آخر 10 مشاركات
لومينوس: الخيار الأمثل لرؤية مثالية ومظهر جذاب! (الكاتـب : منصة سدره - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-19, 05:10 PM   #921

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ياقمرات ازيكم

عايزة اطلب منكم طلب صغنوني

بظاهر الغيب ادعو لأحدى القمرات الصغيرين بالسن

بتعمل حراجة أورام بكرة السبت

بليز اجعلوا لدعائكم لها بالشفاء جزء بعد صلواتكن أو دعاء خالص لها هي وكل مرضنا

جميعاً
امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووووه




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:51 PM   #922

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مساء السعادة أعزائي...
أتيت ومعي الجزء الأول من الفصل الثامن...
لن أطيل عليكم...
سوف أنزله حالا ...
هل أنتم مستعدوووووون؟؟؟؟؟...



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:53 PM   #923

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الثامن..ج1
**********


مساءاً**
يجلس على الأرض بزاوية الرواق الطويل ذو الأرضية البيضاء اللمعة .. في مكان منزوي منعزل رأسه بن كفيه .. كأنه في مزار خصص له .. تسكن أنفاسه ظلمة بلا هوية .. ليس بقادر على النوح بصوت ظاهر .. يبكي صامتاً متخلياً عن عباءة الرجولة .. يبحر في أقدامها الصغيرة وهي تقفز بها كرفرفة الفراشة تقترب منه يأخذها بكفيه .. يحتضنها بدفء ذهب مع الزمن .. مع الفقر والجوع .. شهق باسمها:" هنادي .. لماذا يا ابنتي ؟!!"
سدد له باسم نظراته مختنقاً من هذا الرجل .. تحرك حتى وصل إليه .. يريد ان يتخلى عن تهذيبه ويدكه بحذائه دكاً ..
لولا سمراء تحركت إليه تمسك مرفقه فينظر إليها .. غمغمت له :" دعه لنفسه .. كفى لوماً فيه.. سيموت لو ماتت ".
هتف من أعلى رأس الرجل الوحيد :" قتلها .. كلما أرسلناها له يعيدها ..لموتها ". ثم سدد نظرته الشرسة التي تفتك بأخوتها الثلاثة القائمين ككتلة رجولة زائفة بالجهة الأخرى من الرواق .. بلا دمعة واحدة فرت من مقل مظلمة ولا شهقة خرجت من حناجر صدئة ..
رفع الرجل له نظراته الغارقة في بلولة الدمع الحسيرة الذي أطلق الكريستالات البراقة تهبط على وجهه تحفر خط جديد من خطوط الزمن .. القهر يضاف للحزن فيصنع أقنية أشد حرقة من العمر .. عليه ان يبوح بصراخ حتى يسمعه أمثال هؤلاء الأغنياء :" قتلتوها بغناكم .. قتلتوها عندما صدقناكم .. ليتني ما صدقت أخوك .. الغني .. العظيم .. لو ما تزوجها .. كنت زوجتها لفقير حافظ عليها .. صدقته وكان من الكاذبين .. صدقت أنه سيحميها .. ".
تحدث باسم بدفاع مستميت :" لم يخدعكم سنمار يوماً .. البلدة كلها تعرف طبعه .. يتزوج ويطلق .. وهنادي كانت تعرف هذا .. هنادي كانت تعرف أنها مؤقتة .. لكنك بكل شيء لم تنظر لنفسك .. لو كان لها أب يحميها ما تم وضعها تحت أيدي من لا يرحم ..كم مرة أعادها لك سنمار ولكنك كنت تفرط فيها .. تدع أخوتها ينهشونها من أجل النقود .. لو كنت علمت أولادك أن الرجولة عمل .. لكنك رضيت بالطاعة .. كحل .. وخلقت جيل من النطعاء .. لا رجولة ولا دم .. فقط يجلسون ينتظرون في منازلهم ما تعود به نساؤهم مساء.. لا تتحدث أكثر حتى لا تجدني أسكب عليك قذارتك .. ولا يأتي أحد بذكر سنمار .. كل واحدة تزوجها خرجت بمال ومنزل يكفيها .. لكن أمثالك من يستحلون مال النساء لا يجعلوهن يعشن برغد عيش ينهبون ما بأيديهم ولا يكتفون .. أن ماتت فتاة أعلم ان قاتلها من تركها لتموت .. وأنت قتلت هنادي من زمن .. هنادي كانت تسير للموت .. فلا تلم غير نفسك .. وهؤلاء الذين لن تذرف عيونهم دمعة عليها .. فقط كل منهم يفكر الآن من التالية التي سيعرضها للخدمة بأي مكان .. لا يهم سوى كم ستجلب له من مال .. نخاسون حقيقيون ".
انتفض باسم يخطو بعيداً .. يدافع عن فعل كان بالماضي يجرم سنمار فيه .. خطت خلفه سمراء فينظر لها بعدما عاد لمكانه وهي جواره .. يهتف :" لا أصدق نفسي أدافع عن تصرف كنت أرفضه مسبقاً ".
هدأت من روحه المشتتة :" سنمار كما فهمت منك كان بوضع صعب .. غريب .. لذا أنت الآن تدافع عنه .. هو كان يحمي النساء من ذويهم الذين على هذه الشاكلة .. أبو هنادي خائف عليها وعلى نفسه من اللوم .. لا تغضب منه ..دعنا ندعوا لهما بالسلامة ".
سدد لها نظرة مغتصبة من قلب حيرته :" لا أصدق ما حدث للآن .. ما زلت أشم رائحة اللحم المشوي ".
تعانقت الذكرى ليعودا معاً لما قبل ساعات كاملة **
عندما اتصل باسم على سنمار :" مرحباً أخي .. كيف حال أم الغوالي ؟!!".
لم يكن ترك خصرها منذ صفا المنزل لهما بمفردهما .. خاصة عندما أصرت على رحيل الخادمتين وعودتهما معاً في الصباح ..
ليجيبه سنمار من بين أهداب مستمتعة بالراحة :"في أفضل حال .. طالما حبيبتي قد بدأت في الغفران ".
هتف باسم بأريحية :" الله الله الله يا أخي .. أنا هنا معي أخبار رائعة .. بل أكثر من رائعة ".
كانت وجنة ترتدي خاتم أمها تديره في إصبعها عندما منحه لها باسم .. ليستطرد معلماً أخاه :" وجنة بدأت في التذكر .. وقص عليه ما حدث ..
توقفت أصابع سنمار عن جذب خصرها .. انتفض معلقاً :" خاتم أمي عالية كان مع رحيل .. وكذلك وجدت ذهبها في الخزينة أكيد .. كيف هذا وقد وضعت بنفسي كل هذا في الخزينة الحديدية داخل غرفة المكتب قبل مغادرتي البلدة وكذلك هواتفها .. ثم من زارها .. زاهر .. سوف أرفع عتمان على سارية الباب .. لقد حذرته .. أذهب للمنزل وأنظر ملف قضايا أبي موجود أم لا .. لأن هذا الملف هو ما سيعيد له كامل حقه.. كذلك ستجد ملفاتي كاملة خذها عندك باسم حتى أعود .. أمك تعرف كيف تفتح الخزينة وهذا خطر علينا كلينا .. أما أمك فسوف أعود لها قريباً ".
أغلق باسم الاتصال هاتفاً :" سوف أذهب للمنزل من جديد ".
هتف أدم فيه بجدية .. وقف معتداً بنفسه :" لابد لنا من المغادرة .. والدي ما زال لم يتعافى بعد .. سوف نعود حتماً ".
نظر للسيدة الرائعة بحنانها .. وزوجها الذي فهم ان قصته أغرب من الخيال .. وابنها المشبع بالأمل رغم الألم الذي مر بحياته .. تعرف أيضاً على زوجته بالعقد الطبيبة سهر .. تشابك العلاقات جعله يتوه قليلاً بالبداية لكنه في النهاية استطاع تخطي الأمر ..
وقفت وضاء تعانق وجنة وكأنها لا تريد تركها .. هكذا صار لدى آمال أرقام هواتف أقارب .. كلما تحركت في اتجاه العائلة تكتسب قوة جديدة ..
وصل باسم للمنزل بالسيارة فضل أن يدخل بها حتى الباب الداخلي حتى ينتهي بسرعة لتنفيذ أمر أخيه ..
سقطت عيناه على مشهد بلحظة فارقة .. امرأة تتحرك ككتلة ملتهبة وأمه أمامها تنظر لها فتسقط عليها .. رائحة تزكم الأنوف و الصراخ المحموم لهما معاً .. صرخ هو الآخر باسم أمه .. فقد الإحساس لحظياً ثم اندفع الأدرينالين في خلاياه يوقظ هذا العقل فيمنحه الأمر بالحركة يتجاوز المسافة القليلة بينه وبين الباب يقفز الدرجات .. يصعد ليجد خلف الباب العباءة الصوفية الخاصة بسنمار حيث يضعها صيف شتاء .. كونه يخرج بالقارب ليلاً في عرض البحر .. وهذا الرداء يمنحه غطاء مناسب ..
هرول به مفروداً كأجنحة ترفرف على جانبيه حتى وصل الشرفة المجاورة .. كل هذا لم يستغرق سوى ثانية واحدة سقط بالعباءة على الجسدين الملتحمين وركع جوارهما على ركبتيه .. ظل يكتم الهواء بكفيه حتى أنهى الإشتعال لكنه لم يمنع أثاره .. نزع المرأة من فوق أمه ليطمئن عليها .. ترك المرأة جانباً وقد أكلت النار ملابسها وبشرتها كان مظهرها مخيف لم كن يعرف أنها هي .. هنادي .. كل غايته أمه بلحظة الخطر تجلت العاطفة .. كان النساء قد تحركن للخارج مع الصراخ الرهيب خلف باسم .. لتصرخ أحدهن :" هنادي .. هنادي ".
ثم غادرت للداخل حتى تتقيأ ما في جوفها من مجرد المشهد الذي سيبكي الجميع .. وقف أدم داخل الشرفة بالقرب من باسم واتصل بالشرطة ليبلغ عن الحادث .. بينما سمراء خرجت خارج السيارة مع وجنة التي ضج عقلها بمشاهد كثيرة .. جعلتها تصرخ وكأن النار تأكلها هي .. تهرول وهي تنادي بصراخ غريب .. قفز أدم من مكانه ليخرج مرة أخرى .. يلحق زوجته التي كادت تسقط .. خوفاً .. أمسك بها .. لكنها تحولت لماء بين يديه ..
موقف غريب والأكثر غرابة .. تأكدهم أن هنادي قد سكبت على نفسها كيروسين .. اختارت لنفسها أبشع طريقة للموت .. لكنها فعالة بالنهاية ..
تحرك من الداخل الطبيب مع فريقه الطبي معلناً :" حالة هنادي كانت صعبة للغاية ... فقدناها قبل وصولها المشفى .. ".
عويل من نساء أقاربها .. سمراء ذاتها ضربت على جيبها بحرقة .. أما فضة سقطت أرضاً تتعاظم دمعاتها فوق أي شيء فقدت أختها التي عانت معها كل دربها المؤلم .. كانت تلطم خديها :" آآه يا هنادي .. آآه آخر وجعك النار .. تلقي ربك كافرة يا ابنة أبي وأمي ".
خطوط الحزن والخزي ملأت عينا أبيها الذي تحامل على نفسه واقفاً يسير محنى الظهر يضرب كفاً بكف .. والهمهمات تحسره أكثر من الخلف .. خسارة شبابك يا هنادي .. فيهمهم:" عليه العوض ومنه العوض ".
مستجدياً الله الصبر على هذا اللوم داخله .. مستجدياً لها من رب العزة الرحمة ..
بينما أخوتها يهدرون بخفوت وعيدهم لمن أخذ روحها .. متجاهلين أن لا ثأر بين النساء ولكن هناك أموال تستفدي بها نفسها .. عالمين أنها ستخرج منها فالنار تتصاعد لأعلى وأختهم من كانت مشتعلة وليس رحيل .. خرجوا ينظرون كيف سيأخذونها وهل حالتها ستتحمل الغسل أم أن جلدها سيهبط مع ماءه .. حتى الغسل أصبح عصياً عليك يا هنادي ..
تنوح أختها :" لماذا يا غالية .. لماذا ؟!!".
فيصدح صوت أخيها :" هيا للدار .. وحذاري أن أسمع لأحد صوتاً .. سنظل علكة في الأفواه عمراً كبيراً .. ماتت كافرة بربها ".
وقفت فضة هاتفة به :" ماتت من قبل أن تسكب الكيروسين عليها .. ماتت لتعيش أنت على حسابها .. ماتت .. أجعلني أشاهد كيف ستعيش أنت وكوم الأولاد الذين لم تنجح بشيء سوى جلبهم للكون .. أرينا كيف ستعيش يا صالح .. بع لحمك لتعيش.. ووقتها لا تقل على نفسك رجلاً ".
رفع كفه لأعلى يريد ان يمد يده عليها فقط ليصمتها .. فتراجعت للخلف هاتفة :" لو فعلتها سوف أردها لك .. أتعرف لماذا ؟!!.. أنا زوجة رجل أفضل منك .. لن يرضيه ما يحدث لزوجته ".
غادرت وسط أشقاءها الذين سفحوا دم أختهم .. ليست على استعداد ان يتم سفحها هي الأخرى .. خاصة بعد مرض زوجها الأخير .. لم تعلم أحد ولن تعلم أي أحد منهم .. جميعهم كنسور يأكلون من عرق أخوتهن .. يملؤون كروشهم ويلقون لمن يكد بالفتات .. لن تسمح لهم أن ينالوا منها لو أختار الله زوجها .. تفكر في جملة كانت أمها تقولها دائماً .. كلب موجود ينبح في حراسته أفضل من أسد ميت .. لن تسمح لأحد ان ينهشها.. ستنهش كبد من يريدها بسوء .. داعية الله أن يطيل في عمر زوجها .. حتى لو عظام في سلة .. سيبقى ظهر وسند لها ولأولادهما ..
******************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:54 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:54 PM   #924

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



أخيراً استطاع الطبيب أن يعلم باسم بحالة رحيل :" بها حروق من الدرجة الثانية .. لكن بأماكن متفرقة في الجسم .. خاصة الرأس والصدر والذراعين .. للآسف ستترك ندوب كبيرة .. يمكن فيم بعد إجراء جراحات تجميلية لتعود كما كانت ".
مؤكداً ذات المعلومة التي علمها الجميع .. أنه رغم وجود لكيروسين على جسدها لكن ليس بدرجة هنادي .. بدرجة أقل وكذلك النار تتصاعد لأعلى .. هذا وحده كان كفيل بحماية رحيل ..
استفسر باسم :" هل لنا برؤيتها ؟!!..".
أجابه الطبيب :" ليس الآن هي تحت التنويم نريد مرور أوقات الألم نائمة .. الوضع ليس سهلاً خاصة جانب كامل من وجهها قد تضرر.. وعينها اليسرى لا أظنها سترى بها بعد الآن ".
وضع الطبيب يده على كتف باسم .. ثم ابتسم له :" لم أصدق نفسي منذ رأيتك باسم .. حمداً لله على سلامتك يا أخي .. أعلم الظرف غير مناسب لكن عودتك أكبر قوة .. سامحني ".
مال عليه يعانقه ويربت على ظهره .. يعلم أن الجميع بالفعل كانوا يحنونه .. لذا كان لوجوده تأثير مضاد .. فالجميع بهتوا ولم يتحركوا سريعاً ليسعفوا الحالتين ..
بعد قليل**
" هل أفاقت أدم ؟!!".
نظر أدم لباسم مستفسراً فكلاهما في وضع متقارب من القلق :" ما الحال لديك أنت ؟!!".
أعلمه بما حدث وجلس جوار أخته التي ما زالت تعاني مع ماضيها .. انتفاضة جسدها الرقيق وحركة شفتيها .. حتى حركة رأسها الرافضة تعلن هذا .. همهمت سمراء :" أشعر أنها استعادت ذاكرتها كاملة لذا خافت من الحريق والنار .. كل ما حدث هو الآن داخل عقلها".
غمغم باسم بما يعلمه جيداً :" أدعو الله أن تتذكر حياتها الحالية ".
انتفضت عينا أدم بأسف باذخ ثم هتف بحرقة :" هل تعني قد تنسانا أنا والتوأم ".
ابتسم باسم ابتسامة شاحبة شحوب الموت فكل يغني على ليلاه .. غمغم بعدها بكآبة العلميين :" هذا الشيء شائع من فقد ذاكرته في مرحلة من حياته .. ينسى واقعه الجديد عندما يستعيد ذاكرته .. لكن من الممكن أن تخالف وجنة هذه القاعدة لأنها بالفعل فقدت ذاكرة طفلة محصلتها أقل من الأحداث الجارية ".
كانت إجابته بطريقة علمية بحتة وقلبه هناك عند أمه رغماً عنه حبها متأصل داخل روحه .. نهايتها مرعبة .. نهاية قدرها الله لها كعقاب .. كذلك يتمنى أن تكون ذاكرة وجنة هي البراءة لها .. رغم كل الشبهات ..
سدد أدم لزوجته نظرة طويلة ثم نظر للطفلين الصغيرين متحسراً على حاله وحالهما لو ذهبت ذاكرتها لطي النسيان ..
انتفض جسدها فجأة وبدأت تلملم أطرافها على جسدها الصغير بوضع جنيني ثم صدح صوتها بآهة ملتاعة .. العرق الزيتي الذي نبت على جبينها وانفها الصغير جعل الجميع يتحرك نحوها .. فيهتف باسم باسمها :" وجنة .. وجنة ".
غمغمت وكأنها تصرخ بقيد الذكريات :" بابا .. ألحقني .. بابا .. سنمارررررر ".
مد أدم يده يهزها فليعيدها لواقعها إذا قبل أن تصاب بالجنون :" آمال .. آمال ..أنا أدم زوجك ..أفيقي لأولادك حبيبتي ".
فتحت عيناها بغتة .. تتنهد بحرقة مبللة بالدموع .. دموع القلب أقسى من هذه الدموع .. أفاقت تبحث عنه .. كان ينتظر خائفاً بل مرعوباً أن يفقدها .. لكنها قطعت شكه بقين الحب عندما فردت ذراعيها تجاهه.. مال عليها بذراعيه كذكر رخ عملاق يحمي ضعفها من الجميع تهمهم بين عضلات صدره النحيل :" تذكرت .. كل شيء كان وكأنه يحدث الآن أدم .. قتلت أمي وأبي .. دمرت حياتنا .. هي وحدها فعلت هذا .. لا كان معها رجال آخرين ".
هتف باسم من خلف ظهرها :" رحيل أليس كذلك ؟!!.. هل تذكرين كل شيء ؟!!".
لوت عنقها تناظره بعينيها .. تتحاور معه بوجع بدأ صامتاً ثم كسر حاجز الصمت المفروض عليه بهتاف موجع :" نعم .. نعم كانت هي .. كنت صغيرة .. لكن كل شيء في عقلي ..".
ارتخت ساقا باسم بغتة كاد يسقط .. المعرفة شيء بشع غير التخمين والتكهن به .. الآن يسمع حقيقة أمه البشعة .. الحقيقة الرهيبة .. امرأة من نار الغدر وطرق الخداع .. جلس على أطراف الفراش همس ونظرته بعيدة عن أخته الكبرى :" نريد معرفة كل شيء .. كل شيء ".
ثم نظر لزوجته هاتفاً بها .. أجلسي سمراء وسجلي كل شيء .. لا تجعلي أي كلمة تضيع ".
رفعت وجنة أصابعها تريد أن تمسد ظهر أخيها .. لكنها تخشى النتيجة .. هل سيتقبلها بعدما يعرف ما بداخلها .. هل سيقدر موقفها ؟!!.. ظلت راحتها مرتفعة في الهواء ثم عادت تريد جمعها مخالفة لإرادتها .. لكن هناك كف رجولية منعتها .. نظرت لصاحبها ملياً بينما هو يسكب حنان خاص في عينيها مغمغماً :" لا تجعلي حواجز بيننا وجنة .. حتى لا نخسر بعضنا .. لا تفقدينا أخوتنا الوليدة ".
جذبها وهو يلوي عموده الفقري ليأخذها بين أضلاعه .. تبكي ويذرف دمع الخزي أنها كانت السبب في ضياع أخوته وأبيه .. أرواح حية ضاعت وأروح احترقت فقدت .. بعد لحظات سحيقة كان يتمسك بها وتتمسك بأخوته .. همس :" كم كنت أود أن يكون سنمار هنا .. هو الوحيد الذي يستطيع تحمل هذا .. أشعر أني سأجن .. وقد اخفق في مهمتي وجنة .. حتى الأخوة تحتاج لأصحاب العزم .. عندما تكون مثل أخوتنا ".
لهذه المرة يجب أن يتولى الأمر عن زوجته فهتف بصوت جاد :" أرى أنك ناجح حتى هذه اللحظة .. خاتم السيدة عالية في يد وجنة يقول هذا .. لقاؤنا معها يقول هذا أيضاً .. لا أظن أننا قد نغير رأينا فيك باسم ".
أكملت سمراء هذا التفتح في العقول المتمدنة :" أعتقد أن سنمار سيحب ما فعلته باسم .. اطمئن لن تخسر أباك الذي رباك على يديه ".
ترك أخته تعود لوضعها فتريح ظهرها وتبدأ رحلة عذاب شديدة .. لابد لها من السير فيها من جديد ..
" ذات يوم دلف أبي غرفة أمي .. كنت نائمة معها .. كان غاضباً يسب بألفاظ لم أكن أسمعها من أبي قط ..
بعد ساعات .. كنا قد انتقلنا لمنزل آخر خارج الدوار .. الدوار كان كبير جدا .. أذكر أنه كان جزئيين .. أحدهم لنا والآخر لجدي صفوان وعمي قاسم .. ورحيل ..
بعد فترة ظلت أمي تبكي وكلما سألناها أنا وسنمار :" ما بك ؟!!".
تبكي أكثر .. حتى جاء يوم دلف فيه أبي علينا ليجد سنمار يتخاصم معه ويتقاتل :" كيف تتزوج على أمي عالية .. كيف يا أبي ؟!!".
كان هذه أول مرة أفهم معنى غضب سنمار .. فهذ أول مرة أراه هكذا ..
سنمار كان قد بنى لي الأرجوحة خلف البيت من قبل .. كنت أظن أبي لم يلاحظها بعد .. ابتسم لسنمار وطلب منه :" سوف تفهم فيما بعد أني لم أفعل سوى الصواب .. أذهب مع وجنة وساعدها في ركوب الأرجوحة التي صنعتها لها ".
بعدها أخذني سنمار .. وظللت معه في اللعب..
شهرين كاملين .. مرا ووجدت أبي يحملنا معه أنا وأمي .. غادرنا الوطن .. ووجدت نفسي في قارب من قوارب أبي .. ثم هبطنا بعيداً على الشاطئ الآخر .. ثم صعدنا لطائرة كبيرة بعدها ركبنا قطار .. بالنهاية وجدت أنفسنا في منزل غربي .. تملكه أجنبية جميلة جداً .. علمت فيما بعد أنها الخالة جورجيا .. كانت حاملاً وبطنها منتفخة على وشك الانفجار .. كم أحببتها أنا وأمي ..لقد تركنا أبي أمانة في منزلها وغادر .. كان دائماً يزورنا .. حتى جاء يوم انقطعت أخبارك عنا وبدأ القلق يقتل أمي .. دائماً شاردة ولا تعرف التصرف .. بتلك الأيام حضر الخالة جورجيا ألم الوضع .. أمي من ولدتها .. ساعدتها وحدها حتى حملت أنا طفلة بيضاء ببشرة تشبه بياض الثلج وشعر أصفر ذهبي يتطاير مع أي نفخة هواء من شفتي ..اسمتها جينا ".
غمغم باسم باسمها الحقيقي :" جينا هي أسوار كما ذكرت لك .. هي الأخرى ضحية لهذا الماضي المسموم .. لقد سبق وعلمت أن أبي الغالي لم يكن يحب سوى عالية أم سنمار .. علمت هذا من عامل في محطة بنزين .. شخص غريب وضع أمامي الحقيقة كاملة .. أن أبي تاجر للسلاح .. لكن لا أحد يصدق هذا .. جمعنا معلومات أنا وسنمار بالنهاية الكل يدرك أن أبي بريء .. لكن البراءة الشفوية ليست هي الأهم كان لابد له من جلب براءته لتكون داخل أوراق حكومية .. البراءة من القاضي لها شكل آخر ".
استكملت وجنة ما داخلها من معلومات :" اختفى أبي فترة طويلة .. نحو عام كامل وعدة أشهر ثم حضر كان لقاء الغالي وعالية شيء آخر .. لقد حملها وظل يدور بها أمام منزل الخالة جورجيا .. قدم لها خاتم ماسي هو هذا الذي أرتديه الآن .. هذا خاتمها .. لأن أبي وضعه في إصبع أمي وتحسر على فقدها بعض من وزنها .. بقوله .. لم أكن أعلم ان القلق علي قد يفقدك وزنك عالية .. كنت أحبك كما كنت .. لو كنت أعلم أنك نحفت كنت جلبته بمقياس أقل .. وقتها قبلت أبي في وجنتيه هاتفة به .. أنت يا غالي كنز الدنيا وعزها بالنسبة لي.. أعلن لنا أن الوقت قد اقترب لنعود معه .. سافر عدة مرات .. على فترات قصيرة .. كان يحضر يرانا بمعدل كل أسبوعين يمكث معنا أيام ثم يغادر .. حتى حضر يوماً .. وأعلن أننا جميعاً سنسافر .. حتى الخالة جورجيا وجينا الصغيرة سافرت معنا .. انتهينا لقارب أبي وذهبنا للبلدة .. ونحن بالطريق وأبي كان يقود السيارة جواره أمي .. كنت أنا بالخلف مع الخالة جورجيا ومعي جينا الجميلة .. كنت أحبها جداً كانت تجلس بمقعدها بيننا وقد بدأت تطلق فتات كلمات وأحرف .. كانت تناديني آنة .. كنت سعيدة جداً معها وكأنها أختي .. أشار لنا أبي لمنزل من الطين قديم قبيح .. لا يشبه حتى المنزل الذي كنا فيه مع أمي قبل مغادرتنا البلدة .. قال هنا وكر الثعابين .. هنا ستأكل رحيل نفسها .. لا أظن هذا صوت رجل أحب زوجته .. الآن علمت أنه كان يتحدث عن خدعة وأشياء من انتقام .. كل هذا يجعلني أعلم أن رحيل قد أوقعت أبي بمكيدة ليتزوجها .. وهو انتقم منها .. قاد بنا حيث المنزل الجديد .. لا القصر الجديد .. عرفت الأرض نفسها عندما وجدت الأرجوحة ... أرجوحة سنمار .. ناديت على أخي سنمار فحضر لي .. لم أكن أتخيل أني سأراه مرة أخرى .. كم كبر .. صار أطول .. شاباً هرولت له لأحتضنه وهو فعل .. بعدها ناداه أبي فقبل أمي ليغادر قائلاً لنا سأعود بعد العمل لقد صرت رجلاً هاماً .. لم أكن أعلم أنها آخر مرة سأراه في الحياة .. بل لم أكن أعلم ان هذا القصر الضخم .. قصر الماء المحصن كما كان يدعوه أبي .. كان يتحرك بنا داخل غرفة الرائعة الملونة بأجمل الألوان .. والمفروشة بأجمل الأثاث والسجاد والستائر .. كان كالحلم .. حتى برج الحمام الذي تعشق أمي تربيته .. كانت تقول الحمام في المنزل نعمة .. هو يريح النفس ويجلب السلام .. وأبي كان يقول عن المنزل .. هنا سأخفي كنوزي .. كنت أتحرك بيد أبي ممسكة دميتي البلاستيكية التي احترقت في القصر .. دمية جديدة جلبها لي أبي وقدمها لي عندما دلفت لغرفتي .. قال ستكونين هنا مع جينا .. منحني الدمية فرددت عليه .. سأسميها جينا أيضاً فهي جميلة شقراء مثل جينا ابنة الخالة جورجيا .."
السعادة تم خطفها بلحظة .. عندما أرعدت جدران القصر كله .. وكأن ذاكرتها أكثر انتعاشاً مع الوضع الأكثر قبحاً .. تستمر في إزالة أحجار الألم عن قلبها .. يدها في يد أخيها الذي يشاركها هذا الحزن ولكن بطريقة أخرى .. هو ابن القاتلة .. كيف يجتمع في قلبه أن يكون هو مفتاح سر البشرية .. فيكون ابن قتيل وقاتله بنفس الوقت .. كان أدم يقف مشدوهاً .. وسمراء تقتات على هذا الوجع حتى تعلم الحب بقلب باسم من أين حصل عليه .. تقوم بتسجيل كل كلمات وجنة :" كان أبي مع أمي .. وكنت معهما في غرفتهما .. يتوسد الفراش يتأوه من شعوره بالراحة .. كان أبيض الوجه .. فرح جداً يتحدث كثيراً كرجل سعيد .. أخيراً يا عالية القلب .. أخيراً يا عالية الروح .. أنت هنا معي ومعنا أولادنا .. أخيراً .. كان يقدم لها مفاجأته .. ما يكمل هذا الخاتم من طاقم ماسي .. أشار لها لتقترب منه ففعلت فقام بإلباسها الطوق والأسورة حتى الحلق .. كانت أمي تضحك بسعادة .. بعد لحظات .. أطل صوت امرأة من الخارج :" جئت ومعك الخائنة .. عدت يا غالي بالأجنبية الفاجرة ".
.. وفجأة أظلم المكان من النور رغم النهار ولكن الضوء الشحيح .. جعل أبي يقفز خارج الفراش ليجلب المصباح الكيروسيني فيشعله .. ثم ينادي على جورجيا .. التي بالفعل دلفت للغرفة حاملة طفلتها جينا .. وأنا أيضاً تحركت خلف أبي وتمسكت بأمي .. كنا كلنا خلف أبي الذي وقف بمسدسه يواجه أعداءه الذين لم نكن نعرفهم .. فلم أسمع سوى صوت المرأة الغليظ .. الذي عاد صوتها يصدح في المكان .. دلفت الغرفة .. ووقفت تنظر لأمي وكأنها قادرة على قتلها .. كانت هذه رحيل التي رأيتها .. صراخ واتهام من الجميع .. هي تتهم عالية بتسهيل الخيانة لزوجها فخان ابن ابن عمه وعاشر زوجته وحمل منها أيضاً .. كانت تهذي وتقول أي شيء .. فقط اتهامات تمس القلب بالغضب .. سحبها أبي من ذراعها وصفعها على وجهها .. ثم رماها في لزاوية متهماً إياها :" لك الحق ان تقولي هذا .. من كانت بلا هوية مثلك .. بلا أهل .. وتربت في بيت العز .. بدلا من أن تشكرهم كانت تشتتهم .. أنت من جاء بك منذر .. جلبك من الشارع لتساعدي في قتله ..سأجمعك مع زاهر والمليجي وطايع وهشام علوان في قفص واحد .. لن أتركك يا حقيرة .. كان يسحبها ليلقي بها للخارج ولكن فجأة هربت من يده لتقبض على المصباح فتطوحه نحو أبي فضربه بيده ليهوى على الفراش حاول أن يتحكم بالنار فلم يستطيع.. وسط صراخ أمي وخالتي .. تحولت كل الزينة الحريرية لشيء قاتل بلحظة .. بينما رحيل تمسك بأمي في مباغتة غريبة تقبض عليها وتضربها .. كانت لا تخاف الحريق .. الآن علمت أنها كانت تأخذ خاتم أمي بكل حقد .. تناثر الكيروسين من المصباح لحظة سقوطه .. جعل كل شيء يتحول لكتلة نيران وكأنه الهشيم الجاف .. كل شيء صار كتلة من النيران .. تحرك أبي بنا لنخرج .. فلم يستطيع الباب كان مغلق ورحيل ليست معنا .. مفتاح الباب لم يعد موجوداً .. فتح النافذة وحاول خلع القضبان الحديدية منه .. حتى نخرج لكنه لم يستطيع .. كل ما استطاع فعله .. محاولة يائسة لخلع الباب من الداخل .. حاول مراراً حتى أنه توجه للحمام الداخلي للغرفة .. حاول فتح النافذة فاستعصت عليه .. كانت أمي قد يئست من الخلاص .. حملتني وقبلتني وأخرجتني من الفتحة الصغيرة للنافذة .. ودعتني لأخرج سالمة .. وضعت الخالة جورجيا بين يدي جينا الصغيرة وقالت لي :"أوصليها سالمة لأبيها .. وقولي له لم أحب غيره "
.. بينما صرخت أمي في :"لا تدعي أحد يراك .. اذهبِ لسنمار كي يحضر فينقذنا". .. تجمدت بالبداية فلم أتحرك .. لكن بدأت النار تحيط بالمنزل كله لدرجة كنت أهرول سقطت في مكان مجهول وكأنه غرفة لم تكتمل البناء وعندما أفقت لم أجد الطفلة الصغيرة .. وجدت فقط ألواح خشبية مرتكزة على الجدار تخفيني تحتها .. تحركت من المكان .. كان المكان تغير حاله كان احتراق في كل مكان .. هرولت باتجاه الماء .. لأن المكان كله كان نار ودخان أسود .. كان هناك رجال يرشون الجدران بالماء من حاويات كبيرة .. لكن أدركت الآن أن هذا السائل لم يكن ماء .. فالجدران كانت تشتعل أكثر .. حبوت على الأرض حتى وصلت للأرجوحة أبحث عن سنمار فلم أجده .. رآني أحد الرجال الأشرار فلم أستطيع سوى الفرار منه سقطت في الماء كي أعبر للضفة الأخرى البعيدة لكني لم أصل .. أفقت والماء كان رحيماً بي جرفني معه .. بلحظة غريبة جداً فلم أعرف أين أنا ولا من أنا .. فقط طفلة مبتلة أنقذتها سيدة وزوجها .. وضعاها في السيارة وقادا بها لمنزلهما في المدينة .. ربما لم أصاب وقتها .. لكن ذاكرتي المعطوبة كانت وجعاً من نوع خاص .. ظللت أرى بأحلامي وجه الآن علمت أنه أمي .. بل كنت أعلم وأنا صغيرة أنه وجه أمي .. ثم بعد هذا تهاوت الذكرى الوحيدة .. كنت أتذكر الأرجوحة والماء حول المنزل .. لم أكن أتخيل أن هناك امرأة بهذه القدرة .. قتلت عائلتنا جميعها .. هي ومن كان يساعدوها .. كلهم هذه الأسماء التي ذكرها أبي كلها قاتلة ..".
لم يعرف باسم في أي ركن من روحه تقبع الأوجاع الأكبر قتلاً للروح .. فهمومه ضجت بها الأضلع .. ما عاد ينفع الهروب بقناع زائف في ستر الليالي الحزينة .. وقف واضعاً يديه داخل جيبه :" لقد استخدمت أبشع الطرق للقتل .. وأذاقها الله من نفس الكأس الآن أتمنى أن تكون قد ماتت حتى أستطيع النظر في وجه سنمار ووجهك .. لا قدرة لدي أن أرفع عيني لعينيك .. كان يكرهها أبي .. ربما دبرت مكيدة ليتزوجها .. ربما أشياء كبيرة .. أشعر أنها خانت الجميع .. ولكن هل هي بالفعل لم تكن أخت راشد ووضاء .. لم تكن طفلة منذر .. بل ساعدت في قتله .. أشعر بأنها كذلك ".
مدت كفيها نحوه :" أنت حسنتها الوحيدة باسم .. صدقني أنت وحدك كاف لنا .. حنانك وتفهمك .. تعالى أخي الصغير ".
تحرك نحوها فلم تنتظر تحركه نحوها وقفت هي الأخرى بلا صبر تريد المحافظة على الباقي من أبيها .. المتمثل فيه هو ..هتف أدم بها :" لا تقفي حتى تفيقي جيداً ".
هتفت به بدون أن تترك عيناها هينا أخيها :" لست مريضة أدم .. فقط كان بعض الصداع ".
أخيراً وصلت لأخيها وكأن ما كان بينهما عقود زمنية .. ظلت تتمسك بكتفيه وهو يحتضن كتفيها بنفس الطريقة .. لم تدرك أن اليوم يوم الدموع إلا عندما بدأ ظهر أخيها ينتفض بوجع مضطرب .. يهتز بكل ما فيه من إرهاق لم تستطيع أن تمنعه فلم تجد غير مشاركته البكاء الذي أجهشت به تودع أبويها وكأنهما ذهبا الآن .. فنيران فراقهما لم تبرد بعد داخل قلب الطفلة الخائفة ..
تجمد صوت باسم ورفع أصابعه يمسد جفنيها .. ثم قبض على رأسها بقوة حنونة بنفس الوقت هاتفاً بوعد لم يطلبه أحد :" أقسم بالله .. سوف أظل خلفها حتى تعترف بنفسها فأن لم تفعل .. لن تراني أبداً بعد الآن ".
انتفضت وجنة هاتفة بوجع أكبر :" لم تمت بعد ".
نظرت لأدم في الخلف ثم نظرت لسمراء خلف باسم .. استقرت أخيراً على عينا باسم الذي وجد القوة ليخبرها :" نعم .. ذاقت نيران الحريق ولكنها لم تمت .. لن يتركها الله ترتاح بسرعة .. صدقيني سوف يذلها الله بكل ما فعلته في حياتها .. وشوف أكتشف كل ما تخفيه بنفسي .. بعد أن أوصلك للمطار سأفتش المنزل حتى لو قلبته طوبة طوبة ".
نظر لأدم حتى يتحرك بالفعل نفذ فيجب عليه حماية زوجته من الحزن ..
حمل أحد الصبية ومنحه لباسم الذي مسد عينيها بظاهر كفيه كطفل صغير بريء ثم حمل الصبي هاتفاً :" أريد أن أحمل سنمار ".
أخذ أدم منه الصبي الهادئ وأشار للآخر :" كنت لا أريد ظلمك .. هو فعلاً أخيك بالضبط .. أشعر بأنه مريض بفرط الحركة ".
سددت له نظرة شرسة ثم تحدثت :" إياك أدم وهذا الزر بلا داعي .. ابني قمر في ليلة تمامه .. وسنمار أخي الأكبر .. خط أحمر ".
ابتسمت سمراء وهذرت :" لديك حق وجنة .. سنمار أخينا جميعاً .. خط آخر مضاف لخطك .. لن يستطيع أحد التنمر عليه .. لو فتحنا سوق لبيع الخطوط الحمراء المشجعة لسنمار من قبل نساء البلدة ستنفذ بلمح البصر وسنصبح أغنياء ".
ثم هتفت تكمل :" ونحن بالطريق للمطار سوف أقص عليك وضع سنمار فعلاً ".
هتف باسم معترضاً :" لا .. أنا من له الحق في وضع القصة كاملة .. لأنه قد شرحها لي بالتفصيل .. ".
ثم توقف بغتة :" أليس هناك أمل أن تظلوا معنا عدة أيام ؟!!".
تولى أدم الرد عنها :" يا ليت .. عندما تستقر شركتنا) فور أيه4a ( سوف نكون معكم كل أسبوع بنهاية الأسبوع .. دائماً".
ربتت فوق كتف أخيها الذي بدأ يتحرك للخارج مع سنمار المتحفز بين يديه يحرك كفيه كأنه يلكم الهواء .. ابتسم له باسم ودعا له أن يكون حظه أفضل من أخواله ..
******************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:55 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:54 PM   #925

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




كانت أسوار قد عقدت حاجبيها تنصت لما حدث .. بينما هو يغلق الهاتف ويلعن هذه السيدة :" حقاً كان لابد لي من حبسها داخل قبر مع جثة .. هذه السيدة أغرب امرأة .. فتحت خزينتي الحديدية معنى هذا كانت تراقبني طوال الوقت ".
لابد لها أن تثبت له أنها زوجة بدرجة امتياز .. خرجت خارج الفراش تاركة الغالي في حماية أبيه الذي وقف هو الآخر غاضباً يسكن هذا الفوران الذي عقد في رأسه .. بالتلهي بالمنظر الخارجي .. الأشجار الكبيرة والمروج الخضراء حتى بداية الغابة .. كلها جعلته يهدأ نسبياً .. لن يفسد أيامه .. عليه فقط الانتقام منها عندما يعود .. سيلقي بها في أي منزل قديم يبعدها عنه وعن حياته .. يكفيه أن ينفذ ما وعد به عمه راشد .. رغماً عنه سيتعاون مع السمج رشاد .. كل هذا من أجل وردة حياته أسوار ..
صوتها المبتعد المستفسر جعله يدرك المهمة التي يجب عليه إدائها :" سنمار لم تعلمني ما السر الذي جعلك تجتمع مع رشاد لمدة بدت طويلة لتكون بينكما ". لم يتحرك من مكانه فقط أجابها بصوت عالي خالي من الحذر فالرجل في منزله مع أسرته يتمتع بالحرية الخالصة :" من أجل الورد نروي العليق ".
صوتها يضج بالضحك تكمل البهجة :" من ردك علمت أن رشاد عليق فمن الورد يا ترى .. عمي راشد مؤكد أليس كذلك ؟!!".
حل صوتها الغرفة فاستدار إليها يضحك هاتفاً :" لا .. ابنة أخو راشد نفسه .. هي الورد.. الفل .. الجمال".
استمرت تدفع سرير الغالي الصغير .. دواليبه الصغيرة تصدر صريراً مما جعل أسنانه تضرس قليلاً فتحمل حتى لا يؤلمها لو اختنق .. هو يراعي أي تصرف حتى ولو على حساب راحته العقلية ،فسرت له بلهفة بابتسامة رائقة تحمل الراحة :"شكرا لك قمري ..إذا هديتي لها أكثر من معنى .. أردت منحك الراحة في النوم .. أشعر أنك مقيد بسبب وجود الغالي .. حقاً لا أستطيع استبقاء أي خادم بالمنزل ليلاً .. لا أشعر بالراحة لو حدث هذا ".
ابتسم لها بسعادة غامرة وبريق عينيه تلألأ بكل آيات الرغبة المرصودة داخل قلبه .. يكتنزها من أجلها هي .. لتكمل بتلاعب جديد يحمل الخف :" حقاً أنت تستحق جائزة .. كونك التزمت بالملابس العادية أمام الخادمتين الجدد .. عرضك هذا في حد ذاته تضحية كبرى .. ما أوسمك في الجينز والقميص .. وهذه المنامة القطنية ستأكل منك قطعة ".
عقد ذراعيه أمام صدره واتسعت ابتسامته :" حقاً لا أصدق آذناي .. أسوار القمر تتغزل بي ".
ابتسمت عيناها بخجل ثم حركت أصابعها خلف آذنها بخصلة وهمية .. ثم مالت تحمل أشياء الغالي المتواجدة على أطراف فراشهما الزوجي فسقط شعرها يواري ملامحها بشكل كلي ..
مما جعله يتحرك نحوها يحمل عنها هذه الأشياء من بعض الملابس وزجاجة الحليب ليتركها مكانها .. ثم رفع كفيها نحوه فنظرت له .. سألها مطالباً بالمدح كأي زوج :" أخجلتك .. لكني أريد إجابة حقيقية .. أتتغزلين بي ؟!!".
لم تستطيع الصمود أمام عينيه .. فهبطت بنظرتها لأسفل بينما أصابعه تحاول جمع شعرها الطويل بنعومته المستفزة له على ظهرها ..ثم همهمت :" أنت تستحق هذا سنمار .. بالفعل كنت مختلفاً عندما خرجنا للمقابلة .. بدوت إنسان آخر .. ربما الملابس تبدل فقط الهيئة .. لكنك تملك سمات تطل حتى وأنت ترتدي الجلباب .. فما بالك بالبذة الكاملة ورابطة العنق وكل هذه المكملات .. حقاً كنت رائعاً".
كانت هذه بمثابة هدايا منها .. وقف يتأملها ثم ترك شعرها الذي يقهره بهذه النعومة الدائمة .. رفع وجهها رغماً عنها بواسطة أصابعه تحت ذقنها الصغيرة .. حتى سطعت نظراته داخل عينيها هتف :" لم أحب سواكِ.. ظلي دائماً تتذكرين هذا ".
حركت رأسها بموافقة مطلقة تنهيدة شديدة ناعمة .. مال عليها يقبل وجنتها .. ثم بدأ يحرك شفتيه نحو شفتيها الناعمة .. تنتشر الرغبة حارقة بينهما .. تركها بعد قبلة حامية ملتهبة .. هتف بها .. اليوم عندما ذكر باسم الخاتم تذكرت شيئاً .. كنت جلبته معي هل تريدين رؤيته ".
حركت رأسها مرة أخرى .. كان قد توجه نحو الخزينة .. بينما هي تحركت تحمل الغالي لتضعه في السرير الصغير وتجعله يستقر به على جانبها هي ..
بينما تردد :" كم كنت أتمنى رؤية أمي .. كم بدت من النوع المنظم .. كل شيء هنا كان يقول هذا ؟!!".
صمت ولم يجب .. استدارت للخلف فلم تجده .. وقبل أن تنادي عليه أو تتحرك بحثاً عنه .. وجدت صوت نباح جرو صغير .. اندهشت بشده وعيناها اتسعت .. قبل أن تغادر لتبحث عن هذا الجرو .. وضعت كفيها على شفتيها تكتم ضحكاتها وشهقاتها .. عيناها سرعان ما برقت بدموع الفرح .. التي سارعت لتهطل .. كلما تقدم منها جروها الدمية .. الذي ظل هكذا حتى اصطدم بخفها .. مالت إليه تحمله .. بينما هو واقف بالباب يحمل في يده جهاز التحكم عن بعد .. كانت تحتضن الكلب على صدرها .. ثم فتحت أحد ذراعيها لزوجها الذي لم يكن يريد سوى هذا .. يريدها ان تلملم أوجاع الماضي كله بلمستها الحانية .. كانت تحتضنه كطفلها تميل رأسه على كتفها فتقبل رأسه بشفتيها هامسة :" كنت وقتها أتوق لتقدمه بنفسك لي .. شكراً لأنك قدمته لي بطريقة ناعمة .. مد أصابعه داخل فم الجرو الصغير ينتزع خاتم ماسي من داخله .. يمده إليها تشهق بسعادة .. يرمي الجهاز الخاص بالتحكم عن بعد على الفراش ويأخذ منها الجرو يبعده عن أحضانها .. هاتفاً :" هنا لي فقط في غياب الغالي .. لا أريد تحطيم هذا الجرو بنفسي ".
ابتسامتها وتحريكها لرأسها بنعومة ثم قبولها بطاعة هامسة :" نعم .. حاضر .. لكن لا تقلق سيحطمه الغالي في غضون وقت قصير .. عندما يبدأ الحركة ".
أمسك يدها اليسرى.. يسحب هذه الدبلة القديمة منه.. ثم يعود فيعيدها لمكانها .. يتبعها بخاتمه الجديد .. ثم يقبل إصبعها بنعومة .. تشكره بصوتها :" لم أكن أسعد حالاً قبل الآن .. الحركة ناعمة عاطفية سنمار .. وكأنك شخص آخر .. يقدرني ".
رفع كفيها يضعهما على كتفيه هاتفاً :" صدقيني يا أسوار .. كنت أهرب منك حتى لا أجثو أمامك .. كنت أقدرك بشكل لا تتخيلنه .. منذ شاهدتك توزعين طعام على الأطفال في المقابر .. وبعدها القطة الصغيرة التي كنت تعتنين بها .. قدرت نعومتك وأثرت بي .. أسوار ".
رفعت نفسها على أطراف أصابعها تقبل زاوية شفتيه ثم ابتعدت قليلاً :" أحبك سنمار..".
سألها بجدية :" أي سنمار تحبين أكثر .. الحالي أو القديم ؟!!".
فأجابته بلهفة صادقة وكأنها تعرف الجواب .. فظنها ستقول الحالي لكنها خالفت توقعاته عندما سقط صوتها في آذنيه :" لا أعرف سنمار .. كلاهما رائع .. بكل منهما مميزات وعيوب .. جعلنا نعلم مع الوقت أي الصفات سأكره.. لان الحب يكون لصفات معينة وليس الكره أيضاً سوى لصفات مذمومة ".
وضع ذراعيه على خصرها بلهفة شبقة ثم هتف بها :" أعلمت ما تريدين بالضبط .. لكن شكراً لكونك ساعدتني على كسر هذا الحاجز المهذب .. الحب لا تهذيب فيه أسوار .. ضعي هذه الحكمة السنمارية في عقلك ".
هذا الجريء تجاوز ألف سنة ضوئية عندما رماها على الفراش وكأتنها لا وزن لها .. ثم خلع منامته وألقاها على الأرض .. انضم إليها بلمحة وهو يمد يده يطفئ الضوء الشديد .. كان قد سحب الغطاء الحريري جذبها جواره وهو يغطيهما معاً .. تحرك الغالي .. وأصدر صوت صغير .. وضع كفه على فمها حتى لا تحدث صوتاً .. تراقب الصغير بأنفاس مكتومة .. انتظر لحظة عاد فيها الغالي للنوم .. غمغم بحب :" الغالي مع أبيه .. يعلم شعوري .. وكم أتوق لتمزيقك زوجتي وحبيبتي ".
اندست أكثر في الفراش .. بانتظاره كي يعلمها أبجديات عشق القمر وحنانه لصناعة أسوار قوية ..
**********************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:56 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:55 PM   #926

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




" لماذا لم تعلميني بما حدث مع خالتك ؟!!".
كانت تضع له وسادة إضافية خلف ظهره حتى يستريح أثناء تناوله طعامه .. صمتت ثم أكملت ما تفعله :" تعلق بعنقي فتحي .. حتى نعدل لك وضعك فيكون أكثر راحة ".
لم يفعل ارتكز بجسده على مرفقيه ثم تحرك لأعلى قليلاً .. صدح صوتها بجدية :" لا تعاند على صحتك فتحي .. دعني أجعلها لك أكثر راحة ".
أصر على ما يفعله .. ثم هدر بخفوت من لا يستطيع الصراخ :" هل تجعلينها أكثر راحة بأن تتسببي لنفسك ولطفلنا بالضرر .. أو تمتنعين عن إعلامي هل هذا هو ما سيريحني أسما؟!!".
جلست أمامه بعد أن عدلت من وضع المنضدة الصغيرة لتكون أمامها .. حملت ملأ الملعقة ثم قربتها من شفتيه ليأكلها .. شارحة :" نعم فتحي راحتك هي أولى أولوياتي .. أنت أهم مني عندي فتحي .. من جعل لي قيمة لمجرد أني صرت زوجته هو أهم من نفسي عندي .. من جعلني أدرك الجحيم الذي كنت سأدخله بقدمي مع خالة عقلها لا يعي شيء هو أنت .. أتعرف يا فتحي أنك أنت من جعلني أصر على الطلاق من خالد .. ظهورك جعلني أشعر أن ما كان بيني وبين ابن خالتي هو محض أخوة .. أنت أغلى عندي يا فتحي من أي شيء آخر .. لذا لم أعلمك لأن راحتك وصحتك أهم .. لكن من قال له أتكون أمي ما تحدثت عندما حضرت تزورك اليوم ككل شارعنا ".
علق بابتسامة وربتة على يدها :" أنت أهم عندي أسما عندما نبت يومها في الشارع وخلفك هذا الثور .. أردتك لنفسي بطفوليتك بضعفك .. اليوم أنت زوجتي .. تحملين طفلي .. عندما تتحدث لك خالتك بهذه الطريقة بلا مراعاة لوجودي .. فهذا تعد صارخ على هيبتك التي هي من هيبتي .. كان لابد لي من المعرفة .. لا ليست أمك .. أنه العامل بالقهوة .. شهد جميع اللقاء ونقله لنصف الشارع .. وكذلك تطوع إعلامي ".
عادت برحلة جديدة بمعلقته لتفرغها في فمه ليقوى ..مستطردة حديثها :" دع خالتي وعقلها .. أجعلنا هنا .. أخيراً استطيع أن أرحب بك فتحي .. أنرت بيتك يا سيد الرجال ".
ابتسم بسعادة غمرته .. هي فقط من تعلم كيف تجعله يظن أنه سيد الرجال أو الرجل الوحيد بالكون :" خالتك هذه سترى أياماً سوداء مني .. هل تظنين أني سأتركها هكذا .. ما زالت تعتقد أن ابنها يهمنا .. أتدرين لو عرضته للمقايضة وهي معه .. لن تجد ما يمنحها لفة جرز ذابل مكانه القمامة .. فكيف لها أن تظن زهرتي مازالت تنظر إليه .. ألم أعلمك أول درس يناقض مفهومها بليلة زفافنا ؟!!".
تضرج وجهها باللون الأحمر المباغت في غزوه بمجرد ذكره لأول ليلة بينهم .. ثم ضجت بالضحك هامسة :" ما زلت تذكر ".
ضحك كثيراً لدرجة جلبت له السعال الحاد .. خافت عليه ووقفت جوراه تسند كتفيه فمال على راحتها يقبلها وهي في نهايات الموجة السعالية .. ثم أشار لباب الحمام هذا الباب يشهد .. أنت بالداخل وأنا بالخارج حتى أقنعتك ".
أجابته بحيائها الشديد :" هل أصاب الحادث ذاكرتك فتحي .. لقد ظللت تتحدث معي وفجأة وجدت المزلاج يتحرك ولم أقدر على غلقه حتى دخلت وحملتني على كتفك كدمية قطنية ".
ابتسم لها ثم عقب :" نعم وضعت في المزلاج من الخارج قاعدة يد ملعقة الطعام .. كان عشاء العرس جاهز والعروس معتصمة الفرار والعريس كان جائع جداً.. فلم أجد غير هذا التصرف ".
ثم أضاف :" ألم أعلمك الجريمة التي كانت تنوي فعلها هذه المتجبرة بك".
ازدادت بشرتها تورداً ثم ربتت على كتفه داعية :" حفظك الله لي فتحي .. أنقذتني من حياة باردة نهايتها كانت ستكون الفراق ". ابتعدت لتعود مكانها وتبدأ في رحلة إطعامه حتى يقوى جسده فيهتف بنعومة :" ما رأيك نعيد ذكريات هذه الليلة ".
رفع حاجبيه في عينيها لتدرك ما يقصده .. همست ضاحكة :" عندما تقوى فتحي .. حتى لا تفك القطب في صدرك ..وإلا سوف أطلب من أمك أن تجلس جوارك حتى تشفى ".
همهم بحنق زائف :" أنت أصبحت عجوز من الآن يا فتاة وتريديني أن أهرم مثلك ".
تدرك تلاعبه جيداً فتحدثت بصوت مائل للعجز :" نعم .. والله يا ابني .. أشناني قد بدأت في التساقط .. وظهري انحنى ..".
لم تستطيع ان تكمل التمثيل عندما أرسل لها قلباً بين إصبعيه فضحكت فيما يقول هو :" ستكونين أجمل عجوز .. حتى وقتها سأغار عليك حتى من ثوبك هذا يا أسما".
هتفت بحب :" حفظك الله لي فتحي .. حفظك لي ولابننا ".
سحب رأسها بجهد جهيد حتى يقبل مفرقها ويتنسم رائحة الحياة فيها .. داعياً الله أن يقدره ليكون زوجاً كما يليق بها ..
*********************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:56 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:55 PM   #927

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




" ماذا فعلنا بإصرارك البقاء في منزلك يا شيخنا .. أليس منزلي أفضل ؟!!".
غمغم عندما سمع صوتها :" لا أفضل بقائي في منزلي يا شمس".
دلفت من الباب المفتوح دائماً تنظر للغرفة الواحدة التي يملكها .. ها هو ينام على بطنه على السرير المعدني الضيق الذي يعتبر هو القطعة القيمة من الأثاث هو والدولاب المعدني الموضوع بالجوار .. وضعت صينيه الطعام على أحد الصناديق الخشبية وقربته من الفراش هاتفة :" هيا يا شيخنا .. تناول طعامك من أجل الدواء ".
لم يعترض فالباب مفتوح وهو كومة مرمية جانب الجدار لن يحدث من ضرر يذكر .. عندما يبدأ في الحركة سيكون هذا خطر على سمعتها .. وقتها سيكون له شأن آخر .. يعلم طريقة التفكير للبشر عامة ..
جلس أخيراً بعد معانة في سرواله الطويل حريص على أن يواري من أعلى سرته .. مازال ظهره لم يجف بعد ..
نظر حوله في غرفته فبدت له غريبة لم يكن يظنها بهذا الاتساع .. عندما رتبتها له اليوم عندما صعدوا لهنا هو وفهمي طلب منه الدخول للحمام وهناك حاول بقدر ما يستطيع الاغتسال بدون صب ماء على الجروح ..شكر الله أن وجد سروال هنا معلق على المشجب .. عندما خرج كانت هي موجودة تنظف المكان لم يستطيع رفض مساعدتها وحسن صنيعها جميل في عنقه ..
غمغم وهو يجلس مائلاً للأمام .. لا يستطيع الجلوس منتصب القامة :" هذا كثير شمس .. تناولي معي الطعام فهو يبدو شهياً حتى تشجعيني على الأكل ".
ابتسمت مغمغة بحياء :" لا يا شيخنا .. لقد تناولت مع أمي ".
كانت كاذبة فقد تناولت من أمها كلام جارح عن وجودها مع رجل غريب وحدهما :" المشفى .. لا أحد يستطيع التفوة .. لكن البيوت أمر مختلف ..".
هتفت فيها :"أمي أن الرجل نصفه محروق .. أجارك الله لا يستطيع الحركة .. واطمئني هو ذاته لم يرتضي المكوث عند أحد .. رغم أنه قد يقتل ".
هتفت أمها بحدة قاسية أخذت أبجدياتها من الشارع :" يذهب للجحيم .. إنما السمعة لا تمس ".
كان قد بدأ يتناول الطعام ووجدها شاردة سألها :" ما بك شمس .. ماذا حدث ؟!!".
لم تعلق طوحت رأسها على الجانبين بصمت .. نظرت له نظرة واحدة فصلت فيها عيناها صدره العاري وعضلاته السمراء الملفتة للنظر.. أعقبها ألف حسرة .. لا تصدق ما يحدث لها ما تلك السخونة التي اجتاحت بشرتها كاملة .. لم يشي جسدها بالرغبة من قبل .. حالة كانت تسمع الفتيات يتحدثن بها ولكنها لم تختبرها ذات يوم ..
وقفت مكانها فجأة .. تريد الحركة من مكانها .. الفرار لتوبتها .. سألها مرة أخرى :" ماذا هناك ؟!!".
همهمت بيأس :" سوف أعود لأخذ الصينية أو قد أرسل أي ولد من الشارع ".
يريدها .. لا يريد مغادرتها وخاصة بحالها المرتبك هذا .. يريد سبر أغوارها هتف مباغتاً إياها بطلبه الملح برجاؤه :" ألن تمنحيني العلاج شمس !!".
تنهدت بقوة وقد كانت قاب قوسين أو أدنى من الباب المفتوح لتفر بعاطفتها المستحيلة .. هل يمنحها الراهب اسمه لتكون بالحلال أم يرفضها خارج جنته فمن هي حتى يمنحها رجل شريف اسمه .. زفرت أنفاسها من حيث هي .. لتجده يعلق :" هل الإجابة صعبة لهذه الدرجة ؟!!".
انتفضت مكانها تريد منه الصمت حتى صوته المبحوح المرهق يؤلمها .. رسمت ابتسامة سخيفة على شفتيها وعادت تنظر ناحيته بكل ارتباك وكفيها تمسد بعضها البعض .. أما صوتها كان آية في التعثر :" لا .. لا .. ليس صعباً .. سوف أنتظر حتى تنهي طعامك ".
ليدرك في هذه اللحظة أنه لابد له من الفرار بعيداً عنها ..الاعتياد هو ما أصبح فيه .. اعتاد وجودها وحنانها .. اعتاد حتى صمتها .. تسبيحاها الذي علمها إياه .. هتف بخشونة غير متوقعة :" لا .. ضعي العلاج على ظهري وأنا جالس هكذا .. سوف أنتظر جالساً حتى يجف .. بعدها سأتناول الطعام .. ثم أتوضأ وأصلي ..
تقدمت في الغرفة تأخذ العلاج من دولاب ملابسه المعدني الذي رتبته له أمس .. فصار فيه كل شيء محدد المكان .. وضعت المطهر على قطعة قطن طبي وصارت تعتصرها فوق الجروح المفتوحة ثم بقطعة أخرى تتلاقى الزيادة منها التي تهبط أسفل الظهر قبل أن تلوث سرواله .. انتظرت دقيقة .. بينما هو يتمسك بحافة الفراش جواره أصابعه تندفع داخل الحشوة القاسية ليكتم ألمه داخله .. تدرك أنه يتوجع .. بطولته الحقيقية تجلت في صبره الحالي .. يتعامل وكأن لا شيء يحدث له .. أمسكت بزجاجة المضاد الحيوي رجتها جيداً ثم صارت ترش من مسافة معينة حددها لها الطبيب سابقاً حتى لا تسبب حروق أكثر للجرح .. وضعت الطبقة الفوارة البيضاء بكفاءة .. ثم حملت العلاج في حقيبته البلاستيكية وأعادته داخل لخزينة مرة أخرى .. لتسمع صوت دعاءه لها :" بارك الله لك شمس .. وحفظك لي ولكل أحبابك ".
تنهدت تقتات على هذا الدعاء .. يكفيها أنه شمل نفسه ضمن أحبابها ..
تحركت لتغادر هامسة :" سوف أحضر بموعد العلاج في الصباح الباكر ".
هتف بغتة مرتعباً :" لا .. لا تحضري ".
علقت وكل الألم داخل روحها :" لا تقلق .. لن أكون مفردي .. سوف أجلب أحد كبار الشارع ليكون بيننا .. اطمئن على سمعتك شيخ تيمور .. لكن لا تدعني أتوقف عن الخير الذي أحب فعله .. كما قلت لك مسبقاً أعتبره رضا من الله عني ".
غادرت بالفعل .. فيبدأ يلوك الطعام خلف أضراسه ببطء .. وكأن كل شيء فقد طعمه عندما غادرت .. للآن لا يصدق أن جميع من أهل الشارع زاروه .. حضروا لعيادته والاطمئنان عليه .. كما فعلوا في المشفى ..
أهمهم حقيقة السيدة نبراس والسيدة كوثر .. صار ينظر للجميع نظرة مختلفة .. حتى اندهش عندما حادثته كوثر في أمر .. الانضمام إليهم ليكون محفظ القرآن الكريم في المدرسة .. حددت أهدافها فأنفعل معها .. مقترحاً ..نقيم مسابقات للتلاوة والتجويد ونمنح جوائز مالية وتقديرية .. وقدم اقتراحه بالمساعدة في مشروح محو الأمية عن المنطقة .. يمكنه المساعدة بلا أجر .. ربما هو لم يكمل تعليمه ولكنه حفظ القرآن وتبحر في علومه .. وافقت ووعدت له .. بتوقيع عقد ملزم للطرفين وسيجد الراتب مجزي ..
كل هؤلاء سيغيرون حياته .. للآن يتذكر اشتهاءه من جوعه وفقره .. قشرة الموز التي كاد جواد يلقي بها في سلة المهملات بالمدرسة الابتدائية .. فأوقفه هو يطالب بها .. أكلها يأخذ طعم الموز منها ويكمم فم الجوع التي تنهش في معدته .. ثم شعر بالخزي الشديد عندما جلب له جواد في اليوم التالي موزة كاملة .. لم يتحمل كبرياؤه الطفولي أن يعلم الجميع عنه هذا الجوع والفقر .. عاد لأمه بعد أن أكلها مكتئباً .. يلومها على الفقر .. أردته قتيلاً :" أبوك تركنا خلفه ليجاهد في أفغانستان .. ترك عائلته خلفه ولم يسأل عنا أحد ممن أقنعوه هذا الجهاد .. ربما مات أو قتل .. أنا أفعل ما أستطيع .. أخدم بمنزل إحدى الأسر المحترمة .. لكني خادمة بالنهاية .. لا أملك سوى ما احضره ".
صدح صوته الصغير :" كرامتي جرحت اليوم عندما منحني جواد الموزة لأكلها .. كان لابد لي من منحه على الأقل شيئاً بالمقابل حتى نتساوى".
لتغمد سيف الفقر داخل قلبه :" الرؤوس لا تتساوى تيمور .. كان يجب أن تكون شاكراً لأنه أهداك ما أردته .. فاستطعمت الموز .. الذي نسيت أنا طعمه .. عليك معرفة أننا تحت الجميع .. ربما نسمح لهم بدعسنا بأقدامهم لقاء لقمة تسكن جوعنا .. هذه هي سنة الحياة ".
بعدها لم يعد يذهب للمدرسة إلا ليختلف مع الأولاد يقاتلهم ويضربهم كم كان يشعر بالفخر وهو يرسلهم لأمهاتهم باكين .. إلا جواد لم يبكي وأخذ ثأره منه عندما ضرب رأسه في أحجار رصيف شارعهم كاد يقتله يومها وبعدها لم يعودا صديقين .. وبحث عن أصدقاء أبيه الذين ذكرتهم أمه ومن هنا دخل لجهة مشابهة لوالده .. ظل أحدهم يعظم ما فعله أبوه بأعداء الدين الروس الذين غزوا افغانستان واقتحموها .. وكانت كلها قصص بطولية تليدة تجعل أي طفل ينتشي بها .. حتى أنه كان يدخل منزلهم وتعرف على أمه التي كانت دائماً تأمره بالبعد عن هذا الطريق ولكنه لم يقبل .. كنا معاً في نفس هذه الغرفة .. غرفة واحدة بها كل حياتهم .. حتى ماتت أمه .. فلم يعد هناك من يبعده عن جهاده الحقيقي .. كره كل ذي سلطة .. وأستقطب الكثير من الشباب المزعزع الإيمان .. ومن هنا بدأ يأخذ نصيبه من الدعوة .. المال لدية مال .. لكنه لم يعد يريده .. سوف يضعه في مشروع كوثر كاملاً ، فمال الناس يعود للناس .. وهو يكفيه الجديد الذي نبت من حلال عندما ذهب لأحد المصانع الصغيرة وابتاع على سبيل الدين تجارته الجديدة .. فربحها يكفيه وكفى ..
عاد ينظر للطعام فيأكل منه لأنه صنع يديها اعتاد على طهوها اللذيذ .. يفكر فيها .. ويتساءل .. ماذا يبعدك عنها يا تيمور ؟!!.. هتف داخل نفسه قاطعاً هذه الطريق .. كيف كانت .. ليعود قلبه ينغزه بوجع .. وأنت كيف كنت ؟!!.. لسان براق يجذب الشباب ولم تهتم بما يحدث لهم في معسكرات التدريب .. أنت كنت الحبل الذي يقيد عقل هؤلاء فلا تدع أن لست مخطئ .. وأنت سمعتها تعترف بنفسها لابنة دحية الصغيرة التي زارتها ليلاً .. سمعت قصتها كاملة .. لماذا تعاملها هكذا ؟!!..
اندفع عقله ناهراً .. أترك هذا الموضوع حالياً تيمور .. يبحث داخله عن طريقة تقنعه .. الخلاص شيء مختلف .. يريد أن يراها بريئة وهي لم تكن بريئة ..
أوجعه قلبه عليها وعلى حاله .. وخاصة مرحلة الثبات صعبة .. يريدها ان تتثبت على القناعة الجديدة فهل سيستطيع وهو بعيد عنها .. لا يملك عليها كلمة .. لا يعرف حقاً .. ماذا يريد وكيف يحققه .. ما زال لا يتمتع بحريته الكاملة فيكون اختياره حراً .. بلا أقنعه زائفة فالحرية هي القناعة بما نعمل .. أما هذا القناع بيننا وبين ذاتنا يعلمنا أن أفكارنا مقيدة بما بثه داخلنا الآخرون ..
******************






التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:57 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:56 PM   #928

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



أفاق مما هما فيه.. أو ما هو فيه .. لا يصدق أنها معه ها بين يديه .. منذ اهتزت شفتاها تعلن الانسحاب من حياته .. وكأنها هي من رمت به خارج دنياها .. وليس هو من فر متخاذل خائفاً عليها ..
أوجعته كثيراً .. كاد ينقسم من الألم ..وندم بل عض أصابعه ندماً ..
الآن لا يصدق ما حدث عندما حملها معه لغرفتهما .. هنا في منزل ضمهما معاً .. هتف فيها :" أقسم بالله جسور كنت أشم رائحتك وأرى ابتسامتك .. ثم تختفين كقطر أمل أخيرة تنساب داخل حواسي".
كانت قد تحركت لتمكث على حافة منضدة الزينة تستند بكفيها عليها .. تميل بجسدها للخلف .. تثبت نفسها بقدميها في الأرض حتى لا تنزلق من هذا الوضع المائل :" ماذا تريد هادر ؟!!.. لا أعرف للآن لما أطعتك وحضرت معك ".
ابتسم وعيناه لا تتركها تبتعد .. يطلق عليها رغباته الجنونية :" ألم تقومين لدعوتي جسور .. بكل هذا التلاعب ..".
سددت له نظرة مترفعة مغمغمة بقوة :" أنا .. لم أتلاعب بك هادر .. كنت صادقة وأنت خدعتني مرات .. ليتها مرة واحدة ".
أشار لشفتيه بأنملة سبابته :" هل رأيت شفتي كيف تشققت ؟!!.. لأنها تاقت لقبلتك .. ضمرت روحي وأنت بعيد عني جسور .. لا أعرف كيفية التفكير وأنت بعيدة ".
عيناه تطفران رغبة .. كل خلية من خلاياه الجسدية تئن .. يريدها في أحضانه قبل أي شيء .. خطواته تقترب منها حتى وقف أمامها هذه السنتيمترات تبدو بعيدة المنال .. تبدو هناك على بعد أميال ..
جسدها بهذه الوضعية تفوح منه رائحة التحريض المباشر وكأنها تمارس عليه سحراً .. تنفسه العالي .. شفتاه التي تدلت بغتة .. ثم أنتبه لمنظره الأبلة .. وكأنه يعاني توحداً لا يعالجه غيرها ..
هتف بحقد بين :" بالماضي .. كنت أسمع الشباب وأنت جواري بالبلدة .. تعليقاتهم الساخنة عنك كانت تجعلني أريد ذبحك بيدي .. فقط لأنك بعفويتك تجعلينهم يتحدثون هكذا .. بعدما أطمئن عليك .. كنت أعود لهم أنهال بهم ضرباً .. لدرجة ذات مرة حملت أحدهم ورميت به في النهر .. كاد يغرق وقتها .. وكانت هذه أيضاً البداية لتعرفي على هشام .. ذهبت عائلة الشاب لأبي .. فلطمني ورماني بين أيديهم .. اقتصوا منه .. ولا تتعبون رأسي .. لو ترينه وهو يغلق الباب دوني وكأني لا أساوي شيء.. لا أشكل له شيء.. وقتها خرج من منزلنا رجل رفيع .. بزيه الشرطي وهيبته وضع يده على كتفي وأخذني من بين أيديهم كنت بعمر الثالثة عشر .. سن الرجولة .. كسرها زاهر وقومها هشام .. هدر زاهر من الداخل .. أترك هشام بك وتفضل للغداء.. دعهم يعلمونه الأدب طالما كل يوم يضرب أحدهم .. لم يهتم بي ودخل وكأن ابنه غير هام الغداء أهم ..لكن الرجل لم يتركني وعندما علم أن الشكوى هي كلمات تعتبر تحرشات جنسية أنت هفها خلع حزامه الجلدي ووضعه في يدي وأمرني أن أنهال على الشاب وأبيه حتى يتعلم أبوه نفسه الأدب فيعلم ابنه .. كان هذا كافياً .. لأكون ولياً له .. ومن يومها .. كان كاتم أسراري .. كبرت على أبوته البديلة .. ينصت بشكل مميز .. يمنح الأمان .. أتدرين عندما زلزلتِ لي عالمي .. عندما أعلمتيني أنه من أبلغ عني لأكون خارج الحرس الجمهوري .. عندما قيدتني بالحقيقة كاملة .. عدت بلا هوية .. بلا وطن .. تخبطت كثيراً .. حاولت الحفاظ عليكِ .. فلم أفلح .. لأني كنت أريد الحفاظ على حياتك وكذلك كنت ألزمك على اختراق راحتي النفسية وسلامي العام .. منذ عدت لم أكن بسلام مثل هذه اللحظة ".
حقاً لم تعرف ماذا تقول له .. تنفست ببطء .. ثم همست ببطء أكبر :"لم أشعر بك هادر .. لكن أنا أيضاً عانيت ..لن أتحدث عن فترة صعبة تركتني بها .. أحمل لقب مطلقة والكل في هذا المجتمع كان يقتلني نظرته إذا أراد التعاطف فقط .. أما لو أراد النصح عليه التحدث عن ملابسي وكأن الكل صار له هذا الحق .. هذا حقي .. بيني وبين ربي فقط .. كنت أحارب كل ليلة وكل يوم .. أحارب نفسي ليلاً حتى أبدوا قوية وأحارب كل البشر نهاراً .. حتى جاء أدم .. لم أقدره كإنسان .. فقط سيكون رجل لين العريكة في يدي .. لم أمنحه أي حق .. حتى الأثاث أنا اخترته قطعة قطعة .. ملابسه كنت أمره أن يرتدي هذا وهذا لا أريده .. أتعرف لماذا هادر ؟!!.. كنت أنفذ عليه ما كنت تفعله معي .. أهلت عليه كل تراب الماضي لأدفن رجولته .. لم أنظر له كإنسان فقط دمية كنت سألويها حول خنصري .. كلانا تعب هادر .. كلانا مات فيه جزء .. أعتقد كفانا تعباً .. ".
لم يترك لها مجالاً لتبتعد عنه .. تحرك خطوة واحدة دس ساقيه الطويلة بين ساقيها وأنتزع خصرها من مكانه .. مال جزعها للخلف أكثر فمال عليها فقط ليعلن لسانه الثقيل انتصارهما بهذا العشق المستحيل :" ما حركني لأكون ضد هشام .. هو ترصده لك .. أنت في كومة بالكون كله جسور ".
تحركت لأعلى تمد ذراعيها نحو عنقه تتعلق به بقوة من لا يستطيع ترك شقه الآخر :" علمت هذا .. حقيقة عقلي ما زال يتخبط أن الرجلين الذين ساعداني كانا مأجورين لتتبعي ..أدركت كيف مارس عليك الضغط ..".
سألها وقلبه ينتفض تحت راحتها :" هل شاهدت التسجيل ؟!!.. كيف هذا ؟!!".
نظرت في عينيه بعين شاكرة .. وأصابعها تمسد نهايات شعره بالتبادل فتعمل على تأجيج نيران رغبته وتوقه .. صوتها الأبح المرهق بالرغبة :" مروان .. أعتقد انه أراد أن يعلمني .. حتى لا أشك بك عندما يرسل لي أو للمكتب هذا التسجيل لأنه يدينك .. هذا توقع يرقى لليقين ".
همس أمام شفتيها وكأن لا شيء يهمه سواها :"لا يهمني شيء بهذه اللحظة .. سوى أني هنا كي أمارس معك الحب كما تتمنى شفتيك هذه جسور ".
همست وقد زأر الحياء بوجهها فغدا مثل الصباغ الأحمر :" من قال أني أتمنى .. توسلني أولاً هادر ".
ابتسم وهو يقترب أكثر بدا كقرش ضخم .. مميز الخبث :" لا هادر من يتوسلك من أجل الحب ولا أنت تحتاجينها جسور .. الحب ليس ضعف بيننا .. الحب هو قوتنا معاً .. يكفيك أنك سبب شتاتي وسبب لملمتي بنفس الوقت .. كسري كنت وجبري أنت .. هل فهمتِ ما أريد أن أوصلك لك ".
دفعت جسدها داخل حصنه أكثر :"صدقت فرسان عندما قالت لي أنتما متشابهان بل متطابقان .. دعي هادر وهو سيحسن التصرف .. وها أنت تحسن كل شيء ".
مال عليها بجذعه الطويل فنقلت راحتيها من عنقه لخصره تتمسك بقميصه .. تاركه نفسها في عهده وميثاقه .. شفتيه تقتحم شفاهها .. يديه تقيد ابتعادها الذي هو داخل عقله فقط .. يريد الصراخ في رياح الماضي أحملي ريش طائر الحب المذبوح بعيداً فقد ولد طائراً آخر سيقيم هنا دائماً ..
همست باسمه ومازالت مغمضة العينين :" هادر كم الساعة ؟!!".
ابتسم ثم امسك هاتفه ليضيئه أمام عينيها فتزدد عيناها إغلاقاً ثم تضج بالضحك :" ستظل طفلاً مهما كبرنا .. الضوء يعمي عيناي ".
هتف بنعومة والراحة الكاملة تتمطى على ملامحه .. يدفع جسده فوق مرفقه ويسند رأسه على كف ذراعه المثني :" جسور لماذا أنت ناعمة هكذا؟!!".
ابتسمت وتقلبت لتدخل داخل حصنه الدافئ همست بنعومة :" المرأة تكون ناعمة لأن شقيق روحها يعاملها بنعومة هادر .. كل تصرف منك يكن منه رد فعلي بنفس الطريقة وبنفس القوة.. فقط الاتجاه هو الذي يختلف ".
أعلن هاتفهما عن وصول رسالة بنفس الوقت مما جعله يعلن :" بما أنها رسالة في نفس الوقت قد تكون شركة المحمول فنحن نفس الشركة ".
ابتسمت هامسة :" لا أظن .. أظنها الرسالة التي حدثتك عنها بعد وصولنا بدقائق "..
انتفضت عيناه وقبض على هاتفه الذي كان في يده ليرى ما هذه الرسالة .. وحدها رسالة صوتيه .. فأمسك هاتفها ليجده ذات الشيء وذات الرقم .. هتف مستفسراً :" كيف علمتِ بنواياه .. وكأن بينكما اتفاق ؟!!".
ضجيج صوتها الصاخب جلب البهجة في الغرفة .. سألته :" هل كنت تعتقد أني أخدعك هادر ؟!!".
عقب برفض كامل :" لا .. لكن هذا الرجل خطير حقاً .. لولا أني جلبت بنفسي التسجيل كنت سأكون متهماً الآن ؟!!".
علقت وهي تجلس جواره تكتف ركبتيها بذراعيها من فوق الغطاء القطني الناعم ؟:" هو يتلاعب على الأحلام .. والحياة علمتني أن أدق خيط من خيوط آمالنا قد يكون بالنهاية هو أغلظ حبل من حبال أوهامنا .. الفارق بين الحلم والوهم هو تحقيقه هادر .. ظللنا نتوهم حتى تحقق حلمنا .. فلم نتمسك به .. تركناه يفر .. هل لديك استعداد لتركه يفر مرة أخرى ".
أجابا بنفس اللحظة :" لا .. محال أن أتركه ".
ظل يحتضنها وهي تتحدث عن مكالمتها لفرسان وعن عمها الذي كان دائماً هو الوحيد الذي لم يحاول جرحها بنظرة في الماضي ..
بلحظة وجدت صوته يخفت في حديثه :"أتعرفين جسور .. عمي أيضاً أرتكب جريمة في حقكن أنتن وفرسان ".
اندفع التوسع لعينيها معلنا عن دهشة شديدة :" كيف يا هادر ؟!!".
ليعلن لها بصوت أسيف :" عمي بحنانه وتربيته لكن على هذا الحنان .. لم يجعلكن تدركن ان الأب حالة استثنائية .. وعمي بالذات إستثناء في كل شيء .. جعل الوصول إلى درجه حنانه وصدقه وحبه لكن صعبة للغاية .. كل منكن تنظر له وتقارن والمقارنة تظلمنا دائماً ".
هاجمته بقوة :" هذا لأن كل منكم داخله قصور .. عمي لا أظن به قصور ".
طرقات على باب الغرفة جعلته يهتف :" نعم مسعدة ماذا تريدين ؟!!".
هتفت من مكانها خلف الباب :" الطبيبة شيماء هنا وتريد سيدتي جسور ".
انتفضت جسور مكانها لتقف خارج الفراش تسحب معها الملاءة القطنية تلفها حول جسدها .. هاتفة في مسعدة :" ضيفيها مسعدة حتى أخرج إليها ".
ثم نظرت لزوجها آمرة بنعومة :" هيا .. أرتدي ملابسك حان وقت الإجابات عن الأسئلة التي نريدها ".
********************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:57 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:56 PM   #929

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




" لا أصدق سمراء .. هل ما أراه حقيقة ".
تنفست بصعوبة ثم اقتربت تمد يدها على الورق بين يديه .. مؤكدة له ما يراه :" نعم يا باسم .. هذه الأوراق هي حقيقة .. كل الأراضي هذه باسم رحيل منذر دحية .. كما تقول العقود .. وهذا الحساب البنكي يكتظ بالملايين .. من الممكن السؤال متى فتح هذا الحساب بالضبط .. الوقت هام جداً لك.. ولسنمار .. لو كان قبل مولدك فهذا معناه أن ما عاناه سنمار في حياته هو وهم كبير .. معنى هذا أن حق الغالي كان معها ..".
قبضت أصابعه على الأوراق .. أمرها :" هاتي حقيبة بلاستيكية ؟!!".
.. تحركت للخارج تطالب أي خادمة بحقيبة .. تعثرت في سيدة الخادمة العجوز الجالسة على الدرج .. كادت تسقط عليها .. توازنت وجلست جوارها :" ما بك خالتي سيدة؟!!".
هتفت السيدة العجوز التي بدى عليها الكبر أكثر .. فحزنها غريب :" ما بي ؟!!.. أريد نفسي ..".
همست سمراء :" سأحضر حقيبة يا خالتي لباسم ثم نعرف ما بك .. فالقصة تبدو كبيرة ".
ضربت السيدة على صدرها براحتها :" قلبي يحترق .. أريد ابنتي.. أريد أولادي .. اسمي ست أبوها .. ليس سيدة .. اسمي حتى بدلته ".
نادت سمراء من مكانها على زوجها :" باسم .. باسم ".
أطل برأسه للرواق مما جعلها تشير تجاه السيدة المتشحة بالسواد .. تقدم منها .. وجلس جوارها بينما سمراء تخطت الدرج لتكمل للمطبخ حيث الحقائب ..
همس بحنان :" دائماً كنت صامتة عمة سيدة .. ودائماً كنت أدرك ان خلف الصمت قصة قبيحة ".
حدقت في عينيه ثم همست بغم مسيطر على أنفاسها :" أريد أولادي باسم .. أقصد دكتور باسم .. أريد الموت معهم ".
مد يده يربت على كفها المتعرق فأمسكت كفه تحاول أن تقبلها تهتف :" أقبل يديك .. أريد رؤية عائلتي قبل الموت ".
سألها بهدوء يناقض غضبه :" اشرحي لي أكثر وأنا أحاول إيجاد الخيط لأعثر على أولادك ".
هتفت بغل حاقد وطل من عينيها سواد أثيم :" أمك تعرف مكانهم .. جميعاً .. تعرف كل شيء .. من بعد أن شاهدتها مع زوجي بالحظيرة .. وأردت معرفة ماذا كان يفعل معها بحظيرة الدوار .. بعدها تم اتهامي بسرقة خاتم من حليها .. وعندما عدت بعد شهر ونصف تحقيقات أخرجتني هي من القضية عندما قالت وجدته في الحديقة في التراب .. خرجت أقبل يدها .. رغم كل شيء لم تتركني لأذهب للسجن .. لكن ليتها ما أخرجتني .. فلم أجد زوجي والأولاد .. قالوا لي أنه شعر بالعار وغادر البلدة .. لكنها ذات يوم قالت لي أنها تعرف مكانه .. ويجب أن أظل هنا حتى يعود وكلما تأدبت .. كلما أطعت سيعود أولادي .. أريدهم قبل أن أموت .. الآن لن أنتظر كل الوقت الذي يكفيها لتشفى ".
سألها بجدية قانط من هذا المجتمع الظالم الذي عليه جلب الحقوق فيه :" ما اسم زوجك؟!! .. وماذا كان يعمل ؟!!.. وكذلك أسماء أولادك ".
كانت تمسد جفنيها بأصابعها :" كان يعمل ميكانيكي للجرارات .. وعربات الحرث .. اسمه نبوي عبد ربه .. أولادي أحمد وسهام .. هل ستجلبهم لي حقاً ".
كان يدون هذه الأسماء في مذكرة هاتفه .. أجابها :" سوف أقوم بفعل اللازم حتى أجمعك بهم .. لكن لا يقدر على القدرة إلا الله .. أدعيه يوفقني .. لو كنت تعلمين ماذا كان يفعل زوجك في الحظيرة مع أمي كان سيكون أفضل .. وقتها كنت سأربط كل الخيوط ببعضها ".
هتفت بتلاحق :" كان ينقل لها أشياء وترسله بأشياء .. لم أعرف شيئاً .. خاصة بالوقت الذي كان فيه سيدي الغالي محتجز بالسجن لقد ظل حوالي عام وعدة أشهر ..".
لم يعد يريد معرفة شيء .. فالحقيقة مرة مل مما قد جده .. تحركت سمراء بالحقيبة .. ثم صعدت لأعلى تمنحه الحقيبة وتقول له :" أمك .. أخذت هاتف إحدى الخادمات وحاولت التواصل مع زاهر .. وعندما فشلت .. اتصلت على فضة أخت هنادي من هاتف الخادمة لقد رأيت بنفسي الاتصالات وكيف سجلتهم أمك على هاتف الخادمة ..".
أمرها بهدوء مضغوط :" تعالي نجمع الأوراق ونمنح هذه الأسماء لأحد من الأصدقاء لكي يجلبوا لنا حقائق جديدة .. عن نبوي عبد ربه .. يبدو هناك ارتباط بين حياة العمة سيدة ".
هتفت زوجته :" اسمها الحقيقي ست أبوها .. كأنها كانت تتخفى ".
سدد لها نظرة حزينة .. هتفت به :" لا تدع الحزن يملأ قلبك .. فأنت لا ذنب لك باسم ".
نظرته لم تتبدل ولم تحيد عن الحزن .. فأجابته بمواساة :" لأنك صادق وبريء ستتعب وقلبك سيؤلمك .. خاصة عندما علمت أنها أسوأ مما تخيلت .. فلا تجعل قلبك يحملك اللوم .. كما الآن .. فكلماتك صارت قليلة لا تصف ما بداخلك باسم .. لا ذنب لك أنها أمك ".
مد كفه يبحث عن كفها فهذه المساندة التي ينشدها .. ويشعر ان الباب بات قريباً من الحقيقة ..
***********************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:58 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 11:57 PM   #930

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



" السيدة زينة استجابت بردود أفعال في أعصاب ساقيها اليوم .. تعالي جسور وحركي أصابعك في باطن قدميها ".
مالت للأمام وفعلت هذا لتجد من السيدة زينة نفضة كمن تريد جمع ساقها ورفع قدمها .. هتفت جسور من مكانها بابتسامة :" مرحى شيماء هذا شيء جميل جداً .. ليتها تفيق لذاتها وتعود من هذا الغياب الفكري .. حتى نعلم الكثير ".
هتفت شيماء بجدية :" لابد لها من وجودها في الوسط الذي كانت به سليمة .. أي عودتها لثمان أعوام للخلف .. مع الأدوية التي أخذتها كان هناك أشياء تريد ان تنساها .. ربما شعورها بالذنب أنها السبب في موت ابنتها مهرة .. أو ربما ..".
لم تمهلها زينة لتكمل وبدأت تصدر استغاثات صوتية تنادي على ابنتها :" مهرة .. مهرة ".
قفز هادر من مكانه القصي عند النافذة ناحية أمه التي نظرت لجسور محدقة بها .. تتمكن من رفع يدها كأول محاولة للتواصل .. فتمسك جسور بكفها :" ماما زينة .. أنا هنا معك .. أنا جسور".
ويتمكن هو من يدها الأخرى .. يبعث داخله وجع بصوته المنادي باسمها :" أمي .. أنا هادر .. عودي لنا ".
تبادل نظراتها بينهما ثم تجهش بالبكاء .. وكأنها فقدت عزيزاً لديها .. حضنت جسور رأس السيدة تربت عليها .. عبرات تبعث على المرارة هتفت من خلال دمعاتها :" ماتت مهرة .. مهرة رحلت ".
تقدمت شيماء تقطع هذا المشهد القاسي تمنحها أحد الأقراص المهدأة وكوب ماء .. ترفض السيدة بالبداية فتتولى جسور هذا عن شيماء .. مغمغة للسيدة وهي تربت على رأسها :" ماما تناولي هذا القرص لتهدئي ".
أطاعت السيدة وفتحت فمها ثم ابتلعته برشفة ماء ..
بعد دقائق **
كانت جسور تأخذ السيدة في حضنها تربت عليها وعلى ضعفها حتى نامت .. تحت أنظاره .. لتقول شيماء :" هذا شيء جيد .. فقد بدأت مشاعرها في التحرك هذا شيء جيد في حد ذاته .. ستتذكر وتبكي .. هذه المرة فقط قد منحتها المهدئ .. غير مسموح بإعطاءها إياه إلا في الحالات الصعبة كالصراخ والهياج الهستيري .. وهذا ما خشيت عليها من حدوثه الآن ".
ارتفع صوت هاتف هادر برنين مستمر وكأنما صاحبه فاقد الصبر .. فتح هادر هاتفه وأشار لجسور لتتعامل مع الطبيبة .. ثم تحرك للخارج ليجد صوت أحد مرؤوسيه يبلغه رسالة :" حضرة الرائد أن السيد مروان يبلغك ضرورة حضورك للمقر ".
لن يكون عليه سوى الإجابة .. تحرك دالفاً لغرفته حتى يحصل على سترة تلائم ملابسه .. خرج ليجدها تنادي بأمر مباشر :" أأتني بحقائبي مسعدة".
حرك رأسه رافضاً .. فحركت له سبابتها برفض أكبر فلم يستطيع سوى الرضوخ .. ورفع كفه ليضعها تحت حمايته .. هتفت وهي تحمل حقائبها:" ما أغباني نسيت كليا أن أطمئن منار ودينار ؟!!".
ابتسم لها وهو يتقدمها ليصعد السيارة .. ثم دلفت تهتف به :" لا تقل لي فعلتها ".
أجابها بجدية مرتاحة :" نعم .. اتصلت بزوجة عمي وأعلمتها ان جسور مع زوجها العاشق لها منذ الأمس ".
ضغطت على شفتها .. لاعنة غباءها ونسيانها لمنار التي ظلت معها أول أمس .. كيف نسيتها تماماً بالأمس وكيف لم تنتبه أنها لم تتصل بها حتى لتطمئن عليها ..تنهدت وعقبت :" حسناً فعلت حتى لا تنزعج من غيابي المفاجئ .. هذه المرأة رقيقة للغاية ".
ابتسم برضا حقيقي :" لا أعتقد أن هناك أرق منك جسور .. لقد تخيلت أن إقناعك بالعودة سيستهلك حياتي القادمة ".
هتفت به مؤكدة فكرته :" ما زلنا بالبداية حبيبي .. وسوف أستهلك عمرك كله.. كما طلبت ".
أجابها بجدية عاشق يحمل أبجديات قلبه الملهوف :" فداكِ عمري كله .. لا تتخيلين الأيام السابقة مرت بأي شكل ".
مدت أصابعها تجاهه .. فأخذها بين قبضته .. ثم سألته :" لماذا يريدنا مروان ؟!!.. ألديك تخمين ما؟!".
ضج بالضحك الفرح ثم عقب:" قال يريدني أنا .. يا متطفلة ".
زمت شفتيها ثم سددت له نظرة متلاعبة :" أنا وأنت شخص واحد حبيبي ".
ضيق بين حاجبيه ثم أجابها :" لقد زرعت في غرفة هشام علوان جهاز تصنت ..أعتقد أن هناك جديد بهذا الشأن ".
هتفت به وشذرات اللهفة تتلاعب بصوتها :" قد أسرع هادر .. أم أقود أنا ".
كانت تتمسك بالمقود بلكزها براحته على ظاهر يدها هاتفاً :" طفلة مشاغبة ".
ابتسمت لتحدثه بما لم تخرجه له من قبل :" أنا ابنتك هادر .. أنت من علمتني الملاحظة .. الاستقراء .. كل شيء من نتاج صحبتي لك .. أتتذكر النار وظلها .. من هذه اللحظة لم أعد أحتاج سواك لتفهمني ما حولنا .. لذا ظللت أنتظرك هادر .. خمسة أعوام كل يوم أنتظرك .. ولا تأتي .. حتى وضعني أبي في قائمة خيارات قليلة لأرتبط بأدم .. حتى وقتها كنت أحلم أنك حضرت لتأخذني من هذا الطريق ".
كانت يده تبحث عن يدها تعتصرها بحنان .. يغمغم بوجع وجدت صداه داخل نفسها :" لن يتكرر هذا مرة أخرى جسور .. أخطأت مرات في حقك ".. رفع أصابعها يلثمها بشفاة دافئة ..
****************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 08-10-19 الساعة 05:59 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.