آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree47Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-19, 01:11 PM   #41

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بكت بدموع .......وبضعف!
مسح على شعرها ثم بعدها اصبح خلف كرسيها وانحنى ليقرّب خده الأيمن بخدها الايسر تحدث وهو ينظر لطارق
وكأنه يُريد أن يقهره بفعلته هذه
فهو يظن طارق وايلاف حبيبين حقيقين!
(مترجم): لا استطيع التفريط بها!
فهمت جملته وانحبس الهواء في رئتيها دون أن تزفره
ارتجفت شفتيها حاولت ان تبتعد ولكن فاجأها بعدما شدّ على اكتافها ليحتضنها من الخلف ويهمس في اذنها
(مترجم): لم أرى فتاة بهذا الجمال المثالي ابدًا......

طارق رحم حالها ، دموعها لم تتوقف شحب وجهها ما إن اقترب منها.....يريد أن ينتقم ولكن دون ان يقترب منها ويسلبها شرفها! لم يخطط على سلب شرفها ابدًا
كان يريد أن يؤذيها نفسيًا.....لا جسديًا يريد تخويفها وتشكيكها في امر مشاري وحصة فقط
ولكن وقع في خطأ فادح فالقتلة النقاش معهم عقيم
والتحايل عليهم امر صعب
كانت تنظر إليه تترجاه بنظراتها تحاول ان تبتعد ولكن كلما حاولت قرّبها إليه لتشد بقبضة يدها على الكرسي وتحاول التفلّت ولكن بلا جدوى

طارق بعصبية(مترجم): إدوارد........لن أوافق على ما طلبتني به......الفتيات كُثر...اذهب واستمتع بوقتك مع أي فتات غيرها....
إدوارد اشتمّ رائحة شعرها بطريقة اثارة اشمئزازها
يريد أن يؤلم طارق ولكن لا يعرف بهذه التصرفات يؤلم قلبها هي بدأت تقاوم حركاته المستفزة بجنون واخذت تكرر بالعربية
: ططاااااااااااااارق قولي يوخّر عني.....وخّر عني....وخّر عني.....

إدوارد عندما بدأت بالتلفت يمينًا ويسارًا كالمجنونة ...لتبعد يديه عنها .......حكّمها بيده التي امسكت بذقنها ونظر لعينيها......بحده
متحدثًا(مترجم): لا تُثيري جنوني.....
ايلاف بكت بخوف وبرجاء اردفت(مترجم): ابتعدني عني
صرخ طارق: إدواررررررررررررررررد.......� �قسم رجالي لن يمرروا ما تفعله الآن على خير....
إدوارد اخذ يدَندَن ليستفز طارق....ويقترب من وجه ايلاف التي بدأت بحركاتها العشوائية حتى أنها كادت تسقط بالكرسي للوراء ولكن ثبتها بيده ليجعلها ثابتة.....في مكانها
مسح على شعرها وبهمس(مترجم): دعينا نستمتع هذه الليلة...

صرخت باكية وبذعر: طاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااارقققققق قققققققق...

طارق لأوّل مرة يرى ضعف ايلاف...ولي اوّل مرة يعرف انها تثق به لدرجة تستنجد به في شدتها الآن....تريد منه ان يحميها وهو الذي اوصلها لهذا الحال...تريد منه ان يُصبح أمانًا....وهو الذي اثار الحروب من حولها....لتصبح عالقة ما بين يدين هذا المتوحش....هو على يقين ....إدوارد لن يتركهما قبل أن يأخذ ما يريده منها ويدفع له المبلغ كاملًاّ!

تحدث(مترجم): إدوارد......اتركها......
وبتردد(مترجم): ارجوك.....دعها...تذهب.....ودعنا نتفاهم بشكل سوِ دون أن نُدخل الغير في هذه المسألة....
إدوارد ترك هُنا إيلاف.....ونظر لطارق وهو يقترب إليه(مترجم): ألي هذه الدرجة تُحبها؟
ثم اردفت بسخرية(مترجم): ليلة واحدة لن تضر.....عليك ان تقبل بهذا......وإلا قتلتكما انتما الاثنان...ها ما رأيك...؟

ايلاف هزت رأسها بجنون...تموت ولا يأخذ شرفها .......صرخت : أأأأأأأأأأأأأأأاجل موافقة موافقة...
طارق حدّق بها بجنون لا
هو غير مستعد للموت!
اقترب منها مرةً أخرى إدوارد وندمت على التحدث
اقترب من وجهها وهمس (مترجم): بعدُكِ صغيرة لم تري الحياة


فهم طارق أنّ تهديد شكلي ومن خلاله يُريد فقط تخويف قلبه.....ولكن عندما رأى جديّة ايلاف....بدأ بالتحايل بطريقة أخرى

تحدثت ايلاف بجنون وهي تبكي وتصرخ وتشهق في آن واحد: انا لا اريدك ان تقترب مني هل فهمت......ابتعد ...ابتعد....
إدوارد نظر لطارق وبنبرة بريئة تُدعي للسخرية(مترجم): هل رأيت.......لا تريد خيانتك....كم هي وفيّة هذه الفتاة لوحش مثلك!

طارق ......كان يتمنّى ان يتعقبوه حرسه......يتمنى لو يطلِّعوا على موقعه ولكن ......الأمر مستحيل...هو طلب منهم بألا يفعلوا ذلك...ظنّ الأمر لن يؤول إلى كل هذه الصعاب
انهيار ايلاف أمام ناظريه آلمه....لن ينكر.....لأوّل مرة يراها تبكي هكذا وتتحرك على الكرسي بعشوائية للتحرر بجنون.....تكرر استنجاداتها باسمه.....كانت تشهق ما بين دمعة وأخرى ...وما بين صرخة.......وغصة......
ولكن فوجع عندما اقترب إدوارد منها وانحنى ليقترب منها....فاجآها وفاجأه عندما قام بتمزيق بجامتها من الطرّف العلوي
صرخت .......بشكل يقشعر له الابدان......وضجّ صدى صوتها في أرجاء المكان كله

بدأت تتحرك بعشوائية اكثر ......وتشد على قبضة يدها على الكرسي.....مع محاولاته في رفع رجليها وتحريرهما من الرّباط...

.
.
شعورها لا يوصف.....اضطربت وشعرت بعجزها تريد التحرر ليس فقط من هذه القيود لا ...بل التحرر من هذا الجسد .....والاختفاء في ظلام الأموات......
ترجتهُ.....صرخت في وجهه.......خائفة من ان يفعل اكثر من هكذا....تحت انظار طارق المذهول ......

طارق استوعب جديّة إدوارد صرخ واخذ يهز الكرسي للأمام وكأنه يُريد أن يتقدم إليه
صرخ (مترجم): إدوارد توقف....أعدك ان اعطيك اضعاف المبلغ.....ارجوك.....ابتعد عنها....إدواررررررررررررررر رررد......ارجوووووووووو ك ابتعد.......

ابتسم بخبث ابتعد عنها بعد أن ترك عليها اثارًا تُثير اشمئزازها.......تشعر بحرارة قبلاته الكريه حتى بعد ان ابتعد.....ارتخى فجأة جسدها على الكرسي....واغشي عليها........وطأطأت برأسها للأمام ليتدلّى بهدوء....
بلل ادوارد شفتيه وتحدث (مترجم): ماذا قلت؟

طارق نظر لبعثرت شعرها.....وللآثار ......شفتها السفلية تنزف.....دموعها عالقة على اهداب عينيها ...والكثير منها منساب على وجهها المشحون بالحمرة......ملابسها أصبحت تفضح اكثر مما تستر من الطرف العلوي!........حقيقةً استشاط غيضًا من فعلت إدوارد....شدّ على قبضة يده ....

تحدث شادًا على اسنانه(مترجم): قلت سأعطيك ضعف المبلغ........

إدوارد اخيرًا اردف(مترجم): موافق......

ثم نظر إليها(مترجم): رغم إنني لم آخذ كفايتي بعد....
طارق شدّ على قبضة يده بكره العميق لهُ
إدوارد اخرج من جيبه دفتر الشيكات
حرر يدين طارق وهو يهدده: المكان محاصر لا تحاول....ان تتهجم علي....هناك
ثم أشار للنافذة : قنّاص ماهر ينتظر فقط إشارة غضب منك!

طارق فهم القصة.....خدعه ....بأمر رغبته في ايلاف.....والضغط عليه في دفع المال....كم هو خبيث ومحتال....ولكن لن يسمح له في الحاق الضرر بها اكثر من هكذا
ايلاف لن تتعدّى مرحلة هذا التحرش بسلام....
هزّ رأسه برضا
ثم قال(مترجم): قبل أن اكتب لك المبلغ وأوقع عليه......دعني احرر ايلاف.....واخرج بها للخارج وبعدها افعل ما تريد....
إدوارد بهدوء(مترجم): حسنًا
طارق سحب الجاكيت الخاص بها من على الأرض.....
ثم تقدم ليحرر يديها ومن ثم رجليها.....القى على جسدها الجاكيت ثم حملها....
ونزلا بها إلى الدور الأرضي...كانت خفيفة....شكّ انّ روحها فارقت الحياة......رأسها اصبح متدليًا للخلف...ورجلاها متدليتان للأمام......اضطرب....وشدّ على جسدها وكأنه يحميها من انظار الرجال الخاصّين بإدوارد
وصل لحديقة المنزل المظلم هذا......اجبره ادوارد على ان يضعها على العشب ليتمكن من كتابة المبلغ
وفعل طارق مجبرًا
سحب القلم والدفتر بيدين شبه مرتجفتين
انهى الامر بالتوقيع
ثم انحنى وحملها ...واتجه بمشيه للشارع
تحدث ادوارد بتحذير: be carful when you enter to the deep web ……and … you should not do it again
فهم الرسالة وسرّع بخطواته للخروج من هذا المكان المخيف....التعامل في هذه الشبكة يُعد من الجنون....رغم أنه يُدرك هذا الامر إلا انه خاطر بحياته ....من اجل الانتقام.......ها هو الآن دفع ثمن دخوله في هذا الظلام....ولكن هو لم يدفعه بشكل مباشر.....خسر مبلغ مادي كبير...ولكن بمقابل ما ستخسره ايلاف هيّن.....
وصل للشارع ثبّت ايلاف على رجليه بعد أن جلس على الرصيف ...ضرب خديها يُريد إجابةً منها .....ولكن لم ....تُبدي أي حركة؟

تحدث بانانية وخوف: ايلاف .....لا تموتين....باقي ما انتهى انتقامي....باقي....ما عرفتي جورج انه ابوج....وحصة خالتج.....باقي...ايلاف ....قعدي

هل هذا الحديث ....نابع من الخوف....او نابع من انانيته....ولكن حاله هو الذي يفسر ما يُعنيه...كانت يديه ورجليه ترتعشان بشكل ملحوظ شفتيه مخطوف لونهما ووجهه اصبح شاحبًا ومخيفًا......عيناه باتت مشتتة

وضع اصبع يديه على رقبتها....تحسس النبض
وزفر زفير الراحة لبقاؤها على قيد الحياة ، هاتفه في السيارة ليست بحوزته ماذا يفعل؟ ....عليه ان ينهض ويوقف سيارة اجرة ....وإلا سيموتان من البرد
حاول أن يتحكم برعشاته ووقف على رجليه الضعيفتان ...شد على جسد ايلاف.....ومشى على الرصيف .....محاولًا إيقاف أي سيارة لتوصلهما إلى شقته!

بقي بما يُقارب الربع ساعة يمشي بلا هوادة ويُشير للناس طالبًا منهم الوقوف
ايلاف بدأت بمحاولاتها في فتح عيناها ولكن تشعر بالبرد فجأة والخوف في آن واحد.....تريد أن تحرك جسدها ولكن تشعر انه مقيّد
بدأت تهلوس وهي مغمضة لعيناها.....وترتجف شفتيها: طاااارق....تتتتتتـ...

طارق نظر لوجهها الشاحب همس: ايلاف.......
زادت رجفتيها ما بين يديه وجبينها يتصبب عرقًا
فشدّ عليها وسرّع من مشيه
وهو يقول: ايلاف ...كل شي انتهى......انتي بأمان....ايلاف تسمعيني...
لا يسمع سوى صوت استكاك اسنانها العلوية بالسفلية وتهذي باسمه ...وجسدها يرتجف بشدّة

اخيرًا ركض للشارع الأخير يشعر طاقته نفذت
يديه مشدودتان ورجليه ايضًا
أشار لسيارة مارة بمحاذاتهما واخيرًا توقفت
ركب بصعوبة وبنفس متسارع أعطاه العنوان
ومسح على خدها وجبينها وهو يردف: اييييييييييييلاف.......

ايلاف بهذيان ونفس متسارع: ططططططا.....رق
.
.
لم يستطع تجاوز تلك الليلة، حقيقةً لم يستطع النّوم
كاد ان يفقد نفسه وكاد أن يُفقدها شرفها بحقده!
شعر بحقارته لوهلةٍ لم يستطع تجاوز فيها هذا الشعور
لم يستطع تجاوز منظر صراخها واستنجادها به
وقُرب إدوارد منها تخيّل ماذا لو اخته أصبحت مكانها ماذا حدث؟!
راقبها طيلة الليل بعد أن وصلا سالمين إلى الشقة.......كانت حرارتها مرتفعة......تتصبب عرقًا وتّهذي ....
وضع لها كمادات لعلّ تُخفّض من حرارتها......البسها قميص من قمصانه على بجامتها الممزقة ليُغطيها به

كانت في حالة استنفار ....صحت في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا أحدثت فوضى عارمة ....بهلوسة الخوف.....كانت تظن طارق نفسه إدوارد حاول تهدأتها....وحاول ان يفهمّها لم يحدث لها شيء ولكن لم تهدأ فاضطر في اجبارها على تناول قرص من اقراصه المهدأَ التي اعتاد على أخذها لجلب النوم له!
وبعدها هدأت ونامت ...وهو بقي ينظر لها ....ويتذكر امر تعاقده مع الكثير من أمثال إدوارد....
نظر لساعة الحائط
وكانت تُشير إلى الساعة الثاني عشر ظهرًا!
تنهّد بضيق وخرج من الغرفة!
........................................

موعد طائرتها في تمام الساعة الثامنة والنصف
والآن الساعة السابعة .....ستذهب لرؤية امير كما انها ستهرب من المستشفى للمطار دون أن يلحظوا....
لبست ملابسها على عجل وضعت جوازها والبطاقة المصرفية وكذلك الشخصية في حقيبتها اليدوية
والقت في هذه الحقيبة الواسعة قبعة صوفية وشال
ثم اغلقت الحقيبة ....رفعت شعرها لتجعله يتدّلى بعد ان رفعته وربطته للأعلى...
نظرت لوجهها ....ستفعلها.....وستنجح في هروبها
لم تأخذ معها أية ملابس لا تريد أن تُثير الشبهات من حولها
سحبت الجاكيت ارتدته ثم سحبت الحقيبة وخرجت
نظرت لماكس المتفائل لهذا التغيير ولم يخفيها شكره لمُراد على ما فعله في مساعدته لحماية أمير وعلى إحداث التغيير لنفسيتها
وجولي تبتسم لها خاصة بعد ان قالت لها سندرا أنها احبّت نور وكم كانت لطيفة معها في الصباح
واليكسا كانت فخورة جدًّا انا استطاعت معالجتها لترى نتيجة بسيطة الآن
أما مُراد كان متهيّأ ببدلته الرسمية للخروج للمستشفى معها
تحدثت كعادتها: يلا.....نمشي....
مُراد هز رأسه برضا اما هي خرجت قبل أن يخرج
فقال مُراد: ما راح نتأخر
ماكس بهدوء: اوك....انتبه لنور...
مُراد نظر لأبنته ابتسم لها وبادلته الابتسامة ثم خرج....
ورآها تنتظره.....بعقلها الشارد في كيفية الهروب
أشار لسيارته وركبت دون أن تنطق حرفًا واحدًا
وطيلة الطريق....كانت تنظر للشوارع
قلبها يُرفرف بنبضاته ....وصورة سندرا في هذا الصباح لم تفارق رأسها
حرّكت رأسها بعشوائية وكأنها تُزيح من امام عينيها صورة تلك الطفلة ذات الوجه الملائكي البريء
تحدث مُراد: نور...
نور سكتت وما زالت تحدّق للشوارع
مُراد بجدية: عارف اللي سويته بيج مو سهل.....وآني كنت مجبور عليه...بس صدقيني آني هواية ندمان...
لم تُبدي بأي ردت فعل
لا يهمها الآن سوى الهروب منهم جميعًا!
فاجآها بعد أن مدّ لها ورقة
: هذي ورقة طلاقج .....خذي هالنسخة.....

لا تدري هل ستحتاج إلى هذه الورقة يومًا لإثبات الحقائق للغير أم لا...
لم تُطيل التفكير سحبت الورقة وخبأتها في حقيبتها

مُراد تضايق من صمتها ولكن سكت فهم انها لا تريد أن تتفاعل مع الماضي ولا تريد منه ان يستلطفها
بحديثه!
وصلا المستشفى ...نزلت وهي تسحب هواء عميق لداخل رئتيها ليس الآن .....ليس الآن
هكذا كانت تفكر
عليها اولّا أن ترى امير ....حقيقةً تريد رؤيته!
أشار لها مُراد من أي جهة سيذهبان
وصلا لقسم العناية المركزة.....
اشارت إحدى الممرضات لغرفة ....ليبدآ بالتعقيم البساها اللبس الخاص .....وناولوها الكمامة ولكن لم تضعها على انفها!
كانت ستأخذ الممرضة حقيبتها ولكن قالت
بجمود(مترجم): احتاجها....
سكتت الممرضة ووجهتها لغرفة أمير
شعور ملخبط.......أمير ساعد في دراستها ...في الاستمرار في العيش...في تجاوز....الكثير ولكن لم تتقبله.....كان وجوده بجانب والدتها يُشعرها بالمغص...والكره....
كان صعبًا عليها أن ترى والدتها تُغدق عليه بالكثير من كلمات الحُب والاحتضان والقُبل .....كرهت والدتها آنذاك وبدأت تتذكر كيف كانت تتعامل بجمود مع يوسف الاناني....
لم تستطع قبوله في حياة والدتها وحياتها
أبدًا!
.....

انفتح الباب....خرجت الممرضة بعد ان حددت الوقت المتاح لها بالبقاء هُنا
ومُراد بقي في الخارج ينتظرها

سقطت انظارها عليه.......تغيّر....وكثيرًا...وج هه مصفر....وشفتيه مبيضتّان والكثير من الأجهزة متصلة عليه...
كان عاري الصدر.....جسده بات نحيلًا....شعره الأشقر مبعثر على الوسادة ....صوت تخطيط القلب.....اشعرها بعجزه....واشعرها بتوترها....
هالات بنيّة احاطت عينيه بقسوة الألم.......انابيب كثيرة متصلة بيديه وحتى انفه
اخذت نفس عميق وعجزت في زفره.....احمرّت عيناها بدلًا من اجتماع الدموع....
ارتجفت شفتيها واطرافها
سحبت قدميها لتتقدم لناحيته، اوجعها حاله
هي تكره ولكن لم تريد يومًا ان تراه هكذا على السرير مُلقاه بلا حول ولا قوة
شعرت بالغصة......اقتربت اكثر ....ومشت بِخُطى ثقيلة
وبعد ان اقتربت ...حدّقت في وجهه دون أن تُرمش
هذا هو عاشق ديانا؟
هذا هو مُلقاه بضعف على سرير ابيض؟! بوجه شاحب ....وجسد باهت اللون.....
اغمضت عينيها، واهتزّ جسدها لينّم عن رغبتها في البكاء
ولكن ما زالت دموعها تُعصيها في النزول!
شعرت بثقل جسدها وعدم قدرتها على الوقوف اكثر
فجلست على الكرسي القريب منه
مدّت يدها المرتجفة بتردد في مسك يده الباردة
اعتصر قلبها ألمًا
هو من رباها، هو من داوى الجروح التي تسبب لها بها!
فهي الآن ايقنت
لا تحب ولا تكره تلك الجروح ومسببها!
ولكن هي بحاجة لقُربه!
لا تريده ان يموت كما فعلت والدتها....ابتعدت عنها فجأة في لحظة قبولها للحياة ...وفي فترة تغيّر نظرتها لهما!
هو لم يتخلّ عنها لم يتركها في أكسفورد حتى بعد أن شعر بخطر الموت واختطافه من هذه الحياة!
انتشلها معه وحاول أن يُلملم ضياعها
ولكن هي لم تقبّل
....
ارتجفت شفتيها وهي تحدّق له
تحدثت بضعف لم يسبق لها التحدث بهذه النبرة: أمير......
ازدردت ريقها وشدّت على يده بقوة
ارتجفت نبرتها: تكفى لا تموت!

ألم تكرهيه يا نور؟ لِم الآن لا تتمنين موته؟
هل كسركِ الآن حاله؟
ام انّ العشرة لم تهون عليكِ؟
اردفت بحقيقة مرّة: لا تخليني اصير يتيمة من جديد!

كيف وانتِ لا تعتبريه والدك؟
تكره افعاله....تكره قُربه ولكن لا يهون عليها ان تراه يتوجّع ويتألم هكذا.....هناك مواقف طريفة وكثيرة حدثت معه.....هو كان بدلًا عن يوسف.....رغم كرهها له...ولكن لا تنكر انها بحاجة إليه دومًا....
: لا تخليني اضيع مرة ثانية امير....امي تركتني....لا تتركني انت......امير...
ثم اختلجتها نبرة بكاء عقيم بلا دموع ...وثقيل على القلب ومُّر على اللسان
شهقت : هأأأأأأأأ........من بقى لي؟....يوسف...وتركني....ديانا وماتت......وأنت بعد بتتركني؟....
اقتربت اكثر من السرير ولم يكفيها نهضت وانحنت لترى وجهه
مسحت على شعره بهدوء وهي تردف بخوف : منو يوجهني لخطيت......ديانا كانت توجهني...تسحبني من ظلامي.....تضربني لعصيت.....تعاقبني....على جنون افعالي.....وانت كنت تحميني من عصبيتها.......وكنت توجهني للطريق الصحيح بصوت هادي.....وحضن دافي.....الحين لو سويت كل هذا....منو بطبطب علي وقول ...لا تعيدينها.....اللي تسوينه غلط.....

اختنقت من جديد في حكيها فاقتربت اكثر واسندت جبينها على جبينه واغمضت عينيها
وشدّت على يده وقرّبتها إلى ناحية صدرها
تحدثت بهمس: بهرب أمير........مو قادرة أعيش......انت ابتعدت .....مثل ما ابتعدت ديانا.....صرت اكرهك...اكرهك....على بعدك مو بس على اخذ امي مني.......اميررررر.....

سكتت وارتجف صوتها وجسدها .......ازدردت ريقها
وهمست بنفس النبرة وما زال جبينها يُلامس جبينه
: امير لا تزعل علي......خلاص قوم.....انا اكره تصرفاتك تدخلك في حياتي.....واختطفاك لأمي.....بس ما اكره حبك لي واهتمامك وحضنك الدافي اللي عوضني عن

وبثقل اعتراف خبأته كثيرًا في قلبها: عن ابوي يوسف!
سكتت
واخرجت صوت هنا وهي تبكي رفعت نفسها مبتعدة ...وصُدمت عندما رأت دموعها العالقة على وجهه
هل عادت تذرف دموعًا؟
أخذت تتحسس بيديها وجهها وشعرت بانسياب الدموع على خديها
بكت اكثر وشدّت على يده وقربتها لناحية صدرها
: بهرب أمير....سندرا بحاجة لك...تكفى اصحى ....وروح لها....تولّى تربيتها انت لا تتركها لبهاء.......تكفى أمير......اجلس...لا تطوّل......انا ببتعد عنك عشان يمكن تعيش بسلام...يمكن وجودنا مع بعض مو من صالحنا.....انا ما راح انكر....انّك....

واختنقت من جديد في عبرتها : جرحتني....بس داوتني....وخليتني أوقف على رجولي من جديد.......وانا ما اقدر انكر واحد وعشرين سنة قدام بس ثمان سنين.....انت

وبحقيقة مشاعرها اردفت: ابويييييييي.......تكفى لا تخليني يتيمة........
ثم انحنت على يده وهي ترتجف قبلّت يده قُبلة طويلة ..ثم انحنت وقبّلت رأسه وخده
همست في اذنه: سامحني....بهرب...وبحملك مسؤولية سندرا....تكفى لا تطوّل....سندرا بحاجة لك....
ثم ابتعدت عنه....وشدّت على يده قبلّتها من جديد ثم نهضت سحبت حقيبتها
ونظرت له بنظرات الوداع
مسحت دموعها ثم خرجت
نظرت لمُراد ونظر لوجهها المحمر ولبقايا الدموع
تحدثت بتوتر من نظراته: بروح الحمام....
مُراد بهدوء: راح انتظرج....
أما هي....مشت بخطى متسارعة لناحية دورات المياه...وهي تحاول ان تستعيد طاقتها التي بذلتها في رؤية امير
بكت بدموع تريد أن تغتسل من كل هذه الضيقة التي تختلج صدرها
دخلت الخلاء....نظرت لوجهها.....بكت بصوت ....ثم شدّت بيدها على ناحية صدرها
آلمها حاله.....خائفة .....من أمور كثيرة....
بقيت على هذا الحال لمدة دقيقتين
ولكن نظرت لساعة يدها وكانت تُشير إلى الثامنة
لم يبقى سوى نصف ساعة ....
هنا استوعبت الأمر مسحت دموعها سريعًا
سحبت الرباط من على شعرها وجعلته منسدلًا على ظهرها أخرجت القبعة وارتدتها وكذلك الشال لفته على رقبتها وقربته من فاهها قليلًا جعلت جزء بسيط من شعرها يتدلّى من الامام مسحت بقايا الدموع ثم خرجت تركض من الناحية المخالفة للناحية التي أتت منها تريد ان ترى باب للخروج غير الباب الرئيسي....
ركضت تبحث ....بما يُقارب الثلاث دقائق كانت تركض.....ونفسها بات مسموعًا....
رأت باب للطوارئ....خرجت منه راكضة....
ركضت للشارع العام تريد ان توقف سيارة اجرة.....
نظرت لساعتها وبدأت تتوتر ...اخيرًا أوقفت السيارة ....ركبت....
تحدثت (مترجم): على المطار....

انتهى


اتمنى قراءة ممتعة للجميع

لا تحرموني من تفاعلكم

تحياتي

محبتكم
شتات



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-09-19, 02:03 PM   #42

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم


....

عشان ما اتركم معلّقين بين موعد البارت الجاي

فأخبركم احتماليّة نزوله بيوم


الثلاثاء

أو

الخميس


حاليّا أشتغل عليه وما زلت اكتب جزء منه

ان شاء الله بس اخلّص ترتيبه وتنسيقه ومراجعته نزلته
.....

وحابة اعطيكم خبر


ما راح اقدر انزل اي بارت خلال الاسبوعين القادمين

لضيق وقتي الدراسي

وبدأ فترة الاختبارات الشهرية\دورية(سموها مثل ما تحبون ^

فاعتذر لكم
ودعواتكم لي

....

عشان كذا جالسة احاول البارت القادم يكون متضمن احداث كثيرة وتفصيلات واسعة وشاملة
ويكون طويل تعويضًا لعدم تنزيلي للاسبوعين القادمين
....


تحياتي





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-10-19, 11:05 AM   #43

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت التاسع عشر
.
.
.


.
.

لا يكفيني هذا الهروب، هروب الجسد والروح من المكان الذي يحمل بداخله الكثير من الذكريات والمُظلم بعواصفه
لا يكفي!
كان بودِّ لو استطعت الخروج من هذا الجسد المُتعب والمُثقل بالحمول الضخمة والثقيلة
كُنت أظن إنني قادرة على تجاوز الذكريات
تجاوز مرحلة الصدمات التي تعاشيت معها مُنذ الصغر
تناسي الضغوطات التي واجهتها مُنذ إن كنت ابلغ التاسعة من عمري ولكن فجأة حينما قررت التكيّف مع هذه المعيشة بعد واحدة وعشرون سنة من المحاولات والاضطرابات النفسية
عدُت إلى المحطّة نفسها دون التخطيط لذلك
ظننُت إنني تجاوزت مرحلة التنمّر ، الاشتياق لوطن لفظني بغلظة الاحداث من داخلة، عدم الشعور بالراحة في مُحيط غريب ويناقض
معتقداتي وافكاري التي جُبلت عليها وتنمّت بداخلي بفضل
يوسف!
ظننت إنني تجاوزت مرحلة التذبذب الاجتماعي والنفسي
وكذلك الديني حتى إنني أصبحت اخبر نفسي إنني
مسيحية دون تردد!
وها انا اليوم بعد هذه الزوبعة من الأحداث
تبعثرت من جديد حقيقةً
لم يكن خبر وفاتكِ يا أمي وطئهُ سهلًا أبدًا لم يكن!
كان صعبًا عليّ من ان استوعبه وافهمه!
ولكن حدثت أمور كثيرة جعلتني ثملة ولكن اتألم بلاواعي مني!
تألمت لِفُراقك ....وتلقّيْت الصفعات لتشعرني بألم
خدائعكما لي طيلة هذه السنوات
لا أنكر كُنتما تظنان َنفيِّ في المشفى سيكون ارحم لي من جنوني في الخارج ....
ففي ذلك الوقت أصبحت اكثر تمردًّا وحنقًا على نفسي
لم يكن وطأ ما حدث لي سهلًا
كذبتِ على إننا سنذهب من المنزل وسنعود ليوسف
ولم تصدقي
بينما يوسف تخلّى عني وكأنه لا يعرفني ابدًا
لم استطع العيش بشكل سوِ
شعرت باليُتم، وبالخوف...فظّل يوسف كان لي مصدرًا للحنان وتضميد نوبات الهلع لقلبي
ولكن بيديك يا أُمّاه اقتلعتني من هذا المصدر!
ثم إنني وجدتُ نفسي باحثة عن امانٍ متشكلٍ في قصة حُب مندفعة وفاشلة
حتى بي انخدعت ، وانسغت وراء هذا الحُب اكثر حتى نتجت ثمرتهُ الخائبة!
انجبت....طفلة....تشبهني .....تشبهني كثيرًا في بعض الصفات الشكلية وحتى النفسية!
لا اريدها أن تعيش ما عُشته
ولكن انتما الاثنان جعلتاها تتجرّع جزءًا لو تعيه
ستكون أسوأ من حالاتي الآن
خائفة من أن اعترف لها بالأمومة
فأنا لا زلت اريد حضنًا يحتضني ولا اعرف كيف احتضن احد!
فالأفضل تبقى مُبتعدة عن ظلّي لكي لا يحرقها!
انطوت صفحات العيش في ظل العائلة التي تحاول اسعادي
ها انا اليوم يا أماه اركض
باحثةً عن الراحة لعلني اجدها
هاربة من تذبذبي وتناقض مشاعري
وداعًا!
.......




.
.
.



قبل ساعات عدّة كانت تركض تارة تنظر للخلف وتارة تنظر للأمام وصلت على الموعد .....وصلت وقلبها يشدو بألحانهِ الخائفة ، المتوترة، الشاردة....حُزنًا لا ينطفي
خشيت من ان يتبعها أحد ولكن لم ترى سوى ظُّل الخوف والتردد يلحقها بصمته!
سمعت آخر نداء للتوجّه إلى بوابة المغادرون
خفق قلبها بشده يعز عليها ان يكون آخر وداع بينها وبين والدتها وأمير بهذا الشكل ......تشعر بانها بدأت تستوعب فقدها لديانا ....وفقدها ايضًا لأمير
تشعر أنها فاقت من صدمتها الآن......حتى بها تشعر بنوع آخر من الآلام....الذي يُصعب على المرء شرحه ...ويصعب على المستمع فهمه!.
حدّقت بالناس...
شعرت برغبتها في البكاء ولكن تكتمها بسحب هواء عميق لتدخله لرئتيها وليسكت شهقاتها
مشت وهي تجّر خلفها اذيال الخيبة.......اذيال الخيانة.......تاركه عواصف الخوف تعصف وتهدم ما بداخلها، انفجرت الينابيع الصامتة بصدمة مُّر الأحداث التي مرّت عليها.....انفجر بداخلها كل شيء....وازادت رغبتها في الهروب من اللاشيء!
وبعد عدّة دقائق من اشتعال النيران والعواصف والاعاصير المشاعرية والنفسية
أصبحت على متن الطائرة
الامر ليس سهلًا
هناك أمور متشابكة في عقلها تزيد من رهبتها حينما تُدرك منطوقها الصحيح!
اليوم ...شعرت أنها ستنصاع وراء رغباتها اللاإرادية
نحو شعور مُخيف وغريب بعد ان سمحت لنفسها بالتقرّب من ابنتها .....شعور لم يواردها قط....شعور مُخيف كونها مسحتها من ذاكرة حياتها وجعلتها من عِداد الأموات!
وتبع خوفها هذا
خوفها من وجود بهاء.......وحنانه على ابنتها ....وجديّته في الحديث معها...شعرت بالضياع والشتات.....ولم تعد قادرة على ربط ما يحدث لها الآن بالماضي...تشعر بسذاجتها......وبانانيّتهم التي بات واضحة لها!
ادركت إنها ضائعة
بعد إصابة أمير!
والأدهى في الامر أنها شعرت بالخوف والقلق بعد أن ادركت موت والدتها
وضعت يديها على وجهها
وبكت......لا تتحمل الانغماس اكثر في التفكير في تفكيك الأمور......بكت بدموع....هي...كانت بحاجة لإخراج وافراز هذه الدموع
مُنذ وقت طويل.......تريد البكاء.....تريد التحدث بلا حواجز....تريد حضن دافىء .......وتريد الهروب من رغباتها كلها!

بكت بلا صوت وبدموع كثيفة ، تحاول ألا تلفت النظر ولكن منظرها هذا يُجبر من هم حولها بالتحديق بتعجب لها
مسحت دموعها عندما ادركت نظراتهم ثم أسندت
رأسها للوراء
اعلنوا عن اقلاع الطائرة.....حدّقت في فراغ ما
كيف ستعيش؟
شهاداتها ليست بحوزتها ...اوراق رسمية كُثر من اجل الدراسة ليست معها ففكرة اكمال الدراسة هناك مستحيلة!
وفكرة العمل صعبة لأنها لا تملك أوراق رسمية غير الجواز والبطاقة الشخصية لها
هل ستعيش في ظروف اقسى مما عاشته؟
هل ما ينتظرها قبيحًا ؟
تذكرت عليها ان تُرسل رسالة تذكير لإيلاف
أرسلت لها متى ستتواجد في المطار والقت بهاتفها في الحقيبة ثم عادت تحدّق للاشيء بضياع عينيها الغارقتين بالدموع وبعقل شادر في ذكريات الماضي!
.................................................. ......
بينما مُراد قبل عدّت دقائق من إقلاعها
لم يكن مرتاحًا لوضعها اطالت وهي في الخلاء مسح على شعره عدّت مرات ثم مشى بخطواته لناحيته
كان مترددًا بين الدخول وبين الانتظار اكثر
ولكن شكّ بالأمر
طرق الباب ليعلن عن دخوله مضطرًا
فتحه ...حدّق للأرجاء وكان خاليًا ....خطى خُطوة لتجعله بالداخل
تحدث: نور.....
لم يسمع سوى صدى صوته
فهم انّ المكان خاليًا من أي شخص
وشخصت عيناه وخرج راكضًا بعدما فهم جزء بسيط من حالتها
اجرى اتصالا سريعًا
يقول(مترجم): نور هربت ......انتشروا في المستشفى من الداخل والخارج ....هيّا....
ثم اغلق الخط وركض في ارجاء المستشفى
وهو يقول: جِنّت عارف فيج شي مو طبيعي.....خدعتينا يا نور...خدعتينيييييييينا...

سأل الممرضات وبعض المارّة عنها بوصفه لها ولكن قالوا لم يروها
دار حول نفسه وهو شاد على اسنانه
ندم كثيرًا من إقناعه لها في المجيء
فهو سهّل عملية هروبها دون أن يشعر آنذاك
ولكن الآن ادرك تغيّر حالها......سكونها......مكوثها في الغرفة لفترة طويلة....شتات عينيها....وشرودها....نرفزتها.. ...كل هذه الأمور لا تبشّر بأي خير ولكن ....فجأة ظهرت لهم جزء آخر يقنعهم أنها على ما يرام....تقبل امر سندرا...خروجها من الغرفة لتناول الاكل.......
ركض من ناحية الطوارئ......خرج من الباب نظر....لمن حوله وانفاسه بدأت مسموعة
إذًا هربت منه .....ومن كلّ شيء يدور حولها
ألي هذه الدرجة كانت موجوعة ؟
ألم يزول وجعها؟ ألم تتقبّل امرها الحالي؟
كيف ظنوا انها تحسنت في خلال أسابيع قليلة
ضرب بيديه على فخذيه
حينما ادركت انهم سيجبرونها على المعيش وتقبل أمور كُثر
جنّت وهربت
أكانت تخطط لهذا الهروب طيلة فترة جلوسها في الغرفة؟
كان عليهم منعها من الجلوس لوحدها
شدّ على شعره واتصل على ماكس
تحدث: ماكس...نور جاتكم على الشقة لو لا؟

ماكس نظر لجولي وسندرا التي تتناول الشيبس بهدوء وتنظر للتلفاز
: لا........شو صار؟
مُراد بلا مقدمات : هربت؟
ماكس وقف حتى جولي نظرت إليه: كيف؟
مراد حكّ جبينه ونظر لزحمة الشارع: ما عرف...بس دخلت عند امير....طلعت ...قالت لي تريد تدخل الحمام ...طولت هناك.....جان اروح ....اشوفها وما شفتها.....هربت البنت خلاص مو متحملة شي....

ماكس مشى لناحية الباب بخطى مستعجلة: فين راحت؟

مراد بتفكير: امممم أخاف تطلع من هالبلد...
ماكس : لالا.......الباسبورتز....كلها عند أمير وما بعرف فين حاططها أصلا؟

مُراد شعر بالأمل من لُقياها: ......لازم ندور عليها لا يصير بيها شي....

ماكس ركب سيارته: راح جيك الآن...

مُراد بقلّة حيلة: وآني راح انتظرك....
ثم اغلق الخط
ونظر للشوارع....وتذكر حالها بعد أن ضربها واقنعها بكرهه
اخرجها في آخر اليل وهي تبكي وتصرخ وتترجاه بألا يفعل بِها كل هذا...
يذكر انه رماها على الرصيف
ركل ساقيها وهو يقول: افتهمي آني ما اريدج....آخذتج بس عشان امتّع نفسي......ويّاج...أنتي ...مثل على قولتهم...صيده سهله....وهسه....خلاص.....ما اريدج.....انقلعي على بيت اهلج....يلا...

كانت تنظر له......كلامه صعب ....وثقيل عليها لم تدرك كلماته........تشعر بالحرقة من ضربه...وإهانته لها....تشعر بالأسى على نفسها...وتشعر بالحُب يتبدّل لنيران تحرق صدرها كله....استسلمت واتكأت بيديها على الأرض لتنهض...ولكن رجفاتها المتتالية لم تساعدها ابدًا
سقطت وكان ينظر لها بسخرية......
بصق على الأرض ثم عاد بإدراجه للداخل
تاركها محطمة...وذليلة....وليس لها لا حول ولا قوة في النهوض....تركها بآلام وأوجاع متفرعة في المعاني.....تاركها تخوض جولة نفسية مخيفة جدًا عليها وعلى عائلتها
ادركت الآن ألا تخضع لا بقول ولا بفعل لأحد
وعليها أن تأخذ اشد الحذر في الوثوق بالناس!
تركها...في ظلمة الليل البارد ...والموحش
ولا يعرف بعدها ماذا حدث لها

إلا بعد ست سنوات

وها الآن يقف ينظر لأرصفة الشارع ليخبرها أنه كان متوحش
ومسلوب الحرية في ذلك الوقت
كان انانيًا وحقيرًا لدرجة ركل من قلبه حُب كاد ان ينضخ طيل حياته

استوعب حجم الألم الذي تعيشه....أدرك هناك موت بطيء يخب من عينيها ......جامدة ظاهريًا ولكن
بها فوضة قاتلة من الداخل....لا يستطيع أحد على ترتيبها او حتى انتزاعها!
تحرّك يبحث في الارجاء وهو يتنهد بين شهيقه وزفيره!
.................................................. ................


قبل ساعات من جنون نور
.
.
جلست من النوم حدّقت في السقف بسكون ....وعينيها مليئتين بالدموع ...رمشت مرتين .....هل فعل بها فعلته الشنيعة ...هل نجح؟
ازدردت ريقها....تشعر بالخدر في أجزاء كثيرة من جسدها
سحبت نفسها ببطء لتجلس على السرير نظرت لملبسها
نظرت للقميص الرجالي الواسع يغطيها
قوّست حاجبيها بذعر
ثم نهضت بسرعة من على السرير نظرت لنفسها من خلال المرآة التي أمامها
آثار مقرفة تتفرّع في أجزاء من وجهها وحتى رقبتيها
شهقت ووضعت يدها على فمها
هل هي الآن في بيته؟
نظرت للغرفة.......ارتفع صدرها وهبط بخوف....
نظرت للجرح القريب من شفتها....
ازدردت ريقها
هل انتهت حياتها؟
تحسسن الآثار بيد مرتجفة وهي تتذكر كيف كان يحاول محاولاته في الاقتراب في ....
لم تستحمل وضعت يديها على فمها وشعرت بالغثيان رأت باب آخر في الغرفة غير باب الغرفة المفتوح فهمت أنّ هناك دورة المياه
ركضت لناحيته فتحته بعجل......حتى ارتطم الباب بالجدار مصدرًا صوتًا مزعجًا!
وانحنت على المغسلة اليدين
وبدأت تستفرغ....سائل....لا لون له.....تستفرغه بوجه....وبوهن...شعرت انها تستفرغ روحها
بكت....وشعرت انّ قدميها غير قادرة على حمل جسدها كله ....انحنت اكثر على المغسلة.....وشعرها تفرّع على كتفيها ووجهها......اضطرب جسدها وعاد يرتجف.....وبدأت تتذكر التفاصيل!
بينما طارق كان في الصالة
لم يستطع الذهاب للجامعة ولم يستطع النوم
ما رآه آلمه من الداخل
ماذا لو كانت لديه اخت وحدث لها ما حدث امام عينيه؟
وتستنجد به وهو عاجز ومكبّل
اوجعهُ قلبه عندما بدأت تستنجد به وهو يستخدمها كأداء لإتمام الخطة في الانتقام من جورج
ذلك الرجل الحديدي الصلب
الذي عمل معه لفترة ليست هيّنة
انشأ له قواعد ......وانشأ له برامج.....ودمّر ناس بأمر منه ....إلكترونيًا!
عاش معه على نظام لا أرى ، لا أتكلم، لا اسمع
ولكن هو كان يرى ويسمع ...ولكن لا يتكلم....
ادرك بعد فترة .....انّ جورج لديه ابنه مخفية....ادرك أشياء حول جورج...ساعدته الآن في الانتقام......بحث عنها....بشكل دقيق وتوصل لتفاصيلها بتعاقده مع الكثير من الجواسيس والقتلة
والآن بدؤوا ينتقمون منه!

كان سيستخدمها في فضح أفعال جورج
سيخبرها أنه والدها الحقيقي.....امها دلال التي تظن خالتها ....سيخبرها بقصة حبهما...وتضحية حصة.....
تلك القصة التي سمعها منه وهو يهذي بها ذات يوم
لإحدى الفتيات الاجنبيات ......كان فاقدًا عقله .....اتى بتلك الفتاة لقضاء ليلته معها ولكن .....همس لها انها تشبه دلال كثيرًا وبدأ يهذي بها...
وكان آنذاك طارق اتى ليطلعه على آخر المستجدات ولكن رآه بذلك الحال واسترق السمع......
لم يهتم في وهلتها لكل ما قاله
ولكن بعد ان خدعه وخانه ...واسجنه بدلًا عن أخيه
بدأ يستخدم كل المعلومات التي عرفها ضدّه
لم يكن امر الوصول إلى ايلاف سهلًا
ولم يكن امر اتأكد من صحة المعلومات متاحًا
ولكن استخدم ذكاؤه....في طريق الزلل
والآن ستصبح ايلاف ضحية أخرى لخيانتهما في بعضهما البعض!
لن ينكر انه فرح من حساسية علاقة مراد بأخيه فهو يريد ان يثير الفتن بينهما واستطاع
ولكن ايلاف ما ذنبها؟
ذنبها انّ جورج والدها ومراد عمها!
هكذا كان يقنع نفسه!
تنهد بضيق........غير قادر استيعاب ما حدث
ذلك اللعين ....تحرّش بها امام عينيه...وهي تستنجد به وكأنه البطل الخارق والمُحب الذي سينقذها!
تنهّد........هو وثق به.....ضحّى من اجله ولكن عندما رآى أخيه في مصيبة مثل تلك البسهُ إيّاها بدمٍ بارد دون أن يحترم العشرة التي بينهما...دون أن يعي أنه مقرّب له.....قريب لدرجة هو لم يعيها.......ظنّ ان السجن سيجعله يبتعد حينما يخرج ولكن وفاة أخيه.....وضياع جزء من عمره اوقدا في قلبه الغّل ورغبة الانتقام!
....
فجأة انقطع حبل أفكاره ثم
...............

التفتت انظاره على الباب سريعًا عندما سمع صوت ارتطام الباب في الجدار
فهم أنها استيقظت
نهض راكضًا
.....
اقترب من باب الخلاء سمع صوت بكاؤها....ومحاولاتها في لاستفراغ......
سمع صوت شهقاتها ، وتمتمات كلمات غير مفهومة
ازدرد ريقه....

اقترب اكثر
ونظر إليها دون ان يدخل رآها منحنية على المغسلة وجسدها يرتعش
تشد بيدها على طرف المغسلة لتمنع نفسها من السقوط
تبكي بمرارة........ترشح وجهها بالماء بيدين مرتجفتين
شدّت انظاره عندما رفعت رأسها للمرآة ......وتنظر لوجهها
هو لم يدخل الى الآن للداخل ولم تشعر بوجوده بسبب نوبة بكاؤها وانهيارها!

مررت من جديد يدها على الآثار شدّت على اسنانها وهي تبكي بألم، اغمضت عينيها ثم
شهقت ببكاء وبغضب ممزوج برعشاتها رفعت رأسها وضربت بقبضة يدها المرآة
وصرخت: ليييييييييييييييييييييييي يييش؟
هنا دخل سريعًا ،
وقال: إيلاف....
التفتت عليه بطريقة هجومية وانفعالية.......نظر ليدها لم تنجرح بجرح عميق...بل انخدشت ببعض شظايا الزجاج....
اقترب وهو يقول: ايلاف ما صار شي.......

ايلاف بانهيار اشارت لنفسها وهي تشهق ما بين كلمة وأخرى: شلون......شلون وهذاااااااااااا.....وهذاااا� �ااا....انا ما ذكر شي........احس...
اقترب بحذر وهو يقول: ما سمحت له .........ما سمحت له.....اهدي.....
ايلاف حركت رأسها بعدم تصديق انحنت للأمام قليلًا وهي تبكي: أنا ضعت ......ضعت.......
ثم صرخت ببكاء وانهيار عظيمين جعلها تجثل على ركبتيها
واتكأت بيديها على أرضية الخلاء تصرخ بوجع وتخرج انين موحش لم يعتاد طارق يومًا على سماعه أو حتى تخيّله
اثّر به موقفها
وانحنى مقتربًا منها
مسك يدها قائلًا: ايلاف...
انهارت تضربه قائلة وسط بكاؤها: وخرررررررررررررررر عني وخرررررررر عني.....

اضطرّ هنا طارق من ان يجعلها تفيق من هذا الانهيار بمسكه لأكتافها وهزها قليلًا: والله ما صار لج شي....

ايلاف اغمضت عينيها بكت بجنون وهي تهز رأسها وتضرب على فخذيها: ابوي وامي ...بذبحوني..........بذذذذذذذذذذ� �ذذذبحوني....انا ضعت

صرخ طارق وهو يهزها: قلت لج ما سوى لج شي.....
وبصوت مرتفع: ما اغتصبج!

سكنت قليلًا وفتحت عينيها عليه.........كان صوت تنفسها مسموعًا وكذلك هو كان يتنفس بتوتر شديد....ومسموع.....
ارتخت يديها من الشد على القميص
نظرت له وبرجفة شفتيها وعدم تصديق: ما ذكر شي؟
طارق نظر لعيناها وبهدوء: كل شي صار قدام عيني.....ما سوى لج شي........ايلاف ما سمحت له......خليته يتركج...وطلّعتج من اهناك وجبتج اهنيه......

طأطأت برأسها تبكي بوجع واقترب اكثر وبتردد احتضنها وهي بادرته سريعًا بهذا الاحتضان باحثةً عن امان ينتشلها من نوبة هلعها هذا
قالت ما بين بكاؤها: خفت....خفت...ما تقدر...تسوي شي...خفت....

لم يخطط على أن تؤول هذه الأمور إلى هكذا.......اغمض عينيه....وطبطب على ظهرها
ابعدها عنه وابعد خصلات شعرها عن وجهها: الحمد لله قدرت......
ايلاف شعرت بقربه واستوعبت انها في حضنه ابتعدت اكثر
مسحت دموعها وبرجفة: بروح شقتي....
طارق لم يرفض حقيقةً يريد منها ان تتركه لوحده
فقال: اوصلك....
ايلاف هزّت رأسها برضى وابتسم ليطمئنها
نهض وساعدها على النهوض....ذهبت للغرفة ...سحب طارق جاكيتها من على الكنبة الجانبية
ساعدها في ارتداؤه
واوصلها لشقتها....
بعد ما يقارب الربع ساعة......وصلت......
قال: ايلاف...انسي اللي صار.....حاولي يعني...تنسينه.....الحمد لله ما صار لج شي...

ايلاف هزت رأسها ثم خرجت من سيارته كيف لم يحدث لها شيء؟
ما حدث لها اثقل الأشياء؟
لم تفقد عذريتها ولكن فقدت شيء آخر....يقتلع قلبها الآن....فقدت شعورها بالأمان .....واُستبدل بالخوف والاضطراب......توجهت للمصعد وصلت للشقة....بحثت في مخبأ الجاكيت عن المفتاح حقيقةً هي نست اين وضعته .....وخشيت من انه سقط من يدها في تلك الحادثة ولكن أخيرًا وجدته
اخرجته وفتحت الشقة....
توجهت للغرفة القت بنفسها على السرير واكملت نوبة بكاؤها الحاني....
بينما طارق تحرك ومشى للعودة للشقة يريد أن يبتعد عنها وعن تذكر موقفها في تلك اللحظة!

....
بكت....انهارت....بعثرت الأثاث والاشياء من حولها...ثم غفت على السرير ......بعد صراعها النفسي...فكرة انّ شخص تحرّش بها ......جعلتها تكره نفسها لوهلة!

نامت.....ولكن لم تستطع ان تدخل في النوم العميق ...فالاحلام المزعجة تلاحقها....ومنظر الرجل واقترابه منها....لمساته.....همساته...قبـ ....
استيقظت وهي تتنفس بعمق......قبل ان يكتمل المشهد!
نهضت بتعب وبثقل متوجّهة للخلاء استحمّت....وخرجت سريعًا...وبقيت بروب الحمام....
جلست على السرير تحاول ان تستجمع نفسها....سحبت هاتفها .....ونظرت لعدّت اتصالات من نور...ورسالة
قراتها وفتحت عيناها على الآخر
فعلتها؟
ازدردت ريقها هي بحاجة لها ولكن لا تستطيع رؤيتها وهي على هذا الحال......
مضى وقتًا طويلًا ......نهضت ارتدت ملابسها بعجل....ثم اتصلت عليها
حاولت ان تكون هادئة

...............
اما نور...وصلت .....بعد مضي ساعات قليلة تشعر بالإرهاق ومُتعبة .......اتصلت على ايلاف لم ترد عليها بقيت تنتظر ليس لديها الطاقة الكافية للمشي.....تريد أن يأتي احدًا وينتشلها مما هي فيه الآن.....
تشعر بالضياع.....والخوف.....ومشاعر أخرى تلعب في قلبها ونفسيتها.....
نظرت للناس من حولها سمعت الرنين
أخرجت هاتفها اجابت: وينك ايلاف تكفين تعالي؟
نبرت الحزن واضحة ونبرة الخوف مسيطرة عليها
ايلاف تحاول ألا تبيّن لها حزنها: راح اجي.....
نور برقرقت عينيها: تكفين لا تتأخرين...
ايلاف ازدردت ريقها: انزين

ثم أغلقت الخط...لبست جاكيتها بعجل....ثم خرجت أوقفت سيارة اجرة .....اخبرته إلى اين ذاهبة ....اوصلها واخبرته بأن يبقى في مكانه ....وستدفع له قيمة أخرى ووافق....
دخلت المطار....اتصلت عليها اخبرتها في أي اتجاه هي ذهبت....
رأتها جالسة على الكرسي.........باهتة ....لا لون لها....صفراء.....وجهها شاحب ...عينيها محمرتين ومترقرقتين بالدموع...كما انهما شاخصتين بذعر....جسدها يتأرجح للأمام والخلف كالبندول....تنظر للناس بانكسار
ارتجفت شفتي ايلاف من منظرها
ولكن نور

ما إن رأتها نهضت تتجه لناحيتها وهي تتنفس بعمق لا تريد ان تبكي وكذلك ايلاف لا تريد مشت بثقلها...تريد أن تصل ولكن تشعر أنّ احدهما يسحبها للخلف بينما
ركضت ايلاف لناحيتها بعد ان شعرت بثقل خطواتها ....ودموعها انسابت على خديها عجزت من أن تتحكّم بهما ..بكت وما ان اقتربت ايلاف منها احتضنها بشدة......
وبكت وكأنها لم تبكي يومًا
بكت على فقدها لأمها
بكت على مشاعرها التي اتضحت لناحية سندرا
بكت لخداع الجميع لها
بكت بشتات وخوف وضياع قراراتها في هفوات غير معروفة
شدّت عليها ايلاف وبكت هي الأخرى بألم ما حدث
بكت خوفًا من ان تتبعها يدين إدوارد من جديد
بكت من ثقل فكرة أن رجل حقير كأدوارد تحرّش بها
انهارت بخوف وشدّت على نور وكأنها تريد أن تفهم أنها بحاجة لهذا الحُضن العميق
ولكن نور ادركت هذا وشدّت عليها الأخرى ودفنت وجهها في رقبة ايلاف....تريد الاختفاء من هذه الحقائق
تريد حقًّا الهروب من نفسها ........ومن ضعفها!
.
.
كلتهما محتاجتين إلى هذا الحضن ودّت كل منهما ان يتلاشى في هذه اللحظة الناس بدؤوا ينظرون إليهما بتعجب...

ولكن ما زلتا في انهيار حصون ما يخبآنه في صدرهما
بكى وكأنهما منعزلتين عن العالم كله
تسللت رعشتهما بعضهما البعض لتخبر كلّا منهما عن مدى الوجع الذي تشعران به
قلبهما محطّم، وبه العديد من الجروح التي لا تُشفى!

نور
بشهقة تكاد تُسمع
لها: تعبت ايلاف تعتب....
ايلاف بصدق همست وهي تشد على نور بيديها التي حاوطتا ظهر نور بضعف: وانا خايفة يا نور.....الحمد لله جيتيني....
نور شدّت عليها وكذلك ايلاف فعلت ذلك.....وبعد دقيقة ابتعدت ايلاف
ومسحت دموعها وحاولت ان تتزن في فعلها وقولها: تعالي ....برا تاكسي ينتظرنا...نروح الشقة.....يلا ....واضح انج تعبانة

لم تتحدث نور بأي كلمة......مشت معها ووصلتا إلى السيارة ركبتا واخرجت نور هاتفها ....اخرجت البطاقة منه وكسرتها وهي تقول لايلاف: مابي احد يعرف مكاني
هزت ايلاف رأسها بتفهم...وشدّت على يديها!

كل واحدةٍ منهما تنظر للأخرى تريد النجاة
تريد العيش بشكل سوي وبعيد عن المشاكل المفاجأة
تشعران انهما في موجٍ ما بين مد الحياة وجزر المصاعب التي تتخللها....
.................................................. .................

.
.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-10-19, 11:06 AM   #44

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بعد مرور ثلاثة أيام



.


.
.
زارها اخبرها عن مخططهم انصدمت.........وخافت من المواجهة....خاصةً بعد أن اخذها عمها قبل يومين من اجل رؤية ام قصي لها...شعرت بشعور غريب....
أوصل لها حُبه على طريقته.......حقًّا هو مُقتنع فيها
مقتنع لدرجة حارب من اجل أن يوصل إلى هذه اللحظة.....شعرت بالتوتر من نظرات امه......تبتسم تارة
تكرر: ما شاء الله
زوجة عمها بدأت تتقبّل الموضوع بسعة صدر.....كل ما يهمها ابتعاد هذه الفتاة عن انظار أبنائها وخاصة محمد
فأيّدت فكرة زوجها....
واستقبلت ام سيف.....بترحيب ....وابتسامة...ووجه بشوش...
انتهت الزيارة .......واصرّت على عمها في إعادتها إلى الشقة
تُريد ان تختلي بنفسها، تريد أن تستوعب الأمر....هل حقًّا يحبها حتى به اعلن هذا الزواج؟

انفتح باب الشقة ، دخل وفي يده عدّت أكياس....وضعهم في المطبخ ثم دخل عليها وهي ترتّب ملابسها

تحدث: اوه....خلاص نويتي تروحين؟

مُهره فهمت وتحدثت: لا.....قلت لعمي ببقى هنا....
قصي اقترب ثم جلس على السرير
: شفتي نتيجتك؟
مُهره علّقت ملابسها التفتت وشتت نظراتها عنه: لا......مابي اشوفها...

قصي ابتسم فهم انها خائفة.....وجدًا نهض وامسك بيدها كانت سترفض ولكن شد عليها واجلسها على السرير
: بطلعها الحين...
مُهره باندفاع: لا لا تطلعها الحين انا متى حسيت اني ابي اشوفها طلعتها....
قصي طبطب على يدها: صدقيني نسبة تبيّض الوجه....
مُهره بتشتت: ان شاء الله
ثم سكتت
وبعدها اردفت: شصار؟
قصي اخيرًا نطقت واظهرت اهتمامها لهذا الامر: امي ما غير تمدح فيك....بس وقفت على عمرك...تقول صغيرة وما تبي تظلمك.......وخايفة من ردك بالموافقة......
اردف جملته الأخيرة وهو يضحك بخفة....

مُهره ....صغيرة....ولكن هذا حال الحياة
اخذت نفس عميق: عمي اليوم قال بيعطيكم الخبر...

قصي مسك يديها : والله احس إني بحلم.....
مُهره نظرت لعينيه: وانا احس نفسي في كابوس....
قصي بلل شفتيه ثم اردف: وش خايفة منه بالضبط يا مُهره؟
مُهره سحبت يدها منه ثم اردفت: خايفة من كل شي....

قصي تنهد بضيق: مُهره......صدقيني كل شي بكون حلو......لازم تتقبلين هالشي....

مُهره نهضت ومشت خطوتين للأمام ثم التفت عليه وهي تفكر لثانية واردفت: ما فيه مجال نفترق؟

احرقتهُ حقيقةً اشعلت بداخله نيران لا تُطفأ: وليش تبينا نفترق؟

مُهره بجدية: ما احس مقتنعة
قاطعها: فيني؟
سكتت...وشتت ناظريها عنها
وقف وفي قلبه حرقة .....كل يوم تزيد من الحطب لتشعل نيرانه
اردف: عارف انا قرار خطأ....جاء بوقت...انتي بحاجة تحسين فيه بالأمان....خذتيني عشان شعورك بالارتياح...والامان بس......ما كنتي تعطين نفسك فرصة لتقبلي......وانا ما نكر اني كنت سيء ببدايتنا....وهالشي ما ساعدك من انك تفتحين قلبك لي......بس الحين.....قلبي تعلّق فيك يا مُهره...عطيت نفسي مجال اشوفك بنظرة ....ثانية.......لكن انتي....ابد.....انانية....ما تبين تعطين نفسك فرصة للتغير...
مُهره فتحت عيناها بصدمة: أنانية؟...
ثم قالت بصعوبة: قصي.....انت مو فاهمني......مابي اعطي نفسي فرصة في حياة ....انا اشوفها غلط.....طريقي غلط....ولازم...
قاطعها بنرفزة: انا غلط؟....انا الحين غلط يا مُهره

مُهره بصوت منكسر: احس جد احتاج افكر......افكر اكثر ارتبط فيك للأبد ولا لا...
اقترب منها اكثر وبنرفزة شد يدها اليمنى ورفعها قليلًا للأعلى ووضع يده على بطنها الممسوح وهو يقول: تفكرين وانتي تحملين بداخلك جزء مني؟

ارتعش جسدها لكلمته وسحبت يدها منه وابتعدت قليلًا قائلة: هم هذا
وأشارت لبطنها: صار بوقت وقرار غلط....
قصي أشار لها بعصبية: بالنسبة لك...... بالنسبة لي لا ابدًا ......ابدًا ما كان قراري فيه غلط....
مُهره : لأنك أناني!

قصي بغضب: مُهره لا تحاولين توصلين لي انك تبين الطلاق لأنه هالشي عمره ما راح يصير......
مُهره تحدثت بانفعال: أبي أعيش....
قصي قاطعها قبل أن تكمل وبصرخة: ما اظن انا كاتم عليك عيشتك لدرجة تتمنين فيها تعيشين...
قاطعته: ابي أعيش لنفسي.....ابي أعيش عمري....مابي اشيل مسؤولية من بدري....ما ابي ارتبط بأي شي...ابي أعيش لنفسي وبس...

ضحك بسخرية وقهر منها: هههههه.........تحملي قرارك يا مُهره ما فيه تراجع...وانا ما فيني اتركك واترك اللي في بطنك.....واظن الخطة ماشية صح....لا تحاولين انتي .......تخربين على نفسك ...بتفكيرك......

مُهره بكت بلا مقدمات...
قصي تأفف: افففففففف......واضح اللي فيك هرمونات حمل....الافضل تروحين بيت عمك......
مُهره بصوت منفعل وهي تمسح دموعها: ما بروح لمكان....
قصي بنفس نبرتها ولكن امتزجت من نبرة النرفزة: لازم تطسين هناك....عشان تجهزين نفسك للزواج....فاهمة.....

مُهره بخيبة أمل: اجهز نفسي وانا هنا.....
قصي بملل : الكلام ضايع معاك....مع السلامة

ثم خرج اما هي بقيت على السرير تبكي!
.................................................. ..........

.
.
كانت في غرفتها تحدثها وهي منفعلة: تخيلي...وربي انهرت لم شفت الفاصلة نازلة.....

ضحكت شيخة: هههههههههههههههههههه يا كـ.......المفروض تفرحين نسبتك مرا مرا مرتفعة ...

نوف لا تستطيع نكران هذا الامر فنسبتها99.95%
: أتمنى ما ينكبني التحصيلي والقدرات.....

شيخة مسحت على شعرها: لا ان شاء الله .....هااا....وش تبين تدخلين.....

نوف بحماس: هندسة طبية حيوية.....

شيخة قوّست حاجبيها: غريبة ما تبين طب....
نوف حركت يدها وكأن شيخة امامها: احب التخصصات اللي فيها تفكير.....اكثر من الحفظ وكذا...وهذا التخصص يجمع بين الاثنين....
شيخة ضحكت: هههه واضح انك باحثة عنه كثير....
نوف: أي...
شيخة سكتت وبتردد اردفت: نويّف
نوف : هاااااا.....
شيخة ازدردت ريقها: اخبار بندر؟

سكتت نوف....ثم اردفت: بخير....ليش تسألين متزاعلين انتوا؟
شيخة وتشعر برغبة البكاء: مادري عن اخوك صار له فترة ما يكلمني......اتصل عليه ولا يرد....

نوف بتعجب: يمكن عشانه مشغول بالاختبارات....

شيخة بكت : مارسل يبارك لي على النجاح حتى لم صورت له شهادتي....
نوف ارتعبت من بكاؤها
وفي نفس الوقت شكّت بأمرهما
فاردفت بمزح: لالا....مو من جدك تبكين.....يا الخبلة....ليش الحين تبكين بس عشانه ما كلمك......اعرف بندروه...يموت فيك.....وما كلمك عشان اختباراته....

شيخة مسحت دموعها: يعني قولك كذا...
نوف بهبل: أي لا تخافين ما بيسحب عليك...

شيخة شتمتها
نوف : هههههههههههههه حقيرة ......هذا جزاتي اطبطب عليك.....
شيخة لتنهي المكالمة: انقلعي...
نوف بنفس النبرة: جهزي نفسك بس.......بكرا بجيك.....

شيخة : لا تجين ما بستقبلك...
نوف عادت بشخصيتها: بتستقبليني غصبن عنك باي
أغلقت في وجهها تاركة شيخة تسبها وتشتمها بلا حدود
.
.
.
بينما نوف بدأت تفكر بأمرهما حقيقةً هي خائفة على ابنت عمها وخائفة من اخيها !
نفضت افكارها السلبية من رأسها وخرجت من الغرفة .....نزلت الى الدور الأرضي
رأت اختها الجازي وعبد لله في حضنها نائم
ابتسمت على منظرهما
حقيقةً ملّت من زعلها على اختها
فهي لم تعتاد على ألا تكلمها لأيّام عدّة
تنهدت واقتربت منهما
وهي تردف : ما ودّك تصالحيني ويّه وجهك؟
التفت الجازي على مصدر الصوت
جلست نوف بالقرب من اختها
والجازي ابتسمت: كل ما جيتك ابي اراضيك تصديني شسوي يعني؟
نوف بوّزت: يعني تشوفين اللي قلتيه لي هيّن ...ولا يجرح...
الجازي طبطبت على ابنها الذي بدأ بالحركة العشوائية في حضنها بسبب اصواتهما
: ....زلّة السان وفهمتيها مني غلط...

نوف بجدية: لا والله كانت واضحة.....ومفهومة...

الجازي سكتت ثم قالت: حقك علي...آسفة.....سيف جنني...والله وما ترك لي عقل ....خلاني اغلط عليك......وما راعي كلامي.....آسفة نوف....صدق....بدل ما كون لك عون ....وانا اللي اساندك.....صرت عليك حمل ثقيل......ما غير اتشكّى لك......وتسمعين لي...ولا قد سمعت لك......وحمّلتك مسؤوليّة عبد لله في فترة تعبي...آسفة اني...

نوف ......استغربت من حديث اختها...ونبرتها التي باتت تميل إلى نبرة تنّم عن البكاء .....والحُزن ...شعرت انّ اختها في غضون هذه الأيّام باتت تؤنّب نفسها على ما فعلتهُ بها...

اقتربت منها ومسكت يدها: جب جب...لا قولين كذا انا اللي آسفة تركتك فترة خلتك تفكرين بهالطريقة.....الجازي...حنا لبعض....حنا خوات.....مالنا غير بعضنا.....وترى يوم ما اكلمك...مو بس لأني زعلانة عليك لا....عشاني اختبر وهذي آخر سنة لي...فاحس تراكم كل شي علي.....

الجازي مسحت بيدها الأخرى دمعة تسللت على وجنيتها قائلة: لا جد انا ضغطت عليك كثير....

نوف بصوت منفعل: جب...بس وعن هالحكي الفاضي......
ثم مالت إلى حس الفكاهة : ابشرك ترا نسبتي تبيّض الوجه.....
الجازي ابتسمت : كم؟
نوف أسندت ظهرها للوراء: كالعادة...بس نزلت اشوي بالفواصل....
الجازي تمتمت: الحمد لله ومبروك يا قلبي....

نوف ردت عليها وهي تنظر لعبد لله: الله يبارك فيك......اوه احس عبود كبر...
الجازي ضحكت بخفة: ههههههه تراك ما شفتيه كم يوم....مو سنة...

نوف ضحكت: هههه لا جد اللي في عمره احس كذا يكبرون بسرعة.....
الجازي نظرت لأبنها وقبلّت يده الصغيرة
واردفت نوف بتذكر: صدققققققق.....شصار ...ذاك اليوم...وديتي عبود له....ولا....

الجازي سكتت لا تريد ان تتذكر شيء عن ذلك اليوم
: وديت له عبود وهو جاني....
نوف سكتت ترمش بعينيها بصدمة
ثم انفلتت تضحك حتى ارتعب عبد لله وبدا بالبكاء
وهي اردفت: آسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفه يمه هههههههه عبود اسم الله عليك...
الجازي بدأت تهدهد ابنها وقرصت اختها في فخذها: وجع على هالضحكة اللي مال أمها داعي....خوفتيه...

نوف وضعت يدها على فمها: ههههههههههه جد جد جا هنا؟ شعنده؟
الجازي اسكتت طفلها قبل ان تتحدث: انا ذاك اليوم رميت عليه حكي بالجوال وشكله ما ستحمل وجا.....وطبعا كملت عليه الناقص....
نوف بحماس ابتسمت: بالله؟....وش سويتي....
الجازي بهدوء: وضحّت له اني ما زلت على رايي....
نوف تربعت على الكنبة: لالا ابي التفاصيل...
الجازي بتذمر: جلستي عبود وش يسكته....وتبين اقولك كل شي....
نوف مدّت يدها: عطيني إياه ووقولي...
الجازي مدته لها ووقفت به نوف وهي تهدهدهُ

الجازي بعصبية: نوف جلسي لا تعلميه على الوقفة

نوف بانفعال: بالله تكلمي وربي جاتني حكّه.....ابي اعرف

الجازي ضحكت: ههههههههههههه نوف تستهبلين؟

نوف : لا طبعا....قولي وش سويتي فيه...

الجازي سكتت ثم قالت: هو اللي جابها لنفسه...بدا يتكلم لي عن غزل وكيف ....كان يحاول ياخذها.......وامه اللي هي عمتك حطتني بالنص وخذني واكتشف بعدها انه بدا يميل لي...وصار يعاملني بطريقة تبعده عني ومادري ايش....وكذا....

نوف وهي تطبطب على ظهر الصغير: زبدة الحكي؟

الجازي : انا غليت ....بصراحة...من اعترافاته....بكيت ..وحضنته....
نوف بحماس ارتفع صوتها: اووووووووووووووووه....
الجازي نظرت يمينًا ويسارًا: يا كـ......قصري صوتك انا الغلطانة اللي اقولك عن هالشي....بعدك بزر ....صغيرة...

نوف نظرت لعبد لله وبنبرة حاده: خلاص يا يبه اسكت انت...
ثم نظرت لأختها: يا تبن ماحد هنا....وما البزر الا انتي كملي....

وقفت الجازي وسحبت من يدها ابنها: بعد تصارخ على ولدي...
نوف ضحكت: ههههههههه والله ما صرخت هاتيه خليه عندي...وكملي سالفتك......
ثم اردفت بتذكر: ترا بندر وخالد وابوي مو هنا....كملي....
الجازي عادت جلست بتأفف: أي .....حبيت انتقم له....واعلمه انه كان أسلوبه يوجعني وحسسني بالنقص بعد...
نوف ما زالت مبتسمة كالبلهاء: أي
الجازي بتردد وشتت ناظريها عنه: يعني صج اللي سويته كان جريء ولا ادري كيف سويته بس من حر ما في قلبي.....عطيته
نوف بحماس : أي شنو..عطتيه...

الجازي: بوسه....
نوف سكتت وتوقفت عن الحركة
نظرت لأختها بصدمة: بوستيه؟
وبتساءل: وين؟

الجازي وقفت منفعلة: لا اله الا الله وقّف عقلها الحين.....

نوف باستيعاب شهقت وشدّت على عبد لله خشيةً من ان يسقط من يدها: يا وسسسسسسسخة.........طيب وش صار بعدها...
الجازي بهدوء: قلت له عجّل بطلاقي صرت ما اطيق قربك......


نوف بفجعة: أويلي.....
وبضحكة بعدها اردفت: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه ولّع سيفوه اجل....ولّععععع

ضحكت على ردت فعل اختها ونظرت لأبنها وهي تقول: عصب اتصل علي......وتحديته انه يطلق وقال اجل انسي ولدك ومن هالحكي الفاضي...وبالليل جابه لي....

نوف بضحكة: ههههههههههههههه ...

ثم قالت: صدقيني ما جابه لك من فراغ...
الجازي سكتت ثم اردفت: شقصدك....
نوف قبّلت خد عبد لله وناولته اختها: صدقيني ناوي على شي..

الجازي بلا مبالا: على تبن....
نوف : الحين انتي من جدّك خلاص ما تبينه؟

الجازي اخذت ابنها وعادت تجلس على الكنبة: لا امزح معاكم انا.....
نوف جلست وبجدية تحدثت : طيب وعبد لله

الجازي بتأفف: بعيش حاله حال أي طفل ....

نوف حكّت جبينها : يعني انتي ما تحبينه ؟

الجازي باندفاع: هو عطاني فرصة عشان احبه؟....كل ما قلت خلاص اصطلح الحال بيني وبينه بعدني عنه......خلاني أخاف من فكرة الحب.....والاقتناع فيه.......فبصراحة الحين ولا احس باي شعور ناحيته كل اللي ابيه ورقة طلاقي منه...
سكتت نوف بعد حديث اختها
حقًّا سيف هو من شكّلها على هذه المشاعر
تنهدّت
ثم اردفت الجازي: عطيته فرصة ......وهو ما اغتنمها....خلاص....ما فيني حيل.....اجازف معاه...واعطيه فرص ثانية...

نوف كسرة قلبها اختها طبطبت على كتفها: معاك حق...
الجازي بتغيير الموضوع: المهم ناوية اشتغل...
نوف نظرت لأختها بنصف عين: تستهبلين؟
الجازي: والله ما درست وتخرجت عشان اركن شهادتي بالدرج.....ابي اشتغل مع ابوي في الشركة بحكم تخصصي ...يعني ....نظم المعلومات الإدارية.....ابي آخذ خبره....

نوف بهدوء: ظنّك سيف بوافق....

الجازي بنرفزة: ياخي بطلّق منه وش عليه مني...
نوف بعقلانية: بس لساتك الحين على ذمته.....

الجازي كانت ستتحدث ولكن أتت سنا وهي تقول: بابا سيف....يبي آنتا...

نوف ضحكت بقوة: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه......
عمره طويل ولد عمتي....

الجازي بنرفزة من ضحك اختها: اكيد جاي يشوف عبود ...سينا خذي عبود وديه له

سينا هزّت رأسها واخذت عبد لله
نوف: قومي روحي شوفيه......وفتحي معاه موضوع الشغل....صدقيني بجرّك من شعرك على بيتهم....

الجازي بانفعال: يخسي والله.....وبكلم ابوي أصلا خلاص.....يكلمه انه يطلقني وبشتغل باذن الله....

نوف نهضت :الكلام سهل وانا اختك...واصلا ابوي مستحيل بيرضى على سالفة هالطلاق....مو شفتيه ما كلمك يعني راضي...شوفي ايش اللي شاغلة الحين.....وبعدها بجيك الكلام اللي يسنعك انتي وسيف.....

الجازي بتأفف: انقلعي عن وجهي لا تسميني بهالكلام....

نوف ضحكت وهي تمشي متجهة للمطبخ: والله هذا الواقع ههههههه


الجازي تشعر بالحرقة من واقعية حديث اختها ولكن تمتمت: بطلّق غصبن عنه!
...........................................

سيف خطى اول خطواته في رد الصاع لها...اتى لرؤية ابنه وهو متوقع عدم مجيئها إليه رأى الخادمة تدخل المجلس وبيدها ابنه اخذه من يدها وخرجت

نظر لأبنه ابتسم: اخبارك يا بطل.....
ثم قبّله بخفة واردف: واضح امك ما فيه اعند منها .....بس ما عرفتني....زين.....باذن الله بخليها تتعرّف علي عدل....
ثم اخذ يداعبه ويلاعبه......
وهو يفكر كيف يقنعها في لقاء جديد معه.....من أجل التفاهم ليس الانتقام على آخر ما حدث بينهما.....إن عاندها وانتقم فسيزيد الامر سوء
فامر مجيئه الآن انتقام صغير لها بسبب عدم رغبتها بتواجده في المنزل
ولكن سيفرض نفسه عليها لعلها تُدرك حُبه الحقيقي في اتجاهها!
..................................................

.
.
شعر أنّ أخيه في الأوان الأخيرة جدًا متعب....وشكّ بالأمر.....ولكن بعد ان حدثه أبا سلطان عن الأمور وفشل عبد الكريم في الوصول إلى أي معلومة عن مكان امير والذي اتضح له انّه من إحدى الرجال المهددين من قِبل تلك الجماعة التي قتلت لويس حاول أبا سلطان ان يُشيح بنظر يوسف عن الامر خشيةً من أمور سياسية، فالفوضى هدأت في بريطانيا
والجميع يقول هذه حركة شخصية ولا تنم للسياسة من أي ناحية
ولكن في الواقع أبا سلطان يراها سياسية بحتة والبحث عن امير في هذه الأوضاع سيدخلهم في محط الأنظار والشكوك والظنون
لم يقتنع أبا ناصر في الامر
فاضطر ان يخبر أخيه أبا خالد بكل شي ليقنعه

فذهب الآن أبا خالد...لأخيه ...حدثه عن معرفته بالأمر
فقال: يا يوسف......انسى امرها...ولا دّخل نفسك في متاهات الله العالم كيف شكلها.....

بو ناصر ساءت حالته جدًا خاصة حالته النفسية ، وكذلك الصحية لم يعد قادر على العيش تأنيب ضميره جاء متأخرا ولكن جاء بقوة ...تُمرضه !
: هذي بنتي يا غازي بنتي.....

بو خالد ملّ من تكرار أخيه لهذه الجملة حقيقةً هو من المعارضين لزواجه من ديانا وحذره من ان ينصاغ لرغبته
تحدث بنبرة غضب: شوف يا يوسف...حذرتك قبلها.....ما تحرق نفسك في هالزواج هذا ......وما سمعت لي....وحرقت نفسك......وحرقت زوجتك وعيالك......وبالأخير وش صار...؟.....خانتك...وتركتك بدون ما يرف لها جفن........خلاص....لادمّر نفسك اكثر يكفي بنت عمك صبرت عليك.......يكفي الفضيحة....اللي حاولنا نلملمها بعد تخليك عن نورة.......لا ترجع تفتح ملفات بجيب لك وجع الراس...موضوع امير انساه......وصولك له.....بجيب لك المشاكل.......


بو ناصر بعينين دامعتين : وكيف انسى بنتي.......غازي......قلبي يحترق....يحترق.....احس بهَم......احس اني حقير وواطي....يوم سمحت لأمها تاخذها....

قاطعه : انت تخليت عنها...بدم بارد يا يوسف......انت قلتنا بعظمة لسانك هي ما هيب بنتك.....صدمتنا وقتها.......ما عطيت احد فينا...فرصة يشوف هي صدق بنتك ولا لا.......لملمت السالفة وفجأة قلت راحت مع أمها......كيف تقول الحين بنتك....؟

بو ناصر بنبرة حزن : تسرّعت ....قراري طايش وقتها......امها الانانية اللي ما تركت لي مجال استوعب....شي........خيانة...تهدي� �.....فجأة تشكيك نورة مو بنتك....وش كنت تبيني اسوي....

بو خالد لم يحبذ ان يطيل لوم أخيه ....فحالته لا تسر

قال: انساها.......كيف لا تسألني بس اللي عارف انه عندك القدرة على نسيانها مثل ما نسيتها لمدة عشرين سنة يا يوسف........

بو ناصر هز رأسه: والله ما عدت اقدر.....والله..
قاطعه: تبي انت تقلب حياتتتتتتتتك تبي....شيخه تكرهك....تبي ناصر وسعود يلومونك؟.....تبي منيرة زوجتك تطلّق منك.....استوعب اللي تسويه غلط......امير .....مهدده حياته بالخطر.......وبريطانيا ظاهريا هادية بس من الداخل مقلوبة.......يحاولون يسيطرون على الوضع وانت تبي تدخّل نفسك بينهم........مجنون؟

بو ناصر تحدث بثقل: طال الزمن ولا قصّر ....لازم اشوف بنتي نورة .....لازم اخليها تسامحني....
بو خالد بحده: مو الحين.......الوقت مو مناسب.....اصبر لين تهدأ الأوضاع على الأقل...

هز بو ناصر رأسه
تنهد أبا خالد: انا ماشي .....وبمر عليك في الليل ......
بو ناصر : الله معاك

خرج أبا خالد لا يريد أن يطيل الجلوس معه أخيه لكي لا يزيد عليه تأنيب ضميره
لا ينكر يوسف طائشًا بقراراته ولكن لم يتوقع يومًا انه سيتخذ قرار صارم في اتجاه ابنته صدمه في ذلك الوقت
وبحكم انه يكبره بسنوات نصحه في وقتها على الا يتزوّج ديانا على ألا يكرر سفره لهناك
ولكن يوسف مندفع لرغبته ....ولحبه ....وها هو الآن يدفع ضريبة هذا الاندفاع بشكل مؤلم !
.
.
بعد ان خرج أخيه.....بقي مكانه .....يبكي بصوت واطٍ ...لن ينسى عينيها التي تنظران إليه ببراءة ...لن ينسى آخر موقف بينه وبينها ...كانت جالسة في غرفة نومهما
جالسة امامه ترسم في كراستها وهي مبتسمة
وهو يحدّق لها آنذاك بشحوب الحقائق التي وصلت إليه
اقتحمت غضبه عندما أتت تُريه الرسمة
اجبرته على ان يُمسك بها
: بابا شوف....رسمتي حلوة...
لم تمهله في ان ينطق ....بكلمة واحدة ....سحبت جسدها ووقفت على اطراف اصابعها لتجلس بعدها على فخذه الأيمن

اضطر ان يضع يده اليُمنى على ظهرها كانت يديه ترتجفان
اليوم كان سيكتشف الامر
ولكن تبعه امير......لاحقه .......سحب الظرف من يده بعد أن دخل معه في نقاش حاد
ختم أمير الامر بعبارته التي لم يستطع مسحها من رأسه الآن
) اقسم بالله ، لو ما كفيت شرك عنّا لا اشتكيك....وأئلب الطاوليه على راسك.....اتار الضرب ما برح على وجّه وجسمه.....بطّل تفكير تاخذ البنت منها وإلا والله بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا ...وادخّل السفارة اللبنانية كمان....خلاص تطمن البنت باحضان امه....والأم بلاش تفكر فيها هلأ لأنها ما عادت لإلك.)
كان سيمد يدّه ولكن أمير تحدث: لك أنا بتمنى تضربني مشان تسهل علي أمور كتير ..... راح تكون صعبة عليّ
ثم ابتسم له بمكر وخبث
وهنا انسحب عن وجهه يوسف .....انسحب وفي قلبه غّل وحقد ......وغضب ...لا يريد أن يطيل الامر سيطلقها
وسيجعلها تأخذ ابنتها.....هو موجوع منها.....ومنصدم مما سمعه.....ورآه......بكى حقيقةً مع نفسه....وبعثر الأشياء من حوله....ولم تخمد نيرانه......
جعلته يستفيق من هذه الذكرة
بعد ان وضعت رأسها على صدره: بابا...ليش ضربت ماما؟
سقطت الكراسة من يده واضطربت أنفاسه
نظر لعينيها ....ودّ لو يخنقها بيديه...اهذه نتيجة الخيانة؟
بدأ يشك بشكلها...رغم أنّ هناك شبه حتى لو كان بسيطًا ولكن بعد هذه الترهات المتتالية عليه لم يدركه،
أبعدت رأسها عن صدره عندما لم ترى منه إجابة ثم حاولت ان تصل إلى خده وقبلته بلطف
وهي تقول بنبرة طفولية: آسفة عشان ماما ضايقتك...بس لازم انت تقول لها آسف عشانك ضربتها
كان يحدّق لها بصمت، وبعينين محمرتين ....بينما هي كانت تنظر له بحب...وخوف ايضًا ...فلم ينمحي مشهد ضربه لوالدتها ولكن لكي تُرضيه رسمة له منظر من الزهور واتت إليه معتذرة لم فعلته والدتها فقط تريد منه ان يبتسم ويعود كما كان يلعب ويحضنها كما في السابق هي لم تعتاد على ان تراه صامتًا غير متفاعلا معها رغم خوفها إلا انها كانت تشعر بالأمان وهي في حضنه لذلك هي تثق سيرضى عن والدتها ....هو طيّب.....وكثيرًا هكذا كانت نظرها له ولكن
لم يجيب عليها ايضًا سمعت صوت والدتها تناديها
فابتعدت عنه ولوّحت بيدها له مخبرته بعودتها إليه
وحقيقةً هو يعلم أنها لن تعود
ما إن خرجت اخذ تلك الرسمة مزقها ورماها في القمامة
واخرج جميع اشيائها ورماها
واعلن كرهه عليها
ولكن الآن
يبكي
يبكي
عليها يبكي بحرقة وألم
انفتح باب المجلس
دخل ابنه سعود فجع عندما رأى والده على هذا الحال
اقترب منه: يبه
لم يسمع سوى صوت بكاؤه
سعود بذعر: يبه....احد صار له شي
هز راسه بلا
سعود مسك يده : اجل وش صاير؟....يبه انت تعبان؟
هز راسه بـ(أي)
قبّل سعود يد ابيه ثم قال: بنادي ناصر ....راح نوديك المستشفى ......
ثم خرج راكضًا للداخل
بينما أبا ناصر بقي يبكي ندمًا على عدم مبادرته في حضنها، على عدم احتفاظه لرسمتها
على عدم شم رائحتها
بكى ...وكأنه استوعب جُرم ما فعله بها!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-10-19, 11:07 AM   #45

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



.
.
.
دخل إلى المنزل اغلق الباب بقوة ثم توجّه إلى الطابق العلوي وقبل أن يلتف لناحية اليمين صدم في أخيه

الذي قال: خير قصي شفيك؟
قصي بملل: وخر عن وجهي....
حقيقةً خشي من وجه أخيه: قبل قول وش صاير معك

قصي دفع أخيه بخفة: جسّار وربي مالي خلقك....وخّر....
جسّار انسحب من مكانه تارك أخيه يتوجّه للغرفة

ثم خرج عزام من غرفته مردفًا: شصاير وش هالاصوات؟

جسّار: في هالبيت عندما مجنونين ....

عزام فهم انه يقصد (سيف وقصي)ضحك بخفة:هههههههه........مو شي جديد.....
جسّار مشى بالقرب منه: قصي فيه شي....
عزام بجدية: تركه عنك ......متوتر الحين خايف امي توقف الموضوع على سالفة العمر....
جسّار : والله ذا مقرود....كل ما قلت بيتعدل وضعه يطلع شي جديد....

عزام مشى بخطواته لناحية عتبات الدرج: لا تعايب عليه عشان ربي ما يبتليك وراك .....مشوار على سالفة الزواج ترا....
جسّار ضحك وتبعه: ههههههههههههه ما نيب مزوّج....
عزام بنبرة سخرية: نشوف
............

بينما قصي دخل الغرفة......شتم مُهره سرًّا دوما ما تنكد عليه الامر وتشعره بتأنيب ضميره على اقدامه على هذا الزواج
هو حقًّا تزوجها عنادًا لقرارات اهله......واثباتًا لقوته ولكن لم يُدرك انّ هذا الزواج ستؤول وراؤه أمور أخرى
ولكن اقتنع بكل ما آل إليه!
وهي الآن تشعره .....باحتقارها لهذا الزواج....وخوفها الغير مبرر له....يحرقه...
حديثها اليوم احدث شرخٌ في علاقته معها........هي اثبتت له بشكل صريح .....لجأت إليه فقط لانتشالها من مكان عانت فيه لمكانٍ هادئ يشعرها بالأمان اما شعورها لناحيته .....لا شيء...لا عنوان له......
سيتركها هذه الفترة .....تعيد حسابات تفكيرها لعلها تُدرك انها بدأت تغوص في أنانية تفكيرها لناحيته!
.................................................. ...............
.
.
لم تمل تتصل عليه مرارًا وتكرارًا ترسل له تفاصيل ما فعلته باليوم ......وآخر رسالة وصلته صورة نتيجتها
شعر بالخوف...من حديث نوف
يخشى من أن تفعل وتحب شخصًا لا يعرفانه من ورائهم
ويستدرجها ذلك الغريب للهاوية !
ولكن هو حقيقةً لا يلهو ولا يستدرج ابنت عمه
حقيقةً رغبته بها صارمة وملحّة بالحُب الحقيقي
مسح على رأسه سمع رنين هاتفه من جديد
ما زالت تتصل لن تهدأ إلا بعد ان يُجيبها!
أجاب بهدوء
سمع صوتها: لا كان رديت.....مو من جدك بندر؟...تحقرني كذا عشان الاختبارات......

بندر بهدوء: ما عندي وقت للمكالمات

شيخة فتحت عيناها على الآخر: طيب خلصنا اختبارات......

بندر بجدية: الأفضل نبتعد عن بعض لين ما يصير بينا شي رسمي....
شيخة بشهقة: هأأأأأأأأ...من جدك تتكلم؟.....بندر شفيك ....

بندر مسح على رأسه وبشتات: الأفضل كذا.....
شيخة بحساسية الموضوع: قول ما بيك وخلاص...
بندر فجأة تحولت نبرته للعصبية: يا ربببببببببببي .......انا ما قلت كذا.....
شيخة بنبرة بكاء: مليت مني صح؟

بندر : مو صاحية شيخوه....جالسة تقَوليني أشياء ما قلتها.......قلت لك نبعد لين يصير شي رسمي افضل....

شيخة بانفجار بالبكاء: طيب انا ماقدر ابعد عنك على الأقل نتواصل على الوات.....
بندر سكت
واكملت: بندروه لا تخليني اكرهك.....والله ما صدقت على الله اخلص من سالفة سلطان لا تخليني اندم.....

بندر بلل شفتيه واردفت هو يحاول ألا يبتسم: ما عرفتك وانتي تحبيني هالكثر.....

شيخة مسحت دموعها كالطفلة: أي أي ارجع مثل ما انت عليه ...مجنون...ومرجوج......لا تسوي لي فيها ثقيل........

وبنبرة تقلّد فيها صوته: ما نكلم بعض لين يصير بينا شي رسمي.......
وبهجومية: من زين صوتك عاد.....اجلس اسمعه أربعة وعشرين ساعة

بندر مات ضحكًا على تقلب مزاجها في الثانية الواحدة: فيك انفصام انتي؟هههههههههههههههه

شيخة : أي بكيفي.....لا تقاطعني....عشان م...
قاطعها بجدية: شيخوه.......لم ما اكلمك ما يعني اني ما ابيك يا فهيمة انتي.....

شيخة بنبرة استهبال وواقعية مشاعرها: طيب ادري بس شفّهم قلبي المشتاق....

بندر اتسعت ابتسامته وعينيه: انتي شيخوه اللي اعرفها ولا وحده ثانية......
شيخة باندفاع: أي عمتك شيخة اللي تعرفها.....
بندر : هههههههههههههه جنيتي؟ انتي؟لهدرجة بُعدي عنك جننك

شيخة خجلت من حديثه حكّت جبينها: كل تبن....لا تسوي فيها آخر حبه......
بندر بصدمة: الحين انتي وش تبين توصلين لي....

شيخة هدأت قليلًا تشعر أنها بدأت تهاجمه بكلمات وجمل متناقضة ....ومتداخلة في بعضها البعض

تحدثت بهدوء اخافه حقيقةً: ابي أوصل لك حُبي.....
بندر سكت.....نظر لمن حوله : شيخة انتي تعبانة؟

شيخة بجدية : بس عشاني شرحت لك حُبي صرت مجنونة وتعبانة...وفيني شي.....بندر انت مو مستوعب.....قد ايش احبك ....احسك ماخذني على قد عقلي....وتسلك لي من ناحية المشاعر....

بندر شعر برعشة من حديثها وبخوف قال: لا والله....بس مو متعود على اسلوبك هذا.....
شيخة ترقرقت عيونها بالدموع: للأسف.....خليتني ضعيفة بحبك.......وما صرت اقدر على بعدك يا بندر....بس انت مو مستوعب هالشي.....
بندر : قلت لك اكلم ابوي وخلاص....ما نطول هالسالفة...

شيخة بغصة: سو اللي تبيه باي

أغلقت الخط في وجهه وبكت
بينما هو مصدوم من تأجج مشاعرها...وحديثها....ولكن اعطته الضوء الأخضر
حقيقةً لن يتناوى في الحديث مع ابيه هذه الليلة لن يطيل الأمر ابدًا!
بينما هي بكت ثم مسحت دموعها وهي تكرر: مالت عللللللليك
هي ليست متناقضة ولكن هذي هي طريقتها في التعبير عن مشاعرها ......لناحيته.....تُدخل الجمل والكلمات في بعضها البعض.....حتى الطرف الآخر من الممكن لا يفهمها ولا يفهم ما تريده! او يُسيء فهمها....بشكل سريع
.................................................. ..............

.
.
.
الوضع بات فوضى ......مشتت....قلوب خائفة .....وعيون حائرة.....مُنذ اتصاله عليها وهي لم تذق النوم ......لم يهدأ لها بال
خائفة من هذا السكون كانت تنتظر فضيحتها تصبح على كل لسان
تنتظر لحظة انهيار حصة .....تنتظر لوم ايلاف لها...
تنتظر انتقام أهلها لأخذ الثأر منها وغسل العار الذي جلبته
باتت باهتة خائفة من ملاحقة الماضي
لم تستطع أن تكبح مشاعر القلق
رسلت له
(جورج صار شي يديد؟)
..................................................

بينما جورج حقيقةً تلك الرسالة وترت حياته كلها....وبُعد أخيه عنه وتأخر أمور التصدير والاستيراد للبضائع
ووقوف حركة النقل الداخلية كل هذه الأمور اشعرته بالعجز
كان ينتظر صدمة أخرى تهديد آخر خلال هذه الأيام ولكن
لم يرى سوى الهدوء
حتى أخيه مُراد بات هادئًا رغم تزعزع الأوضاع هناك اخبره بكل شيء وامره بان يتدخل في الامر بنفوذه ويبحث عن نور ولكن رفض من ان يتدخل بقوله
(مابدي ادخل في أي شي بيخص امير لأنوه ئصتي معوه خِلصت من زمان!)
فأدرك مُراد أنانيّة أخيه في هذا الأمر
ولكن التمس خوفه من الشخص الذي يهدده بابنته حتى به اتصل عليه ذات يوم يخبره(تعال انا بحاجة لإلك كتير ، مشان الله تعال واتروك أمير ونور)
مراد احتار هل يترك ماكس في معمعة الاحداث هل يترك ابنته، ولكن شعر بخوف جورج مهما كان انانيًا هو بحاجته الآن.....وحقيقةً ليس له غنى عنه فهو أخيه الوحيد الذي وقف معه في ازماته بغض النظر عن حقده لناحية امير وانانيته لناحية نور!
فهو لم يسبق
له سماع نبرة الخوف تلك منه عليه ان يعود ويرى امر هذا التهديد لكي يُجبر أخيه بعد ذلك بنفوذه يبحث عن نور بسهولة!
ويصبح له مدينًا ....لكي لا يرفض له طلبًا!
عاد إلى المانيا بالأمس ولكن لم يأتي إليه قرر أن يأتي اليوم لرؤيته ولحل الامر !

.
.
بينما جورج
سمع نغمة خاصة للرسائل سحب هاتفه نظر للرغم ادرك انّ هذه الرسالة من دلال
قرأ رسالتها
فارسل بهدوء
(ما صار شي)
ورمى هاتفه واغمض عينيه، يريد الهروب من هذا الخوف....لا يدري لماذا هو خائف من إزاحة الستار عن عينين ايلاف
لا يدري لماذا!
.................................................. .................
.
.
.
كانتا غارقتا في النوم......خلال هذه الأيام القليلة شرحت كل منهما للأخرى عن همومها التي تُثقلها في المشي وتُثقل عليها لذة العيش
كلتاهما انصدمتا مما حدث للأخرى
كلتاهما شعرتا انهما متشابهتين باختلاف الاحداث التي عاشتاها
طبطبا على بعضهما البعض.......وبكى معًا...واحتضنا بعضهمل......وحاولا ان يمررا ايامهما بهدوء....بعد جولة الانهيار والاعترافات الثقيلة ...
خاصة موضوع زواج نور وانجابها .....كان كالصفعة على وجه ايلاف ولكن ادركت ان ما حدث لها وطئه اقل بكثير مما حدث لنور وشدّة وطئه عليها!

........................................
سمعت صوت المنبّه ، شعرت بثقل على ساقيها
انقلبت وصدمت في كتلة صلبة وادركت انها بجانبها
تمللت وتأففت
أغلقت صوت المنبه وركلت رجلها
وهي تقول بصوت مشبّع بالنوم: ايلاااااااااااااف.....ايلاا� �اااااااااااااافوه..... ..ايلاف....
وابعدت نفسها من على الوسادة وحدّقت في ايلاف
جلست على السرير ازاحت اللحاف من على جسدها وسحبت لحاف ايلاف ورمته على الأرض وهي تهزها
: ايلاااااااافوه....قومي......وش هالنوم الثقيل......قومي....


ايلاف سحبت الوسادة ووضعتها على رأسها وركلت برجلها رجلي نور: خليني اناااااااام.....

نور سحبت الوسادة ورمتها على الأرض وضربت كتفها:قومي.....اليوم مستحيل تغيبين صار لك يومين .....والله بفصلونك.......يكفي رسلوا لك رسالة........قومي....

ايلاف استلقت على ظهرها وفتحت عيناها بصعوبة
: فيني النوم ...ما نمت زين....مابي اروح...
نور نهضت من على السرير
وسحبت ايلاف من قدميها حتى سقطت على الأرض وارتطم جسدها بالارضية
صرخت ايلاف: يا حمممممممممممممممممــ.......... مينونة؟

ومسكت ظهرها ضحكت نور وكأنها لم تكن تلك الفتاة الحزينة التي بكت يومين متتاليين من شدّت ألم قلبها وخوفها من أمور كثيرة

: هههههههههههههه والله بداومين....
وقفت ايلاف
أبعدت شعرها عن وجهها ثم جلست على طرف السرير تحدثت: ما ابي اشوفه مالي ويّه....

نور بجدية جلست بالقرب منها طبطبت على يدها: حبيبتي ايلاف انتي رايحة تدرسين مو رايحة تقابلين طارق......حرام عليك.......تضيعين مستقبلك......انسي اللي صار....

ايلاف اجتمعت الدموع في عينيها ونظرت لنور: مو قادرة انسى....
نور بانفعال: تكفين لا تبكين حنا وعدنا بعض امس نوقّف بكى بس....لا تبكين.......
ايلاف اخذت نفس عميق وحدّقت بالسقف: مستحية وايد منه كيف بطالع في ويهه.....كيف بطالع فيه...شافني وذاك الحمار يتحرش فيني قدامه....متخيله هالشي قدامه....

نور تهوّن عليها: قولي الحمد لله ما صار اكبر من كذا......والمفروض تشكرينه على اللي سواه.....هو ما سمح له يكمّل عليك الناقص...وبعده عنك وحماك.....
ايلاف هزت رأسها ولم تتحمل بكت: مابي اشوفه....
نور احتضنتها: لا تشوفينه.....حاولي تركزين حاليا على دراستك ...والطريق اللي يمشي فيه .....لا تمشين انتي فيه ....روحي في طريق ثاني.....بس تكفين قومي روحي لا يفصلونك....

ايلاف هزت رأسها برضى

وبمرح اردفت نور: وخلاص ...من يوم ورايح بنام على الاريكة....ما تحمل....رفسك......وضربك لي ....باليل

ايلاف نهضت وهي تسحب المنشفة من على الكرسي: والله أنج جذابة.........انا ما ارفس احد....وانا نايمة....

نور بدأت بترتيب الغرفة: أي ....حيل ما ترفسين...انقلعيييييي تروشي بس....

ايلاف فتحت الدولاب: باقي وقت انتي مقعدتني مبجر...
ثم التفتت عليها: صج شنو بسوين بدوني....
نور سحب اللحاف الذي رمته على الأرض: ببحث عن شغل مناسب .......وبروح اسجل في النادي اللي قلت لك....

ايلاف بصدمة: يعني انتي مصممة ....مينونة؟
نور ضحكت: ههههه ليش مفجوعة كذا...
ايلاف خرجت لها ملبس مناسب: ما تخيّل شكلج معضلة.....
نور رمت عليها الخدادية: منو قال لك ابي اعضّل....

ايلاف : يعني بتفهميني ما راح يعطونك بروتينات وهرومونات و...
قاطعتها: لا....انا ابي بس اتمرن واضيّع وقت واقوي عضلاتي وعظامي........واتعلم البوكسين بس كذا عشان افرّغ طاقتي السلبية....

ثم نظرت لايلاف وهي تلعب بحواجبها: عشان اكفخك على أصول واساسيات بعدين لم نتضارب...
ايلاف التقفت من على الأرض الخدادية ورمتها على نور
: حقيييييييييرة

نور بجدية : روحي اتجهزي.....
ايلاف مشت خطوة للخلاء ثم أبعدت خصلة من شعرها بغرور: سوي لي فطور....

ثم أغلقت باب الحمام سريعًا عليها
نور بصوت عالي: اكلييييييييييييي هواء......جدا مفيد وبدون سعرات....
ضحكت ايلاف على ردها
بينما نور سحبت هاتفها الجديد الذي اشترته بالأمس
اخذت تبحث عن فرص عمل بسيطة لا تتطلب أي شهادات
هي رأت واحدة ولكن مترددة ولم تخبر ايلاف عنها
وظيفة صباحية تبدأ من الثامنة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا
كجليسة أطفال ولكن تشعر بالتردد من القدوم عليها
ولكن لا مجال لها حقيقةً عليها ان ترى لها اية وظيفة
لن تحرّك المال الذي بحسابها ....تريد أن ترى وضعها قبل كل شيء
خرجت من الغرفة وهي مقررة في
امر الذهاب والاشتراك في النادي الرياضي للملاكمة فجأة قررت الالتحاق به تشعر انّ حياتها تتطلب
ان تكون على معرفة في كيفية الدفاع عن نفسها
ستشارك في هذا النادي ولكن بعد أن ترتب أوضاعها ستشارك فيه!
رتبت الشقة بينما ايلاف بدأت تتجهّز للذهاب إلى الجامعة
خرجت ونظرت لنور التي ما زالت تنظف بعثرت الأشياء التي احداثها بالأمس

ايلاف: نور يلا بطلع......
نور بتردد: ايلاف لقيت شغله بس مترددة فيها

ايلاف: شغلة شنو؟
نور وقفت واتجهت لناحيتها: أكون جليسة أطفال.....

ايلاف سكتت ثم اردفت: اذا الراتب زين ما قول لج لا .......اهم شي الراتب...
نور ضحكت: هههههههههه تحبين الفلوس....
ايلاف ابتسمت: ما في احد ما يحب الفلوس....
نور بقلق: يعني اروح للعايلة...واقابلهم....
ايلاف : أي روحي....فرصة وجاتج على طبق من ذهب وانا بعد بسال عن وظايف جذه بسيطة....تناسبج.....وما تطلّب شهادات!

نور هزت رأسها: تمام يلا روحي لا تتاخرين ...
ايلاف بهدوء قبلت خدها: انتبهي على نفسج.....وتركت لج ....نسخة لمفتاح الشقة بتشوفينه بالدرج...
هزت نور رأسها بينما ايلاف خرجت...
نور بتفكير: نأجل موضوع النادي ونرح نقابل هالعيلة
ثم سحبت نفسها لترتدي من ملابس إيلاف
وبعد دقائق عدّة خرجت متجهّة للعنوان التي تتبعه من خلال هاتفها كانت خائفة ولكن لا تريد ان تبقى هكذا بلا دراسة وبلا عمل
إن بقيت في الشقة دون عمل ستجن من شدّت تفكيرها لذا هي مصممة على العمل!
.................................................. .
.
.
في غضون هذه الأيام عاش صراعًا ما بين توقفه عن الانتقام وما بين ختامه كما خطط
ايلاف لم يحصل لها أي ضرر إلى الآن
سيحمد الله على ذلك
لن ينكر أنّه تأثر بـ شكلها ، واستوعب خطورة اشتراكه مع هؤلاء القتلة ولكن استعاد وعيه
واستعاد حقده من جديد
سيسدد هدفه الأخير
مُراد لم يعد الحارس الشخصي لجورج فبعد ان اثار الشكوك والظنون بينهما يستطيع الآن أن يلعب على المكشوف كما خطط
كان مخطط ايضًا في اثارة الفتن بينه وبين ابنته ولكن الآن وبعد ما حدث اشاح بنظره عن ذلك
خلال هذه الثلاثة الأيام بعد ان تأكد من بُعد مراد عن أخيه
اتى إلى ألمانيا
للقياء جورج ووضع النقاط على الأحرف لن يبقى خلف الستار لفترة طويلة لن يبقى ابدًا
لبس بذلته الرسمية
انزل من على عينيه نظارته الشمسية وقف بسيارته امام المقر الرئيسي لجورج
ابتسم بسخرية على فخامة المبنى
لم يخاف من فكرة الموت هنا بل مندفع في انتقامه

دخل استقبله السكرتير الألماني اخبره عليه ان يقابل جورج الآن ولكن
اخبره بأن يبقى هنا
دخل السكرتير اخبر جورج
عن مجيء رجل يريد مقابلته ورفض
فخرج معتذرا ولكن طارق نهض بشكل منفعل وفتح الباب بطريقة مستفزة وتبعه الرجل ليوقفه
ولكن ما إن لمس يده حتى امسك بها ولواها لتصبح بعدها خلف ظهره

رفع جورج رأسه منصدم من هذه الفوضى ومن تجمع رجاله بسرعة على الرجل الممسك بسكرتيره
جميع رجال جورج أشاروا لطارق بمسدساتهم لناحية رأسه
ازدرد ريقه جورج
أشار لهم(مترجم): اخفضوا اسلحتكم....

انصاعوا لأمره ،
جورج بصوت هادئ : اتركوه
طارق دفع السكرتير عنه وأشار جورج غمز لهم بعينيه بمعنى(طلعوا برا)
انغلق الباب على جورج وعلى طارق
طارق جلس ببرود على الكرسي ونظر لجورج: انصدمت صح؟
جورج بنرفزة وعصبية: شو بدّك.....شوف خليني ئولك......لو جايني مشان ترجع على شغلك...ما راح ارجعك ...لو جياني مشان مصاري...ما راح اعطيك....اي شي...
طارق .....نهض بنرفزة
جورج ما زال حقيرًا ومتمسكًا بـ ألا يكسر
ضرب بيده على الطاولة: وانا جاي آخذ روحك...
جورج بعدم استيعاب: طاااااارق.....اطلع برا....

طارق بخبث مسح على ذقنه واخرج من مخبأ بدلته الرسمية
صورة لإيلاف .....وهي في الحرم الجامعي
ابتسم: اخبار بنتك إيلاف؟
واقترب اكثر من جورج: لحد الحين ما وصلها خبر الحقيقة؟
جورج إلى الآن لم يستوعب الأمور
تحدّث طارق : كنت ناوي أقول لها انك ابوها.....واخليها تحقد عليك...وتاخذ حقي منك ......بس للآسف ....حسيت انها مسكينة.....واخذت عقابها مبجر.....بعد ما تحرّش فيها إدوارد...

فتح جورج عينيه على الآخر......استوعب قليلًا الامر انقض على طارق : يا حقيييييييييييييييير....
طارق اخرج سريعًا مسدسه: المسني...وربي ما راح اتردد في قتلك....
جورج توقف سريعًا وابتعد
طارق اكمل بانتصار: مُراد وخلصنا منه........وما صار يحوم عليك مثل الجلب عشان يحميك......قدرت افرّق بينك وبينه عشان هاللحظة....الحلوة......وبنتك...� �ارت مثل اللعبة بيدي....وتثق فيني.....
جورج ازدرد ريقه
فهم كل شيء
من يهدده طارق
من يحاول أن يسلب راحته طارق
تحدث: لشو حتى تعمل فيني كل هيدا؟
طارق بحقد: سجنتني بلا حق.....
جورج : هيدا انتّا اطلعت ...و
قاطعة بحقد وهو يشد على سنانه: سجنتني سنتين......مات اخوي.....امي كرهتني.....والسبب انت....بس عشان تحمي اخوك.......
جورج ازدرد ريقه وانعقد لسانه لا يعرف كيف يبرر له
طارق اقترب منه: كنت تظن بمرر لك ....الموضوع ......لا......كنت انتظر اللحظة اللي اصير فيها حُر عشان.......آخذ حقي منك.....

جورج بخوف ولكن حاول أن يخفيه: طارق.....أنا وئتها ما كنت افكر انه....

قاطعه بصرخة: ما تفكر ايش؟....
جورج أشار له: طارق...مشان الله اهدا.....انا راح اعوضك عن كل شي....
طارق ضحك بخبث: هههههههههههههههههههههه تعوضني؟؟
وبنبرة حاقدة: بعد ما تسبب في موت اخوي تعوضني...
جورج بتبرير: انا ما قتلته...

طارق بصرخة: مااااااااااااات مقهوووووووووووووور....وزعلا ن مني....

جورج
حقيقةً اصبح مذعورًا من طارق، الذي بدأ وجهه يحمر وتبرز عروقه من شدّة صراخه
: طارق......دخيل الله ...اسمعني للحظة وبس...
طارق اقترب منه: انا مو جاي عشان اسمعك....انا جاي اترك لك بصمة في حياتك وامشي....
جورج فتح عينيه مذعور
طارق بدون أي تردد رفع مسدسة والذي يحتوي على كتم الصوت
تحدث بتهديد: لو تشتكي علي بعد ما اطلع اقسم لك بالله.....ايلاف ما راح تكون بخير......

جورج ارتجفت بداخله كل خلاياه
جورج نطق: ططططــ
لم يمهله اطلق النار على ساقه الأيمن
وبشكل سريع وقبل ان يسقط اطلق النار على رجله اليسرى
حتى صرخ جورج واتى بالقرب منه وهو يضع المسدس على جبينه ويضحك بسخرية: شي بداخلي يصرخ يقول لي موته....
جورج بوجع جاثل على ركبتيه
وانفاسه باتت مسموعة
وعرق جبينه: ممممممممشششــ
طارق بتلذذ من رؤيته هكذا خائف وعاجز
: اششششش.......
جورج اغمض عينيه بخوف وما زال يشد بالمسدس على جبينه: خايف من الموت؟

ضحك طارق بجنون .......وانفتح الباب بشكل مفاجأ وصادم لطارق وجورج
وفجأة سمعوا صوت اطلاق نار
وصوت مُراد يرتفع وهو يتنفّس بشكل سريع وبصوت مسموع بعد ان اخبره السكرتير بما حصل بعد وصوله شك بالأمر سحب سلاحه وفتح الباب على مصرعيه بقوة: وشكلك انت هوايه مشتاق للموت يا حيوان!
.
.
.
.
لكل بداية نهاية
وجميعنا نهايتنا الموت!
.
ما زال متوترًا أمير ترك على عاتقه ثقل ....ثقل الشركات والأموال وثقل تعبه...وهروب نور
كان ينظر لجولي....وينظر لخطيبته .....تحاول أليكسا ان تخفف عنه ولكن ما زال يشعر بالضغط
تحدثت
سندرا متسائلة
: نور وينها؟
سكتوا جميعهم ....لماذا بدأت تسال عنها هل آلفة الجلوس معها في غضون ثوانٍ! ام شعرت أنها جزء منها
مسحت على شعرها جولي
: سافرت وراح ترجع...
ماكس اغمض عينيه وشدّ عليهما
اليكسا طبطبت عليه
: حبيبي.......ئوم ريّح لي بالك ......ئوم نام....لو ساعة وحدي....
ماكس : ما فيني....
اليكسا تنهدت بضيق
سمعوا رنين ماكس
اليكسا سحبته من على الطاولة وناولته إياه
ماكس بتعب: ما بدي ارود

نظرت للرقم والاسم: المستشفى...
ما إن قالت كلمتها حتى سحبه ونهض يجيب على الطبيب
سمعه يتحدث ...يخبره عن امر....
لم يصدق ما سمعه.....شعر باضطراب مشاعره .....
اغمض عينيه يريد ان يستوعب
همس (مترجم): أعد ماذا حدث لأمير؟
.
.
.

انتهى

.
.
.
أول مرة اسويها قفلتين في بارت واحد(


لا تحرموني من ردودكم ......وتقييمكم

راح اتحمس اشوف تفاعلكم

ودعواتكم لي يا غاليين

تحياتي شتات




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-10-19, 04:50 PM   #46

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-10-19, 05:12 PM   #47

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-19, 07:17 PM   #48

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم

اخباركم ؟


..
.
.
عارفة انكم متحمسين مرا ومشتاقين للاحداث والشخصيات(


البارت صار جاهز (

بس قبل لا انزله حابة اقول كم شغله


البارت طويل......تقريبا بحدود 80 واشوي (هذا عدد صفحاته بالوورد

كل الشخصيات موجودة فيه

لذا
حابة انكم تقرونه بتركيز وهدوء(برااا ههههههه

الغموض والاسالة اللي يمكن جات ببالكم تقريبا اجوبتها بتحصلونها هنا

وفيه ربط لأحداث سابقة وتفصيلات اكثر لها....فاتمنى تقدرون تربطونها مع بعض


...
ايوا.....

راح انزله بعد ساعة او اقل


....
ومثل ما انتوا مشتاقين للأحداث انا مشتاقة مرا لردودكم
فرجاءا لا تبخلون علي
احب اقرا ردود افعالكم وتوقعاتكم


وصدقوني راح اكون على احر من الجمر في قراءتها!
فلا تبخلون علي


وكونوا بالقرب
محبتكم
شتات



البارت العشرون

.
.
.


.
.
.
.

هُناك في الطُرق المقطوعة ....والأنفس المخطوفة......وتعالي الأصوات المزعجة.......هفوات......تمتزج ما بين الانتقام والانانية .....ترقص على لهب الإكراه والحُقد.....تُلهب جراحاتٍ سابقة وتجددُ عزائها من جديد.....تقطع آمال العَيش بسلام....تخطف ارواحٍ عشوائية......تسفك دماء كثيرة بلا ذنب.......تُجبر الجُدران الصمّاء على النطق....والاقتراب ليكمن الاختناق في احتضان تلك الأجساد الضعيفة
التي ملّت من حُزنها الشديد وسوداويّة أحداثها التي لا تنضب!
.
.
تعالت الأصوات، وتبادلا إطلاق النار إحدى الطلقات استقرّت في الجدار القريب من الباب والأخرى استقرّت في كتف إحداهما
شعر بمرارة حرارتها، شعر لوهلة بتوقّف الزمن
شهق بعمق ولم يستطع ان يُزفر الهواء من داخل رئتيه آلمته الرصاصة وآلمتهُ الذكريات
اختلّ اتزانه وخطى خطوات عشوائية للوراء كاد يسقُط ولكن استند بيده على طاولة المكتب
تحدث الآخر
بكره شديد: أريد افتهم شي واحد....كيف تتجرّأ وتجي على موتك برجلك...هاااا....

لم يستطع أن يُجيبه......ولكن في الحقيقة .....(الانتقام) هو من قادهُ إلى هاوية الموت ...هو من قادهُ إلى اشتعال سحُب الذكريات بلا توقف...تدفقت أمام عينيه بشكل سريع
صورة ...والدته....اخيه...وحتى ايلاف...لا يدري لماذا ولكن أتت في هذه الثانية الواحدة من الألم ما بين ذكرياته المُرعبة !
عضّ على شفتيه وضغط بيده على مكان الإصابة
تحدث جورج وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة: مُراد...

وعى أخيه على وضعه المخيف وإلى الدماء التي باتت تغطي رجليه بكثافة مخيفة
هرع إليه ثم صرخ بالألمانية (مترجم): اطلبوا الإسعاف
ثم التفت على طارق وعينيه تجحدان من شدّت الغضب والحقد: وانت باذن الله بتكمل باقي حياتك بالسجن...
هنا جورج وضع يده على كتف أخيه برجاء: لا يا مراد ...مابدي اسجنوه مرة تانية....

ابتسم بسخرية رغم الآلام المشتعلة بداخله ، فهم أنّ سجنه لا يُعني راحته الأبدية ....فهناك حلقة متصلة به
كما فهّمه ....*ايلاف* هي الحلقة المشتركة بينهما.....إن أحدث ضررًا له سيحدث لها اضعاف ما سيفعله به!
فهم قاعدته.....فهم جنونه....
مراد اسند أخيه على كتفه: بعدين نتفاهم على هيج موال حقير.....
ثم رمق طارق الذي سحب رجليه بصعوبة ليخرج من المكتب
ما إن وصل للباب التفت عليهما قائلا: اخذت انتقامي منكم......تركت لك بصمة يا جورج لو شنو ما راح تقدر تمحيها مثل ما تركت لي بصمة عجزت امحيها واتناساها....

ثم خرج وهو يجر جسده على قدميه بصعوبة يشعر بالتنمّل والألم وهذا الشعور يحفزّه على الضغط على الجرح اكثر.....ولكن شعوره بالاختناق ازداد.....وصعوبة تنفسه باتت واضحة من خلال صوته في سحب الهواء ولكن لم يهتم .....توجّه لناحية الباب الرئيسي....وهو يشعر بانتصاره .....لن يقدر جورج على المشي مرةً أخرى هو واثق من هذا الامر لن يقدر ابدًا
سدد رميته بالطريقة الصحيحة .....كما تعلّم!

بينما مراد ساعد أخيه على ان يستلقي على الأرض
بدأ جورج بالهذيان من شدّت الألم
تحدث: ايلاف بنتي.....أأأأأممممــ

فهم ما يُريد ايصاله له تحدث بحده: لا تكملها يا جورج....اصابتك بسيطة.....وان شاء الله بتعدي على خير....

جورج كاد يفتح فمه ليكمل ولكن أخيه مسح العرق من جبينه: الإسعاف بالطريق هدي من نفسك....
.....

ضباب.....بات كل شيء صعبًا في النظر إليه.....اقترب لعتبات الدرج......ازدرد ريقهُ بصعوبة ....
سمع رنين هاتفه .....بنغمة لا تدل إلا على وصول رسالة جديدة
سحبه من مخبأ يده وباليد الملطخّة بالدماء
يشعر انّ الموت آن أوانه ...لا يريد أن يضيّع الفرص من يديه
اخذه هاتفه على املٍ من قراءة رسالة من والدته .....
ولكن صُدم حينما قرأ اسم المُرسل
وفتح عيناه على الآخر عندما قرأ الرسالة
(مترجم)
.
.
.

(اخذت المال....ولكن سأعاقبك على تلاعبك بنا...وتأخرك في الدفع لشهور عدّة...وعدم التزامك بالعقود التي بيننا......عالمنا كما تعلم...مليء بالقوانين....ومليء بالظلام.......اخبرتك أن تكون اشد حذرًا في أمور كثيرة .....افشيت لك عدّة اسرار خفية عنَّا لتفهم صعوبة تفكيرنا....ولكن هذا الامر آل بنا الى استهزاؤك بكل الأشياء المرتبطة حولنا......حتى بك تهاونت في أمور كثيرة أهمها دفع المال.....دعني اخبرك...اسمك اصبح لامعًا في عالم ……deep web…..ليس بالخير.....بل تم التشهير عنك بالخيانة ....جميع شركاؤنا يريدون الانتقام منك ولكن لا تقلق أنا من تولّية مهمّة قتلك!.....بينما حبيبتك.....لم اتنازل عنها أبدًا....حقًّا هي جميلة......والآن...)
انتهت الرسالة واتت رسالة أخرى سريعة .......فتحها
وفجأة أصبحت شاشة هاتفه سوداء ومظلمة
وبعد ثانية واحدة أتت عبارة تتوسطها باللون الأحمر
تارة تختفي وتارة تظهر لمرأى عينيه
شعر بالغثيان
وهو يقرأ ببطء
.
.
.
(Game over)
.
.
نظر للأمام..... للمباني الشاهقة....لهدوء الشوارع.......وانشغال المارة....ولقطرات المطر الخفيفة ....التي تتساقط على كتفيه.......يفهم خزعبلات ادوارد....يفهم ذلك جيّدًا......سيقتلوه....ارتجفت شفتيه.....واغرقّت عينيه.....واهتزّت جميع خلايا جسده.....ازدرد ريقه عشرات المرات......دار بعينيه كالمغشي عليه ......سيموت دون أن يلتقِ بوالدته ...سيموت وسيلحق بالضرر لنفس لا ذنب لها في كل متاهات الانتقام
ادخلها في متاهات حقده......والآن سيتركها لتدفع الثمن!
ثمن اللاشيء في هذه الحياة!!!
مشى خطوة واحدة ، مستسلمًا لكل ما سيحدث له......رفع قدمه اليُمنى وهو على أمل أن ينجو من خُبث ذلك الرجل
....
الآن حقًّا ادرك خطورة التعاون مع رجال لا يعرفون الله حقّ معرفته.....ولا يوجد بهم أي ضمير......اخذ نفسًا عميقًا وكتمه بصدره .....ليُزيد من وجعه اضعافًا مضاعفة.....رمش مرتين بعينيه حائرتين من وخائفتين من معنى الموت العميق.......من معنى العقاب والحساب.....ثم ولكي لا يُسهب في التفكير.....اغمض عينيه وسحب رجله الأخرى....متمتمًا بلسانه
ناطقًا الشهادة
ثم
خرج من دائرة النور بخطوته تلك وبشكل سريع وبلمح البصر

ضجّ المكان بصوت إطلاق النيران ...وسقط كردّة فعل مخيفة على وجهه

..
.
.
.

ظلام امتزج بالنور......صوت حانٍ ويدين دافئة
عينين مترقرقتين بالدموع مترجيّة العون والمساعدة
صرخات ولوم بصوت رجل غاضب
جسد يرتجف ويبكي بعيدًا في الزاوية.....نظر لسرابهم.....نظر لشحوب وجوههم.....
نظر لنفسه الباكية في الزاوية تنتحب .....بصوت مُرعب....
دارت حول نفسه بضياع ثم .....
........

مراد صرخ حينما رأى رأس أخيه يثقل على يديه .....
ولكن لم يُطيل هذا الاغماء
ما إن ضجّ المكان بصوت اطلاق النار
فتح جورج عينيه
وهو يهمس لأخيه دون وعِي: لا يقتلوه...ئوول...إلهوم...لا يئتلوه.....
هز مراد برأسه كالمجنون كل ما يهمه أن يبرّد قلب أخيه
تحدث بخوف: تكفى اريدك خويّا.......اريدك تكون قوي....باوّع...باوّع فيني....
جورج بنفس الهمس:ئوم....ئول لا يقتلوه....

مسح مراد دمعة تسللت من عينيه خرج وضع رأس أخيه على الأرضية لا يدري لماذا تأخرت الإسعاف أم انّ الاحداث سريعة تحدث في الثانية الواحدة بشكل مخيف !
خرج صرخ (مترجم): لماذا اطلقتوا النار عليه...
تحدث بذعر حارس أخيه(مترجم): لم نطلق.....بل هناك رجال استهدفوه سريعًا...
قوّس حاجبيه لم يفهم شيء...ولكن سريعًا قادته رجلاه إلى الشارع...
نظر إلى طارق المنكب على وجهه اضطربت أنفاسه لا يعلم لماذا؟
اقترب منه بحذر...وفي هذه الأوان أتت سيارة الإسعاف
انحنى ...قام بقلبه على ظهره نظر لوجهه شاحب وإلى خديه المعفرين في التراب....
تحدث بهمس دون ان يُرمش: طااارق...
نظر لجسده بتفحص عميق ودقيق.......لم يرى سوى طلقته المستقرّة عليه!
اغمض عينيه ثم زفر براحة يريد أن يُرضي أخيه لا يريد أن يخبر أخيه أنّ طارق قُتل، ولكي يتأكد تجسس نبضه
كان ضعيفًا ولكن جعله يطمئن
صرخ(مترجم): اسعفوه
ثم نهض وركض لأخيه
الشارع اصبح مزدحمًا بالفضوليين.....و بسيارات الشرطة......الجميع يتساءل ماذا حدث......
ولكن الشرطة لم تجعل لهم مجالًا للاقتراب من مسرح الجريمة ....سريعًا ما حجزوه بالشريط الأصفر واغلقوا المكان بتحويطه بسيارتهم
.
.

ما اصعب ذلك الشعور الذي يتمحوّر حول الذات المنبوذة! المكروهة من قِبل من تحبهم ، وتعشقهم......وتحمل دمًا منهم
شعور قاسٍ يورّث البلاء لصاحبه!
بلاء ارادي يجلبه من خلال نفسه باتخاذ قرارات سريعة وطائشة للانتقام منهم ولكن في حقيقة الامر ما هو الا انتقام ذاتي ولكن لا يشعر به إلى في نهاية المطاف!
.
.
تم نقلهما هما الاثنان في سيارة اسعاف على حده
مُراد شعر برعشات جسده فكرت موت أخيه في صومعة هذه الأحداث جلبت الهَم في فؤاده
ندم على حديثه معه ، على حدّته....على تجاهل اتصالاته ورسائله....يحمد لله كثيرًا انه عاد إليه...في الوقت المناسب....
مسح على يد أخيه سحبها وقبلها .......جورج.....بالنسبة إليه كل الأشياء الجميلة بغض النظر عمّ حدث في الأوان الأخيرة

اهتّم به رغم الظروف رغم الصراعات ، عاش مراد في أحضان والده في ارض العِراق العريقة عاش فترة طفولته وحتى بداية مراهقته
خلال طفولته احتضنته عمته بعد أن غادرت والدته الى موطنها الأصلي وانفصالها عن ابيه بسبب المعيشة الصعبة والحروب التي لم تنتهي في تلك الحقبة الزمنية!

عانا.......وكثيرًا.......عمته لم تشعره بفقدان الأم لأنها أصبحت امه في تلك الأوضاع.......اغدقت عليه بالحنان الكثير والعطف الشديد....احبها...واحبتهٌ كـ ابنها .....لم تتزوّج حقيقةً ....لذا كانت متفرغه ومحبه لتربيته.....عاملته بِحُسن اخلاقها...وتربيتها......ولم يشعر في وقتها أنه بحاجة لوالدته التي تركت وراؤها أشياء كُثر أهمها هو!

عاش بسعادة رغم الحروب القائمة ....رغم صوت اطلاق النار الذي يسمعه بشكل يومي...وصوت المدافع والقنابل...رغم بساطة معيشته......إلا انه وقتها سعيد....ولكن ما إن قُتِل والده امام عينيه بعد ان تّم اطلاق النار عليه في الشارع .......حتى تحوّلت سعادته إلى حُزن وخوف ورهبة.....وزاد عطف عمته عليه ....إلى ان أصبحت طريحة الفراش اثر مرض نادر وغير معروف......لم يفهم حالتها ......ولم يكن لديه القدرة وقتها في نقلها للمستشفى........ماتت...وبقي وحيدًا يصارع اوجاعه...يقاوم شعور الوحدة والخوف.......ولِأوّل مرة ......شعر انه بحاجة لوجود والدته......والده لم يقطع سبل الاتصال بها.....يذكر انه ناوله ورقة بها رقم هاتفها...وحتى عنوانها...ولكن لم يهتم لهذه الورقة إلا بعد أن فقد اشياؤه الجميلة.....اتصل بها....وبدلًا من أن تأتي هي...أتى أخيه ...وهنا ادرك أنّ لديه اخ.....يكبره بسبع سنوات.......فهم وقتها والدته على غير استعداد بالاعتناء بمراهق عانى الكثير في حياته......عاش هو وجورج معها في تركيا خلال سنتين فقط
....
ومن ثم انتقلا إلى لبنان.....لأشهر ثم انتقالا بعدها ولفترة طويلة لبريطانيا .....وهناك اكمل تعليمه....وجورج اصقل شخصيته بأساليبه التي اعتاد عليها ....رباه اكمل تربيته على نحو مغاير لتربية عمته!

ومن ثم رأى نفسه يخوض في اعمال مشبوهة بطلب من أخيه رفض...ولكن ....بعد مرور الزمن عليهما اعتاد على تلك الأعمال.....وبدأ يعمل بشكل خاص في أمور....حتى جورج وبّخه عليها وبشدة .....مرّت السنين وكبر واصبح رجل يافع...وجورج ....خسر حبه ...ومحاولته في الوصول لديانا...رسم خطته في الانتقام من الرجل الذي سرقها منه و....وافق مراد على ذلك.....ففي وقتها جلّ ما يهمه الاستمتاع في الحياة...وجني المال الكثير.....اغراء أخيه بملغ مادي وقدره ......إن نجح في اخضاع قلب نور وهذا نوع من أنواع التحفيز للاستمرارية في هذه الأمور الغير شرعية!
ونجح.......تطوّرت الاحداث وزادت رغبة مراد في تكوين نفسه بنفسه دون تدخل جورج وعقَد صفقة فردية لوحده في تهريب المخدرات في السنة التي ترك فيها نور!

وانقلبت عليه الأمور وتضخمّت ....بعد أن أفش احدهم خبر التهريب وإيصال معلومات خفية للشرطة حتى بها بدأت بالبحث عنهم والاعلان عن الأسماء كمطلوبين للعدالة!
......
خاف واتجه لأخيه ليوبخّه ويجبره على الهروب من البلد في اقصر وقت ممكن!

: مراد شو عملت انتّا مجنون...إلت إلك ما تعمل شي ئبل ما تخبرني.....بِن هاد كزاب......بيستغل الناس الغبية متلك.....تهريبوا منّو مضمون......انا بعرفوا...كيف رِحت تعمل معوا؟

مراد بحيرة مسح على رأسه: لا تجلس تلومني...هسه اريد حل....بس...ما اريد اسمع شي ثاني....
جورج صفعه على وجهه دون سابق انذار: ئلت لك......ما تعمل شي من وراي ولا تخوني.....

صرخ هنا مراد بجنون: آني ما خنتكككككككك.....حبيت اجرّب بس ليوم واحد .....اشتغل على كيفي...وعلى تصرفي...بدون ما اسمع إلك....بدون ما اقولك حاضر.......على امرك......على كيفك.......جنت اريد اسوي شي لنفسي...مو إلك انت.....
جورج بنرفزة: ولم سويت شو صار؟
مراد شتت ناظريه عنه
فتحدث جورج بعد أن أطال في التفكير: راح تطلع من هالبلد باسمك الحقيقي.......
مراد بصدمة: شلون؟
جورج بهدوء: ديانا تقدر تطلّع إلك جواز.......عندها معارف في ..
قاطعه بخوف: تعتبر ثاني مرّة تزوّر شخصيتي......جورج....
قاطعه الآخر: لا تخاف ما راح يصير شي وراح تكون آخر مرة......بس بدي يّاك تترك نور....

مراد ازدرد ريقه ونظر لأخيه: اطلقها؟
جورج بعصبية: مابعرف....بس ابعدها عنّك.....وتعّى لهون.....
مراد بحيرة وقلق: اوك.....بس قضيـ

قاطعه جورج : راح البّس القضية طارق
كان سيتحدث ولكن رفع جورج يده صارخًا: تحرّك من هون...يلا...
نظر لأخيه ثم خرج
............

فكر طويلًا كيف يبعدها عنه ....كان يريد أن يجعلها تكرهه......فحُبها واضح إليه....ضحت بالجميع من أجل ان تبقى معه تحت سقف واحد....كانت مندفعة جدًا في مشاعرها.....وهذا الامر اشعل في قلبه فتيل حُب بسيط ولكن اخمدهُ جورج بحديثه وتوبيخه......نفذ ما خططه في رأسه وهرب إلى الخارج ...حماه أخيه .....على حِساب سجن طارق.....وها هما الآن الاثنَين
يدفعا ثمن فعلتهما قبل ست سنوات!
.................................................. .............
.
.
.
وصلوا إلى المستشفى.....اخرجوه من سيارة الإسعاف.....تناولوه الأطباء بسرعتهم في فتح باب الطوارئ وإدخال السرير ...سريعًا لغرفة العمليات.....احدهم يوجّه ضوء بسيط لعينيه...والآخر مشغول بحقنه بمضادات تمنع تسمم جسده.......وايدي كثيرة توصل لجسده الضعيف أسلاك دقيقة وضعيفة ذات سيّالات كهربائية بقيم معينة موصلة على صدره لتترجم نبضات قلبه

......

نبضه بات ضعيفًا والنزف مستمر......ازعاج
....
المكان اصبح مزعجًا بعد ان اصدر الجهاز الخاص لتخطيط القلب طنين توقف قلب طارق!
!
!
!

ضج الأطباء في محاولة إنعاشه.....بدوا بـ الإنعاش القلب الرئوي يدويا......لم يتسجيب فقاموا بصعقه كهربائيًا ليرتفع جسده بقدر بسيط من على السرير ويرتطم به بشكل هادئ ومخيف للقلب!
.
.
لم يستجيب للمرة الثانية
.
.

فصرخ احدهم لجلب ابره الأدرينالين، حقنوه

مرت
دقيقة
....
دقيقتين
....
وثلاث دقائق
....
واربع
حتى تلتها الخمس دقائق
....

ثم......عادت نبضات قلبه تُسمع بشكل سريع من خلال الجهاز
تنفسوا الصعداء الأطباء....ثم امرهم المسؤول بالبدء باستخراج الرصاصة من جسده
بينما طارق وشعوره في هذه الاثناء......خوف....برد.....عجز... ....يريد الحياة ولكن لا يعرف كيف.....يشعر أنّ هناك حاجز بينه وبين الحياة والموت وهو واقف في منتصف لا يعرف في أي وجهة يثبت ويتقدم إليها!...كما أنه....يعرف انه ظالم.......يعلم أنّ ايلاف ستتضرر بسببه....يريد فتح عينيه يريد التقدم للوجهة التي تجعله يستمر في الحياة ولكن ثقل جاثم على جفنيه....وحتى صدره يمنعه من التنفس بشكل طبيعي إلا بوساطة الجهاز.....ضجيج أفكاره متشربك ببعضه .....صورة أخيه ووالدته .....وايلاف تمر امام مخيلته بشكل سريع.........ومخيف.....
عاجز........يريد النجاة.....هو على غير استعداد للموت...بانتقامه اصبح يشبههم.......اصبح مخيف......وقبيح...مثلهم تماماً
.....استرخى........وكانه استسلم لايدي الأطباء التي تحاول بجلّ جهدها في اسعافه!
..................................


.
.

.
.
كانت مترددة جدًا في الدخول للمنزل......من الواضح افراد عائلة هذا المنزل من الطبقة الامريكية المخملية!
مسحت على شعرها عدّت مرات من شدّت توترها.......ازدردت ريقها....أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته ...دخلت إلى حديقة المنزل الواسعة ......ثم عبرت من خلال طريق طويل يؤدي بها إلى باب المدخل الرئيسي....وكان هناك رجل.....فهمت أنه الحارس الشخصي من وقفته ورسميته وبذلته!
تحدثت بتردد وخوف(مترجم): اريد مقابلة السيدة لورين
الحارس بتوجس(مترجم): ومن تكونين؟
نور اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها متوترة(مترجم): نور......جليسة أطفال.....اقصد....
دون ان تكمل وضعهيده على اذنه واخذ يضغط في منطقة معينة بخفة ثم همس بكلماته لم يأخذ إلا ثلاث ثوانٍ ثم فتح الباب قائلا(مترجم): تفضلي....
ابتسمت مجاملةً له، شعرت أنها ستخوض مغامرة في هذا المنزل......فقلبها حقيقة مضطرب....وجسدها كذلك....دخلت إلى الممر الواسع ...بجدرانه البيضاء والواح المعلقة على الحائط.....الواح...تدل على أي ديانة اهل البيت يؤولون إليها!.....فهمت انهم مسيحيين وربما من الطائفة الكاثولكية ايضًا!
مشت بحذر إلى ان أتت إليها الخادمة
مبتسمة آليًا اشارت لها وهي تردف(مترجم): تفضلي إلى غرفة الجلوس...
وأشارت لليمين مشت نور وتبعتها الخادمة، فتحت لها الباب......ورأت لورين.....وربما هذا زوجها لا تردي ولكن من المرجح أنه هو!
ابتسمت قائلا: hello
نهضت لورين واقتربت منها ، وهي تنظر إليها بتفحص شديد
وكذلك الرجل...
(مترجم): اهلا.....
ثم دعتها للجلوس ، جلست نور ونظرت لهم تحدثت
بالتعريف عن نفسها (مترجم): انا نور...قرأت عن اعلانكم في موقع....
قاطعها الرجل وهو يرتشف القليل من مِمّ حرّم الله
(مترجم): نعلم بذلك....
لورين لم تهتم له اردفت(مترجم): نور......مُنذ متى وانتي تعملين في هذا المجال...

خافت من هذا السؤال ، خافت ان تفقد فرصة التوظيف
نطقت بصراحة (مترجم): هذه اوّل مرة
ضحك الرجل بسخف وارتشف مشروبه دفعة واحدة
تنهدّت لورين وهي تقول(مترجم): آسفة.....لن استطيع توظيفك.....!
نور بأحراج من نظرات زوجها ونظرات الخيبة المرسومة على وجهه لورين(مترجم): سيدتي...اعطيني فرصة...لأعمل لاسبوع .......اجل.....إن لم اكن ....كما تظنين....فـ
قاطعتها لورين(مترجم): نور......انا لا اريد أي جليسة ّ....ابنتي...من النوع الصعب....وكونكِ اوّل مرة تعملين في هذا المجال اعلم جيّدًا لن تتحمليها....

نور بغصة شتت ناظريها عن لورين
اذًا من ستهتم بها انثى ......لا تدري لماذا أتت سندرا في مخيلتها الآن!
تحدثت بعد ان هزّت رأسها وكأنها تنفض صورة ابنتها عن ذاكرتها(مترجم): أنا ....
وبتردد اردفت (مترجم): أنااا.....أأأم......
وبكذب حدّقت في عينين لورين(مترجم): اعرف كيف اتصرف مع الأطفال....
لورين بهدوء(مترجم): حقًا؟
الرجل بملل(مترجم): لا توظفيها......ابنتك ليست كسائر الأطفال...مجنونة بلهاء.....لن تتحملها ابدًا...بدلا من ان توظفي جليسات الأطفال....من المفترض ان توظفي ممرضة خاصة لها...او ...
قاطعته لورين بصوت عصبي(مترجم): كيف تتحدث عن ابنتك هكذا....
نور شعرت بثقل الجلسة بينهما....
تأفف الرجل ثم خرج
لورين بأحراج(مترجم): حسنًا سأعطيك فرصة....ولكن لأخبرك...ابنتي تعاني من مرض التوحد.....
نور سكتت
واكملت لورين(مترجم): أتمنى لو تستطيعين التفاهم معها ....والانسجام .....انا لا اريد ان اخضعها تحت أوامر طبية اكثر من اللازم....فحالتها مستقرة إلى الآن وبدأت بالتحسن كثيرًا....ولكن جليستها السابقة عادت لبلدها......و...كانت متعلقة بها....وتقاعست قليلًا.......
نور شعرت بثقل الامر....
تحدثت لورين (مترجم): ستعملين هنا من الساعة الثامنة حتى الواحدة ظهرًا...
هزّت رأسها نور بالموافقة
ثم ولي اوّل مرة تصرّح(مترجم): لا تقلقي سيدتي فأنا ...شبه ممرضة....اقصد....طالبة...ولكن إلى الآن لم انهي دراستي....انتقلت إلى أمريكا لظروف....واوقفت الدراسة......فلدي معلومات طبية كثيرة لا تقلقي....
لورين باندهاش(مترجم): عظيم.....
ثم نهض(مترجم): لو اردتي تعملي من الآن....فالمنزل مرحّب بكِ...
نور ارادت ان ترى الفتاة.....
لذا قالت(مترجم): حسنًا...
لورين اشارت لها باتجاه الباب....ثم السلالم...اليوم لن تخرج لمزاولة عملها....ولكن بعد موافقة نور ستخرج!
وصلا إلى غرفة الصغيرة فتحتها ...وكانت فتاة شديدة البياض .....شعرها اشقر....عينيها خضراوتين......جالسة في احدى زوايا الغرفة.......وفي يدها مكعب روبيك.....كانت شديدة التركيز على المكعب....تحركه بين يديها بسرعة.........
تحدثت لورين وهي تقترب من ابنتها(مترجم): صغيرتي......هناك ضيفة تريد مقابلتك.....
وكأنها منفصله عن العالم كله......لم ترد منها أي ردت فعل.....كانت منشغلة في ترتيب المكعب
نور عندما راتها اخذت نفس عميق وحبسته في صدرها دون ان تزفره......
نور بهدوء(مترجم): دعيني اعرف بنفسي....سيدة لورين

فهمت اشارت نور ونهضت لورين ثم همست في اذن نور(مترجم): سأترككم لوحدكما

نور هزت رأسها بالرضى .....انغلق الباب عليهما....جلست نور على طرف السرير....نظرت لها.....لا تدري شعرت هناك شبه بينها وبين ابنتها...ربما جسدها الضعيف.....سكوتها الغريب.....لا تدري...ولكن شعرت بالغصة.....حقًّا كلما ارادت الهروب من جميع الأشياء أتت اليها دون ان تبحث عنها!

اقرقّت عينيها.........كيف هان عليهما ان يقولا ماتت؟
كيف هان عليهما ان يجعلاها تكبر بعيده عن حضنها؟
هي متعجبة من اثارة مشاعر الامومة في قلبها فجأة!
مسحت دمعة نزلت على خديها بسرعة........لا تريد أن تُسهب في هذه المشاعر....هي تذكرتها فقط بعد ان رأت هذه الفتاة..
ازدردت ريقها عندما نظرت إليها الفتاة.........حدّقت بنظراتها الشرسة إلى عينيها.....
كان وجهه نور محمر....وارنبة انفها محمرة ايضًا.....
ابتسمت في وجهها
تحدثت (مترجم): مرحبا ...انا نور...سأكون صديقتك....هل تقبلين صداقتي؟
عادت الفتاة لترتيب المكعب .....واشاحت بوجهها عن نور...تنهدت نور...وبقيت ...تنظر إليها بصمت....لا تدري كم من الوقت مضى وهي تحدّق إليها ...ولا تدري لماذا ترغب في الاسهاب بالتحديق في عينيها شعرها...جسدها...يديها الصغيرتين.......لم تنظر لسندرا هكذا....وهي .....لا تدري هل نادمة أم لا على الهروب منها؟
انتهت من ترتيب المكعب......فجأة ودون سابق انذار
سمعت الطفلة تقول(مترجم): اخرجي من هنا...
نور بهدوء(مترجم): اريد أن أكون صديقتك....
سكتت الطفلة وعادت تنظر لألعابها الأخرى.....وانشغلت في لعبة تركيب الصورة المبعثرة!
نور شعرت أن الامر سيكون صعبًا عليها ليس لأنه الطفلة مصابة بمرض التوحد لا.....لأنها ادركت انها ام....واليوم صرّحت بذلك علنًا...
نهضت بتردد....واقتربت من الصغيرة وما زالت عينيها مترقرقتين ........شهقت لا اراديًا ....بعد اختناقها بالبكاء.....
والتفتت عليها الطفلة وهي تقول (مترجم): هل تبكين؟
نور هزت رأسها بلا....تحاول ألا تتحدث ؟
إن تحدثت ستنفجر....
ولكن فاجأتها الطفلة بعد أن نهضت واقتربت منها واحتضنتها بكلتا يديها الصغيرتين لم تقترب كليًّا من جسدها حضن خفيف دون تلامس الأجساد
وهي تكرر
(مترجم): قبلت صداقتك...قبلت صداقتك.....لطفا لا تبكي....
اغمضت نور عينيها.....رفعت يديها بتردد في احتضان جسد الصغيرة لكي تقربها منها ولكن لم تفعل!.....ازدردت ريقها.....وبكت بلا صوت فقط جسد يرتجف
حاولت أن تتحدث بهدوء وهي تكبح مشاعرها(مترجم): سُعدت بذلك حقًا
ابتعدت الصغيرة بطريقة آلية ونظرت لألعابها(مترجم): سأكمل اللعب.....
ثم ابتعدت عنها وعادت تلعب لوحدها وعادت نور تنظر لها بوجع الامومة !
................
.
.
أحقًّا هُناك ما يُسمى بتأنيب الضمير؟
هل من المُمكن أن تستفيض الذكريات بأنينها؟
أيعقل النّدم يُمرض صاحبه ويوقع به على فراش الموت؟
لنفكر قليلًا مَن هو المسؤول عن الشعور بالندم
هل نحمّل ثقل المسؤولية كاملة على اعتاق صاحبها أم نقسّمها على هؤلاء الذين صمتوا ليتستروا على الأمر، ولينهوه دون أن يفكرُّوا بعواقب الأمور؟!
هو يحمّل نفسه الذنب كله ....واعتقلها في استرجاع الذكريات ...بشكل بطيء ومخيف......هو لم ينسى ما حدث طيلة السنوات الماضية هو بدأ يُجبر نفسه على اتباع أسلوب التناسي واللامبالاة حتى به عاش طيلة هذه السنوات محاولًا في اسعاد البقيّة ....فهو يشعر بالندم من ناحيتهم ومن طريق آخر.....يعلم أنه قسى على زوجته في تلك الحقبة الزمنية الماضية.....رغم أنها تحاول بكل جهدها اسعاده.......وامتلاك قلبه ولكن هو لم يتقبلها في وقتها...يشعر أنه مجبور على هذا الزواج ....هو نفسه لم يُشير ببنانه على الفتاة التي يُريدها...حقيقةً هي لم تكن خياره.....لذا لم يتوان في كسر قلبها في ذلك الوقت بالزواج من ديانا....تزوجها....شعر بالحُب .....بالعُشق...بتجدد الحياة....يشعر في كل يوم بتجدد طاقته وشبابه.......ولكن لم يستمر هذا الشعور....انقطع حبله بعنف
خيانةٍ....غبية........وادرك هنا كم عانت منيرة ....وكم حاولت أن تفوز بقلبه وتظفر به....ولكن حينها كان الأمر صعبًا لأنه مرتبط بأمر القبول الذاتي......هو حقًّا لم يقصّر معها...ولكن ادم قلبها حزنًا.......بجفافه .....بعدم عدله في المعاملة معها....كان يعاملها برسمية......حتى انها تحاول عدّت مرات كسر حواجزها ولكن فشلت.....الحق بقلبها الضرر...ابكاها...ليالٍ طويلة.......ولكن بكى هو في حضنها بعد ذلك من شدّت قهر الخيانة لسنتين
...طلب مسامحتها.....وترجّى قلبها بان يفصح عنه......طوى صفحة ديانا ونورة.....من أجل أن يعوّضها ويعوّض أبناؤه ....عن تلك الأيام التي عاش فيها بطريقة حالمية وأنانية....ولكن لم يُدرك أنه دخلا في قسم آخر من معاني الأنانية بتخلّيه عن نور او كما اسماها نورة...لسنوات طويلة!
ادرك أنّ الوجع.....بدأ يأخذ مأخذه في جسده كله، .....هذا هو عقابه لا يستطيع أن يُثبت العكس بعقله......ما يحدث له الآن.....تكفيرًا عن آثامه......شعور قوي يصرخ بداخله أنّ (نورة \نور) هي ابنته وليس كما اخبروه.....وحقيقة ً كان يشعر بذلك مُنذ ذلك الوقت ولكن وقع الخيانة....قهره.....حتى جعله يتخلّى عن جميع الأشياء التي ترتبط بحبه!
حبه الصعب والسهل في الآن نفسه(ديانا) تلك الفتاة.....التي لم تحاول يومًا في استبدال حُب امير بيوسف...ولم تفكر في ذلك ابدًا!

.
.
.
هذه البداية........بداية مؤلمة على عائلته....والخبر نزل على الجميع بصعوبة تقبله.......كاد يدخل في مرحلة قاتلة ....ولكن ناصر وسعود انقذوه....قبل أن تتمكّن منه الجلطة البدائية.....سلِم منها.....ولكن وضعوه تحت الملاحظة.......انتشر الخبر سريعًا.......الجميع بدأ بالتشاغب عليه.....والخوف بدأ يدُب في قلوبهم.....وبدأت التساؤلات
ما الذي حدث حتى يدخل في هذه المراحل المُميته
ولكن ليس هناك جواب!
شيخة لم تكف عن البكاء....ووالدتها لم تكف عن محاولة تهديتها......ناصر شعر بالذعر...من فكرة فقدان والده بينما سعود لوهلة شعر بتوقف الزمن به....صورة ابيه وهو يحاول التحدث بصعوبة.....وعدم قدرته على تحريك بعضًا من أجزاء جسده......وتكريره لقول (اشهد ألا إله إلا الله....)وبسبب ضيق تنفسه لا يستطع اكماله.....اشعل في فؤاده فتيل.....الخوف من الموت......وفكرة خسران الأب!
الموقف عليهم صعب......ويوسف لم يتوقع أن يؤول حاله إلى هذه الدرجة.....
ولكن عدّت هذه الأزمة لن أقول بلا خسائر ولكن الجلطة ما ان تأتي لصاحبها تُترك اثرًا وإن كان بسيطًا فهو مخيف للشخص الذي تعرّض لها!
.
.
ممر المستشفى اصبح مليء بعائلة الناصي وعائلة العالي!
ام سيف ما إن وصل إليها الخبر أتت لرؤية اخيها وغازي ندم لحديثه له شعر انه هو المسؤول عن جلطة أخيه!
بينما
سيف القوا على عاتقه حِمل تطمينهم خاصة بعد أن مسك حالته .....
اطمأنهم على وضعه الحالي
قال: ماله داعي جلستكم هنا......خالي بخير....محتاج بس لراحة.....
تقدم أبا خالد هو يشعر بثقل في قلبه: كيف وضعه؟
سيف فهم انه قلق بشأن أخيه : والله هو بخير.....عدّى مرحلة الخطر....والجلطة خفيفة.....والحمد لله ناصر وسعود تلاحقوه بالوقت المناسب...باذن الله ما راح تأثر عليه كثير....
اعتلى صوت شيخة بنبرة شهقتها اللاإرادية ....وحضنتها وقتها ام سيف.....وبقيت ام ناصر تلملم دمعتها وتكتم شهقاتها....
ناصر بخوف: طيب ابي اشوفه...
تدخل سعود : وانا بعد...
سيف بهدوء: ماقدر.....حاليًا مع العلاج أصلا نايم...ما نبي نسبب له أي ازعاج.....
عزام نظر لأخيه ثم نطق: انا أقول الأفضل تأخذ اختك وامك وتمشون....
ام ناصر بصوت مهزوز: ماني ماشية....لين اشوفه....
جسار مسح على رأسه وهمس في اذن سعود: سعود الله يهديك هد......بسك لا تهز رجولك.....باذن الله خالي بقوم بالسلامة...
سعود بنفس الهمس: شفته شفته ...كان بموت قدامي....
جسار وضع يده على فخذ سعود ليمنعه من هزها: اذكر ربك يا شيخ....قول لا إله إلا الله.....

سيف برجاء وباحترام: يا خالة......والله انه بخير....اوعدك بكرا ادخلك تشوفينه.....الحين مثل ما قال عزام روحوا...البيت...جلستكم هنا مالها داعي أصلا.....

ام سيف برجاء: خلاص جسار يمه وصلنا.....
بو سيف بتأييد: روح وصلهم.....ولا تطلع من البيت خلك معهم.....
جسار بهدوء: ان شاء الله....
ام سيف وهي تطبطب على ظهر شيخه: قومي يمه....قومي...ابوك باذن الله ما فيه شي.....
ام ناصر نهضت وشجعت ابنتها على المشي....
الوحيدان اللذان سمعا بالخبر ولم يأتيا بندر وقصي!...بينما خالد اتى ومنع نوف من المجيء رغم الحاحها ورغبتها في الوقوف مع شيخة ولكن يعلم في الأوان الأخيرة صحتها لم تكن على ما يرام ولا يريدها ان تخضع لضغط كبير!

كان في الدور الأرضي خرج لشراء الماء عاد....ونظر لجاسر وهو يخرج وشيخة ووالدتها وعمته يخرجان معه نظر لجاسر وجاسر همس له بعد أن اقترب منه: سعود مو طبيعي تراه مصدوم من اللي صار لا تتركونه لحاله
وهز رأسه وخالد تفهم الوضع...وذهب لناحيتهم....
قدم الماء لوالده ولزوج عمته ...ولعزام وناصر وخالد ....وكذلك سيف...
جلس بالقرب من سعود الذي يهز رجليه بتوتر
تحدث بهدوء: سعود...ماله داعي هالتوتر....سيف قال انه عدّى مرحلة الخطر قول الحمد لله ....واذكر ربك
سعود بتنهد: لا إله إلا الله...
بو سيف بهدوء: ناصر يوليدي.....دام ابوكم تعبان من فترة وعنيد ما يبي يروح المستشفى ليه ما قلتوا لنا....ليه ما اتصلتوا وعطتونا خبر....

ناصر : والله يا عمي....عمي غازي ما قصر وحتى عمي بو سلطان....اصروا عليه....وراح كذا مرة ودايم يقول ما فيني شي....بس بالفترة الأخيرة....ما هو على بعضه....
كان سيرد عليه ولكن اتى بو سلطان بوجه مصفر
وهو يقول: وش صار على اخوي!
نهض له أبا سيف وامسكه بيده التي ترتجف: اذكر ربك....بخير.....والله انه بخير...
بو سيف تعجبه صداقة إبراهيم مع أخيه يوسف...صداقة لا مثيل لها.....في السراء والضراء!
: تطمن يا بو سلطان.......يوسف عدّى مرحلة الخطر...
بو سلطان جلس على الكرسي وناوله خالد بعد ان سلم عليه علبة ماء
تحدث: وش اللي صار؟
سيف كان مضطر للذهاب للمكتب لأمور عمله قال: تطمن الحين هو بخير......هدوا من نفسكم.....وطمنوا قلوبكم ......خالي والله انه عدّى مرحلة الخطر وبخير...كل اللي محتاج له الحين الراحة....ودعواتكم...
ثم نهض : عن اذنكم...
ثم غاب عن انظارهم
عزام بهدوء: سعود ارجع البيت .....
سعود بسرحان: ما نيب راجع
خالد نظر لعزام ثم قال ناصر بهدوء: ارجع عشان امي وشيخه....انا بظل هنا ......
سعود : جسار معهم....
خالد اخذ نفس عميق: ما يصير كذا يا سعود... عمي بخير......لا تاكل في نفسك كذا.....
بو سيف: قولوا الحمد لله ربي عداه الشر وسلمه من هالجلطة....
تمتموا بالحمد....
ثم همس أبا سلطان لابي خالد: بسبب اللي خبرك جاته؟
بو خالد هز رأسه: ما فيه شك...اي...
بو سلطان بنفس عميق: مادري وش اللي قلب حاله....
بو خالد بسرحان عميق: ضميره....
ناصر التفت عليهما وبشك قال: عمي صاير شي بالشغل....ومكدر خاطر ابوي؟
بو سلطان فهم مغزاه: لا والله وانا ابوك...كل اموره طيبة وما فيه مثلها...وانت ادرى بهالامور....
ناصر بجدية: ابوي مو طبيعي ابد.....وانا عارف مخبي شي علينا...وجالس يفكر فيه لوحده....وانا خايف عليه بصراحة.....لا ياكل ولا يشرب....وحتى النوم ما ينام الا اربع ثلاث ساعات.....ضغطه كله مرتفع.....حاس فيه شي...
بو سيف بهدوء: لا تجلس توسوس يا ناصر....هذا امر الله......
سعود بتأييد: أي له فترة وحالة منقلب.....
بو خالد نظر لهما لفترة مطولة
إلى متى ؟ سيبقى السر مدفونًا إلى متى؟
بو سلطان لتهدأت الأوضاع: يمكن مضغوط من الشغل.....وهالشي وارد.....
خالد : طمنوا نفسكم بس وهدوا واتركوا عنكم وساويس الشيطان....
عزام: ما فيه إلا العافية.......لا تفكرون كذا.......هذا قضاء وقدر.....
بو خالد بتردد وبهدوء ليقطع الشكوك: هو يحاتي اختكم....
بو سلطان سريعًا التفت عليه وهزّ برأسه بمعنى (لا تقول)
بينما سعود وناصر بتعجب اردفوا بنبرة واحدة: شيخة؟
بو خالد تنهد وصد بوجهه عنهما بقول: اختكم نورة!

بانت الصدمة على وجوههم......وخالد وعزام قوّسوا حواجبهما مرّ وقت طويل على ذكر هذا الاسم....حتى بات منسيًا لا يعني شي بالنسبة لهم......نسوا حقيقةً أنّ لهم قريبة تدعى بنورة.....نسوا حتى كيف كان شكلها ....ولكن لم ينسوا لون عينيها المتغايرتين!!

سعود لا يتذكر حتى شكلها هي تكبره بسنة واحدة ولكن يعلم ان لديه اخت تدعى نورة ولكن لا يدري ما الذي حدث لها حتى انه يظن انها توفت!
بينما ناصر يذكرها ....يتذكر ملامحها جيّدًا
ازدرد ريقه : اختي نورة؟
سعود نهض من على الكرسي: مو هي ميته....
بو سلطان تمتم : استغفر الله...
بو سيف نظر لبو خالد: مو هو يطمن عليها ومأمنها عند أمها؟....ولا صار لها شي....وجاه الخبر واصدمه؟

لا يُريد أن يدخل في متاهات اسألتهم التي ستكشف لهم الحقيقة
ولكن نظر إلى زوج اخته
فهو لا يعلم بحقيقة ما حدث بأدق التفاصيل ولكن يعرف هناك حرب نشأت بين يوسف وديانا ادّت بهما إلى الطلاق واصرارها في اخذ ابنتها دعَ يوسف بالتنازل ولكن يظن انه ما زال على التواصل معها من أجل الطفلة!
بو خالد بحشرجة صوته اختنق من ذكريات كثيرة تناثرت عليه في وهلة قصيرة
يعلم تلك المسكينة لا ذنب لها في خيانة والدتها ولكن لا يُلام أخيه....
ففي ذلك الوقت دخل في حالة صدمة واختلال فكري أدى به في اتخاذ هذا القرار القاتل للقلوب!
: لا .......
أبا سلطان ما زال ينظر للوجوه المنصدمه
ومنصت لحديث أبا خالد الذي اكمل
: سالفة طويلة.....مو وقتها أتكلم فيها....
سعود بحيرة : عمي ....كيف....انا اللي اعرفه...
ناصر نظر لأخيه وقاطعه: ما ماتت عمر ابوي ما قال انها ميتة .....يا سعود....

عزام التزم الصمت وكذلك خالد يشعرون بالضياع والتخبط فيما يسمعانه

بو خالد : اذا قام بو ناصر بالسلامة نسمع منه كل شي
بو سلطان فتح عينيه بدهشة
هل يريد أن يقتل أخيه؟
فمن الواضع فضول سعود وجمود ناصر لن يتركا مجالًا للسكوت
بل سينهملان بالأسئلة لمعرفة سبب ما حدث لأبيهم وإن كانت نورة السبب ماذا حدث لها؟ لكي يقع على وجه مظلمًا هكذا!
بو خالد اشاح بوجه عنهم ومشى خطوات بعيدة عن انظارهم ومازالوا يراقبونه بصدمة!
لا ينكر اثقل على أخيه بالحديث ولكن .......ودّ لو يتحدث بصراحة عن هذا الامر دون ان يُراعي أي شعور تجاه أخيه....هو لم يُعطيه الفرصة للتحدث...وإن تحدثا اختلفا وذهب كلًّا منهما في طريق الصراع النفسي!

الأمر ليس هيّن.......ليس هيّن ابدًا تنازله هكذا عن ابنته
اوجع بها قلوب كثيرة لن ينكر انه حاول بشتّى الطرق أن يُعيد أخيه لوعيه ويتمسك بها ولكن لحظتها يوسف كان منهارًا لا يريد أي اثرًا لديانا تركه على ما يهوى ويريد
ولكن لماذا بعد كل هذه السنوات عادوا إلى النقطة نفسها التي تركوها بلا حلول وبلا أي استنتاجات منطقية!
رفع رأسه لينظر للسقف
وبنبرة موجعة لمن يسمعها: الله يرحمك يا بوي!
.
.

فقد تذكر كيف فرح وسعد بهذا الامر بعد أن اخبرهم يوسف انه بدأ بإجراءات الطلاق....سعادته كانت مُخيفة.....كلماته كانت ثقيلة لو تسمعها ديانا لن تتقبلها!
كان سعيد لدرجة لم يتساءل فيها لِم تركت ابنتك؟ لِم جعلت والدتها تأخذها
كل ما قاله
:افتكينا من شرها...الله لا يعودها لا هي ولا بنتها!
.
.
مسح دمعة خانته بالتسلسل على وجنتيه لتعبث بلحيته التي امتلأت بالشعيرات الصغيرة ذات اللون الأبيض!
مسح على وجهه....واخذ نفس عميق ثم دخل إلى الخلاء!
...............................
.
.
.
.
الخبر لا يعلم كيف يُفرحه أم يُحزنه؟
مع هذه الأوضاع اخافه وجعله يتساءل بشكل جنوني ومتردد للطبيب ليستوعب ماذا يُعني؟
يُعني أنّ الأمور ستبدأ بالتعقيد أكثر
سيُرهقهُ الأمر ومن الممكن سيعوده لهاويته الذي خرج منها في هذا اليوم!
هذا يُعني انه سيكذب كثيرًا ، والمخيف أنّ اول ما نطق به بعد اسيقاظه
: بدي نور!

هذا الأمر زاد من إضرابات قلبه.....بعد أن اخبره الطبيب بإفاقته ...وطلبه لرؤية ابنته كما قال له اثقل عليه امر الذهاب إليه ولكن ترك جولي وسندرا وذهب....
لم ينقلوه من غرفة العناية المشددة ما زال تحت مراقبة شديدة يريدون أن يطمأنوا اولًا على علاماته الحيوية......وامور كثيرة قبل ان يقرروا في نقله لغرفة أخرى!
.
.
دخل إلى الغرفة مشى بخطى ثقيلة ، يعلم أمير يفهم ماكس إن كان صادقًا أم كاذبًا يستطيع كشفه

وماكس يشعر بالثقل كيف سيفهمه أنه حاول بشتّى الطرق لحمايتها حتى كان يحميها من ظلها ولكن فلتت من يديه فجأة ، كان عليه ألا يسمح لمراد بإقناعها في الذهاب لأمير كان عليه أن يوقف تمرّد وتدخل مراد رغم أنه أعانه في أمور كثيرة ولكن اليوم يشعر بالتخبط والخوف من كل شي...
.
.
وصل إلى السرير.....كان امير ينظر للسقف...
ووجهه مصفر.....باهت....عينيه لامعتين بالموت! اجل لا حياة بهما.....جسده اصبح ضعيف ونحيل...شكله يُوحي بأنه فزع خائف.....ربما بعد ان افاق من الغيبوبة ادرك الأمور من جديد واستوعبها بثقلها كلها لتجمده هكذا!




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-10-19, 07:20 PM   #49

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



.
.
.

نبضات قلبه المنتظمة الصادرة من الجهاز هي الوحيدة التي تبرهن وجوده على قيد الحياة ولكن شكله
ووضعيته في الاستلقاء لا تدل إلا على موته ....إلى الآن لم يصدر منه أي صوت.....ولكن صوت تنفسه تارة يُسمع وتارة لا
خاصة بعد ان يكرر عملية الشهيق....ولكن المخيف انه لم يزفر هذا الهواء ابدًا!
.
.
اقترب ونظر لوجهه اكثر تحدث بالإنجليزية
(مترجم):sir….
امير بصوت ضعيف للغاية وبه بحّة مُخيفة
: فين نور؟

ازدرد ريقه ماكس ، فرك أصابع يديه ببعضهما البعض
تحدث بهدوء بعربية مكسرة ومخلوطة : بتعرف......ما زالت على ...
قاطعه امير بعد ان حوّل ناظريه عليه: سمعت صوتها.......كانت تكلمني وتبكي وهي موجوعه.....

ماكس ظن انه رآها في منامه ولكن في الواقع أمير يشعر بجنونه يشعر انه شعر بها حقيقةً لا حلم
ولكن وقتها شعر بها وكأنها سراب
عجز عن لمسها وعن رؤيتها ولكن صوتها يتردد في رأسه بشكل فوضوي ومشتت وغير مرتب ومعروف
ولكن ادرك انها تتألم

تحدث ماكس: هي بخير....لا تتعب حالك....هي ما عمره إجيت ....لك....

سكت أمير......وحديث ماكس أوقع في قلبه ألمًا آخر.....اما زال اعترافه لها يؤلمها؟ أما زال الأثر لم يبهت ولم يتبدّل؟
بكى ، حقًّا بكى بدموع وصوت مخنوق......جعله يتنفّس الهواء ويدخله إلى رئتيه بصعوبة بعد أن يكح عدّت مرات

أخاف ماكس واخذ يطبطب على يديه
: سيدي.....ما تضغط على نفسك....هي بخير....لا تبكي....

أمير وضع يده على عينيه لا يريد أن يرى شيئًا غير الظلام
ذلك الظلام الذي ادخلا هو وديانا فيه نور.....بلا حق منهما!

ديانا دخلت في اوساع الظلام ونور......دخلت في اعماقه المُخيفة بسببهما...وهو اصبح ما بين الظلام والنور يرى كلتاهما غارقتين ....وهو واقف بين تلك الحواجز عاجزًا عن نجدتهما!

تحدث بضعف: بدي اسمع صوتها.....أنا متاكد هيّا منّا بخير....
ماكس شدّ على يده وتحدث بصوت مهتز: بس بحكي معها واقنعها ......راح....خليها....تكلمك...

أمير نظر للسقف اخرج نفسه للنور...وعاد بالنظر إليه ازدرد ريقه محولًا سؤاله إلى سؤال آخر: كيفها لسندرا؟
ابتسم ماكس وطبطب على كف يده ليخفف جزء بسيط من ألمه هالنفسي: بخير....بدها...تشوفك....

أمير ابتسم وارتجف جفنيه في الآن نفسه معلنًا عن سقوط دموع كثيفة مصدرهما الألم!

ماكس اكمل : راح ........بكرا...بخليها...تجي هون...
حرك رأسه أمير برضا تام...وبقي ماكس معه يطمأنه ولكن أمير ما زال مضطرب
وخائف...
.
.

بينما جولي بعد ان علمت بإفاقته شعرت بالسعادة ولكن خافت كخوف ماكس
ماذا لو عرف بهروب نور ماذا سيحصل؟
هذه العائلة مشتتة ، وغارقة في اوساع التخبط الحياتي الغريب.....والأكثر ألمًا أنّ تلك الصغيرة تدفع تخبطهم جميعًا بشكل مؤلم......فهي بعيدة عن والديها ....بعيدة عن حقيقة تلك العائلة.....التي ستكشف يومًا عن انيابها الموجعة لتخرسهما في جسدها وترعبها ......وربما تخل باتزانها لتصبح نسخة مصغرة من والدتها....
نظرت إليها بعد أن أتت تحمل بيدها قلم ودفتر .....جميلة ....وبريئة......ولكن دفعت ثمنًا كان لا يجب عليها أن تدفعه......
ما إن اقتربت مسحت على شعرها....وتحدث بالعربية: البسي النظارة...
هزّت سندرا رأسها بعند
جولي : حبيبي....لازم...يلبس ...نظارة....
سندرا كتفت يديها وبعند طفولي: مابدي شوف حدا....
جولي بتعجب : ليش؟
سندرا زمت شفتيها بقول: ئلت إلك....آ وَانت....
قاطعتها جولي: بليز احكي عربي...
سندرا عادت تزم شفتيها اكثر
جولي اقتربت منها: شوفي؟
سندرا قوّست حاجبيها لتركز بناظريها على وجه جولي: بدي شوف امير....ونور....
سكتت جولي لا تدري لماذا تكرر تريد رؤية والدتها التي تركتها في عواصف الاحداث المرّة
جولي مسحت على شعرها من جديد: أمير راح تشوفيه .....
سندرا : ونور؟
جولي سكتت
سندرا وكأنها فهمت الإجابة نهضت ثم دخلت الغرفة
بينما جولي كانت تنظر لها بتعجب ، هل شعرت أنّ نور والدتها ام ماذا ؟
حقًّا لم تجد تفسيرًا لكل ردات فعلها نهضت وهي تقول بصوت شبه مرتفع: سندرااااااااا......
.
.
.
التردد ما بين القبول والخضوع لأمور أُجبرنا في الخوض فيها بسبب ما يُحيطنا من عوائق كثيرة ! قررنا الخوض فيها لتخلصّنا من مشاكل ظنناها صعبة ومخيفة ولكن بتمسكنا في خيوط النجاة التي ظننها(مخرجًا) لكل هذا
أصبحت مخرجًا لأمر ومدخلًا لأمور لم نتوقع يومًا الخوض فيها...هي لم تقرر على اجبار قلبها في الخضوع في الحب ولم تجبر عقلها يومًا على تقبل حياتها معه سواءً كانت سيئة أم كانت جيّدة ولكن اقنعت كلًّا من قلبها وعقلها على الهروب من مواجهة المشاكل التي تركت على جسدها آثارًا!

هي الآن لن تنكر أنها تعيش قرار اتخذته مجبرة ولكن كانت مقتنعة فيه ولم تدرك عواقبه

نظرت لنفسها في المرآة ، تشعر بثقل ما يحدث ويدور حولها...تقبل والده للأمر سريعًا مخيف....وخطّتهما في إتمام الأمور امر يخبرها بجديّة قرارها الذي اتخذته مسبقًا
مسحت بديها على شعرها الرطب وارجعته للخلف .....نظرت لجسدها.....كانت ترتدي كعادتها بجامة ذات طابع طفولي! شدّت بالقميص لتلصقه على بطنها وتمسكه من الخلف نظرت لبطنها
أحقًّا تحمل بداخلها طفلًا؟
مسحت على بطنها وشعرت برعشة تتسلل إلى أعضاء جسدها كله
ازاحت يديها سريعًا ونظرت لوجهها
تحدثت كالمجنونة: يمه.....يبه.......تزوجت....مسيار.. ....اجبرت نفسي .....اني اتزوج.....اني .....احاول اتقبل الرجل إلّي دخلته في حياتي ....بس عشان ....اوقف المشاكل لأني تعبت.......حاولت ما أأذي احد.....عشان ماحد يأذيني بس صار العكس.....اللي اخذته طيب.....حنون...حبني.....بس مابي اصير.....
سكتت ثم ترقرقت عينيها بالدموع لتكمل: مسؤولة عن أي احد......ابي اشيل مسؤولية نفسي وبس....واعيش بهدوء....بعيد عن المشاكل لأني..يمه.....تعبت....وأحس.. خايفة....خايفة من حياتي.......ودي لو ترجعون لي أنتي.....وابوي....
مسحت دموعها برجفة أصابع يديها: يبه.......تكفى ارجع لي......شيل هالخوف مني ....طمني بكلامك.....قولي قراري صح ولا غلط.....قولي ....
ثم انهارت باكية : يمه......انا حامل.....يمه......احس اني ضايعة.....احس قراري غلط....احس اني تسرعت....يمه ....يمه...احس....

سكتت، واخذت تنظر لنفسها بنفس متسارع بقيت على هذا الحال لمدة دقيقة ثم مشت لناحية السرير رمت نفسها على السريري، ودفنت رأسها تحت الوسادة وبكت....تشعر بالعجز ....تشعر بالشتات وعدم فهم الذات....التذبذب الذي تعيشه ناجم عن ما عشتهُ سابقًا
تحدثت
ما بين شهقة وأخرى: رحتوا .....تركتوني.....ليش رحتوا...ابيكم انا......انا من دونكم...ولا شي.....اغلط......واجد.....قراراتي ....كلها غلط....من بعدكم انا ضعت.........

ثم قرفصت رجليها لتجعلهما قريبتَين من بطنها وهي تبكي
: حاملللللللل....بصير ام.....ام فاشلة........ما تعرف تحب.....ولا تعرف تكره....ضعيفة.....الكل ياكل حقها وهي ساكتة......هذا يضربها....وهذيك تهددها......والكل بس يبي فرصة.....عشان يأذيها.....
شدّت بيديها على الوسادة وهي تكمل بهذيان جنوني: قصي بيكرهني......بيجي يوم....وبيكرهني مثلهم.........خالي.....زوجة عمي....عيال خالي.......كلهم يحبوني لم كنتوا بس انتوا موجودين متوا....وكرهوني صاروا يبون يفتكون مني....حتى هو ....بيكرهني....بس اجيب له الطفل بيكرهني.....مثلهم.........انا وحده ما انحب.......ولا تعرف تحب.....اعرف احبكم انتوا بس....
بكت لدققتين دون تحدث
.
.
ثم قالت

: حتى محمد لم حسيت احبه..........كرّهتني فيه امه.......احس كرهته عشانها تضربني.......كانت خايفة عليه مني ........وكأني يا يمه .....مجرمة....عاقبتني.....اتركت على جسمي اثر....والحين ....تعاملني ولا كأنه صار شي....عشاني بس تزوجت.....وعمي......هم يبي يفتك مني لو ما يبي ما كان وافق على قصي من الأساس........يمه انا ضااااااااااااايعة......ضاااا ااااااايعة يمه.......والله ضاااااااااااايعة....

بكت ، صرخت ...انّبت ضميرها.....وبخت نفسها ....تشعر بالفقد والاشتياق لوالديها تشعر أنها غير قادرة على ان تعيش بلاياهما هذه الاحداث الذي ظنّ قصي انها ستفرحها ترجمة لها أمور أخرى مخيفة وأثارت استنتاجات مرهقة لها!
.
.
.

....
بينما هو قرر أن يقاطعها ولكن لم يستطع....لا يريد ان يكون مثلها تمامًا في العناد لأنه ادرك سيخسر في لعبة العنِاد هذه لذا تنازل عن رّد الصّاع لها فهي بكلا الحالتين غيابه عنها يُريحها وهذا ما فهمه وأخافه لذا لن يبتعد سيحاول أن يتفهم وضعها ويُمسك بيدها ليخرجها من ظلام ما تفكر به!

لذا
اتى اليها ليطمئن......فتح الباب....اغلقه
وكالعادة الشقة بأكملها هادئة......

تحدث ليعلن عن وجودة ولكي لا يخيفها نادى: مُهره....

سمعت صوته .....ونهضت من على السرير سريعًا كالمقروصة راكضة لناحية الخلاء.....دخلت وهو دخل إلى الغرفة سمع اغلاق الباب
تنهد، ونظر للسرير.......كان مبعثر.......نظر للوسادة التي سقطت منها بعد نهوضها السريع.....ووقعت انظاره على بقعة ...لا تدل إلا على دموعها على ذلك الفراش.....تنهد بضيق وفهم أنها هربت لكي لا يراها وهي على ذلك الحال....لذا طرق باب الخلاء: مُهره
اجابته دون تردد وهي تمسح دموعها وترشح وجهها عدّت مرات: بطلع.....
ارشحت وجهها عدّت مرات من جديد اخذت نفس عميق...حاولت ان تسيطر على نفسها....فتحت الباب ولم تنظر إليه ولكن هو نظر لها بنظرات متفحصة وادرك من خلال وجهها المحمر وإلى تبهدل شعرها وسرعة تنفسها انها فعلا باكية
كانت ستمشي ولكن سدّ الطريق عليها
نظرت له : وخر....
قصي سكت، ونظر لعينيها لم يتحرك ، لذا مشت ودفعته قليلًا بيدها وجلست على السرير
سحبت هاتفها لتعبث به
ولكن اتى وجلس بالقرب منها
قائلا: ليش تبكين؟
مُهره دون ان تنظر له وبصوت مبحوح: على حظي .....
ابتسم رغمًا عنه
قصي سحب الهاتف من يديها قائلًا: متوترة؟
مُهره تحاول أن تظهر قوتها : ليش ان شاء الله؟
قصي : من كل شي.....
مُهره سكتت
تحدث بهدوء: ما فيه شي يخوف ولا له داعي هالتوتر....
مُهره بجدية : ارتباطنا بشكل ابدي ببعض غلط....
قصي تنرفز منها
أكملت : قصتنا قصيرة يا قصي.....ليش تحاول تخليها طويلة!
نهض من على السرير حديثها منرفز للغاية لن يسكت
انفجر وهي يُشير لها: ما نيب حقير ولا نيب ولد(.....).....عشان ما يكون عندي لا ضمير ولا إحساس.....واتركك في نص الطريق وانتي توّك بنت ماعرفت من هالدنيا إلا الشي البسيط.........

ابتسمت ابتسامة جانبية تنّم على السخرية

اكمل: مُهره انا واحد أخاف الله مابي اظلمك.....وغير كذا....حبيتك........واقتنعت فيك......ليش مو قادرة تستوعبين هالاشياء هذي....ليش احسك مو واثقة فيني......يمكن صدق أكون السبب في عدم هالثقة بسبب معامليتي لك بالبداية .......بس أنا انسان مانيب ملاك اغلط........وهذا انا اعترف لك بغلطي واطلب منك السماح بعد......

ترقرقت الدموع في عينيها ، شعرت بالاختناق حكّت ارنبة انفها سريعًا لتداري شعورها المشتت
نهضت وابتعدت عنه ولّت بظهرها عنه لتردف بصوت محشرج
: قصي.....انا خذتك عشان هدف واحد.......يمكن تشوفني انانية في هالهدف وما دري كيف أصلا تحقق رغم اني ظنيت راح تكون فيه عقبات كثيرة من اني ارتبط بهالطريقة بس سبحان الله.......قراري وضّح لي قد ايش اهلي يحبوني ويعزوني.......وتحقق هدفي ....وابتعدت عنهم وعن اتهاماتهم ومشاكلهم.....اخترت هالطريق عشان ارتاح......واريّح نفسي وجسمي....فجأة لقيت نفسي...

فهم الجزء الآخر مما ستقوله لذلك لم يمهلها في قوله اتى سريعًا خلفها واحتضنها من الخلف وقبّل كتفها وهو يقول
بندم: تكفين لا تكملين......مُهره.......
قوّست حاجبيها وشدّت على اعصابها ، مستنفره منه
ولكن شد عليها ليثبتها في مكانها ويكمل
: ما نكر كنت مسوي بيني وبينك حاجز ومعاملك معاملة ما ابي احط لها عنوان!
اغمّضت عينها وانسابت دموعها بقهر
اكمل بصوت موجع
: لكن وربي ما كنت راضي عن نفسي احس اللي جالس اسويه غلط....بس مثلك زواجي منك كان لهدف ...ابي اثبت ......لأهلي اني قادر اسوي اللي ابيه...بدون تدخل منهم...بس طلعت غلطان....كان المفروض أتقدم لك رسمي بدل هاللخبطة.......
ثم ابتعد عنها ولفها لناحيته رغما عنها ليرى دموعها واحمرار وجهها ليكمل: اثنينا متساوين في الهدف....واثنينا انانيين يا مُهره........
مُهره بغصّة وبجفن يرتجف للأعلى وهي تقول: اوجعتني!
قصي رقّ قلبه امسك يدها وقبّلها بلطف: سامحيني!

مُهره وكأنها حقًّا وجدت لها مخرجًا لتصارحه بكل الأشياء: اوجعتني حسستني إني رخيصة.......ما كنت فاهمة شي....رميت نفسي بهالزواج ...وانا عميا.......صدمتني وكرّهتني بنفسي.....

قصي فهم رسالتها بدأت وكأنها تُذكّرَه بما فعله بها في بداية زواجهما وعلى أي مبدأ كان يُعاملها
وهذا الامر بدأ يأكل قلبه من القهر من نفسه!

طبطب على يدها ونظر للسقف تاركًا لها المجال للفضفضة
: واكثر شي احس دمرني ....وخلاني احس جد اني شي ما يسوى لم رجعت للرياض بعد غيبتك.....و....
انخنقت في عبرتها بترت جملتها التي ستكسر قلبه اكثر ولكن تنفس الصعداء حينما بترتها
واكملت : اوجاعي كثير......اوجاع من اهلي......وجع اشتياقي لأمي وابوي.......هو لو بس .....لو بس ما ماتوا ....كان انا بخير.....
شد على يدها واقترب منها قليلًا: استغفري ربك.....
سحبت يدها منه ونظرت لعينه: قصي انت ما تعرفني.....وانت ما تحبني انت اعتدت على وجودي بس......ومعرفتك بالحمل يمكن هي اللي حفزتك انك تعلن الزواج....

قصي بنبرة انكسار: لو مرة بس احسني الظن فيني؟
اخذ نفس عميق ليردف: شكلك نسيتي اني قلت لك راح اعلنه قبل حملك ......
مُهره ازدردت ريقها: مابي لا زواج ولا حمل ولا عيال.....ابي أعيش لوحدي وبس.....
قصي اقترب منها فهم عمق جرحها منه وجرحها من حتى أهلها لا يعرف كيف يواسيها
تحدث بهدوء: الوحدة شينه.....والنفس تبي الانفس معها......ماحد يتمنى يعيش لحاله وكانه مقطوع من شجرة ....

مُهره نظرت له برجاء وبنبرة خانقة: تكفـ....
رفع يده ليوقفها عن الحديث: انتي تكفين وثقي فيني..........افهميني .......عطي نفسك فرصة تشوفين الحياة من جانب ثاني.......تكفين....مُهره.....لا تحرقين نفسك في فوضاوية تفكيرك هذا.......

بكت
واقترب اكثر واحتضنها ، لن تنكر انها بحاجة لهذا الحضن وإن اوجعها ذات يوم ولكن هي بحاجة إليه
شدّت عليه بيديها تحدثت بشهقة: ابي امي وابوي.....قصي احس خايفة....قلبي يوجعني....
طبطب على ظهرها ومسح على شعرها تسللت رعشات جسدها إليه فهم مُعانتها ....تعيش في صراح نفسي ما بين الماضي والحاضر.....اصبحت مجوّفة من الداخل بسبب الآهات التي اطلقتها مسبقًا دون ان يشعر بها احد كانت تبحث عن الأمان .....اهداها الأمان بمقابل شيء اشعرها برخصها والآن اشعره بحقارته!
شدّ على جسدها بيديه وكأنه يريد ان يمتص منها هذا الخوف ويخبرها بأسفة
همس: اسم الله على قلبك ......
مُهره اغمضت عينيها وكأنها تريد الهروب ، الهروب في حضنه ونسيان كل الأمور السيئة التي حدثت

همست له: علمني كيف أعيش بدون ذكريات.....

شعر بانفلاق قلبه، ربما تقصد في جملتها هذه ذكرياتها مع والديها وما حدث بعد وفاتهما مع أهلها ولكن هذه الجملة كسرت قلبه لأنه سريعًا ما اتى في عقله ما فعله بها ببداية الزواج شد عليها شعر باختناقه
لم يهتم في الماضي بمشاعرها ولم يُدرك انها انسانة تشعر وتحس .....كان يفرّق غضبه فيها...يأخذ حاجته منها...يخرج...دون ان ينظر لحاجتها......دون ان يسمع لِم يضايقها.....لم يكسر الحاجز......حاجز الرسمية ......ابدا...لم يكسره...ولم يتوقع يومًا انه سيقع في حبها.....ولم يتوقع انه سيتورط في عشقها......ندم......ندم على انه احدث جروح للتراكم على جروحها القديمة...

مسح على شعرها وبكت هي اكثر ترك لها المجال في البكاء وحمد لله انه لم يعاندها في المجيء لها
هي حقًّا بحاجه إليه ولكنها لا تعترف بذلك وتظن لو بقيت لوحدها سيكون الأمر افضل مما لو كان هو بقربها
ولكن لن يترك لها مجالًا بعد اليوم في البقاء لوحدها
وإلا ستجن
!
..........................................
.
.
.
انتهى الدوام........لم تتقبلها...لم تشاركها الحديث....لم تدعيها للعلب معها.....تركتها كما تريد....وبقيت في الزاوية تحدّق فيها........ليزداد وجعها!
سلبوا منها الأمومة على منطق الحماية!
ابعدوها عن المسؤولية على مبدأ التخفيف عنها!
وقتها كانت صغيرة للغاية كان عمرها ما بين الخامسة عشر او السادسة عشر!
كانت مراهقة طائشة .......ادخلت نفسها في متاهات حُب طائش وعناد وكسر قوانين مخيفة ......جرّبت أمور سواءً كانت مباحة ام لا وهي في عمر صغير حتى بها جنّت من ورائها الشعور بحركة جنين في بطنها......بألم الولادة ......بألم الخيانة.......بألم الغدر......اوجاع على اوجاع.......تراكمت عليها لتدخلها في عواصف الآلام النفسية
فكانت ردت فعل ديانا وأمير ابعادها عن كل الأشياء التي تذكرها في مُراد والتي كانت تعرفه بشخصية (بهاء الدين)
طفولتها كانت مليئة بـ التنمر......مليئة بالصعاب .....بعدم قبول المحيط الذي تعيشه.....اشياء كُثر كوّنت شخصيتها الانحيازية ما بين التذبذب والعناد والقوة والممزوج بالجبروت!
ولكن رغم كل هذه الأمور كان عليهما ألا يقررا بدلًا عنها!
تنهدت بضيق مشت على الرصيف
ربما هذه المرة ستهرب من هذه الوظيفة التي ستجلب على عقلها الكثير من الذكريات والتفكير لن تتردد في الهروب من كل الأشياء التي تحزنها لأنها لن تسمح بعد الآن ان تتجرّع نوع آخر من الاحزان !
قطعت الشارع الأول سمعت رنين هاتفها
سحبت الهاتف من مخبأ بنطالها أجابت: هلا
إيلاف : خلصتي؟
نور حدّقت لمن حولها وهي تمشي: أي ...الحين بجي الشقة
ايلاف دون مقدمات: اشفي صوتج؟
نور : ولا شي
ايلاف سكتت ثم قالت: طيب.......تعالي تغدي معاي.......في مطعم سُلطاني.....
نور اضحكها الاسم فجأة: هههههههه ايش......شالاسم؟ تنكتين صح؟
ايلاف ابتسمت على ردت فعلها: لا عاد هالمرة للأسف ما انكّت ......
وبنبرة غضبت: تعالي يا حـ.......يوعانه حدي......
نور مشت بخطى متسارعة : من جدك فيه مطعم في أمريكا بهالاسم؟
ايلاف : صاحبة سعودي تبيني اروح له أقوله...... حضرت نور مو عاجبها اسم مطعمك....عفيه غيره عشانها؟

نور : وجع وجع كلتيني......ارسلي اللوكيشن وبجيك.....
ايلاف : تراه قريب من الشقة
نور بنرة حادة: طيب رسلي اللوكشن بلا لعانة....
ايلاف ضحكت : هههههههههههه انزين.....لا تتأخرين والله يوعانة حدي......
نور ضحكت بخفة: هههههه باي....
.
.
.

أغلقت الخط......وبعد مرور عشر ثواني تلقّت الرسالة .......اوقفت سيارة أجرة اشارت له بالمكان المنشود لم تأخذ سوى عشر دقائق للوصول إلى ذلك الحي نزلت من السيارة نظرت لوجهة المطعم
.
.
.
.
رفعت رأسها وقرأت الاسم
((Sultani Restaurant))
.
.
.

.
.
.

ابتسمت ثم دخلت .......ودارت بعينيها على الموجودين عندما رأتها إيلاف نهضت من على الكرسي وأشارت لها
حتى بها مشت لناحيتها رأت امامها صحون كثر ومن الواضح انّ إيلاف بدأت بالأكل
لذا
ضربت على كتف ايلاف بخفة وهي تقول بصوت اشبه للهمس: وجع في بطنك يا كـ..........ما نتظرتيني....

إيلاف لم يهمها تناولت لقمة جديدة: تأخرتي...
نور وضعت حقيبتها جانبًا على الطاولة: كذابة....أم بطنين.....
إيلاف توقفت عن المضغ وتحدثت متفاجأة: آمبيه .......تعرفين كل المصطلحات العامية العربية.......

نور ضحكت على ردت فعلها اشارت لها: بلعي لقمتك....بس.....لا تفشليني قدام الناس....
بلعت ايلاف لقمتها وشربت من كأس الماء
ثم اقترب مستندة بيدها على اطاولة: صج صج شلون جذه كأنج ساكنة بالسعودية .......ومو عايشة برا من سنين.....
نور مسحت على شعرها يوترها هذا الحديث اردفت : مادري ...يمكن عشاني كنت اتابع مسلسلات عربية كثير......ويمكن عشاني عشت سنين هناك حتى لو كانت بسيطة اكيد بتترك اثر....
ايلاف هزت رأسها بتفهم ثم تساءلت بحماس: ما قلتييييييي شسويتي؟
نور اخذت ملعقة وبدأت تأكل من الرز الذي أمامها: ولا شي.....بترك هالشغلة ماحسها تناسبني....
ايلاف قوّست حواجبها: وليش ان شاء الله تهدينها هو عندج وظيفه غيرها عشان تهدينها بارده مبرده؟
نور بلعت لقمتها ولكي لا تسهب في هذا الحديث: ما رتحت للأهل...
ثم بلعت اللقمة ولتغير مسار الحديث: الله وش يسمون هالطبخة؟
ايلاف فهمت انها تغير الامر لذا لم تحبذ أن تطيل الامر ستتحدث معها في وقت لاحق قالت بحده : كل شيء تعرفينه جات على هالطبخة.....
تركت نور الملعقة على الصحن ليصدر صوت قليلا ثم قالت: جالسة تحسديني....
ايلاف نظرت لمن حولها ، اصواتهما ملفتة للأنظار
تحدثت بهمس: مينونة الكل يطالع....
نور ابتسمت : أمانة من متى تهتمين للي حولك؟
ايلاف اخذت لقمة من جديد مضغتها سريعا لتردف: صاجة ما عمري اهتميت....
نور ضحكت بخفة وبجدية: هههه صدق عاد وش اسمها؟

ايلاف : برياني....
نور مضغت لقمتها وهي تردف: واضح واثقة في هالمطعم انه حلال....ولا ما كان خذتي راحتك في الطلب....

ايلاف ضحكت : ههههههههههه والله من ييت أمريكا وانا اطفح من اكلهم ......دلني عليه طارق......صاحبه طالب سعودي يدرس اهنيه .....واظن اسمه سلطان بعد......
فموثوق دام صاحبه عربي.....ومسلم .....خلاص أمّنت....

نور ضحكت: هههههههههههه زين لقيتي لك من اللي ما يحرمك عن الاكلات اللي تحبينها....
ايلاف : أي والله...
نور بهدوء تساءلت: ما شفتي طارق؟
ايلاف توقفت عن الاكل شربت القليل من الماء: لا......واحمد ربي الف مرة اني ما شفته....
نور طبطت على يد ايلاف وبحنية: انسي....
رفعت ايلاف يدها الأخرى على يد نور طبطبت عليها: قولي لي شنو صار بالضبط واضح انه صار شي مكدر خاطرج...

نور بلا مقدمات تنهدت: راح أكون مسؤولة عن بنت تعاني من مرض التوحد
ايلاف بتهم: مالومج لو تركتي الوظيفة الوضع اكيد صعب....
نور شتت ناظريها: موع شانها مريضة...
ايلاف انشد انتباهها هنا وبدأت تنظر لنور بشك: أيل؟
نور بشتات: مادري احسها تشبه ساندرا......وحسيت انه...
ايلاف نظرت لها بتمعّن تريد ان تكمل، تفصح عمّ بداخلها ولكن للأبد ستبقى نور كما كانت عليه
ولكي لاتدع هذا السكوت يطول قالت بمرح: أمبيه سندرا تشبه عيال الأجانب....يعني حلوة مو مثلج تخرعين....كأنج ينّي.....
ضحكت نور وهي ترمي على وجه ايلاف بعضًا من ورق الخس
: حيوانة.....
ايلاف مسحت على وجهها لتمسح قطرات الماء من عليه
ثم اردفت: انزين شلون يعني بظلين جذه لا انتي قادرة تجاوزين شي من اللي صار لج وتشتغلين ولا انتي قادرة تدرسين بسبب اوراقج الرسمية اللي موعندج.....
نور بحسم الامر: بداوم خلال هالاسبوع بس وبعدها بقول لهم
ورفعت يدها: باي.....
ايلاف كملت: وبعدها اكلي تبن....وقعدي بالشقة لا شغل ولا مشغلة...
ثم اردفت بشكل سريع وحماسي: شرايج تشتغلين عندي تنظفين الشقة وتطبخين واعطيج.....راتب....
نور تجاريها في هذا الخبال: كم بتعطيني؟
ايلاف بتفكير وهي تكتم ضحكتها: دينار كويتي....
نور قوّست حاجبيها : كم بالدولار؟
ايلاف تحاول ألا تضحك سكتت
نور : حيوانة والله .......اكيد مبلغ ولا يسوى.....
ايلاف ضحكت: ههههههههههههههههههههههههه ههههه
نور باحراج: قصري صوتك والله لا يجون ويطردونا....
ايلاف هدأت قليلًا ثم قالت
نور بجدية: بدوّر على شغل من جديد.......
ايلاف : اعتقد هنا يبون عاملات.....
نور : متأكدة؟
ايلاف : والله مادري بس اذكر ذاك الأسبوع شفت اعلان عن شي مثل جذه.....
نور عادت تأكل: لخلصنا نسألهم كملي اكلك عشان نروح الشقة احس ابي انام تعبت....
ايلاف تأيدها: أي والله تعبت وايد اليوم
نور بانسجام مع الاكل: اكلي....اكلي....عشان نروح نخمد......
ايلاف وهي تمغض لقمتها ضحكت بخفة: وربي عليج كلمات تخليني اشك انج عشتي في أكسفورد لسنوات طويلة
نور وهي تغلط طريقة ايلاف في لهجتها: آمبيه عاد...سكتي لا اطعنج بالملعقة....
ايلاف بجنون: يمه يمه على الحجي الكويتي....
نور ضحكت بخفة واكملت اكلها دون ان تعلّق
كلتاهما تحاولان التخفيف عن بعضهما البعض كلتاهما تحاولان نسيان مسببات جراحات القلب تحاولان النظر للحياة بعين أخرى للاستمرارية في الحياة وبطريقة مختلفة وربما جنونية !
بينما هناك في تلك الزاوية لم يشعروا بوجود شخص من خلف الأبواب الزجاجية يلتقط لهما الصور بشكل متكرر وعشوائي ثم غادر مكانه بشكل سريع دون ان يُلفت النظر!
........
.
.
.
تريد أن تراها لا تريد ان تترك ابنت عمها وهي على هذا الحال تعرف حساسية ونعومة مشاعرها
وتأججها بشكل سريع ومتناقض تفهم عقليّتها كثيرًا

تحدثت معهما
: حرام عليكم خلوني اروح لها....
الجازي بهدوء: نوف....وش تروحين....خالد كلّم بندر وقال له عمي بخير...ماله داعي تروحين...
نوف ضربت برجلها على الأرض: ابي اوقّف جنب شيخة اكيد الحين منهارة...
بندر خرج من المطبخ: بكرة اوديك لها.....الحين روحي نامي بس.....
نوف : قسم بالله مالكم داعي....خلوني اروح لها.....
بندر رمقها بنظرات حاده: اتصلي عليها وتطمني سالفة اوديك لها...ما نيب موّديك......
نوف بغضب: قول كذا من قبل.....خلاص اترك السواق اجل يوصلني...
الجازي نهضت : قلنا لك روحي بكرا......لا سوينها سالفة الحين....
نوف تأففت بينما الجازي صعدت لغرفتها
نوف بانفجار: وبعدين تعال قولي.......شمسوي لها انت؟
بندر كان يرتشف من كأس الماء عندما قالت كلمتها كح
ونظر لها : وش قصدك؟
نوف اقتربت منه: تعاملها بأسلوب جديد....وكأنك تقول لها
وأشارت لها بيدها: باي!
بندر ابتسم رغمًا عنه هل كانت تفضفض عن صدّه لها وهي السبب الأول والأخير في ايقاظه على امر كان مغمض عينيه عنه
: مالك شغل....
نوف وضعت يديها على خصرها: لا حبيبي لي شغل ونص حتى لو انك اخوي ما راح اسمح لك تكسر قلبها.....
بندر بحده: قصري حسك لا تسمعك الجازي....
نوف بسخرية: عادي خل الكل يعرف انك عاشق وش فيها....
بندر : جنيتيييييييي؟
نوف : لا بعدي ما جنيت.......بندروه شيخه تراها حساسة انتبه تكسرها....وربي اكسر لك راسك....
بندر بغضب: شكلك ناسية انك تكلمين اخوك الأكبر منك يا نويّف
نوف بنبرة خوف وجدية في الآن نفسه: انا بس احذرك....
بندر أشار لها: انا أقول روحي طسي نامي احسن ما افصل عليك.....
نوف بتأفف: بروح اكلمها أصلا....
بندر بتصريح : لا تتصلين بكلمها انا...
نوف سكتت ونظرت لوجهه قوّست حاجبيها وبشك: تكلمها؟
بندر بلل شفتيه: عندك مانع؟
نوف بقصد قالت: عادي تقولها في وجهي كذا يعني؟
لا يريد أن يخوض معها في هذا الحديث يعلم الامر غير محبب وغير لطيف في مجتمعه ولكن حقًّا هو يريدها ولا يستهين بمشاعرها او يتلاعب بها
بندر جلس على الكنب: أي عادي...
نوف لتقهره: اجل حتى انا بروح اكلم حبيبي دام صرنا فري....وكل شي ينقال على بلاطة من يوم ورايح بصير واثقة من نفسي ......وبتكلم بِلا حدود!
بندر ارعبها بنظراته وبصوت خشوني حاد: نوووووووووووووووف
اخذت وضعيت الاستعداد للهرب وصرخت بخوف: والله امزززززززززززززززح
ثم ركضت على عتبات الدرج...
بينما هو ابتسم على ردت فعلها ، حقًّا نوف قادرة على النصح......على ايقاظ الأمر على الأمور....وعلى تغيير مزاجه واسعاده ......بطبيعة شخصيتها ....
سحب هاتفه واتصل عليها...
.
.
.
.


كانوا في الصالة جالسين .....ما زالت ام سيف ترسل كلمات الاطمئنان وجمل التفائل لهما
: قولي الحمد لله ربي دفع عنه الشر وسلمه من هالجلطة....
ام ناصر: الحمد لله...
ام سيف بتنهد: وانتي يمه هدي عمرك ولا تبكين....وقومي اكلي لك لقمة وروحي ارتاحي...
شيخة نهضت وفي الآن نفسه رن هاتفها وهي تقول: ان شاء الله
ام ناصر التفتت عليها: من يتصل؟
شيخة نظرت للاسم
ازدردت ريقها وبكذب: نوف....
ام يوسف: ردي عليها وطمنيها وقولي لها تطمن الجازي .....
شيخة : ان شاء الله عن اذنكم
ثم اجابت
.....
بينما ام ناصر قالت: يا نجلا اخوك مو طبيعي......اللي صار له كله من التفكير......
ام سيف بهدوء: هو قال لك صاير شي في شغله ؟
ام ناصر بتنهد وسرحان: شكله يفكر بالماضي...وحن قلبه.....على ...
قاطعتها ام سيف بعد ان استوعبت ما تعنيه منيرة: لا تحطين شي بذمتك اخوي مسحها من حياته للأبد يا منيرة......
ام ناصر ترقرقت الدموع في عينيها: القلب يحن لو ايش.....
ام يوسف طبطبت على كتفها: والله قلبه مكسور منها.....
ام ناصر نظرت لعينيها: قلبه حن على بنته اللي تركها.....من صدمت اللي صار....
سكتت ام سيف....شعرت بقشعريرة تسللت في جسدها

: نورة؟
هزت رأسها بالتأكيد
ثم أكملت: ما ينام...وفكر فيها.....ولوم نفسه بصوت ....يكفرني ماسمعه....الشوق لها ياكل من صحته......
ام سيف ببهوت: قصدك ضميره اللي ياكل منه....
وبتنهد: وش اللي طرى عليه وذكّره فيها....
ام ناصر ولي اول مرة صرّحت: خطوبة سلطان لشيخة...
ام سيف بعدم فهم: شلون؟
ام ناصر بحشرجة: شيخة كانت رافضة......وهو اعطى بو سلطان الموافقة...بس انا ضغطت عليه بالكلام.....وجبت طاريها...له...وقلت لا تسوي فيها مثل ما سويت في اختها....ومن هالكلام......و...
ام سيف قاطعتها: ذكرتيه فيها...
هزت رأسها
أكملت ام سيف: ان جيتي للحق اخوي غلطان....
ام ناصر بقهر: اغلاط اخوك كثيرة.....
ام سيف : ما صفح قلبك عنه....
ام ناصر بهدوء نظرت لها: لو ما صفح ما قدرت أعيش معاه.......بس اثر الجروح ما نمحت......وحنينه لبنته ذكرني بالماضي ......يا نجلا....اللي صار لي بالماضي مو شي سهل....
ام سيف لتهدأ وضعها: انسي الماضي ولا عاد تطرينه......وقولي الله يقوّم يوسف بالسلامة ....
ام ناصر بسرحان: آمين!
..............

في الغرفة
تحدثت بنبرة باكية: خايفة يموت...
بندر خرج لحديقة المنزل المتواضعة: وش هالحكي لا تفاولين على عمي.....كلمت خالد وقال لي انه بخير...

شيخة مسحت دموعها: عمري ما تخيّلت راح اشوف ابوي ضعيف ......ومنكسر ويتوجع ...كذا....
بندر بمواساة: قولي الحمد لله ربي عداه شرها...
شيخة تمتمت: الحمد لله.....
ثم انتبهت لشعار أبعدت الجوال عن اذنها ثم اعادته: نوف تتصل....
بندر ابتسم: حيوانة تعاندني...
شيخة بعدم فهم: شصاير بعد...
بندر : مقهورة اني ما وصلتها بيتكم.......وكانت بتتصل عليك وقلت لا تتصلين انا بتصل عليها...
شيخة ضحكت بخفة: ههههه ....طيب ليش ما جبتها؟
بندر بجدية: نوف تعبانة.......
شيخة بخوف: جد؟؟؟؟ما قالت لي
بندر بهدوء: هي عمرها ما تصرّح بهالشي........ودايم تخبي عنّا تعبها...وتحاول ما تبيّن ألمها.....ما حبيت اجيبها لك وانا عارف انها بتبذل جهد تخفف عنك....وهي أصلا تعبانة....
شيخة بخوف: لا تخوفني بندروه شفيها؟
بندر بتنهد: سكرها هالاسبوع مو منتظم......يا انها تاكل من ورانا سكريات كثيرة ومن هالخرابيط يا انه نفسيتها صفر وجالسة تبيّن لنا العكس...فنحاول نبعدها عن كل شي يسبب لها ضغط نفسي بدون ما تحس....
شيخة اجتمعت الدموع في عينيها: عمري هي والله....
بندر ابتسم رغمًا عنه: طيب وانا...
شيخة مررت جملته وهي تقول بجدية: دايم نوف ...تحاول تسعد اللي حولها وتفكر فيهم ولا تفكر بنفسها.......وانا بعد ما قصرت ما غير اتشكّى لها في الأوان الأخيرة...
بندر بضحكة: هههههههههههههه طبعا تشكّين لها مني صح......لا تحاولين تنكرين واضح
شيخة ضحكت بخفة ومسحت دموعها التي انسابت على خديها فجأة: هههههههههههههههه طيب دامك عارف يا حيوان ليه تسأل؟
بندر بهدوء: شيخه....
شيخة : نعم...
بندر بجدية: من يوم ورايح أي شي يصير بينا لا قولينه لها خلي بيني وبينك فيه خصوصية....
شيخة بهجومية وبطريقتها المعتاد عليها: تخسي والله.......نوف هذي اختي...ماقدر يحكني لساني لو ما أقول لها شي....
بندر انفجع من حديثها
ثم انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههههه
ثم قال بنفس هجومها: شلون اجل قدرتي تخبين عليها من يكون حبيبك ؟
شيخة : بصعوبة والله حسيت بموت......

بندر : حسبي الله بس.......ههههههههه.....يعني كل شي تقولونه لبعض ما فيه اي خصوصية....يعني بالمستقبل ....راح...
قاطعته بهجوم: جب جب .....عارفة وش بقول يا وصخ...

بندر ما زال مبتسمًا وسعيد جدًا انه استطاع تغيير مزاجها سريعًا: والله تفكيرك الوصخ........طيب دايم كل شي تقولونه لبعض....نوف قد قالت لك تحب...
شيخة بفجعة من السؤال وبدفاع: شدخلللللللللللللللك؟

بندر ابعد الهاتف من على اذنه : وجع وجع .....فجرتي اذني.....
ثم اردف: ليش هالانفعال...
شيخة : وانت ليش تسأل
خاف من ردت فعلها حقيقةً
حاول أن يكون هادئًا : يمكن اللي تمر فيه بسببه....
شيخة بجدية: شوف خلني أكون صريحة ....نوف ما تفضفض ....واللي فهمته منها ما تعرف تفضفض أصلا هي تعرف تسمع وتعطي نصايح وتطقطق بس......وسالف تحب ذي شيلها من راسك....نويف تكره اللي لهم علاقات.....واصلا قبل لا تعرفك كانت تستحقرني على غباء قلبي على قولتها.....وما ظل نصيحة ما قلتها لي تبيني اتركك بس لم عرفت انك انت .....ما صارت ترمي علي حكي.....

بندر سكتت، فعلا اخته من النوع الكتوم......بعكس الجازي
تحدث: يعني ما فيه امل تحب....
شيخة : ريّح بالك نوف ما تعرف احد......ولا تحب احد......وتراني مثلها...بس حسبي الله عليك....خربتني....
بندر بضحكة عالية: ههههههههههههههههههههههههه هههههههه بالله من اللي خرّب الثاني؟ هااا....

شيخة احمر وجهها: وربي انت........خليتني طايشة ......وشجعتني اكلمك....
بندر بنبرة خادعة تدل على معنى الزعل: لا تحسسيني بالذنب.....
شيخة مسحت على شعرها: ذنبي في رقبتك...
بندر بصدمة: حيوانة.......
شيخة بهدوء: المهم.....شكلنا مطولين ....
بندر سكتت فهم ما تعنيه حقيقةً كان سيتكلم مع والده .....ولكن ما حدث اخرسه
كلما أراد التحدث في الامر حدث امر آخر يسكتهما
بندر بتنهد: ما تدرين وين الخيرة فيه....
شيخة تحولت مشاعرها إلى اللين والعاطفية اكثر: بندر تحبني؟
بندر ضحك بخفة: هههههههه بالله كم مرة سالتيني هالسؤال؟
شيخة ابتسمت: ماذكر سالتك إياه بشكل متكرر
بندر بجدية: في هذي صدقتي ......
شيخة عادت على مشاعر الهجومية: لا ضيّع السالفة جاوبني....
بندر بحده خفيفه ومائلة للمزح: لا بعد اطلعي لي من الشاشة وخنقيني....
شيخة بهبال: لا ليش اخنقك اطلع احضنك.....شرايك؟

بندر بجراءة لكي يخرسها عن هذا الجنون: لا بوسيني....
شيخة بنفور وصوت شبه عالي: يا وصخخخخخخخ....
بندر عاد للضحك
اعتاد على مزاجها المتنوّع ومشاعرها المتداخلة ومصداقية حديثها معه طيلة الفترة التي يتحدث فيها معها

قال بهدوء: لو ما احبك ما تحملت مزاجك الشين هذا......ومشاعرك المتناقضة اللي تصير في الثانية الوحدة....
شيخة بعصبية: حيوان........اجل خذها مني انا اكرهك....
بندر : ههههههههه أي لدرجة رفضتي سلطان بس عشاني....
شيخة بتحدي: هيّن ......بس.....اصبر علي...والله لآخذ سلطان....واحرق قلبك.....
بندر لم يستطع ان يهدأ من ضحكه: ههههههههههههه اوووووووه......هد اللعب يا بو متعب....لا تتعب قلبنا.....تو استقر مكانه وهجد....
شيخة بسخرية: أي صر عاقل......تبن....
بندر بضحكة وتصريح من قلب: ههههههههههههه احبك يا مجنونة ههههههههه ربي لا يحرمني منك....
شيخة احمرّت وجنتيها
ولكن حاولت ان تكون طبيعية قلّدت صوته: ولا منك!
.
.
.
النظرة الأولى ، والهمس الذي يقود الواعي
للانفصال عن العالم الواقعي للذهاب إلى خزعبلات وعودٍ غير مرهونة بإثباتات حقيقة!
ذلك الشعور الذي ينتشلك من الاحزان مدعيًّا أن يكون سببًا في جعلك سعيد لمدى الحياة

هو ذاته الشعور الذي تمحوّر في قلبها تحت مسمى العُشق وعدم القدرة على تجاوزه!
انقادت إلى هذه المشاعر، حتى انضربت منها ضربًا مبرحًا
خسرت نفسها ما بين هفواته...وفقدت نفسها في عُتمته
ونتج عنه ذنب من الغير ممكن محيه !
إيلاف
ذلك الذنب الذي لا تستطيع ان تُنكر انها غير قادرة على محيه كما محت اثاره!
تتمنى دومًا موتها لدفن ما تبقى من السر
تكرهها، لأنها تذكرها بحادثة اغتصابها في وحدتها المظلمة
تكرهها لأنها تذكرها بصدق مشاعرها الذي نمت بين ثنايا صدرها....
تتمنى موتها بمقابل نجاتها!
ولكن لم يحدث شيء منهما!
سماع صوته بعد هذه السنوات اخلّ باتزان تفكيرها
اشعل في فؤادها فتيل الخوف، فتيل الكُره ......والازدياد في الدعاء بأخذ روح تلك المسكينة من هذه الحياة للنجاة!

صوته اشعل في فؤادها ألم ، وأنين .....مشت بخطى بطيئة اتجهت لذلك الصندوق والذي يحمل بداخله ذكريات ميّتة ولكن لا تدري لماذا تحتفظ بها؟!
فتحته نظرت لذلك العُقد
نظرت لفص الفيروز السماوي اللامع!
خفق قلبها، وازدردت ريقها الاحتفاظ به يُعني خيانة لزوجها ولكن لا تدري لماذا احتفظت به
اوّل هدية لها من جورج!
لن تنسى كيف كان رومنسيًا، ولطيفًا في حديثه
لن تنسى بعده وقُربه في الآن نفسه عندما أراد أن يُلبسها إيّاه
لن تنسى ذلك الشعور.....
الشعور بالخوف والحُب معًا!
تمنّت لحظتها ان تتوقف الدقائق والثواني
شعرت انها محظوظة كونها فتاة حظت بقلبه ولكن
سرعان ما تحوّل كل شيء إلى رماد
وتحوّل هذا العُقد الذي يرتجف بين يدها إلى ذكرى مأساوية لا تنم إلا عن الخِداع...
خدعها وورطها ....ثم رماها على رصيف أمنيات الموت!

شهقت ببكاء......ثم ....شدّت على العقد حاولت قطعة ولكن لم تستطع....فبكت اكثر....
ثم جثلت على الأرض....شهقت ما بين دموعها .....وفجأة انفتح الباب عليها.....
نظر إلى حالها هرع إليها سريعًا
وجثل على ركبتيها
امسك اكتافها نظر لعينيها وبخوف: دلال.......اشفيج.....احد من اهلج صار له شي؟
دلال....نظرت لعينيه الخائفتين.....لمشاعر الحب المتأجج منهما .....لنبرته......ارتجفت شفتيها......
واحتضنته ....خائفة من ان تخسر (حبها الحقيقي)احبته....حقًّا احبته....وشعورها معه مغاير لشعورها مع جورج....ادركت....مامرت به .....ليس حُبًا وربما كان تحديًّا لا تدري ولكن شعورها مع زوجها الآن هو الحُب
والعشق ...وإن كان ذلك حُبا هذا هيامًا لا تستطيع الانفصال عنه ....هي أنانية .......خائفة من ان تخسر هذا الحب.....ويستبدل بالكره ......ان لم تقضي على جذور ماضيها الأسود مع جورج وتلك الجذور ما هي إلا ايلاف
ايلاف التي إلى الآن لم تندم على تركها......وتعاتب سرًّا اختها بالتضحية واخذها لتربيتها
تمنّت لو فُضح امرها وقتها بدلًا من كل هذا!
فلو افتضح الآن ....لن يكرهها زوجها فقط
بل أبناؤها وعائلتها وحتى مجتمعها!
وهي غير قادرة على تحمل هذا شدّت عليه تردف
: خايفة.....
شد عليها وطبطب على ظهرها: من شنو؟
دلال اغمضت عينيها بقوة: من كل شيء يا مشعل من كل شي...
ابعدها عن حضنه ونظر لعينها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة والمليئة بالدموع: صاير شي في شغلج؟
هزت رأسها بلا
ازدردت ريقها
ثم اردف: أيل شنو صاير لج؟
دلال بكذب وبصوت مبحوح: حلمت حلم يخوّف...
مشعل ابتسم رغمًا عنها: ما اظنج ياهل عشان تخافين وتنفزعين جذه.....لا جذبين علي شنو فيج.....
كانت ستبرر بحديث آخر ولكن طُرق الباب
قطع عليهما بصوت ابنتها الطويل: يمه.........يلا...تأخرنا وايد خالتي سعاد اتصلت تقول بنتغدى بدونكم....
مشعل بصوت : انزين الحين راح ننزل....
ثم نظر لزوجته: قومي جهزي نفسج ولردينا من هالزوّارة قولي لي كل شي....
هزت رأسها بهدوء ثم نهضت ودخلت الخلاء وهي تحاول كتم انين الماضي بداخلها!
..
.
.
.
.
.
في منتصف الليل....مع هدوء الانفاس النائمة......وسقوط الثلج على مدينة برلين......سكنت انفس المرضى ولم يعد هناك صوت لأنينهم في الممرات .....بينما نفسه كان منتظمًا ......خرج من العملية .....دون خسائر كبيرة !
الأجهزة كثرت لتتصل بجسده.....بينما الانين والألم سكنا من وخز خلاياه.....
شعر بفتح باب الغرفة عليه يشعر بمن حوله بشكل جزئي وبشكل غير مرئي
شعور مخيف.......ويُعجزك عن التركيز.....
فجأة شعر بقرب ذلك الجسد منه.......شعر بيدين متجهتين لنزع الاكسجين عنه....
رفّا جفنيه للأعلى ......بألم.....بعد ان طبقّت تلك الايادي على رقبته.....وحاول ان يفتح عينيه كليًّا ليرى الفاعل ولكن.......
.
انتهى
.
.






قراءة ممتعة


تحياتي
شتات



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-11-19, 04:42 AM   #50

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت الواحد والعشرون
.
.
.


.
.
.
تتكرر شهقات الألم ، ويتبعه بعد ذلك زفير الخوف من لحظة تطبيق أيدي الموت على مجرى التنفّس للاستمرارية في العيش ....في تلك اللحظة لحظات الندّم تتلو على صاحبها ما فعله سابقًا....لتتركهُ يعج بضجيج محاولاته في النجاة ولكن بِلا جدوى!
.......
شعر للمرة الثانية أنّ الموت يتخطف بصره وسمعه ونفسه
هو ضعيف.......وخائف....والألم يزداد بألحانهِ المعذّبة للفؤاد
من شدّة حركته نزف جرحه......وفتح عيناه على الآخر وحدّق في وجهه من يحاول قتله......
حاول أن يُبعد يديه بيده الضعيفة
ما بين شهقة وأخرى تحدّث بشكلٍ متقطع
: إ...يـ...لـ....ا....ف...
.
.
وازدادت طبقته على عُنقه وتعرّق جبينه دموعهُ انسابت على خديه لا زال قلبه مقهور مما حدث.....
تحدث بكره: لا تطري اسمها على لسانك القذر......موت.....موت.......
.
.
زادت حركة طارق على الفِراش.....شعر بالتنمّل يعود لجسده كله.....اعاد بشكل متقطع
مخيف : إيـ.....لـا......ف....
شهق بشكل متتالٍ ادمعت عيناه وسقطت على جانب رأسه
اكمل عبارته المتقطعة: بـ....يـ...ق..تـ....لو....نـ....
صرخ الآخر : وآني بقتلك........باخذ حق اخويا منك....
ارتخت يدي طارق من شدها على يد مُراد
واستسلم للموت
اغرقّت عينيه بالدموع ...وما زال يكرر ببهوت اسم ايلاف...
تحدث مُراد بضياع وعينين دامعتين ومحمرتين: خليت اخويا عاجز......عقب اللي سويته بيه.....ما راح يمشي........بسببك انت......انت....
رفّ جفن طارق للأعلى.....ليعلن احتضاره امام عينين مُراد الغاضبتين
ارتخت يده من الشّد على عُنقه واخذ يهز طارق من اكتافه
وفي اللحظة نفسها طارق استعاد نفسه بشكل مخيف جعله يشهق ويكح ....ويبكي في الآن نفسه!
مُراد : تريد تذبح بنته بعد......تريد تذبحها.....
طارق يُريد التحدث يُريد شرح أمور كثيرة ولكن مُراد يعصف به بغضبه دون أن يترك لهُ مجالًا في الحديث
صرخ مراد: ما راح اجتلك......بس راح اخليك تذوق مرارة الموت.....ومرارة محاولاتك من إنك تعيش......اريد اشوفك تتعذب قدام عيني وآني اباوع فيك ببرود.......راح اخليك تعاني مثل ما خليته يعاني..........ما راح اسمح لك تعيش بهدوء....
ثم وضع له الاكسجين....وكاد يخرج ولكن طارق شد على يده
وهو يتحدث بصوت هامس من شدّت الألم: مُراد.....
مُراد نفض يده منه......وكان سيخرج ولكن تحدث
طارق وعينيه تدمعان : احمي ايلاف......إإدواااارد......إدوا اارد....ببببيذبحها. ...
مُراد وقف مكانه ونظر إليه لم يفهم شي.......هو مصدوم مما سمعه من الطبيب .......انسالت دموعه على خديه وبلا وعي خرج من الغرفة....وبقي طارق
ينظر لسرابه وهو يكح وهو يبكي بدموع وبلا صوت
.
.
بينما مُراد بعد أن خرج من الغرفة .....نظر للممر بعينين باهتتين .......مسح على شعره عدّت مرات ...ازدرد ريقه ......وبدأ يفكر......ما حدث لأخيه عقوبة؟ أم نتيجة لانتقام طارق منه...لا يدري.....لن يراه في جبروته بعد الآن؟....سيبقى على كرسيه مدى الحياة.....سيبقى يتألم...لأنه اوجع قلوب كُثر أهمها قلب طارق الذي انتصر بانتقامه عليه!......سحب رجليه من الممر.....ونظر لظله.....الذي يتبعه بضميره!......ماذا سيتجرّع من وراء تلك الأشياء التي فعلها؟...ماذا......
في وسط معمعة جنون تفكيره رنّ هاتفه...اخرجه ثم أجاب
: مُراد......امير صحى...من الغيبوبة وبدو...نور!
رمش مرتين كالمجنون......ثم انسابت دموعه على خديه...
حالته هذه يذكر انه ذاق مرارتها بعد ان توفيّت عمته شعر وقتها بالضياع والشتات وتذبذب التفكير......لا يريد أن يخسر أخيه شيئًا يُكّرههُ في الحياة لا يريد ان يراه ضعيف.....فهو لم يعتاد على ضعفه ولن يتقبله!

بلل شفتيه تحدث بلا وعي: وانا ابيها بعد.....
ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد ماكس المصدوم منه
مشى بصعوبة إلى ان خرج من المستشفى، تنفّس بصعوبة .....اخذ الماضي في لحظته تلك يطرق رأسه ....تذكر مُعاناته ......تذكر جبروته....وظلمه....تذكر أمور كُثر مختلطة ببعضها البعض....إلى أن ركب سيارته ...واسند رأسه على المقوّد وبكى.....بكى بخوف....بكى بحسرة على ما حدث لعضيده......للجبل الأصم....للشخص الذي لا يُهزم...أحقًا اصبح عاجزًا سيلازمه الكرسي لبقيّت حياته!
أحقًّا!
.
.
ما يحدث لهما ....ليس لسوء تخطيطهما.....بل نتيجة له!
دون ان يدركا ذلك.......لم يتوقعا يومًا سيحدث ما يحدث لهما الآن.....بكى لا يدري هل ندمًا ام خوفًا مما قد سيحدث او ما حدث لأخيه!
ولكن كل ما يشعر به الآن
بالخوف!
بالبرد ينهش عظامه....وهو ذعر جدًّا من جميع الذكريات التي تطرق رأسه الآن.....ما يتذكره في لحظة غضبه وخوفه...ودموعه جنون.....
شهق وهو ينظر للشارع بعينين فارغتين ........ازدرد ريقه عدّت مرات.....خشي من أن يخسر جزءًا منه
همس ما بين جنبات عاصفته
سحب الهاتف واتصل على ماكس
تحدث بلا مقدمات: ماكس بنتي بخير ما فيها شي صح؟
سكت......صدم الرجل بسؤاله....وصمت بسرحان الماضي...والخوف من العقوبة الإلهية!
.
.
ماكس للتو دخل إلى الشقة سمع الرنين واجابه صُدم من حديثه
ولكن تحدث بضياع أفكاره: بخير...
مراد انسابت دموعه على خديه من جديد وبجنون الخوف تحدث: انطيني إيّاها اكلمها....
ماكس قوّس حاجبيه وبهدوء: ...هلأ بخليها تحاكيك...
ثم اقترب من الكنبة التي تمكث بها سندرا ، كانت جالسة مكتفت اليدين تنظر لشاشة التلفاز بينما جولي كانت في المطبخ
تقدم لناحيتها ابتسم لها: اوه...شو عم تتابعي...
كانت عاقدة لحاجبيها تتابع بصمت وبرفض من التحدث
ماكس عندما لم يراها تتحدث جلس بالقرب منها
ومد هاتفه إليها: خزي....في شخص بتحبيه راح يحاكيكي...
بشكل سريع اردفت وهي تنظر له بسعادة: نور؟
تعجب ماكس من ردت فعلها وكلمتها تلك ......لا يدري....كيف لها .....تتعلّق بنور بهذا الشكل الكبير كيف؟

سحبت الهاتف منه وبلهجة ثقيلة وصادمة لمسامع جولي التي أتت وهي تحمل بيدها صحن الطعام ولماكس الذي شعر بالشتات
: ماما!
سقط الصحن من يد جولي وارتعشت يدين ماكس
بينما مُراد سقطت دموعه على خديه!
: اخبارك رتيل؟
سندر قطبت حاجبيها: بابا مُراد....
جولي كاد قلبها يقف....بينما ماكس استشاط قيظًا....متى مراد اخبرها بكل هذا...متى؟
تحدث بعصبية: سندرا اعطيني الموبايل
سندرا نهضت وهي تتحدث بلهفة: بابا أمتى راح شوف ماما....
مُراد ضاع الحديث من فاهه، وندم من اخبارها بالحقيقة.....اخبرها انه اباها ونور والدتها في معمعة تلك الاحداث ظنّ أن نور تقبلتها جيّدًا اخبرها ولكن اجبرها على كتم السر لسبب......
اردفت: انت ئلت إلي ما ئول لحدا...حتى تشتري إلنا بيت ونطلع سوا مع بعض...شو صار..هلأ....فينها ماما....

جولي تقرقت عينيها كيف اطاعه قلبه ان يتلاعب بمشاعرها ويعقد العهود بينها ،
السؤال نفسه كيف تقبّلت هي الأمر؟
الجواب بسيط يا جولي
لأنها بحاجة لأم وأب وهي على علم أنّ جولي ليست والدتها وأمير ليس والدها ولكن لقبته بـ(بابا) كما هو طلب منها!
كان حريص على ان يعلمها انه ليس والدها لكي لا يتصعب الامر فيما بعد.....
ماكس لم يتحمل سحب من يدها الهاتف
وصرخ متحدثًا مع مُراد: انا الغلطان ياللي ...وثقت فيك.....كيف .....تئول.....إلها كل شي......مُراد أمتي ئلت إلها كل هاد......انت مجنون؟......الخطأ مني أنا.....اللي تركت إلك المجال حتى تبّث سمك....
مُراد بصوت مكسور: ماكس........لا صير علي قاسي......هي المفروض تعرف اني ابوها....ونور.....امها....وقلت لها عشان تقرّب من نور ......بس البنت ترددت وخافت منها...ويوم تقرّبت نور هربت!
ماكس صرخ: مجنون.....بسببك التنتين جنّوا.....نور هربت......وسندرا تبكي...وتصرخ بدها نور........المكان كلّوه صار فوضى بسببك....
جولي ركضت للغرفة بعد ان رأت سندرا تبكي بصوت عالي

مُراد مسح دموعه: مو بسببي...نور هي مخططه على كل شي.....وكل اللي صار بسببها...
قاطعه بصرخة: لا تحملها كل شي انت سهلت عليها عملية الهروب....
مُراد بغصة: اوعدك خلال هالاسبوع اعرف مكانها لا قول شي لأمير حاول قد ما تقدر باي...
ثم اغلق الخط في وجهه وقاد سيارته بعيدًا عن المستشفى!
بينما ماكس شتم مُراد سريعًا ثم خرج من الشقة!
.......
.
.
في الغرفة.......الجو بارد .....يرتدون ملابس صوفية .....متغطين بأغطيتهم الثقيلة.....وما زلتا تشعران بالبرد....وتنظران للسقف...بتحديق مطوّل....كلًّا منهما......تربط عقد الاماني امام عينيها....وتتمنيّا ان تتحقق في اسرع وقت ممكن.....
بكت كلتاهما بلا صوت وبلا دموع......عندما تذكرتا ما حصل لهما.....
.
.
تأففتا في الآن نفسه ثم دار رأسهما على الجهة نفسها
ابتسمت ايلاف وهي تقول: كملت اليوم عشرين سنة....
نور بصدمة: اليوم ميلادك؟
هزت رأسها ايلاف (بأي)
ثم تحدثت بعتاب: للأسف ...انه ميلادي...وقاعدة اقضيه .....بهالنفسية والذكريات الشينة....كان ودي اقضيه مع امي ابوي.......اخواني.....كان ودي يفاجاوني....ويبون لي كيكة .......كبيرة.....وهدية.......حتى لو بسيطة....
ثم التفت على نور بعد ان أسندت
ظهرها خلف الوسادات الصغيرة: تصدقين ما مره فاجاوني بهدية....ولا مرة ...احتفلوا بهاليوم معاي.......
نور اعتدلت في جلستها وطبطبت على كتف ايلاف
الذي أكملت ببحة بكاء: أصلا عمري ما حسيت باهتمامهم فيني.....كل واحد يحاول يتخلّص مني ويبعدني مادري ليش ......
نور بهدوء: لا تفكرين كذا.....
ايلاف بنبرة بكاء: مو هذا الصج......امي لاهية مع ريلها....وتبعدني عن حضنها وانا بحاجه له عشانه.....وابوي...لاهي بشغله وعياله ومرته....ولا فتكر فيني.......حتى لم قلت بروح عند خالتي سعاد ماهتموا....و..لم قررت ابتعث حسيت انهم ارتاحوا من وجودي....نور...متخيلة.....ولا قد اتصلوا علي....انا اللي بس اتصل عليهم.....فيهم خير بس يرسلون لي فلوس...وكأنه الدنيا بس فلوس.......ابي حنانهم ....ابي حضنهم....ابي وجودهم حزّة خوفي....

نور تنهدت بضيق: قولي الحمد لله على نعمة وجودهم....
ايلاف بقسوة ودمعتها انسابت على خديها: وجودهم وعدمه واحد يا نور......ما يفرق معاي...والله ما يفرق....
نور احتضنتها وبكت هنا ايلاف.......ثم ابعدتها نور
وهي تقول: قومي نطلع ونسوي لك احلى بارتي....
ايلاف مسحت دموعها: الجو بارد ولا لي خلق...
خلينا تحت الفراش متدفين احسن من البارتي...واهله
ابتسمت نور
ثم قالت: متخيلة انا بيوم ميلادي الواحد والعشرين تلقيت فيه خبر موت ديانا.......
شهقت ايلاف ووضعت يديها على فمها
هزت رأسها نور وهي تبتسم بقهر: ماتت.....وحاسة موتها مو طبيعي.....تركتني في نص الطريق اللي اخذتني منه......وتركت لي صدمتي.......صدمة الحقائق اللي خايفة اني استوعبها....
ايلاف نزلت دموعها من جديد على حالهما!
نور أكملت : فجأة صار لي بنت....وفجأة الأموات صاروا احياء يا ايلاف!....متخيلة....شفت بنتي....اللي قالوا عليها ماتت بعد ست سنين ...وشفت زوجي اللي ظنيته مات.....بعد كل هالسنين......صدمة يمكن تسبب الجنون ......وكنت أتمنى اصير مجنونة او اموت عشان ارتاح....بس ما صار لي لا هذا ولا هذا...
ايلاف : اسم الله عليك.....
نور بتنهد: يبوني اتقبل وجودها بهالسهولة....وانا مو متقبلة حياتي..... أساسا كيف اهديها حياة .......خالية ......مظلمة.......حتى لو اثارت شوفتها مشاعر امومة بسيطة.....ماقدر اعطيها مجال تتغلب علي.....
ايلاف بحنية: ليش يا نور؟
نور بصوت شبه مرتفع: لأني دفنتها يا ايلاف...دفنتها في الحظة اللي حسيت نفسي فكيت القيود من ايديني.......ايلاف....انا دخلت في مرحلة جنون......مرحلة طيش...وعصيان.........انا خايفة من نفسي....ما عندي امان.......كيف اصير لها امان....وانا دافنتها......بعيد عن قلبي وعقلي......وحياتي مهدده!

ايلاف : لو فعلا دفنتيها بعيد عنك......ما كان حسيتي بهالمشاعر....
نور ابتسمت بسخرية: تعودت اني احس بمشاعر وفجأة بعدها تنطفي....مشاعر كثير.....كانت بداخلي والحين بس باقي رمادها يا ايلاف......
ايلاف سرحت قليلًا: مشكلتنا مو يايين نسامح......ولا قادرين ننسى.....
نور بللت شفتيها: حتى لو نسيت يا ايلاف......امور كثير.....ومن حولي.....تذكرني قد ايش انا منبوذة...وضايعة.......يمكن انتي اهون مني...
ايلاف ازدردت ريقها: اهون!.....تعرّضت لاغتصاب.....يا نور....كيف اهون منك.....
نور ابتسمت وشدّت على شفتيها العلوية ثم نظرت لها وبنبرة لها معنى كبير ولكن اردفتها مازحة لتخرج ايلاف من حزنها: مابي اخرّب اخلاقج.....وقومي بس نسوي لنا عشا.....
ايلاف شعرت برعشة من حديثها هل تعنى انها تعرضت له؟ ام خضت له تمامًا!
ولكن نبرتها تلك جعلتها تقول : امبيه لا تتكلمين كويتي.....
ثم استوعبت : بعدين تعالي يا المينونة تو ماكلين ....
نور بجدية: والله جعت.....يمكن عشانا بس شربنا شوربة .....ابي شي يثقلني للصبح....
ايلاف بحده: مالج إلا خبز وجبن....
نور نهضت سريعًا: والله راضية بس قومي.....
ايلاف ضحكت بخفة: وليش ههههههه أقوم.....
نور نظرت لها : ساعديني....
ايلاف بطنز: ليش بسوين ذبيحة....
نور : مابي ابرد وانتي لا!
ايلاف رمت عليها الوسادة: حيوانة.......ههههههههه........
نور هربت سريعًا خارج الغرفة،
بينما ايلاف تنهدت ونهضت لتتبعها رأتها تفتح الثلاجة
وهي تتذمر: ما فيه شي ينوكل....بكرا بروح السوبر ماركت اشتري .....كل ملتزمات المطبخ....
ايلاف اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها: ليش تشترين واغلب وقتنا ناكل من برا؟

نور سحبة علبة الجبن ووضعتها على الطاولة وهي تقول: من يوم ورايح ما فيه أكل من المطاعم...
ايلاف تخصرت: ليش ان شاء الله ؟........على اساس انتي بطبخين ويّه ويّهك؟
نور اشارت لا وبنظرة تعالي: تؤتؤ .....انتي بطبخين....

ايلاف بشهقة: هأأأ......مشي بوزج.......تحلمين يا معوده انا وراي جامعة وكرف....
نور سحبت كيف الخبز وبدأت تدهنها بالجبن: وانا وراي شغل....وراي مراكض وراء مدير المطعم....
شهقت ايلاف وكأنها تذكرت امر: أمبيه صج نسيت......مصرّة يعني تتركين شغلة جليسة الأطفال....
نور قضمت لقمة من الخبز: بقوة بعد ......
ايلاف : ترا والله مو متأكدة اذا يبون عاملات او لا....لا ضيعين هالشغلة من ايدج.....صبري....
نور مسحت على شعرها: بكرا بروح اتأكد......بس قبل بروح الكنيسة......وبعدها بروح هم يفتحون الصباح؟

حينما اردفت (كنيسة) قوّست ايلاف حاجبيها وكأنها ادركت حقيقة شتات نور بللت شفتيها ثم اردفت: تقريبا لا......يفتحون الظهر.....
نور سكبت لها ماء: خلاص اجل اروح بعد ما اطلع من بيت لورين

ايلاف سكتت وحكّت أرنبة انفها، فاشارت لها نور: تبين اسوي لك؟
ايلاف بتوتر: لا......ثم اردفت
: نور....
نور ما زالت تمضغ الخبز على مهل: اممم....
وكأنها تقول ماذا تريدين!
اقتربت ايلاف: شنو تعرفين عن الديانة المسيحية؟

نور توقفت عن المضغ وشربت الماء في دفعة واحدة ثم أكملت بجمود: يمكن اعرف عن الإسلام اكثر منه
ايلاف صُدمت وبنبرة جدية: انزين ليش لحد الحين...
قاطعتها نور بحده: مادري مادري ايلاف لا تساليني عن شي انا ماعرف اجابته....
ايلاف امسكت يد نور وبحده: انتي تعرفين الإجابة بس خايفة تواجهين نفسج .....
نور نفضت يدها من ايلاف وتكتفت وبحده: المطلوب مني؟
ايلاف بلا مقدمات: ارجعي لدينج؟.....انتي أصلا مسلمة......دامك ما تعرفين شي عن المسيحية ....يعني ما زلتي ...
قاطعتها بصوت عال : ايلاااااااااااف....الف مرة قلت لك تدخلين في هالموضوع....
ايلاف امسكتها من اكتافها وبحده: لا بدخل.....بحاول الملم شتاتج....في هالموضوع.......نور......لا تحاولين تثبتين عكس الحقائق اللي تشوفينها وتؤمنين فيها......هالشي بزيد عليج من عذاب الضمير......واجهي كل شي وتماشي معها على حسب واقعيته يا نور......تصبحين على خير
ثم تركتها واقفة تنظر للمكان بعينين حائرتين ومترقرقتين بالدموع
وعندما انسابت على خديها مسحتهما وذهبت لناحية الصالة ورمت بنفسها على الكنب واخذت تبكي بلا صوت!
..............................................
.
.
.
.
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر قاموا بزيارته
وادخلهم سيف عليه بعد ان اطمان انّ حالته الصحية في تحسن....
تحدثت ام ناصر وهي تطبطب على كف يده: ما تشوف شر ...يا بو ناصر....ما تشوف الشر....
بو ناصر نظر لها وبهدوء وبلسان اثقله التعب: الشر ما يجيك يا الغالية...
شيخة قبلّت رأسه: ما تشوف شر يبه......
مسح على رأسها بعد ان رأي تجمّع الدمع في عينيها: الشر ما يجيك يا بنتي....
سعود نظر لناصر وناصر نظر له وكأنه فهم من نظرات أخيه كل شي حديث عمها اشعل اسالة كثيرة في بالهما ولكن اجوبتها ستبقى مؤجلة ....
ناصر : ما تشوف شر يا الغالي.....
سعود: اجر وعافية يايبه....
كان سيتحدث ولكن كح وأشار لهم برأسه
بعد ان قالت زوجته: ريّح عمرك لا تتكلم كثير
رن هاتف شيخة ونظرت للاسم وارتعش جسدها ونظرت لوالدتها ووالدتها واخوتها
تحدث سعود: ردي.....ازعجنا جوالك....
شيخة بكذب: هذي صديقتي...
بو ناصر بصوت متعب: ردي عليها....
نهضت شيخة : بطلع برا عشان مازعجكم
ناصر بهدوء: لا تبعدين عن الغرفة...
شيخة بتوتر: طيب....

.
.
.
.
.


ثم خرجت واجابت في الممر بصوت واطي: وجع وجع...ليش تتصل....
بندر: ايش فيك؟....توقعتك بتفرحين باتصالي....
شيخة تتلفت يمين ويسار: انا في المستشفى ازور ابوي...والكل جالس لم اتصلت .....خرشتني....
بندر بضحكة خفيفة: هههههههه اسم الله عليك....
شيخة بصوت واطي: شتبي متصل؟

بندر بتلاعب: ولهت عليك....
شيخة بنفس النبرة ولكن على طريقة ساخرة: منين طالعة الشمس؟
بندر بابتسامة : من المشرق يا قلبي...
شيخة بعصبية : لا تستهبل على راسي....
بندر انفجر ضاحكًا: واضح اني خرشتك على قولتك مرا.....وش هالنفسية....
شيخة بنبرة جدية: اكلمك بعدين.....
بندر سبقها قبل ان تغلق الخط: كيف عمي؟
شيخة بشكل سريع: بخير...
بندر :اشوي راح نجي المستشفى.....
شيخة بذعر: ايشششششش؟
بندر ضحك من جديد: ههههههههه جاي اشوف عمي ما اشوفك ريحي يا عمري....
شيخة بعصبية : كـ...
ثم بترتها عندما رأت ممرضة تمر بجانبها...
فاكمل بندر: هههههه الجازي ونوف بجون معاي....
شيخة : يعني شسوي لك....؟
بندر : قلت اعطيك خبر عشان لا جيبين العيد فيني....
شيخة : والله مادري منو اللي بجيب العيد في الثاني....
بندر : هههههههههه شوفي لك حل؟
شيخة بتأفف: تبيني ارجع البيت مثلا....
بندر باستمتاع : ترا جالس اطقطق عليك وربي....
شيخة بلا مقدمات تأففت وأغلقت الخط في وجهه
ومات ضحكًا ، ثم انفتح باب غرفته على حين فجأة
ورأى نوف تدخل لغرفته مكتفت اليدين
: متي بتوديني؟

بندر بروقان: اجهزي الحين وقولي للجازي تجهز بعد...
نوف جلست بالقرب منه: الجازي ما تبي تروح...
بندر : ليش
نور بنرفزة: ما تعرف اختك يعني.....خايفة تقابل سيف....ولا ابشرك نزلت تكلم ابوي....عن الطلاق.....والحرب قايمة تحت في الصالة....
بندر بصدمة نهض: مو من جدك...
نوف: والله....
بندر ركض من الغرفة لينزل
بينما نوف تأففت: يا ربي متى تنتهي هالمشاكل....
.
.
.

الأصوات قليلًا ارتفعت
تحدثت من جديد: يبه.....افهمني...ما بيه....والله ما ابيه....

بو خالد لا يريد ان يبيّن لها بانه على علم بالسبب .....ولكن معرفته للأمر جدًّا سطحي
: قولي لي السبب ....عشان اقتنع يا الجازي...
خالد بتأييد: صحيح قولي السبب.......اللي يخليك تطلبين الطلاق...
وصل إليهم بندر وجلس بالقرب من أخيه

الجازي لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها: يا ربي ليش ما تفهمون ....قلت لكم عفته مابيه....السبب خلوه بيني وبينه....
بو خالد نهض وبعصبية: وش بينك وبينه......قوليه يمكن نقدر نصلح الحال بدل طلبك لهالطلاق.....ترا الطلاق يا الجازي ما هوب امر سهل...
بندر بخوف : يبه على هونك.....
خالد نهض ونظر لوجه اخته : هد يبه.....
الجازي بنرفزة ارتفع اكثر صوتها: ما عدت اطيقه....اكرهه.....يبه....اكرهه .....مابي اشوف خلقته...........
بو خالد بغضب شديد: وش اللي خلاك تكرهينه.......كنتي وش زينك معه.......والحين بعد ما جبتي منه الولد....تقولين لي اكره....
خالد وبندر صمتوا هنا
بينما الجازي سكتت ولكن صوت تنفسها بات مسموعًا
اكمل والدهم: الطلاق ما هوب سهل....... وما هوب حل للمشكلة........ومو كل مشكلة تحتاج لهالحل أصلا.....

هنا انفجرت الجازي صارخة : يبه.......ولد اختك......هذا......
كانت ستنطقها......ستنطقها ولكن شهقت ببكاء وارتجفت شفتيها
فصرخ والدها: كملي كلامك....دامك تبين الطلاق......كملي كلامك.....خليني بس افهم سالفتكم.....
الجازي بقهر: روحوا اسالوه....
ثم ركضت للدرج تصعد لغرفتها....
بو خالد تمتم: استغفر الله
بندر نظر لأبيه
بينما خالد تحدث: هد يبه.....
بو خالد مسح على لحيته: اتصل على سيف قوله يجي....
خالد نظر لبندر بتوتر
ثم قال: ان شاء الله
.................................................. .....
.
.
بينما في الغرفة بكت .......وسحبت بيدها الهاتف واتصلت عليه بلا تردد......
بينما هو للتو وصل إلى المنزل بعد انتهاء مناوبته......
سمع الرنين اجابه سريعًا بعد ان رأى اسمها
تحدث: الجازي...
الجازي بصوت باكي: الله ياخذ الجازي.....
سيف بصدمة : اسم الله عليك ......
الجازي بانهيار: متى ناوي تطلقني.....متى؟
سيف بنبرة هادئة: والله ما طلقك....
الجازي بصرخة: لا تحلللللللللللف.......لاااااا� �ااااااااتحلف.....
سيف بجدية: الجازي.....لازم تستوعبين اني احبك....
الجازي بانهيار تام: وانا اكرهك والله اكرهك.......الكل مو جاي يوقف معي........الكل.....بسببك....روح قول لهم وش سويت فيني روح......روح......لا تخليهم يسألوني.......قول لهم انت. وش سويت فيني......يمكن يوقفون معي......

سيف مسح على رأسه: الجازي اهدي وخلينا نتفاهم بهدوء....
الجازي ببكاء: ما فيه شي نتفاهم عليه.......كل اللي ابيه منك...تطلقني .....طيب.....وش تبي مني ......اطلب مني شي بمقابل الطلاق انا راضية بكل شي راح تطلبه مني بمقابل نطلق ......بس تكفى طلقني.....

اغمض عينيه وسكت لتكمل: تكفى سيف....والله تعبت......والله ريّحني........ماطلبت شي صعب....

سيف نظر لهاتفه فقال لها: خالد يتصل اكلمك بعدين...
الجازي بصوت مبحوح: لا ترد عليه.....قبل قول لي..ايش اسوي عشان تطلقني...
سيف: جنيتي الجازي؟.....قلت لك انا مستحيل اطلقك....
الجازي بجنون وبنبرة مكسورة: حتى لو بمقابل....؟
سيف ما تطلبه منه صعب...... صعب للغاية.....تنهد بضيق
ثم اردف: حتى لو بمقابل....
الجازي قست على نفسها اكثر وبوجع: حتى لو جيت وظليت معك أسبوع!؟

سيف قوّس حاجبيه اوجعه حالها ، انكسارها وتذللها الغير مباشر له ،يقسم انه فاهمًا لشعورها.....لحالها ولكن لا يريد ان يبعدها عنه
تحدث بهمس: انا ابيك عمر مابيك أسبوع......
تحدثت وكأنها تعرض نفسها عليه وهذا الامر يؤلمها للغاية ويزيد من نزف قلبها ودموعها: شهر طيب.....
سيف يكرر بوجع: قلت لك ابيك لي العمر كله.......
الجازي ضربت على قلبها بقبضة يدها وبشهقة: ست شهور تكفيك؟
سيف : ليش تقسين على نفسك بهالطلب؟
الجازي بشهقة ، بدا جسدها يرتجف: ابيك تعتق ارقبتني....
سيف انقهر: وش هالكلام يا الجازي....خذي وقتك بالتفكير اكثر.....
الجازي بانهيار وصراخ: تعبت وانا افكر.....ابيك تطلقني خلااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااص...... .
سيف بهدوء: مازال اخوك يتصل.......اكلمك بعدين....
ثم اغلق الخط في وجهها وبقيت منهارة على السرير
بينما أجاب على خالد: نعم.....خير خالد صاير شي؟
خالد نظر لأبيه: ابوي يبيك تجي بيتنا ضروري...
سيف فهم الامر: انا جاي في الطريق....
ثم اغلق الخط....

نزلت هنا نوف نظرت لهم: شصار؟
بو خالد : نوف....اختك تكلمت لك عن سبب طلاقها...
نوف بخوف نظرت لأخوتها لأنها تعلم
يعلمان بأمر اخفائها للسبب
ازدردت ريقها: لا....
خالد شد على قبضة يديه
بينما بندر تحدث: يبه دام الجازي طلبت الطلاق....يعني ......صدق مجروحة من سيف.....

بو خالد بجدية: انا عارف انه الموضوع مرتبط بال خيانة...
انقبض قلب نوف
خالد بنرفزة: يبه تعرف؟
بندر : وجالس تضغط على الجازي....
بو خالد بغضب: ماعرف التفاصيل.....ولا اعرف شسالفة.....

نوف : دامك تعرف انه سيف خانها......ليش مصر تعرف كل شي....يعني هالسبب مو مقنع انها تطلب الطلاق.....

بو خالد بنبرة حازمة: يعني تعرفين انتي السبب هااااا؟

نوف حاولت أن تكون اشجع : حتى لو اعرفه ما بقول....دامك انت تعرفه وصاف معه ضد بنتك....
بو خالد بصرخة: انا ما نيب ضد بنتي....ولا بصاف معه.....مثل ما هي بنتي هو ولد اختي ومن حقي اعرف منهم الاثنين السالفة عشان اعرف منو اللي على حق ومنو اللي على باطل....

بندر بتدخل: بس يبه.....
رفع يده والدهم: لا تجلس تبسبس على راسي
نوف تقدمت لناحيته : يبه......الموضوع واضح ولد اختك خانها........ليش تجلس تسمع لها و تسمع له .......خلاص قالت لك تبي الطلاق.....
بو خالد بنبرة حازمة: في بعض الأمور الحريم يلبسون المشاكل لقب خيانة وهو في الأصل ما هوب خيانة!

نوف بنفاذ صبر: يبه بس هو قالك خانها....

بو خالد : ما قال انا استنتجت....
ثم اقترب منها وبحده: عارف انك تعرفين كل شي.....بس مابي اسمع منك ولا شي......ابي اسمع من صاحبة الشأن......وصاحب الشأن....مابي اظلم احد......الحين هي في لحظة غضب....لم تستوعب بعدين الأمور بتندم......وانا ما بي اتبعها على خبالها.....وراح اسمع للخبل الثاني ....
نوف : يبه....الجازي مكسورة من سيف مرا......وما اظنها راح تتراجع....

بو خالد بحده: راح تتراجع اذا انتي ما دعمتيها في خبالها...
نوف نظرت له ثم ادارت ظهرها عنه وركضت لناحية الدرج....
بينما هو خرج ليجلس وينتظر سيف في المجلس....

خالد بقهر: خاينها؟
بندر بعصبية: ابوي مادري شلون يفكر......
خالد : تعال ......نروح المجلس....
بندر بتهديد ووعيد: والله لا اتوطّى في بطنك يا سيف.....!
.........................
بينما سيف خرج، وهو يتأفف ماذا يقول.....كيف يواجه خاله في الامر؟....شعر بالثقل من حديثها .....ورغبة خاله في سماع كل شي.....اتصالها وانهيارها لا يدل على أي خير!
....
بعد مرور ربع ساعة وصل ...طرق الباب فتح له بندر وجعله يدخل في المجلس
وبعد السلام
تحدث بصيغة امر
: خالد قول للجازي تجي...
بندر بقهر: يبه ماله داعي.....
بو خالد بحده: اسكت انت ولا تقلّع من هنا....
خالد أشار لأخيه برأسه ثم تنهد ونهض
بينما سيف شعر بالتوتر اكثر من نظرات بندر وخالد حقيقةً
تحدث بو خالد: اليوم يا تتكلم انت والجازي عن مشكلتكم وتحطون النقاط على الاحرف......ولا انا وابوك بنتصرف.....

سيف انفجع: خالي....انا والجازي نحل ال....
قاطعه بغضب: ما شفتكم حليتوا ولا شي.......وكل ما سألت احد فيكم عن السبب .....ماحد يجاوب....وضعكم مو عاجبني.....والسالفة طوّلت....يا سيف....
سيف لا يريد ان يقحم نفسه في احراجات ولا يريد من الجازي ان تخضع للضغوطات
تحدث: خال.....افضل الأمور تبقى بيني وبين الجازي....
بو خالد بعصبية: لم تجي هي وتقول يبه ابي اطلّق....من حقي اعرف السبب ولا لا يا سيف؟....ومن حقي اسمع لك ولها.......
سيف تنهد بضيق واخذ يفرك بيديه.....
.
.
.بينما في غرفة الجازي ما ان اخبرها خالد بالامر
حتى استشاطت غيضًا
وبصراخ: مابي اشوفه.....مابي...
خالد يحاول ان يتمالك اعصابه: تكفين الجازي انزلي لا سوين لنا سالفة مع ابوي......
الجازي بانهيار....: ليش ابوي يحاول يقهرني....
خالد بتفهم لفكر ابيه: ابوي يحاول ما يظلمك......
الجازي وتشير لنفسها: ويقسي علي بهالطريقة ظنًا منك انه ما راح يظلمني؟
نوف أتت بالقرب منها: نزلي الجازي......خلاص....ما صار قدامك خيار ثاني اذا صدق مقررة تطلقين انزلي....وواجهي ابوي....وقولي له كل شي....
الجازي عضّت على شفتيها بقهر: اف اف افففففففففففف...
ثم مسحت دموعها.....ونزلت قبل خالد
خالد قبّل رأس اخته نوف: مشكوووووووووووووورة ....
ضحكت بخفة في معمعة هذه الفوضى وتوجهت للصغير!
....................
.
.
دلفت باب المجلس بعجل ودخلت بحالها المرثي له
وجه متعب واحمر من البكاء وجبين متعرق من العصبية وشعر مربوط باهمال ولبس كئيب ....وجسد هزيل
دخلت وجلست مقابل سيف
وبين فترة وأخرى رغمًا عنها يخرج منها صوت كشهقة خفيفة تتلوها رجفة
تلك الرجفة التي تأتي بعد بكاء متعب وطويل مؤلمة للغاية!
تحدث بو خالد بهدوء: خالد وبندر اطلعوا برا
بندر كان سيعارض ولكن خالد قال: بندر يلا.....
ثم خرجا بعد ان رمق بندر ابن عمته بنظرات الحقد!
.........
بو خالد تحدث: اعرف يا سيف انك خنت بنتي......
الجازي نظرت لابيها بصدمة
اكمل: ولكن ماعرف التفاصيل....
الجازي بصوت مبحوح: وليش التفاصيل يبه....
بو خالد: عشان ماظلم احد......
سيف بجدية: يا خال السالفة مو كذا......انا ما خنتها...
الجازي نظرت له بغضب
سيف بقهر: انا اعترفت لها عن حبي القديم....ومات وانتهى .....زلّة لسان جابت لي مشاكل....
الجازي احترقت في مكانها دومًا ما يحرقها بحديثه وتبسيط الامر وكأنه لا يُعني شي
بو خالد بعدم فهم: شلون يعني؟

سيف بهدوء: قلت لها اني كنت احب وحده وابيها بس ما صار نصيب.....
بو خالد ضحك بسخرية: وليش قلت لها....

الجازي ان لم تكمل الجانب الآخر من القصة سوف تكون هي الظالمة وهو المظلوم !
اكمل: زلّة لسان يا خال.....
بو خالد : تطلبين الطلاق عشان هالامر يا الجازي؟
الجازي شتت ناظريها عن والدها وعن سيف
تمتمت بقهر: الله يحرق الجازي
سمعها سيف وكذلك والدها
الذي قال: استغفري ربك.........
الجازي نهضت بقهر: يببببببه تخيل لو انا اللي قلت له هالكلام ....وش كان بصير.....كان بيضربني ....ويهيني ويرمي علي الطلاق بعد........ولا لانه العكس صار شي يهون.....
بو خالد بغضب: ما قلت يهون.......الطلاق صعب يا الجازي......وبينكم ولد.....
الجازي دون ان تنظر لسيف: ولدي بعيش حاله حال أي طفل يا يبه لا تصعب الأمور........
بو خالد بتنهد: الجازي.......
الجازي فهمت: خلاص....فهمت......ماتبيني اطلق....على مبدأ ما عندنا بنات يطلبون الطلاق صح؟
بو خالد بغضب: وش فيك صايرة بارود....جلسي نتفاهم....
الجازي بعصبية: يبه انا مابي اتفاهم يبه انا ابي الطلاق..........
بو خالد نهض وهو يردف: تفاهموا مع بعض......وان اتفقتوا على الطلاق....
نظر لأبنته بهدوء: ما راح امنعك يا بنتي....بس فكري.....وتفاهمي مع زوجك عن اذنكم
ثم خرج واغلق الباب عليهما....
ضربت برجلها على الأرض غاضبة: ليش يبه تصعب الأمور؟
نهض سيف ونظر لها: راح انتظرك العمر كله.......بس فكري....
كان سيخرج ولكن امسكت يده
نظرت له : طلقني......تكفى طلقني سيف......لا تطلع إلا وانت رامي علي الطلاق.....
سيف نظر لوجهها للتعب .....للذل....للقهر.....
اشاح بنظره عنها منقهرًا من نفسه: ما قدر....
امسكته من اكتافه هزته: ليششششششششششش؟
سيف بهمس: لأني احبك...
الجازي لم تعد قادرة على تحمل تكرير الكلام والآلام جثلت على رجليها أمامه وبذل صريح ومباشر وقهر : تكفى طلقني سيف......تعبت ...ريّحني.....ريّحني.....
سيف جلس امامها رفع وجهها بطرف ذقنها: صدقيني راحتك مو في الطلاق يا الجازي.....وانا راح انتظرك متى رضيتي علي........راح اجيك وآخذك لبيتك...
قبّل جبينها ثم قال: لا تتعبين نفسك في هالطلب.....عن اذنك....
ثم خرج...وبقيت هي ترتجف باكية على الأرض تشعر بالقهر منه....ومن الجميع.....تشعر أنها بدأت تكرهه اضعاف مضاعفة.........والخلاص منه بات صعبًا......بكت بجنون ....وبانين......مسموع......بكت لتنزف جروحها من جديد وتجدد عزاء اعترافه مرةً أخرى .......لن تتقبل الامر ولن تعطي نفسها فرصةً لتقبله .....مسحت على شعرها ثم حاولت النهوض لتخرج من المجلس ولكن شعرت بثقل جسدها فرمت بنفسها على الكنب لتكمل نوبة البكاء والغضب هناك!

.
.
.
كان في غرفته يحدثها بهدوء: ايش تبيييييييين؟

مُهره مسحت على شعرها وشدّت على الهاتف وهي تكرر: العطر اللي تحط منه....

قصي مسح على وجهه: متصلة علي ومطيرة نومي عشان تقولي لي جيب العطر اللي تحط منه......فكرت فيك شي...والله...

مُهره تشعر برغبتها الصارمة في شم رائحة ذلك العطر الذي علق في ملابسها بالأمس
: تكفى جيبه معاك لو بتجي اليوم....
قصي بضحكة خفيفة: ههههههه والله انك غريبة.......
مُهره ابتسمت على مضض: والله حتى انا حسيت اني غريبة بس مادري ابي هالعطر يعني....
قصي استوعب الامر بعد سكوت طال لثلاثون ثانية: لحظة لحظة.....عرفت حالتك هالمستعصية .....
مُهره قوّست حاجبيها: وش حالته بعد.....
قصي نهض من على السرير: هذا اللي فيك من الوحام.....
مُهره باستفهامات: وحام؟
قصي بهدوء: كل حُرمة تحمل يجيها يعني.....
مُهره بطنز وسخرية بعد ان شعرت بالاحراج: ما شاء الله تعرف كل شي.....
ضحك : هههههههههههههههههههههه المهم راح اجيبه لك بالليل.....لأنه احتمال ماجيك العصر بروح ازور خالي تعبان بالمستشفى....
مُهره : ما يشوف شر....
قصي : الشر ما يجيك حـ.....
وانبترت كلمته بعد ان دخلت والدته على حين فجأة
فقال: اكلمك بعدين سامي....
مُهره ضحكت بخفة: هههههههههههه تمام....باي....
ثم اغلقه
تحدث: صباح الخير يمه.....
ام سيف: وين كنت فيه امس؟
قصي بهدوء: عند اخوياي....
ام سيف بجدية: وش هالاخويا اللي طلعوا فجأة......قصي مانت طبيعي....
قصي ابتسم لها: يمه وش فيك مركزة علي كأني بزر.....
ام سيف بنظرة : حركاتك هذي ما سويتها وانت مراهق....تسويها الحين ولا بعد لم خطبنا لك......
قصي بضحكة: هههههههههههههههههههه يمه.....
ام سيف ابتسمت رغمًا عنها: والله مابيك تفشلني قدام الجماعة......خايفة وراك شي مخبيه علينا.....ونتفشل......والبنت بعدها ترفضك......

قصي قبّل رأسها ويدها: يمه والله اني أخاف ربي.....ومالي بالاشياء اللي تجي براسك.....
ام سيف: لا تتأخر برجعتك في الليل......واليوم حط ببالك تروح تزور خالك.....
قصي أشار على انفه: على هالخشم.....
ام سيف خرجت من غرفته ودخلا التوأم
جسار: اويلي كنت بتنكشف...
عزام بدقة: هااا بو عزام......على وين الفرة اليوم.....؟
قصي ضحك بخفة ثم قال: ههههههههههه عزام بعينك....مجنون اسميه على اسمك.....
جسار لكزه في خاصرته: خلاص سمه على اسمي.....
قصي : تخسي ......
عزام رمى نفسه على سرير أخيه : وش بسميه يعني؟
جسار رمى نفسه بجانب أخيه واخذ يفكر : اممممم أتوقع بسميه ....معيض....
عزام نظر لأخيه بسخرية : لا أتوقع يسميه عايض.....

قصي كتف يديه: تمصخروا ......قومي انقلعوا بس على شغلكم قوموا.....
عزام : الحمد لله بدات إجازتي
قصي نظر لجسار: وانت.....
جسار حرك حواجبه : خذت إجازة....
قصي : اطلعوا برا غرفتي ببدل....
عزام بروقان: بدل ماحد ماسكك....
جسّار غمض عينيه: غمضت عيوني انا بدل....
قصي : ياربي وش سويت بدنياي انا عشان تسلطون علي من الصبح....
عزام: خايف تتأخر عليها؟
جسّار: اوه يا انها بتوّلع فيه لو تأخر....
قصي رمى عليهما بسرعة عقالة الذي سحبه من على الكمودينة: قووووووووموا.... روحوا لسيف طقطقوا عليه....
جسّار بجدية: للأسف جا وطلع بسرعة....
عزام نظر لأخيه: صدق؟
جسّار: أي.....حسيت فيه شي....بس ما امداني اكلمه....
قصي جلس على الكرسي: يمكن المستشفى استدعوه....
عزام بتفكير: ليكون خالي صار له شي؟
جسّار : والله مادري...
قصي بهدوء: ما اظن .....
عزام : ما تحسون طوّل بسالفته مع زوجته...
قصي أشار بيده: مالنا دخل فيهم ....يحلون مشاكلهم بنفسهم...
جسّار: انا مستغرب من امي لحد الحين ما تدخلت....
قصي بجدية: واحسن انها ما تدخل.....في ولا شي....ولا الأمور بتصعّب...
عزام : اول مرة تقول شي صح...
قصي ضحك بخفة: هههههه حيوان...
جسّار بابتسامة: المهم بروح نزور خالي جميع ماله داعي كل واحد يروح بسيارته ....نروح مع عزام....
عزام بمزح: سواق ابوكم انا....؟
قصي : هههههههه .......لا انا بروح بسيارتي عشان اروح لزوجتي بعدها.....
جسّار لعب بحواجبه: يا حركات انت....
عزام بتعزيز: يا خطير....
قصي نهض : الحمد لله والشكر مطولين....
عزام : أي والله نبي نطقطق على احد....
قصي بنرفزة: طقطقوا راسك في الجدار قوم آمين....
جسّار بجدية: تعال صدق.....وش بصير الحين على موضوعك خالي تعبان اكيد ابوي باجل....الامور الباقية....
قصي بتنهيدة: وانا هذا اللي خايف منه.....
عزام : لا المفروض ما يتأجل شي......لو ما هي حامل يمكن أي.....بس وضعكم صعب......
قصي بتفكير وخوف: يا كـ....لا تخلوني اتوتر......
جسّار بضحكة: هههههههههههههههههههههه
عزام ابتسم رغمًا عنه: الأفضل تكلم ابوي
قصي فتح الباب سريعًا وهو يصرخ: الله ياخذكم

جسّار ضرب بيد أخيه: لعبت في اعداداته يا ولد
عزام : ما توقعت بكون ردت فعله كذا....
جسار مبتسما: هو خلقه كله متوتر....
عزام نهض من على السرير : الله يعينه!
.................................................. ............
.
.
.
يشعر بالأسى ، يشعر بالألم......يشعر بالوحدة وبالخوف....يشعر أنّ الزمن يلاحقه ...يشعر أن حان موعد موته.....حقيقةً هو رافض فكرة العيش دون ديانا......رافض ان يكمل حياته بلاياها....يؤلمه حقيقة موتها......ويؤلم عناد نور......يريد أن يراها ....ليخبرها بكل شيء....ليُريح قلبه.....يريد ان يشرح لها الأمور عامةً......ليس هناك وقت.....ازدرد ريقه ....الم الجرح بدأ يخف قليلًا ولكن ألم الجرح المعنوي يزداد يومًا عن يوم!
رأى ماكس يدخل إليه
تحدث بهفة: إجِت نور؟
ماكس هز راسه: لا....
وليخفف عنه: سندرا إجت وبدها إيّاك....
ابتسم أمير: خليها تفوت لهنون
هز ماكس راسه خرج وما هي إلا ثواني حتى دخلت سندرا وجولي
سندرا اقتربت من السرير رفعها قليلًا ماكس
حتى وضع امير يده خلف ظهرها واحتضنها إليه توجّع حينما قربها من جرحه اغمض عينيه واشتمّ رائحتها وقبّل خدها ويدها الصغيرة
نظر إليها: كيفك يا ئمر؟
سندرا ما زالت تعيش في صراع نفسي لرغبتها في رؤية نور !
اجبرتها جولي على المجيء هنا بعد أن وعدتها في محادثة مُراد ليخبرها عن موعد قدوم والدتها!
تحدثت: منيحة....
أمير قبّل باطن كف يدها: ما بدّك تسأليني كيفك؟
سندرا بصوت واطي: انت منيح؟
هز رأسه بنعم
تحدث لجولي: كيفها لنور جولي؟
جولي نظرت لمكان ومكان نظر لها وكأنه يخبرها ان تجيبها على حسب ما اخبرها به: بخير.....
سندرا نظرت له: أمتي راح تجي؟
ماكس وجولي وقع قلبهما في الأرض
أمير فهم انها تقصد تجي لهون: أمتي ما هي قررت.....
سندرا ترقرقت عيناها: بس انا بدي إيّاها....
امير سكت هنا....نظر لماكس وجولي شعر أنّ سندرا ليست على ما يُرام
ماكس بتوتر: جولي اخزيها لسندرا واطلعي برا...
امير شد على يد سندرا بخفة وبشك: هي بالبيت .....لم تروحي البيت راح تشوفيها...
سندرا بزعل: بس هيّا مو في البيت....
جولي اقتربت من سندرا قالت: تعي لهون سندرا .....تعي حبيبتي...
اخذتها بخفة وحملتها.....
ماكس شعر بالتورط
تحدث أمير بذعر: فينها لنور؟
شد على يد ماكس وقرّبه إليه: ئول لي فينها لنور...انا حاسس فيك شي.....وفي شي مخبيه عني...
ماكس دون ان ينظر له: في البيت...
أمير بحده: ئول إلها اتصل عليها وئول إلها تجي بدي ئول إلها شي مهم...
ماكس بتوتر: ما بدها تشوفك.....
أمير بنبرة صارمة: فينها؟
ماكس : انتّا لازمتك الراحة ....بــ....
امير فهم صرخ: هربت صححححححح؟....هربتتتتتتت؟
ماكس سكت
أمير صرخ: فييييييييييييييييينها نوووووووووووور
ماكس بتردد: هرببببببببببببببت
.
.
.
انتهى





اعتذر عن اخطائي الاملائية

كتبت بشكل مستعجل ونزلته عشان ما اتاخر عليكم



تحياتي شتات




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.