قرصة آذن موجهة لنا جميعاً ".
خرج اسم قبيح من بين ثنايا شفتي جواد :" هشام علوان ".
ثم أكمل :" بعلم ان اليوم زواج كوثر .. يعلم كل شيء لذا أراد الضغط على فرسان .. لا تدعوها تخالف ضميرها ".
هتف صوتها المقبل من بعيد هاتفة باسمه :" جواد ".
هيئتها المتلهفة يهرول خلفها أخيها وسنمار يحق بهما يجاوره باسم ..
سدد نظره تجاهها بينما خطواتها فوق حذاء بدون كعبين .. لم يترك تأثيره على طولها في هذا الثوب الخاص بالسهرة .. وقف قاطباً الجبين هاتفاً بضيق :" لماذا أنت هنا ؟!!.. مكانك هناك ".
اقتربت مانحة إياها كفيها بدعم معنوي ودفقات من حنان :" مكاني جوارك جواد .. سنخرج معاً بانتصار جديد .. ستعقد أنت عقد كوثر ".
نظر لساعة يده :"الوقت يمر .. ها نحن بالخامسة والنصف والعقد سيكون بالسابعة .. اتصلي على أمي فليكن خالي هو وكيلها ..أهم شيء ان نؤجل فرحتها مرة أخرى ".
الكل يدعم بكلمات بينما هو في قمة غضبه :" دائماً أنا أضعف حلقة في دفاعاتك فرسان ".
هتفت بصوتها الحازم :" بل أغلى شخص .. هشام هذا يفهم حقاً ..دائماً يعلم من أين يدلف للإنسان .. أدرك أني أحبك وأفديك بنفسي وليس بعدة مليارات ".
نظرته له جعلتها تتورد .. ابتسم سنمار معلقاً :" أغرب مكان للاعتراف بالحب .. لو قيل لي في الماضي ستعترف بالحب .. ما كنت صدقت القائل وربما أرديته قتيلاً برصاص مسدسي ".
ليهتف هادر :" حالتك كانت أغرب من أي شخص .. لكن الله رضي عنك بأسوار ".
يردد في عقله اسمها بخشوع العابدين .. فكله شوق إليها .. مجرد دقائق غياب تجعل التوق يؤثر في خلاياه ..
هتف رشاد بعدما أنصت لتحليل الجميع بما حدث فأدرك أن القضية كلها ورقة ضغط فارغة أو ربما صارت غير مجدية بتبديل الحرز كما أكد جواد :" هيا بنا جزء منا يغادر .. سأنتظر مع فرسان وجواد .. منصور يكفينا .. غادروا أنتم لتكون جدار دفاع للعائلة جميعها ".
اقتنع الجميع بهذا الرأي لكن هادر اعترض :" سأظل معكم .. لي صلاتي هنا حتى لا يتم التلاعب بأي شيء فيتم تأجيل خروجه ".
في مكان قريب كان أحد الضباط الموالين لرتبة لم تعد في العمل ولكن حلم الجميع أن يصير بغناه .. غير مدركين لدرك الشر الذي يخطو عليه .. يهاتف الشخص البارز يعلمه بمجريات الأمور فيجيبه الأخر مطالباً بالولاء وحقه :" أنت تعلم قدرك لدي .. آخر الإجراءات قدر الإمكان .. وسوف أعلن اسمك أمام القيادات العليا لأنك ضابط كفؤ ".
حلم النجاح ليس ضيق المساحة .. لكنه باتساعه قد يجعلنا نتمسك بالوهم .. ونتشبث بعكس قناعتنا ..
***************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:47 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:12 PM   #1526

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




بعد ثلاث ساعات**
الكل في حالة استنفار أعصاب .. بالخارج تجلس فرسان وأخيها في سيارته العالية .. وفي الداخل .. هادر باتصالاته ومنصور وطاهر الذي كان يتصل كل قليل عليهم .. والكل لديه اتصالات . فتكون الإجابة كنسخة موحدة .. إجراءات خروج لابد منها .. تنظر فرسان للساعة كل ثانية وقد عقدت داخل سيارتها شبكة اتصالات بالجميع حتى يطمئن الجميع ..
يهرول جواد بسرعة خارجاً من سراي النيابة حتى يلحق بالسيار ة حيث كانت تنتظره وسط حراسة قواتهم الخاصة .. لم يدركوا أن هناك قوى أخرى تتحرك لحمايتها .. فالمال كبير بحيث يجب حمايتها ..
دلف جواد أخيراً للسيارة وبالمقعد الخلف حيث كانت يداها تنتظره لتضمه .. اندفاع جسده الطبيعي إليها ينال من دفئها وتنال من دفء قلبه ..
كان بالمقاعد الأمامية رشاد وأحد السائقين .. هتف رشاد :" هيا بدل ملابسك حتى لا تعرف أختك ما حدث لك ".
دفعته فرسان للخلف قليلاً .. مدت يدها تساعده على تبديل ملابسه.. أصابعهما تختلط في فك أزرار قميصه .. بينما ضغط رشاد على زر جانبي ليسدل الستائر السوداء حتى لا يدركه أحد المتطفلين الذين أجاد في وضعهم خارج محيطهم .. التف جواد مستفسراً :" كم الساعة بالضبط .. فهاتفي عندما أعادوه لي بعد سحبه طوال اليوم وجدته فارغ من شحنته الكهربية ".
هتف رشاد بجدية :" السابعة والنصف .. لا أظننا سنلحق على عقد القران ".
هتفت به فرسان باعتراض :" لا .. لقد أعلمت عمتي نبراس بالتطورات .. وكوثر أصلاً بدون ان تعلم ما بك جواد رفضت أن يعقد القران .. قالت لا ولي لي سوى ابني وأخي ورجلي بعد أبي ".
نظرته تجمدت ببريق فخور بموقفها بينما التقطتها فرسان لتعلن وهي تمنحه قميصه الجديد :" نعم هي ابنة عاصم دحية .. امرأة بمائة رجل ".
ثم أعلمته :" لقد قضيت وقت الانتظار في شراء هذا الطاقم لك حتى لا تدخل بالملابس المجعدة عليها ".
بعد قليل كان يرتدي ملابسه ويمشط شعره ويضع عطره المفضل الذي لم يفتها شراء زجاجة جديدة منه .. يكاد عقله ينفجر من كل شيء .. لولا معرفته منها الخطوات التي فعلتها اليوم ما كان قد أطمئن عليها ..
" أفتح الستائر رشاد .. دعنا نرى بلادنا لأين وصلت ".
بضغطة الزر المعاكسة كانت جميع الستائر قد فتحت على الليل البهيم الذي لا يعلن عن حلكته في مدينة لا تنام أعين قاطنوها ..
مال عليها مداعباً :" كيف حال فارس ؟!!".
اتسعت عيناها بصدمة خجولة عاتبته بصوتها الناعم :" كنت أظنك ستسأل عني أولاً.. لكنك كأي رجل لا يهمك سوى ابنك ".
ابتسم وعيناه تجرى عليها بشغف ليأتيها دقة بيانه :" أنا أسأل عما يخفى عني .. ابني داخلك فلا أراه .. أما أمه فأراها أجمل امرأة في الكون .. أميرة دحية في هذا الثوب .. جميلة رغماً عنك أنت نفسك ".
امتدت أصابعه تسحب الشريط الحريري المتدلي من تحت صدر الثوب حتى نهاية أطرافه ثم يعقب بضياع داخل عينيها :" حبيبتي هذا الثوب رغم نعومته يتحسر كونك أنعم منه ".
سحبت الشريط الحريري من يده ثم مسدت بطنها المنتفخ هاتفة :" يا لك من مجامل .. أهذه هيئة امرأة جميلة .. وهذه الكرة تلتصق بي ".
ضحك بهدوء طبعه :" ما زلت كما أنت كليلة خطبتنا التي اعقبت العقد .. أتتذكرينها؟!".
ابتسامة خجولة جلبت لبشرتها التورد مضاعف فكانت الإشراق بحد ذاته .. داعبهما رشاد من حيث هو :" أرى أن أعصابكما ترتاح كلما أتت المشاكل .. تزدادان اقترباً وتمسك ببعضيكما .. أهذه جينات خاصة بكما أم جميع المتزوجين هكذا ؟!!".
ابتسم جواد هاتفاً بجدية :" ما رأيناه جعلنا نستهين بكل شيء .. وكذلك ستكون أنت .. فما شاهدنا وعشناه لم يجعل لهذه الأشياء طريق للقضاء على حبنا ".
بينما مسدت فرسان آذن زوجها بكلماتها :" هذا المعتوه هشام علوان نسي أن هناك لاعبون آخرون يجيدون نفس اللعبة .. أن كان ق أقحمنا للعبة لم تكن في الحسبان عليه أن يتحمل الخسارة ".
كلماتها صيغت بقدرة فائقة على الثبات تحمل التحدي والإصرار على القرار الذي اتخذته ..
********************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:48 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:12 PM   #1527

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



دلفت بسملة على ابنها الجالس خلف مكتبه المنزلي وأمامه ورقة فوقها قلمه الأسود القيم .. رأسه بين كفيه .. بدى عليه الهم الشديد ..هتافها أخرجه من وحدته العقلية :" ما بك وجيه ؟!!.. جوري تقول أنك لا تحادثها منذ حضرت .. حتى أنك نسيت النشا ".
نظرته الفارغة تتوجه إليها بكل غموض .. مما جعلها تسحب الورقة التي أمامه ظناً منها أنها تحمل خبر يفسر لها حالته الشاردة .. قبل ان تسأله عما تقرأه أمامها .. كان يهديها الجواب بصوته :" هذه استقالتي ".
فغرت فاهها وتيبست الدهشة في حدقتيها فلم تستطيع النطق سوى بهمسة متقطعة :" استـ.. قالة ".
مسدت راحتيه صفحة وجهه مجيباً بضيق شديد :" نعم .. لأني خالفت اليوم مقتضيات وظيفتي ..لأول مرة أشعر أني غير شريف ".
لم يمهلا الاعتراض هتف فيها :" أنت قاضية .. أحكمي علي بنفسك ".
حمل حقيبته ووضعها على سطح مكتبه وصار يفرغ ما بها بيده هاتفاً :" هذا باقي النشا ". ووضعها على جانب الحقيبة .. ثم أخرج باقي الأكياس البيضاء أيضاً ليضعها بأصابعه على الجهة الخرى هاتفاً :" وهذه مخدرات .. هيروين ".
الجملة وحدها جعلت أمهم تتكالب داخلها اللهفة في التميز الممزوجة مع الخوف .. فوضعت كفيها حول النشا تاركة استقالته تسقط أرضاً.. هاتفة :" هل أنت مجنون لتجلب هذه الأشياء جوار طعام ابنتك ".
ثم انتبهت لكونه .. قد يكون قد أختلط عليه الأمر .. هاتفة فيه بأمر مباشر :" أمنحني كيس وجيه .. هات كيس .. بسرعة ".
لم يفهم لهفتها حقاً ولكنه قرر تنفيذ ما تريده منه .. وقف مكانه ثم تحرك للخارج حيث المطبخ .. لمحة زمنية ثم يعود ولم يدرك عينا صغيرته التي التقطت حركته فدلفت خلف خطواته تهتف جامعة كفيها :" أبي .. كم أحبك .. كل هذه الكمية من النشا .. سنقوم بطهو المهلبية جدتي ".
وقبل أن تضع أصابعها عليها كان يخطفها من الأرض حتى ذراعيه بخوف عليها .. وكأن مجرد لمسها للأكياس سيضرها :"لا .. هذا النشا فاسد .. سوف أبتاع لك غيره ".
جمعت أمه جميع الأكياس الصغيرة داخل الكيس الكبير وخرجت بهم دقائق بينما أصيبت الصغيرة بالهلع من خطف أبيها لجسدها .. وربته عليها بطريقة تشعرها بالخوف ..
ظل يربت عليها وهي تتعلق بعنقه .. تستفسر بأسئلة لانهاية لها :"أبي .. كيف فسدت النشا .. أين تذهب بها جدتي ".
بعد نصف ساعة كاملة **
عادت بسملة حيث ابنها على جلسته يحمل صغيرته التي تتحدث وتريد الذهاب لكنه لا يتركها .. حادثته :" انتهينا وجيه .. أترك جوري .. أترك الزوبعة ".
قبل طفلته فاتحاً ذراعيه لها حتى تغادره .. فعلت وخرجت تقفز .. ولم يفتها الطقس المعتاد غلق الباب على أبيها وجدتها ..
نظر لأمه التي تأكدت بنفسها ان كل شيء في وضعه .. همست :" لقد قصصت الأكياس في حوض الحمام ثم فتحت الصنبور عليها حتى ذهب كله في البالوعة وجمعت بقايا الأكياس النظيفة في كيس ورميت بها في القمامة الكبيرة في المطبخ ..". لم تذكر له أنها دفعت بها تحت القمامة .. خوفاً على صغيرتهم من العبث .. فهي كقطة فضولية ..
جلست أمام ابنها مرة اخرى :" لا أفهم من كل هذا اللغط شيئاً ".
أجابها بهدوء يصل للبرود :" ماذا تريد يا أمي .. الم أقل لك خالفت مقتضيات وظيفتي .. خالفت مبادئي وشرفي ".
غمغمت بكلمات مهدئة بالنسبة له ولكنها لم تهدئ من وضعه :" أحياناً.. تكون المخالفة هي الحق الذي تؤمن به عندما تتفق مع روح القانون .. الشرف هو اتباع ما تقتنع به .. روح القانون أهم من قوانينه وجيه ".
تنهد بضيق هاتفاً:" أمي .. هل تشعرين شعور من يخالف مبادئه ؟!!.. لا أظن فأنت لم تفعلينها حتماً ".
ابتسمت ثم أجابته :" دعني أحطم الصورة المثالية .. في قصة كوثر عاصم دحية .. عندما كنت معتقدة أن فرسان راشد هي من أرسلت لإدارة المدرسة شكوى كيدية .. سكبت كوب الشاي أو القهوة على الشكوى كأنها لم تكن ".
قهقهة وجيه برجولية وهو يضع ساقاً فوق الأخرى بمرح زائد .. مريح :" يبدو ان عائلة دحية خلفنا .. والقهوة فعالة في كل الحالات ".
ابتسمت لأنها جعلته يصل لهذه الدرجة من الراحة .. ثم انصتت له وهو يقص عليها ما حدث .. حتى انتهى..
سألته مباشرة :" هل فعلت هذا لأن جواد وزوجته على صلة قربى أو معرفة بنا ؟!!".
حرك رأسه رفضاً :" لا أمي .. لكني شعرت ان هناك خيوط خفية خلف الزج به للنيل من الحسابات التي نعلمها أنا وأنت .. لكن راشد كان أذكى من الجميع ".
هتفت به :" لقد فعلت الصواب وجيه .. وكما ذكر جواد هشام علوان لا يهمه سوى نفسه .. وأوافقك على الاستقالة .. يمكنك العمل كمحام الطابق الأرضي فارغ حوله لمكتب وأجعل زوجتك تفتح عيادتها مرة أخرى .. لتكونا قرب جوري .. لكن في هذه الأيام الاستقالة لن تكون خطوة صحيحة .. أنتظر عدة أيام فقط لترى مردود الإفراج عن جواد من سراي النيابة .. سيتضح مع الوقت .. من خلفها وما مقصده ..أما الاستقالة ..أنا أيضاً أفكر بها فهناك تعينات جديدة وترقية قضاة كل هدفهم رؤية سياسية معينة ،وأنا لا أحب أن أكون تحت ضغط السياسة .. لذا سأقدم طلب معاش مبكر ظل لي خمس أعوام بالخدمة .. سأكون سعيدة وأنا أقضيهم مع جوري ".
سألها بجدية :" هل تظنين أن فرسان قادرة على إعادة حق عمرو .. وإعادته لنا .. كنا أصدقاء .. بل أخوة أكثر من أخوته الحقيقيين .. ما زلت أذكر الأيام الصعبة التي غضبت فيها عليه بعد اتهامه .. عندما تم إيقافي عن العمل حتى تنتهي قضيته ".
لملمت أطراف روبها الحريري الثقيل على قميصها القطني الطويل :" نعم .. أرادوا من الجميع الابتعاد عنه حتى لا يظل جواره أحد .. صدقناهم وابتعدنا .. كانت هذه أكبر أخطائنا .. دعنا نحمي من يحمي لحمنا وجيه .. فرسان محترمة . سبحت ضد التيار حتى وصلت لنا .. لو كانت سبحت مع التيار .. كانت نالت كل ما تريده ".
ليعلمها ما خفي عنها بالفعل :" أتذكرين الرجل الذي جاء هنا ".
أجابته بهدوء من يعلم :" أتقصد الأستاذ أبراهيم السيد الموظف بالأحوال المدنية .. نعم ..أذكره وأعرف أنك تبحث خلفه .. لأني لمحت كذبة داخل عينيك يومها ".
ابتسم وهو يميل للأمام فيمسك كفيها بين أصابعه هاتفاً :" نعم .. منحني مفتاح ورقم ملف .. أخذت الملف ووجدت داخله هاتف وفلاشة صغيرة .. كان يحفر داخل الغلاف ويضع الذاكرة والهاتف كان خلف الدرج .. المهم كان الهاتف هاتف مندور الويجي .. وهذا الرجل قاتل وهو من صور مقتل أبي وعدة رجال ليحمي نفسه .. الآن لدينا ملف كبير يحتوي الكثير من عدة جهات .. سوف ننال حق كل من ضاع بعد أيام قليلة ".
هزت كفيها داخل كفيه .. تنهدت براحة :" أعلم ابني جيداً .. لن تترك الحق يبحث له عن مخرج وتغادر .. انتظر حتى تنتهي هذه القضية ..أجلب حق محمود الوكيل وعمرو نوار .. وحق كل شخص أذوه الفاسدين".
مال على يديها يقبلهما .. فهي دائماً تقف جواره وتناقشه لتنزع من داخل قلبه شذرات الإحباط .. وتمنحه سيف العدالة لامع النصل ليحارب به من جديد ..
طرقة صغيرة على باب الغرفة أعقبها فتح الباب بهدوء .. نظر للباب ليجد صغيرته تبتسم وترمي تجاهه بقبلة .. لم يعرف سببها .. أطلت زوجته من فوق القصيرة :" هي تلقي لك قبلة هدية يا بابا لأنك أبتعت لها النشا .. لصنع المهلبية وقد صنعتها لها ".
وقف وجيه في مكانه متعرق فاقد الشعور .. يسدد لامه النظرات الحادة ولكنها أكدت لها :" لقد جمعتها كلها ".
تنهدت زوجته بهدوء.. أمره طفلتها :" أذهبي تناولي طبقك كما تحبينه ساخناً ".
ثم عادت تنظر إليهما :" عدت من العمل ،ووجدتها تبكي لأنها تريد ما تحبه .. تذكرت أن أمي كانت قد ابتاعت لي من قبل نشا وقد وضعتها في المجمد .. أخرجتها وصنعت لها ما تريد .. وقلت لها أنك ابتعتها وأرسلتها معي حتى تصالحك بعد ان كانت تقسم أنها ستخاصمك أسبوعاً كاملاً ".
انفرجت أسارير وجهيهما .. مما جعل زوجته تهمس باستفسار :" ماذا يحدث هنا ؟!!.. ولم أصفر وجهك لهذه الدرجة ؟!!.. حتى جوري تحكي لي قصة غريبة لم أصدقها .. نشا فاسدة وأشياء هكذا ".
هتفت أمه لتواري الموقف :" نعم كنتي .. ابتاع نشا ولكني وجدت فيها حشرة .. لن نتهاون مع البائع .. لذا رميتها جميعاً وخاف على جوري أكيد ".
ثم نهضت :" حسناً .. دعوني أغادر المكان .. فقد قارب موعد نومي وفي الغد لدي عمل ".
تقدمت لتقبل ابنها ثم زوجته .. تغادر مكانها.. تاركة حرب ضروس على وشك الاندلاع بين ابنها وزوجته .. لكن وجيه له طريقته .. تقدم من زوجته هامساً :"ليس الآن حبيبتي .. رجاء .. انهي كل شيء وأقص عليكِ ".
تعرفه جيداً طالما وعدها .. لن تغالي فعليها الصبر .. أحاطت ظهره بذراعها هامسة :" تعال وجيه .. تناول طبق من الحلوى .. قبل ان تنهي عليها الزوبعة ".
خرجا متجاورين يتلحفا بحبهما .. الحب نقطة شديدة النقاء بين العاشقين .. طالما تحليا بالعقل ..

********************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:48 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:13 PM   #1528

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



سطح المنزل مميز الترتيب .. ترتيب يدل على الرقة والرقي ..قد أبدعت فتيات دحية في جعل هذا المكان هو ساحة للجمال ..
ورود زينت السور المحيط وعلى الجانب وضعن كنبة من المخمل الوردي جعلن النساء يحملنها لأعلى .. مع سجادة حمراء لقد صنعن بأنفسهن مكان للعرس .. عكس روحه الجديدة .. منذ أمس بالحنة .. قد خططن وأجادت فرسان تنفيذ كل ملاحظتهن .. جلست كوثر تفرك كفيها داخل قفازين من الدانتيل الفاخر تماشى مع ثوبها الطويل .. لم تضع طرحة من التل فوق شعرها أكتفت بطوق من الياسمين طوقت به شمس شعرها المرفوع في تسريحة جميلة .. جادة .. ناعمة تلائمها تماماً ..
جوارها وسيم فكان عنوان للوسامة .. تهز ساقها بعصبية مفرطة تهتف به :" ما الساعة الآن وسيم ؟!!".
نظر إليها مختنقاً من القلق والتوتر الذي يلم بها .. مجيباً عليها للمرة المائة :" مرت دقيقة واحدة منذ أخر مرة سألتيني فيها كوثر.. التاسعة والنصف ".
حدقت فيه بخزي ثم تحدثت بما تشعر به :" هل أنا جالبة لسوء الحظ لهذه الدرجة .. كلما حددنا موعد يحدث شيء يؤجله .. لكن اليوم شيء جديد .. خانق فجواد لم يكن يتأخر إلا لشيء كبير .. ماذا تراه قد حدث له ؟!!".
لم ينطق ويبوح لها بما عاناه هذا اليوم .. ولا يظنه بقادر على مفاتحتها بالأمر .. فمجموعات الفيس بوك لا سيرة لديهم إلا المحامي الشاب قد تورط وتم القبض عليه .. وغيرهم زاد ليصدر أن النيابة قد أمرت بحبسه 45 يوماً على ذمة التحقيق وهناك مجموعات أخرى تضع شيك أصدرته فرسان لدار الرعاية والكل يربط كل شيء بكل شيء ..
ابتسم مجيباً ف النهاية :" كوثر .. انظري لي .. الغائب حجته معه .. لا تظلي توترين الجميع حتى لا يظن الناس أنك مرغمة على الزواج مني ".
حدقت به لتجده يمازحها حتى تخرج من تلك الحالة عندما ازدان صغره بابتسامة ساحرة :" هل يهمنا أحد .. لا .. نتأخر كما نريد .. نحن في انتظار أخيكِ حتى الغد .. ربما تعطل في الحركة المرورية ".
هتفت بضيق :" لا .. قلبي يحدثني أن جواد به شيئاً .. هناك شيء حدث معه جعل فرسان تغيب من قبل الخامسة .. كانت معنا ثم فجأة اختفت .. كيف تفعل كل هذا الجمال وتختفي إلا إذا كان هناك شيء كبير حدث لها أو لجواد .. كل أفراد عائلتها هنا .. رجال عائلتي كلهم في السرادق الذي تم إقامته في الشارع ".
عقب وهو يمنع كفه من الوصول لكفها فمثل هذه الأشياء الحميمية هي قمة السوء في الشارع الشعبي :" أراك فخورة كوثر .. أخشى ان تقولي لم تعد تصلح لي ".
اغتصبت رغماً عنها ابتسامة شديدة الحياء :" لا تمزح وسيم معي .. أنا ما زلت أنا لم أتغير ".
فخم صوته :" لا .. صرت مدير تنفيذي مشروع النبراس ".
دلف خالها سليم على أطراف الدرج .. توجه لكوثر:" كوثر حبيبتي .. الرجل لديه عقود أخرى .. يريد الانصراف .. ".
رفعت عينا مختنقة بعبرة ثم صدح صوتها بينما تجاهد تلك الدمعة أن لا تغادر جفنيها :" فليغادر خالي .. لن يعقد لي غير جواد ".
صوته هتف من الخلف :" سيعقد كوثر ".
مالت للجانب لتدرك صورته خلف خالها .. بهيئة رائعة وجواره زوجته ترتدي ثوباً رائعاً ذو ذوق عالي .. تنورته الحريرية تحرك جوانبه الدانتيل
كلما خطت للأمام .. وقفت كوثر مكانها ثم خطت للأمام تطمئن قلبها عليه .. هامسة بصوت مترجي :" جواد ".
اقتربت منه تمسد وجهه بين كفيها .. مال عليها وأدخها في حصن صدره .. مغمغماً :" سعادتي لا توصف أنك عروس .. وقد شاهدتك بالأبيض أخيراً ".
كلماته تنم عن سعادة .. ابعدها قليلاً عنه ثم علق :" يليق بك الفرح وثوبه ابنته عاصم ".
مالت فرسان عليها تعانقها في مباركة وصوتها يبرر :" الطريق كانت صعبة .. ولكننا حضرنا أخيراً ".
تحدث من خلف العروس صوت العريس المتلهف على الاستقرار :" سنعرف فيما بعد سر الغياب .. هيا عمي جواد أعقد لنا ".
ضج السطح بأصوات النساء المشاركات في المرح .. انطلقت زغرودة طويلة .. تحرك جواد جاذباً معه شق روحه لتجلس بالقرب من مجلس كوثر على الكنبة الوثيرة .. ثم تحرك متجهاً يشير لوسيم أن يهبط معه مرة أخرى للطابق الرابع حيث شقتهم ففيها العقد يتحدث بصيغة مرحة وكأنه بلا هموم :" هيا ابني حتى أزوجك ابنتنا .. وإياك أن تغضبها يوماً .. وإلا سترى مني وجه آخر ".
ما ان انشغل عن زوجته بالهبوط حتى انتقلت بنات العائلة نحو فرسان .. في عين كل منهم سؤال إجابته الصمت المبتسم الواثق في عيون فرسان .. عقدت جسور أصابعها في قبضة وقفزت لأعلى وكأن هناك نصر محقق .. بينما أسوار تريد فعلاً الحصول على النتائج .. هتفت فرسان :" أظن كل واحدة منكم علمت كل شيء من زوجها .. دعونا اليوم نسعد .. هيا نرقص قبل صعود العريس ".
انتقلت لتجلس جوار كوثر .. فيما بدأت الفتيات كل منهن تتمايل بطريقتها مع الموسيقى الصادحة فقط لتسعد قلب قريبتهم ..
بعد قليل صعدت نبراس تزغرد بصوتها القوي كإعلان للجميع عن عقد القران .. تقدمت نحو طفلتها تغمرها السعادة وتبلل جفنيها دموع الفرح .. تجمدت أمامها حتى عانقتها أخيراً مهنئة بلا كلمات .. فلا كلمة تصف ما فيه من سعادة ..
ثم مالت على فرسان تربت على ظهرها .. فلم تكن سعادتها كاملة إلا بسببها هي .. فبنظرها هي أفضل امرأة في الكون ..
صعد جواد ومعه وسيم الذي تسلم يد عروسه من أخيها ثم جلس جوارها .. وسط قبلات ومباركات النساء لها مكتفيات بإلقاء التهنئة عليه .. زغاريد .. جلس جواد بجوار زوجته يحاثها بتوق كعادته .. وتميل عليه بغنجها الراقي .
تحرك شبح سليم بالخلف وبجواره هناء زوجته .. تتقدم بخزي غير مسبوق فمنذ غادرت ابنتها لم تحاول التعرض لأحد .. كأنما أغلقت عليها بابها تكفي الجميع من شر نفسها وتمنع عن نفسها شر الأنفس .. تتردد في مد يدها لكوثر وكأنما تضن عليها بسعادة لم تكن لابنتها ..
تقدم سليم بثقة خال يحمل سعادة وتمنى أن تنجح في حياتها .. دفع بعدها زوجته أمامه بلطف وكأنما يطالبها بالواجب الذي اختارت هي ان تقدمه .. عندما علمت أن الزواج سيكون هنا في المبني وأنها ما زالت لم ترحب بعودة جواد زوجته سألت زوجها بالأمس :" هل تغيبي سيكون له أثر سيئ.. هل ستعاتبني نبراس على هذا".
ليجيبها باستنكار حقيقي :" هل تهتمين حقاً بنبراس ؟!!.. أنا لم أطالبك حتى بالمباركة .. لأني لم أعتاد منك أن تحتاجي توجيه مني أو حتى طلب .. أنت تبدلتِ هناء ،وأنا كذلك ".
تنهدت ببطء دامي قاسي على قلبها ليتها تنزع هذا النازف داخلها بأمومتها الحسيرة لتعود كما كانت .. ولكن كيف .. حتى الحقد والغل يثقل الروح .. فجأة ابتعد عنها الجميع .. حتى زميلاتها اللواتي كن يمددن لها يد المساعدة في أي شيء .. حتى الأكلات عندما تتعب .. كن يضعن لها مائدة كاملة في حقيبة بلاستيكية تكفي عائلتها .. تحن لتلك الأيام الشفوقة .. لا حياة كاملة بلا رحمة .. أين ذهبت الرحمة في حياتها .
عادت تنصت لشريك عمرها الذي لأول مرة تدرك كم كبر .. لقد ملأ الشيب رأسه وكأن هناك عاصفة ثلجية غطته بغتة ..
: نعم هناء لقد تبدلنا .. تباعدنا .. فقط لن طفلتنا اختارت حياة أخرى .. لم يعد في مقدوري الصمود في هذه الوحدة .. قد قررت النسيان .. نعم سأعتبرها ماتت من هذه اللحظة .. لأنها لن تعود .. رمت نفسها في تيار نازف سيستهلكها ويستهلكنا معها .. ولن أجبرك على البقاء معي .. لكن من هذه اللحظة يسر ماتت بدون شهادة وفاة ".
تحركت قدماه يهم بالمغادرة لكنها ولوهلة أرادت ان تستعيد ذاتها الرحيمة .. أمسكت أصابعها بمرفقه هامسة بصوت يحمل الخزي :" سليم ".
نظر إليها من فوق كتفه التي لم تستدير لتواجهها منتظراً ان تحي عمره .. بالفعل فعلتها عندما أعلنت بخجل مصبوغ بالذل :" أذهب اليوم مع الرجال وأنا سوف أكون معك غداً بعقد القران ".
نفخ جميع أحلامها بالمصالحة مع زفرته الحارقة ..لتهتف بحدة :" هذا هو كل ما أستطيع .. صدقني ..أريد عودتي للناس فالجميع قد نبذني .. فلا تفعلها أنت أيضاً".
استدار مواجهاً إياها :" يا هناء .. أسمعيني جيداً .. لأن هذا آخر ما سأتحدث في هذا الموضوع .. ليتها اختارتنا .. ليتها تمسكت بنا وبكيت من أجلنا .. ما كنت تركتها أبداً.. لا تتخيلين وأنا ساقط على الأرض مقطوع الأنفاس بعد جري خلفها .. نظرت لعيني .. لم تتأثر .. لم تشفق .. لم تهتز من أجلي .. هذا ما كسرني .. أفقدني نفسي .. لكن عندما امتدت يد لي لأخرج من عزلتي فعلت .. فعلت لأن هناك أيام ما زلنا نعيشها .. أيام لابد لنا من زراعة الأمل في من حولنا .. زراعة القيم التي فشلت في زراعتها في ابنتي .. ليتها تهتم بك مثلما تفعلين .. لا تتركي اليد التي تمتد لك وإلا ستخسرين نفسك أكثر ".
نظر لها .. مانحاً إياها المجال للتفكير واتخاذ القرار .. أغلق باب الشقة وجعلها وحدها لتعي ما تريده .. أقدام فوق السطح تتحرك بعمل .. تذكرت يوم ولادة يسر كانت نبراس معها حتى أتمت يسر الشهر كانت نبراس تخدمها .. أكثر من أخت .. عندما كانت تحكي لزميلاتها عن نبراس ومواقفها معها .. كن ينصحنها إلا تعلم أحد حتى لا يبدل الله عليها .. فمثل هذه السيدة لا يوجد في هذا الزمان .. وذكرت كل منهن معاناتها من عائلة الزوج .. وعندما علمت إحداهن أنهما تقطنان نفس المنزل هتفت :" سم الله يا هناء .. عمة ابني ضربته بالخف على وجهه .. لا تتحدثي عن هذه السيدة .. بارك الله لكما في هذه الحياة ".
سقطت هناء على الأرض تبكي بنواح مكتوم بين أصابعها .. تبكي عشرة العمر .. تبكي وحدتها .. وابنتها حتى عندما ملكت مال وهي أعلم بما لديها فالحساب البنكي تضخم فجأة .. ثم بعد يوم واحد اختفى كل المال الذي تم وضعه .. سألت في البنك لتعلم أن هناك تحويل من الحساب هي من أرسلته عبر الميل الخاص بالبنك وكان به الكود السري للعميل ..
وضعت يدها على قلبها تنوح وتنشج بلوعة الاستغلال الذي قامت به يسر .. استغلت أمومتها في كل شيء .. كل شيء كانت تهدف أن يكون دفعة لها للأمام .. عادت تلطمها به فلم تنجح سوى بتربية استغلالية .. لا تريد المنح ولكنها تأخذ فقط ..
لن نموت من أجل استعادة أولادنا الذين تغيروا .. لن نموت من أجل أحلام لم تتحقق .. هي اختارت ،وأنا كذلك .. .. هتفت بصوت سمعته آذنيها بإصرار التنفيذ .. بعد صراع التفكير واللوم الداخلي :" سأختار حياتي هنا مع زوجي وأهلي .. وهي لو تريدنا ستعلم أين نكون ".
اسندت نفسها على كفيها حتى استطاعت الوقوف على قدميها .. ذهبت لهاتفها ترسل لها رسالتها الأخيرة .. لن أبلغك ما يحدث مرة أخرى بالشارع .. حتى تعودي لحضن أمك ".
أرسلتها بلمحة وجدت الرد قهقهة طويلة وإجابة جافية القلب .. مقطوعة الأنساب :" هل تظنين أني لا أعرف ما يدور .. شمس وتيمور بينهما علاقة آثمة .. وخالد يريد الزواج من الكافرة مريم .. ولديكم الآن حنة العاهرة كوثر .. لكني سأنتقم من كل واحد أستخف بوجودي حتى أنت .. كم أكرهكم .. كفرة ".
هتفت بضيق وكانت اصابعا تترجم الغضب لأحرف :" أنا .. بعد كل ما فعلته من أجلك .. أنا كافرة لماذا؟!! .. وأبيك الذي لم يطعمنا من حرام كفرتيه هو الآخر .. نحن لا نترك لله فرضاً .. لا نحن لسنا الكافرين ..أنت الكافرة .. الجاحدة لنعم الله عليك .. العاقة لوالديك ".
أرسلتها لتجد أن هذا الحساب تم حظره بعد وصول الرسالة بجزء من الثانية .. وضعت أصابعها بين أسنانها تعضها ندماً .. تحظرين المحادثة بيننا .. أيتها العاقة .. نظرت للهاتف كأنها أغلقت الباب في وجهها .. حزينة .. كسيرة النفس .. لذا قررت نسيان هذا الفصل من حياتها كلياً .. ليس نسيان طفلتها ولكنها ستتعايش حتى تعود ابنتها لصوابها .. هي على يقين أنها علي صلة بالصغار الذين هشموا سيارة فرسان يوم وصولها .. كل هؤلاء الصبية أقرباء زميلاتها وأصدقائهم .. لقد عرفت عدة وجوه منهم .. لذا لن تشارك في أي تحريض أو جريمة .. خاصة مع فرسان .. لم تكن مخطئة بل ابنتها هي المخطئة . حاولت أن تقف على قدميها .. لكنها كانت مستنزفة كليا .. نامت مكانها ..
اليوم يوم آخر.. نعم هذا ما أيقنت به وهي تخطو بجوار زوجها لتجد من نبراس حسب طبيعتها السمحة قلب شفوق .. يجنح بالسلام حاملاً غصن زيتون وحمائم بيضاء صافية حطت على وجنتيها في صورة قبلات لطيفة حميمية وعناق مفتقد الاقتراب .. راحة نفسية عمتها في هذا اللقاء .. تبعت فرسان حماتها في الترحيب بهناء مدركة الوقت العصيب الذي مر بينهما .. لكن لو تمسكنا بالاغتراب .. لن نجد حياة بيننا .. كانت هذه طريقة فرسان في التفكير .. عندما جذبها جواد هتفت به ":" هيا أذهب للرجال أن لم تكن ستمد يدك إليها .. هناك ضريبة ندفعها للقربى ".
حتى اقتربت من كوثر التي مال عليها خالها يحتضن الشوق لأبيها فيها :" مبارك كوثر .. لو كان عاصم هنا كان رقص لك .. كان يحبك ويخاف عليك كثيراً".
لمعت عينيها ببريق شديد اللهفة .. ذكرى أبيها لم تغادرها هذه الأيام ..
ثم مالت على هناء تعانقها هاتفة داخل حضنها :" آسفة هناك .. لم أكن أعلم ".
ربتت هناء على كتف كوثر مهمهة :" لا أحد كان يعلم كوثر .. فقط الله عالم الغيب وما تخفيه الأنفس ".
عادت للخلف .. تحاول كسر الحاجز الذي ما زالت بقاياه تقيدها .. امتدت يد نسائية تجاهها تأخذها لتجلس وقف جواد ماداً يده تجاهها بالسلام .. بعد توجيه من زوجته بضرورة القبول ليقبلهم الناس .. هي ضريبة القربى .. بينما جواد يتحرك برشاقة جسده .. مهللاً لكوثر من البعد :" مبارك كوثر ".
ثم أمر الجميع بخفة روح انتصرت اليوم :" هيا كوثر ننزل في السرادق بالشارع .. هناك سنرقص جميعنا .. سنمار جلب عصي بسيارته ".
انطلقت روح خالها مؤيداً :" نعم .. هيا سوف أرقص لك بنفسي ".
ابتسم لها وسيم مشجعاً لتقف بعد أن وقف ماداً لها يده .. أخذتها ووقفت لتبدأ رحلة جديدة من فصول حياتها ..
***************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:49 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:14 PM   #1529

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



في السرادق **
مالت جسور على هادر تحدثه :" المليجي قد أرسل رسالة مع ابنه أمس عندما كان في زيارته.. يطالب برؤية أسوار ".
ارتفعت عينا هادر باتساع الصدمة ليتأكد مما تقوله .. لتؤكد له الخبر :" لقد ذهبت إليه اليوم صباحاً .. وجدته يتحدث عن ابنة هشام علوان .. وقص علي قصة منيرة وكيف أخذت بدرية عندها .. راعتها حتى وضعت الطفلة وبعدها اختفت تاركة لها الطفلة ".
هتف بصوت منخفض مقترباً من آذنها حتى لا يلتقط أحد كلماتهما خلال الزحام :" هل يعلم كل هذا .. هل يعلم أين هي ؟!.. أقصد الأم وابنتها ؟!!".
علقت عليه وهي ترفع رأسها تجاه آذنه غ همس أكبر :" نعم هي ذاتها الطفلة شفاء في الدار .. لقد وضعتها أخت منيرة في الدار حيث أمرها المليجي .. كان ينفق على الطفلة ويمنح منيرة راتب شهري .. حتى تظل الطفلة تحت رعايته .. وحجته قلبه الطيب .. الآن يريد أسوار حتى يمنحها مكان الأم .. ولن يقوله إلا لأسوار ".
كانت نظرات هادر تتجه نحو سنمار الواقف هناك كأسد جسور يحمل طفله بيد ويضع زوجته خلفه.. حتى لا يضايقها أحد :" هل هذا الرجل سيقبل؟!!.. مجرد قبول أن تذهب زوجته لأحد الرجال الذين كانوا يعترفون بحبها .. أنسي ".
انتفضت واقفة مكانها بهديرها الدائم :" الزوج سنوار يجب ان يدفعا ضريبة العائلة .. ضريبة القربى كما كانت فرسان تقول لجواد فوق السطح ".
حاول أن يقبض على يدها ولكنها كانت تضم كفها أكثر لتفلت من قبضته .. تتحرك بسرعة داخل ثوبها الطويل بدون أكمام بلون الكشمير المحبوك على جسدها بطريقة تمكنها من السير براحة .. عنقه الدائرية تتحلى بسلسال طويل ينتهي بحلقتين متداخلتين تتدليان منهما بعض السلاسل الغير ثابتة وشعرها المجعد القصير يتأرجح حول آذنيها كأجراس متناغمة ..
وصلت حيث سنمار فابتسمت له ابتسامة مرحة تختبره بها فأمسك يد الغالي يجعله يلوح لها .. تجاوزته لتصل خلفه حيث أختها .. وقفت جوارها لتميل عليها بغتة .. تقص عليها ما ريده منها :" هكذا سوف أصل لبدرية بدون تعب قد يستغرق أشهر ".
لتجد من أسوار إشارة بيدها لتنتظر .. ثم مسدت كتف زوجها فنظر إليها بلهفة ملبياً .. مال للأمام لتصل كلماتها لأذنه .. عقد حاجبيه حتى انتهت فبادر جسور بابتسامة جذابة ثم أشار بسبابته لعينيه واحدة تلو الأخرى .. فمدت أسوار أصابعها تمسد كتفه ثم ارتفعت على أطراف حذائها العالي لتقبل خد الغالي المتعلق بذراع أبيه .. ثم هبطت فمال عليها زوجها يهديها كلمات لم تصل لعينا جسور ولكنها أدركت لذتها من بشرة أسوار التي تلونت بالحمرة كثمرة شمندر طازجة ..
وقف أسوار جوار أختها لتحك رأسها باتفاق ثم تجيبها على طلبها :" في الغد قبل مغادرتنا للبلدة .. سوف نمر عليه .. سأكون هناك لأعرف ماذا يريد وأين أم ابنة هشام علوان .. هل يعلم أسمها؟!! .. شفاء .. أم لا .. حتى لا أخطئ وأمنحه معلومة ".
حركت جسور رأسها باندهاش ثم أشارت بأصابعها نحو أختها لتميل عليها فسألتها :" ماذا قال لك سنمار وجعل وجهك يحمر هكذا ؟!!.. وكيف قلمت له أظافره ؟!!.. لقد تغير كلياً ".
قفزت أسوار فوق الكلمات لتجيب على السؤال الأخير :" هذه شخصيته الحقيقية .. يكره الكذب والخداع لذا دائماً أتحدث معه مباشرة .. فيلبي ما أريده.. طالما في نطاق المعقول ".
لتجد سؤال جسور الأول يلوح في عينيها .. فلم تجب لتتذكر كلمات فرسان الأولى منذ بداية الزفاف :" ألم تقل لنا فرسان ذات ليلة في الدوار .. ما سيحدث بعد هذه الليلة سيكون سر .. ألا يكفينا فضح في الأسرار .. هذا سري وزوجي فلا تدفعي فضولك لأبعد من هذا ".
رفعت جسور نفسها على أطراف أصابعها .. فرغم أنها ترتدي حذاء بكعب عالي جداً إلا أنها ما زالت أقصر أخوتها ..مدت شفتيها لتقبل أختها ثم تقول :" الفضول فقط كما قلتِ .. لن أشغل عقلي بأكثر من هذا ".
أشارت نحو هادر الذي كان يشير إليها لتأتي .. تحركت بلهفة مانحة إياه ابتسامة يدركها جيداً.. فتح يمينه لتلتصق به همست :" لقد تم .. ستذهب غداً معنا قبل المغادرة للبلدة ".
********************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:49 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 08:15 PM   #1530

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




في صباح اليوم التالي **
" ماذا فعلتِ يا شيطانة ؟!!".
انتفضت يسر ونظرت للرجل القاسي من خلف شاشة الحاسوب المحمول . ثم وقفت تصح بصوتها الخسيس :" لم أفعل شيئاً شيخ صفوت .. أنه تيمور من فعلها وأبلغ عن الجميع ..أنا هنا أقوم بأعمال يحتاجها الشيخ الجليل حتى أسأ الحاج زاهر ".
هتف بصخب :" هل تظنين أني سوف أنتظر رد أداً فيك ".
ثم نادى رجلين من خلفه :" قيدوها وأجلبوها لي هيا ".
سحبها الرجلين .. كأنما يقودها للإعدام .. وهي تكاد تجلس على الأرض .. لا تعرف كيف الفكاك .. رفعوها بالسيارة من الخلف فان هناك آخرون أهالوا على عينيها كيس أسود عطن الرائحة .. تشعر بالسيارة تتحرك بها .. لم يفتها الصراخ ولكن صوتها حبيس لا يخرج كيف هذا وفمها مقيد بشريط لاصق كما يديها مقيدة من الخلف بشريط مشابه ..

**********

انتهى الفصل...
قراءة شيقة للجميع...
دمتم بحفظ الله...




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 04-11-19 الساعة 01:50 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.