آخر 10 مشاركات
السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة بلا قمر - آن ميثر (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          418 - خطوة خارج الزمن - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-19, 02:39 PM   #871

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وحشتونييييييييييييييييييي يييييييييييي
امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووه




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 05:58 AM   #872

همسات ملائكية
 
الصورة الرمزية همسات ملائكية

? العضوٌ??? » 378897
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » همسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond repute
افتراضي

احنه الاشوق قلب

همسات ملائكية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:29 PM   #873

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مسااااء الجمال أعزائي...
أتمنى ان تكونوا بخير وعافية....
أتيييييت ومعي تكملة الفصل السابع... فصل راااائع كما اعتدنا من ماما ايمي المتألقة...
وسيعجبكم بالأخص ..... لا لن أخبركم ستعلمون ذلك نهاية الفصل...
قراءة شيقة للجميع....
حفظكم الله ورعاكم...



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:31 PM   #874

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل السابع ج2 والأخير
********
تركت أخاها على باب كوخها الصغير ودلفت تحمل الغالي وحدها تجتاز طريقاً نفسياً عنيفاً بين قرارين كلاهما أصعب من الآخر.. لتتذكر هيئة الطبيب الجامدة والذي ألقى قنابل في وجهها بدون مراعاة لحالتها .. تباً له .. لقد جعل الدنيا أضيق من ثقب الإبرة داخل عينيها ..أما أنت وأما ابنك .. لن تتراجع عن قرارها .. ربما كما قال لها بالفعل هي مريضة منذ صغرها ولكنها لم تشعر أو كانت تتحامل على نفسها .. كم كانت تمرض وتتوجع وهي صغيرة فكان الجميع يقول لها مرحلة النمو ..والبرد الذي يفتت عظامها لدرجة كانت تشعر أن دفقات الرياح كضربات هاون .. إذا بدأت العلاج تشوه فارس وإذا انتظرت حتى الولادة قد يكون فات الأوان وتدخل في شريحة مرضية أصعب .. حتى مع محاولة تعويض الكالسيوم بقدر لا يضر الجنين سيكون قد مر عدة أشهر لا ضمان بعدها للنتيجة المرجوة ..أفاق الغالي وهي بطريقها للطابق العلوي حيث غرفتها .. تحمل بيدها زجاجة حليبه التي أوشكت على النفاذ فما بها يعد قليل .. يحرك كفيه نحوها بابتسامة .. بينما دمعاتها تهبط في صمت مقيد بالضعف .. لم تشعر بالضعف كما هي الآن ..
وضعت الغالي على الفراش مستلقية جواره .. مدت أطرافها داخل الفراش الناعم تحميها من التجمد .. أمسكت بكف الغالي فيقبض على اصبعها يريد الوصول به إلى فمه ليسكن الجوع الكائن في بطنه قبل أن يطلق أعاصير غضبه بصوته الباكي.. سحبته من وشاحه بإرهاق معنوي .. مستنزفة كلياً .. منحته زجاجته ظل يمتص منها بشفتيه الحمراوين .. ينهمك كلياً في زجاجته ..
عيناها تتجاوزه لتنظر للمرآة الطويلة المركونة بالزاوية لكنها تكشف الفراش .. تنظر للغالي ولنفسها .. وهناك غصة تحكمت في أنفاسها.. برودة أطرافها تزداد.. تشعر بالقشعريرة تهبط على كل جسدها بوابل من زخام بارد .. انهى الغالي زجاجته غمغمت بحسرة للغالي وكأنه يفهمها :" يبدو أنه كان قرار خاطئ إحضارك معي يا غالي .. أتصدقني لو قلت لك ..أني فقدت القدرة على الوقوف كي أعد زجاجة الحليب لك ".
ترى حالتها المستقبلية من هذه اللحظة الحادة في حياتها .. عندما تكون أماً ماذا ستفعل لو جاع طفلها ليلاً كالآن .. سترضعه فقط أم ماذا تفعل .. ماذا لو تيبست عظامها وهي تحمله .. هل ستتركه يسقط .. تدفعها أفكارها أكثر لتحكرها في زاوية ضيقة بعيدة عن الأمل بآلاف الأميال ..
بينما الغالي كأنه كان يفهم بدأت شفتاه تلتوي ببدايات بكاء .. مدت ذراعها تجاهه وأخذته بين أحضانها .. هامسة بما يشبه البكاء :" لا تبك .. فدموعي ستهبط .. لا يا غالي ".
وقفت متحاملة على نفسها التعسة ببؤس دفين .. تحمله فلم تكن قد استعدت لحفل مسائية مع بكاءه .. وقفت تهزه وتربت عليه واعدة إياه بوجبة دسمة :" حاضر .. سوف أجلب لك زجاجة حليب كاملة .. لا تبك إذاً أرجوك ".
كأنه ينتظر وعدها هدأت ثورته قبل أن تبدأ .. كل ما فكرت فيه أنها ستنام محتضنة إياه .. لكنه جائع بالفعل .. قبل أن تتحرك
لتعود هابطة الدرج قاصدة المطبخ ومعها زجاجة الحليب .. تشكر قدرها أنه ما زالت هناك عبوة الحليب منذ كان معها نهاراً .. وإلا كانت ستضطر لقطع الطريق عائدة ..
كانت صفارة جواد الناعمة تسبق خطواته .. كان يبدو متعجلاً من قفزاته المقتربة .. سعيد بشدة كونه سينفرد بأميرته يبثها عشقه الدائم .. دلف لغرفته يعلق بأصبعه سترته التي خلعها على الدرج .. ليجد الغالي بين يديها على وشك البكاء بينما هي تبدو قد بكت بالفعل .. أنزل السترة بإحباط شامل ولم يجد غير أن طوح سترته للمقعد المجاور .. مد أصابعه ليمحو القطرة المعلقة بين أهدابها هذه التي تذبح وريده .. ثم مد يديه يحمل الغالي .. معقباً بصوت لائم :" متى عاد هذا الضيف الثقيل ؟!!.. ألم نكن منحناه لأمه ".
ثم أستطرد يلوم الغالي بعتاب :" ماذا فعلت بأميرتي يا خميرة العكننة .. لما أبكيتها ".
لم يكد ينهي عبارته حتى تيقن الغالي أن طعامه لن يحضر .. وكأنه فهم من نبرة جواد الضيق .. فبدأ صوته ينشج بغناء ما قبل البكاء فيعلو أكثر ببكاء حار.. حاولت فرسان أن تأخذه منه .. لكنه رفض هاتفاً :" أنت أعدي له الحليب .. فأنا لا أعرف هذه الأشياء الدقيقة وأنا سوف أعمل على إسكاته ". بدأ يهزه بين يديه ويربت على ظهره ويتحدث معه وكأنه سيفهم :" ماذا تريد يا ابني .. حليب أم قصة ".
شعور قاهر بخزي شديد قيد قلبها على طفلها من الآن .. فكلها مراحل يمر بها أي طفل .. كيف بها أن تجابه هذه المراحل الصعبة ..
حاولت الحركة لتهبط لولا صوت جواد الذي لاحظ العناء الذي هي فيه .. وقنوط ملامحها :" خذي فرسان الغالي .. أشرحي لي كيف أصنع الحليب له .. حتى ننتهي من وصلة البكاء هذه ".
أشارت للزجاجة الخالية مكملة شرحاً :" خذها أغسلها بالماء الساخن جيداً .. ثم ضع ماء فاتر .. ضعه على ظاهر يدك لو لم تشعر بحرارته يكون هكذا مناسباً "... أكملت له معيار الحليب البودرة .. خرج بسرعة قافزاً نفس الدرجات التي كان قد صعدها بسعادة وكأنه في مهمة شديدة الأهمية ليسرع لوضع الغالي في نومة كبيرة ..
*****************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:32 PM   #875

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


بعد نصف ساعة **
تتحرك بالغرفة مكتفية بالضوء الجانبي الشاحب الذي دوماً تضيئه للغالي .. بعد أن خلعت ملابسها وارتدت منامة حريرية ناعمة.. صدرها أمتلأ فجأة بالحليب وبدأ يقطر خارج جسدها مبللاً ملابسها .. نظرت للخطين المحددين بدكنة البلل تحت صدرها .. لا تصدق وضعها المزري .. كيف وافقت بسهولة هكذا .. تمنح طفلها لأحد آخر .. كان يجب عليها الرفض كلياً لأسباب عدة أهمها لم يفارقها ليلاً منذ حضر على وجه الدنيا .. أنفاسه التي تمد أصبعها كل ساعة زمنية أسفل أنفه الصغيرة لتراقب انتظام تنفسه .. ثم تنام قريرة العين .. حتى لو كانت فرسان تعاني ما كان يجب هذا فسوف يرهقها الغالي الذي نام أغلب اليوم وسيكون على استعداد للسهر وكأنه ببداية يوم جديد .. فهو مهيأ لتغيير موعد نومه ..
تتحرك وكأنها تقيس الغرفة إياباً وذهاباً.. نظرت لسنمار تحسده على غفوته .. فوجدته متيقظ يحدق فيها .. اندهشت لعيناه المفتوحة .. يديه معقودة خلف رأسه .. سألها بجدية قلقة :" ما يجعلك تذرعين الغرفة هكذا بقلق ؟!! .. ثم أين الغالي ؟!!".
غمغمت بضيق مضطرة لإظهار عكسه :" لقد أخذته فرسان لينام عندها .. لكني .. لكنه ..".
هب من مكانه جالساً .. مقطب الجبين .. لم يكن ينتظر منها مثل هذه الاستقلالية فلم تنل موافقته على خطوة مثل هذه .. لكنه حاول تهدئة نفسه .. بإلهائها بالحديث هتف مستفسراً :" هل تخشين عليه من فرسان ؟!!.. لا أظن ".
هتفت بضيق نفض قيوده عن تماسكها بالرضى :" لا أخشى .. لكن الغالي جائع ويبكي ".
سألها بحيرة شديدة .. لا يريد إفساد سعادتهما الحالية بغضبه الذي يكتمه داخله :" كيف علمت هذا ؟!! هل اتصلت بك ؟!!".
تحركت لمفتاح الضوء السقفي .. فهم السبب عندما سطع الضوء على جسدها وطريقة جذبها لمنامتها .. مما جعله يسقط في هوة قهقهة سحيقة .. انفعلت حانقة عليه عندما وجدته يضج بالضحك :" لا تسخر منس سنمار ".
لم يصمت بل زادت حدة سخريته .. فرمته بوسادة كانت على المقعد جوارها .. لكنه كان كصقر شديد الانتباه صدها بذراعه هاتفاً :" يا ابنتي عندنا مثل يقول .. ابني على يدي وأذهب للبحث عنه .. ما تمنحينه لأحد بعد هذا .. أنت منحتيه بنفسك ثم تبحثين عنه .. هذا صداع ضيقي العقل ".
كان يقف بالفعل جوار الفراش بلحظات .. ساحباً جلبابه ليرتديه بسرعة فوق قميصه القطني قصير الكمين وسرواله القصير .. ووضع قدميه في خفه الجلدي :" سوف أتصرف .. سأذهب لجلبه من جواد .. وأنت بدلي ملابسك هذا .. فرائحة الحليب تتبدل بسرعة .. تصبح بشعة".
طريقته ضايقتها بالفعل وخاصة الحركة المشمئزة التي فعلها بشفتيه الملتوية .. كان كأنه يشمئز منها ومن أمومتها .. شيء صغير من المهانة كبر داخلها بلحظة ، فقررت داخلها عمل انتقامي صغير .. خلعت المنامة ومعها الملابس الداخلية العلوية ووضعتها خلف راسه في المسافة بين المرتبة وحاجز الفراش .. لا تعرف لماذا لم تعد تستطيع المغفرة كحل أولي .. أصبحت مزعجة بهذا القدر .. ولكنه كان يبدو لها يستحق العقاب ..
ارتدت منامة حريرية أخرى .. وانتظرت وصوله ..
بعد قليل **
صوت إغلاق الباب الرئيسي جعلها توقن بأن أحدهم قد حضر .. فلم تصدق بالبداية ان يكون هو .. خافت أن يكون أحد آخر .. انتفضت مستفسرة خشية حضوره مفردة بدون صغيرها :" سنمار ؟!!".
كانت خطواته متلهفة داخلاً بحمله الصغير المتيقظ الصامت :" أقسم بالله العظيم هذا الصغير سيفقدنا جميعاً عقولنا ".
ثم نظر إليه مستمتعاً بابتسامته السخية :" يا نصاب .. ألم تكن تبكي بمرارة عندما التقيتك ؟!!.. هيا أجب!! ".
وضعه بين يديها .. ثم خلع جلبابه مكتفياً بقميصه القطني بنصف كم وسرواله الأبيض.. صعد للفراش منتظم الأنفاس وكأنه لم يخرج لمكان .. ثم جلس يتكئ للخلف بينما صوت صغيره يناغي أمه وكأنه يحدثها فتحتضنه وتتلون عيناها بدفء خالص .. منصته لسنمار الذي أعلمها ما غاب عنها :" وجدت جواد في منتصف الطريق .. ابنك جن بالبكاء وأفقد جواد عقله .. كان خائف أن يظن الناس في المنطقة أنه قام بخطفه .. كان قادم يمنحنا خميرة العكننة كما أطلق عليه ".
هتفت بضيق وكأن الدنيا كلها هانت أمام اللقب الجديد الذي منحه جواد للغالي :" نعم .. خميرة عكننة .. هذا الغالي دحية ".
فخر أم يطل من بين طيات كلماتها .. ثم استطردت :" سنرى طفله كيف سيكون .. وقتها يطلق عليه ما يحلو له .. أما ابني لا أحد يتحدث عنه فهو ملاك ".
أجابها بهدوء خبير :" كل أم تقول هذا عن طفلها .. القرد في عين أمه غزال ". نظرت له شزراً وكأنها تلومه
منحته صدرها ليرضع فتجد صوت زوجها يعلمها :" ليس بجائع لقد أطعمته فرسان وجواد ولكنه علم انه بأرض غريبة عنا .. فأعلن الحرب بالبكاء".
هتفت بألم وهي تعيد صدرها داخل ملابسها :" صدري يحن بالحليب سنمار ويؤلمني من الحليب ".
أجابها بهدوء الخبير :" كلها ساعة وتجدين وحشنا جاع من جديد .. انتظري قليلاً ".
ابتسمت قائلة :" من أين لك بكل هذه الخبرة .. فأنت هنا من يومان فقط ".
أجابها بابتسامة :" الخبرة منذ كنت طفلاً .. فوجنة كبرت أمام عيني وكنت مع أمي عالية في كل خطوة .. وباسم أنا من كنت معه .. فرحيل لم ينزل لها حليب في صدرها فكنت أنا أمه وأبيه ".
ضحكت بينما تقول له :" من هنا علمت ان الحليب تتبدل رائحته ".
أجابها بإيماءة من رأسه .. وإشارة لتقترب منه ففعلت بينما يقف على ركبتيه يحمل منها الصغير ويأخذه يوسده الفراش ثم يهتف به بابتسامة :" أنت يا أخي .. ألن تنام قليلاً.. أريد الشعور بأني عريس جديد .. نم يا أخي ".
كانت أصابعه تدغدغ بطن الصغير فيضج بالضحك كما لم يضحك من قبل .. سعاة غامرة .. جعلتها تسأله بما في نفسها من وهن .. فكل شيء ينال من كرامتها على نحو مزعج :" لكنك كنت مختنقاً وأنت ذاهب إليه لجلبه ".
نظر لها باستغراب مستدركاً ما تعنيه ليجيبها بصدق بلا مجاملة :" مختنقاً منك .. ليس منك تحديداً ولكن من تصرف ما.. وليس منه .. أسوار لا تنسي أنه ابني أيضاً .. عندما تركناه مع فرسان بالنهار وضع أما الليل وضع آخر .. كم كنت أتمنى أن ترفضي ذهابه أو حتى تعلميني ,, تأخذين رأيي.. أنا أرفض أن يبيت أحد من أفراد أسرتي بعيداً عن عيني .. خاصة والأخ نائم طول النهار.. مرتاح الآن ونحن عبيد سيادته.. فلا داعي لنزعج البقية ".
كانت أصابعه لا تكف عن دغدغة الصغير الذي لم يكف عن الضجيج الضاحك ..
مر الوقت بهم .. حتى داعب النوم عيني سنمار فغمغم :" يبدو أن السهرة الليلة مع الغالي .. سأنام حتى أستطيع أركز غداً ".
تركهما معاً وحاول معانقة النوم الذي يحتاجه بالفعل فلديه موعد عمل هام في الغد .. وضعه المرهق جعلها تنسى تماماً انتقامها الصغير ..
*****************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:32 PM   #876

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


بعد ساعة كاملة **
يتحرك جواد في نومه يتقلب مما جعلها تنظر إليه منكمشة على نفسها وكأنه سيكشف سر استيقاظها .. لا تصدق أنها وضعت حاجز اليوم بينهما .. عندما أخذ الغالي :" سأذهب به لعائلته هذا الصغير مرهق وواضح أننا لسنا على هواه اليوم ".
همست به :" آسفة طلبت من أسوار .. بل رجوتها منحه لي .. حنين مباغت ".
ابتسم لها :" أكيد .. لكن وفري طاقتك لطفلنا الذي شبه واثق أنه سيكون أقل جنوناً من خميرة العكننة ابن سنمار ".
ضحت بابتسامة رائقة .. بينما هو يأخذ الغالي يحقق معه بصوت ناعم :" ماذا جاء بك .. تتمسك بنا ثم تبكي يا طفل .. كن بقدر كلمتك ".
وعاد بعد قليل .. وجدها بالفعل كانت بالفراش ليهتف بها :" نعم حيث أريدك تماماً ".
حركت سبابتها برفض كامل :" جواد أريد النوم اليوم كانت المقابلة مرهقة جداً".
ابتسم وهو يبدل ملابسه مرتدياً سرواله الطويل .. يتذكر رشاد الصامت الذي تدفن عينيه عبرة غريبة حاول يواريها فلم يفلح :" نعم .. أدرك أنه كان مرهق بالفعل .. لكن هيئة رشاد تقول أن هناك شيء كبير .. ماذا هناك فرسان ؟!!".
لم تجد رداً ملائماً غير هتاف ضائق :" لا شيء جديد جواد .. أنا فقط خائفة من العودة .. خائفة من مواجهة الناس جميعاً .. أليس هذا من حقي ".
استلقى جوارها .. لتجد صوتها يتقطع أكثر :" خائفة على طفلنا .. خائفة جواد ".
هتف بحيرة شديدة كأنه يقصد كوثر :" ربما خائفة على طفلنا لكن ليس من الناس بالوطن .. كنت سعيدة جداً حتى اليوم صباحاً .. بالتحديد بعد أن تناولنا الإفطار عند سنمار .. ماذا حدث وغيرك .. أنت حتى لا تريدين النظر إلي.. تتهربين بنظراتك فرسان ".
تنهدت ببطء .. ثم منحته ظهرها هامسة بكلمات قاطعة :" تصبح على خير جواد ".
بعدها لم يتركها بل مد ذراعه تحت عنقها كما اعتاد وتدثر معها بنفس الغطاء يمنحها دفئاً وعذاباً بنفس الوقت ..
للآن لم تنم رغماً عنها .. خائفة حد الموت من أن تأكل عظامها بسبب الرطوبة التي تحتويها ..
هذا الهاجس من تأنيب الضمير يكاد يخنقها .. لكنها لن تستطيع مواجهة نظرات شفقة حتى لو كانت غير مقصودة منه بالذات .. جواد أصلاً يعاملها كزجاج سهل الكسر .. لو علم سيشعرها بالمرض في كل لحظة .. وقتها ستموت جذور الحب داخلها .. واهتمامه سيخنقها ..
وضع راحته على جفنيها وهو نائم .. مما جعلها تنتفض وتحدق به في ظل ضوء الغرفة الشاحب .. وجدت عينيه مغلقتين .. لكن أطرافه التي مسدت عينيها تشي بغير ذلك .. غمغمت باسمه ..تستطلع يقظته :" جواد ".
فلم يأتيها صوت منه فقط صوت أنفاسه المنتظمة عاد يسحب يده ويضمها بها .. غمغمت داخلها :" ماذا أفعل في حنانك جواد .. لا أعرف هل سأهزمك لو علمت أني مضطرة لفراقكما يوماً ".
الرحيل .. هل هو قرار أم فرض عين .. وأي رحيل تقصده .. رحيل داخلها .. حتى الآن لم تتضح لها الرؤيا .. فكله ضبابي .. ومعتم ..لكن حتى مع المرض ستجد منه تباعد رغماً عنه .. وعنها ..
******************
ينام بالفعل وتنتظم أنفاسه .. لكن رائحة الحليب تملأ أنفه .. تحرك وقلب الوسادة .. ثم حاول إعادة النوم مرة أخرى لكنه كان مستحيل ..
غمغم بصوت محتقن بالإرهاق :" أسوار هل ملابس الغالي متسخة بالحليب ؟!!". انتفضت حقاً من مكانها ولم تجد سوى إجابة سيعرفها لو دس أنفه في طفله :" لا .. لقد بدلت له ملابسه قبل أن ينام .. ربما تكون ملابسك أنت ".
لم ينبس ببنت شفة .. بل جلس معتدلاً وسحب القميص العلوي وخلعه عن صدره المفتول بالعضلات .. جسد بناه العمل الشاق ثم طوح به بعيداً بعد أن شمه :" لا أظن .. ملابسي نظيفة .. سأفقد عقلي لي ساعة لم أستطيع إغماض عيني فيها ".
عاد يتوسد برأسه وسادته لكن تسلل رائحة الحليب الدهنية كانت تزعجه .. رفع الوسادة الصغيرة ووضعها أرضاً ثم رفع الكبيرة ليجد ألوان جديدة لا تمت للفراش وأغطيته بصلة .. سحبها ليجدها منامتها وملابسها الداخلية بما فيها حمالتها الصدرية .. كانت تشعر بالحركة خلفها ولا تستطيع النظر إليه حتى لا يكتشف فعلتها .. قلبها ينبض برهة ثم تتوقف عن التنفس فتتوقف نبضاته كاملة .. تشعر أن حركتها الانتقامية ستقضي عليها .. ثم تعود فتحاول تهدئة نفسها وخاصة والحركة مستمرة خلفها ..
فجأة وجدت ظهره خلفها يدفع ظهرها بدفء ويده تلوح لها من أعلى بملابسها التي تتأرجح أمام عينيها بإنذار :" كنت تنتقمين يا صغيرة .. لم أكن أعلم أنك شريرة لهذا الحد .. حسناً".
حاولت الخروج من مكانها فلم تستطيع .. كانت إحدى كفيه تقبض على كفيها بيد بنعومته جعله أي احتجاج منها يموت في مهده .. بلحظة كانت حمالة صدرها تعقد حول رسغيها فتمنعها الفرار أكثر حاولت أن تهمس بصوت خفيض :" هل جننت سنمار؟!! .. فك قيدي ".
لم يفعل بل كانت يده تحمل يديها حول عنقه قسراً ثم تمر حول كتفيها همسته الناعمة في آذنها كذهب مذاب تفرغ داخلها حرارة وسخونة سرت من حيث صوته إلى أطرافها :" كنت أتوق لحملك هكذا.. منذ وجدتك ".
حاولت أن ترفع كفيها من خلف عنقه ولكنه منعها بقبلة على وجنتها ..و بيده الأخرى التي قبضت على خصرها وصوته الحازم يأمرها :" إياك والصراخ حتى لا توقظين وحشنا الصغير ".
رفعها لأعلى كتفه ثم عدل وضعها لتكون فوق ذراعيه بينما يضج قلبه بالنبضات فتصل إليها تكبل كل خلاياها لتكون معه هو وحده وكأنه أمر جسدها باستجابة حارة ثم يبتسم وهو يقول :" ذكرتيني بالماضي .. هذا الصغير ولد على رائحتي .. كنت تسرقين قميصي الداخلي وتضعينه تحت وسادتك ..".
هتفت به بلا وجع يذكر بقوتها الجديدة لن تحيا في أوجاع الماضي :" كنت تعرف.. تستحق ليلة مسهدة إذاً .. حتى لا تغضبني مرة أخرى ".
خطواته تغادر الغرفة فتضع قدمها على قائمة الباب :" أين تذهب بي والغالي؟!! ".
نظرت لطفلها تجده في منتصف الفراش ومحاط بالوسائد .. نائم في ملكوت آخر .. لا تدري متى فعل كل هذه الحماية له .. فيحدثها :" لقد أيقظتني فعليك تحمل العواقب .. هكذا أنا .. كنت خائف أن أقترب منك .. لكنك دعوتني ".
هتفت فيه وهي ترخي ساقها فتترك موقعها :"لم أقصد دعوتك .. ثم لا تكذب سنمار أنت خائف حقاً ".
أجابها وهو يتحرك للغرفة المجاورة الخالية حيث كان سيكون مكانه عندما وصل :"لا أسوار لم أكذب عليك أبداً.. أنا خائف أن أتقدم تجاهك فأفقدك.. هل ظننتِ أني مستريح في النوم بعيد عنك حتى لو كان ما بيننا ابننا ..أعلم أني السبب .. كم كنت غبياً عندما ضيعت أشهر بعيداً عنك ".
دلف بها ووضعها على الفراش برفق ثم صعد جوارها :" باب المنزل قد أغلقته بالمفتاح والغالي لن يسقط من فراشه .. دعينا نحن نسهر حتى نقتص من الماضي ".
ابتسامتها جعلته شعر بأن الخوف قد تم دحره نهائياً بينهما هتفت بهمسة متوجعة لا يمكن أن تبعد عنها الهاجس الخائف :" كنت أحتاجك وقتها ..أردت الشعور بأن هناك من يهتم .. لكنك تركتني ".
غمغم بصوت متحسر ليقنعها :" كنت أهرب .. أهرب والخطة قد ملأت عقلي وقلبي .. لن أرتضي بوجودك مع كل تأثيرك علي .. كان سيكفيني الغالي هدية منك ".
هتفت بجدية مختنقة :" لم أمنحك الغالي لتأخذه .. أتعلم ما زلت حتى الآن أضع اصبعي على أنفه كل لحظة وهو نائم خشية ان أكون قد خنقته وقت إرضاعه .. شعور رهيب سنمار ".
مال عليها يحميها بحنانه .. يمنحها قبلات صغيرة معتذرة .. حتى نال ابتسامتها التي أنارت له الدنيا أمامه .. فيجيب عليها تحم الماضي بكل ما فيها فلا تجعل الكآبة تلون حياتهما .. لتعود للنقطة الأسبق لتجلب البسمة بينهما :" كنت تعلم إذاً أني كنت أسرق ملابسك .. شيء غريب .. وحامي كان عليك.. أكرهك وأعشق رائحتك ".
غمغم هو وهو يدفنها داخل صدره أكثر :" ربما ألقى الله هذا في قلبك حتى أظل ألوم نفسي عليك كل لحظة وأنت بعيدة عني .. ولا تتحدثِ عن فترة فراري منك قبل ولادة الغالي .. فما كان هناك وقتها شخص خائف مما وجد نفسه فيه .. شخص بلا عقل أو تعليم .. كل ما يستطيعه وضع اللوم على أحد آخر غيره .. لكن أسأليني عن الآخر الذي وجد لديه القدرة ليعترف بكل شيء حدث له بالحياة .. رجل أنت أعدتِ خلقه من جديد بحبك .. صار مختلف ".
مدت شفتيها تجاهه لتقبل وجنته فيهتف بها وكأنه ينصت لأغنيه تطربه :" الله .. الله.. الله .. أجمل شيء فيك عطاءك .. هيا لأقتص منك لإفسادك نومي ".
ضجت بضحكة تحمل دلال سعيد .. ثم دفعت نفسها داخل أحضانه .. شيء جديد يولد بينهما .. رضى وأحرفه هادئة .. لوم واعتذار وتقبل .. كلها أبجديات يتعرفون عليها معاً .. لم ينتظر منها أكثر من هذه الحركة الطفيفة فحملها معه لعالم جديد .. آفاق رحبة من نعومة الحياة وشغفها ..
*****************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:33 PM   #877

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



شعور قاسي بالحقارة يجعلها ترفض النظر لنفسها في مرآة زينتها .. تكتف جسدها بأطرافها تطبق رأسها على ركبتيها.. تسكن العار الكامن في نفسها .. الرخص الذي فعلته يشل أطرافها .. يمنعها الحياة .. لا تعرف كيف جعلت إرادة الحياة داخلها تدفعها للخطيئة بحق نفسها .. حتى لو كان زواج .. لكنه زواج لا يعلمه أحد .. لا تستطيع الخروج به للنور .. دلف عليها أخيها الأكبر يمج سيجاره الغليظ هاتفاً بها بضيق :" هل ستظلين هكذا نادرة ؟!!.. المحامي قادم.. هيئي نفسك لمقابلته".
لم ترفع حتى عيناها ظلت تطبق بذراعيها المعقودة أمام ركبتيها .. تدفن رأسها من نفسها .. كنعامة ضعيفة ورطت نفسها وتعتقد أن الكل لا يراها .. تمتمت ببرود :" ماذا هناك ؟!!.. ألم ننتهي من كل التهديد بعد القبض على فريد الدهان .. لن أكمل القضية .. من أجل التوأم لن أكملها كمال ".
ابتسم أخيها بسخرية .. ناظراً لها تحت مئزرها الحريري الفاخر .. ثم تولى الشرح الذي دائماً يغيب عنها :" يا ابنة الطويل .. لن تنجي ممن هم أكبر من الدهان .. تظنينه بمفرده .. ثم أي توأم الذي تنظرين إليه .. الذي أذكره أنك كلما هاتفتيهما لا يجيب عليك أحدهما ".
سقطت عيناها على هيئته الفارعة ثم همست :" أبوهما مريض .. وهم معه وحدهما ".
ضج بضحك خبيث :" ألا تعلمين أن فرسان بحثت عن أخيها رشاد هذا ".
دهشة صاعقة حطت داخل عينيها وهتاف حاقد ملأ عقلها .. لكنها لم تجب ليكمل أخيها ذبحها بسكين بارد النصل :" أتعلمين من هو ابن راشد وكلاوديا .. أوبالدو فيتوريو ".
هبت مكانها لتقفز أرضاً .. تعرب عن هويته :" صاحب بنك فيتوريو .. هذا الثري المدلل".
كان من ضمن الشخصيات التي تتابع رحلاتها بعين الحسرة .. فيخمد أخيها بارقة من أمل ضعيف كانت برزت عندما فكرت بتكالب .. أنه لن يحتاج المال من راشد :" المال يعشق المال .. وهو سيأخذ مال أبيه كله .. حتى لو من أجل الانتقام .. لماذا عاد مع فرسان التي قد تكون عقدت اتفاق مع أخيها الكبير لتأخذ حصتها من مال أبيها .. هي الوحيدة المضارة هنا ".
انطلاق كلمة الحق يأتي في مواقف مثل هذه عندما هتفت نادرة بنهي قاطع :" فرسان لا تفعلها .. تحافظ على أموال أبيها من الضياع مهما كان السبب ".
بدون تردد علق محبطاً طريقها .. فهو الآخر لن يدع أموال راشد .. كفاهم أموال ابنهم الجديد :" عندما يحرمها أبوها ماذا عليها ان تفعل وزوجها كما فهمت منك ليس بالقدر المالي .. اتكهن أن هناك أتفاق مرضي لها ".
هتفت به وهي تعقد ذراعيه أمام صدرها :" حتى لو تم هذا .. لن أكمل القضية .. توأمي لن يعجبهم الأمر ".
هتف بغضب بارز في نواجذه الضاغطة على بعضها :" بل أنت في اضطرار لتكملة هذا الطريق .. بدلي ملابسك المحام على وشك الوصول ".
مدت أصابعها تقبض على ذراعه قبل أن يستدير عنها :" لن أفعل حتى أعرف ؟!!.. إصرارك هذا معناه أن هناك جديد ..أم تراك صرت الطامح في أموال أولادي ".
نظر لأصابعها بضيق ثم سحب ذراعه مهمها :" المحامي سيعلمك كل شيء.. سأنتظرك .. في غرفة المكتب ".
لا يدري ماذا يقول لها ؟!!.. أن هشام علوان بنفسه قد بدأ في الظهور خارج الحماية .. وهو من أتصل به حتى يكون مال راشد مقابل طلب من فرسان .. هذا الطلب لا يهتم راشد بتلبيته ..
بعد دقائق **
" نعم ماذا تقول أستاذ عادل ".
نظر لها وهو يسحب الأوراق من جديد ليضعها في حقيبته .. ثم أكمل بتؤدة :" السيد راشد يبدو أنه دعس قدم أحد الكبار ذو المقامات الرفيعة والصلات الشديدة .. أحد من فئة الرجل المهم .. هذا الرجل لن يترك راشد .. يريده فقير معدم .. وقد تحركت الآن أجهزة الدولة لوضع كافة ممتلكات راشد تحت التحفظ .. لو أردتِ حفظ مال أولادك سيكون عليك الاستمرار في القضية .. وجود قُصر يمنع التصرف في أي أصول ".
ثم أخرج لها مظروف مده لها .. أخذته لتفتحه .. سحبت ما فيه لتجدها صور لها وهي مع فادي عبد الجميل .. كانت ترقص معه .. وله في منزله .. شعرت برخصها أكثر .. اهتزت أصابعها فانهارت الصور كدليل إتهام متساقطة على حجرها ثم تهاوت على الأرض تحت أقدامها ليتوغل الذنب أكثر داخلها .. وشعور الرخص يرسخ أكثر في قلبها .. صوتها يهترئ بتأكل مسموم:" من هذا الحقير ؟!!.. من أرسل لك هذا؟!!".
صوته حسم الموضوع :" ليس هاماً من هو ؟!!.. رغم أني أعتقد أن السيد كمال علم هويته جيداً وعلم إمكانياته .. المهم الآن مواجهة الفضيحة .. هذا الشخص لا يلعب .. مستعد لهدم كل الجدران المقامة ليصل لحاجته .. هل أكمل الإجراءات أم أنسحب من الطريق ؟!!".
علمت أنه لن يقف معها في نفس الخندق .. ونظرت لكمال الذي كان يضغط على أظافره كطفل صغير فتدرك أنها صارت وحدها .. لا يهمها سوى طفليها على كل حال فالطعنة في المال تختلف عن الطعنة في الشرف .. الشرف قاتل .. حتى راشد نفسه كان سيختار أن يفقد ماله كله ..ولا تفقد هي شرفها .. تعلم أنه سيحميها من نفسها .. مدركة الآن فقط أنه كان يحميها من مغبة الأيام ومن كل شيء ..
أفاقت على سؤال المحامي الجامد القلب الذي يمد لها ورقة وقلم لتوقعها مخيراً إياها :" هل أكمل أم تكملين وحدك مواجهة صقور الإعلام ؟!!".
ليهتف أخيها محاولاً لملمة شأن الوضع كله للخروج بأقل خسائر ممكنة :" قل لمن أرسلك سنكمل ولكن بشرط واحد .. نريد وثيقة زواج موثقة قانونياً .. زواج شرعي ووثيقة طلاق كذلك .. يتخذ هو خطواته مع فادي عبد الجميل .. الذي لا يجيب علينا وغالباً تحت أمر من الرجل الهام ".
خطوة مقابلها خطوة .. تعرف أن أخيها هو الآخر يحمي نفسه ومشاريعه .. لكن هذه الخطوة ستجعلها على ارض ثابتة .. تضع العقد في عين من يتحدث عنها بسوء ..
فأومأت برأسها في استجابة راضية .. تحل الآن ما تستطيع حله ثم في تحاول لملمة شمل عائلتها التي تفككت بلمح البصر .. كل هذا لأنها سمعت كلام هؤلاء المحيطين بها من أصحاب القلوب الضعيفة حتى أموالها التي في القناة وتلك الشراكة مع زاهر وميادة أصبحت عرضة للضياع بعد الحجز على جميع ممتلكات ميادة جبر وإغلاق القناة ..
طلب الرجل الانفراد ليقوم باتصال هام في القضية .. وبعد دقائق كانت خطواته الواثقة تتحدث مترادفة مع صوته :" سيكون هنا بعد ساعتين السيد فادي والمأذون واثنين شهود .. سننتهي اليوم من هذه القصة .. ولكي تكوني على ثقة سأرجئ التوقيع ليكون بعد العقد والطلاق ".
سأل أخيها بلهفة المستغيث :" كيف سيكون الطلاق بذات يوم الزواج ؟!!".
أجابه المحامي الحاذق :" هذا عملنا نحن .. لا تشغل بالك سيكون الزواج اليوم والطلاق غداً ولن يستطيع فادي رفض أي شيء .. لا تخشى شيئاً".
بعد ساعتين **
جلست ترتدي أفضل أثوابها فلن تسعدها نظرة غير التي اعتادت عليها من الجميع .. لا تريد نظرة رثاء أو حتى احتقار .. كفاها ما بنفسها من تعقيد ..
انتهى العقد وأعلنهما المأذون :" الوثيقة بعد أسبوع ". جمع دفاتره .. بينما مال المحامي على نادرة يمنحها الورق لتوقع له على توكيلها ليستمر بالقضية ..وغادر ليقف فادي يتهيأ للمغادرة .. أستوقفته نادرة بصوتها :" كم أخذت مقابل هذا العقد ؟!!".
استدا ناحيتها يحدق فيها .. ثم يجيبها بوقاحة :" كنت دائماً أسعى خلف من هم مثلك .. سيدة كبيرة وحيدة تريد التسلية والاهتمام .. تريد سرقة أيام من شبابي .. صفقة عادلة .. المال مقابل أيام .. لكن اليوم أنا عقدت صفقة أكثر من عادلة .. التوقيع على عقد زواج وطلاق بالغد مقابل حياتي".
اندهشت وعيناها اتسعت بدرجة كبيرة .. معتقدة أن هناك تهديد بالقتل كان كسيف مسلط على عنقه .. ليبدد لها هذه السحب من فوره فلن يحتمل عاطفة منها :" نعم فشفاء هي حياتي .. حياتها مقابل عقد زواجك .. وحياة طفلي في بطنها مقابل طلاقنا .. عندما أجدها لن أترك أحد يمسها بسوء .. فكل ما أفعله من أجلها هي فقط ".
وعت أن الدار بكل ما فيها لم تكن تحت سيطرتها يوماً .. لذا غاب عنها حتى السؤال عن الفتاة التي فرت وهل عادت أو وجدوها .. ليهتف هو مؤكداً لها تلك النقطة :" أكيد لم تكلفي ذاتك وتتصلين بالدار لتعلمي ما حدث لها ؟!!.. أهبطِ من برجك العاجي سيدة نادرة الطويل حتى تري الناس على الأرض .. كم أتمنى رؤيتك عندما ..".
أدرك أنه قد تحدث أكثر من اللازم .. نفث تنهيدة واحدة .. دلف أخيها يشير له بأصبعه كخادم لديه :" أنت هيا .. لا تجعلني أراك أبداً".
ليهتف له فادي بحقد مظلل جفنيه :" إنها أمنيتي .. لكن يبدو أنك ستراني كثيراً ".
نظرت له تتمنى أن لم يكن أخيها دخل لتوه .. تريد معرفة ماذا يدور خفية عنها .. غادرها وكأن ما بينهما هو مجرد تنهيدة خرجت في لجة جنون..
خرج يبحث عنها بعيونه عن شفاء ..لا يعرف لماذا يعتقد أن نادرة قد تكون قد أذتها لتؤذيه هو .. لا يعتقد أنها لا تعرف عنها شيئاً لذا سيورطها أكثر حتى يضغط عليها فيعلم أين أخفت عنه شفاء ؟!!..
يقطع الحديقة الكبيرة حتى سيارته المصفوفة بالخارج .. ما زال داخله الحقد على نادرة تلك الحقيرة التي تقطن القصور .. لكنها كانت السبيل لاتفاق جيد ليخلص شفاء من قدر قد خطوها لها وهو الموت .. هي وما تحمل لتعريض الدار للخطر وكشف ما يحدث ومعه أعناقهم معرضة للقطع ..
******




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:33 PM   #878

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



أظهر لها جانب لم تكن تعلم عنه شيئاً .. تريد معرفة ما في الدار وما يحدث فيها كانت تظن أن فريد الدهان قد زور هذه الأوراق ليوقعها في شباكه لكن من الواضح أن هناك أشياء أكبر مما هي فيه من نعمة وراحة .. بيع الأطفال الذي كانت ستجد فيه نفسها ربما يكون أقل شيء .. فتيات في سن المراهقة .. شفاء وطفلها .. كل شيء أنار لها في عقلها زوايا مظلمة .. هناك جرائم ستتورط بها حتماً .. كانت تعتمد على الجميع .. ثق بهم جميعهم متناسية أن مفتاح الشر يكمن في الغفلة .. تستعيد الآن كلمات راشد .. لماذا الآن يا نادرة وطعنتك سترشق قلبه ..
أن كانت قد دلفت بقدميها للشبكة وسيتم قطع أوصالها .. يجب عليها أن تنقذ راشد من أجل أولادها .. تستحق ما تعانيه حقاً ..
عاد صوت أخيها يرغي ويزبد فيها :" أستسمحين له أن يتسلل لك من جديد نادرة ؟!!".
حدقت فيه واعية لما يقوله لها .. لقد فقدت الاحترام بسببهم .. نظروا لها كقطعة فاكهة ناضجة يجب الاستفادة منها ففقدت كل شيء بسبب تفكيرها ودلالها .. طوحت له كفها في إشارة بعدم اكتراث ثم تحركت من مكانها تحمل هاتفها مغادرة المكان .. فهو يبحث عمن يغطي تكاليف مشروع القناة الفضائية الخاسر بسبب ميادة ومروان الشاعر ..
كررت الاتصال بذات الرقم الذي لم تعد تتصل بغيره .. همست بكل توسل تملكه :" رجاء مالك .. رد علي".
لكن لا مجيب لها هذه المرة أيضاً .. أتصلت على آنس الذي أجاب على الفور بتراحبه الدائم :" مرحباً أمي ".
ودت أن تستفسر منه عن شيء حرق أطياف قلبها :" مرحباً آنس .. أراك ما زلت تتحدث معي .. لم تتأثر بمالك ".
ليجيبها بما لم تكن تتوقعه ذات يوم :" أتقصدين بسبب خداعنا من أجل المال .. أم خداعنا بسبب العشيق المراهق أمي ".
انتفضت مكانها .. وانعقد لسانها بشلل مؤقت .. لم يحتج للرد منها فعقب :" السبب يكمن في كلمة أمي .. أنت أمي وقد وصانا الله عليك وعلى أبي .. لن أكون ولداً عاقاً لأي منكما.. الخداع سيحاسب عليه الله .. قصت لنا فرسان ذات يوم عن أحد الصحابة كان قد أسلم ووالديه مشركين .. كان رسولنا الكريم يأمره ببرهما .. لذا أجيب على هاتفك أمي ".
أدركت خسارتها الفادحة وربح فرسان التي كانت مع أخويها دائماً تمنحهما بلا توقف .. بينما هي تفكر في كم ستنال من أبيهما .. وكم ستأخذ من أموال الشركة .. وأين ستنفق هذه الآلاف وهنا تتباهى بما لديها من مجوهرات وملابس .. فجأة كل شيء ذهب مع ميادة جبر بغير رجعة حتى لو عاد سيعود بالتقطير.. هذا لو اعترف جبر نفسه بأنه سيرد الأموال عن ابنته .. يكفيها أنه لم يذكر اسمها بالقضية الملوثة للسمعة .. حمدت الله أن جعل هذه الأموال بلا عقود شراكة فعلية .. فكل ما تملكه عقد ابتدائي وشيكات من توقيع ميادة .. تخشى إظهارها حتى لا يتم تلويث أسمها ..
استفسرت ببطء ممتقع في الرخص :" كيف حال أبيك آنس ؟!!".
علق ببطء مماثل فهذه أول مرة تسأل .. ربما يكون في الأمر خدعة :" لا يوجد خير جديد غير ما يذاع ".
هتفت تحدثه بحميمية أم :" لا تخش على أبيك آنس فهو قوي .. كان دائماً يردد الأخبار السيئة تصل أسرع ".
صمت فلم يعرف بما يجيب عليها لتحسم أمرها بعد ثوان انتظار :" أريد منك إيصال رسالة لأبيك .. أريد التواصل معه .. ضروري .. بل بشكل مُلح يا آنس .. لا تنسى ".
أجابها بنعم :" سوف أفعل .. وداعاً".
صار يستخدم كلمات الفراق معها منذ ابتعدت عنهما .. نعم هي تستحق هذا وأكثر .. الآن فقط أفاقت لنفسها .. ليتها كانت أوصدت باب الشهوة التي رتعت في عقلها تريدها أن تعانق هواجس الشيطان ففعلت .. والان الحسرة من نصيبها وحدها ..
كورت جسدها كجنين خائف من لفحات البرد القاسية .. تشعر بلدغات الخيانة كاحتراق الجليد ..
**************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:34 PM   #879

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



" معنى كل ما تقوم به سيد هشام أنك لن ترحل الآن .. ألم تكن هذه فرصة لك لتغتنمها ".
يمد لضيفه علبة سجائره :" لا .. لن أجعل راشد دحية ينتصر .. الذي سيحمل الوزر كاملاً هو هادر دحية .. سوف أرسل لعمله التسجيل الذي فيه أتفاقه معي على تسهيل فرصة خروجي مقابل حياة زوجته .. كنت أريده في مكان أفضل لكنه تذاكى علي .. لينل طعنتي .. ألم تشاهد بنفسك أجهزة التنصت الذي تركها ".
أومأ له الرجل ممهداً الطريق :" ولكنه هو ما لفت نظرك للأجهزة وقد نزعنا الثلاثة وتأكدنا من أن الحماية على القصر صارت أضعف .. من الممكن أن يخترقها أي نظام ضعيف .. الرجل لم يخطئ في هذا .. لقد نبهك ".
غمغم به بحدة :" ناصر محرم .. أما ان تكون معي أو لا تكون .. من الآن حدد موقفك".
هتف الرجل بابتسامة من كان ينتظر هذه اللحظة مثل صقر يريد الارتفاع بعد الهبوط وسط الجيف :" تعلم أني كنت أنتظر هذه اللحظة من زمن سيد هشام .. أظن الخدمات الصغيرة التي كانت بيننا قد أجدت فيها ونالت استحسانك ".
اجابه هشام وهو يشعل سيجار من سجائره :" ماذا فعلت بقصة أبراهيم .. هل عثرت على ملفاته والهاتف ".
رفع ابهامه بعلامة التشجيع ثم أكد :" الموضوع يكاد يكون منتهي .. فقد توصلت لأحد زملائه ممكن يملكون حق التواجد في غرفة الملفات .. هذا سيجعلنا نعرف أن كان قد أخفاها بالداخل .. فكما تعلم زوجته مريضة وهي في مشفى الأورام بصفة دائمة وأطفاله منذ عام عند أخيه في البلدة .. لا معلومة لدى أخيه .. وقد ربط عقل زوجة مندور الويجي .. خافت على أطفالها وقد منحتها شقة صغيرة في إحدى الأحياء الشعبية و معرض صغير افتتحته مطعم للأطعمة الشعبية .. حتى تصمت هذا فوق التهديد بأن نذبح أولادها كما حدث مع زوجها .. والضابط جسور كما تعلم كل تفصيلة بحياتها عندك .. هي الآن في منزلها الزوجي .. هي تحت أيدينا بأي لحظة تريدها .. اعتبرها صارت في السماء ".
ينتشي لمجرد نظرة رضا من هذا المكتنز بالمال .. فمجرد وشاية بزملائه الذي كانوا يتراخون في مراقبة قصر دحية وخاصة جسور دحية التي كانت تخرج من الباب الجانبي وهم علموا ولم يبلغوا .. أخذ هو المعلومة وكاد لهم فكان بدياً عنهم .. الدنيا دنيا الصقور من يقتنصون الوقت المناسب لينالوا هدفهم ..
علق هشام بأمر جديد :" ستذهب مع المحامي بعد الغد للمليجي .. أريد جميع أسهم دحية للاستثمارات باسمي .. اجعله يوقع على تنازل عنها جميعاً .. أريد زاهر حيث هو .. هو دائماً يختفي وقت الحاجة إليه ".
وقف الرجل بجسده العريض ينحني طاعة .. ثم مد له فلاشة صغيرة :" هذه آخر معلوماتي عنه .. هنا الحادث الذي دبر فيه موت باسم دحية .. هذه مقاطع لزاهر دحية من داخل منزله .. هذا الرجل لم يكن قلبي يرتاح إليه .. منذ جعلتني أفك الخاتم الذي أهداه له ابنه فأجد جهاز تصنت قررت أن أمارس تلك الحيلة .. لم أرجع إليك سيدي لأني لم أكن واثق من النتيجة .. لكن هنا ستجد عدة تسجيلات أظنها ستكون ذات فائدة .. ربما تضغط بها على الهدف ".
عقب هشام :" أتقصد أنك وضعت جهاز تصنت جديد بنفس الخاتم ".
أجابه الرجل بحذق الواثق :" لا سيدي نفس الجهاز ولكني غيرت تردد الاستقبال له .. هذا عملنا فلا تصدع رأسك بشيء .. دعني أنا للمشاكل التافه ".
أكمل انحناءته ثم بدأ يغادر .. ليجد صوت هشام محاولاً تضيق الخناق بطريقة لا يستطيع راشد الفكاك منها : " ناصر .. لو خرجنا من هذه الأزمة .. سيكون لك شأن أعلى من أي فرد ".
ابتسم الرجل :" خادمك هشام باشا".
ثم غادر عالماً بأن الوقت وقته وما سيناله يجب أن يكون الآن .. فيما بعد عملة لا تصرف من البنوك ولا تشبع جوع .. لكن كسب الثقة هي أولى خطواته لجميع ما يملك هذا الرجل .. وهو عالم مع من يلعب وكيف ينال ما يريده .. فالخيانة التي تأتي من الداخل قاتلة ..
******************



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 08:34 PM   #880

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الصباح الباكر **
تحركت في الفراش الناعم .. مدت كفيها تتمطى بجسدها الصغير ثم عادت تضم نفسها بوضع جنيني .. لم تكن قد فتحت جفنيها بعد ..تشعر بهدوء وسلام نفسي رهيب ..
وصلت لأسماعها صوت ضحكة تعرفها جيداً .. فتحت جفنيها بتوجس شديد .. وجدت هادر يجلس على الفراش جوارها :" أخيراً استيقظت .. ظننت الصيدلي أخطأ بالعلاج .. من أمس وأنت هكذا ".
رفعت الغطاء لتجد نفسها في قميص حريري مما تفضل .. هدرت فيه بصوت منذر :" لا تقل لي أنك أحضرتني وبدلت ملابسي .. لتغتصبني وأنا جثة ".
ابتسم بضيق ظهر في عينيه ثم وقف خارج الفراش ليقف وكفيه داخل جيبي سرواله :" لا أحتاج هذا جسور .. الأمر أنك كان لابد لك من الراحة .. عينيك بدأ يعود لها صفائها .. كادت الهالات السوداء أن تختفي ".
انتفضت من فوق الفراش لتخرج بكامل هيئتها المشعثة .. ارتسمت صورتها على مرآة الزينة أمامها .. ثم مدت أصابعها لتعيد من تمشيط شعرها بأصابعها :" لا أظن شعري أصبح هكذا بمفرده ".
علق وهو بنفس مكانه :" تبدين وأنت نائمة كفرس جامح لا يهدأ له قرار .. تتحركين بشكل يصعب لأحد النوم جوارك ".
هتفت بضيق :" أظنني لم أبك لتجلبني هنا ابن العم .. أليس كذلك ؟!!.. كان يجب عليك أن تعيدني لمنزل عمي ".
حدد بصوته الطريق بينهما لمرة جديدة :" جسور عودي للعمل المكتبي .. لا أظن أن لداخلية ستفقد الكثير بغيابك عن الميدان ".
ابتسمت بشحوب شديد :"هذا هو ما جعلك تجلبني هنا .. العمل الميداني أهم عندي هذه الفترة .. لن أبرح مكاني لأحد ".
ضيق عينيه أكثر من عنادها معقباً :" عليك الفترة القادمة عدم التواجد بمفردك ".
علقت وهي تسحب إحدى بذاتها من داخل الخزينة حيث ملابسها ما زالت كما هي :" وكذلك أنت عليك هذا .. هشام يريدك هذا هو التحليل الوحيد المقبول ".
فغر فاهه وسدد لها نظراته منتظراً .. ليجدها تحدد ما سبق وعلقت به :" نعم هادر .. كان هشام يعدك لتكون مكانه في هذا القطاع الفاسد .. لذا لم يردك معي لأنه يكره أبي وعمي وربما عائلة دحية كلها ".
اندفع هائجاً :" وأنا ألست دحية ".
أجابته بزمة بين شفتيها :" سوف أصل لهذه النقطة بالذات .. سنعرف .. ربما هناك تزوير في تاريخ زاهر نفسه .. عندما يحضر عمي سوف أحصل على المعلومات كاملة ".
اجابها بالسؤال الذي يكتنف قلبه منذ الأمس :" هل ستعودين هنا ليلا!؟!!".
أجابته بنفي عازمة على البعاد :" لا .. هادر .. لن أعود .. هذا لم يكن بيتي .. قاطنوه لا يريدوني ".
تتحرك للحمام حتى تبدل ملابسها وتغادر .. وقف أمامها يعترض خطواتها .. وقفت بالفعل تحدق في عينيه في محاولة لسبر أغواره .. مد يديه يمسك أصابعها بتشبث :" من قال هذا جسور .. هذا منزلك باسمك .. كلنا نحتاج إليك .. كنت أبعدك حتى لا تظلين نقطة ضعفي التي قد ينتقم منها .. كنت فقط خائف عليك ".
نظرت لأصابعه التي تحيط أصابعها وتبتلعها داخل كفه الكبيرة .. تبدو كطفلة أمامه .. ضاقت عيناها ثم سحبت أصابعها بشيء من أمتناع كلي عن الاقتراب :" خائف لأني نقطة ضعفك هادر .. كل مرة تخطئ نفس الخطأ .. تنزع مني القرار الذي كان يجب اتخاذه .. لست طفلتك هادر .. لست طفلتك الصغيرة التي تنزع من يدها طبق التوت وتمنحها طبق العنب حتى لا تؤذي نفسها .. الأمر معك مؤلم .. وكل مرة يصبح قرارك أكثر إيلاماً .. لم تعاقب من فرقونا بل أطعتهم هادر .. منحتهم ما أرادوا .. كل مرة تقف عاجز أمامهم .. دعني أنزع عنك نقطة ضعفك حتى تصبح حر القرار ".
لم يبتعد عن مجال حركتها هاتفاً :" اليوم بالتحديد سيكون آخر يوم نتعرض لأي خطة دنيئة بعدها لن يصبح هناك أي خطر ".
رمقته بغيظ ثم سحبت ذراعيها من حولها لتعقدهما بقوة أمام صدرها بعدها صارت تطحن أسنانها بحقد .. هتفت ناطقة بضيق مستعر :" على أساس أن هذا هو ما يجعلني أوافق على العودة .. كل الخطط السابقة فشلت لأنك كنت تعمل بشكل منفرد هادر .. حياتنا ليست مجال تجارب فاشلة .. لست من هؤلاء النساء الذين يعشقن الركل هادر .. كل مرة أقترب فيها منك تركلني بقدمك بعيداً .. سأكون بالبعد دائماً وأنت حر في حياتك السخيفة هذه .. سأخذ نقطة ضعفك بعيدة عنك .. لا عودة للخلف .. لن أظل هذه الفتاة التي كان الكل يرميها بنظرة وكأنه يقول لي فاشلة في زواجك تستحقين الطلاق لأنك لست كفؤ .. أتعرف لماذا قررت الالتحاق للعمل بالداخلية ".
سحب كفيه ليضعهما داخل جيبه ناظراً لها :" ربما ستظل دائماً وجهة نظرنا مختلفة .. أول شيء في أولوياتي حمايتك حتى مني .. من حبي .. من قربي والخطر الذي أجلبه لك ".
ابتسمت بسخرية لاذعة ثم تحدثت ببطء:" نعم صحيح .. كنت دائماً الخطر بحياتي هادر .. كنت تشوش على قراراتي .. كنت بالماضي أفعل كل شيء لأهرب فقط لأقابلك .. لم يخطر ببالي أن أنتظر حتى تأتي أنت وتقدم على المغامرة من أجلي .. الآن سيكون وضع آخر .. سأنتظر أن تأتي .. لكن لا أضمن الانتظار طويلاً .. ربما أجد بالنهاية أنك لا تستحق ما كنت فيه من عناء .. ودائماً تذكر أن كل قرار كان معه بدائل .. لتقرر أنت ودائماً تختار ما يجعلني أتألم .. القصة صارت سخيفة جداً .. سأذهب من هنا .. فلا تظهر في وجهي كثيراً ".
وكأن خروجها هذه المرة من هذه الغرفة ينتزع حياته منه .. نعم لن يفلتها هذه المرة :" لن أسمح لك جسور .. بهدم حياتينا .. بوضع حواجز بيننا ".
صدح صوتها تبتعد عن مكمن أصابعه :" دعني أذكرك كنت هنا الأمس فقط .. وأنت صرخت في حتى أغادر .. طردتني من منزلك وكأنني كلب أجرب ... خفت على الناس السعداء في هذا المكان أن أخنقهم بطريقتي ..أو ألوثهم .. دعني أقول لك كلكم مرضى ..نفسيين ".
بهذه اللحظة بالذات أصوات جلبة حلت بالخارج أمام باب الغرفة المغلق .. وصوت سامر يعاند الجميع .. ينادي لكن هذه المرة ينادي باسمها هي :" جسور .. أريد جسور ".
تحرك من مكانه هاتفاً بضيق :" أحد عشاقك النفسيين .. الذين يدورون خلفي في هذا المنزل يريدون جسور .. حتى أمي تكاد تنطق باسمك .. لا تأكل إلا عندما يقولون لها السيدة جسور أمرت .. السيدة جسور قالت ".
علا صوت الطرقات على الباب :" جسور أنت هنا .. أفتحي .. لا تخفيها خالي هادر عني ".
وكأنه يعاقب بغلق الباب دونه .. هتف فيها هادر بلوعة قانطة :" نعم جسور .. كلنا نحتاجك .. أنا لا أعرف كيف أتصرف صدقيني .. أمامك أفقد كل شيء فأتخيل التضحية هي أفضل الحلول .. التضحية من أجلك .. بتركك بعيداً عني .. بعيد عن تلوث حياتي .. ما بين أب فاشل أعلم أدق جرائمه وأم مرهقة نفسياً استنزفتها خيانة ساعدت فيها بشكل أو آخر .. رجاء .. لا ترحلي جسور ".
كانت عيناها تطلق شذرات حانقة عليه بين الفينة والأخرى .. لا تتخيل أنه هنا يترجها البقاء .. لكن هناك شيء آخر تولد في هذه اللحظة .. شيء بسيط جداً ببساطة التعقيد الذي فيه حياتهما معاً .. لم تعد تريده في حياتها .. نبست شفتيها بالكلمات فلم تصل لآذنه .. انحنى عليها هامساً مطالباً :" ماذا قلت جسور ".
شحنت صوتها داخل حنجرتها بحدة لتطلق الصراخ بالعبارة داخل أذنه مباشرة :" لم أعد أريدك هادر ".
كز على اسنانه بضيق بالغ لتصدر صريراً ونطق اسمها بوحشية من لا يستسلم :"لم يعد الأمر خيارنا جسور .. ظللنا ندور في قينا معاً والآن بعدما قدمت تنازلات لم يعد هناك مجال لبعادنا عن بعضنا ".
مدت كفها تبعده عن طريقها هامسة بما يدغدغ مشاعره :" عندما قيدتني بعقد الزواج طلبت منك البعاد .. لكنك أصريت .. أتعرف لماذا طلبت منك هذا هادر ؟!!".
امتدت أصابعه تلتف حول مرفقها بقسوة .. خائف من هذه النظرة داخل عينيها لتكمل طريقها :"كنت بالفعل قد قررت أن أذبحك .. كنت سأنزع منك كل شيء .. لكن بلحظة علمت الحقيقة وأنك محاصر من الجميع حتى يلوثوا اسمك .. وجدت وقتها جسور القديمة التي تركتها هناك في الدوار .. علمت أنك الوحيد الذي أريد ان أكبر معه .. كنت أريد أن نشيخ معاً .. لكنك ما أن علمت أني مريضة وأن الحمل قد يقتلني ماذا فعلت .. قررت تركي .. اخترت فتخليت ".
هتف بها يهز مرفقها فيهزها معه :" لا .. لم أتخلى عنك لأنك مريضة .. لا يهمني الأطفال حتى .. لأنني كنت طفل تعيس ... كنت قد قررت ان لا أنجب أطفال تعساء مثلي .. لن أمنح أطفالي سوى الضياع .. كنت طفل معذب .. كسير .. لم أعرف السعادة إلا تلك اللحظات معك .. كنت أهرب إليك لأعيش .. حياتي كانت تلك اللحظات فقط ".
صدح صوتها بضيق رغم الشفقة التي جسدتها كلماته داخل قلبها :" تركتني هادر وهذا هو ما أوجعني .. عدة مرات تركتني .. حتى لو كنت خائفاً من نفسك .. أو علي ما كان يجب ان تتركني وحدي .. هذه القصة عندي .. هذه مشاعري .. أشعر أني لا أستحق الترك .. لو تمسكت بي كنت الآن جوارك ".
كانا ضائعين في عالمهما الضيق .. نظرات متحسرة منه ونظرات قاسية غاضبة منها .. أضافت إليها كلمات أخيرة :" عندما تجدني أزج نفسي في مصائب قاتلة .. لا تمثل دور الفارس المغوار .. لأنك لست بفارس هادر .. فقط طفل جبان .. يخاف الجميع .. لا يواجه الأخطاء بل يزيدها ويدور حولها حتى تصبح مستنقعات".
تحركت بالفعل للحمام حتى تبدل ملابسها في لحظات .. كانت تريد الاختلاء بنفسها حتى لا يكتشف عينيها التي بدأت تمطر قطرات التخاذل ..
خرجت وهي في قمة جمالها .. وكأن ما حدث بينهما له أي تأثير نفسي عليها .. كانت تريد إيلامه حقاً بالترك .. الترك الذي تظنه كان غريب عنه .. هو أكثر شخص عانى مع الترك .. ليس الفقد فكل ما أحبهم كانوا حوله لكنهم تركوه وحده يعاني .. حتى تكونت لديه حالة من البلادة .. لم يعد يتمسك بأحدهم خشية أن يتركه ..
خرجت في الرواق حيث الغرفة المحيطة بغرفته الرئيسية .. سماع أصوات بكاء جذب أسماعها فتحركت لغرفة صغيرة كانت وضعت فيها سامر .. كلما اقتربت من الغرفة أزداد الصوت وضوحاً لتجد صوت هادر يعلن لسامر :" لو تمسكت بها لن تتركك ".
بينما الصغير يزداد نحيبه معلناً للجميع :" أريد جسور .. غادرت ".
احتقنت أقنية قلبها على نحيب هذا الصغير وارتفعت حدة الغليان على هادر نفسه .. ماذا يفعل بهذا الطفل ؟!!..
فتحت الباب هاتفة منادية باسمه :" سامر .. ها أنا .. عدت من أجلك فقط حبيبي ".
لم تكن تتخيل هذا الصغير وكيف هزم خوفه من مس الأشخاص خشية المرض .. لقد هزم خوفه باشتياقه لها .. هرول مندفعاً بصوته السعيد :" جسوووووووووووور ".
قفزته لأعلى جعلتها تتلقف الجسد النحيل باندفاعه الهائل .. كادت تسقط للخلف لولا توازنها المتحامل على قدميها التي انفرجت وثبتت قدميها بأرض الغرفة .. لم يكن يتخيل أن جسور بهذا النقاء وكأن المدللة ذهبت إلى غير رجعة هناك بالدوار الكبير .. فلم يمهلها النطق .. فقط أحضانها للصغير هي ما كانت تحركه ليخطط ما بينهما من حدود :" له يوم يبكي من أجلك .. كما ترينه يرتدي القفازات الطبية في انتظار احتضانك له ".
سددت له نظرة واحدة ثم نظرت للصغير هامسة وهو في أحضانها :" أنا نظيفة سامر .. اخلع هذه القفازات لتمس بشرتي وتشعر بدفء الحضن .. دعنا نثبت لخالك أنك كبير .. ومسئول ".
غمغم الصغير بممانعة طبيعية :" ولكن الطعام سيتلوث من أصابعي ".
علقت بحب فطري واهتمام طبيعي :" عندما نتناول الطعام .. وقتها أرتدي قفازات ".
اقنعته بهدوئها وكلماتها الحاسمة .. بدأ الصغير يمد إحدى يديه لنزع أحد القفازات ببطء وكأنه يخاف .. تشجيعها له :" هيا أريد تقبيلك يا فتى ".
جعله يتخلص من هذه القفازات .. ليعقد كفيه حول رقبتها وهي تحمله فوق عقدة ذراعيها ببعضهما اقتربت لتقبل وجنتيه .. فكت كفيها لتحمله على إحداها وتربت بالأخرى على ظهره .. تمنحه الدفء الذي يفتقده .. ويمنحها الثقة في أنها ستكون أم متوازنة ..
أخيراً أنزلته على قدميه هاتفة بأمر مباشر في سيدة الواجمة عند الباب :" خذيه ليتناول إفطاره .. وأرتدي قفازات قبل صنع طعامه وامنحيه قفازات قبل تناوله ".
نظر لها الصغير نظرة اهتمام وكأنها الوحيدة الذي يعلم ما يريد .. هي بالفعل تجيد التعامل مع الحالات الصعبة .. قبل أن تتحرك سيدة سددت لها نظرة طويلة مرتبكة .. فهتف بها هادر بشيء من العصبية :" ماذا هنالك ؟!!.. أراك متجمدة .. ماذا تريدين ؟!!".
انتفضت سيدة مكانها تسدد نظراتها للسيدة الصغيرة التي تأكدت من كل حرف قيل عنها .. وأنها ذات قدرات خاصة على قلب سيدها :" سيدتي زينة تريد السيدة جسور ؟!!".
زوجا من الأعين قفزت مكانها .. كيف هذا وهي لا تنادي أحد بل لا تتعرف على أحد من المحيط ..
صدح صوت جسور في سيدة :" هل أنت متأكدة .. أن السيدة زينة طلبتني بالاسم ؟!!".
غمغمت سيدة بارتباك واضح .. ثم بدأت تشرح ما حدث بالتحديد :" السيدة زينة .. سمعت سامر ينادي باسمك فظلت تضرب على مسند مقعدها ونادت عليك مثله .. ثم صمتت وعادت وحدها تنادي مرة واحدة باسمك ".
لن تظل جامدة هنا أمامه .. متخذة السيدة العجوز طريقتها للفرار :" دعينا نراها سيدة .. ربما حدثت معجزة حفزت عقلها كما كانت تقول شيماء ".
كان يخطو خلفها وكأنها الوحيدة التي تفهم ما يجري هنا في حياته المرتبكة ..
بعد قليل **
تحتضن كفي السيدة الكبيرة التي تستنجد بنظرتها الصامتة .. بينما هي تعيد عليها تكراراً سؤالها المستجير :" سيدة زينة .. هل ناديت جسور ".
نظرات السيدة غامضة بلا هوية .. لكنها تحدق فيها فقط بدون أن تبدل نظرتها .. تركت جسور أحد كفيها ووقفت مكانها معلقة :" ربما تكرار لنداء
سامر فقط .. لا أظن استجابتها كما نتوقع .. عامة سوف أستدعي شيماء لتوقيع فحص جديد عليها ".
ثم مالت تربت على السيدة براحتها على شعرها المختلط البياض بسواده .. لكن يغلب عليه الشيب أكثر .. ثم قبلت قمة رأسها .. وحاولت الاستدارة مع ترك كف السيدة التي للحظة تمسكت بكفها .. شعرت جسور بهذه الحركة .. نظرت لهادر كان قد بدأ خطواته للمغادرة بالفعل حتى وصل لباب الغرفة .. جذبت جسور أصابعها كمحفز للسيدة لتتركها لكنها لم تفعل ظلت متمسكة بها وكأنها تستنجد بها .. ثم تلا هذا نداء باسم جسور مرة واحدة .. خرج صوتها مرتعشاً .. فيصب في آذن هادر حيث مكانه .. استدار بلهفة لاوياً عنقه تجاه أمه .. شاهد منظرها وهي متمسكة بجسور .. كأن ما بينهما حديث أصابع لا ينتهي .. تحرك ليقبض بنعومة على أصابع أمه وكأنه يتلمس وجودها وعودتها حاول فك أصابعها فلم يستطيع .. فقط تقبض على أصابع زوجته .. هتف بها :" أمي تشعرين بي.. أليس كذلك ؟!!".
لم تتحدث إليه فقط هتافها الوحيد باسم الصغيرة :" جسور ".
سحبت جسور كفه بيدها وآمرته :" لن نصل لشيء ببقائنا هكذا .. أذهب وأتصل على شيماء بسرعة قص عليها كل شيء .. كل شيء ".
سحب هاتفه من جيب بنطاله .. كانت تنصت له وهو يشرح كل شيء حتى وصله سؤال شيماء :" هناك حافز أو موقف حدث منذ الأمس جعلهما هكذا .. ما الدافع ".
قضم شفته السفلى بأسنانه ثم أجاب :" نعم أمس حدث .. كنت اختلفت مع جسور وطلبت منها عدم التواجد بالمنزل ".
هتفت جسور بكل كبرياء :" طردني من المنزل شيماء واليوم يطالبني بالعودة .. هذا هو الرجل الذي أحيا معه ..يوم يرسلني بعيداً ويوم يتمسك بي ".
لم يحاول منع صوتها ليصل لأسماع شيماء بل وجه بوق الهاتف نحوها ليلتقط صوتها كاملاً .. ثم أعاد الهاتف لآذنه معقباً :" ليس هذا وقت هذا الكلام يا شيماء .. عندما ننتهي من وضعنا المربك سوف تعلمين كم أحبها ".
أجابته بجدية تليق بالموقف المربك :" من الواضح أن أمك وسامر تعلقا بها وقصة اختفائها من حياتهما فجأة هي ما جعلتهما هكذا .. يجب أن يطمئنا لوجودها الدائم".
سأل باستفسار حارق لعقله :" هل سيحدث هذا تأخر في حالتهما؟!!".
أجابته شيماء وهو يعلن بصوته ليكون لديها علم بما يحدث :" لا .. لا أظن .. أظن أن العكس هو الصحيح .. حدوث المحفز قد يعيد لأمك ما تفتقده من ذاكرة وانتباه ".
أغلق مع شيماء التي أكدت أنها ستمر عليهما بالمنزل .. نظر لها وهي تجلس على المقعد وكأنها في استسلام يائس من الفرار .. ثم جلست تتحدث مع السيدة الكبيرة التي فكت أصابعها قليلاً باسترخاء من أدرك أنها ليست مغادرة ..
دلفت مسعدة بصينية تحمل طعام .. تنظر لهم بقلب مرهق على قصتهما الموجعة .. ثم وجدت طريقاً إليهم :" أدويتك سيدتي وطعام للجميع .. هلا جلستما وأطعمتما السيدة زينة ".
سحب المنضدة الجانبية ليضعها بالقرب منهما ثم سحب مقعداً وجلس .. لا يلوي على شيء سوى عودة أمه لطبيعتها وعودة جسور له .. لقد تعب من كثرة الأكاذيب .. كانت جسور تطعم السيدة بيمناها بينما اليسرى مشغولة بيد السيدة .. لتجد القرص أمام شفتيها نظرت إلى الأصابع الرجولية العريضة ثم مدت شفتيها لتنال القرص من أطراف أصابعه .. صمت مطبق كان يعم المكان .. لكن سكون غريب يعم النفوس أيضاً .. اطمئنان لمجرد وجودهما معاً .. حالتهما قاهرة للنفوس .. عشقهما من هذا العشق المتضخم مع الأيام .. وكم سعد الجميع بابتزازه للعاشقين الذين وضعا خيارهما عشقهما .. فاستحقا العقاب ..

انتهى الوضع المؤلم .. جعلت جسور السيدة زينة تنام في فراشها .. ظلت جوارها تربت على كفها حتى استسلمت لسلطان النوم ..
خرجت من الغرفة على أطراف أصابعها .. لتجده واقف أمام الغرفة .. متجمد بالرواق على الجدار يسند ظهره هاتفاً وكأنه كان يحضر الكلمات فيخرجها دفعة واحدة :"جسور .. لا أريد منك المغادرة .. كنت خياري الوحيد بالدنيا كلها .. خوفي عليك كل مرة أن أكون السبب في ضررك .. سواء بالإنجاب أو بالقتل .. ".
لأول مرة .. لم يكن يريد إرهابها فهي تندفع نحو الخطر بسيارة سباق .. شخصياتهما المتماثلة هي ما جعلته يندفع للبعد عنها ..
وقفت تتكئ على الجدار المقابل هامسة بتعثر فكري :" وأنا بالفعل لم أعد أريد البقاء هنا .. لا أريد البقاء معك .. سأمر كل يوم بالصباح والمساء .. هذه أقصى خدمة من الممكن تقديمها لك .. فقط من أجل أيام ظننا أننا نستطيع الحياة معاً".
تحركت مغادرة المكان وهي تنادي سيدة التي لبت بسرعة :" من فضلك .. أريد حقائبي .. سوف أمر ليلاً.. عليك فقط تأكيد هذا لسامر والسيدة زينة ".
ظهر سامر بالرواق ومعه تفاحة يقضم منها فهتفت ملوحة له :" سوف أذهب لعملي سامر وسأعود في المساء ".
هتف بفم متخم بالطعام :" نعم .. نعم .. هل أنتما متخاصمان جسور ؟!!".
اغتصبت ابتسامة من بين شفتيها وحركت رأسها برفض كامل ثم أكدت له :" لا .. سامر .. نحن ..".
استعصت عليها نطق متحابان .. فهتف هادر وعيناه لا تتركان ملمح من ملامحها :" نحن متحابان سامر ".
هتف الصبي :" كنتما تتشاجران .. وهي قالت ستغادر ".
لم يحيد بعينيه عنها ليجيب :" حتى الكبار يختلفون سامر .. لكني أحب جسور منذ كنت في عمرك .. كانت ناعمة جداً .. عنيدة جداً"
ليعقب الطفل بكل براءة :" إذاً قبلا بعضكما ".
نظرا كلاهما إليه وكأنه يقول قولاً نكراً ليجيب عليهما :" أبي دائماً يقول لنا عندما أختلف مع أحد الصبية .. قبلا بعضكما حتى تزيل القبلة الخلافات من القلب ".
فرصته جاءت له على طبق من ذهب ولن يتركها .. اقترب منها حاولت الهرب لكنه حاصرها بين ذراعيه ليصطدم ظهرها بالجدار خلفها منبهاً لها لما يريد فعله .. سددت له نظرتها الشرسة .. مهددة بصوت مضغوط :" إياك هادر ".
متأكدة أن الصبي لا يسمعها .. كانت ترتجف كورقة خريفية في مهب الريح .. مال عليها هاتفاً بتلاعبه :" هل تخشين الاغتصاب الذي نوهتِ عنه صباحاً ".
هتفت بضيق :" لا هادر .. فقط أشمئز من مجرد لمستك ".
مال عليها أكثر مما جعلها تتحرك للخلف أكثر .. طبع قبلة بطيئة على زاوية شفتها .. أغمضت عينيها وهناك هاجس يأمرها أن تفعل كما الماضي تدير وجهها قليلاً حتى تسقط على شفتيها .. وكذلك توقع هو منها هذا التصرف .. لكنها عادت تفتح عينيها تلتقط الحركة على الجانب فتكتشف خروج سامر .. مما جعلها تدفعه براحتها آمرة بصوت قوي رغم خفوته :" ابتعد عني .. فقد غادر سامر ".
رفع نفسه على كفيه بليونة نتيجة التدريبات الرياضية القاسية التي يمارسها .. مجيباً بأنفاس لاهثة وكأن التدريب شديد :" أنا أمنع نفسي عنك جسور بشكل يائس ".
ابتسمت باستخفاف :" هذا الكلام أتركه لرجل يبحث عن زوجته الغاضبة وليس هذا ما تفعله أنت ".
قبضت على مرفقه بأصابع قوية تبعده عن طريقها فاستجاب بالفعل لها .. مع الحفاظ على قربه منها .. بينما هي تحدد له ما سوف يكون :" سوف أعمل على زيارة سامر ووالدتك مرتين باليوم حتى يتم طلاقنا الذي سأحدد موعده فور انتهائنا من هذه القضايا المتشابكة .. فإن كان لزواجنا الفاشل فائدة ستكون للعائلة فقط ".
أجابها بكل ما يملك من كظمه لغضبه الموجة لنفسه هو الذي لا يستطيع الحفاظ على أحبائه .. دائما يفر منه الحب :" حسناً جسور .. لتبق العائلة أهم كما تقولين ".
التقط أنفاسه ثم هدر بصوت جاد :" لا طلاق بيننا جسور .. تأكدي أني أحبك .. بل كل ما فعلته من أجلك أنت ".
تحركت سيدة الخارجة من باب غرفتهما الرئيسية حاملة حقائب سيدتها .. تتمنى من داخلها منع الحديث بينهما .. فقد أحبت هذه السيدة رغم كل شيء .. كونها تستطيع السيطرة على جنون هذا المنزل .. يكفي أنها تمنح لصاحب المنزل الحياة فيتحرك في المنزل بدلاً من جلوسه في غرفته صامت ناقم على الكون .. لا طعام، ولا نوم فقط سجائر يحرق نفسه معها ..
" سيدتي .. هل تأمرين بشيء خاص على العشاء ".
سددت لسيدة عيني جامدة ثم هتفت بجدية :" لن أتناول الطعام هنا .. أتفقي مع مسعدة فهذا تخصصها ".
بكلمة منعت خلاف كانت تدرك أنه سيدب بعدما تغادر .. بحنكة سيدة منزل تدرك ما يحدث في بيتها حتى وهي غير متواجدة ..
رفعت الحقيبة على كتفها وغادرت .. بينما هو سارع ليحضر سترته وسلاحه من الغرفة فهي لن تغادر حتماً بدون سيارة ..
لم تهتم أبداً مدركة أنها بدون سيارة .. خطواتها السريعة كانت ما تملكه .. لن تنتظره بل ستركله بقوة .. فكلما أبعدته عنها سيحاول الارتداد لمسارها ..
عشر دقائق مضت **
يهرول بحدة سترته تهتز بالخلف .. ليجد صوت مسعدة تهتف خلفه قرب باب المنزل :" سيدي نسيت حذاءك ".
نظر لقدميه يجدهما في خف منزلي مغلق يشبه الحذاء لذا لم يشعر معه بأي اختلاف .. جلس على أقرب مقعد ليجدها تمد له أصابعها تحمل جورب مطوي .. أخذه منها وارتداهما بلحظة واحدة ثم أكمل هرولته ..
في الخارج حيث صف السيارة أمس لم يجدها .. صعد للسيارة حتى يخرج خلفها فمحال أن تكون تجاوزت الحديقة بمسافة كبيرة ..
شعر بأن هناك انخفاض بالإطارات .. نظر تحته ليجد فالفعل الإطار مرتخي وكأنه تم إفراغه من الهواء بشكل نسبي .. هبط ونظر لجميع الإطارات .. لم يندهش مما حدث .. فالإطار الخلفي من الجهة الأخرى أيضاً فارغ .. ركله بقدمه ووقف لحظة مفكراً..
متى ؟!!.. لا ليس السؤال متى ؟!!.. بل من ؟!!.. عاد يدلف للمنزل .. هتف ينادي :" مسعدة ".
حضرت من حيث كانت تنظر خلف النافذة عليه .. مستفسرة :" نعم سيدي .. لماذا عدت ؟!!".
أجابها بحدة من يريد أن يفرغ غضبه في أحد :" متى أفرغتِ الإطارات ؟!!.. أو لنقل متى أمرتك أن تفرغي الإطارات ".
هتفت به :" لا سيدي .. لم أفرغ أي إطارات .. غير ممكن أبداً".
هتف بها بحدة :" هناك وقت ربع ساعة قطعتها أما في البحث عن سيارة أجرة أو في إفراغ الإطارات .. فاختاري أيتها المساعدة ".
ابتسمت بسخاء متحدثة بخيلاء :" سيدتي هذه ونعم السيدات .. طلبت منى جلب سيارة أجرة تنتظرها عند الأمن بالخارج .. وقد كان ".
ثم نظرت له كأخت كبرى هاتفة :" لكني شاهدتها وهي تفرغ إطاراتك .. لكني لم ولن أتدخل .. طبيعي بينكما هذا الشيء ".
ارتفع هاتفه بالرنين .. ليجد صورة شفاه حمراء مكتنزة ولسان أحمر اللون يخرج على جانب واحد .. وصلته منها ..
أغلق هاتفه.. ثم هدر في مسعدة .. نادي لي الأمن في الخارج يأخذون الإطارات فيملئونها هواء ".
علقت وهي تتحرك :" ما هذا التفكير .. يكفي أن نتصل بأحد يأتي بمضخة يملأ الإطارات .. أسرع ".
سمعها وكأنها تسبه .. لكنه يدرك أن عقله معها غائب دائماً هتف في خادمته :" مسعدة هاتي مفتاح السيارة الأخرى ".
تحركت نحو بسرعة بينما هو يقف كأسد جسور يريد تمزيق وجه من يقترب منه ... سحبت المفتاح من جيب سترتها .. فهتف بها :" دعيها تنفعك .. لن تتحركي اليوم لا شراء شيء ولن أسمح لأحد يجلب لك طلبات هنا .. هذه القاعدة .. استخدمي ساقيك .. طالما سيدتك أفضل من أي سيدة ".
لوت شفتيها ثم هتفت :" نعم السيدة جسور غير أي سيدة ".
نال المفتاح وغادر خلف هذه المرأة التي تشعل قلبه منذ مولدها ..

على البعد كانت تضج بالضحك وخاصة قد أرسلت له صورة مسمومة تمكنها من التحكم بهاتفه .. ستصل لأكثر مما يظهر واليوم ليس غداً ..

*************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.