آخر 10 مشاركات
مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          22 - المجهول - ايفون ويتال - ق.ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          457 - الحب خط أحمر ـ تريش وايلي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree47Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-19, 02:58 AM   #51

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





البارت الثاني والعشرون






.
.
.
محاولة لملمت الضياع ومسك الخيوط دون ان تتشابك ببعضها البعض بات صعبًا عليه ، كُلما فكّر في حلول تسهّل الأمور الصعبة حدث عليه أمر يوسّع من فجوات الصعوبة
ويُزيد على نفسه الموجعة جِراحات أخرى
كان صعبًا على ما سامع آذنيه في أن يُدرك انها
هربت كما فعلت قبل ست سنوات
هربت من احضانهما للعُصيان ولحُب لعين وبه الكثير من الخِداع
حُب آلا بِها إلى مشاكل نفسية كُثر ، وآلام لا تُنسى
هربت إلى أحضان ذلك الغريب، لتنجي ثِمار خطتّه المرسومة بشكل مثالي
نتيجة هروبها في السابق حالها الآن في الحاضر!
كُل الأشياء مرتبطة ببعضها البعض.....وكل الخيوط والبِنان تُشير إلى الطريق نفسه
هروبها يعني ....الضياع من جديد
والعودة للنقطة السابقة نفسها ولكن بمختلف الألوان والاشكال!
الحبكة ذاتها ......ولكن بطريقة أشد ألمًا...هربت بعد أن علمت بموت والدتها.....بوجود ابنتها....وبعد رؤية طليقها....وبعد ان عرفت أنّ هُناك خدعة كبيرة تجرّعتها لفترة زمنية طويلة !
لو عرفت تفاصيل الخدعة هل ستهرب للعالم الآخر كما فعلت والدتها؟!
لِمَ لا؟!
لن يتعجب بعد الآن من افعالها ولكن سيخاف اكثر وسيرتعب من افكارها التي ستؤول بينا إلى النهاية!
............................
شدّ على ياقة ماكس بعد أن حاول النهوض قليلًا من على الوسادة آلمه الجرح ولكن هُناك جرح غائر في ناحيته اليُسرى من صدره
هزه بضعف حالته .....تحدث وهو يكرر كالمجنون وبعينين حائرتين وقلب مُتعب وجسد يرتجف خوفًا
من الأفكار المشؤمة التي تطرق رأسه: هرببببت.....هرببببت.....عم تئول إللي هربتت....

....
لم يكن حال ماكس افضل من حاله...خشي على أمير ان يُصاب بمكروه...في حالة انهياره هذه.....هو حاول بجلّ جهده أن يحمي عائلته كما امره ولكن .....نور...دومًا ما تخرج عن توقعاته ....كان يتوقع أنها غير قادرة على ان تعمل أكثر من جنونها الذي اعتاد عليه ولكن ما فعلته ارسل له رسالة تجاوز معاني الجنون الذي يعرفه ويعلم أنه اخطأ حينما اتكأ على اكتاف مُراد وفي الآن نفسه لا يستطع أن يُنكر انه ساعده في أمور كُثر .......دخل في حالة تناقض وخوف
....
شدّ على كفي امير حاول أن يضغط على نفسه في لفظ الكلمات دون أخطاء : سيّد امير......بليز...اهدأ.....

....
أمير وكيف لهُ ان يهدأ......نور....ليس جزأ من ديانا وفقط......حُبه لها ليس لأنه يشتّم رائحة ديانا فيها....وليس لأنها تمتلك سمات شكلية قليلًا من محبوبته ....لا....بل لأنها اشعلت في فؤاده شعور ....يعلم أنه لن ولن يستطع على تحقيقه ولكن بوجودها تحقق وشعر به وهو شعور(الأبوّة)...شعوره بالمسؤولية .....شعور أنّ لديه ابنه ....هذا الشعور داوى جراحات العُقم في ذهنه!
.....
تحدث برجفة شفتيه: كيف راح اهدأ......وانت تئول هِربت....أنت فهمان إيش يعني هيدا الشي؟
.....
انخرس ولم يعد قادر على نطق حرفًا واحدًا
فاكمل امير: كم صار إلها؟
لم يعد قادر على الكذب مجددًا شتت ناظريه عنه: تقريبًا أربعة أيام!
.......
ارتخت يدي أمير من الشد على ياقة ماكس....نظر للفراغ من الغرفة.....واخذ يفكر لماذا هربت؟
ازدرد ريقه عدّت مرات
تحدث بصوت غضب: كيف ما لئيتوها؟
ماكس يحاول ان يكون هادئًا: بترجاك أهدأ....راح نلئاها أكيد....
أمير مسح دموعه التي خانته: انا مخبي الجوازات والأوراق الرسمية اكيد ماعرفت مكانوا......اكيد هيّا هون بهاد البلد....
....
ماكس قوّس حاجبيه .....وبشك: فين مخبيهم؟

أمير سكت، وكأنه فهم إشارة ماكس تحدث كالمخبول: ظنك عرفت مكانهم ...و...
ضرب على فخذه بيده بكل حسرة : آه نور آه...
ماكس قام بتعديل الوسادة خلف ظهره وساعدة على الاستلقاء وهو يكرر: لا تتعب حالك....راح اشيّك عليهم.....
امير بتعجل: انا حاططهم بصندوق....في غرفتي.....راح تلائيه فوق....الدولاب.....
جمد ماكس ماكنه.....وتذكر...حينما دخلوا عليها في إحدى الأيام بسبب سقوط ذلك الصندوق وعندما دخلوا
قالت
....


فتحت الدولاب من الجانب الأيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني وحتى الثالث اما الأول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية الامام
خافت من ان يسقط عليها ....ويحتضنها ..اهتز اكثر وسمعت صوت سقوط شي حديدي على الأرض ضجّ صداه على في المكان
بينما هي ثبتت قدميها على الأرض ووضعت يديها امام الدولاب لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن
فجأة انفتح الباب
ماكس بخوف: نور فيكي شي؟
التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا...
نور بتوتر: لا بس فتحت الدولاب وكان فاضي...وطاح هالشي على الأرض...
وأشارت لصندوق صغير مرمي على الأرض...
ماكس اقترب منها: ما طاح عليكي ....
نور هزت رأسها: لالا ما طاح علي...
اليكسا: نور لازم تاكلي مشان تاخزي الدوا...

نور بتسليك: تمام....
ثم نظرت لهم ونظروا لها
شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت براحة
.....

شعر بالاختناق من هذه الذكرى ، نفضها من رأسه وتحدث ليُطمئن أمير: ان شاء الله خير ارتاح راح روح اشوف
هز أمير رأسه بضعف وهو مغمض لعينيه من الألم
بينما ماكس
خرج ورأى جولي تتحدث مع
سندرا : حبيبتي اهدي.....
سندرا ضربت برجليها على الاري: بدي شوف نور...
ماكس شتم هنا بصوت مسموع لمسامع سندرا وجوري مُراد
حتى التفتت عليه جولي بغضب: اشش.....لا تسمّعها....
ماكس بعجل: راح روح على الشقة....امشي وانتي وياها بسرعة...
ثم تحرك من امامهما أما جولي عندما رأت سندرا تعُاندها في المشي حملتها ومشت بخطى سريعة إلى ان خرجت ووصلت إلى سيارة اخيها
ماكس ما إن أغلقت جولي باب السيارة حتى قاد سيارته ليُسابق الزمن
إن كان فعلًا هربت خارج البلد فهذا ما لا يتمنّاه
ولكن لن يكون صعبًا عليهم في البحث عنها
خافت جولي من سرعته وزفيره القوي ما بين فترة وأخرى
وبعد مرور عدّت دقائق وصلا نزل قبلهما من سيارته ورمى المفتاح على الحارس الشخصي ليوقفها في مكانها الصحيح نزلت جولي متعجبة من حاله وحملت سندرا على يدها
بينما ماكس ركض لغرفة امير
وبحث في الدولاب عن الصندوق.....رآه.....
فتحه وهو يتمنى شيئًا بداخله
ولكن عندما لم يجد جوازها هنا رمى الصندوق بقوة على الأرض
وصرخ: افففففففففففففف
سحب هاتفه سريعًا ، يعلم أنّ اذرع مُراد طويلة ومتعددة
اتصل عليه ولم يُجيبه في المرة الأولى
ولا في الثانية
.............
كان جالسًا امام أخيه المُلقى على السرير صحى من سباته وادرك انه اصبح عاجزًا ودخل في صدمه وصمت طويل
مما جعل مُراد يخاف من ردت فعله تلك
بقي معه وهو يُراقبه ولكن بالأخير طرده ولكن بعد ان نام دخل ليطمئن عليه
سمع رنين هاتفه
ولم يجيب بسبب سرحانه وشدّت تفكيره
في المرة الثالثة ادرك اهتزاز هاتفه في مخبأ بنطاله
نهض رمق أخيه بنظرات الحزن
خرج في الممر أجاب: هلا ماكس
ماكس بغضب: اسمعني منيح.....نور...هربت برا فرنسا....
مُراد بذعر: كيييييييييييف؟
ماكس مسح على شعره: حنا مغفلين....كنا....نفكر.....
ثم سكت لا يعرف كيف يوصل معنى ما حدث اردف بصعوبة: خدعتنا.......عرفت مكان.....الاوراق الرسمية...ياللي مخبيهم امير.....اخزيت الباسبورت وهربت

مراد شتم اللاشيء وكان عليه ان يشتم نفسه حقيقةً!
ماكس بنفس عميق: وبالمناسبة امير عرف انها هربت...

مُراد اغمض عينيه لتعصب الأمور: ليش تقول له....
ماكس بصوت عال: بنتك ئلت إلوا......مو انت وعدتها تشوف نور...وهي تكرر بداياها....ومستجني علينا...

مُراد بتفكير: اقدر اطلّع وين هي فيه خلال ساعتين....
مُراد : وهازا اللي بدي ايّاه.....
مُراد بشتات: راح اكلم صديق لي....في الخطوط الجوية...ونظام الرحلات.....بس اعرف وين هي فيه راح اتصل عليك...
ماكس : راح انتظرك باي
ثم اغلق الخط في وجهه بينما مراد لم يتوانى في الاتصال بصاحبه لينظر للأمر!
.........................
.
.
بينما في الغرفة ، كان يتألم من كتفه ومن الذعر الذي عاشه وذاقه يُريد أن ينهض للسفر لأمريكا وإنقاذ تلك المسكينة ولكن يشعر بالعجز.......حاول النهوض....وهو يزدرد ريقه......وبعد محاولات عدّه نهض.....سحب ملابسه المرمية على الكرسي والتي بها بقع الدم ارتداها بعجل وبصعوبة ......اخذ يتنفس بصعوبة من حركته السريعة ....والمؤلمة له...خرج من الغرفة .....مشى بخطى بطيئة.....وهو يُسند نفسه على الجدار......سقطت عينيه على مُراد المشغول في مهاتفته
اقترب منه بصعوبة سمعه
وهو يردف بالإنجليزية: اسمها نورة يوسف محمد الناصي
قوّس شفتيه الاسم يعرفه جيّدًا صديقة ايلاف
اغلق مراد الهاتف بعد ان شكر ذلك الرجل التفت ورآه
فابتسم بسخرية: امداك تشافيت؟
طارق بصعوبة النطق: ما تبي تسمعني....قلت أقوم اسوي الواجب علي....
اقترب مُراد منه وبنبرة تهديد: جرّب تقرّب من اخويا وشوف راح
قاطعه طارق بعد اقترب منه: اخوك اخذ حقه ......قمت عشان ...راح انقذ ايلاف....
مُراد دفعه بخفه : انقذها من نفسك وابعد عنها.....
طارق ابتسم على مضض: لا تصدقني....بس إدوارد هددني فيها......عارف تقدر تحميها وانت مكانك بس انت مو راضي تصدق......فعن اذنك...
ومشى عنه
تاركًا مراد يردف: خبيييييييث!
ثم دخل لغرفة أخيه وهو يفكر بنور!
...............................

.
.
.
كانت ترتدي على عجل من أمرها......تتحدث
: ادعي ادعي انه المطعم مفتوح.....
ايلاف وهي تجفف شعرها: يا بنتي ما قد شفته فاتح الصبح
نور وهي ترتدي حذاءها: يمكن اليوم غير يعني....
ضحكت ايلاف: الحمد لله والشكر قعدي محلج بس احس مو فاتح....
نور بتأفف: لا........ما بقعد وبطلع ....وعلى فكرة تراني زعلانة من كلامك امس
ايلاف نهضت سحبت حقيبتها من على السرير وبنظره حاده: والله ما قلت لج حجي يزعل قلت الصج لج وانتي مو راضية تتقبلين هالشي
نور بتأفف: ااااااااااااف
ايلاف اشارت لها: افين ....يلا طسي....
نور مسكت ايلاف وحضنتها بقوة دون سابق انذار
ايلاف دفعتها عنها: وييييييييييعه وخري....شنو هذا.....
ولكن نور عادت حضنتنها وبدأت ايلاف تتفلّت منها
نور ضحكت بخفة ثم تركتها وحكّت ارنبة انفها
ايلاف ضربتها على كتفها: مينونة؟
نور ابتسمت على ردت فعلها وبهدوء: فكرت امس بكلامك....صدق انا زعلانه
ايلاف كنت ستتحدث ولكن اشارت نور بجدية: خليني اكمل
ايلاف تكتفت ونظرت لها بملل: جلست اعيد الامر على نفسي واناظره من زاوية انا أخاف اناظر منها

ايلاف ابتهجت اساريرها نظرت لنور وهي تهز برأسها
لتكمل: حسيت وقتها بتذبذبي.....وخوفي.....انا لو أقول مسيحية راح اشوّه سمعتها وان قلت مسلمة الإسلام متبري مني ومن افعالي...
ايلاف اشارت لها بأن تسكت ووضعت يديها على رأسها بصدمة: نور شالحجي....
نور بنفس متسارع: خليني اكمل ...
ايلاف سكتت
لتكمل نور: انا لا كذا ولا كذا...
ايلاف بصوت يشبه الصرخة نقزت للوراء كردت فعل مخيفة : شنهوووووووووووو؟......كافرة يعني......

ضحكت نور رغمًا عنها: هههههههههههههههههههه لالا....
نور بجدية: انا مسلمة بس ما فيني ....
قاطعتها ايلاف وهي تزغرط: كللللللللللوش.....خلاص انتي قلتيها بعظمة السانج انج مسلمة......بس مابي حجي ثانية ....
نور بجدية: مسلمة بالمسمى بس.......حتى لم كنت ادّعي المسيحية كنت بالمسمى وبس....يا ايلاف......انا ضايعة.......مو عارفة وين وجهتي فيه....إن قلت انا مسلمة ......هذا ما راح يغير شي من كوني عاصية....

ايلاف بتفهم: عشان كذا كنتي...تقولين..
هزت رأسها نور : أي......ادري اني عاصية......سويت أمور....كثير....تغضب ربي......امور استحي اقولها لك....و
ثم غصّت في بكاؤها
ايلاف طبطب على كتفها: انّ الله غفور رحيم...
نور مسحت دموعها: أمور كثير اجهلها.....في الدين الإسلامي......وامور كثيرة أصلا ما عرفها في الديانة المسيحية........حتى لم كانت تعلمني عليها ديانا ما كنت استوعبها لأني مو مقتنعه فيها.....بس كنت أخاف اواجه نفسي .......كنت أخاف اواجه هالتخبط اللي بداخلي بس امس عجزت أنام بعد كلامك....انا ابي اتغير.....قلت ابدي من هالنقطة ......عشان ابدأ صح....وفكرت...وحسيت اني....ما زلت على الإسلام......بس ما عرف أمور كثيرة فيه.....يا ايلاف.....

ايلاف ابتسمت: خطوة حلوة منج.......بساعدج تفهمين أمور كثير صدقيني......بحاول ألملم شتاتج .....وبحاول اساعدتج في فهم الأمور .....وحل المسائل المعقدة اللي تجي براسج....
نور احتضنت ايلاف بشدة وبكت بصوت: وجودك مخليني شجاعة قدام كل التخبطات اللي اعيشها ........
ايلاف طبطبت على ظهرها واغمضت عينيها لا تريد أن تبكي: ووجودج مخليني اتناسى أمور وايد عجزت اتناساها وانا بذيج الفترة اللي صرت فيها لحالي...
نور ابتعدت وقبلّتها على خدها: خلاص ما ابي ابكيك روحي الجامعة
مسحت ايلاف دموعها سريعًا: شعقبى يا كـ....
ضحكت نور
بينما ايلاف مرت من جانبها وهي تقول: باذن الله بشوفينه فاتح.......روحي....والقلب داعي لج.....
أرسلت نور لها قبلة في الهواء ضحكت ايلاف بينما نور جففت دموعها وخرجت وبيدها حقيبتها
....

كانت ع امل من ان ترى لها وجهة جديدة للهروب من حرب افكار الامومة وهفوات أنانيّة الماضي، والذّكريات المستحيلة
لذا قررت أن تُكمل ما بدأته هنا لن تسمح لأي شيء كان يُحرقها بما آلامها مُنذ التسع السنوات يكفي تُريد أن تعيش بلا أوجاع نفسية وجسدية أخرى لذا قررت
لن تُكمل مسيرة عملها كجليسة اطفال ، لأنها ادركت هذا العمل لن يجلب لقلبها إلا المآسي والندم وتدفق الذكريات وسيضيّق عليها محاولات النهوض والابتعاد عمّ حدث لها سابقًا!
ستهرب بطريقة اخرى، وفي منحنى آخر وباندفاع اكبر عن مشاعر امومتها وعن محاولة سجنها في قوقعة الانتحار!
.....
ازدردت ريقها ومشت بخطى واسعة لتشجّع نفسها على الاقدام وحينما اقتربت وسقطت عيناها على
واجهة المطعم

تقدمت اكثر وقرأت الاسم بترنّم وتنهّد مخيف!
مشت بخطواتها
لترى الباب مغفلا ونظرت للوحة الصغيرة التي تُعلن عن قفله بهذا الوقت(مغلق)

تنهدت بضيق وشعرت باول الخيبات من هذا المنحنى الجديد من حياتها
ولكن لم يبقى هذا الشعور مطولًّا بعد ان رأت احدهم يقوم بتنظيف الطاولات وترتيب المكان شعرت أنّ روحها عادت لمكانها مسحت على شعرها ابتسمت بتفاؤل في لحظة ارتعاش جسدها من البرد واخذت تطرق الباب بخفة
لِلفت انتباهه
التفت ونظر لها بتساؤل
فأشارت له برجاء ان يفتح لها الباب
فاشار لها بانه مغلق

عبست بوجهها وطرقته ضامه كفي يدها برجاء
ان يفتحه
تنهد بضيق من إصرارها ترك ما في يده ثم مشى لناحية الباب فابتهجت اساريرها بينما هو فتحه تحدث بالإنجليزية: what do you want?
(ماذا تريدين؟)
نظرت لوجهه بهدوء : I want to see your manager
(اريد ان اقابل مديرك)
تحدث برسمية :Iam sorry…..he..
(آسف هو .....)
قاطعته برجاء بعد ان ادركت جملته :please, let me see it.
(رجاءًا دعني اراه)
.
.
تأفف وخشي من ان يكون الامر مهمًا وخاصًا لرؤية صاحبه ولأنه لا يريد ان يطيل الامر امام الباب لكي لا يتجمهر الناس حولهما ويظنون انّ المطعم في هذا الوقت متاحًا لذا دخل الرجل تارك جزء من الباب مفتوحا لقطع النقاش
مشى بخطى وهو يصرخ:سلطان...يا سلطان...تعال شوف هالبرصة وش تبي؟

فتحت عيناها على الاخر لكلمته لم تفهمها بالمعنى الحرفي حقيقة ولكن شعرت معناها كالشتيمة لذا غضبت وشعرت أنّ الأمر سيطول وهي لا تريد ذلك ابدًا تقدمت للأمام ودلفت من الباب واغلقته ورائها ليترك صوته العالي
فالتفت وهو يردف بالعربية ظنًا منه أنها اجنبية لا تعرف حديثه: وش في امها ذي؟
قوّست حاجبيها بملل لوقاحته وكانت ستتحدث بسبب اسلوبه الهمجي هذا ولكن ظهور سلطان أمامها على حين فجأة اخرسها وهو يردف :خير شصاير؟

تحدث الاخر وهو يشير لها بلا مبالاة: هذي صدعت براسي الا تبي تشوفك....مادري وش تبي....بس واضح وراها بلا....والله يستر منها ...شوف وش تبي...خل تطلع من هنا ....
لم تتحمل حديثه وفهمها له .....تقدمت للأمام رفعت صوتها قليلًا لتصدمه بقولها له: تطمن ما وراي شي......ولاني جاية عشان اجيب لكم لا مصايب ولا غيره

فتح عينيه مذعورا: عربية؟

كتفت يديها وشتت ناظريه عنه بتملل، واخذت تحّك طرف انفها لتظهر له عدم مبالاتها لصدمته واحراجه الذي بان على وجهه كوضوح الشمس !
اما سلطان نظر لصاحبه وكأنه يعاتبه على أسلوبه الهجومي المنفعل شعر بالأحراج في وضعه أمامهما هكذا
تحدث بحرج : عيسى روح ارتاح.....

نظر اليه صاحبه بخجل فهم يريد أن يبعده عن المحيط المخجل الذي عاشه هز رأسه ثم توجه للداخل هاربًا من عينيها التي تمركزّت عليه في تلك اللحظة!
.
.

اما سلطان نظر لها تقدم خطوتين للأمام ثم تحدث بهدوء وحرج في الآن نفسه بسبب موقف صاحبه: خير اختي

شعرت بالتوتر والتخبط والخوف في الآن نفسه لا تدري كيف تبدأ وكيف تنهي الحديث معه بإقناعه في قبلوها للعمل معهم بللت شفتيها سريعًا ثم نظرت له وبكذب: انا قد قريت انكم محتاجين لـ
وبتردد كبير ..اخذت ترمش عدّت مرات باضطراب واضح ثم اردفت: لموظف جديد...اقصد
فهم قصدها وشعر بتوترها وباختصار اردف : اسف اختي ما نوظف طاقم نسائي...
شعرت انّ الاكسجين انقطع في هذه اللحظة
لن ولن تستلم لذا اندفعت بحده حديثها وتشاؤمها : وش هالصبح اللي طيّحني على واحد همجي والثاني عنصري!!!

صدمت سلطان بعبارتها لذا أشار لها بتحذير :اختي إلزمي حدودك واوزني كلامك...

نور لا تريد ان تخسر فرصة توظيفها هنا مسحت ع شعرها وادركت انهيارها هذا في غير محله سحبت هواء عميق تمتمت بالاستغفار! ثم نظرت له: آسفه
وبنبرة مترجية: لكن انا بحاجة لهالوظيفة

سلطان حك انفه بتوتر نظر لوجهها ولجديّة حديثها :وانا اسف ع اللي بدر من صديقي ......واسف مرة ثانية اني ماقدر اوظفك...
نور ترقرقت الدموع في عينها لا تريد ان تعود لنقطة الصفر تحدثت بهدوء وبكذب لاستعطافه: انا حالي من حالك طالبة .......واظنك فاهم ايش يعني وكيف المعيشة هنا....
سكت سلطان وشتت ناظريه عنها!
تحدثت برجاء: وش بصير يعني لو وظفتني
سلطان بهدوء:اختي قلت لك الطاقم هنا كله رجالي......وانا مابي وجع الراس
نور فهمت اشارته سكتت ثم اردفت بهدوء: والله فاهمه بس عادي لو تخليني اغسل صحون وبكذا ما راح اكون
قاطعها : لا تحرجيني اختي اسف والله
قاطعته وهي تمد كرت به اسمها الحقيقي كاملا ورقم هاتفها ايضا: يمكن تغير رأيك هذا اسمي كامل ورقمي عن اذنك

وضعت الكرت ع الطاولة الفاصلة بينهما ثم خرجت وقلبها مكسور وعينيها مترقرقتين بالدموع ركضت لوجهتها الغير معروفة اخذت تظهر شهقاتها ممتدّة من صدرها خارجه من بلعومها وحتى مخرج فمها بصعوبة مسببة آلمًا لصدرها وضعت يدها على صدرها لتضغط عليه بقوة ركضت بعيدا عن قساوة افكارها وخوفها من البقاء في وحل الماضي وذكريات الم الولادة
بكت بدموع بلا حرج من نظرات الناس من حولها
الموقف لا يستدعي أن تنهار بهذا الشكل ولكن الضغوطات تسبب هذه الانهيارات التي ليس لها مبرر صريح ومعروف....صدمت بهذا وهذاك وهي تركض
خائفة من كل شيء.....هاربة للاشيء!
.
.
.

بينما سلطان تأفف شعر أنّ قلبه مال للحزن عليها بلل شفتيه ثم مدّ يده لـيسحب الكرت قوّس حاجبيه ونظر لاسمها من باب الفضول وفي قرارة نفسه لن يوظفها مهما كان ظرفها لا يستطيع أن يكسر القوانين الذي وضعها من أجل أمان المكان !: نورة يوسف الناصي
وضعت اسمها الحقيقي بلا خوف.....طبّقت حديث ايلاف في كل الأشياء واجهة مخاوفها التي تعصف بها الآن
واجهة نفسها أنها لا تدرك شيء في الديانة المسيحية .....ادركت انها عاصية لدرجة مخيفة! واجهة نفسها بقول (أنا مسلمة) ولكن متذبذبة!
واجهة نفسها بكتابة اسمها وربطه بذلك الرجل الذي تركها ليعصف بها الناس كما يشاءون ويحلوا لهم
ادركت انّ نُكران هذه الأمور لن يجلب لها الراحة ولا حتى السعادة .....لذا كما قالت لها ايلاف عليها بالمواجهة وإن كانت النتائج مخيفة ومحزنة
وهذي هي بداية المواجهات!
...........

قوّس حاجبيه اخذ يفكر لمدة دقيقة وربما اكثر لقب العائلة جدًا معروف لديه ولكن يحاول أن ينكر الامر ولكن كيف اسم والدها كاسم .......
وبعد استيعابه وتقشعر جسده تحدث بذعر: مستحييييييييل شلووووووون؟

مسح على راسه ودار حول نفسه كل ما يعرفه عن صاحب ابيه المقرّب (يوسف) أنّ لديه ولدين
ناصر وسعود وفتاة كان سيرتبط بها ولكن حدث ما حدث لتنفصل فكرة الارتباط هذه ولكن اسمها ليس نورة بل شيخة
هل هناك سر خفي؟! أم تشابه أسماء

اخذ يكرر : ياربي وش هالللغززززز بنت عمي يوسف!!
.
.


من باب الاحترام وعظم صداقة ابيه ليوسف فهو يسميه كما تربّى منذ الصغر ينادي يوسف بـ (عمي)
.
.
شعر لوهلة أنه أضاع حلّا للغز ما!

فخرج من المطعم راكضًا وهو يتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها فلم يجدها...تقدم للشارع الرئيسي اخذ نفسًا واخذ يفكر
: شلون .....شلون بنته......ولّا مجرد تشابه اسماء
اخذ ينظر للمارة بضياع أفكاره....... ثم عاد بإدراجه للمطعم وهو يفكر بعمق في الامر! لابد أن يصل إليها لمعرفة ارتباطها بيوسف.......لِم هو مهتم لا يدري ولكن الفضول.....اخذ يدّق رأسه دقًّا....سحب الكرت ووضعه في مخبأ الجاكيت
نادى: عيسى أنا طالع.....
ثم خرج من المطعم من جديد!
.
.
.

.
.
.
.
تم رمي الطُعم.... رمي الذكريات امام وجهها لتتدفق بشكل مستمر .....رمى الذبذبات وموجات صراخها.....رمى الحنين والاشتياق لوالدتها رغم كل شيء.....ركضت عائدة للشقة هاربة من كل الاشياء التي تخيفها لا تريد ان تستمر في وظيفتها كجليسة اطفال لا تريد ان يطول الامر وإلّا ستموت حسرةً والما وقهرا مما فعلاه بها امير وديانا.....بكت ع الكنبة منتحبة لعدم قدرتها على تجاوز كل الاشياء رغم محاولتها في العبور من امامهم!
.

.

بينما ايلاف بعد ان خرجت مبتسمة ومبتهجة في ايفاق نور على حقيقة امرها مشت بخطى متفائلة للحياة تبتسم للمارة باطمئنان ، تنهدت بسعادة وتمنت في هذه اللحظة رغم صعوبة تمنيها ولكن هناك رغبة صارمة في ان تتمنى لقيا طارق اليوم تشعر انها اشتاقت له، رغم انها خجلة من ان تراه وتضع عينيها في عينه ....فامر التحرش حدث امام عينيه دون وشوشة وهذا امر مخجل.....ولكن لا يهم ما يهمها اليوم ان تكتمل سعادتها بلقياها به....واحتضان عينيه بنظراتها .....حقيقةً هي خائفة من ان يتركها بعد ما حدث .....ولن تلومه ع ذلك.... إن فعل....هكذا فهمّت نفسها لا محال للومه...ما حدث صعب عليها ..فكيف به؟ ....مسحت ع شعرها .....ولم تدرك انّ هناك شخص نظر لصورتها التي تم التقاطها بالأمس ......لينظر لها اليوم بأفكاره الجديدة والخبيثة...ارسلوا له صورتها مع نور وما زالت رغبته بها تزداد.....ورغبته في اقهار طارق تزداد يوما عن يوم....علم انه لم يمت...ولكن لا يحق له ان يعيد محاولته في قتله فتلك قوانينهم الغريبة يحق له محاولة قتل الخائن بينهم مرة واحد وان فشل لا يحق له ان يعترض له من جديد لقتله والا طرد من عمله! وهذا الامر ممتع بالنسبة اليه ويعلم انه سيؤلم فؤاد طارق بخططه الجديدة....عندما راها تمر من ناحية الممر الذي يؤدي اليه اسند نفسه ع الجدار وتهيّأ للاستعداد في المغامرة
رآى ابتسامتها ضحكتها....شموخها......مشيتها المتزنة جسدها الممشوق .....جمال وجهها الهجين!....رأى كيف تسترق النظر للناس لترمي لهم بعينها جزء من سعادتها ......ولكن لم يهمه ذلك كتم انفاسه عندما سمع طرق نعليها بالقرب منه اخذ وضعية الهجوم والاستعداد في سحبها بخفة
وحقيقةً هذا ما حصل
ما ان خطت خطواتها بالقرب من هذا الممر الضيّق حتى شعرت بتلك الايادي تطبّق على يديها والاخرى تُكمكم فمها

شدها اليه كلمح البصر وكأنها مُعتاد على فعل هذا الأمر دون أن يجعل الناس ان يلاحظوه! خفة....ومهارة خبيثة يمتلكها قطّاع الطرّق ورجال العصابات والمجرمين!
سحبها من الخلف ليجعل جسدها مستند على جسده ويحكمها بيديه عن محاولة الإفلات!
كانت تتحرك بعشوائية لا يريد ان يلحظ احد حركاتها تلك لذلك سحبها لعمق الممر وكانت المباني قليلًا قريبة من بعضها لذا ضوء الشمس كان يخترق الممر بشكل عامودي لينبعث وينتشر منه الضوء للأسفل بشكل خافت
ما زالت تقاوم يديه وهو ما زال يحاول أن يخرج بصعوبة الابره من جَيبه عضّت على يده بعد أن ادركت إصراره في شد جسدها ومنعها من الحركة وبسرعة ضربت بكعب نعليها على قدمه
وكرد فعل منه تركها سريعًا و لتهرب لنهاية الممرفـ شتم نفسه هنا سحب نفسا لكتم الألم وركض خلفها تمامًا
..
ايلاف بدأت ذاكرتها تسترجع الأحداث المرّة مؤخرًا لا تريد أن تكون ضحية اغتصاب أو ضحية قتل مجهولة التفاصيل
فكثيرًا ما سمعت عن مقتل الطلبة المبتعثين في الأوان الأخيرة والتفاصيل تكون مبهمة او غير معروفة هي لا تريد أن تصبح واحده منهم تريد الحياة بشكل آخر تريد أن تنجو من هذي الأيادي الحقيرة
.
.
صرخت مستنجدة ....قلبها ارتعب الم يكفي ما حدث لها قبل عدّة ايام......للتو شعرت بالسعادة كيف تثسلب منها خلال دقائق قليلة، شعرت انّ الموت يطبق بيديه على عنقها ويحتضن جسدها ويعتصره بقوته ...ارتجفت كل خلايا جسدها وهي تركض...سريعا ما جفّ لسانها وازدردت ريقها بصعوبة شدية أدّت بِها للاختناق لوهلة ولكن لم تدرك هذا بسبب ذعرها كحت مرتين وهي مستمرة في الركض!
.
.

نظرت للخلف لتختطف نظره سريعة لم تتعرف على وجهه بسبب تجمع الدموع في عينيها....وتشوش الرؤية على عينيها....تريد والدتها حصة ......حضن ابيها مشاري........تريد حضن نور....أجل تريد نور الآن....تريد أن تختبأ في حضنها .....رغم أنه لا يسع حزنها فكلتاهما موجوعتين وعندما يحتضنان بعضهما البعض حزنهما يأخذ حيّزًا كبيرًا من احضانها ليخنقهما في نوبة البكاء
صرخت
:نووووور
لا احد يسمعها، ازداد تنفسها في صعوبة سحب الهواء
بينما هو اقترب منها اكثر وسحب حقيبتها بقوة ليضع ثقله عليها ويجعلها تتعرقل في ركضنها ولكن هي تركتها
شتم نفسه من جديد هذا الممر طويل وهي تمتلك طاقة كبيرة في الركض
هو لم يدرك أنّ
طاقتها نفذت وما يجعلها تركض الآن هو الخوف فقط لا دخل في الطاقة الآن ....كل ما يحرك خلايا جسدها الذعر والخوف
ادخلها في متاهات البيوت الضيقة اين الشارع؟ لا تدري
هل هو كان مخطط لذلك؟
بكت بصوت عالي لاحد هنا......ماذا يحدث هل المكان مهجورا؟
ركضت ثم نظرت للخلف من جديد وليتها لم تلتفت التوت رجلها وسقطت عل وجهها حتى انضرب طرف ذقنها بقوة على الارض واحدث جرح صغير وربما ستخرج بعدها كدمة صغير لتنم عن الألم!
وبسبب هذه الضربة عضّت ع طرف لسانه بشكل لا ارادي حتى جعلته ينزف
بكت بالم ونهضت لتقف سريعًا على قديمها دون وعي للآلام !
أخذت تمشي خطوة للأمام وهي تعرج لا تدري كيف نهضت ربما ظله الذي يعلن عن قربه جعل معدل الأدرينالين يرتفع لتنهض وتدوس على قدميها وتسقط من جديد
هدّأ من ركضه ومشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث على حالها
اما هي زحفت ع بطنها الى ان حاولة النهوض نهضت من جديد وهي تنتحب بخوف
الموت افضل من ان يحدث لها كل هذا الرعب
صرخت :يبببببا ..............يممممه
لا احد يجيبها سوى صوت قرب خطواته وتردد صوتها في المكان دون مُجيب!
نهضت من جديد وهي تبصق الدم من فمها وتبكي كطفل اصاب بالأذى ويريد من يخلصه منه!
مشت خطوة وخطوتين وثلاث
ولكن شعرت بتطبيق يده حول خاصرتها اغمضت عينيها وجمدت في مكانها وشعرت بانقطاع الاكسجين من حولها شعرت بمرارة الدم وكثافته في فمها شعرت باستنفار خلايا جسدها من مسكته...شعرت بالخوف.....والذعر منه شعرت انّها على حفة شفرة من الاغتصاب او الموت او التعذيب او.....لا تدري أي الاحداث ستتجرّع مرارتها بعد أن ظفر بها!
همس بلغتها العربية المكسرة: لا تخاففففففي
جعلتها لا شعوريًّا ترتجف ما بين يديه
شدّت على جفنيها وهي مغمضة......ازدردت ريقها لتبلع معه الدم المّر بكل خوف حاولت برجفة يديها للمرة الأخيرة ان تزيح يديه من عليها ولكن طوّق جسدها بيديه اكثر وشد عليه ليوقف مقاومتها له وبكت وانتحبت هنا وهي تكرر
:اسفه يمه....ييييبه..... مو قادرة مو قادرة ....
تتكلم بهذيان ......تشعر انها تحلم .....دقائق وستستيقظ من كابوسها هذا وهي في حضن والدتها الدافي....لن يطول الامر ....لن يطول....فتحت عينيها تريد أن ترى ما تخيلته
وعندما شعرت بالخيبة
همست :طارق
ولكن فجاة ع اسمه شعرت بوخز الابرة في رقبتها .....وشعرت بوجعها في تلك اللحظة.....وبضعفها واستسلامها....لنفاذ صبرها .....وطاقتها......افرغ السائل ثم سحبها بلطف
رفّ جفن ايلاف للأعلى تحاول مقاومته....تهمس
: يمه.......يبه....
شعرت بثقل جسدها قليلًا وتنمل أطرافها : نووووور........طااارق....
ولكن ما هي الا دقيقتين حتى تدلّى راسها للأمام ومن جنون أفعاله قبّل مكان الوخز بلطف ثم همس
(مترجم): لن اؤذيك....فقط سأؤذي قلب محبوبك عزيزتي!
حملها بين يديه ثم مشى للوجهة التي يعرفها، بهدوء .....رجليها أصبحت متدليتين وكذلك رأسها ويديها....حُملت على ايدي اقدار أخرى.....واحداث متفرقة الطّرق.....وعلى مسميات لا تذكر ......دلال نجّت من حبها
وجورج تسلّط عليه من يأخذ بثأر دلال دون أن يدرك ذلك!
وطارق اخذ حق السنوات الضائعة
بمقابل ضياع شخص لا يعي شيء من كل هذه الأحداث المترابطة ببعضها.....حُملت على مبدأ الانتقام ......واستخدامها كوسيط للوصول إلى مخاوف العدو ولكن ......تحريكها في منتصف هذه الخطة لم يحدث إلى انعاش للماضي......
ولإرسال نبضاته إلى كل من سكنت روحه
لتذكيرهم بما فعلوا.......اما هي الآن ستدفع ثمن الجميع ليس فقط ثم رغبة طارق في الانتقام!
..............
.
.
وصل السيارة فتحوا الحرس له الباب ادخلها ثم دخل بعد ذلك اغلقوا الباب وانطلق السيارة إلى مصير جديد
وحياة جديدة.......واحداث لا عناوين لها!
.................
.
.
.
يريد أن يتحدث يستفسر عن حديث عمه يشعر بلغز كبير في حياتهم ويخشى ان يكون حله صعبًا ونتائجه وخيمه
اليوم اخرجوا والده من المستشفى ......بطلب منه وبخروجه على مسؤوليته ......الجميع اصبح في منزله.....من أرادوا المجيء ومن لا يريدوا.....
اصبح جالسًا في وسطهم رغم محاولة الجميع في جعله ان يستلقي على سريره
بينما سعود ما زال يفكر باللغز يريد من ابيه ان يسترد وعيه وصحته للتحدث معه من هذا الباب

.
.
تحدث أبا سلطان: لا وجهك اليوم يبشر بالخير......ما فيك إلا العافية وانا خوك بس شد حيلك......واهتم لصحتك......ولا تهتم بشي ثاني...
يوسف....
فهم حديث صاحبه كيف لا يهتم كيف؟ واخذت نورة تحتل جزء كبير من عقله.....واخذت تأتيه في منامه بشكل مكثّف ومخيف......
تأتي على هيئة طفلة رثّة الثياب...بعينين غارقتين...ووجه مسود.......ويدين مقطوعتين....وشعر منكوش....تكرر بصوت مخيف وغريب لا يمت لنبرة صوتها التي يعرفها بصلة
(خايفة)
هذا الحلم أوقع به على فراش الموت ولكن نجى منه بقدرة قادر هز رأسه متنهدًا
بو خالد لا يعرف كيف يخفف عن أخيه ولا يعرف كيف يُسعده ولكن يدرك انّ الأمر ليس هيّن واصلاحه صعبًا
وتأنيب ضمير أخيه جاء متأخرًا ولكن سيحاول معه في أصلاح الامر
ولكي يخفف عن أخيه ويغيّر من الأجواء الكئيبة رغم انه اتفق معه على عدم الإفصاح عن الامر
ولكن هو يشعر بابنه ويشعر انّ الأجواء الحزينة ان استمرّت ستجلب الاسالة وستحزن قلوب كُثر
لذا قال: ما عليك شر يا خوي....والف الحمد لله على سلامتك
تحدث أبا ناصر بوهن: الله يسلمك.....
بو خالد تحمحم : احم....وانا خوك دامك قمت بالسلامة.....ووفينا بالنذور.....والعيلة تجمعّت....والفرحة اكتملت بالوجوه الغانمة ........حاب اخلي هالفرحة فرحتين....
بندر وخالد نظروا لأبيهم كردت فعل تنم عن صدمتهم
وابا سلطان نظر إليه بخوف مما سيقوله
بينما بو سيف نظر إليه باهتمام

عزام لكز سيف وبهمس: لا يكون بزوجّه على خالتي
سيف ابتسم على ذبه أخيه : اهجد
عزام لكز خاصرة سعود ليغيّر من أجواء صمته وحزنه: الحق خالي بزوّج ابوك على امك...
سمعه قصي ليبتسم ببهوت: شكلهم الاثنين مع بعض
ضحك بخفة ناصر : قسم بالله عليكم خبال حتى في وقت الحزن ههههههه
بندر التفت عليه بعد ان سمع ضحكته: شفيكم تتهامسون....
رد جاسر على ناصر: أي حزن .......صدقني الحين بنقوم نرقص دبكة على خبر زواج ابوك...
بندر فهم أنهم يحاولون تلطيف الأجواء لذا
(درعم ) في الحديث: وانا اشهد...
خالد نظر لوالده يريد ان يكمل
فقال: انا شاري قربك يا خوي......
بندر وقع قلبه في رجليه
خالد نظر لسعود وناصر الذي حدقوا به
بينما عزام همس لجاسر: اوه أخيرا بصير عندنا فرح
جسار لكز خالد: من متى قررت تزوّج؟
خالد مصدوم هل حقًا سيقرر ابيه عنه ويخطب شيخة له؟
ولكن اكمل أبا خالد: طالب يد بنتي شيخة لولدك بندر!
كان بندر متوترا سحب كأس الماء ليشرب ولكن ما إن سمع حديث ابيه حتى شرق بالماء
قصي طبطب على ظهره بخفة وبندر منصدم من ابيه : كح كح كح...
التفتت الأنظار عليه
وضحك ابيه بخفة يعلم أنه صدم
بينما عزام همس: فشلتنا .......اهجد .....
سعود ضحك بخفة......
بندر عندما شعر انّ كحته مستمرة نهض مستأذنًا
فهمس جاسر: اويلي استحت العروس
لكزه سيف : اهجدوا خلونا نسمع.....
اكمل يوسف: تعرف يا غازي البنت تو....
قاطعه بو خالد: عارف.......ولكن يا خوي.....ما ودي اطوّل السالفة والولد شاري البنت....
ناصر قوّس حاجبيه بعدم رضى فحال والده ليس في محل اخذ وعطى في هذه الأمور
اما سعود بدأ يندمج بالحديث مع عزام وبهمس: الله بيزوج قبل خالد....
عزام بهبل: متولّع في اختك ......ما عليه شرها...
سعود وسّع حدقت عينه عزام ضحك واستوعب جملته فقال: اسفين اسفين يا ولد الخال.....
جسّار شاركهم الهمس: والله وطلع يعرف يحب....
خالد نظر لأخيه الذي عاد إليهم من جديد وعندما جلس قال: انت قايل لأبوي يخطبها لك؟ بهالاوضاع ذي...
بندر هز رأسه بلا
اكمل يوسف: نسال البنت يا خوي وان شاء الله تسمعون اللي يسرك انت وبندر....
بندر ابتهجت اساريره ظنّ انّ الامر سيطول ولكن ما حدث اصبح في صالحهما وليس كما يظنون
قصي لكزه: اووووووه شعليك بتعرس.....
سعود: وبنصير نسايب......
ناصر ضحك على طريقة تنرم الكلمة من أخيه.....
بو سيف شعر أن وجد طريقًا لقول: ودام اليوم يوم الافراح.....اجل اسمعوا.....
عزام همس لأخيه سيف: ايش عنده الوالد تحمس...
سيف ضحك بخفة عنه: هههههههه اكيد بقول عن قصي...
قصي سمعه: ان شاء الله.....يارب...
جسار: خذ لك شوفوا المتولّع الثاني...
سعود بفضول: بمنو متولّع قصقوص؟
قصي ضرب فخذ سعود: فيك يا قلبي...
سعود : ويييييييييييييييع
ناصر أخيرا شاركهم: هههههههه ابي اعرف متى تقطعون عادت الهمس ذي......ولا ضحك على الصامت الله يفشلكم....
خالد ابتسم: كانهم طلبة في حصة رياضيات....
سيف ضحك بخفة بينما اردف سعود: ها ها ها والله ما ضحك ما تعرف تنكت يا خويلد...
خالد رمق بنظرات: تكفى عاد اضحك!
عزام: بدأت أجواء الضراير الحمد لله والشكر
جسّار : هههههههههههه
........
بو سلطان ابتسم: الله يدوم الفرح ......اي وش بقول لنا يا بو سيف
بو سيف بهدوء: الحمد لله بعد الزن والحن .....احد من هالثلاث ....قرر يزوّج
وأشار على قصي وجسار وعزام
الذي همس: لا حول ولا قوة الا بالله دايم مخلينا ضد الزواج
جسار: اصبر بجيك نصايح الحين على كيف كيفك
سيف ضحك بخفة
....
بو سيف: قرر قصي يزوج وخطبنا له من عيلة السامي....
بو ناصر ابتسم: مبروك الف الف مبروك.....
بو سلطان: والله زين ما ناسبتوا....عيلة السامي معروف عنها بالاخلاق والسمعة الطيب....
....
جسّار بهمس لقصي: واخذ لك احلى تطبيل الحين....
ناصر بضحك: ههههههههههه استغفر الله
قصي لكز كتف أخيه: جببببببب
...
بو خالد: ورا ما زوج عزام وجسار...
عزام بهمس لأخيه: بدأ أسلوب التحريض
جسّار: قوم قوم ننحاش....
سيف: ولعنه اجلسوا بس...
سعود ضحك: هههههههههه دوروا لكم مخرج....
............
بو سيف: متى ما نطقوا مثل اخوهم وقالوا يبون يعرسون زوجانهم......
بو خالد التفت عليهم: ومتى تبون تعرسون...
ضحك بو سلطان : ههههههه حجر عليكم خالكم....
جسار همس لعزام: رد رد....ولا بقوم اسوي سالفة...
قصي ضحك: ههههه وش بسوي يعني....
عزام نظر لخالد : اصبر بوهق معاي خويلد...
خالد سمع وفتح عينيه على الآخر
قال عزام: باذن الله زواجي انا وجسار وخالد مع بعض
خالد همس له بعصبية: الله ياخذك...
سيف بضحكة وهمس: تعرفون توهقون بعضكم هههههههه
ناصر احمر وجهه وهو يكتم ضحكته

بو خالد ابتسم: ومهر حريمكم نذر علي.......
بو ناصر بدأ يندمج معهم وتحدث مبتسم: ونزوج ناصر معاهم وتكاليف زواجهم علي.....

ناصر نظر لوجه عزام وكأنه يقول(حسبي الله عليك)
وغمز له عزام
جسار همس لهم: مصيرنا واحد لاحد ينطق وقول يبي يعرس إلا وهو مشاورنا
عزام بتعزيز: بسوي قروب خاص فينا
قصي بضحكة خفيفه: ههههه سموه رجال تحت الحِصار
سيف : هههههههههه حالكم مستعصي....
سعود رفع كفيه للأعلى: الحمد لله ما جاني الدور.....الف الحمد والشكر لك يا رب...

..........

بينما قصي تذكر امر مُهره فهمس في اذن عزام: عزام تكفى لحد سال عني صرفه لازم اروح لمهره...
عزام بجدية نظر له وبنفس الهمس بحيث لا احد يسمعها: ليش فيها شي؟
قصي بهدوء: لا لا....بس تعرف...
عزام ابتسم وغمز له: خلاص فهمنا ياخي روح روح...
قصي : عارفك بذلني...
عزام بابتسامة خبث: حبيبي اللي يعرفني والله
قصي هز رأسه بأسى وخرج من المجلس بعد ان استاذن
.
.
.
اما في صالة النساء ، الفرح والسرور.....يدور حولهم ويخترق وجوههم
ولكن كما هناك عزام وجسار هنا نوف وشيخة
نوف لكزت شيخه: قومي نروح غرفتك مابي اسمع سواليف الكبار
شيخة رمقتها بنظره وبهمس: متأكدة ؟
نوف ضحكت على نظراتها: عندك شك...؟
شيخة : أي والله
نوف بملل: جد قومي عندي لك سالفة بمليون
شيخة بحماس : قولي والله
نوف بهدوء: والله
شيخة شعرت بجديّة نوف نهضت وهي تقول: عن اذنكم ......
ثم نهضت نوف
....
ام ناصر: الا كيفك يا الجازي وكيف عبود بعد عمري ....
الجازي تحاول بعد ما حدث في الأوان الأخيرة تبتسم : بخير
.
.
ام سيف نظرت للجازي وللتغير الذي طرأ عليها تنهدت على حالهما
: بعد عمري كبر....يا جعل افرح فيه معرس
ابتسمت الجازي وقبّلت ابنها.....

.
.
في غرفة شيخة
شيخة جلست على طرف الجازي: هاااا وش عندك....
نوف بلا مقدمات وضعت الهاتف في وجهها وسحبته شيخة من يدها واخذت تقرأ الرسالة وبعد أن انتهت
قالت بصدمة: سيف والجازي مزاعلين...
نوف جلست بالقرب منها: أي صار لهم يمكن شهر ونص ......وووصلت للطلاق...
شيخة شهقت: ....هأأأأأأأأأأأأ......لا قولين....
نوف تكتفت: مع الأسف.....ومثل ما تشوفين حتى هو سيف يفكرني احرضها على الطلاق.....
شيخة بعدم فهم: منو غيره يفكر كذا...
نوف بنبرة حزن: ابوي....
شيخة بشك: وانتي صج



نوف باندفاع: مجنونة؟....اكيد لا مابي اخرب حياتها بس هي مكسورة من سيف....
شيخة عادت تقرأ بصوت عالي: رجاء نوف.....حاولي في الجازي تغير رأيها .....ولا تحاولين تأيدينها على خبالها.....تكفين....تذكري عبد لله......حاولي هي تسمع منك....
ثم نظرت للنوف: شمسوي فيها هو هاللي طلبت هالطلاق .....
نوف جلست وبتهديد: بقولك بس أمانه ما تقولين لأحد....
شيخة نهضت أغلقت الباب ثم جلست امام نوف الذي بدأت تتلو عليها ما حدث بين سيف والجازي وبعد ان فرغت
شيخة اخذت تسب وتشم سيف
: الحييييييييييييييوان بعقله هو لم يقول لها كذا....
نوف كمكم فم شيخة: اششششششش لا حد يسمعك ويا ويلك لو قلتي لأحد
شيخة وجهها احمر: ليش وش شايفتني وبعدين من حقها تطلب الطلاق هالزفت عيشها في حالة نفسية ....الله ياخذه....
نوف تشعر انها ابتلشت في ردفت فعل شيخة وضعت يدها على رأسها : قصري حسك.....
شيخة اخذت نفس عميق: قهرني .....ليش الحين صار يبيها.....هالثور....وين عقله لم يعترف لها يحب ......بنت عمه ....والجازي بعد عمري خايفة تخرب بيت ذيك ....وساكتة ومو فاضحته التبن....

نوف : سمعيني الحين طلعي من صدمتك....
شيخة بنرفزة: شتبين؟
نوف تخصرت: لا تحطين حرتك فيني قومي حطيها في سيف.....
شيخة نهضت: والله ودي ادوس في بطنه الكلـ.....
نوف ضحكت ثم قالت: ههههههههههههه المهم ابي مساعدتك

شيخة سكتت لتاخذ نفس حقًا لا تلوم الجازي على ردت فعلها ابدًا.....
: اساعدك في ايش....
نوف بهدوء: اثبت للكل اني ما احرضها....
شيخة بنرفزة: لأنك غبية لو مكانك احرضها ...واقنعها بعد....
نوف نهض وسحبت شيخة من يدها واجلستها بالقرب منها رغما عنها: لأنه عقلك عقل بزر....
شيخة فتحت عيناها على الآخر: ايشششششششششششش....
نوف بنرفزة: شيخوه هجدي خليني أتكلم لك مثل الاوادم........وجع اقلقتيني تراك......
شيخة مسحت على وجهها: تكلمي....
نوف: مابي الجازي تطلق......حرام عبد لله يعيش بعيد عن ابوه ....وعن امه....
شيخة بتعاطف كبير مع الجازي: ومو حرام اختك تعيش بألم معه هالـ....استغفر الله بس
نوف جارت بعينيها : اففف.....منك .....
شيخة : تراك مو طبيعية احسك صافه مع سيف....
نوف باندفاع: مو صافه معاه......بس هو غبي.....كان مذبذب.....وفجأة حس انه فعلا وقع في حبها.....وندم.....المفروض الجازي تعطيه فرصة.....
شيخة لم تتحمل حديث نوف وفعليا غضب: لا ابد ما فيك عقل انتي...
نوف لتختبرها: لو مستقبلا بندر سو فيك مثل ما سوى سيف للجازي تعطيه فرصة....
شيخة بغضب اكثر: لا طبعا حتى لو اموت على التراب اللي يمشي عليه....
نوف بشك: حتى لو بينكم عيال....
شيخة بانفعال: حتى لو بينا درزن عيال....
نوف : والله وقتها بكون الكلام غير.....بس سمعيني....هو طولة هالشهر يحاول يراضيها........وهي موجوعة منه.......وعشان تثق فيه هو لازم يتحرك وسوي أشياء تخليها تحبه مو تباعد بينهم وبينه......هو الغبي باعد نفسه عنها على شان تطخ ......وترضى.....بس هالشي مسوي فجوات بينهم.....
شيخة كتفت يدها: احسن......
نوف نهضت وبجدية: شيخة ابيك لي عون لافكاري مو فرعون......
شيخة بجدية نظرت لعينين نوف: مو جاية اتقبل والله ....
نوف : والله كنت مثلك.......بس والله حرام هي تتعذب ....وعبود متشتت بينهم.....وسيف واضح ندمان .......عارفة غلطان......بس مابيهم يطلقون......
شيخة : نوف اختك موجوعة منه ودامها هي أصلا مو متقبلته ومتنفرة منه مهما سويتي ما راح تقدرين ترجعينهم لبعض.....

نوف بحزن: بحاول عشان لا يفكروني أحاول اهدم حياتها مثل ما يفكرون.....
شيخة مسكت اكتافها: طز في أفكارهم........
ثم بتفكير: اممممم .....انتي تشوفين اختك مثلا تحب سيف....بس تكابر عشان الجرح اللي سواه فيها ....وفكرت كذا....
نوف بجدية: لا....ماحسها تحبه ابد.....
شيخة بهدوء: اجل ليش تحاولين في شي مستحيل.....
نوف ولي اوّل مرة تتحدث بتلك النبرة : مابي عبد لله يعيش في تذبذب الجازي......مابيه يحس بالنقص....مهما حاولوا بعد الطلاق انهم ما يبون يحسسون انهم بعاد عنه هو بيحس يا شيخة......ابوه مستحيل بيظل على ذكراها اكيد بيزوج وبجيب عيال وبيقل اهتمامه فيه وهي فيه احتمالين يا انها تزوج وهم تلهي مع زوجها وعيالها يا انها تدمر روحها وتفني عمرها عشانه........ومابي انا يصير هالاشياء.......ولا ابي عبود يحس بالـ نقص......انا عشت شعور النقص بعد وفاة امي......عارفة راح يعيشه رغم الاثنين بكونون موجودين بحياته....فهمي قصدي.....يا شيخة فهميه.....
شيخة لم تتوانى في حضن نوف .......طبطبت على ظهرها وحاولت نوف ألا تبكي همست شيخة: فهمت.....فهمت نوف....
نوف ازدرت ريقها ابتعدت ومسحت على وجهها : يمكن الجازي تشوف الطلاق حل....وفعلا يكون هو الحل الصحيح.....بس اكيد وراه عواقب انانية انا اشوفها.......هي بس لو تحاول وتجرب ......لو تحس مو قادرة تكمل.....هنا ما راح الومها....هو جالس يحاول من طرفه بس.......وهي بعيدة....وهالشي ما راح يجيب نتيجة....
شيخة بعدم فهم: يعني.....
نوف هزت اكتافها : بحاول اسوي بينهم صدف بدون ماحد يحس لا هي ولا هو....
شيخة سكتت ثم قالت: كيف؟
نوف بنفس عميق: اول صدفة اليوم ببيتكم....
شيخة بخبث ابتسمت : فهمتك بس شلون
نوف بادلتها الابتسامة: بسوي نفسي مغمى علي ودامه هو دكتور العيلة بيدخلونه يشوف حالتي ودامها تخاف علي مثل ما تخاف الام على بنتها ما راح تكون بعيدة عني وبكون قريبة مني وكذا...
قاطعتها شيخة بصرخة: يييييييييييييييييييمه منك....
نوف ضحكت: هههههههههههه جب خليني اكمل الخطه.....

شيخة بحماس: كملي كملي
نوف بهدوء: يمكن هو يفهم ......ويبدأ هنا شغل انتهاز الفرص ويقرب منها.......بس هي لو تكشفني مو بس بتصفقني .....بتتبرأ مني وهالشي يعتمد عليك....
شيخة بفجعة: شلون؟

نوف بهدوء: بسيطة.....ابيك تسوين ضجة ....ودخلين الرعب في قلوبهم لدرجة ينسون اساميهم.....ابيك تسوين فوضى في عقلهم ما يركزون علي من شدة خوفهم.......يعني الجازي تفهم حالتي لأغمى علي في حالة ارتفاع السكر وانخفاضه وتعرف تتصرف.......
شيخة بتفكير: امممم شوفي دامها هي تعرف حالتك وبتعرف وش فيك من اول نظرة لازم نسوي لك شي يجيب الشك....
نوف بعدم فهم: شقصدك...
بلا أي مقدمات شيخة رفعت يدها وضربت نوف على وجهها بقوة حتى صرخت نوف وسقطت على جانبها أما شيخة اخذت (تنقز) في الهواء وهي تحرك يدها التي ضربت بها نوف من شده الألم وهي تقول : آي يدي آي راحت فيها آييييي.....وجع وجع .....اي...
نوف مسكت خدها ونهضت غاضبة : يا كـــ....ليشششش؟
شيخة نفخت بالهواء على يدها بوجع ونظرت للنوف: الله وجهك صار احمر....كذا تقنعين الواحد بس يا ريت يطلع دم من خشمك....
نوف ضربتها على كتفها بقوة: لفيتي راسي لف وجع وش هاليد......خشبة مو يد والله.....

شيخة حدقت في منخرين نوف وبجنون نقزت: الله دم دم والله دم...
نوف نظرت لها بغضب ثم تحسست بيدها انفها وشعرت برطوبة عند منخريها وصرخت: الله يلـ.......شاليد.....
شيخة ماتت ضحك وانحنت للامام
ثم قالت بعد أن هدأت: حطيت حرتي كلها فيك......والله مقهورة من سيف.....سويت مثلا الأفلام عشان يطلع دم......
نوف ضحكت بخبال : هههههههههههه سددتي الهدف الحين عليك بالتمثيل يا خطيييرة.....
شيخة : لالا صبري...
نوف بفجعة: ناوية تكسريني صدق انتي....خلاص ما بتحس وجع.......ولو حسوا بالدم اللي في مناخيري....الفي لك كم كذبة
نوف ضحكت على كلمتها الأخيرة ونظرت للدم البسيط
: ههههههههههههه ما بلحظون إلا أصابع يدي على خدك....
نوف بلا مقدمات صفعتها على وجهها هنا
بقوة ولكن لا تجاري قوة شيخة لها
صرخت شيخة: وجججججججججججججع...
نوف: قلعتك وحده بوحده والحين بسوي نفسي مغمى علي ...ونزلي صرخي .......خلي بيتكم يهتز...حاولي كل اللي بالمجلس يسمعون صريخك....
شيخة بخوف وتردد: تخيلي ما يدخل هو....تخيلي يدخل اخوك ولا ناصر وسعود....
نوف غمزت لها: كذا انا الربحانة والقط لي عريس.....
شيخة ضربتها على كتفها: حيوانه ........اعترفي اعترفي خاقة على ناصر ولا سعود...
نوف بشهقة: هأأأأأأأأأأ لا ذا ولا ذا....يلا طسي لا تفلمين لي....الحين....

شيخة : والله نويّف لو ننكشف ترا بنعض الأرض.
..
نوف بحيرة: ادري....بس شسوي....يعني......نحاول....
ولتخفف من توترهما: ومنها تشوفين حبيب القلب....
شيخة عادت وضربتها على كتفها: قليلة ادب....
نوف مسحت على كتفها: خلاص طيحتي كتفي....
شيخة ضحكت وحضنتها من جديد وقبلت كتفها وخدها
نوف ابعدتها: وخري ......تراني مو بندر صدق اشبه بس مو حيل...
عادت وضربتها على كتفها ولكن نوف دفعتها: يلا روحي صارخي.....لقالوا اشفيها .....قولي مادري.....ولو شافوا صفعتك لي....وحسوا قولي تهاوشنا وتضاربنا وتركي الباقي علي.....

شيخة اخذت وضعية الاستعداد: تمام يلا ....
ثم خرجت شيخة اما نوف تنهدت واستلقت على الأرض كوضعية المغمى عليها!


.
.
.
نظرت لابنتها وهي تصور المنتج لمتابعينها
وتمدحه لهم وبعد ان أغلقت الهاتف تحدثت: لولوة ....متى بتتركين هالشي....
لولوة وهي تُرجع شعرها خلف اذنها: يمه شفيج علي.....انا اخذت اذن من ابوي ومنج قبل لا اصير فاشنستا شغيّر الحين.....
تحدثت بصوت شبه حاد: الاشاعات اللي تطلع عليج والصور اللي يدزونها لي ....غيرت نظرتي هالطريج هذا ما فيه خير ابد.......
لولوة تحدثت: يمه انتي وولدج صايرين تعطون الناس اكبر من حجمهم اهم شي انتوا واثقين فيني......والباقي مالي شغل فيه.....
تحدثت بجدية: هالشي بأثر حتى على نصيبج....
لولوة بعدم مبالاة وهي تحدث بشاشة هاتفها: الرزق بيد الله يمه.....
نهضت والدتها بتأفف: انا بكلم ابوج يشوف لج صرفة....
لولوة مضغت العلك بهدوء: يمه ريلاكس .....شنو شايفة هالمرة وخلاج جذيه علي....
لم تتحدث دخل هنا والدها الذي قال: ها جهزتي يا دلال....
دلال بمزاج متعكر: لا هونت ما بروح مكان....
تحدث بعدم فهم: ليش نو صار؟
لولوة نهضت : بس عشان شافت الاشاعة اللي طلعوها علي...
مشعل بهدوء: دلال انتي تعرفين الشهرة و...
صرخت هنا دلال: هالمرة إشاعة على شرفها يا مشعل شنو اكثر من جذيه؟.....
انصدم بل صعق نظر لابنته التي خافت من نظراته: شنوووووووو؟
لولوَة لتهدأ الامر: يبه اشفيك بعد أنت.......أكيد....
قاطعها: إلا هالشي.......
دلال بتأييد: عشان جذيه أقول لها تترك هالخرابيط وتكمل دراستها احسن بوايد من هالشهرة ......
مشعل رمق ابنته: الحين خلينا نروح موعدنا وليينا نتفاهم.....اصلا انا ماوعايبني اللي قاعد يصير....
لولوة بزعل: يعني شلون....
مشعل بحده: اخوج مو صاير يدش البيت بسبب شهرتج يا لولوة ....وسكت ......بس توصل للشرف لا .....مو ناقصين ...حجي......ويا دلال وريني المقطع ولا المكتوب عشان اقاضي قليلين الادب وارد اعتبارها وتعتزل بعدها...
دلال ارتجف قلبها حينما قال(إلا الشرف) عادت بها الذكريات للوراء وإلى ايلاف بالاخص
تنهدت وهزت رأسها بينما ابنتها صعدت للغرفة والدمع في عينها
مشعل: يلا مشينا
تبعته وفي قلبها غصة وخوف.....وذعر...وما زالت تكرر بداخلها
(الله ياخذج وافتك منج يا ايلاف)
..............
.
.

هناك في وسط الغرفة ، الشعور يزداد ......والخوف والفرح يختلطان ببعضهما البعض......تشعر بالارتياح بعد فضفتها ......بعد ان اباحت عمّ يخالجها من الداخل.....تشعر الآن هي راضية عن نفسها ولكن هناك وقت طويل لكي تتقبل فيه قصي! بالشكل الذي خرج فيه في أوان الأخيرة
ولكن ستحاول وكما هو يحاول أن يصلح ما بينهما
ستعطيه فرصة وستعطي نفسها فرصة جديدة
مسحت على بطنها بهدوء
بللت شفتيها ثم اردفت: صدق يعني الحين انت او انتي تبين تشمين العطر ليش احس ابي اشمه......
ثم نظرت للساعة وبتوتر: صدق قصي تأخر....المفروض جابه لي.....ليش ما جابه.....

ثم سكتت لوهلة تفكر: اتصل عليه؟
لالا .....
ثم تذكرت امر شهقت ونهضت: لحظة امس هو ترك....اي...
ثم نهضت تركض لناحية سلة الملابس
نظرت لثوبه سحبته استنشقت العطر الذي يتخلله
ثم اردفت: لالا مو هذا العطر...
وفجأة ركضت بعد ان شعرت برغبتها بالاستفراغ لناحية الحمام وهنا انفتح باب الشقة
انحنت على المغاسل اخذت تستفرغ سائل اصفر اجهدها في إخراجه لأنها لم تاكل شي تشعر بعدم رغبتها في الاكل
وتشعر بتغير طعمه في الأوان الأخيرة!
.
.
بينما من ناحية أخرى قصي دخل سمع صوت كحتها واستفراغها ركض لناحية الحمام
رآها منحنية على المغسلة ترشح وجهها وتغسل فمها وعينيها مترقرتين
طبطب على ظهرها وهمس: تعبانة؟
هزت رأسها بلا بينما هي سحبت المنشفة الصغيرة المعلقة على الحائط جففت وجهها واردفت بهدوء: جبت العطر؟
قصي ابتسم: أي.....تعالي .....
اخذت نفس عميق جلست على طرف السرير
مد لها العطر اخذته وبدأت (بطشه) على يدها وفي الهواء واخذت تستنشقه بصوت مما جعل قصي يضحك ويقول: ههههههه مهره مو من جدك ......كأنك مدمنة....

مُهره بحساسية: تتمصخر علي؟
قصي خشي من ان تكبر الامر: لا.....امزح معك....
مُهره بلا مقدمات اردفت: ابي معصوب!
قصي بصدمة: نععععععععم؟!


انتهت











قراءة ممتعة للجميع


حاولت اني ما اتاخر عنكم رغم الضغوطات اللي امر فيها
حاولت اعطي البارت حقه

ما ابي امشي وبس في الاحداث
احاول قد ما اقدر اعطي كل بارت حقة

وماستعجل في شي

ولا اتسرع في تمشية الاحداث

لذا اتاسف لو طولت عليكم ولو طولت الرواية في ختامها
الظروف اللي تحصل لي تعيقني في الكتابة
وما ابي اقحمكم في ظروفي واحاول اوفق بين الاثنين!

واعتذر عن الاخطاء اللغوية او الاملائية اللي تتخلل البارت
كالعادة حاليا انزل بدون ما اراجع البارت
لضيق الوقت




لا تنسون التقييم وتفاعلكم

محبتكم شتات



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-12-19, 10:49 PM   #52

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت الثالث والعشرون


.
.
.
.

احمرّت وجنتيها إلى الآن لا تعرف كيف تتصرّف مع قصي تشعر أنّ هناك حواجز لا تستطيع أن تتجاوزها معه ولكن هرمونات الحمل اليوم جعلتها أن تطلبه ذلك العطر وبذلك استوعبت انها استدعته للمجيء لها بطريقة غير مباشرة!
لذلك اخذت تفكر ماذا لو فسّر طلبها كخضوع له او...
شعرت لوهلة أنها عادت لمُهره وإلى افكارها العميقة فركّت بيديها مع بعضها البعض
وولّت بظهرها عنه قائلة بصوت اشبه للهمس: امزح!
ثم خرجت من الغرفة
.
.
توقف في مكانه يُريد أن يستوعب هل تحسسّت من ردّت فعله .....هل فسّرت عدم استيعاب إلى معانٍ أخرى ....فكّر قليلًا ثم تأفف وتبعها قائلا
: مُهره.....مُهره....
خرج ورآها جالسة على الكنبة تنظر للتلفاز وتمرر يدها لناحية انفها بطريقة لا تريد أن يلاحظها لشم العطر ولكن ابتسم لفعلتها التي ظنّت غير مرئية له!
تقدم لناحيتها ثم جلس بالقرب منها
نظر لها بعد ان امسك بطرف ذقنها للـ رأسها لناحيته: زعلتي؟
ازاحت يده عن ذقنها بهدوء ثم اردفت بجدية: مو لهالدرجة عاد....
قصي نهض : ثواني وكون عندك...
سحبت يده وهي تنظر إليه: اجلس خلاص مابي.....
قصي بهدوء: مُهره.....حبيبي.....ترا طبيعي الشي اللي تمرين فيه ....بروح اشتري لك...واجي....

مُهره بجدية: لا جد والله مابي....انا كذا قلت لان جا ببالي بس عارفة ما راح اقدر اكله.....

قصي سكت ، وبشك جلس بالقرب منها : شقصدك ما تقدرين تاكلينه؟
مُهره بللت شفتيها وابتعدت عنه مسافة بسيطة واردفت بتوتر: لكلت أي شي استفرغه.......

قصي بتفهم: موعدك أسبوع الجاي نقول للدكتورة عن هالشي......بس لازم تغصبين نفسك تاكلين يا مهره عشان لا صير لك مضاعفات.....
مُهره : ان شاء الله.....
قصي سكت لوهلة ثم اقترب منها بقدر المسافة التي ابتعدت فيها عنه
مسك كفي يديها ثم قال: مُهره خبر خطبتي منك انتشر في العيلة.......فموعد الملك لا تستغربين لو صار قريب....

مُهره سحبت يديها منه وارجعت خصلة من شعرها للوراء: ما فيه مشكلة

انصدم ، تلعثم في الرد عليها حكّ ارنبة انفه مبتسمًا و استبشر خير منها ثم قال
: والحين قومي نسوي شي ناكله.....
مُهره نظرت لعينيه : ليش انت جوعان؟

حقيقةً لا ......ويشعر أنه في حد الشبع .....ولكن فهم أنها لم تأكل شيء ابدًا لخوفها من الاستفراغ....لذا لا يريد أن يأمرها كصيغة توجب عليها امر الفعل .......فأجابها
: أي والله ومشتهي آكل من ايديك....وايديني....
مُهره ضحكت بخفه: هههه ليش تعرف تطبخ؟

قصي نهض : لا بس قولي لي وش المفروض اللي اسويه وراح اساعدك....

وهذي بداية يريد منها ان يكسر الحواجز عن طريقها ، يريد أن يرسل إليها إشاراته
(أنا وأنتِ في الطريق نفسه)

مُهره وقفت واخذت تعدّل قميصها : طيب ايش تبي تاكل؟
قصي ابتسم : أي شي....
مُهره هنا انقادت إلى جوّه سريعًا : ما فيه اكله اسمها أي شي......
قصي كتّف يديه ورفع حاجبه الايسر: حسافة...
ضحكت مُهره : ههههههههههه حركات البنات .....لا توسيها......ههههههههههه
قصي شعر باختلاجات السعادة تُداعب قلبه لضحكتها
لن ينكر انه خائفة من تغلّب مزاجها ولكي لا تعود لقوقعتها
سحب يدها بخفة: يلا عاد حددي وش بطبخين
ومشى مع بعضهما البعض لناحية المطبخ
: خلاص بسوي لك مكرونة .....
توقف في منتصف المطبخ ونظر لها ثم غمز بعنينه اليمنى: اكلتي المفضلة....
ضحكت بخفة : ههههههه تمام عشان تاكلها كلها وما ارمي شي منها....
قصي : راح تاكين معي....
مُهره عبست قليلًا بوجهها: لا انا شبعانة
قصي لن يطيل الامر في الاقناع والاوامر انسحب إلى الاواني وهو يردف: صدقيني راح تاكلين نصها عشاني بس ساعدتك فيها......وسويت فرق عن الطعم اللي تعرفينه....
ضحكت بخفة من جديد وهي تسحب كيس المكرونة
: نشوف.....
قصي نظر لها مبتسمًا وهمس بهدوء: الحمد لله....
بينما هي انشغلت في تجهيز باقي المكونات لتطهي الطعام لتشغل تفكيرها عن تلك الأمور المخيفة
!
....................
.
.
.
توقفت في منتصف الدرج ، كانت مستعدة في الصُراخ .....لتنفيذ الخطة ولكن توقفت لثوانٍ واخذت تفكر بعمق بحوادث ما قد تفعله الآن ......وسريعًا ما تذكرت سبب تواجد الجميع هُنا ....ادركت تجمّع العائلة هنا لسبب خروج والدها من المستشفى....تذكرت الخوف والبكاء الذي تجرعته بعد سقوط والدها امام اعينهم
لذلك انسحبت سريعًا وعادت بادراجها للغرفة دخلت وأغلقت الباب بقوة مشت لناحيتها وهي ممددة على الأرض متقمصة الدور
ظنّت أنهما آتى إليها
ولكن ركلت شيخة رجلها وهي تصرخ: قومي قومي....شلون تبيني اسوي كذا وابوي تو طالع من المستشفى تبينه يرجع مرة ثانية ....

نوف فتحت عينيها ثم جلست وهي تضرب ساق شيخة: وجع.......عورتيني.....
جلست شيخة أمامها بعد ان تربّعت: تدرين لو طاوعتك على خبالك كان ابوي الحين طايح علينا من جديد....
شهقت نوف بعد ان استوعبت الامر: يؤؤؤؤ ما فكرت فيها....كيف راح عن بالي....
شيخة اتكأت على يدها اليمنى: انسي هالخطة الفاشلة اللي بتموّت ابوي......
نوف تأففت: اااااااااف.....
شيخة بحلقت بعينيها: لا تجلسين تتأففين.......جد انسي نسوي هـ الخطة......والله انها فاشلة وبسبب لنا وجع راس......ونصيحتي....اتركي اختك ولا تدّخلين فيها اتركيها تحل مشاكلها مع زوجها بنفسها....انتي نصحتي وسويتي اللي عليك خلاص.....
نوف باقتناع: قولك كذا...
شيخة : اجل شلون....
نوف بجدية: والله ماقدر....
شيخة ضربت على فخذيها: لا حول ولا قوة إلا بالله ........اجل تحملي كلامهم ....ولا تتذمرين .....هااا....
ثم نهضت وهي تقول: قومي ننزل......لا الحين يصعدون ويقولون وشفيكم....
نوف نهضت وهي تتنهد: ...طيب....
خابت ظنونها وحديث شيخة في محله ولكنها لا تريد أن تقف مكتوفة اليدين وتنظر للأمر بكل بساطة
سترى طريقة أخرى لتقرّب فيها الجازي من سيف ليس من اجل سيف هذا الامر
بل من اجل الصغير عبد لله
لذلك خطت خطواتها مع الجازي وبعدها قالت: بروح الحمام...
شيخة بشك: عارفة بتروحين تسوين مصيبة ...طسي ......وبعدين تعالي قولي لي كل شي....
نوف ضحكت: هههههههههههه طيب
ذهبت إلى الخلاء
بينما شيخة تقدمت لناحية الصالة
نظرت لعمتها وللجازي ابتسمت وحينما ادركت انّ والدتها ليست في وسطهم قالت: وين امي....
ام سيف وهي ترتشف الشاي: راحت تشوف ابوك...
شيخة بانقباض قلبها: ليش فيه شي؟
الجازي وهي ترضع ابنها: لا.....بس راح غرفته يبي يرتاح...
شيخة تحاتي امر نوف وجنون تفكيرها: اجل انا بروح اجدد القهوة لكم....
ابتسمت الجازي لها
اما ام سيف اردفت: سنعة على امك ربي يسعدك.....
خجلت شيخة ثم اختفت عن انظارهما
اما ام سيف بعد أن نظرت للجازي وادركت انها انتهت من ارضاع الصغير
تحدثت بهدوء: الجازي عطيني ولدي...
الجازي قبلّت ابنها ما بين عينيه ونهضت واعطته لعمتها
ثم عادت لمكانها
تحدثت ام سيف وهي تقبّل جبين الصغير: الله يحفظك لأمك ولأبوك ولنا كلنا يارب......ونفرح فيك معرس....
الجازي تمتمت: آمين...
ام سيف بحذر للكلمات ومن قدوم أي احد : الجازي....
ثم نظرت لعينين الجازي: انا ساكتة عن موضوعك وموضوع سيف لخوفي من اني ازيد المشكلة .......لكن....
قاطعتها الجازي وهي تفرّك بيديها في بعضهما البعض وتنظر للاشيء: ليش ما زوجتيه إياها يا عمّه؟

انخرست ام سيف وبتنهيدة: كل ام تبي الزين لولدها......يا الجازي.....
الجازي بغصة: المرض مو عيب...
ام سيف بهدوء: غزل بذاك الوقت ما كانت بخير ابد يا الجازي....امها وابوها حطين ايدينهم على قلبهم خايفين يفقدونها باي لحظة...
الجازي باختصار وبانقباض شديد : الموت بيد الله
ام سيف اخذت نفس عميق: مرضها اخذ منها الكثير......سيف كان متعاطف معها اكثر من انه يحبها في ذاك الوقت يا الجازي وانا .....
الجازي قاطعتها والدموع في محجر عينيها: مو مهم كان احترمتي رغبته .....لو فعلا ...
قاطعتها بنبرة مرتفعة قليلا: يا الجازي......ما حبيت اظلمها واظلمه........مرضها مطوّر وهو من دفع لها عناد فيني ........يا الجازي ما في ام ما تحترم قرارات عيالها لكن في بعض الحين العيال ياخذون قرارات غلط ومن الواجب عليها توجهم للقرارات الصح.....
الجازي بانفعال : انتي ما وجّهتيه انتي غصبتيه وحطتيني في المدفع وظلمتيني معاه....
سكتت ام سيف لا تدري كيف تهوّن على الجازي وكيف تحل مشكلتهما....
الجازي مسحت على وجهها ثم اردفت: عشت معاه جسد بلا روح......يمكن صدق على قولتك ما كان يحبها كان متعاطف معها بس كان خلتيه يخوض تجربته معاها .....ما كان المفروض تفرضيني عليه.......ما كان المفروض تحطيني بالنص......
ام سيف دون ان تنظر لها: افعاله الحين تبرهن لك انه ما كان يحبها يا الجازي ....وكان متعاطف معها.....
الجازي قاطعتها: ايش بعده؟
وبتصريح جارح: عارفة انه ندمان.......ويمكن صادق في مشاعره ناحيتي......بس انا .....
وبنبرة بكاء: مو بس مجروحة منه..........انا مكسورة......ومابي ارجع له من جديد ......اللي كسرني مرة يكسرني الف مرة.....ما راح اتراجع عن قراري......راح نننفصل......وكل واحد يروح في طريقه....
ام سيف بفجعة : وعبد لله......
الجازي مسحت دمعه تسللت من عينيها رغمًا عنها: بعيش.....
سكتت ام سيف بعد ان أتت شيخة وهي تقول: وهذا القهوة اجهزت.....
ابتسمت وهي تحاول أن تخرج من طور حزنها: ريحتها تصك بالراس يا بنت العم...
ام سيف نظرت للجازي وهي تداري دموعها اردفت مبتسمة: تسلم ايدينك...
شيخة ابتسمت وهي تقدم القهوة لهم !
.
.
في المجلس
خرج أبا سلطان وكذلك الشباب خرجوا بعد أن وكلّهم أبا خالد بالذهاب لشراء ذبحتين لوليمة العشاء غدًا فغدًا سيأتي رجال كُثر ليتحمدوا بالسلامة لأبا ناصر
الأقارب والزملاء والأصدقاء
يريدون أي يضيفونهم بأفضل ما عندهم.....
نهض أبا ناصر بعد أن اصّر أبا خالد ليرتاح
في غرفته واخيرًا اقتنع واخبره انه هو وابا سيف سيخرجون لشراء ما يلزمهم لغدًا
ولكن بعد ان اغلق عليهم الباب واصبحوا في المجلس لوحدهم
تحدث أبا خالد مترددًا: بو سيف اجلس قبل لا نطلع ودي اكلمك في موضوع شاغل بالي.....
جلس أبا سيف بالقرب منه: خير وانا خوك ؟
بو خالد بتردد: اسمعني.....انت اتفقت مع اهل العروس متى تملكون؟
بو سيف: المفروض أسبوع الجاي بس قلت أنا بنأجل عشان...
قاطعه بو خالد مندفعا: لالا تأجل ......هالمناسبة جات بوقتها........بو ناصر إن تم على حاله بيدخل في مراحل جنون.....وهالمناسبات راح تشغل تفكيره اشوي بعيد عن بنته....
سكت أبا سيف وشعر بالريبة
وبتساؤل: غازي ليش تحاول تبعد تفكيره عن بنته.....ما نيب فاهم خوفك هذا .....من حقه يفكر فيها لو فيها شي.....او
قاطعه : مالومك تقول كذا لانك ما تعرف شي....
بو سيف بشد انتباه: وش الشي اللي ما اعرفه ....
بو خالد بتنهيده: سالفة مرّت عليها عشرين سنة كيف تبيني اشرحها لك.....
بو سيف : تخص بنته؟
هز رأسه ليأكد ذلك
فنطق أبا سيف: اللي اعرفه واللي الكل يعرفه البنت عند أمها وبو ناصر مو مقصر عليها......
بو خالد ابتسم بسخرية من الوضع وحقيقته وكذبتهم الذي اذاعوها للناس لتسكيتهم
: لا الحقيقة مو كذا.....
بو سيف : شلون يعني؟.....غازي الله يهديك تكلم معي بدون الغاز .....
بو خالد : الله يرحم ابوي هو اللي علمكم بالسالفة على الطريقة اللي ذكرت....لكن الحقيقة والواقع اخوي ما يدري عن هوا دار بنته......
بو سيف شعر بالتشتت والضياع تساءل: أمها يعني مخبيتها عنه؟....خاطفتها؟
بو خالد بلا مقدمات : بو ناصر طلّق ديانا لأنها تخونه يا ظافر.......تخونه وبعد ما كشفها اخوي تنخّت بحبيبها وجاها من لبنان.......وربطوا مؤامراتهم على اخوي وشككوه في نورة أنها ما هي بنته ....واخوي في صقعة وطيش الاحداث تنازل عن بنته ......والحين مادري وش جابها على باله....

اندهش أبا سيف من الحقائق التي انهالت عليه دفعة واحده
ثقل لسانه وبصدمة: هاللي ما يخافون من الله ......الله حسيبهم....حسبي الله عليهم........من جدك غازي.....من جدّك صار ....
قاطعه: هذا اللي صار وحاولنا نلملمه بدون ماحد يحس ......يا ظافر......والحين مثل ما تشوف اخوي ندمان على قرارة ويبيها....وجلس هو مع بو سلطان يدورون عليها......

بو سيف ما زال منصدمًا: ما عرفوا مكانها...؟
بو خالد احب ان يفضفض ليرى مربطًا اخر للأمورّ!: إلا مستقرين في بريطانيا .......بس أمير زوج ديانا....ما هوب سهل....ومع أوضاعهم المضطربة اخوي لو يروح هناك يروح فيها....
بو سيف بتأييد: صادق صادق وانا اخوك......بس واضح على يوسف هالموضوع ماخذ الكثير من فكره وباله........
بوخالد بتنهيدة: ضميره صحى في وقت متأخر
بو سيف: لا تجلس تقول كذا اخوك ردت فعله بوقتها من غضبه ......بس وش اللي خلاه يغيّر رايحه عن فكرة انها ما هيب بنته........وخلاه يطيح هالطيحه.....
بو خالد بنفس عميق: علمي علمك......الحين كل همي....يبعد عن تفكيره .....عن هالموضوع لين يجي الوقت المناسب........عشان كذا خطبت شيخة لبندر.....وانت لا تأجل ملكت قصي هالامور اشوي راح تشغله.......
بو سيف بتفهم: والمفروض بعد ما نتركه لحالها ونجي نزوره يوميا......حنا مقصرين معه كثير.....
بو خالد هز رأسه: وهذا اللي بصير.......
سرح بو سيف وهو يفكر: الله يفرجها عليه يارب
..............
.
..
.
كانوا يتمشون بجوار بعضهم البعض
ينظرون لبعضهم ويرمون الكلمات المستهزئة لترتفع الأصوات بالضحك
عزام امسك بالخروف قائلا: بالله مو يشبه ناصر......
جسار بعزيز: هههههههههههههههههههههههه إلا كانهم توأم
ناصر بانفعال: والله يشبهك انت ......بعدين تعال يا كـــ.....ليش توهقني معاك بسالفة الزواج...

سعود بضحك: هههههههههههه هو مو بس وهقك وهق الجميع إلا أنا ولله الحمد ....

سيف بتأفف: الشمس حارة وانا صدّعت اخلصوا علينا خلونا نشتري ونمشي.....

خالد متلثمًا: شوف كيف بس يختارون ....والله العظيم ابوي بيجلدك يا بندوره على هالاختيار.....
بندر يمثل الزعل: ليش بالله بس عشانه خروف اجرب؟
وشد على الخروف من اذانيه إلى ان صدر صوته
عزام : عنصررررررررررري
سيف بصوت مرتفع: صبرك يا رب....
ثم كان سيردف: صار لنا ساعة ...ندور بسوق الغنم ...يلا...وانتوا بس ماسكينها تطقطق على بعض ....بدون ما تاخذون الامر بجدية ونشتري ونخلص...
ثم ارتفع صوت رنين هاتفه وسكت....
سعود بغمزة: بنت العم اتصلت في الوقت المناسب.....
جسار يعلم انها ليست الجازي لذلك اردف: روح رد على اتصالك وبعدها ارجع وبشوفنا خالصين......

سيف نظر لخالد: خالد اذا ماخلصوا اشتر انت الخرفان وحملهم بالسيارة......
خالد بملل: وبترك هالحيوانات هنا....
عزام رمى عليه من البرسيم : انت الحيوان
سيف هز رأسه ثم ابتعد عنهم
ناصر بجدية: يلا مانبي نتأخر خففوا من ظرافة هالدم اللي عندكم....
بندر همس لسعود: ولعّوا...
سعود ضحك: ههههههه على الآخر...
عزام: خلاص نفختوا راسنا الحين بنخلص
جسار : قدام قدام يلا
..................

سيف أجاب : هلا نوف....خير فيه شي؟
نوف وهي تتحدث بصوت واطي
داخل الخلاء: لا ما فيه شي....بس اتصلت عليك بقول لك.....شي.....بس ابيك تسمعني
سيف مسح جبينه من العرق: تكلمي اسمعك ...
نوف : سيف انا عمري ما شجّعت الجازي على شي فيه ضرر عليها او على عبد لله......
وبتردد: انا ما شجعتها على الطلاق رغم لها الحق في انها تطلبه
سيف بتنهد: نوف...
نوف بحذر تحدثت: خلني اكمل كلامي...
سكت سيف
واكملت: انا اللي بسويه الحين مو على شانك عشان عبد لله وعلى شان اعطي فرصة انكم تصلحون اللي بينكم....
سيف بعدم فهم: شلون؟
نوف بتوتر: انا بنصحك....اسلوب انك تكون بعيد عن الجازي عشان تطخ وترجع لك....هذي في المشمش لأنه الجازي مصرّه على الطلاق ومستحيل تتراجع لأنها مرا مكسورة ومقهورة منك...
سيف بتلعثم: نوف انا ندمان.....
نوف : وضّح لها هالاشياء بالافعال ....
سيف بانفعال: شنو اسوي اكثر من كذا يا نوف....
نوف بحده: لا تبعد نفسك عنها......وانت شوف تلين وتغير رايها ولا لا.....اذا لا....احترم رايها و...
سيف بقهر: مستحيل....
نوف ازدردت ريقها: الطريق لقلب الجازي صعب يا سيف وهالشي بسببك......فمهما كان قرارها .....تحمله مثل ما تحملت ..
قاطعها بهدوء: وصلت النصيحة يا نوف....باي
ثم اغلق الخط في وجهها اما هي تحدثت: أي الكلام الحقيقي يوجع.....الزفتتتت....
ثم خرجت من الخلاء...
بينما هو ذهب لناحية سيارته يفكر بحديثها
حديثها زاد من توتره وخوفها من فكرة خسرانها للأبد.... ضرب على المقود وتنهد بضيق لا يسع العالم كله!
.
.
.

حقيقةً تحدث أمور لنا لم نتوقعها ابدًا ولم نتخيّل يومًا سنجرعها ولكن كُتب لنا أن تحدث وليس هناك ما فر منه!
.
.
بكيت وكانها تريد أن تتأكد انها أصبحت قادرة على ذرف الدموع، انهكت نفسها طيلة اليوم في البكاء لأنه فقط رفض ان يوظفها وشعرت لوهلة انها عاجزة وغير قادرة على تجاوز حمولات الحياة!
اتصلت عليها ام الطفلة الصغيرة تتساءل عن عدم مجيئها ولكن انهت الحديث بقولها لن تُكمل مسيرة العمل معهم!
انهت كل شيء وكانت لورين متوقعة ذلك ظنًّا منها انّ لا احد يتحمل ابنتها التي تعاني من مرض متلازمة التوحد!
ولكن لا تعرف حقيقة الامر انّ نور دخلت في خلال ثوانٍ لسوادها المظلم!
نامت ومرّت ساعات كثيرة دون أن تعي شيء........شعرت أنها بذلت طاقة عظيمة وهي تنتحب وتبكي وتلوم نفسها والجميع على كل شيء.....من الصعب على الإنسان النسيان أو التناسي لابد هناك لحظة تهدم هذا الجبروت!
اخيرًا استيقظت ......وفتحت عينيها بهدوء .....نظرت للسقف.......ثم استوعبت الامر ونهضت سريعًا تنظر للنافذة مباشرة وكان الظلام يرسل لها أنّ الليل قد حل
شهقت هل من المعقل نامت كل هذه الساعات؟!
نهضت راكضة للغرفة
وهي تتمتم: ياربي شلون كذا..........نمت ....تقريبا
واخذت تحسب على يدها : عشر ....لالا....اثنعش ساعة.....افففف......
ثم تذكرت: غريبة ايلاف ما جلستني....

ثم دخلت الغرفة تنظر وهي تنادي: ايلاف.....ايلاف وينك......
ثم دخلت الخلاء .....اغسلت وجهها ...وشدّت على رقبتها شعرت بالالم بسبب نومتها الخاطئة على الكنب......خرجت من الخلاء بعد ان قضت حاجتها ثم سحبت هاتفها .....اتصلت على ايلاف
فكان مغلق قوّست حاجبيها : غريبة....وين راحت.....
نهضت لتبدّل ملابسها مقررة على الخروج
ولكن فجأة سمعت طرق باب الشقة ....
ابتسمت وهي ترتدي القميص: اكيد هي.......
أكملت ارتداؤها على عجل ثم أخرجت شعرها من تحت قميصها
ومشت لناحية باب الشقة .....ابتسمت وهي تفتحه وهي تردف: وينك فيه يا الخاييييـ....
بترت حديثها عندما رأته واقفًا أمامها
انحرجت بللت شفتيها ومسحت على شعرها وهي تردف: هلا طارق هلا.........
تعجب من تواجد نور هنا.....قوّس حاجبيه بعد ان شعر بتعب من رحلته وألم جرحه ، ولكن نظره استرق لأرجاء الشقة بشكل سريع
تحدث: ايلاف اهنيه....؟
نور بهدوء: لا......
طارق بشك: هي راحت الجامعة؟
نور شعرت بالقلق قليلا: أي......
طارق اكمل تساؤلاته وهو يتنفس بعمق لإسكات المه: ردّت بعدها ولا؟

نور بشك: طارق اشفيك؟.....ليش تسأل وكأنك ما شفتها.......انت ما داومت ....ولا عشان اللي صار تخليت عنها.....
طارق بحده: انا ما تخليت عنها.......وجاوبيني يا نور.....
نور : مادري مادري انا نمت وجلست ولا شفتها واتصلت عليها وجوالها مغلق

جمد الدّم في عروقه وصلت الرسالة، فهم كل شيء انسحبت إيلاف إلى أعماق حقده إلى أعماق انتقامه حقق انتقامه من جورج بمقابل إدخال إيلاف في متاهات عميقة ورميها للهاوية ببرود....ولكن لِم الآن اهتم هل احبها؟ أم الضمير! لِم هو حزين لِم يحدث لها؟! لِم هو غير قادر على سحب الاكسجين لرئتيه.....هل سيغتصبها إدوارد ويتركها؟! ام سيجعلها دميته المفضلّة ....لِم هو مصّر عليها ....هل لجمالها....أم عنادًا لكسر رأس طارق!
اغمض عينيه تألم بشدة بسبب انقباض قلبه لا تسعه الأفكار البشعة التي تطرق رأسه
يعرف جيّدًا كيف يتصرف ادوارد وكيف ينتقم؟
وكيف يقتل؟!
لا يرحم ابدًا!
هو رأى الكثير من المعذبين تحت يديه حتى احدهم لم يفقده الحياة بل افقده عقله وتركه!
يعلم جيّدًا على أي مبدأ يسير ويخطط!
شعر بغثيان واهتزّ جسده وخطى خطوة للوراء لتنم عن عدم اتزانه وقرب سقوطه على الأرض
ولكن نور كانت تراقب وجهه واصفراره مما قالته
واضطراب تنفسه واهتزاز جسده
سرعت لناحيته واسندت جسده عليها
قائلة : طاااااااااارق....
أشار لها وهو يشد على عينيه بأصابع يده: ما فيني شي...
نور بخوف: ادخل ادخل....

ثم اشرعت الباب على مصرعيه .....اسندت جسده من جانبه الأيمن ادخلته بخطى بطيئة للشقة وأغلقت الباب جعلته يجلس على الكنبة بهدوء نظرت له
ثم إلى كتفه وإلى بقعة صغيرة من الدم شهقة: هأأأ انت متصاوب؟
طارق انحنى قليلا ليقترب من طرف الكنبة أشار برأسه بنعم
فاقتربت قائلة: لا تحرّك نفسك .....كثير...
ثم ركضت للمطبخ ، سحبت كأس ملأته بالماء
ثم أتت قدمته إليه
اخذه وشرب على مهلٍ وبألم.....عادت بخطواتها إلى الغرفة وهي تقول: بجيب المعقم وو....
تحدث: نور ماله داعي تو طالع من المستشفى انا بخير...
توقفت ثم التفت عليه : دامك تو طالع ليش ما رحت بيتكم...
طارق بصيغة امر: اتصلي على ايلاف...
فاقت من صدمتها وقوّست حاجبيها
تقدمت: انت متهاوش معاها؟
طارق نظر إلى شتاتها الواضح: لا...
اقتربت اكثر: ليش جاي تسال عنها بهالطريقة اللي
وبرجفة صوتها: تدل انها ما هي بخير....او فيه شي بينكم ...اقصد يعني متهاوشين ....او...
قاطعها بهدوء: قعدي اتصلي....
نور لا تنكر انها ارتعبت ولكن خضعت لأمره جلست امامه اتصلت ....ثم نظرت له: مغلق....
ارتجفت شفتي طارق، وتسللت تلك الرجفة إلى جسده كله
تنهد مرتين وثلاث......شعرت هنا نور باضطرابه وتوتره
وازداد خوفها، سريعًا ما اجتمعت الدموع في عينيها........نهضت واتت امامه مباشرة جثلت على ركبتيها أمامه
وضعت كف يدها اليُمنى على ركبته ارتجفت من افكارها المخيفة ......
تحدثت بتردد: شصاير؟.....طارق....ايلاف فيها شي؟
طارق نظر لوجهها ابتلع ريقه، من الواضح من حزنه أنّ ايلاف ستتجرّع آلامًا يصعب عليها في المستقبل إن بقيت على نسيانها او تناسيها!
...
احتار كيف يخبرها
نزلت هنا دموعها على خديها: تو اليوم ما فيها شي راحت الجامعة فرحانه ....والله ما فيها شي........يعني هي بخير ......ما فيها شي....بس انت ليش كذا متوتر.......
تصلّب جسده على الكنبة تحدث بحشرجة صوته: ايلاف انخطففففففففففففففت......

حدّقت في وجهه دون أن ترمش تحدثت بصدمة: شلون يعني؟
طارق ابعد ناظريه عنها، اهتزت شفتيها وسالت دموعها على خديها
اخذ صدرها يخفض ويرتفع بشهيق وزفير متعب
شدّت على ركبته بقبضة يديها
تحدثت بنبرة هامسة: يعني خلاص ما فيه ايلاف؟
طارق فهم ما تعني: ان شاء الله الاقيها.....
نور نهضت بسرعة من امامه ....دارت حول نفسها.....نظرت إليه
بكت وانقلب وجهها للون الأحمر: ليييييييييش؟......لييييييييي يييييييييييييش يصير لنا كذا......ليييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييي يش.......قولي......حنا جالسين ندفع ثمن منو؟.........جالسين نتعذب عشان منو بالضبط..........لييييييييييييي ييش خطفوها........ليييييييييييييي ييييييش.....

سقطت على ركبتيها وضربت على فخذيها بانهيار غير متوقع
كررت: كاااااااااانت فرحانه.........هي علمتني كيف اعيييييييييييييش.........ليش خطفوها طارق........ليششششششششششش هي أصلا ما نست اللي صار .......كيف يصير لها مرتينننننننننننننننننن...... .
هزت رأسها بلا: ايللللللللللللاف ما راح تتحملللللل ما راح تتحمللللللللللل هالاوجاع ابد.........

ثم انهارت تبكي من قلب موجوع......أما هو نهض بصعوبة واقترب منها ليهدئها امسك بكفي يديها
: نور اهدي........اهدي...
نور نظرت لوجهه تحدث بذعر: بلغ الشرطة.....تكفى بلغ الشرطة ....لازم يلقونه اليوم....ايلاف ما بتتحمل....والله ما بتتتحمل..........طااااااارق...... .تكفى......

كسرت قلبه اوجعته على حقيقة مُّر الخبر تحدث وهو يكبح نفسه المنهارة من الداخل: انا بطلع بدور عليها ....و...
قاطعته : خذني معاك....خذني....
طارق بهدوء: لا انا بطلع وانتي خلج اهني يمكن تيي ....او يصير شي....فاتصلي وعطيني خبر....

نور بانهيار: تكفى طااارق رجعها.......ايلاف ما تتحمل....ما تتتحمل....
طارق طبطب على كف يديها: هدي نور....ما راح يصير لها شي هدي........
ثم نهض : خلج قريبة من جوالج .......لو صار شي اتصلت عليج....
لم يمهلها تتحدث يريد ان يهرب من حقيقة ما تقوله
عن ضعف ايلاف امام الاوجاع هو رأى ضعفها انهيارها
يا ترى بأي حال هي الآن خرج وترك نور في صدمة جديدة من صدمات الحياة......
تنظر للفراغ بعينين غارقتين بالدمع يرتجف جسدها وفجأة احتضنت جسدها واخذت تهزه كالبندول
كررت بصوت مسموع: ايلاف لا تموتيييين لا تموتين تكفييييييييييين انا....
نزلت دموعها على خديها ......ثم عادت هائجة تصرخ باسم ايلاف.....تصرخ بتساؤل لماذا يحدث لهما كل هذا بعثرت الوسط.....رمت الطاولة الصغيرة بعيدة عنها ....ضربت بيدها على الكنب ......واخذته تحركه بلا شعور من مكانه......ضربت الجدران......صرخت على اللاشيء.....بكت بجنون ثم سقطت على الأرض.........تفرك خدها الأيمن على الأرضية بوجع ....تشد على قلبها بقوة وتضربه ......تصرخ
: ايييييييييييييييييييييييي ييلاااااااااااااااااااااف ايلللللللللللللللللللاااا اااااااااااف



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-12-19, 10:50 PM   #53

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




حقيقةً جنّت نور خرجت من قشرة الصلابة والقوة إلى الضعف والانهيار
هذا الانهيار الذي خشيت من ان تتجرّعه هذا الانهيار الذي ظنّت أنها لن تصل إليه لأنّ الموت سيكون اقرب منها إليه! ولكن تلك التوقعات فشلت....
ارتجف جسدها .......واخذت تشد بقبضة يديها وتضرب على الأرض بقوة إلى أن تركت كدمات على يدها دون أن تشعر!
وبشكل جنوني ومخيف لمن يراها ضربت جبينها على الأرض بحسرة وتندم وخوف....عدّة مرات ثم
.....
........................


عندما علم بمكانها لم يستطع ان يكبح مشاعر الخوف والتردد.......اخبر ماكس بالامر.....واوصى الحرس لمراقبة أخيه....ولكي يصل سريعًا استخدم طيارته الخاصة......وصل ....إلى العنوان الذي يدله اليها.....كان في طريقه إليها
رنّ هاتفه
أجاب : كيف بتعمل هيك يا مراد.....كيف تخبر البنت الصغيرة بكل شي.....وكيف اثرت على...نور.....كيف ضغطت عليها و....
قاطعه : أمير.....بالأمس جّنت عدّوك بس هسه لا تفتكر هيج....آني هسه ابدًا مو عدوّك....افتهم هالشي زين....
أمير وهو يتحامل على ألمه: ولانت صاحبي........اسمع كلامي منيح لا تئرب من نور....ئلت إلّك أنا وماكس راح نجي إلها بعّد عنها .......

مراد بتنهد: ما راح اضرها.....
أمير بانكسار شديد: لم تشوفك هي تنكسر آلاف المرات افهمني منيح مراد....نور مجروحة منّك كتير....
ومراد وهو يركز على طريقه: ومجروحة منك مليون مرة....
أمير نزلت دمعته: مُراد لا تروح إلها بعرف نور......راح تجن.....
مُراد بهم وبصدق: كلنا جنّنينا من هالقصة اللي رسمناها....عشان مصالحنا يا أمير.....وجا الوكَّت اللي نحط في النهاية ......
أمير فهم اشارته: النهاية بكون محزنة يا مراد...
مُراد ازدرد ريقه ورمش عدّت مرات: واحتمال تصير سعيدة
امير أشار لماكس لحمل الحقيبة: بترجاك لا تروح إلها.......بكفي اللي صار .....
مُراد : قلت لك ما راح اضرها.........وبس اطلع من عندها اتصلت طمنتك وهسه باي...
أمير: مرررا...
قطع الخط وشتم أمير مراد وصرخ بشتمه
ماكس : أمير....لا تتعب حالك....
أمير نهض بصعوبة من على السرير: لازم نسافر.......
ماكس اتى بالقرب منه: طيارتنا الصبح .....
أمير بتنهد: ما فيني انتظر اكتر من هيك.....
ماكس امسك يده: بترجاك لا تضغط على حالك .......
أمير باختناق: طلعني من هون.....طلعني حاسس حالي ..... راح اختنق......
ماكس ساعده بالمشي إلى ان طلعوا من الغرفة
.............
.
.
هناك خيط ضعيف يفصل بيننا وبين الحياة والموت.....انهياراتنا المتكدسة من الداخل ما إن تخرج حتى تنفّس عمّ بداخلنا بجنون......من المحتمل ننجو منها ومن المحتمل لا......
.....
صوت تكسير الأشياء والاثاث.....والضرب على الجدران.....بشكل جنوني...وكسر الزجاج.....اثار فضول الشقق المجاورة خرجوا....وتجمهروا أمام شقتها
منهم من غضب بسبب الازعاج ومنهم من طرق الباب باحترام يخفف عن اوجاع من هم خلفه!
ولكن فجأة لم يسمعوا إلا صوت نحيب وبكاء....موجع....طلب احدهم بالتحدث مع حارس العمارة ليفتح الباب ولكن اخرسه الاخر بقول لا تتدخل....
.............
بينما مُراد ذلك الرجل الذي لن ينكر انه احبها ولكن من اجل الانتقام...ومن اجل انانيته وحبه للمال والمغامرات والاعمال الغير قانونية ترك هذه المشاعر جانبا وداس عليها ليعش بهناء....هذا هو عاد.....عاد ليكفر عن خطئه .....وعاد لأنّ اروى ذلك الحُب البسيط....واشعله بفتيل لا معنى له في قواميس نور الآن!......لن يفرض نفسه عليها ......فهذا ليس من حقه....لن يجرحها.....ولكن سيحاول أن يستعيدها كما كانت.....نظر للعنوان .....لرقم الشقة .....خرج من السيارة راكضًا يسابق....شيء بداخله......استيقظ مؤخرا....واشعل شموع....قديمة....لذلك اضاءتها خفيفة!.......صعد المصعد....ضغط الزر الذي سيؤدي به للمواجهات .....للحقائق....للخوف.......هو أتى ليواجهها بكل شيء....ليخبرها عن حقيقته....ليخبرها أنه متألم كونه سببًا في اوجاعها وشتاتها.....يريد الانفراد للتحدث معها....يريد أن....

انفتح الباب.....رأى تجمهر الناس امام الشقة المنشودة بدايةً ظن ان رجاله اخطئوا بالعنوان ....ولكن سمع صوت صريخها الذي عاد مجددًا ....كانت تصرخ بانزعاج....وكأن احدًا يعذبها.....عرف تلك النبرة .....عرف ذلك الوجع الذي يتخلله....هذه الصرخة لم تغب عن باله حينما صفعها بكل قوته على وجهها في ذلك اليوم الذي قرر فيه بالابتعاد عنها!

صرخ : وخرووووووووووا.....
لم يفهموا كلمته ولكن خافوا منه صرخ بالانجليزية (مترجم): عودوا إلى شققكم....
لا يدري لماذا امرهم بذلك.......لا يعرف ولكن تخبطه وخوفه جعل لسانه ينطق بتلك الكلمة......ومن ثم ركل الباب ....ودفعه بجسده....بقوة....منهم من دخل شقتهم درءًا للمشاكل ومنهم من بقي لـِ ينظروا إلى سوبرمان الحديث!
كان كالمجنون يركل ويدفع الباب عدّة مرات...وعندما لم يسمع صوتها بعد تلك الصرخة خفق قلبه .....
ودفع الباب بقوة حتى اصطدم بالجدار.....وارتد مجددًا ودفعه ....
دخل الشقة
كان احدهم سيدخل ولكن تحدث الاخر ليمنعه
وتقدم الآخر واغلق الباب ثم أشار لهم بالدخول إلى شققهم بقوله
(لا تدخلوا أنفسكم فيما لا يعنيكم وإلا اللعنة ستصيبكم هيا ادخلوا إلى شققكم قبل أن تأتي الشرطة وتأخذكم جميعًا)

الجميع لا يريد أن يقحم نفسه في المشاكل وإن كان فضوليا!
انصاعوا لأمره ودخلوا خاصة أنه رجل له ايدي في قطاعات الأمنية الرسمية!
خافوا منه ومن صيغة الامر تلك واغلقوا ابوابهم!
..............
مراد بأي حال رأى فيها نور يا ترى؟
...............
دخل الشقة وكانت رأسًا على عقب.....شخصت عيناه مما رآه.....همس بخوف: نور....
........
بينما نور كانت بالقرب من الزجاج الناجم عن انكسار الكأس الذي شرب منه طارق .....كان جسدها يرتجف بشكل مرعب...يرتد للأعلى والاسفل ينشد بشكل ملحوظ عينيها تدوران كالمغشي عليها.....اسنانها تصطك ببعضهما البعض.....كانت تشد على قبضة يديها .....ورجليها بقوة.......تخرج أنين ...مسموع وواضح له.......
.....
ارتعب من شكلها وبهذلت حالها......شعرها متبعثر على الأرض جبهتها مزرقة قليلًا وكذلك اطراف قبضة يدها جسدها يرتجف وكأنها دخلت في نوبة صرع او تشنّج لا يدري ماذا حدث لها بالضبط؟....صرخ باسمها ....ابعد عنها الطاولة التي تضرب ساقيها كلما تحرّكت لا اردايًا!.........ابعد الكنب الذي يحيط ظهرها ........اقترب منها....مسح على رأسه بحيرة .......انينها ما زال يسمع جفني عينها مازالا يرتجفان........هو لا يدري أنها دخلت في هذه النوبة عندما سمعت بخبر وفاة والدتها ولكن تلك النوبة كانت جدًا بسيطة......ولكن الآن ......نوبتها مخيفة.......يشعر أنّ روحها ستخرج .....وهو غير قادر على انقاذها!
مسك يديها وشعر بتصلبها وتركها......نهض.....ازاح من على جسده الجاكيت.......لملمه بيديه ووضعه تحت رأسها.........
تحدث: نور......نور.....
بقي جسدها يهتز لدقيقة كاملة....وانينها لم ينقطع ابدًا..... ثم توقف عن ذلك.......واغمضت عينيها.......وارتخى جسدها ......وضع يده على كتفها......تحدث وعينيه تدمعان: نور....
كانت مغمضة لعينيها .....ودموعها مازالت تنهملان.......تنفسها غير منتظم.....يشعر برجفة طبيعية تتسلل منها إليه....همست وهي مغمضة: ايلاف.....ايلاف لا تموتين.....
سكت.......سمع لهذيانها بلا حول ولا قوةٍ منه
ثم قال: نور....فتحي عيونج.....

متعبة ، اليوم بذلت طاقة عظيمة ......سمعت صوته......ميّزته رغم الانهيارات .....رغم برودة وحرارة الهواء الذي يضرب جسدها في الآن نفسه......رغم تسلل ذلك السائل منها.....شعرت بدفئه ما بين رجليها......فهمت أنها تبوّلت على نفسها.......بسبب تلك النوبة.....وقوّست حاجبيها تبكي بلا صوت .....حرجة من نفسها....من الاحداث.....من عدم قدرتها على السيطرة على زمام الأمور......هل اضعفتها ايلاف هل تلك الصداقة اشعلت في فؤادها عواطف تحجرت لفترة طويلة.!
.
.
.

مسح على شعرها بلطف تحدث بتردد: اريد افتهمي شنو صاير بيج؟

.
.
رفّ جفنيها وشدّت بقبضة يدها على قلبها حقيقة الآن لا يسعها هذا العالم لا يسعها......لا تستطيع ان تتحمل اكثر .....طارق ارمى قنبلته الملتهبة..........وخرج........جدد جراحتها.....وأتى الآخر بشكل غير متوقع ليتساءل ماذا بكِ؟
ألم يرى بعد ما يوجعها؟!
.
.
تريد النهوض ولكن الخجل......الضعف قيداها على ان تكون مستلقية على جانبيها الأيمن تبكي بأنين
.
.
ما زال يمسح على شعرها.......ما زال يطبطب على يدها
: نور....الدنيا مو مستاهله تسوين بنفسج جي.......
.
.
فتحت عيناها تريد أن تراه بعينيها ، نظرت إليه بصورة مشوشة......حاولت الجلوس والاعتدال.....ولكن تشعر أنّ خلايا جسدها خاملة .......ساعدها وما إن جلست ...نظرت إليه بوجهها المحمر....ببعثرت مشاعرها وشعرها........بامتلاء وجهها بالدموع......
رمشت مرتين .....وكأنها تريد ان تستوعب أنه حقًا أمامها
همست: شوفني......شوف شسويت فيني........شوفني....
كانت تشير لنفسها بضعف.....
تحدثت برجفة: لو ما سويت لي اللي سويته ما كان الحين اعرف ايلاف....ما كان انخطفت......بقول لي ماله دخل....بس إلا له دخل ...لو ما رميتني في الشارع كان انا مازلت في أكسفورد...في بيتنا......مو هنا....كان ماعرف احد غيرك.......كان امي ديانا عايشة .......امير ما تصاوب......انا اربي بنتي.........مو يحطونها في دار الايتام.....كان ما صار كذا صح......

كان ينظر لها.....لتخبطها......لثقل لسانها.....لرجفة يدها وأخيرا نظر للسائل من تحتها وهذا الامر جعل قلبه يرتجف
نور بانكسار: اكسر الخاطر صح؟

عضّت على شفتيها نهضت ونهض سريعًا معها ترنّحت وكادت تسقط امسك بها ولكن سحبت يدها منه وصرخت
: ليييييييييييييييييييييييي يييييييييييييش جييييييييييييييت؟

وقف أمامها ينظر إليها بتمعن كعادته هذه ليست نور ؟
ابدًا ليست نور
صرخت: ايلاف خطفوها.....بموتونها.......قلبي واجعني عليها اكثر من نفسي.......ابي اختفي.....مابي اشوف حزنها.....مابي اسمع خبر موتها.........مابي.....
وأشارت لراسها بيدين مرتجفين: هذا ينصدم اكثر.......
اقتربت منه وهنا وطأت على الزجاج دون ان تشعر ودون ان ينتبه مُراد لذلك

كان يحدّق في عينيها الضائعتين ، لرجفة جسدها ...كان ينظر لذنبه...لأثمه...لأنانيته على هيأت انسان ميّت!
تحدثت: هي بتدفع ثمن منو بالضبط
اشارت باكتافها بهذيان: مادري....بس
ثم اشارت لنفسها وارمشت مرتين إلى ان سقطت دموعها الثقيلة: بس أنا طولة الواحد والعشرين سنة جالسة ادفع ثمن منو؟.....ثمن يوسف ولا ديانا....ولا الاثنين....؟

مراد شعر بقربها تسلل الوجع الذي لم تستطع وصفه يوم إليه ......هي الآن تعاتبه ......هي الان في حالة صدمه وهذا ما فهمه من حديثها ...تحدث بخوف
: احد متهجم عليك؟
نور ابتسمت بسخرية وسط انهياراتها : الكل يا مراد الكل......مو قادرة اسيطر على احد.....مو قادرة اردع احد....وين ما اروح صارت لي مصيبة...ووين ما اروح تلحقوني وتجون وراي......وين اروح؟......المفروض اروح عند ديانا صح؟

فهم اشارتها المخيفة هز رأسه بلا
اقترب اكثر منها اختلط الخوف والندم مع بعضهما البعض....اختلطت الانفاس والاوجاع في آن واحد.....لم ترمش وهي تنظر لعينيه ...وهو لم ينزل عينيه المذعورة من حالها عنها.......لا يدري ماذا يقول ؟...لا يعرف كيف يخفف عنها....من هي ايلاف؟....هل من المعقول ان تكون.....
ضاق صدره.....واسودّت الدنيا في عينه...
تحدثت باللاواعي: مابيها تموت....هي طيبة....نظيفة.......بريئة........م� � تتحمل الألم...........ما تتحمل احد يغلط عليها....لا تموت........لا تموت......
امسك باكتافها وهو يهمس: ما راح يصير بيها شي...
نفرت منه وابعدت يديه عنها صارخه: وخر عنيييي........لا تحرقني بايدينك.....يكفي.....صرت رماد انا صرت رمااااااااد....لا تبعثرني.......لا تبعثرنييييييييييييييييييي ي............

جنّ على جنونها بكى بلا صوت .....بكى على حالها بلا دموع ازدرد ريقه ......ضاق تنفّسه
اردف: نور....
تراجعت للوراء وهي ترتجف بشكل ملحوظ ترنّحت لليمين وهي تُشير إليه: اطللللللللللع برا......اطلللللللللللللللع برا.....

رمش مصدومًا حقيقةً مما آلت عليه ومما رآه
مشى بثقل للأمام ليقترب منها وهي تصرخ وتأمره ليخرج
تحدث: نور......
نور وهي تشّد على آذانيها: لا تقول اسمي.....لا تقوله......
فتحت باب الشقة...وتركته مفتوحًا ثم
قالت: اطلع وسكر الباب
ثم دخلت الغرفة واغلقته على نفسها.....اما مراد اغلق باب الشقة وجلس على طرف الكرسي الذي وجده امامه
همس بضيق: ماتت نور .....موّتها انا ...
شد على قبضة يده وبندم: الله يسامحك يا جورج!
..................................

.
.
غير قادرة على ان تتجاهل الامر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد .....
تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا الامر
تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُضح ذلك الامر
تشعر بالقلق والحيرة
وتدعو من قلبها
بكل قهر: يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها آخذها يا رب....
لا تشعر بناحيتها بشعور الامومة رغم أنّ هي اوّل الألم اول الاحتضان اوّل الصرخة
اشتمّت رائحتها، نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن الآن تخشى ان تشتعل هذه الذكريات بالنيران
الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان تندمج معهم خائفة من ان تطرد يومًا من هذه الأجواء.....
نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر جديد......تهديد جديد لكن لا شي......
نادتها ابنتها: يمه......صار العشا جاهز تعالي....
التفت وهي تمسح على وجهها بضيق: يايه.....يايه الحين...
ثم نهضت وهي تدعو
: يارب لا تحرمني من هـ اللمة!
.....
على أملٍ من انقاذها على املٍ من انتشالها من الظلام
من ايدي الثعابين والxxxxب!
مُتعب....بل منهمك...جُرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل ألا يعش في عذاب ضميره للأبد....من أجل تلك المسكينة التي لا دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قادة سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه حُرّاس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد كما هو!......ليبرهن له انّ لن تنازل عن حبيبته كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف....
نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مش ى وهو حاملًا سلاحه بيده.......مقرر تمامًا على ان ياخذها منه ويخرج من هنا......
وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل جانب....رأى كيف سريعًا توجّهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله عندما اقتربوا.....نظر لإدوارد وهو يحتسي القهوة في شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشى امامه
وهو يتحدث بالإنجليزية (مترجم): كُنت انتظرك
طارق بنفس متسارع : وين ايلاف؟
إدوارد وضع يديه في مخبأ بطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة وجدًا: مين هيّ إيلاف؟
طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف
شهر السلاح في وجهه وصرخ: قلت لك ووووووووووووين ايلاف
سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) الموجّهة لناحية طارق ورجاله
ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه
ثم قالت لطارق بثقل لسانه: ابحث عنها ......
طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل...
ثم قال: عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها.....
ادوارد هز اكتافه : آي دونت نو....
طارق لم يتحمّل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع لكم بطرف مسدسه وجه ادوارد وسريعًا ما توجّهت الأسلحة بشكل سريع عليه....و...
...............




انتهى



قراءة ممتعة
تحياتي شتات




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 06:54 PM   #54

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




(فقرة تذكير بأحداث بارت 23)



.
.
.
.

.
.
المحاولة بداية الإنجاز
المحاولة بداية التغيّر
المحاولة مفتاح للدخول في عالم
ربما يكون افضل مما نحن عليه الآن!
.

.









(مُهره)
القلق ....الخوف والتردد اللي يطوّقني في كل مكان نتيجة لأشياء تجرّعتها وأنا في سن صغير!
ما انكر أحاول اطلّع نفسي منها واثق بقصي بس بداخلي شي يمنعني
لم قال يبيني اطبخ له وبشاركني في هالطبخة حسيت اني لازم اعطي نفسي فرصة وفجاة شفت نفسي داخله في جوّه الحلو
ما حبيت اخرّب هالجو بكآبتي وحزني !
.....
(قصي)

لم قلت لها نعممم بطريقة توضّح اني مصدومة
بعد ما قالت لي تبي معصوب
ردّت فعلها خوّفتني حسيت إني برجع لنقطة الصفر
بس
بعد كلامنا في الصالة ومحاولتها في تحسيسي إنه تبي تعدي السالفة!
على طول دخلت في الاسالة لين وصلنا لسالفة اني جوعان واصلا انا شبعان بس حسيت انها خايفة تاكل وتستفرغ مثل ما قالت
عارف هي صغيرة وما فيه احد يفهمها هالشي طبيعي للحوامل!
وانا بعد أحاول ما ابالغ في ردات فعلي عشان كذا
لم شفتها اندمجت معاي فرحت حيل
وعرفت انها تحاول
من داخلها انها تتغيّر
.








الإنسان ليس معصومًا عن الخطأ يخطئ ويُصيب
ولكن بعض الأخطاء تترك أثرًا من شدّة أنانيتها
لتصبح بصمة وصفعة شديدة الألم يُصعب نُسيانها!
.
.
.
.









(نوف)
كنت افكر .......ليش جالسين يوجهون اتهامات لي إني احشي واعبي راس الجازي وصفّق لها بتشجيع عشان تطلّق!
لهالدرجة شايفيني أنانية وفيني قلّت عقل؟
ما انكر سيف غلطان بسواته ......وغبي بعد على اعترافه لها
بس عبد لله حرام يعيش وسط صراعاتهم هذي
عشان كذا....فكرت اقرّب الجازي من سيف
يمكن الجازي تتقبله من جديد وترجع
فخططت اني اسوي نفسي مغمى علي
وشيخة تصارخ وتصايح عليهم تحت ويجي هو
و....
بس شيخة نبّهتني بعدها ....لو مسوين هالشي كان جا في راسنا تذكرنا هاللّمة عشان عمي يوسف وقومته بالسلامة وتراجعنا بس انا ما تراجعت

رحت كلمت سيف وفهمته بعده عن الجازي ما راح يخلي الجازي تعيد نظرها في الامر لا
راح يخليها تصر على الطلاق
وبكذا حسيت سويت اللي علي
.
.








.
.
.
القلوب لا تُجبر على بعضها
وإن جُبرت تتصدّع بلا رحمة!
.
.
.







.
.
(الجازي)
شي مو سهل تعرف انه زوجك كان يحب ويتمنى يرتبط في وحده وحطونك أنتِ بالوجه عشان تمنعين رغبته وتقيدينه
والشي اللي يقهر لم يترك في حياته اثر ويحس عاجز من انه يتخطى هالحُب....حتى لو مع حُرمه ثانية

والشي الأعظم لم ينهار ووسط انهياره يجيك وقول قلبي يوجعني بسبب حُب قديم

يمكن هو صادق الحين في مشاعره لي بس مشاعره هذي بترد كبريائي اللي كسره؟
بترجّعنا لورا عشان تخليني قادرة امسح ذكرياتي السيئة اللي صارت لي معاه؟
سيف عمره ما عاملني زين.....معاملته لي كانت تحسسني بالنقص ...شككني في انوثتي؟!
مهما برر وقال
حُب وهمي...حُب خرابيط......كنت احس بشفقة عليها......كــ...مادري أيش
هالاشياء ما بترجّع الجازي اللي حاولت تظفر بجزء من سيف قبل سنتين!
كلام عمتي نجله لي.....في الصالة ما راح يغيّر قراري من هالناحية!
اللي كسرني مرة يقدر يكسرني ألف مرة!
.
.
.









دومًا ما يُلاحقنا الماضي بسرابه
دومًا ما يحاول ان يعصرنا بقساوة احداثه
ما نُعيشه الآن سببًا لأفعالنا السابقة!
.
.
.









.
.
.
(أبا خالد/ غازي)


كنت مثل الشيطان الأخرس في الماضي
ما قدرت ابدي واعطي رايي لأحد
كان ودي تدخلت في سالفة اخوي يوسف
تدخلت ببداية حبه ووهم عشقه
حاولت امنعه من انه يرتبط في ديانا لكن عجزت ولم طاح الراس بالفاس
ابوي الله يرحمه لقاله منفذ
وماحب احد يدخل ومشى الأمور مثل ما يبقى هو
وهذا هو الحين اخوي طاح فجأة
بعد ما صحى ضميره يبي بنته
مو عارف كيف اهوّن عليه
عشان كذا قلت لبو سيف ما يأجل ملكة قصي وخليها أسبوع الجاي مثل ما حددوا
يمكن هالامور تشتت عقل اخوي يوسف وما تخليه يفكر كثير في موضوع بنته نورة\ نور
.
.








.
.
.
وهناك جانب اخر من الحياة جانب جميل من منّا لا يريده
جانب السعادة والشعور بها شيء آخر
إذا تواجد الحزن ستتواجد السعادة لا محالة
ولكن على الإنسان نفسه أن يقرر كيف يخرج نفسه من حال إلى حال آخر
الامر بيده والقرار يكمن في عقله!
.
.









.
(سيف)

كلام نوف اثّر فيني كثير......أنا ما انكر اني سببت فجوة كبيرة بيني وبين الجازي ...ما انكر اني حسستها
انه اللي بينا بس تأديّة واجب
بس انا ندمان مو لأني خسرت غزل لا والله لم طلعت مني الكلمة اني موجوع وقلبي مكسور
انكسرت لم شفت ردت فعلها حسيت و وعيت على نفسي
فهمت شنو ابي وشنو اللي ما ابيه
استوعبت انه حُبي لغزل مو حُب حقيقي ......انا وعدتها وكنت ابي اوفي بهالوعد لكن ...ما قدرت اوفي
وهي اخذت فكرة عني متأكد!
كنت مقرر اصححها بدون ما اوعي على نفسي
اني جالس اظلم بنت مالها ذنب
وعيت على نفسي اني اناني
فجأة حسيت بخسر الجازي و حسيت قلبي انكسر فعليا
انا احبها بس تصرفاتي سابقا ما تشفع لي وتليّن قلبها علي ابد
عارف هالشي
وهالشي مخوّفني اني اخسرها للأبد بسبب سذاجتي!
.
.
.
.
.












.
.
.
.
.
نُقطة تحوّل تؤو بينا للنهايات بشكل قاسٍ ومؤلم
تحوّلنا لرماد لينفثوا الأعداء علينا لنتطاير في الهواء برفق اتجاهه!
لم يكن من السهل أن تتجرّع كل هذه الآهات بصمت
كانت تلك نقطة تحوّل للانهيارات الصعبة
لم تفكر يومًا ستتجرّعها ولكن
كُلًّا منّا بداخله حدود للطاقة ما إن تتجاوزها
تحدث بعدها أمور لا يُحمد عُقباها
.
.
.












(نور)

كل ما قلت راح اصلّح اموري تطلع لي أشياء تموّت اصراري وتموّت حماسي للتغيير

كنت اظن نفسي قوية وراح اقدر اواجه كل شيء
بس ضعفت
احس ما صار فيني حيل طاقتي خانتني ونفذت
لم سمعت طارق يقول لي ايلاف انخطفت
انخطف قلبي!
ايلاف بنت رقيقة......حساسة....مُرهفة....
شفت كيف عاشت في سراب اللي صار لها
شفت كيف تحاول تتغلب على كوابيسها
شفت كيف تحاول تبتسم ودموعها على وشك تخونها وتطيح على خدودها
ايلاف اقل مني في الصبر
واكثر مني خوف وقلق
كيف يصير لها كل هالاشياء؟
وكيف انا راح اتحمل فكرة
اني من مجرّد ما أكون في حياة شخص اهدمها؟!
وجودي مثل النحس
وجودي واديني ما تلمس شي الا وتزيد عليه اوجاعه
وانا اوجاعي بعدها تزيد
انهرت .......وطحت وتشنّجت
بعدها حسيت شريط حياتي يمر قدام عيني
بس انا اصرخ باسم ايلاف
حسيت وجعي الأكبر واقف قدامي
وهالشي زادني غبنه
وزادني حسرة على نفسي
.
.
.












تخريب حياة شخص سهل جدًا ، تشكيك شخص في نفسه امر ممتع
فقط للأشخاص الذين يعانون من الامراض النفسية
وامراض القلوب كالحقد والحسد
ولكن ما إن يتعافى من امراضه
يعيش في مرض آخر......ويعيش بلا جدوى في بناء ما هدمه في السابق!
.
.
.









(مُراد)

حياتي كانت جميلة قبل لا يدخل اخويّا جورج بحياتي
جانت بريئة بعيدة عن الحقد والحسد وحُب الانتقام
رغم آني عِشّت في مُحيط ملوّث بالحروب
ملوّث بالدم.....لكن .....هالشي نمّا فيني
الخوف على عيلتي.....القلق من إني اخسرهم
ما ربتني الحروب اللي عشتها على التعطّش من إني اباوع في دموع المساكين واللي حيلتهم ضعيفة هواية
ما ربّتني على اني اشم الدّم بلذاذة
ربتني على اني أكون رجل اكثر من إني أكون وحش!

لكن جورج......رباني على كل اللي كنت أخاف منه
ما جنّت اظن بيوم راح اقتل احد بأديني وقتلت!
ما جنّت اظن راح اشوف الدم بعيوني بدون ما اصد عنه
رباني على اني اواجه مخاوفي بطرق هواية غلط
دخلني في عالمه واستخدمني كأداء لتسهيل أمور هواية جان يسويها بحياته
لين دخلني في خطّة انتقامه ......وحطني في نص حياة مراهقة
مندفعة للحُب ......ثقتها لمن حولها ضعيفة بس ببراءة حبها وطهارته ونقاوته وثقت فيني بس انا !
جانت تكلمني عن حياتها بشفافية ......حسيت انها مقهورة ....من ابوها يوسف......ومشتاقة لوطن عافها سنين!
التمست في عيونها بريق الخوف من انها تكون مشتته طول حياتها!
وانا سرّعت في هالشي
شتتها بحب مزيّف ولكن بالأخير نتج حب لهالبنيّة
لكن جورج قتله قبل ما يكتمل وحط خطه ثانية
وشوّهت حبها بإيديني
قسيت عليها هواية ....ضربتها....خليتها تذوق أشياء وهي بعمر صغير
كرّهتها في حياتها زود على انها كارهتها
ما قدرت امنع نفسي من إني اسافر إلها بعد ما عرفت بمجانها
لكن بأي حال شفتها؟
منظرها وهي تنازع...قدام عيني
ربطني مجاني ماعرف اتصرّف
عرفت لأي مدى وصلت فيه نور
حسيت بخسارتي...وحسيت بوجع كَلبي
.
.
.







فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 06:55 PM   #55

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت الرابع والعشرون










.
.
.
.
غير قادرة على ان تتجاهل الامر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد .....
تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا الامر
تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُفضح ذلك الامر
تشعر بالقلق والحيرة
وتدعو من قلبها
بكل قهر: يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها أخذها يا رب....
لا تشعر بناحيتها بشعور الامومة رغم أنّ هي اوّل الألم اول الاحتضان اوّل الصرخة
اشتمّت رائحتها، نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن الآن تخشى ان تشتعل هذه الذكريات بالنيران
الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان تندمج معهم خائفة من ان تطرد يومًا من هذه الأجواء.....
نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر جديد......تهديد جديد لكن لا شي......
نادتها ابنتها: يمه......صار العشا زاهب تعالي....
التفت وهي تمسح على وجهها بضيق: يايه.....يايه الحين...
ثم نهضت وهي تدعو
: يارب لا تحرمني من هـ اللمة!
.....
على أملٍ من انقاذها على املٍ من انتشالها من الظلام
من ايدي الثعابين والxxxxب!
مُتعب....بل منهمك...جُرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل ألا يعش في عذاب الضمير للأبد....من أجل تلك المسكينة التي لا دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قاد سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه حُرّاس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد وعناده لا يُضاهيه!......ليبرهن له انه لم و لن يتنازل عن حبيبته وخطيبته كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف....
نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مش ى وهو حاملًا سلاحه بيده.......مقرر تمامًا على ان يأخذها منه ويخرج من هنا......
وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل جانب....رأى كيف سريعًا توجّهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله عندما اقتربوا.....نظر لإدوارد وهو يحتسي القهوة من خلال شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشي امامه
وهو يتحدث بالإنجليزية (مترجم): كُنت انتظرك
طارق بنفس متسارع : وين ايلاف؟
إدوارد وضع يديه في مخبأ بنطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة وجدًا: مين هيّ إيلاف؟
طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف
شهر السلاح في وجهه وصرخ: قلت لك ووووووووووووين ايلاف
سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) الموجّهة لناحية طارق ورجاله
ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه
ثم قال لطارق بثقل لسانه: ابحث عنها ......
طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل...
ثم قال: عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها.....
ادوارد هز اكتافه : آي دونت نو....
طارق لم يتحمّل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع له و بطرف مسدسه لكم به وجه ادوارد وسريعًا ما توجّهت الأسلحة عليه لم يكتفي بهذا القَدر من افراغ غضبه بل اقترب من جسد ادوارد الذي انحنى متألمًا
رفعه من اكتافه ولم يتردد في سحبه للأمام ومن ثم يركله بركبته على بطنه
سمع ادوارد هنا صوت اطلاق النار وسحب طارق معه للأرض لكي لا تخترقه الرصاصة!
صرخ ادوارد (مترجم): توقفوا عن اطلاق النار وإلا قتلتكم جميعًا!
نظروا حرسه بتعجب إليه ومن ثم ....نظروا إلى طارق الذي سدد لكمته في وجه ادوارد وهو يقول: خايف من ابوك ينحيك عن هالمنصب...تدري لو مت بسببك ...ابوك راح يشرب من دمك ....عارف قوانينكم اللي ما فيها خير.....عارفها وحافظها مثل اسمي....
دفعه إدوارد وبخفة هنا استلقى طارق على الأرض واصبح ادوارد سريعًا فوقه ماسكًا بياقة طارق وهو يهزه
تحدث بحقد وبلغة مكسرة: ايلااااااف.....ستككون....لااا� �بتي.....جميلة...رائع ة...وانت....خائن...لا تستـ....

لم يكمل حديثه بعد أن ابعد طارق راسه للوراء وبشكل سريع لكم وجه بجبينه.....
ثم نهض وهو يتألم من جرحه الذي بدأ ينزف بشدة
تحدث: مريض نفسي....حقييييييييير........خذت حقك......خليت ابوك يطلع حكمه صوبتني.....تدري لو يدري انك خاطف لي احد من اهلي واقربائي.....بيحكمه ينهيك.......ينهيك يا اللقيط........

ادوارد لم يفهم حديث طارق كله......ولكن استشاط غيضًا .....نهض وكان سيهجم عليه ولكن احد حرس طارق اتى مسرعًا في ركضته واطلق النار في الهواء
تجمّد ادوارد في مكانه ظنّ انّ الرصاصة اصابتهُ حقًا
ولكن استوعب ما حدث على صوت طارق وهو يضحك
بجنون وقهر وحقد
وهو يقول: جبان....وبتظل جبان....
ثم اردف بهمس لإدوارد: اسمعني يا اللقيط اذا ما طلعت لي ايلاف...راح أقول لأبوك انك على علاقة مع زوجته لورين....وانت فاهم شقصد صح؟!
شخصّت عيني ادوارد نظر لطارق بحقد
واكمل طارق وهو يردف: صدقني اعرف ابوك ما راح يتردد من انه يذبحك......واختك ادري انها طفلة......ومالها ذنب.....وعارف شقد تحبها....والله احرق قلبك عليها......

ادوارد تذكر اخته......لارا...طفلة ....دفعت ثمن تلك التحرشات......تحرّش بها والده دون ان تعلم لورين....إلى ان آلت إلى هذه التطورات .....ودخلت في قوقعة مرض التوّحد....او ربما كانت تعاني منه ولكن تطوّر معها الامر.....واجه ابيه بهذا الامر فطرده والده وابعده عن أحضان لورين دون يعي ذلك!
جميعهم خائنون.....ويختبئون وراء ستائرهم.....ولكن الامر الذي ارعبه طارق كيف علم بهذا الامر!؟
واعلم انّ الجميع يتساءل هل لارا ولورين
هما نفسهما التي حاول نور ان تعمل في منزلهما كمربية أطفال
نعم اجل هما نفسهما!؟
كانت ستدخل في عالم مخيف ولكن سحبت نفسها قبل ان تغرق في قاعه!
....
طارق ابتسم بخبث
ثم طبطب على كتف ادوارد: عارف كيف اطلّع ايلاف من بالك ......عن اذنك....
ثم خرج وتبعوه الرجال، ادوارد بقي واقفًا يرتجف في مكانه
بينما طارق تحدث بالفرنسية لإحدى رجاله
(مترجم): اتصل لي على ماكسين.....
ثم نظر لبقية رجاله فتحدث(مترجم): انتم ابقيا هنا راغبا تحركات ادوراد....وانت...
أشار لأحدهم: دعنا نبتعد إلى ناحية رأس الجبل......
ثم أشار بتهديد: اجعلوا اذانكم واعينكم متسلطة عليه .....وإن حاول الهروب لا تترددوا في قتله!

ثم دخل سيارته ودخل الآخر ليقودها إلى حيثما قال بينما طارق كان ينتظر رد ماكسين عليه
لم يأخذ إلى ثوانٍ ثم أجاب مع انطلاق السيارة إلى ناحية الجبل تحدث
(مترجم): كُنت اظن انّ الحكم انقضى وتم اخذ القرار ونهي التفاوض في الامر...
سكت الطرف الآخر ليردف: لم تمت
تحدث طارق (مترجم): ارجو انك في وعيقك....الآن.....لكي نستطيع التحدث بوضوح......
تحدث الآخر(مترجم): ماذا تريد.....الحكم كما قلت انقضى....لا استطيع ان اميّزك عن البقية انت خنتنا في نقوضك لبعض القوانين......واخذت الجزاء

طارق بحقد وهو يشد على جرحه بألم(مترجم): وابنك إدوارد خانك في قوانينك اراك لا تعاقبه؟ّ!

تحدث بلغة صارمة(مترجم): لم يخونني.....
طارق ضحك باستفزاز وهو يتوجّع ويحاول ان يتقلّب على آلامه(مترجم): ماكسين....هههههههههههههه حقًا انك مسكين ....بأي واحده تريدني ان افضحه.....ولكن دعني......اخبرك اولًا بما فعله بي.......وماذا يعني في قوانينكم....
ماكسين بملل (مرتجم): لا تطل الامر تحدث.....
طارق شعر بالدوران لذلك سكت لخمس ثوانٍ ثم قال بهدوء(مترجم): خطف خطيبتي.....كعقاب....وانا اعلم اطلاقه بالنار علي لأخذ الجزاء انتهى....وفي قانونكم ......لا يسمح لمحاولة قتل الشخص من افراد المجموعة إلا مرة واحدة ...ولا يجوز لأي احد بأذيّة اقرباؤه ....هل انا مخطأ؟
ماكسين سكت لثوانٍ ثم قال: سانهي الامر......والآن اغلق..
قاطعه مصرًّا على بث السم في العسل
يريد ان ينتقم من ادوارد(مترجم): أأتي الآن وانهي الامر......
ماكسين بحده(مترجم): سأنهيه باتصال واحد...لا تقلق...
طارق بغضب(مترجم): انا امام منزله ....أتيت إليه ليخرجها لي ولم يفعل......أنا لا اثق به ابد......ودعني اخبرك......ادوارد ولورين زوجتك على علاقة........مدتها لم تقل عن السنة الكاملة......
ماكسين نهض هنا وشخصت عينيه(مترجم): حاقد ........ومقهور .....وتقوم بالتلفيقات.....
طارق بخبث(مترجم): سأغلق الآن وسأرسل إليك الصور التي تثبت خيانتهما.....وسأنتظر مجيئك وإلا ....نشرت الصور في كل مكان...وسأكتب تحتها بالخط العريض
لورين تخون زوجها الثري ماكسين مع ابنه الوسيم......
ثم اغلق الخط ونظر لحارسه
وهو يقول(مترجم): ارسل الصور ....

حقيقةً طارق لم يخطط لكل هذه الأمور ولكن إصرار ادوارد المريض في جرح قلبه جعل ه يتصرف بهذا الشكل ويهدده بأمور لم ينساها ابدًا كان لدى طارق مبدأ
لابد أن تعرف كل شيء عن حياة المجرم الذي تعمل معه
وعليك ألا تثق به لا تدري ربما تدور الحياة وينقلب ضدك!
وهذا ما حدث معه
سيجعل الأب يقتل او يعاقب الأبن لا يهمه الآن سوى ان يظفر بإيلاف المسكينة
ويعلم جيّدًا ما إن يرى ماكسين تلك الصور
إلا وسيأتي هنا غاضبًا !
لابد أن يخرج ايلاف......اليوم ...من وكر الشيطان
لا يعلم الآن ماذا فعل بها ولكن كما يعرف ادوارد
لا يقهر الشخص بأسلوب رحيم بل بأسلوب مخيف ومرعب
ربما هو لم يغتصبها الآن!
ولكن ربما فعل بها ما هو اشد!
فهو مريض نفسيًّا ومحبًّا للتعذيب وفرض سلطته على الضعفاء!
.
.
.
.
وهذه الظنون حقيقية
إيلاف....وعت على نفسها بعد سكب الماء البارد على جسدها
فتحت عينيها وهي تشهق وقتها....وهي في مكان مطمور ....بعيد عن ضوء الشمس.....مخيف بإنارته الخفيفة......
نظرت للوجه الذي لا تريد يومًا ان تراه.....لا تريد ان تتذكره حتّى.....وحاولت الهرب....وادركت انها مثبته برباط حكيم......لم يأخذ منها الشيء السهل.....لم يأخذ منها عذريتها! بل أخذ جمال جسدها بتشويهه!
بالجروح......والحروق .....مريض نفسيًا
ربما سادي
يُسعد نفسه بأذيّة الآخرين.......السادية لا تقتصر على الجنس فقط.....فهي ممتدّة في المعاني والتشخيصات الطبية
وفي الأوان الأخيرة أشير لهذا المرض انه يشتمل على اضطرابين
وهما السادية الجنسية والأسلوب السادي العام
.......
كما انّ بعضهم مهووسون ومفتونون بالأسلحة والحرب والجرائم والاعمال الوحشية
ربما إدوارد يعاني من هذا المرض النفسي
وافعاله تخبرنا انه في اشد واعماق هذا المرض
لن انكر انه حاول التقرّب منها وحاول بشتّى الطرق في اخذ ما اغلى ما تملكه
ولكن ايلاف كانت تصرخ وتبكي وتضربه وتحاول ابعاد نفسها عن قُبلاته المحرّمة.....وقربه المشؤوم
حاولت جاهدة إلى ان فقدت وعيها بسبب ذعرها وصحت من جديد بصرخة خرجت من أعماق قلبها
بعد ان لامس الماء الحار ظهرها
ولم تهدأ عن الصراخ ابدًا
.
.

جنّ جنونها واخذ المكان يهتّز بصراخها حينما رأته يقص شعرها ويرميه في وجهها بابتسامة ماكرة وعينيه محمرتين
شعرها كان طويلًا يصل إلى مستوى اكتافها والآن وصل إلى رقبتها!
ما هذا الجنون ولم يكتفي بعدها بهذا الامر اقترب منها بالحدود الذي لا تضيّع عذريتها ....لا وصف مُناسب لحالها لا وصف يمثّل شعورها ......بهت لون ايلاف سريعًا وفجأة
سكنت في مكانها بعد زوبعة رغبته .....وبعد نفاذ طاقتها في الصراخ والبكاء......عاد من جديد ليسرق روحها .....عادت ثائره تمنعه إلى ان لكمها على وجهها بقوّة
حتى سقطت هي والكرسي معًا على الأرض
وبدأت تصرخ من ألم انفها تشعر انه فعليًّا انكسر وبدأ بالنزف
هو قادر على ان يأخذ منها ما لا تريد أن يأخذه ولكن هو مستمتع لهذا الوضع
هو قال لن أؤذيك فقط سأؤذي طارق
ولكن في الواقع هو آلمها وبشدّة
تمنّت لو تموت تحت تعذيبه النفسي والجسدي
تذكرت والدتها ووالدتها وهمست بأسمائهما
لا تدري كم مرة اغمي عليها لتجلس على نظام تعذيب جديد
لا تدري كم مرة جُرح جسدها بأظافر يده لتثبيتها
للتقبيل ...والتعذيب!
حدث لها ما لم يستوعبه المرء
حاولت بجّلا جهدها لا يصل تعذيبه للأمر الذي يفقدها كل شيء
رغم انها فقدت جزء من روحها الآن!
.
.
.
فتحت عينيها ببطء شديد دون ان يلحق الضرر بها......رأته واقفًا بالقرب من رأسها
كانت مستلقية على طرف كتفها الأيمن وجهها يلامس الأرض وما ان شعرت به قرّبت ركبتيها لناحية بطنها وشدّت بخدها على الأرض كانت تخرج شهقة وأخرى منها
تشعر بالألم والمهانة
تشعر بالم جسدها ....خاصةً ظهرها وانفها يحرقا قلبها الموجوع أصلا!
كان شعرها المقصوص بالقرب منها على الأرض
والكرسي الذي ابعده عن جسدها مركونًا في الزاوية محتفظًا ببقيّة دماؤها!

انحنى وشدّت على عينيها لتنزل دموعها ويرتجف جسدها ببرد المكان و بخوف من وحشية ذلك الوحش!

تحدث بلغته(مترجم): يهدنني؟.....طارق يهددني من أجلك...وانا سأوجع قلبه الآن....
فتحت عيناها على الآخر وكأنها فهمت ما يُشير إليه
ليس لها طاقة على مقاومته.....ليس لها طاقة على الصراخ والعويل.....هي انتهت....ولكن هي سعيدة انها لم تخسر نفسها كليا بعد!....حاولت ان تسحب نفسها للوراء بعيدًا عنه ولكن شعرت بتخدر جسدها من شدّت الآلام
تحركت بشكل غير ملحوظ تحاول الابتعاد
ولكن هو وضع يده على اكتافها وهو يحدّق في عينها الجوزاء .....
مرر يده ببط على ذراعها إلى ان استقرّت على الرباط حرر يدها وكذلك رجليها وانكمشت على نفسها وهي تنظر له بفجعة ما مر عليها اليوم من احداث صعبة
تحدث بخبث وهو يقترب من وجهها ويتفحصه
ينظر لآثار آثامه
ينظر إلى الخوف المزروع في منتصف بؤبؤ عينيها
همس بالعربية : لنلعب...لعبتنا......الاخيرة....

حركت رأسها بِلا........حاولت بثقل يدها والتي تشعر بتنملها اثر رباطها الشديد لساعات طويلة .....حاولت دفعه ولكن لم تستطع....طبّق على جسدها وحكّمه.......اقترب اكثر من وجهها....كانت تبكي ..بحشرجة صوتها بنبرة تنّم عن تعبها .....وتنم عن كثرة بكاؤها لذلك يخرج بشكل متقطّع وواطي......رجليها تتنملان تحاول تحريكهما لتبتعد عنه ولكن كل شيء خانها في هذه اللحظة
اللحظة الأخيرة.......والتي تُعلن عن ضياعها فيما بعد......التهم جبينها بقبلة هادئة....ثم اسند جبينه على جبينها
ولامست ارنبة انفه ارنبة انفها المكسور فتأوهّت بوجع انفها وبكت تحاول الفرار من يديه ولكن شد على رأسها بهدوء
اغمض عينيه وعينيها شاخصتين
تحدث: I want you so much

جمد الدم في عروقها في ايدي أي مريض نفسي وقعت؟
ارتفع صدرها بشهيق موجع ولم تستطع زفره ابدًا
تريد معجزة.....الآن تخلصها من يده
اغمضت عينها وهمست بضعف
: يا رب.....
ما زال ادوارد على وضعه
ايلاف ببكاء: استغفر واتوب اليك....يا رب.....

ادوارد احتضنها....واخذت ترتجف......بكت واخذ يطبطب على ظهرها!
همست تنادي والدتها والدها......اخت تنادي الجميع
نادت خالتها سعاد ....تذكرت حنانها وعطفها عليها
نادت خالتها دلال والتي لا تعرف انّها والدتها اصلًا وتتمنى موتها بالدعاء عليها بالموت!
نادت الجميع....... ثم تذكرت بُعد مسافاتهم
فناجت ربها بهمس موجع: يا رب.....
كرهت نفسها .....قربه اشعرها برخصها....رغم انها لا ذنب لها في كل شيء....انكرت فعله.......بكلمات وافعال.....بصراخ....ونحيب......م� �جع......ما يحدث لها الآن اصعب مما حدث عليها في بداية الأمر!
ففي بداية الأمر تملك طاقة لبعثرة الوسط الآن
لا تملك شيء...ضعيف...مُهانة......شبه مستسلمة!
كررت الهمس وأطراف يديها مرتخيتان وتلامس الأرض بضعف....
: يا رب.....
لا تدري هل هو يعذبها الآن بهذا الاحتضان ام ينوي على شر آخر غير الامر الذي اتى في بالها؟!
اجابها بعد ان شعرت بوخزة ثقيلة
ومخدرة لخلايا جسدها .....ومؤلمه
حتى انّ من شدّة المها رفعت يديها تشد على اكتافه من وجعها بعد ان رفعت نفسها من على حضنه دون ان يعيدها إليه
نظرت لوجهه
وهو يقول (مترجم): اخبرتك اريد اؤذي طارق ليس انتي؟!
انزلت نظراتها على فخذها نظرت لاستقرار السكين عليه
لم تستوعب الامر، هو يريد فقط تعذيبها من اجل جرح قلب طارق ......فهمت انه لم يخطط على موتها ابدًا وصلت الفكرة!
اردف(مترجم): انا لا اريد قتلك لا ادري لماذا ولكن اريد ان اوجعه!
ثم نهض وتركها .....معلّقة تنظر اليه وهو يخرج....حاولت ان تصرخ لم يخرج صوتها.....لم تستطع ان تبكي بصوت مرتفع اعادت النظر للسكين المرتكزة على فخذها
حاولت سحبها ولكن كانت يديها ترتجفان رمشت عدّت مرات........همست
بخوف: نور!
...................
.
.
.

الحُزن والفرح توأمان ملتصقان ببعضهما البعض لا ينفصلان عن بعضهما ولكن في بعض الحين تكون سطوة أحدهم اقوى من الآخر!
.
.
.
الماء الدافئ قادر على ان يدفأ برودة قلبنا المتجمّد من مرارة الأحداث قادر على إذابته بهدوء وسكينة انسيابه
لها القدرة الكُبرى في ان تزيح اثارًا كُثر
.
.
امتزج الماء الساخن الساقط على وجهها مع حُبيبات الدمع النازف من عينيها
هل حقًّا تبوّلت على نفسها؟
هل حقًّا عاشت وذاقت نوع جديد من الانهيارات ظنّت يومًا انها ختمت جميع أنواعها؟
ارتجف جسدها تحت صنبور الماء....لم تطل في الاستحمام....حاولت ان تستعيد وعيها الذي فقدته في لحظة جنون غير متوقعة
أغلقت الصنبور....سحبت المنشفة جففت جسدها وارتدت ملابسها في الخلاء على عجلٍ منها ثم خرجت......نظرت للغرفة ....ببهوت......اختطاف ايلاف...يُعني أشياء كُثر
يُعني معاناة جديدة ستتجرعها ايلاف....يُعني بلاء جديد سينزل على رأسها!
هزّت رأسها واقتربت من النافذة ...نظرت للظلام.....نظرت للسماء...للنجوم....نزلت دموعها بضعف
لا تريد أن تتجرّع إيلاف آلامًا ستُلازمها لسنوات وربما لـِ حتى الممات؟!
والديها لا يستحقان فتاة بطيبة قلبها...ونفسها المرحة...لا يستحقان عينيها البريئتين .....وطموحها المتدفق .....لا يستحقان ابنه كإيلاف
ماذا لو اهتمّا بها؟ ماذا سيحدث؟!
كسرا قلبها وها هو الزمن بدأ يأخذ دوره في كسر قلبها وفلقه إلى نصفين!؟
تنهدت بضيق على افكارها ...وشهقت بوجع
واقتربت اكثر من النافذة ....إلى ان الصقت جبينها على زجاجتها....
لن تتحمّل إيلاف .......لن تجن ثم تعود لوعيها....ربما إن أُصيبت بالجنون لن تُشفى منه ابدًا!؟
فهي الآن اجزمت انها لم تُشفى من جنون الماضي
بل تطوّرت حالتها حتى بِها .....تبوّلت على نفسها؟
مؤلم ومخجل حالها.......الوجع الآن اصبح وجعين.....
لا شيء يُضاهي ما تشعر به.....اثنتهما اُجبرا على أمور لم يحبذاها يومًا.....اثنتهما تجرّعتا شعور النقصان والتخلّي من اقرب الناس لهما ماذا لو عاشت كما كانت تحلم فيه؟!
في عِش موطنها الأصلي.....تلتمس الحنان من أحضان ابٍ اغدق عليها بالكثير ولكن تخلّى عنها لسنين طويلة
ماذا لو عاشت تحت ظلّه وتحت حب والدتها له...
ماذا سيحدث لو احبّت ديانا يوسف كما احبّت أمير
ماذا سيحدث؟
وماذا سيحدث لو اهتمّا والدّي إيلاف بها ماذا سيحدث؟
هل ستنهدم الحصون فوق رأسهما كما حدث الآن
بالتأكيد لا؟!
مُتعب تفكيرها......احلامها انهدمت بالأخبار السيئة......





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 06:58 PM   #56

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





تهرب من كل الأشياء...لتأتي فوق رأسها كجماعة واحدة لتهدمه بعد أن قررّت المواجهة .....اُجبرت في نهاية الأمر ان تواجهه ما هو اكبر منها وما هو اصعب....
عليها الآن ان تتقبّل اكثر وجود تلك الوجوه التي كرهتها
عليها ان تتقبّل أنّ ايلاف ستدخل في قوقعة الظلام التي دخلت بداخلها سابقًا....
عليها ان تكون قوية ليس من اجلها ومن اجل إرضاء الجميع
بل من اجل صديقتها.....ستقويها...ثم ستودعها لكي لا تحرقها بهذا الوجود المشؤوم!
ازدردت ريقها.......اخذت نفسًا عميقًا......مسحت دموعها....رفعت نفسها وثقلها من على النافذة
دارت عينياها كالمغشي عليه لتداري دموعها التي تحاول النزول!
كررت عمليّة التنفّس العميق.......ثم قامت بجمع شعرها الرطب ...وربطته بعشوائية .....
ثم توجهّت للخروج ...لترتيب ما قامت بتخريبه.....ولكن ما إن فتحت الباب...حتى تغلغلت رائحة السجائر إلى انفها....
عقدت حاجبيها........ثم وقفت مَن هو المدخن؟
ثم اخذت تفكر وتسترجع الاحداث بشكل سريع
شعورها بالألم
تشجنها
تبولها

وجود مُراد
وطرده
......
عادت لوعيها ......عقدت حاجبيها ...اكثر.......
هل سيكون هو المخرج لغضبها؟
هل سيكون هو المُنقذ لانهيارها ....
بللت شفتيها.....لا تدري لماذا شعرت بالأحراج للخروج إليه!.....احراج لأنه رآها على حال هي لا تدري كيف كان!
ولكن شعرت انه مؤلم لدرجة لا تُحتمل
هزّت رأسها بعنف ثم خرجت......
مشت بخطى متسارعة ......إلى أن
سقطت انظارها على الأرض....للأشياء التي كُسرت بسببها.....لتبعثر الطاولة ........واثر بولها!
اغمضّت عينيها بشدّة ثم .....اشاحت بنظرها عن هذه الفوضى
لتستقر على ذلك الجسد.....لذلك الشخص الذي يحدّق لها بمرارة....ويدخّن بشراهة.....وقهر يقدح من عينيه المحمرتّين التي تنّم عن رغبته في البكاء!

ازدردت ريقها ......تشعر بالضعف.....بالخوف...بالبرد والحر......تشعر بعواصفها ......
بقهرها من نفسها على هذا الانهيار.....إلى هذه الدرجة ايلاف عزيزة عليها لتنهار حصون القوة وتسقط متشنجة ليراها العدو؟!
ليستمتع بضعفها.....ليرى نتيجة افعاله بها....ليتأكد من انه حقق انتصار باهر لترك بصمة كبيرة في حياتها....
لا وجود للصراخ الآن....فالصراخ لن يحل الأمور ولن يربطها...
صرخت وانهارت وبكت بما فيه الكفاية
جاء وقت الجمود...وقت الوقوف....بلا احاسيس معروفة.....وخوف وقلق مسيطران على الكيان
هذا الامر اعتادت عليه
تنهار بشدة ثم تدخل في حالة الجمود المخيف.....حالة السكون المُرعب.....
اقتربت منه وهي ترتجف .......حقيقي لا تعلم هل ترتجف من مشاعر الضياع التي عادت تطوّق بيديها على عنقها
أم بسبب ارتداؤها للملابس الصيفية
كانت ترتدي بجامة صيفية.....ذات لون اسود......(كت)...كانت عارية الاكتاف......وشورت!
جنّت حقًا لبسته بعد ان اخرجته بعشوائية من الكيس......فهي لم تقم بتعليق الملابس التي اشترتها مؤخرًا...لبسته....وهي تشعر بحرقان جسدها....تريد شيئًا يبرده...ولكن الآن بعد ان رأت نتيجة انهيارها اختلطت المشاعر
حريق ورياح باردة تهب وتعصف بها!
لم تهتم .....كانت مقررة ان ترتدي هذه البجامة التي اشترت نسخة أخرى منها لإيلاف في الصيف القادم ظنّت انها ستعيش معها لفترة طويلة وبهناء ولكن هي اعتادت على ان تحدث أمور تقلب جميع رغباتها وتوقعاتها ولكن لم تتوقع انها ستتأثر بها لدرجة الانهيار الجنوني!
.
.
.
كانت تمشي امامه بهذا المنظر المؤلم......حافية القدمين....تمشي على الأرضية الباردة دون اكتراث......ينظر لقطرات الماء التي تسقط من على شعرها لترسم تفاصيل الحُزن على اكتافها
درجة الحرارة تحت الصفر كيف بها تتحمّل أن تقف في هذه البرودة هكذا؟!

كيف ترتدي هذه الملابس....كيف تهمل تخبأت شعرها الرطب من هفوات الهواء البارد؟
هل جمدّت المشاعر بعد هذا الانهيار؟!
هل عادت من جديد إلى الكهف الذي اعتاد على وجودها.....
ارتجفّ جفنيه....عدّت مرات وهو ينظر لعينيها المنتفختين....لرجفة شفتيها......لا يدري هل ترتجف للصدمة ام سببًا لبرودة الجو!
نظر لعدم اتزان مشيها.....كانت تشد بأصابع رجليها على الأرض لتمنع نفسها من السقوط يشعر بهذا الشيء يشعر بتخبطها يقسم انه يشعر.....
نظر لنظرة الضعف حينما سقطت عينيها في المكان الذي تبوّلت فيه!
دقق النظر إلى عينيها ليرى إلى أي حال
وصلت إليه بسببه ؟......كانت ترجو منه ان يخلصها من شتاتها مع أهلها....من اشتياقها المهدور لوطن تقيؤها من داخلها
كنت تخبره انه ( هو)أهلها بعد الآن ....باعت الجميع من اجله
بالمقابل هو اعادها إليهم واعادها بحال ابشع مما جعلوها تعيشه وتكون عليه!
.
.
.

وصلت إليه ......نظرت لعينيه بشتات......لم يراه في عينيها يومًا حتى بعد رؤيته لها بعد كل هذه السنوات.....

انحنت للأمام لتقترب منه.......تجمّد في مكانه
ماذا ستفعل؟ هل ستقتله؟
لن يمنعها هو يستحق ذلك
ولكن ما فعلته .... اشعره بالذنب أكثر
سحبت السيجارة من يده.....جلست بجواره .....
كانت تنظر لـِ لسيجارة بتمعن.....كانت تنظر لها وكأنها شيء غريب.......لم تقربها من فاهها...ولم تحاول اصلًا
كانت تنظر لها فقط.....
بينما مُراد التفت عليها كان يظن ستدخنها ولكن ازدرد ريقه من نظراتها للسيجارة
كان يريد ان يتحدث يردف بأي كلمة ولكن يعلم أي حرف سيخرج منه الآن
سيقلب المكان رأسًا على عقب
فالتزم بالصمت تحت تنهيداتها المستمرة!
نظرة إليه ثم اشارت للسيجارة
كان ينظر ليديها التي ترتجفان ....كان يسمع تنهيداتها ومحاولتها للتنفس بشكل منتظم
تحدثت بتعتعة واضحة على لسانها: انا مثلها بالضبط!
ستبدأ بالهذيان ستوجع تأنيب ضميره أكثر مما هو الآن يؤلمه ويوجعه!
تحدثت وهي تنظر إليه دون ترمش......كان يرى صدمتها الذي لا يعرف سببها بشكل واضح
أكملت: أأأأخذتني بهدددوء.....مثلللل ما اخذتهااا من ......
.
.

سكتت لتضغط على اسنانها بشدة تحاول أن تهدأ نفسها وتمنعهما من الاصطكاك في بعضهما ....
ثم شدّت على عينيها وانحنت للأمام وهي تشد على قلبها....

حقيقةً ارتعب مُراد من فعلتها اقترب اكثر ووضع يده على كتفها وهو يقول: نور....
ولكن انكمشت مبتعدة عنه ثم اخذت نفسًا عميقًا وهي تكمل وتنظر إليه متوجعة : اشعلتني بالبداية بهدوء.....سحبت مني كل مشاعر الخووووف...والقهههههر....وال� �ياااع....بعدين....

وبشكل غير متوقع.....اطفأت السيجار في باطن يدها اليُسرى اخذت تضغط بقوة وهي مغمضة لعينيها
وهو مصدوم وعينيه شاخصتين بخوف من حالها هذا هل فقدت عقلها؟
حاول ان يُبعد يدها اليُمنى التي تضغط على السيجارة ولكن نور
كانت تشد اكثر ثم فتحت عينيها واقتربت منه وهمست

: وطفيتني كذا...واهديتني اكبر المخاوف...واكبر قلق......واكبر ضياع ...يا بهاء!

اقشعر جسده حينما نادتهُ بالاسم الذي كذب عليها فيه!

ثم ازاحت السيجارة من يدها وأشارت له بها: شوف....تركت لي اثر بقلبي مثل هذا....

نظر ليدها وعينيه مليئتين بالدموع........نزلت وانسابت الدموع من عينيه بهدوء وهو ينظر لأثر الحرق
أكملت بضعف نور: كلكم مو بسسس انت......عاملتوني كذا.......
وبهذيان اكبر: ابي بس اعرف...كيف عرفت مكاني....ودامك عرفت اكيد الباقي عرفوا؟

لا يستطيع التحدث......غير قادر على نطق كلمة واحدة ...ما زال ينظر لنتيجة أخيه ....لنتيجة افعاله.....لأنانيته .....لضياعها الذي تشرحه بخوف وضعف......
حينما لم تجد منه جوابًا

نهضت واخذت تصرخ غير قادرة على كبح رغبتها في الصراخ : كيييييييييييييييييف عرفت مكااااااااااااااااااااااا ااني؟

ثم اقتربت منه شدّته من ياقة بدلته بيديها الصغيرتين والمرتجفتين.....
انحنت للأمام وعينيها المحمرتين تنظران لصدمته ولدموعه: اهرب منكمممممممم وتجوني.....تحرقوني فوق الجرح مرتين........تضيعوني وتشتتوني وتبعدوني عن الراحة آلاف الاميال....شتبون منيييييييييييييييييييييي.. .شتبوووووووووووووووووووو ون؟....ابي افهم بس شعوركم كيف وانتوا تسوون فيني كذا كيف؟ تقدر تشرحه لي؟!

.
.
اهتز بدنه كله .......شعوره هو الآن .....لا يستطيع ان يوصفة لأحد.....هو حقًّا ندم وما هو اقسى من هذا الشعور؟!
الندم حينما يأتي في قلب صاحبه يجعله يتآكل ببطء وكأنه ينتقم منه على انغام موسيقى هادئة.......ندم ويعلم انه حقير.....ويستحق السحق تحت اقدامها!
اضاعها.....حقًّا اضاعها......هي صادقة ....هو اشعلها بالسعادة ...بالحب.....بالأمان واطفئها بالنيران وحقده الذي لم يكن في مكانه اصلًا!
.
.
همس: نور....
.
.
شدّت على شفتها لتمنع صوت شهقة البكاء ثم دفعته على الكنبة ......وولّت بظهرها عنه وانحنت للأمام وهي تتأوّه
فنهض سريعًا واقترب: نور...
التفت عليه بشكل سريع وهي تتحامل على هذا النوع الجديد من الآلام والمختبأ من الناحية اليُسرى
تحدثت : هربت منكم.....وانت جيت....طردتك....ما طلعت.....هدييتوا حيلي....شسوي اكثر من كذا....تبون اصير قاتلة.....تبوني اجرم فيكم ......عارفة حتى لو سويت هالشي ما برتاح.....ما برتاح....لا تقولي كيف عرفت ...ولا تطلع من هنا.....انا اللي كالعادة المفروض اهرب......اهرب......لين الله ياخذني ....ولا ليش ما اعجل انا بموتي...وافتك منكم.....لهدرجة انا خوّافة .....مو قادرة اواجهه شي بحياتي....حتى الموت مو قادرة اواجهه مو قادرة لهالدرجة انا ضعيفة؟

اتى بالقرب منها همس: الانتحار مو شجاعة....

نور نظرت لعينيه: امير...ماكس....جولي...سندرا كلهم عارفة بكرا او بعد لحظة بجون لي هنا......انا مو في حال اني اجلس اواجهكم .......همي اكبر منكمممم اكبر.....كل همي اشوف ايلاف....وانتوا بحريقة......بحريقة يا مُراد....والحين لا تتعبني.....مابي اشوفك.......تكفى......اذا رجائي لك بيرضي المرض اللي فيك فأنا اترجاك اطلع برا.......انا تعبت......ابي ارتاح اطلع من هنا......يكفي انكم بكرا بتخنقوني كلكم ....بوجودكم.....وبكلامكم......بك� �ا او مادري متى تعال مع الكل....لو حاب تنهي وجودي....اجله ....صر معهم.....لا تسابقهم....

بكى بلا صوت .......فقط بدموع.......
تنهد: آني .....آآآنيييي.....آسف نور.....

ابتسمت بحزن.....نظرت لمكان الانكسار ...مكان الضعف....اردفت وهي تهز بجذعها كالنخلة للأمام والخلف!
: لهالدرجة صرت اكسر الخاطر.......وخليتك تتأسف.....

مُراد مسح على وجهه بيديه اقترب منها اكثر: نورر......والله آني مغفل.......ضعفت جدام الفلوس........والحين ندمان......

نور اغمضت عينيها بشدّة الألم : مراد لو اسفك برجعني لوراء ...برجعني قبل لا انرمي في الشارع ......قبل لا انصدم اني حامل.....قبل لحظة شكوكي من أصلا زواجنا رسمي وموثوق.......قبل لا اتجرّع آلام ولادة في صغر سني.....قبل لا انرمي في مستشفى الامراض النفسية.......راح ارحّب فيه وأقول مسامحتك.....بس الحين اسفك هذا ما بزيديني إلا نيران واوجاع.......
كان سيتحدث ولكن نور سمعت رنين هاتفها وتركته تركض لناحية الغرفة......تُسابق الريح
تسابق الاحلام والحقائق.......ما إن وصلت حتى أجابت دون النظر للاسم
: طارق

تلعثم ....حكّ ارنبة انفه وهو يقول محاولًا ان يكون حديثه هادئًا: هلا اخت نورة....
عقدت على حاجبيها....ثم قالت: مين معي....
تحدث الطرف الآخر: انا سلطان...صاحب مطعم سلطاني...

حكّت جبينها بأطراف اصابعها اليسرى وتذكرت سريعًا ايلاف التي تعشق اكلات هذا المطعم : أي عرفتك.....خير؟

سلطان : اختي قبلت اني اوظفك ممكن تمريني بكرا عشان اكمـ
قاطعته بهدوء: لا خلاص مابي اشتغل مع السلامة
أغلقت الخط في وجهه قبل ان تسمع حديثه
ثم نهضت سحبة الجاكيت واخذت الهاتف وخرجت من الغرفة
نظر إليها مراد ونظرت له: ماقدر اجلس في مكان انت موجود فيه.....
ثم خرجت دون ان تترك له مجالًا في ان يُثنيها عن الخروج ....ولكن استوعب ما قالتها وتبعها مناديا: نوووووووووور
.
.
سلطان دخل في حيرة ...هل يُعقل ان تكون ابنته ...ولكن كيف...اراد ان يوظفها معه لاكتشاف الامر ولكن سدّت امامه الطريق تنهد
وجاء في باله ان يحدث ابيه ويتساءل عن الامر وهذا ما فعله
بينما حقيقةً والده كان في سيارته بطريقة إلى المنزل
رأى اسم ابنه فأجاب: هلا سلطان
سلطان شعر بالتوتر يشعر انّ هناك لغز وخائف من ان يثير المشاكل بحله
: هلا يبه...اخبارك واخبار الاهل...
أبا سلطان تحدث بهدوء: الحمد لله انت بشرني عنك وعن دراستك....
سلطان : بخير....
ثم اردف سريعًا فضوله حقًّا يقتله: يبه بسالك سؤال.....
توقف أبا سلطان أمام الإشارة تحدث: خير اللهم اجعله خير....
سلطان بتردد: يبه عمي يوسف بو ناصر عنده بنت مبتعثه اسمها نورة؟

فتح عيناه على الآخر وبصوت عالي وبلا مقدمات اردف: ويييييييييييييييين شفتها؟
بدأت الإشارة الخضراء وارتفعت أصوات بواري السيارات لتنبه أبا سلطان للسير
سار بطريقة وتوقف جانبًا
تحدث بصوت اشبه للصراخ: تكلم سلطان....وين شفتها فيه؟......وين...
سلطان ذعر من صدمت ابيه حقيقة خاف من ردت فعله
تحدث بتردد: شفتها اليوم جات مطعمي تبيني أوظفها وانا.........
بو سلطان ابتسم وهو يأخذ نفسه المتسارع: الحمد لله الحمدلله
ثم قال بسرعه: وظفها ...وظفها اسلاطين......
سلطان عقد حاجبيه: يبه......يعني صج بنته؟
بو سلطان: أي أي....سلطان....حاول تكون البنت تحت عينك...
سلطان بجدية: يبه بشويش علي...تراني ما نيب فاهم شي....
بو سلطان : مو لازم بعدين تعرف....
سلطان محاولًا توضيح الأمور لوالده : يبه أصلا البنت عيّت .......تتوظف....وانا بس شفتها وعطتني رقمها واسمها الكامل......تراها ما هيب تحت عيني طول الفترة لا اعرفها ولا تعرفني بس لم قريت الاسم جاني شلل بالتفكير.....
بو سلطان بخيبة: ما تعرف مكانها يعني...؟
سلطان: اعرف رقمها بس......
سلطان : يكفي يكفي الرقم......باي باي

سلطان بعد ان اغلق في وجهه ابيه ....تحدث بفضول بينه وبين نفسه : شسالفة؟!
.
.
بينما أبا سلطان لم يتردد في الاتصال على أبا خالد ......والذي كان جالسًا في مكتبته المنزلي
اجابه : هلا بو سلطان...
بو سلطان مستبشرا بالخير من الوصول إلى اطراف الخيوط المتشابكة : البشارة يا بو خالد....
بو خالد : خير ...يا بو سلطان....شصاير....؟
بو سلطان : نورة....بنت اخوك.....
بو خالد ببهوت: شفيها؟
بو سلطان: شافها سلطان اتصل علي يسأل يوسف عنده بنت مبتعثه ولا لا....يعني شافها.....البنت في أمريكا......في أمريكا يا بو خالد....
زفر بو خالد ثم نهض قائلا: يعرف مكانها....؟
بو سلطان: لا.....بس يعرف رقمها وهالشي بسهل علينا في الوصول لها....
بو خالد بتحذير: لا تقول ليوسف شي....لا تقوله الحين أي شي.....لم نتأكد ......هي ولا لا
سلطان بتأكيد: ولدي اكد لي هي .....يا بو خالد وشفيك......برأيي يوسف لازم يعرف هالشي عشان تخف حالته لو بقدر بسيط.....
بو خالد ابتسم فرحًا وبمشاعر مختلطة: أخاف عليه من الصدمة....ما اضمن ردت فعله....اخاف يقول يبي يسافر لها.....وبحالته هذي ما يصلح....
بو سلطان بتفهم: صادق...بس راح يلومني انا بالذات على سكوتي لو عرف بعدين ......

بو خالد ازدرد ريقه: برأيك نقوله....
بو سلطان : اخوك صبر واجد وصبره نفذ.....وعلى قولتهم دق الحديد وهو حامي...نقوله وان شاء الله ما هوب صاير له شي.......
بو خالد : راح امره الحين
بو سلطان : وانا بسبقك ......
ثم اغلق الخط ابتسم أبا خالد رغم خوفه من ردت فعله أخيه ولكن حقًا أخيه يتعذب لِم يُخفي عليه امر كهذا ....خرج من مكتبه وذهب ليزف الخبر إليه!



.
.
.
كلاهما يُسابقان زف الخبر وكأنهما رآها بأم اعينهما
يوسف
الرجل المخدوع...والرجل الهزيم في الآن نفسه
الرجل الذي لم يُحارب لِ إثبات الحقائق....
ربما صدمته لم تكن طفيفة حتى جعلته يتخلّى عن جميع الأشياء التي تذكره بخيانة وفضاضة أفعال ديانا!
ربما نور اخذت منه هذه الصفة حتى بِها تخلّت هي الأخرى عن ابنتها ولكن بمُختلف الأسباب
وهل سيطول امرها كما طال يوسف في وعي الامر من جذوره؟!
اماتها ....ولم يُحييها يومًا بينهم بذكر اسمها حتّى.....اشتعلت في فؤاده بعد ان استيقظ انه اعدم كيان شخص موجودًا على الحياة
شيخة وخطبتها وحديثها الأخير
زوجته وحديثها المؤلم
كلاهما جعلا قلبه يرتجف خوفًا من الحقائق
لا يدري لِم الآن اشتعلت النيران
ولكن جلّا ما يُريده لقاؤها الآن
احتضانها ...توضيح أمور كُثر لها...ولكن الأبواب سُدّت في وجهه
سقط......مُعلنًا عن انهياره وعن تعبه......
.
.
نظر لأبنائه وكأنه يودعهم .....اليوم سيخبر الجميع عنها.....سيوكّل مهمّة البحث عنها لناصر اخيها
كانت زوجته عن يمينه
وناصر وسعود بالطرف الايسر والشيخة في الطرف الأيمن

قال: جمعتكم ابي اقولكم اللي المفروض ينقال قبل عشرين سنة ....

التفتت زوجته سريعًا تنظر إليه بذعر
همست: يوسف....
التفت عليها مطبطبًا على كف يدها: منيرة عيالنا لازم يعرفون .......
سعود كان يتآكل من الفضول هل سيتحدث عن ذلك الأمر الذي يخبأه عمه أبا خالد؟
بينما شيخة حدّقت بوالديها دون ان ترمش خوفًا مما سيُقال
ناصر تحدث بهدوء: يبه اجّل كل الكلام لين تصـ...
قاطعه وهو يرفع يده: لا لازم تعرفون......
ثم شد على كف يد زوجته بقوله: قبل أنا اتأسف منك يا منيرة قدام عيالك كلهم.....اتأسف اني جرحت قلبك......وألمتك......آسف لأني ما عرفت قيمتك إلا في وقت متأخر.......آسف يا ام عيالي....

منيرة اغرقت عينيها وسالت دموعها تحت صدمت ابنائهم
تحدثت : والله اني سامحتك من سنين يا يوسف انا اللي آسفة وصلتك لهالمواصيل ......بكلامي.....و...
قاطعها وهو يتنهد: لا يا منيرة ....خطبة شيخة لسلطان...وكلامك تركوني اواجه الشي اللي بداخلي.....الشي اللي احاربه.....من سنين!
سعود لم يتحمل: يبه وش صاير....
شيخة : يمه يبه.....لا تخوفونها تكلموا...
ناصر يشعر انه فهم جزء بسيط لذا قال بتردد
: الموضوع يخص اختي نورة؟
شيخة بصدمة: اختييييي؟
هز أبا يوسف رأسه ماكدا ذلك
واخذت منيرة تحمل من اعباؤه القليل بقولها
: عندك اخت يا شيخة....انت ما شفتيها...
شيخة رفّ جفنها: ووينها هي الحين؟

أبا ناصر اخذ دوره: تخليت عنها غصبن عني....تلفقت لي سالفة انها ما هيب بنتي.....بس عشان اني اترك أمها.....وفي لحظة غضب وطيش تخليت عنها وطلقت أمها....لأني اكتشفت انها....
ام ناصر نظرة لوجه زوجها المخنوق شدّت على كف يده بقوة
بينما سعود حدّق في وجه ابيه: أنها ايش يبه؟
ناصر شربك أصابع يده ببعضهما البعض...
وانصتت شيخة لحديث والدها الذي اردف بصوته المرتجف
: تخوني....!
شهقت شيخة حتى كادت تختنق بالهواء الذي سحبته
ناصر التفت سريعًا على والده: يبه ماله داعي تقول لنا التفاصيل لا تتعب حالك......

بو ناصر نظر لأبنه: ابي افهمكم الصدق مابي احد يغشكم بسالفة مثل ما غشوا باقي العيلة....
سعود نهض ومسح على رأسه بحيرة: طيب وهالنورة وينها فيه؟
بو ناصر تنهد من جديد: خذتها أمها عندها ولا ادري وين سماهم عن أراضيهم....
سعود بدأ يشتم والدة نورة \نور
بصوت مسموع
حتى قالت والدته: ولدددددد عيب عليك.......لا زيد النار حطب....اجلس وهد...
شيخة اغرقت عيناها بالدمع
ثم قالت: ليش يبه ما قلت لنا من قبل عنها....ليش؟

ناصر التفت عليها: مو وقت اسالتك يا شيخة .....
شيخة بانهيار نهضت وهي تقول: الا وقته....ليش تتخلّى عنها بهالسهولة .....لهدرجة رخيصة يبه....يعني لو مثلا جا احد وقال لك انا مو بنتك راح تتخلّى عني....
صرخ هنا سعود في وجهها بعد ان نهض: بننننننننننننننت........شالحك ي....
ناصر تحدّث بحده: شيخه يا تبلعين لسانك يا طسين في غرفتك....
ام ناصر خافت من أولادها على ابنتها ومن حديث ابنتها على زوجها!
لذا قالت: شيخة روحي على غرفتك
......
شيخة برجفة من الموقف: حتى لو شككوك يبه.....حتى لو ......تتركها .....كم كان عمرها وقتها هااا؟....كم كان......كيف امنتها عند ام مثل كذا......كيف؟

بو ناصر لم يتوقع انّ احدهم سيسأله هذا السؤال......سيلومه .....سيعاقبه بحديث لم يدور في عقله وقتها.....
تحدث وهو ينظر إليها بانكسار: التحاليل يا بنتي ....اوراق التحاليل عمّت عيوني.....
شيخة انكسر قلبها عليه هنا سالت ببراءة: شفت التحاليل بعينك يبه؟
هز رأسه بلا: منعوني........جننوني يا يبه.....جننوني....ما خلوا بي عقل....
شيخة نظرت إليه ثم ركضت لناحية الدرج تركض لغرفتها.....
ناصر بهدوء: يبه.....
بو ناصر تحدث: ابيك تدوّر لي عليها يا ناصر...قلبي يا كلني.....ضميري يخنقني....
سعود لم يتمكن من ان يُسكت نفسه من قوله
: شلون يبه عرفت انها بنتك يمكن صدق هالزبالة ....خانتك...
قاطعه ابوه بصوت شبه مرتفع: لا .....بنتي.....هي خانتني بمكالمات .....ما.....
وسكتت رأت منيرة ضعفه في التحدث عن الماضي اردفت بهدوء: حبيبها كان بناني مثلها ...كانت تكلمه وبس....انا اشوفها ....كانت تحت عيني ما تطلع...من البيت كثير....بس قدروا يشككون ابوكم .....بسبب قهره وغضبه وقتها...

ناصر بتفهم: خلاص يبه.....اعتمد علي....وهد من نفسك....
سعود جثل على ركبتيه امام ابيه : وعد مني لك لاحرق قلب هاللي ما تنتسمى.....

ام ناصر بذعر: سعود حنا ما نبي مشاكل...
بو ناصر طبطب على اكتاف ابنه: صادقة امك....انا كل همي بنتي...اما هي بحريقة ....لا تدخل نفسك بمشاكل انت في غنى عنها...لا تخليني اندم اني تكلمت....يا وليدي....
سعود سكت ثم نهض قبل جبين والده : لك ما تبي يا يبه....
ثم سمعوا صوت جرس الباب
نهض ناصر: بفتح انا....
ثم التفت بو ناصر على زوجته: قومي شوفي بنتي......يا منيرة.....
ام ناصر بتفهم هزت رأسها ثم نهضت...

سعود جلس عن يمين والده : يبه.....ليش ما تبلغ...
قبل ان يُكمل فهم ما سيقوله ابنه فقال: لالا.....كذا بتطول السالفة وبندخل في قضايا انا ما فيني حيل على الحكي....
سكت سعود واتى ناصر: يبه عمي غازي وبو سلطان بمجلس الرجال ينتظرونك
بو ناصر وهو يتكأ على عصاته الذي بدأ يستخدمها بعد طيحته الأخيرة
ساعده سعود : حياهم الله
ثم مشوا معه إلى ان دخلوا المجلس
أبا خالد استقبله وهو مبتسم قبّل جبين أخيه الذي يصغره بأربع سنوات
ثم قال: البشارة يا بو ناصر....
نظر لوجه أخيه ثم لوجه أبا سلطان المتهلل وجهه بالفرح والسرور
: خير اللهم اجعله خير...
بو خالد شد على يدي أخيه وهو يقول بهدوء: عرفنا مكان نورة...
سقطت عصاته على الأرض وأصدرت صدى اوجاعه في اركان المجلس...
ابتسم وارتجفت شفتيه بتلعثم من شدة فرحه: صدددددق؟
ناصر نظر لوجه أخيه سعود.....المتجهم بسبب خيانة زوجة ابيه ...وكذبها...وخداعها...
بو سلطان اقترب: أي صدق صدق...يا يوسف.....ولدي سلطان شافها......هي بامريكا...بنفس الولاية اللي يدرس فيها ولدي سلطان......
أبا ناصر سريعًا ما جثل على ركبتيه ثم سجد لله شكرًا....وبدأ يبكي وهو ساجد
فرفعه أخيه من على الأرض واحتضنا بعضهما البعض
سعود خرج سريعًا من المجلس لا يحبذان ينظر لـِ ضعف ابيه
لأنه يشعره بالضعف
بينما ناصر طبطب على ظهر ابيه الذي يكرر: الحمد لله بشوفها قبل اموت...بشوفها يا غازي بشوفها.....
بو سلطان طبطب على كفه: بشوفها يا يوسف بشوفها.......هدي من نفسك....

ابتعد يوسف عن أخيه ثم قال: خلونا نسافر...نسافر بكرا ....
بو خالد بهدوء: لا وانا اخوك......نأجلها للأسبوع الجاي....بعد ملكة قصي......

بو ناصر بضعف جعل ابنه تدمع عيناه: ما فيني صبر وانا اخوك.....ما فيني صبر.....
بو سلطان : كلها كم يوم يا يوسف لا تستعجل......بو سيف محتاج لوجودكم .....في ملكة ولده......
بو خالد : صادق بو سيف......محتاجنا لذاك اليوم....لا نستعجل وانا اخوك وانا اوعدك......انا اللي اوديك لها....
بو ناصر بتنهد: ان شاء الله ....الله يصبرني......الله يصبرني...
بو خالد نظر لناصر: ناصر جيب ماي لأبوك
ناصر هز رأسه ثم خرج

فقال أبا ناصر: ترا قلت لعيالي عنها....
بو خالد يريد ان يريح أخيه فقط لا يريد ان يلومه لا يريد ان يضع على جراحاته ملح لتلتهب
فقال وهو يمسح على ظهره ويخفف عنه: زين ما سويت زين ما سويت.....
بو ناصر بضعف: شيخة جلست تلومني ....ليش تركتها.....وصارت تحط نفسها بمكان نورة.....
بو سلطان بهدوء ثابت: جاهلة....جاهلة يا يوسف ما تدري وش تقول.....
بو خالد بهدوء: من صدمتها تقول لك هالحكي...لا تحط ببالك وانا اخوك...
اتى ناصر فتناول أبا خالد الكأس وقام بسقي أخيه على مهلٍ ثم نهض وساعد أخيه في النهوض
جلس بالقرب منه: قوي نفسك ياخوي...هانت ما بقى شي.....
ثم نهض : بروح اطمن على بنتي...(يقصد شيخة)
فقال: ناصر شوف لي الطريق ....ناد لي شيخة بمجلس النساء....
ناصر بهدوء: حاضر يا عم...
ثم نهض
بينما أبا سلطان اخذ يطبطب على يوسف ويخفف عنه
.
.
كانت والدتها تتحدث وهي تبكي
: يمه شيخة.....هذا بدل ما تخففين على ابوك تزيدينه....
شيخة بانهيار وعاطفية فياضة: يبه ابوي تخلّى عن بنته فاهمه وش يعني......لهالدرجة تهون عليه حتى يصدق اللي ينقال عليها...ويتركها....

ام ناصر : قلت لك يا يمه...وقتها ابوك الله لا يوريك كيف كان....صدمة ورا صدمة......اصعب شي على الرجال ...يشوف زوجته تخونه........هي تآمرت عليه ويّا اللي ما ينتسمى....وقدروا يلعبون بعقل ابوك........

شيخة اشارت لنفسها: لو احد تآمر علينا...وقال له بنتك شيخوه مو بنتك...يعني راح ...
أمها نهضت سريعًا وصفعتها على وجهها ثم هزتها: لا تقارنين نفسك فيها.......كذاااااااااااااا انتي جالسسسسسسسسة تحطين فيني العيب......شيخوه.......بلا هبال....استوعبي وجع ابوك.......استوعبي اللي صار غصبن عليه مو من خيره........لا تجلسين تلومينه.....لأني بقطع لسانك.....بقطعه يا شيخه وبلا دلع زايد.......
ثم خرجت من الغرفة غضبه ودخل هنا ناصر ليرى اخته تبكي واقفه وهي ممسكة خدها
عقد حاجبيه: شصاير؟
شيخة بكت ولم تُجيبه
ناصر اقترب منها ازاح يدها من على خدها ورأى الاحمرار: ضربتك؟
ثم قال بغضب: وش قايلة انتي لها ها؟
شيخة برجفة شفتيها: قلت الواقع.....
ناصر بنفس عميق: استغفر الله
ثم اردف: شيخه....بلا دراما....
شيخة بشهقة: كلكم متعاطفين مع ابوي عشانه مريض.....ومو قادرين تلومونه على .....
صرخ هنا ناصر
يبدو انّ الجميع اعصابه متوترة كثيرًا من الامر

: على ايش نلومه وعلى ايش ما نلومه؟....شايفه حالته انتي؟ شايفتها كيف.....؟
ثم قال بحده: أي هو غلطان ...انه تسرع بقراره ....ها ارتحتي؟.......بس مو وقت اللوم الحين.....مو وقته ابد يا شيخه.......
شيخة استمرت في البكاء
ناصر مسح على رأسه: امسحي دموعك عمي بو خالد يبقيك تحت....
شيخة بصدمة نظرت لأخيها: ايششششش؟
ناصر سحب علبة المناديل من على الكمودينة: مسحي دموعك يلا.......
شيخة خافت من رؤية عمها....جا ببالها انه سيتحدث معها بأمر بندر
هل افتضح امرهما؟
مسحت دموعها ومسحت على شعرها بيدها ومشت خلف ناصر
وهي ترتعد خوفًا من الأفكار التي تطرق رأسها
فتح ناصر الباب
دخلت وهي مطأطأة رأسها بخجل
فقال عمها: ما تبين تسلمين على عمك يا شيخة؟
شيخة تقدمت لناحيته قبلت رأسه
نظر لوجهها ونظر لناصر
انتبه للاحمرار فقال: انت ضاربها؟
ناصر بهدوء: لا....
تحدث بجدية: منو ضاربك يا بنتي؟
بكت هنا شيخة فتأفف ناصر وهو يردف: امي ضربتها عشان طوالة لسانها...
شيخة نست وجود عمها فقالت: بس عشان قلت الكلام اللي تخافون تقولونه...
بو خالد عقد حاجبيه: فهمني ناصر....
ناصر بغضب: الأخت جالسة تلوم ابوي انه ترك نورة.......وتزيد النار حطب...
بو خالد بتفهم سكت ثم قال: اتركنا بروحنا يا ناصر...
هنا خافت شيخة...
نهض ناصر واغلق الباب
ثم مسك يد ابنت أخيه: تظنين ابوك راح يتخلى عنك في يوم من الأيام....
شيخة ببكاء وغصة
حقًّا كانت عاطفيتها مسيطرة عليها ولكن
اباحة لعمها بما دار في عقلها في الحقيقة: أصلا هو كان بسوي فيني مثل ما سوى في نورة...كان راح يجبرني على سلطان ويتخلّى عني......
انصدم بو خالد يعني انّ الامر لم يكن بسبب التحاليل كما اخبرهم
ولكن اصرف النظر عنه : يعني هالشي تشبهينه باللي صار قبل عشرين سنه...
تمشقت وهي تردف: شالفرق يعني.......
بو خالد بحكمه: الفرق انه كان يبي لك الزين ...ولو صدق يبي يتخلّص منك كان الحين انتي ببيت سلطان من شهر......بس شوفي وينك الحين فيه....
سكتت هنا شيخة
فقال: لا تقارنين نفسك بيوم بنورة....ابوك مر بظروف ما يعلم بها الا الله .....أنا ما كنت ادري انهم يضغطون عليه وقتها.....ديانا وامير الشخص اللي خانة ابوك معه.....لعبوا بعقله وهو في مرحلة غضب......وتوتر...وحقد .....كان يبي ينهي امر طلاقها...ويمسح من وراها اثر الخيانة....وهي خبيثة...عيّت تسافر بدون بنتها......ولفقوا هالسالفة.......ابوك انجرح....لا تزيدين جروحه يا بنتي....تفهمي وضعه......
شيخة وكأنها بدأت تستوعب الأمر وتخرج من طور الغضب
قالت : ان شاء الله
بو خالد تحدث: وفي شي ثاني....عارف ابوك ما راح يوصله لك هالفترة ......عشان ما يضغط عليك وخايف....
شيخة بفضول: شنو؟
بو خالد: انا خطبتك منه لولدي......بندر.....هو خايف يقولك بهالفترة وترفضين .......وخايف يجرحك.......وظنين فيه مثل ما ظنيتي عنه لم تقدم سلطان......
ثم نهض: فكري زين......ولا تستعجلين بالرد........والله يكتب اللي فيه الخير...
ثم خرج تاركها في صدمة عارمة......صدمة من سبب تردي حالة ابيها .....وسبب آخر لخوفه عليها واخفاؤه امر تقدم بندر لها.......إلى هذه الدرجة مكسور...وخائف من ان يخسرها....إلى هذه الدرجة اقنعته بكذبته وآلامتهُ بذكريات الماضي بربطه مع حاضره؟! ادركت هذه الأمور بربط حديثه قبل قليل
تأففت: الله ياخذني .....
ثم نهضت وخرجت عائده لغرفتها!
.
.
.
.
كانت تنظر للسقف واضعة يديها على بطنها .....تشعر انها اكلت الكثير.....ومر وقت طويل وممتع معه...ظنّت ما إن سيحل الليل والظلام عليهما سيعود لمنزله ولكن لم يحدث هذا الامر...
شعرت بالتعب فاستلقت على ظهرها واتى هو الاخر استلقى بجانبها
تحدثت : ما بتروح بيتكم؟
كان ينظر لها بهدوء هز رأسه : تؤ....
تنهدت ثم سكتت
ثم تحدثت: قصي انا خايفة.....
قصي هنا خفق قلبه بلل شفتيه ثم قال بهدوء يحاول ألا يبيّن الخوف الذي اجتاحه من كلمتها: من شنو بالضبط؟
مُهره اخذت نفسًا عميقًا: من كل شي.....
اقترب قصي منها ثم همس لها: خايفة مني؟
التفت عليه ونظرت لعينيه بشكل مطوّل ثم عادت تقول: قلت لك خايفة من كل شي
قصي ابتسم لها: يعني حتى انا؟
هزت رأسها بنعم ثم عادت تنظر للسقف: خايفة تتركني......وتتخلّى عني.....خايفة ...اعيش اللي عشته زمان......خايفـ
قاطعها : ثقي ثقة تامة انه ما راح اتركك......وما راح يفرقني عنك إلا الموت يا مُهره ......
ثم اردف بجدية: لو ناوي اتركك....ما قلت لابوي عنك....ما خليته يكلم عمك.......ما علنت زواجنا من الأساس.....
مُهره التفت عليه بعينين دامعتين: يمكن عشان الحمـ....
قصي أشار بيده: لاحظي جالسة تظلميني وانا ساكت لك.....
مُهره ضحكت بخفة على حركته وحديثه
ثم قالت: طيب اوعدني ما....
قبل ان تكمل قال بصوت مرتفع: الللللللللله ياخذني لو تخليت عنك.....يا شيخة من يقدر يتخلّى عنك انتي......انتي روحي......وعمري وحياتي.....
مُهره ضحكت حرجه ثم قالت: خايفة من شي ثاني...
قصي سكتت
ثم قال: إللي هو...
مُهره مسحت على بطنها بشكل ملحوظ له: الامومة...انا ما عرف قصي....شي....ماحس...
وضع يده فوق يدها التي تمسح بها على بطنها ثم قال: راح تصيرين احلى ام يا مُهره.....انا وانتي بنتساعد على تربيته ......راح نتعلم نمارس الامومه والابوّه بشكل مشترك .......تكفين مُهره نفضي هالخوف من على قلبك...وثقي فيني....
هزت رأسها برضى ثم استلقت على جانبها لتصبح مقابله لوجهه
قالت: مصر يعني ما تبروح بيتكم
قصي ابتسم من جديد: ما بروح إلا لم تنامين....
مُهره سكتت ولكي تعطي نفسها فرصة أخرى قالت: اجل نيّمني؟
قصي بتساءل: كيف؟
مُهره اقتربت منه قليلًا سحبت يده ووضعت رأسها على يده اليمنى أصبحت قريبه من صدره ثم قاتل: كذا....يلا قول لي قصة....
قصي من سعادته ضحك بخفة: هههههههه ....تبيني أقول أي قصة؟
مُهره نظرت إليه: يعني بتقنعني انك تعرف قصص كثير
قصي سرح في عينيها: لا والله ماعرف....
مُهره اغمضت عينيها : قولي عن مغامراتك وانت صغير.....
قصي : كذا ما راح تنامين راح تتحمسين وتصحصحين....
مُهره شدّت على يده: لالا صدقني بنام......للعلم احب انام واحد يسولف على راسي...بس مو أي سوالف...يعني قصص وكذا.....حتى لو تألف قصة من راسك قولها....عادي....
قصي بضحك خفيفة: اجل الله يعينك على الكذب اللي بسمعينه.....
مُهره : لا تحاتي برحّب فيه يلا....
وبدأ يندمج قصي في تأليف قصته ....وهو يحمد لله ويشكر آلافًا من المرات على تغيّر حالهما.....وبعد أن خلدت للنوم قبّل جبينها واغمض عينيه هو الآخر!
.
.
.
.




غيّرت حفاضات ابنها(اكرمكم الله)...وقامت بتلبيسه ملابس أخرى......ارضعته ......وقامت بتنويمه بحنانها المعطاة....ثم وضعته على سريره....ثم توجّهت للخلاء لتتحمم
ولكن اوقفها صوت رنين الهاتف
سحبته من على سريرها نظرت للاسم فتأففت
: اففف منك يا سيف..
رمت هاتفها وتوجهت للخلاء.....ولكن سمعت الرنين المتكرر وخشيت من ان يوقظ ابنها.....
فعادت واجابت وهي تبتعد عن ابنها بقدر ألا يسمعها
: نننننننننننعم
سيف بهدوء: ظنيت ما راح تردين ابد ...

الجازي بملل: والله زين انك عارف....بس رديت عشان لا تزعج عبد لله تو نايم...ومابي ابي اقفل جوالي....لأني انتظر اتصصصصصصصصصصصال مهم....

سيف يعلم انها تستفزه الآن لذلك لن يطيل الامر قال: انا موافق على عرضك
الجازي عقدت حاجبيها: أي عرض؟
سيف حديث نوف جعله يفكر بقساوة على قلبه تذكر آخر مكالمة حينما طلبت ان يطلقها بمقابل ان تأتي وتعيش معه لمدة أسبوع وعندما رفض قالت له
*ست شهور تكفيك*
هو لا يريد أن يصبح استغلاليًّا لضعفها ولكن نوف محقة إن ابتعد ستبتعد عنه للأبد
فقال: قد قلتي لي اذا تبي تطلقني بمقابل...و...
قاطعته بحقد: قسم بالله ما شفت استغلالي....مثلك.....قلتها وقت ضعف وانهيار تفكرني ب....
قاطعها بحده: الجازي ما تلاحظين جاالسة تدورين وتلفين على نفسك...
الجازي بنفس عميق: شقصدك ؟
ثم تحدثت بعصبية: انت مطوّل السالفة......وفرضا وجيت وعشت معك أسبوع.....اسبوعين وش بغيّر .....هاااا.....وش بغيّر هالشي من اللي بداخلي......تتوقع بغيّر قراري بعدها؟
سيف اغمض عينيه تمتم بالاستغفار ثم قال: الجازي......عطيني فرصة ثانية ......
الجازي شدّت على شعرها قليلًا: ياربي انت ما تفهم؟....فجأة صرت غبي؟.....سيف الله يرضى عليك افهمني انت...انا قررت وخلاص....ابييييييييييي الطلااااااااق.....سالفة ارجع لك....هذي....انساها.....تكفى استوعب هالشي.....
سيف بهدوء: قلت لك انا موافق على عرضك ....
الجازي بتفكير: امممم يعني بمقابل الطلاق...
سكت ولم يجيبها
الجازي : سيف.......والله لو ارجع لك....راح تكرهني.....والله.......خل صورتي الحسنة اللي ببالك الحين....وطلقني......
سيف تنهد: حاولي عشان عبد لله مو عشاني ولا عشانك......
الجازي تكتفت بيد واحدة: الحين همّك عبد لله هااااا....
سيف تحاصره
تخنقه تضغط عليه
همس: الجازي......صيري قد كلامك.....
الجازي بصراخ: قلت لك قلتها بلحظة انهيار ....وانت ما ستغليتها في وقتها .....الحين فكرت فيها....يعني....هاااااااااااا اااااااا؟
سيف بلل شفتيه: من وين هالعند من ويننننننن؟
الجازي ضكت بسخرية: هههههههه منك ......
سيف بحده: ما راح اتنازل عنك...
الجازي ببرود نظرت لأصابع يديها: وانا متنازله عنك كليًّا....

سيف سكت......وأطال السكوت فقالت: بسكر......بـ...
قاطعها بنبرة حادة: الجازي....سمعيني زين...لك مهلة أسبوع ....تعيدين فيه التفكير.......واذا هجدت شياطينك اتصلي علي اجي اخذك .....وإلاااااااا انا قسم بالله راح اجيككككككك.......

الجازي تمثل الغباء بطريقة مستفزة: يعني قصدك راح تسكن عندنا؟
سيف خرج عن طوره: المهم تفهمين سالفة اني اطلقك بالمشمش يا الجازي.....والحين مع السلامة...
اغلق الخط في وجهها اما هي اتاها برود من هذا الامر رمت هاتفها على السرير بسخرية على حالهما
ثم اردفت: لا طلّق....وانا بعيش.....الحمد لله والشكر بس....
ثم دخلت الخلاء لتستحم
.......
وجنّ حنون سيف.....لا يعلم ماذا يفعل .....ليرضيها لا يدري
تأفف سحب (اللاب كوت من على سريره ) ثم خرج من شقته!
..
.
.

سمع والدته وهي تتحدث: اتصل باخوك ما رجع ....
عزام وهو يعبث بهاتفه: يمه قصي مو بزر....اكيد طس عند اخوياه
جسّار ارسل لأخيه عن طريق الوات ساب
(واضح نايم بالعسل عند حرمته)
عزام وهو يقرأ
(الله ياخذه بوهقني مع امي)
تحدثت والدته: تركوا هالجوالات ....واتصلوا عليه....
ثم نظرت لابنها الغاضب سيف
فقالت: يمه سيف وين رايح....
سيف : جهههههههههههههنم
ثم اغلق الباب
جسار ارسل سريعًا لأخيه
(واضح مكلم المدام وشبت نيران الشوق في قلبه)
عزام اهتز ضاحًا ليكتب
(والله اخوانك نكتتتتتتته)
التفت عليه والدته: تضحك تضحك ......اتصصصصصصصصصصصل على اخوك يلا...
جسار تدخل وبكذب: كلمته قال هو عند اخوياي في الاستراحة...
ام سيف بقلق: الله يقطع هالاستراحة اللي طلعت لنا فجأة......والله ياخوفي يجيب لنا مصيبة....
عزام : شدعوة يمه قصي كبير.....
ام سيف بنرفزة: كبير وطايش....وعقله قد حبة الفول.......خايفة عليه من عيال الحرام....عمره ما سهر....لحد هالوقت....
جسّار نهض وجلس بالقرب منها: يمه تو الناس....والله .....شفيك.....صرتي تقلقين على اقل شي من جينا الرياض
ام سيف بنبرة حزن: احاتيكم خايفة عليكم ....الدنيا تخوف يا يمه....والحين القابض على دينه كالقابض على جمرة ....خايفة عليكم من فتن هالدنيا وبلاويها....
قبّل سريعًا عزام رأسها: يمه لا تحاتين انتي ربيتي....ربيتي رجال......والله قصي ما يسوي اللي يمر ببالك لا تحاتين حنا وراه.....
ام سيف بمحاتاه: اتصلت عليه ما يرد......خايفة صار له شي...
جسّار رمق عزام وعزام هز رأسه وفهمه
فقال: انا اتصلت عليه وقال هو بالاستراحه لا تحاتين ......
عزام استقل حديث جسّار وارسل رسالة نصية لأخيه
(يا حماااااااار ارجع البيت امي قلقانه عليك مووووت الله ياخذك انت واخوك جننتوها)

ام سيف بعتب: احاتيه هو ولا احاتي سيف هو وزوجته ........مادري احاتي منو ومنو.....
جسّار: هونيها وتهون يمه.....
عزام بجدية: يمه قصي ينسى نفسه مع اخوياي شي معروف.....والثاني لا تدخلين نفسك خليه يحل مشكلته بنفسه

ام سيف بتنهيدة: كيف اتركه يا يمه وانا اللي وصلته لهالحال...
جسّار بنرفزة: لا يمه مو انتي غباءه هو اللي وصله لهالحال
عزام : صدق يمه....هو اللي رفس النعمة برجله....خليه يتحمل.......لا تلومين نفسك....ابد.....
جسّار: والحمار الثاني تركيه علينا....
ام سيف ضحكت: هههههههههههه والله بتركه على ابوك يسنعه......هذا وملكته أسبوع الجاي.....والله ان فشلني قدام الجماعة...لا اوريه شغله.....
عزام :ههههههههه قومي ارتاحي......ونامي ولا تساهرين الليل يا الحنونة.....ولجا ثورنا أدبناه....
ام سيف بقلق بلغ منتاه: والله ما تغفى لي عين واخوانك برا البيت
جسّار بهدوء: سيف شفتيه حامل اللاب كوت حقه يعني عنده مناوبة .....والثاني قلنا لك ادواه عندنا....
عزام قبل يدها وكذلك جسّار: يلا يومه قومي.....قومي ريحي نفسك....
ام سيف تنهدت ثم قامت: اذا جا قولوا لي....
جسّار قبل جبينها: ولا يهمك يمه....
ثم اتجهت لناحية عتبات الدرج اما
جسّار: اتصل على هالحمار......
عزام بملل: والله اتصلت عليه......ما يرد....شكله نايم....

جسّار رفع كفيه : نام عليه بعير...ولا قام....
عزام ضحك إلى ان دمعت عيناه: هههههههههههههههههههههه استغفر ربك........
جسّار ابتسم رغمًا عنه: والله امي بيجي يوم وتكتشف بسبب غباءه .....الحين خطتهم ماشية تمام.....يروح يخوره....ليش؟
عزام بهدوء: اكيد زوجته فيها شي عشان كذا تأخر.....ما اظن قصي غبي لهالدرجة .....
جسّار : اففففففففففف الله يستر.....ان شاء الله ابوي يهدي وضع امي واضح المسكينة تحاتيه....
عزام عاد يتصل عليه
ثم أجاب سمع صوته المشبّع بالنوم: الو.....
عزام بطنز: يا صباح الورد والياسمين......
قصي بالكاد يفتح عينيه: صار الصبح؟
عزام بسخرية : نايم ولا سكران؟
قصي شعر بتنمل يده الذي نامت عليها مُهره: مو رايق لك ...ترا....

جسّار أشار له بمعنى اعطني الهاتف
سحبه: يا حمار.....ارجع البيت ....القيامة قامت.......بسببك......الوقت متأخر...وامي شابه ضو....
قصي ببحة: بجي الحين بجي...
جسّار وهو يفخم صوته بشكل مضحك : بجيييييييييي بجييييييي.....نعنبو شكلك ....واضح بديت تتحوّل لزومبي شالصوت الخايس....
قصي بملل: اجلوا طقطقتكم بعدين يا كـ.....
ثم اغلق الخط
عزام بضحك: هههههههههههههههههههههههه ..........وش هالتقليد انت بعد....
جسّار: واضح انه نايم بالعسل ...خل يجي نكمل طقطقة عليه....
عزام غمز له: للصبح وحياتك.....

بينما قصي....حاول النهوض دون ان يزعج مُهره ...وضع رأسها على الوسادة ع
ثم قبّل جبينها.......ونهض.....متجهًا للخلاء
............................

.
.
اتى كما توقّع الشرار يتطاير من عينيه ......رجاله حاوطوا المكان .....وهو عاد لمنزل ادوارد بعد رسالة احدى حرسه الذي اخبره عن مجيء ماكسين
اتى وترجل من سيارته رأه ماكسين
التف عليه
(مترجم): ستأخذ خطيبك من هنا وستذهب بعيدًا عنا...وإن شعرت انك في مآمرة ضدنا لن اتوانى عن قتلك....
مد طارق يده له ليصافحه(مترجم): موافق....

تقدم ماكسين وهو يزفر بصوت مسموع ...عندما دخل إلى وجهية المنزل الواسعة
صرخ : إدووووووووووووووووووووووو وووووووارد

ادوارد كان جالسًا في الصالة عندما سمع صوت ابيه
اغمض عينيه ثم أشار لحارسه ليفتح جميع الأبواب
تقدم ماكسين وطارق ورجاله خلفه
دخل إلى الصالة نظر لأبنه
تحدث بحقد (مترجم): هل تريدني ان اصبح قاتلًا أيها المخادع؟
ادوارد ابتسم بخبث(مترجم): في الواقع انت قاتل......
اتى بالقرب منه ولكمه على وجهه(مترجم): لن احاسبك الآن...ستتم محاسبتك أنت ولورين معًا......اما الآن فاخرج خطيبة طارق واجعلها تذهب معه....وحسابنا سيتصفى بيننا ليس امام الجميع.....
ادوارد تحدث بحقد(مترجم): هل صدقته؟
ماكسين هز رأسه(مترجم): لا.....بل صدقت الصور......
ثم أشار لحرسه(مترجم): ابحثوا عن الفتاة
ادوارد (مترجم ) أشار لهم: لا داعي فهي في القبو...
طارق مشى وتبعوه رجاله بينما ماكسين أشار لحرسه ليتبعونهم يخشى من ابنه ان يوقع الجميع الآن في الفخ
فقال(مترجم): سأسلبك كل شي........ادوارد .....
ادوارد كان سيتحدث ولكن صرخ ماكسين(مترجم): لا اريد ان اسمع صوتك....وإلا ستندم....
سكت ادوارد وجلس على الكنبة وهو يشتم غباؤه واستغلال طارق له من ناحية ابيه
بينما طارق كان خائف من ان يرى محبوبته على حالٍ بشع ومخيف.....
أشاروا له الحرس عن مكان القبو نزل......فتحوا الباب.....
تقدم وكان الجميع سيتقدم معهم ولكن أشار لهم بالتوقف لهذا الحد.....لا يريد ان يروها.....لا يريد ان تصبح محط انظار للشفقة....
قلبه يرتجف....وجرحه ينزف....وجميع خلاياه تنزف....
ازدرد ريقه .....
سقطت انظاره عليها...سمع انينها.....وعدم قدرتها على التنفس بشكل سوي....نظر إلى .....
فتح عيناه على الاخر.....نظر لتمزّق ملابسها.....للآثار .....للدماء.......لشحب وجهها.....لشعرها ....
جثل على ركبتيه بضعف......لم يُرمش.....كانت تحاول سحب السكين ولكن بلا جدوى ترتجف كالعصفور....تبكي بلا صوت .....بل بصوت طفيف....جدًّا......صدرها يرتفع وينخفض بشكل متتالٍ تعض على شفتيها المجروحتين لتزيد من نزفهما....
زحف لناحيتها...
وهي انتبهت اليه ....خافت من انه يكون المجرم نفسه
فانكمشت على نفسها وابتعدت عنه.....
اقترب وهو يهمس بضعف: انا طارق...جيت لج يا ايلاف....
شخصت عيناها....ومدّت يديها اليه بخوف
تحدثت بصوت بالكاد يخرج من احبالها الصوتية
فهم انها صارخت لدرجة مؤلمة حتى الآن اختفى صوتها
: ططططططلعععني ممممن ااهنيه...
اقترب منها ارتجفت يديه وهو ينظر لارتكاز السكين في فخذها
طوّق وجهها بيديه تحدث: آآآآآآآآآآآآسف.....
ايلاف دون ان ترمش وبذعر هزت برأسها
وكررت: طططططططططلعني من اهننننننيه
طارق هز رأسه ثم مسك السكين نظر إليها: تحملي.......بشيلها منج....

ايلاف ارتعد قلبها بكت بدموع .......وفي لحظة غفلة منها سحب السكين بطريقة سريعة وضجّ المكان بصوتها الصارخ...وانينها المسموع........
طارق سريعًا وضع يده خلف ظهرها ونظر لعينها: اششش....خلاص....خلاص ايلاف...كل شي...انتهى كل شي انتهى...
ازاح من على جسده الجاكيت ...ووضعه على جسدها ليغطيه....ثم حملها ليزيد من نزف جرحه.....وليزيد من وجعه خرج ...ورآه الحرس.....كان سيتناوله منها احد حرّاسه ولكن رفض....
ومشى معه .....وهو يحسب الثواني لا يريد ان يرى ادوارد والا سيقتله....
كان يسمع توجعها انينها.....رجفتها كانت تتسلل اليه.........الجروح....الاثار المقرفة.....منظرها.....اشعل في فؤاده الكره لنفسه....هو من اوصلها إلى هذا الحال....هو وحده.....شعر برجفت خلاياه هو الآخر شعر انه سيغمى عليه ولكن سحب كمية كبيرة من الاكسجين .....مر من الصالة مجبورًا ليرى ادوارد رمقه بنظرات الحقد ثم خرج تارك الوالد يتوعد ابنه ويهدده
فتح احدث حرسه الباب الخلفي للسيارة
جعلها في حضنه شدّ عليها بيديه
تحدث: ايلاف....تسمعيني......لا تغمضين عيونج تكفين.....

مقهورة .......مجبورة على هذا الحضن....هذا الدفء......خائفة......تشعر بالألم......تشعر بالضياع.....تشعر بعدم قدرتها على اخراج (الآه) من فاهها....
تحدثت ببطء : ببببموت...
طارق جنّ جنونه: لالا.......تتوهمين ايلاف...هدي.....هدي.....نور تنتظرج...
ثم قال للحارس (مترجم): اتصل على نور...
................
بينما نور كانت تركض على الرصيف تريد الابتعاد ....تريد ان تبحث عن ايلاف....تريد ان تختفي من الوجود.....تريد ان ترى وجهة تُبعدها عن هذه الأوضاع ....
سمعت الرنين توقفت
وهنا مُراد اقترب
قائلا: نووووور تكفين ردي مجانج انا بطلع...خلاص...
لم تهتم له اجابت على هاتفها: نووووووور....لقيت ايلاف...
نور ابتسمت وسط الدموع: صدق؟....صدق؟...وينها وينها...
الحارس كان ممسك بالهاتف لطارق
تحدث: بروح المستشفى الـ......تعالي.....
نور خفق قلبها: ليش شسوو فيها؟

طارق بضعف: تكفين تعالي.....انتظرج....باي...
ثم اغلق الخط
اما هي كالمجنونة نظرت لمراد: طارق نقذ ايلاف نقذها...ببببروح لها بببروح....
مراد امسك يدها وشد عليها: اوديج آني.....وين هي فيه...
نور بخوف اردفت: مستشفى الـ.....
سحبها مراد دون ان يترك لها المجال في الرفض ومشى بالقرب من سيارته!
.
.

في الصباح.....لم يستطع النوم
كان يتجوّل في غرفته ذهابًا وإيابًا .....يريد لُقياها يريد ان يحتضنها من جنون آخر يظن انها وقعت فيه!
فرحيلها هكذا يُعني شيء مخيف بالنسبة إليه
يُعني ضياع آخر.....يُعني.....جنون آخر.....
تذكر جنونها في الماضي...وتوبيخ ديانا لها على ذلك
تذكر كيف كانت تكسر قوانين والدتها وتتلذذ في عنادها
يتذكر كيف كان يطبطب عليها وهي تدفعه بعيدًا عنها ولكن تعود له من جديد بطريقة غير مباشرة
يعلم نور إن قالت انا لست بحاجتك فهي كاذبة
لابد ان يمر الوقت بسرعة ليحتضنها من جديد
...
كان سيخرج من غرفته ولكن
سمع
ماكس يتحدث مع خطيبته اليكسا
وهو يتحدث بلغة عربية تارة يُصيب فيها وتارة يخطأ
: ئصري (قصري) من صوتك .....لا تخليه يسمع حكيك ويسمم....
اليكسا أتت اليوم لتضع النقاط على الاحرف كما قالت
: خليه يسمع....ما فيني اتحمل هيدا الشي.....هسة بديّاك تفكر.....بس لثانية وحده....بتحس انا وياك مخطوبين .....اكيد لآ.......منّا آدرين نعمل حفلة ....عقد قران وغيروا مشان ظروفهم همّا ....
ماكس بجدية: شوبدّك ياني اعمل....
أليكسا بحده: أدّم (قدم) استقالتك من هالشغلة واشتغل على شهادتك......بدنا نوخلص من هيدي الشغلة ونرتاح....
أمير سمع الحديث واغمض عينيه هل وصل التضرر لعلاقة حارسه المقرّب .....بل نائبه في الاعمال.......هل ستضرر علاقته بخطيبته بسببهم
كان سيخرج ولكن توقف حينما سمع
ماكس: ما فيني اترك خيي بهيك أوضاع......أمير مو بس مديري الخاص يا اليكسا......
أليكسا تحدثت: خلص.....انا ما فيني اتحمل....ومشان عدم قدرتك على تركوه....انا راح اتركك...
وكادت تمشي ولكن مسك بذراعها: شو ئصدك؟
أليكسا بحده: الأفضل انه ننفصل وكل واحد يروح بسبيل حالوا........
ماكس بفجعة: تتخخلّي عني بهالبـ...
قاطعته : انا صبرت كتير .......مليت ......بس تتجول من بلد لبلد......بئول إلك نعمل العرس اليوم بتئول لي.....ما بئدر ......امير متصاوب....نور رجعت تعبانة........الاعداء راح يئتلوا هالعيلة.....وانا ...وانا ماكسسسس.ما ئدمتني عليهم في ولا شي......
ماكس سكت
اليكسا تنهد وبضيق: الأفضل انه ننفصل...عن اذنك...
ثم خرجت من الشقة وبقي واقفًا ينظر لسرابها
وهنا خرج امير
وهو يردف : روح إلها.....وراح ارسل كل مستحقاتك ماكس...
ماكس التفت عليه سريعًا ، كان عليها ان تتفهمه ان تشد من ازره بدلًا من قرار الانفصال
تحدث بخيبة: ما راح اتركك.....امير...
ابتسم لكلمته امير دون سيد امير
اقترب منه: ما فيني اخرب بيتك خيي....اتركني بحالي وبهمومي....
ماكس بنفس عميق: وانا ما فيني اتركك بالنص خيو....
ثم توجّه للغرفة الأخرى: راح تشوف نور اليوم......وراح أكون معك...
امير دمعت عيناه ....وازدرد ريقه لا يريد أن يكون سببًا في خراب بيوت الاخرين يكفيه هذا الوجع من تأنيب الضمير
عاد لغرفته واغلقها!
.
.
.
انتهى


قراءة ممتعة للجميع
.
.
.
انتظر ردودكم وتوقعاتكم






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 08-01-20, 11:21 PM   #57

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت الخامس والعشرون








.
.
.
.
الأمل طريق وعر ولكنّهُ مُسعد للقلب ، مُتعب في بعض الحين
ولكن تعبه له لذّة في الأمر
لولاه لم تهدأ القلوب.....ولم تسكت النفوس عن أنينيها
ولولاه .......لم تكف العيون عن ذرف الدموع......
.
.
كان على متن طائرته....ينظر لتلك الصغيرة....وتاره لماكس الذي بان اصله.....في مواقفه.....رغم أنه غير موافق على انفصاله من اليكسا.......حدّثه من جديد....ليذهب إليها ولكن ....أبى ذلك.....ربما فعلتها كسرت شيئًا في قلبه....ربما كان يظنها شيء....وبفعلها هذا رآها على شيء آخر!
.
.
أطلق تنهيدات نفاذ الصبر.....يُريد رؤيتها.....احتضانها....تخفيف آلامًا كُثر من على اعتاقها.....ولكن المسافات ...دومًا ما تلعب دورًا في هيجان القلوب.....
.
.
يعلم جيّدًا انها لن تستقبله......لن تُقبّله قائلةً
مرحبًا بك....اشتقت إليك.....فقدتك....
ولكن ستبقى هكذا واقفة تحدّق به مطولًّا ....وربما تصرخ.....لتطرده.....لتلعنه.......
ولكن هذا لا يهم....
ما يهمه الآن...رؤيتها.....والاطمئنان عليها.....
.
.
تحدثت الصغيرة: يعني راح اشوف ماما نور؟
هزّت جولي رأسها وهي مبتسمة تُخفي خوفًا كبيرًا مما هو قادم
خائفة من أمور كُثر أهمها
ماذا لو تقبلت نور وجود ابنتها
ماذا سيحدث بعدها؟!
هل سيتم استبعادها عن مهمتها؟
ابعاد الصغيرة عن احضانها؟!

هزت رأسها تؤكد لسندرا انها سترى والدتها

التفت ماكس هنا وابتسم على لهفة الصغيرة لرؤية نور
بينما أمير كان يتنهد وهي يستمع لها
فقال ماكس: خيي....بتحس بتعب؟ بدّك تسطّح؟!

أمير التفت على ماكس مسح انفه بطريقه سريعة تنّم على توتره
: لالا ...لا تاكول هم....أنا بخير.....

ماكس نظر لهاتفه: مُراد ...استأجر شئة(شقة)....ئريبة(قريبة)....من ياللي ساكنة فيها نور.....

أمير هز رأسه برضا تام.....حتى بتدخل مُراد.....لأنه الآن جُلّا ما يهمه نور فقط
أكمل ماكس: وئال لي.....هوِّ ما تركها بحالها.......بيُئصد أنه عم يرائبها....
.
.
.
حقيقةً هو لم يُراقبها فقط، بل واقفًا جانبها....وهي لم تعي هذا الوجود بسبب صومعة احداث ايلاف.....وطارق....

.
.
فبعد أن وصلت إلى المستشفى ليلًا...ركضت في (الاسياب) تبحث عنهما......رأت الحرس يطوّقون المكان فتذكرت امرهما قبل أن تهرب من فرنسا.....ارتعد قلبها ولكن مشت......رأت طارق
يمشي ذهابًا وإيابًا....والحارس الشخصي يريد أن يجبره للخضوع والجلوس على الكرسي المتحرك لمعاينته ولكن ابى
فخافة اكثر.....
وتبعها مُراد الذي شعر حقًّا بحقارته!؟
هو اخبره انّ ادوارد سيدمرها ولكن لم يصدقه
كيف عليه ان يصدّق عدوّه؟!
ولكن حقًّا الآن لم يعد يعرف من هو العدو الحقيقي ومن هو الصديق الوفي؟!

تحدثت نور كالهمس: طارق
التفت عليها.......سقطت عينيها على بقعة الدم الناتج عن انفتاح الجرح ........وتدفق الدم منه....واضح من وجهه انه بكى......كان ....محمر....متعرق.....خصلات كثيرة من شعره ساقطة على عينيه باهمال.....يمشى بترنّح .....ويعض على شفتيه بألم ووجع.....
اقتربت منه
تحدثت وعينيها مليئتين بالدموع: وينها ايلاف؟

طارق نظر إليها وجفنيه يرفان لاحتضان الدموع في محجرهما ولكن لم تستطعا على امساك تلك الدموع سقطت من عينيه
وجثلت نور سريعًا على ركبتيها ......
فركض مُراد: نووووووووووور.....
اقترب منها امسك اكتافها....
تحدث طارق بثقل لسانه: في غرفة العمليات!
نور بكت بدموع ولكن بِلا صوت
تحدثت برجفة شفتيها: ليش؟

عندما تحدث إليه الطبيب هو كان في اللاواعي......اخبره انها فقدت دم كثير في نزفها.......الجرح عميق جدًا......عليهما إيقاف النزيف.......أوتار وأربطه تضررت....لا يدري....لا يعي المعنى الحقيقي لحديث الطبيب....ولكن فهم أنّ وضع ايلاف ليس هيّن.......فتحوا محضرًا للتحقيق ولكن رشاهم بمبلغ وقدره لغلقه ....وعدم احداث ضجة.....وانتهى الامر.....
لن ينسى انّ قلبها توقف لمدة لم تقل عن الثلاث دقائق بعد ان وضعوها على السرير.....شعر هنا انه خسر العالم كلّه....تذكر أخيه والدته.....تذكر خسارته البشعة.....بكى......انهار......ول� � يجد احدًا يواسيه...
خرّ على الأرض ساجدًا ....يرجو الله ان يعيدها على قيد الحياة!
كان يكرر: تبت يا ربي تبت....اسمع ندائي.....استجب دعائي.....تبت ....تبت....

...
في لحظة .....شعر انّ الجميع يطبّق بيديه على عنقه يخنقه.....يعاتبه......يؤلمه......� �و من ادخلها إلى اوساع جنون ادوارد.......هو من اوصلها على خُسران الذات!
....

همس: بوقفون نزيف الجرح...
....
.
.

ثم ولّى بظهره عنهما
ترنّح ......يشعر ما هي إلا دقائق وسيسقط على الأرض بسبب غشاوة عينيه ولكن لا يهم......لا يهمه ابدًا يريد الاطمئنان على ايلاف....

.
.
مُراد رفع نور من على الأرض كانت مصدومة تنفسها مسموع .....عينيها شاخصتين.....من الواضح انها خائفة من الفُقد.....خائفة من ان تفقد ايلاف....
اجلسها على احدى الكراسي الجانبية........نظر لشعرها الرطب......ورجفتها
سحب (الشال\اسكارف) لم يتردد في وضعه على رأسها ويلفه مرتين عليه....بينما كانت هي في اللاواعي.....
.
توجّه لطارق....نظر إلى حاله....
تحدث: شنو صار؟

طارق تمعّن في وجهه......ادرك شيء......ايلاف تشبه قليلًا......فرسمة الانف واحده......كيف لا تشبه وهو عمّها؟
دمهما واحد......
طارق ابتسم بسخرية: قول شنو ما صار....

مُراد مسح على رأسه امسك بكتفي طارق: طارق......اريد افتهم كل شي.....عشـ....

طارق ابعد نفسه عنه وبهمس: فات الأوان يا مُراد.....فات الأوان......انت ما صدقتني.....ما صدقتني....

تفهم مُراد أنه وقع ما بين شخصين في اللاواعي من صدمتهما...والأمر هذا يُرعبه ........لأنه يدل على أي مدى من الخطورة وصلت إليه إيلاف.....وهو لا يريد ان تصاب بأي يسوء
وإلا أخيه جورج سيموت بعدها!

أشار له: اهدأ ....واجلس .....

اتى احد الحرس تحدث (مترجم): سيدي.....نزفك لم يكف....ارجوك.....دعهم...
أشار طارق وعينيه جاحدتين بالاحمرار: اششششش.....
سكت وابتعد قليلًا ولكن بقي يُراقبه

نظر بعدها لمُراد ليقول: خذتوا روحي......قلت باخذ روح اغلى ما عندكم......ولقيتني اخذ روحي من يديد......

ضحك بسخرية : هههههههههه ...قلت برعب قلب اخوك فيها......بس عمري ما نويت....اسوي فيها اللي سواه ادوارد......عمري يا مُراد...

مشى بالقرب من مُراد وعينيه بدتا بذرف الدموع: علّقتها فيني......خليتها تحبني.....تحبني.......لدرجة ما تقدر تستغني عني....كنت احس وايد بهالشي....بس ما تبيّنه...........وبعدين شصار؟
.
.
نور كانت تسمع حديثه.....تشعر انّ هُناك تشابه بينها وبين ايلاف ....رغم انها لا تدري ما هي دوافع زواج مُراد منها ولكن تعلم جيّدًا.....أنّه كذب عليها بزيف مشاعر الحُب....وما سمعته الآن......جعل شعرها يقشعر....
نهضت وسواعدها ترتجف......شعر مُراد بها ونظر لشكلها
تقدمت لناحية طارق
تحدثت : كنت تخدعها يعني؟.....كنت مخطط لكل شي صار لها؟
طارق هز رأسه وعينيه تدمعان: لا نور...لا.....ما خططت اني ..
قاطعته بصرخة وهي تسترق النظر بينه وبين مُراد: كلكم ....حقققققققققققققققره........ك لكم............تلعب في مشاعرها.....تخليها تحبك......تتعلّق فيك عشان تتركها....بوجعها....تبيها تصير مثلي.....مثلي...أنا......

طارق سكت......نظر لنور....بدأ الآن يبصم نور هي ذاتها....الذي ارتبط بها مُراد وبدآ لعبتهما فيها للانتقام .....هو حقًّا في البداية لم يهتم لهذا الأمر لأنه ليس هدفه......ولكن شكّ ....والآن تيقّن......انها هيّ....
تحدث بجدية: نور انا مو مثل مُراد....
مراد فتح عينيه على الآخر ونظر إليه
بينما نور تحدثت وهي تبكي: كلكم وااااااااااااحد
طارق بتعب: نور....انا حبيتها...نقذتها من يد اكبر اعدائي.....ما تركتها......ما تركتها....

ضربها على الوتر الحساس .....فلق قلبها إلى نصفين
نظرت له ببهوت....لم تستطع ان تردف حرفًا واحدًا كل ما فعلته هزت رأسها ......
ثم ابتعدت عنه
مُراد انقهر تحدث: طااااااااااااااارق.....
تحدث طارق بنبرة متعبة: كلّم مشاري وحصة......قول لهم ....بنتكم بتتزوّج.....
مراد بفجعة: ايش؟
طارق : انا بزوجها........ابي أكون معاها هالفترة........وهي راح تمنعني....عشان جذه لازم اعقد عليها القِران....كلم مشاري وتفاهم معاه.........
ونبرة انكسار: وفهمهم انها في المستشفى.....هذا اذا اهتموا ....بييون لها....اذا لا........حسافة امنتوها عندهم....

مُراد كان سيتحدث ولكن شعر انّ طارق بدأ يغلق عينيه ويفتحها وبدأ يتراجع خطوتين للوراء وكاد يسقط على الكراسي ولكن امسكه من يديه
وسانده
ولكن طارق اغمي عليه كليا ما بين يديه
مراد الذي صرخ: دكتووووووووووووووووووووور
.
.


التفتت نور هنا ونهضت ترتجف في مكانها بخوف!
.
.
كلام طارق بالأمس يرّن في آذنيها......جرح قلبها .....مزقها بعنف مصداقية الأمر....هو لو كان ينوي الهروب والابتعاد عنها لم يقف نازفًا امام بابها....الفرق بينه وبين مُراد انه لم يتخلّى عنها إلى الآن هذا ما دار في عقلها......
.
.
.
.
تجمّدت الدموع في عينها بعد أن رأتهم وهم يضعونه على السرير .....ومُراد فجأة اخذ يتوتر ويشتم نفسه واخذته الاتصالات في الاطمئنان على شخص يدعو جورج.....ولم يفتها انه حدّث فيما بعد ماكس.....

ولكن بعد ان اخرجوا ايلاف من العمليات .....ووضعوها في العناية المركزة لمراقبة حالها هي دخلت لها هناك......بعد ان توسّط لها مُراد في هذا الامر....
.
.
.
رأت شحوب وجهها.....تعبها......حدّقت في الآثار الوحشية......والآثار التي تؤول بنا لمعنى التحرّش....
لم تنزل دموعها......ولم تبكي.....ولكن وجهها يتقلب ....ويتلوّن ببؤس ما تراه......
جلست بالقرب منها....قبلّت جبينها.....يدها.......همست في آذانيها
انّ كل شيء سيكون بخير.....وهي لم تؤمن بما تقوله!

بقيت تراقب ايلاف خائفة من أن تتوفّى ....وفجأة ....راقبتها....لساعات طويلة.....ولم تنم....ولم تغفى لها عين.......تشعر بالخدر لأطراف جسدها.....تشعر بالصداع ....والألم حينما تبلع ريقها......عرفت انّ هذه العلامات ...تدل انها ستخضع لمرض قريب......وربما ستصيبها الانفلونزا......شدّت على الجاكيت على جسدها.....بقيت تحدّق في ايلاف...

تنهدّت ثم وقفت لتتجه لناحية الخلاء ....ولكن سمعت الباب ينفتح
لترى طارق على الكرسي المتحرك تدفه الممرضة لناحية ايلاف......وهو ممسك بساق المغذي الموصول به .....

تحدثت بحشرجة صوتها: الحمد لله على سلامتك...

نظر إليه ببهوت وهو يقول: الله يسلمك.....
ثم قال بنبرة هادئة: ممكن تتركيني مع ايلاف بس اشوي....
نور حكّت انفها بحرج: طيب.....
وقبل ان تخرج اردف: ما راح اتركها......يا نور......راح اعوضها.......عن كل شي....

لا تدري ماذا تقول؟
ولا تدري لماذا يبرر لها هي ذلك؟
هزت برأسها برضى وبمشاعر مختلطة ثم خرجت
تاركته
.
.
أشار للممرضة لِتنتظره في الخارج
فخرجت هي الأخرى
.
.
نظر إلى ايلاف....إلى بهذلت حالها.....وإلى ما آلت إليه....خفق قلبه....تنهد بضيق....
سحب يدها الموصول بها ذلك الانبوب الصغير
قبلها بلطف ثم اعادها على السرير
هي نائمة نتيجة للمسكنات والمهدئات.....اقترب اكثر
وامتدت يده تمسد على شعرها
تحدث بندم: سامحيني يا ايلاف....سامحيني......يا روح طارق انتي......انا حقير .......وواطي....لم دمرت براءتج.....جذيه....سامحيني ..

مسح على وجهه......ابعد الدموع .....ثم ابتسم
قائلا: اوعدج كل شي بكون بخير.......يا..ايلاف....
ثم ازدرد ريقه وشد على يدها : بس تفتحين عينج....وتسترجعين قوتج.......راح نملج......ايلاف.....انا احبج.....صج.....احبج.....وما راح اتركج.......ولا راح افكر بيوم اني اسوي جذيه...اصلا.......بس تكفين.....صيري قوية....وشدي حيلج......وطيبي بسرعه.....

نظر للزجاجة التي تطل منها الممرضة وتشير له بان يعود لغرفته ......من اجل راحته هو الآخر
هز رأسه لها
فدخلت واخرجته بعد ان مسح دموعه من عينيه
شعر بالاطمئنان عليها بعد أن رآها.....
.
.
.
بينما نور عندما خرجت جلست على الكراسي الجانبية والواقعة في الممر
نظر إليها مُراد ثم جلس بالقرب منها
شعر برجفة جسدها وتنهدها بين الفينة والخرى
شعر بتعبها.......كانت تشد بأصبعيها على عينها لتُسكّن الم الصداع

تحدث: نور رجعي الشقة ارتاحي.....

نور رفعت رأسها له وبتعب: انت بعدك هنا؟
مُراد اخذ نفس عميق وسكت
نور نهضت عندما رأت طارق يخرج من عند ايلاف
: بروح لايلاف....
مُراد بهدوء: ايلاف ما عليها شر......اهنيه ممرضات ودكاترة ....يتابعونها....لا تخافين عليها....رجعي الشقّة ارتاحي
سمع طارق ذلك وهو يمر من جانبها أشار للممرضة لتقف ليقل: صادق مُراد شكلج تعبانة وايد ردي الشقة ارتاحي وبعدها تعالي شوفيها....

نور نظرت له ولمُراد ثم توجهت لإيلاف
هز مُراد رأسه بأسى
بينما طارق قال دون ان ينظر إليه: نور محتاجه لراحة......لا تتركها لحالها...
ثم أشار للممرضة لتعود به إلى غرفته

مراد نظر للسقف بحيرة: يا رب
.
.
.
دخلوا الشقة اغلقها .....جولي كانت حاملة ساندرا التي نامت في احضانها
استأذنت منهما ودخلت إلى اقرب غرفه لترتاح هي الأخرى .....

بينما أمير التفت على ماكس: آمتى راح شوفها؟
ماكس بهدوء: هلأ ما تئدر.....
أمير بملل: ليش؟
كان سيُجيبه ولكن سمع رنين هاتفه أجاب: هلا مُراد

امير ركّز بسمعه على ما يقوله ماكس هنا

مُراد بتعب: مو راضية ترجع عالشقة......رغم انها تعبانة هواية....
ماكس قرأ رسالة مراد الذي شرح فيها كل شيء......انهيارها ...وتعب ايلاف ..ولكن لم يخبر امير بهذه الأشياء لكي لا يُزيد عليه ضيقته

قال: اوك......لا تضغط عليها....باي
اغلق الخط
ثم قال امير بشك: شو صاير؟
ماكس قرر أن يقول الواقع: نور مع صاحبتها في المشفى....
امير بفجعة: كييييييف؟
ماكس أشار لها: اهدأ....صاحبتها تعباني مِش نور....وغير هيك...انتّا بتعرف هيّا ما....
قاطعه امير وهو قف: بأي مشفى؟
ماكس وقف هنا: امير....اهدأ....وفكّر منيح....لو رحنا...لهُنيك.....ما نضمن نور ما راح تـ....
أمير توجّه للباب: ما يهمني......
ماكس حكّ جبينه بتعب: يا الله....
.
.
.
أغلقت عليها الباب....لا تريد أن تقابل والدتها بعد أن صفعتها على وجهها ولا تريد ان ترى وجه والدها خجلة منه
اتصل عليها بندر
فأجابته بعتب: تخطب ولا تقول؟
بندر مستغربًا: عمي قالك؟
شيخة : مو مهم منو قال لي..
بندر مسح على شعره: صوتك ......كأنك باكية....
شيخة بسخرية: أي ما تدري.....قد ايش بكيت من الفرحة على هالخبر.....
بندر ضحك بخفة: ههههههههه......تتمسخرين.....قو� �ي وش فيك...
شيخة بعاطفية وبخلط الأمور: اشتقت لك....
بندر سكت ثم قال بجدية: هانت ......ان شاء الله قريب بنكون قراب من بعض بالحلال....
شيخة نزلت دموعها: محتاجتك بندر....
بندر تربع على سريره: تكلمي وش فيك وش مضايقك؟
شيخة مسحت انفها سريعًا: احسني مخنوقة.....
بندر بتعجب: الله الله....مخنوقة كذا فجأة ولّا فيه شي....خلّاك مخنوقة....
شيخة لا تريد ان تخبره ولا تريد أن تتحدث في هذا الامر
فقالت بصوت شبه مرتفع: يمممممه منك شفيك قلبت محقق.....

بندر : هههههههههههه اعوذ بالله من تقلب مزاجك الخايس....

شيخة ضحكت بخفة واردفت : هههههههههههههههه احبك....
بندر بجدية: شيخوه.......والله أخاف منك......لقلبتي فجأة عاطفية وحبِّيبة وكذا....ادري فيه مصيبة.....بس طمنيني مصيبة ما تنهي حُبنا؟

ضحكت من قلبها هنا لتردف: ههههههههههههههههههههه لا تطمن مالها دخل فينا ابد ابد......

بندر ابتسم : أي كذا زين........المهم......كل عام وانتي بخير.....
شيخة بغباء: عيد ايش عشان تعايدني فيه يا الفاهي.....
بندر ضرب على جبينه وبنفاذ صبر: اه يا ربي اه.....صبرني على هالمجنونة......يا رب انت تعلم بحالي....يا رب زدني صبر.....
شيخة بنرفزة وعادت على شخصيتها المعتادة : هي هي....يا الخبل...وش قلت عشان تقول كذا.....
بندر بنبرة تدل على العصبية ولكن ممزوجة بضحكة خفيفة: يا حيوانة اليوم ميلادك كملتي....الثمنطعش سنة.....
شيخة شهقت : هأأأأأأأأأأأأأأأ....احلف؟

بندر نهض من على السرير: انتي غبية ولا تستغبين علي هاااا؟
شيخة ضحكت هنا: هههههههههههه والله ناسية لو تدري شصاير عندنا بتعذرني بس لا تسالني وش صاير عشان ما اقلب نفسية....اعرف السالفة من غيري......
بندر : شذاااااا..........اللي قلتيه لغز ولا ......مسألة رياضية.....
شيخة : ها ها ها ما ضحك......انزين شسمه
وبهدوء قالت: وانت بخير....
بندر انفجر هُنا ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههههه هههه تو الناس.......
شيخة : شسوي عقلي مو معي.....بعد......صدق مامزح الأوضاع متكهربة.....
بندر نظر للنافذة: قولي لي وش صاير......ولا عمي يوسف صاير له شي؟

شيخة : لا موصاير شي....بس صدقني بينتشر الخبر مالي خلق اسولف فيه
بندر بتفهم: طيب......اجل مع السلامة.......بروح اتروش واطلع...مع اخوياي.....
شيخة : انقلع.....باي...
بندر ضحك واغلق الخط....وهز رأسه بأسى على حالها المجنون....
ثم خرج من الغرفة ورأى اخته نوف واقفة
مكتفه يدها وتنظر إله برفعة حاجبها الأيمن
تحدثت بخبث: ما شاء الله ضحكك واصل لآخر الدنيا......
بندر بملل: وخري عن وجهي مالي خلقك....
نوف دفعته قليلًا لتجعله يعود خطوة للوراء: افا هذا وانا اختك....بس مقيولة من لقى احبابه نسى أصحابه......وانا مو صاحبتك ...أنا اختك ياحـ....
قاطعها وهو يضع يديه على اذنيه: بس بس بس....لا تقلقين راسي الحين وصدعيني....

نوف ضحكت:هههههههههههههه.....المه م جيت.......وابي منك شغلة...
بندر اسند نفسه على الباب: ادري ......وش تبين؟
نوف بنفخة صدر: احم....ابي منك اخوي العزيز تشتري لي كتكات....
بندر بهبل: شنو ما سمعت...
ورفع نبرة صوته: نوف تبي شنو...؟....اي قالت كتكااااااااااااااات.......
نوف بحذر: .....حيوان...تبي خويلد يسمع...هاااااااااااا.........قص ّر حسك...
بندر بجدية: ما فيه.......اكلتي كثير هالشهر.....يا لمجنونة لا تعطين نفسك فرصة ولا حالتك بتدّمر.....
نوف تستعطفه: والله وضعي الصحي تمام....ومثل العسل......اها....عاد لا تعاندني.....
بندر لكي يخلص منها: تمام وخري عني.....
نوف انقضت عليه لتقبّل جبينه: عمريييييييييييييي والله اخوي اللي ما يرفض لي طلب....
فجأة سمعت صوت من خلفها: اذا شفت شاري لها....صدقني راح تنام في الشارع...
التفتت عليه بفجعة: وجع من متى وانت هنا.....
خالد أشار لأخيه بحذر: هذا انا قلت لك
بندر غمز له وهنا انتبهت
لتصرخ: يا كـ.....يعني تكذب علي هااااا....شايفني بزرة......
والتفت على خالد: وانت لا تدّخل....ما بتدفع من جيبك.......ولا تسوي لي فيها سالفة....
خالد بجدية: كثرة طلبك على السكريات يعني فـ....
قالت بملل وبمرح: ياخي خلني......استانس......والواحد بعيش مرة وحدها......وما بصير انت احرص مني على صحتي...
ثم التفتت على بندر بشكل سريع: لا تنسى اشتر لي
بندر بتأفف: اف...شخلصني منها الحين...
خالد: حذرتك ترا...
خرجت هنا الجازي حامله ابنها: وش هالازعاج.....
نوف نظرت لعبد لله سحبته من يد اختها: عمري الحلو جلس....الله على جمالو.....صاير يجنن...كييييييييييييكة.....خق ّة...
بندر: الحمد لله والشكر اشك فيها انفصام الأخت.....
خالد ضحك: هههههههههههههه حقيقي شكلها تعاني منه...
الجازي ابتسمت: خلاص قطّعتي خدود ولدي....
نوف نظرت إليه بحالمية: راح ازوجك بنتي.....يا الحلو....بس هااااااا...لا شوف نفسك عليها ولا ذبحتك....
بندر هنا اندمج مع خبالها: انتي تزوجي قبل...
نوف بهباله : على يدك...
خالد استشاط غيضا: بنننننننننننننت
التفت هنا تشير له بحذر: والله امزززززززززززززح

الجازي : ههههههههههههههههههههه....يا ربي تجيبين لك الكلام انتي....
نوف حملت عبد لله: والله انتوا مادري متى راح تصيرون فري يعني......
خالد : لا تخليني اجي لك واعلمك الفري الحين...
بندر أشار له بمعنى (اهدا ماله داعي هالعصبية )
فسكت
وهي انسحبت إلى غرفتها حامله عبد لله
بندر التفت على أخيه: دايم تأخذ كلامها على محمل جد ترا البنت تمزح ....
ثم دخل الخلاء
الجازي اقتربت من خالد وقالت: خالد ابي اكلمك في موضوع....
خالد : خير....
الجازي بلا مقدمات: اقنع ابوي بطلاقي من سيف...
خالد بعصبية: نننننننننننننننعم؟....وليش ما تقنعينه انتي...

الجازي بنفاذ صبر: مو جاي يسمع مني أصلا.....
خالد بهدوء يحاول الا يغضب: انتي ما كلمتيه إلا مرة .....كلميه مرة ثانية بشرط تكونين انتي هادية....ترا هو تحت ....فرصة كلميه...عن اذنك

واتجه لناحية الدرج
اما هي تأففت ثم تبعته نازلة لتحدّث والدها

خالد خرج من المنزل بينما هي توجهّت لأبيها الجالس لوحده في الصالة
اقتربت بحذر وهي تقول: يبه فاضي؟
التفت عليها ثم قال: لو مشغول فضيت نفسي لك...
ثم ضرب على الكنبة : تعالي جلسي جنبي.....
الجازي ابتسمت له ثم جلست بالقرب منه
قائلة: يبه.....ابي أتكلم معك في موضوع
قاطعها: سيف؟
الجازي هزّت رأسها برضى.....
بو خالد بجدية: يعني ما قدرتوا توصلون لحل ثاني....
الجازي هي لم تستطع ان تصل لحل آخر بينما هو لديه حلول تشعرها بالحرقان
تحدثت: لا.....
بو خالد: قرارك هذا ولا قراركم انتوا الاثنين؟

لا تستطع ان تنكر امامه طأطأت برأسها: قراري يبه....وارجوك.....وقف معي فيه....وكلمه يطلقني بهدوء...
سكت ثم قال: الجازي مع ليش تأجلين هالموضوع
الجازي بنفس عميق: يبه.....
بو خالد: مو عشاني عشان بس عمّك يوسف...
الجازي بدأت تفقد سيطرتها على نفسها: يبه شدّخل هذا بهذا....
بو خالد يريد أن يعطي سيف مسافة طويلة للأظفار بقلب الجازي مرة أخرى لا يريد أن يراها هكذا متذبذبة
يعلم الطلاق ليس الحل الأخير وليس الطريق لسعادتها
لذلك هو يخشى عليها منه لا يريد منها ان تتعجل ولا يريد ان يظلمها
لذا يعطي فرص لمسافات أطول فقط
فقال: عمّك ....يحاتي بنته نورة اذا تذكرينها...يا الجازي...
الجازي عقدت حاجبيها وبتذكر قالت: بنت ديانا؟
هز رأسه وهو يقول: عمّك يدوّر عليها...
الجازي بصدمة : ليش هي ضايعة طول هالفترة؟
بو خالد ليستعطفها اكثر لتزيح نظرها عن امر الطلاق المستعجل: لا.....لكن فيه قصة مابي ازيد همك فيها....لكن أمها بعدتها عنه....طولة هالفترة......وهو طاح بسبب هالشي.......والحمد لله امس جانا خبر عن مكانها ....وانا مشغول معه.....تركت اخوي فترة لحاله وهو الحين بحاجة لي يا الجازي....وبحاجة لنا كلنا.....مانبي نضيّق له خلقه...ومابي انا اصير بعيد عنه وقت حاجته لي...وما ودي ....نصعب الأمور عليه.....عشان كذا اجلي هالموضوع.....
الجازي بتفهم وضيقه: تمام......طيب يبه......وين لقيتوا البنت.....وشلون يعني أمها...باعدتها....
بو خالد بجدية: بقولك كل شي يا بنتي.....عشان بعد تعقلّين شيخة....
هزّت رأسها بينما هو بدأ بسرد حقيقة الأمور ، صُدمت كغيرها .....وخفق قلبها تعاطفًا مع عمها ونورة التي وقعت بين الاحداث هذه كلها كالضحية ....وما اقسى هذا الامر....حينما يصبحون الأبناء ضحايا لوالديهما.....ضحايا لقرارات طائشة....أنانية.......غير عقلانية.....شعرت بالأسى على ضياع هذه السنين

تساءلت كيف تحمّل ان تعيش ابنته بعيده عنه ......تكبر......تدرس.....ربما تعمل.....ربما تزوجت....انجبت وهي بعيده عنه......الخيانة مؤلمة لقلب الرجل والمرأة....مؤلمة .....ونتائجها ...فضيعة
سمعت له .....ووعدته انها ستحدث شيخة وتخفف عنها
ثم نهضت......
وهي تستغفر....بعد ان شتمت ودعّت على ديانا وامير.....اللذان شتتا فؤاد وحياة عمها يوسف....
عادت لغرفتها وسمعت رنين هاتفها
اجابت وهي تحت تأثير حزنها مما سمعته: نعم
تحدث: انا تحت جيبي لي عبود...
هزت رأسها بهدوء: طيب...
ثم أغلقت الخط
مسحت على وجهها....تمتمت بالاستغفار
ثم خرجت من الغرفة ودخلت غرفة اختها
نظرت لابنها وشهقت: هأأأأأأأأأأأ وجع وش سويتي بولدي...
نوف حملته: بالله مو حلو....
كانت نوف ...واضعه له (روج احمر)....رافعه شعره برباط خفيف......
الجازي ابتسمت رغما عنها: يجنن بس ولدي مو بنت عشان تلعبين فيه كذا...وجع مسحي هالروج.....بنزله لابوه....
نوف نهضت واعطته إياها :خذيه كذا خلي ابوه يشوفه كذا...
ثم خرجت من الغرفة غير مبالية
بينما الجازي قالت بعد ان سقطت عينها على العلبة: وجع نووووووووووووووووفووه حاطه له روج ثابت؟

سمعت ركض نوف من على عتبات الدرج
بينما الجازي اخذت منديل بللته بماء محاولة ان تزيح جزء منه ولم تستطع
بينما عبد لله كلما حاولت ان تزيح من على شفتيه الصغيرة اخذ يلعق المنديل
فتأففت وصرخت: ان شاء الله اشوف فيك يوم يا نوف.....كذا لعبتي في ولدي....
حملته وسحبت من شعره الربطه.....ورتبت شعره نظرت للكومدينة
باحثة عن مناديل خاصة لإزالة الميك اب ولم تجد
فخرجت ونزلت ذاهبة للمجلس......وما هي الا ثوانٍ حتى دخلت : السلام عليكم....
وقف سيف هنا : وعليكم السلام...
مدّت له عبد لله
وكانت ستخرج ولكن مسك يدها قائلا: اخبارك الجازي
الجازي بهدوء :بخير...
سيف نظر لها: جلسي...
لم تأبى
جلست وهو نظر لابنه قبله واشتم رائحته
ثم انتبه لشفتيه: وش مسوين بولدي
الجازي : الله يهادي نوف...بقوم بجيب مناديل ...
قال: جلسي الجازي بعدين.....شيليه....
الجازي سحبت هواء عميق ثم جلست
سيف بهدوء: فكرتي...
الجازي نظرت في عينيه بحده: مو موافقة......
سيف نظر لأبنه ثم قال: عشان عبد لله
الجازي بجدية: سيف لا تحرمني من عبد لله بعد طلاقنا
صدم من حديثها وشعر بغرابة حقيقةً من شكلها شعر انها على غير ما يرام
فقال: شالكلام...وبعدين كيف انتي واثقة انه راح اطلقك...
الجازي اغمضت عينيها وبهدوء: راح تطلقني برضاك يا سيف......
سيف اقترب منها: الجازي انا تأسفت منك......وانا ندمان....تكفين مابي اخسرك....
الجازي بجدية بللت شفتيها: انت خسرتني من اول يوم تزوجنا فيه يا سيف بس توّك تحس بهالخسارة........للأسف حسيت فيها بوقت متأخر....وانا اسفة ....مو قادرة انسى ...ولاني قادرة اضغط على نفسي....
ثم قالت بهدوء: بس تكفى لتطلقنا لا تحرمني من ولدي ...
ثم نهضت لتقول: بروح اجيب مناديل وبجي....
سيف تنهد بضيق هنا على حالهما....وتعجب من حالها وهدوئها ....ولكن سكت ....وهو يفكر بحل للأمر!
.

.
.
.
كان جالسًا في وسطهم .....والدته لم تكف عن تهزيئه مُنذ ان استيقظ من نومه....والتوأم لم يكفا عن الاستهزاء به
بينما والدهم خرج لزيارة يوسف.....
: نعنبو شرك......كم يوم وتملك على البنت....بكرا بعد لخذتها خلها تولي ....ما وصيك ورح اسرح وامرح ...واسهر للفجر....واترك بنت الناس.......لحالها......شفيك انهبلت....يوم جينا للرياض...هااا......وش غيرك عن قبل....؟

قصي كان سيتحدث
ولكن قال عزام وهو يغمز لجسار: بنت الناس تبي من يهتم فيها.....
وجسّار غمز لقصي: ويسهر معاها مو يسهر مع اخوياه.....
ام سيف أكملت: من يوم ورايح حدكم سهر للساعة احدعش ونص بالليل......
عزام اكمل حديث والدته وهو يلكز قصي من جانبه: سمعتتتتتتت
جسار نظر لأمه: خلاص يمه...اظنه ما راح يعيدها...هدي بالك....
ام سيف : أتمنى الحكي ينفع معاك
كان سيتحدث ولكن رفع صوته عزام: اكيد يمه بفيد غير كلامنا امس له...يعني
جسار كتم ضحكته
بينما والدتهم تمتمت بالاستغفار وتوجهت للمطبخ
قصي نهض وهو غاضب: الله يلـ...
قاطعه جسار: لا تعلن ......جب.....تراك غلطان....وانت فتحت عيونها عليك.....
عزام وهو يأكل الحلى من صحنه: والله جَس جَس صادق....
جسار رمى الخدادية عليه: جَس جَس في عينك
قصي بعصبية: جالسين تزيدون الامر انتوا...
عزام بجدية: بطبعنا ما نزيد الامر .....نحاول نخفف عن امي ونشتت انتباهها يا الثور.....
جسار وهو يمضغ لقمته: ومنها نطقطق اشوي ونستانس...
قصي رمى عليهما علبة الماء الذي سحبها من على الطاولة: مستلميني من فجر الله ......الله ياخذكم.....عيب والله عليكم عيب......تراني اخوكم مو عدوكم....
جسار غمز له: انا قول هد اللعب ياخوي لين يصير وضعكم في السليم...
عزام أشار له بهباله: خفف حب وله و...
قصي بصرخة: اففففففف منكم عبالكم عايش بعشق و....
نهض جسار مسك فمه: الله يأخذ هالطيش اللي براسك افضح نفسك افضح....ترا المسافة ما هي طويلة من هنا للمطبخ...
نهض عزام سحب أخيه ليجلس
: تكلم شصاير بعد...
قصي بغضب: البنت مو واثقة فيني....وروحتي لها مو مثل ما تفكرون....
جسار : طيب لا تنافخ وقصر حسّك....
قصي تمتم بالاستغفار ثم قال: صدق انا غلطان.....واحاول اغير الوضع.....وبدت تتقبل....بس البنت خايفة....
عزام : انت وسيف ما تحمدون الله على النعمة اللي يعطيكم ........متهورين وطايشين....
جسار : وضيف عليها اغبياء...
قصي بجدية: تكلموا معي بجدية ولا خلوني انقلع...
عزام
بتأفف ثم قال: اكيد تحتاج لوقت عشان تثق فيك..
جسار : شمسوي فيها عشان ....ما تثق فيك على قولتك....
قصي سكت
عزام بمسخرة: واضح واضح بدون ما تكلم.......
قصي بهدوء: هي تحاول تتغير.....بس احس بخوفها......وغير انها مثل ما تعرفون صغيرة وخايفة من الحمل......وخايف انا الخطة ما تضبط....
جسّار بجدية : ما راح تضبط اذا انت استمريت تفكر بهالطريقة....واستمريت تلفت الأنظار لك....
عزام طبطب على كف يده: تحمل نتيجة افعالك..........وفكر كيف تخليها تثق فيك.....حنا ما نقدر نقول لك باي طريقة تعاملها عشان تثق فيك......انت عشت معها وفهمتها .....وانت اللي تقرر باي سلوب...وباي تعامل ...تحسسها انك مهتم ......وتبيها......بس جسار صادق حاول ما تلفت الأنظار عليك هالفترة....
قصي نظر لهما: هي تعبانة عشان كذا اروح واطوّل
جسار ازدرد ريقه: خير وش فيها؟
قصي بتوتر : تعب حمل.......ونفسيتها ...تعبانه....فكل شي جاي مع بعضه....
عزام بتهوين عليه: هونها وتهون.......اقلب زياراتك صباحية.....
قصي بضحك بخفة: ههههههه صدقني امي بتحس...
جسار : اطلع معاك بذاك الوقت عشان نشتت موضوع الدشارة اللي راكز في عقلها
عزام ضحك: ههههههههههههههه...........امي عليها شطحات بالتفكير والخيال....
قصي بهدوء: والله ما لومها......الدنيا صايرة تخوّف......
جسّار : المهم.....متى بتروحون تفصلون لكم ثياب للملكة ولا ما فيكم نية أصلا تفصلون ......
قصي بجدية: أصلا ما بقى شي.....منو هالخياط اللي بخيط لك لمدة تقريبا خمس أيام.....
عزام بجدية: على كذا يبيلك تشتري لنفسك جاهز يا قصي....
جسار بروقان: اليوم نطلع......
قصي نظر له: أي مروق بعد كمية الطقطقة اللي طقطقتها انت ويا هالاهبل علي.....
عزام: هههههههههههههههههههه وربي احلى فصلة امس ........
قصي ضحك: ههههههههههههه لا تعيدونها طيب....عشان ما افصل عليك....
جسار : انت وسيف طينة وحده....رسميين ونفسيين...ولا تحبون الحياة...
قصي بصدمة: الله حنا كذا....
عزام أشار له: هذا وجهة نظري انا بعد....
قصي أشار لجسار: هات هات بس كلت كل الحلى...
جسّار: قول ما شاء الله لا يجيني اسهال.....
قصي بضحكة: هههههههههههه ما شاء الله ما شاء الله...

.
.
.
.

.
.
.

محاولة التغيّر في هذه الحياة تتطلّب إرادة قويّة خارجة من قاع الشخص المتردد!
عليه التجرأ للإقدام على ما هو افضل ....لابد أن يكون شُجاعًا في المواجهة
لا بد أن يتجرّد من جميع مخاوفه....لِيُعطي نفسه حقًّا للحياة بصورة غير اعتيادية.....
عليه أن ينفض ذكرياته البائسة للوراء ويستفيد منها لبناء المستقبل
الماضي سيبقى ماضي لا يُمكن تغيريه ولكن الحاضر
يُمهّد للمستقبل بتفكيرك......وبنظرتك للحياة....
.
.
.
هي بدأت بالتغيّر....ولكن قلبها لم يرتاح كليا ...هناك جزء من الخوف عالق في منتصفه....ولكن هي تحاول التغلّب عليه....نهضت من نومها العميق......الجميل......بأحلامه الوردية......لم توبّخ نفسها على ما فعلته بالأمس
هي الآن استوعبت انّهما من المستحيل يفترقا.....
وهي ستتقبل هذا الامر!
لكي لا تعود للوراء وإلا ستتدمّر
مشت بِخُطى ومسافات بطيئة ....تشعر بالتعب قليلًا
وبالجوع الكثير
سقطت عيناها على المرآة
نظرت لنفسها ابتسمت بحُب.....بتفاءل....بنظرة أخرى للحياة...
ثم اقتربت من المرآة......تحدثت
: ما بصير نكدية.....على قولة امي....الحُرمة النكدية...ما تعيش في سعادة.....بحاول اعطي نفسي فرصة اتقبّل يا قصي.......

ثم نظرت لبطنها.......ابتسمت.....شدّت قميصها من الخلف....ليلتصق من الأمام ...مسحت على بطنها....اخذت تتحسس بيد ثابته ......
تكرر
: يعني جد داخل بيبي؟
ضحكت بخفة
: هههه مُهره عن الجنون......شخربط انا.....
تذكرت سابقًا كيف كانت تنتظر اخ او ختًا
لتلعب معه او معها.....كانت حقًّا تتمنى اختًا لها تُشاركها في كل الأشياء .....
همست بتنهيدة
: اوعدك اذا بنت اخليك اخت لي وصديقة....وحتى لو كنت ولد.....لا تخاف بحبك....وبشاركم كل شي.....

مسحت على رأسها.......ثم توجّهت لهاتفها.....لا تدري ....لماذا الآن اتى في عقلها......لا تردي لماذا تزداد رغبتها في محادثته...تشعر بالغرابة ...ولكن هذا الامر جيّد بالنسبة لقصي.....بينما هي ترددت في ارسال رسالتها...ولكن فعلت
كتبت (اشتر لي من عطرك)
ثم نهضت للخلاء
.
.
بينما هو كان جالسًا بين اخوته لم ينهض
نظر للرسالة وضحك بصوت عالٍ
حتى قال
عزام: خير؟!.....وش هالضحك.....ضحكنا معك
جسّار كاد يسحب الهاتف من يده ولكن شدّ عليه قصي: لا تتليقف...
ثم نهض : انا طالع.....
اتاه صوتها الغاضب: لا مانت طالع....
التفت عليها: يمه......
جلست بعد ان وضعت صحن الفاكهة
: ولا كلمة....
قصي نظر لأخويه يريد منهما التحدث ولكن رفعا كتفيهما بمعنى(مالنا شغل فيك)

جلس بالقرب منها: يمه .......لهدرجة مو واثقة فيني ....تبين تعامليني كمراهق....
ام سيف نظرت إليه: فسر لي طلعاتك اللي للفجر....
قصي نظر لعزام .....يريد ان يساعده في الدفاع عنه وعن نفسه ولكن عزام اخذ يمضغ طعامه بلا تدخل

: يمه الواحد لجلس مع اخوياي ينسى نفسه......بس اوعدك ما اعيدها......والحين بطلع ....ابي اشتري لي ثوب للملكة
نظروا اليه اخويه
وهما على علمٍ من انهما كاذب....
ولكن سكتوا لا يريدون ان يزيدوا والدتهما عنادًا
فقالت: روح......ودير بالك على نفسك......وصبر مرني.....العصر اليوم ...نروح نشتري للبنت هدية......الذهب شريته انا.....بس باقي كم شغله....

قصي قبّل رأسها وجبينها ويديها: الله يخليك لي.....يا الغالية
ثم ذهب من انظارها
وهي تمتم: الله يهاديك....
عزام ابتسم بخبث لجسار
ثم نهضوا وهما يتحدثا: وحنا بنروح وراه نشتري لنا ثوب يمه....
هزت رأسها برضى ثم ركضا للخارج!
.
.
.
.
لم يستطع ان يمنعه .....وكان خائف عليه وعلى جرحه.....تبعه ...قاد سيارته بطريق المستشفى الذي ارسل موقعه مُراد وذهبا هناك......
هل من الواجب ان تتجرّع نور لقاءات مكروهة طوال هذه الفترة؟
هل ستتحمل كل هذا ام انها ستثور بانهيار خاص في وجوههم؟
مشى في (الاسياب) بينما ماكس يوجّهه بأي طريق يسلك....
ماكس خائف من ان تحدث فوضى عارمة هُنا
بينما أمير قلبه غير مطمئن عليها.....
ومُراد ينتظر الحرب الذي ستقوم بعد ثوانٍ عدّة
كلّا منهم يزفر ويتنهد بضيق....
وصلا إلى المكان المنشود.....سقطت عيني امير على المُراد الذي وقف ما إن رآهما
تقدم إليه يشعر بالانهيار لفكرة وقوفه امام نور طيلة هذه الفترة
يشعر بالقهر والحسرة انها تجرّعت آلامًا وطرقت اسأله كُثر في رأسها بسبب تواجده يعلم جيّدًا بأي طريقة نور تفكر!
كان سينتقم لها ولنفسه
تقدم وبلا مقدمات الكمه ....لكمه ليست قوية .....كما يجب...فجسد أمير ضعيف.....وللآن لم يتحسّن لدرجة استرجاع صحته بكاملها.....ولكن آلمت مُراد الذي مسك طرف ذقنه....
اردف بحده: كًلتها إلك وراع اعيدها......يمكن تستوعبها أمير.....جنّت بالسابق عدوّك....هسه آني مو عدوّك ولا عدو أي احد له صلة فيك....

ماكس اقترب هنا واصبح في منتصفهما نظر لوجه أمير: امير.......مشان الله.....بليز.....هدي من حالك.....
أمير بحده ينظر لمُراد: فينها ؟
مُراد مسح على رأسه ابتعد عنهما ....اشار للغرفة....بل للعناية المركزة....كان سيدخل امير ولكن منعه مُراد
بهدوء: امير.....نور.....مو في وضع .....يستحمل يخليك تشوفها.....وانت حاليا في العناية .....مانبي نسبب فوضى جبيرة (كبيرة)....للمرضى....
أمير عاد لشخصيته القيادة دون ان يعي ذلك
امره: نادها لي....نادها
ماكس أشار لمُراد بعينيه بمعنى(افعل ذلك) وهو يأخذ نفسًا عميقًا
أمير ابتعد عن الباب ازدرد ريقه عدّت مرات....واخذ يمشي ببطء ذهابًا وإيّابًا

.
.
بينما مُراد دخل ورآها جالسة بالقرب من إيلاف تحدّق بها بخوف.....وبعينين ثابتتين دون أن تُرمش....جسدها ما زال يرتعش....جبينها يتصبب عرقًا.....
تساءل هل مرضت؟
ولكن
: احم...نور...ممكن تجين برا اشوي

مراد......حينما يتحدث معها لا يتحدث باللهجة العراقية الاصلية......بل يشعر بانقلاب لسانه....بالتحدث معها بنبرة مشابه للهجتها.....وفي الواقع.....اللهجات الدخيلة وبسبب مكوثه في بلد الأجانب اثّر ذلك على لهجته....لذلك.....هو لا يتحدث بها....طوال الوقت بالشكل الواضح للمستمع انها لهجة عراقية...ولكن حينما يغضب لا ارادي يتحدث بها جيّدًا!

نور نظرت إليه ولم تبالي...شدّت على يد ايلاف وهي تقول: اطلع برا....

مُراد خطى خطوة للأمام: تكفين نور......تعالي اشوي بس....

نور رفّ جفنيها.....نهضت ليس انصياعًا لأمره بل تشعر حقًّا انها متعبة .....حلقها اصبح كالخشبة لا تستطع ان تبلع ريقها بسهولة ...تشعر بالاختناق...وهذا علامة من علامات الالتهاب!
بينما الصداع بدأ يشتّد ويمتد إلى ناحية جبينها إلى عينيها وهذا مزعج....
خشيت من ان تُنقل عدوى لإيلاف فأيضًا ادركت انّ حرارتها مرتفعة
نهضت وهي تقبّل رأس ايلاف
ترنحّت خطوتين للوراء واقترب منها
يقول: نور تعبانة؟
نظرت إليه دون ان تُجيب ثم سبقته لتخرج وتبعها ......خائفًا من كل شيء!
.
.
خرجت لتعود للشقة ....مُتعبة.....تشعر بانهيار جسدها بسبب سهرها الطويل.......وارتفاع درجة حرارتها......فتحت الباب
خرجت
سقطت انظارها على أمير وماكس....
وقفت تحدّق بهما بثبات......دون ان ترمش
خرج مُراد واصبح خلفها تمامًا
.
.
أمير
مُشتاق إليها.......قلبه يعزف ألحانًا من الحنين ......خفق وبشدة حينما رآها هكذا.....لم يراها مطولًّا بسبب الغيبوبة.....نحفت كثيرًا.....هزلت......وجهها شاحب ومصفر....شفتيها جافتين....نظراتها خالية من ايّ شيء......
كان يسمع اصطكاك اسنانها في بعضهما.....كان ينظر لرجفتها......هل هي خائفة؟
اقترب خطوة بحذر للأمام: بنتي....
نظرت إليه..

هل تصرخ......هل تبكي......لا طاقة لها
جميعهم بدوا بفكرة اقتحام حياتها...جميعهم فرضوا انفسهم عليها ....بِلا رضا؟
ملّت من هذا السيناريو.....لقاءات وانهيارات متكررة...كبتت انهيارها ...وشدّت على قبضة يديها.....شعرت بوخزة شديدة الألم في قلبها ولكن جلّا ما فعلته اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما

لتعود بالتحديق بهما
مُراد نظر لماكس
كان ينتظرا هجوم عنيف بالصراخ او بالأيادي منها
ولكن لم يحدث هذا
حقًّا لم يفهما نور
وخشي عليها الآن من الجنون
اقتربت من أمير بهدوء
نظرت لعينيه المتعبتين
همست بصوت متعب وبالكاد يخرج: الحمد لله على سلامتك...
ثم غابت ببطء عن انظارهم تحت صدمتهم وهي تتوجّه للسلالم
مُراد نظر لأمير المصدوم من ردّت فعلها...بينما ماكس
لم يكن اقل دهشة منهما
تحدث أمير: ماكس روح وراها....
ثم نظر لمراد: مراد تعى معي....
مشوا
ماكس فعل امر امير....بينما مراد رضخ للأمر بلا استيعاب منه...
نور قلبت توقعاتهم........وصدمتهم بشخصيتها الغير مفهومة !
.
.
.
.
**يوم الملكة **

فعل أبا خالد خطته كما يجب مع عمها أبا محمد
اخبر الناس انّ الملكة تمت في الظهر بدلًا من ان يأتي الشيخ في الليل ....استغرب البعض ولكن لم يدققوا في الامر كثيرًا
وانشغلوا بالاحتفال بهذه المُناسبة
قصي شعر بالاطمئنان .......حينما مشت الأمور كما يجب....شعر بحبه وخوفه عليها في لحظة فكرة خُسرانها للأبد.....
كان لابسًا ثوبه الجديد......مرتبًا غترته كما ينبغي......رائحته كالمسك.....الممزوج بالعطور والعود.....كان يقف...يسلم على هذا وهذاك.....
اكتظ المجلس بالرجال.....
اتى بالقرب منه
سعود لكزه بخفة وهو يقول: شعليك صرت عريس.....مبورك...
ناصر سلم عليه : مبروك يا ولد عمتي....
قصي لم تفارقه تلك الابتسامة: الله يبارك فيكم وعقبالكم....
اتى هنا بندر ليردف في ضوضاء المكان: خلاص قررت املك على اختكم انا....
سعود بسخرية: خل توافق بالأولي بعدين املك انت ويّا هالوجه
سمع عزام وهو يجلس بالقرب منهما قائلا: تبي الصدق قصقوص...هيّض مشاعري على الزواج
ناصر هنا اردف مخترعًا: كل تبن.....ولا تفتح فمك تبي تعرس...نسيت سويت......
ضحك قصي هنا: هههههههههههه بزوجونكم بالجُملة .....
جسّار اتى بالقرب منهم وحو يحرّك حاجبيه بخبث ...وكتفيه ببطء
إلى ان جلس على يمين قصي: فرحان الكـ......طالعوا وجهه صار ينوّر...تنظّف الوسخ...
قصي رمق: اهجد عني.....لا الحين.....ادبغك هنا.....

جسّار: لالا انت عريس بعدين الهيبة تروح.......
بندر بضحكة: ههههههههههه والله يصير مسخرة ...

ناصر : عزام ترا أتكلم جد لا تسويها انا مانيب على استعداد
عزام ضحك بخبث هنا
وتساءل جسّار: شصاير؟
سعود : هههههههههه اخوك يبي يعرس...
بندر : يعني يبي يزوجكم ههههههههههههه
جسار نهض كالمقروص: تخسي والله......هي العقل زين....
عزام مات ضحكًا عليهما: هجدوا الكل يطالع

اتى هنا سيف عاقدًا على حاجبيه فقال
جسّار: جا النفسية
سمعه سيف ليردف: انقلع صب قهوة للرجاجيل بدل هالهروج اللي مالها معنى.....
عزام غمز لأخيه: الله الله......طلع العرق البدوي.....كلن على اصله .......
سيف دفه من كتفه: وانت قوم شيّك مع خالد.....
عزام باستهبال: اشيّك على شنو....
قصي هنا يريد أن يخفف من توتره فقال: التواير؟
عزام ضحك حتى ضربه ناصر: اهجد وجعع .....
سيف أشار: هذا وانت عريس....تنكت انت ويّا وجهك...
عزام يكمل: هههههههههههه ليش بس عشانه عريس المفروض ينكتم....
بندر نهض: هذا بطولها ترا....بروح اشوف خالد....

سيف يحاول كتم غيضه: ترا أتكلم جد قوم شيّك على العشاء...نبي نحطه للناس....

ناصر نهض: وانا بعد بشوف معهم....
سيف جلس بالقرب من قصي
تحدث بهدوء: فكرة انكم ملكتوا الظهر ما مشت علي.....عارف فيه أنّ الموضوع....هالشي ما هوب من عوايدنا ابد....
قصي نظر إليه وبلا مقدمات: لأني بالمختصر مزوجها بالسر ....وهذا اعلان ...زواج ولا نبي امي تدري...
سيف بصدمة : ايشششششششششش؟
قصي لم يتوقع ردت فعله هذه فقال: سيفوه ...
سيف حاول ان يضبط انفعالاته: من جدك تكلم؟........يا كـ....ليش ما قلت......طيب شلون ابوي رضا يـ....
قاطعه قصي بهدوء: ما رضى ابوي بسرعة.....بس قنعته....وعرف العايلة....والسالفة كلها.....وبعدين انا ما قلت لك واشوا ما قلت لك......اخوانك ما قصروا فيني....
سيف : كفو عليهم......الليلة تقول لي كل شي....
قصي : لا الليلة ليلتي يا قلبي لا تزعج امي.....
سيف ضحك بخفة: ههههههه هيّن والله لا اطلّع السالفة من عيونك....
قصي : احم احم
نظر للأمام سيف
نظر لرجل قادم لتهنئة قصي ونهضوا لإكمال التبريكات
.
.
.
مُهره تشعر انها في حلم...كم تمنّت هذه اللحظات...كم تمنّت ان تعيش هذه الأجواء...ولكن تمنّت تعيشها كحلم أي فتاة...بالقرب من والدتها....ووالديها....ولكن....
ازدردت ريقها لا تريد أن تسرف في التفكير

كانت متوترة من نظرات عائلة قصي...ومن الناس بشكل عام.......بينما زوجة عمها كانت بالقرب منها....استغربت من تبدّل حالها....حينما تحاول التخفيف عنها
.
.
شيخة وهي تلعب في خصلة من شعرها همست
: نوف والله تجنن البنت بس واضح صغيرة....
نوف مستمرة في التحديق في مُهره: أي والله ولد عمتك طاح وهو واقف.....
شيخة ضحكت بخفة: هههههههههه عليك حكي من زمن الجاهلية...
نوف بعربجة: كلي تبن....
شيخة : اششششش....لا تفضحينا......
ثم انتبهت لفستان نوف الناعم بلونه التركوازي
: فستانك حق بزران
قالت ذلك لتستفزها كالعادة
نوف اخذت تلفح بشعرها بخفه : مقهووووورة يا قلبي....
شيخة بملل: ترا مليت....ابي ارقص...ابي ....شي كذا ...يفرفش المكان....
نوف لعبت بحاجبيها: شوفة بندر بترقّص خلايا عقلك كلهم...
شيخة قرصتها في فخذها: شدخل ....
ثم أتت الجازي التي ارتدت فستان ناعم مُناسب لهذه المناسبة بلونه الأسود
أعطت نوف عبد لله : خذيه بروح اساعد عمتي...
نوف بجدية: طيب...
اخذته وبدأت تلاعبه هي وشيخة
.
.
الأجواء مستمرة في نشر الفرح ...والسرور والتعارف ما بين العائلتين.....مُهره وقصي يشعران انهما في حلم لا يريدان ان يفيقا منه ابدًا
.
.
بعد العشاء ....وبعد انصراف الكثير من الناس....لم يتبقى سوى اهل قصي واهل مُهره
ثم ذهبا بها إلى مجلس النساء
بعد ان اصّر قصي على والدته بالاتصالات يريد أن يراها.....
وافقت ......ادخلوها وبقيت زوجة عمها ووالدته ينتظرانه
إلى ان اتى ودخل
سقطت عينيه عليها لأوّل مرة يراها......بفستان كهذا ....وميك اب....شكلها متغيّر عليه تمامًا
كانت ترتدي فستانًا احمرًا .....ناعمًا ممسكًا على جسدها......لم يكن باختيارها بل هذا الفستان اختياره.....وغضبت بسبب لونه الجريء....ولكنه اصرّ ان تأخذه.....
تحدثت زوجة عمها: هالله هالله في بنتنا يا قصي......ما وصيك عليها....
تحدث بلباقة: مهره في عيوني يا خالة....
ام سيف بهدوء: نتركم اشوي...وراجعه....
ناظرة ابنها ثم خرجت هي وام محمد
انغلق الباب عليهما
تحدث بلا مقدمات: مُهره طالعة تجننين...
مُهره ضحكت بخفة ....وبتوتر وبحرج لا تعرف ماذا تقول: ههههه ....مشكور...
اقترب منها ومسك يدها واخذ ينظر لها بحب: انا محظوظ فيك يا مُهره...
ازدردت ريقها بخجل
فقال بضحكة: هههههههههههه شكلك مصدقة انه تونا نشوف بعض....يعني....وما كأنه..
وحط يده على بطنها فقالت بحرج: قصي قصر حسّك لا يحد يسمع.....
ضحك بخفة : والله صايرة تجنين...
مُهره حكّت جبينها: خلاص .....
قصي بهدوء: ربي لا يحرمني منك قولي آمين....
مُهره شتت ناظريها عنه : آمين.....
قصي بصدق: ما تعتبي؟
مُهره : اشوي...
قصي بجدية: انا ما بطوّل.......واكيد لطلعت انتوا الحين بتمشون......بكلم عمي بو محمد يوديك الشقة....وبجيك.....طيب....
مُهره برضى: تمام...
ثم اخرج من جيبه علبة صغيرة واهداها إياها
مُهره اخذتها وهي مبتسمة: شنو؟
قصي بهدوء: هدية بسيطة........فتحيها
مُهره فتحت العلبة بهدوء....ونظرت للعقد والذي كان من الذهب كان منقوش بنقوش صغيرة وكتابة دقيقة لآية الكرسي....
تحدث: خليني البسك إياها....
لم تمانع مُهره البسها إياها ثم قبّل جبينها : يلا انا طالع......تمام....
نهضت ثم انتبه لطولها: وش فيك طولتي؟
مُهره ضحكت بخفة ورفعت جزء من الفستان: هههههههه.....لابسة كعب....
قصي : مجنونة انتي....مو...
قاطعته بهدوء: اششش صوتك بسمعونه ترا....
قصي ضحك بخفة: ههههههه طيب امشي بشويش.....
قبّل يدها ثم خرج
اما هي خرجت ....وكما قال لم يبقون مطولًّا خرجا بعد مضي نصف ساعة من خروجها من المجلس....
تشعر انّ المخاوف بدأت تنجلي....والشكوك لم يعد لها أي مكان في قلبها...تشعر بالاطمئنان.....وتشعر بصدق حب قصي...هذه الليلة غيّرت الكثير من افكارها ....وبرهنت لها حُب قصي الصادق....
.
.
في المجلس
تحدث أبا سيف: هااا يا غازي متى نسافر...
بو خالد بهدوء: بعد يومين يا خوي...
بو سيف علم بأمر نور وتواجدها في أمريكا : تبون اجي معكم...
بو ناصر(يوسف) بجدية: لالا خلك هنا....ودير بالك على العيلة .....
بو سلطان تحدث: ناصر وسعود بروحون معنا...
هز بو ناصر رأسه
فتحدث بو خالد بجدية: اسمعني يوسف.....انا ما ودي أقول هالحكي بس لزوم تسمعه....
بو ناصر : خير
بو خالد بثبات وحكمه: نورة الحين اكيد ما هيب على خبرك....كبرت ...عمرها صار عشرين سنة......المكان والظروف لها دور في التربية وتكوين الشخصية.......اكيد بعد سمعت حكي منا ومناك......فلا تتوقع انها راح تتقبّل وجودك بسرعة....يمكن مخبصين بعقلها ......و
قاطعه بو ناصر بهدوء: عارف هالشي
بو سلطان طبطب عليه: لا ضايق عمرك.....يا خوي.....ما تدري يمكن ...
قاطعه : لا والله الا اكيد البنت ما تبيني أصلا....بس اهم شي اشوفها.....اكلمها
بو سيف : ان شاء الله بشوفها يا خوي.....ان شاء الله....
بو ناصر بهدوء: ان شاء الله

.
.
.
انتهى





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 02:11 AM   #58

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




البارت السادس والعشرون








.
.
.
.
اتاه الخبر لِـ يصدمه.....لم يخبأ عنه شيء ....اخبره بالحقيقة التي لا يريد ان يستوعبها...فمهما حدث...هو من قام بتربيتها.....شعر بالانكسار عليها....بالخوف.....ولكن ...ماذا يفعل....هو من ابعدها ...ظنَّا منه انّ بُعدها يُعني الراحة وتخفيف الحمول من عليه....وجودها كان يشكل خطورة لهدم حياة الكثير.....ابعدها لتستفيد من دراستها في الخارج....ولكن ماذا حدث.....صُعق....طلبه جورج ان يأتي إليه .....حيث انّ جورج علم بكل شي عن ابنته.....ومُراد اجبره على النزول لأمريكا.....واخبره برغبة زواج طارق منها.....ولم يرفض!
مُراد هنا جن.....ولكن فهم أخيه......طارق جريء مع الحياة......ببداية الأمر....استخدم ابنت أخيه ايلاف كوسيلة للانتقام...ولكن انقلب الحال....واحبها واصبح كالفارس والمنقذ لها.....لم يخبرها عن الحقائق ابدًا....لم يقهرها ....في حقيقة والديها......في حقيقته....هي مازالت في المشفى تتردد عليها نور كثيرًا بينما هو يرى طارق كيف مهتم بها....لم تتقبله حقيقةً ...لم تتقبل وجوده ولكن....فيما بعد...وبمساعدة من نور...قبلت رؤية طارق....وعادت ثقتها به....يبدو انها بحاجة ان تثق به.....لكي يخرجها من ظلمات ما حدث.....
.
مشاري اخبر حصة....برغبة جورج بتزويجها لشخص يدعا طارق
فرحت ولكن لم يطيل هذا الفرح انقلب مزاجها سريعا لخوف بسبب معرفتها بما حدث لها....
.
.
مشاري اليوم في أمريكا اتى لرؤية جورج الذي طلبه ان يأتي
دخل ورآه على الكرسي.....ووجهه شاحب ومتعب
أشار له بالجلوس
ونظر لمراد ولطارق الذي يجلس عن يمين مُراد
تحدث جورج: اكيد تعرف ليش اليوم حنا هون...
مشاري بجدية: جورج مستحيل ازوّج بنتي بهالطريقة ......حتى بعد اللي صار......
ضحك طارق بخفة وسخرية هنا
فتحدث مُراد: مشاري احنا جبناك ننطيك خبر...وعلمود انت الولي عليها......ونريد نخلص من هالموضوع بسرعة....
تحدث بغضب: مراد انت بعقلك يوم تقول لي هالكلام....ايلاف مستحيل تزوّج .......بهالطريقة.......وغير نفسيتها التعبانة.....رحت المستشفى وشفت حالها مو حال زواج....وملجة وغيره......
طارق نهض وبحقد: الحين خفت عليها؟....وينك عنها طول هالفترة.....هااااااااا.....وين ك انت وحصة عنها.....

مشاري بعصبية: أي أخاف عليها انا اللي ربيتها ....انا اللي كبّرتها......هي بنتي ....
طارق بغضب: بنتك؟!!!.......ومخليها تعيش عند خالتها.......وما تسال عنها....ولا تتصل....ولا تهتم......خليتها تبتعث....وتركتها بدون ما تحسسها بخوفك عليها بدون ما تسال عنها...وتحسسها انك الامن والأمان.....
مشاري بغضب: كل تبن...منو انت عشان تقعد تقول لي هالكلام....الفاضي....
جورج ومُراد كانوا ينظرون لطارق وغضبه ولجنون حديثه
طارق : زوجها المستقبلي ان شاء الله
مشاري بحده: تخسي تاخذها

جورج بصوت شبه عالي: مشاااااااااري........
مُراد خشي هنا على أخيه
تحدث: سلّمت إلك بنتي....بس من الواضح انك ما ئمت بواجبك....إلها
مشاري بغضب: تصدق هالكـ......
طارق كاد يتحدث ولكن مُراد قال: طاااااااارق...
جورج بهدوء: هالزواج راح يتم........وانت وحصة شايلين هم انكم تنفضحوا....وكل واحد عم يرميها على التاني انا منّي غافل عن هالشي.....ولم حكيتني بدك تخليها تكمل دراستها انا هون ايقنت انكم بدكم تتخصلوا منها....فخلاص ليش بتعقد المسألة....راح ازوّجها...يا مشاري...ومنها تخلصوا منها...

مشاري : انت فاهم غلط......قلت لك ايلاف بنتي....مستحيل اتخلّى عنها .....ومستحيل أزوّجها للحـ....هذا..

طارق بغضب: لا بزوّجها غصبن عليك.....ليش الحين قاعد تمثل علينا دور الاب المهتم....انتوا ما تبونها.......لا حصة ولا دلال يبونها......ولا انت....حاول تقنعني انكم تبونها....
مشاري ...كيف يعلم بكل هذا
أشار له: واذا مابيها تخسي اعطيك إياها...
جورج بعصبية: مشاري البنت بنتي لا تنسى.....راح تزوج طارق...وإلا والله العظيم......راح ئول إلها أمك دلال......وبخليها تعمل ياللي انتوا ياخفين منه....
مُراد التفت على أخيه هنا اردف: جورج..
جورج أشار له: كبّرت راسك بالفلوس يا مشاري......بس إجا الوئت يا اللي المفروض نتساوى فيه.....
مشاري بحقد: ايلاف بنتي......وهي كانت مو مرتاحة في بيتي وراحت لبيت خالتها.....الفكرة مو مثل ما ظنون....انا ..
قاطعه مراد: مشاري....حنا ما قلنا ....بناخذها منك ونبعدها عنك ....لأنه مو هدفنا نقول إلها الحقيقة...حنا نريد مصلحتها.....بس...
مشاري أشار بغضب: مصلحتها مو مع هالـ...
قاطعه: تراك جالس تغلط علي وايد وانا ساكت لك....
جورج أشار لطارق: طاااااااااارق

مراد: مشاري نريدك تفكر على كيفك..... وافق على هيج موال علمود تخلص من مشاكله....
مشاري نظر إلى خبثهم ....هو لا يستطيع ان يجاريهم فيه
تحدث: موافق...بس بشرط ما تقولون لها الحقيقة....وبس تسترد صحتها......ينزل هذا ونسوي لهم زواج في الكويت..
طارق ضحك: ههههههههههه خايف من كلام الناس ...جان قلت من اول ...ليش تلف ودور يعني...
مشاري بحقد: راح اكلمها اليوم وأقول لها....مثل ما تبون....واذا رفضت مالكم حق تجبرونها..
طارق باستظراف: لالا تطمن هي بتوافق
مشاري رمقه بنظرات ثم خرج....
وسريعًا ما نظر جورج لطارق: لا تفكر اني موافق يعني حبيتك وخلص....لا مشان بنتي بس .....راح اتئبل وجودك بيناتنا....
طارق فاهم جورج : عارف انك وافقة عشان مصلحتك......بس.....
قاطعه جورج: لا تكتّر معي حكي......وحسي عينك بتئول لايلاف عن أي شي......
طارق بلا مبالاة: وانا مابيها تعرف انك ابوها ودلال أمها لا تطمن ما بئول....
جورج بحده: وترجع تشتغل عندي.....
طارق ضحك هنا ، في الواقع لم يتشافا من جرحه جيدًا ولكن خرج من المستشفى قبل يومين
: ههههههههههههه كنت متوقع هالشي...بس آسف.......ماكل من مال حرام....
مُراد ضحك بسخرية هنا: ههههههه
طارق اردف: حاليا اكمل دراستي...واشتغل.....في شريكتي....
جورج بخبث: ياللي اسستها مع ادوارد...
طارق بنرفزة: يخسي......لا.....هالشريكة هي الوحيدة اللي اسستها بعرق جبيني وبالحلال...تطمنوا ايلاف ما راح اوكلها بمال حرام ....ماسمح انا بهالشي......
جورج بحده: راح تشتغل معي....حتى لو بدون مقابل....بس تخلص كم شغلة....هالفترة على الأقل...
طارق كان سيتحدث ولكن قطعه مُراد: الشغلات ما فيها دم....ولا غيره.....نبيك تتلف مستندات.....وفيديوهات...بطريق ة ما تثير الشكوك للعدو...
طارق: يعني تبتوا...
مُراد بنرفزة: طارق خفف ظرافة.....
جورج بحده: من بكرا تجي لهون....وتعمل كل شي ئولوا...
طارق بملل: يصير خير....انا ماشي
ثم خرج
وهو يشعر بالسعادة ...موافقة جورج ...يعلم ليست حُبًّا فيه وليست رضى بوجوده ...ولكن رأى قوته وحبه الصادق لإيلاف خاصة بعد الخطف وشعر هو الرجل المناسب لإيلاف لحمايتها من كل الأفكار التي تطرق رأسه
انتهت حماية مشاري وحصة وستبتدأ حماية طارق لها
هو يعلم بهذا ولكن سعيد انه اصلح أمور كُثر قبل تفاقمها وقبل أن يؤنبه ضميره
تنهد ثم سحب من مخبأ الجاكيت قرص مسكن للآلام اعتاد عليه خلال هذه الفترة
ابتلعه دون ان يشرب وراؤه ماء
أشار للحرس ان يتبعوه .....لن يذهب إلى المستشفى الآن لكي لا يتصادم مع مشاري ...سيذهب لشقته ...سيرتاح قليلًا ثم سيذهب للاطمئنان عليها
ولكن مدّ أحد الحرس الهاتف له .....نظر إليه واذا به مقتل ادوارد ورؤية جثّته في الغابة الغربية
ابتسمت هنا ......هل قتله والده ورماه.....لا يهم
المهم أنه خلص منه !
.
وخرج بنفس اللحظة مُراد .....بعد ان حدّث أخيه عن امر عملهم
.
.
.
بينما امام البحر في الكويت في المكان الذي اعتادا على ان يلتقيا فيه إن وجدت الضرورة
لم تكن مرتاحة مما سمعته ....هي حملتها ما بين يديها مُنذ ان كان عمرها شهور عدّة.....لا يهون عليها ان تسمع كل هذه الأمور دون أن تتأثر حقيقةً هي تحبها ولكن تخاف منها في الآن نفسه!
تخاف ان تهدم الكيان الذي حاولت تأسيسه....حاولت ترميمه....حاولت تخبأته.....
ابعدتها عن أحضان الأمومة لنجاتها ....ولخوفها منها وعليها
ولكن ما حصل...قضية الاختطاف...ومحاولة الاعتداء
جعلاها تبكي ....تندمًا على ابعاد نفسها عنها....اخذت تتصل عليها
حدثتها مطولًا بكت وهي تقول: يمه ايلاف سامحيني سامحيني.......خليتج تسافرين عن حضني.....
هنا ايلاف جنّت بالبكاء.....بكت ونور أمامها لم تتركها وربما هذا الشي خفف عليها من وطء الامر عليها
وجود نور لم يجعل لها فرصة ان تختلي بنفسها لتدخل في عالم الجنون.....ووجود طارق والتماس حبه.....جعلاها تتكيّف مع حالها هذا
مسحت دموعها: لا قولين جذه يمه.....لا قولين....اصلا انا اللي اصريت على هالبعثه....واصريت اني ابعد عنكم....
حصة ببكاء وعينين محمرتين
أي قلب تمتلكينه يا ايلاف أي قلب؟: طمنيني عليج يا يمه......زينه انتي الحين....والله مو جاية ارتاح ابي ايي لج.....بس اخوانج اختبارات......وعمج مو راضي لي اسافر
(عمج) تقصد زوجها..
ايلاف تنهدت بدموع: لا يمه لا تيين ابوي اتصل قال هو بيي...لي....لا تحاتين يمه...انا ما فيني شي....وحتى لو مو ومصدقة بخلي نور تصورني وتدز الصور لج.......
نور هنا ابتسمت
بينما حصة قالت بحشرجة صوتها: أي صوري لي.....اشتقت لج يمه......جعل عيني ما تبجيج.....
ايلاف حاولت الصمود أمام مشاعرها: ان شاء الله يمه الحين ادز لج إياهم مع السلامة...
أغلقت الخط نظرت لنور ونور فهمت ابتسمت بوجهها المصفر
قالت: عطيني جوالك اصور
ايلاف بنبرة تخالجها الدموع: شعري قصير مرة.......
نور في الواقع قامت بترتيب شعرها وقصته بحيث انها ساوت اطرافه مع بعضها البعض
اصبح ملائم لشكلها ولكن ايلاف لم تتقبله كلما تذكرت كيف وصل الحال به الآن قصير يصل إلى رقبتها......بكت

.
.
قامت نور بترتيبه وسدل قذلتها للأمام.....ومسحت الدموع من على وجه ايلاف
: كذا صار حلو....
ايلاف بخجل وبعينين دامعتين: عطيني الشال بلفه على رقبتي.....مابيها تش...
قاطعتها نور قبل ان تدخل في حالة هيجان في البكاء: ولا يهمك
سحبت الشال من على الكنب وساعدتها على لفه بشكل جميل على رقبتها
ثم سحبت الهاتف: يلا استعدي.....
ايلاف تساءلت: سناب؟
نور بابتسامة واسعة: لا....بصور بالكام حقت الجوال.....وبرسلها لها على الوات...
ايلاف برضى: تمام!
.
.
.
كانت جالسة على طرف الصخرة تنظر للشاشة .....يومين وهي تحدّق في الصورة...تنظر لأنفها الموضوع عليه اللاصق تعلم انها كُسر....للبقع الزرقاء المموجّة باللون الأحمر والقليل من الأصفر والتي تنّم عن الضرب المبرح القريب من فاهها....نظرت لعينها الجوزاء والواسعة كيف أصبحت ناعسة بالحُزن والألم.....نظرت لبعض الآثار التي توزعّت على يديها........حدّقت لشعرها ...هل قصّته؟ ام هذا جزء من الاعتداء؟!
بكت ...مطولًّا ...
ورأتها اختها عندما أتت عقدت حاجبيها
بخوف: حصة شفيج؟
حصة نظرت لدلال تمعنّت في وجهها
نهضت من على الصخرة .....وبلا أي مقدمات رفعت الشاشة
لتريها ايلاف
دلال حدّقت في الشاشة إلى ان استوعبت التي في الصورة هي ابنتها ايلاف
اشاحت بوجهها سريعًا عن الصورة وحكّت انفها
علامةً للتوتر
قالت : خير حصة .....شصاير بعد؟
حصة : بنتج جان راح يقتلونها اخطفوها.....وحنا يا غافلين لكم الله.......
دلال بللت شفتيها ارجعت خصلات كثيرة من شعرها خلف اذنها: يعني.....شنو ....
ونظرت لعيني اختها الباكيتين: اسوي؟
حصة بانفجار: دلال انتي عندج قلب؟........تخيلي اللي صار لها صار في اختها لولوة وش بسوين؟

تنرفزت هنا دلال وبرفعة صوت: بنت هالحرام مستحيل تصير اخت لولوة .....
حصة ضحكت بسخرية وشتت ناظريها عن اختها بعد ان تنشقت: ههههههههه مهما حاولتي تنكرين .......الواقع لا يمكن تغييرة .....
دلال اشارت لنفسها بجنون: انا ضحية .....ضحية حُب مزيّف.......نتج عنه .....بنت.....مابيها.....يا ليت اقتلوها....وفكونا منها.......
حصة أتت بالقرب منها هزت اختها: من قلبج تقولين هالكلام؟
دلال سحبت نفسها من اختها: أي.....والحين قولي لي...شنو تبين......ليش يايبتني اهنيه.....بس عشان تقولين لي...شنو صار لبنت الحرام؟

حصة بصراخ: هذي بنتج ......بنتج.......

دلال اشارت لأختها......هي في الأوان الأخيرة كانت في غاية التوتر والخوف من افشاء هذا السر ومع حديث اختها تشعر بالانفجار وعدم قدرتها على الكبت
: يات على هالدنيا بدون رضاي........غصبن علي....ولم جيت بجهضها......هم تمسكت فيني .....غصب...كانت راح تقتلني.....سببت لي آلام....نفسية وجسدية........

حصة شعرت انّ الحديث مع ام كدلال لا تحمل ايّة مشاعر اتجاه طفلها\طفلتها ضائع
تحدثت بحده: جورج يبي يزوجها......
دلال مسحت دموعها سريعًا: شنو المشكلة ؟خليه يزوجها!
حصة : مابي يزوجها من رجاله الخمّه......ومابيه يبعدها عني.....
دلال ضحكت باستخفاف: انتي بعدتيها خايفة على زوجج منها شصار الحين......
حصة بدفاع: بعدتها بعد عشان احميها.....منه.......وهي اصرّت تبتعث ...وما قدرت امنعها...والحين...دلال تكفين كلمي جورج لا يزوجها .....كلميه.....
دلال لتنهي النقاش: قولي لمشاري يكلمه.....
حصة : مشاري سافر عشان يكلمه وخايفة يضغط عليه ويجبره.......
دلال بجدية: الأفضل تزوج وتبعد عنا يا حصة.....تبعد عنا تركيه يزوّجها.....عشان ما تشيلين هم....من انها تخرب بيتج......
حصة ضربت اختها بخفة على كتفها: ليش مو ياية تستوعبين اني أنا كبرتها وربيتها....وحطيتها في حضني طولة التَّسعتَعش سنة؟........بنتي ايلاف بنتي....يا دلال...
ثم اردفت بنبرة ساخرة: بس ما لومج ما تعرفين إحساس الأمومة لانه عيالج قاطتهم على الخدم والمربيات

دلال بصوت مرتفع: حصصصصصصصصصصصصصة......


حصة : مو هذا الصج....
دلال بملل: حصة.......لصيرين مثالية وايد.......وتحسسيني انج....
قاطعتها: انا ضحيت عشانج........ضحي عشاني الحين وكلمي جورج يوقّف هالزواج....انا ابي بنتي......والله ياخذني لو خليتها مرة ثانية بروحوها.....

دلال نظرت لأختها لوجهها المحمر.....لرجفة كفيها...تنهدت بضيق....
ثم قالت: اتصلي عليه من جوالج....
حصة لم تترد سحبت الهاتف من حقيبتها
اتصلت عليه
زفرت هنا دلال بضيق...من تدفق الذكريات عليها!
.
.
.
تأفف من صوت الرنين عليه ...سحبه وأجاب: نعم حصة؟
.
.
حصة مدّت الهاتف لها
سحبته

دلال و ازدردت ريقها قائلة: جورج....
سكت جورج لفترة استوعب انها دلال من خلال صوتها.....ثم قال: شو بدّك؟
دلال بعجلة : لا تزوّج ايلاف
حصة كانت تراقب تردد اختها.....وحيرتها وهي تحدثه وكيف تشد بقبضة يدها على طرف الحقيبة
جورج بهدوء: وليش ما زوجها...
دلال نظرت لحصة ولتثبت له كرهها له ولابنته: عشان حصة ما تبيك تبعدها عن حضنها...
جورج بجدية: راح ازوجها وما راح ابعدها عن حضن اختك.....خليها تطمن ولا تاكول هم....
دلال بضيق: راح تزوجها من رجالك اللي...
قاطعها : لا.......ئولي إلها بتزوّج شاب.....كويتي.....بحبها كتير...وبخاف عليها وهوّي ياللي ساعدها لم خطفوها اسمو....طارق محمد الـطارق....
(اسم العائلات من مخيلتي )

دلال هزت رأسها: اوك....باي
ثم أغلقت الخط ونظرت لاختها قائلة: بزوجها واحد كويتي ....هو اللي ساعدها......اسمه طارق محمد الطارق.....اظن مهمتي انتهت عن اذنك

مشت دون ان تسمع حرف واحد من حصة التي قالت: حسبي الله عليك يا جورج
.
.
بينما جورج شعر بنبرة دلال الجافة....والحاقدة .....لم ينتهي هذا الحقد لم ينتهي بعد....
وهو يستحق ذلك تنهد بضيق ونظر لرجليه العاجزتين بندم!!!
.
.
.
.
كان يمسد على شعرها......يحدثها بلطف...حقيقةً كسرت خاطره.....شعر بخوفها....بتشبثها به...شعر برجفة جسدها......وشتات عينيها يحكي حكاية ألم باحثة عن امل جديد ...
تحدث: يبه ايلاف.....ابي اكلمج في موضوع....
ايلاف وهي مسندة رأسها على كتفه
فهو جالس على السرير من جانبها الأيمن حاضنها إليه
ويطبطب عليها بحنان
قالت: تكلم يبه.....
لا يدري كيف يقول هذا الامر يشعر بصعوبته
وحقَّا هو خائف عليها
: يبه تعرفين طارق اللي انقذج؟
رفعت ايلاف رأسها عنه وبخوف من انه اكتشف حبها له: أي....
مشاري ازدرد ريقه: هو طلب يدج مني.........وقلت له الراي الأول والأخير لج......
سكتت ايلاف .....حقًّا يومًا عن يوم يزداد حبها لطارق
لم يتركها ولم يتخلّى عنها بعد كل الأمور البشعة التي حدثت على مرأى عينيه
بللت شفتيها وشتت عينيها: يبه انت شتشوف؟
مشاري بهدوء: ريال مصلي ومسمي.....ولو ما يخاف الله ما انقذج .......وحام عنج....ريال شهم......وما ينرفض....على مواقفه اللي وقفها معاج يا بنتي.....

ايلاف حقًّا طارق لا يُرفض
تحدثت: اللي تشوفه يبه....
تحدث بعد ان قبّل جبينها: ايل سمعي......انا طلبت منه لو بس توافقين تملجون على طول.....
فتحت عينيها بصدمة
وشد على كتفيها: فهميني يا يبه....ابي أأمنتج عنده ...انا راح ارد الكويت....
ايلاف بنبرة حزن: يبه انا مابي ايلس اهنيه
مشاري بحكمة : يا يبه .....والدراسة؟....مابقى شي أصلا على اختباراتكم......وتعطلون......يا يبه لا تخلين اللي صار يأثر على مستقبلج.....وطارق لو انه مو ريّال ما وثقت فيه....ولملجتوا على الأقل يصير معاج .....ويحميج.....وانا اصير مرتاح ....ومطمن عليج.......ولرديتوا......الكويت ....نذر علي لا اسوي لج عرس لا صار ولا استوى....
بكت هنا واحتضنها بشدة
وهي تكرر: لا ترد الكويت....
مشار ابعدها عنه: مضطر يا يبه ماقدر اترك اخوانج اهناك.....وانتي بصير معاج طارق بعد الله....
ايلاف هزت رأسها بالرضا
ابتسم هنا براحه ثم قال: وين صديقتج اللي كل يوم تقعد عندج.....
ايلاف : قلت لها راح يي ابوي....واستحت ولا يات...
مشاري بهدوء: سلميلي عليها وشكريها على وقفتها معاج.....والحين يا يبه ....بروح اشتري لج شي تاكلينه غير اكل المستشفى وما راح اتأخر عليج....
نهض وابتسم لها ثم خرج من الغرفة
بأي قلب تعيشين يا ايلاف؟
قلب طاهر ونقي.......وطيّب
ازدرد ريقه يشعر انه يسلمها كليًّا لجورج وهذا مالا يريده...ولكن هو من ابعدها....بموافقته على هذا الابتعاث.....عليه ان يتحمّل النتائج
اتصل على جورج قائلا باختصار: بكرا نملج عليهم.....لأني راح ارد الكويت باي....
ثم خرج من المستشفى
.....................

في شقتها الظلماء......وفي الغرفة ....كانت مستلقية على السرير تحدّق بالسقف بلا ملل.....لم تستطع ان تردع تواجد ماكس أمام عينيها...ولكن وجوده اقل وطء من تواجد مُراد الذي يحرقها بذكرياته!
ماكس مجرد موظف وموكّل لحمايتها....لم يسيء لها يومًا لذلك تقاضت عن امر تواجده رغمًا عنها.....
مُنذ ذلك اليوم.....اليوم الذي انهارت فيه ....ولم تبكي....كانت توعد نفسها بانها ستصبح قوية من اجل ايلاف واستطاعت ....

تشعر انها على غير استعداد في مواجهة أمير وابنتها ....لا تريد مزيدًا من اللقاءات التي تعبث بما في ذاكرتها ومشاعرها
سمعت صوت ماكس وهو يقول: نور مابدّك تروحي لإيلاف؟
نور تحدث بصوت عالي لكي يسمعه: لا...

ماكس هنا ابتسم ثم سحب هاتفه من على الطاولة الزجاجية التي اشترتها نور مؤخرًا!
ارسل(مُراد....نور ما راح تطلع)
ولكي يمهّد الموضوع هو اتى بالقرب من بابها طرقه بخفة
ثم قال: نور ممكن اشوي؟
نور شدّت على عينيها ......هل حان موعد المواجهة....نهضت ....رتبت شعرها بلا مبالاة
فتحت الغرفة خرجت وهي تقول: شعندك ماكس؟
تبعها وهي تجلس على الكنبة في الصالة
جلس مقابلًا لوجهها: ئبل كل شي انتي بخير
ترجمة جملته
(عندك طاقة تسمعين اللي بقوله؟)
هزت رأسها
فقال: صارت أشياء بعد .....سفرك لهون.....من ضمنها.....سندرا.....عرفت انك أمها....

نور كتفت يديها واخذت نفسًا عميقًا : انا قلت لكم لاحد يقول لها......
ماكس لم يحبذ ان يخبرها انّ مُراد هو من اطلّعها على هذا الامر
فقال: عرفت وخلاص....بس الشي اللي...
نور قاطعته : شنو؟
ماكس: تبي تشوفك.......وصار لها فترة تبكي ...وما....تنام....مشان هيك...انا..
نور فهمت اشارته فقاطعته: والحين بتجي صح؟
هز راسه بخجل من كشفه
نور تنهدت: اتصل على امير يجي...
ماكس بحلق في وجهها بعدم تصديق
فقال: راح يجي....راح يجي...
وفجأة سمعوا الجرس وطرق على باب الشقة!
فنهض ماكس يفتح لجولي وسندرا....وامير ومُراد الذي اتى بهم إلى هنا...
نهضت نور ووقفت تنتظر دخولهم....
وسندرا ما ان رأتها حتى ركضت وهي تصرخ
: ماما....
انقبض قلب نور...هنا....وارتدّت قليلًا للخلف بعد أن احتضنت ساقيها سندرا...وهي تكرر
: ماما..

ذكرّتها بديانا.....ذكرتها بنفسها حينما تنادي والدتها.....اخذ صدرها يرتفع وينخفض ...باضطراب مشاعر لا تعرف صلتها....انحنت أبعدت سندرا بلطف...
ثم توجهت لأمير الذي ينظر لتغير شكلها
تحدثت: راح ارجع لأكسفورد......وهذا انا قلت لك.....عشان ما تجلس تلاحقني.....
أمير بهدوء: ما نقدر نرجع....الاوضاع مازالت مضطربة يا نور.....
نور بلا مبالاة: مو مهم...
سندرا تحدثت: ماما....
التفت عليها ثم التفت على أمير وهمست: قول لها اني مو أمها....
ثم كانت ستخرج ولكن قال مُراد بحده: الهروب مو حل......هروبك من بلد لبلد .....ضعف.....وخوف......المواجهة هي الشجاعة

جولي وأمير وماكس حدقوا به
التفتت عليه لتقول: صادق......بس انا فخورة اني ضعيفة......
امير بحده: جوازك معي....وما راح تسافري لأي مكان.....وراح نستقر هون لفترة ......
نور نظرت إليه ثم إلى ماكس استوعبت حديثه
يُعني ماكس دخل الغرفة ...بحث عن الجواز وسلمه إلى ايادي امير
شدّت بقبضة يدها بغضب ثم سكتت
هنا تحدثت سندرا : ماما......بدي ...
قبل ان تكمل هنا صرخت نور : انا مو امك....
سندرا بكت هنا واحتضنتها جولي
نور وكأنها رأت لها منفذًا للغضب فقالت: ابي افهم منو قال لها اني أمها؟
مُراد بتحدي: انا.....
نور اقتربت منه : مسوي نفسك مهم...ومهتم......وطيب.....ترا ما يليق......انقلع برا شقتي....برااااااااااا
أمير تحدث هنا: نور.....
نور اشارت له: اششششش....مابي اسمع شي منكم....
ثم نظرت لماكس: حتى انت لم اغراضك واطلع برا....
امير بحده : ما راح يطلع حدا من هون ........
نور نظرت إليه ....ثم ضحكت بسخرية
: امير ......لا تحاول ت.....
أمير اقترب منها وقاطعها: ما أحاول اسوي شي.......
نور مسحت على شعرها
شعرت بارتجاف جسدها ، لا تدري لماذا اصبح جسدها ضعيفًا
يرتجف ويرتعش بسرعة....ازدردت ريقها ابتعدت عنهم ...قليلًا
اخذت نفسًا عميقًا ، اغمضت عينيها وهم ينظرون إليها ولرجفتها.....لا تريد أن تسقط امام أعينهم الآن.....خائفة من عودت النوبة عليها......خائفة من ان يستمر الوضع معها ويتطوّر.....
شعرت بالاختناق...ذهبت أمام النافذة
سحبت الستائر بقوة وفتحت النافذة واخذت تستنشق الهواء بعمق
خشي عليها أمير.....تحدث وهو في مكانه وبلهجة سعودية قال: نور....جا الوقت اللي تعرفين فيه كل شي....

ابتسمت بسخرية على هذا الحال.....يأتي يكرر جملته....يحرقها بالحقائق ويشعل في فؤادها كُره جديد لهم ...حكّت انفها سريعًا التفتت عليه تكتفت
وبحده اردفت غير متوقعة وظنّ انها ناسية الأمر كليًّا ولكن يبدو انها تتساءل عن هذه الأمور كل يوم
قالت: ابدأ من مرض ديانا وموتها
التفت مُراد عليه وأمير نظر إليها بثبات
تحدث بهدوء: كان فيها السرطان....
نور لم ترمش أكملت: وماتت بسببه؟
أمير سكت ومسح على وجهه اقترب
: نور
نور تحاول ألا تنفعل
ألا تهتز.....يُكفيها هذا الانهيار ....يُكفيها انها بدأت تعود من جديد في تخبط الجدران لجسدها ......
: أمير انت تقول جا الوقت اللي المفروض اعرف فيه كل شي.......تكلم....اسمعك....
أمير ازدرد ريقه واشار لجولي تطلع مع سندرا للغرفة
نظر لنور......بهتت اكثر مما قبل...ضعف جسدها.....وقلّت حيلتها...وتضاءل حماسها للحياة....للعيش بسلام......للهدوء والسكينة...ولكن.....لابد ان تعرف بكل شيء....لابد...ان تفهم الحقائق...لتقيّمها بشكل نهائي.....وتتعامل مع حياتها على هذا النحو.....

نور اقتربت منه : لهدرجة موتتها شنيعة؟
ماكس رأى ضعف أمير
وتردده في نطق الحقيقة
اقترب قائلا: نور.....مم
اشارت له بقوّة وقوفها وشموخها......تحاول ألا تظهر ضعفها الآن
لأنها تعلم ضعفها يُضعف أمير
: لا تدّخل ماكس...
أمير ترقرقت عينيه شتت نظره عنها...وبتردد: انننننتحرت....




لم تهتز شعره واحده من جسدها.....بل خلاياه انهارت ....كليًّا ولكن لم تُظهر ذلك......أنانية ...مغلّفة بحب غير عادل......تركتها....تخلّت عنها.......عجلّت في موتها...من أجل ماذا يا تُرى؟.....من أجل ماذا؟
اخذت نفسًا عميقًا.......تذكرت حضنها......همساتها.......نظرات الأمان ......ازدردت ريقها...
شدّت على قبضة يديها
كررت: ليش؟
مُراد خشي من امير ان يتحدث بكل الأمور وتنهار
هي تمثّل القوة الآن ولكن يعلم بعد ثوانٍ او دقائق ستنهار
أمير بلا تردد: ضغوطات حياة...واكتشفت بخطر مرضها.....اضعفت......والشيطان وسوس لها....
مُراد زفر دون ان يلحظ الجميع براحة
هناك حقائق علينا ألا نفهمها وألا نعرفها وإلا ستُدمي قلوبنا....
نور بهمس: جبانه.....
شدّت على اسنانها تُمنع رغبتها في البكاء ، تحاول هدم صمودها...
تحدثت: انتحرت بنفس اليوم اللي صارت فيه الفوضى وسافرنا لفرنسا
هز رأسه بنعم

مسحت على وجهها وكفي يدها ترتجفان
تذكرت الم ولادتها.....تذكرت وحشية مُراد معها....تذكرت ليلتها المظلمة فاردفت
: وسندرا ليش كذبتوا علي انها ماتت؟
مُراد نظر لأمير
أمير بدأ يفقد اتزانه فجلس على اوّل كنبة يبدو انها ستتدرج بالأسئلة إلى ان تصل لحقيقته
: خفنا عليك انا وديانا.....لأنك وقتها في مرحلة متطورة من مراح الاكتئاب........وما كنتي متقبلتها ...لأنك حاولتي كذا مرا تقتلينها......خفنا تضرين نفسك وتضرينها .......ما كنّا على استعداد تام ...نفقدك يا نور....
نور هزت رأسها ، اشارت له
وبنبرة راجفة: حلو....حل وسيط.......لولاه كنت بموت......
وبغضب: انتوا كيف تفكرون؟....ابي افهم كيف كانت تفكر ديانا.....كيف ......تفكرون بأنانية......ظنكم هالشي ريّحني وقتها؟
أمير يعلم حينما علمت انّ ابنتها توفيت ...دخلت في حالة صدمة وصمت.....
صرخت هنا نور: لو قايلين لي.....كان أمور واجد ما صارت لي بعدها.....كنت لهيت مع بنتي.....كنت تقبلتها غصبن علي....
احمر وجهها واستشاطت غيظًا اكثر: ما كان تعرفت على توم.....ما كان انخدعت منه.....ما كان شربت....ماااااااا كان وشمت.....ما كان عاندتكم....
أمير يحاول الصمود: سوينا الشي اللي فكرناه من صالحك نور........
مُراد كان يستمع لها بانصات جيّد يريد ان يعرف ماذا حدث لها
ماكس كان ينظر لها ولرجفتها وتقلب حالها
نور صرخت هنا: انتوا اذيتوني ..........ست سنين باعدينها عني....وفجأة تبوني الحين اتقبلها.....عقلكم وين فيه؟.......خايفين علي......وما خفتوا بكرا وش بصير...ما فكرتوا المفروض اعرف بهالشي؟.....ديانا انتحرت....انت بكرا مادري وش تسوي.....لو ما عرفت كان راح أعيش على ذكراها....راح تعيش هي بدون ام واب......اكثر من كذا انانية....ما اظن فيه
أمير
نهض وأشار لها: نور اهدي...
نور اشاحت بوجهها عنه ولّت بظهرها لتتنفس بصوت مسموع
:غيره؟.....وش اللي ما اعرفه ...
أمير عندما رأى رجفتها تزداد قال: نأجّل الكلام....
نور التفت عليه وأشارت له وتحدثت ما بين اسنانها: ما فيه تأجييييييل تكلم.....

أمير ازدرد ريقه ركّز ناظريه على عينها المتغايرتين ...والمحمرتين....اقترب منها يريد تهدئتها
مسك يدها ولكن سحبت يدها
لتصرخ: تكلللللللللللم......
أمير نظر لمُراد ثم ماكس
ثم عاد بالنظر إليها.....يعلم ما سيقوله الآن ....سيجعلها تحتقره....وتكره وتنفر منه ربما للأبد
تحدث: ابوك يوسف......
نور خفق قلبها هنا
اكمل: ابتعد عنك بسببي انا.......
واكملت : وبسبب ديانا...
هز رأسه بنعم
نور نظرت للسقف ثم ابتسمت بسخرية
لتردف: كيف؟
أمير: شككناه انك مو بنته.......
مُراد شعر بثقل ما يتحدث به أمير شعر انّ امير آنذاك لا يقل عن حقارة أخيه جورج
بينما ماكس خشي من ان تنفجر نور هنا

نور ضحكت وترنحّت للوراء خطوتين
ثم قالت: شلون.....والتحاليل....
ثم قالت بتذكر: لحظة....
توجهت لغرفتها.....ركضت لناحية الحقيبة ......سحبت الورقة الي تثبت انها ابنت يوسف........خرجت ورمتها في وجه أمير
تحدثت: وهذي....كيف ماعرف.....ولا...
قاطعها حينما نظر للورقة بوجع من ذكريات الندم: سحبتها منه قبل لا يشوف النتيجه...وهددته لو طوّل السالفة راح اوصلها للمحاكم......هو كان ضارب ديانا....ضرب مبرح.....هددته اقلب الطاولة على راسه......هو انسحب.....ما يبي وجع الراس....

ضحكت هنا نور بلا مقدمات .....ضحكت بصوت عالٍ كالمجنونة.......ضحكت إلى ان انحنت للأمام تشد على بطنها ......دمعت عيناها...
مُراد بخوف: نور
ماكس اقترب هنا...وتبعه مراد
جثلت نور على ركبتيها وهي تضحك....وعينيها تدمعان.....أمير عضّ على شفتيه لا يعرف كيف يتصرف
ضحكت إلى أن بكت فجأة وهي تقول: كلكم كـ.......حتى هو تخلّى عني ....بمجرد ما شككتوه......ليش ما تمسك فيني...ليش.....ولا عشانه كره ديانا...كرهني......ليش تسوون فيني كذا......أمير.....ليش؟

أمير نهض وجلس امامها وضع يديه على ركبتيها
وبرجفة : امك ما كانت راح تسافر بدونك......وما لقيت إلا هـالحـ..
قاطعته وهي تبكي بحرقة: خليتوه يكرهني........واكرهه...تكرر علي...يوسف ما يبيك.......ما يحبك........ليشششششششش؟

أمير امسك وجهها بيديه وبعينين دامعتين: مستعد ارجعّك للسعودية ..و.....
قاطعته بصرخة وهي تبعد يديه عنها اردفت بانهيار: حتى هو حقير.....تخلّى عني...بسهولة.......بسهولة....
أمير بدفاع : كان مصدوم...ومقهور نور........انا ما قصرت اوجعت قلبه.....

كانت تريد النهوض تريد الابتعاد عنه صوتها بالبكاء بالكاد يخرج...تشعر بالاختناق نظرت لمُراد ....لماكس.....
اردفت بضعف: وزواجي.....مخطط له....؟...خططتوا انه يتركني بهاء.......خوفتوه......ضغطتوا عليه انت وديانا ....صح....؟

صُعق هنا أمير....وفهم إلى أي مدى كرهته لكي تتوقّع منه هذا الشيء....
تدخل مُراد : لا....نور....انا......
نور بغصة هزّت رأسها : مابي اسمع...مابي.....قلبي يوجعني....مابي......
ثم انحنت للأمام تخبأ وجهها عنهم بضعف وبكاء
أمير اقترب: نور...والله امّك بتحبك......وانا حبيتك......ساوينا هالشي مشان تكوني بيناتنا.....
كانت تبكي وتشهق
وتخرج من فاهها كلمة: أنانييين.....
حاولت النهوض ولكن رجفتها منعتها من ذلك
تحدثت : ماكس شيلني....تكفى بعدني من هنا....تكفى...
ماكس تجمّد مكانه نظر لأمير.....الذي بدأت دموعه كالسيل على خده
ولم يهتم لنظرات مُراد الذي تنم عن ندمه
اقترب منها...حملها ما بين يديه....كان سيتوجّه بها للغرفة ولكن
دفنت وجهها في كتفه وهي تهمس بضعف: طلّعني من الشقة
ولم يتوان في فعل هذا الامر
مراد حاول ان يُصيغ لها الأمور ....بلغة اخف وطء وبكلمات اقل وجع...ولكن النتيجة واحدة ورآها أمام عينيه......
ازدرد ريقه ، عدّت مرات ....شتم نفسه وهو يدفع الكرسي الجانبي للوراء ليسقط على الارض

مراد تحدث بجدية هنا وهو يقترب منه: أمير......انت بخير
أمير بضعف التفت عليه: بعطيك رقم يوسف.......اتصل عليه
مُراد بصدمة: أبو نور؟....كيف عرفت رقمه...
أمير بنبرة ندم: كنت اظنه عدوّي وراح يهاجمني بأي لحظة فكنت اراقبه طول هالسنين!

صُعق حينما سمعه يتحدث باللهجة السعودية، ويشرح له انه اكمل مسيرة هذا البُعد بمراقبته ليسوف
هذا يعني لو كان يوسف ينوي الاقتراب من ابنته كان سيمنعه
وإلا لم يُراقبه طيلة هذه السنوات
أي ظلم تجرعته نور.....اي خبث التهمها ليوقعها على هذا المنوال المتكرر من الألم؟
سحب هاتفه وقال: كم الرقم....
.
.
.
.
الأجواء سعيدة...بعيدة عن التوتر والحزن.....ابا خالد جعل العائلة كلها تجتمع في منزله......من اجل ان يخفف عن أخيه ......ومن اجل ان يغيّر الشيء البسيط من حاله......كان الضحك......يُسمع برحابة صدر....والابتسامات تتوزّع بشكل لا ارادي بسبب الأجواء الفرحة....
بينما هناك في الخارج....قلب عاشق يرفرف بفرح
لمرور الاحداث بسلام......لبرهنة حُب نبض باسمها
دون مقدمات.....حُب أتى وتسلل إلى قلبه دون أن يخطط له
حُب عميق وصادق.....لا يمكن أن يُبعد نفسه عنه

تحدث: يعني؟

كل شيء اختفى......الخوف...التوتر....ال� �ضطراب.....ايقنت أنّه صادق ونادم على ما فعله بها سابقًا .....ايقنت أنّ لا داعي في الاسهاب فيما مضى....والتنازل امام هذه المشاعر....لتحيا حياة جميلة معه...ادركت لمعة الحُب ونبرة الحنان في صوته....ادركت انّها قادرة على ان تحبه خلال أيام قليلة........كما انها علمت جيّدًا انها على غير استعداد للعيش بلا وجوده

: كل شي بخير تطمن....لا تحاتي.....

تحدث بحب: وولدي بخير؟

ابتسمت هنا ومسحت على بطنها بخفة : وهو بخير ويسلم عليك وقول جيب لماما العطر .....
ضحك هنا قصي ليردف منصدمًا: اعترفي تشربين العطر انتي؟...تو شاريه لك...
مُهره ضحكة بخفة: لا بس اعطّر فيه الشقة.....
قصي : واضح ولدي ذوِّيق....والله....ترا هالعطر....افضل عطر بالنسبة لي...ومكـ...
مُهره قاطعته : تكفى مابيك تتفلسف....
قصي ضحك هنا...والتفت ليرى
جسّار وعزام ....وكذلك بندر ....وسعود يحدقون فيه بحالمية ومن الواضح انهم (يتمسخرون عليه)
قصي بلل شفتيه وبهمس: مهره.......مفرقين الجماعات جو.......اكلمك بعدين عمري....
مُهره ضحكت وهي تحك ارنبة انفها: طيب.......مع السلامة...
اغلق الخط ثم أشار لهم: خير؟

بندر : انتبه هنا فيه عزاب...عمري وحياتي....لا تخرب عقولنا....وتخرب اخلاقنا....
سعود ابتسم: أي والله .....انتبه لا ننحرّف بسبّتك....
قصي علم أن وقف هنا سيصبح (مسخرة ) لحديثهم
عزام قال: جسّار خلاص نويت انا اخطب....
سمع صوت من خلفه
ناصر للتو خرج من المجلس ليذهب للخلاء ولكن سمع صوت عزام
فقال بصوت عالٍ: تخسسسسسسسسسسسسسسسسسى....
التفت عليه
قصي : ههههههههههههههههه والله يا نويصر انك تورطت ورطة مع ناس حقيرين...
جسّار : ليش عاد كاره الزواج.....
ناصر اقترب: ليش بعد انت دخلت الفكرة براسك؟
سعود : انا انسحب منكم....حلو مشكلتكم...
بندر بضحكة: هههههههههههههه وانا خطبت ......يعني مالي بهالمشاكل....
ثم تبع سعود ليعودا إلى المجلس
تحدّث ناصر بجدية: انتوا من جدكم تتكلمون؟...ولا تستهبلون على راسي...؟
قصي نظر إلى التوأم: والله ما عندهم ما عند جدتي......اتركهم عنك....
عزام حّك انفه: لا والله انا جازت لي الفكرة...
وبلا مقدمات هنا ضربه جسّار على كتفه: لا قول! والله....تخسي...يا شيخ......هييييييي......اهجد
ناصر ضحك هنا: ههههههههههههههه يعني انت ما تبي...
جسّار هز رأسه بلا
قصي: ههههههههههههه غريبة عزام......يبي يزوّج شصار في الدنيا...
عزام باسهبال: ابي حنيّة....
جسّار انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههه ولا يهمك انا اعطيك حنيّة....
ناصر يكمل بسخرية: وانا اعطيك حُب....بس فكنا من هالسيرة.....
عزام : لا مابي منكم شي......ابيه من زوجتي.....
قصي : لا واضح الأخ مبيّت النية....
جسّار بجدية: لا تستبهل على راسي عزاموه........وش اللي نزوّج الحين......هد اللعب اشوي...
ناصر سكت ليفكر ثم قال: تبي من برا العيلة ولا من داخل....
عزام : وش بيفرق؟
ناصر: الا يفرق....عشان تطول السالفة وما نتلزّق بسرعة....لو تبي من برا عمتي بتجلس ...تدوّر على مواصفاتك....ولو من العيلة انت بتأشر من هي اللي تبيها....

جسّار بخبث وليعقد الامر: خلاص...نبي خوات توأم...
قصي فهمه فضحك: ههههههههههههههههههههه حيوان عشان ابد ما تزوجون....
عزام نظر لأخيه: والله فكّرت كذا....ههههههههههههههههه.....
ناصر ضحك: ههههههههههههه اذا لقيتوا....قولوا لي...
قصي : لا تتهرّب تبي من العيلة ولا....
ناصر بتفكير : والله ما فكرت.....
عزام غمز له: نقول نبي توأم بس يكونون ثلاث....
قصي: ههههههههههههههههههههههههه مجانين انتوا؟
جسّار : والله حلوة الفكرة عشان يطولون وهم يدورون لنا...
عزام رمق أخيه: تراني مابي اطوّل ابي ازوّج بسرعة......
ناصر ضحك: هههههههه شعندك تهيّضت على الزواج....شسالفة....؟
جسّار بطنز: ما دريت هالحين موسم تزاوج السحالي عشان كذا...
قبل ان يكمل وعلى صوت ضحك ناصر وقصي
ضرب عزام أخيه بقوة على ظهره
: كل تبن.......بس......
قصي : ههههههههههههه ...استغفر الله يارب...
ناصر : هههههههههههه مالكم حل انتوا....
عزام : شوفوا .......الاوضاع الحين حلوة ....عادي نكلم....
ناصر بجدية: لالا مو الحين.....اجّل اشوي....
جسّار أشار لاخيه: وإن تكلمت والله ذبحتك.....تكلم أسبوع الجاي....
عزام ابتسم: ترى لتكلمت ماراح يزوجونا بكرا....
ناصر: مانبي حن وزن.....اجّل
قصي : ههههههه الله يعينكم...
عزام نظر لناصر: فهمتك تمام....بدخل المجلس...
جسّار مسك كف أخيه: بجي معك...
عزام فهم أخيه: ههههههه والله مابقول
قصي: ما يثق فيك....واضح نكبه.....
ناصر قبل ان يدخل الخلاء: حط عينك عليه يا جسّار لا يوهقنا....
جسّار : هههههههههه لا تاكل هم.......
.
.
.
.
بدأ بمرحلة الرسائل ....بمرحلة وصف الحُب كصورة ......مثالية ...مبروزه بعشق لا ينتهي.....
لن يستسلم.....لن يقف ويستمع ويطيع امرها...
كتب
(وفي قُربك، يزداد حُبي واشتاقُك اكثر!)

.
.
نظرت لهاتفها ولتلك الرسالة ....قرات رسالته وعقدت حاجبيها.....قرأتها ثلاث مرات ...بكل سخرية!
ثم همست: شعنده قيس بن الملوّح...
كانت نوف بالقرب منها
سمعتها لتردف: صيري له ليلى ...
شيخة انتبهت لهمسهم وحاولت التصنّت عليهما لتردف الأخرى بهمس
: فيا ليتَ هذا الحبَ يعشِقُ مرةً ، فيعلمَ ما يلقى المحبُ مِن الهجرِ
فتحت الجازي عينها على وسعهما
فقالت بتحذير: جب....
ضحكت شيخة ونوف هنا
ام سيف تحدثت: والله احسن شي سواه اخوي هاللّمة الحلوة هذي.....
ام ناصر: أي والله.....يحاول يغيّر من مزاج اخوه يوسف...الله يعطيه العافية...
ام ناصر بتنهد: امين ....
ثم قالت: إلا ما قلتي لي يا ام سيف.....متى بكون زواج قصي....
ام سيف بهدوء: الشهر الجاي....
الجازي حاولت أن تخرج نفسها من همزات ولمزات نوف وشيخة فقالت: عمتي ما تحسون بدري مرا؟
ام سيف ابتسمت في وجه بنت اخيها: تعرفين عمك ما يحب فترة الخطوبة تصير طويلة.....وماخفي عليك قصي مستعجل....
نوف همست لشيخة: اكيد بيستعجل ......ياخي صدق .....طلعت خطيبته مُزه....
لكزتها شيخة لتتحدث ما بين اسنانها: لا تبالغين وبلعي لسانك لا يجيك كلام يسنعك الحين.....
نوف ضحكت بخفة ثم سكتت
لتردف ام ناصر: الله يوفقه....وعسانا نفرح في الباقي.....
ثم التفتت على عبد لله: ما شاء الله عبادي كبر........
ام سيف ابتسمت: أي الله يبلغنا فيه ...
الجازي ابتسمت لهما على مضض: آمين...
نوف نظرت للرسالة التي أتت لها
من أخيها بندر
(سوي قهوة)
تأففت هنا نوف
فقالت شيخة: شفيك....
نوف : يبوني اجدد القهوة للرجال...
شيخة : قومي....مليت أصلا من الجلسة هنا...
نهضت نوف وشيخة
فقالت ام ناصر: على وين؟
نوف ابتسمت لها: بندر يبيني اسوي قهوة.....
هزت رأسها ثم ذهبت وهي وشيخة إلى المطبخ...
دخلتا إلى المطبخ
تحدثت شيخة : صدق اختك ما زالت تبي الطلاق..
نوف زفرت: أي.....بس هالليّام هذي طاخه اشوفها....
شيخة بهدوء: واضح سيف يحاول انه يرضيها....
نوف وضعت القلاية : حاسة فيه ....انه نادم......بس اختي موجاية تسامح ابد
شيخة فكرت مطولًا ثم قالت: واضح انه كاسر قلبها....
نوف: بقوة
.
.
.
ابتسم في وجهه: الحمد لله على كل حال......بس والله ماخفي عليكم قلبي مشوّق ومستعجل اسافر اليوم

بو سلطان بهدوء: العجلة ما هيب زينة وانا خوك....كلها يوم وتروح تشوفها.....
التفتت انظار التوأم وقصي وجميع من لا يعرف بقصة نور
تساءل قصي: يشوف مَن يا عم؟
التفت عليه أبا سيف: بنته نورة؟
بانت علامات الصدمة على وجوههم ولكن لم تطول حينما قال
أبا خالد: باذن الله انا وناصر وسعود وبو سلطان وصاحب الشأن بو ناصر بنسافر بعد يوم لأمريكا.....عشان نورة......اذا تذكرونها......

خالد يتذكرها بصورة ضبابية تمنعه من تذكر ملامحها بشكل مثالي
بينما بندر لا يذكر ملامحها اصلًا
التوأم يذكرونها جيّدًا حتى انهما آنذاك يقولون
لها بسبب تغاير عينيها
(يا القطوة)
كانت تبكي لذلك اللقب ......وتذهب لأحضان ابيها يوسف شاكية عليهما!
قصي يتذكرها ولكن لا يتذكر ملامح وجهها اطلاقًا
لا يستطيعون ان يتساءلوا عن الامر
فسكتوا
ونظروا لناصر والذي نظر لهم وكأنه يقول
(افهمكم بعدين)

وعلى هذه النظرات والاحاديث رنّ هاتف يوسف
أجاب كعادته دون النظر للرقم
: الو....

صعب جدًا ان تحدّث شخص تُجزم انّك ظالمه لسنوات كثيرة
وتعلم جيّدًا انّه تجرّع آلام عدّة وخضع لخسائر لا تُحصى
انخرس تحت انظار مُراد الذي ينظر إليه بصمت وبتفكير طويل
ينظر إلى شخصيته التي لم يراها
شخصيته على صورة انانية تشابه شخصيته قبل ست سنوات!
كيف كانوا هكذا!
هو متعجب من حالهما
خائف من العقوبة!
بينما أمير حكّ جبينه.....بلل شفتيه عاجز عن نُطق حرف واحد
تحدث يوسف: مين معي؟

معك القرار الخاطئ
الآثام المستمرة
الثعلب المكّار
قاتل روحك وجسدك!
أمير عاجز أن يتلفظ باسمه ......ظنّ انّ يوسف عدو ذو قوة في رد الصاع صاعين
ولكن لم يعرف انّ خيانة احب الناس اليه اضعفته
وجعلته يتخبط حتّى في قراراته
سلبت منه عقله...وروحه....وجسده......حتى به تهاوى هكذا نادمًا بعد صراعات التفكير!
كاد يوسف يغلق الهاتف
ولكن تحدث أمير بسرعة: يوسف....
.
.
يوسف لم يُميّز النبرة...ولم يأتي في باله انه أمير
تحدث: ايوا يوسف.....من معي؟
سكت كل من في المجلس مستمعًا لأبا ناصر(يوسف)
فقال وهو يغمض عينيه ليرى ذنبه
ليسمع
صوته وهو يقول في الماضي
: ما فيه غير هالحل ديانا....
تبكي تشد على يديه: ما راح تنجح هالخطة .....يوسف بحب نورة كتير.....بحبها من ئلبوا

أمير تمسّك جيّدًا باكتافها : اعتمدي علي هالمرة....

عاد بذاكرته على صوت يوسف
: الووووووو؟

لا يدري كيف يُخبره انه عدوّه اللدود ، الشخص الذي هدم كيانه.....وعلّق رقبته على حبل المشنقة
مُراد اقترب منه همس: أمير لا تضغط على نفسك
نظر إلى وجه مُراد بعينين دامعتين
سمع صوت يوسف الذي يقول
: الو....قلت من معي....
أمير اغمض عينيه لتنساب على خديه دموعه: امير.......
وبرجفة اردف: زوج ديانا طليقتك!

انتهى









اتمنى لكم قراءة ممتعة واعتذر عن الاخطاء الإملائية



ملاحظة مهمة
احاول قد ماقدر انزل بارتات كثير واحاول اختم لكم الرواية بالشكل المطلوب وقبل الدراسة


فهذي الاحداث جدًا مهمة وما هي تمديد وتمطيط(*

ماقدر اعدي هذي الاحداث وعلى طول ادخل في النهاية اول ادخل في لقاء نور مع يوسف


اتمنى الفكرة وصلت
وتحملوني اشويتين(*



ولا تحرموني من تفاعلكم

حاسة اني خسرت بعض الردود((&

تحياتي

شتات الكون



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-01-20, 11:49 PM   #59

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت السابع والعشرون
.
.
.
.







.
.
.
.
ما تفكّر به قد يحدث!
فلسفة عقلية
تُدخل في تفصيلات العقل الباطن وكيفية ترجمته لكل ما تفكّر به وتؤمن!

.
.
.
هل اثبت يوسف هذه النظرية ؟
هل حقًّا جذب إليه ما يفكّر به...
.
.
هو اصبح يُسرف في النظر إلى صورتها قبل خلوده إلى النوم
يحدثها سرًا يطلب منها السماح ألف مرة
قبل ان تغمض عيناه
يهمس لها حُبه الأبوي وعشقه قبل أن يخدر لسانه ويخضع للسكون
.
.
كانت مسيطرة عليه ، كانتقام لِم فعله بها طيلة هذه السنوات
شتت انتباهه من جديد وجعلته لا يفقه شيء مما يفعله في عمله
امرضت قلبه بسبب اشتياقه لها...وعصرّت بيديها عقله من شدّت تفكيره بها....
بالمختصر اصبحت تتردد في كوابيسه قبل أحلامه لتوقظ مارد الضمير الخامد بداخله
.
.
رجفت شفتيه....نظر للوجوه التي تبدّلت إلى خوف بالنظر إليه
حاول الوقوف على رجليه وهو يحاول لفظ اسم احقر مخلوق على وجه الأرض
تقدم لناحيته أبا خالد
وكذلك أبا سلطان والبقية
تحدث أبا سيف بخوف: يوسف شصاير؟
.
.
يوسف ترقرقت الدموع في عينيه
لماذا اتصل هو؟
هل ماتت نور لذلك اتصل
ماذا حدث من تطورات كي تجعله يتصل به ويتوصل إليه
والاهم كيف استطاع الوصول له
اسالة تدّق الرأس بالأفكار التشاؤمية
والسلبية.....جعلته يترجف .....ويتعرق جبينه ....ويتخطف القلق وجهه بشكل ملحوظ....هل اتاك الموت يا نور؟
هل اودّع السلام من بعدكِ؟
هل ابدأ بالنيّاح والعويل؟
هل اوبّخ الذات على ما فعلته بكِ؟
هل اصرخ في العالم انني ظالم؟
.
.
تقدم سعود: يبه.......مَن المتصل؟
بو خالد
خشي على أخيه .....على تصلّب شفتيه وعجزها على النطق....على منظر ارتجاف جسده......ودهشته المخيفة للقلوب...
سحب الهاتف من يده ....
واجلسه أبا سلطان على الكنبة
ليقول سيف: افتحوا النوافذ والباب
مشى قصي لفعل هذا الامر
فيوسف بدأ يتنفّس بصوت مسموع....ووجه مخنوق
اما أبا خالد رد على المتصل: الو مين معي؟

أمير سمع أصواتهم ....كصوت غريق في قيعان البحر ....وبالكاد يصل لمستمعي من هم على الشاطئ !
ولكن سمعه
واغمض عينيه...وبلل شفتيه...
تنفّس عدّت مرات ليُجرّأ نفسه بذكر اسمه لهذا الشخص الذي لا يدري من هو
يشعر انه يبذل جهد صعب عليه وثقيل
ولكن حان موعده
: معك أمير.....زوج ديانا......
أبا خالد نظر لأخيه كلمح البصر....ورآه يهمس وهو يشد على فخذيه
: نورة.....
ازدرد ريقه أبا خالد وخرج من المجلس
والتفتت عليه الأنظار
فقال عزام: خالي اهدأ.....
ناصر اخذ يفتح اول (الازارير) من ثوب ابيه وهو يقول: يبه لا تضغط على نفسك....تكفى يا الغالي.....

سيف بهدوء: بعدوا اشوي...عطوه مجال يتنفس....
.
.
.

أبا سيف خرج وقلبه يشدو الحانًا.....من الخوف
نظر لأبا خالد وهو يتحدث بكل غضب وعصبية وصراخ
: لك وجه تتصل بعد عشرين سنة من سواتك الشينة؟.....تبي تموّت اخوي انت...ما كفاك اللي سويته؟.....وش اللي خلاك تتصل....شصاير ؟......قتلتوا البنت؟...ضيعتوها؟...دمرتوها؟

أمير اغمض عينيه لتسقط دموعه تحت انظار مُراد الذي لم يعد بيده شيء يفعله
حقًّا هو دمرها وقتل روحها

تحدث بثبات وبداخله عواصف تأخذه يمنةً ويسرى!: خيي......نور عايشة....بس محتاجة إلكون.....بليز...خبّر يوسف بهيدا الشي....خليه يجي على أمريكا بأسرع وئت.......


صرخ أبا خالد: ألاعيبك هذي ما تمشي علي....اكيد عرفت انه يدوّر عليها....والحين تبيه يوقع في الحفرة اللي انت حفرتها له......

أبا سيف أشار له ان يهدأ
بينما امير قال: قلت لك........خليه يجي أمريكا.....نور بحاجتكم....امها انتحرت....وعرفت بكل شي........عرفت الحقيقة......مو قادر اسيطر على ولا شي!

أبا خالد صُعق من خبر انتحار والدتها .....عقد حاجبيه
وقبل ان يتسرّع في الرد
قال أبا سيف: كلمه بهدوء
هز رأسه ثم قال: برسل لك رقمي الحين........وبتصل عليك بعدها باي
ثم نظر للرقم .......ارسل رقمه .....وسريعًا دخل المجلس وتبعه أبا سيف
هنا وقف يوسف بعد ان استوعب كل شي
اقترب من أخيه
وبانهيار: بنتي غازي...بنتي؟....عايشة ولا ميتة؟

نظروا لوجه أبا خالد
ازدرد ريقه: عايشة....
أبا سلطان لم يتحدث ولم ينطق كلمة واحده لكي لا يزيد الامر سوء بأسالته
وكذلك الشباب
أبا ناصر بصرخة فقد فيها اتزانه : اجل ليه متصصصصصصصصصصصل هالكـ....
بو سيف اقترب منه: اهدأ يا بو ناصر.....البنت ما فيه إلا العافية .....
بو ناصر نزلت دموعه على خديه: تكذبون علي.....مستحيل يتصل علي عشان...
قاطعه أبا خالد: متصل عشان أمها انتحرت والبنت....عرفت بكل شي......ومنهاره......وواضح فاقد السيطرة على كل شي....
بو سلطان بحذر: يمكن يكذب ومسوي فخ....
سعود بحقد: ان شاء الله يلحقها هو بعد.......
ناصر رمق أخيه ليسكت....
بو خالد بعجز: مادري اذا صادق ولا لا.....انا لازم اسافر قبلكم اشوف الوضع......
بوناصر : لالا بسافر معك ماقدر انا اظل هنا ....ما اقدر...
بو خالد بحكمة: لا تستعجل يا خوي...
ثم نظر لخالد: خالد شوف لي الحجوزات.....ابيك تحجز لي الليلة.........على اقرب وقت ممكن....
خالد الضائع في حديثهم وتصرفاتهم: طيب...
ثم أشار لسعود: بلغي حجزك
سعود : عميييييي..
قاطعه بصيغة امر: هالامور ما يبي لها طيش.....اجلس عند امك واختك....
سعود كان سيتحدث ولكن عزام لكزه وهو يهمس: خلاص سعود صل على النبي...
سعود زفر ومسح على رأسه
فقال أبا ناصر: غازي.....احلف لي انها عايشة....احلف لي...

بو خالد اقترب من أخيه قبل رأسه ومسك كفي يده ليردف: اقسم لك بالله العظيم.......قال لي عايشة....ما فيها شي....بس من زود خوفي عليك.....ابي اروح اشيّك على الأوضاع قبل.....تطمن......تطمن يوسف....وشد حيلك.....تقوّى وانا خوك....
هز رأسه
بو سلطان نظر لقصي: قصي جيب ماي لخالك....
هز رأسه وذهب لناحية الطاولة لجلبه....

جسّار همز لناصر: نويصر علمنا بالسالفة صايرين مثل المجانين وقلوبنا بدأت تضرب شوط خوف....

لا يتغيّر أسلوبه حتى في المواقف الصعبة
ابتسم ناصر رغمًا عنه وأشار له وللبقية يخرجوا حتى سيف....

وحينما اصبحوا في الخارج قريب من المجلس
تحدث: ديانا خانة ابوي......وخذت بنتها بتلفيقها لكذبة طويلة عاش ابوي مرارتها...
سيف بجدية: شلون؟
قصي : الحيوانة......كيف كذا....وليش ما درينا من اول....
عزام : لحظة لحظة .......شلون اخذتها منه .....والاهم شلون هو تنازل عنها...
جسّار : الله لا يرحمها......جننت خالي ......
خالد : يعني عمي كشفها وقتها ولا كيف صار كذا...
بندر نظر لهم: هدوا اكلتوه بالاسئلة
بندر بانفعال: الكلـ.....خانته مع اللي داق على ابوي أمير.......
عزام بصدمة: عشان كذا....خالي انصصصدم.....حسبي الله عليه......
جسّار بانفعال: وعليها...
سيف: كمل ناصر
ناصر حك ارنبة انفه: شككوه انه نورة مو بنته.....وسوى تحاليل ....واخفوه عنه ....هذا اللي فهمته من ابوي.....
بندر بغضب وانفعال اطلق شتيمه قوية بحق ديانا....
فقال خالد بغضب: حسبي الله عليهم ...جنننوا الرجال....
عزام بجدية: ليت خالي دخلهم في سين وجيم.......ووقفهم وقتها عند حدهم...
جسّار اكمل: واضح خالي وقتها مو في وعيه من صدمته....
بندر: شي مو سهل...الخيانة مو سهله....الله يلوم اللي يلومه......
خالد نظر لناصر: والحين كيف عرف انها بنته....
ناصر هز اكتافه: تقدر تقول انبّه ضميره....بوقت متأخر....و
قاطعه سعود بغضب: أصلا واضح يفكر فيها طولة هالسنين ...بس يخبي علينا...والحين مع كبر سنه....ما قدر يتماسك اكثر....
عزام مسح على رأسه: حسبي الله عليهم.....
قصي بصدمة : وله وجه يتصل عليه يبي يجلطه الله ياخذه.....
سيف : ناصر....عمي.....لازم يداوم على علاجاته.......وتبعدونه عن أجواء الضغط رغم هالشي صار مستحيل .......والافضل انه ما يسافر......حالته الصحية ما تسمح...
سعود بقلق: ابوي ما راح يوافق.....
سيف بجدية: عارف.....بس وضعه اقولكم ....ما يطمن....
ناصر: مادري والله شسوي انا احس مختبص من هالسالفة.......
قصي اقترب منه وطبطب على ظهره: هونها وتهون...
عزام نظر لسيف: شلون يعني وضعه ما يسمح....
سيف نظر لأخيه: الجلطة اللي جاته قبل......لها آثار جانبية حتى لو طفيفة.....واخاف مع هالضغوطات....يـ...
قاطعه جسّار ليخفف عن البقية: لا ان شاء الله مو صاير له الا العافية...
عزام : تعالوا بس...صلوا على النبي...ودخلوا اجلسوا.....مو صاير الا كل خير...
خالد اقترب من ابن عمه ناصر وطبطب على كتفه
وكأنه يخبره
أن كل شيء سيصبح بخير اهدأ
.
.
.
لا يعلم إلى اين يأخذها......إلى اين يستقر بها....وضعها على المقعد الامامي ...وارجعه للخلف لتستند عليه
لم يسمع لها صوت بكاء....انهيار....كانت مستلقية تنظر للنافذة بعنينين جاحظتين.....تشد بقبضة يدها على ملابسها.....تتنهد بين الفينة والأخرى
ينظر إليها ...وهو يفكر إلى اين يذهب....تذكر منزل جدّته المتوفية .....لم يكن قريب منهما بل يحتاج للوصول إليه ساعة تقريبًا!
فسلك طريقه
ولكن أوقف سيارته جانبًا لشراء ماء
ثم عاد وقبل ان يحرك السيارة مدّه لنور
: take it
نظرت إليه ثم هزت برأسها انها لا تريد
لا يريد ان يزعجها اكثر....سمع رنين هاتفه ولكن لم يُجيب عليه
أما هي اغمضت عينيها ......تذكرت ملامح وجه والدتها
عقدت الحاجبين بطريقة تدّل على وجع قلبها.....تذكرت حديث والدتها
تذكرت رسمتها لها .....تذكرت كل شيء....حتى أنانيتها...
لماذا هربت؟
كانت تتساءل لماذا فعلت بها كل هذا
ازدردت ريقها.....بكت .....بصمت....ولكن بدموع ثقيلة.....
تشعر بالوحدة وبالخوف......تشعر بالخذلان ......تشعر انها الآن ادركت معناه الحقيقي.....خبر انتحار والدتها.....لخبط مشاعرها كليّا.......لو لم تنتحر وعلمت بالحقيقة لكان سامحتها
لأنها لم تتخلّى عنها بسهولة كما فعل يوسف
ولكن الآن لا تستطيع ان تسامحه على الكذبة ولا على هروبها؟!
لو كانت عزيزة حقًّا على يوسف
لتمسك بها......تشبث بيدها وهي تلوّح له
قبل خروجها من الغرفة ولكنه لم يفعل؟
لم يُبدي لها حُبه الأبوي في الصورة الأخيرة التي تذكرها
عاملها كطفلة غريبة عليه...ولكن لم تدرك وقتها هذا الامر
ادركته الآن وتجرعت مرارته....
زادت نبضات قلبها.....وزاد تعرّق جسدها......خائفة!
جميع من وثقت بهم ....هدموا هذه الثقة ....بقساوة....
بمن تثق؟ وبمن تُسند نفسها عليه؟
لا أحد

وهي لا تريد احد...تريد العيش بسلام دون وجوه منافقة ومخادعة ....لا تريدهم .....يكفي...ما تجرعته منهم.....

بينما ماكس كان ينظر لتقلب وجهها...وحالها.....وينظر لطريقه....
اغلق هاتفه بسبب الرنين المستمر.....
.
.

مُتعبة .....تشعر بالثقل.....بطنين صوت والدتها.......تشعر بيديها تطبق على جسدها...تحتضنها......تشعر بهمساتها......
انكمشت حول نفسها...وبكت بصوت وهي تكرر: خلاص وخري عني وخري
نظر إليها هنا ماكس بخوف: نور.....اهدي.....
نور فتحت عينها ونظرت إليه بعينين دامعتين: ليش خذت جوازي؟
ماكس سكت وركّز بطريقه وشد على مقود السيارة
أكملت بهذيان: ليش تكرهوني كلكم؟

تحدث وهو ينظر للأمام: ساعات لم نحب حدا....من كتر حُبنا لألوه ....نوجعوا بدون ما نحس.....
نور بكت بصوت ...تشهق ...تبكي....تهذي......تضرب على فخذيها وقلبها بوجع
وهو يستمع لها....وبعد وصولهم.....نزلا من السيارة .....نظر لكل المفاتيح المعلقة في المدلية
لا يعرف أي واحد منهم تابعًا لباب جدته....ولكن جربهم جميعًا إلى ان فتح الباب
وأشار لها بالدخول.....نظرت للبيت بطرازه القديم.....نظرت للغبار الذي يغطي الأرضية....للأثاث الذي وضع عليه غطاء ابيض.....
اغلق ماكس الباب.....ثم قال
: دخلي....
فتح الانوار......ورآها خافتة ....لا تنير ارجاء المكان كلها...ازاح الغطاء من على الكنبات
فاردف: راح جيب صوفيا تنظف المكان بكرا....
مشت ورمت بنفسها على الكنبة التي تشبّعت من الغبار ولكن لم تهتم نور
تحدثت بهذيان وعدم اتزان: ماكس...عندك شـ...
ذكرت اسم شراب مما حرمه الله
نظر إليها ماكس
فهم انها عادت للتخبط وعليه ان يراقب افعالها
تحدث وهو يزيح بقية الاغطية: من اسلمت ما اشرب...
هزت رأسها بتفهم دون وعي منها....
نهضت وهي تترنح يمين ويسار بسبب خوفها ورجفتها ....وتخبط مشاعرها.....
: بروح اشتري واجي...
وقبل ان ترفع قدم رجلها لتخطو خطوة واحده
امسك بزند يدها
ونظر لعينها: نور......الشراب ما راح يحل لك مشاكلك.....
نظرت لعينيه .....لثباته......لتحديقه بها بحدة نبرته وكأنه يوبخها....
سحبت يدها منه.....ثم ولّت بظهرها عنه
لتردف : مالك دخل فيني...

ومشت متوجّه للباب ولكن لحقها وامسك بها من جديد....
ولكن هُنا نور تجرّدت من صمودها......من هذيانها لتترجمه بهذه العواصف....
سحبت يدها منه........صرخت في وجهه......: قلت لك مالك دخل فيني ......وخر عني.....
فتحت جزء من الباب ولكن ماكس لا يريد من جنونها هذا الاستمرار حتى الغوص في وحل الخراب....ظنًا منها انه طريق سليم ...وطريق لنسيان....
سحبها من يدها بقوة ...ليبعدها عن الباب.....وبسبب ضعفها سقطت على الأرض اقفل الباب ووضعه في جيبه.....
ثم مشى من أمامها وكأنه لم يفعل شي....
يعلم انها سترد عليه ...هي الآن تراه منفذًا لِم بداخلها...
لا يوجد امير ولكن يوجد ماكس
لا توجد ديانا ولكن يوجد ماكس
لا مكان لوسف
ولكن هنا مكان ماكس!

ارتجف صوتها واخذ صدرها يهبط ويرتفع بشدة
تشعر بكرههم....وتشعر بكرهها لهم.......بكت بدموع ثقيلة ونهضت هنا سريعًا .....وجمد الدم في آخر أنفاسها!
شعرت بدوران شديد.....وغشاوة على عينيها مع لحظة مؤقتة من فقدان الرؤية ......وقفت مكانها....سكنت ......امام ضعفها....إلى ان أصبحت رؤية ماكس بالنسبة إليها واضحة
فذهبت لناحيته
وبلا مقدمات مدّت يدها على مخبأ الجاكيت الذي وضع بداخله المفتاح
ولكن امسك يدها سريعًا
واردف بهدوء: ما راح تشربين....

يُعاندها.....وهي في حالة هيجان....يُعاندها وهي في اشد حاجتها لتفريغ غضبها
دفعته بقوة ولكن لم تأثر به دفعتها ثم صرخت هنا وبكت في الآن نفسه.....تشعر انّ الكون كله ضدها.....تشعر انّ ايادي كُثر تمتد على عنقها لتخقنها
تريد والدها.....تريد والدتها رغم ما فعلته بها...تريد ان تحضنها....تهمس لها
(سويت كل شي عشاني احبك)
تريد ان تصدّق الكذبة ......من اجل ان ينزاح عن قلبها هذا الثقل
تريد ان تعود للوراء
تعود قبل ان ترى بهاء الدين الكاذب.....تريد ان تُمحي من ذاكرتها آلامًا عدّة
أهمها آلام الوحدة والولادة!
تريد ان تعود لغرفتها البسيطة....في مدينة الرياض في ذلك الحي....الذي احتفظ ببقاياها ....الذي يصرخ بطفولتها العَذبة بسبب تعامل والدها لها بكل حنيّة وأبويّة مثالية .....
صرخت لكل هذه الذكريات.....صرخت وبكت ....بانهيار ......
الحُب.......الذي عاشته......العشق الذي لا مس اطراف قلبها.....النظرات التي اشعلت نيران الهُيام في خلايا عقلها.....جميعها كذب....جميعها خداع....
الاحتضان......الطبطبة على الجِراح.....الهمسات الابوية.......وقبلات الأمومة......بُنيت على كذبة...تجرعّتها لمدة الواحد والعشرون سنة!......عاشت في تذبذب ديني...اجتماعي...معنوي بسبب كذبة......كذبة واحدة.....باعدت بينها وبين موطنها الأصلي آلافا من الاميال!.....باعدت بين قلوب احبتها بكل براءة .....كيف تعيش؟ كيف تستمر في العيش الآن....

انانية البُعد وقصته استمرت وخُتمت بانتحار عنيف......ركلت الطاولة الخشبية.....فقدت اتزانها....
كُل شيء بدأ يتدفق أمام عينيها
صراخ والدتها
الدم الخارج من تحتها...
ضرب يوسف لها...
اخيرًا
حصة ووضع يديها على عينها لتمنعها من رؤية الباقي
صرخت بوجع وهي تضرب على قلبها

لا تتوقف الذكريات تستمر في لحظة الضعف والانهيار....تستمر لتفلق قلوب عديدة
تذكرت حبها .....الحُب الذي عاشته بصدق...حتى انها سلمّت روحها وجسدها له!
الحُب الذي اخرجها من الظلمات الى النور
ظلمات الضياع إلى نور السكينة والهدوء
تذكرت همساته
:احبج هواية نور
تذكرت لمساته الحانية لتخفيف جراحاتها وهي تعاتب الجميع وقتها
تذكرت احتضانه...تذكرت نظراته التي تستمد منهما قوتها....
لم تتحمل هذا التدفق من الذكريات
ضربت على الأرضية بوجع
عاشت طيلة حياتها في كذبة........كذبة ادّت بها إلى الكثير من الاوجاع....كذبة جعلتها تلد طفلة صغيرة .....تريد ان تحتضنها ولكن خائفة من ان تقترب فتحرقها!
كذبة جعلتها تقترف الكثير من الخطايا عنادًا لديانا
كذبة جعلت ظهرها منحنيًا ......لفروقات ...كثيرة ....
فروقات التفكير.....والعادات والتقاليد.....والتعاليم الدينية.....
هذا الكون اظلم ......معتم.....ومخيف...تريد الهروب منه....تريد النجاة من هذه الذكريات ...ومن عتمة المكان...صرخت ....وهي تضرب برأسها على الجدار ......
بينما ماكس...دمعت عينيه....يريد منها ان تبكي...ان تفرغ ما بداخلها ألا تكتم اوجاعها لكي لا يزداد الامر سوء
ترك لها المجال...ولكن خشي عليها حينما رآها تؤذي نفسها دون وعي منها
اقترب منها وحاول ان يُمسك يديها بحركاتها العشوائية
بينما هي كانت تعيش في مرحلة استرجاع شريط حياتها بصورة توضّح لها سذاجتها بتفكيرها السوداوي
تشعر بالسذاجة والخداع انها قبلت ان تعيش كل هذا
رغم انها في الواقع لم تتقبله وفعلت الكثير من اجل تغييره ولكن لم تستطع
ضربت بيدها على قلبها وهي تتذكر حبها
وخضوعها لبهاء
هذا الامر حقيقةً يوجعها بشدّه لأنه قرارها الوحيد الذي اتخذته هي وبالأخير اصبح قرار خاطئ
تشعر بكرهها لنفسها حينما جعلته يقترب منها ويهدم جميع الحدود معها
تذكرت نبرة ابنتها....لمساتها على ساقيها......فحركتهما بسرعه وكأنها تريد ان تبعدها
ولاحظها ماكس هنا وعقد حاجبيه
كانت مغمضة لعينها تبكي بجنون
لا تريد ان تعيش سندرا او كما اسماها والدها بـ رتيل ما عاشته
لا تريد ان تعيش قصة مشابه لها....لا تريد ان تكون سببًا في اوجاعها......لا تريد منها ان تحبها واو تكرهها ...لا تريد كل هذا
ولكن صوت سندرا يتكرر
: ماما......ماما.......ماما....ماما. ..
وضعت يديها على آذانيها تخبئها
اخذت تتخيّل صوتها على صورة عتاب لتردف لها
: ليش حاولتي تموتيني؟!
بدأت تتخيّل انّ ابنتها تلومها على محاولاتها في اجهاضها...في الخلاص منها....في ضربها وهي في بطنها...في...
.
.
تذكرت تلك الحادثة جيّدًا وهي في غرفتها قبل ان تُحتجز في المستشفى....قبل ست سنوات...من الآن .....
حالها آنذاك يشابه حالها الآن....كانت تعتصر آلمًا ووجعًا
تبكي لماذا بهاء الدين (مُراد) فعل بها كل هذا
هو احبها
اهداها الحياة
لماذا الآن تخلّى عنها بهذه الصورة البشعة ؟
أقفلت الباب على نفسها ونظرت لبعثرت المكان .....الناجم عن انهيارها وضعت يديها على بطنها ...تتحسس النتيجة التي آلت بها لهذا الجنون .....اخذت شهرين ......وهي تسكن بداخلها سندرا .......شهرين من البكاء....المستمر....والنحيب المزعج.....شهرين من حاولات التخلّص منها......
نظرت للسكين التي بيدها.....تسمع صراخ الجميع ...تسمع طرق الباب عليها
تسمع والدتها ديانا تكرر: بنتي نور....بليييييييييز افتحي الباب....نور......نور......

كانت مستمرة في التحديق للسكين......دموعها تنساب بلا توقف...عقلها....يترجم حديثه الأخير إلى أمور كُثر عجزت عن تفسيراتها...
وضعت السكين على معصم يديها.......
زادت الضربات على الباب
وزادت نبضات قلبها.....
سمعت ديانا تحدث امير الذي دخل للشقة للتو
تصرخ: نور راح تموّت حالها......
ركل امير الباب
اما هي سريعًا ما جرحت يدها.....
نظرت للجرح.....ثم لأرجاء الغرفة......فتاة....مراهقة....مب عثر كيانها...كرهت الحياة....فكرّت بالانتحار مرارًا وتكرارًا ولكن لأوّل مرة تجرؤ على فعله الآن....خافت عندما رأت الدم
جثلت على ركبتيها...بكت....صرخت......
امير ما زال يركل الباب
الى ان انفتح على مصرعيه ليضج المكان بصوت والدتها: نوووووووووووووووووووووووو وووووووووووووور
.
.
.
هي من فكرّت اولّا بالهروب....هي من فعلتها قبل ان تفعلها ديانا...ولكن لا تجرؤ على ان تُسهب في هذه الاحداث ولكن ماذا حدث لها الآن....بدأت تتذكرها بأدق التفاصيل.....
كانت تبكي منهارة ...تنظر لمكان الجرح الذي بهت لونه.......
هزها ماكس يريدها ان تفيق على نفسها.....
كانت تصرخ من أعماق قلبها وهي تضرب على بطنها.....
شد على يديها وثبتهما على بطنها ليمنعها من الحركة

سكنت هنا...وهي تنظر لزاوية من زوايا المكان....دموعها عالقة على طرف رموشها.....
شعرها الطويل تبعثر على اكتافها ......ليعزيها على هذه الذكريات....
شفتيها ترتجفان بخوف......جفني عينها لا يتحركان ثابتان.....
حرارة جسدها ارتفعت .....
ماكس اقترب اكثر منها...مسح على خدها
كسرت خاطره.......خاف عليها ان تجن
كرر: اهدي....نور.....تسمعيني.....اهدي .....
تنفسها مضرب....افكارها مشتتة....عينيها لا تتحركان.....صوت ديانا يضج في خلايا عقلها
صورة الدم تتدفق امام عينيها...
تداخلت الذكريات في بعضها
لتتذكر
بشكل سريع......قبلتها الأولى......مشاعرها الصادقة...احتضانها للحياة من جديد
صوت بهاء
: انسي نور انا معاج ....مستحيل اتركج لحالج.....نامي.....نامي...

نامت عن ظنونه.....وغفت عن خبث تفكيره.....
احترقت نور بآخر ذكرى لها
مع ابيها في الغرفة قبل ان تأخذها والدتها منه
وهي تلوّح له تودعه
هذا الوداع الذي استمر إلى عشرون سنة
هذا الوداع الذي كتب لها ان تتجرّع أمور كثر...
هذا الوداع الذي مزّقها إلى أشلاء.....هذا الوداع الذي ظنّته مؤقتًا .....
تداخلت صور في ذاكرتها .......لترجف قلبها وجسدها
يوسف....حصة...ناصر.....اخيها الصغير....جدها ....جدتها.....افراد من عائلتها نست أسمائهم......
هزها ماكس يريد منها ان تستعيد وعيها ......ترك يديها لتسقطا على حجرها بلا مقاومة ......
خشي عليها هنا......امسك وجهها بيديه.....حدّق في يعيناه اللتان تنظران للماضي......نظر للمعة الحزن
تحدث: نور.....انا معاك......لا تخافي......
سمعتها بنبرة بهاء
كررها هذه الجملة عليها طوال زواجهما
نظرت لعينيه......تنفست بضيق......شعرت انها ستفقد وعيها....ولكن شدّت بيديها سريعًا على طرف جاكيت ماكس....
تعلّقت في اطراف آمال الحياة.......
وهي ترتجف.....بكت
وهي تردف له: خدعوني.....خدعوني...كلهم....كله م...

ازدرد ريقه.......لا يدري كيف يخفف عنها.....ولكن كل ما فعله ...احتضنها دون ان تبادله هذا الاحتضان......
بكت في حضنه....واستمر هذيانها....إلى ان حملها...ووضعها على الكنبة ....وجعلها تستلقي عليه ...ولكن نور استلقت على جانبها الأيمن ...وانكشمت حول نفسها....
اغمضت عينيها....ابتعد ماكس يبحث عن لحاف يغطيها به ووجد.....ثم عاد ووضعه على جسدها الذي يرتعش....
ثم جلس على الأرض بالقرب منها
مسح على شعرها بهدوء واخذ يطبطب على كتفها....
فتح هاتفه بنفس اللحظة وانهالت عليه الرسائل
ولكن لم يقرئها ارسل لمراد
(طمن امير نور بخير)
ثم اغلق هاتفه من جديد
لا يلوم نور على هذه الانهيارات ولا يستطيع لوم امير على ما فعله بالماضي.....
مسح على شعره بهدوء...ثم نظر إلى وجهها
.
.
.


.
.

تنظر له .....تشعر بالحرج منه بسبب ما حدث...تشعر بالخوف ولكن متيقنة من حبه لها....غير قادرة على ان تجعل نظراتها ثابتة عليه.....ان تحدثه بطلاقة مثلما يفعل......تشعر انّ ما حدث لها جعلها تبني حواجز وحصون مشيّدة بينها وبينه رغم انها تحبه....ولكن حتى حينما يحاول ان يُمسك يدها تشعر بلذعه مخيفة في فؤادها فتسحبها بهدوء.....ازدرد ريقها
وهي تردف: ليش خطبتني؟

كان يرى التغيرات التي طرأت عليها....يرى كيف بدأت تهتم لتخبأت شعرها....من مرأى عينه....ينظر لتحذرها من ان يُمسك يدها....رأى خوفها وحبها منه ولكن لن يلومها ابدًا على كل هذا
ما مرت به صعبًا
: لأني احبج....
اشاحت بنظرها عنه......هل هذا الحُب الذي سيغذيها لنسيان ما حدث؟ هل هذا الحُب الذي شعر به قيس ليلى......وهذى به عنتر لعبلة؟
هزت رأسها
ليكمل بهدوء: قررتي تتحجبين؟
ايلاف لا تدري......ولكن لا تريد ان يرى احدًا شعرها.....وربما....اتخذت القرار الصائب في حياتها
وهي تهز رأسها بنعم
فقال: لايق عليج وايد....
ابتسمت له .....وهي تفكر.....ليت لم يحدث لها ما حدث....ليت .
قاطعها وهو يقول: بكرا راح نملج......ايلاف سمعيني زين....
ثم اخذ صوته يلين: انا ما خطبتج عشان شفقة ولا غيره.....انا نيّتي هذي من زمان ......بس جات بوقت .....
قاطعته وهي تنظر إليه بعينين دامعتين: كان ودي ....
قاطعها وهو يُمسح دموعها : عارف
ابتعدت عنه بشكل ملحوظ
فقال: آسف.....
نهض : راح امرج الصبح....
وقبل ان يخرج قالت: ما كلمتك نور؟
التفت عليها: لا.....ليش هي ما جاتج ؟
هزت رأسها بلا
فقال: يمكنها مشغولة ......لا تحاتينها....
ايلاف اردفت: ان شاء الله.....تصبح على خير
طارق بهدوء: وانتي من اهله
ثم خرج
.
.
.
وهو يفكر بحالها هذا؟
.
.
.

ايلاف تحتاج الى طبيب نفسي هذا ما دار في عقله
ولكن لن يجعلها تخضع له....حركاتها...ترددها في الحديث....خوفها من لمساته......تجنبها للنظر إليه
علامات لا تبشره بأي خير......ولكن لم يضغط عليها....ولن يجبرها على ما لا تريده....سيحاول أن يقف معها إلى ان يُمحي ما حدث من ذاكرتها.....فمن الصعب نسيان أمر....أخذ منك الكثير
وهذا الامر اخذ منها
الثقة واستبدلها بالتردد
وانتزع منها الطمأنينة ليحل محلها الاضطراب
التشتت يشع منها ....بوضوح.....ووجود والديها في هذا الحال مهم ولكن ماذا يقول؟
حقًّا جورج ظلمها ودلال قتلتها مُنذ ان ولدتها!
زفر بضيق على هذا الحال
وشدد الحراسة عليها ثم خرج
.
.
.
.
اضطرت للذهاب إلى منزل كرهته وحمل بين طياته مُعاناة طويلة
ولكن شعورها بالتعب وبالخوف من ان يحدث لها شي اجبرها على القدوم هنا
فأخبارها قصي : روحي بيت عمك .......هذي الأيام ماقدر اجيك......
مُهره بتساءل: ليش؟
قصي بهدوء: عمي بو ناصر تعب من جديد....وتعرفين كل العيلة في حالة استنفار.....
مُهره بتفهم: تمام
.
.
وهنا اتصلت بعمها والذي من الواضح انّ قصي حدّثه قبلها آتاها اخذت ما تحتاجه ووضعته في حقيبة متوسطة الحجم
ثم ذهبت معه
وها هي الآن أمام باب منزله تحدّق به...تذكرت أوّل قدومها إليه ....يتيمة وضعيفة......خائفة من المستجدات التي ستطرأ على حياتها.....عانت فيه لفترة ولكن الآن تحمد لله على كل شيء...
دخلت مع عمها الذي قال: تفضلي يا بنتي....
مشت معه ولم تزيح الغطاء عن وجهها.....رأتها زوجة عمها واستقبلتها .....بتعامل لم تعتاد ان يخرج منها ولكن غضّت بصرها عن هذا الطرف....وجاملتها
إلى ان حملت الخادمة اغراضها واوصلتها للغرفة
أغلقت الغرفة عليها نظرت لأرجائها.....تذكرت أمور كُثر....بكائها ضربها...خوفها.....تنهدت بعدها بضيق ثم أرسلت
لقصي
(قصي حبيبي.....بظل ثلاثة أيام بس وبرجع....احس بيتهم يخنقني)
.
.
.
في تمام الساعة الثامنة والنصف ليلًا مازالوا في منزل أبا خالد ....انتشر الخبر للنساء ....خبر اتصال امير.....اخذت أجواء الاضطراب تظهر عليهم.....بينما نوف اخذت شيخة لتتساءل عن الامر وشيخة لم تقصر في سرده عليها بينما الجازي لم تنصدم كثيرًا
بسبب ما اخبرها به والدها
نهضت مستأذنة اخذت ابنها لتغير ما تحته
وأغلقت عليها الغرفة
اخذت تعيد الحسابات من جديد في عقلها
تريد الطلاق ولكن لا تريد أن يؤذي هذا القرار ابنها.....لا تريد يومًا أن يلومها على هذا القرار....خائفة ان يُصبح حاله مثل....
لم تستطع أن تكمل هزّت رأسها وهي تقول
: لالا الفرق كبير

هي مؤمنة بأن نورة ستلوم عمها بأشد الالفاظ.....وربما الأفعال.....
الطلاق....بوجود الأبناء صعب
في اتخاذه كقرار نهائي!
والآن هي بدأت تُدرك هذا الأمر
ولكن العيش مع سيف بالنسبة إليها مستحيلًا
هو لم يقصّر ابدًا في جرح انوثتها....وجرح قلبها...
بدأت تحتار وتختلف موازين تفكيرها...
وخائفة من ان تُلام في المستقبل القادم
وهي لا قدرة لها على تخيّل ابنها عبد لله يأتي ويلومها يومًا على قرار اتخذته ظنًا منها مناسبًا....
ازدردت ريقها واحتضنت ابنها
لتردف: قولي......شالحل؟
.
.
.
.
نوف ضربت على فخذ شيخة: جب....جب...شالكلام اللي تقولينه....عمي يوسف يحبكم ....وخاف عليكم....وتستاهلين الكف اللي جاك من خالتي......
شيخة مسحت دموعها سريعًا: يعني انتي واقفة معاه...ضد نورة...
نوف بغضب وعصبية: قسم بالله تفكيرك تفكير بزر عمره ثلاث سنين....شنو معاه وضده......اللي صار اكبر مني ومنك....واكبر من الواحد انه يستوعبه .......لو صدق ما يغليها ما طاح مريض ...بسبب هالشي يا شيخوه....لا تزيدينها على ابوك......هجدي...

شيخة مسحت انفها بالمنديل: أصلا هاجدة من زمان على قولتك.........وتذكرت أشياء خلتني استحي من ابوي....بس ابليس يجي ويوسوس لي.....و
قاطعتها نوف : عمي مصدوم وما زال مصدوم.......ديانا وأمير ما قصروا فيه ومن واجبنا نخفف عنه ما نزيد عليه ....
شيخة هزّت رأسها برضى
ثم سمعت رنين هاتفها
فرمقتها نوف: بندروه؟
شيخة نظرت لشاشة هاتفها
ابتسمت: أي...
نوف سحبت الهاتف منها ثم اجابت تحت صدمة شيخة التي تقول: يا حمـ....هاتيه .....
اجابت: هلابي يا العاشق.......
بندر أراد الاتصال على شيخة والاطمئنان عليها
خاصة انه فهم سبب حزنها في آخر مكالمة لها
عبس بوجهه: نويّف.......عطيني شيخة .....
نوف باستهبال: شيخوه في الحمام......اخليها تتصل عليك بعدين...
شيخة صرخت هنا بحماس: لاااااااااا كذاااااااابة...
نوف اشارت لها: اشششش فضحتينا ....
بندر ضحك بخفة : ههههه عطيني إياها لا اجي...
قاطعته وهي تحدق في شيخة: شبسوي يعني....
بندر بملل: مطولة؟
نوف : والله عجبني صوتك بالجوال
شيخة ضحكت
بينما بندر عصب للغاية: نوييييييييييييييييييييييي ييّف....
نوف : يممممممممممممه ما قلت شي...
ثم رمت الهاتف على شيخة وهي تقول: خذي كلمي وانا بروح اشوف عبادي....
أغلقت باب غرفتها على شيخة
التي قالت: هلا بندر...
بندر بجدية وبلا مقدمات: عشان كذا كنتي زعلانة ....وقولين كل شي ببان بعدين.؟
شيخة بهدوء: أي....
بندر : ان شاء الله كل شي بكون بخير.....
شيخة بجدية : الوضع صعب.......ابوي غلط غلطة كبيرة بحق نورة ...........ونورة ما راح تسامح ابوي...ولا راح تستقبله.....وهالشي بيزيد وضع ابوي سوء....
بندر بانفعال: فال الله ولا فالك......لا تفكرين كذا مهما كان هذا ابوها....باذن الله موصاير شي...
شيخة : أتمنى....بس خايفة والله يا بندر......
بندر مسح على رأسه بتوتر: اكيد البداية صعبة ....بس بعدين كل شي بلين.....
شيخة تنهدت: الله يعدي هالليام على خير...
بندر التفت على باب المجلس بحذر: الله يسمع منك.....والحين بسكر....اكلمك بوقت ثاني ...طيب؟
شيخة : تمام....
ثم اغلق الخط وهي اغلقته ثم خرجت
.
.
نوف نزلت للصالة لترى عبد لله ولكن اخبرتها ام ناصر انه مع والدته في الغرفة فصعدت لأختها
بعد ان طرقت الباب
ثم فتحته ....دلفت الباب...فرأت اختها تُلبس عبد لله ملابس جديد
بشرود
تقدمت لناحيتها: الجازي....شفيك؟
الجازي (انتقزت )ببداية الامر ثم قالت: هااا......لا ولا شي....بس صعدت اغيّر لعبد لله.....
نوف : متأكدة؟
الجازي نظرت اليها: أي....
وبتذكر : خذتي الابرة؟
نوف هزت رأسها ثم قالت: جوجو....ادري مو وقته بس....بسألك......متى راح تبدون إجراءات الطلاق؟
تعلم نوف.....أنّ القرار إلى الآن من ناحية الجازي فقط وسيف لم يقرر بعد
هل يتنازل ام لا....لذلك سألتها بطريقة غير مباشرة لتعرف المستجدّات من هذا الامر كله!
فإن سألتها بشكل مباشر ستقلب الجازي المكان رأسًا على عقب !
الجازي مدّت ابنها لنوف: بعد ما تخلص سالفة عمي يوسف....
نوف احتضنت عبد لله وببهوت
اردفت: يعني قررتوا؟....سيف اقتنع؟!
الجازي وهي تتوجّه للخلاء: بيقتنع....بيقتنع.....
نوف هنا زفرت باطمئنان علمت إلى الآن سيف لم يحزم الامر ليُنهيه
ثم تحدثت بصوت شبه عالي: باخذ عبود وبنزل......
ثم خرجت من الغرفة
بينما الجازي أسندت
ظهرها على الجدار ونظرت للهاتف الذي سحبته من على السرير دون ان تلحظ اختها...تنهدت عدّت مرات تشعر بالتخبّط....والحيرة بدأت تقتلها .....ولكن هيهات لن تسمح لهذا الأمر أن يطُول لتتأثر به لذا
اتصلت عليه
.
.
كان في المجلس يستمع للأحاديث ويشارك عمه في نشر الطمأنينة
سمع الرنين ونهض....وعندما نظر لاسمها خشي من انّ هناك امر سيء بالداخل!
فأجاب عندما اغلق بيده باب المجلس
: هلا الجازي....
الجازي بنبرة ثابتة: تعال عند مجلس النساء ....ابي اكلمك في موضوع مهم...
سيف مسح على وجهه : طيب...
ثم أغلقت الهاتف....
غسلت وجهها متوترة من الامر برمته، أخذ قلبها يضطرب......خائفة من قرارها...خائفة من النتائج......تشعر بالاختناق .....مسحت على وجهها...
ثم خرجت من غرفتها كلها....نزلت للدور السفلي
وسريعًا ما توجهت لباب المجلس الجانبي نظرت نوف وشيخة إليها ولكن سكتوا.....لكي لا يُثيرا الشكوك أمام البقيةّ!
أما هي دخلت واقفلته
وتوجهت للباب الآخر والذي يطل على وجهة المنزل...اغمضت عينيها تنفّست بعمق.....ثم
فتحته ورأته واقفًا ينتظرها
اشارت له: ادخل....
دخل وأغلقت الباب بهدوء
مشت وجلست قبل أن يجلس...بينما هو نظر إليها بتمعّن
خسرت وزن كثير...وجهها مصفر.....لا يبشّر بأي خير....يعلم انها تعاني من فقر الدم.....ولكن ايضًا يعلم انه عاد إلى المعدل الطبيعي.....هل الآن ساء حالها دون ان يخبروه؟
مشى بهدوء لناحيتها.....وقلبه بدأ ينبض حقًّا
ودومًا ما ينبض بجانبها ولكن كان يخرسه.....يوبخّه
والآن هو نادم على كل هذا....لأنه خسر قلبه وعقله معها!
.
.
نظر كيف تهز رجلها .....هذه الحركة تفعلها كثيرًا حينما تتوتر أو تخجل!
ازدرد ريقه

اشارت له ان يجلس بعد أن شعرت بوقوفه المطوّل وتحديقه بها
ثم اخذت نفسًا عميقًا وشتت ناظريها عنه : لازم نكلم....بهدوء سيف...ونحط النقاط على الاحرف....
سيف جلس عن يمينها يفصل بينه وبينها مسافة بسيطة
تكاد ان تلاحظ ولكن هي بعدت عنه مسافة يمكنك مشاهدتها وملاحظتها...حكّت ارنبة انفها بتوتر ...وتردد كبير...
: في ايش بالضبط؟
التفتت اليه بعد أن مسحت على جبينها بطرف اصابعها الطويلة ....لا تدري ماذا يحدث لها الآن.....حقًّا هي خائفة ولكن ....لا تدري مِمّن؟: سيف......عارفة الأوضاع الحين ....مو وقته......عشان تخليني أتكلم......والكل فحالة توتر وخوف على عمي....ومو من حقي أزيد عليهم الضغط من كل النواحي....بس من حقي اتفاهم معك....ونحل الموضوع بهدوء بدون أي ضغط ومشاكل....وبدون أي عناد!

سيف فهم ما ترمقه إليه ابتسم بسخرية .....بلل شفتيه......ثم نظر لعينيها وشرد فيهما .....كيف فرّط بهما كيف؟
زاد وجع قلبه....وزاد تشبثًّا بها!

ليردف: ما زلتي تبين الطلاق؟

الجازي هزّت رأسها بهدوء
وقلبها يعزف ألحانًا من القلق والخوف!

سيف اكمل: وقلبي من يداويه بعد بُعدك يا الجازي؟

الجازي اغمضت عينيها بقوة ثم قالت وهي تنظر إليه بهدوء تحاول ألا تغضب ففي غضبها نهاية لنقاش لم يبدأ اصلًا!
وحالها يُكفي في أن يُخرس غضبها هذا !

: رجاءً سيف.....لا تدّخل العاطفة في نقاشنا...اتركنا نتناقش بعقل ومنطقية......
سيف بنرفزة: وانتي برأيك العقل والمنطق يقول نطلّق؟
الجازي بللت شفتيها: أي....
سيف ضرب على فخذيه ثم نهض وأشار لها: الجازززززي كيف صرتي بهالقساوة قولي لي كيف؟........بالله عليك......الطلاق حل يعني.....وبينا ولد........الجازي اذا مانتي شايفة حبي......ناظري في ولدنا........لا تخلينه يعيش شي بإمكانك تمنعين حدوثه...
وقفت هي الأخرى ومازالت تحاول ان
تصبح الطرف الهادئ من هذا النقاش....تفرّك بكف يديها .....محاولةً الصمود أمام قرارها الأخير!

: شفت حبك اللي يمكن صادق....وشفت ندمك......وشفت تمسكك فيني.....بس بعد ايش يا سيف؟....بعد ايش؟

ثم اقتربت منه بتردد ثم نظرت لعينيه اللتان تُحدقان بها: عارفة يمكن بنظرتك تشوفني مفخمة الأمور...ومكبرتها........بس اقسم لك بالله يا سيف......اللي صار عجزت انساه.....ياكلني كل ليلة....ويحرقني هنا....
وأشارت لقلبها بأصبعٍ يرتجف

ازدرد ريقه بينما هي أكملت: انا ما احبك ولا اكرهك سيف......

وبتردد أكبر قالت: أصلا سامحتك.......رغم اللخبطة اللي سببتها لي سامحتك ........اتركني بهالجرح......لأنه عمره ما راح يشفى......اتركني سيف....بهدوء...بدون مشاكل......باتفاق بينا.....وبرضى......
سيف اقترب منها امسكها من اكتافها: الجازي....اقسم بالله احبك.....ومتندم على كل شي سويته لك........والله العظيم ماقدر على فراقك.....
الجازي ابتعدت بهدوء عنه وشتت ناظريها عن ضعفه! : يا بو عبد لله بتقدر....متأكدة......راح تقدر...
سيف لمعة في عينيه الدموع: عطيني فرصة.....
الجازي بنبرة خانقة وهي تهز رأسها تمنع أي سيطرة تمنعها من هذا القرار الصعب : عطيتك فرص....مو فرصة وحده ....وانت ولا استغليت ولا وحده منها........خلاص.....ما عندي القدرة اني اجبر نفسي على شي انا متوجعة منه مرا من الداخل
وأشارت من جديد لقلبها
ولكن هذه المرة وهي تضربه بخفة بقبضة يدها اليُسرى!
سيف نظر للسقف يداري دموعه من السقوط
وهو يردف: الله لا يسامحني......الله لا يسامحني...

الجازي مسحت دموعها التي انسابت سريعًا ، اخذت نفسًا عميقًا تسرب لمسامعه!....مشت خطوة إلى الأمام تريد الاقتراب منه ....ثم عادت لمكانها بشكل متردد.....

وتحدثت بهدوء وهي تنظر لدبلتها : قلت لك لا تدخلنا في العاطفة .......لأنك راح توجعني وتوجع نفسك يا سيف.....

سيف مسح على وجهه اقترب منها لم يُمنع نفسه من الاقتراب: اوعدك........وعد مني.....يا الجازي....ما بشوفين مني إلا اللي يسرك...تكفين فكري.....
الجازي نظرت له بانكسار وهي تحرّك الدبلة حول اصبعها بعبث وحيرة : مليت وانا افكر يا سيف.....مليت.....واللي يصير الحين صاير يضغط على قراراتي وانا مابي اماطل.......ولا ابي اضغط على احد......عشان كذا قلت لك نتفق بينا إلى ان تنتهي مشكلة عمي...وبعدها تبدأ بإجراءات الطلاق....

سيف نظر إليها ....ولرجفتها......نظر إلى عينيها اللتين تشتتهما عنه.....لعبثها بالخاتم......
لا شيء يقف بصفه.....ابعدها عنه وهو يريدها ولكن ....اراد حبها ولم يصرّح به قط.......تمسك بحب وهمي.....ووفاء لا فائدة منه ....على حساب تهميشها....ولكن نتيجة كل افعاله .....قاتلة لقلبه الآن!

تحدث بصعوبة: يوم ابعدك عني.......احس كأني جالس اطعن نفسي بخنجر هنا
وأشار لقلبه
ثم قال: بس شسوي يا الجازي....امي اظلمتني.....اظلمت قراراتي......فهمت اني ما احب غزل......وكنت بس ابي اوفي لها الوعود.....بس امي شتتني لم حطتك قدامي....وخلتني احبك بدون ماحس......يمكن تقولين علي.....مشتت.....ما يعرف قراراته......مريض نفسي....بس صدقيني...انا وقتها مادري شلون فكرت .....و....ضميري كان ياكلني....اني علّقتها فيني وتركتها وهالشي خلاني اعاملك بذيك الطريقة اللي خلتني اخسرك فيها......ما كنت عارف كيف اصرّف يا الجازي....امي حرفيا احرقتني......ما تركت لي عقل يفكر ....بطريقة...
الجازي بدفاع قاطعته : عمتي مالها شغل ......انت بإمكانك....انصفتني وانصفتها بكلمة وحدة......بإمكانك يا سيف.....ما وافقت تزوجني.......ونهّيت الأمر كله...

سيف هز رأسه بندم لتكمل: وحتى لو ما كان عندك خيار ثاني .....بإمكانك قلت لي كل شي ببداية زواجنا عشان اعرف حدودي......بس انت يا سيف...أناني.....سكت.....قربت مني.....وكأنك جالس تعطيني إشارة على الرضا بالحياة معك....صدقت مثل الغبية......ونفضت الخوف من قلبي.....وعطيت نفسي فرصة اتقبلك....وبعدتني.....وعلى هذا الحال....كنت أحاول .....احاول اتكيّف مع مزاجك......فكرك...طريقتك معاي ....بس
وبنبرة خالجها الضعف: كان هالشي يقتلني يحطمني.....يشككني بنفسي.....وكرّهني فيك وفيني.....وهم حاولت أعيش معاك....وصرت على هذا الحال تقرّبني وتبعدني على مزاجك وكيفك........ومن بعدها صرت ما اثق فيك.......وصرت أخاف منك يا سيف.....يكفي اللي هدمته فيني.....يكفي....ويكفي اني اضغط على نفسي وأقول اني سامحتك......احاول ما اوجعك يا سيف....إلا انك توجعني وتطعني على قلبي مليون مرة.......





اقتربت منه نظرت لعينيه: ما اقدر أعيش معاك تحت سقف واحد.....والله العظيم ما قدر يا سيف....وصدقني الطلاق مو سهل علي.....ومو شي سهل اني اتحمله....بس مو قادرة .....اتقبل فكرة اني اكمل معاك مو قادرة ابد.....

سيف عض على شفتيه ، توجعه صراحتها.....تفلق قلبه وتسرّع من نبضات الندم....علم أنه هو من عجنها على هذا النحو.....هو من ابعدها عنه.....تنهد!

أكملت: مو همي الحين اني أقول هالكلام عشان اوجعك يا سيف.....الله يشهد.....مابي اوجعك......كل همي نتفق بهدوء......بس انت دخلتنا بهالطريق......

مسكت كفّي يده...بيديها المرتجفتين: بتنساني سيف....والله بتنساني......وانا بساعدك انك تنساني......بس احترم قراري...وقدّر العشرة اللي عشتها معك مهما كانت.....

همس لها وهو يشد على يدها: صايرة حيل قاسية ........صايرة اقوى مني ....عجزان استميل قلبك لي.....واضح اني خسرتك يا الجازي....خسرتك وانتي ربحتي...
شدت على يديه وكأنها تريد ان تقويه من قوتها
وتسكّن من رجفات يديها....وقلقها!

وبهدوء نظرت لعينيه: سيف ....ما فيه شي اسمه ربح وخسارة........بس في شي اسمه قسمه ونصيب.....
ضحك بسخرية ودمعت عينيه.......ازدرد ريقه وسحب كفيه من كفيها...
ادار ظهره لها....ووضع يده على وجهه ليمسح الدموع ....آلامه حديثها......اوجعته ......ادرك حجمه.....وقدره عندها....ادرك أنه لا شيء بنظرها....ادرك انه اطفأ ذلك النور من الحُب قبل أن يقوى......هزمته......هزمته حقًّا
أتت بمقابل وجهه
مسكت يده من جديد وهي تزدرد ريقها: سيف......لا تضعف كذا......
سيف شد على شفتيه لثوانٍ عدّه ثم قال وهو يحدّق في عينيها: انتي اضعفتيني يا الجازي.....مو جاية تصدقين اللي أقوله...
الجازي هي ضعيفة ايضًا.....ليس أمام حبه....ليس امام مشاعرها..... لأنه ما تشعر به.....طبيعي كونها عاشت معه لفترة طويلة....ولكن تجزم انها لا تحبه ولا تكرهه!
لا يهون عليها ان تراه على هذا الحال.....ببداية مشكلتهما جلَّا ما تريد رؤيته ......وجعه.......ندمه......اما الآن بعد ان استعادت منطقية التفكير
لا تريد كل هذا كل ما تريده الاتفاق والانتهاء من هذا الامر
بهدوء ....تريد أن ينتشلها برضاه بهذا القرار قبل أن تعصف بها الظروف .....وتجعل الأمر اكثر تعقيدًا...!
الجازي بنبرة : آسفة.....يا سيف.....
سيفالتفت سريعًا لناحية اليمين وعقد حاجبيه بوجع وهو يشد على يدها بقوة : لا توجعيني اكثر .....لا توجعيني اكثر....
ثم ابتعد عنها وجلس على طرف الكنبة ...علمت بحديثها تزيد جرح قلبه......وتزيد من ندمه
...ارتجفت شفتيها ......ضعفت ونزلت دموعها على خديها
هو الآن يُبكيها......ويبكي حبه وعشقه لها...ولكن بعد ماذا؟
حقيقةً...لا تحبذ ان ترى رجلًا يبكي وها هو يبكي ....أمامها....على خسرانها......
هل ادرك انه وصل إلى نهاية الطريق......إلى الطريق المسدود
مسح دموعه اخذ يتنفس بعمق....ينظر لها وهي تفرك بيديها
لا يريد أن يزيدها حزنًا.....
اقتربت منه ولكن اشار لها بيده يصدّها لا يريد أن تزيده همًّا بهذا القرب لا يريد أن تشعره بحقارة افعاله السابقة
لا يريد منها ان تشعره انه كان انانيًا وظالمًا لنظرته لأمر غزل!
لا يريد

وقف من جديد
تحدث بعد ان سحب لرئتيه هواء عميق ليهدّأ به عواصفه
ثم قال: عبد لله بعيش.....مثل ما قلتي......بتردد عليه اشوفه .....واطمئن عليه......
ثم اقترب منها ونظرت إليه ببهوت وثبات
اكمل: إجراءات الطلاق ببدأ فيها بعد ما تخلص سالفة عمي....
ازدردت ريقها .....ورمشت بعينيها ....عدّت مرات....غير مستوعبة انه رضخ لقرارها....كتمت أنفاسها سريعًا حينما
انحنى ليقبّل جبينها ......ارتجفت هنا......ونظرت لعينيه وزفرت الهواء ببطء وضيق....لم يترك لها مجالًا سيف للابتعاد ....طوّق وجهها بيديه .....وداهمها
يقبّل ارنبة انفها وخديها .....اغمضت عنيها لا تريد أن تضعف امام مشاعر مؤقته!
ثم همس
في اذنها ....بينما هي تذكرت انتقامها .....منه عندما قبلّته وابتعدت خشيت من ان يوجع قلبها الآن.....خشيت ان يحرقها ويزداد كرها لنفسها آلافًا من المرات.....شعرت انها الآن تحت تخدير وقع هذا الخبر.....وتحت تأثير قُربه......وتحت تأثير خوفها وقلقها...لذلك لم تستطع ان تتحرك....وتبتعد عنه.....لم تستطع الهروب من تحت عينيه واخفاء لخبطة مشاعرها!
ولكن قطع هذه الظنون حينما همس: تكفين سامحيني يا الجازي تكفين ......
.....ارتجفت وشعرت انها ستتراجع عن الامر .....بكت بدموع.....وعلمت انه خضع لأمر الطلاق بشكل نهائي.....باغتها
باحتضان ....شديد....لدرجه اوجعها ولكن لم تقل شيء....وبادرته بالاحتضان
وبكت.......احتضانه لها اشعل في قلبها نيران .....شعرت وكأنه طفل يودّع والدته...شعرت بخوفه من ان يفقدها......شعرت باضطراب أنفاسه وهو يحاول ان يكتم فيها شهقات تحمد لله على عدم إخراجها وإلا ضعفت!
حقًّا...هي عاجزة....من ان تتنازل وتجرّب نفسها بالعيش معه ......عاجزة وخائفة من ما هو قادم.....هي لا تثق به.....وهو لا يلومها على عدم ثقتها تلك ....فهي ناتجة عن أفعال....دمرّت قلبها وحطمته من ان يحتفظ باسمه!

ازدردت ريقها عدّت مرات......ارتجفت ما بين احضانه....ان لم تكن تحبه في الواقع اعتادت على وجوده في حياتها....ولكن لا تريد أن تصبح اسيرته ....وتظلم نفسها معه....وتجبرها على ما تريده.....وقع الطلاق لن يكون سهلًا عليها.....ولكن ستعتاد.....
ابتعد عنها...نظر لعينيها.....
حقيقةً كانت مبعثرة.......انعدم تركيزها في هذه اللحظات القصيرة ....رفع كفيها حضنهما بكفيه .....قبلهما ثم اشتم رائحتهما......وهي تنظر له....دون وعي.....ولكن
ارتجفت شفتيها وهو يضع يده على قلبها وهو يردف بصعوبة: خليه يسامحني .....لأني اوجعته كثير...
دمعت عيونها كثيرًا
ثم ابتعد عنها لمسافة
وبهدوء قال: انتي طالق....
الكلمة موجعة
وإن لم تكن تريده
سيبقى للكلمة اثر
جعل قلبها يخفق......جعل روحها ترتجف.....بردًا رغم حرارة المكان......بللت شفتيها...اشاحت بنظرها عنه تريد ان تستوعب.....أنه طلقها الآن......اقترب منها من جديد ولم تستطع ردعه رغم انها لا تريد منه ان يقترب .......لأنه حقيقةً هدمها....وخائفة من ان تطلب منه إعادة بناؤها من جديد.....تبعثرت ....تشتت...تساءلت بلا صوت هل قرارها صائب؟ ولكن لم تستطع ان تجيب فاجئها بقُبّلته على جبينها من جديد..
ثم اردف قبل ان يفتح الباب: ما يهون علي فراقك يا ام عبد لله.......لكن.......
وشد على شفتيه لا يريد ان يطيل الحديث ويزعجها اكثر مما هي مزعوجة من كلمة (انتي طالق)
: فمان الله....
ثم فتح الباب وخرج
اما هي بقيت تنظر لأرجاء المكان......الآن تحررت..........بكت......الكلمة صعبة....صعبة من ان تتقبلها حتى وهي تريدها......ازدردت ريقها.....اشتمت رائحة عطره العالقة بها .....وبكت وهي تشد على فمها بيدها ....ثم ..مشت خطوتين وشعرت انها ستسقط....ولكن شدّت على نفسها ...حاولت ألا تنهار... مسحت دموعها سريعًا ...فخرجت من المجلس....هاربة من المكان الذي شهد على اضطراب مخيف وقلق بالنسبة إليها....وشهد على لقاؤهما الأخير...
.
.
.

تركت باب المجلس مفتوحًا ثم ركضت لناحية الدرج
تحت انظار الجميع
كان وجهها محمر.....صدرها يرتفع وينخفض...بشدة...تركض
ونوف نهضت
وام ناصر تحدثت: الجازي....
ام سيف بخوف: الجازي علامك؟
شيخة التفتت على نوف سحبت عبد لله من يدها
ثم همست: روحي شوفيها...
هزت نوف رأسها ثم ركضت على عتبات الدرج
بينما الجازي وصلت لغرفتها أغلقت الباب اقفلته
واسندت نفسها عليه بكت وهي تُكَمكم فمها لتمنع الشهقات
لماذا تبكي هكذا؟
هي لا تريده ؟
إذًا لماذا؟
شعرت بالاضطراب......وقع الكلمة ليس هيّن....ربما سيلومها عبد لله حينما يكبر...ربما ....ظلمت سيف دون ان تُعطيه فرصةً للتغيّر...وإن بقيت دون طلاق .....كانت تجزن انها ستظلم نفسها...
سمعت طرق نوف على الباب
فنهضت سريعًا....مبتعدة عن الباب رمت نفسها على السرير
خبأت وجهها بالوسادة....عضّت عليها تريد ان تتخلّص من هذه الدموع....والرجفات.....تريد ان تستعيد عقلها ووعيها....ولكن بلا جدوى
أضاءت شاشة هاتفها معلنه
وصول رسالة جديدة لها
سحبته سريعًا
ثم قرأت
( آسف)
لماذا يكرر اسفه...لماذا يحاول يعبث بها من جديد؟
رمت هاتفها بعيدًا عنها ثم بكت
ونوف تكرر: الجازي....فتحي الباب...
سمعت هنا رنين هاتفها ....فشدّت على اسنانها
وكتمت بداخلها صرخة كادت تخرج وتفضح الامر للجميع
ولكن اخذت نفسًا عميقًا مسحت دموعها
نظرت لهاتفها وكان والدها من يتصل
بللت شفتيها ثم عضّت عليهما
حاولت ان تهدأ ثم اجابت عليه
ليقول: الجازي خذي لي طريق...بدخل ......عشان بروح للغرفة .....
الجازي نهضت اخيرًا رأت لها مخرجًا يشتت تفكيرها مما حدث لها
: طيب...
اغلق والدها الهاتف وهي فتحت الباب لتنظر نوف لوجهها المحمر
فقالت: شصار؟
الجازي لا تريد التحدث رمشت مرتين ثم قالت: ولا شي....بنزل ابوي يبي يدخل ...بروح أقول لخالتي وعمتي يدخلون مجلس النساء
وكانت ستعبر ولكن نوف مسكت يدها: الجازي...
الجازي دون تلتف: نوف...مالي خلق ....حنّه ورنّة....
ثم نزلت للدور السفلي.....
رأت خالتها وعمتها وشيخة التي تنظر لوجهها المحمر....
تحدثت: عمتي خالتي...اذا ما عليكم امر ادخلوا مجلس النساء هو مفتوح....عشان ابوي بيدخل....
ام سيف نظرت لوجهها: طيب....بس قولي لي وش فيك يا بنتي....
ام ناصر بهدوء: ولا عشان ابوك بسافر.....
الجازي بعدم فهم: بسافر؟
شيخة : أي......بندر قال لنوف....انه بيمشي للمطار الساعة عشر.....عشان سالفة ا..
قاطعتها الجازي وهي تتنهد: أي أي.....عرفت .....طيب انا بروح اشوفه....
نهضوا وانتقلوا لمجلس النساء
بينما الجازي خرجت .....للوجهة نظرت لأبيها القادم لناحيتها
فقالت: صدق بسافر يبه؟
تمعّن في وجهها ولم تخفيه نبرة صوتها قال: أي .....
ثم اقترب منها: فيك شي الجازي؟
على هذا النحو من الوقوف....ومن الصدمات ...التي لا تعتبر صدمات في الأصل.....فبالأخير حدث ما تريده ولكن .....الكلام ليس مثل الفعل....فأثر الفعل اشد من الكلام ...
خرج سيف من المجلس يريد الاختلاء بنفسه....يشعر بالتعب....بالألم ...بالخسارة ...بينما هو خارج
وقعت عينه على عمه وهو يتجّه إلى الجازي.....
نظر إليها ونظرت إليه ....
ثم اختفى
فقال اباها مكررا: الجازي وش فيك؟
الجازي حكّت جبينها وبشتات: تبيني اجهّز شنطتك....
أبا خالد لا يريد ان يضغط عليها بالأسئلة فقال: يا ليت...
دخلت إلى الداخل قبله ......تشعر انها ستسقط على الأرض في أي لحظة .....ولكن تحاول مقاومة هذا الشعور....ركضت على عتبات الدرج.....تشعر بـالـ رهبة من تلك الكلمة ...ورهبة ما حدث لم يكن الشيء السهل!.....وشعورها بصدق سيف....يخيف قلبها.......كما انها تشعر بخفة وهي تركض على الدرج.....رغم رجفتها كانت تزداد لا تخف.....رغم دموعها جفت سريعًا.....ولكن هناك شيء عالق بقلبها وعقلها.....هناك ثقل آخر لم تعرف مصدره .....وفي الواقع تفكيرها...مشيها.....حركاتها.... ردة فعلها...لا ارادية....وهذا الامر لا يُطمئن ....فهي مشتتة بشكل كبير....ومصدومة!
.
.
.
في اليوم الذي يلي ....هذه العواصف.....هذه الزلال.....والحقائق المكروهة....
جلست من النوم....تنظر للسقف بتحديق ممل....وبخوف......قلبها مضطرب.....تشعر بالبرد.....وتقشعر جسدها...من نسماته......سمعت طرق حذاء احدهم
فسمعت صوت انثوي يقول بهدوء
(مترجم): سيدي استيقظت الآنسة!
مسح على شعره ثم نهض وترك الجريدة على الطاولة
سحب هاتفه سريعًا
ليرسل(طمّن امير هي بخير....ولا تجون إلنا اليوم)
توجّه إليها ...سقطت عينه عليها كانت مستلقية على ظهرها تحدّق للسقف بعينين محمرتين ...وجاحظتين من كثرت البكاء
لم تنم طوال الليل...وهو لم ينم....كانت كالطفل الصغير....تجلس تصرخ تبكي...يُطبطب عليها ....يحاول التخفيف عنها.....إلى ان تعود للنوم.....بقي طوال الليل يُراقب تقلباتها .....ويحاول التخفيف عنها.....
اقترب وأشار إلى صوفيا لتقدم الطاولة لوضع الإفطار
جلس على طرف الكنبة : نور....ئومي أكلي إلك كم لقمة.....

سمعت صوته كذبذبات غير واضحة.....كموجات عالية التردد ومزعجة للمسامع.....ازدردت ريقها.....تشعر بجفاف حلقها......ارتجف جسدها واستلقت على يمينها....لتحتضن اللّحاف....واشتدّت رجفتها.....

فهم انها مرضت ......واستسلمت لوجع جديد.....وجع جسدي ....مختلط بوجعها النفسي المعنوي .....مّد يده بتردد...إلى أن وضعها على كتفها .....وانتقلت إليه رجفاتها...
تحدث: نور .....ئومي تروشي....حتى تخف الحرارة....

ماكس في هذه الأوان والاحداث اصبح تعامله مع مُراد ....ونور.....بشكل اكبر مما كان لذلك تحسنت لهجته ولغته العربية.....رغم انّ اليكسا ....كانت من أصول عربية ولكن لا تتحدث معه مطولًا بلغتها......اما الآن اختلط كثيرًا بأشخاص يتحدثون اللغة العربية وهذا الامر جعله يكتسب مفرداتها بشكل كبير!


............
نور اغمضت عينيها ...تشعر بالبرد......بوجع عظامها....تشد على اسنانها بقوة.......تشعر انّ المكان بدأ يضيق عليها......
أتت صوفيا ووضعت صينية الطعام على الطاولة المقابلة لها...
اقترب ماكس ليساعدها على الجلوس...
وكانت كالجماد....تحركه بلا ردت فعل....فقط جسد يرتجف.....ويرتعش....بردًا ....وفي الحقيقة خوفًا من الحقائق...عقلها شارد....نفسها غير منتظم.....وعينيها مشتتين...

وضع ماكس يده على جبينها وشعر انها تشتعل نارًا وسريعًا ما ابعد عنها اللحاف الذي تشد به على جسدها.......ونهض وهو يقول.....
: نور لازم تتحممي....
ثم انحنى عليها.....لينهضها من مكانها بصعوبة .....واسندها على جانبه الأيمن....
تحدث : صوفيا....

أتت إليه وحدثها بان تدخل مع نور للخلاء وتحممها...
فهزت رأسها بطاعة أمره..

ثم نظر لوجهه نور وسكونها ....وعدم تحدثها وشرودها
شد على كف يدها ....لا رد.....بالكلام ولا بالأفعال....
كانت ترتعش...وتحدّق للاشيء....خشي عليها في الواقع
تحرك للأمام خطوة واحدة
وساعدها على ان تتقدم معه
مشت خطوة واحدة.....وذهنها شارد...
للأصوات التي تسمعها في عقلها وللصور التي تتكرر عليها
ديانا
امير
يوسف
حصة
مراد
سندرا
ناصر
جدتها
جدها
أناس نسيت أسمائهم
حارة صغيرة
غرفة دافئة
حضن اشتاقت إليه لسنوات طويلة
وهمسات لعنتها آلافًا من المرات
تعبت من هذه الأصوات والصور المدمجة ببعضها البعض
تعبت من كل شيء...
مشت خطوتين للأمام.....وتبعها مراد وارخى من مسكته....وبشكل غير متوقع
ضرب ساقها بطرف الطاولة الخشبية وسقطت الصينية على الأرض لتحدث ضجة قوية في المكان
وشد ماكس على خصرها ليمنعها من التقدم والسقوط على الزجاج الذي انتشر على الارض
نظر إلى وجهها: نور......انتي بخير؟
لا تعرف الرد....ولا تعرف ماهية سؤاله؟
بالأمس ودّت لو شربت القليل لتفقد عقلها
ولكن ها هي الآن فقدت عقلها تمامًا مع هذه الأصوات والصور
تشعر انها ثملة...لسانها ثقل....جسدها ثقيل...
طنين في رأسها....اطراف جسدها ترتجف بلا توقف...
تحاول الصمود ولكن ...لا تستطيع....السيطرة..
ارتفع صدرها وهبط علامةً على عدم انتظام نفسها.....
نظرت لعيني ماكس....
هزت رأسها دون ان تعي ماهية ما قاله...
تقدم بها لناحية الخلاء بصعوبة....
أوصى صوفيا ان تمسك بها جيّدًا، وان تنتبه عليها .....
ولكن لم تصل ايادي صوفيا إليها وإلا نور وقعت والتقفها ماكس بيديه
وهو يردف بخوف: نوووووووووووور!
.
.
.

انتهى



.
.

.
قراءة ممتعة للجميع

ونلتقي بإذن الله الخميس القادم*




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-02-20, 12:31 AM   #60

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت الثامن والعشرون








.
.
.
.
.
الشتات يعدم كيان الإنسان ويبدّل من حاله للأسوأ
اثره ثقيل وهفواته مؤذية وإن حاولت مقاومته قتلك بصعوبة عدم منطقيّته في التفكير
يحاول أن يطبّق بيديه على عينيك ليأخذ منك الكثير من الطاقة
ليأخذ جُهدك ومحولاتك في الخلاص منه
هكذا كان شعورها حينما شعرت بتلك الايادي التي تلتقفها
تسمع اسمها من قاع عميق
وتشعر بثقلٍ لا تتحمله على صدرها.....شعرت انّ الكون كله في لحظة هزمها حينما استمالها للظلام....وللغشاوة التي سيطرت على عينيها...
بينما تلك الرجفة التفت حول خلايا جسدها كلّه حتى انتابتها رعشة جعلت جسدها يتهاوى ضعفًا
استسلمت لكل هذا
وشدّت على عينيها .....ظنّت انها سترتاح حينما تُفقد عقلها تماما ولكن فقدتهُ بشكل جزئي....
فتحت عينها ببطء شديد
شعرت بدوران رأسها.....شعرت باليدين التي تشدان على جسدها لتُعطيه بعضًا من القوة .....
تسمع صوت انثوي ...متداخل مع صوت رجولي ....خائف....
نظرت إليه....ونظر إليها
بعد ان زفر بكلمة: الحمد لله
شدّت على جبينها بيديها تشعر بالصداع وحاولت النهوض
فقال: ساعديني نور...لازم تحممي حتى تخف الحرارة....
اقتربت صوفيا منها بأمر من ماكس...امسكتها من زندها لتشدها على جانبها الأيمن .....ساعدها ماكس في النهوض...
شعرت كأنها طفلة .....يُمسكان بها بلطف...وحنان....وربما شفقة على حالها...مشكت بخطى غير متوازنة......
فقال ماكس(مترجم): انتبهي صوفيا......انا سأنتظر هنا.....اجعليها تتحمم....
هزّت صوفيا رأسها ثم أغلقت باب الخلاء عليهما
وبقي ماكس يتجول ذهابًا وايابًا بالقرب من باب الخلاء
خائف عليها .....خائف من ان يتطور الأمر ...خائف من ان يكون غير قادر على ان يُسكت غضبها هذا ....مسح على شعره عدّت مرات ....ثم نظر للسقف
بحيرة !
.
.
.
.
.
اشتم هواء اثقل اعتاقه ....اثقل روحه......جنّبه النوايا الحسنة....وجعله يغوص في تساؤلات مخيفة....وصل الى هُنا مؤخرًا.....مُتعب...بل منهمك...من شدّت التفكير.....بالاثنين....بها وبأخيه....ذهب للفندق ......تحمم سريعًا....اتصل عليه....ليتقيا في نقطة الغضب....نقطة الشتم والحرب.....دعاه إلى الشقة التي شهدت على انهيارات متكررة بلُغة بالغة في الألم...خشي من ان يكون هناك فخ يوقف أنفاسه ونبضات قلبه...ولكن لم يهتم...كل شيء يهون أمام سعادة أخيه.....هو لم يتدخل في تلك الأوان....ولم يهتم....بل اجمدوا اهتمامه بإلزامه في السكوت عن الحق.....نسي الأمر...ولكن أخيه لم ينسى.....نساه وكأن تلك الفتاة ليست جزء من دمه هو ايضًا.....ليست منهم....وكأنها غريبة او دخيلة على عائلته.....سكت.....وغض البصر عن طرف هذا الموضوع الذي أذّى الكثير!....ولكن اليوم....لن يسكت...ولن يقف كالشيطان الاخرس والمتفرج......إن كان هناك فخ....عليه ان يفدي أخيه بروحه من اجل...أن يُسكت عذاب ضميره هو الآخر

طرق الباب وفي الآن نفسه سمع رنين هاتفه .....نظر للاسم ....
ثم وضع هاتفه على الصامت.....
وانفتح الباب.
.
.

فتح الباب رجل...مرتديًا بدلته الرسمية السوداء....ذو بشرة حنطية ذات درجة مائلة للبياض قليلًا.....وعينين حادتين بقزحيتين ذات اللون العسلي الفاتح.....وشعر بني غامق قصير ومرتب .....
أشار له بعد ان شعر انّ الرجل يتفحصه واذن له بالدخول
ولكن أبا خالد تحدث بحده: انت أمير؟

فاضطرب مُراد بقول: امير ينتظرك داخل....

فدخل أبا خالد وهو يرمق مُراد بنظرات الشرار الدالة على عدم الرضى بكل شيء....

بينما أمير...جعل جولي تعود للشقة التي استأجراها بالقرب من شقة ايلاف الذي مكث فيها بعد خروج نور....

.
.
كان جالسًا في الصالة ينتظر مجيء أخ يوسف....
وكان مضطربًا
.
.
تقدم مُراد وأشار لأبا خالد بالتقدم
وسقطت عيني أبا خالد على رجل
هزيل.....ومن الواضح انه مُتعب....يهز برجله اليُسرى من شدّت توتره.....عينيه زائغتين قليلًا، هالات بنية تحُيط رُمادية اقدار ما حدث.....شعره الأشقر طويل...ومهمل.....يصل إلى اسفل اذنه.....يمسح عليه بشكل متكرر....ليخفف من ضغط الموضوع عليه.......بينما بشرته رغم بياضها إلا انها ومن الواضح شاحبة لتنم عن مرض او تعب ثقيل.....
.
.
انتبه لنظراته ووقوفه مطولًّا هناك
وقف......وخفق قلبه.....يُشبه يوسف قليلًا.....وقوفه هكذا ....وتحديقه له بهذا النحو ارجع ذاكرته الى ما قبل العشرون سنة......ارجعه لغضب يوسف وعصبيّته وزمجرته......اقشعر جسده ...
.
.
.
ثم بلل شفتيه: تفضل .....
وأشار إلى الكنبة المقابلة له....
.
.
أبا خالد.....بدأت شياطين الانس والجن تمر وتعبر وتركض أمام وجهه.....هذا هو الخائن....هذا هو المجرم...هذا هو الذنب الذي سعت وراؤه ديانا؟
يُقهره ان يقابله ......ان يُشاهده...ان يشاركه هذا المكان بسقف واحد....ولكن
زفر بضيق وهو يحاول ان يخمد هذه النيران ليفهم ما يريده ذلك الشيطان!
.
.
جلس
بينما مُراد سريعًا قال: راح اتركم لحالكم...
ثم خرج من الشقة بأكملها...فحان موعد عقد قران ايلاف وطارق....وعليه ان يعود لأخيه لتذليل العقبات لهم!
.
.
نظر إليه....وذلك ايضًا نظر إلى عينيه....
شدّ على كتفيه ....والآخر بدأ يهز برجليه اكثر....
لا يريد ان يبدأ بالكلام
لا يريد ان يشتمه الآن ويريه الغضب.....
اسند ظهره على الكنبة وتحدث بلا نفس: تكلم....شعندك؟
حاول ان يتمالك نفسه.....ان يصبح اكثر هدوء مهما كان
يريد حقًّا ان يعالج الأمور وان ينفذ وصيّت محبوبته
لم ينسى انها اوصته بأن يُخبر نور بالحقيقة ولم ينسى انها شددت بحروفها على عودتها للسعودية
يريد أن يشرح كل شيء ليزيل عن عاتقه هذا الحمل
فقال: نور...
قاطعه وكأنه يشتمه: قصدك نورة؟

تنفس أمير بضيق ....وفهم أنّ هذا اللقاء سيطول...وسيوجعه.....تيقّن انه عقابه ....من اجل ذنبه الذي استمر لهذا اليوم.....مسح على شعره من جديد...وشعر بألم جرحه وشد عليه قليلًا بيده ولم تخفى حركته على أبا خالد.....فعلم انه مصاب...او يعاني من مرض مزمن....

فخفف من حدته قليلًا ليقول: وش فيها؟
أمير تحدث بلهجة سعودية اكتسبها من نور ومن زوجته ديانا
: ضاعت .....
ثم اردف بشكل سريع لكي لا يقاطعه أبا خالد: عرفت كل شي.....عرفت اني خدعت ابوها يوسف....عرفت بانتحار أمها ...وعرفت اني مخبي بنتها....

وكانت هنا الصاعقة الكُبرى التي نزلت على رأسه لتفلقه إلى نصفين
ابنتها؟
هل تزوجت
ولكن يعلم انها صغيرة ...متى ؟...وأين....ومن يكون زوجها؟
عقد حاجبيه وتقدم قليلًا لطرف الكنبة : بنتها؟
ثم قال: هي تزوجت؟

أمير لا يعلم كيف يسرد عليه ملخّص حياة نور ويفهمه كل شيء في غمضة عين...لا يريد ان يصدمه ولا يريد أن يجعل الامر يطول .....ليأخذ من طاقته الشيء الكبير

فقال دون ان ينظر إليه : نور....عاشت بتذبذب...كبير....معنوي ونفسي...وحتى ديني...
فهم أبا خالد انّ امير بدأ بسرد ملخّص حياة ابنت أخيه
فسكت وهو يشّد على كفي يديه بغضب
: ما كانت متقبلة ببداية الامر العيشة بدون يوسف...بس حاولت أنا وامها....نشتت انتباهها عن الامر...وقدرنا...لكن نور...دخلت في مرحلة عصيان وكأنها تنتقم منا .....وضيّعت نفسها....في وهم حب...وتزوّجت دون علم أمها.....و...
قاطعه أبا خالد هنا بضياع : كيف؟
امير سكت هنا
شتم نفسه كيف يلفظ الكلمات كيف؟
: لم تزوجت كان عمرها سطعش سنة....
أبا خالد جن هنا وظنّ ان الزواج غير مصدّق وربما ابنتها تكون
غير شرعية ....تضخمت عليه الاسالة وبدأت نبرته تنخفض علامةً لصدمته وخوفه من الأجوبة
: اللي اعرفه فيه نظام ما يز...
قاطعه أمير بضعف: زوجها زوّر عمرها وكبّرها للسن القانوني......
نهض هنا أبا خالد ...شعر بالاختناق....نظر للشقة بغضب مسح على وجهه عدّت مرات...شد على قبضة يديه.....تنهد ...ثم بلل شفتيه..
فاكمل أمير ويده اليُسرى ترتجف: فجأة زوجها تركها....وعاشت في مرحلة اكتئاب حاد.......وبعد تقريبا شهر عرفنا انها حامل....وحاولت بعدها تجهض الجنين.....وحاولت الانتحار....


حدّق في أمير....وشفتيه ترتجفان بشدّة.....أيعقل هذا ما حدث لها في سن السادسة عشر من عمرها؟
يا ترى ماذا حدث بعد؟

ماذا تجرّعت ....هذا التخلّي جعلها تغوص في أعماق البحار....جعلها تغرق بلا حدود....دون ان تجد طوق نجاة لها لأنها هي من ارادت هذا الغرق....هي من ارادت الانغماس في شخصية سوداوية غير محبة للحياة من اجل الانتقام من والدتها ولكن اذّت نفسها بهذه الأفعال والأمور التي ادّت بِها إلى معانٍ كثيرة غير محببة للإنسان!

ازدرد ريقه ....وبغضب اردف: جايبني هنا عشان تقول لي وش سويتوا ببنت اخوي يا المجرم؟

أمير نهض وأشار له: بو خالد.......انا ندمان على كل شي....ومجبور أوضح إلكم .....شو صار حتى تتفهموا ....نور....نور .....مو متل ما تفكر....نور
وبثقل قال: مو مثل نورة.....
.
.
.
انقض هنا أبا خالد على امير امسكه من ياقة بدلته....شعر بالوجع من ناحية الإصابة ...شعر بالاختناق كلما شد أبا خالد ببدلته بالقرب من عُنقه.....مشى أبا خالد وهو يشد على امير الى ان اسقطه على الكنبة ....
تحدث: بعدتها عن ابوها.....تسببتوا فيها......والحين جاي تقول لي ندمان؟....ندماااااااااااااا ااااااان هاااااااا....

أمير حاول ان يُهدأ أبا خالد ....هذا لم يشرح له الباقي ....ماذا لو شرح له ماذا سيفعل؟

حاول ان يصمد امام جرح قلبه...شد على يدين أبا خالد وابعدهما عنه بقوة.....ثم اخذ يتنفس بعمق
ثم تحدث بنفس متسارع: اسمعني .....حبيت ديانا أي...مانكر.....استغليت يوسف....وضعفه مانكر...بس عمري ما فكرت أأذي نور....نور مثل بنتي...لكن



قاطعه أبا خالد بعد ان الكمه على وجهه
غاضبًا: اسكت....اسكت .........انت دمرت اخوي مو بس استغليته.....خليته يعيش عذاب الضمير باسكات.....خايف.....وش مهدده فيه انتي وش مهدده فيه؟......هددته تسجنه؟.....تقلب عليه السالفة.....تخليه يكمل عمره في السجن؟......كل هذا حب...؟...كل هذا حب .....الله ياخذك....الله ياخذك.....فرّقت بين البنت وابوها...ودمّرت انسان......متشفق على شوفة بنته....

أمير مسح الدم بيده
والنازف من انفه

تحدث: لازم تسمعني لتفهم كل شي.....ما اقدر ابرر لك ...افعالي في يوسف......لانه حبي كان...

قاطعه أبا خالد بصرخة: حب أنانية......ومجرّد من أي إنسانية ........
أمير أشار له وهو يشد على جرحه ويغمض عينيه بوجع: بو خالد......نور بحاجه لكم.......فهمتها اني غلطان بحقكم....وخسرتها في لحظة..........
ثم اقترب منه: نور...ماتبيني...وما تبي احد...حتى بنتها......ضاعت...تشوفني وتشوف يوسف بنفس النظرة ..........مو قادر اسيطر على ردات فعلها.....مو قادر.....
كان سيضربه ولكن تحدث أمير بتعب: بكفي......انا مصاوب هون
أشار بالقرب من قلبه: هـ الاصابة عقاب لي على اللي صار في نور........انا موجوع من كل شي......انا ما فيني قوة اواجهك ولا اواجه يوسف....بس مشان نور...ومصلحته راح ...
قاطعه أبا خالد وهو يضرب على الجدار بيده: شنو صار طوال هالسنين اللي راحت.....شنو صار؟
امير بنفس يُسمع: اجلس...اهدأ....وخليني اخبرك بكل شي.....ما فيني احكي وانتّا هيك.....ساعدني احكي ......
نظر إليه أبا خالد...نظر لأحمرار وجهه......ومحاولته في التنفس.....رأى ضعفه ....وارتجاف اطراف جسده.......جملته الأخيرة جعلت جسده يرتعش خوفًا من المعرفة والحقائق الذي سيسدل الستار عنها أمير
جلس على الكنبة مسح على رأسه عدّت مرات
تحدث امير بصعوبة وهو يجر أنفاسه بضعف: حاليا هي مطلقة......تطلقت.........وانا وديانا قلنا لها بنتك ماتت بعد الولادة
التفت سريعًا هنا أبا خالد
ليكمل أمير: لأنه حالتها النفسية جدًا مضطربة وما كانت رغبانه في البنت.......فقلنا هذا الحل الأفضل عشان نقدر نستعيد نور......وهذا اللي صار...خذت البنت وكّلت مربية وممرضة لها بدار الايتام...مرت ست سنين ......وعرفت نور......

ضرب أبا خالد على فخذه، ابعدوها عن قطعة وجزء لا يتجزأ منها كردت فعل لخوفهم؟
أيعقل؟
اكمل أمير: ومن الأشياء اللي لازم تعرفوها نور ...تذبذبت من الناحية الدينية وصارت ...تئول انها مسيحية ...لكن...
وقف هنا أبا خالد لا يريد ان يستمع لهذه الحقائق المُرّة
نهض وهو يشد على رأسه مكررا بهمس: يا رب....

أمير سكت للحظات ولكن هو مصّر على شرح كل شيء....وإن كان موجعًا.....شرح كل الأشياء التي استطاع ان يختصرها .....انتحار ديانا...مكوثهم في أكسفورد وسبب خروجهم بعد تزعزع الأمن هناك......حمايته لنور......تحدث عن مراد.....عن خدعته....لنور.....وعن ندمه الآن ومحاولته في المساعدة ....تحدث شارحًا كل شيء لكي لا يلومونها على الصورة التي لا يحبذانها.....يعلم العادات والتقاليد التي يعرفونها.....نور....تعدّتها....� �ل محتها من ذاكرتها.....وفعلت ما يُعاكسها تمامًا....هو خائف عليها منهم ...
خائف من ردّت فعلهم.....نور...بحاجة الى تصحيح في سلوكياتها وهذا من الصعب...فهي ليست طفلة ....بل شابة تبلغ من العمر واحدة وعشرون سنة....فمن الصعب التحكم فيها .....
ولكن يعلم هي بحاجة للاحتضان من جديد
بحاجة الى التوجيه....
بحاجة للعودة إلى اصلها ..سيتخلّى عن انانيته
سيتنازل عن كل شيء من أجل سعادتها ...حتى لو كانت مقرونة بعيشها بعيدة عنه....
وهذا الامر مُتعب
يعلم الآن هو خسرها
وعلى يوسف ان يربح بقبولها به
ولكن متيّقن انّ هذا الامر مستحيلًا!

ولكن سيحاول فعل كل الأمور الذي تستدعي لاستعادتها الى شخصيتها الحقيقية
سيحاول وإن كلّفه الأمر الكثير
.
.
.
انتهت قصة وحياة نور......وزادت كراهية أبا خالد لأمير.....وديانا....ومُراد......� �اخذ يلوم يوسف على تهاونه في الامر وتخليه عنها ...كان عليه ان يُحكّم عقله
ألا يتسرع .....فمهما كان هي ابنته وان شككوه فيها....كان عليه ان يتمسك بها كما تمسكت بها والدتها....
لن يعقد مقارنة بينه وبين ديانا...ولكن كان عليه ان يتمهّل....
كان عليه ان يكون اكثر حكمه......ولكن ....
مسح على رأسه.....لمعت الدموع في عيناه...
من الأفضل ألا يرى يوسف ابنته....فمن حديث أمير وسرد قصتها......من الأكيد ستؤلم يوسف...ولن تتقبل رؤياه
ها هي الآن مبتعدة عن الاحضان التي ربّتها.....واجتمعت معها تحت سقف واحد.....ابتعدت كـ المخبولة ...عنهم لتنجو ...وتظفر بالراحة
عليهم الابتعاد وإلا ستشتعل النيران وتحرق الكثير منهم
تحدث اخيرًا أمير: يوسف لازم يجي لهون....
أبا خالد التفت عليه وبحده: ما راح تستقبله ...ويمكن هنا اخوي يموت....من القهر....
أمير بتعب: لازم يتحمل ردات فعلها....ولا نور بضيع اكثر...
لم يرد عليه بأي كلمة يشعر بالاختناق من الجلوس معه....ولو جلس اكثر لن يتمالك نفسه ومن الممكن ان يقتله....
خرج من الشقة
.
.
.
.

وهو على علم ومعرفة ان اخبر يوسف بالحقائق......ستزيد حالته سوءًا.....ويعلم ان نهاه عن المجيء هنا ....سيصّر اكثر على لُقياها.....شتم والدتها سرًّا....وتساءل أي حب هذا الذي اضاعت فيه ابنتها؟ أي حُب.....ها هي تركت الحُب وتركت ابنتها ضائعة بلا هوية ...وبلا وطن...وروح.....ركب السيارة ...سحب هاتفه اتصل على أبا سيف
والذي اتصل عليه قبل أن يدخل الشقة ......لم يأخذ عشر ثوانٍ حتى به أجاب
.
.
.

: هلا بو خالد طمني....وش صار؟....قابلت أمير؟
بو خالد مسح على جبينه ونظر للمارة من خلال النافذة
: يوسف المفروض ما يشوف بنته...
أبا سيف عقد حاجبيه: ليش وش صاير فيها شي؟
بو خالد بتنهد: والله مادري كيف اقولك.....شي ما يستوعبه العقل......قابلة امير وقال لي عن حياتها كلها......لوصلت بتصل عليك افهمك......كل شي حاليا انا بالسيارة ....
بو سيف: طيب....انتظرك.....مع السلامة
اغلق الخط ...بينما تحدثت هنا زوجته
: شقالك اخوي؟....هاللي وجهك تغيّر؟
بو سيف : قابل امير.....وقال بتصل عليك اشوي وافهمك كل شي....بس نبرته خوفتني...
ام سيف بتنهد تقدمت لناحيته وجلست أمامه: كلنا خايفين ....يوسف مو على طبيعته........تغيّر..... وصحته يوم عن يوم تدّهور......
بو سيف طبطب على يدها: الله يجيب العواقب سليمة ....

همست : يارب..

ثم تذكر الامر الذي شغل باله كثيرًا....وجعله يتوتر أكثر....
احب ان يُخبرها بكل شيء بهدوء...لتتفهم الأمور.....ليجعلها تتقبل فيما بعد رأيه....هو خائف عليها ...وخائف منها ومن ردّت فعلها ....ولكن من الواضح امر يوسف وابنته سيطول....وعلى زوجته ان تتقبل الامر في اسرع وقت ممكن لتعطي مجالًا لقصي البقاء معها ......بشكل شبه مستقر!

بينما هي نوّت النهوض والخروج من الغرفة ولكن قال
: نجلا اجلسي ابي اكلمك في موضوع....مهم....
ام سيف نظرت إلى زوجها : خير اللهم اجعله خير....
بو سيف بدأ يتوتّر اكثر: خير خير....بس بسألك...وش رايك بخطيبة قصي؟
ام سيف ابتسمت وتهلل وجهها: اشهد انها بنت اخلاق......ورزانة......ما هيب نفس بنات هالجيل الطايش رغم انها منهم...... جزى الله من رباها الجنة ان شاء الله .....

بو سيف تطمئن هنا قليلًا ثم قال: اجل سمعيني للأخير......

نظرت إليه بشك

ثم قال : نجلا ......
وبتردد شد على كفي يديها: نجلا وقصي مزوجين بالسر.....

نزل عليها الخبر كالصاعقة التي تهدم الكيان....اقشعر جسدها.....ورمشت بعينيها بعدم استيعاب للأمر......نطقت بكل سرعة ونبرة مخيفة: ايييييييييييييييييش؟

ثم اخذت تنظر لزوجها ....وهي تسترجع الاحداث...تأخره عن المنزل......طلب زوجها في ان تكون الملكة ...سريعًا.....ان يكون كل شي سريع ..ولكن مع فرحها خضعت لكل شيء......دون أن تدقق في الأمور ....شعرت لوهلة بالاستغفال

نهضت وهي تقول بكل عصبية : وانت تدري وسااااااااااااكت؟...وراضي بعد..

نهض هنا وأشار لها: نجلا اهدي وخليني اشرح لك كل شي....

ام سيف بغضب: وش تشرح انت وولدك مستغفليني طولة هالفترة.......
وبتفكير: وحتى أهلها ....مستغفليني....اخطب...وانتظر الرد....وتعالي اشتري ذهب....وحددي موعد الملكة.....ظافر جنيت يومنك تطاوع ولدك في هالخبال.....ياخذ لي وحده رضت على نفسها بالمسيار ما ندري و...
قاطعها بحدّة صوته: نجلا.....صوتك لا يعلى علي........انا فهمت من قصي وعمها السالفة....البنت شريفة.........وما عليها كلام......العيب في ولدك....اللي استغل طيبة عمها.......وتزوجها....بالسر......� �س زين عرف ...اللي جالس يسويه ظلم لها...وهي توها بنت عمرها سبعطعش سنة........

مسحت ام سيف على رأسها ....بحنق.....اشارت له بغضب: وليش ما خليته يطلقها.....ليش دبسته فيها؟.......وهو يومه يبي العرس...ليش ما قال لي......
تحدث أبا سيف : الولد خذ قرار طايش....وزين انه صلحه....

ام سيف ضربت على فخذيها بقهر: وش صلّح وش صلّح يا ظافر.....كاذبين علي وعلى الكل.....زواج طبيعي....وهم مزوجين !!!.......وانا قول وين يروح ويتأخر....بالليل......غلط عليك ...شجعته ياخذها.....
بو سيف خرج عن طوره: قلت لك....عايلة السامي والنعم فيهم كلهم......عمها شرح لي كل شي......غير كذا ....زوجته حامل ...

شعرت بوقوع مصيبة أخرى على رأسها.....نظرت لزوجها.....وبقهر قالت: بععععععععد؟

كانت ستخرج ولكن سحب يدها زوجها وهو يقول: وش بيفرق الحين ....انتي شفتي البنت كيف.....اخلاق......خلينا نخلص من هالموضوع......ساعديني ...لا زيديني ضيم وقهر فيه.....

نفضت يدها منه وبعصبية: لاخذتوا بشوري...ولا سمعتوا كلمتي....بس تقولون لي سوي وفعلي...وش شايفيني....ها.......

بو سيف تعوذ من الشيطان الرجيم وتنهد بالاستغفار
ثم قال: يا مره......الولد خلاص يبيها واقتنع فيها...مانبي فضايح ......
لم تستمع له خرجت وهي غضبه وتصرخ: قصصصصصصصصصصصي......قصييييييي يييييي......

كانوا جالسون في الصالة ومن ضمنهم سيف....سمعوا صوت والدتهم
والتفت عزام: شفيها تصارخ؟
نهض قصي راكضًا ليتقدم للدرج ولكن هي سبقته بالنزول وخلفها زوجها
تحدثت بعصبية وهي تشير له: يومك تبي العرس....ليش ما جيتني...وقلت...يمه خطبي لي بدل.....زواج المسيار هذا.......

جميعهم سكتوا ونظروا إلى غضب والدتهم.....

همس جسّار: ليش ابوي قال لها؟

سيف نظر لقصي وجموده

بينما تحدث أبا سيف: نجلا.....قلت لك...صار اللي صار...وهذا اختياره وراضي فيه....حنا علينا التقبل......ونلملم الموضوع.......

التفتت عليه: وش تلملم فيه؟
ثم التفتت على ابنها: انا تستغفلني كذا يا قصي؟...انا....

قصي بتردد: يمه....

قاطعته: جب ولا كلمة.......وطلقها.....والله .....ما راح اسمح لكم تسوون عر...
قاطعها زوجها: نجلااااااااااااااااا.........� �نا قلت أقول لك....عشان تتفهمين قراري بعدها........مو تزيدين الوضع تعقيد اكثر ما هو متعقد.......

ام سيف التفت على زوجها: وش قراره بعده؟

بو سيف نزل واقترب من أبناؤه: تعرفين سالفة اخوك.....يوسف ونورة...مطولة .....وزوجة ولدك حامل......وما نبي نطول بالشهور.....ويطلع كلام عليها.......فقلنا نسوي لهم حفلة بسيطة ويجيبها هنا ونخلص....

ام سيف بقهر: الله ...الله عليك...حل حلو....

ثم صرخت في وجه ابنها: والله ما تطب رجلها في هالبيت ......
قصي بنرفزة: يمه........انتي شفتيها.....ورضيتي فيها....وش غيّر يومنك عرفتي اني أصلا مزوجها.....

ام سيف بعصبية: انت استغفلتني انت وابوك....ولا حسبت لي حساب...
وبغضب: ومنو هذي اللي ترضى على نفسها تزوج مسيار غير...

قصي قاطعها وهو يشد على قبضة يديه ومغمض لعينيه: ما فيه اشرررررررررررررف من مُهره يمه.........

سكتت هنا والدته ونظرت إليه ونظرت إلى زوجها ثم قالت
: اطلع برا .........
سيف هنا تدخل : يمه...
اشارت له: انت لا تدّخل...

أبا سيف قال: ماحد بيطلع برا يا نجلا....

جسّار خاف من ان تسوء الامور فقال : قصي تعال ...لم تهدأ

قصي سحب كتفه من أخيه وهو يقول لأمه: يمه انتي راضية عليها الحين شصار؟......اي تزوجتها......تزوجتها ......عشان ماحد يدّخل فيني بعدها وحدد لي منو آخذ.......خذتها عشان لا اصير مثل سسسسسسسيف.......

عزام هنا تحدث بحده: قصييييييييييييييييي....

أبا سيف عقد حاجبيه
بينما نجلا ضمت شفتيها وانتقلت عيناها على سيف الذي يقف بجانب قصي ويحدّق فيه كالمصدوم

قصي قال: انا ما حبيت مُهره.......ولا خذتها عشان احبها...خذتها .....عنّد لأفكارك يا يمه.....بالاخير حسيت نفسي ....اغرق.....وبغلط........بس الحمد لله صحيت على نفسي......

بو سيف بعدم فهم: شقول انت؟

جسّار نظر لأبيه ثم قصي: قصي قلت لك امش....
قصي : راح اطلع يا يمه....راح اطلع.......بس خاطري ....خاطري يجي يوم وتتقبلين فيه قراراتنا .....بدل ما تفرضين قرارك علينا......

ثم مشى لناحية الباب وخرج

بو سيف نظر لزوجته: شقصده ولدك؟

ام سيف صُعقت من تفكير ابنها.....سكتت حتى الاحرف جمدّت في فاهها نظرت لسيف وعينيها غارقتين بالدموع....
تحدث سيف: يبه ما يقصد شي......ولدك هذا هو ما تغير لا عصب قال .....
قاطعه هنا بتذكر: متى الجازي بترجع....
عزام فهم سياسة ابيه هنا وخشي على والدته فقال: يمه تعالي....
ازدردت ريقها ومسحت على وجهها
ليردف سيف: الحين خلنا في قصي....انا والجازي حطونا على جنب....
بو سيف شعر انّ هناك امر ولكن لا يريد ان يطيل الوقوف معهم...فأبا خالد من المؤكد اتصل عليه الآن
لن يخلط الحابل بالنابل

ولكن أشار لهم بتهديد: اقسم بالله......لو سويتوا شي من وراي من الآن.....حسابكم عسير عندي.......

ثم قال لسيف: وانت يا سيف.......انا شايل نفسي من سالفتك عشان مصلحتك بس واضح...لا انت ولا اخوانك...تعرفون مصلحتكم ....كأنكم بزران...انتوا تغلطون وانا اصحح من وراكم هالاغلاط....وامكم تاخذين بالصيحة والصراخ...وتلومني.....بس اخلص من سالفة يوسف....التفت عليك....

ثم صعد لغرفته
بينما ام سيف نظرت لسيف الذي مسح على رأسه
ثم تحدث بنرفزة : اتصل على خوك...
جسّار بجدية: تركه عنك....خله بس تهجد شياطينه بيرجع....
بينما عزام اجبر والدته على الجلوس
وطبطب على ظهرها
بينما دموعها انسابت على خديها
فقال : يمه لا إلا دموعك....ما عاش من ينزّلها....
عضت على شفتيها ونظرت لسيف...شعر بها سيف.....وفهم هذه النظرات فاقترب منها وامسك كفّي يديها وقبلهما
: يمه لا تحطين كلام هالبزر براسك......
ام سيف : كلامه صح يا يمه......
سيف بوجع: لا يمه مو صح....هدي نفسك بس....
جسّار ذهب لناحية المطبخ لجلب الماء
فقالت والدته : اسفه يا يمه.......لو ظلمتك...
سيف قبل جبينها : يمه...شالكلام.......اهدي الحين ....ولا تفكرين لا بكلام قصي...ولا بغيره...
عزام نظر اليها: يعني ما تعرفين قصي.....يمه.....
ام سيف نهضت عند قدوم جسّار وهي تقول: اتصلوا عليه خلوه يرجع.......
جسّار اقترب منها: يمه شربي لو اشوي...
ام سيف هدأت ...وسكنت عواصفها بعد ضربة قصي بالحديث عليها...
تنهدت: مابي......بروح ارتاح...
ثم توجّهت لعتبات الدرج
جسّار بهمس: ما كان المفروض ابوي يعلمها...
عزام : ما علمها إلا على شان الأوضاع ....
سيف شد على جبينه: اتصلوا على هالخبل...
جسّار جلس بالقرب منها: ما راح يرد عليك....عطوه طاف....ولهدا بيجي....
عزام طبطب على كتف أخيه: وانت لا تحط في خاطرك ......من كلامه........
سيف شبّك أصابع يديه مع بعضهما البعض: امي اللي بتحطم مو انا....
جسّار نظر اليه
ثم قال بعد ان نهض: اتصلوا عليه لا تنسون...
عزام : وانت وين رايح...
سيف: المستشفى....عن اذنكم
ثم صعد لجناحه
جسّار بغضب: حقيقي قصي جاب العيد في الأولي والتالي....
عزام بهدوء: دايم يجيب العيد.....مانكر امي كلامها غلط....بس هو بدل ما يخمد النار...زادها.....
جسّار : ها ما زلت مصر على الزواج؟
عزام ضحك: هههههههههههههه لا لا...بعّد بعيد.....هوّنا...
جسّار : هههههههههههههههههههههه تعقّد الولد......
عزام : مو وقته الحين بعدين ...الاوضاع حيل شابه ضو....

جسّار: ولا بعد سالفة خالي ....والكل صاير ....كبريت....
عزام هز برأسه: الله يسر الأمور....
.
.
.
.
حُرقة بقلبه واحراج
كان يتخيّل ردّت فعلها ولكن ليست على هذا النحو من عدم القبول المبالغ فيه!
ظن انها ستحرقه ولكن ليست بهذه الطريقة
ويعلم جيّدًا أنّ ردّه عليها ، احرق فؤادها...
ولكن حقًّا هو لا يعلم كيف انصاع وراء هذا التهوّر، هذا الطيش
حتى به ....قررّ ان يقترن بتلك الضعيفة .....حتى به شوّه براءتها...وسلب روحها في بداية الأمر !
لا يدري كيف تطوّرت مشاعره ناحيتها ...حتى به ايقن انه لن يستطيع العيش بلاياها
لم ينوي حبها ولم ينوي ان يطول امر زواجه منها
ولكن كل شيء اصبح جميل في عينه بعدما استيقظ على نفسه
ولم يتردد في اصلاح الأمر ابدًا !
حقًّا هو مقتنع فيها....حقًّا اصبح عاشقها.....لا يريد من احد ان يُفسد عليه كل هذه الأمور
الحب....العشق....وربما الهُيام.....
سحب هاتفه ....اتصل عليها
اختصر حديثه: جهزي نفسك بمرّك....
واغلق الخط ...لم يُعطيها مُهلة حتى في الرد
اغلقه ....وتوقف عند الإشارة ....تنهّد بضيق
فكّر مطولًّا بحديثه .....مسح على وجهه احزن والدته
يعلم بذلك ...وربما ستخاصمه لفترة طويلة
وفي هذه الأثناء من التفكير العميق اتصلت مُهره .....ولكن لم يُجيب عليها.....انفتحت الإشارة
لف يمينًا ....اكمل سيره ......ثم توقف عند منزل أبا محمد.....
اغمض عينيه ....ثم اتصل من جديد
فقالت: قصي شفيك الله يهديك ما ترد.....وشو الحين بتجي؟...شصاير؟
قصي بنبرة هادئة: طلعي انا عند الباب...
مُهره نهضت من على السرير وبصدمة: من جدّك قصي؟
قصي : لا طولين انا انتظر......
ثم اغلق....بينما مُهره لن تنكر انّ الأمر اسعدها فجدران هذا المنزل يحتفظ بصدى بكاؤها المكبوت بين ثنايا صدرها!
تشعر بالاختناق لم تتردد في الخروج له سحبت عباءتها ارتدتها
سحبت الحقيبة التي لم تفرّغ ما بداخلها اصلًا





ثم خرجت ...
.
.
.
بينما قصي ....صادف ...ابا محمد قادم .....خرج من السيارة .....وباحترام شديد له...اقترب ثم قبّل رأسه
فقال أبا محمد بابتسامة: يا هلا بوليدي.......تفضل تفضل.....
قصي اجبر نفسه على الابتسامة: زاد فضلك....لا والله مستعجل....جيت آخذ مُهره وامشي....
بو محمد بتعجب: تاخذها....
هز رأسه قصي
فضحك أبا محمد بخفة: واضح بنت اخوي خذت عقلك كله.....
ابتسم قصي على مضض هنا....ثم خرجت مُهره .....والتفت قصي لها...وتقدم ليأخذ الحقيبة منها
فقال أبا محمد: دير بالك عليها يا قصي وانتبه للطريق...
بينما مُهره قبّلت رأس عمها وسلمت عليه ثم
دخلت السيارة
وزفرت بصوت مسموع
على دخول قصي واغلاقه للباب
تحدثت : زين انك جيت.....حسيت راح اختنق...
قصي قبل أن يتحرك من أمام المنزل: ليش احد زعلك...
مُهره نظرت لعينيه: لا ...بس اكره هالبيت ......احس يذكرني......بكل شيء سيء صار لي...
قصي تفهم وضعها
وابتسم: خلاص.....ما راح اجيبك هنا إلا للزيارات بس.......وفي خبر حلو ...
مُهره ابتسمت خلف نقابها: وشو؟
قصي يحاول ان يتناسى ما حدث: راح تملين من ريحة عطري من اليوم....
مُهره لم تفهم مغزاه : كيف؟
قصي بدأ بقيادة سيارته: راح استقر معاك هالفترة في الشقة....
مُهره شعرت بالفرح....والسعادة شعرت بحبه وصدق مشاعره ...ويومًا عن يوم هو يثبت ذلك لها دون ان يشعر!...ولكن خشيت انّ هناك امر يُخفيه عليها فقالت: من جدك قصي؟
ابتسم والتفت عليها سريعًا: والله....ولا ما تبيني؟
مُهره ضحكت بخفة : إلّا.....بس ليش؟...كذا فجأة....
قصي بحديث متقصد ليحرجها: اكتشفت ماقدر افارقك يا مُهره...
مُهره غاصت في حياؤها وقالت بعد ان كحّت مرتين: انتبه للطريق...
قصي هنا ضحك بخفة وفهم أنها تضيّع حياؤها بجملتها تلك ثم قال: برّوح مطعم نتعشى ......
مُهره هزت رأسها برضى ...وقلبها بدأ يطمئن ...من وجود قصي بحياتها....وعقلها بدأ يتقبل فكرة الاقتران بها للأبد
.
.
.
لا تعرف كيف تصف شعورها......بعد ان وقعت بجانب اسمها.....بعد ان علمت انها ستكمل حياتها معه....تشعر بالاضطراب...تشعر بالتسرّع ولكن ....هي متيقنة من حبه لها...هي لم ترى منه إلا الخير....هو من وقف معها في السراء والضراء...هو من أملأ عليها وحدتها وخوفها في بداية قدومها إلى هنا ...لماذا الآن تخاف منه؟
هل بسبب ما حدث لها؟
ربما نعم ....
وقّع هو الآخر اخذ طارق وثيقة الزواج.......قبّل والدها رأسها......وابتسمت ...واختلج صوتها نبرة بكاء وهي ترد عليه: الله يبارك فيك....
كانت تتمنى ان يحتضنها....حقيقةً هو احتضنها ولكن ابتعد عنها سريعًا ولكن تمنّت ان يطول احتضانه لها فهي بحاجة إلى هذا الحضن ....بحاجة إلى هذا الحنان الأبوي......شعرت لوهلة انها لا تريد ان تكمل دراستها لا تريد ان ترتبط بطارق جلّا ما تريده البقاء بحضن والدها.....والنظر إلى وجهه الذي يبعث بداخلها السلام والاطمئنان ولكن لم يطول هذا الامر....
مشا بخطى متقاربة ......واقترب منها طارق ليهنّئها وقبّل جبينها بهدوء
حتى ارتعشت من قُبلته خوفًا....اجل خوفًا من الحياة الجديدة الذي دخلت فيها بلا مقدمات....وبلا تخطيط....
تشعر باضطراب مشاعرها على هذه الأثناء من الفرح!
وخالجتها نبرة البكاء اكثر حينما ركبا السيارة ....وسقطت انظارها على السائق
حقيقةً كان مُراد هو من يقود ولكن هي لا تعرفه ولا تعرف من يكون؟
لم تتردد في ان تبادر بعد ذلك من احتضان والدها من ناحيته اليسرى وضعت رأسها على صدره
بينما طارق ركب في المقعد الأمامي
وقاد مُراد السيارة لناحية المطار
لا تدري كم مضى من الوقت ربما ربع ساعة
وهي تحتضنه وهو يطبطب على كتفها بهدوء
تمنّت لو يداعب شعرها ولكن تذكرت انها التزمت في ارتداء الحجاب ......ارتدته باقتناع......ودون تردد....تشعر انه يحميها لا تدري لماذا ولكن هكذا اتاها الشعور!
تنهدت واغمضت عينيها ودّت لو تطول المسافات اكثر لكي تختفي عن هذا الوجود في احضانه
نزلت دموعها
لا تريد منه العودة للكويت
لا تريد ان تفقد هذا الحضن
هذا الدفء
وكل هذه الطمأنينة
ولكن فجأة توقفت السيارة وتوقف قلبها....
رفعت نفسها من على صدره نظرت لعينيه
كان جامد.....تزيّن وجه ابتسامة.....عجزت عن تفسيرها.....بينما هو حقًّا متأثر من كل شيء حدث لها...ِشعر بالخوف عليها ....شعر انه مقصرًّا في حقها....التمس حبها له وكأنه والدها الحقيقي...ولكن هذا ما تشعر به
فهي لا تظن يومًا انه ليس والدها!
هذا والدها الحقيقي اجل
هذا هو ......كيف لها ان تعرف انه ليس هو...بل خدعة لفقوها ......لمحي الفضيحة!
قبّل جبينها ثم قال: يلا بابا....
هزّت رأسها وفتحت الباب خرجت معه....
ونزل هنا مُراد وطارق...وكان هُناك ......سيارة سوداء مضللة .....انفتح باب السحب.....تنهّد ....ثم ضغط على الزر الصغير ليتحرك الكرسي ...ويخرج من الباب بسهولة...فتلك السيارة مخصصة له ولحالته.....نزل دون ان يمد يده للمساعدة
لمحه مُراد والذي هز برأسه له ان كل شيء انتهى وكل شي بخير....
ثم سقطت عيناه على ابنته...دومًا ما يراها من خلال الصور.....وفيديوهات قصيرة الدقيقة الواحدة حتّى!......لم يراها على الطبيعة ابدًا.....رآها كيف تحتضن والدها وتشد على خصره وكأنها تخبره
(لا تروح بعيد عني).....تبعهم .....إلى ان دخلوا المطار
شعرت بالاضطراب....شعرت بالخوف...شعرت بالوحدة ....تريد العودة للكويت...ما حدث لها..صعبًا ....واراضي هذه الدولة تذكّرها بكل شيء...تريد العودة الآن....
فاجأت ابيها بعد ان اعترضت
طريقة
احتضنته ....ومُراد هنا ازدرد ريقه
بينما طارق شعر بالتوتر من صوت بكاؤها
وجورج لم يرمش ابدًا ولم يزحزح ناظريه عنها
شدّت على مشاري بيدها باكية: تكفى اخذني معاك....يبه.....تكفى...

مشاري .....لا يدري ماذا يقول...يشعر انه ندم حينما وافقها على الابتعاث....شعر انه لا يقل حقارة عن ابيها بالتخلي عنها...شدّها إليه...واخذ يطبطب على ظهرها ويمسح عليه ....وهنا ارتجفت ...من حنيّته..... شدت عليه اكثر باكية ومصرّة على العودة معه........
وسمعوا النداء الأخير للرحلة
فابعدها عنه قائلًا: ايلاف يبه.......كملي اختباراتج....ورجعي.....لا ترجعين وتتركين كل شي بالنص....هانت وانا بوك....كلها كم شهر...
هزّت رأسها كالطفل.......شهقت ...وهي تمسح دموعها
باضطراب رجفة أصابع يدها: تكفى خذني.....مابي أعيش اهنيه أخاف....
طارق اوجعت قلبه....فهمها لا تشعر بالأمان بعد ما حدث لها...
بينما مُراد قال: مشاري نادوا على الرحلة
جورج ....غصّ في بكاء لا يستطيع ذرفه ابدًا!

مشاري نظر إلى مراد هز رأسه طوّق وجه ايلاف قبّل جبينها من جديد
: طارق معاج لا تخافين واوعدج كل يوم اتصل عليج...


ايلاف وكأنّ حصونها هُدمت هزّت رأسها برفض كالطفل الخائف ....ثم قالت بين شهقة وأخرى: قلتها لي من قبل...ولا سمعت حسك الا بعد اللي صار...

تعاتبه .......تزيد من وجع ضميره...
احتضنها وشعر بالضعف
طارق نظر لمُراد ومراد نظر لجورج الذي احتقن وجهه بمعالم حزينة....كان بعيد عنهم ولكن قريب منهم بحيث لا يشعران به!
معادلة اختلقها من نفسه ظنًّا منه انه يحميها هكذا!

مراد اقترب ....طبطب على كتف مشاري: يلا مشاري....
شدّت على والدها اكثر هنا.......تحدثت وهي مغمضة لعينيها: لا تروح تكفى يبه...لا تروح.......اخاف اضيع لرحت تكفى...
مشاري حزّ في خاطره حديثها.....طبطب على ظهرها ....وشدّها اليه ......ثم ابعدها وهو يمسك بكفي يدها قبلهما ثم
قال بنبرة حانية: راجع لج يا بوج....راجع....
ثم التفت على طارق سريعًا بوجه محمر ودموع تسربت إلى لحيته : دير بالك عليها يا طارق....تراها امانة عندك.....
هز طارق رأسه ...بهدوء ثم اقترب منها.....
وكاد مشاري يمشي عنها ولكن شدّت على طرف بذلته
ورمشت إلى ان انسابت الدموع من عينيها: تكفى لا تروح...
مُراد شعر الامر سيطول
فسحب يدها من بذلة والدها ووقف كالحاجز بينها وبين مشاري
وهمس سريعًا: امش......يلا....
مشاري نظر إلى مراد ومراد فهم نظراته هز رأسه وكأنه يقول(بصير بخير)
نظر إليها وهي تحاول الوصول اليه ولكن طارق اتى من خلفها واحتضنها وهي تبكي .....وتكرر
: يييييييبه....
جورج أشار للحارس ان يعطيه نظارته فأعطاه إياها
وارتدها شعر انه سيبكي في أي لحظة....
لذلك حركّ كرسيه وتبعوه الحرس من خلفه
بينما ايلاف انهارت باكية
وطارق شدها إليه يحاول تهدئتها...مُراد ساعد طارق في مسك ايلاف ....للخروج من المطار فهي لفتت انظار الجميع اليهم ......ولكن ايلاف كانت تضع ثقلها كاملًا على جزئها السفلي لتبطئ من حركتهما....فتحدث بحنان
طارق: ايلاف خلينا نمشي.....كلها كم شهر وحنا رادين الكويت....
بينما ايلاف ضربته وحاولت التفلت منه ولكن طبّق مُراد على جسدها الضئيل
وهي تكرر: خلوني اروح ويا ابوي......خلوني.....
احتضنها بقوة مُراد من جانبها الأيمن .....وثبّت يديها بيديه بلطف...
طارق لم يرد على فعلته ولكن سكت يريد ان يصل الى السيارة ليهدّئها .....فانهيارها هذا اخافه...وجعل عقله يتوقف عن التفكير والتصرف....
وبعد ان وصلا فتح طارق الباب سريعًا وبخفة مُراد ادخلها الى السيارة مجبوره!
فدخل طارق واحتضنها اليه وهو يقول: اششش....ايلاف اهدي تكفين....هدي....
ايلاف استسلمت ما بين يديه وهي تشهق: ابي ابوي
مُراد بدأ بالقيادة
ثم قال: لازم نوديها المستشفى ...علمود يعطونها مهدأ
طارق بخوف عليها : انزين اسرع

ايلاف بدأت تهذي ، وتكرر تريد والدها بصرخة وأخرى بشهقة ...وهو يشد عليها.....ويحاول التخفيف عنها إلا انها تزداد بحركاتها العشوائية تريد الخروج من السيارة وتلحق بوالدها!

شعر هنا طارق ...بوجعها ......بخوفها....بنفورها من هذا البلد.......ازدرد ريقه....لم يعتاد ان يراها على هذا النحو....
احتضن رأسها إلى صدره
واغمض عينيه وبهدوء اخذ يرتّل آيات قرآنية من سورة البقرة.......شعر بالخجل من نفسه وهو يقرأ الآيات وهو هاجرها مُنذ سنوات طويلة! لا يدري اصلًا كيف تذكرها الآن!
شعر قلبه يرتجف ويتخبط بداخله ولكن استمر في الترتيل...
ثم طوّق جسدها......واخذ يرتل بصوت اعلى بعد ان شعر بمحاولتها بالنهوض من حضنه من جديد

بينما مراد شعر بالتأثر من ترتيل طارق بصوته الشجي.....ومن بكاء ابنت أخيه...شعر بالكره ....لحياتهم السوداء....ولباسهم الأسود.....والمتخفي خلف نواياهم العقيمة......شعر انّ جورج أخيه خسر كل شيء....خسر ابنته....حبه......ماله...صحته....� �سر كل شيء....ولا يستطيع استعادة جزء بسيط من هذه الأشياء حتى ابنته......فهي محبه لأبيها مشاري وتراه طوق نجاتها.........
حقًّا عليهم ان يحمونها من معرفة الحقائق وإلا ستنهدم
يجب ألا تعرف بالحقائق لكي لا يضيع حبها لأبيها مشاري في الريّاح المسممة!
زاد سرعته متجهًا للمستشفى ......وقلبه يخفق بقوة
.
.
.
.
تشعر بالاضطراب وعدم الأمان من تكرر صورتها وهي في المستشفى في بالها....تشعر بالخوف....من موجة قاتلة لقبلها
خائفة منها.....خائفة من ان ينكشف الستار وتخسر كل شيء.....الافضل الا ينكشف شيء....حتى لا تخسر زوجها ولا أبناؤها.....حتى ايلاف!
إن انكشف الامر ستكرهها ولن تظفر بها
سيلومها الجميع وأوّلهم هي
سيقتلونها بالعتاب والعقاب.....سيدمون جراحاتها التي تعبت وهي تداويها......سينقلب على رأسها كل شيء....لذلك هي تتمنّى موتها ليعم السلام .....ويبقى ما في الذاكرة كذكرى ....قابلة للنسيان....
لن تنكر.....انها احبتها حينما وضعوها على صدرها بعد ان انجبتها على صخرة القساوة من الحياة.....
لن تنكر انها اشتاقت لها فترة مطوّلة حينما اعطتها لجورج....وبكت الف مرة حينما يدر صدرها بالحليب ليذكرّها بها....
لن تنكر انها بقيت لفترة تشتم رائحة ملابسها الصغيرة وتجن لتحتضنها الجدران....
لن تنكر ولن تنسى محاولاتها في نسيانها للأبد
حتى بها استبدلت حبها وعذاب اشتياقها لها
بالكره وتمني الموت!
قسّت قلبها .....بعد ان تذكّر نفسها بأنها ابنت ابيها
جورج الذي خدعها....وجعلها تغرق في أمواج خداع حبه الشقي....
كرهتها ...وتمنّت موتها لتعيش...فهي ترى الأمر انها مظلومة ......
انظلمت بسبب سذاجتها ......وتفكيرها آنذاك....
وايلاف ما هي الا ثمرة لهذه السذاجة!
لا تريد من هذه الثمرة النضوج اكثر.....لا تريد ان تتعفّن يومًا وتنتشر رائحتها لجلب العقاب.....
لن تتنازل عن تمني الموت لها.....ولن تتنازل من حماية نفسها من ذكريات الماضي.....
قررت هذه الفترة السفر....والابتعاد ...مع زوجها....اخبرته انها متعبة ....وتريد ان تخرج في رحلة سفر للاستجمام.....
ولم يرفض لها امرًا حجز لهما تذاكر
للسفر للمالديف لمدة أسبوعين
تريد ان تبتعد عن حصة واجوائها الكئيبة
تريد الا تستمع لها لكي لا تخضع لها بمشاعر امومة قتلتها منذ سنين بداخلها
استيقظت من موج افكارها على صوت زوجها وهو يقول: دلال حياتي تأخرتي يلا...عاد ....خلينا نطلع ....
دلال أغلقت سحاب الجاكيت على جسدها ثم سحبت حقيبتها: كاني يايه ....
ثم هربت من أفكار كادت ان تتمكن منها ولكن قتلتها بكره شديد!
.
.
.
.
.



أصبحت كالجسد بِلا روح...هذه الايّام التي تمر بها حزينة وجدًا
كل شيء انكشف امام عينيها ببرود
كل شيء اخذ يدق قلبها وذاكرتها وكأنّه امر طبيعي معتادة عليه
هي اعتادت على كل الأشياء إلا الخذلان
شعرت بالكره للجميع
امير وديانا ويوسف
الكل
....تشعر بالإحباط من حياتها...كلما قالت الأمور بدأت تتسهل ...بل بالعكس تتصعب عليها....هي قادرة على تقبل كل شي ولكن من ...الصعب عليها ان تتقبل خذلانها من الجميع حتى تحت مسمّى الحماية
ومسمى الحُب!

تلوم يوسف وبشدّة كيف اقتنع بحديثهما؟ كيف تخلّى عنها بكل بساطة ....لماذا لم يُعطي نفسه مجالًا لاستيعاب الأمور
لماذا لم يتمهّل؟
هل اوجعته الخيانة ، هل اماتت قلبه لهذه الدرجة؟
ماذا فعلت به ديانا؟
الخيانة من شخص تعزّه وتحبه من أعماق أعماق قلبك
ستكون موجعة وعواقبها لم تتمناها يومًا!
هل اوجعت ديانا قلبك يا يوسف؟
هل كان حُبك لها صادقًا؟
يوسف تركها لكي لا يتذكر خيانة زوجته
وديانا اخذتها منه بحجة حبها لها
وهي عاشت في مسافات انانيتهما
من مشاعرهما التي طوّقت عنقها بعنف
وتدخّل أمير في حياتها .....وشعوره بالخوف عليها.....وتعامله معها وكأنها ابنته........وحبه ....كانت تشعر بحبه ....ولكن لم يكمل صورته الحسنة التي لا تستطع ان تعترف بها يومًا
هدم كيان هذه الصورة حينما ادركت كذبه عليها
وهو يكرر
يوسف لا يريدك
هو من زرع كرهها ليوسف
وهو من ساعد ديانا في العصيان!
لا تغفر لهذا ولا هذاك
لا تستطيع ان تغفر لهم
اما ذنب ديانا بالنسبة اليها عظيم....لم تضحّي بها بل ضحّت بيوسف.....لا تدري لماذا.....ربما بسبب حبها الجنوني لأمير....فهي لن تنسى انها ضحّت بها لتقضي شهر عسلها معه...ولكن عادت لها من جديد....ولكن يوسف ....لم يفعل شيء ...لم يبادر ليشعرها بأبوّته!
لماذا؟
هل بسبب تلك التحاليل وزيفها؟
جنّت هزت رأسها
لا تعرف كيف تهدّأ عقلها وتوقفه عن التفكير.....بالكاد درجة حرارتها انخفضت .......بالكاد أنفاسها انتظمت...
ولكن رجفتها لم تزول.....وعقلها لم يتوقف ابدًا عن التفكير....
تنظر للنور البسيط الذي يتسلل الغرفة من تحت الباب......تحدّق به......وتتمنى لو يُنير جانبًا من حياتها ولو بشكل البسيط......
استلقت على ظهرها....تذكرت أمور كثيرة ...منها....ابنتها....واحتضانها لساقيها...شعرت برعشة تتسلل لأطراف جسدها....ورجفة شفتيها؟
تساءلت كيف استطاعوا ابعادها عنها؟
كيف فكروا هكذا؟
وضعت يداها على بطنها واخذت تتحسس
تشعر بها الآن ...تمكث بداخلها....تتحرك بعشوائية.....سندرا كانت كثيرة الحركة في بطن والدتها ....وهذا الامر كان يؤنس وحشة نور ....ولكن لم تُظهر لهم ذلك...دومًا ما تظهر لهم كرهها لها.....
هل هي السبب في ابعاد ابنتها عنها؟
شدّت على بطنها.....تذكرت حينما شعرت بالمخاض....شعرت بتقطّع جسدها....وتسارع أنفاسها....شعرت بعدم قدرتها على الاستلقاء والجلوس وحتى الوقوف!
تمنّت الموت.....بكت بصوت عالٍ تستنجد للخلاص من المها.....تذكرت وجه والدتها ...وخوفها عليها...تذكرت صرختها...ثم اغمائها....وبعدها جلوسها.....متعبة ...
تذكرت حينما اخبروها انّ الطفلة توفيت !
لم تبكي بجانبهما.....بكت في ظلمة تُشابه ظلمتها الآن...بكت ......وكرهت ابنتها التي لم تبقى معها....بكت......وكرهت حبها الذي جعلها تعتصر المًا جسديًّا ومعنويًّا......
بكت ......بلا صوت.....وبعنين تحدقان بالسقف
تتساءل من هو المسؤول الأول عن حالتها ؟
اسالة تطرق رأسها
واجوبتها في ظلام دامس لا تريده حقيقةً
تنهدّت .....وحينما سمعت طرق حذاء احدهم
اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم
انفتح الباب.....كانت الساعة تشير الى الثانية عشر من منتصف اليل ....
اقترب منها ......نظر لوجهها لبقايا دموعها......لتنهدها اثر البكاء الطويل......هزّ رأسه بأسى وانحنى
ليضع يده اليسرى على جبينها
شعر انّ حرارتها انخفضت .....
جلس على طرف السرير
تحدث كالهمس: ما بتستاهلي كل شي عم يصير إلك يا نور......والله ما تستاهلي.....
ثم نهض.....وهي سمعته ......وسمعت تنهيداته....هذا الرجل....الرجل المنقذ بالنسبة لها...ولكن اوجعها حينما سلّم جوازها لأمير.....ولكن تشكره من داخلها آلافا من المرات على قبوله في طلبها حينما طلبته في ابعادها عن الجميع....
اغلق الباب
وفتحت عيناها .....حدّقت للنافذة ......ثم جلست على طرف السرير ....ِوتدلت رجلاها ...لتضرب اطراف قدمها بهدوء على الأرض الباردة......حدّقت بلا ملل...تريد شيئًا ....يخفف من وطء ما حدث لها...تريد ان تشعر بالراحة قليلًا.....تريد الهروب....من جسدها...لا من الأرض ....لا من المكان!
فهي تجزم ما إن تهرب سيلاقيها أمير....والجميع...لذلك لن تتعب نفسها.....لن تهرب ولكن ستهرب بعقلها نهضت
واقتربت من النافذة ......النافذة التي تطل على الحقل الخلفي من المنزل....النافذة التي لا تمتلك اسوار حديدية محكّمة.....فكرت....
ثم
.
.
طرق الباب بشكل خفيف.....التفتت هنا....
.
.
بينما في صالة المنزل أتت صوفيا لتفتح الباب ولكن أشار لها ماكس
(مترجم): صوفيا اذهبي ونامي...انا سأفتح الباب...

هزت رأسها ....حقيقةً تشعر بالتعب ...بعد الجهد الذي بذلته في مساعدة نور في الاستحمام...واللبس...والاكل ومراقبة حرارتها....تشعر انها فقدت طاقتها ما بين طبخ ورعايتها.....وتنظيف المنزل....لذلك دخلت الغرفة المخصصة لها وأقفلت عليها الباب....
بينما ماكس...توجّه لناحية الباب......ظن ان احد الحرس الخاصين بأمير أتوا لجلب الطعام الذي طلبه منهم .......ولكن لا....فتح الباب
وصعق
تحدث بصوت تسرب لمسامع نور الذي هبط صدرها بخوف: أميييييير؟
أمير دخل واغلق الباب ثم أشار لماكس
ليتبعه
ولكن ماكس خشي من ان تصحى نور وتحدث ضجة
فقال: أمير دخيل الله ......روح من هون لا تجلس نور....وتوجعك بالحكي..وتوجع نفسها....
أمير نظر لماكس لحيرته وارتباكه
: ابي اشوفها ئلبي....حاسس انها تعبانه كتير....عجزت انام يا ماكس.....بدي شوف بنتي

أغلقت عينيها هنا وسقطت دموع ثقيلة على خديها على كلمة
(بنتي)
تعلم أمير يحبها...يعزها ....يعتبرها مثل ابنته.....تحمل كلماتها القاسية في ذلك الوقت .......تحمل كلماتها البذيئة ......وتصرفاتها المتهورة والطائشة....كان دومًا ما يسحبها من أيادي والدتها حينما تضربها....يطبطب عليها بعد ان يقسي عليها.......يعتذر لها بتصرفات ابويّة حاولت تُظهر انها تكرهها.....
تنفست بصوت مسموع.....تشعر بالخوف.....تشعر بالاضطراب.....

سمعت ماكس: هيّا نايمة.......وبخير...
أمير تقدم وهو يقول: خليني اشوفها...

نور تداركت الامر ركضت لناحية السرير ......استلقت عليه ...وتظاهرت بالنوم من جديد.....

ماكس شعر بأمير...شعر بحزنه....وبضيقة ...اشار له على غرفتها.....مسح هنا امير دموعه ومشى بهدوء.....وتبعه ماكس.......
وضع امير يده على مقبص الباب
وشدّت نور على قبضة يديها وعينيها ....تحاول ان تسيطر على تسارع نبضات قلبها الهائج بخوف.....وتنفسها المتسارع بحيرة الأمر!

تسلل النور الى الغرفة وترك الباب امير مفتوحًا .....دخل .....وماكس تبعه واشعل الانارة الخافتة ليمكن أمير من رؤيتها....
مشى امير وعينيه على الجسد المستلقي على السرير بلا حول ولا قوة
بينما هي كانت تشعر به يقترب....تشعر به....تريد ان يقترب اكثر...يحتضنها...يخفف عنها ....ولو بشيء قليل...ولو كان هو سبب اوجاعها....هي اعتادت على ان تحتضن مسببي اوجاعها ...تقسم انها اعتادت.....تريد ان يقترب...ليلملم شتاتها....لتشتم رائحة ابوّته .....تريده ...هي بحاجة اليه .....بحاجة الى حضنه.....
شعرت بجلوسه على طرف السرير

ماكس تقدم .....ونظر الى سكون الغرفة ...
بينما امير....رفع يده ...بتردد كبير.....مررها على شعرها المبعثر على الوسادة......بهدوء

نور كتمت أنفاسها قليلًا
تحدث امير كالهمس: سامحيني......

تسللت رجفة الى جسدها......شعرت بانكساره ...وبنبرة بكاؤه....شعرت بحزنه.....وبوجعه ولكن اوجاعها مضاعفة منه ومن الجميع!

شعرت انه يقترب منها اكثر
ويسحب كف يدها اليمنى ويقبلها.....
ليكمل: كنا بنظن باللي ساويناه راح نحميك يا نور.....راح نخليك تعيشي بسعادة لكن ظنونا .....وصلتنا لهون!
قبّل اصبعا الابهام ثم السبابة ....وشعرت برطوبة على باطن كفها...وادركت هنا انّ هذه دموعه....
ماكس تكتف وازدرد ريقه وشتت ناظريه عنه حينما رأى امير يبكي.....
وهو يقول: والله لم اكرهك في يوسف.....لأني كنت خايف تروحي مني...مو بس عشان امّك بدها ياكي...لا انا ما بئدر اتخلّى عنكي يا بنتي...
قبّل اصبعها البنصر ثم شهق بصوت واطي: بس ما انكر انني أناني.....
ترك يدها....وشعرت انها ستنهض وتنهار في احضانه باكية ....
ولكن لم يترك لها مجالًا......ابدًا......شعرت انه ينحني ليصل لمستوى جسدها على الفراش...واهداها قبلة اعتذار......على جبينها وما بين عينيها........
ثم همس من جديد: سامحيني....
ثم سمعت طرق نعليه وهو يبتعد عنها ويخرج.......
شعرت بإطفاء الإنارة ...ليعم الظلام من جديد....
فتحت عيناها ......وضعت يداها على فمها كممت فمها لتبكي .....بجنون....ذرفت دموع كثيرة....رجف جسدها.....وقلبها في الآن نفسه...نهضت ...وكادت تتعثر ولكن تمسكت بالجدار واسندت رأسها عليه
وسمعت
: يوسف ....ابوها لنور...راح يجي بكرا لهون.......
ماكس بفجعة: شوووووووو؟

نور ضاقت أنفاسها.....لم تتخيّل ان ترى والدها بعد كل هذه الاعترافات .....هي على غير استعداد.....هي الآن ميّته كيف تراه.....كيف؟...هل ستسامحه....هل ستخضع له حينما يقول لها سنعود للبلاد
هزت رأسها بلا.....
وسمعت أمير: عمها لنور...أجاني اليوم...وحكيتوا عن كل شي...وئلت إلوا انا خسرت نور....وخايف اخسرها بشكل أبدي...فلازم يوسف يجي....ووقف الأمور لهون ...ئبل ما تسيء
ماكس : لالا امير.....نور هلأ ما بتتحمل صدمة جديدة....شو تشوف بيّا ما بيّا.....والله راح تموتوها للبنت....أمير...
ربت أمير على كتف ماكس : مهمتك تخبرها...وراح كون هون الصباح......تصبح على خير....
ثم خرج
وسمعت اغلاق الباب....وتنهد امير وتأففه بخوف من الامر....
لم تتحمل الامر بكت بصوت عالٍ ثم خرجت من الغرفة ...وركضت لناحية الباب تحت انظار ماكس المصدوم تبعها ولكن توقف حينما....توقفت واسندت جبينها على الباب وبكت ...وهي ترتجف......وهي تشد على قلبها .......وتجثل على ركبتيها ببطء.....لم يفهم ..هل سمعت كل شيء؟
هل كانت.....قاطع ظنونه واقترب منها........وضع يديه على كتفيها....
تريد أمير.....لا تريد يوسف.....لا تريد ان تسامحهما...ولكن لا تريد ان تخسر أمير
لا تريد ان يتنازل عنها كما فعل يوسف
لا تريد أن يقدمها له بسهولة.....
هي لا تريدهما....لا تريد ولكن
لا تدري لا تدري صرخت ...بقوة ......حتى صوفيا خرجت تنظر اليهما برعب....
ماكس خشي عليها هنا....هزها
: نورر؟
صرخت من جديد وكأنها تخبره .......كيف وضعها امير في هذا الموقف
كيف يقدمها ليوسف؟ كيف؟
التفتت على ماكس وحضنته بقوة
حتى صوفيا ظنّت انها تلقّت خبر موت احد اقرباؤها وبكت هي الأخرى بدموع
ماكس لم يستطع ان يبقى بلا تأثر .....لم يستطع ان يخبأ حزنه عليها بكى بدموع...وشدها اليه ...يعلم انها عانت ....عانت كثيرًا .....يعلم انها انجبرت على معيشة لا تطيقها....ويعلم انها تجرعت آلامًا لا تستحقها ولكن ماذا يفعل؟

نور
هي خائفة....من ان تبتعد عن أحضان امير الذي تكرهه.....وعن والدتها التي دفنت بعيدًا عنها....لا تريد رؤية يوسف....لا تريد ان يأخذها لأرض لفظتها من باطنها بكره....لا تريد ان تعود لوطن لا تعرف عنه شيء سوى انه طردها عنه بقساوة....لا تريد ان تعود .....لغربة جديدة!
إلى هنا يكفي
لا تريد هذا العذاب....
انهضها ماكس
وهي ما زالت متشبثة به...تشعر انه نجاتها.....تشعر انه من بعد الآن ارضها وموطنها الذي تستطيع العيش بداخله........وإن فرضت نفسها عليه....ما يهمها الآن هو شعورها.....بكت وشدّت على رقبته .....بكت وهي ترتجف....
اغمضت عينيها.....همست في اذنه
بوجع وخوف
ورجاء من قبوله لطلبها
شهقت وهي تقول له: تتزوّجني؟!




انتهى






اتمنى للجميع قراءة ممتعة


تحياتي محبتكم
شتات الكون



حابة انوّه على شغله مهمة


في غلط سقط مني سهوا
ذكرته ببارت 27

اسم حصة
ام ناصر
الاسم لها الاساس
منيرة
ما نتبهت إلا لم نبهتني

غاليتي اafnan20
فاعتذر على الخطأ





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.