آخر 10 مشاركات
عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          خادمة بثوب زوجة- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *كاملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          أريدُ أنْ أكون *مميزة* و *مكتملة* (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          لازلت سراباً (25) -ج1س أنثى صنعها الهوى!- للمبدعة: Just Faith *مميزة*رابط خفيف (الكاتـب : Andalus - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-19, 08:57 AM   #561

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة المغرب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
كيف الحال والأحوال اشتاقنالك حبيبني نتمنى تكوني بخير انتي والعائلة الكريمة
في أماني الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله يا بطوط

وانا كمان اشتقت لكم

بخير يا قمري وعلكم بخير انتم كمان

ايام فضيلة

وانشغلت امبارح فعلا

بدار الايتام كان لازم نجيب ملابس للعيد للاطفال فعملتها

والفصل النهاردة بقيته ان شاء الله

من بدري باكمله

متعكم الله بالعافية

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووه




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 09-08-19, 05:13 PM   #562

ملكة المغرب

? العضوٌ??? » 450634
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » ملكة المغرب is on a distinguished road
افتراضي

المهم انتي بخير الله يجزيك على فعل الخير
اخدي وقتك حبيبتي
والله ما نستغنى عنك يا قلبي
ان شاء الله


ملكة المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-19, 08:27 AM   #563

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وحشتوني جدااااااااااااااااااا
كل عام وانتم بخير وسعادة

وزايدين ومش ناقصين يارب

احم احم ههههههههههههههههههه
الفصل تخيلوا جاهز من امبارح ومكتمل كمان

بس مش عارفة فيا اية لا رغبة لي اني اعمل شيء

حاجة جديدة عليا

عايزة بس اراجعه وانزله

لذا

اخر وعودي هيكون اليوم بامر الله

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:08 PM   #564

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وانتم بألف خير وسعادة

طبعاً معيدين هههههههههههههههههههه
ويارب دوما

المهم اخيرا بعد معاناة باقي الفصل

يارب يعجبكم

من الفصول الصعبة لان سرد الاحداث كتيرة

المه فيه كام كنبلة صغيرين هيأثروا كتير على الجتاي

خليكوا فاكرين

ايموز حذرت ههههههههههههههههههههههه
أمووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:12 PM   #565

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


علمتنا الحياة أن لكل شيء في الوجود ثمن .. والحب ليس استثناء .. للحب أيضاً ثمن .. لكن الحب ثمنه الحب..

أدار مفتاحه الخاص في مدخله ليفتح شقته بمنزل والده التي لم يقدر الوقت بأخيه الأصغر إعادة تأثيثها له .. ما زالت على حالها .. لا يعرف لماذا هو هنا الآن ؟!!.. كان ثمن وهج الحب الذي كان فيه حياة عائلته .. بل حياة كل الناس في شارعهم .. يريد حرق كل ما يخصها .. كل قطعة نسيج ابتاعها ولم ترتديها .. يريد تمزيقها بأظافره ..

قبض على مفرش السفرة الكبير الحريري المطرز بفخامة خيوطه الذهبية فتتألق على لونه العاجي بفتنة تحاكي السحر كلما سقط عليه الضوء السقفي .. هنا كان يعلمها كيف تكون زوجة .. كان يريد صياغتها من جديد .. ليته فقد الأمل بها ولم يجلبها لمنزله .. ليته ما حاول أن تكون قريبة منهم .. كل شيء بسببه هو ..

غضب يجتاح كل سكنة فيه ويكسر كل عظمة مهما صغرت في جسده .. اشتدت أصابعه انقباضاً على المفرش الحريري البارد مثل برودة الحية السامة .. جذب المفرش ليعري الطاولة الكبيرة فتكون خالية من أي زينة .. هذا هو لا يحب الزينة .. كان يريدها حقيقية بلا زينة .. بلا زيف ..

اندفع الطبق الكريستالي الكبير الموضوع في وسط المنضدة للأرض فهبط مهشماً .. صوته المزعج لم ينل انتباهه .. كان في حالة من غضب تدور داخل روحه بدومات اعصارية هزمت أي هدوء .. كان في حالة من فقد روحه .. حالة لم يكن يمر بها لولا رؤيته لأخيه يصارع الحياة .. فيقف على بوابتها هناك يمد أطراف أقدامه للجهة الأخرى تجاه الموت الذي يريد خطفه ..

بدأت عيناه تنضحان أنهراً من دموع حارقة .. لماذا فتحي ؟!!.. لا تتركنا أخي؟!! .. ويمد يده لكل ما زين به هذه الشقة وكأن زخرف الحياة الذي صنعه لها يؤلمه .. يهشمه .. لا فتحي لا تترك ابنك .. أتركني أنا ولكن لا تترك ابنك .. سندك .. فتحي لا تتركه .. يجذب كل ما تقع عليه يديه .. يطوح كل شيء .. صخب عارم وتحطيم مدوي .. كان يرى مازن الصغير وهو يجاهد البكاء خوفاً من الموت على يد اللصوص لو سمعوا بكائه .. أنه قد أذى كل فرد أحبه .. فتحي ومازن حتى شروق ..

جعلها الصوت تنتبه أن هناك خطب ما .. ربما لص .. فالمنزل خال إلا من القانطون في هذه الغرفة .. انتفضت شروق من مكانها .. حيث استقرت على كنبة جانبية بغرفة حموها الحاج ناصف .. تتلو القرآن وتبتهل بالدعاء للخالق حتى يترك لهما أبيها وأخيها بحكم العشرة الطيبة .. أغلقت المصحف وهبت واقفة في مكانها .. مما جعل حماتها الجالسة فوق فراشها تنظر إليها من غفوتها القصيرة .. ثم تنظر لمازن الجالس أمامها في مكان بقلب الفراش حيث يربت على كف جده النائم .. الذي فضلوا نقله لهنا مستكملاً علاجه حتى يبتعد عن توتر رؤية ابنه في هذه الحالة الثابتة .. حتى الثبات مؤلم أحياناً عندما لا يكون على هوانا وإرداتنا..

عادت حماتها تنظر إليها قاطعة صمت المكان :" مابك يا ابنتي ؟!!".

غمغمت شروق بما تبث به الهدوء في قلب السيدة التي حمدت الله على عدم سماعها هذا الصوت المهشم للإعصاب :" لا شيء أمي .. اختنقت فجأة .. سوف أذهب لمريم قليلاً ".

أهدتها السيدة الرحيمة حلاً أكثر واقعية :" ظننتك ستذهبين لتفقد أبيك .. ابنتي هو جنتك ونارك الآن .. جالس ينتظرك مع المقدس ناجي ".

هتفت شروق بلهفة :" نعم يا أمي كنت نسيت .. سوف أمر عليه أيضاً ".

أجابتها السيدة :" خذي معك مفتاح الشقة .. سوف أخذ مازن في أحضاني وأحضان جده لنغفو قليلاً ".

هتف مازن بصوت يكاد يصل للهمس :" لن أنام جدتي .. نامي أنت وسوف أمسك يدك مثل جدي .. هكذا قال بابا يجب أن أفعل حتى أجذبه لي وأعلمه طريقي فيحضر إلي".

ربتت جدته على كفه الصغير وسحبته إلى جوارها وهو ما زال متمسك بكف جده هامسة :" اذهبِ أنت يا ابنتي ".

ثم همهمت في آذن الصغير :" تعال لنمسك يده سوياً حتى نعلمه مكاننا عندما يفيق .. سيرتاح لو وجدنا نائمين جواره ".

تحركت شروق بروح ملهوفة حيث الصمت بعد الصوت الذي خلق قلبها من داخل المنزل .. مطمئنة أنه ليس هناك لص.. تدرك تمام الإدراك أنه شقيق روحها فهمي .. لكن لتطمئن عرجت قبل الخروج من الشقة على النافذة الموجودة بالاستقبال تنظر لسيارته التي بالفعل وجدتها مكانها أمام المنزل .. قبس من غيرة لاك قلبها .. هل بالفعل يتجنبها؟!..، فيذهب لتلك الحفرة من جهنم ليبقى فيها مع ماضيه ..

مدت الجدة ذراعها تحت رأس الصغير ليتوسدها براحة .. متجاوزة مكانه حيث تلف أناملها الدقيقة تحيط كف زوجها المتغضنة مثلها بفعل السنين الماضية ..هامسة بدمع الحنين الذي يأكل قلبها على رفيق عمرها وعلى ابنها القائم بكل شئون حياتهما :" سيكون بخير .. وفتحي أيضاً سيكون يخير سيحمل طفله وسيملأ المنزل أطفالاً ".

مرددة :" يا الله .. يا الله .. لا تختبرني في أي منهما .. لطفك يا رب ".

مد الصغير القابع في أحضانها .. المنصت لكل ما تهمس به أصابعه النحيلة نحو عينيها يمحوها ثم يعلق ببراءة معترفاً بما اعترف به لفهمي:" لا تبكي جدتي .. حتى لا يعرف اللصوص مكاننا.. كوني مثلي .. أنا لن أبكي كما قلت لبابا ".

انتفضت السيدة الكبيرة بوجع روحي .. مسددة له نظراتها لتعلم كم يتمزق هذا الطفل رغماً عنه .. فما يحدث هو أكبر من إدراكه ؟!!.. شددت عليه بكفها الحر هامسة :" عندما تخاف يا مازن أبكي وأذكر الله .. البكاء يا ابني دواء للروح والقلب يطمئنه الله.. ردد خلفي مازن .. الله أكبر.. الله أكبر .. سبحان الله العظيم .. الحمد لله ".

لم يتحدث مجدداً بل ظل يردد ما سكبته داخل آذنه بأبجديات من كبر قبل أوانه .. وروية من يبحث عن هدوء ليغفو داخل أحلامه .. بالفعل ظل عدة دقائق ثم اسدلت أهدابه على عيونه المرهقة .. تلاها ثقل أنفاسه وخمود جسده بعد انتفاضة وةاحدة دلالة على رحيله في عالم الأحلام .. ظلت تتلو عليه من آيات الذكر الحكيم .. وتنظر له ولزوجها النائم بفعل الأدوية حتى يطمئنوا عليه كلياً فما زال يعاني من صداع وإرهاق .. ربما هو في حالة فرار حتى يفيق ابنه ..

دقائق خمسة قد مرت لتصعد حيث شقته الزوجية السابقة .. كادت تتميز غضباً من تلك الهالة الغابرة من الغيرة العمياء التي غمرتها لمجرد إلتجاءه لهذا المكان .. حيث كانت هنا لها غريمة خانته .. لكنها بلحظة سمعت مرة أخرى ما يشبه صرخة مكتومة .. مما جعلها تهلع وتنفض عن رأسها هذه الأفكار .. مؤكدة لنفسها .. لا يمكن لفهمي أن يعيرها مشاعر بعد ما حدث ..

وجدت الباب مشرعاً فلم يكن قد أحكم إغلاقه خلفه.. أطلت برأسها لتشاهد جميع المفارش الثمينة على الأرض هي وما حملته فوقها من تحف واكسسوارات ديكورية قيمة .. كل شيء محطم .. رفعت أطراف فستانها الطويل بأناملها الرقيقة لتخطو بين الشظايا .. آنة جديدة من الداخل أعقبها صوت تمزيق قماشي جعلتها تقفز نحو الداخل بجدية قاطعة التردد الذي أستولى عليها لحظة لتعلم ما يحدث ..

أطلت برأسها داخل الغرفة الكبيرة الخاصة جداً بحياته الماضية .. وجدته هناك يقف أمام الخزينة الكبيرة .. يداه داخل الخزينة يقتلع كل آثارها من داخلها .. كل ما كان قد أعده لها ولم يتح لها وقت خيانتها أن ترتديه ..

يرمي به أرضاً .. ثم يأخذ غيره وكلما علق المشجب كان ينزع الملابس بكل ما يملك من غل فيمزق أقمشتها الحساسة ..

كانت تنظر إليه وداخلها إشفاق على حاله .. هيئته قتلت خشيتها ان يكون هناك بقايا من غرام لم يستطيع خلعها من داخله ..

خطت آخر خطوة لتكون هناك معه بذات الغرفة .. داخلها طاقة لطرد أي ذكرى لهذه العظاءة السامة ..

داست بقدمها المحمية بخف منزلي جلدي بعض الملابس فتحرك مشجب أحدهما مرتفعاً ثم عاد يهبط مجدداً ... جعله الصوت الخافت للخشخشة الخلفية يدرك أنه لم يعد منفرداً فتجمدت أطرافه إلا من حركة واحدة ظنها لم تلاحظها عندما جذب كم أحد الأثواب ومسد عينيه خفية منها .. لا يوجد غيرها يتفقده بعد هذا الضياع الذي تسبب فيه .. لا يوجد له ملجأ سواها ..

همست بنعومة صوتها مستفسرة ومطمئنة بذات الوقت :" فهمي .. ما هذا؟!!".

تنفس ببطء ثم رفع هامته لأعلى وكأنه ينظر لحجب السماء العلوية من خلال السقف الأبيض ثم اغتم صوته عندما خرج موضحاً :" ألعن نفسي وغبائي ".

تنفست ببطء حتى لا تجرح شقيق روحها بكلمة :" لعن الله من يلعنك فهمي .. لا تتحدث هكذا عن نفسك .. لماذا؟!!".

أخذ حفنة جديدة من ملابس فارهة لم يقدمها حتى ليعرف ما صورتها داخل هذه التصميمات الفاخرة .. ثم تركها تسقط أرضاً .. استدار باستسلام كامل على عقبيه موضحاً بتعاسة قانطة :" لماذا ؟!!..".

أغمض عينه ثم عاد يفتحها بنظرة خاسئة وصوته يقطع نياط قلبها :" لماذا حقاً ؟؟".

متفجراً بكل ما يحمل من قوة صوت :" لأني جلبت على عائلتي مصيبة .. روح سوداء لا تهتم بأحد حتى نفسها .. لأنني السبب فيما يحدث لأخي الصغير .. كنت وفتحي لا ننفصل أقرب أخوتي لي هناك يعاني .. وأنا .. أنا ".

طوح كفيه بيأس مطبق :" أنا السبب في ألمه .. وفي ألم زوجته .. أنا السبب شروق .. في كل شيء حتى فيما حدث لك ولمازن .. كل شيء أنا السبب فيه ".

غمغمت بصوتها الأسيف :" مازن ".

أجابها بضيق من مكانه بأخر الغرفة بينما هي ما زالت لا تجرؤ على تخطي الحاجز من الملابس المرمية ولا قادرة على تخطي حاجزهما النفسي :" نعم .. لا تدعي أنه بخير .. أنه ما زال خائف .. لم تدمع عيناه خوفاً من حضور اللصوص .. هكذا ذكر لي .. لكنه لا يعرف أني السبب في كل شيء ".

انتفضت من القسوة في جلد نفسه بتلك الطريقة ، ثم هتفت ، وهي تتحرك قاطعة تلك الجدران الجائرة بينهما :" لا فهمي .. لا تزد على نفسك .. ربما أخطأت في الاختيار بالبداية لكنك لم تتفق معها على كل ما يحدث ".

رفع أصابعه يحك جبينه المرهق هامساً بخفوت مظلم :" فتحي.. شروق .. فتحي يموت ".

مدت أصابعها تدفئ أصابعه من فوق رأسه ، وتأخذها بين راحتيها :"لا فهمي.. سيكون بخير .. ادعو له بالخير وتفائل سيكون بخير .."

حرك رأسه رافضاً كلماتها .. فتقطع عليه نحيبه الذي كان قد بدأ في الصعود بكلمات تعيده لصوابه :" وهل ما تفعله هذا يعيده إلينا .. لا فهمي .. فتحي لو رحل سيكون لأن الله أراد هذا .. كن قوياً حتى يعود إلينا .. فالحزن يكسر القلب ويقتل الروح .. لا تجعل حزنك ينسيك الله وقدرته ".

عيناه تصلبتا في تحديقه المستمر داخل قوتها التي لم يكن يتخيلها بينما هي تهتف فيه :"الحب مثله ومثل كل شيء لا يولد كاملاً ولا ينتهي كاملاً .. يبدأ بذرة صغيرة يراعاها كلا المحبين .. وأنت رعيت ولم تجد من يرد لك عطائك .. انساها فهمي .. ليس لأنها لا تستحق .. بل لأنك تستحق الأفضل منها ولا أقصد نفسي فهمي .. أقصد أنك رجل بكل معنى الكلمة ولا أريد سوى أن تكون سعيد حتى لو بدوني .. المهم ان تكون سعيد فهمي ".

سحب أصابعه من راحتيها ليحيط وجهها بكفيه هامساً :" أنا لا أحتاج سواكِ شروق .. كنت هنا أمزق آخر شيء قد يصلني بالماضي ".

اناخ صوته بإرهاقه الحالي :" الحقيرة هي من فجرت المكان .. برخصها باعت كل شيء .. حرضت لص على سرقة هاتف أبيك .. ثم اتصلت على الشيخ فهيدي والآن وصلت للتفجير ..".

همست بغضب مكبوت :" لقد أضاعت نفسها هذه المرة .. لن تتركها الشرطة ".

همهم بحقد مغلق بظلمة :" وكأن همي أن تفر .. لو ظهرت أمامي كنت سأقتلها بيدي .. مثل هذه الأشياء التي كنت جهزتها من أجلها ولم تتح لي فرصة أن أهديها إياها .. اكتشفت خيانتها بعد أن وضعتها في الخزينة ثم ذهبت لأحضرها لمنزلي فأجدها خائنة ".

أغمض عيناه على الوجع فما كان منها سوى أن احتضنت رأسه بين ذراعيها تريد أن تنزع هذه الأوجاع كاملة من قلبه فيهمس لها :" الخيانة كسرت رجولتي .. فخري بنفسي .. نجاحي .. قتلتني شروق ".

تمسد شعره بين كفيها هامسة :" لا .. ما عاش من يكسرك فهمي .. هي فعلت كل شيء لتنتقم لأنك من رفضت حقارتها .. هي تتحسر عليك .. تعتبرك رفضتها ،وأدرت لها ظهرك .. لا تتألم أنت .. دعها تتألم وتنزف ندماً حيث هي ".

رفع ذراعيه يحتضن جسدها بين حصن صدره .. كلماتها ضاعفت داخله شذرات الرجولة وضخمت الآنا أكثر .. ربما هذا ما يحتاجه بالفعل في هذا الوقت .. يحتاجها .. همست بين ثنايا عنقه :" فهمي أنت تستحق من تمنحك الحب بالحب ..".

غمغم بكل ما يملك من الأسف :" هل تفعلين شروق ؟!!.. هل سامحتني ؟!!".

أجابته بلا تردد :" أأستحق قلبك فهمي ؟!!.. لقد أخذتني من تحت أقدام الدنيا لتضعني فوق رؤوس الكون .. سامحني أنت على قلب الأم الذي خاف فكاد يفقد أفضل ما حدث له ".

غمغم بتعب وكأن جسده يرتخي مكانه :" هيا بنا.. أريد الراحة اليوم كان مرهق شروق ".

نظرت حولها تشاهد كل هذه الفوضى وقبل أن تقترح ما أرادت هتف فيها بأمر مباشر :" لا .. سنجمعها غداً وسوف أرسلها جميعاً للعم سليم .. ربما يستطيع منحها إياها ".

تدرك من داخلها أنه يريد الحسرة للخائنة .. فهذه الأشياء هي من ملابس نجمات السينما .. هتفت بحب متفهم :" سأفعل بالغد .. سأجمعها غداً فهمي ".

همس بخشونه :" ليتني صادفتك قبلها شروق ".

هتفت بخفوت سعيد :" أنه القدر فهمي .. ربما لو التقيتني قبلها ما كنت فكرت في .. لها نصيب تأكل خبزك وملحك فهمي .. لا تدعنا نحييها معنا .. دعنا نحيا مع من يحبونا .. أما هي يتكفل الله بها ".

مد يده حول كتفها يحيطها باهتمامه دافعاً إياها بنعومة للخروج من هذا الجب المظلم الذي يحتوي كل الذكريات السيئة .. اجتاز الاستقبال وهو يعقب :" وكأني تركت باب الشقة مفتوح لأني لا أريد الإنفراد حتى بأشيائها ".

كان اعتراف لا تحتاج شروق غيره لتثبت قلبها وتركل شبح الغيرة منه نهائياً .. يكفيها أنه لا يريد الإجتماع بأقمشة لم ترتديها .. وضعت ذراعها خلف ظهر تحيطه بعنايتها فيصلها دفء بشرته من فوق قماش قميصه القطني الناعم .. فيقبض على أصابعها بأصابعه ويهوى على مفرقها بقبلة مباغتة سحبت كل الطاقات السلبية منها ومنه .. مداعبة أصابعه لأصابعها .. نظرته الواعدة بالأمان هي ما تحتاجه الآن ..

تعلم أنها أصبحت له من أول لحظة .. ولكنها الآن تشعر أنه صار لها .. بكل مشاعره .. أنه الحب بينهما تدعو الله أن لا يشيخ أو يترهل .. تتمنى حبها قائم أبد الدهر بهما معاً ..


**************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-08-19 الساعة 03:11 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:13 PM   #566

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الاختيار قرار بين عدة خيارات .. بعضنا يراه من السهل جداً عليه قرار بالتنحي أو التخلي .. للتمسك بشيء آخر .. بعضنا يعتقد أن الأبيض داخله يتغلب على الأسود والعكس صحيح ..بين الأبيض والأسود حياتنا ,, يحدد مكاننا بين الأخيار أو الأشرار ..

" هنادي ..هيا انهضي ". رفعت جانبها المضجع على فراشها القاسي تلك الحصيرة البلاستيكية القديمة التي فرشتها أرضاً لتنال بصيص من راحتها المفقودة .. همست بتعب :" لأين يا أخي ؟!!.. أتريد مني طعام ".

صدح صوتها بحقد لاذع :" لا .. لا أريد منك شيئاً .. هيا للعمل .. هل ستظلين هكذا نائمة في دلال ".

نظرت حولها للفقر في كل زاوية .. بعدما أخذوا من غرفتها كل شيء .. حتى الكنبة الخشبية أخذوها وملابسها نفسها لم تجدها .. غمغمت بسخرية :" هل أنا نائمة على فراش من ريش نعام .. أين كنبتي أخي وملابسي ؟!!".

نظر إليها بكل ما يستطيعه من حقد أعمى وتهكم سافر :" وهل مثلك لها الحق في السؤال؟!! .. يكفي أنك ما زلت حية بفضلنا ".

اندهشت لمجرد سماعها لهذه المقولة المجحفة بكل الظلم .. اتبعتها بابتسامة شاحبة ثم همسة مكلومة :" أنتم السبب في حياتي .. أنتم ".

سدد لها نظرة قاتلة من قسوتها ثم هتف مهاجماً :" نعم نحن .. ويجب عليك تسديد المقابل لذلك ".

جذبها من كتفها بقوة مما جعلها تصرخ بألم عندما نخرت أصابعه في عظامها .. مما جعلها تنطق بضيق باكي :" من كان السبب في حياتي .. أعادني ودفع لكم ما تريدون ثم غادر .. ليته ما فعل حتى لا أنظر لكم بهذه الطريقة ".

لتجد منه صراخ جديد أكثر إيلام وتلك القبضة تزداد نهشاً في كتفها :" هيا يجب عليك العمل حتى تستمرين في الحياة ".

انتزعت نفسها من بين أصابعه المغروزة في كتفها :" معنى هذا أني أدفع ثمن حياتي ".

ابتسم بشماتة سخيفة :" وهل للساقطة ثمن؟!!.. هي أرخص من هذا ".

ثم أمسك بإحدى القلل الفخارية الحمراء الموضوعة في صينية داخل غرفتها .. مهيلاً منها بعض الماء من حيث ارتفاع يده .. تابعتها بسذاجة كمن يتابع حياته فعلاً .. هبطت القطرات ممتزجة بتراب الغرفة وتحدث لونا داكناً غير الباقي وكأنها دماء لطخت الأرض الغير مجهزة حتى ببلاط اسمنتي رخيص .. من فقرهم وبؤسهم لا بلاط فقط تراب تم مزجه بالماء وترك حتى جف فصار هو وسادتهم وجلستهم .. ولا دهان للجدران .. فقط اللون الأسود يحيط بهم حتى أنه يجثم فوق أنفاسهم براحة شديدة ..

انقبض قلبها ثم عادت تجلس مكانها فيصرخ فيها أخوها :" ماذا تفعلين يا ساقطة ؟!!.. هيا مكاننا يرفضك ".

رفعت كفيها تضعهما على رأسها بيأس مطبق .. صوت همهماتها لم يزده إلا نفوراً :"لا ندفع سوى ثمن الأشياء الجميلة أخي .. حياتي لم تكن جميلة بسببكم .. خذها أفضل ".

للحظة شعر أنه عاجز أمامها .. كيف سيحركها خارج المنزل لتكد بدلاً منه لتعينه على التزامات حياته هو .. ولكن صورته ستكسر أمامها .. فلم يجد غير التصرف الطبيعي لشخص همجي غير مرتب المشاعر يخاف على مناطق نفوذه .. انهال عليها بأقذر السباب .. ضرباته كانت تنال وجهها لتزيد من تحقيرها .. ركلاته أكثر إيلاماً .. انتهى بأن جذبها وجعل خفه الجلدي المهترئ فوق رأسها بعد أن جذبها هكذا بيده لتسقط أرضاً .. الغريب أنها ولأول مرة لا تصرخ .. هتف فيها :" أصرخي لتعلمي ماذا أنت ؟!!".

أجابته من تحت خفه بصوت منقسم .. لاهث :" وهل صرخت يا أخي ؟!!.. لم يعد لصراخي معنى ".

دلف أبيها المنحني الظهر هاتفاً بصوته الممزق على ابنته :" ماذا تفعل بها؟!! ..حرام ".

نضح صوت أخيها الذي عاد مستأسداً متسيداً أمام كهلهم :" أطمئن أمثالها لا يعرف سوى الحرام ".

رفع قدمه من فوق رأسها الملتصقة بالتراب مهاجماً :" لو كنت غنياً ما كنا أخرجناها للعمل .. ولا جلبت لنا العار .. لو كنت رجل ما كنت تركتها حية لللآن ".

هتف أبيه المتجمد مكانه ككل مرة تضرب فيها :" ماذا تريد منها ..دعها فجراحها ما زالت ملتهبة .. ألم ترى صدرها ،وعنقها ..حتى وجهها ملتهب يا بني ".

سدد لأبيه نظرة قاتلة مخرسة :" اجعلها ترتدي الثوب .. ستعود للعمل اليوم ".

صدح صوت أبيه في جسده الذي تحرك ليغادر :" وهل السيدة رحيل طلبتها من جديد ".

حدق فيه ابنه :" لا .. لم تفعل .. انا سأخذها واستجديها لتعود عندها .. تدفع جيداً .. وأنت لست بعادل .. بعدما وزعت نصيبي من المال الذي تركه لك سنمار الغالي لحظة جلبها لك ..لم تترك لي شيئاً ".

صدح صوت الرجل بصراخ اليأس والوهن :" وهل كان بيدي .. المال كان لها ولكن أخوتك فعلوا مثلما فعلت .. ضربوها قائلين لماذا يعطيك المال .. فتركته لهم من أجل ابنتي .. المال لها يا ظالمين ".

ضجت الغرفة بضحكته الخائبة :" لو كنا ظالمين .. فما هي .. وأنت ألم تحضرنا في الكون .. جعلتنا نعمل وأنت جالس مكانك .. عملنا لتتسيد أنت .. حان وقتنا .. يجب أن يعمل أحد من أجلنا ".

الضعف وقلة الحيلة .. جعلا الظلم علو جبل الأطلسي يحتاج متفجرات من الرحمة لتفتيته .. لم تدرك ما تفعل لتظل هنا .. خاصة ورحيل لن تتركها حتى تذيقها من العذاب .. للحظة نظرت للمبة الجاز المعلقة فوق الجدار .. تتخيل لو أنها سكبتها على نفسها بدأ من شعر رأسها فتشعر ببرودة السائل الكهرماني ورائحته النفاذة .. ثم تعقبها بإشعال عود كبريت تلقيه على الأرض بما حوته من قطرات الجاز .. لكن هبوب ألسنة السعير كان أكثر من احتمالها التخيلي .. اقشعرت منه .. فوقفت بعجز كامل وطاعة خاضعة .. تجلب ثوبها الواسع من قماش البرونج القديم فقد ورثته عن أمها كما ورثته أمها عن الجدة .. فمثل هذه الأثواب الغالية يورث أيضاً .. وضعته عليها تغطي سواد روحها بسواد ثوبها فلا فارق بينهما .. سواد الحياة يخفيه سواد الأثواب ..

نظرت لأبيها المهان في رجولته .. نظرات خزي بدلاً عنه .. تحركت للخارج فتسمعه هامساً :" لولا خطيئتك ".

لم تجبه .. ولن تريد .. الحب لم يكن خطيئة .. تحركت تسعى خلف أجلها ..ببطء خطوات .. فلتكن هي ورحيل فقط .. ربما تدرك رحيل أن لا حيلة بيدها .. كلاهما مقيدتان معاً للنهاية ..
****************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-08-19 الساعة 03:11 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:14 PM   #567

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جالس في الغرفة حيث دوره لا يتركها حتى يتم اللقاء .. هتف في السيدة الجالسة على الفراش :" ماما ولاء ..أأحضر لك شيئاً ".
ابتسمت بطريقة من يقتنص دوره من الأيام مجدداً :" لا يا آنس .. شكراً .. أنا بخير .. هل أكلت أنت ؟!!".

ثم أتبعتها :" أين مالك في هذا الوقت ؟!!".. هل أكل شيئاً؟؟!!".

هتف بها :" أطمئني سوف يأكل حتماً .. لن تتركه السيدة نبراس هكذا بدون طعام ".

أغتمت ملامحها .. لا تؤيد ما سيتم فعله .. غمغمت بكلمات خرجت من بين أسنانها :" ما زلت لا أؤيد ما يحدث ".

ضغطت على شفتيها مستطردة :" القبر طالما فتح لن يغلق حتى ينال أحدهم ".

داعية أن ينجي راشد من براثن الموت .. تتذكر صوته وهو يجلس مكانها على فراش المشفى .. ينظر لأخيه صفوان هاتفاً :" هيا بنا صفوان .. نريد المغادرة قبل أن يفطن للحيلة ويبدأ في التحرك ".

ثم نظر إليها هي .. وقد كانت قد علمت أنه بخير حال .. وأن كل القلق والتوتر ما هو إلا مسلسل من صنع يده .. هاتفاً :" ولاء .. فرسان في خطر .. عودتها سالمة يكمن بين يديك .. لن يدخل عليك أحد فالغرفة مؤمنة جيداً .. أنا سأسافر لجلب ابنتي .. لتلد هنا سالمة بيننا .. نحيطها بقلوبنا ".

كانت قد فهمت منه كل شيء .. فخشيت عودتها :" لا تجعلها تعود .. لن يتركها هذا النظام بما معها من أموال طالما علموا .. من الخسيس ".

شلت نظرته عضلة قلبها فلم تراها أشد ظلمة من ذه وهو يهتف :" زاهر كلب مسعور طول عمره .. وجد حياة ابنتي أرخص من عمره .. سأندمه على هذا .. لن أتركه طويلاً .. سيكون تحت حذائها صدقيني ".

امتعضت ملامحها ثم هتفت :" لقنه دروس الرجولة راشد .. بعد أن نحر أبي وقتل قلبه .. ثم رماني عليك فتحملتني أنت راشد بكل مرضي وحقارتي معك .. الآن يريد الإستفادة من ابنتي .. لعنة الله عليك يا زاهر ".

أجابها بحدة من يدرك حربه موجهة لمن :"ولاء كنت نعم الزوجة رغم إخفاءك عني أشياء .. لكن الآن هو ما يهمنا .. لعن الله كل من يترك أمثاله يستفيدون منا .. لن تقلقي ولاء جوهرتنا ستعود حتى لو جثتي ".

سألته ملتاعة متوجعة لمجرد خوفها عليه وعلى طفلتها .. الخيار بينهما صعب :" راشد الصحافة ".

ابتسم صفوان معلماً :" لا تخشين ولاء .. لن يستطيع صحافي المرور لهنا .. هذه الغرفة داخل أخرى .. الطبيب مدير المشفى الحالي كان قد اكتشف جراحات غير مشروعة في هذا المشفى وتلك الغرفة كانت بالماضي يتم فيها هذه العمليات .. ساعده أخي راشد وتم الإبلاغ عن هذه الجرائم الإنسانية .. بعدها تزوج ابنة صاحب المشفى التي كانت قد أوكلت كل شيء لمدير المشفى السابق بعدما مات أبوها .. بالنهاية أخي كبله بالمعروف فصار عليه دين كبير ".

ارتاحت أساريرها .. لن تضحي بأحد منهما .. لا فرسان ولا راشد .. لكنها وهذا ما أعلنته له :" أذهب يا راشد .. أحضر ابنتك .. أعلم أن الشباب لن يقصروا بحمايتها ، ولكن وجودك جوارها يطمئنها ويطمئنني أكثر ".

التفت للشابين ملقياً كلماته بهدوء مريب :" لا أحد يمر من هذا الباب .. خالتكما ولاء في حمايتكما .. جهزا القبر أيضاً ".

عند هذا أنفك عرى الترابط .. انطلقت النظرات بلا هدف عينا الشابين تدوران بتجوال مرتبك .. شهقتهما الرجولية الصوت تختنق مع عبرات كتمت في قيد واحد .. فيصدح صوتها هي رافضة :" لا.. القبر لا .. القبور متى فتحت لا ترتاح حتى تأخذ روح .. أبعدنا عن فتح القبر راشد ".

نظر تجاهها باسماً :" لا تخشين شيئاً .. لو كان لي عمر سيغلق القبر من دوني .. لكن يجب هذا .. الكاميرات بالمشفى عليها تسجيل مرئي لي وأنا موصل بالأجهزة .. وضع دائم لن يتغير .. أنتم هنا في المشفى .. والصحافة تلاحق فرسان لتعلم أين سأكون في القريب العاجل .. ما بقي غير فتح القبر حتى يصدق الجميع أن راشد في أيامه الأخيرة ..".

ثم وجه نظراته للتوأم :" مفتاح قبر العائلة هناك مع جدتكما نبراس .. خذاه منها وجدا التربي ينظف القبر ويجهزه .. هو سيعلم ما يجب عليه فعله ".

هكذا ألجمها بحجته بالنهاية وهو يسدد لها نظراته :" وأن كنت الثمن لعودة فرسان .. سيكون ثمن بخس لبنوتها .. لحبها لي ".

ربتت على صدره عندما مال عليها يطمئنها همهمت :" عد سالماً راشد فما زال هناك أحفاد يجب عليك التمتع معهم .. من أجلهم هم راشد .. عد لنجتمع بشكل صحيح ".

مال على رأسها يطبع قبلة من إنسان لصاحبته بعد فراغ العمر وكأنه أدرك أنها فقط من يجب عليه حبه ..

هتفت بآنس تتجعل الأخبار :" أتصل على مالك دعنا نطمئن .. وأعلم متى سيعود ".

عمد على تنفيذ كلماتها بسرعة فهو أيضاً ينتابه القلق منذ غادرهم أبيه لدرجة لم تمكنه من الرد على إلحاح أمه المستمر للتواصل معه .. يخشى أن تكون على تواصل مع أعداء أبيها .. أمثال فريد الدهان ..أجابه الجهة الأخرى من الخط :" نعم آنس ".

عقب مستفسراً :" مالك ماما ولاء قلقة وأنا كذلك ".

علق مالك :" أنا مع الخالة كوثر وعمي وسيم ومعنا جدتنا نبراس على أطراف البلدة .. سنتوجه للمقابر أولاً ثم نذهب لمنزل جدي عاصم لنجلب جهاز الخالة كوثر من هناك ".

ابتسمت ولاء مما سمعته من فم آنس الذي حرص على تكرار الحوار حتى ترتاح من قلقها ..

يستغرب كلاهما هذه الحالة بالفعل كوثر لا تعرف أنها خطة .. هكذا تفتح القبر ثم تجلب ملابس عرسها .. كم تبدلت الحياة بلمح البصر .. من موت لحياة .. من الحزن للفرح ..

مما جعلها تعقب :" آنس .. أبلغهم سلامي ولولا الظروف كنت حضرت لأكون معها بنفسي ".

عادت تنظر لداخلها من مجرد إطلاقها كلمة نفسي منذ متى لها مقام ..إجابتها جاءت قوية شامخة .. منذ أصبح اسمي منتسب لراشد دحية .. نسب لا يرقي للشك .. واضح بهيبته وضوح الشمس .. تجيب على نفسها وصورتها عبر الزمن تفر أمامها .. هنا طفلة باكية لأن زاهر ضربها وأخذ كعكتها المستديرة التي منحتها لها أمها .. وهنا فتاة صبية كان يجرها جراً يلقي بها تحت أقدام جدهم صفوان لتمسح حذائه وتخدم في بيته .. حتى عندما اكتشفت حبها لراشد كان يضحك منها ويقول لها لو علم أن عيناك الكبيرتان تنظران إليه لفقأهما لك بنفسه .. انظري لنفسك ولزوجته كلاوديا الساحرة بجمالها .. حتى أدركت الخطة المميتة لراشد وكلاوديا .. جاء يقول لها لو نطقت بما شاهدتيه سوف يقص قاسم لسانك ثم لما تقولين والثمن سيكون زواجك من راشد لقد وعدني قاسم بنفسه .. هتفت به :" أذهب أنت وحقارتك .. أنها لم تمت ".

صدح صوته بضيق حارق :" بل ماتت .. كلنا شهدنا موتها .. وريث راشد سيكون منك ".

أرادت الفكاك من يده السمراء بخشونته ليكمل بحدة :" أن كل أملاك جدي صفوان قد كتبها باسم منذر والوريث الذكر الوحيد لمنذر هو راشد .. هذا ما يجعلني أبقي عليه حياً .. سوف أخذ حقي منه .. كل ما لديه سيكون لي ".

نظرت لآنس الذي كان قد أغلق الهاتف وهي سابحة في داخلها .. كيف عميت عن هذه الذكرى .. لم يكن زاهر بعيداً عن موت منذر دحية حتماً .. أو هكذا أراد أن يوصل لها .. كان شابا يافعاً فكيف فعلها أو ربما هو ساع فيها .. تترى ذكرى أخرى قبل خروج أبيها من البيت كلياً وهو يختلف مع أخيها بصوت جعلها تتيقظ فزعاً .. ومالك أنت وإصلاح السيارات .. كيف تصلح سيارة سيد منذر .. ماذا كنت تفعل تحتها .. بعدها بوقت ليس كبير مات منذر دحية بحادث مروري .. ما هذا العقل الصغير الذي أستيقظ لتوه من حالة غفوة كاملة عن ثغرات الماضي ..

همست لنفسها :" راشد .. راشد ".

لم تدرك أنها استنجدت به شفاهة.. إلا عندما وجدت آنس يمنحها كوب عصير مؤكداً بثقة في أبيه :" لا تخافي عليه ولا على فرسان .. طالما أبي قال سيعيدها تأكدي أنها ستكون هنا ".

غمغمت بصوت يحمل الفخر من هذا الرجل :" أنه رجل عظيم .. ما أسعد حظك بوجوده جانبك أب لك ".

ثم أخذت كوب العصير بيد مرتجفة نادمة عن كونها من عائلة زاهر .. وانتمت له بإحدى الفترات .. ليته يموت .. لو وجدته أمامها ستقتله بيدها ..

دوري يا دنيا كما تشائين .. ارفعي من تشائين وأخفضي من تريدين .. لكن ستبقى الحقائق بلا تبديل .. والأفكار السليمة ستسود بالنهاية لأنها لصالح الأهداف المشروعة في الحياة ..

بعد ساعة كاملة **
جالسة تبكي ما لم تسقطه من دموع وقت وفاة أبيها .. تنشج بما كتمته عبر السنون البائدة .. تهمس بحب ابنة فقدت سندها بالحياة :" أبي .. أفتقدك .. قصرت بزيارتك لكن صدقني كنت خجلة منك .. سأجعلك فخور بي ".


مدت أمها لها كتيب صغير متمتمة :" أقرئي ياسين عليه كوثر ".

بدأت تمسد عيناها .. تجلب نظارتها الطبية من حقيبتها الجلدية ..، وتقرأ السورة ذات الفضل العظيم .. شيء من سكينة اخترق قلبها كصيب من السماء يحمل الخير .. حتى انتهت وبدأت عيناها تنهمر من جديد لمجرد تذكرها

بينما أمها تنظر إليها ثم تعود وتقرأ الفاتحة على أموات المسلمين كافة .. ثم تعود وتذكر كل الأحباء بالاسم ..

مسدت كوثر عينيها ثم جففت فمها ..،وأنفها بمحرمة ورقية نالتها من حقيبتها .. همست لأمها :" أين مقبرة ابنتي أمي ".

دهشة صاعقة حلت بعينا نبراس .. حمدت ربها أنها كانت مطرقة تنظر لقبر عاصم .. هدأت روعها ونظمت أنفاسها بعد ابتلاع لعابها لتطفئ اللظى المشتعل داخلها .. وكأنها كانت تكمل الدعاء مسدت وجهها بين راحتيها ثم رفعت وجهها بابتسامة مطفأة لوحيدتها .. مغمغمة :" هنا .. لكن لا أعرف بأي عين .. حملها أبوك في الظلام بينما كنت أنا في المشفى الآخر أضع جواد ". وكأن الكذبات لابد لها أن تنسى .. فقد نسيت بفعل الثلاثون عاماً الماضية .. نسيت الترتيب الذي تم .. دوماً الكاذبون تختلف رواياتهم للموقف كلما مر الوقت ..

دهشة جديدة حلت بكوثر .. في معلومة لم تكن تدري بها :" أمي لقد وضعتِ قبلي .. جاء أبي قبل أن أضع طفلتي بأسبوع وقال أنك وضعتي ولد أخي الصغير ".

تلونت عينا نبراس ببهتان الموقف وأصفرت بشرتها .. لقد نسيت أن عاصم كان قد علم جنس الجنين فأطلق بكل مكان أنه قد صار أب لولد ذكر .. ثم هتفت بتبرير غير مقنع :" لقد صرت أنسى التفاصيل .. وهذا الموضوع بالذات لا أحب تذكره ".

ابتسمت كوثر رغما عنها ثم استفسرت بإستحياء مستنكر :" أمي ذات الذاكرة الفوتوغرافية تنسى .. لا أظن هذا يا حاجة نبراس .. ربما فقط لا تريدين التوغل في هذا الحديث ".

همهمت نبراس :" ابنتي .. حضرنا وعرفت أباك على وسيم .. لا تبخسي رجلك حقه .. لا تذكري الماضي كثيراً حتى تستطيعين الحياة في حاضرك والصعود معه لدرجات مستقبلك ".

عادت كوثر تجيل عينيها نحو القبور الأربعة المتراصة متجاورة .. ثم سألت :" كانا بالماضي قبرين .. واحد للرجال والآخر للنساء .. منذ متى صارا أربعة ومن بنى هذا السور المحيط وهذه القطعة الرخامية على قبر العائلة ألم تكن بالماضي بيضاء متى تبدلت لهذه السوداء.. تبدو جديدة ".

بدأت نبراس تقف مكانها حيث هناك مصطبة مبنية للجلوس عليها :" هذا راشد ابن عمك .. اشترى قطعة الأرض المجاورة وبني هاتين المقبرتين للصدقات .. كل غريب حل بالبلد وكل رجل أو امرأة فقراء أو ليس لديهم مقابر خاصة تم دفنه هنا .. والسياج أقامه حتى لا يسرق أحد الجثمان .. خاصة كانت انتشرت موجة نباشي القبور .. كانوا يسرقون الأكفان .. وهناك من البشر الذين ظلموا أنفسهم فيضعون أعمال السحر في المقابر .. لكنه منع هذا وكما رأيت هناك حارسين دائمين على المقابر ".

لم تستطيع لجم لسانها :" ربما فاطمة مدفونة في مقابر الصدقات هذه ".

سألتها أمها :" من فاطمة هذه ؟!!".

أعلنت كوثر بخزي مشتاق :" ابنتي يا أمي ".

لم تنتظر الدهشة والاستنكار من أمها .. حين أكملت :" لقد سمعت من الشيخ محفظ القرآن في المدرسة .. أن الطفل عندما يتنفس هواء الدنيا أو يموت كبيراً قبل ولادته يجب أن نسميه لأنه ينادى بهذا الاسم يوم الحشر العظيم .. فيكون هو من يسقي والديه لأنه يتحول في الجنة لملاك صغير يكون من الولدان المخلدون .. فأسميتها فاطمة حتى تعرفني يوم القيامة .. ربما لا أدخل معها الجنة ولكني سأراها ".

صعد استنكار لحلق نبراس فسألتها بحدة :" هل علم قصتك ؟!!".

أجابتها كوثر بعتاب طاف في عينيها :" لا طبعاً .. لكني كنت مع إحدى زميلاتي وهي تستفسر منه عن طفل أخيها الذي توفي وليداً.. حالة مشابهة فقط".

شذرات من التوتر ملأت المكان بغتة وترسبت بينهما ففقد الكلام معناه .. وبقي الصمت المتحجر هو المتاح الآن ..

زفرت نبراس هذا الوجع مع أنفاسها هاتفة بهمس مختنق :" دائماً كلما فتحت الموضوع نختلف ".

ثم قررت كأم اجتياز هذه العثرة فعادت تتحدث من آخر كلمات طفلتها قبل هذا السؤال الخائف منها :"لماذا تتخيلين أنك لست من أهل الجنة .. هل كان برغبتك حقاً ؟!!.. لا تغضبيني بعد هذا العمر .. هيا كوثر دعينا نجلب جهازك ونضعه بالسيارة ".

تحركت كوثر بتمالك نفس نحو أمها لتميل عليها فتقبل رأسها :" لن أغضبك أبداً يا أمي .. دعينا نخرج لنرى ماذا فعل مالك بالمنطقة الخارجية .. هو ووسيم ؟!!".

خرجا خارج حدود المكان ..وجداه عاد نظيفاً .. بلا أوراق من شجر جاف كانت تملأ المكان والمحيط .. حتى القفل للبوابة الخارجية كان قد علاه الصدأ فقد تم تجديده بآخر لامع كما تراه الآن .. وقد تم إضافة بضع الشجيرات الصغيرة الحديثة ..

كان وسيم جالس القرفصاء يضع آخر شجيرة من أشجار أم الشعور في مكانها .. ثم وقف يدك الأرض حولها بقدمه حتى يثبتها .. سمعت صوت مالك يقول :" ماذا نسميها يا عمي وسيم ؟!!".

همس الرجل عندما شعر بوجودهما خلفه:" نترك هذا الاسم لعمتك كوثر ". .. سدد لها نظراته وكأنه يحثها فغمغمت بخجل :" أطلق عليها نهى ".

أجابها مالك بإشارة من سبابته لشجرة ورد صغيرة تتحلى بوردة واحدة كنوارة جديدة :" هذه اسمها نهى ".

ثم بدأ يكمل :"وهذه جدي منذر .. ثم جدي صفوان .. كل شخص فقدناه ونعلمه وضعنا له شجرة .. هذه مثلاً كلاوديا .. "

كان يشير لشجرة الليمون بالاسم المميز ..:" وتلك جورجيا.. هذه الصبارة جدي عاصم ".

هتفت باضطراب :" شجرة أم الشعور سأسميها فاطمة ".

سألها مالك :" من هي ؟!!.. من عائلتنا ؟!!".

أجابته مغمغة :" نعم كانت طفلة صغيرة لإحدى نساء العائلة ".

هتف وسيم ليواري عليها .. ليجنبها عدد من السيول الجارفة من الأسئلة المستفسرة :" حظها جميل فاطمة .. لأن شجرة أم الشعور مورقة طول العام .. هل تدرون ما هي قصة شجرة أم الشعور ".

أجابه مالك بتلهف :" لا .. هل لها قصة ".

أجابه وسيم :" لها ".

ولكنه ابتسم بخبث متحدثاً بصوت يعلوه هدوء :" ولكنها لن تعجب فاطمة الصغيرة ولا أهلها ".

فضول شديد ألم بها وكأنها عادت طفلة صغيرة ينتابها فضول لمعرفة شيء ما .. اجتمعت مع الشاب على الفضول لتهتف مثلما يفعل :" لو تحبني قلها وسيم ".

ربط الفضول بالحب وحده يعد جرأة .. لكنه ضرورة للقادم .. للحياة .. قهقهة وسيم هاتفاً :" يا لكما من طفلين مشاغبين ".

بينما نبراس توجهت للسيارة في تلك اللحظة تبحث عن مكان تريح في أقدامها .. تاركة ابنتها مع زوجها المستقبلي .. ربما تتخطى جدرانها المغلقة .. وقف وسيم يمسد شعر الشجرة التي تميل فروعها بنعومة لأسفل كخصلات من شعر أخضر مجدول وكأنها رأس ثقل شعرها فدلته للأسفل :" كانت أم الشعور جنية تسكن في النيل .. كانت في كل مساء تخرج للترع الصغيرة تسبح حتى تجد أي أحد مستيقظ فتسحبه معها ..كانت تفعل هذا بعد أن تتخفي على شكل شجرة ترسل شعرها للنيل .. تنتظر إقترابه منها .. فتهسهس بفروعها حتى يقترب منها .. وبلحظة تسحبه معها لبيتها في النيل وبعد عده أيام كانوا يجدون جثته على أحد الشواطئ التي قد تكون بعيدة جداً عن منزله .. كانوا يجدون أثر خنق على رقبته .. كانت تخنقه بشعرها ".

امتعضت ملامحها ثم ابتسمت وعيناها مظلمتان بضيق :" لا أظن فاطمة ستسعد أن يطلق اسمها على الشجرة المخيفة هذه ".

تحركت كفا مالك في إثارة الرعب وخاصة بعد بدأ دخول الغروب عليهم هنا ، فالشمس تتحول للون الأحمر الدامي .. هاتفاً :" تشبه صورة إحدى البطلات في أفلام الرعب .. كانت تخرج زاحفة من بئر حيث قتلت فيه .. شعرها طويل هكذا ".

ضجت كوثر بضحكات شقية بدأت تتصاعد من حلقها هاتفة :" ابتعد مالك ".

هتافها يزداد في مالك الذي كان يقترب بكفيه نحوها مصدراً صوت صرير درج خشبي من داخل حلقه .. الجو كله كان مبهجاً إلا مع رجل يغار على امرأته.. اندفع التوتر داخله ..استفسر وسيم في هذه اللحظة مبدياً ملاحظة غيورة :" لا أعرف هل أنت فكاهي دائماً هكذا .. فلم تكف عن إطلاق النكات طوال الوقت مالك .. وكأن ..".

اغتمت عينا الفتى وفهم مقصده .. كذلك ضغطت كوثر على شفتها السفلى تمنع شهقة باتت في حنجرتها ..

هتف الفتى بصوت أجاد وضع الحزن داخله :" وكأن والدي لا يموت .. لديك كل الحق .. لكني لا أصدق من داخلي أن راشد دحية سيسكن هنا .. أو بالنهاية سيكون هنا .. والدي لديه أعوام كبيرة يحياها حتى يزوجني ويحمل أطفالي وأطفال آنس ".

نفض كفيه بقوة ينفض التراب عنهما .. ثم تحرك قاطعاً الخطوات الفاصلة بينه وبين الخفير .. يمنحه أجرته ويشير إليه للشجيرات أمراً له بأن يعتني بها .. ويعمل على ريها حتى لا تموت كسابقتها ..
كانت كوثر تقبض على مرفق وسيم تحثه الحركة ليتقدم معتذراً .. لكنه أجابها :" لا تؤثر فينا نحن الرجال هذه الكلمات .. هذا الشاب نابهة يدرك طريقه ويجيب بما يضع الرجل أمامه في مكانه الصحيح .. لكن مع هذا لدي شعور أن هناك ما يحدث في الخفاء ".

كان داخله رعب واضح .. أن تتقد جذوة العشق المدفونة تحت أتربة الماضي بفعل رياح القرب .. فتعود كوثر أسيرة كلمات راشد هذه المرة .. لقد سامحته لدرجة أنها اقترحت على أمها أن تذهب معها لتجلب جهازها .. وللآن لم تذكر عنه شيئاً.. نفض مرفقه من يدها التي مازالت تحثه استرضاء الشاب، وهو يهتف :" حاضر .. سوف أصالح فتى راشد ".

شذرات من غيرة تحرق النفوس وتلقم الأفواه من نارها ما تقذفه للخارج كحمم في منجنيق روماني قديم ..

تحرك بعيداً وهو ينفث دخان سيجارته التي أخرجها بغتة .. لم تجد غير اتباعه حيث السيارة تجلس في الأمام بينما الشاب كان قد أحتل المقعد الخلفي مع السيدة نبراس التي هتفت :" دعونا نجلب ملابس الفرح .. قد نزيل الهم عنا ".

ابتسم وسيم فقط وهو يضغط سيجارته التي لم تنتهي في مطفأة السيارة .. حتى يقود حيث تشير السيدة الكبيرة ..

******************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-08-19 الساعة 03:11 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:15 PM   #568

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يقود سيارته بسرعة صاروخ مندفع لإختراق حجب الفضاء الخارجي .. صدح صوت زميله بالسباق :" هادر لقد أنهينا السباق فأين تذهب بي ".

نظر لزميله المجاور له ذاك المهندس العبقري الذي قام بتعديلات على السيارة الخاصة بهادر ومن لحظتها صارا يقتسمان السباق .. هتف عقله مجيباً نعم لقد فزنا .. هتف بصوت مسموع :" ماذا تفعل هنا يسري ؟!!".

رفع الرجل كتفيه بعدم فهم ثم أجابه وما زالت كفيه تتمسكان بالمقود لا يسمح للسيارة ان تقلل من سرعتها ولا تحيد عن مسارها :" لا أعلم هادر .. بمجرد وصولنا لخط النهاية نظرت لهاتفك ثم عدت تقود بنا".

زمجرت السيارة فجأة وكاد جسد صديقه يغادر للزجاج الأمامي باندفع التوقف فجأة لولا حزام الأمان المثبت له .. سمع صوت باب السيارة يعالج اتوماتيكياً ثم صوت هادر الجامد الناظر للأمام فقط يهدر :" أخرج من السيارة "..

صدح صوته مستاء :" هنا في البعد عن العمران بمسافة 10 كيلو متر .. وبهذه الملابس ".

نظر هادر له ليشاهد تلك البذة الداكنة الخاصة بإحدى الشركات العالمية الخاصة بإنتاج هذا النوع من الملابس الرياضية .. التي كسبت منه اليوم وربح هو كما اعتاد ملايين الجنيهات كبطل للدعاية لهم..

ثم سحب هاتفه وهو يأمر صديقه :" أخرج الآن ".

خرج صديقه وهو يضرب كفاً بكف .. لا يعلم ماذا يحدث معه .. منذ شاهد تلك الرسالة التي وصلته مع خط النهاية ..تعلمه مكان مرسل التقرير المزعج له ..

كان قد دبر أمره :" يسري لا تغادر المكان فهناك من سيأتي ليقلك ".

مال يسري ليحدثه ولكنه لم يتح له الفرصة .. ضغط على مقبض السرعة بقدمه ليجعلها أقصى ما يتاح للسيارة ذات الموتور النيتروث الفائق السرعة .. فطارت من مكانها حيث ستحط على رقبة أحدهما ..

*********
دلف لداخل هذا القصر الفخم ومعه أحد رجال الأمن النابهين يحتضن عنقه بذراعه ومسدسه الصغير قد أصبح بيد هادر بلمح البصر مسدداً داخل رأس هذا الفرد وأمره بين يدي سجانه :" أفتح هذا الباب بمفتاحك الإلكتروني .. لو تهورت ستجد عقلك منثور على بابه ولن ينفعك هذا الرجل الذي يعشق صناعة العبيد ".


لم يجد الرجل غير الحياة ليتمسك بها .. فتح له الباب فعلاً .. يتمنى الخلاص منه حتى يستنجد بباقي الفريق الأمني .. الذي بلمحة لم يتم التواصل بينهم وتدخل هذا الغريب ليختطفه هو .. سيقع عليه اللوم وحده وقد يقتله الرجل صاحب القصر .. لم يتح له هادر الفرصة ليغادر أو يحسن التصرف إذ صوب عقب المسدس الثقيل على عنقه حيث مركز من مراكز الاتزان مما جعله يسقط مكوماً مكانه فسحبه بلهفة خلف أحد المقاعد وساعدته الستائر الداكنة على إخفاءه .. صعد كفهد بري يعلم فريسته جيداً .. ظل يقفز الدرجات .. وفي يده هاتفه الذي عن طريقه بث برنامج لتشويش الإشارات .. يعمل على تشويش أي برنامج مهما كان .. فلا تصوير ولا إتصالات ..

دلف للغرفة التي تأخر وجوده فيها .. خطواته غير مسموعة إلا للرجل الذي رفع رأسه وكأنه يستقبله :" ما زلت غاضباً هادر ".

ابتسم هادر بضيق مكبوت :" ما زلت تكتشفني ".

سحب الرجل الكأس من حيث هو على سطح المكتب المصقول الفاخر .. رفعه ليرشف منه ثم هتف مسدداً نظراته لعيني هادر :" لأنك ابني ".

سخر هادر بحدة من هذا الرجل وتقدم للداخل مغلقاً الباب خلفه بضربة عقبه للخلف :" نعم ..أبي البديل الذي اخترته لنفسي .. هذا الأب الذي وعدني بكل شيء .. لأجدني بالآخر لعبة فيه يده .. كنت تريد توريطي بقضية خيانة عظمى وعندما فشلت ورطت آخر .. آخر لم يكن غريب عنك .. بل أقرب مني .. هل تظن أني الآن قد أنصت لك .. هشام بك علوان ؟!!.. يكفيني أني كنت وسيلتك للوصول لعائلتي ".

هسهس صوت هشام بطقطقة زائمة :" لماذا أنت هنا هادر .. أن كنت قد حضرت تبثني العتاب .. لن تجدني أريد هذا .. كل خيار قمنا به هو خيار مفروض علينا .. كنتم ثلاثة .. كلكم تربية يدي .. أحرككم كقطع الشطرنج وتفعلون ما أريد .. كلها خطة بديلة .. تنفذون فقط ما أريده ".

شخر هادر بأنفه ببذاءة ثم تحرك لداخل الغرفة ليكون صوته أكثر رعباً :" وابني ماذا أفادك قتله ؟!!".

همس بخفوت شديد متعمد :" أأنت غاضب لأني خلصتك من دمية كانت ستحيل حياتك جحيماً ".

صدح صوت هادر :" لذا أرسلت التقرير .. لقد علمت بمجرد وصوله أنك أنت .. تتبعت الخط وأدركت أنه هنا .. كنت أتخيلك ذكياً أكثر من ذلك ".

فح صوته كثعبان عجوز :" ربما ..أنت الآن تنفذ هدفي كاملاً ".

هتاف صارح خرج من حنجرة هادر :" ماذا تريد هشام علوان .. فبعد ما فعلته بي .. لم يعد هناك ما أخسره ".

هتف صوته من حيث مكانه :" ربما تركتها خلفك .. لكنها حية على وجة الدنيا ".

امتدت أصابع هادر نحو عنق هشام يضغط عليها بقوة تكاد تزهق أنفاسه .. لولا تذكره وظيفته الأساسية .. فعاد يدفعه للخلف متوجعاً :" لو اقتربت من جسور سيكون آخر يوم في حياتك هشام ".

لم ينتظر هشام لحظات حتى أطلق صوته بذات الحقد :" عندما أرسل لها التقرير عن أبيك الحقيقي ستكون على بينة أنك تحت حذائها ".

هتف هادر بحقد أكثر :" تلك القصة الملفقة أني ومهرة أخوان شقيقان لنفس الرجل الذي مات مجنوناً في المشفى .. كان هذا متزامن مع حمل أمي بي وخاف القوصي على سمعة حفيده الذكر الوحيد فيطلقون عليه مجنوناً .. وكانت هذه هي الطريقة لتزويج زاهر بزينة ليأتي طفل غير موسوم بجنون وراثي .. كل هذه القصة ملفقة لا تعنيني بشيء ".

ثم صدح صوته بارتفاع مزلزل :" أنا هادر ابن زاهر دحية.. وزينة القوصي .. الوريث الوحيد للقوصي ".

سخرية لاذعة حلت بصوت هشام :" أراك تفخر بهذا الفاشل ".

هتف هادر :" كلاكما عفن أردت التخلص منه ، ولكنه يعلق بجسدي وينتشر كفطر ملعون ".

ضجيج صاخب حل بالغرفة نتيجة حتمية للضحك المتواصل من هشام ثم عقب :" لكنك تذكرت تلك القصة داخل عقلك .. لقد ذكرت لي أنت نفسك مشهد طفولي .. بين والديك في إحدى المرات .. ربما لا تتذكر ولكني لا أنسى كلمة ".

نظر إليه هادر بكل اشمئزاز من كون الأطفال يخرجون أسرار المنزل بدون دراية منهم .. وصوته ينقطع بتقطع مرهق :" كنت بالسادس عشر عندما ظهرت في حياتي .. اتخذتك مثلي الأعلى حتى أبتعد عن كلمة فاشل التي يمطرني بها زاهر كلما رآني .. قصصت لك ما أريد دفنه داخلي لكنك عدت تقتلني به ..أليس كذلك ؟!!".

هتف هشام معقباً :" حقاً لا يهمني الأمر كثيراً .. أريد الوصول لسيد المليجي حيث هو في الوقت الذي سأحدده لك في التو واللحظة التي أتصل عليك فيها ستجعلني بالداخل عنده ".

ابتسمت عينا هادر سخرية :" أحقاً تتوقع مني أن أكون بديل لمن ينفذون لك أعمالك وينظفون قذارتك .. لا تحلم ".

غمض صوت هشام بخفوت مهدد :" بل سيكون .. زاهر في مكان أنا فقط الذي أعلمه .. وأمك تحت نظري .. تلك القصيرة التي تحميها يكفيها ابتلاع قرص صغير خافض للسكر .. أو حتى تقيدها يوم واحد لتكون نهايتها المحتومة .. كأمها تماماً ..".

ضرب هشام سطح مكتبه براحته :" أو يكفي إرسال التقرير لها .. وقتها ستكون أنت تحت حذاء كبرياءها العائلي .. يا ابن فرحات هنداوي ".

صدح صوت هادر :" سأقتلك هشام بيدي .. أنا ابن دحية ".

ضج صوت هشام بحدة حاقدة :" كلنا منهم يا بني .. لكنهم لا يريدون سوى نفس النمط المتكرر .. عائلة ديناصورات منقرضة .. يريدون الحياة بطريقتهم العقيمة .. لا تغيير .. لا حياة ".

رفع هادر حاجبه لأعلى بتكبر فائق :"هذا ما كنت تموت على حدوثه .. ليس لأنهم حقراء بل لأنك كنت حقير وتمنيت كل شيء لديهم .. هم شرفاء في وقت الشرف أغلى من أموالك جميعها ..".

صدح صوت هشام بحقد أكبر :" ها هو راشد ككلب أجرب في المشفى .. حتى الدولة لا تريد منحه قرار علاج على نفقة الدولة ويرفضوا منحه تأشيرة خروج حتى ترسل المشفى بأمريكا كل ما يفيد لتغطيته نفقات علاجه ".

ابتسم هادر بلؤم مزين بالأسى :" تقصد أن الموضوع تم وضعه بالإدراج حتى ينتهي الرجل .. عامة الأعمار بيد الله وحده .. لا أنت ولا أشد منك يستطيع سلب روح كتب الله لها البقاء ".

هتف هشام باستقطاب ضروري الإلحاح :" ثقتك في عمك تبهرني حقاً .. لقد تبدلت هادر عن الماضي ".

أدرك اللهجة المستفزة بصوته :" وأنت تغيرت لم تعد هذا الوالد الخياري .. فأبتعد عني أفضل وأبتعد عن كل ما يخصني ".

صدح مرة أخرى صوته بعناد المنهزمين :" هل سيكون هذا رأيها عندما أرسل لها التقرير للوالد الفعلي لك .. بل هل ستقبل بك هادر ؟!!".

حرك هادر رأسه مستنكراً :" ربما لا تقبل بي .. لأنها فخورة جداً .. لكن ماذا ستستفيد أنت من هذا الموقف الكذوب المبني على شك طفل سمع أباه وأمه يختلفان هي تقسم أنه أبو طفلها وهو يلعنها ككل شيء أحاط به .. هناك مغزى تريده من هذا الاستدعاء ..".

كانت لفتة من عينا هشام .. واحدة تكفي هادر حتى يبدأ بتدقيق النظر حوله فيحصل على مبتغاه .. مد يده عند حافة سجادة حريرية معلقة على الجدار .. ليمسد طرفها فيستخرج إحدى الكاميرات الصغيرة ثم وضعها أمام هشام هاتفاً :" افعل بها ما تشاء .. أحشو بها نفسك .. فلا شيء سأخسره بسببك أنت وزاهر ".

صرخ فيه :" صدقني بدأت خسارتك من الآن هادر .. بدأت ".

لم ينظر إليه ولن يرهق نفسه به بعد الآن .. اكتفى برفع سبابته تجاه علوان ..

خرج من مكانه بعد ان رفع سبابته في وجه الرجل المقيت .. خرج من هذا المكان بكل هيبة لاعناً نفسه لتهوره هذا .. كانت مصيدة جديدة ليحضر هنا .. لذا لم يجد الكثير من رجال الأمن عكس دأب هشام بالرجال حوله في كل مكان كأنه يخشى الموت ..

خرج من الباب الرئيسي كادت المرأة الجميلة الحاملة حقائب كثيرة تسقط إحداها لمجرد سقوط عينيها على هذا الرجل المهاب .. كيف لا وهي تعرفه جيداً .. رفعت إحدى الحقائب لأعلى تواري ملامحها وتسرع بالدخول .. لفتت نظره .. والتقط ملامحها ولكنه لم يتذكر أين شاهدها من قبل .. رغم كل شيء سعيد بما وصل إليه .. سيكون بين يدي مروان شيء كبير ..

دلفت بكل حقائبها تهتف بغنج :" كنت أعلم أنك سخي لكن ليس لهذه الدرجة حبيبي ".

رفع اصبعه لأعلى يصمتها لينصت للصوت على الخط الآخر من الهاتف :" أريد هذه المذكرات وأن لم يكن في استطاعتك ..فقط أريد معرفة من ابنتي ".

وضعت حقائبها على المنضدة فتساقط بعضها .. لم تهتم .. تدفع أصبعها أمام عينيه ليرى الماسة التي جلبتها لنفسها .. فقبل اصبعها .. ثم كتم بوق الهاتف في صدغه .. يمسد أصبعها براحته هامساً بهدوء متكبر لمن في الجهة الأخرى من العالم :" سوف تجلب لي ما طلبته .. أريد معرفة مكانها .. أن كنت تريد حياتك قائمة ".

نظرت له وهو يتمايل في مقعده بمجرد أن أغلق الهاتف .. همست :" ربما لم أقم بالخطوة الخاطئة عندما اعتمدت عليك حبيبي ".

جذبا يجلسها على قاعدة ساقيه هامساً :" ما الذي ترمين إليه فيروز .. لم تكن إعتماد .. كانت خيانة .. خنتي سيد من أول لحظة رأيتك بمنزله لأجدك تهرولين خلفي بمعلومة لم أكن أعلمها أن ميادة هي ابنة عمة سيد .. كل هذا لأنك أردت الأقوى .. الأغنى .. كان لديك ما تبعينه وأنا اشتريت .. لكن ليس كل شخص هو سيد .. هناك علوان .. فلا تفكرين ".

ربتت على دره بكفها الأخر تسأله :" لك فترة تبحث عن ابنتك يا ترى ماذا ستفعل معها لو وجدتها ".

همس بكل قوة :" سأقتلها ..".

انتفضت مكانها وكأن الصاعق مستها بكهرباء زائدة لدرجة الحريق :" تقتلها .. لماذا أنها ابنتك .. هذا بدل أن تعوضها أوقات الحرمان ".

ضج صوته بحك صاخب :" الأولاد يعني الخوف .. خوف من ان يمرضوا .. خوف من نظرتهم لنا .. خوف بكل خطوة .. أنا هكذا بلا أولاد .. بلا خوف على أحد أقوى".

همهمت رغماً عنها :" أنت مجنون .. حقاً ".

ازدادت حدة ضحكاته وهو يميل للخلف أكثر :" أنظري لي .. أنا استفيد من الخائفين .. أنا هنا لا خوف .. لا خسارة ".

هتفت مستفسرة :" أظنك خائف علوان .. فلا أحد مطمئن ويضع كل هؤلاء الرجال حوله ".

همس بجمود :" ربما خوفي من الأغبياء الذين يحاولون التسلق لأعلى .. ولديهم استعداد لبيع كل شيء من أجل جنيهاً واحداً ".

وقفت مكانها .. تلعن حظها الذي جعلها تستفيد من معلومة علمتها من بقاءها مع سيد .. وبعدها صارت قابلة القسمة على رجلين حتى سلمت سيد لعلوان ثم كانت الطامة بأن هاجمته الشرطة واحتجزته لديها .. غمغمت :" لماذا أحضرت أولاد سيد المليجي هنا ".

أجابها بكل هدوء :" ليكون لديه ما يخاف عليه فيصمت .. مثل ميادة صمتها الآن من أجل ابنها الصغير .. كما ذكرت لك من له طفل.. كتب على جبينه خائف للأبد ".

مست راحتها رغماً عنها بطنها بطريقة خفية .. لها الآن أن تقتل أي أمل داخلها .. لأنه لو علم مخاوفها الغير مثبته سيقتلها لو رفضت قتل أي بذرة تكون قد بدأت في النمو داخل أحشاءها ..

" جهزي نفسك ربما بعد أيام تذهبين لسيد في محبسه ".

هتفت به :" لماذا .. أخاف لو رآني أن يفهم ".

سخط كامل حط عليه :" لا أحد يرفض أمري .. لا تدعيني اتبدل فيروز ".

ابتسمت بشحوب تريد قطع لسانها الذي أغضبه فعادت تنسحب من إرادتها وتدخل في إرادته هو .. خادمة مطيعة :" حاضر حبيبي .. لم أقصد .. أنا ..".

رفع هشام يده موقفاً سيل الحجج التي لا يحبها من أي خائن :" أعرف من أنت جيداً .. فقط أذكرك .. لأن المرة القادمة لا تذكير .. فليس هناك أصلاً مرة قادمة ".

ابتلعت ريقها الخائف ثم حملت حقيقتها داخل نفسها هامسة :" كما تريد مني .. لكني لن أخذ له طعام .. أظن بعد مندور الويجي وطاجن اللحم الذي لم أكن أعلم أنه مسمم .. وقتما حملته له ".

صفق لها بكل عنجهية :" هل تظنين لو كان هناك طعام مسموم جديد ستقدرين على الرفض .. لا أظن هذا.. ستحملين ما أريد.. وقتما أريد ".

استسلام الجبناء جعلها تصمت وتحاول حمل حقائبها مغادرة للخارج .. سعيداً بملامحها الخانعة ..فالصمت وسيلة الخانعين والتجبر لغة الاستقواء .. بينهما دائماً شعرة رفيعة قد تجعل الأدوار متبادلة لو تم قطعها لذا حريص دائماً على الضغط ثم منح لحظة سعادة للمضغوط عليه ..ولكنه لا يدري كم من عدو ينتظر سقوطه ..

*******************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-08-19 الساعة 03:12 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:17 PM   #569

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تضع على مكتب مروان التقرير الذي أعدته بنفسها :" هذا مندور الويجي .. آخر وجبة تناولها كانت من يد زوجته .. طاجن لحم دلفت به زوجته ثم غادرت وتناوله هو ليكون في خبر كان .. هذه الزوجة نريدها ".
أجابها سوف أرسل لمكان إقامته حتى أستطلع .. مع أني أعلم أنها لن تكون هناك .. فكل أعداءه سينالون منها .. وقد تكون أي واحدة .. كان هناك خيانة من الداخل لتصل إليه ".

أجابته وهي على وقفتها فلم تجلس لحظة :" سوف انتظر ما تجلبه لي من معلومات .. أنا الآن سأتوجه لعائلة البري حيث مكانهم الجديد .. أريد لقاء سامر لابد من إعادته لجدته .. فقد يكون ذا فائدة ".

أشار إليها بالإنصراف .. هدفها معلوم ولن تنصرف عنه ..

قادت حيث المكان الذي صارت تعلمه جيداً

بعد ربع ساعة من مكوثها مع سامر وأبيه .. وقف سامر يمسد مكانه على المقعد لمرة جديدة وكأنه يشك بأنه مترب .. للمرة الخامسة على التوالي .. ضاق أبيه به ذرعاً ثم عاد يريد الوقوف مما جعل أبيه الصامت يخرج عن صمته :" أجلس مكانك .. هو نظيف .. المقعد عليه كسوة نغسلها من أجلك كل يوم ".

لقاءه كان غريب عليها .. رفض الصبي أن يسلم عليها بيده قائلاً :" سوف أغسل يدي أولاً ".

ثم عاد ليسلم وبعدها غادر مرة أخرى ليعيد كرة الغسيل وهذا هو الآن يجعل الجالس يشعر بالتوتر .. فيما هي تقول :" رجاء أريده ان يقيم مع جدته إقامة دائمة .. فهي لن تعود إلا بعد أن يمكث معها ".

رفض أبيه رفضاً كلياً ولن يخفي شيئاً وهم يعلمون بحالة حفيدهم على حسب ظنه :" لا .. ابني ليس بكامل اتزانه .. لن يريحكم ولا أنتم ستفهمونه ".

همست بخوف متشكك :" هل يعاني حالة من التوحد كابن عمك ".

أجابها بهدوء :" لا .. من قال هذا .. الحاج زاهر وجدته زينة تعلم ما به ..".

صمت قليلاً حتى وجد ابنه ينفض مكانه مرة أخرى ..فهتف بضيق :" بل يعاني من وسواس قهري كأمه مهرة .. شيء موروث بالدم .. لذا قد يغسل الفاكهة عشر مرا وقد يرمي ما بداخل كوب الماء مائة مرة حتى يطمئن أن الماء نظيف ".

تعثرت الكلمات السابقة داخل عقلها حيث كانت عالقة :" أتقصد أن مهرة ورثته من أمها.. كذلك سامر ورثه من أمه ".

حرك رأسه بنفي كامل .. مؤكداً ما خرج لحيز الوجود :" مهرة ورثته من أبيها .. السيدة زينة كانت تعاني مع فرحات هنداوي قبل وفاته في مشفى الأمراض العقلية ".

هل تسود الدنيا معها .. كان يعلم بالقصة وكذبها من الأساس .. هل يظن أن الوسائل الغير شريفة ستجمل الحياة معها ..

هتفت بهدوء :" رغم كل ما تقوله .. وكيف تم استغلال الوضع بين العائلتين .. نريد سامر لأنه السبيل لعودة جدته لطبيعتها ".

لم يستطيع الرفض كلياً .. فمن يقدر على رفض طلب لعائلة دحية ولأي فرد من أفرادهم ..

********************

لا تصدق .. حقاً جمود حل بكل أطرافها .. نعم .. صيدلية مجدي هداية .. كيف هذا .. كيف سيمارس المهنة ؟!!..

في لحظات الغضب تكون أسوأ لحظات اللقاء ..

خرج من داخل المنزل يشير إليها لتأتي .. لكنها لم تحرك ساكناً .. وترفض كلياً حتى التعاطي بنظرات الأمل .. مما جعله يهرول للخارج قبل أن تغادر المكان ..

نظرت حولها حيث كان المفترض أن يكون عمها اليوم ككل يوم .. لكنه أضطر لمباشرة بعض الأعمال فلم يحضر معها من الأصل كانت تريد إنقاذ من لسانها الذي لن يصمت ..

خرج لها بالفعل يهمس وهو ينظر داخل السيارة من النافذة المجاورة لها : ألن أسمع مباركتك !!".

أجابته حيث مكانها داخل السيارة :" المباركة على ماذا ؟!!.. على المكتب أو الصيدلية ".

لسعة المر بصوتها جعلته يجابه الشك داخل عينيها بسؤال مباشر :" ولما تستنكرين كليهما؟!!".

هتفت به بكل غضب :" لم استنكر كلاهما .. لو كانا جاء بطريق سليم ووسيلة مشروعة أما أن يكون كل شيء هكذا بلحظة .. ألم يكن هذا مشكوك به ".

انتفضت عيناها مع الحنق المتزايد ثم أجابته :" بعت كل شيء لتكون أنت .. بعت بكل سهولة لتعود وحيد .. أنا أحببت منصور بكل ظلامه .. بكل عقده .. أما وحيد النظيف الخاطئ لا أحبه .. كرهته ".

نظراته وصمة عار في حد ذاتها .. صمته اعتراف .. حتى أمه التي هرولت تتحدث إليها بإصرار :" سهر ابنتي .. إنه .."

.. لا تعرف متى جاءت ولا ماذا سمعت من النافذة الأخرى المجاورة لها .. هتف فيها منصور :" أمي .. لا .. دعيها تذهب ".

صمت جمود هو ما حصلت عليه من كليهما فلم تجد غير القيادة لمكانها وزاويتها حيث الأمان في مكان لا أمان فيه ..تاركة أمل وألم .. شيء مقابل شيء .. يكفيه أنها أحبت منصور .. أهذا ما يحتاجه من الحياة أحد يقدر منصور أكثر من وحيد .. لا يريد ذاك الكلام أن كليهما واحد .. فهو مقسوم اثنين .. عاش مع أحدهما أكثر من الآخر .. هو أيضاً رغم كل شيء .. أحب منصور أكثر من وحيد ..

حاولت أمه تهدئته والربت عليه بصوتها قبل راحتها :" سوف تعرف وحيد ".

طوح يده بعيداً عن ربتتها ثم أحاطها بذراعه .. يقودها بصمت حيث النصف الحقيقي لها داخل اعتصام جدران منزله .. يعلم أن النهاية قد باتت قريبة ولكن الشك فيه أخنقه .. كان يريدها بلا هفوة ..

*****************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-08-19 الساعة 03:12 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:18 PM   #570

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" بابا لقد ذكرت أنك ستلعب معي .. ها أنت لا تفعل شيئاً .. ألعب ".
ينظر لطفلته بعقل شارد هناك حيث الجثة .. جثة الرجل كان يقف أمام منزلي من ليلة واحدة .. منحني مفتاح وكلمات عاجلة ثم غادر .. هذا الرجل تم قاله لسبب ما يخفيه .. هذا المفتاح مفتاح السر .. سبب قتله داخل هذا المفتاح ..

وقفت طفلته تنادي عليه :" بابا .. بابا أنت تخيفني ".

طرقات خفيفة على بابا منزله .. جعلته ينتبه بغتة لكل المكان الفارغ إلا منه ومن ابنته .. نادى ابنته :" تعالي هنا .. أنا سافتح الباب ".

بالفعل تراجعت طفلته بطاعة للخلف .. تقدم وهو يستفسر من خلف الباب :" من الطارق ".

هتفت أمه بصوت خائف :" وجيه .. افتح لي ".فتح الباب على اضطراب صوتها وهي تدفع له الجريدة على صورة الرجل الذي كان يفكر فيه :" أليس هذا الرجل نفسه الذي كان يحادثك تحت المنزل ".

أجابها وهو يتأكد من الخبر وكأنه لم يعاين الحادث بنفسه .. أغضبها ذلك :" لا تفعلها معي .. ولا تتلاعب .. الخبر يؤكد أنك أنت الذي عاينت الجثة وأمرت بتحويلها للطب الشرعي ".

أجابها بتجلد وسرية باتت في شخصيته :" نعم يا أمي هو .. لكنه لم يتحدث بشيء .. هرول وقتها فقط ".

هدرت به :" ما تقوله لا ينطلي على طفل صغير .. جاء و انتظرك .. من يصدق ما تقوله ".

رفع كتفيه وهو يجيبها :" تعالي أمي لنلعب مع الزوبعة قبل أن تقتلنا بأعاصيرها ".

تقدمت أكثر والخوف يأكلها .. تعلمه جيداً .. ويعلمها أكثر .. لا وظيفته قيد المشاركة ولا هو تحت الخيارات الخاطئة .. يعلم ما يريد وأين يبحث عنه ..

**************
" سنمار .. ماذا تفعل هنا ؟!!".


نظرت إلى الغرفة التي هي غرفتها لتجد الخزينة مفتوحة وملابسه تحتل نصفها والحقيبة فارغة هناك بنهاية الغرفة بجوار الخزينة ..

ابتسامته أضأت وجهه وهو يمسد شعره براحته :" أنتقل لغرفتك .. هل ظننت أني سأمكث بعيداً عنك ؟!!".

خفت صوتها بنعومة :" هل أنت متأكد ؟!!".

أجابها بكل برود :" طبيعي متأكد "..

تعجله جعلها تبتسم .. ثم أضافت بهدوء :" ستجاهد نفسك وستخسر بالنهاية .. لقد وعدتني سنكون أخوة .. تذكر هذا سنمار .. لقد قيدت نفسك بوعدك ".

لم يكن يعي ما تقوله ... فلم يكن يعلم أن مجاهدته لنفسه في حربه الداخلية مع مشاعره هي ما تقصده .. دلفت للحمام وخرجت منه بعد دقائق معدودة مرتدية منامة حريرية بيضاء تضيء المكان كله بوهج كلما سقط عليها الضوء .. لم تدرك جمالها الفاتن .. همس بحسرة :" منذ متى الأبيض يزيده البياض جمالاً".

نظرت له مهدية إياه كلمة :" يا سلام ".

ابتسم لها وهو يتخبط في تعثر المشاعر السابحة بينهما .. بينما هي لم تنظر له .. فقط صعدت للفراش واندست بين الأغطية ثم أمرته بهدوء :" رجاء أغلق الأضواء .. كان يومي عصيباً".

أغلق الضوء وجعل الغرفة ظلاماً دامساً .. معتمداً على معرفته مكانها .. متوجهاً صوب الفراش .. لكنه لم يكن يقيس الغرفة ليعلم كل تفاصيلها .. فكل ما فعله بعدما وضعته في غرفة أخرى .. أن انتهز الفرصة ليحضر هنا غرفتها .. كما راقبها ليعرف مكانها ..اصطدم أصبع قدمه الكبير بقاعدة السرير الخشبي .. مما جعله يتأوه بألم حقيقي .. بينما هي تأففت من صوته وسحبت وسادة لتضعها فوق رأسها .. تكتم ضحكاتها .. تشعر بشي جديد من البهجة .. رغماً عنها أسعدها كونه لا يريد البقاء بعيداً ..كما أسعدها وعده لها بالحماية كأخوة ..

تقدم على جانب قدمه بطريقة عرجاء قليلاً حتى وصل لفراش يصعد على حافته الاخرى .. ويعرف أنه لن يستطيع حتى الحصول على غفوة .. هل يستطيع مجاهدة نفسه بالفعل .. أم الخسارة السحيقة ستكون من نصيبه .. يعلن من الآن عن هزيمته النكراء.. فها هو جلبابه يضيق عليه ويريد التخلص منه بفعل تلك السخونة التي تسير على خلاياه فتحرقها خلية تلو الأخرى ..

لم يغمض له جفن .. كان يكظم غيظه منها طوال يومها بالخارج لم يكد يراها .. ذهب خلفها ليجدها في أحد المنازل المجاورة ظل يراقب ما تفعله من ترتيب للأثاث .. حتى سألها وهو يقف على باب المطبخ بعد عودتها :" هل تنتظرين ضيوف ؟!!".

أجابته بنظرة من عينيها :" القادمون أصحاب بيت .. ليسوا ضيوفاً ".

ثم أتبعتها بسؤالها :" كيف حال عمي وأبي ؟!!".

لتصدمها صورة عيناه الغير واعية لما تريده بالتحديد .. ثم هتف :" لم أرى أي منهم قبل مغادرتي قصر عمي ".

أجابته بهدوءها المعتاد :" عمي قادم هنا .. لا أعرف متى ولكني غادرت قبلهم لاعداد منازل تكفيهم .. كما شاهدت اليوم ضاع ولم أتمكن من تجهيز سوى أحدهم .. لذا لا تغضبني بقية اليوم حتى أجهز البقية ".

كانت تضع أطباق الطعام لثلاثتهم .. هو وهي والطالبة التي تجالس الغالي ..

بدأ يمد أصابعه يحمل الأطباق ويضعها على المائدة المجاورة لهما في زاوية المطبخ الحميمي بدفء جوه .. بعدها بدأ صوتها الناعم يهتف :" كوريتا .. كوريتا الغداء ".

دلفت الفتاة نحمل الغالي بين يديها تتحدث بإنجليزية :" ما به هذا الطفل .. لا يصمت أبداً ".

غضب لف عينا أسوار .. فتجيبها بغضب بان في عينيها فجميع ملاحظات هذه الشابة تزعجها خاصة كلما تحدثت عن ابنها تنبري تدافع عنه بحزم أم :" ابني عصبي المزاج ويشعر بما في داخل القلب ".

قربت أسوار مقعد الطفل الصغير الذي كان بزاوية المطبخ .. هذا المنزل جعلها سعيدة فهو مجهز بكل شيء حتى جهاز مراقبة الأطفال .. كان هنا بدى يخصها عندما كانت صغيرة .. أمها كانت تبدو من النوع المنظم العاشق للترتيب والراحة .. أخذت الطفل بيدها لتضعه في المقعد العالي وربطت حزامه جيداً حتى لا يسقط فما زال ظهره لم يقوى بعد .. مال الغالي بغتة جعلت سنمار يخاف عليه .. رفع كفه لأعلى في حركة مباغتة جعلت كوريتا تنتبة لتفصيل ملابسه أكثر فقد تمنت أن تعرف كيف هذا اللبس ؟!! ..، وطريقة تفصيله ..

بينما أسوار كانت أسرع للغالي فأحاطته بوسائد صغيرة حتى لا يتضرر تتحدث إليه بحنان كما اعتادت :" لا تخاف غالي .. أمك لن تدعك تسقط ".

كانت عيناه مأخوذة بكل أبجديات زوجته يرفع أصابعه معها بالجوار وكأنه يساند ابنه .. ابتسامته الجامدة معهما وكأن الابتسامة عنوان وجهه معهما .. يتسلى بنظرات غضبها الجديد كلما تحدث عن طفلهما .. تحركت أسوار مرة أخرى خلف الموقد بيدها ملعقة خشبية كبيرة .. تتحدث معه عن الغالي :" عصبي للغاية سنمار .. لا يصمت .. ومنذ حضرت كوريتا يشعر بالتوتر أكثر ".

ابتسم مجيباً لها وهو يحرك ذراعيه كعادة سكان البحر الأبيض المتوسط :" هي تجلب التوتر صدقيني .. ليتها ليست هنا ".

حوار طبيعي بين أي زوجين لم يتخيل ما سيحدث ..

بينما كوريتا تتحلى بالجرأة تقدمت نحو سنمار تمسك كفه وتشاهد كم ملابسه .. انتفض في مكانه محاولاً جذب نفسه من يديها .. لكنه لا يعرف ما الذي يجب فعله وكأنه هنا ببلد غريب لا يعرف التصرف الصحيح .. تجذب طرف الكم لأسفل تضع عينيها أمامه وكأنها تراقبه من الداخل .... عيناه تستنجد بأسوار التي وقفت تحمل معلقتها الخشبية وتبدو بنظراتها الغاضبة أنها ستصيب هذه الفتاة في مقتل.. ظلت تنظر لحظات إليه وهو صامت يشاهد هذه الفتاة بتسلي راضي من هذه الفتاة التي تفحص ملابسه وتمسك أطراف جلبابه الجانبية .. فلم تصمت أسوار أكثر فأخرجت ملاحظة لكوريتا :" لست هنا من أجل زوجي .. أنت هنا من أجل مجالسة الصغير ".

ضحكت كوريتا وهي تحرك الخط الجانبي للجلباب :" مذهل .. واسع جداً ..".

انتصبت أخيراً مكانها لتتحدث باللغة التي تعزله عن الكون :" هناك مسابقة للأزياء .. كنت أريد المشاركة بها .. هذا الزي يداعب خيالي منذ شاهدت زوجك يرتديه هذا النهار لأصنع مثله حتى أثواب للسهرة ".

نفض هو جلبابه بضيق من هذا الحوار الجانبي الذي يبدو عليه هو وأنه محوره .. وجلس غاضباً يقول لأسواره :" أفهميني ما يحدث ".

ابتسمت أسوار بهدوء:" لا شيء فقط معجبة بزيك ".

ابتسم وملئته علامات الفخر لتقتل هي كل هذه العلامات :" تقول عنه زي نسائي مبتكر ".

جلس على أقرب مقعد فانسدل الثوب جانباً ليلامس الأرض .. مما جعل هذه الطالبة تمسكه لترفعه من الجانب .. جعله هذا التصرف يغضب بالفعل وسحبه من كفها هاتفاً بها بوحشية :" ابتعدي .. ".

ابتسامة خبيثة حلت بعينا أسوار .. كان يجب على هذه الطالبة المرور بتجربة اختراق الخصوصية بالنسبة لسنمار حتى لا تفعلها ..

كان الطعام بالنسبة له تجربة مريرة لوجود هذه البنت الغريبة جداً في تصرفاتها وفي حواجز اللغة المتعمدة من أسوار كإنتقام صغير منها لأنه لم يردع الفتاة من البداية فليست أول مرة تحوم حوله .. عندما حاولت شغل الفتاة بمشروعها ومشاركتها الإهتمام .. بدأت الطالبة تتحدث عن التطريز وكيف يكون .. هكذا شعر بالرفض منها .. نظر للطالبة بضيق يريد نزع عنقها فلولا تصرفاتها حتى أثناء تقديمه لها كادت تقفز في أحضانه .. اقترابها منه وميلها لتقبل وجنتيه .. منعه لها عن طريق التراجع للخلف .. لكنها كانت بالنسبة له قنبلة موقوتة تهدد بالانفجار .. وبنفس الوقت يسعده وجودها لأنه يشاهد بسببها أسوار بهذا الانفعال الذي لم يشاهدها عليه من قبل .. أتراها تغار عليه كما يتصور .. أم مجرد أنها تحتقر ما يرتدي مثلها مثل أي شخص .. خاصة بعدما علقت على زيه تلك الفتاة المتهورة أنه نسائي ..

كان ينام على ظهره بعد أن جرب جميع الأوضاع .. يتوسد الأشواك جوارها .. أصابعه ترحل عدة مرات لتمس شعرها الذي ظهر بعد معانة ظل نصف ساعة يدفع الوسادة فوق رأسها عدة دفعات خفيفة حتى لا تشعر بأنه يسقطها أرضاً .. هل ستكون هذه حالته كل ليلة من هذه الحياة الأخوية كما طلبت .. ينظر إليها نائمة بالفعل .. لا يعلم أنها لتوها بدأت تنام بعمق منذ غادرته .. تنام وداخلها سلام كبير أنه هنا فلا خوف ..

صوت الغالي نزعه من فراغه فوقف ليفعل معها شيء حسن تبدو مرهقة بالفعل .. نائمة بعمق .. خرج حيث الغالي دلف لمكانه الذي بات يعلمه بالغرفة الملاصقة لغرفتهما .. ربت على صغيره يمسد وجهه .. ثم جسده يهمس بكلمات بسيطة كما اعتاد معه .. نال زجاجة حليبه الموجودة في الفراش جواره وبدأ يضعها في فمه يمتص منها بفمه الأحمر الصغير يقتل جوعه ويبدأ في ممارسة طقوس النوم من جديد .. كان يحادثه ببطء يبثه أشواقه لملكة القمر وأسواره :" هل ستظل هكذا يا غالي .. صامتة بعيدة .. أموت من غيابها وهي معي ".

شعر بيد تمسد كتفه .. انتفض كلياً في مكانه .. نظر لتلك الرأس السمراء تجاوره .. صوتها لا يشكل له شيئاً :" كم أنت ضخم ".

.. نفض ذراعه بعيداً عنها .. هاتفاً بها :" ما هذا .. أنت عديمة التهذيب ".

بينما الطالبة تهمس بغنج تحاول الاقتراب منه :" أنت مذهل .. جذاب ".

تضارب المشاعر وتناقضها مع اللغة .. شيء رهيب بالنسبة له .. كان يدفعها بعيداً وكأنه طفل يتعرض للتحرش لا يعرف التصرف .. شيء لم يكن ضمن حزام تجربته خاصة إنها من العمر مما يمكن أن تصلح معه أن تكون ابنته لو تزوج مبكراً ككل أهل بلدته ..

صوت أسوار جاءها من الخلف ليحسم المعضلة بلغتها :" لا أظن أنك المناسبة لمجالسة ابننا .. في الغد سأقدم بك تقرير للشركة مع توصية بعدم توظيفك ". كان ينظر للصراع النسائي بشيء من عدم الفهم لكنه بتوقعه ونظرات أسوار .. أنها تؤنب الفتاة والفتاة لا تعجبها الكلمات..

نظرت للخلف بينما هو كان قد سدد نظراته لزوجته هاتفة :" سوف أغادر الآن .. سأستدعي سيارة أجرة ..ستحاسبين عليها .. أخصميها من أجري لديك ".

الجرأة في صوت الفتاة أزعجته ولكنه كان كسمكة خرجت من بحرها لا يجيد التصرف وكأنه لا يقدر على التعامل سوى من هم على شاكلته من أهل البلدة .. لأول مرة يشعر بالضياع أمامها هكذا .. خرجت الطالبة وهي تتحدث بلهجتها :" همج ..بلا تحضر ".

ولكنه يشعر أنها تسب ولا تعتذر .. بينما أسوار تصرخ فيها :" أن كان التحضر معناه التحرر لدرجة التحرش الجنسي فنحن لا نريده ".

ثم عادت تعقد ذراعيها أمام صدرها بضيق .. تهز ساقها في هذه المنامة الحريرية وقدميها تنتعلان خف أبيض باصبع رفيع يجعل أصابع قدميها فتنة في حد ذاتها .. تحركت قدميها لتأخذ الغالي من فراشه .. ظنها ستغادره .. لكنها تقدمت منه .. هامسة فيه بلهجتهما :" بما أن جاذبيتك الطاغية السبب في طرد جليسته .. ستكون أنت مكانها حتى نأتي بغيرها ".

وضعت طفلهما في يديه وغادرت الغرفة .. لم يقف مكانه تحرك خلفها وهو يهديها التبرير :" صدقيني .. أنها طفلة انبهرت بالملابس فقط ".

دخلت الغرفة تندس في السرير :" أنظر سنمار غداً لدي يوم حافل .. رجاء أريد النوم .. الغالي يهوى الكلام .. تحدث إليه ستجد منه إصغاء ..".

جلس في فراشه جوارها واضعاً طفله فوق صدره .. يحادثه كما أرادت بصوت عالي :" هل ستظل صامتة هكذا يا غالي .. أموت من بعدها وهي جواري ".

فتحت عيناها التي كانت تغمضها بالقوة .. ثم نظرت له هاتفة :" سنمار .. أريد النوم ".

هتف بحنان جارف :" نامي.. أنا أقص للغالي كما قلتِ ".

حاولت الخروج بغتة لكنه منعها بقبضة ألتفت حول معصمها :" لا تفعلينها .. لأني أكون معك بأي مكان .. عليك تحمل الوضع .. كما أتحمله بقسوة ".

سمعا صوت الباب الخارجي يغلق بقوة وصوت سيارة تحضر للمكان ثم غادرت بعدها بلحظة .. هكذا ذهبت الوقحة .. المنزل فارغ إلا من عائلته ..

عادت تندس أكثر بالفراش .. بينما هو يضع الغالي الغافي بينهما حتى يفصل بين جسديهما .. فهذا أقصى جهاد يمارسه على نفسه .. سيمنى بالخسارة الحتمية فيه .. لكن متى لا يعرف ..

ها هو يتوسد جوار عائلته .. أنفاسه تشتعل لمجرد تنسم رائحتها .. متى سترضى عنه هذه الناعمة .. لا يعرف ولكنه يدرك أنه هنا حيث يحب ..

****************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-08-19 الساعة 03:13 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.