آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          583 - دور القدر - باتريسيا ويلسون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-19, 12:52 PM   #1561

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ياصباح الانوار

العفروتة شعللت الفصل نار

انا هربانة يا جماعة للنهاردة بالليل

الفصل بيمط بس لكم

وعدي انه هيعجبكم جدااااااااااااااااااااااا ااا
امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووه




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 05-11-19, 02:10 PM   #1562

بهية الكلم

? العضوٌ??? » 451887
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » بهية الكلم is on a distinguished road
افتراضي أوجاع ما لعد العاصفة

رائعة كالعادة .. ولكن للأسف هناك أخطاء تاريخية .أرجو من الله أن يظهر حقيقة هذه الأخطاء يوما نا وتظهر الحقائق للجميع..
لك تحياتي


بهية الكلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-19, 02:20 PM   #1563

ام الارات

? العضوٌ??? » 390163
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » ام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond repute
افتراضي

معاك .. مش هنسيبك .. لا تكوني فاكرة احنا بنزهق .... ابسلوتلي .. ده احنا مقاطييع يا اوختشي

ام الارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-19, 02:36 PM   #1564

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي

قد ما طال الزمن راح نستنى القنابل
الحمدالله شغلتلتك الكتابة عن المشاكل بعد الفصل اكيد راح تعالجي المشكلة الي عانيتي منها و الله يبعد عنك المشاكل غاليتي


نونا لبنان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-19, 01:03 AM   #1565

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العاشر الجزء الثاني
نجوب الأرض شرقاً وغرباً .. نتقابل مع أناس لم نكن نعرفهم .. ونفترق عن أحباباً وسنداً .. يبقى فينا ما يبقى من أثر اللقاء.. وتترك التجارب بصمتها في قلوبنا .. يرسم الزمن دروبنا .. لكن يظل هناك داخلنا شيء نبحث عنه في داخل هذه الدروب وجه يخاف علينا .. وجه يحمينا بيده قبل قلبه ..
بعد وقت ليس قصير **
لا تعرف سوى أنها في سيارة جيب تتحرك بها على الطريق .. أين ؟!! .. وهذه الأين ..لا إجابة لها بشتى الطرق .. لا أين هي ولا لأين سيأخذونها .. بل تبقت فقط نبضات الخوف تعلق بصدرها وتجعل قطرات العرق الزيتي الثقيل تتفصد من كل بشرتها .. لدرجة صارت ملابسها مبللة .. تلك المنامة المنزلية التعسة التي أخذتها من المسئول عن المؤون.. تعايشت مع الحياة هنا .. أعجبها التنظيم وصارت تريد ان تنال قيادتها وقد بدأت .. لقد شارفت على إقادمة دولتها على انقاض دولة فرسان المتساقطة .. كم رقصت وهي ترسل خبر جواد المقبوض عليه في كل مكان .. لقد حقق مشاهدات وتجاوب عالي .. كانت ستبدأ في قطف الثمار الحقيقية بتوسيع رقعه المؤيدين لما تبثه ويساعدونها على انتشاره .. لقد كونت كتيبة قوية من كل المعارضين للفساد ممن لا يعرفون من هو جواد وزوجته .. كانت ترسم لهما صورة شيطانية .. لكن كل هذا يتساقط الآن بسبب تيمور .. تلقي بالذنب على تيمور الذي بدلته شمس .. لم تدك أن ما أعاده لصوابه هو العشرة الطيبة واليد الحانية التي مسدت جبينه ذات يوم ..
لكزها الرجل القابع جوارها .. ذاك الذي مهمته إدخال الرعب لقلبها .. مهمة بسيطة لمن لا قلب له .. ووقعها أسهل على قلب لا يخشى الله فلم يثبته بلحظة طمأنينة .. انتفضت صارخة ولكن هيهات أن تصعد الصرخة المعصوبة للفراغ ..
هتف بها :" لقد شارفنا .. على نهاية الطريق .. ونهاية حياتك .. لا أعرف ماذا فعلت بالضبط ؟!!..لكن الشيخ صفوت أميرنا يكرهك للغاية .. لقد أمر بـ .. ".
سيقتلها لا محالة ..عادت تنتفض وتحاول الحركة .. لا لن يدعها تغادر .. فكل ما رسخ داخل عقلها أنه سيرسلها تمارس الجهاد عن طريق جسدها .. لا .. صرخة أخرى قتيلة .. تحاول الحركة مما هي فيه لكنها مقيدة اليدين من الخلف .. كحيوان أسير .. الخوف .. يفعل فعله بالإنسان .. تعرقت وسبحت في بلولة .. انتفاض جسدها .. هتف الرجل :" ستموتين عندما نصل .. أطلقي الشهادتين .. أو رددي خلفي ".
يحرك شيء معدني على الأرض المعدنية للسيارة تصدر خشخشة صعبة .. ملأت أسنانها اصطكاكاً.. كان يردد الشهادتين باستخفاف واضح وكأن الموت لا شيء غريب ..
توقفت السيارة .. ارتج بابها الأمامي جراء الإغلاق القوي .. هتاف حاد من رجل آخر :" هيا خذها هناك في المخزن .. أرمي بها هناك وعد لنغادر .. هيا تخلص منها ".
تخلص منها .. هي ما وقت داخل عقلها الجمعي أنها ستكون صفراً منتهيا في تاريخ البشرية بعد ثواني ".
سحبها أحدهم من قدمها حتى تهبط من السيارة ..ثم رماها على الأرض حملها رجلين يجرانها بقسوة على الحصى .. فالأرض ليست ممهدة تحتها .. لم تحاول الوقوف فلا طاقة لها على لملمة أطراف أعصابها التي تفككت بكل ما في الكلمة من معنى .. صار جسدها كماء ينساب لو تركته في يديك .. لم تشعر بنفسها وقد بللت ملابسها كطفل صغير ..
لم يعد يهمها شيء غير حياتها .. حياتها فقط .. لا تفكر في الآثام التي أوصلتها لهنا بل تفكر في الموت الأسود الذي سيأخذها بغتة .. أحلامها تفر من بين أصابعها ..
أخذاها بالنهاية لغرفة ورموها بها داخلها كجثة هامدة ..
بعد لحظات لم تدرك كنهها فقد كانت تنتظر الرصاصة المصوبة تجاهها بارتجاف متخاذل .. فاقدة الوعي بالمكان ولا المحيط .. لا تفكر سوى متى ستكون الرصاصة؟!! .. وكيفية الخلاص ؟!!..
هناك أيدي تساعدها على التحرر من القيود .. ويد تنزع عن عيناها الكيس الأسود .. ما أن وقعت عيناها على المرأتين حتى صدح صوتها مكتوماً .. تتأوه بغير صبر لتحرراها .. دمعاتها تهبط بقوة .. سعادة غامرة لمجرد أنها نجت من الموت ..
أخذتها إحداهن في أحضانها تهدئها :" أنت بخير .. لا تخافي ".
بينما الأخرى الأكبر سنا تقف فق رأسيهما :" لا تعدي بما لا تستطيعين مروة ".
انتفضت يسر داخل حصن صدر المرأة الجميلة الشابة .. بينما الأخرى يعلو صوتها بتأكيد :" خذي بدلي لها ملابسها .. حتى تبدل قذارتها هذه .. ففي الغد سيختارها أحد المجاهدين.. وربما أكثر ".
صرخت يسر هاتفة :" لا .. لا .. نكاح لا .. أنا ابنة الأستاذ سليم ".
انخفض صوتها بتخاذل لئيم .. لماذا الآن يصدح صوتها بأنها ابنة سليم .. ألم تفر منه .. ألم تحزن قلبه .. يمر مظهره وهو ساقط على الأرض أمامها وهي لم تبالي .. الآن لن يبالي بها لأنه عاقة لبنوته حقاً ..
كانت نظرة المرأة الناضجة تهتف بازدراء كامل ..تقابلها الشابة الأخرى جالبة لها ملابس :" هيا .. هناك تستطيعين التحمم وغسل ملابسك ثم نشرها هناك ".
حدقت حيث تشير .. هناك خلف ملائمة داكنة اللون مفرودة على حبل غسيل .. هذا الجزء المغطى يقع خلفه الحمام والجزء الآخر للملابس التي يتم نشرها ..
حاولت الوقوف لتأخذ الملابس النظيفة من يد مروة .. فلم تحملها قدميها وارتجفت ساقيها أكثر .. فمدت لها مروة يد المساعدة بأن حاولت معاونتها تحملها من تحت إبطيها .. حتى وقفت وذهبت تتحرك لتنفذ الأمر..

بعد ساعة كاملة **
تجلس على الأرض المفروشة بحصير بلاستيكي .. لا يوجد بها أي فراش غير بعض الحشوات الموجدة على الأرض متجاورات .. لم ترى السجن من قبل .. لكن لو تصورته لرأت في كل شيء يحيط بها شيء من أثره .. حتى مكان الاستحمام عبارة عن حوض لغسل الوجه ودلو بلاستيكي ودورق كبير .. صابونة مهترئة .. حتى أنها مشطت شعرها بأصابعها ..
جالسة جوار مروة تكاد تلتصق بها فتسألها من باب الفضول :" ما اسمك؟!!.. وكيف وصلتِ لهنا .. لا يصل هنا سوى المغضوب عليهن أو المغيبات المعتقدات أنهن هنا يجاهدن كما يحدث ويلغين عقولهن ".
أغمضت يسر عينيها ثم فكرت في كسرتها أمام نفسها وأمامهما معاً:" اسمي يسر .. أنا هنا لأني أغضبت أحد الأمراء الكبار .. أتضح لي أن هنا كالخارج .. كلنا أمير ومأمور ".
ضجت مروة بالضحك :" هنا أكثر مكان يظهر فيه .. أننا مأمورين .. لا يحق لا السؤال ..أو المجادلة .. ويجب أن نطيع بابتسامة رضا نصدرها حتى لو قتلونا ".
دلفت من الباب السيدة الأخرى ثم أغلقت بالمفتاح من الداخل .. مما جعل يسر تدرك أنها لو فكرت في الهرب لن تفلح .. هاتفة :" ستظلين تنوحين حتى يذبحك أحدهم كدجاجة غبية ".
صدح صوتها بغل :" اتركيني أفرج عن قلبي همه .. لا تدافعي عني ثم ألست إحدى المشرفات في المكان هيا غادرينا ".
لم تدرك كلتاهما أن الأمر بدأ فعلاً بقسوة صفوت الذي في هذه اللحظة يضع رحال قسوته أمام من هو أكبر منه ، فيدين له بالطاعة .. داخله خدعة .. فالجميع يحتاج للمعلومة .. ويسر رغم صغر عمرها ولكنها صارت تعرف الكثير .. فصارت خطر عليهم ..أرادوا توريطها أكثر حتى .. لقد راهن صفوت على سقوطها فتوعدها الشيخ الجليل بالموت لو حدث وأخرجت شيئاً من داخلها .. فاستشاروا الأمراء الآخرين لينصحهم الرجل بوضعها في محنة لو تحدثت وأخرجت ما بها وما داخلها من أسرار وأيضاً حاولت الفرار ستكون لصفوت يقتلها كيفما شاء ولو لم تفعل ستكون في مكانة أعلى حتى يعتمدون عليها .. كونها مصدر ثقة ..
جلست مروة تتحدث بكل ما فيها :" لماذا أنت هنا؟؟!.. لا أقصد قصة الأمير والمأمور .. أقصد البداية .. ما جعلك تأتين هنا ؟!!|.
صمتت يسر .. كزنها لا تريد الحديث عن نفسها . لا تعرف لماذا .. هل لأنها بالفعل تدرك أن الكل سيلومها أم أنها تدرك بالفعل أخطائها .. علقت بهدوء :" دعينا نعرف لأين أصلاً سيأخذونا .. هذا السيدة تتحدث عن شيء لا أفهمه .. ما هو ؟!!".
وجدت لدهشة في عينا مروة متكأ وفراشاً تمطت للانهاية .. تبعها حديث مروة :" ألم تصرخي هناك نكاح لا .. إذاً فأنت تعلمين ".
حركت سر عيناها بحدة تلاها رأسها الذي كان كمن ينفض السبات
العميق عن عقله .. مكررة :" لا .. لا أعرف لقد سمعت فقط هذا اللفظ من قبل .. فخفت ليس إلا".
لم تهتم مروة كثيراً فتجد من يسر اهتمام بها أو ربما لم تفهم هذه البائسة أن اهتمامها فقط لتجد ما يبعد ان تكن هي محور الأسئلة :" أنت ما جاء بك هنا مروة ".
ذكرت اسمها على استحياء .. لتميل رأس مروة تستند على الجدار الخشن :" قصتي طويلة ..بهرني بدينه .. بقوته على الحق كان في شارعنا الشعبي قهوة كانت تجمع كل الشبب العاطل بكل شيء فيهم .. سفالة .. رذائل .. ألفاظ نابية .. يضايقون الفتيات .. ما من فتاة مرت حتى ضايقوها .. حتى جاء دوري كنت صغيرة لا أعرف شيئاً عن الدنيا .. نزلت المساء أبتاع خبز لنا ولكنهم تبعوني .. كلمات ثم لمس لجسدي لأني صمت .. وقتها خرج من المسجد بجلبابه الأبيض كملاك هتف بهم فتراجعوا .. نظرة الرعب داخل عينيهم جعلتني أعرف أنه مهيب .. نظر لي وصدح صوته بخشونة :" أعلمي أمك أن لا ترسلك لهنا مرة أخرى .. ودعيها تبتاع لك جلباب وحجاب ".. أوامره هذه كانت أنغم في أذني .. كنت كلما نزلت الشارع انظر إليه ..أبحث عنه بعيوني .. الغريب أن أمي نفذت أمره بالفعل ابتاعت لي جلباب فضفاض وطرحة كبيرة بناء على تعليمات أبي :" واريها حتى لا يتقصدها .. أخفيها حتى نخرج من هذا المكان ".
بعد أشهر عاد أبي يقول لأمي :" هيا أجمعي كل أشياءنا لقد وفقني الله لمسكن جديد في مكان أفضل نستطيع وضع مروة في المدرسة عكس هنا .. الكل يمتنع من أجل الشيخ بدر ".
رفضت كل عروض أبي وخرجت للشارع أبحث عن بدر .. وجدته أخيراً نقلت له ما قاله أبي حرفياً .. يومها كانت أسعد لحظة في حياتي عندما هتف في المكان بصوته :" ستكونين اليوم زوجتي .. إحدى الحرائر تريد الإسلام وأبيها يرفض الدين عدو الدين ".
لم أهتم بكل ما قاله .. سوى بزوجته .. فعلاً صرت زوجته ونظرة أبي لي تعاتبني .. كنت أكره في أبي ضعفه وقد أخترت رجل قوي .. لكن القوى كان يستخدم قوته حتى علي .. بعد ليلة زفافنا .. وجدتني في منزل به زوجاته الثلاثة .. نساء كثيرات في المنزل .. منهن من تبتسم وأخرى تبكي وثالثة تترقب .. لم أفهم بالبداية .. لكن فيما بعد فهمت كل شيء .. كان مزواج يستخدم من الدين ما يحلوا له .. قسوته ومجموعته كانت هي سلاحه على شارعنا الفقير .. كان يجهل الفتيات حتى ينصعن إليه فيزوج رجاله من فتيات الشارع .. ليس بغرض العشرة والصلاح ولكنها زيجات متعة وقتية .. أعوام مرت هكذا حتى حضر لي ليطلقني لأعرف ما المصير لمن يهجرهن الشيخ بدر .. بعد العدة تتزوج أي فرد من جماعته .. ومع بداية الحروب صار هناك جهاد جديد كنت من بدايات باكورته .. أرسلني لأحدي الدول المجاورة فكنت هناك ممسحة أقدام .. تبطرت على أبي وضعفه .. تلحفت بالقوة فلم أنل منها سوى الضعف والذل .. هل فكرت يوماً في كم رجل يضاجعك في ليلة واحدة وكأنك بلا قيمة .. دمية قطنية يخرج عليها قذاراته ثم يتفل عليك ويرميك خارجاً .. وعندما رفضت وتمردت أمعنوا أكثر في إذلالي .. هربت بمساعدة إحدى النساء وعدت لأجد أبي قعيد الفراش .. لقد ضربه بدر بعد زواجنا بيوم .. وأعجزه عن الفرار من هذا الشارع .. علمت أني أنا من قتل أحلام أخوتي في الرقي .. أنا من وضع أبي تحت خط الفقر أكثر بمرضه لم يعد هناك مصدر للرزق للعائلة .. وأمي هي من تولت كل شيء .. خرجت تخدم بالبيوت وتدعو على من جعلها تهان .. أنا بأحلامي الغبية حطمت الجميع .. طردتني والدتي بمجرد أن علمت أني هاربة .. لطمت خديها قائلة :" لم يعد هناك ما نخسره سوى أرواحنا .. هيا أذهبي .. أردنا لك النظافة وأنت بحثت عن القذارة .. هيا غادري حتى لا ينتقموا منا .. لم يعد لنا ظهر نستند عليه .. هيا للخارج .. لقد ماتت ابنتنا وقرأنا عليها الفاتحة ، وقرأنها على أنفسنا معها ".
خرجت لأجد بدر أمامي ضربني وجذبن على الأرض .. أهانني وهو يسحبني حتى سيارة .. رفعني بها ولم يجرؤ أحد من الشارع منعه هو ورجاله الواقفين بسيوف من حديد . لا مجال للتهاون معهم .. وها أنا هنا .. سيرمون بي غداً لبلد آخر مما خربوها .. بدعوى الدين ولكنه تنفيذاً لأطماعهم .. هؤلاء يتراقصون على الخراب ".
دلفت في هذه اللحظة المشرفة الكبيرة وكأنها سجان متحكم بالأقدار :" هل انتهيت من حكايتك مروة .. هل تراك استفدت هكذا .. لا .. ولن تستفيدي .. الطاعة هي ما تفيد هنا .. الخائن لا مكان له بيننا ".
انزوت يسر في مكانها .. نفس الكلمات بكل مكان .. دائماً هناك خائن وعقاب .. لكنها لم تخن ولن تفر .. لأين لأبيها الذي نزل للعمل ناسياً وجودها .. أم لأمها التي لا تنفك وتطالبها بالعودة .. صدح صوتها :" أريد لقاء أمير هذا المكان .. لدي معلومات هامة أريد إعلامه بها هي هامة جداً".
تكومت مروة بضعف شديد في مكانها .. بينما ناظرتها المشرفة هاتفة بها :" انتظري سأبلغه ولكن أي محاولة للفرار ستكون فيها نهايتك ..
غادرت المكان لتجد من مروة نصيحة :" لا تتمادي فالله ليس فغافل .. كلما دلفت معهم وعلا مكانك كلما ثقل حملك ".
هتفت بها بصوت قاسي :" هل تظنيني خائنة مثلك .. لقد خنتي مجموعتك وفررت".
ابتسمت المرأة نصف ابتسامة :" أنت بالفعل تلائمينهم .. أنت منهم من قبل ولادتك .. لكن لا تنسي سروالك المبلل .. لأن النهاية ستكون أقسى ذلاً ".
طوحت يدها تجاهها :" لست مثلك .. أنت أردتِ التراب فنلتيه ، أما أنا فأريد نصرة الدين والعزة ".
تدرك سخف موقفها جيداً .. لتهتف فيها المرأة :" أي نصرة هذه في مخادع النساء .. من يجاهد يتفضل إنما نساء ليحاربوا كمرتزقة تتاريين .. أليس هذا مظهرهم .. تتعدد الأسماء ونعود للجاهلية من جديد.. الاسم هناك تم كشفه فليتبدل هنا باسم آخر .. نفس الوجوه ونفس المنطق .. ".
صدح صوت يسر فيها لتصمتها :" أخرسي .. لا تطاولي وإلا قتلتك بيدي ".
لم تكن تدرك أن كلتاهما اختبار للأخرى .. اختبار رسبت فيه مروة عن جدارة .. ويسر بعقلها تريد تحويل هذا المكان لمكان تحط فيه رحالها وتقيم دولتها هنا ..
دلفت المرأة مرة أخرى :" لا أحد يريد رؤيتك .. تكومي هناك وإياك أن تصدري صوتاً ".
تحركت لمكانها تتكوم تريد الخروج مما هي مقدمة عليه .. بينما صوت مروة يركل عقلها بحذاء حديدي :" استعدي للرجال كل منهم يمزقك ثم يركلك كرخيصة .. هل هذه هي الحرية التي كان لها الجميع يصبو .. أصابعهم تمزق كل شيء يحميك حتى جلدك ينهشونه .. هل هذه هي الحياة التي تريدينها ".
ارتجفت يسر مكانها .. لكنه صمتت تبحث عن وسيلة لتكون من المنعمين في هذا المكان .. تريد قيادة بلا غرامات تدفعها .. تريد مكاسب بلا خسارة ..
*****************************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 06-11-19 الساعة 02:43 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 06-11-19, 01:05 AM   #1566

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



" السلام عليكم مليجي ".
لا يصدق أنها هنا لا يفصلهما سوى مسافة قليلة .. كان بالخلف يقف سنمار يقضم شفتيه من الداخل كوحش يتجهز للهجوم .. هتف فيها :" لم أطلب مجيئه أسوار ".
همست بنعومته المعتادة :" أنا أم الغالي وهذا الرجل زوجي .. لا أتحرك بدونه .. لو لم تعجبك شروطي أغادر فوراً".
بدأت تهم بالرحيل فعاد يناديها :" أم الغالي انتظري لم يعد بالعمل كثير ".
عادت تمنحه اهتمام عينيها :" تفضل .. قد حضرت بناء على طلبك أنت ".
مسدت عيناه مظهرها .. تبدو كوردة يانعة في هذا الثوب الجميل .. بنطالها الواسع وبلوزتها الفاتحة ثم هذا الجاكيت الطول بلا أكمام يلفها بنعومة .. لا يرى منها أي خلية مكشوفة ولكنها شهية رغماً عنها وطرحتها هذه التي تلف جمالها وتمنعه الناظرين حتى حدق في نظارتها الشمسية فطالبها كمراهق :" هل لك في خلع نظارتك هذه ..أريد رؤية عينيك لآخر مرة ".
رفعت أصابعها تجاه نظارتها لتثبتها أكثر .. تتذكر زوجها وهو يبتاعها ويمنحها إياها هذه ستخفي عيناك عنه .. لا أريد رحمتك أن تخرج له :" لا أظن أن عيناي ستفرق معك مليجي .. لست هنا لأمنحك ما تريد ..أنا هنا لمعرفة شيء واحد فقط .. مكان بدرية سالم المواردي ".
همهم بصوت أسيف :" أتعلمين أن اليوم بعد عدة ساعات سوف نحاكم .. لقد تم أخذ اعتراف محمد البيلي بعين الجدية بالأمس فقط واليوم سوف تبدأ المحاكمات بشكل جديد .. أتدرين السبب ؟!!".
ابتسمت نصف ابتسامة ثم امتنعت عن الرد حتى لا تجيبه بأن هذا أفضل فكل الأدلة تم بالنهاية ظهورها لتعلن عن الجاني الحقيقي في عدة جرائم .. لكنها سألته بهدوء لا يطابق منا تشعر به :" من حرق قصر الماء ؟!!.. أكنت معهم مليجي ؟!!".
سألها مباشرة مباغتاً :" هل كانت ستفرق معك لو لم أكد معهم ".
غامت عيناها فلم يراها خلف نظارتها الشمسة لكن ملامحها أنبأته بتكدرها :" نعم مليجي .. أنا هنا أعاملك كإنسان يبحث عن أدميته في ركام الذنوب التي أقترفها .. لكن لو كنت معهم سأظل ألوم نفسي على تواجدي أمامك الآن ".
هتف بصوت مخزي :" لم أكن معهم صدقيني .. ولو كنت معهم كنت منعتهم .. لأن الغالي كان رجل ممتاز ".
أطبقت شفتيها بتعب ثم عادت تسأله :" من فعلها مع رحيل .. هي حرقت واحترقت .. من الأخر الذي أغلق الأبواب جميعها .. من سكب الكيروسين .. ولا تقل لا أعرف .. حتى أحضر لك عندما تكون رغبتك الإنسانية الأخيرة ".
انتفض جسده من ثباتها :" لم أكن أظنك ستكونين بهذا الثبات أمام الموت أسـ.. أم الغالي ".
تعديله أراحها نفسياً حتى لا تخرق عهدها مع نفسها قبل أن يكون مع زوجها :"لأنني لم أحيا مع سواه .. أنتم استنزفتم شبابنا .. صرنا كهولاً قبل أن نرى شبابنا ".
ثم استدركت خوفه هتفت :" لقد وضع لك سنمار مصحفاً في الأمانات .. أقرأ يا مليجي .. أقرأ وطهر نفسك قبل أن المحاكمة .. وقتها لن تخاف .. المغفرة هي ما تطلبها من الله ".
تنهد بقسوة هامساً :" لو كنت صادفت مثلك في شبابي ما كنت أخطأت ".
علقت بسرعة :" لا تقل هذا .. كنت ستخطئ ..حتماً .. كنت ستفعل ما يجلب لك المال .. هذا ما كنت تفتقده بالماضي .. الآن تفكر في أشياء أخرى .. تبحث عن الأشياء التي رميت بها سابقاً".
الحسرة هي ما تتمطى داخل شعيراته الدموية ولكن بعد فوات الأوان :" تذكري أن كان لك ابن عم آخر .. كان مستعد ليضع الكون تحت قدميك ".
تنهدت بضيق :" مليجي أنت بعمر يكفل لك أن تكون عمي الأكبر .. ولو كنت دحية حقيقي ما كنت فعلت بهم هذا .. لن يغفر لك أنك منحتني عدة أسهم لشركة عمي .. هو فعلاً كان يملكها من الأصل .. لم تفعل شيئاً هيناً ".
لم يعد يملك غير الزفرات الحارة يطلقها بينهما ثم هتف :" أدعو لي في صلاتك أم الغالي .. ولا تدعي زوجك يخطئ مهما كانت المغريات .. ومهما كانت الأسباب من بدأ بالدم لا ينتهي إلا بالدم ".
حركت رأسها بهدوء لينساب صوته مباغتاً لها :" جدك قاسم كان خلف الكثير من الأفعال المشينة .. أرعن وقاسي .. آخر مرة شاهدته كان بالقرب من المقابر الخاصة بالعائلة .. بعدها اختفى .. كانت قد أصابته لوثة عقلية .. كان يريد ..".
هتفت به بلهفة :" كان يريد مثلما فعل عمي محمد البيلي .. ضميره أثقل عليه فأراد الخلاص .. قتلتموه ..أليس كذلك .. ثم صرتم تنسجون القصص حوله .. هو هنا ويسير بالفجر .. هناك بالعمرة .. كلها قصص حتى يكف الجميع عن البحث عنه .. لكننا نسأل عنه . عمي وأبي لم يكفا ".
أجابها بجدية :" ربما .. لكن لا أعرف مكانه فعلاً .. هذه كلها من أفعال هشام علوان .. أنا كنت بيدق من بيادقه ".
عقبت باطراد متتابع :" لكنك ستحاسب قبله على كل الأفعال .. أين أجد بدرية ".
رد عليها بلا إبطاء :" اسمها الحالي نيفين علام ".
استطرد بلا صمت :" كلنا كان لديه خطط ضد الآخر .. فلا أحد يأمن الثعبان أو يدير ظهره للأفاعي .. صدقاً علمت ما يحدث من منيرة عندما وضع هشام معهما أحد عيوني عليه .. اتصلت بحنان التي كانت ترفض أي عملية جديدة وجعلتها توصينا بطبيبة جديدة وهناك المال قد كمم فمها وبعد الولادة أقنعت بدرية ان نكتب شفاء باسم منيرة فتح الله وهي تغادر المدينة كلها حتى نستطيع أخذ الطفلة لها .. بدلت لها اسمها لتقوم بخدمة وحيدة من أجلي .. لابد للثمن أن يدفع فلا راحة بلا ثمن ".
هتفت بحقد بين :" يال الحكمة .. أكيد جعلتها تفعل شيء قذر ".
ابتسم رغماً عنه :" نعم قصر كبير من الموروثات القديمة بلا مالك .. الوريث الأخير هو نيفين علام .. أخذتها واستلمت القصر .. ثم منحتها مبلغ لتأسس حياة لها بعيداً .. لكن خوفها من هشام جعلها تختفي بالفعل في مكان لم أعلمه لعدة أعوام ثم عادت تظهر تسأل عن منيرة .. وأنا لم يكن لدي معرفة بمكانها فعلاً .. عادت نيفين تختفي حتى قبل أن يتم القبض علي .. أريد تسليم ابنتها لها .. كل ما علمته أن الطفلة بدار رعاية وأن منيرة قد ماتت .. لم أكن أعلم أن الطفلة بدار الرعاية التي يتحكم بها هشام .. لو علم بأن الطفلة بها سيقتلها .. أعرف طباعه جيداً ".
هتفت بضيق مباغت :" يظن نفسه من الأبدين .. لا أحد أبدي إلا الله .. هو الباقي .. أين أجد نيفين ؟!!.. أنا سأتكفل بالبحث عن شفاء ".
عقب بهدوء :" هي صاحبة منتجع صحي لكبار السن في إحدى المدن الساحلية .. اسم المكان دار الشفاء .. ".
سألته بكل هدوء :" من قتل جدي منذر .. وكيف وصل الخبر لرحيل ".
تنفس غاضباً :" زاهر من يعرف .. وهو السبب في معرفة رحيل للقصة ، فنبوي هو من تلاعب بفرامل السيارة الخاصة بمنذر .. حضر يوماً للدوار كان يتحدث مع زاهر فسمعته رحيل بعدها صار لها كلمة ونصيب في أشياء كثيرة .. بالبداية كنا أربعة أنا والبيسي وزاهر وهشام .. كلنا جمعنا نفس السبب .. دحية .. نحن دحية المطرود المنبوذ عن عائلته .. نريد حقنا يا ابنة العم ".
حركت رأسها تكرر ما قاله عمها ذات يوم :" تريدون حق مفقود منا .. من دمائنا .. من شتاتنا .. دائما الحقوق بالميراث لا تؤخذ إلا بالتراضي .. لم ترتضوا ولا أجدادنا ارتضوا .. ما ذنبنا نحن .. كنا أحجار لأطماعكم .. لكن قدرنا أن ينصرنا الله في زمن ليس لكم وليس لنا .. هزمكم الله ونحن سننعم براحتنا وسعادتنا .. أنتم ستظلون هنا .. هنا ".
أخذت تضرب على الجدار الحديدي المتمثل في شبكة متينة تدعمها القضبان السوداء المنتصبة أمامه .. تحركت لتغادر .. ليهتف بها :" كان جدك قاسم يريد إصلاح كل الماضي .. جمع كل شيء داخل هارد .. كل ما كان يملكه هشام كان في هذا الهارد .. أخذه من أحد رجاله المخلصين داخل منزل هشام ".
لم تستدير تجاهه لكنها هتفت لإرهاق من هذا الطريق الملتوي الذي ساروا فيه ليحصلوا على قدر من السعادة :" لكن جدي اختفى .. كما اختفى الحق داخل قبور قلوبكم ".
تحركت تخطو بأقدامها الخطوة الأولى للابتعاد فهتف فيها :" أذكريني أم الغالي .. أدعو لي في صلاتك يا طاهرة ".
رفعت كفها بالسلام .. مستنزفة للنهاية .. كأنها فرس في سباق ولابد من فوزها .. امتدت أصابعه تجاهها يحثها على السرعة فقد أختنق بوعوده تجاهها .. بينما يلاحقهما نظرة المليجي الحسيرة من خلف قفصه القريب منه .. فما يفصلهما خطوات قليلة .. مدت يدها تجاه شق روحها .. وقفزت قفزة تسرع بها الخطوات .. فكان لقاء أصابعهما دافئ يصل برسالة لقلب كل من يراهما .. تحرك ببذته الأنيقة تحت عباءته القطنية الخفيفة تشي عن ملابسه وتحدد ملامح النعمة فيها .. كما تكسبه وسامة .. خرجا من المكان .. حتى السيارة التي كان بها زوجان آخران ..
نظرت لجسور التي وضعت الغالي فوق صدرها يلعب في شعرها بارتياح ويضرب وجهها بكفه الصغير .. بينما هي تضج بالضحك .. فيما يحاول هادر منع هبوط الكف الصغير الذي هذ طريقته الجديدة في التعرف على الأشياء .. اقترب سنمار منه منادياً عليه من الخارج :" أمنحني ابني وإياك من منعه ما يريد هادر ".
هتف به وهو يمنحه ابنه من النافذة :" لن أتركه يضرب زوجتي حتى لو كانت خالته .. خذ ابنك وهذبه ".
بينما هبطت جسور لتعلم ما الجديد لدى أختها .. فقد راهنت هي وهادر على المعلومة .. كان يقول لها أنها حيلة من المليجي ليرى أسوار فقط .. بينما هي تكاد تقسم أنها ليست لعبة ..
وقفت بجوار السيارة لتجد أختها بارقة العينين من العبرات المتجمدة داخلها .. قلق شديد جعلها تدخل السيارة الكبيرة :" ما بك أسوار .. هل قال لك شيئاً أحزنك ".
حركت رأسها برفض كامل .. ثم تحدثت ببطء :" فعلاً خلق الإنسان في كبد .. يخلق لنفسه بنفسه المشكلات .. هو مهدد بالسجن المؤبد .. أليس كذلك ؟!!".
أجابتها أختها :" لو لم يكن هناك جرائم قتل .. وأنا أظن أنه فعل .. هناك دلائل جديدة ظهرت بعدة قضايا منها دار الرعاية .. اليوم سوف يلقون القبض على نادرة أيضاً وفيروز .. كل ما له صلة بالدار .. سوف يتم التحقيق معه حتى نحصر الاتهامات .. بيع أطفال .. ومتعة حرام .. أظن سيتم ربط قضايا تجار الأعضاء بهم ".
هتفت أسوار :" أغبياء جميعهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم وبالنهاية سيقتص منهم .. ماذا سيفعل محمد البيلي ".
أجابت جسور :" علمت أنه تم استدعائه هو منار ودينار للشهادة .. لكن هو موقفه صعب أيضاً .. ما يشفع له أنه هو من أبل بنفسه .. سيتم مراعاة هذا ".
سألتها أسوار :" غريب أمرهم لم يحركوا ساكن من عدة أيام .. لماذا الآن ؟!!".
عقبت جسور :" هناك عدة عوامل .. أدلة جديدة تم اكتشافها وبالفعل تم وضعها ضمن ملف القضايا .. وهناك عرض يجب أن يتم فيسقط هؤلاء حتى ينال عمرو حقه .. متى سيصل أصلاً ؟!!".
علقت بهدوء :" سنمار أكد وصوله لقصر عمي يوم زواج رشاد .. هو الآن في منتصف الطريق بحراً ".
أرادت جسور تهدئة وضع أسوار :" لا تجعلي قلبك يرق على من أختار الفساد حياته .. الآن أريد معرفة المعلومة التي أتحرق لها .. من هي بدرية سالم المواردي ؟!!".
تجمدت النظرة على ملامح جسور .. وداخل عينيها بريق الشغف بالمعرفة , مما جعل أسوار تسألها :" أكنت تعرفين أنها بدلت اسمها ؟!!".
هتفت أختها بتحدي موضحة :" نعم .. هو ترجيح لكن مؤكد .. لتختفي كلياً .. يجب عليها أن تبدل اسمها .. وعملها يجب ان يكون في مكان لا تتقابل فيه مع هشام ".
ابتسمت أسوار هامسة :" صدق هادر عندما أطلق عليك المحقق كونان .. عقلك هذا لم يكن يعمل بهذه الطريقة في الماضي ".
هتفت جسور :" الحزن يجعل التفكير معكوساً في كل شيء .. وأنا ظللت حزينة وقت كبير .. ثمان سنوات .. هيا يا سيدة سنوار هاتي المعلومات ".
تنفست أسوار الاسم وه تردده .. مرتين متتاليتين :" سنوار .. سنوار ".
عقدت جسور حاجبيها بفقد صبر :" نعم .. اسم مركب من اسميكما معاً .. عجزت أن أجعل اسمينا أنا وهادر في كلمة واحدة .. وحتى جواد وفرسان ؟؟ دينار وطاهر كذلك .. فشلت مع الجميع إلا أنت وسنمار ".
نجحت في الحصول على ابتسامة أختها التي مالت عليها تعانقها هامسة :" لقد أعجبني .. اسم مميز شكراً لك جسور ".
هتفت باحتراق أعصاب :" هاتي أنت فقط المعلومات التي حصلتِ عليها ".
أجابت أسوار :" اسمها نيفين علام ... تملك دار مسنين اسمها دار الشفاء في مدينة ****** الساحلية ".
حدقت جسور وعقلها يدور :" هذه المدينة هي للأثرياء .. الطبقة المخملية هي ما تذهب هناك .. كيف لها ان تملك مكان كهذا .. ربما هذه السيدة قد حادت عن طريق الصواب ".
قصت عليها اسوار ما قد قاله لها بالضبط .. مما جعل جسور تتنهد :" هذا ما أخشاه .. أن تكون قد ضاعت مثلهم .. سوف أقوم بتحريات أنا وهادر .. سوف أتصرف .. لن أدع لها الصغيرة حتى لو كانت ابنتها حتى أضمن أنها نظيفة تماماً .. ثم جدنا منذر وقاسم سوف أجد زاهر هو الوحيد الذ معه كل الحلول .. حتى خاتمه لا يصدر أي إشارة وهذا معناه أنه محمي بشبكة قوية .. لا تخترقها إشارتنا .. لكنه سيتحرك حتماً وقتها سيجدني وبيد لقيود .. سيحاكم مثل الآخرين .. سيسعدني هذا .. لأنتقم منه أنه قتل طفلي ".
بينما أسوار لها منطقها :" أشكري الله .. كنت ستضيعين لو أكتمل الحمل .. رب ضارة نافعة ".
فتح باب السيارة .. فهبطت جسور مبتسمة .. متألقة :" السيد سنوار بنفسه يفتح لي الباب ".
فضحك سنمار وأجاب مداعباً :" حقيقة يسعدني الخلاص منك ومن زوجك .. الذي لا يتحدث سوى عنك .. وأنا أيضاً أريد الانفراد بزوجتي .. لا تدعوني أرى أحدكما قبل أسبوع ".
هتف هادر وهو يضم زوجته تحت حماية ذراعه :" سترانا بأقل من أسبوع ..ألن تحضر زفاف راشد بنفسك ".
ابتسم بغيظ وهو ينظر لزوجته ومال يمنحها طفلهما المشاغب الذي علق بالعباءة وحافتها المطرزة .. ثم وقف يجيب هادر :" لا أعلم .. لست معجب بالحفلات .. خاصة مع زوجة مثل هذه .. أقف فقط أمامها لأصد عنها أعين المتلصصين ".
هتفت جسور :" هكذا بنات صفوان كل واحدة مثل أمها ".
هتفت أختها تحتضن ابنها :" لا تذكريني بهذا الغادر .. كرهته .. حرمنا من أحب الناس إلينا .. جعل داخل كل منا شرخ ".
خرج صوتها يداعب الرياح بنعومة .. مما جعل سنمار يمد يده لهادر بالسلام :" سوف أذهب هناك حية هناك يجب أن أعتصرها ".
لوحت جسور لهما .. بينما مدت كفها لهادر :" هات .. لقد سبت ".
ضربها على راحتها متحركاً بها من أمام مبنى السجن :" لم نتفق على رهان معين .. هات ما عندك وسوف أقدره أنا .. أيستحق شطيرة أم لا ".
هتفت به :" سوف أقص عليك .. لكني لن أتنازل عن ثوب جديد بكل مكملاته ".
صدح صوته :" يا لك من انتهازية .. تقصدين مجوهراته .. ماساته وليس مكملاته ".
مسدت براحتها صدره بغنج أنثوي فطري بها :" ألا أستحق ؟!!".
شد عليها بذراعه :" بل تستحقين أن أنسج لك ثوباً من خيوط الذهب ".
ضجت بالضحك :" لا تفعلها وتمزح معي فأنا .. أصدق من أول كلمة .. هكذا صرت من الآن أتخيل هذا الثوب كيف يكون ".
خرجت قهقهته رنانة ثم وضع راحتها بيده فوق قلبه النابض بسعادة متلاحقة :" طالما هذا ينبض .. أحلامك أوامر غزال النار ".
ربتت على صدره هامسة :" حفظك الله لي هادر .. هيا للمنزل لنتناول الطعام مع ماما زينة وسامر .. أنت تعرف لا يتناولا الطعام إلا معنا ".
خمد صوته بإرهاق :" تقصدين بدونك .. كلما تغيبي عنهما يجلسا متجاورين ينظرا لي وكأني السبب في غيابك .. وكم أنا سعيد للتطور الحادث مع أمي .. صارت تتحدث .. بثقل لكنه حديث .. لقد ظننت أني لن أسمع صوتها مرة أخرى ".
مست وتراً في قلبه عندما تحدثت مطالبة :" دعنا نبتاع حلوى لهما معاً ". توجه للسيارة فتحها لها عن بعد وأجلسها هاتفاً :" ولك أيضاً أيتها المخادعة .. تريدين حلوى .. عيناي ".
تحركت لتصعد السيارة ومرت بشفتيها على وجنته تمسه برقة مما جعله يضع أصابعه فوق قبلتها يضغط عليها باشتياق هامساً :" يا لك من شيطانة صغيرة ".
أغلق الباب ودار حول السيارة بخطواته الواسعة حتى جلس خلف المقود .. مال عليها يمنحها بلهفة قبلة سريعة جعلتها تشهق هاتفة :" حراس البرج سيرونا هادر ".
همهم بها بابتسامة :" نعم .. ليتهما حتى يسجنونا مع بعضنا في زنزانة واحدة .. الرائد وحرمه ".
هتفت به :" المقدم وحرمه الرائد .. بعد هذه القضايا لن أتنازل عن منصب مميز ورتبة عالية .. ما فعلناه مجهود يستحق ".
أدرا السيارة تاركاً لها الحرية لتبين المعلمات الجديدة كاملة ووجهة نظرها في الأمر ..
*******************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 06-11-19 الساعة 02:44 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 06-11-19, 01:06 AM   #1567

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بنفس الوقت **
" أريد معرفة لماذا يسرك أن تفضحيني .. المشفى كله يتحدث عن أم الطبيب التي قررت ترك الغرفة لتقيم في عنبر النساء العام .. وأيضاً تطالب برد أموال المشفى لها .. أتعرفين .. نظام المشافي يجعلنا نرد المبالغ لأصحابها .. لم تفعلي غير جلب السخرية لنا .. لماذا؟!!".
كانت تئن فقط .. الآنين هو ما تستطيع فعله .. أتصرخ فيه خائفة .. جميع من تركوا هذا العمل اختفوا بظروف غامضة .. حتى قاسم سندها في الكون اختفى هو الآخر .. لو كان موجود كانت نامت ملأ جفنيها ..من غيظه بدأ صوته يرتفع قليلاً :" أجيبي .. أجيبي ".
فلم تفعل سوى النظر لعينيه هاتفة بهمس حقود .. فما تراه الآن عينا الغالي تبتسم بشماتة :" ابتعد عني .. خذ ملامح أبيك هذه وابتعد عن هنا .. يطاردني في كل مكان .. كم أكرهه وكم كرهتك .. كنت دوماً تذكني به .. مات وترك نسخة منه تعذبني طوال العمر ".
صمت بشفاه مطبقة على الوجع الأليم .. تخيل في أمه جميع المشاعر إلا كرهها له لأنه شبيه لأبيه .. فإذا بها تزيده حتى يبتعد نهائياً عنها .. لا تريد كشف النقاب عن قاذوراتها أكثر .. يكفيها فقدان كل شيء :" لم يكن يحبني ولكني أجبرته على فعل ما لا يريده ".
فحيحها يقتله .. ليته ما عاد لها وحده .. سألها بحدة همساً:" هل أنا ابن الغالي حقاً".
امتعضت ملامح نصف وجهها ثم آنت بتوجع :" فعلت معه كل شيء إلا خيانته كزوج .. أتعرف لماذا ؟!!.. لأنه لم يكن معي إنسان .. أتريد حقاً معرفة من هو أبوك ؟!!.. اقترب مني حتى لا يسمع أحد أن كنت تخشى من الفضيحة .. وإلا سأصرخ في كل الناس بها ".
مال عليها بالفعل فآخر ما يريده أسرار غرفة نوم أبويه تساق على الألسنة .. فبدأت فحيح غير متواصل .. تنشج فيه آلامها .. آلام طفلة ليس ذنبها أنهم وجدوها في الحقول .. نهشوها قبل أن تنهشهم :" نعم لقيطة .. وجدني منذر منحني اسمه حتى لا يتحدث أحد عني .. حماني ممن هم خارج الدوار .. ولم يستطيع حمايتي من ساكنيه ..أصحابه .. صفوان الذي كان كلما مررت بجواره ينهرني .. أذهبي بعيداً عني .. طفلة صغيرة كلما ذهبت لجدها يصرخ فيها .. ينادي وضاء وينهرني أنا .. كبرنا ليضع وضاء في غرفة أقل ما يقال عنها غرفة بنت كبير دحية وأنا في غرفتي السابقة .. مات منذر وأنا صغيرة .. وزوجته ..أمي كانت رحيمة تحبني .. بدأت معاناتي بعد موت منذر من صفوان .. وهكذا صار اسمي المعلن للجميع أصبح الفحم والجهة الأخرى الملكة وضاء .. عرفت أني لست ابنتهم من منذر نفسه لم يخدعني وطلب مني التحمل فالمنزل أفضل من الشارع .. أي شارع هل كان يظن أني قد ألقى بالشارع .. لا هنا الدوار مكاني .. كنت أعيش على أمل أن يزوجني قاسم لابنه صفوان .. صفوان الذي لم يفكر بنفسه أبداً .. كان يسير حسب راشد كأنه تكرار له .. عاد من الخارج ومعه زوجة جميلة جداً .. بيضاء البشرة كالحليب .. ناعمة بنعومة القشدة .. أما شعرها فسنابل قمح في قلب الظهر .. انتقمت منهم جميعاً.. جميع من أنكروني انتقمت منهم .. والدك كان أكثرهم .. تزوجته رغماً عنه .. ثم جعلته يطلق عالية .. لكنه كان يخدعني .. الوحيد الذي خدعني .. الخاتم كان خاتمي وليس لها .. كان يمنحني ما يجلبه لها فأفرح ثم ينزعه مني ويقول لحبيبتي الوحيدة .. كان بملامحك وسخرية عينيك ولكن قسوته مثل سنمار .. كنت أجعل سنمار حاد أكثر وأكثر .. أما أبيك تزوجني ولم يقترب مني .. حتى هذه أجبرته عليها .. كنت أجبره أن يتذكر أني زوجته .. لم أكن أريد نكرانه .. كنت أريد حبه .. كرهني وتعلقت به .. لم يحب قلبي رجل مثلما أحببته .. حتى صفوان ما كان حبه حب بل تمني للصعود .. أما الغالي .. لا .. كان يغدق علي كلمات حانية ثم يتفل بوجهي ويقول لي هذه كلماتي لعالية .. كنت أصرخ .. أضربه فيصفعني ويرمي بي تحت حذاءه .. ان رجل حنانه لواحدة فقط أم ابنه البكري .. علمت أني حاملاً بعد موته بشهر واحد .. كان معي قبل الحريق بعدة أسابيع .. منحني الخاتم .. نبت لي جناحان لأول مرة يمنحني شيء ولم أكن أجبرته عليه .. ثم عاد يقول لي هو لحبيبتي ونزعه من يدي .. هذه هي حياتي مع أبيك .. أنا أجبرته على الحياة معي .. كنت أهدده سوف أخرج لرجال المنزل وأشكو ضعف زوجي ".
هتف بها أبنها بدون التأسف على حالها .. فقد جلبته على نفسها :" هل تعلمين من وضع الكيروسين والبنزين حول المنزل ليحترق كله ".
هتفت لتحمي ذاتها :" زاهر يعرف .. ".
هتف بحرقة :" ما الذي يربطك به .. هذا الحقير كان ضيفاً دائماً لدينا ".
جذبت زاوية شفتها بما يشبه الابتسامة :" كان الرجل الوحيد الذي عشقني ولكن أنا لم أكن اعشقه بل هو لا يصلح للزواج ".
اعترض باسم عليها :" كان يريد الزواج من عمتي وضاء ".
خرجت قهقهة متحشرجة من حلقها ... ثم هتفت بصوت لئيم :" هل يزعج وضاء أن هناك من اختارني وفضلني عليها .. أحبني أنا .. لكن فقير تزوج فقيرة أنجبا طفلاً أسموه مجاعة .. لم يطلبني للزواج ولو كان فعل لكنت رفضته .. كلانا له اتجاه نحو الأفضل ".
تنهد باسم بحسرة على الأنفس التي ذهبت بسبب هذين :" من كان مع زاهر .. أنت تعرفين .. ومن يحضر لك هنا ..أنطقي ".
علا صوتها بالوجع وبدأت تصرخ وتصرخ .. لأنها أدركت أنها تحدثت أكثر من اللازم .. وقف عندما وجد الجميع ينظر تجاهه باتهام .. فهم أن أمه بالفعل قد طلبت نقلها هنا لحمايتها منهما .. وقف ليغادر ..ثم مال عليه هاتفاً بهمس :" لن أتركك حتى تعترفين بكل شيء .. كل آثامك ستكون على رأس لسانك في لحظة ما سأكون حاضراً لنيل اعترافك ".
وقف منتصباً .. مديراً رأسه للخارج .. كسرته وحسرته أشد من تحمله .. أم لئيمة دخلت على حياة الجميع لتفسدها .. لا هي ربحت ولا هم ارتاحوا ..
*****************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 06-11-19 الساعة 02:45 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 06-11-19, 01:06 AM   #1568

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



تقف داخل المكان الفارغ تتجول داخله .. لا تصدق نفسها .. ثم تنظر إليه :" لم أكن أتخيل زوج بهذا الثراء .. الشقتان معاً طابق كامل في منطقة راقية جداً وفي قلب الأسواق التجارية وقريبة من الطريق الموصل لشركة دحية .. أنت رائع جواد .. ستكون هنا مقر الفرسان .. وبمكتبي مقر النبراس كما كانت ".
" أعترض ".
صوت أنثى محبب لنفسيهما صدح بالمكان جعلهما يسددان النظر للممر خلفهما وجدا ظلي يسبقان خطواتهما .. هتف جواد بدهشة حقيقية :" كوثر .. مرحباً أيتها العروس .. مرحباً بالعروسين ". مد يده سريعاً لوسيم تقدم وسيم حريصاً على وجودهما معاً متجاورين كأي رجل يحمي زوجته ..
اقتربت مسرعة بخطوات تتجلى فيها الحيوية وكأنها عادت شابة من جديد .. تلقي وسيم يده الرجولية بسلام مرحب .. ما لبث ان سحبها جواد ليرحب بغاليته ..دخلت في أحضان أخيها فعانقها بحنان أبوي ثم مسد وجهها براحتيه وكأنه يطمئن على صغيرته :" هل أنت بخير كوثر ؟!!".
تورد وجهها مما جعل فرسان تستدرك التصرف الحميد.. تركت يد وسيم وسحبت كوثر من أحضانه :" ما بها جواد .. مثل الوردة .. لا تخجلنا جميعاً يا رجل ".
سحبتها للبعيد :" تعال شاهدي المكتب كاملاً واذكري لي فيما اعتراضك ". ليهتف وسيم من خلفيهما :" سأدعوها كوثر معترض .. من أمس تعترض على كل شيء .. يا زوجتي العزيزة حجزت مفاجأة نسافر أسبوع عسل .. تعترض عندنا عمل ولن أترك فرسان وحدها .. يا عزيزتي اليوم نخرج نرى الدنيا .. تعترض لا سنذهب للعمل .. لدرجة أنها هددتني أن تسحب مني عقد الدعاية .. هل عملت لأي زمان وصلنا أخ جواد ".
ربت جواد على كتفه مال قليلاً عليه :" هذه الروح معناها ان أختي سعيدة .. لم أراها سعيدة متفتحة كاليوم ".
غمزة واحدة من عين وسيم أعلمت جواد أن أمور الزوجين أفضل .. من أن يقلق بشأنهما ..
قدمه ليشاهدوا باقي الشركة دلفا على صوت كوثر تقدم اقتراحها :" بالبداية .. لا أحتاج لمكتب .. لذا لا حاجة بنا لشغل مقر شركتك الأول .. يكفيني فقط درج هنا ومقعد .. ثم بعد البناء سنجعل مقر الشركة الإداري هناك بجوار العمل .. وكذلك سيكفينا غرفة واحدة أو غرفتين .. لذا نظمي حياتك على أن يكون هنا مقر شركة الفرسان .. سأحتاج إليك في البداية لذلك أتمنى ان أكون جوارك .. هذا إذا لم يكن لديك ترتيب آخر ".
خوف عمد على إحداث رجفة داخل جواد .. لا يعرف منبعه .. ربما كان يتمنى هذا بالماضي .. أما الآن لا يريد التقارب لهذه الدرجة .. تحدث بعد إجلاء حنجرته :" لا أظنها فكرة سديدة كوثر .. يجب فصل الشركتين كلياً ".
فيجد صوت فرسان أشبه بالمتخذ القرار وليس مجرد معترض :" لماذا جواد ..أراها فكرة سديدة .. الموقع أقرب لهنا من المقر القديم .. حتى لا أضطر للانتقال ما بين هنا وهناك ".
امتعضت ملامحه لكنه ابتسم .. لقد تعهد بحمايتها ولكن مما لا يعرف .. ربما من كل شيء .. ربما ما تحاول إخفاءه هو ما يتعب روحه معها ..
فض علبة سجائره يمنح وسيم إحداها .. سحب إحداها لتهتف كوثر بحماية زائدة كانت ستكون طبيعية في أي وقت آخر .. خاصة بعد الفرقة التي أحدثتها كوثر بالسابق :" رجاء .. دخنا بالخارج هناك أم وطفل .. النيكوتين يضرهما ..".
نظر جواد لهما ليشاهد نظرة فرسان المؤنبة له على نسيان وعده لها .. أمس كان عصيب له فعاد لتلك العادة القبيحة التي كانت قد ارتدته مع غيابها .. لم يشعل سيجارته وأعادها داخل العلبة ودفن الجميع في جيبه .. همس لوسيم :" تعال.. أريك الباقي حتى تقيم حملتك الدعائية من هنا ".
تحركا معاً بينما وقفتا المرأتين تدرسان كل ما يتعلق بالمكتب وشركة النبراس وحجم العمالة ... لتتفق على كل شيء ..
******************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 06-11-19 الساعة 02:46 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 06-11-19, 01:06 AM   #1569

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



في مكتب آخر **
دلف راشد لمكتبه .. هم مدير مكتبه بالوقوف لولا كف الرجل التي ارتفعت تمنعه وصوته يستفسر :" هل الأولاد بالداخل ؟!!".
أجابه الرجل :" نعم سيدي ثلاثتهم ".
تقدم للباب وفتحه ثم هتف لمدير مكتبه :" ما الطريقة التي تتعاملون بها مع بريد السيدة فرسان ؟!!".
أجابه الرجل بعد ان وقف منتصباً بتهذيب جم :" نحن نجمع لها البريد ونرسله لها في نهاية اليوم .. يأخذه لها مالك بك أو آنس بك ".
هتف أبوها بكل حزم :" بريدها كله أريد رؤيته بنفسي أما أنا أو رشاد ونحن من نأمر ماذا يذهب إليها وما ينتظر ".
لم يجادل السكرتير .. فقط إطراقه طاعة هي ما خرجت منه .. تركه راشد خلفه ليدلف لغرفته .. سقطت عيناه على أولاده الثلاثة كما تخليهم دوماً.. رشاد على مقعده الرئاسي وعلى يمينه وعن يساره كلا التوأم كانا واقفين حوله يميلان على المكتب يدرسان الأوراق معاً .. ولو كانت فرسان هنا كانت ستجلس معهم.. أمام المكتب تقودهم بخبرتها .. انتفض الثلاثة بحركة واحدة كلها احترام بالوقوف .. هب فيها رشاد الذي أعتاد بعض العادات منها الوقوف للكبير عند دخوله المكان.. مما جعله يرفع أصابعه لرشاد فيعود جالساً مستمراً في اجتماعه المصغر ليستمر دولاب العمل بتنظيم أكثر مع هذان الفارسان القويان ..

تقدم الأب ليجلس على الكنبة الجلدية في زاوية المكتب .. ينصت لملاحظات كل من الصغيرين ينشدا النصح من اخيهم فيمنحهما بلا كلل .. ويعيد ويكرر ما غاب عنهما ..
أصواتهم بالنسبة له عزف جميل للحن متحد متناغم .. نظر لخارج النافذة ينشد رب السموات يشكله ويسأله ان يتم فضله عليه .. حافظاً لطفلته وسعادتها ..
لملم كل منهما أوراقه ليهتف مالك :" سوف أذهب لنفذ هذا .. يجب إعادة المصانع لحالتها كفانا تعطلاً .. وقتنا بمال ".
فرفع أبيه رأسه هاتفاً بملاحظة :" وقمامتنا بمال أيضاً .. لا تلقوا بشيء في القمامة .. فقطعة صغيرة من الخامات قد توفر عليك مبلغاً ".
ثم أمر :" آنس افتح هذا الدولاب هناك .. تحرك ليفتحه .. وجد قطع من أنابيب وأسلاك وبعض المفاتيح .. كل هذه بقايا قبل ان تبتاع شيئاً أجعل رئيس الوردية يأتي معك ربما يجد حاجته هنا قبل الشراء.. أترى هذا الترس هناك ".
مد آنس أصابعه ليقبض على ترس صغير فرفعه .. أمام عينا الجميع :" هذا الترس بعدة آلاف الآن .. هناك عبوة منه هنا وستجدون بالمخازن عشرات العبوات .. اجعل منه ما يكفينا وبع الباقي .. واجعل مندوبي لمخازن يمنحونكم قائمة بكل شيء .. لا تدعونهم يبتاعوا شيء إلا للضرورة .. ما زلنا نقف وكأننا بالبدايات .. حتى تنتهي القضايا الوهمية جميعها .. ".
رفع مالك يده بتحية عسكرية .. ثم مال على أبيه مقبلاً رأسه :" لا تخشى شيئاً أبي .. كل هذا معنا .. لقد تقدمنا لا تخشى شيئاً ".
أغلق آنس باب الدولاب وفعل مثل أخيه المنتظر بباب الغرفة .. قبل رأس أبيه وغادر حاملاً ملفاته هو الأخر .. هامساً بمرح :" سندعكما .. فنحن لسنا متفرغين الآن ".
ليهتف أبوهما :" مالك .. ألم تذهب لوالدتك بعد ".
امتعضت ملامحه بانغلاق مما جعل أبيه يتحدث بهدوء :" لا تدعني أشعر بالفشل مالك .. أمك هي جنتك ونارك .. رجاء أذهب إليها .. صدقني الأمر لم يكن سهلاً عليها ".
طرقة على باب الغرفة جعلت الرد المتراقص تجمد على شفتي معترضة
دلف السكرتير يميل نحو راشد بصوت طبيعي :" سيدي .. السيدة نادرة تنتظر مقابلتك ".
اندهاش حل بوجه راشد .. رفع أصابعه تجاه السكرتير ليدخلها :" ما بكم .. منذ متى تنتظر أم أولادي بالخارج ".
خرج الرجل مكروب الوجه من مجرد اللوم في صوت رئيس شركته ، ليفتح لها الباب .. أطلت ببذة رسمية تتهادى ببطء مضطرب .. خطواتها تحمل الخزي .. وقف راشد مكانه مرحباً:" مرحباً أم التوأم .. مرحباً ".
سدد له أولاده ثلاث أزواج من العيون .. لا يعلمون هل يلومونه على هدوءه أم يقدرانه لذلك .. وقف رشاد مكانه .. ثم تحرك خارج أطار مكتبه الفخم هاتفاً :" مرحباً سيدتي ".
مد لها يده بطريقة مهذبة .. أخذت أصابعه في سلام عابر .. تركها هاتفاً لوالده :" أبي سأكون بمكتب فرسان أنهي هذا العمل ".
هتف أبيه به :" أجعلهم يعدون لك مكتباً ".
ابتسم ابنه بهدوء منتظم الملامح :" أبي مكتب واحد يكفينا .. لا نحتاج لمكاتب عدة .. الأصل في العمل الحركة وليس الجلوس إلا حول طاولة اجتماعات ".
كان يمنح درساً في كل كلمة يمررها .. مثله مثل فرسان .. حان الوقت ليحمل الراية ويسلمها للتوأم .. لم يكن هنا ليجني مال بل ليجني دفء..
هتف به أبيه :" لا تغادر رشاد قبل أن ألتقيك .. أريدك في شيء هام ".
لوح له بأصابعه وغادر المكان .. تجمدت نظرات نادرة على مالك الذي تجاهل النظر تجاهها .. تحرك ليغادر لكنها هتفت باسمه بحنين بالغ :" مالك".
تجمد ابنها مكانه .. يتمنى الفرار من حصارها له .. ما زال بين عقله وضميره تجاه عائلته وقلبه المؤنب له لأمومتها .. همهمت به :" لا تغادر .. رجاء .. كانت غلطة .. غلطة عمري كله ".
استدار تجاهها بعيني تطلق شرارات قاتلة :" غلطة .. سهرتك الماجنة مع شاب أكبر قليلاً مني .. غلطة .. قبلات سرية غلطة ".
هتف راشد بضيق منذر :" مالك ".
سدد له ابنه طاقته هاتفاً :" لماذا ؟!!.. لابد لنا من مواجهة بعضنا بالأخطاء لنحلها ".
امتعضت ملامح أبيه معلماً :" نعم .. لكن هناك خط .. لا تتجاوزه هي أمك .. أجلس لتعلم ما تريده منا .. أجلس وكن على قدر المسئولية ".
أشار لها حتى تجلس على المقعد المجاور له ، ففعلت .. تضغط على ركبتيها بطريقة من يجمعهما معاً ارتباكاً .. جلس راشد مكانه .. تفرك كفيها ببعضهما .. تنظر لكفيها بخزي شديد .. بينما تحرك آنس جاذباً أخيه مالك معه ليجلسا أمام أمهما على كنبة مزدوجة .. ينتظران البداية .. لكن طال بهما الأمر .. حتى بدأت تخرج ندف من الكلمات :" لقد .. قد .. أخطأت ".
كاد مالك ان يقفز واقفاً مرة أخرى لكن أخيه تحكم فيه ليجلسه مكانه بأن قبض على مرفقه حتى لا يتحرك .. عادت تحاول تجميع شتات نفسها .. متوجهة إلى راشد :" اليوم وضعت يدي على بعض الكوارث في دار رعاية القاصرات التي أديرها .. مخالفات جسيمة .. لم أعرف لمن اتوجه بها ".
بدون صوت ..أخرج هاتفه وأرسل لهاتفها رسالة أعلنت عنها بموسيقى خفيفة .. ليكمل لها مأربها :" هذا أحد وكلاء النيابة .. رجل شريف سيرشدك لما فيه الصالح لك وللوطن ".
دائما البدايات أصعب شيء ليتم الحديث فيه .. خاصة عندما يكون بسبب قرارات خاطئة .. يظل فيها الإنسان يدفع ثمن أخطائه :" أنا أيضاً .. ارتبكت راشد بعدما تركتني .. خاصة بعد مصارحة المشفى .. خرجت وأنا أشعر أني بلا ثمن .. الكل تاجر والكل ربح .. ما أنا في هذا كله ".
همهم بصوت ثابت :" كنت زوجتي نادرة .. أردت أن أشعر وأنا في محبسي أنك كأي سيدة أصيلة تقفي جواري .. لكن بمجرد ان منحتك ظهري .. طلبتِ الطلاق .. ففعلت لك ما طلبتيه .. خرج لأجدك تريدين مني أن أتوهم أنا ما حدث لصالحي .. لقد دمرتِ حسابات الشركة بجرد بيعك الأسهم .. نحن نعاني للآن بسبب أطماع في المال .. المال ليس هو ما يعنيني .. الشركة أهم .. عشرات العاملين .. بيوت مقامة .. كل شيء أقوم به من أجل هؤلاء حتى لو ظللت أقيم الجدران في الهواء من أجلهم .. هل فتحتِ القناة الفضائية .. أين هي الآن ؟!!".
انتفضت مكانها :" ضاعت .. تحت التحفظ ".
هتف بها :" بالنهاية .. ستأخذين قيمة الشك الذي أودعتِ به المبلغ .. أنا واثق أنه أقل من قيمة القناة الحقيقية .. قناة وجريدة ملحقة بها .. كلتاهما ستخسران المصداقية .. لن تساوي جدرانهما الثمن المرجو .. هذا ما أريدك أن تعلمينه .. المصداقية .. هي ما اخترتها أنا .. أخيك اختار المال ".
هتفت به :" رجاء راشد .. قف جواري ".
حدق فيها بشيء من الشفقة .. ثم أجابها :"سيكون أولادك جوارك ومعهم جواد كمحام .. لن أتركهم وحدهم نادرة ".
همست بصورة مقتضبة لقد وضع نصب أعينها ما يجب عليها الاهتمام به .. أولادها فقط .. وضع الرابط بينهما من الآن فصاعداً أو ربما منذ الأزل ولكنها لم تكن تدرك ذلك .. كانت تدركه منه .. كل اهتمامها كان منصب علي الغضب لكن الرضا بأولادها لم يكن هذا الخيار متاح بالمرة .. أدركت فساد تطلعاتها توها .. همس بصوت عادي :" مالك .. خذ والدتك للخارج .. استخدم قاعة الاجتماعات لتتحدثا فيه بهدوء ".
ضغط على كلمة بهدوء جعل مالك يمتثل بصمته المرافق .. وقف أمام الباب يفتحه ويشير لها لتغادر قبله .. متخذاً من سلوك والده أسلوب جديد .. لن يغضب أباها .. ولن يخسر ربه .. سيكون قوي بصلابة الأحداث التي مرت عليهم .. تبعهم آنس بعد ان قال لأبيه شكراً ناعمة هادئة تتسم بابتسامة رقيقة ..
****************
" أبي .. لقد أنهيت عملي .. سوف أنتظر فرسان لنذهب للبنك سوياً هناك تسويات ضرورية ".
أشار له والده ليدخل آمراً إياه :" ادخل وأغلق الباب رشاد ..أريدك في كلمة سر ".
دلف بالفعل حيث كان يطل رأس فقط .. أغلق الباب جيداً .. توجه بالقرب من أبيه .. فك زر سترته واستوى جالساً جواره .. مال عليه أبيه يسر إليه :" أنا خائف على فرسان من السر الباقي .. هشام يعلمه جيداً ".
ابتسم رشاد :" لقد اتخذت التدابير اللازمة بالإضافة أن هاتف فرسان جديد .. لا يعلمه سوى المقربون وأي هاتف آخر سيكون هنا عبر الشركة .. ".
وجد إجراء أبيه المتشدد :" لقد طالبت أن نرى بريدها كله.. لا أظن أنها ستغضب طالما البريد خاص بالعمل ".
أجابه ابنه بهدوء :" لا تقلق أبي ستتفهم فرسان ".
دلفت بعد طرقة واحدة مستفسرة :"كيف حالكما .. ما هذا الذي سأتفهمه رشاد ".
بينما جواد يسندها بيمينه متحدثاً بلطف :" سنتفهم أي شيء إلا تأجيل الزفاف ".
فتدلف بطنها قبلها .. تتحرك ببطء مرهقة .. مما جعل أخيها يقف متحدثاً بمرح :" لا سيد جواد .. لا تأجيل .. أنا أكاد أتزوج على نفسي يا رجل ".
كانت أصابعه تمتد نحو أخته ليسندها فتضرب كفه بمرحها مرة ثم تتمسك به .. صوت قهقهاتها يتجول في الكان .. أخذت انفاسها تهدأ .. وكفها أخذ يمسد بطنها .. مما جعل جواد يتحدث عنها :" سوف تقتلها بوقاحتك هذه .. تمسك بالحشمة ابن عمي ".
أدار رشاد وجهه لأبيه معلناً :" هذا الرجل .. كان بالخارج يلقبك ابن عمي وننحن كان يقول لنا يا ابن راشد ابن عمي .. لقد جعل عقلي يدور معه ".
أجابه أبيه وهو يربت على الكنبة داعياً جوهرته للجلوس جواره .. جلست وعانقته جالسة ليهتف بها قلقاً :" ما هذا يا فرسان .. ما بك طفلتي .. كأني أراك حاملاً بقطعة من جبل ".
تنهدت بتعب :" آه يا أبي .. لا أعرف .. مرهقة بشكل فوق طاقتي .. لكني اليوم حللت أكبر الأشياء .. سوف أكون مع كوثر بنفس المكتب وهي ستتولى أمور كثيرة .. لن أرهق أبداً".
حدق راشد في عينا ابنه حوار صامت استدركه جواد بعيني فاحصة :" أنا رافض هذا عمي .. أريد اٌستعانة بذوي خبرات ". بدل عبارته حتى لا يقول رافض التقارب نهائياً..
حرك راشد كفه معترضاً .. مبيناً :" لا كوثر لديها طاقة .. كانت بالماضي أذكى فتياتنا .. كان عاصم يلقبها بالدكتورة .. طيب الله ثراه كان يفهم في الأشخاص جيداً ".
بدلت فرسان الحديث بسرعة :" ما الذي كنت سأتفهمه رشاد ".
امتعضت ملامح ابيها لكن رشاد تولي الرد بابتسامة :" البريد سيدة فرسان .. له مدة يتجمع فوق مكتبك .. وأبي يخشى أن تفوتنا صفقة أو إجراء هام للمجموعة .. أمر أن يرسل له البريد وهو يتولى فتحه طالما يخص الشركة ".
ابتسمت مستدركة بساطة الموضوع :" الشخص الوحيد الذي قد أنتظر منه رسالة هو هذا الرجل .. وهو جواري .. كلها ستكون أمور خاصة بالشركة فلم تكن لي حياة خاصة بعيداً عن هذا القلب ".
تقدم ليجلس بعد أن سلم على عمه هاتفاً :" اليوم تحدثت مع عصمت المالكي .. من الغد سأتولى الدفاع عن سيف المالكي فقط لأن أبوه لا يستحق ما هو به .. عاجز كلياً ".
لم تحرك ساكناً حتى لا يبدل كلامه .. فقط تسند رأسها على كتف أبيها بصمت .. لتنصت لصوته الأثير :" حسناً جواد .. هناك أيضاً نادرة .. حضر تتحدث عن تجاوزات بدار الرعاية .. سوف تكون معها ومع التوأم .. لن نتركها إكراماً لهما .. ومنحتها رقم وجيه محمود الوكيل .. رجاء تواصل معه وكن معها جواد ".
ثم هتف ليكمل :" بالمناسبة هي هنا مع التوأم بغرفة الاجتماعات ".
عادت تقف من جديد بإرهاق شديد .. هامسة بخفوت :" سوف أذهب لأرحب بها .. أدرك شعور المرأة عندما تكون في ورطة ".
غادرت فعلاً لتقف جوار التوأم هما أولادها قبل أن يكونا أخويها .. ربما لهذا تغفر لكوثر.. لكونها مرت معهما بنفس المراحل التي مرت بها كوثر مع جواد ..
*****************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 06-11-19 الساعة 02:47 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 06-11-19, 01:07 AM   #1570

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



في داخل قاعة الاجتماعات .. يدور في المكان بفورة الشباب وتهورهم .. لا يقر له مجلس .. بينما هي تعيد وتكرر.. القصة التي سمعها .. تزوجت وقد باعني الكل وربح الجميع .. انتفض أخيراً لا قدرة به على الصفح .. ضرب طاولة الاجتماعات في المسافة بينهم ..
:" بسببك .. كسرت أبي .. بسببك جعلت أختي تختلف مع زوجها وكادت أن تفقد طفلها.. بل اتهمتها عدة مرات .. بسببك .. وأنت لم تكوني تفكرين بشيء سوى المال والمال فقط هو ما يه عائلة الطويل .. أليس كذلك .. تحالفتِ مع أناس هم أعداء أبي وفرسان .. أتريدين معرفة أهم شيء .. لم يثقوا بك وبمن هم مثلك .. فقط وثقوا بفرسان .. كانوا يضيقون عليها لأنها لا تتعامل مع أمثالهم .. انظري هي بأي مكانة الآن .. وأنت أين ".
وقف آنس الذي يشعر ان أخيه لن يهدأ ولن يميل للغفران :" مالك .. انتهينا .. أمنا في محنة .. لا حاجة بك لهذا الكلام ".
ابتسم مالك بكسرة حقيقية :" هي هنا .. لأن هنا فقط من سيقف جوارها .. خالك سيكون بالخارج هناك لدى ابنه وخالك الآخر لم نراه تقريباً .. هي هنا لأنها بالفعل وحيدة .. لو كان الشاب المغناج معها ما كنت رأيتها".
دموعها تغالب الكسرة التي تحاصرها كقيد شديد الوطء على عنقها .. هتف أخيراً :" سأقف جوارها ".
نظر إليها بتحديقة ثابتة اليقين :" سأقف جوارك فقط إكراماً للرجل الكبير الذي ربانا .. سأقف جوارك وأنا أعلم جيداً أنه لو وجدتِ فرصة لترسلينا للجحيم حتى تنالي ربحك ما ترددتِ لهذا ".
هتفت بخفوت متشح بسواد الذنب :" لا .. لن أكررها بني .. لا مالك لن أفعل سوى ما يريضكما .. فقط لا تدعاني وحدي ".
طرقة باب الغرفة جعلها تنتفض .. أطل رأس فرسان من خلال فتحة الباب ثم تحركت بنفس الوتيرة المرهقة .. ابتسامتها تزين وجهها .. وصوتها المرحب ببشاشة حسن الضيافة يعلو بطبيعية :" مرحباً نادرة ".
تقدمت نادرة منها وكأنها تنشد السند منها بالذات .. تمد أصابعها بسلام ثم تميل لتعانق فرسان .. أدركت مع كل حركة أن المرأة في ورطة حقيقية .. سددت عيناها تجاه أخويها لائمة :" أين واجب الترحيب بأمكما .. هيا نريد كوبين عصير.. لي غير مثلج فالجو بارد بما فيه الكفاية ..
أشارت لنادرة لتجلس حول المائدة البيضاوية :" تفضلي نادرة .. أسعدنا تواجدك".
كان آنس قد ضغط على زر الخدمة وطلب ما يريده .. ثم عاد يجلس بجوار أمه بينما فرسان احتلت المقعد أمامها متخلية عن مكانها الرئاسي لمالك حيث كان بالقرب منه .. كانت تلك رسالة بليغة أرادت وضعها أمام أعين نادرة .. كل حركة منها مدروسة .. وهنا تريد البوح أن الشركة لولديها ..
غمغمت نادرة :" حمداً لله على عودة أخيكم البكر .. رشاد أليس كذلك ؟!!".ابتسامة تمطت على شفتي فرسان لتستطرد نادرة :" لقد شاهدته ورحب بي منذ قليل في غرفة الوالد ".
مدت فرسان كفها تجاه كف مالك لتأخذها بإحاطة مهتمة :" أنا أغفر لأي أحد قد أساء بدون معرفة .. الأم ستظل أم .. وأمك كانت تتحرك لصالحكما .. لم تكن تعلم أنها داخل مصيدة كبيرة ".
ثم نظرت لنادرة هامسة :" قلبي معك نادرة .. كما تريد منتفخة .. لا أستطيع الذهاب معك .. لكن جواد هنا وسيكون معك حتماً ".
طرقة الباب جعلت آنس يهتف بصوت مناسب :" تفضل ".
دلف أحد عمال الكافيتريا يحمل صينية بها أكواب العصير .. تقدم ليضع الكوب الأول أمام السيدة نادرة حيث أشار له آنس والآخر تجاه أخته هامساً:" هنا الكوب الطبيعي ".
مال نحوها الرجل هامساً :" حمداً لله على سلامتك سيدة فرسان .. افتقدنا وجوك جداً ".
ابتسمت له هاتفة :" شكراً لك .. توأمي المفضل قاما بحمل الشركة بطريقة مميزة ".
خرج الرجل .. جلست نادرة تشعر بالفخر كون ولديها نجاحا .. يكفيها شهادة فرسان لهما . ترشف العصير .. تمنحها ابتسامة بين الفينة والأخرى ..
ظلت دقيقتان على الأكثر ثم وقفت لتغادر .. فتأمر فرسان أخويها اذهبا مع والدتكما حتى السيارة .. واليوم سيتصل بك جواد حتى يكون معك بأي وقت ".
غادرت خلفهما .. شعرت بضغط شديد .. على ساقيها .. مسدت بطنها هامسة :" ما بك فارس .. اليوم أنت صعب جداً ".
ثم نظرت لسقف الرواق كأنها تجد طاقة ضوء ترفع دعائها لرب السموات .. أن يكمل لها ما هي فيه وإلا ستتعب جداً مع الحياة القادمة ..
للحظة وحيدة قررت ان تحادث جواد .. كانت غريبة في رفضها الذهاب لطبيبة رعاية الحمل مؤكدة أنها بالفعل لا تحتاج لها .. تريد الطفل طبيعياً .. تتناول الفيتامينات التي كتبها لها الطبيب الذي ذهبت له في لندن .. مكتفية بهذا .. هبطت يد فوق كتفها جعلتها تضطرب ولكن الصوت ملأها سكينة :" ما بك فرسان هل أنت تعبة .. ليتك تنصتين لي ".
نظرت لوجه رشاد .. مدت له اصابعها ليسندها :" لماذا لا نذهب لطبيب ؟!!".
هتفت به بهمس مختنق :" لا .. سيخطئ الطبيب أمام جواد ويعلمه وأنا لن أستطيع مواجهة أي خلاف هذه الفترة ".
رفع رشاد كفها باتجاه شفتيه يقبلها كامرأة يحترمها .. ثم همس :" ليت كل النساء مثلك فرسان ".
همست وهي تستند للخلف على الجدار الصلب :"المفترض أن كل النساء هكذا .. لكن العبرة في الرجل .. كل إنسان سيجد إنسانة ولو كان لا يستحق سيجدها كذلك ".
هتف جواد من خلف رشاد :" أراك تنفرد بزوجتي .. ابتعد عنها ..اذهب لخطيبتك ".
همس مستنجداً :" خطيبتي .. لقد جعلها أبي تنقلب علي .. قال لها اختفي منه هذا الأسبوع .. بالفعل تتخفي بغرفتها منذ زفاف كوثر ".
هتفت فرسان :" أحسن أبي .. حتى تشتاق إليها .. ولا تنطفئ جذوة الحب سريعاً".
حدق بأخته بشكل مباغتاً وابتسم ولكنه عاد ينظر للخلف وكأنه مراقب .. وجد وجهاً أقسم ذات يوم على قتله .. تركهما مكانهما بشكل هستيري متجهاً للمصعد الزجاجي الخارج .. يمر في الرواق مرور العاصفة .. عازماً على وضع حداً له .. هتفت فرسان بجواد :" اذهب خلفه .. .. هناك مهاب بالمصعد ".. سدد جواد عيناه حيث المصعد الزجاجي الذي ينتهي بابه في آخر الرواق من الجهة المنحنية في هذا المبنى حديث الطراز وفريد بالبناء ..
لم يجد غير الهرولة تجاهه لا لحماية رشاد من هفواته ولكن لينال ثأره ممن حاول تدنيس زوجته .. تدرك أنها قد أضاعت أحدهما اليوم .. خطت بتعب تجاه مكتب أبيها القريب منها .. هتفت بالسكرتير :" من فضلك . ناد لي أبي ".
وغادرت تتحرك بسرعة تناسب حالتها ..
خلفها أبيها يهرول بتعب فكانت خطواته الواسعة هي أقصى طموحه في الحركة .. صادف خروج صفوان من مكتبه.. هتف به :" ما بك راشد ؟!!".
فلم يجبه .. لكن أكمل طريقه خلف ابنته :" لا يعلم ما بها ..كلمات مدير مكتبه جعلته ينتفض رعباً عليها .. وهرولتها هكذا ملأت قلبه جزعاً .. تحرك صفوان بعصاه خلفه .. وهناك في الرواق المفتوح على الخارج بنوافذه الكبيرة .. شاهد ما لم يدركه كلاهما .. فنظر راشد للخلف يناشده التأكد .. ثم حاول قطع الخطوات أكثر .. كان جواد ورشاد يمسكان برجل ينهالا عليه باللكمات ثم دفعه جواد أرضاً ليركله بحذائه المدبب .. بينما فرسان تصرخ :" لا .. تقتلاه .. نسلمه للشرطة ".
تجمهر الموظفين في هذا القسم الإداري على الأصوات .. فلم يسبق لهم رؤية رؤسائهم بهذا الشكل ..في البداية خشوا التدخل .. لكن القدامى منهم يعرفون طابع الرجل الكبير راشد ليس من طباعه هذه الطريقة في معالجة المور .. تحركوا فساندهم الموظفين الصغار .. اندفعوا مخلصين الرجل النحيل من يدي جواد الذي كان جلس فوقه ينزعه من الأرض نزعاً ويعود فيرطم جسده على الرض .. يتفوه بكلمات غاضبة تنم عن الشرف .. وأشياء كهذه .. نزعوه وأمسكوا به .. هتف أحدهما :"لنبلغ الشرطة ".
رفع مهاب يده يمحو قطرات الدم التي طفرت في زاوية شفته وأنفه وكأن الأمس عاد مرة أخرى أمامها .. صدح صوته متقطع :" لا .. رجاء ".
اقترب الرجل الكبير منه .. بينما الشباب يقيدهم موظفيهم وسط اندفاعهم يريدون تمزيقه .. وقف أمامه الرجل الوقور في اندفاع حمية الأب وغيرته على جوهرته .. لم يستطيع تمالك نفسه بالبرود فكانت صفعة واحدة انهالت على وجه مهاب .. تلقاها صامتاً طائعاً .. ثم هتف متحدثاً :" عشت حاقد عليك مع رشاد .. كنا نتغذى حتى ننتقم منك فقط ".
أدرك صفوان الموقف المريب وبشاعة ما يمكن ان يقال .. عندها اندفع امره لرجلين أمن :" أجلبوه لمكتب الرئيس ".
تحرك راشد بهيبته معقباً :" لا أظنه يحتاج لأحد يجلبه ،وإلا ما كان حضر من الأساس لرجال قد يأكلونه حياً".
تحرك مبتعداً عنه يتجه لجوهرته يحميها حتى من نظرات هذا الرجل الخسيس .. دلف بها ووجها خلف مكتبه لتجلس فقط وتراقب ما يحدث .. فعلت بصمت فخور كون رجالها حولها ينالون حقها منه ..
بعد لحظات .. كان الجميع قد جلس .. حتى التوأم حضرا ليشاهدا ما على الجميع .. جواد ورشاد وهيئتهما التي تدل على أنهما تعاركا .. مستنتجين أنهما قد تعاركا .. بل ضربا هذا الرجل الجالس في مقعد منفرد .. بينما هما يتحركان بالغرفة كأسدين جائعين لدمائه ..
منحه صفوان منديل من العبوة على منضدة القهوة في وسط الغرفة .. مسد بها وجهه ملتقطاً الدماء الطافرة فيعيد تهذيب ملامحه قليلاً .. همس بخزي مذعن :" أخيراً رأيت أبي اليوم ".
هتف جواد به :" ما لنا ومال فريد الدهان .. هو هناك خلف القضبان يحاسب على كل جرائمه ".
تنهد الرجل ببطء ثم أكمل ما يريد قوله :" لديك الحق .. ما جعلني أحقد على راشد هو هشام علوان .. أبي هنا يتفق على أسمدة مسرطنة للزراعات .. وذات يوم وصلني خطاب عبر الفاكس .. على منزلنا من شركة دحية ومن جهازهم .. يعلمني أن أبي تاجر في كل شيء حتى البشر .. هربت من المنزل لمنزل صديقي .. بعدها دخل رجل حياتي كان كما علمت من صديقي عمه .. أو صديق أبيه.. بدأ يدفعني بطريقة للمخدر .. وأنا نسيت نفسي وأخطاء أبي داخله.. أبي كان هنا يفسد والآخر يدعم عقلي بالمخدر .. جعلني أحد عبيده .. ثم اقترح ان أغادر لإيطاليا وسيكن لي شأن خر .. خطته كانت محكمة التعرف على رشاد في الميتم .. كان يغذيني بالحقد على راشد دحيه أبو رشاد .. كانت مهمتي للتقرب منه حتى أكتسب ثقته وقد كان .. كل معلومة بجرعة مخدر .. كل خطوة بأخرى .. الهدايا صارت مخدرات .. حتى أصبحت أنا المورد لأبي .. كان يبحث عني وأنا غريب عنه .. ثم اجتمعنا ذات يوم لأعلم أن ما جعله لا يتوب هو راشد دحية ".
انتظر راشد منه أن ينتهي من سرده :" ساعدت هشام علوان عن طريق رجل إيطالي هو أحد أفراد مجموعتي أن يتتبع ؟أخبار فرسان بأمر مباشر من رشاد وبنفس الوقت كنت أقيدها بشبكة رفيعة لحساب هشام .. والباقي أنتم تعلمونه ".
هتف جواد بحقد :" هل حضرت تحكي لنا قصة حياتك ؟!!".
رفع يده وحاول أن يدخلها لجيب سترته .. لكن رشاد استل مسدسه الذي لا يترك تحت أبطه أبداً .. وصوبه تجاهه :" إياك ووضع يدك في جيبك .. جعل الصغيران يندهشا معاً .. هتف مهاب :" معي شيء أظنك تريده ".
أمر رشاد جواد :" اذهب جواد وفتشه ".
بالفعل تحرك جواد وسط دهشة ملأت عيون الجميع .. بينما فرسان تعرقت خوفاً من أي حركة خرقاء.. في وقت السلاح تخشى من حدوث كارثة .. أخرج جواد من سترة مهاب فلاشة صغيرة .. فهتف مهاب :" لقد علمت من رونالدو القصة كاملة وذهبت لأبي صارحته .. أنه يستحق الموت وأنا أستحق الضياع .. ليس لأني صالح .. لا أنا فاسد من أب فاسد .. لا يملك غير أصدقاء فاسدين .. سأغادر وسأظل فاسداً حتى أموت ".
ما هذا المنطق الفقير سوى الذي يتحدث به .. أراد راشد الحديث ولكنه لا يأمن أمثاله.. فقد حاول مع أبيه من قبل .. فكانت النتيجة محاولة تلويث طفلته ..
أشار للفلاشة هاتفاً بهمس يعطره الخزي :" هذا الفيديو الكامل .. الذي يثبت محاولتي مع السيدة المحترمة فرسان ".
هتف جواد به :" اخرس لا تنطق اسمها على لسانك "
أجابه مهاب :" لديك كل الحق .. كم كان يسعدني أن أكون أخاً لك سيدتي .. "
ثم أكمل باستطراد :" سوف يستخدم هشام الجزء الذي أرسلته له ولكنه أرسله بطريقه ما لأبي ثم المليجي .. اليوم علمت أن الكل دمي بيد رجل واحد .. المهم فيه دليل براءة السيدة .. لحظة دخول رشاد وأنقذها وضربني ".
وقف مباغتاً الجميع للخروج تبعه مالك خوفاً منه .. فالطريق للجحيم مفروش بالنوايا الطيبة .. لمح أفراد الأمن والموظفين خارج الباب الخارجي لغرفة والده .. أشار مالك لرجلين :" اصحبا السيد للخارج .. واعلما من أمر دخوله المجموعة بدون الإجراءات التي أتفقنا عليها ".
بالفعل نفذ الرجلين الأمر .. أمر بعدها الموظفين :" هل اليوم راحة رسمية .. أعتقد هناك أعمال يجب عليكم إنهاؤها ".
تحرك الجميع كل لعمله .. بالنهاية هو أحد أصحاب الشركة ..
دلف لغرفة أبيه .. فوجد بالفعل وجوه مشرقة .. شاهد أخته وأخيه معهم جواد يفحصون شيئاً على جهاز .. ثم هتف رشاد بسعادة غامرة .. وهو يحتضن رأس أخته :" هو .. فعلاً ليس مزيفاً ".
تنفس أبيهم بتنهيدة كبيرة مسموعة :" يا الله .. الحمد لله ".
ربت صفوان على ساق أخيه مكرراً :" الحمد لله .. هكذا لو ظهر هذا الجزء الذي كان المليجي أرسل به لأسوار يهددها به .. لدينا الدفاع الحتمي ".
هتف أخيه به :" لا .. سنفقد هشام هذا السلاح بأنفسنا .. هو والشيك الخاص بدار الرعاية .. كلاهما .. نظم لي صفوان الأمر .. اتصل بوجنة حتى أخرج على قناة محترمة .. ".
اندهش الجميع بما فيهم رشاد نفسه الذي جادل أبيه :" أبي .. هل هذا تصرف صحيح ".
بينما فرسان هتفت :" فضيحة ".
لكن جواد بشجاعة :" أنا مع عمي .. يجب أن نفقدهم العنصر .. نباغتهم فلا يعد لديهم ما يهددون به ".شعورها يختلف عنهم ولكن .. عليها التفكير بالمنطق .. لو خرج والدها معه الجزئين وذكر الشيك الذي لم يحن موعد صرفه بعد فكل هذا سيجعل الجميع يصدق طهارتها ..
تحدثت بهدوء :" أثق بك أبا رشاد ".
هتف أبيها بحب :" أبا فرسان .. ما زلت جوهرة العائلة .. مصدر فخرنا ".
ابتسمت وهي تلقي لأبيها قبلة في الهواء ثم علقت :" أفعل ما تشاء .. فرسان مستنزفة .. فارس يلتهمني حقاً ".
وقفت بمساعدة يد جواد الذي عانقها بمجرد وقوفها أمامه :" دائماً ستظلين أميرة دحية ".
حدقت في عينيه تلتقط شذرات الثقة من داخلهما .. الفخر بها .. براءتها حضرت على يد عدوها .. أشفقت عليه لكنه يستحق .. فالشرف يحمي أولادنا ..
************************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 06-11-19 الساعة 02:49 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.