آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          567 - قانون التجاذب - بيني جوردان - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree47Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-20, 12:35 AM   #61

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





البارت التاسع والعشرون
.




اكرر اعتذر على الاخطاء الاملائية إن وجدت

.
.
.
.
.
.




.
.
.
.
.

أين طوق نجاتها من هذا اللقاء، أين خلاصها من هفوات الخوف؟ اين تجد الأمن والأمان ليخلصاها من هذه الحروب النفسية والجسدية، لا تريد غربة جديدة لا تريد رؤية أُنّاس
.
.
جدد شدّت عليه بيديها بعد أن ترجته مرة أخرى :تتزوجني؟
.
.

لم يجيبها في المرة الأولى بسبب صدمته، وتسارع الدم في مشيه ليضغط على دماغه بقوة!
شعر بالمسؤولية كونها تثق به لتطلبه أمر كهذا كما انه شعر بالخوف من نفسه حقيقةً
ازدرد ريقه وارتخت يداه من الشّد عليها ولكن حينما شدّت عليه وكررت سؤالها ابعدها عنه بلطف لا يريد ان ينهزم أمام رجاؤها هذا!
ثم نظر لوجهها رآها
منهزمة، مكسورة، لا حيلة لها، والشيء المخيف انها صادقة في طلبها ، والشيء المرعب نظرات رجاؤها للتو هو خارج من انكسار عظيم من خطيبته السابقة اليكسا بسبب ما يحصل ويدور لهم والآن نور تطلب منه الكثير لتعصف به الذكريات للوراء مع اليكسا
حقيقةً هو مجروح لعدم صبر اليكسا عليه.
.....
كما أنه خائف بأن يقوم بمعالجة جرحه بطريقة مدمرة تزيد من التهاباته المؤذية تحدث وهو يهمس ليقاوم كل عواصف الشفقة والخضوع من اجل التخفيف عنها حاول التحدث معها
بالعقل :نور.....هدي هلأ وخبريني شوفيكي؟.....شو صار حتى جنّي هيك؟

حاولت التحدث والشرح له ، حاولت ان تخبره انها ضائعة تشعر بالضياع والغرق اكثر في هذه الحياة تريد ان تشرح له انها على غير استعداد تام لرؤية يوسف، لرؤية ذلك الرجل الذي هدم بداخلها الكثير، هدم الامن والأمان، واستقرار
الأماني والعقائد بداخلها!
تريد ان تُفهمه انها انسانة مجرّدة من الراحة، عاصية كثيًرا وغير قادرة على ربط الأمور واعادة ترتيبها من جديد حركة شفتيها كمحاولة في الشرح انها حقا غير راضية على ما عاشته ، غير مقتنعة بما فعلته، غير قادرة على الشّد على زمام الأمور

شهقت لتبرهن لنفسها انها خسرت كل شيء
ديانا ،امير... الذي سيقدمها كقربان مّيت ليوسف ..ابنتها ....دينها ...خسرت كل شيء وهي غير قادرة على استعادة كل الأشياء لأنها غير قادرة ع التسامح وتقبل الأمر!!!
.
.
.
.


ضربت على فخذيها حتى عضلة لسانها خّيبت ظنونها لم تستطع نطق الحروف لم تستطع ايصال الجمل شفق عليها ماكس وحن قلبه....وخانته دموعه شد على كف يديها وانهضها بلطف ومشى بها إلى محاذاة الكنبة ثم قربها منها واجلسها عليها!
نور حاولت السكون ، حاولت السيطرة على نفسها ولكن بلا جدوى تشعر انها استغلت طاقتها بما فيه الكفاية حتى بها الآن

نفذت ولا توجد اي طاقة تستمد بها قوتها تحدثت بثقل: زواجي منك بوقف الكل من انه يقرر بدالي.....بوقف امير من انه يرخصني ليوسف...وبوقف يوسف من انه ياخذني للسعودية!

صدم لتفكيرها، لن ينكر انها صادقة في هذا الأمر ولكن هي ستعالج لأمر على منحنى خاطئ لذلك اقترب منها تحدث

بهدوء: نور .....تئدري ترفضي اي قرار ما يعجبك....اي قرار انتي ما بدّك ياه بدون اي زواج

نظرت اليه بعينين محمرتين بينما صوفيا دخلت غرفتها منذ ان جلست نور على الكنبة تحدثت: عارفة انك تحب
اليكسا...بس يكون زواج شكلي انا..ماقققصصد

قاطعها وهو يشد ع كفيها: انا واليكسا انفصلنا.....وعارف بدك يانا نزوج بس مشان انه ماحدا يدخل فيكي... صدقيني نور لو ساوينا هالشي راح تندمي....الأنه قرارك هاد بوقت
قاطعته وهي تنهض وتمسح دموعها بيدين مرتجفتين: خلص وصل جوابك انت ما تبيني.....وما تبيني اثقل عليك حقيقي انا صايرة ام مصايب...

ماكس تنرفز من حديثها نهض هو الآخر :نوررر انا ما قصد
قاطعته وهي تهز رأسها وتشير اليه: خلاص خلاص.....



ثم سكتت بللت شفتيها وسريعا ما تذكرت ايلاف تذكرت اخر لقاء تذكرت اخر حوار بينهم تذكرت وعودها بالتغير شعرت انها بحاجه قصوى الى ايلاف كما أّن ايلاف في الواقع بحاجه لها

ابتعدت عن ماكس وعادت لغرفتها تحت انظاره الحائرة عادت للظلام، للخوف، للجنون...ستُجبر على امر هي لا تطيقه ستجبر ع فعل لم تفكر يومًا ستخوضه
....قدوم يوسف لن ينتهي لهنا....وتعلم انه سيحاول من استعادتها الى موطنها الأصلي ولكن حقا لا تريد ان تعود للنقطة نفسها
شتات جديد......غربة جديدة...ولكن بجسد وروح ممتلئتين بجروح ثائرة....لا تريد يوسف....وتريد امير عن بعد!


كيف تحقق هذه المعادلة كيف؟

نظرت للسقف لوهلة سقطت دمعه منها نطقت بضعف ورجفة جسدها : يا رب

خجله من ان تدعو الله، خائفة ...تشعر انها تغرق ....ولا تعرف كيف تنجو من هذا الغرق المخيف
وكلما حاولت ان تدعو الله تشعر تتلعثم وكأنها نست كيف تدعوه!!
وكيف ترجوه؟
وكيف تعود اليه؟؟؟؟

بكت اكثر وهي تجثل على ركبتيها وتكرر بعجزها وضعفها الواضح: يا رب
.
.
.

شعرت بالضّيق
.
.
.

ضيق روحها على جسدها ضيق جهلها بالدين، ضيق نفسُها ...وضيق المكان من حولها

بكت حائرة لا تعرف موازنة الأمور هل تخضع وترى يوسف وتخضع لما يَعقب هذا اللقاء هل تخضع لكل الأشياء السيئة!

بقيت تفكر بطريقة أخرى وعجز آخر وتذبذب عظيم ينزرع وينبت وينمو بداخلها بِلا حدود...يتشعّب بجذوره ليطغى عليها ...ويخنقها!
.
.

بمن تثق؟
.
.

لا احد هي الآن تثق بماكس فقط لا تثق بغيره ولكن تشعر انه خذلها...وتشعر انّها اثقلت عليه كثيرًا
وهو غير ملزوم بهذه الحمول التي وضعتها على أكتافه...
.
.
.
الى من تعود؟
.
.
.
هل تعود للضلال، لمسببي جراحاتها هل تعود لضيق الأماكن وتنفسها!
هل تعود لبهاء الدين وتطلبه ان يتزوجها من جديد؟

نفضت هذه الأفكار من رأسها ونهضت لتدور حول نفسها، واخذت تفكر كيف تنجو من هذا اللقاء الذي لطالما حلمت به وهي صغيرة ، ومراهقة، وشابة الى ان كرهوها فيه!

الوضع اختلف كليّا الآن
لا تتخيل ان تقف امام يوسف، لا تتخيل ان تنظر لعينيه
هو لن يتحمل النظر اليها وهي لن تتحمل أيضا تجزم بذلك

دخلت الخلاء اغسلت وجهها عدّت مرات

تحدثت بصوت مسموع: الانهيار يا نور ما بسوي لك شي....اهدي وفكري....حاولي تسددين رمياتك للي اوجعوك يكفي وجعتي نفسك سنين.....

اخذت بعدها نفس عميق بشكل متكرر ، تشعر انها دخلت في مراحل الانفصام المتطوّر!

تارة تبكي وتارة تنهزم واخرى تنهار حتى ماكس الذي وقف معها ملاّ منها هي تشعر هكذا خاصة بعد حديثه معها قبل دقائق

عليها ان تنقذ نفسها من هذه المتاهات بنفسها ....عليها ان توفي بالوعود الذي عقدتها بين نفسها......خرجت من الخلاء وسقطت انظارها على ماكس الواقف والذي يحدق بها تجاهلته لن يساعدها في الشيء الذي تريده ولن تذل عمرها له، تشعر الآن عادت للواعي قليلا

تحدث :نور

اشارت له: انسى اللي قلته بليز.....وروح نام


حاول التحدث معها نصحها ، وايقاظها من لو وافق على ما طلبته ستجني ثمار ندمها بالأخير قرارها هذا اُتخذ وهي في حالة طيش وغضب وليس رغبة ومحبة لذلك إن فعل يشعر انه سيكون أنانيًّا مثل البقيّة عليه أن يفهمها الأمر ولكن


كررت: بلييييز ماكس....قو....


حينما تحدثت بالإنجليزية بحاجبين غاضبين فهم انها غير متاحة للحديث ولذلك لم يحبذ ان يضغط عليها خرج فورًا من الغرفة واغلق الباب وهي استلقت على السرير ولم تستطع النوم

غدا سترى الرجل الذي يرى في عينيها جمال لا يراه سواه ويرى في وجنتيها خجل يحب ان يقبله بدفء ابوّته
غدا سترى من غرس بداخلها القوة والصلابة وعلّمها العقيدة والسلام

غدا ستريه عكس كل هذا، غدا ستعاتبه، ستصرخ وتنشق كارهته لا تدري ماذا ستقول له وكيف ستكون ردت فعلها للقاءة ولكن لن تخضع لا له ولا لأمير بقيت تفكر كثيرا ولم تنم!

اتى الفجر ومرت الساعات لتشرق الشمس وهي تفكر حتى انها فكرت بسندرا

بمصيرها ، بكرهها لها وايقنت انها لا تكرهها ولكن تكره الطريقة التي ابعدوها عنها ولكي تصلح الأمور عليها ان تستعيد ابنتها الى احضانها أيضا!!

عليها ان تتقبلها لتساعدها على تخطي هذه الأوجاع
عليها ان تخضع للأمومة وإلّا ستندم!

فكرت كثيرا بما فعلته والدتها ديانا لم تتخلى عنها بل شدّت على يدها لتبقى معها بينما يوسف هو من تخلّى

لا تريد تشبه احدهما ولكن قطع تفكيرها صوت طرق الباب ثم دخول صوفيا تدعوها للإفطار عقدت حاجبيها نظرت للساعه وكانت تشير الى الثامنة والنصف صُعقت من مرور الوقت

شعرت بالراحة وهي تفكر وتخطط وتقرر من جديد بهدوء شعرت بقدرتها من جديد على كبح مشاعرها الملخبطة لوهلة فقد من اجل ألّا تجبر على الخضوع ليوسف او لأمير.




خرجت من الغرفة نظر اليها ماكس وعلم انها لم تنم فحين استيقاظه لصلاة الفجر سمع صوت بكاؤها فهي بكت ووبخّت ذاتها واستعادتها من جديد وخططت كثيرا لتعديل حالها توجهت للباب لتخرج ونهض سريعا: وين؟



نور بحشرجة وإرهاق: بروح لأمير

ماكس صعق: هو راح يجي هلأ

نور بللشت شفتيها وبتساؤل: وجولي وسندرا معه؟

ماكس باستغراب: ما بعرف...

نور بصيغة امر : اتصل وقول لهم يجيبهم

ماكس ذهل من امرها ولكن هز راسه بينما هي ذهبت لتجلس ع الكنبة واخذت نفس عميق لابد ان تقوي نفسها الابد ان تتقبل جميع الأشياء بحدود هي مجبورة على ذلك!

ازدردت ريقها ثم نهضت من جديد بتوتر للذهاب للخلاء بينما ماكس حدّث امير واخبره بما قالته نور وفي الحقيقة امير وجولي وسندرا كانوا في السيارة امير فَجعت قلبه سندرا من شدّت بكاؤها ورجاؤها لرؤية نور لذلك جلبها هي

وجولي متمنيًا نور تتقبلها يعلم انها الآن تفسر افعاله كقساوة عليها وخاصة بعد ان حدثها ماكس عن يوسف ربما ستظن انه لا يريدها بعد الآن ولكن نور يجب ان تتقبل كل شي حتى

وان كان في دفعة واحدة فتجزأت الأمور مع شخصية نور يصعّب الامر أكثر ممن يسهل!
.
.
.
.



نصف ساعه وانطرق الباب بينما ماكس كان ع طاولة الإفطار لم يأكل شيء فقط كان ينظر للطعام بذهن شارد

ونور عادت تنتظر على الكنبة وتنظر للفراغ حينما سمعت طرق الباب نهض ماكس ولكن اشارت له بأن يجلس في محلّه

هو خائف من تغلّب مزاجها وتغيّره اقتربت من الباب فتحته كانت سندرا ممسكة بيد جولي ما إن رأت نور فلتتها واحتضنت ساقي نور
نور اغمضت عينيها هنا
وامير وجولي يحدّقان بها ومراد الذي قاد سيارة امير لجلبهم واقفا خلف امير شهد هذا المنظر الذي لم يتوقعوه حتى ماكس نهض وازدرد ريقه ظنوا انها ستركلها أو ستبعدها عنها
بعنف ولكن نور اثبتت لهم انها ما زالت لديها احاسيس ومشاعر
ما زالت تحتفظ ببقايا عقلها!
جثلت ع ركبتيها نظرت لعينين ابنتها المتغايرتين ، ستتغير من اجل ان ترى حياتها من جانب آخر هي حزينة وكئيبة ولكن لم تمنع مشاعر الأمومة التي نبضت بداخلها منذ ان فكرت بها اليوم بشكل مطوّل وتفصيلي
هناك شيء يخبرها أن تحتضن هذه الطفلة وإلا ستكون من الخاسرين !
.
.

سترى يوسف لا تدري ماذا تفعل ولا تعلم كيف ستكون الخسائر ولكن جلّا ما تعرفه انها تريد ان تعطي هذه الصغيرة جزءا مما فقدته هي ابتسمت في وجهها وعينيها مترقرقتين بالدموع احتضنتها

وجولي هنا شعرت بالخوف...اذا تقبلتها....ستحتضنها للأبد وستخسر طفلتها هي الأخرى

امير لن يلوم نور على تغلب مزاجها وردّات فعلها الغير طبيعية فهم لم يقصرّوا حقًّا في جعلها هكذا
ولكن لا ينكر امرها اقلقه

مراد فهم حينما تتغير نور بشكل سريع هيا تنوي على فعل يوقع بهم في الفخ

!
سندرا احتضنتها وهي تكرر :
ماما ماما

نور حاولت الصمود وعدم البكاء ولكن عجزت بكت وهي تشد على سندرا بقوة ...وتشم رائحتها وهي مغمضة لعينيها تشعر بنبضات قلبها تُسمع للجميع تشعر بشعور الأمومة يتدفق من أعماق ...أعماق قلبها...تشعر انها وُلدت من اجل هذه اللحظة بكت ومسحت ع شعر ابنتها وهي تكرر : يا عيون ماما....



ماكس نظر لأمير الذي يزدرد ريقه ولأخته التي اختطف لونها ولمراد الذي يحاول ان يشتت نظره عنهم

نور صابتها رجفه ولكن تعلق سندرا برقبتها جعلها تنحني اكثر على ابنتها ...قوّت نفسها بالنهوض وحملت سندرا ثم جلست على الكنبة وسندرا وضعت راسها على صدر نور


. الجميع في حالة صدمة في حالة ذهول وخوف من نور خوف على نور من نفسها وعلى سندرا من نور!
تحدثت نور وهي تنظر لأمير: متى بيجي يوسف
امير ببهوت : في الطريق

نور وقع قلبها في منتصف ساقيها شعرت بالخدر في جسدها بعد ذلك ولكن شدّت بيديها على يدي ابنتها الصغيرة التي غمرتها السعادة من احتضان والدتها لها ....انحنت نور لمستوى ابنتها وهي تنوي بيوسف حربا ولكن بنوعها الفريد

تحدثت نور وهي تحاول ان تسيطر ع رجفاتها: تلعبي معي؟

صعقوا كلّا من جولي وماكس وحتى امير بينما مراد خرج سريعا ليشدد الحراسة ع المنزل خوفا من ان تباغتهم بهروب جديد او جنون آخر

. هزت سندرا لها موافقة فلم تمنع نور نفسها من ان تجرب حضن ابنتها وحملها ع لىيديها بهدوء شعرت انها تملك الدنيا بما فيها، شعرت بعذوبة مشاعر الأمومة التي تتهرب منها وتهرب اليها باحثة عنها في احضان الغرباء!

شعرت انها ستبكي ، ستنهار متنازلة عن كل شيء ولكن طبطبت على ظهر الصغيرة بخفه وهي تهمس وتجبر نفسها على الإبتسامة: يلا....


ثم دخلت بها الغرفة وهنا جولي تحدثت بذعر: نور...


شعر بها اخيها وبخوفها ومن جنون ما تفكر به اتى بالقرب منها امسك يديها بينما امير تبع نور سريعا خشي من ان تؤذي الطفلة يشعر انها غريبة وتنوي على قدوم امر يستفز قلوبهم انتقاما

فتح الباب على مصرعيه بقوة وهو يتنفس بعمق نظر الى نور وهي تحتضن ابنتها وتهز برجليها وكأن سندرا طفلة رضيعة نظرت اليه نور تمعّنت في وجهه قرأت تعابير الخوف والتوتر قبلت سندرا من جبينها وسقطت دموعها على خديها :ما راح أأذيها.....

ذهل وهي تقول : بنتي قولي له شنو نسوي؟

سندرا نظرت لأمير ببراءة ثم اردفت بصعوبة نطق الأحرف عليها: نلعب ام وبنتها...هي ماما وانا النونو....



امير ارتجفت يداه تلعب دور الأمومة وتتخيل سندرا انها طفلة ذات اشهر من عمرها شعر بوجع قلبه، شعر بخيانته لنفسه قبل كل شيء ، شعر بالاضطراب والخوف ع نور ، هي ليست بخير نظراتها لابنتها مخيفة بها لمعة حزن وفراق!



بها شوق واشتياق


لم تكن هكذا هذه ليست نور كيف استبدلت على هيأة الضعف والسكون والعواصف في آن واحد حدّق بها كيف تحضن ابنتها تشتم رائحتها وكأنها تودعها !


وكأنها تريد ان تشبع ذاتها من معاني الأمومة ارتعش جسده ماذا ستفعلين يا نور ما الذي تخططين له؟
.
.
.
.
.


قبل ما يقارب الواحد والعشرون ساعة....القلوب تهتف بذكر الله لا يعرف كيف يصف شعوره.... حديث ابا سيف معه ...اخافه....فهم انهم استبدلوا نور بنورة...فهم انها الآن تعيش في تذبذب ابا خالد اوصى ابا سيف بأن يخبره كل شيء...ويقرر بعدها هل يمضي في رحلة السفر هذا أم لا؟ ولكن (ابا ناصر)يوسف اصّر عليه.....ولكن اخبره ابا سيف عليه ان يتحلى بالصبر....وعليه ان يكون اكثر اتزانا وهدوء مهما كانت ّ ردت فعلها.....واخذ يضطرب قلبه.....هل يقصدون انّ نورة تحّولت الى وحش مخيف ...لكي ينصحوه بهذه الغلاظة والشّدة؟...عليه ان يذهب ويتأكد من نفسه؟


اغلق سحاب الحقيبة...آلمه قلبه ...لقد سقطت عينيه على زوجته وهي تنظر له بألم.... ظلم هذه المرأة كثيرا...احزن فؤادها حينما تزّوج عليها...اهملها....وتعامل معها برسمية افلق قلبها...قدّم عليها ديانا في امور كثيرة

....حتى به قدّم اسمها في قلبه....اشعل في قلبها فتيل غيرة......فتيل قهر وغضب...كتمته في قلبها...لمدة ثمان سنوات.......ولكن بعد تلك الخيانة.....انفجرت وانفجر هو الآخر بمشاعر مختلفة....هي بمشاعر غضب...وعتاب....وهو بمشاعر الندم
...وطلب السماح....انتهت فترة النفوس المشتعلة...ورمى ذكرى نور....خلف ظهره رغما عنه.....ليعٍوضها عن كل شي....ليستعيد سكينة المنزل....كان خائف من التحدث....من ارجاع الماضي لحاضره......ليشعل القلوب غضبا.....تناساها....من اجل ان يعّوض ما تلف بحضور والدتها.......لم يفكر ابدا في ان يجعل الميزان متساويا......اتكأ ع كف واحده....حتى به غرق!

....نظرت اليه بعينيين غارقتين بالدمع تحدثت: يوسف

نهض وابتسم ليطمأنها .....مشى وخطى بخطوات هادئة لناحيتها تحدث: عيونه

نظرت اليه برجاء: حلفتك بالله ما تنفعل مهما صار....حلفتك بالله ما تلوم نفسك وتهوجس

.... يوجعه انهم يحاولون التخفيف عنه...ولكن هل هناك من يخفف عن نورة من اجل هذا اللقاء؟ امهناك من يزيدون النار حطبا.....تكميلةً للإنتقام؟


انحنى مقبلًا جبينها :لا تحاتيني يا الغالية.....

ام ناصر بنبرة خالجها الدمع: ارجع لنا سالم غانم.....ولا تحزن نفسك!


هل تقصد اذا لم تتقبلك لا تحزن؟ ولكن بجمله اخف وقعا

خفق قلبه من هذه التحذيرات السلبية طبطب ع كفها ثم قال: هالله هالله بنفسك وبالعيال بغيابي ....


هزت رأسها ثم خرج من الغرفة
.
.
.
لتستقبله شيخة باحتضان مباغت له.....وكان ناصر وسعود خلفها تمامًا
سعود غير مطمئن لهذه السفر وكان يريد الذهاب معهم ولكن هو من أوقف هذا الامر بعصبيّته
بينما ناصر لا يستطيع ان يوقف عمّه......ولا يستطيع ان يوقف ابيه ......كما انّ قلبه يصرخ اذهب لرؤية اختك ....وحاول ان تستعيدها لوطنها......حدّث سلطان ....اخبره بالترتيبات......كما انه حجز لهم في افضل الفنادق هُناك......تساءل سلطان عن كل الأشياء وخجل ناصر كيف يخبره بالحقائق....اختصر عليه الأمور دون تفاصيل والآخر تفهّم.....

.
.
احتضن ابنته قبّل جبينها ...ورأسها تحدث بحنان: ماله داعي هالدموع.........يا يبه....
شيخة شهقت : لا تروح.....يبه......خل ناصر هو اللي يجيبها لا تروح انت.....
بو ناصر بتفهم : حبيبتي شيخة......ما راح يصير لي شي......كلها سفرة أسبوع وراجعين....
ام ناصر مسحت دموعها وتظاهرت بالقوة: لا تزعجين ابوك.....ابعدي عن طريقه....وخليه يتيسّر.....
شيخة هزت رأسها وهي تبكي....وابتعدت ولكن اعادها والدها إلى احضانها قبّل جبينها ثم قال: وقفي دموعك.....لا عاد تبكين......ولا بزعل عليك يا شيخة...
مسحت دموعها منصاعة لأمره
ثم نظر لأبنه سعود: ما وصيك يا سعود على امك واختك.....دير بالك على البيت......وعلى نفسك .....
سعود اقترب منه قبّل رأسه ثم
قال: لا توصي حريص يا يبه....
وبثقل: وتروح وترجع بالسلامة

ثم تحدثت والدته وهي تنظر لأبنها ناصر: هالله هالله في ابوك يا ناصر....
ناصر ابتسم ثم اقترب منها قبّل يدها ورأسها: ابوي بعيوني يا يمه.......
بو ناصر بلهفة: يلا يبه ناصر مانبي نتأخر
ناصر سحب الحقيبة من يد والده ثم قال: مشينا....
وتبعتهم منيرة وابنتها إلى الباب إلى ان غابوا عن انظارهم
وتحدث سعود: دخلي يمه.....دخلي....
ام ناصر بقبضة: الله يعدي هالسفرة على خير....
شيخة ركضت صاعدة لغرفتها ...ثم أغلقت الباب عليها
خائفة من ان تخسر والدها فصحته لا تطمئنهم ابدًا
اتصلت لملجئها الآخر ليسكن نوبة الذعر منها

.
.
.
.
كان واقفًا بالقرب من أخيه يستمع لإرشادات والدهم بصمت....وهناك عينين تنظران له وهي تدمعان.....وعينين .....تبتسم ...وتحاول ان تشتت رغبتها في البكاء
اقبلت عليه قبلّت يده ورأسه تحدثت: تروح وترجع بالسلامة يبه....وهالله هالله في عمي.....
ابتسم لها وقبّل جبينها: الله يسلمك وعمك في عيوني يا نوف....ما وصيك على اختك.....
نوف لتغيّر من جوّهم قليلًا: حاضر يا ئمر....دا البيت حيكون تحت إيديّا وحيات عينيّا.....ما تشيل هم....
ضحك بندر هنا وتحدث خالد: ههههههه لا بالله رحنا وطي....
بينما الجازي ....كانت تنظر لأبيها وعينيها تحكران الدمع في محجرهما.....تشعر بالخوف.....من هذه السفرة وتشعر بالاختناق من كل شيء....اقتربت من ابيها
ناولت ابنها لنوف وهي تقول: سكتي سكتي وخذي الولد بس....
ثم ودون سابق انذار احتضنت ابنها....وبكت....
هنا ضحك بندر : هههههههههههههههههههه يمه يا الحساسة....
نوف طبطبت على ظهر عبد لله وهي تردف بسخرية: مالوم ابوي يوم يوصيني عليك......
بو خالد طبطب على ظهر ابنته وهو يقول: الجازي ....علامك؟.....وين بروح انا....كلها أسبوع وحنا هنا.....

خالد ابتسم: واضح واضح غلاتك عندها يا بوي....
ابتسم عليه أبا خالد وردفت
نوف بحنك: وش قصدك.....يعني انا ما اغليه....لازم اتبكبك...وانوح عشان ابيّن غلاته؟

خالد : انتي من اللي رمى عليك عظم؟
بندر انفجر ضاحكًا : هو هو....(بطريقة النباح كالكلاب....)
نور ضربت برجلها وهي تشد على عبد لله لتمنعه من السقوط: يبه....
لم يبالي لها
بل شد على الجازي الذي اخذت تبكي بشدة، بكاء الجازي غريب.....وشد ولفت الانتباه لوهلة ....واخرس الجميع....هي حقيقةً كانت بحاجة لهذا البكاء مُنذ ان القى عليها سيف الطلاق....شعرت بفراغ كبير.....شعرت بالخوف....من هذه الكلمة...شعرت بالتردد من تأكيدها.....
خائفة من انها اتخذت قرار خاطئ ....خائفة من ان تظلم ابنها ونفسها...وحتى سيف!

ابعدها عنه حضنه : يبه الجازي....لا تخوفيني عليك...علامك؟
الجازي ابنتها لنفسها مسحت دموعها تحدثت بكذب جاهدت في اختراعه: خايفة ينكسر عمي وتسوء حالته...على كلامكم صحته على قده......خايفة عليه....
بو خالد شك في الأمر ولكن اردف : لا تحاتين اخوي جبل ما يهزه ريح......سمي بالله...وذكري ربك......ووقفي بكاء...وانا بوك...لا تخوفيني عليك...
هزت رأسها.....
ثم قال: خالد وصلني المطار...
بندر : بجي معكم....
بو خالد أشار بحزم: لا اجلس مع خواتك....
خالد خرج هنا
ثم قال أبا خالد بوصاة: ما اوصيك على نوف......يا بندر....ودها لمواعيدها ...خلال هالليام...لا تنسى
بندر بهدوء: لا تحاتي يبه ولا تشيل هم....انا حافظ تواريخ مواعيدها اكثر منها.....ما ني ناسي...
ثم قال أبا خالد: وانتي يا الجازي هالله هالله في نفسك.....وفي ولدك...وفي اختك......وإن جاك سيف يا يبه...عشاني....استقبليه......وع� �ي نفسك فرصة....وبعد ما نرجع راح اسمعك من جديد يا يبه....الزم ما علي...راحتك وسعادتك....

شعرت انها ستبكي من جديد....ولكن هزت رأسها بهدوء وسحبت ابنها من يد نوف خرج والدهم
وهي تحدثت: بروح انوّم عبود....
نوف شكت بالأمر ولكن لا تريد ان تضغط عليها
وكانت ستتحدث ولكن سمعت رنين هاتف بندر
فقال : الله اكبرررررررررررر عليك يا شيخوه.....
بندر هنا سحب الهاتف ونظر للاسم وضحك: ههههههههههههه قسم بالله ساحرة......
نوف : هههههههههههه ادري انه هي.....الحيوانه...بدل ما تتصل علي ...صارت تتصل عليك....
بندر بحذرك قصري حسّك لا تسمعك الجازي وسوي لي عرس هنا....
نوف كشت عليه: مالت عليك وعليها.....بروح اكل....
بندر كش بيده هو الآخر وأجاب
: هلا بشيخة الناصي...
سمع صوتها...
خرج لوجهة المنزل
: افا...ليش البكاء؟
شيخة وهي تشهق: ابوي...

فهم تنهد بضيق: ان شاء الله ما هوب صاير له شي....
شيخة باستمرار في البكاء: والله خايفة عليه...
بندر إن استمر يطبطب عليها بجدية ستستمر في البكاء يعرفها!
لذلك حاول أن يغيّر من مزاجها قليلًا ليردف: وانا مالي نصيب من خوفك علي مثلا؟


شيخة عقدت حاجبيها: والله مالك داعي ......
ثم مسحت دموعها
ضحك هنا بندر: والله كل يوم تصدميني ههههههههههههه....تو اكتشف انك بكايّة وخوّافة....
شيخة بلعت ريقها وبمزاج عكر قالت: جب بس جب....
شعر انها هدأت
فقال بجدية: شيخوه......والله ما راح يصير إلا اللي ربي كاتبه.....لا صيرين كذا قلقه وخوّافة.....بتمرضين نفسك ترا.....
مسحت على وجهها لمسح دموعها بشكل عشوائي: الامر مو سهل....
بندر : عارف.....بس عمي لازم يحاول من انه يفهمها كل شي.....ويتحمل ردات فعلها بعد.....
شيخة بتنهد: حسبي الله على من كان السبب...
بندر بلا مقدمات ليخرجها من هذا الخوف والقلق
وجوها الكئيب: أحبك ياخي...
شيخة ابتسمت رغمًا عنها لتردف: داخلك سكني؟ انت!
(يعني داخلك جني؟)

بندر ضحك: ههههههههههههه لا والله بس احسني مروّق......على صوتك...وهو كذا صاير ناعم بسبب بكاك...بالعادة لكلمتك كأني اكلم صاحبي.....بو جركل....

وهنا استفزها حقيقةً وعادت لجنونها الذي اعتاد عليه: وجع وجع ...تقصد انه صوتي خشن؟.....سمعت صوتك انت؟....لا بالله قولي سمعته ولا لا؟!
بندر اطمئن عليها الآن واخذ يماطل : لا ما سمعته.....
شيخة ضربت على الوسادة: تمام ارسله لك وات...
بندر مات ضحكًا: هههههههههههههههههههههه
وليحرجها قال: امانة تحفظين الفيوزات(التسجيلات الصوتية) اللي أرسلها لك؟

شيخة بانفعال: بالله شايفني مراهقة ؟


بندر : ههههههههههههه قسم بالله فيوزاتك فصلت وصرتي تفضحين نفسك يا المراهقة....ايوا مراهقة الحمد لله والشكر.....
شيخة : انا أقول اسكر الخط احسن من اني اقلب عليك....الحين......واخليك تاكل تراب.....

بندر باستفزاز: دامه من ايدينك ما برفضه باكله......
شيخة بصوت عالي: باااااااااااااااي

بينما هو تحدث وسط ضحكة: احبك يا يا الخبله...ههههههههههههههههه� �ه


حقيقةً اطمئن عليها بعد قدر في ان يغيّر مزاجها........وشعر بالسعادة بعد ان التمس حبها الصادق له......هو متأكد فعلا هي تقوم بحفظ المحادثات بينهما ....وهو الذي يوصيها بحذفهما...لكي لا تقع في ايدي اخوتها وتقوم هنا الكارثة

حقًّا هو يريدها بالحلال....لا يريد مهاتفتها ....ولكن هي تجبره دون ان تدرك......حكّ جبينه
وهو يكرر: هانت هانت.....
.
.
.

.
.
لم يذهبا الى المطار....اخبرهما والدهما ان يبقيا بجانب والدتهما التي أغلقت على نفسها الباب......
بينما اخيهم سيف.....لديه مناوبة ...ولم يعود من المستشفى والآخر لم يتصل عليهم ولم يعود للمنزل

تحدث جسّار: وضعنا من حفره لدحديره.....
ضحك الآخر وهو يقضم التفاحة: ههههههههههههههههه........توك تحس؟

جسّار بجدية: سيف مو طبيعي.....
عزام بلل شفتيه : بالله قولي في احد بهالبيت صاحي....
جسّار بتفاخر : أي انا...
عزام كش عليه بيده: على تبن....
جسّار ضحك: هههههههههههههههههههههه روحي رياضية ما بزعل منك يا توأمي.....
عزام بهبل : ما عليك زود يا الغالي....
جسّار سحب هاتفه: بتصل على قصي....امي تحاتيه والله......
عزام : ما بيرد عليك......رسلت له انا امي كيت وكيت .....وتعال البيت.....واليوم بسافر خالي ...ما رد....بس قرا الرسالة.....
جسّار تأفف: بجرّب....كود يرد.......وبرد قلب هالمسكينة اللي فوق .......
عزام بجدية: امي ما هيب قلقانه عليه وبس ....هي ندمانة على انها زوّجت سيف للجازي وتحس ظالمته....اخوك قصي ما قصّر في حكيه....

جسار كان ينتظر إجابة من أخيه
على الخط: وانت الصادق ...التبن ....رمى قنبلته وانحاش...
ضحك عزام على التشبيه
ولكن تفاجأ من جسّار حينما قال
: الله ياخذك.......الله يلعـ...
ثم تمتم بالاستغفار
وقال: ارجع البيت .......امي تحاتيك يا الكـ......وانت ولا على بالك.....

قصي : انا عند الباب ومرتي معاي...سوو طريق....باي...
اغلق الخط

ليترك أخيه منصدم
وينظر للشاشة ثم لعزام
ويردف: جاي ومع حرمته ...
عزام : وشو؟
جسّار مسح على رأسه: لا اخوك هذا ناوي يجلط امي....
عزام نهض متوترًا: حمار هذا ...ما عنده عقل.....ما يوزن تفكيره....اللي يجي على باله ...على طول يسويه.....
.
.
.
بينما في السيارة ، هي علمت بكل شيء منه.....اخبرها لماذا سيبقى معها في الشقة....واخبرها بالسبب...لا يريد ان يخبأ عنها أي شيء.....خففت عنه....واخبرته تريد ان تحدث والدته......تريد ان تراها......حاول ان تشيح بنظرها عن الامر ولكن اصرّت.....
.
.
.
وها هي الآن في السيارة .....تشعر بالتوتر...تشعر بالتردد......ماذا ستقول والدته...ولماذا اصرّت على رؤيتها....هل لأنها تشتاق لوالدتها...ام لا تريد ان تسكن يومًا في منزل لتشعر انها مكروهة فيه وتحدث عليها احداث اكثر المًا مما حدث لها في السابق....
لا تدري.....حينما اخبرها قصي انّ والدته علمت بزواجهما...خشيت من ان يكون هناك فراق....
طلبته ان تقابلها ورفض بشدّه
ولكن هي على غير استعداد بأن تعود للنقطة نفسها
للكره
للنفي
للعذاب
.
افاقت على صوته حينما قال: نزلي.....
نزلت دون ان تظهر له ترددها....
ومشى هو الآخر لناحيتها مسك يدها...ثم دخلا الى المنزل
لم تزيح من على وجهها
الغطاء....
دخل قصي وسقطت انظاره على التوأم
قال: السلام عليكم
ردوا عليه السلام وهما يشتتان نظرهما عنه وعن زوجته

فقال: امي في غرفتها؟

هز رأسه عزام
فسحب بخفة يد زوجته التي شعرت انّ نفسها بدأ يضيق...وقلبها يعزف الحانًا من الخوف ......
وتوجّه بها لناحية عتبات الدرج
.
.
عزام بصوت هامس: لا هذا ناويها على امي...
جسّار تحرك: بصعد والله ما بترك امي لهالمجنون....
عزام : وانا معك.......
.
.
وصلا إلى الغرفة ....كان سيفتح الباب ولكن قالت مُهره: لحظة....
فتحت وجهها ونظر إلى احمراره
تحدث: خايفة؟
مُهره لتصحح أفكاره: متوترة....
قصي بنرفزة وبهمس: انا ما نيب فاهم وش تبين تقولين لها؟.....انا مابي ازعلها....يا مُهره....
مُهره بللت شفتيها: ظنّك راح ازعلها؟
قصي بنبرة ذات معنى: ولا ابيك تزعليني....
مُهره شتت ناظريها: ان شاء الله ما راح ازعّل احد.....
قصي بهدوء: بدخل معك...
هزت رأسها وعلمت انه يريد ان يستمع لما تريد قوله
فتح الباب ودخل هو اولًا ثم مشت خلفه
وهنا وصلا التوأم ووقفا بالقرب من الباب
خائفين على والدتهما
.
.
.
كانت تقرأ قرآن وتدعو ان
ييسر الله امر اخيها يوسف.....ويصلح بال وحال سيف....ويبعد قصي عن الأشرار وتدعو له بالهداية...
كما انها بكت نادمة ترجو من الله ان يسامحها ان ظلمت الجازي بتزويجها لابنها
.
.
صلّت ركعتين لله عزوّجل.....ثم نهضت....لتضع سجادتها على الكمودينة
والتفت لترى
قصي وخلفه امرأة
حدّقت بوجهها وعلمت انها مُهره
وقفت في مكانها
وتقدم هو الآخر
وصل ليقبّل رأسها ويدها
فقال: آسف يمه....
نظرت إليه بعتب ثم تنهدت: ما فيني حيل ازعل على احد.....
ثم جلست على طرف السرير: سوو اللي تبونه...ماحد بقول لكم لا....بس اهم شي لا ضرون نفسكم وتوجعوني......
.
.


التوأم شعرا بحزنها
.
.


بينما قصي انحنى من جديد قبّل رأسها ....ويدها: شالكلام يمه....؟
هزت رأسها واشاحت بنظرها عنه
ثم قالت: مابي احد يلومني على شيء....وحمّلني ذنبه!

قصي فهم ما ترمقه إليه
ثم قال: يمه انا اخطيت...... لم تزوّجت من وراكم.....بس وش ذنبها لو تركتها وهي صغيرة بهالسن.....وحامل بعد....

ام سيف دون ان تنظر له كتّفت يديها: ما قلت لك اتركها....قلت لك سوو اللي تبون...مالي دخل في احد.....

قصي مسك يدها: يمه تكفين لا تقسين علي....بهالحكي....انا ابي رضاك علي.......
ثم نظر لمُهره وبقصد: اقصد رضاك علينا...
.
.

جسّار همس لأخيه: امي مكسورة عشان سيف....
عزام بتنهد: عشان بنت اخوها قصدك!

.
.
ام سيف نظرت لمُهره
ثم قالت: ابوك قال لي السبب اللي خلاك تزوجها....وسبب قبول عمها في هالزواج

وهذا ما حدث قبل ان تخلد الى النوم في ذلك اليوم الذي خرج فيه قصي.....ابا سيف لم ينم قبل ان يسرد عليها كل شيء.....تفهمت الأمر ولكن بقيت مجروحة من فعلت ابنها
هي حالها كحال أي ام
تريد ان تفرح بأبنائها ولكن ليست بهذه الطريقة
قصي أشار لمُهره واقتربت منهما
ثم قال: يمه....هي طلبت تجي عشان تكلمك...
مُهره ازدردت ريقها....شعرت بالاضطراب وبتذكر والدتها المتوفية
انحنت تقبّل رأسها ثم قالت باحترام : خالتي....انا.......أنا....

.
.
التوأم انصتا جيّدًا لها...من خلف الباب
.
.
قصي نظر إليها وإلى رجفتها...
.
.
ام سيف نظرت لوجهها الملائكي.....
.
.
مُهره ازدردت ريقها : مستحيل اسمح لقصي يستمر معاي اذا انتي مو راضية!


قصي صُعق
.
.
جسّار بتعزيز: والله انها كفو
عزام ضرب على كتفه بخفه: جب....اكيد قصي ولّع!
جسّار بلا مبالاة: عساه يشب....
.
.

أكملت مُهره: مابيك تغضبين عليه بسببي....انا ظروفي...حكّمت علي....اتزوجه.....واعيش أشياء مثل هذي......

قصي كاد ان يتحدث ولكن رفعت صوتها مُهره: عارفة كل ام تبي تفرح بولدها....وتزوجه البنت اللي تناسبه......وتعز شانه......

قصي عقد حاجبيه
ماذا تقول؟
هل ستطلب الآن منه الطلاق ايضًا
.
.
جسّار بتعجب: امانة مو يقولون صغيرة؟...صغيرة وتصفصف حكي مثل كذا.....
عزام ادار عينيه كالمغشي عليه : قالوا صغيرة ما قالوا طفلة في المهد.....وكل تبن خلنا نسمع
.
.

مُهره خانها صوتها بذكريات: ربي يشهد علي....عمري ما حطيت أمل من انه زواجنا ينعلن........كنت مزوجه قصي بس عشان ظروفي...


لا تريد ان تسرد تفاصيل الزواج وسببه لكي لا تقع زوجة عمها من عين ام سيف...


قصي استشاط غضبًا
ولكن أكملت: بس ما انكر اني...

والتفتت على ذلك المجنون الذي ودّ لو يقوم ويخنقها ويسكتها من هذا الحديث الذي اوجع قلبه


: حبيته.....وتمنيت اني أعيش معاه عمري كله!
.
.
.
عزام وجسار في اللحظة نفسها نظروا لبعض
وهم مبتسمين
وكاد جسّار يضحك
ولكن قال عزام: جب جب...اهجد
.
.
قصي لانت معالم وجهه هنا...
بعد ان اعترفت بحبها له امام والدته

اكلمت: اذا طلاقنا بيرضيك.....مـ...
قاطعتها وهي تنهض وتنظر إليها: لا والله ما راح يرضيني....وبزيدني شقا...وعذاب ضمير.....

قصي هنا نهض...كاد يخنق مُهره على حديثها هذا ......
ولكن تنفس بعمق ليهدّأ نفسه
.
.
مُهره ابتسمت في وجهها ثم قالت: يعني مو زعلانة عليه؟

ام سيف....ابتسمت رغمًا عنها.....ونظرت لقصي...ثم نظرت لمُهره......تنهدّت بضيق...ثم اردفت وهي تهز رأسها
: لا.....

قصي هنا انحنى على والدته قبّل جبينها ورأسها وكف يدها
وهو يكرر: آسف يمه....آسف.......
.
.
.
عزام هنا ارتاح نسبيًّا أشار لجسّار هامسًا : تعال.....
جسّار هز رأسه وتبع أخيه ليعودا إلى صالة المنزل
.
.
.
بينما ام سيف ، لا تريد ان تغلط بحق ابنها...ولا بحق تلك المسكينة
ليست لها طاقة كافية في أن تتحمّل...عذاب ضمير جديد....هي ما زالت تتألّم ....بسبب ابنها سيف.....فبعد حديث قصي أخذت تُعيد الأمور من زاوية أخرى .....فعلمت انها حقًّا اطبقت على سيف بيدها على عنقه لتخنقه.......وها هو منزله ينهدم من أمامها وهي مقيّدة بسلاسل التردد من التدخل واقحام نفسها في حياته من جديد.....
.
.
لذلك حاولت أن تهدأ وتفهم الأمور ....من زوجها....وابا سيف لم يقصّر في الشرح.....لن أقول انها تقبلّت الأمر ولكن حقًّا لا تريد ان ترى ابنها يُعاني كالآخر.....
..

طبطبت على ظهره ...ثم قالت: مسموح يا عين امك.....مسموح......

.
.
.
مُهره شعرت بالراحة.....هي حقًّا لا تريد ان تُفرض نفسها على عائلة تكرهها غدًا وإن احبها قصي!
هذا لا يكفي
هي تريد أب وأم.....
هي لا تريد قصي فقط...لا
هي تريد ان تنعم في العيش براحة مع اهل هذا المنزل......لا تريد مشاجرات..... أو تلميحات قاسية......الآن وقت التصفيّة
والآن وقت اثبات الأشياء الصحيحة في مكانها......
تنهدت
ثم التفت عليها ام سيف.....وتقدمت هي الأخرى
لتنكب عليها تسلم....
طبطبت على ظهرها ام سيف...
ثم قالت: الله يسعدكم يا بنتي.....


ابتعدت مُهره بخجل
ثم قالت ام سيف: الليلة باتوا هنا......خذ حرمتك.....لغرفتك.....ومن بكرا ابدأ جهّز شقتك..........



قصي استبشر خيرًا: ان شاء الله......



ثم سحب يد زوجته وخرجا بهدوء من الغرفة ...وما إن وصلا إلى الممر...حتى قال
: مجنونة تقولين نطلّق....
مُهره ضحكت بخفة: هههههههه والله مادري شلون قلتها....
قصي : بسامحك عشان امي سامحتني.....بسببك....بس صدقيني......لو اني مو في نفس هالموقف كان...سويت فيك علوم....
مُهره: ههههههههههه لهالدرجة انقهرت...
قصي وهو يفتح باب غرفته: فوق ما تتصورين

مُهره بعد ان اغلق باب غرفته عليهما: آسفه.....

قصي التفت عليها ابتسم ثم تقدم وبلا مقدمات احتضنها: ماله داعي تتأسفين....
مُهره بتعجب رفعت حاجبها الايسر: الله ريحة العطر هنا قوية.....
ابتعد عنها قصي وبحنق اردف: انا الحين وين وانتي وين

ضحكت وهي تضع العباءة على السرير بعد ان ازاحتها من عليها: والله الريحة قوية معليش ما قدرت ....اتعاطف معك..

ثم جلست على طرف السرير
واخذت نفس قوي: اشتقت للريحة....

ثم سحبت هواء عميق

مُهره : هههههههههههه قسم بالله لشميت ريحة هالعطر هذا بالذات انسى نفسي......

ثم نهضت واتجهت ناحية التسريحة وسريعًا ما التقفت القنينة
واخذت تتعطر به ...
ونهض قصي: بشويش على عطري.......خلصتيه.....

مُهره توقفت هنا ثم قالت: تدري وش ودي؟
تكتف هنا قصي ثم قال: وش؟

مُهره نظرت للزجاجة: اشربه...
اقترب منها وسحب القنينة من يدها : مجنونة؟.....ترا فيه كحول......

مُهره ضحكت: ههههههههههههه تراني مو مجنونة عشان اسويها.....
قصي ضحك رغمًا عنه: هههههههههه مادري عنك أخاف هرمونات الحمل تلعب عليك ....وتشربينه صدق......انتبهي تسوينها بجيك تسمم.....
مُهره همّت بأخذ الزجاجة : طيب هات....
ابعد يده عنها: خلاص بس خنقتينا....
مُهره : امانة هاته ...ولا رش في الهواء...

قصي : الحمد لله والشكر .......يعني هالريحة هذي ما تكفيك.....؟

مُهره هزّت رأسها بلا....
رش مرتين في الهواء ثم قال: خلاص.....
مُهره : واضح خايف عليه يخلّص يا بخيل.....

قصي مات ضحكًا هنا: هههههههههههههههههه والله المكان صار خنقه ....ما تشمين..........
ثم قال: المهم بطلع....الحين مشوار وبجي.....لك خلك هنا لا طلعين من الغرفة ...تمام...
هزت رأسها برضا وهي تقول: أصلا بنام...فيني النوم...
قصي توجّه لناحية النافذة فتحتها : خلي النافذة مفتوحة لا تختنقين من هالريحة...
بينما مُهره رمت نفسها على السرير: لا سكرها...
التفت هنا : لا سكرينها....وبشويش على نفسك ........
مُهره نظرت له: طيب....خلاص روح....
قصي ضحك بخفة هنا ثم خرج من الغرفة ونزل....الى صالة منزلهم

.
.
وبشكل مفاجأ سمع صوت صفير عالٍ التفت واذا به جسّار وعزام يأكل فصفص...ويحرك حواجبه بطريقة مستفزة لقصي
فضحك قصي
والآخر يصرخ: مبروووووووك رضى الوالده عليك
جسّار تحدث: زوجتك مو هينة ....كلت بعقل امي حلاوة.....
قصي : ههههههههههههه كل تبن وانت ويّاه....غريبة ما رحتوا مع ابوي...
عزام : ابوي خلانا نرابط مع الوالده هنا....

جسّار يدقه بالحديث: خبرك انت ما سويت اسوا....رميت علينا قنبلة هيروشيما وطلعت....

قصي حك ارنبة انفه ......بتوتر ثم تقدم لناحيتهما ليردف: سيف ما هوب هنا؟...ولا مع ابوي؟!

جسّار: لا هذي ولا هذي.....
عزام اردف سريعًا: في المستشفى عنده مناوبة....
قصي بهدوء: الله يعين.......
ثم هم بالخروج
فقال جسّار: وين؟
قصي دون ان يلتفت: مو شغلك

ضحك عزام هنا: هههههههههههههههههههههههه حرفيا فيك انفصام قِص قَص....
ولكن لم يسمع رده فقد خرج...بينما جسّار اردف: اشبك على نتفليكس ....فيه فلم جديد ...رعب على كيف كيفك.....
عزام وهو يشرب من العصير: تمام.........نشبك ليش لا....
.
.
لم تهدأ عن الصراخ ولم تكف عن البكاء ......ما زالت تعيش تفاصيل تلك الليالي...وألم جرحها يزداد.........احقنوها بالمهدئات.....كانت تصرخ....وهي فاقدة لعقلها الواعي.......وكان من الواضح عليها انّ ذاكرتها تستعيد ما حدث لها ...مع إدوارد.........لم يكف طارق من قراءة بعض الآيات ....والسور القرآنية عليها....هو حقيقةً انصدم من نفسه من انه يتذكرها .....لقد مضى وقت طويل عليه من هجرانه للقرآن الكريم!

بكى على حالها وحاله....ودخل للخلاء......دون تردد توضأ.....ثم خرج....صلّى لله عز وجل ركعتين ثم جلس على طرف السرير....واخذ يمسح على شعرها.....الذي كشفت عنه دون ان تعي.....بسبب حركتها العشوائية ....واحد الممرضات ازاحته عنها بعد ان فقدت وعيها.......سحب الحجاب....وبكل هدوء وضعه على رأسها ثم انحنى وقبّل جبينها وقبّل يدها
ثم همس بندم: سامحيني يا إيلاف!

واغمض عينيه ليبكي هو الآخر بصمت
بينما مراد بعد ان اطمئن عليها ذهب إلى أخيه ليطمئنه عليها!
.
.
مُتعب ....ومُرهق.....قلبه لم يهدأ وعقله لم يتوقف عن التفكير.....مُنذ خروجه من غرفة العمليات وهو يشعر بالصدّاع .....عمله وضغط مشاعره ......جلبا له الأرق وقلّة النوم .....موجوع.....نادم...متعطش لها...ومشتاق لرائحتها.....رغبتها في الابتعاد عنه يعتبر من اشد العقوبات التي اتخذته في حقه.......كانت قريبة منه ...قريبة منه لدرجة لا تسمح لهما بالانفصال ولكن .....اين هو في ذلك الوقت ؟....لا يدري.....
نظر لرقمها....يريد مهاتفتها...يريد ان يقول لها......تراجعي....لدينا وقت....ولكن ....لا يريد ان يفرض نفسه عليها اكثر ...فالأمر يجرحه....هو تنازل عن كبرياؤه....اما هي جرحها العميق يمنعها من التنازل .....يمنعها من التناسي!



....مسح على رأسه .....هو ايقن انه يحبها بل اصبح هائمًا بها....لا يستطيع ان يعيش ويكمل حياته دونها.......ما الحل؟

اتصل عليها دون ان يتردد....قلبه يصدر ضجيج اشتياق والحانًا من الندم الذي يحثّه على مهاتفتها .....
.
.
كانت في الغرفة ارضعت الصغير وجعلته ما بين احضانها لتتأمل وجهه.....يشبه أبيه.....لا تنكر هذا الامر.....يشبه في اتساع حدقة العين .....والانف.....تنهدّت......

واخذت تفكر هل قرارها صائب؟
هل الطلاق هو الحل؟
هل سترتاح؟
شعرت بالخوف من انها تظلمه......تخشى من ان يكبر ويلومها على انفصالها عن ابيه......
حسنًا ما بال احاسيسك وشعورك بالخوف من هذا الطلاق؟
لا تدري
هل لأنها لا تريد ان تكون من احدى نصيب هذا اللقب الذي سيتعلّق بها لسنوات ام لشيء آخر؟
هي تجزم لا تحمل أي مشاعر حب لناحية سيف
ولكن اعتادت على وجوده هذا هي المسألة
ولكن خائفة من ان يكون عبد لله ذلك الطفل الصغير ضحيّة قرارها هذا.....

قبّلت ابنها ووضعته على سريره ....ثم استلقت على سريرها القريب من سرير الصغير....سمعت هاتفها ونظرت للاسم
وتنهدت بوجه: اف منك يا سيف....اف....
ووضعته صامتًا...واغمضت عينيها محاولة في ان تحظى بنوم هنيء
.
.
بينما سيف.....رمى هاتفه على الطاولة متأففًا ثم خرج من مكتبه !
.
.
.

تشعر أصبحت ايلاف عالقة في ذهنها...اصبحت لا تفارقها....اصحبت تردد حتى في كوابيسها....لم تستطع الاستمتاع في هذه السفرة...تشعر انّ عقلها مُجبر على تذكر ما حدث قبل سنوات...حبها لجورج....خيانته لها......واغتصابه لها....حملها...وضعف حالتها آنذاك....آلام الولادة.....وتعلّقها بإيلاف...ثم رميها على ابيها.....لم تستطع ان تسيطر على مشاعر الخوف اصبح خوفها ظاهر حتى زوجها أخذ يتساءل عن سبب هذا التوتر والقلق...تشعر أنه حان وقت معرفة الجميع بكل هذه الأشياء.....تشعر انّ مشنقتها قريبه .......نظرت لزوجها....

وشعر بالنظرات فقال: دلال علامج؟

افاقت على نفسها ابتسمت له ثم قالت: احاتي لولوة .....واخوانها...
مشعل بشك نهض واقترب منها: كلمتها وطمنتي .......
ثم قال: دلال...صاير معاج شي؟.....تراج مو على بعضج أبد....

دلال ارتبكت: لا....بس احاتي....العيال...

مشعل لا يريد ان يطيل الأمر: لولوة معاهم موصاير لهم شي والحين قومي جهزي روحج نطلع نتمشى ..
هزت رأسها بالرضا
تشعر به يحاول ان يسعدها بأي طريقة
ولكن في الواقع هي غير قادرة على الاستمتاع بأي شيء...
تنهدت ثم دخلت الخلاء
لتستعد!
.
.




العودة الى الحياة بعد تجّرع جزء بسيط من الموت يعني موت آخر ولكن بطريقة أخرى


تشعر بشعور غريب بداخلها يسكنها ويحتضن قلبها سكينة وحنين نابع لناحية ابنتها تشعر بالحزن على تلك السنوات الضائعة بالياها تشعر بالأم وعدم القدرة ع مسامحة ديانا وامير لأنهما خلقا في قلبها جرح عميق وموحش .....نامت سندرا على صدرها...لا تدري كيف نامت في غضون ثلث ساعه لم تشبع من النظر لعينيها لم تشبع من سماع صوتها .....ولكن سندرا استجابة لحنانها المتدفق بلا حدود واستجابة للنعاس الذي خالج اجفان عينيها نامت.....


واخذت نور تغني لها تهويدة النوم.....الى ان استسلمت كليًّا لحضنها ....شّدت نور عليها لتقربها من ناحية صدرها.....قبلّت جبينها، ارنبة لنفها ،وجنتيها وحتى شفتيها بحنان امومي موجع....

قبلّت اطراف شعرها واشتمت كفي يديها الصغيرتين ثم قبلتهما.....
تشعر بالاشتياق لها...أيعقل هذه سندرا الذي حدثتها ليالٍ طويلة ها هي لم تمت كما اخبروها لم تتركها

مسحت على وجنتيها واخذت ترسم وجهها بطرف اصبعها السبابة وهي تبتسم شعور كبير يجتاح قلبها ويجبره على النظر الى براءة الصغيرة تشعر جزء من ثقب قلبها امتلأ لم تظن يوما انها ستخضع او سوف تتقبل هذه المشاعر....ارتجفت وشّدت ع يد الصغيرة من جديد


لتقبلهما ثم تحدثت متلعثمة: بعدوك عني......يظنون بيحموني...مادروا انهم ذبحوني وقتها!


ثم انحنت وطبعت قبلة طويله ع جبين ابنتها ، ابتعدت قليلًا عنها واخذت تتأمل ....وجنتيها وبراءتها....تشبه والدها في لون البشرة ....كما انّ شعرها بنفس اللون الذي يتمّيز به مراد

...ولكن رسمة العينين مطابقة تماما لرسمة عينين نور...ولون القزحيتين متغايرتين بألوان مختلفة ...فالعين اليمنى لونها عسلي فاتح والأخرى بني غامق.....


اخذت من والدها الكثير.....لذلك شعرت بوخز عظيم في قلبها...حتى انحنت للأمام وشّدت بيدها ع قلبها هذه النغزات ما هي إلا عذاب آخر لها تشعر بها حينما يشتد حزنها وألمها.....تجاهلت هذا الشعور ودّت لو تمتلك الآن قلم وورقة لترسم ابنتها.....اشتاقت للرسم...هي تتذكر اخر رسمة رسمتها كانت لديانا....ولا تدري اين هذه الرسمة الآن!


.....تجاهلت شعور الخذلان بعد أن طرأت ديانا على بالها ...وقّبلت يدي ابنتها بشدة واستلقت بجانبها الأيمن وهي ممسكة بيد ابنتها اليسرى.....تذكرت الوشم....الذي طلبته لتضعه على الجرح الباهت الناتج عن عملية قيصرية لوالادة ابنتها....


.تشعر بسذاجتها حينما وّدت ان تمحي ذكرى ابنتها وكل شيء يذكرها بها.....فجأة تذكرت يوسف...هل فعل بها هكذا هو الآخر من اجل ان ينسى او يتناساها؟


هزّت رأسها بعنف ..... بينما في خارج الغرفة ، هناك قلوب مشتعلة....غارقة في دوامة الخوف...مضطربة للغاية من هذا التغيير...من هذا الهدوء

تحدث ماكس وهو يشير لأخته: جولي هدي وقصري صوتك


لأوّل مرة تشعر بالخسران، وبالندم على القدوم على فعل كهذا...

هي ظنّت انها تخلّت عن ابنتها كما اخبرتها ديانا قبل وفاتها حينما علمت ان نور تخلّت عن ابنتها كليًّا قبلت بالوظيفة التي وكلّت بها وسمحت لقلبها ان يتعلّق بها وكأنها ابنتها ، ولكن الآن شعرت بالخيانة من قبلهم...الحكاية ليست كما روتها ديانا لها....ففي ببداية الأمر سكتت بسبب عدم تقبل نور لأبنتها ولكن الآن هيهات هي من رّبت


وبداخلها مشاعر امومية متفجرة لناحية سندرا نهضت تبكي: هدي بنتي....انتوا كزبتوا علي....

امير كان يستمع...وكذلك مراد الذي بدأ يتساءل كم كذبة امير وديانا كذبوها من اجل ان يسعدوا نور؟!أو يبعدوها عن المخاطر؟!

ماكس للاا يريد منها ان تتصرف بحماقة اكثر تحدث بنبرة عالية: ئلت إلك بكفي حكي

صوفيا كانت تنظر لهم بصمت لعدم فهمها للغتهم ولكل شي أمير اخيرا نطق: ما راح تبعد عنك سندرا

جّنت هنا وبخوف نهضت : البنت بدها أمها....

امير لينهي الحديث وبنبرة واثقة: راح تظل عند امها بس ما راح تبعد عنك كثير

التفت هنا مراد مستحقرا أمير على كل فكرة طرأت عليه
هل ينوي خطة جديدة لينهي فيها قلب تلك المسكينة؟ هل سيفكر بأنانية ليجبرها على البقاء معه بدلًا من الذهاب مع ابيها تحدث بنرفزة: شناوي عليه يا امير؟



تساءل ماكس : شو بتفكر فيه خيي؟

امير نهض وكتف يديه: مافكر في شي
.... ثم تقدم لجولي ,قلبه يرفض ما سيفعله ولكن لا مجال للهروب عليه بالمواجهة لتحقيق العدالة لضميره قال: عارفة ضّيعت إلك شبابك.....وضّيعت مستقبلك....وانا رابطك مع سندرا...وإجا الوئت ياللي اعوضك فيه عن كل شي ...


مراد وماكس صعقوا ماذا سيفعل؟


جولي بعدم فهم : كيف امير

تنهد: انتي خايفة سندرا تبعد عنك وانا اوعدك ما راح تبعد عنك وعشان اثبت لك هالشي .....تتزوجبني؟






ماكس ومراد وجولي في آن واحد وكلمة ذات معنى واحد وصدمة غريبة: اتزوجك؟

مراد وماكس: تتزوجها؟

ما هذا الرابط العجيب؟!

سمعوا طرق الباب وتوجّه ليفتحه ولكن اشار لجولي: فكري منيح

ثم تقدم خطوة للأمام

فتح الباب
....

وفتح الذكريات

....
تغّير
....


وقفته....نظرته.....هيبته......كل شيء فيه زاد حده....زاد ثبات...ارتعب قلبه.....نظر للرجال الواقفين خلفه....يحدقون به وكأنهم ممسكين بلّص
نظروا اليه حتى شعر بقشعريرة..... تّنم عن توتره ....نظرتهم...اشعلت في قلبه ...ندم...خوف على نور.....تردد من ان يجعلهم ان يعبروا للدخول....نظر اليه ابا خالد وكأنه يخبر ان اليوم هم الفائزون....وهو من الخاسرين....شعر بنظرة الإنتصار والتحدي....ارتجفت اطراف جسده واشار :فضلوا....



ماكس اشار لجولي لتدخل مع صوفيا للغرفة المجاورة لغرفة مراد التفت لينظر لكل من ....بوناصر....(يوسف)والد نور....و ناصر...(..غازي)بو خالد....وابا سلطان....ازدرد ريقه.....وحّك ارنبة انفه ....


بقيا ماكس ومراد واقفين بينما أمير جلس وهو يتنفس بعمق.... كان يحاول ان يشتت نظريه عن يوسف.... ولكن تعلّقت عيونهما ببعضها البعض واشعلت النيران في القلوب لا يدري ماذا يقول.....ماذا يفعل؟



تحدث ابا خالد بثقة: بو ناصر .. واشار عليه
ا ليكمل: ابو نورة

واشار على ناصر: اخوها

ثم اشار على بو سلطان: بو سلطان اخونا

امير ما زال يحّدق في يوسف ويوسف يحدق به كاد يوسف يتحدث ويشعل النيران ولكن تذكر وعده لشيخه وزوجته لذلك تمتم بالاستغفار واشاح بوجهه عنه مراد لم تعجبه نبرة ابا خالد وشعر بعدم اتزان امير ولم تخفيه رجفة يده اليمنى لا يدري كيف جاءت له القدرة في النطق واهو يشير لأمير بنفس تلك النبرة التي تحدث بها ابا خالد وكانه يستهزأ : امير....ابو نور

التفت عليه امير وكذلك ماكس واشار لنفسه: طليق نور...مراد...بو رتيل.... انشدت عضلات يوسف بقوة....

ابا سيف اخبره انها تزوجت وطُلّقت...ولديها بنت......شعر بوجع ...رهين بذكريات الماضي

! اشار لماكس : اخونا ماكس
..... ماكس توتر.....وبو خالد فهم حركته وشد على يديه بقوة وناصر ود لو ينهض ويعثو بهم ضربا هنا..

ولكن تحدث ابا سلطان: اظن الكل عارف ليش حنا هنا
امير اخير تحدث ونطق: هون نور

بو سلطان بحكمة : يا ليت تناديها تشوف ابوها وما نطول

... مراد بانزعاج من الأمر كله لا يدري لماذا؟: ليش مستعجلين... قول لصوفيا تضّيف ...خطّارنا يا ماكس...

تنرفز هنا ناصر وتحدث بغضب: ما نبي منكم شي....حنا ما جينا عشان ناكل ولا نشرب....نادوا نورة

بو خالد وضع يده على فخذ ابن أخيه وكانه يقول )اهدأ( بو خالد نظر لناصر ثم لأمير فقال: وينها امير


صدم الجميع: مو مستعدة تشوفك يا يوسف
بو ناصر نطق ببهوت: يعني؟

امير نهض ثم قال: ثواني بس

قلبه غير مطمأن شعر بالانقباض

زفر


ثم توجه للغرفة التي بداخلها نور وابنتها وجلس هنا مراد واضعا رجله اليسرى على اليمنى وماكس ينظر لهم بتوتر وتوجس بينما ابا ناصر وناصر ودوا لو ينهضوا ليقتلوأ مراد ولكن ابا خالد ينظر اليهما وكانه يقول لهما )هدوا ما نبي مشاكل(دخل وقعت عينيه عليها ممده بالقرب من ابنتها تمّسد ع شعرها.....وتقبل كفي يدها بشكل متكرر....تنفس بضيق...لا يدري كيف يقول لها اباكِ في الخارج



ولكن سبقته بقولها: سمعت صوتهم

ثم نهضت من على السرير ...سحبت ابنتها الى منتصفه بلطف...ثم وضعت الغطاء عليها...انحنت وقبل جبينها...ثم نظرت الى وجهه امير وبلا مقدمات همست وعينيها مليئتين بالدموع: بسوي فيني مثل ما سوا هو فيني قبل واحد وعشرين سنة

فهم ما تقصده هز رأسها بلا ...وهو يقترب منها بحذر شديد وخوف من ان تنفعل هزت رأسها بالتأكيد : إلّا .....ماتت ديانا...الحين وش تبي فيني....تبي ترميني عنده... لم يتمهل من ان يطّوق وجهها بيديه....انتابته رجفة ابوية من اعماق قلبه الآن شعر بشعور جولي....خاف من ان تذهب من


يديه....خاف من ان تتنازل عنه مقابل الثمان سنوات...خاف من عنادها... فهي تجيد العناد بكفاءة عالية
تحدث بهمس : لا نور ....لا تقولين هالكلام....انا كل اللي سويته ...ابيك تعرفين الحقيقة وبس


ابتعدت عنه واشارت لبنتها وبنبرة باكية: حقيقة مقرفة يا امير....ابعدتني عن شعور اسمه الأمومة....حقيقة خليتني مجوفة من الداخل.....ومشتته من الخارج....

.... التفتت عليه: كان راح اسامحك امير...بس.....ما قصّرت فيني .....كلكم تفننتوا في عذابي....وتشتيتي...

يشعر بوجع جرحه من جديد ...يشعر انه فقد سيطرته على نفسه ...وخوفه من ان يخسرها احتضنها.....بلا مقدمات....وبلا ردت فعل منها ثم قال : لا تسامحيني...بس لا تتركيني بنتي...اوعديني....


.. بكت بدموع بلا صوت....ارتجف جسدها في حضنه دون ان تبادره هذا الاحتضان.....ابتعدت عنه ودون ان تنظر اليه قالت: ما اوعدك



خفق قلبه بقوة.....هي تشير الى شي آخر....ومزعج......ومخيف....بينما هيا....جلست على طرف السرير ....لتحدّق لأبنتها ... : ناد جولي تجي.....وانا راح اطلع لهم...




هز رأسه بلا وعي وعينيه مليئتين بالدموع خرج سريعا وسقطت الأنظار اليه ليحدقوا بوجهه المحمر تحدث وهو يمسح ع وجهه: راح تجي الحين


ثم دخل الغرفة الأخرى لمناداة جولي هنا ابا سلطان نهض....نور ليست من محارمه...ومن شيمته ....ومعرفته لحدود الله عز وجل نهض...



وهو يقول: بنتظر برا...

مراد بسخرية: ما تبي تشوف بنت اخوك
بو سلطان بحده : انا عمها ....اللي ما يحل عليها...

مراد سبقه قبل أن يخرج ليردف : لغز هذا ؟

ماكس وّد لو يتحدث ليوقف مراد من استفزازه لهمم ولكن قطعه ناصر بغضب: اي لغز


بو خالد رفع صوته قليلًا: اخونا من باب الصداقة.....لو انه ما نعزه ولا يعزنا ما كان جا معنا لهنا....


وبنبرة سخرية: صحيح انتوا ما عندكم صداقة من هالنوع فطبيعي ما تعرف حل لهاللغز...


بو ناصر ليسكت الجميع وعلى خروج بو سلطان قال: لو سمحت مراد اكرمنا بسكوتك......لأنه الوضع ابدا ما يسمح لنا بالأخذ والعطا معك...

مراد سُعد حينما شعر انه استفزازهم هناك شي عالق في ذهنه وخائف منه!
كما انه لا يريد ان يحدث صلح بينهم وبين نور لا يريد من نور الاستسلام والابتعاد من هنا
يريد ان يُصلح الأمور التي حطمّها يريد ان يعوض نور ولو بشيء قليل....يريد أن يسبقهم قبل أن يسبقوه ويبعدوها عن انظاره!


كان سيتحدث ولكن خروج امير وهو يقول لجولي: قولي لها تطلع




هزت جولي رأسها ودخلت لغرفة نور.... نور التفتت على جولي المحمر وجهها، نهضت وفهمت مشاعر جولي....نظرت كيف تفرك يديها بتوتر...ابتسمت بوجه جولي بهدوء رغم انها تشعر بدأت تفقد صبرها وهي تحاول ان تتحلّى بالهدوء والسكينة ..... وضعت كفيها على اكتاف جولي.....
وكانت جولي مطأطأة برأسها ولكن نور رفعت رأسها بطرف ذقنها .... : جولي...ما راح ابعدك عنها......انا مو مثلهم انانية.....


جولي شعرت بهم قليل انزاح عنها ثم اكملت نور: فاهمه شقلت انا؟

هزت جولي رأسها نور بلا مقدمات: ديري بالك عليها لو صار فيني شي......خليك ماسكة بيدها.....



جولي شعرت بالخوف من حديثها ولكن هزت رأسها وفاجأتها نور عندما احتضنتها بقوة .....وهي تتنهّد بصوت مسموع ...حقيقةً نور تريد حضن ....تستمد منه طاقتها لمواجهة يوسف.....ومن معه....ثم ابتعدت ...ودخلت بخطى سريعة للخلاء...محاولةً ان تبعد وجهها عن انظار جولي



لكي لا تقع عينيها على احتقانه اثر كتمانها للدموع من الجريان على خديها.....اقفلت الباب عليها.....نظرت لوجهها ....النغزات مستمرة....وتطّور معها ضيق تنفسها...تشعر بالخوف...ورجليها وقدميها يرجفان.....غسلت وجهها عدّت مرات ستخرج الآن وتراه هل حقا....ستنظر لعينيه....

ولكن كيف تعاتبه؟ ...كيف ستشرح له وجعها؟ كيف تستقبله؟!


نظرت لشكلها المبهدل فقامت اولًا بترتيب شعرها...ربطته بعشوائية ليتدلى على ظهرها.. رتبت بدلتها السوداء....حدّقت في الجينز الأسود الذي ترتديه....كانت ستغيره ولكن سألت نفسها لماذا هي مهتمة لهذا اللقاء؟



نفضت رأسها.....ثم انحنت على مغسلة اليدين...من شّدت اضطرابها شعرت انها ستستفرغ في اي لحظة ولم تـأخذ ثوان عدة حتى بها استفرغت سائل...اعتصر بلعومها.....واستنزف طاقتها...


فتحت الماء وبدأت تكح...وتبكي....بصوت خفيف...غسلت وجهها....وتمضمضت بالماء البارد....اغمضت عينيها بقوة
وهمست بوجع : وينك يمه!
ثم شدّت بيديها على بدلتها لتقاوم شعور اضطراب معدتها اثر التوتر.....عادت ارشحت وجهها ثم خرجت دون أن تنظر لوجهها المحمر
مشت بخطوات مضطربة لناحية جولي ونظرت إليها ثم همست لها برجفه : ديري بالك ع سندرا



... جولي التفتت عليها وانفجعت من احمرار وجهها وارتفاع صدرها وهبوطه ليدل على صعوبة تنفسها نهضت ولكن اشارت لها: انا بخير...جلسي جنبها


ثم توجهت للباب وقفت ووضعت يديها على المقبض اغمضت عينيها تردده في الخروج......مضطربة من لقاء من تركها طيلة هذه السنوات ......همست : يا رب
.
.




بينما يوسف....خائف....من كل شيء....قلبه يرجف.....نفذ صبره...يهز برجليه...يريد ان يشتم رائحتها العطرة...يريد ان يخبرها انه لم يذق العيش بسلام من بعدها....يريد ان يضعها ما بين ثنايا صدره ويخبئها





نفذ صبره ونهض: نورة وينها يا امير؟

ناصر وقف مع ابيه ومسك يده ولكن والده سحب يده منه وهو يتقدم لأمير

ووقف هنا مراد وماكس

كرر بعينين محمرتين :وين بنتي؟!



... شعرت بالخدر هنا.....وزادت رجفتها ...اذا هذا صوت يوسف....هذا وجعها.....هذا عقابها
.
.

بو خالد بخوف: يوسف اهدأ

أمير حقيقة طاقته نفذت لا يريد ان ينظر لوجه يوسف لكي لا يزيد وجع ضميره اكثر ولا يريد أن يوجع قلب نور بهذا اللقاء ولكن هو مجبور ....مجبور على ذلك يريد أن يتخلّص من ذنوبه التي اغرقته واغرقت محبوبته!



اشار لماكس: روح نادها

ودّ مراد لو يعترض طريقه ليوقفه ولكن صوتها وصلهم بعد ان خرجت من الغرفة
خرجت بعد ان شعرت أنّ هناك حرب ستُقام إن تأخرت اكثر....وهي لا تريد حربًا قاتلة بل تريد حرب باردة تكسر الضمائر فيها وتكسر القلوب!
خرجت بعد ان

لبست لباس خفيف من القوة تقدمت وهي تخبأ رجفة يديها في مخبأ الجينز. تحاول أن تتزن في مشيتها ....وتركّز بناظريها على الجميع!!
.
.

تحدثت وهي تنظر للجميع وكأنها تبحث عن شيء ما: شفيكم ....مستعجلين على شوفتي؟








ثم كتّفت يديها ، شعرت بنبضات قلبها تدق دماغها من شّدت وقوة دفع الدم ...تشعر انّ الجدران التصقت مع بعضها البعض لتقتلها باختناق تخافه.....تدور بعينها ببرود...وبداخلها لواهيب من النيران التي قتلت قلبها بنغزاته... اقتربت اكثر من الكنب حاولت ان تبّين هدوئها وهذا امر يتطلب طاقة عظيمة!

يوسف....لم يزحزح نظره عنها.......بعد ان سمع لكنتها......نبرتها......شعر انه سيسقط ع الأرض......


ولكن ناصر تدارك الوضع وامسك ابيه بينما بو خالد اخذ ينظر اليها دون ان يرمش.....وينظر لأخيه خوفا عليه من هذه الصدمة



..... ابيها اخذ يفصل وجهها.....عينيها...رسمتهما السحرية.....حواجبها وتموج طرفهما بانزعاج واضح تحاول ان تخفيه...انفها الشامخ...أرنبته المحمرة أثر البكاء......انتفاخ جفنيها ليدل على نوبة بكاؤها المستمر لساعات طويلة .....



ووجنتيها ...الشاحبتين...وشفتيها التي ترتعشان وتعض عليهما بخفة وتبللهما ليتلونا قليلًا بالورودة.....ارتعشت اطرافه....يا الله....كبرت طفلته....كبرت وأصبحت يافعة .....تقف بشموخ....رغم الانكسارات التي تحاول ان تخفيها ......نظر لشعرها لوهلة...لطوله.....نظر لطول هامتها......وضعف جسدها.....وترددها في التقدم ...خطوة والوقوف عند تلك النقطة ....حدّق من جديد لضعف جسدها وذبوله.....لم يفت عليه رجفتها.....

كبرت هذه ليست طفلته.......وأخذت الكثير من والدتها.....نظرتها......طولها... ..

وكيف تخرج امام طليقها وماكس دون حجاب...دون عباء تستر جسدها الضعيف؟
احقا هي ليست نورة كما قالوا له؟
غيرته عليها اخذت تعبث بداخله لتثير غبار الغضب

....ولكن الندم وعذاب الضمير مسيطران عليه اكثر من غضبه لوقوفها امامهم بهذا اللباس

لا يدري كيف قادته رجاله بصعوبة بالغة في الألم والمعاناة
سحب رجله اليمنى ثم اليسرى....وعينيه لم ترمشا بعد ماكس في الواقع خائف على نور للغاية فعزلتها في الغرفة لساعات طويلة والمصحوبة بسهر لم يخلو من البكاء والعتاب ادخل في قلبه خوف عظيم عليها وندم على عدم شجاعته للموافقة على طلبها منه!



مراد كان متشوّق لمعرفة ردت فعلها ما ان يقترب لكي تُعطيه نصف اشارة على ما ينوي فعله


امير تلاشى وأخذت الرجفة تسيطر عليه خائف من ان تبيعه عنادا له


ابا خالد خائف على اخيه من ردت فعلها.....شكلها لا يُطمئن .....هذه ليست ابنتهم ....ليست ابنت الناصي!

بينما ناصر مصعوق وغير قادر على ان يستوعب هذه نورة اخته ...الذي شاركها في اللعب معها وهما طفلان صغيران يشعر انها غريبة ......وبعيدة جدًا من ان تكون اخته!



اقترب يوسف واصبح امامها مباشرة يحدّق بها وكأنه لا يريد ان ينسى ملامح وجهها....وكانه يحفظ دقّة رسمة وجهها.....عينيه تلمعان بالدمع ....يديه ترتجفان....وشفتيه تحاول أن تخرج الكلمات من فاهه!
.
.


شعرت ببرودة اطرافها فجأة...تشعر انفاسها بدأت تُسمع...شعرت بالاختناق....عرفته....هو يوسف...الشخص الذي سرق منها واحد وعشرون سنة.....اشتاقت اليه ، اشتاقت لأحضانه......ولكن....في الآن نفسه شعرت انه ليس يوسف ذاته ....تشعر انه غريب ولا تريده.......لأنه وبكل بساطه.....باعها ....تنازل عنها كيف تستقبله برأيه؟
لا شيء يشجعها على قبوله لا الحقائق
ولا وجوده.....نعم تشتاقه...ولكن تشعر انه غريب....
تشعر انه خائن مثل الجميع.....ومجيئه هنا.....سببًا ليلهب جراحاته فقط
.
.
همّ في احتضانها بيديه المرتجفتين وبشكل سريع افاقت على نفسها و ابتعدت

ثم مشت مبتعدة عنه قائلة بنبرة قاتلة لفؤاده: انت يوسف؟


ابا خالد علم انّ العاصفة الآن ستهب على اخيه برياحها العتية علم انه حان وقت المواجهة والتبرير

ناصر كره ردت فعلها وخفق قلبه لكسر رغبة والده من احتضانها
اما مراد ا ابتسم بسخرية وانزاح من على قلبه ثقل!

وماكس بقي ينظر لهم بشتات

ناصر لم يتحمل السكون والنظرات مشى بالقرب من والده وامسك يده ونظر اليها بحده مردفا: هذا ابوك يا نورة


حدّقت في وجهه بتمعن تريد ان تخمن من يكون ولكن عجزت من ان تعرفه تساءلت بوجع: نورة مين؟
هي بنظرها نورة ....شخص مغاير .....وشخص فريد ....لا يمس نور بصلة.....هي اماتت نورة من داخلها مُنذ العاشرة من سنها او ربما التاسعة!
.
.

امير لم تخفى عليه رجفة ساقيها ومشيها خطوة للوراء بحيرة خائف، من هذا اللقاء المستمر بالتحديق!


بو خالد اقترب هنا وتحدث وهو يقول: يوسف... يوسف ...
كان يريد من أخيه الانسحاب
شعر بالخوف على يوسف من هذا التحديق
ينظر إليها بشوق.....وجسد مهتز...ونفس متسارع
لا يريد حقًّا ان يخسر أخيه
لذلك نداه لينسحبا ولكن

ابا ناصر اقترب منها

به شوق عظيم يدفعه لاحتضانها، يصرخ به لا تفرط بها ولكن كلما اقترب ابتعدت عنه خطوة لتُرضي بها دون قصد قلب مراد!

.
.
.
نور بأفعالها تقسي حتى على نفسها ولكن لا تستطيع ان تفعلها لن تحتضنه ...
هو اللأساسي في عذابها...في كرهها للحياة ربما تغفر للجميع إلّا هو!

لا تستطيع ابدا من ان تجعله يحتضنها مد يده برجاء وضعف: بنتي نورة



تحدثت أخيرًا بصوت مرتجف وهي تهز رأسها بعنف: عظم الله اجرك فيها!

... ابا خالد حدّق بها مطولًّا
كم هي قاسية على يوسف كم هي عديمة للأحاسيس بوقوفها هكذا دون ان تثار مشاعر اشتياق لناحية والدها
هو لا يعلم انها مجتهدة في بذل طاقتها لتقف امامهم على الصورة التي يشاهدونها الآن....


ناصر بحزم: يبه نمشي؟


يوسف مصّر على احتضانها.....على شم رائحتها...على الطبطبة عليها....هي مجروحة واحتضانه لها سيداوي جزء بسيط من هذه الجروح......اقترب....

وهي توقفت عند نقطه لا تستطيع الحراك فيها....بقيت محاصرة....بمخاوفها.....وعدم سيطرتها على الرجفات.....ضخمّت عليها تسارع نبضات قلبها.....وقعت في فخ الذكريات....اخذت تتذكر يوسف....وهي صغيرة.....تتذكر كيف ودّعته...وودّعها بصمت دون احتضان....هل هو نادم انه لم يحتضنها والآن....يريد أن يعوضها عن ذلك الحضن الذي مرّه عليه الدّهر؟!

ابتلعت ريقها...ورمشت عدّت مرات بعد ان فهمت انه لن يتراجع من ان يقتطف من عقلها تلك الذكريات! ....رجفتها بلغت منتهاها ...وقلبها يطلبها الرجاء من ألا تجبره على هذا العذاب



شعرت بغشاوة على عينيها لتنبأها عن قدوم و نزول دموع ثقيله على خديها....شعرت بعدها بدوار...... مفاجأ تحدثت: اي خذ ابوك وامش


ناصر صدم هل عرفته؟ في الواقع لا ولكن هي قالت هكذا على سياق الجملة
يوسف اقترب اكثر وكانه تحت تأثير ابوي مغنطيسي يشدذه إليها...تقدم خطوتين ...واخيرًا انتهى عذابه وبدأ عذابها .....واحتضنها بقوة حتى بها شهقت



شعرت بالخوف....بالضياع.....بالشتات. ..تشعر بالغرابة .....تشعر انه غريب عليها....يؤلمها احتضانه لها....يوجعها شدها إليه......

واحدة وعشرون سنة من الضياع......من عذاب الضمير....من التخبط والتفكير....في صحة ما قالاه له؟......واحد وعشرون سنة.....من البكاء الصامت بلا دموع......والخوف من الله انه ظالم بحقها.......خدعوه......ولكن هو اخطأ بقراره .....هو اظلمها اكثر منهم......بتخليه عنها.......الآن لن يتخلّى....لن يجعلها تهرب منه.......اشتّم رائحتها....وبكى بصمت.......



بينما هي لا تريد ان يعبث بمشاعرها بزيف مشاعره هو من تخلّى عنها هو من اوجع قلبها هو من اختار مصيرها
لم تستطع ان تبادره هذا الاحتضان....وتهمس له انها اشتاقت له !.....تشعر بمرارة هذا الحضن المتأخر.....حقيقةً شعرت انه يبحث عنها وهي ما بين يديه.....بكاؤه الصامت بجسد يرتجف....ارجف قلبها...ولكن كل شيء اتى متأخرًا وبصورة زرعت في قلبها التذبذب والثقة به وبالجميع
.
.



يوسف....انهار باكيا....انهار مشتاقا...رائحتها لم تتغير.....شعر برجفتها.....كلما شدّ عليها.....شعر..بضعفها وبمحاولة مقاومتها للبكاء
ابا خالد دمعت عينيه وناصر اصبح خلف أبيه تماما يطبطب على ظهره
امير وقع قلبه في الأرض خانته رجليه وسقط على الكنبة منهارا مما هو آتي

مراد ازدرد ريقه لسكون نور في احضان يوسف

ماكس يترقب عاصفتها التي ستكسر كل التوقعات بينما هي.....تشعر بنيران تتآكل بقلبها وبنغزات تزداد كلما شدّ عليها قبضّت على يديها وشدّت عليهما بقوة
وشعر بضيق تنفسها يزداد أيضا

حاولت ان تُعطي نفسها فرصةً لتبادره بهذا الاحتضان ثم تحرقه بابتعادها عنه ولكن لم تستطع...اغمضت عينيها...ودّت لو جاء لها .....وهي في سن الثلاثة عشر سنة على الأقل.......
حقًّا تأخر عليها!
شدّت على عينيها بقوة
شعرت روحها ستخرج من مكانها....ضيّق حضنك يا يسوف عليها ....تقسم انه ضيّق!

....لم تتحمل صرخت ....وهي تبعده عنها :ووووخررررر!



حتى به تراجع للوراء ولكن شده ناصر اليه بصدمة واتزن يوسف في وقفته بينما ناصر لم يتحمل ذل ابيه امام الجميع
شعر بانكسار ابيه....وتنهده .....واحراجه هكذا فجأة على ردّت فعلها

اقترب منها بعد ان تقدم خطوة للأمام والكمها كف قوي ليترك بصمة أصابع يده على خدها الشاحب حتى صدم الجميع بذلك
نور اهتز جسدها......وترنحّت لليمين والشمال ثم استقرت في نقطة اتزانها عقدت حاجبيها منصدمه من كل شيء ليس من هذه اللكمة فقط!

امير وقف هنا ومراد كاد أن يتدخل ولكن ماكس امسك كف يده ليوقف جنون افعاله

ابا خالد صعق وعقد لسانه يوسف بكى بدموع


لا تدري ماذا حدث شعرت انها لا تراهم اغمضت عينيها وشدّت على قبضة يديها....فتحت عينها ببطء ورأتهم بشكل ضبابي...تنفست بصوت مسموع....

ثم هاجت على ناصر تصرخ في وجه :وصل الكف....الحين برا.....اطلع برا

.... ناصر فقد سيطرته على نفسه امسك كتفيها وحركها بعنف للأمام والخلف: ما حنا بطالعين...وبسمعين لأبوي اللي هو ابوك


سحبت نفسها من يديه....صرخت من جديد بانهيار واخذ دخان غضبها يتصاعد لأعلى.....


ذهلت الجميع بقولها: وش بقول؟

وبصرخة اعلى :بقووووول خيانة امك هي من خلتني اتخلّى عنك؟....بقوووووول سامحيني؟


صرخت بصوت اقوى وهي تشير لهم بعشوائية ورجفه :ما راح اسامح احد


اقتربت من يوسف دفعته من كتفه بيد مرتجفة: ماااااا بسامحك لا انت ولا ديانا ولا اااامييييررر


ثم مشت وهي تتخبط لتسير لمراد وبصرخة :ولا انت

... ثم التفتت على يوسف :طلعوا من حياتييي ابي اعيييييش

براحه وضربت ع رأسها بقوة :وطلعوا من هنا

يوسف بكى بدموع: نورة.....


همت بضربه وهي تصرخ ولكن الجدار كان اقرب لها منه فلكمته دون وعي واحدثت بيدها كدمة صغيرة لم تحس بوجعها ابدًا!
صرخت بانفعال جنوني :قلت لك نوووورة مااااتتت من واحد وعسرين سننننننننة....

بو خالد حينما علم انها بدأت تدخل في عولمة الغضب والعتاب اقترب من أخيه :يوسف نمشي ونرجع من جديد لم تهدأ الأمور....

صرخت هنا: لا ترجعون امير

نهض وكان سيقترب منها ولكن ركلت الطاولة التي امامها لتضرب ساقيه بقوة، سمحت لنفسها الآن ان تعود لغضبها وحرقان الاعصاب.....لم تستطع ان تكبح ذاتها لآخر رمق...ما يحدث الآن اكبر مما تظن يريدون منها....التسامح.....العفو.....ال استمرارية في الحياة وكأنّ شيئًا لم يكن أيقعل هذا؟

والخسائر التي خسرتها؟ كيف سيعوضونها بدلًا عنها!

تعلم لا بديل لكل الأشياء التي خسرتها لذلك

صرخت :لا تقرب....

توجع ولكن فهم انها دخلت في نوبة افقدتها عقلها تماما ماكس تذكرها حينما رمت السكين عليه علم انها منهارة بطريقه مشابه فيها لذاك اليوم
وكان متيقن هدوئها لم يكن إلا تمهيدًا لكل عواصفها الآن!


نور احتقن الدم في وجهها صدرها بدأ يرتفع ويهبط بعنف صرخت: كلكم هدمتوا كياني.....وكلكم تحرقوني لقلتوا سامحيني.....ماقدر اسامح ولا واحد فيكم لأنكم ظلمتوني.....
....ووصلتوني ع هالشكلية.....


هذي واشارت لنفسها مشت بترّنح......وهي تحاول التماسك....تحاول إلّا تخضع لشعور يصرخ بإنزالها للأعماق للظلام


نظرت ليوسف....رمشت مرتين.....نظرت لدموعه.....لرجفته.....لعدم قدرته على الحركة والتقدم لناحيتها.....التفتت ونظرت للجميع....وسمعت صوت ابنتها تصرخ تريد ان تخرج لها وهي تكرر من خلف الجدران وباب الغرفة: ماما.....ماما


يوسف طُعن في قلبه تمامًا هذا صوت حفيدته كم هو مؤلم شعوره....شلّا لسانه عن الحديث.....
أي حٍب سقيم سكن في قلبه حتى يوصل به إلى هذه المواصيل والعديد من الخُسران؟


....احب ديانا بل عشقها.... كحب اول.....رغم انه كان متزوج بابنت عمه...ولكن لم يحبها مثلما احب ديانا....لذلك خيانتها....لم تكن هينة وان لم يكن يحبها ....وطء الخيانة لن يختلف عليه...

فهو رجل...يعرف الحلال والحرام...يعرف معنى الغيره....وما فعلته به ديانا اثار غيرته وغضبه .......


وعلم حينها انه استغفل لفترة ليست هيّنة.... طوال الثمان سنوات.....كانت تستغفله...وتخدعه ...و...بعد وقوعه على ذنبها لا يدري ماذا حدث لعقله !....عقله توقف عن التفريق بين القرارات الصائبة والخاطئة والظروف اقفلت على عنقه بشدة....كيف يبرر لها؟


...كيف سييخبرها انه ندم وبشدة....كيف يخفف عنها؟



وصوت ابنتها ....اخذه لعالم آخر....اذا اصبح جد...ابنتها أوّل حفيدة له......مؤلم....ما يدور حوله...ويراه عقاب......... ازدرد ريقه تحدث وهو يجاهد نبرة الألم....ويجاهد نفسه بألا يصرخ اشتياقا قائلًا

(انسي كل شي وتعالي لحضن ابوك يا نورة.....انا وقتها ما كنت ادري وشلون تخلييت عنك....وقتها كنت مجروح يا نورة(.....
كل ما همس به : ندمان يا نورة......وكنت وقتها موجوع....مادري كيف خذت قراري أصلا....

ابتسمت بسخرية وهي ترمش وتتحرك بعشوائية لا تريد الخضوع لشيء هي تخافه!
وتخاف ان يحدث لها للمرة الثالثة!

تحدثت بهذيان غير مرتب : ندمان؟....مهما كان وجعك من ديانا....المفروض ما تركتني



امير بكى بدموع وهو يمسح على وجهه عدت مرات

ماكس كان يراقبها بدقة وعلم انها تحاول السيطرة على رجفتها ولكن لن تسيطر عليها ان طبقت على عنقها لن تسيطر ابد
مراد وقف يحدّق بها ببهوت.....وفي قلبه غصّة وجع عليها....وندم على اتباعه لأخيه...

يوسف اخذ يتفاعل معها ويتقدم لناحيتها وهو منفعل قليلًا بنبرته وشكله حتى ناصر كان سيمسك به ولكن امسك يده الممدودة عمه وهو يهمس له: اتركه

يوسف: كلامك صحيح....يا بنتي....بس انا غلطت ...وقتها...وقررت اقسى قرار علي وعليك......يا نورة....انا انخدعت.....ثمان سنين مخدوع....ثمان سنين....واانا ...


مغفل... امير فهم معاني كلماته ...ديانا خانته من قلبها ....لم تحب يوسف قط....بل تكرهه لأنه سببا في انفصالهما عن بعضهما البعض ....حقا كان يحادثها سرا طيلة الثمان سنوات ....فهو الآخر لم يتنازل عنها كما هي لم تفعل.....فكروا بأنانّية....حتى بهما التقاء بشرط ظلم اشخاص بريئين ....



نور كانت مركزة على صوت ابنتها اكثر مما تسمع صوت والدها ما زالت سندرا على هذه الأثناء من التوتر والتخبط تصرخ تريد ان تخرج من الغرفة وجولي تمنعها تكرر: ماما


همست وهي واقفة كالمخدرة.....تشعر بخدر في اطراف جسدها....تشعر بتوقف حواسها ...تقدمت خطوة للوراء وهي ترمش بطريقة غريبة متكررة....وعشوائية بشكل ملحوظ: بننننتي!!

فجأة انقطعت الأصوات عن مسامعها كليًّا ، واخذت تسمع طنين مزعج ...ومخيف ...


حاولت ان تخطو خطوة اخرى ولكن.....هوت بشكل مفاجأ على الأرض ......كاللوح الساقط مع الرياح القوية....سقطت تحت انظار الجميع الذين توقفوا عن الحركة بسبب صدمتهم.....ارتطام جسدها على الأرض اصدر في فؤاد يوسف الفجعة


مراد بلا وعي صرخ: ياااااربي....


وهذه الكلمة لفتت انظار امير الذي وقف ينظر لنور برجفه وغياب عقلي واضح نظر لمراد وكيف ركض لنور الذي تتحرك بعشوائية ع الأرض .....وتأن بأنين مسموع على مسامع الكل....والدم يخرج من فمها بغزارة!



ماكس في الواقع ركض قبل امير سحب الشال من على عنقه...ووضع طرفه في فمها وكانت شادة جدا اسنانها التي تعض ع طرف لسانها ....استطاع ان يدخله ليوقفها من العض على لسانها ناصر نظر لابيه المفجوع جاثلًا على



ركبتيه يحاول التحدث ولكن اختفى صوته تحدث بصدمة: يبه
بو خالد هرع لأخيه: يوسف
يوسف ضاق الكون عليه همس
: بنتتتتتتتتتي



ماكس صرخ في وجه مراد حينما وضع يده تحت رقبتها والأخرى تحت ساقيها لحملها: لا راح تأذيها


ابا سلطان سمع الصراخ، سمع همهماتهم وحركتهم المستمرة كان سيدخل ولكن توقف لآخر لحظة وهو متوتر للغاية


بينما مراد تركها ونظر اليه ماكس بحده: اطلب الإسعاف

ثم انحنى على نور قليلًا ومسح على شعرها تحدث بخوف واضطراب: نوى اهدي.....اهدي.....انتي بخير...كل شي بخير...انا موافق....موافق نور...على طلبك...بس بليييز اهدي......لا تششدي ع نفسك......لا تشدي.....


مسح على خدها بلطف تحت انظارهم المتلاشية اثر الصدمة


ثم قال:راح نعيش سوا.....سندرا....معنا......ماراح اعمل فيكي...متلهم....اوعدك...


مراد غضب.....ماذا يقول؟ هل يعني انه يريدها....يريدها لنفسه؟...يتزوجها


بينما امير هز رأسه بلا
بلا معنى! معنى لم يتقدم لناحيتها....ولم يتحرك.....كان في غاية صدمته .....وذعره من أنّ الموت الآن يتخطف أنفاسها وبصرها...

والدها يحدق بها دون ان يرمش البقية خائفون متى ستنتهي هذه النوبة؟

وضع ماكس يده على كفها بعد ان بسطتها بشكل جزئي ثم همس : كل شي بخير نور.....لا تخافي....ما فيه شي يخوف

مرّت دقيقة وهي على هذا الحال ثم توقف جسدها عن الأرتعاش فاقترب هنا يوسف يريد ان يلمسها ويتأكد من بقاؤها على هذه الحياة!

ولكن ماكس تحدث دون ان ينظر اليه: بليز بعّد عنها.....محتاجه هواء


ثم اخذ يحدثها : نور تسمعيني؟

كان صدرها يهبط ويرتفع بقوة منحرها وجبيينها يتصببان عرقا......ما زالت تأن وهي شادة على عينيها بقوة....تشعر انها في عالم آخر....عالم ....مخيف....يخنقها...ويطبّق على جسدها ليعتصرها ويوقف مقاومتها ألاإرادية

ماكس نظر لمراد: اتصلت بالإسعاف؟

لم يجيبه بل تفحصه بحقد وغضب....وهو يشد على قبضة يده....هز رأسه بلا دون ان يرمش فانحنى ماكس بشكل سريع حملها ثم خرج وخرج يوسف وناصر وابا خالد معه وبقي امير مصعوق وملذوع مما حدث بينما....مراد ...مسح على رأسه.....وهو يشتم ويسب... ثم تبعهم

أبا سلطان ذهل مما رآه...تساءل ماذا حدث ....ولكن تحدث أبا خالد: اركب السيارة واتصل على سلطان!
.
.
.
.
.
قراءة ممتعة للجميع



تحياتي


شتات الكون




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 11:52 PM   #62

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي

البارت الثلاثون






.
.
.
قبل ما ندخل في البارت راح أنبّه على شيء يمكن حقيقي غفلت عنه!
*علاقة شيخة ببندر*
اولًا
انا لست من ممن يؤدي هذا النّوع من العلاقات
علاقات محرمة وهذا الأمر مفروض منه!

ولها توابع وعقوبات دنياوية وأخروية
وإن كان بندر حقًّا قاصد الزواج بها
ليس من حقّه ابدًا ان يحادثها في الخفاء

فأنا كما ذكرت ببداية الرواية
ليست ممن يزيّن الحرام
ولكن حاولت أن اتطرق لهذا الموضوع دون ان اخوض فيه بشكل متوسع......لأسباب كُثر!
فشخصيات روايتي ليسوا منزهّين عن الأخطاء
وإن لم اوضّح عقوبة هذا الأمر لا يعني انني اشجّع واحث عليه
يمكن طريقة كتابتي عنهم ربما يراها البعض تُشجّع على مثل هذه العلاقات
وتزيّنه للمراهقات ولكن حقيقةً
انا اخطأ وأصيب فيما اكتب
وواقعيًّا انا ضد هذه العلاقات التي حرمها الله عزوجل
فأحببت انوّه على امرهما
وإن كانت نهاية الامر في روايتي مغاير لِم نسمعه وهذا ربما يحدث بنسبة ضئيلة
هذا لا يُعني في الواقع انها دومًا ما تكون بنتيجة كما أنا كتبتها هنا......ولكن حقًّا لا اريد ان اتطرق للخوض فيها من منحنى آخر انا قادرة على الخوض فيه ولكن اعلم انّ الامر سيطول.....وربما موازين الاحداث ستتغيّر....ولكن حقًّا لا اريد ان اخوض فيه بشكل مفصّل!
فالأمر سيكون مشابه قليلًا لروايتي السابقة
(لجّة الذكريات )
ولكن على منحنيات ومسميات ونوايا أخرى ...ولكن سيبقى الأمر تقليديًا ان فعلت هكذا
لذلك لن اسهب فيه!

وأنا حينما تطرقت بها لا اقصد الامتثال بها
فالحلال بيّن والحرام بيّن
ولكن كما ذكرت
بقدر ما اوتيت من جهد وطاقة حاولت ان انسج أحداث وشخصيات قريبة من الواقع دون مثالية او مبالغة في التنزيه!
فأرجو ألا يقتدي بهما أحد ....فمثل هذه العلاقات محرمة
ولا ترضي الله عزوجل

(اللهم بلغت اللهم فاشهد)

.
.
.
.
الظروف تُجبر الإنسان في بعض الحين على ارتكاب الحماقات!
وهذا لا يُعني انه بريء مما يفعله
فالله عزوّجل جعل لنا عقل لنتفقه به
وقلب لندرك به مشاعرنا
ولكن ردود الأفعال تنقسم من خلال الإنسان المؤمن
والانسان العجول
والانسان الضعيف
والانسان المشكك
والانسان الناكر
والانسان الشقي

ردود أفعال قد تمتاز بالعقلانية والثبات والصبر
والأخرى بالتعجّل والإنكار وكذلك الشكوك

ليس من السهل أن يكون الإنسان مثاليًّا
ولكن ليس من الصعب ان يكون راضيًّا بكل ما يحدث له
إن كان يؤمن بالله وبالقدر خيره وشره!

.
.
.
النفوس الضعيفة مع كل هبّة ريح وأخرى تهتز، تريد من يشد بها لتشد به وتتشبّث لتنعم بالراحة
تريد من ينجّيها من هفوات الخوف والضعف والأنانية من الغرق لتجاهل أمور عدّة
.
.
.
بينما هي
يضيق بها تنفسها، لم ترحمها ذاكرتها في تذكر كل شيء باتت صور أهلها تتدفق عليها بشكل مخيف
جدها وحنقه عليها جدتها وغضبها اللا مبرر له تسمع أصواتهم المتداخلة مضى من عمرها واحد وعشرون سنة من الضياع
ادركت كل شيء الآن
هي ضائعة مُنذ الثامنة من عمرها
وجه يوسف ذكّرها بالكثير من الأشياء
كُره بعض الأشخاص من حولها آنذاك
تملل بعض الافراد منها........شعرت رغم انّ والدها قريب إلا انه بعيد...لم يحميها بشكل مثالي.....حتى به تنازل عنها بسهولة لتنمسح من ذاكرتها الثمان سنوات التي مضتها معه فراقهما لم يكن فقط ثلاثة عشر بل واحد وعشرون سنة !
بتخليه عنها محت الثمان سنوات.....محت فضائله عليها....امير لم يقصّر ابدًا في جعلها تكره....هي كرهته وكرهت نفسها والجميع ولكن حقًا هو احّب ديانا بشكل كبير بشكل اعمى عينيه عنها لتخلّيه عن زوجته....أولاده في وقتها.....حتى به تخلّى عنها هي دون أن يُدرك.......وبلقاؤه هذا ادركت حقًّا انّ الفراق بينهما لم يكن إلا واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر سنة فقط!


كانت واقعيًّا تصرخ تُريد النجاة ولكن لا توجد موجات صوتية تصطدم بجزيئات الهواء لتترجم لنا عمّ تقوله تريد النجاة من جميع الذكريات والمخاوف!

تشعر بالخدر....بالانهماك....بالغوص في وحل لزج.......منصتة لأسئلة الدكتور بل هادئة وكأنها تستمع إليه ...ولكن تشعر انها فاقدة لحواسها في الواقع....

سمعت انه يسأل بشكل فوضاوي!
هل تلقيتِ إحدى التهديدات او التحذيرات قبل النوبة؟

ما هو شعورك بعد انتهاء النوبة؟

حاولت ان تُجيبه ولكن لم تستطع
لذلك بدوا
بإجراء الفحوصات الطبية البحتة
فحوصات الدم كفحص السكري
للتعرف على نسبة مستوى الدم في السكر لتحديد ما إن كان هو سببًا رئيسيًا لحدوث النوبة
كما انها خضعت لفحص الدماغ واخذ صور تفصيلية بالتصوير الرنين المغناطسي
لا تدري كم مضى من الوقت وهي تخضع لهذه الفحوصات التي اتعبتها؟

ولكن بعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات ونصف!
وصل الطبيب للنتيجة
التي أكدّ فيها انّ نور تُعاني من صرع نفسي
من نوع نوبات الصرع الانفصالية
والتي تحدث دون وعي ، وتجعلها غير قادرة على السيطرة على هذه النوبة ولا تستطيع حتى التحّرك من مكانها !
ومن مسببات هذا النوع من الصرع
حالات الاضطراب القلق العام
والاضطرابات والصدمات العاطفية
وكذلك اضطرابات ما بعد الصدمة
والكثير من المسببات ولكن ذكرت اوّل المسببات التي أدّت لتدهور حالة نور هنا فقط!
.
.
.

الجميع ذُهل....يوسف ....الآن استوعب معاناة ابنته.....الآن ادرك انها فارقته مُنذ زمن طويل......الآن يستطيع ان يثبت انه فاقدها حقًّا مُنذ واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر.....

حُبه لديانا.....اوقع به في الفخ....جعله كالقريب البعيد.....جعله يتوجّع بعُمق.......ينفث على جراحته رذاذ مالح ليلتهب.....تخلّى عنها.....مُنذ تلك اللحظة....ومحى من ذاكرته حبها...وتناسى بذاكرته الثمان السنوات ليحظى بعدها براحة مؤقته .....ليعوّض به ويستعيد طمأنينة منزله!

ولكن خسر.....خسر قطعة كبيرة من قلبه.......لم يخسر نورة فقط.......بل خسر كيانه بعدها.....لم يتحمّل.....حينما سلطان ترجم لهما على حده ما قال الطبيب.....خرّ جالسًا على الأرض بقلة حيلة......

لا يستطيع ان يتصوّر ما عانتهُ، لا يستطيع ان يبرر لها تخليه عنها أكثر من هكذا فطاقتهُ نفذت وهي من الواضح لن تتحمل المزيد منه!
النوافذ والأبواب أصبحت مؤصدة في وجهه
جلس أبا خالد امامه أخيه
وشدّ ازره أبا سلطان
وناصر كان ما بين التصديق وعدم التصديق
تحدث سلطان
بعد ان رأى خوف الجميع
حاول ان يخفف عنهم: عمي.....هالشي ما هوب خطر....اذكر الله.....
وإن لم يكن خطرًا، ابنته ليست بعيدة عن الخطورة ابدًا!
رفع يوسف رأسه وسقطت انظاره على أمير الجالس على الكرسي
كان منحني للأمام واضعًا كفي يديه على رأسه ويهز بجسده كالبندول.....بعينين محمرتين ودموع عالقة في محجره
بينما ماكس كان بجانبه يطبطب على ظهره ويخفف عنه
وطليقها ذو النظرات الحادة والتي تمزّق بنظرها ماكس كانت تخنقه
لم يتوانى في النهوض بشكل مفاجأ وسريع
حتى به انقض كالأسد الجائع على فريسته
يشعر بالاختناق
هذا هو الخائن
هذا هو الشيطان
ألا لعنة الله على الظالمين
ماذا يقول؟
اكثر من هكذا كان يلعنه رغم انه يعلم حكم اللعن ولكن خرج عن طوره ....خرج عن مثاليته .....و
اخذ يشتمه تنازل عن بعضًا من مبادئه وحتى اخلاقه
ليشتمه وينعته بأبشع الألفاظ والنعوت
طبّق بيديه على عنق أمير
اخذ يهزه يمين ويسار
يشده إليه للأمام
يصرخ بكل ما أتي من قوة: ضيييييييييييييعت لي بنتتتتتتتتتتتتتتتتتي.......ض� �عتوها الله يضيّعكم.....دمرتها يا الحقيييييييييييييير....دمرت ها انت وامها....

ناصر خشي على ابيه .....شدّه من جانبه الأيمن ليبعده وسلطان من الخلف....وابا سلطان يشد على يده اليسار وابا خالد
يكرر: اتركه عنك لا تبلي نفسك فيه....

مراد تدّخل واخذ يحاول ان يبعد أمير عن الموت وماكس يحاول ان يبعد يدي أبا ناصر
ولكن يوسف....لم يتحمل ان يتقبّل انّ نورة مرت فيما هو يكره ويبغضه.......ومن الواضح انها فعلت الكثير من الأمور التي لا يحبذه مجتمعه ....ويخالف العادات والتقاليد....وخارج عن المعتقدات الدينية الصحيحة!

شكلها.....وقوفها.....خوفها....تذ بذبها....والآن مرضها.....جعلاه يجن...ويستنتج خيوط كثيرة وإن لم تكن صحيحة!.....تجعله يشد بيديه ويلفها على عنق أمير......يريد ان ينتقم لنفسه...ولأبنته....

ناصر عندما رأى وجه أمير يتلوّن بالحمرة.....وبالزرقة قليلًا......خشي هنا من ان يفقد ابيه للأبد!

ارتفع مستوى الأدرنالين في جسده كله......حتى به سحب ابيه بقوة .....جعلت من يمسكوه...يترنحوا بعيدًا عنه....
وناصر بشكل لا ارادي ثبّت والده على الجدار
وتحدث بصوت مرتفع
: يبببببببببببببببببببببببب به لا تنساااااااانا..........لا تنسى عندك ............ناااااااااااصر....سعو ووووووود....ششششي خة........لا تنسى........لا ضيّعنا معك ييييييييييييييبه.....تكفى....� �بببببببببببببه تكفى........يكفي اللي صار لنا.....يكفي.......

سلطان تنفّس بقوة واخذ صدره يهبط ويرتفع بخوف
بينما أخيه اخذ يحدق في وجه يوسف الذي يتخطّفه الوجع، وينظر لناصر بعينين مفجوعتين
بينما أمير سقط على الأرض متعب من آلام الرصاصتين التي كادت ان تُصاب قلبه مباشرة
ومُتعب من خبر مرض نور الجديد عليه والمؤلم لقلبه

شعر انه يحتضر ليس بسبب قبضة يوسف
لا من نفسه
من انانيّته وبشاعة ما فعله بتلك المسكينة من أجل ان يحضا بحبه!
لم يتحمّل هذا الضغط الناتج من تفكيره، وألم اختناقه بسبب قبضة يدي يوسف....وألم جرحه العميق يمزّق صدره
دارت عيناه للأعلى
واستسلم للظلام
كان عن يمينه ماكس وعن يساره مراد
عندما عاد بجسده للوراء
امسكا به في الآن نفسه
وتحدث ماكس بذعر: أأأأأأأأأأمير.....
سلطان خشي من انه فارق الحياة ومسح على رأسه بخوف
مراد نهض راكضًا لمناداة الطبيب
اما يوسف لم يرمش ابدًا كان يحدّق في أمير
وحديث ابنه ناصر يتردد في عقله......
أتوا الممرضات والطبيب مع النقّالة حملوه عليها كلمح البصر واختطفوه عن انظارهم لغرفة الطوارئ


أبا خالد اقترب من أخيه...شعر بالورطة : يوسف....
أبا ناصر بتعب وبهمس: مابي اسمع شي......مابي......

أبا سلطان تحدث بجدية: يوسف...لازم تمسك اعصابك ونفسك....عارف الوضع صعب عليك ....بس تكفى ما نبي مشاكل...مانبي نخسرك......اذكر الله ....قول لا إله إلا الله....
سلطان ذهب لناحية ناصر ليهمس: ناصر اهدأ بعد انت الثاني.....اذكر ربك.....
ناصر تمتم بالاستغفار
بينما يوسف نظر لأبا سلطان تحدث بغضب: تبوني اهدأ.....واجلس اطالع فيه ببرود.......هذا اللي فرّق بيني وبين بنتي...هذا اللي وصلها لهالمواصيل....

بو خالد ليهدئه: كلنا نعرف هالشي...بس عمر الأمور ما نحلت بهالاسلوب...

بو ناصر صرخ منهارًا هنا: تطلبون مني الشي الصعبببببببببببب.....بنتي ضاعت من يديني........مادري وش لاقت وش شافت في دنيتها عشان توصل لهالمواصيل.........تبوني اهدأ واصفق له .......واقوله كفو قدرت علي....قدرت تبعدني عن الأم والبنت .....قدرت تلعب براسي ...مثل ابللللللللللللللليس...

ناصر رق قلبه هنا فقال: يبه تكفى.....اهدا......الزم ما علينا صحتك......نورة ما راح يصير فيها شي بإذن الله.....

أبا ناصر ابتسم بسخرية : خايفين علي اموت.......

حدّق بهم وبحيرتهم
اكمل: ليتني مت ولا شفت العتب والقهر اللي بعيونها ليتني مت ولا شفت هاليوم ......اللي كسر ظهري.....

سلطان تنفس بعمق
بينما أبا خالد تحدث: يوسف ......اذكر ربك.....وقول الحمد لله على كل حال.......وقوم نروح الشقة ترتاح اشوي....

أبا ناصر: اذا انتوا تعبتوا روحوا......انا بجلس...هنا....

أبا سلطان بتدخل سريع: يوسف......امش معنا ولا تعاند......انت تعبان...والاوضاع مشربكة......امش.....ارتاح....

ناصر بتأييد: صدق يبه .....نمشي واوعدك نرجع هنا بعد على الأقل ثلاث ساعات...
بو ناصر بعند: ما راح اتحرك من هنا قبل لا شوف بنيتي.....
ناصر بتنهد: يييييبه.....
أبا خالد هز رأسه لناصر بمعنى لا تكثر الحديث عليه ....
ثم تمتم بالاستغفار وحدّق لأخيه مطولًّا
وهو يحمل بنظراته معاني الأسى الثقيل!
.
.
.
.
.
في اليوم الذي فارقت روحها الحياة!
في اليوم الذي فتحت عيناها فيه لتجد نفسها في شقة طارق
ادركت انّ والدها حقًّا عاد للكويت
ادركت جزء بسيط من ليلة أمس
شعرت وكأنها بين الواعي واللاواعي حينما دخلت الشقة هنا معه
كانت متعبة
تُهذي بكلمات وعبارات
تمتم بها
وتكرر رجاؤها ببقاء والدها مشاري
كل ما تتذكره بشكل واضح وصريح
صوت طارق وهو يرتّل القرآن....

بينما طارق......احب ان ينقلها إلى شقته ...فبقاؤها في المستشفى لن يزيد امرها إلا سوءًا هي لا تعاني جسديًّا بل نفسيًّا اخرجها من هناك على مسؤوليته وهي في جزء بسيط من الواعي بسبب المهدئات التي احقنوها بها
لم تغط عينه ولم يغفي طيلة الليل...كان ....يراقبها عن بعد وعن قرب في الآن نفسه
حينما سكنت عن الهذيان والتخبّط نام....نام على جانبه الأيمن وهو جالس ومُسند نفسه على خشبة السرير الجانبية!
كان رأسه متكأ على يده الممدودة .....ورجلاه مثنيتان.....لا يشعر بالراحة ولكن من التعب والإرهاق نام!

.
.
التفتت عليه وهي تنقلب على جانبها الأيسر
وسقطت عيناها عليه
شهقت بخفة هنا وعندما ادركت من يكون شدّت على اللحاف على جسدها رغم انّ طارق لم يزيح من على جسدها الجاكيت كان الجاكيت مطبقا على جسدها تماما
ولكن شعرت بالعري أمامه!
لا تدري هُناك شعور مخيف يدفعها للإبتعاد عنه....شعور ينبض من قلبها وتلفظه من فمها بدم خاثر اسود ومّر!
تشعر انها تنظر إليه بنفس النظر التي نظرت بها إلى ادوارد حينما يقترب منها...حينما يتفحّصها....ويتغزل بجمالها....
اغمضت عينيها بقوة .....وتذكرت حينما يقترب.....ليلهب مشاعر الخوف...مشاعر الكره...مشاعر تمني الموت...ويبتعد بعد ان يتخطّف أنفاسها كالموت الذي لا مفر منه.....
ارتعش جسدها على هذه الذكرى .....وشعرت بالغثيان والخوف....
شدّت على اللحاف....واثنت ساقيها اكثر لتصطدم ركبتيها وتلتصقان في بطنها ....
ازدردت ريقها......تمنّت لو لم تصر على هذا الابتعاث...تمنّت لو بقيت عند خالتها سعاد بدلًا من كل هذا العناء......
شعرت انّ روحها سُلبت من هذا الجسد وعرّتهُ تمامًا...
ازدردت ريقها ثم ابتعدت وهي تزحف بجسدها خطوات بطيئة للوراء....شعرت بالوجع بسبب جرحها الذي تسببه لها ادوارد توقفت عن الزحف ....ثم أبعدت اللحاف ونهضت ببطء....لتتجّه للخلاء

مشت وهي تعكز قليلًا اقترب من الباب ثم فتحته واغلقته
ومع صوت اصطكاك الباب فز طارق فزعًا وهو ينظر لمكانها
: إيلاف!
عقد حاجبيه عندما لم يجدها وادرك انها دخلت للخلاء....
تحرك ثم شعر بشد عضلي في رقبته حرّك رقبته ببطء شديد ثم نهض ووقف على رجليه وهو يشعر انّ جسده كله يؤلمه.....ويشعر بتنمّل رجله اليُمنى بشكل كبير...شعر انه سيسقط ولكن توقف وزم شفتيه من شدّت الألم.....ربما كل خلايا جسده بدأت بالشد والضغط اكثر واكثر كلما تحرّك...
بلل شفتيه ثم تنفس بهدوء...واقترب من الباب وهو يعرج قليلًا...
طرق الباب بلطف: ايلاف.....
.
.
.
اين ايلاف؟
.
.
.
امام المرآة....تقف كالمجنونة تحدّق بنفسها للآثار المثيرة لإشمئزازها......وعينيها مليئتين بالدموع.....كانت تتدرّج بالنظر من فوق إلى الأسفل......تتحسس بيدها اطراف شعرها الذي اضطرت إلى قصّه لتسويته......بعد ان قصه ادوارد بشكل عشوائي.....وضعت يدها على الجرح القريب من شفتها....نزلت يدها على عنقها لتصاب برجفة شديدة الارتباك والتي تنم عن ذكرى لهذا الأثر الذي اعدم اتزانها.....ازاحت جزء بسيط من بدلتها لتكشف عن اسفل عنقها .......لم تتحمّل اهتّز جسدها وبكت......تشوّهت....تبدّلت إلى اثار مقرفة.......انزلت يدها على رجلها.....المجروحة.....شعرت بالوجع...حينما شدّت على ساقها بقوة.....وكادت تسقط ولكن شدّت بسرعة بيدها على مغسلة اليدين وانحنت عليها....اغمضت عينيها بقوة.....

ادوارد لم يأخذ عذريتها ولكن اخذ جسدها وروحها بعنف!
كرهت نفسها....كرهت كل شيء......شعرت بموجة باردة تلتهم عظام صدرها العاري......اخذت ترتجف كالعصفور ....وبدأت رجلاها .....تهتزان بلا توقف....كعود ضعيف ينتظر اللحظة المناسبة لينحني وينكسر .......

شدّت بقوة اكبر لتتمسك بطرف المغسلة .....ورفعت جزء بسيط من رأسها لتنظر لوجهها وشعرت بالدوار

تُريد حصة الآن ....تريد والدتها التي ربتها .....واغدقت عليها بالحنان الكثير في صغرها .....تريد تلك الأيادي الحانة لتطبطب عليها...وتلتهمها في احتضان اموّي عميق لتهدأ أنفاسها الخائفة...تريد ان تسمع صوتها....تريد ان تشتم رائحتها ليهدأ هذا الذعر الذي يسكن بداخلها......

واشتعل فؤادها بالحسرة.......إن بقيت معه ستظلمه....ستلهب نفسها ....وتحرقه .....هو يستحق الأفضل......يستحق الأجمل.....
تشعر انها اقل بكثير مما كانت عليه قبل .....ايادي ادوارد لوّثتها...ولا تريد ان تلوّث طارق.....ذلك الرجل الذي احبّها بصدق وأصبحت الآن تخافهّ!

تظن انها ستظلمه ......وتخشى من ان تكون أنانية حينما تقبل بأن تبقى معه للأبد!

هي لا تدري هذه الآلام والآثار....والمعاناة النفسية بسببه
لو علمت لربما قالت يستحق ان ترتبط به كعقاب أبدي!

اخذ يتسارع نفسها.....وطارق اخذ يخاف من ان تفعل شيء بنفسها

فكرر الطرق بلطف وهو يقول: ايلاف...انتي بخير؟
.

.

لا
.
.

ليست بخير.....تحتاج من الوقت الكثير لتتجاوز فيه هذه الغربة...غربة المكان...وغربة الجسد الجديد!

هي استسلمت ...تريد العودة للبلاد ...لتنسى كل شيء........وستتقبل بُعد والدها عنها رغم المسافات القصيرة التي تجمعهما!

تريد ان تشتم هواء الكويت....وتريد ان تعفّر خدها بترابها لتخفف عن اوجاعها المثقلة بالآثار والتي قَسمت ان تبقى معها كذكرى أزلية تسلب وتتخطف أنفاسها !

ارشحت وجهها بديها المرتجفتين لعلّى تطفي هذه النيران التي تشتعل بداخلها....وسريعًا ما شهقت حينما لامس الماء البارد وجهها
ثم

كحّت بعمق....التهب حلقها من الهواء الذي تستنشقه من فمها بدلًا من انفها ......التهب قلبها من الخوف الذي تسرّع نبضاته....توقّف عقلها تماما عند تلك اللحظة التي تعصف بها .....وتركت اثارًا كثيرة .......

ارشحت مرةً أخرى وجهها بالماء البارد ولكن بكميّة اكبر
وشهقت من جديد.........حتى تبلل شعرها والتصق بوجهها........نظرت لوجهها......كانت تتمنى لو تراه بلا اثار لتلك الجروح الصغيرة........كانت تتمنى تلك القطرات الساقطة التي تنساب على عنقها وتمتد إلى اسفل صدرها تمر مر السلام دون ان تختلط بتلك الاثار التي توجعها.....شدّت على اسنانها وضربت على قلبها بقبضة يدها اليُمنى....

هل أصبحت رخيصة؟
هل أصبحت بِلا شرف؟

اسألة كثيرة توجعها.......والأهم....كيف استطاع والدها التماسك حينما علم بكل شيء؟

ولماذا مرر الأمر بسلام وبتزويجها لطارق ثم ذهب للكويت!

الآن عادت لوعيها....عادت للربط والتحليل...عادت للواقع المرير...
ألي هذه الدرجة والديها لا يردانها؟
حتى بههما تنازلا عنها لطارق!

ام فعل والدها هذا الامر سريعًا من اجل ان يحمي سمعة العائلة؟
حقًّا طارق فرصة ذهبية لا يفرّط بها في هذه الأوضاع....
غضبت ببكاء....بلا صوت.....اخذت تتعمّق بالتحليل ....لتزداد نبضات قلبها وتكره نفسها اكثر
هل هي حَمل لا يُطاق؟
هل هي لا شيء بالنسبة لهما؟
(آه)
خرجت من فاهها بعد ان شدت على ساقها بقوة لرجلها المجروحة......

.
.
.
طارق اخذ يمسح على شعره......يبلل شفتيه بتوتر....متردد من ان يشد على قبضة الباب...اغمض عينيه ليعد من الواحد إلى العشرة بعد مناداتها
للدخول
قال: ايلااااااااااف....
.
.
.
ابتعدت عن المغسلة وتخبطت خطوتين للوراء ولكن لم تسقط شدّت على نفسها على الرجل ذاتها المصابة وعقدت حاجبيها واخذت تتأوّه بصوت اشبه للهمس......ثم انحنت على الجدار......واخذت تتنفّس بعمق شديد....

كل شيء فيها ملتهب....
وذاكرتها ملتهبة بذكرى إدوارد....

بللت شفتيها.....تكرار طارق لاسمها ينرفز خلاياها .......ويقشعر جسدها......لم تقم بتعديل بدلتها...ولم ترتدي الجاكيت التي خلعته ورمته في البانيو ......فكرها كان مشتت.....عقلها راكز ومتمركز في التحليل فقط.....
فتحت الباب...
.
.
.
سقطت انظاره عليها.....ازدرد ريقه....من منظرها وكأنها خارجة من حرب ضروس!

عينيين تحدقّان للفراغ....وجهه مخطوف تزيّنه قطرات ماء باردة تنساب من عليه لتسقط بكل هدوء على صدرها العاري الذي يرتفع ويهبط بشهيق وزفير موجع ....نظر لشعرها القصير وإلى الخصلات الكثيفة الملتصقة على خديها.....المصفرين.......


شعر انها ليست بوعيها......خشي من ان يقترب ويحرق المكان بغضب منها.....

مشت وهي تعكز.....وتزم شفتيها بوجع....تقدمت للأمام...تريد ان تمر من جانبيه الايسر....ولكن لم تتحمّل رجلها مستشيطه بالألم.....انحنت قليلًا وشدّت عليها اكثر ثم حاولت ان تخطو خطوتها...

وكادت تسقط بمثل حركتها وهي في الخلاء
ولكن خوف طارق جعله يقترب منها ويطوّق جسدها بيديه
لتصبح بعد ذلك في احضانه!
.
.
لم تستوعب هذا الحضن.....بل هذا الاحتضان....هذا القرب...هذه الأنفاس الخائفة...والنظرات المتفحصّة التي تدّل على شدّت حرصه وحبّه لها.......عقلها حقًّا ليس مع ما يحدث ويعصف بطارق.....

طارق الذي ينظر إليها بأسى ...وبندم شديد ....ينظر لها بحب...وخوف عميق.....ينظر إلى نظراتها الضائعة وهو يحاول ان يدلّها على طريقه بنظراته المترددة.....شدّ على خاصرتها ليقربها إليه .....ويمشي بها بخطوات هادئة لناحية السرير...اجلسها.....
وإلى الآن لم يرى أي ردت فعل على فعلته...
كانت تفكر بحصة
ومشاري.....
ببعثتها.....بما حدث....
وحينما اتجّه التفكير لناحية طارق
حدّقت به
وخشي منها من ان تنهار....ان تصرخ....وتوبّخه على قربه .....
ولكن لم تفعل.....بللت شفتيها....وشتت ناظريها عنه....
حكّت جبينها...وكأنها وعت من جديد على نفسها...انزلت يديها لناحية بدلتها...واخذت تغلق
ازرارها....بسرعة.....
حاولت النهوض...
ولكن اقترب منها : ريحي...ريلج.....لا تتركّين عليها وايد.....
نظرت إليه بللت شفتيها ....اخذت عينيها الجوزاء تضيقان بمحاولة درأ الدموع من الانسياب على خديها...
تحدثت بوجع: ما يحبوني صح؟

لم يفهم سؤالها ....ولم يستوعبه عقد حاجبيه....
ايلاف اقتربت منه قليلًا لتضيّق عليه الحركة : امي ابوي.......الكل....

فهم الآن تحدث بهدوء: شالحجي ايلاف؟

نزلت دموعها اخيرًا: لو يحبوني ما تركوني أهنيه بعد كل اللي صار لي......

اقترب هو الآخر وطوّق وجهها : ما تركوج لحالج....انا أهنيه....

غاصت في وجع آخر وعالم آخر: مو أهنيه مربط الفرس....ما يبوني ولحوني(رموني) عليك .......
طارق ازدرد ريقه
خشي من امر الجميع يخشاه!: ايلاف......
ايلاف أبعدت وجهها عنه وانسحبت للوراء قليلًا: شافوك فرصة عشان يسترون علي.....

طارق شدّ على كفيها: لا قولين هالحجي.....ايلاف...اهلج لو ما يحبونج...ما كان جا ابوج لج......ما كـ...
قاطعته بغضة وصوت بالكاد يخرج من فاهها: جا يستر على شرف العيلة وراح....لم زوجني لك......

طارق سكت لوهلة .....إلى أي تفكير ذهب عقلها به
: انتي اشرف من الشرف...لا قولين على نفسج جذه....وانتي تدرين انه بالأول والأخير راح نزوّج بعض....انتي تفكريني مثل شباب هالليام يواعدون البنت بعدين يهدونها(يتركونها)؟

ايلاف سحب يديها منه: بعد اللي صار ..مابيك طارق...ابي ارجع بيتنا.......ارجع للكويت وبس....

طارق عاد يشّد على كفي يديها: وانا ما راح اتركج......انا ما تزوجتج عشان اتركج....يا ايلاف...
قبّل كفيها حتى بها ارتعشت: انا احبج وايد.......ومستحيل اتخلّى عنج.....
ازدردت ريقها وابتعدت اكثر عنه: شوف شكلي.....شصار....شوفني زين طارق......انا انتهيت.....

طارق اقترب منها ، قلبه موجوع عليها......قلبه يشتمه لِم فعله بها....رغم ما حدث لم يكن مخططًا له ابدًا ولكن كان سببًا فيه!
: وانا حياتي بدت معاج يا ايلاف....ما فيه شي اسمه انتهيت........

ايلاف بانهيار صوتي متقطع وخفيف: شوفي الاثار وبتكرررررررررررهني....ادوار د....عـ....
وضع يده على فمها وهو موجوع وشد على يدها بيده الأخرى: اشششششش.......انا ما اشوف شي يا ايلاف.......ما اشوف.......

نظرت لعينيه وحاولت النهوض ولكن اجبرها على البقاء ليقول: احنا انخلقنا لبعض يا ايلاف....

ايلاف بكت اكثر: انا كاسرة خاطرك عشان جذه .....
نهض هنا وجلس بالقرب منها على السرير: نسيتي اني احبج؟
هزت رأسها بلا
اكمل: نسيتي اني وعدتج ازوجج؟
اقترب اكثر: دامج تتذكرين ليه تظنين فيني ظن هالسوء؟
ايلاف بوجع: خايفة.....

طارق لا يدري كيف يواسيها....كيف يطمئنها انّ كل شيء بخير....كل شيء على ما يرام.....لا يدري كيف يثبت لها انه حقًّا متوجّع لحالها......ومتعطش للتخفيف عنها......وتعويضها....احتضنها .....بهدوء
وهمس لها وبعنيني ترفان ولتمنعا دموعه: كلما خفتي....بتلقيني قدامج...بشيلج من هالخوف مثل ما الحين انا اسوي.....

ثم بدأ يقرأ عليها آيات قرآنية بصوت هادئ
ومريح للنفس...جعلها تبكي بهدوء.....طارق اغمض عينيه ....ليتذكر بقيّة الآية ...وهو فرح انه بدأ يسترجع جزء من روحه بتلاوة القرآن الكريم
إيلاف رحمه عليه.....رغم ما حصل لها إلا انها رحمه....وطريق لنجاته...شدّ عليها...واخذ يكرر الآية الكريمة وهو يمسد ويطبطب على ظهرها بهدوء
وعندما انتهى
رفعت نفسها من عليه واردفت بتذكر
: ابي اشوف نور.....

طارق هز رأسه: ان شاء الله ......الحين قومي.....نسوي لنا اكل خفيف....لازم تاكلين عشان تاخذين علاجج.....

ايلاف بتعب وارهاق: مابي آكل....ابي انام....

طارق بتفهم نهض : لازم تاكلين ثم رجعي نامي.....

لم يعطيها فرصة للرفض خرج من الغرفة يترك لها مساحة بسيطة لإن تبقى لوحدها وتستعيد نفسها بهدوء
بينما هي رمت نفسها من جديد على السرير وهي تفكر بكل شيء!
.
.
.
.






.
.
.
كيف له أن يترك جزء منه مقطوعًا وبعيدًا عنه؟
كيف له يتنازل عنها بهذه السهولة
لماذا لم ينصت لأختها نوف
حقًّا هو لا يريد أن يستفز روحها بهذه المماطلة طلقها ولكن ليس خياره هذا الأمر
والآن لا يريد ان يكتّف يديه مستسلمًا لقرارها
الآن يستطيع ان يرجعها على ذمته ما زال لديه وقت
ولكن عليه ان يتحدث معها كيف لا يدري

أركن سيارته أمام منزل بيت خاله
ترجّل من السيارة
اصبح امام الباب طرقه
.
.
.
.
كانت في الصالة بينما اختها في المطبخ وبندر في المجلس يشاهد المباراة
كانت تحدثها وهي متنرفزة كليَّا: ابي افهم متى بتوقفين بكى؟.....ترا ما صار له يوم من مشى...شفيك انتي؟

مُنذ الأمس لم تخرج من غرفتها تشعر بالخوف على أبيها ....تخشى عليه من أنه لا يتحمّل ردت فعل اختها
هي وضعت نفسها مكانها تماما وتقسم انها لن تمرر الأمر ببرودة
تحدثت: عارفة بس احس...نورة راح توجع ابوي.....
نوف بملل: ماردها وبترضى....بالأول والأخير هو ابوها.....مهما صار....صدقيني راح ترضى وما راح توجعه....
شيخة : يا خوفي ما يصير هالشي أبد

نوف بنرفزة: شالتشائم اللي عندك؟.....والله تنرفزين شيخوه....
شيخة مسحت دموعها: تعالي بيتنا وتعرفين ليش...امي تحاتي...وسعود متوتر.....الكل خايف....
نوف : ما راح يصير الا اللي ربك كاتبه......وبعدين تعالي ابي اقول لك شي ادري مو وقته بس لازم اقوله...
شيخة نهضت من على سريرها: شصاير بعد؟
نوف بلا مقدمات: وقفي مكالماتك مع بندر!
شيخة بصدمة: ليشششششش؟
نوف بغضب: لك وجه تسألين؟.....عارفة هو خطبك....بس لسى ما ملك عليك عشان يحل عليك يا زفته.....
شيخة بتأفف: اففففف نويّف......لا تتصدعين براسي....
نوف: تبون ربي يوفقكم وقفوا مكالمات يا عبلة ...
شيخة رغما عنها ضحكت بخفة: هههههههههههههههه والله ماقدر
نوف ابتسمت رغما عنها: ترا جهنّم تقول هل من مزيد؟
سمعت رن جرس الباب وعلى هذه الاثناء
كان خالد نازلا من غرفته
نظر لنوف
وأشار لها: هي يا خبلة ما تسمعين جرس الباب؟
نوف كشت عليه بملل
فتمتم: والله مو منك من هالشوشة هاللي رافعتها

كانت نوف مجعدة شعرها
رافعته برباط الى منتصف شعرها
لم تهتم له اكملت: انا سويت اللي علي ونصحتك....
شيخة بهدوء: وصلت النصيحة
نوف كانت ستتحدث ولكن نظرت لعبد لله الصغير استيقظ من النوم نهضت واتجهت للكنبة التي وضعته عليها وردفته بالوسادات الكثيرة
تحدثت: باي جلس عبود طسي عن وجهي...وبكرا ان شاء الله بجيك.....مابيك تجين اخاف تستهدفين اخوي وسوون لنا مصيبة....
شيخة ضحكت:هههههههههههههههه حيوانه ايش شايفتني يا قليلة الأدب؟
نوف باستهبال وهي تجلس بالقرب من عبد لله: شايفتك رقاصة يا نظر عيني

صرخت هنا شيخة: كلي تبن وطسي بس ...
نوف: هههههههههههههه باي......
.
.
خرجت هنا الجازي وهي تمسح على وجهها: صحى عبادي؟
اقتربت من اختها التي خملت الصغير: اي خذيه رضعيه...

الجازي جلست على الكنبة واخذت عبد لله ثم قالت: قومي اجل راقبي الكيكة لا تحترق.....
نوف بصوت عالي: وحضرت الآنسة وينها؟
الجازي بدأت ترضع ابنها بعد ان رجت الرضاعة بخفة بيدها: تعبانه....بطنها تركتها ترتاح

نوف نهضت: والله بتخربينها علينا
اردفت بلا مبالاة الجازي: ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء...
لم تعلق نوف اخذت تتحلطم وهي تعبر الى المطبخ.
.
.


بينما خالد فتح الباب لسيف وادخله للمجلس
وهنا نهض بندر كالملسوع
حدّق بشرر لسيف
واردف بكره: شعندك جاي؟
خالد رمق اخيه: سعوووووووووود

سيف : المفروض يا سعود تساعدني من اني ارجع اختك مو تبعدني....

بندر بنرفزة: والله انك شين وقوي عين......خاينها وتبيني اوقف معك....

سيف بهدوء: انا ما خنت.....وربي ما خنتها وشرحت كل شي لخالي....عشان كذا يحاول نصلح اللي بينا....لو فعلا خاينها خالي بنفسه اجبرني اطلقها...
خالد سكت
ثم قال:اجلس وفهمنا كل شي يا سيف....حقيقي انا مو عاجبني حال الجازي خاصة بالأوان الاخيرة بس ماني قادر اتكلم......
بندر بصوت مرتفع: وش يجلس بعد انت الثاني...
خالد التفت عليه: بندر اهجد......ماخبرتك كبريت...اهدأ...

بندر سكت وجلس على الكنبة
وكذلك سيف
تنفس بعمق ثم قال: والله يا خالد اني شاري اختك بماي الذهب....وربي اني متندم على كل شي...انا ما نيبب مجبور اقولك وش اللي بيني وبينها دام خالي عرف بكل شي......بس وربي انا ابيها.....ساعدوني من اني اصلح الامر ...مو تفاقمون الامور علي....
بندر ضحك بسخرية: ههههههههههه حلوة ذي.....وش نساعدك.....مجنون انت....تراها اختنا مو ...
خالد تحدث متنرفزا من اسلوب اخيه وهو يقاطعه: بندر بالله عليك اهجد.....تراك ازمتني معك....
ثم التفت علي سيف: طيب سيف....بس كيف تبين اوقف معك وانا فاهمك انك انت الغلطان....ما هيب الجازي....
سيف
طأطأ برأسه ثم قال: زل لساني واعترفت لها اني ابي اتزوج غيرها قبل لا اتزوجها بس الله ما كتب
بندر : بالله فيك عقل يوم كنت تقول لها؟

سيف بندم: اظن لا....
ثم التفت على خالد: تكفى يا خالد......انا مابي اخسرها وربي ابيها واعزها واحبها.......ما فيني حيل على بعدها ...هي مصره على الطلاق...وانا ابيها معي لين اموت...

خالد تنهد يضيق:والله مادري شقول لك....
سيف : لا قول شي....قوم شف لي طريق.....ابي اشوفها

بندر نهض بعصبية: مجنون انت

سيف نهض: اي مجنون...هي صادتني بكل شي....تكفى ابي اكلمها...آخر مرة....وان ما صلحت الامور بينا لها اللي تبيه....
ثم نظر لخالد: تكفى خالد.....
خالد نهض : طيب....بس قسم بالله لو زعتها بكون انا دفّانك...
ثم سحب بندر الذي هم برفع صوته لقول شي ولكن منعه اخيه

وعندما خرجا
:مجنون انت...
خالد : ترااااا سيف زوجها.....
بندر بعصبية: عارف.....بس الجازي ما تبيه...ولا تبي تشوف رقعت وجهه..ليش تساعده؟

خالد مشى:لاني مابي اخرب بيتها.....نعطيه فرصة...وان جرحها...دليناه الباب يا بندر!

بندر تأفف ثم توجه للداخل

.
.
.
في الصالة
خرجت نوف وسحبت عبد لله من يد الجازي
تحدثت: يمه يمه الحلو.....فديت هالخدود ...
الجازي ابتسمت: وربي بيستفرغ عليك الحين تو راضع...بشويش عليه رجتيه....
نوف اخذت ترفعه قليلًا وتحركه بعشوائية وهي تلاعبه دون ان تسمع لاختها
ثم دخلا بندر وخالد
ونهضت الجازي : احط لكم العشاء؟
بندر نظر اليها دون ان ينطق بحرف واحد
بينما خالد تحدث: لا انا شبعان حاليا
الجازي بفجعة: لا قول والله.....احلف....بالله والاكل اللي طبخته منو ياكله؟
نوف نهضت وهي تحمل الصغيرة وتضحك :هههههههههههههههههههه استلم لك احلى حوشة الحين

بندر لم يشاركهم بأي حرف
خالد ابتسم: تسلم ايدينك حطيه على الساعه تسع كذا تمام....
الجازي اشارت لعينيها: من عيوني
ثم اردفت: اتصل عليك ابوي؟
خالد حك انفه: لا ....
نوف بهدوء: رسلت له وات ولا رد....
الجازي بتنهد: الله يساعدهم...ومرر الامور على خير....
خالد نظر لبندر وبندر فهم تلك النظرات
خالد يستنجده بطريقة غير مباشرة
تحدث اخيرا: نوف تعالي انتي وعبود...
الجازي : شوف اذا شاري خرابيط وبتوكل ولدي وهالآفة اللي ما تصدق خبر انه فيه حلويات وشبسات تراك بتنام برا البيت

شهقت نوف على تشبيه اختها لها
وبندر رغما عنه ضحك: ههههههههههههههههههه صادقة بس لا هالمرة سماح شريت قليل لهم...تعالي نافوه...
نوف قبلّت عبد لله : يلا حبيبي تعال صير معي آفة...
الجازي : لا تعطينه شي خشن لا ينشب بحلقة....تراه تو ما يعرف ياكل....

نوف :طيب طيب...

خالد بتوتر: بروح اتروش


واخرج الهاتف من يده وارسل لسيف
" ادخل الصالة "
.
.
.
.
خالد تبع بندر واخته ودخلا الغرفة

نوف بشك عندما اقفل بندر الباب
: شفيكم صاير شي؟ وخايفين تدري الجازي؟
بندر ضرب على فخذه بملل وطفش
هو غير راضي تماما على فعلت اخيه خالد ويراه متسرع
بينما خالد لا يريد ان يقف كالحاجز بينهما ويقوم بتخريب حياة اخته
تحدث خالد: بيدخل سيف للجازي

نوف شهقت هنا وشدت على عبد لله: بدون ما تدري؟
خالد هز رأسه
بندر بقلق: والله لو يصير لها شي يا خويلد ذنبها في رقبتك

خالد بصوت عالي: لاااا تببالغ بندروووه

نوف خشيت من ان تتحدث عن رأيها وتخبرهم ما فعلاه سوف يشعل نيرانا ولكن
تحدثت:اهدوا .....ان شاء الله مو صاير شي....وان شاء الله يصطلح امرهم.....
خالد جلس على طرف سرير اخيه
واخذ يهز برجليه بتوتر
........

بينما سيف تردد من الدخول.....تردد من ان يفتح الباب ويفرض نفسه عليها من جديد ولكن هو ايقن لا يستطيع ان يعيش بلاياها
فتح الباب....
وهي كانت امام التلفاز تقلب القنوات


دخل
هو لم يخطط على ان يأتي....يعود ويتراجع عن كلامه الذي قاله لها...لم تمضي ايام اصلا على رمي كلمته عليها ولكن شعر انه خسر جزء منه ولن يتنازل ان يبقى هذا الجزء بعيد عنه لفترة مطولة
سيحاول من جديد على أمل من ان تغيّر رأيها
دخل واغلق الباب من بعده وبردت فعل منها التفتت عليه ووقفت
ووقف قلبها انفجعت
كيف ومتى وصل ليدخل هنا ؟
.....
بينما هو نظر لخوفها
لنظراتها الضائعة
التفت يمينا ويسارا كأنها تبحث عن شيء
مهم ضاع منها
اقترب
تحدثت: سيف وش جابك هنا؟
لم يردف أي حرف، اقترب اكثر منها وفي قلبه آلافا من الجمل التي لا يعرف كيف يصفصفها كسلسلة طويلة ليروي لها معنى حبه معنى خوفه من يخسرها
لم يزحزح ناظريه عنها
يشعر انّ هناك مغناطيس قوي يشدّه إليها، نظر للخوف والتردد الذي في عينها....اقترب
ولم يتردد من ان يحتضنها....واغمض عينيه....واشتم رائحتها
حقًّا هو على غير استعداد تام لخسرانها.


بينما هي بردت عظامها....شعرت بالخوف...واخذ عقلها يتخبّط بأفكارها.....
لم تبادله لهذا الاحتضان كل ما همست به
: ابوي صاير له شي؟
واخذ جسدها يرتجف
شعر بخوفها وسريعا ما ابتعد مردفا بخوف: اسم الله عليك اهدي ....مو صاير شي
الجازي ترقرقت عيناها : لا كذب....خالد صعد فوق وبندر اخذ نوف من هنا...وانت تطلع لي فجأة شصاير؟
ادرك انها فهمت الامور على منحنى بعيد عنهما
لذلك اقترب من وجهها قليلا ليردف: اشتقت لك...وجيت....
وبضعف اردف:ماقدر يا الجازي على بُعدك ماقدر والله

الجازي نظرت لعينيه....لرجفة يديه....لحديثه...ابتعدت اخيرا

ازدردت ريقها: وش قلنا يا سيف...اصلا الحين حنا....مط
قاطعها: اقدر ارجعك ماظنك غشيمة في دينك يا الجازي

الجازي حكت جبينها ابتعدت عنه مسافة طويلة: تكفى سيف......لا زودها علي
اقترب منها مسك كفي يدها:انتي اللي تكفين لا تقسين علي

بكت هنا الجازي وخبأت وجهها بيدها...تشعر بالاضطراب...تشعر باختلال اتزان مشاعرها.....هي الآن لا تدري ماذا تريد
ولكن تجزم انها على غير استعداد لكل هذا....هي الى الآن لم تفيق من وقع كلمة(طالق) الى الآن خائفة من ان تظلم ابنها
هل تتنازل من اجل عبد لله هل تُرضيه بمقابل معاناة مشاعرها اللامعروفة معه؟
.
.
.
اقترب منها تحدث: تكفين الجازي عطيني فرصة وربي اني ماني قادر اتخيل اعيش بدونك.....الجازي انا تعبت....انا محتاج لك....قلبي يوجعني وانتي بعيدة عني......تكفين الجازي تكفين.....


.
.
.
نظرت له ماذا تقول ؟ توافق
تتنازل
لا تدري لا تدري

تحدثت وهي تهرب منه خطوات:اذا رجع ابوي يصير خير يا سيف...عن اذنك
لم تعطيه مجالا هربت صاعدة للاعلى تاركته يتخبط من ردها هذا
هل يعني خيرا ام شرا لا يدري

خرج هو الآخر
وهي الاخرى دخلت غرفتها تبكي لا تدري بما تقرر
تشعر ان كل شيء بدأ بالتعقيد اكثر فأكثر
هي خائفة من نفسها وخائفة من سيف ان يؤثر عليها
بكت بدموع وبحيرة
ولم.تستسقر على رأيها ولا على رأيه!
.
.
.
.

.
.

يشعر الآن باستقرار الراحة، يشعر باستبتاب الأمر ....ولكن اخويه لم يكفاه عن الاستهزاء به
لم يكفاه ابدا عن رمي الكلمات عليه
عزام بهمس: وجهك منور
جسار اكمل: انتبه من هالابتسامة لا تشق وجهك شق.....
قصي كان جالسا في وسطهم ويستمع لهما
تحدث : اففففف منكم ...يا المخبّل

ابا سيف بهدوء: اخبار مهرة يا قصي؟
قرص جسار خصر اخيه لينقز ويردف: بخير يبه
ام سيف نهضت: بروح اشوفها.......
قصي كان سينهض ولكن مسك يده عزام: عط امي فرصة تتعرف عليها
جسار بخبث: لا تخاف ما بتاكلها امي
قصي شد على اسنانه
بينما ابا سيف تحدث: سيف طلع
عزام بهدوء: اي طلع....
ابا سيف نهض خارجا
بينما قصي : الله ياخذكم اقرفتوني من طقطقتكم....
عزام : هههههههههههههههههههههه نبي نوسّع صدرك.....
قصي : صدق والله؟
ثم قال بصوت عالي: والله انكم تضيقونه ما توسعونه
جسار قبل رأسه وهو يهتز من الضحك:آسفين يابو الشباب....
عزام ضربه على فخذه: نمزح معك....
قصي: لا عاد تمزحون قدام امي وابوي
عزام وجسار :ان شاء الله
قصي ابتسم: والله ادري انكم فاصخين عقلكم.....بس شنقول....

جسار ضربه على كتفه: قول الله لا يحرمني منكم
عزام اكمل بهبل: ويخليكم لي

قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههههه هه الحمد لله والشكر بس
.
.
.
.
ام سيف طرقت الباب ولم تسمع اجابة من مهرة
فترددت في فتحه
وخشيت من ان تكون الغرفة مقفولة
ولكن جرّبت وفتحته
وسمعت هنا أنين مُهرة وكحتها المتتالية وهي منحنية على القمامة
وتستفرغ وهي تبكي
دخلت للداخل
ونظرت اليها حتى انفجعت بخوف: مُهرررررة!!!


انتهى
.
.


.
.


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 12:03 AM   #63

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي

البارت الواحد والثلاثون




.
.
.
.

.
.
.
.
هرعت راكضة لناحيتها.....ثم انحنت سريعًا لتجلس بالقرب منها
واخذت تطبطب على ظهرها بحنان ملموس من خلال صوتها
: مُهره .....ارفعي راسك......

ألم طاحن ونار مشتعلة لا تدري أين بالضبط ولكن تشعر هذا الألم يصل إلى قلبها ويعبر للأعلى ليصل إلى بلعومها....
لا تدري كم اخذت من الوقت وهي تتقيأ......ولكن تعلم جيّدً انها بذلت جهد كبير في ذلك......
رفعت نفسها مسحت فمها بالمنديل الذي سحبته معها قبل دقائق وتنكب على القمامة للتقيّ

وهنا ام سيف احتضنت مُهره من الخلف وارجعت رأسها لتسنده على كتفها وهي
تردف: اسم الله عليك.....اسم الله عليك.....
مُهره اخذ جسدها يهتز
هذه النبرة
هذه اللمسة
هذا الحنان
فقدته من زمن
اضعفها!
أعاد عليها صوت والدتها

ام سيف: شكل النّسا عندك كايدة يا بنتي؟
مُهره ابتعدت قليلُا ومسحت بقايا الدموع
تحدثت برجفة شفتيها: لا....بس كلت .....شيبس حار.....وحسيت قلبت علي معدتي....

ام مهره بحنان نظرت لوجهها المنفوخ اثر البكاء: أحد ياكل هالخرابيط على معدة فاضية ؟

ثم اقتربت منها: الحمد لله انك طلعتيه من بطنك......الحين ترتاحين ...وبقوم اسوي لك....شوربة ....تليّن معدتك.....

مُهره مصعوقة ، مخنوقة من مشاعر الماضي
تحدثت بلخبطه: لالا...ماشتهي.....تو مستفرغه......انا لبقيت ...اقول لقصـ...
قاطعتها: بتشتهين لا تعاندين نفسك.......هي كذا تجي لوعة وحومت كبد........لكن الواحد يغصب نفسه...والشوربة زينة......ما هيب ثقيلة....
ثم وقفت ووقفت مُهره معها....
: انسدحي ارتاحي...ربع ساعة واجيك.....وراح تاكلين احلى شوربة من ايديني....
مُهره غصّت في بكاؤها هزت رأسها برضا ثم جلست على طرف السرير وخرجت ام سيف وأغلقت الباب

حتى انسابت هنا دموع مُهره
تذكرت والدتها ، حنانها......خوفها عليها حينما تمرض
استلقت على ظهرها......واغمضت عينيها لترى وجه والدتها مبتسمًا!
.
.
.
بينما ام سيف نزلت للأسفل ولفت نظرها قهقهة قصي مع اخويه
أتت بالقرب منهم متحدثة
وتحدثت بجدية: بدل هالضحك اللي ماله داعي اصعد لحرمتك .....البنت تعبانة وانت ولابحاس فيها......

قصي نهض كالمقروص: تعبانة؟

ام سيف : ويا المجنون لا عاد تشتري لها هالخرابيط وهي حامل......كلت .....شيبس حار...على معده خاوية يا الله عفوك.......بس.....شبّت عليها معدتها ....بروح اسوي لها شي خفيف تاكله واضح زوجتك ما هيب مهتمة بروحها...وإن تمت على كذا.....بجيها مضاعفات حمل......وغيره....

ثم مشت إلى المطبخ تاركة قصي يهم بالتوجّه للعتبات الدرج
ولكن امسكه عزام
: هي اهدأ......ما فيها الا العافية......
قصي سريعًا التفت على جسار: انا حمار لم قلت لك اشتري لي....معك من...
قاطعه جسّار وهو يضحك بصوت عال: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه شدخل امي فيك الحين......هييييييييي.......لا تفصل علي.....

عزام ابتسم على أخيه
ثم قال لقصي: روح شوفها بس اذا جات لها امي اطلع....مثل ما قلنا لك .....اترك مسافة قريبة لها ولأمي....
قصي هز رأسه وسحب يده من أخيه وركض على عتبات الدرج

جسّار : والله انه منفصم اكثر من سيف.....

عزام ضربه على كتفه: هههههههههههههه اسكت امي خوفته عليها......
جسّار : هههههههههههه امي ولا على بالها.....فجرّت القنبلة وعلى طول على المطبخ..........الحين فهمت قصي طالع على مين.....
عزام لم يتحمل انفجر ضاحكًا حتى اخذ يكح: اسكت ولا وربي بتجي الحين تسنعك بالكلام...
.
.
.
.
بينما هو دخل الغرفة رآها مستلقية ووجهها محمر اغلق الباب
واتى بالقرب منها جلس على طرف السرير وبخوف قال: مُهره شفيك؟

مُهره فتحت عينيها ونظرت له: مادري كلت الشيبس ومعدتي شبّت نار علي.....

قصي بنبرة حادة قليلًا: انا قايل لك لا تاكلينها إلا بعد ما تاكلين غداك.......
مُهره مسحت على وجهها ثم جلست واعتدلت مسندة ظهرها على الوسادة: ايش اسوي اشتهيتها....
قصي نظر لأرنبة انفها المحمرة
وشعرها المنسدل على اكتافها باهمال......
كان سيوبخها ولكن فهم من حالها انها بكت إلى ان صدّع رأسها والدليل انتفاخ جفنيها

اقترب اكثر منها ووضع يده على بطنها
: وهذا ما يشتهي إلا أشياء مثل وجهه....؟

خجلت منه ووضعت يدها على يده وازاحتها بلطف وهي تردف: ليش ما قول هي؟

قصي وضع يده متعمدًا على بطنها من جديد يُريق له خجلها ويعجبه!
: ايش رايك تجيبين توأم؟

مُهره شهقت واندفعت للأمام لتقترب منه قليلًا وتردف: تبيني اموت؟

قصي ضحك على ردت فعلها: هههههههههههه ترا التوأم حلوين .....بس لا يصيرون مثل عزام وجسّار أنا اللي هنا بموت من سماجتهم.....
مُهره بقلق: لالا واحد.....وجالسة احاتي الوضع.....واحاتي الولادة كيف اثنين ....؟

رقّ قلبه هنا واقترب اكثر: انا معاك....لا تخافين.....

مُهره رمشت مرتين : بس أنا اللي بتألم.....
قصي لكي يضيّع أجواء الحزن
وحديث الألم وغيره
شد قليلًا على بطنها....حتى عقدت حاجبيها
ليردف: امانه متى بيكبر؟
ازاحت يده وهي تبتسم : مادري......
قصي سحب هاتفه من جيبه : خليني ابحث في هالمواضيع اكثر....
سحبت هاتفه لتردف: لا تبحث.........في الشهر الثالث على الرابع....اشوي يبرز البطن.....
قصي اخذ يصفق بيده ويصافر بفمه: اوووووووووووه طلعتي مو هينة عندك معلومات.......

مُهره انسجمت معه: اعترف انت داخل علمي ولا ادبي؟

قصي يمثل الصدمة: حلفي ما تدرين؟

مُهره بضحكه هزت رأسها (بلا)

قصي نفح صدره وهو يقول: أدبي وبكل فخر.....

مُهره ضحكت هنا: ههههههههههههههههههههههههه ه الحين عرفت السبب......
قصي: هي هي انا قايل نكتة؟
مُهره بللت شفتيها: ليش ما دخلت علمي؟

قصي اقترب منها على الجانب الايسر فقالت: هي السرير صغير وين بتنسدح.......
قصي : عادي عادي يكفي...اثنينا عصاقل(ضعاف)
ضحكت وهي تضربه على كتفه: انا امتن منك وبعدين لا تتهرب جاوب.....

قصي شهق: وين امتن.......جلد على عظم تقول امتن.....
ضحكت هنا
وهي تعيد: هذا اسميه هروب من الجواب ترا؟

قصي حاوط خصرها هنا وهو يردف: والله لأني داج بالكيمياء.....عشان كذا ما دخلته.....

زحفت مسافة قليلة لتبتعد عنه: عاد الكيمياء احسن من الفيزياء.....بالنسبة لي.......
قصي ابتسم له واشار لرأسه: اثنينهم عقلي ما يستوعبهم

مُهره اخذت تنسى مشاعر الحزن
وذكرياتها مع والدتها
: والرياضيات......

قصي بجدية : هذا اكثر شي ابدّع فيه......
ثم جلس واخذت تهتز على السرير
لتردف: حستنا تراك اهجد.....
ضحك هنا وهو يقول: هههههههههه طيب انتي شنو احلى مادة عندك.....
مُهره بتهرب: قلّة السوالف صح؟....عشان نسولف عن دراسة وغيره....
قصي : ههههههههههههههههه ابي اطمن على مسقبلك......يلا وقولي لي كم نسبتك.....

مُهره ابتسمت: نسبتي ما تقل عن التسعة والتسعين ....الفاصلة هي اللي تنزل ...يعني.....واحب ...كل المواد إلا الفنية .......

قصي : مو منجدك؟!....احد يكره الفنية.....هذي على أيامنا...نعتبرها حصة فراغ......
مُهره : ههههههه يمكن عشان الزفت اللي تدرسني....محسستني انها مادة كيمياء او فيزياء.......يعني حقيقي ...تكرفنا فيها....واغلط في الرسم ...تشق الرسمة في وجهك......

قصي : الله.......
مُهره : والله......تقهر تقهر...حيل....

قصي بهدوء: هو صحيح ساعات المعلم يخليك تكره المادة حتى اللي تحبها....بسبب تعامله...وشدّته وتصعيب الأمور على الطلبة.....

مُهره اخذت تصفق: اووووه...طلع العرق....عرق المعلمين وكلامهم في الطابور....
ضحك هنا قصي وسحب الوسادة واخذ يضربها بخفة على رأسها: انطمييييييييييييي.........
مُهره مسحت على رأسها: خلاص بنطم.......
قصي: أي صيري عاقلة!
.
.
.
.
نزلت للأسفل......رأت اخيها ووالدتها...مرت ثلاث أيام على مضي والدها لهناك
تشعر بتوتر وخوف والدتها، تشعر بتأزم سعود
وتعلم بالسبب
دومًا ما تسمعه وهي تسترق السمع من غرفته يُحاكي أخيه ناصر آخر الليل......تسمع كيف يشتم ويسب
أمير....وشخص يدعا مراد.....وآخر ماكس!
ناصر يخبره بكل شيء وهو يخبرهما بعكسه

جلست
لتسمع والدتها تقول: والحين ما طلعت من المستشفى؟
ام ناصر : وابوك؟
سعود بنفس عميق: بخير......ولله الحمد....
ام ناصر هزت رأسها بأسى: اشهد انه ما هوب بخير...
سعود برجاء: يمه...
ام ناصر بنرفزة: أي اجلس اكذب علي .......خابره ابوك...واعرفه زين....الحين بيجلس يلوم نفسه....لين يطيح.....وخايفة يطيح ولا يقوم...
شيخة بانفعال: يمه تفائلي بالخير.......
سعود نظر لوالدته: اظن انه كلمك اليوم.....
ام ناصر: وصوته تعيبين......
ثم ضربت على فخذيها: قلت له ارجع.....عيّى.....وعصب علي.........انا خايفه عليه......خايفه ما يقوى على اللي بيجي بعدين....
شيخة نهضت وجلست بالقرب من والدتها: يمه مو صاير الا كل خير.....هدي بس انتي هدي....
سعود بهدوء: ابوي يا يمه بصحة وعافية وسلطان معهم ....وتّابع ابوي......اللي صدق ما ندري كيف بتجاوز كل هذا نورة يا يمه......نورة بينها وبين الجنون شعره.......
ام ناصر بنرفزة اخذت تدعي: جنون يدخل أمها....وزوج أمها........الله لا يحللهم ولا يبيحهم....
سعود تنهد بضيق
بينما شيخة قالت: يمه تكفين اهدي........لا تسوين بنفسك كذا......هدي لا يرتفع عليك الضغط......
سعود : هي فترة وبتعدي يا يمه.....تطمني....ابوي مؤمن بقضاء الله وقدره.......مهما صار راح يبقى شامخ مثل الجبل اللي ما يهزه ريح.....
ام ناصر تمتمت: ان شاء الله.....ان شاء الله....
.
.
.
.
الخوف....يأكل فؤادها.......يعجنه.....ويلتهمه ببرود.....اتت من السفر....رأت أبناؤها ابنتها.....رأت اختها حصة التي سردت عليها تكملة ما حدث لإيلاف....لا تدري ماهية شعورها
كل ما تعرفه
انّ نهايتها اقتربت
وهي تريد الآن ان تُنهيها بأسرع وقت ممكن
ولكن لا تدري كيف
هل تطلب الطلاق من مشعل؟
هل تهرب من كل الأشياء بطريقة أخرى؟!

ازدردت ريقها من هذا التفكير
ثم اخذت تكرر
: يارب اخذها ..وريّحني!
.
.
.
موجوع....من تصرفها...من محاولتها في ابقاؤه بعيد...وقريب منها بحدود...موجوع لأنّ هذا الأمر يشعل فتيل ضميره هو من اوصلها على هذا الحال
هو من جعلها مشوّهة من الداخل قبل الخارج.....
وما زالت تلّح تريد رؤية نور
تحدث مع مراد
اين هي نور؟
هو ذهب الى الشقة ولم يجدها
اختصر مراد له القصة
وفهم انّ نور هي الأخرى موجوعة وغير متاحة الآن
ولم يخبر ايلاف انها ترقد في المستشفى مُنذ ثلاثة أيام
كل ما اخبره به
انها مشغولة!
ولكن ايلاف لم تنطلي عليها كذبته وفهمت انّ نور واقعة في ضيقة او مصيبة
ولكن كل ما فعلته اخذت تدعي الله وترجوه ان يحفظها ويسهل عليها الصعاب
.
.
دخل الشقة ووضع كتبه على الكنبة
لم يراها...ويعلم انها تمكث في الغرفة لساعات طويلة
تجلس امام المرآة وتحدّق للآثار
قرر ان يحاكي طبيبة نفسية من اجلها ولكن لم يجرؤ!
خائف من ردت فعل ايلاف
لذلك غيّر رأيه

طرق بابها
ثم دخل.....كانت جالسة في حالة انتظار إجابة المتصل!
بلل شفتيه وفهم انها تتصل على نور

فقال: شريت غدا لج....
ايلاف انزلت الهاتف : مابي اكل أنت....
طارق اقترب منها: ايلاف....

تنرفزت وهي تبتعد عنه : طارق لا تضغط علي اففففففف......

سكت ثم حكّ انفه ليقول: متى ناوية تداومين في الجامعة؟

لم تُجيبه
.
.
ايلاف فجأة تغيّرت عليه وتبدلت إلى عناد
وصلابة
وردود جافة

هو لا يلومها ولكن كل هذه الأمور تحرقه.... وتلهب قلبه الذي فكّر يومًا بأنانيّة انتقام لا معنى له! ولا يسترد الميّت ولا يُشفي المرض ابدًا!
اقترب منها وابتعدت هي الأخرى بعصبية
: من بكرا لازم تداومين ولا بفصلونج....
ايلاف تكتفّت: خلهم يفصلوني .....
طارق تنهد: جهزي نفسج على الساعة ثلاث بروح اسوق...

مشى وكانت سترد بعدم قبولها ولكن اغلق الباب
وهي تحدثت بنرفزة: اااااااااااااااااف
.
.
.
.
بقيت هنا لثلاثة ايّام مجبورة......وحتى يثنونها عن موضوع الخروج ....ويقومون بإيقاف هذا الجنون.....قيّدا يديها برباط على الحديدة الجانبية من السرير!......ضحكت بسخرية على نفسها....عاد الزمن نفسه قبل ست سنوات.....تجرعّت لوعة غرس الابر في وريدها......في كل مكان........عاشت على مهدئات طيلة الثلاث أيام......كانت تكرر وتصرخ تريد رؤية ابنتها....ولكن ماكس لم يستطع ان يجلبها لها....بسبب حالة الهيجان التي دخلت فيها........طردت الجميع حينها......ولم تسمح لأمير للدخول لها ولا مراد ولا يوسف ولا غيرهم.....

ولكن اليوم...فكّوا الرباط وحررا يديها......شعرت بانتظام نفسها...واتزان عقلها.......ازاحت الممرضة من يدها الانبوب الصغير.....وقدمت لها حقيبة صغيرة ..جلبها ماكس واعطاها الممرضة لتعطيها ايّاها....سحبتها من يدها......ثم دخلت للخلاء......بدلت ملابس المستشفى سريعًا
كانت تسابق كل اللحظات التي من الممكن ان تحدث الآن!

ارتدت ملابسها التي كانت عبارة عن جينز اسود........وبدلة صوفية صفراء! وهناك قباعه وجاكيت ولكن لم ترتديهما!

ربطت شعرها المنثور على كتفيها باهمال
خرجت وهي تجر رجليها على الأرض بصعوبة.....
لا دموع
لا حاجبين معقودان
لا نيران مشتعلة

كانت هادئة........تفكر فقط دون ان تثير العواصف...كانت تعلم خلف الباب وجوه كثيرة تريد رؤيتها ولكن هي لا تريدهم!
مشيّت لناحية الباب
فتحته على مصرعيه....خرجت دون ان تلقي بالًا للوجوه التي تعلّقت بها
وللوجوه التي صدّت عنها!

مشت قليلًا لتبتعد عنهم دون ان تنطق بكلمة
ولكن قال امير وهو يقترب لناحيتها بخطى سريعة ويختطفها لأحضانه ، شدّ عليها بقوة واخذ يهتز جسده......

ليس هيّن عليه ان يراها بهذا الشكل...مسلوبة الحياة......مغلوب على امرها...ضائعة لا تعرف أي قرار تقرر....وايهما تبتعد عنه........فهم انها عادت للوراء...وتجرّعت من جديد لوعة أخرى مشابه تمامًا لتلك التي تجرعتها قبل ست سنوات!

بكى وهو يهمس في اذنها: بنتي!

لم تبادره بهذا الاحتضان......لم ترمش حتّى....تشعر بفراغ كبير.....تشعر انها ما زالت تحت تأثير المهدئات....تنظر للوجوه التي تنظر لأمير...وهو يحتضنها ......كانت حدقت عينيها تتفحّص وجوه مكفهرة.....وغاضبة......ونادمة... .وباكية ايضًا!

ووجوه صادّة لا تحدّق بها ابدًا!


امير









( لا اعلم كيف استعيد لها روحها، انا نادم اشعر بالذنب الشديد لناحيتها، لم اخطط يومًا على ان تكون جزءًا من حياتي....جلّا ما اردته والدتها ولكن والدتها ...اصرّت على ابقاؤها في حياتنا نحن الاثنان إلى ان دخلت في قلبي....إلى ان اشعرتني بالأبوّة الصارخة التي كُنت احلم بها يومًا!
شعرت انني عدت للحياة حينما احتضنتها....شعرت حقًّا انها ابنتي....وكل ما يؤلمها يؤلمني....ولكن انا آلمتها بأنيّة تفكيري آنذاك....حقًا انا متندّم....ظننتها ستسامحني لأنها عاشت بالقرب مني سنوات طويلة .....حتى حينما عرضت الزواج على جولي.....فكّرت كثيرا وتيقّنت انها لن تختار يوسف وستختارني .....وستبقى معي هكذا كنت اظن وعرضت الزواج على جولي لتبقى معنا وقريبة من سندرا ولكن نور.......لم تعد نور ولا نورة....بل شخصية جديدة لا تريد كلانا...لا أنا ولا يوسف!)









.
.
.
لم تقول له ابتعد
لم تعصف به
تركته يحتضنها ويعتصرها وكأنه سيدخلها داخل قلبه
تركته يتأسف عشرات المرات بصوت هامس
وتركته يخبرها عن ألمه
وبقيت هي ثابتة

فاقدة لمعنى الحياة، جلَّا ما تريده ابنتها الآن....لا تريد ابوّة احدهم....لا تريد كذبة جديدة تسحبها للموت......لا تريد نفاقهم ....ولا تريد انانيّتهم ....تشبعّت منهم للحد الذي يجعلها تتقيّأهم بصعوبة......اعادت النظر للجميع....وتلاقت عينيها بعنين ذلك الشاب.....
عقدت حاجبيها....وجهه لم يكن غريب عليها ابدًا....شدها النظر اليه .....بينما هو ابعد ناظريه عنها.....
اغمضت عينيها قليلًا تريد ان تتذكّر وما زال امير يحتضنها ويبكي بلا صوت!

اخيرًا تذكرت حينما دخلت الى المطعم
مطعم سلطاني!
عرفته ذلك الشاب الذي ارادت ان يوظّفها ورفض....
ابتسمت بسخرية هل يكون من احدى رجال عائلتها؟!
أبعدت هنا بهدوء امير....
ثم مشت دون ان تنظر لوجهه مقتربة من
سلطان!
تمشي باتجاهه تمامًا
عقد حاجبيه والدها يوسف واخيها
استقرت واقفة بثبات امامه وهو يشتت ناظريه عنها
يعرف شعور ناصر ووالدها كيف تقف امامه هكذا وهو لا يحّل عليها
يعلم الآن غيرتهما وصلت منتهاها
ولكن ماذا يفعل؟
تحدثت بصوت مبحوح للغاية
ونتيجة لصراخها لثلاثة الأيام التي مضت
ذلك الصراخ الذي يعلن لهم كرهها لهم وعدم قبولها لكل الأشياء التي حدثت لها!
: أنت اجل اللي قلت لهم على مكاني؟

ابتسمت بسخرية ولم يجيبها استنتجت الأمر سريعًا
فقالت: اخوي؟....ولا ولد خالي؟...ولا ولد عمي؟
لم يجيبها
فحركت اكاتفها بلا مبالاة: ما يهم...

ثم التفتت على البقية وأمير ينظر لها بوجع
قالت بسخرية: في احد بعد يبي يحضني؟ قبل لا امشي؟!

أبا خالد اغمض عينيه ليمتص غضبه، خوفه....حزنه
بينما ناصر شدّ على قبضة يده
يقهره منظرها .....حتى بعد معرفته بالقليل من معاناتها
مقهور من اسلوبها المستفز!

يوسف نهض واقترب
منها قليلًا

فابتسمت بسخرية في وجهه: لا طوّل مثل أمير!

شعر بالإهانة بتشبيهها له بذلك الرجل
ومراد شعر حقيقةً بالخوف من شخصيتها الجديدة
وماكس كعادته يراقبها بهدوء


يوسف كان ينظر لها بتفحص موجع
وجهها.....شعرها...طولها الشامخ.....وقفتها الثابتة......علم ان الضربة التي توجعك تقويك!
وقوفها هكذا يعلن قوتها الجديدة ولكن مخيفة

اقترب اكثر.....والذي ارعب الجميع انها اقتربت.....
وكررت: يلا .....احضني......يمكن ترتاح...مثل غيرك....

ونظرت لأمير الذي نزلت دموعه امام الجميع دون ان يخجل منها
خسرها!
حقًّا خسرها كليًّا.........كيف يستعيدها إليه؟
وهل يحق له ذلك؟

أبا خالد وناصر ازدردوا ريقهما

ناصر ودّ لو يخنقها......حديثها هذا يوجع والده
ولا يريد ان يتأذى والده حقيقةً


يوسف اقترب اكثر منها وهو يردف دون ان يرمش: انا ما تخلّيت عنك!

ابتسمت في وجهه ببرود ، نظرت للحيته التي امتلأت بالشعر الأبيض لعينيه الحزينتان....لوجنتيه المجعدتان قليلًا .....لطوله الفارع......كانت تصل لأكتافه....هي الأخرى ورثت طولها منه.......لا تشعر الآن بأي شيء......كل ما تشعر به......رغبتها في رؤية ابنتها فقط

تحدثت بهدوء ولكن بنبرة ساخرة للغاية وموجعة للجميع
: شكلي انا اللي تخليت....صح؟
ثم التفت على امير فقالت: امير انا اللي تخليت؟
ثم نظرت للوجوه الأخرى
ثم لوالدها لتردف: بتحضني ولا امشي؟

ناصر تهين والده هذا ما ترجمه عقله اقترب اكثر
فقال: احترمي شيبته واحترميه عشانه ابوك........مهما صار واجب عليك تحترمينه.....

نظرت لناصر بنظرات تصفحيّه
ثم قالت: يكفيه انك انت وخوانك تحترمونه وبس......انا فقط جزء زائد هو بنفسه قطعه بس الغريب و اللي ماله أصلا تبرير ليش جا يشوفه؟

يوسف بنبرة مهتزة: تقسين علي كثير يا نورة؟

الفتت عليه: ما أنت مجبور توقف قدامي وتشوف قسوتي عليك يا يوسف...

بو خالد هنا تدخل: بنتي........ابوك موجوع .....خفي عليه...........عمره ما نساك......ونادم على اللي صار .....حسبي الله على من كان السبب......

بللت شفتيها وكررت بنفس النبرة : بتحضني ولا امشي؟

ناصر بعصبية: امشي الله لا يردّك!
ابتسمت ابتسامة عريضة كالبلهاء، وولّت بظهرها عنهم
وتحدث يوسف: وقفي.....

ناصر بغضب مشتعل في صدره منذ رؤيتها: اتركها يبه...هذي مو اختي....ولا هي بنتك....هذي وحدة ما نعرفها....لاهي من ثوبنا ولا هي من .....

قاطعته وهي تتحدث وتلتفت عليه فجأة: صحيح كلام ناصر....انا مو منكم ....ولا راح اصير منكم....انا غريبة عليكم......شكلي غريب.....عقلي غريب......حياتي غريبة........لا تصدّع راسك وارجع للسعودية ......

ثم نظرت للجميع وهي تردف بتحذير: مابي اشوف احد منكم......بعدوا عني....خلوني أعيش......بهالغرابة وهالغربة......بهدوء....مابي احد

وحركت يديها بعشوائية.....
: يثير جنوني....

ثم اشارت لهم بسبابتها بكل تهديد
:ابتعدوا عني لمصلحتكم

ماكس تحرك هنا ومراد شد على قبضة يده
: نوررررر

توقفت والتفتت عليه: رايحة شقتي .......قول لأختك تروح هناك...وجيب معها بنتي......وتجيب اغراضهم......معها....
همّت بالتحرّك ولكن
امسك ذراعها: وقفي.....
نظرت لعينيه الملوتين....وشفتيه المترددة : خليني اوصلك....

نور بثبات: اعرف طريقي زين ماله داعي.....

مراد تحدث هنا : نور...
التفت عليه وابتسمت بشكل لا ارادي بكل سخرية: نعمممممم

اقترب قليلًا منها ، وهو يحدّق في ماكس بشرر وبها بلا كلل
ويوسف وناصر وابا خالد وابا سلطان ايضًا حدقا به

تحدث بعدما اصبح أمامها تمامًا: صدق انتي وماكس راح تتزوجون؟

ماكس التفت عليه متفاجئ من مباغتته لهما بهذا السؤال

بينما هي نظرت لماكس ثم لمراد
: لا...
ثم تركتهما تمشي وتعبر أمامهم لتعلن خروجها تمامًا عن هذا الممر، وتعطي إجابة صريحة لرغبة ماكس!


أمير تحدث : ماكس.......اطلع وراقبها...

مراد التفت هنا بغضب: انا طالع....

أمير اقترب وبحده: انت ابعد يا مراد ابعد.......

بينما يوسف كان يستمع لهما بغياب عقلي
وتفكير غير متوقف
نهض وتحدث: ارسل موقع الشقة اللي ساكنة فيها...
امير دون ينظر إليه: بو خالد بيعرف مكانها منيح....
ثم خرج هو الآخر...بعد غياب ماكس عن انظارهما


سلطان همس لناصر: ناصر......ابوك لازم يعطي اختك فرصة تتقبل الأمور ويبتعد عنها اشوي......
ناصر مسح على رأسه: ابوي ما يبي يعطي فرصة لهالكلاب.....يصيرون قريبين منها اكثر منه....وما اخفيك انه مقهور من هالوضع ...وهالمهزلة.....

سلطان بنفس الهمس: وضعها بالنسبة لمعيشتهم طبيعية يا ناصر.....لا تنسى تربّة على ايادي غربية وفكر غربي.....

ناصر هز رأسه بأسى
وسمعوا أبا ناصر يقول: مشينا الشقة...
بو خالد نظر لأبا سلطان ......وهز رأسه وتوجها الى بوابة الخروج!
.
.
.
.
.
نور قلبها مضطرب ، امومة متفجّرة بداخلها
عقل شارد، وتفكير مضلل
ورغبة في الابتعاد عنهم دون الهروب مثل المرتين السابقتين!
أوقفت سيارة اجرة ...ووصفت له المكان الذي تريد الذهاب اليه ......لم تأخذ نصف ساعة حتى وصلت

لم تملك مفتاح الشقة ...فطلبته من صاحب العمارة واعطاها إياه بعد ربع ساعة من الحديث والاقناع!

دخلت
أغلقت الباب نظرت لأرجاء الشقة....
ذهبت لغرفتها تبحث عن هاتفها التي لا تدري اين سقط بالضبط
وسقطت انظارها على ملابس ايلاف....وتذكرت امرها وشعرت بالخوف عليها......
بعثرة الوسط وهي تبحث يمنة ويسرى عن الهاتف.....بحثت في الدواليب وتحت السرير ...والادراج....
وجدته اخيرًا موضوعًا على الكمودينة
بالقرب من كتب ايلاف!
سحبته
ولم تترد في الاتصال عليها!
.
.
.
كانت الأخرى مستلقية على السرير تفكر بمستقبلها الضائع
والمجبور على البقاء بآثار مخيّبة للآمال
.
.
.
سمعت الرنين سحبت الهاتف واجابت
بشكل ملهوف: نورررررر........وينج يا بنت؟.......خوفتيني عليج......شصاير معاج....عشان تنسيني جذيه.....


.
.



.
.
انقبض قلبها ، لا طاقة لها في الشرح
في التحدث عن الامر مرارًا وتكرارًا
ملّت وكثيرًا من هذا الامر......ومن طريقة تعايشها معه
اردفت بغصة: يوسف.......ابوي...جا هنا.......شفته يا ايلاف.....شفته......اوجعوا قلبي...يا ايلاف....اوجعوه لي......خنقوني....تركوني ارجع لأيام الابر...المهدئات......خلوني اكتشف اني مريضة نفسية من جديد........تعبت ايلاف......تعبت......واحس اني ضايعة ....

ايلاف نهضت من على السرير
واخذ صدرها يهبط ويرتفع بخوف: وين انتي فيه الحين؟

نور فعلا هي بحاجة اليها: بشقتك....

ايلاف توجّهت لباب الغرفة بعد ان سحبت معها الحجاب والجاكيت: دقايق واجيج باي....
أغلقت الخط
ثم خرجت من الغرفة وهي تلف الحجاب على رأسها
وتتجه لباب الخروج
اوقفها صوته الرجولي: وييييييييييييين؟

لم تتوقف فتحت الباب وهي تقول: بروح شقتي القديمة نور هناك ومحتاجتني وايد.....
ثم خرجت وصفعت بالباب

بينما طارق اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم تبعها بخطوات راكضة......
.
.
.
.
.
دخلت الى الخلاء، فتحت الصنبور.....لتستحم....لتنفض ذاكرتها من الغبار.....من الألم......هي كانت تريد هذا اللقاء....هذا الحضن......هذا العنوان الذي يدلها لأصلها....لوطنها....ولكن اتى كل شيء متأخرًا.....اتى بعد عدّة عواصف وحطام لعبا بقلبها...وذاكرتها......اتى بعد عدّت انهيارات.....وامراض نفسيّة لا تستطيع ان تنكرها!
لا تريد يوسف
لا تريد امير
لا تريد سوى ابنتها والعيش براحة
هذا ما تريده الآن.....
لم تأخذ خمس دقائق...خرجت من تحت الباب.....جففت جسدها وارتدت بعجل.....وتركت شعرها المبلول يتدلّى على ظهرها.....لم تهتم.....واخذت تتجوّل ذهابًا وإيّابًا
تنتظر جولي وابنتها.....
.
.
.
بينما هو امسك كتفها : بوصلك انا...
ايلاف زفرت بملل وركبت سيارته مجبورة
فقال طارق: كيف عرفتي انها هناك؟

ايلاف شتت ناظريها للشوارع: اتصلت علي...
طارق شكّ بالأمر ولكن سكت واخذ يقود سيارته بهدوء
.
.
.
أصبحت امام الباب قرعة الجرس....وهرعت الأخرى لتفتحه......وهي تركض
فتحته على مصرعيه
ونظرت لابنتها....وعاد الشعور من جديد...رغبة في البكاء
حنين ....وعتاب.....وقهر.....
مدّت يديها لها وهرعت سندرا لحضنها واحتضنتها هي الأخرى ودارت بها
وهي مغمضة لعينيها....
جولي دمعت عينيها ....سحبت الحقيبة ودخلت وأغلقت الباب
بينما نور حاولت ان تتناسى الامر بوجود ابنتها
وضعتها على حضنها
ونظرت لها : آريو فاين؟
هزت سندرا رأسها بنعم
جولي تحدثت بصعوبة: نور....بدي احكي معك.....
التفت عليها
لتكمل: امير خطبني....

نور شدّت على ابنتها لتردف: لك حرية التفكير والاختيار مالي دخل.....

جولي بمصداقية: انا ما بدي شي غير اني مابعد عن سندرا بخاف أ...
قاطعتها بعد ان فهمت الامر: حتى لو وافقتي عليه ما راح امنعك من سندرا...
ثم نهضت نور وهي تحمل الطفلة
وتقول لجولي: خذي الغرفة الثانية بكون لك ولسندرا....

هزت رأسها جولي ودخلت الغرفة ...بينما نور
ما زالت تشم وتقبّل ابنتها وتمسح على رأسها
تحدثت: جوعانة؟
سندرا ابتسمت في وجه والدتها: كتير....
نور قبّلت خدها: ما عاش الجوع وانا جنبك......الحين نطلب لك احلى بيتزا....
وسحبت هاتفها

.
.
.
أجابت على المتصل
: جولي لا تنسي تعطي الدواء لنور....واذا صار شي خبريني...

جولي بهدوء: اوك..
أغلقت الهاتف واخذت ترتب الملابس ....والفرش....
.
.
.
طلبت نور لها ولجولي وحتى ايلاف!
ثم نهضت وجلست امام التلفاز ووضعت لسندرا فلم كرتوني
وهي تقول: هذا حلو...
هزت سندرا بمعنى (أي)
سمعت قرع الجرس من جديد نهضت
وفتحت الباب نظرت لإيلاف
وطارق كان خلفها كان يريد ان يتأكد
هل فعلا نور هنا ام لا!
بينما ايلاف باغتت نور باحتضان عميق
والأخرى شدّت عليها
وطارق انسحب عن الأنظار ليعود لسيارته ويذهب الى شقته!

ايلاف ببكاء: عمري انتي....

نور بهمس: تعبانة ايلاف تعبانة....
تقدمت ايلاف بعد ان ابتعدت عنها..... واغلقت الباب
مسكت بنور: اسم الله عليك من التعب....
نور مسحت دموعها وهمست في اذن ايلاف: بنتي هنا......

ايلاف بتفهم .....ابتسمت في وجه نور...وشعرت بالفرح بقبول نور لابنتها....طبطبت على ظهرها وتقدمت....مع نور وهي تشير لابنتها: شوفيها...
ايلاف نظرت للطفلة ....جميلة...ترتدي ملابس انيقة....ونظارات طبية ....تدل على أي مدى من ضعف نظرها وصل اليه!....نظرت لشعرها المفتول...الناعم......لشكلها البريء.....
همست : عمري...تجنن باسم الله عليها....
ثم تقدمت لها...ومدت يدها: كيفج يا حلوة...
نور
جلست بالقرب من ابنتها وكأنها لم تبكي ولم تنهار
ولم تعاني ابدًا: هذي صديقتي....ماما...سلمي عليها...
ابتسمت سندرا وصافحت ايلاف

الذي جلست بالقرب منها: باسم الله عليها جميلة طالعه عليج....

نور ابتسمت على مضض واحتضنت ابنتها: حرموني منها ايلاف....

ايلاف بتهوين عليها: الحمد لله على كل حال هذا هي الحين قاعدة جنبج....قولي الحمد لله ......ما تدرين وين الخيرة في الموضوع....قولي الحمد لله ....

نور هزت رأسها ثم قالت : طمنيني عنك؟
ايلاف بغصة: اه يا نور اه......مادري كيف بجاوّز اللي اعيشه....

نور : انتي اقوى مني.......يا ايلاف...عندج الشي اللي ما عندي إياه.......

ايلاف عقدت حاجبيها: شنو اهو؟

نور بتردد ودمعة منسابة على خديها: تعرفين ربك....تعرفين ...كيف تصلين...كيف تدعين....كي...
قاطعتها ايلاف وهي تنهض وتجلس بجانبها: وانتي بعد؟

نور بكت هنا بدموع فقط: حاولت ثلاث أيام ...ادعي......عجزت ايلاف...نسيت كيف ادعي....نسيت الله والله نساني........

ايلاف بنفعال: استغفري ربج نور....شالحجي.....

نور : انا ضايعة ....ضايعة ايلاف مو قادرة أوقف على رجولي....من صدمة لصدمة...من قهر لقهر.....مو عارفة كيف اهرب من هالاشياء.....لدعيت ربي ....دعوتي تجي لي بالعكس يا ايلاف....بالعكس....

ايلاف تنهيها بعنف : استغفري ....استغفري يا نور..... قَالَ وَمَنْ يَقْنَط مِنْ رَحْمَة رَبّه إِلَّا الضَّالُّونَ .....

نور بوجهه محمر وبغصة: كيف اتصرف مع اللي يصير؟...يوسف...مرضي.....حياتي... .
ايلاف بصدمة: مرضج؟

هزت رأسها وهي تردف: فيني صرع نفسي....يا ايلاف....شي يفشل...ويقهر...ويضعف.....يخلين� � بالموت اتنفس....يا ايلاف...

ايلاف حقًا شعرت بالفرق الآن
ما حدث لها مؤلم
ولكن لم يصل لدرجة معاناة نور
احتضنتها وهي تطبطب عليها: بذكر الله كل شي يهون يا نور........نوري قلبج.....بذكره.....وبتقربج منه....وبتعرفين كيف تتصرفين......

نور بكت: مو عارفة ....مو عارفة.......

ايلاف اغمضت عينيها: بعلمج انا بعلمج....
سندرا نظرت لوالدتها التي تبكي....
تحدثت: ماما...
ابتعدت نور عن ايلاف بسرعة ونظرت لسندرا وهي تقول: عيون ماما....

سندرا اشارت على عيونها
وسمحت هنا نور دموعها واحتضنتها وهي تقول: ما فيني شي ما فيني.....

ايلاف رقّى قلبها على نور...على ضياع هويتها....وضياع دينها...وتخبطها فيه....شعرت انها الآن مسؤولة تمامًا بالإمساك بيد نور ....لتخرجها من ظلمات الماضي إلى نور المستقبل.....وإلى الهدى.......ستخطو معها خطوة بخطوة للتعرف على الإسلام من جديد......ليشفى قلبها بعد ذلك من جميع دوامات التخبط التي تعيشه!
.
.
.
.
عادت للتفكير، ولتوبيخ نفسها.....لا تحبه....ولكن هو يحبها...لا تريده ولكن لا تريد ان تظلم ابنها!
تظن انها ستكون ضحيّة هذه المرة
تشعر انها ستضعف وستتنازل.....بعد لقاؤه بهذا الشكل
بهذا الضعف لن تنكر انه اضعفها!

لا زال قلبها مجروح منه.....ولكن ابنها سببًا في شفاء جزء منه!

هل تتراجع عن الطلاق؟
تعود إليه!
تمنحه فرصة جديدة ليجعلها تثق به من جديد!؟

صعب
الامر صعب وثقيل وموجب للحزن!
لم يبقى الا عدّة أيّام على عودة ابيها للوطن
عليها ان تفكّر الآن اكثر
.
.
اخذت تقطّع الطماطم بحده ، وبتأفف
لا تدري كيف تدير الأمور
كيف تعيد حساباتها من جديد؟
كيف تقبل ان تعيش معه رغم ما فعله بها؟!
هي لا تثق به
ولا بقلبه
هي تخافه
تخاف ان يجرح قلبها ويصدمه من جديد ويجعله يهوي واقعًا على الأرض دون ايدي تمسك به
كيف ستحبه؟ كيف ستتقبّل ان يشاركها كل شيء؟
الامر بات صعبًا...كلما حاولت ان تعيد التفكير
اتى امر حبه القديم في ذاكرتها
ليجعلها تتخبّط اكثر
.
.
صحت من زوبعة تفكيرها على صوت اختها نوف: الله كببببببببببببببببببببسه صح.......
التفتت عليها وهي تهز برأسها
(أي)
نوف أتت خلف اختها وطوّقت بديها خصرها
لتبتعد الجازي متنرفزة: وجع وجع الف مرة أقول لك اكره هالحركة
ماتت نوف ضحكًا : ههههههههههههههههههههه اه ياربي ......شكلك يضحك.......

الجازي بحلقت بعينيها: نويّف انقلعي عن وجهي لا اجرم فيك الحين......
ثم عادت لتقطّع الطماطم
فقالت نوف: واضح النفسية صفر مقابل واحد...
لم تجيب عليها
أكملت نوف بجدية: شصار ذاك اليوم؟
لم تجيبها اخذت الصحن واقتربت من القدر ورمت بداخله الطماط

نوف أكملت بلا ملل: رضاك على خالد وبندروه رغم اللي سواه شاغل بالي.....

الجازي بدأت ترش الملح
فقالت: بدل هالهذرة ....طسي جنب عبادي....
نوف منفعلة: الجازززززززززززززي تكفين تكلمي....احس بموت لو ما عرفت والله احاتيك....

الجازي بتوبيخ نظرت لها: حاتي عمرك لا تحاتيني.....تحاليلك آخر مرة مثل وجهك.........السكر عندك مو منتظم.......وحالتك النفسية لها دور بهالشي......

نوف احتقن وجهها علمت بندر اخبرها عن آخر زيارة لها بالمستشفى: حالتي النفسية عال العال....بس قولي خبّطت بالأكل.......المهم قولي لي.....وش صار.....ريحيني؟

الجازي بنفس عميق: كالعادة يبيني اشيل فكرة الطلاق من راسي

نوف بنفس عميق وهي تقترب من اختها: وهو الصادق شيليها......

الجازي عادت تحرك الطماطم بالملعقة: أحاول

نوف دون تركيز اردفت: أي حـ...
وحينما استوعبت الامر صرخت بفرح: حلللللللللللللللللللللللل لللللللفي؟

الجازي وضعت يدها على اذنها: وقص في السانك.........فجرتي طبلة اذني....
نوف بحماس: حلفي حلفي.....يعني في امل ترجعين له؟

الجازي ابتسمت لأختها وبطنز: واضح تبين الفكّه مني؟

نوف: شوفي عاد لا تستهبلين على راسي لا احوسك هنا.....وش افتك منك.....الغبية ؟

الجازي بحلقت بها: لسانك متبري منك هالليام شكلك ناسية اني اكبر منك يا نويّف

نوف نقزت واحتضنتها لتردف الجازي صارخة: النار لا تحترقين يا الهبلة......

نوف بضحك: هههههههههههههههههههه والله فرحانه......اي فكري فكري....ترا سيف...ما ينتطوّف رزّة وجمال....وخقّة....ودكتور...واخ� �اق......

الجازي بنرفزة: وقلبه شقق مفروشة.....

نوف لم تستطع ان تتمالك نفسها: ههههههههههههههههههههههههه هههه لالا في هذي كذبتي....عنده شقة وحده تسكنها الجازي ....

الجازي: عاد روحي عن وجهي.......خليني اكمل طبخ.....
نوف: بروح بروح بعد هالخبر الحلو.....
الجازي : شوفي عبد لله جلس ولا...

نوف وهي تخرج من المطبخ: عند بندروه ...

الجازي تنهدت بضيق وهي تقول: يارب ارجوك دلني على الطريق الصحيح.....
.
.
.
سئم من الانتظار....من الغوص في الأفكار....من مراقبتها عن كثب.....شعر بالتعب...وبالانهماك....ابنته تمارس معه معادلة القريب والبعيد في الآن نفسه.....مضى ثلاثة أسابيع.......وهو هنا.....ينتظر الفرج....ينتظر قلبها يحن عليه....اجبر ابنه ناصر واخيه وكذلك أبا سلطان بالعودة الى البلد لحضور زواج قصي رفضوا ولكن اخبرهم حاسمًا الامر
: سلطان معي.......
ناصر ب ضيقة: يبه تكفى.....انزل معنا...وبعدها نرجع.....
بو ناصر بوجه شاحب ومصفر: ما فيني حيل يابوك....وطاقتي نفذت....

بو خالد: ان ما نيب راجع

بو ناصر بنرفزة: لا بترجع......عشان اختك....زواج ولدها بعد بكرا.....ارجع ....يكفي انها زعلت علي يا بو خالد.....

بو سلطان : يوسف......انزل وبعد أسبوع نرجع هنا....

بو ناصر : نلعب حنا....ارجعوا....انا باخذ وقتي هنا وبرجع لكم.....
ناصر بحزن: بتهرب منا...يبه.......
تحدث منفعلا: وش اهرب......ناصر......انا حلفت ما ارجع إلا واختك تكلمني.......خلاص يابوك ارجع امك واخوانك بحاجه لك.....
سلطان لينهي الامر: خلاص يا جماعة ......خلوه انا كلها أسبوع واخلص اختبارات....وباذن الله بيرجع معي.....


بو ناصر يسلك لهم: أي برجع مع سلطان.....

بو خالد بضيق: امرنا لله......
.
.
.




.
.
.
لا تخرج من شقتها كثيرًا ، قلبه مُتعب ومرهق....وعضلته بدأت بالارتخاء...خاصة بعد ازمته القلبية الأخيرة

يشعر انه يحتضر....وينتظر مسامحتها له
اين انتِ يا ديانا؟
ليتها تأتي وترى كيف أصبحت ابنتها
قاسية ......مبتعدة......منعزلة عن العالم
طالبته احدى المرات عندما أتت اليه بإثباتاتها الشخصية واوراقها الرسمية
ومن بعدها لم يراها....ماكس اخبره انها أوقفت الدراسة لهذا العام بسبب ما فاتها
وصعوبة تماشيها مع الأوضاع الجديدة !
كانت جولي تنقل لهما كل شيء...
اخبرتهما انّ ايلاف لم تتركها يومًا
اخبرتهما انها هي وايلاف يخضعان لعلاج نفسي عند الطبيبة نفسها!
اخبرتهما انّ ايلاف اثرّت بنور بحثها على الصلاة
وقراءة القرآن
والصوم في أيام محددة!
اخبرتهما انّ نور بدأت تتقبل فكرة الحجاب ولكن ليس كما يجب
كانت تضع قطعة سوداء على شعرها ولكن من الامام والخلف يظهر شعرها
ولكن هذه خطوة جيّدة كما قالت ايلاف!
اخبرتهما ايضًا هي دخلت في الإسلام بفضل ايلاف
وانها رافضة امير
ولا تريد الزواج بأي احد!

ولكن لم تخبرهما ابدًا عن مسامحته ومسامحة حتى والدها يوسف!
لم تخبرهما ابدًا!
.
.
.
لم تحرمه من ابنته.....ولم تنتقم منه .....ولكن حرمته من رؤيتها ومن الدخول إلى شقتها.....
كان يأتي تخرج جولي.....لتعطيه ابنته....وبعد مضي ساعتين يرجعها لها...
شعر بأن فكرة مسامحته مستحيلة
وفكرة قبولها لعرضه الذي فكّر به
خيالًا
بدأ يتقبل الامر......وبدأ يفكر بمعالجة أخيه ليعود ويمشي على قدميه !
.
.
.
التقى بها يومًا عندما خرجت لتتقضّى للمنزل
حدثها بهدوء: نور.....سمعيني منيح....بدي اخبرك شغله مهمة....
نور وهي تحمل ابنتها : شعندك ؟

ماكس: تقبلي تتزوجيني؟

نور بملل وتأفف:لا.....
ماكس برجاء: دخيل الله فكري ئبل لا...
نور بجدية: ماكس انسى ......انسى اني طلبت منك هالشي.....انسى موضوع اني ارتبط فيك ....كل همي بنتي وبس.....مابي لا ارتبط فيك ولا في غيرك....
ثم نظرت لإيلاف: يلا ايلاف مشينا...

اغلق هذه الصفحة.....اغلقها مؤقتًا
حقًّا يشعر بمشاعر أخرى لناحيتها.....يشعر انه احبها...ولا يريد ان يضيّعها من يديه
ان لم توافق الآن ستوافق فيما بعد!
.
.
.
.
أغلقت صوت المنبّه
نهضت وهي تشعر بثقل في رأسها لم تنم جيّدًا
البرد يمنعها من النهوض...ولكن لن تتوانى عن النهوض للصلاة......
نهضت توجهّت للخلاء......توضأت
خرجت

توجهّت لنور التي تغط في سبات عميق ودافئ
: نور.....نور قومي...صلي...

نور تمللت : ايلافووووووه وخري

ايلاف .....اصعب امر عليها هو انهاض نور لصلاة الفجر.....لن تنسى انها ببداية الامر لا تنهض لتصلي ابدًا
لن تنسى انها اخذتها بالأسالة الكثيرة ....التي جعلتها تشتري كتب دينية .....وتحمل تطبيقات كثيرة على هاتفها لتستطع ان تجيب عليها....شعرت انّ نور متقبله دينها تمامًا ولكن لديها بعض الشبهات واستطاعت ان تتجاوزها
في خلال ثلاثة أسابيع لأنها بالأصل هي مسلمة ولكن ضائعة!
لو كانت كافرة حقًّا لما استطاعت ايلاف اقناعها بالإسلام
بينما جولي اقتنعت كثيرًا عن طريق مقارنة الدين الإسلامي بالمسيحي في نقاط معيّنة مما ساعد جولي تقتنع به
ولكن لديها وقت طويل لتلتزم به اكثر....


ايلاف بتهديد: قومي ولا بالماي البارد الحين...
نور تحدثت بتعب: عندي عذر شرعي....

ايلاف لن تنطال عليها هذه الكذبة: لا كذبين.......باقي أسبوع على ما تجيك......

نور تأففت ثم نهضت : حسابه مو آدميّة......
ايلاف نظرت لها بحده: روحي توضي....
نور أبعدت اللحاف عنها ودخلت الخلاء

تعترف انّ حياتها خلال الثلاث أسابيع بدأت بالتغير....بعد الصلاة....بعد الدعاء.....تشعر بالراحة......وبالقبول لحياتها.....شعرت بالسكينة......بالرضا قليلًا.....

ولن تنسى انّ العلاج النفسي مع هذه الأمور ساعداها في تخطي فترة الاكتئاب!
لم تشفى منه كليًّا ولكن يكفيها ما تعيشه الآن من راحة
اقنعتها ايلاف للخضوع للعلاج النفسي خاصة بعد ان تكررت عليها النوبة مرتين واخبرتها عن رغبتها للخضوع هي الأخرى لعلاج نفسي لتتقبل بعدها طارق!
وكلًّا منهما شجعّت الأخرى
ومضى معًا بحب لرحلة العلاج
.
.
.
انتهت ايلاف من الصلاة وذهبت لتوقظ بلطف جولي لتصلي.....وبقيت بجانب سندرا وفي الآن نفسه لتراقب جولي هل تصلي ام لا
ولكن حقًّا جولي كانت متقبلة الامر
صلت وانتهت ثم عادت تنام
وعادت الى للغرفة

فقالت نور: سندرا نايمة

هزت رأسها ايلاف
الذي اقتربت فقالت: أي.....ترا بكرا بروح عند طارق...
نور ابتسمت هنا وغمزة لها : ليلة رومنسية يعني؟

ايلاف بحده: قليلة ادب....
نور ضحكت: هههههههههههههههههه ما قلت شي...

ايلاف : المهم بروح معاه ......نرتب اوضاعنا بنجهز لسفرتنا للروما....
نور الى الان تظن انّ ايلاف تمزح في هذا الامر
لم تظنها جادة لهذه الدرجة
اردفت: من جدّك انتي؟
ايلاف: أي......والله صج......
نور : ما فيه وحده بعقلها ما تبي تفرح بيوم عرسها.....

ايلاف منفعلة: قلت لج ما ابي ارجع الكويت.......خلاص هم قالوا للناس تزوجت ليش بعد ارجع عشان لوية عرس وغيره......نسافر معه شهر عسل وخلصنا.....هم أصلا ما يبوني....وانا ما ابي اروح عشان لا اسالهم ليش وضيّق صدري....

نور بتفهم: سوي اللي يريحك.....بس من حقك تسألينهم ترا

ايلاف بضيقة صدر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

نور : والنعم بالله ....بس احس هالشي مأثر عليك مرا....سألي عن اللي بخاطرك.....
ايلاف : مابي اضيّق صدري يكفيني الحين اني تقبّلت طارق....وعقبالج ما تتقبلين ماكس...ويوسف وامير.....

نور كشت على ايلاف بيدها وعبست بوجهها: لا عاد تجيبين طاريهم....
ايلاف بجدية: لمتى؟
نور بنرفزة: ليوم الدين!

ايلاف بهدوء: نور....مهما صار ....ترا يبقى ابوج ......واظنج قريتي وايد عن عظم بر الوالدين يا نور....

نور بيأس: مو قادرة اسامحه عشان اقدر اقابله.......يا ايلاف...


ايلاف : لا سامحينة.......بس روحي شوفيه.....المسكين كل يوم اشوفه تحت العمارة....ينتظرني انزل عشان أقول له عن وضعج وحالج.....ولرديت من الجامعة هم اشوفه......ويسألني مرة ثانية....الريّال مشتفق عليج....وندمان.........نور....لا تقسين عليه....يكفي امج قست عليه........
نور بانفعال: حاولت ......بس ما قدرت....

ايلاف: حاولي من جديد........وبعدين ......لا تعضين اليد اللي ربّتج.....وسمت عليج.......

نور بطنز: الحييييييييييين بجيب لي طاري الزفت امير............شالفجر المخيس ذا.......

ايلاف ابتسمت رغمًا عنها: ترا الريّال مريض.......عنده ارتخاء بالقلب بعد ازمته القلبية اللي دخل فيها.....وكل يوم.....والله انه كل يوم...يرسل لي سلام لج.......ويحط بذمتي اقولج انج تسامحينه.......على فكرة امير اسلم ترا.....ماكس واضح انه اثّر عليه.....

نور بتنهد وضياع: المطلوب الحين؟

ايلاف بهدوء: تتقبلين وجودهم بحياتج.......هذاك ابوج....وذاك اللي رباج وكبّرج....ما قول سامحيهم.....بس بردي قلبهم.......لا تخلين ابليس يلعب براسج.....ولا تخلين قلبج اسود وحقود......

نور استلقت على ظهرها: انام ابرك لي على قولتج....

ايلاف بضحكة: هههههههههههه ادري تأثرتي.....وكلامي بجيب نتيجة معاج......
نور أغلقت نور الاباجورة: انكتمي بس!
.
.
.

أتت وهي تضع صحن البيض امامهم فاردف: شالصباح الحلو هذا.....

وضع أخيه يده على جبينه وهو يردف: امانه انت مسخّن؟

اخذ الأخرى يجس نبضه: أتوقع عند هبوط....

ضحك الآخر : هههههههههههههههههههههههه والله صدق سيف ......مو صاحي.....

ام سيف: اتركوا اخوكم بحاله.........وانت ابلع وقوم ودني لبنتي مُهره.....ابي اطمن عليها.......اعرفها ما تاكل.....واللوعة ماسكة معها......
قصي قبّل كف يدها: طيب يمه طيب....بس خلينا نطقطق على هذا اشوي.....

جسّار هو يمضغ الخبز: إلا صدق الحين ببيت عمها ولا في شقتك......

عزام فهم نذالة أخيه فقال: أي صدق وين هي فيه؟
سيف فهم خبثهما فزاد العيار اكثر: اظنها بالشقة ......

شهقت ام سيف وضربت على صدرها: لا تقول صددددددددق يا قصي....

غص في اكله وكح بقوة فأخذ سيف يضرب على ظهره ليقول: شفتي هذا البرهان....يمه....

قصي دمعت عيناه: الله...يـ...
قاطعه عزام: لا تلعن.....يا عدو الله......

جسّار بضحك: ههههههههههههههههههههههه

ام سيف: صدق اللي يقولونه....

قصي بجدية: أي يمه صدق....هي ما ترتاح بيت عمها...وجلوسها هنا ...بجيب لنا كلام لا يودي ولا يجيب......

ام سيف بانفعال: حسبي الله على طيشك .......نعنبوا تتركها وهي تعبانه من هالحمل....والتجهيز.....

قصي: قلت لكم ماله داعي هالعرس......خلاص اجيبها ونسكر الموضوع.....

جسّار وهو يشرب الشاي: مثل الشيّاب يعني.....

قصي : انت انكت ....انكتم ولا والله بهالملعقة على راسك...
عزام : ههههههههههههههههه انحشر انحشر...
سيف : هههههههههههه هد اعصابك قصقوص....
ام سيف : اف منكم......سكتوا.......
ثم التفتت على قصي: وانت قم انقلع اشوف.....بقوم اجهز ودني لها......
قصي : طيب...
نهضت لتجلب عباءتها....
عزام: اغسلت شراعك الوالدة بطريقة غير مباشرة......

قصي بقهر: يا جعلني اغسلك بايديني...
جسّار بفجعة رمى عليه علبة المنديل: وجججججججججججع يا حقود.....لا تدعي.....

سيف ضحك: هههههههههههههههه خلوه مقهور مقهور.....
قصي نظر اليه: كل تبن انت بعد .....من عاشر القوم أربعين يوم.....هذا وضعك انت.....فجأة صرت مثلهم
...

سيف وهو يمضغ الخبز: يحق لي والله يحق لي.....

جسّار: والله لو ابوي هنا.....كان غسل شراعك بعد......اقول اركب سيارتك...لا تمسح فيك البلاط الحين....
عزام : اسمع اخوك....يلا...
قصي تنرفز منهم فخرج سريعًا على قهقهت سيف!
.
.
.
.
نزلت من غرفتها وهي تركض كالمجنونة
وتصرخ: يا جمااااااااااعة .....يا جماااااااااااااااااعة....

نهض اخيها ....وتبعته الجازي التي ترضع ابنها .....
خالد بفجعة: شصاير ........؟

نوف وقفت امامهم وهي تلتقط أنفاسها
ابتسمت: ابوي اتصل.....قال بكرا بوصلون هنا....


خالد حنق عليها.....واخذ الغضب يتطاير من عينيه وبصرخة: الله ياخذك خوفتينا...........يا المجنونة......وانا قول وش فيها تصارخ.......

نوف بضحكة: هههههههههههههههه قلت اسوي لكم شو....

بندر انحنى ليلتقط نعلته ويرميها في الفراغ بالقرب منها: وقفت قلبنا....
الجازي : حسبي الله عليك كأنك مجننتنا.......يا جعل يجيك نصيبك نفتك منك....

نوف باستهبال: آآآآآآآآآآآآآآميييييييييي ييييين

خالد بصرخة: بنتتتتتتتتتتت

بندر : ههههههههههههههه مشفوووووووووووحة خلها خلها.....

نوف : ما ينمزح معاكم...
ثم قالت للجازي: جوجو جهزي نفسك.......اليوم العصر بروح السوق....

خالد كتف يديه: ومن بوديك ان شاء الله؟

نوف بنبرة خافتة: انت.....

بندر : ههههههههههههههههههههه حلم ابليس بالجنة.....
نوف بنرفزة: عرس قصي بعد بكرا ولا رحنا السوق عشان الأوضاع......حسوا ياخي...

الجازي بتفكير: صادقة نوف......لازم نروح.....
خالد ابتسم في وجه اخته الجازي: دام ام عبد لله تبي تروح خلاص تم...
نوف بتقليد: داااااام ام عبببببد لله تبي.....
ثم قالت بهيجان: وانا صار لي ساعة التح ما نقالت لي كلمة حلوة....

خالد التفت على بندر: وخرها عن وجهي لا اذبحها الحين...
بندر : ههههههههههههههههههه خلها خلها والله توّنس

نوف وتتجه لناحية عبد لله: ليش شايفني مهرج ...؟

الجازي بضحكة: هههههههههههههههه مهرجة الناصي .....

ضحك بندر وخالد لم يمنع نفسه من ان يبتسم
.
.
.
.

فكرت الطلاق تواردها
فكرت الهروب ما زالت تمكث على صدرها
دخلت في مرحلة الاكتئاب
مرحلة الانزعاج
مرحلة الانطواء
تعب مشعل منها
ملّا من بؤس حياتها
طلبته ان تذهب إلى منزل ابيها
ولم يرفض
وبقيت في زاوية غرفتها تبكي
لا تعلم ماذا يحدث لها الآن
رغم مرّ ما يقارب الشهر الآن ولم تحدث فضيحة
ولم ينتشر الخبر
ولكن تشعر بالحزن
بالخوف
بعدم الاطمئنان
تشعر بالخيانة
لا تدري كيف تعيش وتستمر
لا تدري كيف تمضي في حياتها
دون ان تفكر بأمر ايلاف
حقًّا لا تدري
ولكن جلّا ما تفكر به الآن الطلاق
والافتراق!
.
.
.
انتهى


اشوفكم على خير في البارت الأخير



راح اتاخر عليكم في تنزيله ......بسبب فترة الاختبارات اللي امر فيها


خلاص هانت
بارت واحد وننهي روايتنا(*


تحياتي

شتات الكون


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 12:18 AM   #64

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي

البارت الثاني والثلاثون

والأخيرة








.
.
.
.
تركض على اشواكٍ مدببة وأخرى حادة بشكلٍ مخيف
تركض تتجّه لناحيتها
تركض كالمجنونة دون أن تعي انها تؤذي نفسها
ترفع قدمَيْها المُدميّة وتُنزلها لتنغرس في ذلك السّن اللعين ليُدميه اضعاف مضاعفه
جسدها هزيل، وحُبيبات العرق تتقاطر وتنساب من على جبينها بحرقة الجو الخانق، تركض وهي مشرّعه يديها تصرخ
بلا صوت......وعينين جاحظتين اثر الدموع الذي لم يتوقف أبدًا من الانسياب على وجنتيها الشاحبتين......شفتيها متقشرتّان وتنزفان بشدة
ملابسها رثّة تلتف حول جسدها لتخنقّه بقوّة شدها عليه
كانت ....تركض وكأنها هي بعيده عنها لمسافات طويلة ...وشاسعة لتجعلها تركض بهذا الشكل وبهذه اللهفة!

هي في الواقع قريبة منها ولكن رغم الركض التي تركضه
تشعر بطول المسافة ألافًا من الأميال!

نبضات قلبها تُسمع
ورجفتها تُرى
وعينيها تُحكي معاني وأنغام جديدة عن ندمها!

تصرخ بشكل مهووسٍ ومخيف
: بنتي نور...سامحيني......بنتييييييي� �يييييي نور....سامحيني.......سامحيني..... ..نوووووووووووووو ر

كانت واقفة ....صامتة...تحدّق....بها وبالمكان الذي يضمهُما بين ثناياه!

غابة .....بعيدة عن الحياة
بعيدة عن ضوضاء العالم

ذات أشجار عملاقة وطويلة وقريبة من بعضهما البعض
ارضها مليئة بالأشواك.....والطين الزلّق!....وحرُّها يُجلب العطش

حدّقت في ديانا ....مدّت يدها لها تريد ان تصل لها....تريد ان تخبرها انها قريبة منها جدًا ولكن لماذا تركض إليها ولا تصل؟

رفعت قدمها.....لتتقدم لها...فاستوعبت ألم الجرح العميق النازف من باطن قدمها....طأطأت برأسها لتنظر لانتشار الدماء تحت قدمها.......ارتجفت شفتيها ثم رفعت رأسها وبألم

صرخت: يمممممممممممممممممممممممم مممه.......

والأخرى صرخت: ساااااااااااااااااااااااا ااااامحينيييييييييييييي.
.
.
.
.

عرق جبينها واشتّدت حرارة جسدها....ترتجف شفتيها بهمس(يمه) تُحرّك رجليها بعشوائية وكأنها تريد التخلّص من قيود تقيّد قدماها لدرجة الألم

بسبب حركتها العشوائية هذه
زحفت لطرف السرير ...وسقطت على جانبها الأيمن
وهنا شهقت
واستيقظت من كابوسها المخيف!
.
.
نظرت لأرجاء الغرفة لتتأكد من بقاؤها على قيد الحياة
اخذت تتنفس بعمق بطريقة مؤلمة لصدرها
شخصت عيناها ....بعدما استوعبت الحلم ....وصدى صوت والدتها يؤذي عقلها اللاواعي!
لم ترى والدتها يومًا في احلامها بعد وفاتها ابدًا
هذا اوّل حلم بل كابوس!
ثقيل على تقبّله
اوّل خوف وذعر....وشوق يتدفق لناحيتها اليُسرى....
اثنت ساقيها واحتضنت رجليها
ثم أسندت
ظهرها على خشبة السرير وبكت!


والدتها منزعجة في الحلم.....مرهقة......خائفة.....مص دومة.....
لم تجد في عينيها لا راحة ولا طمأنينة!

تطالبها بالسماح مثلهم، تحاول التمسك بها......ولكن هذه المرة ليست هي من لا تريد الإمساك بها ...بل القدر.....
قدرها ان تعيش بعيدًا عنها قدرها ان تبقى على قيد الحياة
لتعيش كل هذا !

بكت
ثم استطرد عقلها عليها الذكريات
.
.
.
كان الجو غائمًا على الرياض
وبدأت الامطار الغزيرة تهل على القلوب لتثير سعادتها ببطء
كانت تحت المطر تدور حول نفسها وتقفز بين الحين والأخرى
مكررة

(شتي يا دنيا شتي على صلعة ستي
ستي جابت صبي سمته عبد النبي
حطته بالطنجرة طلع صحن مجدره
حطته بالبير طلع راسه كبير)

تكررها باستمرار....تدور حول نفسها عشرات المرات....
تقفز هنا وهناك

وتفتح فمها للأعلى .....لتتذوّق طعم المطر....ثم ترقص...بحركات طفولية تنّم عن سعادتها......

كانت تحدّق فيها من بعيد تراقبها وتستمع لِما تقوله، تذكرت الكلمات جيّدًا

تلك الكلمات التي حفظتها من جدتها ذات الأعراق الفلسطينية
تذكرت كيف كانت تترنم كلمتها وتتلوها بالأخير بضحكة وهي تجدّل شعرها!
تنهدت ثم نظرت لأبنتها وهي تدور حول نفسها
دوران ابنتها تحت المطر يذكرها بدورانها هي تحت سماء لبنان وهي تُمطر....تذكرت كيف كانت تركض هنا وهناك في الساحات والشوارع الترابية ....تذكرت حينما كانت تضع هي وبقيّة الأطفال من حي الروشة القديم قبل ان يؤول على ما عليه الآن!
قطعة من الخشب ويضعونها فوق رؤوسهم ويكملون مسيرة الركض وترنم الكلمات إلى ان يخرج والدها ويوبخهم جميعًا!
.
.
تمعّنت في
ضحكتها
فرحها
صرخاتها التي تنّم عن أي مدى من السعادة وصلت فيها؟
اقتربت منها
حاولت الإمساك بها ولكن هربت لمعرفتها بنيّة والدتها التي لا مفر منها
: لالا ماما ما بدي......

تحدثت وهي مبتسمة: راح تمرضي....

تحدثت براءة وهي تنظر للسماء : بابا يوسف يوديني عند الطبيب.....عادي....

ضحكت بخفة : ههههههه بكفي شوفي ملابسك تبللّت.....يلا بنتي...ادخلي....

هزت رأسها بعناد الأطفال البعيد عن الخبث والكراهية والنوايا السيئة
ثم اخذت تركض بعيدًا عن ايادي والدتها وتبعت خطواتها والدتها لتصرخ بخوف: نووووووووووور لا طيحي...الله يرضى عليكي وئفي......


عبرت نور امام الباب الرئيسي للمنزل وهي تضحك...تصرخ......تُنشد أناشيد على عشوائية ...بنفسٍ متقطّع.....تنظر للخلف وتضحك على والدتها

انفتح الباب واصطدمت بساقيه ثم ضحكت هنا: بابا.....

انحنى الآخر ليحملها وهو يضحك: وش مسوية بنفسك ؟

رأته، توقفت بعيد عنهما......عقدت حاجبيها ثم دخلت إلى الداخل دون نطق أية كلمة

.
.
.
ثم استوعبت الآن الأمر....وجوده كان ثقيلًا عليها غير محبب وقاسي على قلبها الذي جُبل على محبة أمير
لم تحاول ولم تُبادر في تبديله...لم تتحرّك عن موقفها ومكانها من أجل استقرار طمأنينة ابنتها....حاربت ....وقاتلت ....واحدثت بذلك ضحايا ......يؤلمهم قلوبهم الآن....واشعلت في فؤادهم فتيل الندم والخوف
.
.
رفعت رأسها.....بعد ان سمعت صوت: ماما.....
.
.
.
بدافع أمومي مجنون...تخلل وتغلغل أعماق قلبها......نهضت وركضت لأبنتها لتحتضنها....وتبكي بلا صوت

تريد ان يحتضنها احد....تريد ان يطمئنها احد...انّ والدتها تنعم في نعيم الراحة...تريد ان تمحي الذكريات التي قسمت على ان تقسم ظهرها وتحنيه!

همست وكأن ابنتها تعلم بما يدور في قلبها: والله سامحتها والله سامحتها.....والله....والله.....

ارتعش فؤاد الصغيرة ، وارتعبت من حضن والدتها الذي خنقها وقلّص عليها المكان
همست: ماما تعوريني!

هنا استوعب انها دخلت في حالة انهيار وذعر.....ابتعدت وهي تمسح دموعها وتحاول السيطرة على رعشاتها
وتذبذبها الذي احدثه ذلك الكابوس
: آسفة ماما آسفة....

ثم طوّقت وجهها: اكلتي؟

هزت رأسها مردفه: أي

ثم قالت: بابا.....برا.....جا عشان اروح معه...بس ماما جولي...قالت اقولك قبل....

نور وقفت على رجليها هنا.....ثم نظرت لساعة الحائط لتنظر
الى xxxxب الساعة التي تُشير الى الساعة العاشرة والنصف
صباحًا
عقدت على حاجبيها ثم تمتمت: مو وقتك.....

ثم التفتت على ابنتها: ماما.....روحي فتحي له الباب وخليه يدخل في الصالة ....

هزت رأسها سندرا وركضت لتخرج من الغرفة

اما نور...مسحت على رأسها لتستوعب الأمور
ثم دخلت للخلاء ارشحت وجهها عدّت مرات ثم بعد ذلك خرجت
ارتدت جاكيتها الأسود الطويل والذي يصل الى نصف ساقها....وسحبت الحجاب لتضعه كما اعتادت عليه
بشكل مهمل.....لا يغطي كامل شعرها!
تمتمت بالاستغفار
ثم سحبت هاتفها
لتتصل على ايلاف
.
.
.
فتحت باب الشقة وهي تتطوّل مقبضه...ابتسمت لوالدها
وهي تقول: بابا...ماما تقول ادخل الصالة

يشعر انّ روحه تجددت بالطاقة على كلمة (بابا) شعر بجمال الكلمة ونعمتها
واشعلت في فؤاده نوعًا آخر من الندم
كم تمنّى ان تعود المياه لمجاريها
وتنمحي الذكريات السيئة من باطن عقل نور
للعودة الى الحُب
إلى الاستقرار
إلى التعويض والحنان!
ولكن كل شيء انهدم أمامه ليخسر نور
ولكن لم تجعله يخسر ابنته ابدًا!
لم يصبح كأخيه وهذا الامر يخفف عليه كثيرًا!

.
.
انحنى وحملها ما بين يديه
قبّل خدها بعمق وهو يقول: اوك....
دلف الباب بحذر....ثم دخل واغلق الباب
وتوجّه لناحية الكنبات
رأى جولي تجول في المطبخ.....
ثم حوّل ناظريه إلى باب غرفتها
وسمع صوتها وهي تقول
.
.
.
: اوف منك.......ليش ما جلستيني؟....خلتيني انام لهذا الوقت .....ما ظل كابوس ما شفته.....بعدين تعالي...شلون تطلعين معاه بدون اذني؟

ايلاف بهبل : شبي في اذنج أنا؟

نور بمزاج سيء: لا تنكتين انتي وجهّك......

ايلاف بللت شفتيها: اخت نور واضح ابليس راكب راسج اليوم.......سكري تعوذي منه ....وانا اشوي ويايه الشقة.....

نور : طيب طيب...
ثم اردفت باستفزاز: لا تفلينها مع الحبيب....هاااااااا.....

ايلاف توجّهت نظراتها له وهو قادم بعد خروجها من الخلاء: انجبي باي...
ثم أغلقت الخط في وجهها دون ان تسمع كلمة واحدة
.
.
.
طارق سحب الكرسي وجلس: تأخرت عليج؟

ايلاف ابتسمت في وجهه: لا حبيبي...

طارق
ابتسم.....ايلاف تغيّرت جذريًّا.....وجودها مع نور غيّر الكثير منها...جعلها اكثر صبرًا واكثر شجاعةً وثقة بنفسها.....ووقوفها مع نور لفهم بعض الاحكام الدينية ساعدها في فهم أمور كثيرة هي تجهلها حقيقةً وهذا الامر جعلها تتقرب من الله عزوجل اكثر فاكثر......وعلاجها النفسي ساعدها ايضًا في تخطي مرحلة الذعر والخوف من طارق...ومما حدث لها......تشعر انّ ذلك الموقف لم يحدث ابدًا.....تشعر انها نسته......وتحمد لله كثيرًا على وجود طارق الذي صبر عليها لتجاوز كل المحن الذي عاشتها ونستها الآن!


.
.
.
مسك كف يدها طبطب عليها بحنان: فكرتي باللي قلت لج أمس؟

عبست بوجهها وسحبت يدها من يده بلطف: كلمة امي حصة عن رغبتي وقالت سوي اللي يريحج.....في اكثر من جذه بعد؟

طارق
يشعر انها بدأت تفهم الأمور وواقعيّة عدم تقبّل والديها منها
والخوف من انها تكتشف واقعية حقيقتها
وحقيقة من يكونا هما؟
تحدث: يعني؟

ايلاف تحاول ان تتماثل بالهدوء: هم ما يبون وجودي بالكويت.....وعارفة هالشي له اسباب وايد بس انا ما ابي اعرفها.....ولا ابي اضغط على نفسي وافرض نفسي عليهم......

طارق بجدية: شالحجي ايلاف انتي بنتهم؟

يعلم وإن لم تكن هذه الحقيقة هما من رباها
ويعلم انّ هناك في قلوبهما ذرة حب وخوف عليها
فلقد رأى بشكل جزئي هذا الخوف في عين مشاري ليلة ذهابه من هنا

قالت: واذا بنتهم؟....انا موحاسه بهالشي ...

صُعق وشعر بنبضات قلبه تتسارع.....شعر انّ الدم كلّه وقف في عروقه دون ان يعبر بسلام...انخطف لونه...وشحب.....
ارتجفت يديه بشكل لا ارادي
حتى بها شعرت به عقدت حاجبيها لتردف: طارق شفيك؟

طارق ازدرد ريقه وبلل شفتيه : لا ما فيني شي.....بس مصدوم من كلامج....ايلاف.....شلون تفكرين جذيه.....


ايلاف بنفس عميق: اتركني على جنب.....وقولي انت متى بتروح لأمك....مو تقول...بتروح...وبتاخذني معاك.....


طارق ضاق نفسه ، حقيقةً هو اشتاق لوالدته ولكن يعلم والدته لن تستقبله بسبب ما حدث لهم....سجنه....موت أخيه...ومعرفة الجميع بطبيعة عمله!

شتت ناظريه عنه: الوضع صعب وايد علي وعليها....

تحدثت وهي تسند ظهرها على الكرسي: صدقني بسامحك وبترضى عليك.....بس بادر.....تأكد انها الحين هي وايد بحاجه لك....خاصة صحتها على قدها.....


هو لم يخبرها بسبب الزعل الذي بينهما...قال لها انهما على خلاف.....واغلق الموضوع دون ان يسهب فيه.....ولكن هي فهمت انّ والدته مخاصمته لمدة لم تكن هيّنة


فقال: واذا قلت لج ما عندي الجرأة اني اروح واشوفها؟

ايلاف ابتسمت هنا وطبطبت على يده: انا معاك...وبعطيك من الجرأة اللي عندي....

طارق ضحك بخفة: ههههههه انزين....نروح لها بعد ما نرد من شهر العسل....

هزت رأسها برضى: اوك....

طارق وقف: قومي نكمل تجهيز....دامج راكبة راسج ومصرّة على سفرة روما.....

ايلاف نهضت : اكيييييييييييد مصرة .....

ضحك بخفة وامسك يدها .....ومشا بخطى متقاربة ...لتعلّق قلبوهما ببعضها البعض...وتمسح من على ذكرياتهما الحزن والكآبة.......هو يحاول ان يسعدها وهي تحاولن ان تهديه طمأنينة ....وراحة
.
.
.
بينما هي ....شتمت ايلاف لأنها أغلقت الخط في وجهها....ثم خرجت....وسقطت انظارها على مراد الذي يلاعب ابنته...وجولي في المطبخ بلا حجاب....
همست : ياربي هذي متى تلتزم فيه

ثم تذكرت انها لا ترتديه بالشكل المطلوب فقالت: على أساس انا احسن منها.....افففف.....


ثم تقدمت لناحية مراد وابنتها
فقالت: السلام...
همس: وعليكم السلام....

فقالت بعد ان جلست: اليوم الثلاثاء....

مراد بهدوء: عارف.....بس بعد بكرا عندي سفرا....وجيت علمود اشوفها....ومن بعد اذنج ودي آخذها معاي......تنام معي وبكرا اجيبها لج....

نور....بتفكير ...نظرت لأبنتها

فقال: لا تخافين عليها آني ابوها ماني غريب...يا نور....

نور بهدوء قالت: سندرا.....تعالي....

جلست سندرا بالقرب من والدتها ثم انحنت لتهمس
: ماما ابي اروح...

لذلك نادتها نور تفهم ابنتها ....بل أصبحت تدريجيا تفهمها
حينما تسكت وتشتت ناظريها عن الجميع
هذا يعني انها تريد التحدث ولكن تتردد بشكل كبير

ونور اعطتها مجالًا الآن للتحدث
فقالت نور بهمس: طيب....

فقالت وهي تنظر لمراد: انتبه عليها......والصباح بكرا تجيبها....
مراد ابتسم: طيب....
نور مسحت على جبينها
ثم قالت: جولي.....
جولي سمعتها واقتربت منهما وحينما أدركت انها لا ترتدي الحجاب كادت تتراجع ولكن نظرت لنور وتوقفت وهي تتنفس بعمق

فقالت نور: جهزي سندرا ....وحطي لها ملابس في شنطتها...
جولي بهدوء: اوك...
نهضت سندرا وهي تبتسم وتتجّه لوالدها
لتردف: بابا.....ابي اروح دزني لاند...
ابتسم وطوّق وجهها بيديه : نروح لمكان احلى من دزني

سندر ببراءة: فيه احلى ....
هز رأسه....
بينما هي قفزت : يلا نروح يلا....
ضحك بخفة: روحي البسي وآني انتظرج...

قفزت من جديد ولكن هذه المرة، قفزت لتسقط في أحضان والدها وتحتضنه بيديها الصغيرتين ثم قبلته على خده تحت انظار نور
التي تتعجب في بعض الحين والآخر من تقبّل ابنتها لها ولوالدها!
كسرت قلبها.....كيف تتعلّق بوالدها....تقبله تشكره...بلطف.....وبأدب...ثم ركضت لناحية الغرفة ....لتساعدها جولي في تبديل ملابسها.....
تنهدّت

ثم قالت: مراد....انتبه عليها......لا تتركها لوحدها .....وانتبه النظارات لا طيّحها وتكسرهم......وخلها تاكل...زين.....وعطها علاجاتها اول بأول......

مُراد

كيف تغيّرت نور؟ كيف أصبحت بهذه الأمومة الواضحة والصريحة
كيف تقبّلت ابنتها وكل ما يخصها دون ان تُثير عواصف أخرى؟
لا يدري
هل سيأتي يومًا وتتقبله هو الآخر؟
لا
هز رأسه: لا توصين حريص.....

نور شتت نظريها عنه وبلا مقدمات: ما ابيها تعيش بنقص......وتعيش نفس اللي اعيشه انا....

عقد حاجبيه

ثم نظرت لعينيه لتردف: ما ابيها تكرهك لو فيك مساوئ الدنيا.......كلها!

وبرجفة وبحديث عقلها اللاواعي: لأنها راح تتعب.....راح تتوجّع وانا ما ابيها .......تعيش الآلام اللي عشتها......عشان كذا يا مراد.....

ثم شبكّت أصابع يديها ببعضهما البعض: لو ايش يصير ؟.....لا تحاول تعرّفها على شخصيتك ابد ابد....خلها تشوفك على ما هي تشوفك عليه الحين....

فهم اشارتها
فهم ما تريده
فهم انها تقول له
لا تخبرها عن ماضيك.....عن ما فعلته بي.....عن حقيقة زواجنا الذي لا اعرفه تماما!


مراد بضيق: نور.....انا ندمان.....

هزت رأسها لتردف: حلو انك ندمان...لو انك مو ندمان ...ما أمّنت بنتي عندك اصلًا يا مراد!


صُعق.....هل تقصد انها تثق به؟

أكملت: صر لها الابو الطيب الحنون....ما راح ابعدها عنك.....بس ما راح تكون قريبه منك كثير يا مراد!

ازدرد ريقه.....حجرت عليه بالحديث.....نهض وهو يقول: ما راح ازعلها ولا راح اضرها يا نور تطمني......

ولكي لا يستمع لحديثها الموجع: عن اذنج آني بنتظرها برا.....

ثم خرج وهي تنظر له.....تنظر لماضيها...لحبها الذي سُحق....لروحها التي سُلبت......ثم وعت على صوت ابنتها ولمساتها وقبُلتها اللطيفة التي الصقتها على خدها: باي ماما....

ابتسمت في وجهها....ومسحت على شعرها ثم قبّلت جبينها: صيري قريبة جنب بابا......طيب......امسكي يده....ولا تتركينها.....

هزت سندرا رأسها ثم ركضت لناحية الباب وتبعتها جولي لتوصلها...إليه!

بينما نور.....نهضت وتوجهت للغرفة...وسمعت رنين هاتفها
سحبته لترى رسالة من

أمير
(نور.....برتجاكي تعي اليوم في شي مهم بدي ئولك إياه)

مسحت على شعرها وشدّته بقوة بعد ان أبعدت الحجاب من على شعرها
واردفت: أصلا انا بجيك بدون هالرسالة !
.
.
.
.
.
مُتعب بل مُرهق لا يجد مفر من صراخ الضمير ولا يجد مفر من شوقه لها ......كلما اتى إليها ابعدتهُ عنها عشرات المسافات.....لا يلومها ولكن ما بال قلبه هو؟
لماذا لا تقدّر كبر سنه على الأقل

هو موجوع من كل شيء، ومن نفسه بالأخص
ما كان عليه ان يتعجّل في امر تسليمها لوالدتها ما كان عليه ان يقف وينظر لهما وهما ينفذان خطتهما بكل سلاسة
هو بغضبه ساعدهما في تنفيذ ما خططاه له بكل سهولة !

ولكن هو لا يُلام
كان موجوعًا، عقله لا يربط ولا يحل !
كان بحاجة إلى شخص يُمسك بيده يُهديه
ولكن كل الايادي التي مسكت به تُثير عواصفه وقليل من الأيادي التي ربتت على يده واخذت تدفئه بحديثها!
ومن الأيادي التي امتدت إليه لتزيد من غضبه وتسارع في اتخاذ قرارات لا يعيها عقله!
يدين والده وزجره في اتخاذ اسرع قرار للتخلّص من تلك المشؤومة التي دخلت بينهما فجأة
حقيقةً هو نادم

ليته استمع لأخيه أبا خالد
ليته!

خرج من الغرفة
وسقطت انظاره على ابن صديقه المقرّب
وابنه!
ابتسم في وجهه

فتحدث: منّك رايح الجامعة؟

سلطان ابتسم له: إلا رايح يا عم.....بس بعد ساعة....

ثم جلس أبا ناصر أمامه

فنهض : اصب لك شاي ؟
هز رأسه وسكب سلطان له الشاي وقدمه إليه ثم لملم الأوراق عن الطاولة وابعدها عن وجه أبا ناصر

فقال: عمي....

نظر أبا ناصر(يوسف) له
فقال سلطان بتردد
كم ودّ التحدث إليه بهدوء
ورأى اليوم هو اليوم المُناسب فقال: عمي .....لا تضغط على نفسك كثير......هد من نفسك.....واترك كل شي للأيام.....ما رّدها وراح تجي لك يا عمي.....راح تبقى ابوها لو ايش صار....

اسند ظهره على الكنبة وابتسم بسخرية ، ثم توجّهت انظاره للنافذة المفتوحة وحدّق في الستارة التي يطيّرها الهواء بهدوء لتتراقص أمام ذكرياته السيئة

اردف: نورة ما راح تعترف في ابوّتي ابد يا سلطان.......أنا قسيت عليها...تركتها سنين ...مو سهلة ....وانت سمعت باذنك شنو صار لها ......وفهمنا أشياء كثير من صديقتها وزوجها......نورة تربيّة هالمواقف اللي عاشتها .......وهالمواقف كلها.....كفيلة من انها تخليها تكرهني.....


سلطان بهدوء: طارق كلمني وقال....اتركوا لها مسافة ........وزوجته معها....البنت محتاجة وقت لا اقل ولا اكثر.....

أبا ناصر بثقل: وانا ما عندي وقت يا سلطان.....

سلطان فهم ما يقصده: الله يطوّل بعمرك ......لا تقول كذا يعمي.....

ولكي يغيّر الجو: اليوم عازمك على الغدا......وهالمرة على حسابي ...وفي مطعمي....

ابتسم أبا ناصر هنا ثم قال: ان شاء الله يا وليدي....ان شاء الله.....
ثم نهض وخرج إلى البلكونة....يشعر بالاختناق.....فهم أمور كثيرة عن حياة نور...من خلال ايلاف وزوجها.......تواصلا معهما كطريقة للاطمئنان على نور في الفترة الصعبة
بينما نور لا تعرف شيء عن ذلك لو عرفت لخرجت من شقة ايلاف من وقت باكر!

لن ينسى هجوم ايلاف في بداية اول لقاء لهما وهي ترمي عليه أحاديث ثقيلة جعلته يتهاوى على الفراش لمدّة اسبوعًا كاملًا....
تحدثت بعد ان استدعاها طارق واخبرها انّ يوسف تواصل معه ويريد ان يقابلها...رفضت ولكن طارق اقنعها واخبرها انّ نور بحاجة من وقوفها بجانبها وعليها ان تعمل ما هو من صالح نور لتُسعد قلبها .....اقنعها انّ نور بحاجة لوالدها مهما كابرت.....عليها ان تذهب ليوسف وتستمع له ففعلت!

كان ناصر معه وهي وابا خالد وطارق

حينما اردف: ابيك تلينين قلبها علي يا بنتي.......ابيك تساعدينها تتقبلني.....

كانت ايلاف وقتها لم تتجاوز الصدمة لم تتجاوز حزنها
كانت مليئة بالثقل
اردفت: مو مجبورة؟ يا عم......لأنه اللي سويته فيها دمّر لها حياتها......عدمتها يا عم ...عدمتها...

التفت ناصر عليها...وكذلك أبا خالد
بينما طارق قال: ايلاف....

ايلاف نظرت ليوسف بعينين مدمعتين: هاللي شفتها واقفة قدامكم...بداخلها ألم ...لو شنو يصير....ما تعرف تعبّر عنه.......هاللي شفتها...مو نورة مثل ما تقولون ولا نور.....وحدة كرهت نفسها ..وكرهت اللي يسميها نورة ونور! فهمت...شقصد ...فهمت؟......مو انت اللي ضيّعتها...حتى أمها.........

ناصر يحاول ان يتماسك: لو سمحتي....
يوسف أشار له: ناصر.....
ثم نظر لإيلاف: كملي يا بنتي كملي.....
ايلاف ازدردت ريقها: عاشت ما تدري هي شنو.....مسلمة ولا مسيحية ولا كافرة؟......عاشت وهي تتمنّى تيي(تجي) يوم لها.....وترجعها لأصلها....تمنّت وايد أشياء كنت انت فيها.......بس كل هالأشياء احترقت وهي تنتظرك.......عانت......من تنمّر.....وعاشت.....من جذبه لجذبه........حبت......تزوجت......ان هانت...وانخانت. ....

ثم نهضت وهي تحاول ان تتماسك...ما يطلبه منها ثقيل ....وهي الوحيدة التي تعلم بأمور كثيرة اخبرتها عنها نور وهي في حالة انهيار.....وبكاء...وصراخ......إل ى ان سقطت في نوبتها ......وهذا الامر جعل ايلاف تحقد على يوسف قليلًا آنذاك....

فاكملت: تخيّل معاي....بعمر حوالي ستعش سنة او اصغر...مو مهم......انطردت في الشوارع....يا عم.......بعد ما انضربت......تخيّل معاي...حجم معاناتها النفسية بعد ما عرفت انها حامل.....وتعال احسب معاي كم مرة حاولت تنتحر؟

ثقيل حديثها.....موجعة نبرتها.....تسرد عليه نتائج هذا التخلّي ...تسرد عليه لتوجع قلبه
بكى بصمت
وابا خالد التزم الصمت احترامًا له
بينما ناصر
زمّ على شفتيه
وطارق صُعق من انهيار زوجته
التي أكملت: تبيني احسّن صورتك في عينها عشان تتقبلك وانت .....سبب في كآبتها...دمار نفسيتها......كرها لنفسها......وتمنيها للموت الف مرة......كانت تهرب من نفسها ....اقول شلون ولا تبيني اسكت بعد؟

يوسف هز رأسه ليوجع قلبه

وهي تبكي وتردف: ادمنت الكحول والمخدرات......وكانت بتروح فيها...لكن امير......قدر يبعدها عن هالطريق......لكن بعد شنو؟.....

ناصر هنا وقف لم يتحمّل ، ثم خرج من الشقة .....
بينما أبا خالد اغمض عينيه بقوة .....

هي ابتسمت ثم قالت بسخرية: افكر .....بموضوع اني اليّن قلبها عليك...
ثم خرجت!
وتبعها طارق
.
.
.
لا يدري كيف تغيّرت ايلاف ...وتبدّلت إلى فتاة ذات حكمة .....وهدوء.....ربما عندما تحدثت معه في ذلك الوقت
بتلك الهجومية بسبب ما حدث لها......

ولكن واقعيًا.......هي الآن تنظر للأمر من زاوية أخرى ....جعلتها تستقر نفسيًا وتكون مطمئنة!
.
.
تنهد ثم تذكر شيء ......غدًا م زواج قصي....عليه ان يتصل بأخته يحدّثها...ويحدّث قصي
سحب هاتفه من مخبأ الجاكيت واتصل على قصي ليهنئه اولًا

.....

كان الوقت شبه متأخرًا بتوقيت السعودية
ولكن لم تكن نائمة .....كانت جالسة زوجها حقيقةً نام من وقت مبكر من أجل غدًا
بينما هي تشعر بمجافاة النوم لعينيها
وأولادها متخذين الصالة جلسة لـ(وناستهم) عدا سيف الذي لديه مناوبة في المستشفى


تحدثت: قم قصي نام....عشان تجلس مبكر تروح تحلق وجيب ثوبك ...والبشت.....

قصي : والله النوم طاير من عيوني....

عزام غمز له: من الحماس.....

جسّار اكمل وهو يأكل بذور (الفصفص) وينثره بشكل مستفز في وجه أخيه: اللي يشوفه يقول صج معرس...

قصي مسح على وجهه وهو يسب ويشتم بعد ان التصق القشر على وجهه
: الله ياخذك.......

ام سيف ضحكت: ههههههههههه لا تدعي على اخوك وقوم نام...

عزام بسخرية: قوم ريّح بشرتك...بكرا وراك حرب عالمية.....

هنا قدرا على ان يسيطرا على قصي الذي قال: حرب يشيلك......يمه شوفيهم......

جسّار ضحك: ههههههههههههههههه بكى بكى البزر......

ام سيف: وانتوا قوموا...متى ناوين تنامون....بكرا وراكم كرف ....ود وجيب...وشل وحط....

جسّار: الله عليك ام العرب......ما فيه مثلك يوم تنكدين علينا...

ام سيف بحلقة بعينيه: ولللللللللللللد

عزام : هههههههههههههههههه يمزح يمه ....

سمع رنين هاتفه قصي ونهض هنا
فقال عزام وهو يخرج صفير مزعج من فاهه: الله الله على الغراميات....

جسار: عشان كذا مو قادر ينام....

ام سيف : اتركوا اخوكم....

قصي نظر للرقم فقال بتعجب: هذا خالي بو ناصر...
ام سيف ببهوت: رد.....

عزام وجسار نظروا ببعضهما البعض
اتصاله بهذا الوقت بالنسبة لهما مرعب

قصي: الو هلا خال.....


أبا ناصر: هلا يبه قصي.....اخبارك....وش علومك؟....ان شاء الله طيّب....

قصي ينظر للوجوه التي تحدّق به: الحمد لله بخير جعلك سالم......طمني عليك؟


أبا ناصر: بخير ...بخير....ولله الحمد

ثم قال: عارف الوقت متأخر عندكم....بس ما قدرت اصبر.....مبروك يا وليدي......عسى ربي يوفقكم ويسعدكم...واعذرني....

استوعب الامر هنا قصي فقال: معذور يا الغالي معذور اتصالك هذا يكفيني....والله....

ارتاح قلب عزام وجسار هنا...وفهما ماهية الاتصال

ولكن ام سيف لا !

فقال أبا ناصر: كان خاطري اجي...ازفك......لكن انت خابر الأمور.....

قصي بهدوء: الله ييسر هالامور وترجع لنا.......

وبمزح قال ليغيّر من مزاج خاله : ونزوجك....

ام سيف هنا عقدت حاجبيها
بينما أبا ناصر ضحك بخفة: هههههههههه .......عشان ام ناصر تزعل.....

قصي ابتسم : بكرا ترضى....

أبا ناصر: هههههههه ما في من يجي مكانها....
قصي : الله الله .....يا حض خالتي.......

أبا ناصر : ويا حض مُهره فيك يا وليدي.....
ثم استطرد: مابي أطول عليك...تصبح على خير....كان ودي اكلم اختي بس عارف الحين وقت متأخر ويمكنها نايمة...
قصي بسرعة أجاب: لا ما هي نايمة.......لحظة بس...
ثم نهض ومد الهاتف لوالدته: يمه خالي يوسف...

سحبت الهاتف من يد ابنها

وعاد جلس بالقرب من التوأم
فقال عزام: خير فيه شي؟

قصي بجدية: لا اتصل يهنأني بس.....
ثم همس: واضح ضايقة فيه ....صوته والله ما يطمن....
جسّار همس : الله يعين

.
.
بينما ام سيف اردفت بعتاب: يرضيك بكرا ازوّج ولدي وانت بعيد......

أبا ناصر بهدوء: بو خالد جاكم.....والجماعة يكفون ووفون يا نجلا.....ان شاء الله نحضر عرس الباقي....

ام سيف بتنهد: متى ناوي ترجع؟

أبا ناصر بوجع : لين يحن قلبها علي.....
ام سيف بنبرة قهر: يا قساوة قلبها .....هاللي ما حن للحين...

أبا ناصر وكأن اخذ مخرجًا لينفّس عمّ بداخله: آه يا اختي آه......مالومها...بس قساوتها توجع قليبي....

ام سيف تهجّد صوتها: اسم الله على قليبك ياخوي...

أبناؤها التفتوا عليها

فقالت: هونها وتهون.......ياخوي .....هونها وتهون....

أبا ناصر : الله كريم

ثم قال: ومبروك زواج قصي.....واعذريني.....

ام سيف كانت ستعاتب وتطوّل الامر ولكن شعرت اخيها بحاجة الى التخفيف ليس اضافت حمل جديد عليه

فقالت: الله يبارك فيك...وعقبال ما نفرح في ناصر وسعود...ومعذور...ياخوي معذور......

أبا ناصر بهدوء: مع السلامة....

ام سيف: في حفظ الرحمن يا الغالي...
ثم أغلقت الخط


فقالت: الله يهونها عليك...
عزام بهدوء: شفيه؟

ام سيف بهدوء نهضت: ولا شي
ثم لتنهي الامر: وقوموا ناموا بلاش سهر...بكرا ورانا عرس.....

جسّار : طيب يمه روحي ارتاحي...وحنا أصلا بنقوم الحين.......
هزت برأسها ثم توجهّت لعتبات الدرج
فقال قصي: تصدقون عاد......احس خالي بطوّل


عزام بتفكير: حتى انا احس بطوّل......واضح بنته حاقدة عليه...

جسّار بتنهد: وش حاقدة بعد انت الثاني......

قصي بجدية: والله بعد انا احس كذا بنته حاقدة .....

نهض جسّار: انا أقول قوموا ناموا احسن.....
عزام بجدية :صدق قصي قوم نام.....حرفيا بكرا بتنكرف

قصي تنهد ثم قام وتبعوه فيما بعدها!
.
.
.
.

القَلب
حينما يعشق يرى كُل الأشياء جميلة
وحينما يكره
يرى الظلام ويبتعد عن السكينة
.
.
.
قلبها يُرفرف حبًّا وشوقًا وخوفًا
تشعر بطول المدّة ، تشعر بجوع قلبها وتشعر بشدة ظمأه
هل ما يحدث لهما الاثنان عقاب؟

كلما حسبا الايّام وجدوها قريبة جدًا من بعضها البعض في جعلهما تحت سقفٍ واحد
ولكن وبشكل سريع ومفاجأة ينقلب كل شيء رأسًا على عقب
ويبتعدا بسهولة
اخذت بنصيحة نوف لم تعد تحدّثه ، ولكن لم تُمنع نفسها من مراسلته!
هي ضعيفة
وجدًا
يهزمها قلبها، وتهزمها نفسها .....وتهزمها الأحداث التي تدور حولها....
أرسل لها
(اشتقت اسمع صوتك)
وهي ايضًا ولكن إلى متى سيطول هذا الأمر؟
الى متى !
ارسلت له
(صدقتك! اظن اكثر صوت يستفزك هو صوتي)
كتبتها وهي تشعر بحرقة الحُب تتآكل بداخلها بلا رحمة
لا تدري لماذا تشعر بالضعف أمام هذا الحُب
تشعر برغبتها في البكاء ، تود لو تحادثه مطولًا
حتى انها تشعر انها بحاجة لحضنه!

أيعقل بسبب بُعد والدها أيعقل هذا؟
ماذا حدث لإعداداتك يا شيخة!؟
سمعت رنين هاتفها
ولم تتوانى عن الإجابة عليه
: خيييييير متصل بنام!

ضحك هنا: هههههههههههه واضح بتنامين وانتي اونلاين على الواتساب هااا!

نفسيتها مُتعبة للغاية ، لا تدري كيف تخبره انها اشتاقت له
وبحاجة إليه
: هاهاها مالك دخل.....

اردف هو الآخر بهمس يدل على التعب: اشتقت لك....
ازدرت ريقها
اكمل: فاهم بُعدك والله ....وفاهم تفكيرك يا شيخة.....بس شسوي؟......كلما قلنا ...قربنا نجتمع...صار شي.....

نزلت دمعتها بحساسية مفرطة واردفت لتعاكس شعورها: عادي شورانا ننتظر ونبتعد طولة الفترة ......

بندر بنبرة ذات مغزة: عسى قلبك يقوى على هالشي؟

سكتت لا تريد ان تتحدث وتُفضح ما بداخلها لأنها حقيقةً هي غاضبة من نفسها ....ومن هذا الضعف الذي اخذ يلتف حولها.....
تحدث متعمدًا: ليش ما تردين؟

عضّت على شفتيها مسحت دموعها ثم اردفت ببهوت: دامي اعرف انك لي للأبد راح اقدر ابعد....

تحدث هنا وهو يجول في غرفته ذهابًا وإيّابًا
: تبكين عشان البعد ولا عشان عمي؟

فهمت انه علم من خلال صوتها انها بكت
فقالت بنرفزة: قسم بالله انك كلـ.....

ضحك حينما فهم انها علمت بخدعته من جعلها تتحدث وهي على هذه الحال

فقال بحنيّة: اشتقتي لي ولا له؟

بكت ، بصوت .....يشبه الأنين...تشعر باليتم رغم انّ والدها موجود...تشعر بالغيرة انه قريب من اختها التي ترفض وجوده اساسَا! لم تعتاد على ان يكون بعيدًا ....لم تعتاد على ألا تسمع صوته يوميًا ......لم تعتاد على هذه الأجواء المليئة بالتوتر والحزن....
سعود مُرهق للغاية ، والدتها مُتعبة
وبالأمس وصل خالد بوجه شاحب ومصفر ...ينّم عمّ عاشه هناك......كرهت نورة لأنها فرّقتهم جميعًا
كرهّت ديانا لأنها اضعفت الجميع
كرهّت أمير لأنه افلق قلبهم....

بندر لم ينصدم منها.....اغمض عينيه وتنهد: شيخة......

شيخة بهروب وببحة: بنام بندر بنام.....

بندر : شيخة.....صدقيني هالأيام الثقيلة بتعدي....هونيها وتهون....

شيخة لا تريد ان تطيل المكالمة معه: تصبح على خير....

أغلقت الخط قبل ان يتكلم ثم انخرطت في بكاؤها .....
بينما بندر مسح على رأسه عدّت مرات
لا يدري كيف يخفف عنها......لا يدري كيف في الأصل يفاتح والده عن رغبته في (التمليك_ عقد قران ) عليها في هذه الأوضاع...يشعر انها بحاجة اليه...ويشعر انها تحاول ان تبتعد عنه .....هذه الفترة.....هو خائف من نفسه ومنها ومن كل شيء....كلما حاول ان يضع النقاط على الأحرف جاءت الاحداث تركض تمحيها بسرعة ....رمى الهاتف على سريره ثم دخل الخلاء!
.
.
.
.




.
.
.
.
الاهتمام بمن تحبهم....شعور يجلب المسؤولية .....والخوف عليهم ....في بعض الحين يجلب القلق.....ربما تبالغ بالاهتمام لدرجة نسيان نفسك، حتى انه يُبهت شعورك بالألم
وهذا ما حدث فعليًّا لها...
تشعر بالتعب، مُرهقة
....ولكن لا تُبالي....تضغط على نفسها ...تحاول ان تبتسم ...تضحك....تنشر الفرح والسرور في الارجاء....ولكن لا تعي للتعب الذي يحاول أن يتقلّب على سعادة قلبها.....بل تتجاهله...ولكن في هذه الليلة ....في هذا الهدوء.....تشعر انّ الرجفة اخذت تسيطر على نفسها....تشعر انها بدأت تخاف مما يحدث لجسدها الضعيف.....ازدردت ريقها.....اخذت تُتمتم بالاستغفار .....تضع يدها على قلبها لتسكن الذعر الذي بدأ يدب بداخله...هل ستدخل في غيبوبة السكر مرةً أخرى؟!

بدأ جبينها يتعرّق .....وشعورها بالغثيان يزداد....هل انخفض مستوى السكر لديها؟
حاولت النهوض من على السرير ....شعرت بدوار وغشاوة على عينيها
خافت لا تريد الموت وهي هنا لوحدها....
همست وهي تشد على بدلتها : الجازي....

اغمضت عينيها بقوة ، ثم فتحتهما لتعود بشكل جزئي لوعيها....سحبت قدمها اليُمنى ....وتبعتها اليُسرى.....هذا الشعور....الذي قتلها في بداية الأمر لتكتشف انها تعاني من مرض سكري مزمن...هذا الشعور الذي رأت فيه دموع والدها...وذعر اختها ....وخوف بندر...ورجفة خالد.....الذي احتضنها .....هل ستعود تلك الاحداث؟

هزّت رأسها وهي بالكاد تهمس لنفسها: نوف...مممما رااااح يصير شششي...اهدي....

اقتربت من الباب....فتحته بيد مرتجفة...تريد ان تذهب لغرفة بندر القريبة من غرفتها...فتحته وكادت تسقط ولكن شدّت على مقبض الباب...واتكأت عليه....اغمضت عينيها بقوة......تشعر أنّ نفسها يضيق...وروحها تشتد وتصعد لرأسها بوجع مخيف...!

همست وكأنها تنادي احدًا وفي الواقع هي تنادي: بننننندر....

ولكن صوتها بالكاد يخرج من فاهها...ازدردت ريقها...مسحت حُبيبات العرق من على جبينها استقامت في وقفتها بصعوبة وهي تكبح هذا الشعور ثم مشت بخطى غير متزنة لناحية باب بندر.....
.
.
.
كان في غرفته ....لم ينم.....كان يعمل على حاسوبه الآلي....يشعر بمجافاة النوم لعينيه بسبب نومه في العصر.....اشتغل على اعمال والده التي تراكمت بسبب تعبه ومكوثه في المنزل بعد اصابته في أكسفورد........حاول أن ينجز الكثير .....ثم نهض وخرج من الغرفة لشعوره بالجوع ورغبته في النزول للمطبخ لتناول الطعام ليسد به جوعه....فتح الباب....
خرج
.
.
كانت تمشي وهي ترتجف....مغمضة لعينيها بقوة....شعرها منسدل على ظهرها الطويل.....جسدها يرتجف بشكل ملحوظ وكأنها تعاني من برد شديد.....خطواتها غير متزنة ...تهمس
: بندر
.
.
رآها وارتعب
قائلا: بسم الله...

ثم قوّس حاجبيه وركّز بنظريه عليها ليردف: نووووووووف؟
.
.
التفتت عليه وكأنها لقت طوق نجاتها.....اقترب ...منها ..وصُعق من شحوب وجهها وتعرقه ورجفتها.....وذبول جسدها النحيل....نوف....كانت ضعيفة....وقصيرة.....ومع هذه الأوضاع.....انكمشت حول نفسها ....واصبح ظهرها منحنيًّا.........فهم حالتها تلك.....فهم وخفق قلبه لذا
ركض اليها...وهو يهمس: نوف....

حاولت التحدث : تتتتتتعععبانهه....

لأوّل مرة تصرّح بها
مُتعبة جميعهم يعلمون انها متعبة ولكن تكابر....وتشتتهم بضحكتها....بمزحها.....مدّت يدها له....وكأنها تقول
(ساعدني)
: بننننند....

اقترب منها وامسك بأكتافها ....وهنا استندت عليه وارتخى جسدها....وسريعًا ما.....اصبح رأسها متدليًّا للوراء
وكأنها كانت تنتظر اقترابه لتترك لنفسها وتعطي ذاتها مجالًا للهروب من الحياة...

خالد بذعر: نووووووووووووف.....نوفففففف� �ففففف....
ثم جثل على ركبتيه وجعلها في حضنه
وبخوف وصوت مسموع: نوفففففففففف لا تستهبلين علي....نوووووووووووووف.....

انفتح باب غرفة بندر الذي كان جالسًا يفكر بشيخة وبنفسه وبطريقة ليخبر بها والده انه يريد يُعقد القران عليها بهذه الأوضاع .....سمع صوت خالد....وهو ينادي نوف....ونهض سريعًا من على سريره ثم فتح بابه وخرج لينظر إليهما

فهم حالة نوف وبشكل سريع....تحدث: اتركها خالد على الأرض اتركها ممدها على الأرض...

خالد كان ينظر اليها.....الى ملامحها الذي اكتسبتها من والدته ، وجه دائري......ممتلأ قليلًا....ولكن تمتاز بحده ملامحها .....حاجبين اسودين مرتخيين.......لتتضّح رسمتهما .....وانف شامخ...مصفر....به حبيبات عرق.....تنساب على جانبيه لتخبر خالد عن رغبتها التي تلّح في التهام وجنتي اخته ......شبيهة والدته بين يديه ....ظن انها تصارع الموت......توقف عقله واخذه ينظر لها...وكأنه ينظر لوالدته....ينظر لها يودعها....يكرر بداخله
(ارجوك ياربي خذ من عمري واعطيها....يمه لا تروحين)
هذا المنظر.....مؤلم....لم يوّد ان يتكرر عليه...وهذا هو تكرر بلا موعد وبلا سابق انذار!.......تحدث بصوت اعلى وكأنه يريد ان ينفي ما يجول بعقله

: نوووووووووووووف

بندر شعر بسكون أخيه....وبتحدّيقه بأخته.....اقترب وامسك بأكتافه: ما فيها شي....منخفض السكري....اتركها....ارفع رجولها بس.....

لم يرى منه ردت فعل
فارتفع صوت بندر: خااااااااااااااااااااالد تكفى اصحى ....على نفسك وساعدني....

خالد ما زال يحدّق بها وكأنه يحدّق بوالدته ........بندر سحبها من يديه
وممدها على الأرض ركض لناحية غرفته واخرج وسادتين
وضعهما تحت رجليها...

تحدث : خالد انزل المطبخ جيب تمرة.....خااااااااااااالد....

انفتح باب غرفة الجازي التي ترتدي بجامتها السوداء القطنية
وشعرها منكوش قليلًا ....عاقدة حاجبيها
تحدثت ببحة نوم: شصااااااااااااااير؟

ثم سقطت انظارها على اختها الممددة
هنا فاقت خلايا عقلها من النوم صرخت: نووووووووووووووف

بندر اغمض عينيه وتحدث: خااااااااااااااااااااالد

خالد أخيرا وعى على نفسه ....مسح سريعًا دمعته ثم نهض وهو يكرر: طيب طيب....

الجازي أتت بالقرب من رأسها وبخوف: شفيها....

بندر يعرف جيّدًا حالة اخته: انخفض السكر عندها...شكلها نست تأخذ الابره...
ضربت الجازي على فخذيها: يمه اختي يمه......
بندر طوّق وجه نوف تحدث: نوف تسمعيني؟
الجازي نظرت إليها وبكت
بندر بنرفزة: الجازي.....تكفين هدي.....مو وقت بكاك...لا تّسمعين ابوي....وتخرعينه.....

الجازي ازدردت ريقها ووضعت يدها على فمها

بندر مسح العرق من على جبين اخته تحدث بهدوء: نوف....
تحسس نبضها.....وهو يزدرد ريقه....ثم نظر لوجهها
: نوف....
ضرب على خديها بلطف
فقال: الجازي جيبي ماي....
نهضت الأخرى بسرعة .....لجلبه....واتى هنا خالد راكضًا يقول: نوديها المستشفى ......
هز بندر رأسه.......بخوف...
ثم نظر لها ....واخيرًا فتحت عينيها ببطء شديد
فقال وهو يمد التمرة لفاهها: نوف.....تسمعيني...
هزت رأسها ببطء شديد
همس: الحمد لله
قرّب التمرة من فاهها: فتحي فمك تكفين ...

نوف حاولت فتح فاهها...بينما بندر رفع رأسها .....وضع جزء بسيط من التمرة في فاهها.......
فقال خالد: لازم نوديها المستشفى ......

نوف أسندت
رأسها على صدر بندر .....تشعر بالخمول والتعب
فقال بندر: طيب ....
أتت الجازي وهي تحمل بيدها كاس ماء
فقالت بخوف وهي تنظر لأختها التي تسند رأسها على صدر اخيها بتعب ووجه شاحب
تحدث: يمه نوف......تسمعيني....
هزت رأسها وهي تأشر بيدها وكأنها تقول (انا بخير)
بندر: الجازي جيبي عباتها بنوديها المستشفى...
الجازي بخوف: بروح معاكم
خالد : لالا وعبد لله تتركينه عند من......
الجازي بأنهاء النقاش: سينا هنا....
ثم دخلت غرفتها أولا سحبت عباءتها....ثم جلبت عباءة اختها....
تناولها خالد من يدها: هاتيها عنك....روحي نادي سينا...
فعلت ما امرها به سريعا وصدرها يشتعل خوفًا على نوف
لم يخبرا ابوهم.....لم يحبذا اخافته في هذا الوقت المتأخر.....حمل بندر اخته بعد ان ساعدها على ارتداء العباءة
وخرجا من المنزل بعد ان اطمأنت الجازي بتواجد سينا مع ابنها.....ركبا السيارة ولم تكف الجازي عن قراءة القرآن على اختها...وضعت رأس نوف على صدرها وطبطبت على ظهرها
واخذت تدعي لها بالشفاء......وقلبها مضطرب.......بينما خالد الذي يقود السيارة لا يدري كيف وصل إلى المستشفى في غضون ربع ساعة.....وبندر كان جالسًا عن يسار نوف...يراقبها بخوف.....ماذا حدث لها؟ لا يذكر انها كانت متعبة .....بل لا يعلم انها كانت تخبي تعبها عنهم....

وصلا امام باب الطوارئ
نزل خالد وسريعًا ما فتح باب الجازي وسحب نوف بسهولة لتصبح ما بين يديه
نوف كانت ما بين الواعي واللاواعي....
ركض بندر لناحية أخيه المذعور وركضت الجازي خلفهم
عندما رآهم
الممرضات على هذا الحال....
أتوا اليهم مسرعين بالكرسي المتحرك
وضعوها عليه
وادخلوها غرفة الطوارئ
خالد تحدث بخوف: اتصل على سيف.....
بندر بتشوش: يمكن مو هنا.....ما عنده ...مناوبة او شي....
الجازي اردفت بشكل سريع
هي تعلم في هذا اليوم تكون مناوبته
اردفت: إلا اليوم مناوبته...
بندر سحب الهاتف اجرى اتصاله السريع....واخبره سيف بأي قسم هما...ليأتي!

الجازي اخذت تفكر بيدها بقوة.....خائفة....خالد متوتر للغاية بينما بندر يحاول ان يهدأ من نفسه ......
ست دقائق ووصل سيف اصبح أمامهم
قائلا: طلع الدكتور؟

خالد بخوف: لا....
سيف التمس خوفهم ونظر للجازي التي تبكي بلا صوت: هدوا يا جماعة ان شاء الله ما فيها الا العافية....بدخل الحين اشوف الوضع واطمنكم....
بندر تنهد وهز رأسه برضى...
بينما سيف دلف الباب ودخل الغرفة....

لم يتوقعوا ان تطيح مرةً أخرى نوف بضعف هكذا......هم معتادون على قوتها وضحكتها......حينما تنهزم جميعهم ينهزمون....
.
.
.
مرت ثمان دقائق من على دخول سيف
ثم خرج
فقال خالد: طمنا ....
سيف ابتسم: والله انها بخير....بس انخفض عندها مستوى السكري....وبسوون لها فحوصات كإجراءات احترازية لا اقل ولا اكثر....

الجازي بخوف: نقدر ندخل لها...

سيف نظر لها: اكيد...
بندر بلا تردد دخل....وخالد ايضًا
وكادت تدخل الجازي ولكن سيف امسك بيدها
ثم نظر إليها وكأنه يحدّق في عينها: نوف بخير....ما عليها شر......تعب بسيط....لا تخافين...
هزت رأسها
وكادت تدخل ولكن اغلق الطريق عليها حينما اقترب منها
يقول: عبد لله وينه؟
الجازي كل همها رؤية اختها فقالت بشكل سريع: بالبيت عند سينا....
هز رأسه ثم قال: دخلي راح انتظرك هنا.....
ثم تركها....ودخلت دون ان تفكر فيما قاله!

رأت اخويها
وهما يحدثان
نوف التي بالكاد تبتسم لهما لكي لا تخيفهما
بينما الممرضة كانت تضع لها المحلول ......واخبرتهم ان يخرجوا ليجعلوها تنام قليلًا!

بندر قبّل جبينها: خوفتينا عليك...
خالد حدّث الطبيب جانبًا وفهم انّ اخته مهمله لغذائها وصحتها
ولكي يطمئنوا اخبره بملزوميّة اجراء التحاليل
ولكن اخبره لا داعي للخوف
فمدة الاغماء لم تطول اصلًا
لكي يخاف من دخولها في غيبوبة السكري كما يظن خالد

.
.
خالد: اخبارك الحين....؟
دخلت الجازي وهي تقول: نووووووف
نوف اخيرًا نطقت: البكايّة جات؟

ضحك بندر بخفة: ههههه أي جات...
نوف بدأت تستوعب من هم حولها....بللت شفتيها: وين عبود...
الجازي وهي تطبطب على يد نوف: عند سينا...
نوف عقدت حاجبيها وبدأت تستوعب جدية الامر
وارهاقها ولكن قالت بدعابة: طسي لها لا تتركين الولد عندها لا تاكله...وثانيا روحي نامي ورانا عرس...
خالد بنبرة جادة في العصبية: أي عرس.......فكري بنفسك اشوي

بندر أشار له بان يهدأ ولا يُكثر عليها الحديث فقال: اليوم بتنامين هنا.......ولازمتك راحة نوف...

نوف بهدوء: والله تعب بسيط

خالد كاد يشتمها ولكن تمتم بالاستغفار
فقال: نوف...بلا هبل....
الجازي : نوف....شفيك انتي كذا.....استوعبي .....انتي لازمتك راحة....العرس مو طاير......ومو لازم أصلا نحضره....
نوف بجدية: مو من جدك....من هنا لليل بصير احسن....

خالد بجدية: الدكتور يقول فيك سوء تغذية.....ولازمتك راحة....وهدوء.....
نوف ابتسمت له: صدقني لرحت العرس ورقصت ....بصير بخير...
بندر: ههههههههههههههه ياربي انتي يوم اغمى عليك طار عقلك شكله....

الجازي ابتسمت: واضح هذا اللي صار...

نوف لتخفف عنهم : انتوا دايم تكبرون المواضيع......
ثم قالت: بالله الدكتور الحليو الي تو طلع هو اللي انقذني...
خالد بنرفزة أشار: بالله سكتوها لا اذبحها سكتوها....
بندر: ههههههههههههههههه نويّف ......ارتاحي لا كثرين كلام....
نوف بللت شفتيها بابتسامة باهته
ثم التفت على الجازي وهمست: باي مستشتفى حنا...
الجازي نظرت لأختها وفهمت ما يجول في عقلها لذلك لم ترد
فغمزة نوف لها: جنب الحبيب اجل؟

بندر سمع همسها ولم يستطع ان يكبت ضحكته: هههههههههههههههههههههههه اختكم فصخت عقلها ....

خالد نظر لها بخوف وفي الآن نفسه يبتسم
: نامي نامي وانا خوك عشان لا اجرم فيك....
نوف باستهبال: قول لي قصة.....
بندر نظر لخالد ثم لها: نويّف .....انضرب عقلك؟
الجازي بضحكة خفيفة: هههههههههههه وربي ولا كأنها طيّرت قلبنا...
نوف بحنية: اسم الله على قلبكم...
وبجدية: انا بخير......
الجازي ربتت على يدها: نامي....
نوف همست لها: روحي شوفيه....
الجازي بحده: نوووووووووووف

بندر فهم ما يحدث بينهما فقال: عن اذنكم بروح اشرب ماي...
خالد اتى بالقرب من سرير اخته جلس على طرفه فقال: يلا نامي عاد نوف....ارتاحي...
الجازي تذكرت سيف نهضت وهي تقول: بروح الحمام وبجي
نوف نظرت لها واخذت تلعب بحواجبها حتى خالد قال: بنتتتت شالحركات
بينما الجازي بقهر قال: حيلك فيها.....

ثم خرجت من الغرفة

ورأت سيف ينتظرها على الكراسي الجانبية
فقال: تعالي نروح المكتب.....
الجازي تنهدت بضيق ولكن تبعته
....

لم تفكر بعد...تشعر بالتذبذب بالحيرة والشك...بالخوف والقلق
لم يترك سيف لها مجالًا في التفكير بناحيته بشكل اجابي....
مشت بهدوء وانغلق عليهما الباب...ازاحت من على وجهها الغطاء....واشار لها ان تجلس على الكرسي....
فقال: الحمد لله على سلامة نوف اولًا....
ثم تابع بقول: فهميها انه لازم تلتزم بعلاجاتها وبأكلها...
هزت رأسها : ان شاء الله...
قال بتوتر : اللي صار لها...نتيجة اهمالها لصحتها .....وان شاء الله ما يتكرر....

الجازي تعلم انه متوتر......لا يدري كيف يبتدأ...وهي لا تعرف بما تجيبه لو سأل....
تنحنح ثم قال: الجازي..
التفت عليه ثم نظرت للفراغ : سيف....

سكت وهي فركّت بيدها بقوة
فابتسم: نعم...
اشارت بتوتر: قول اللي عندك.....
سيف : شنو ردك؟

هزت رأسها بشتات عارم....وخوف: مادري سيف مادري...

سيف تنهد بضيق: خذنا حوالي شهر وانتي ما تدرين؟

الجازي: سيف انت موفاهمني....والله مو فاهمني.....انا خايفة......خايفة اظلم نفسي...اظلم عبد لله......حتى اني اظلمك....انا تعبت....مادري ايش ابي....بس اللي اعرفه بشكل صريح وواضح مابي بكرا عبد لله يلومني على شي.....خارج عن سيطرتي....

سيف بهدوء: ثقي فيني...وحطي يدك بيدي....

الجازي سكتت ، نظرت إليه وفي قلبها ثقل وخوف : وفرضًا وحطيت يدي بيدك يا سيف....وقرصتني من جديد.....

سيف : الله لا يسامحني لو سويتها......
الجازي عضّت شفتيها بقوة....لتمنع رغبتها في البكاء....لا تدري كيف تخبره انّ جلّا ما تشعر به لناحيته ......تشعر بالخوف والألم لا الحب والعشق.....
مسحت على جبينها: سيف انا ما اكرهك....بس ما احبك....سيف....انا....
قاطعها: الجازي....تكفين....لا توجعيني....انا موجوع منك......كثير.....سمحت لك توجعيني...عشان بس ترضين......حاليا ماقدر ماقدر اسمع هالشي منك.....

الجازي تنهدت من جديد فقالت بحسم الامر وهي تنهض: برجع لك عشان عبد لله يا بو عبد لله......بس لا تنتظر مني شي.....انت بغرفة وانا بغرفة.......لين يفرجها ربي.....



ثم خرجت سريعًا من المكتب دون ان تنظر إلى وجه
هي جرحته ولكن ليس بمثل جرحه الذي سببه لها...هو قتل شيء بداخلها....شيء حاولت ان تحافظ عليه ولكن قتله.....والآن لا يريد منها ان تؤذيه .....بالإفصاح عن مشاعر النفور لناحيته......ستضحي من أجل الصغير...رأت ما حدث لعمها يوسف....رغم الاختلاف الواسع إلا انها اخذت تربط وضعها بقصته....لا تريد من ابنها ان يعيش...متذبذب...وبعيد عنهما....لا تريد غدًا يشعر انهامختلفة بطريقة غير محبذة في المجتمع!


تفكيرها غريب.....ولكن آلَ بها بالتنازل عن عنادها والخضوع لرغبة سيف بشرطها الذي ذكرته
.
.



سيف شعر بالسعادة بالفرح رغم انه اُحبط من محادثتها بهذا البرود ......شعر انها حقًا مجروحة....جرحها عميق وربما لم يلتمسه ابدًا ....وشرطها بألا يقترب منها ابدًا....اوقع في قلبه خوف....من ان يبقيا طيلة حياتهما هكذا قريبين ......وبعيدين في الآن نفسه.....مسح على رأسه.....
وحمد لله على كل حال....
هذا هي البداية
النهاية ستكون اجمل
ستكون اجمل
هذا ما يكرره بداخله
.
.
.
دومًا ما يتحدثون عن الحُب الأول
والنظرة الأولى
والعشق الأخير!
دومًا ما يضيعون اطار حول استدامة الحُب الأول وبقاؤه في اثر الحُب الآخر
ولكن هي لا ترى هذا الحب....
بل تحول حبها الأول إلى رماد حارق لحبها الآخر

لم تذهب إلى منزلها.....تشعر بالخجل من النظر إلى عين زوجها...تشعر بحقارة نفسها...وأنانيّتها في خِداعه طيلة هذه السنوات....هي ضحية
ضحية حُب......استمال بها إلى ان تكون ضحية اغتصاب.....لتكره الحُب ولا تصدقه......تزوجت بمشعل بِلا حب ولكن ...هو بنفسه علمها الحُب الحقيقي....فتعلقت به.....واخذت تخبأ الوقائع بكل ما أتيت من قوّة....والآن.....وبسبب الأحداث الأخيرة ....لم تعد تطيق خداعه ....ولكن لا تريد مفارقته ...ولا تريد ان يعرف بكل الأشياء......هربت منه هذه الفترة .....
وهي تكثر بالدعاء على ابنتها ايلاف التي لم تكن إلا نتيجة لحُب فاشل......ونوايا سيئة.........بالموت!
اخذت تصرّح بالدعاء عليها بالموت امام حصة
حتى ذات يوم
صرخت حصة : انتي عندج قلببببببببببببببب؟....شلون تدعين عليها جذه؟....تدعين على بنتيييييييييي.....يا القاسية....

بكت ، خائفة......منهارة ...اسم ايلاف يرعب فؤادها...يخل بتوازنها
صرخت: أي خليها تموت ونفتك منها......
هزت اختها : جب ولا كلمة...لاحد يسمعج .....خلاص....انسيها...هذي بنتي......بنتي........

دلال دفعت اختها للوراء وبانهيار: خذيها شبعي فيها ما ابيها ما ابيها.....
حصة بغضب مشتعل : وهي ما تبيج.....ولا تبينا.....البنت تزوجت....ومو راضية ترد الكويت نسوي لها عرس.......فهمت انه نبيها تبتعد....يا دلال.......ركدي.....وطسي بيت ريلج لا تهدمين بيتج بنفسج....ايلاف لا شكّل خطر لا عليج ولا على احد ثاني.......وبدل لا تدعين عليها.....ادعي لها...يا دلال....

ثم خرجت من الغرفة وتركتها تجول في الغرفة ذهابًا وإيابّا...
.
.

كما تفعله الآن تجول في غرفتها كالمجنونة..
ثم سحبت هاتفها وبلا تردد اتصلت على مشعل
في هذا اليل
.
.
.
كان نائم .....ازعجه رنين الهاتف بشكل مستمر سحبه
وأجاب: نعمممممم...

بكت وهي تقول: مشعععععععل طلقني....

ملّا من تكرارها لهذه الكلمة......تنهد: نتفاهم باجر يا دلال باي.....

دلال بانهيار بكائي وصوت مرتفع: لا الحين.......مشعل.....طلقني....

مشعل جلس على السرير وتحدث بحده: انتي شنو جاج ابي افهم....فجأة قلبتي ....وتطلبين الطلاق....بعد هالعمر........وبعد هالعشرة....شسويت لج عشان تطلبين الطلاق هاااااااااااا.....

دلال مسحت على رأسها وبانهيار: مابيك......

مشعل بانفعال:انا عارف فيه شي شاغل لج بالج....وموترج ومخليج تطلبين الطلاق........فقوليه بدون هاللف والدوران....
دلال بقلب محطم وجرح غائر في قلبها: ما فيه ....ماااااااااااااافيه....بس انا ما ابييييييييييييييييييييييي ييك.......

مشعل ببرود اعتاد على حدتها وصراخها: حبيبتي ولمي نفسج بكرا بيي اخذج...والحين تصبحين على خير...
وببرود اكبر: دلول حلمي اطلقج عمري....يلا ...احلام سعيدة....
ثم اغلق الخط في وجهها وهي رمت الهاتف تبكي ....بجنون.....واخذت تدعي على نفسها بالموت....وتدعي على ايلاف.....وكذلك حصة!
لا تشعر بالراحة.......لا تنعم بالسكينة
ابنتها لولوة تحاول ان تخرجها مما هي فيه ولكن ...هي لا تساعد نفسها...غرقت في ذكريات الماضي....غرقت في وحل الخوف...ولم تعد قادرة على الخروج منه.......جثلت على ركبتيها واكملت رحلة البكاء
تشعر انها خسرت نفسها...خسرت من ان تكون دلال...خسرت كل شيء بسبب جورج........وإن ماتت ايلاف.....لن يموت الكره الذي بقلبها تجاه جورج....خدعها...لوثها...وطوّقه ا بسمومه......ورمى بها لتكون على هذا الحال....تريد ان تبقى بعيدة عن الناس......لا تريد احدًا يلومها ...لا تريد نظرات العتاب....والكره......لذلك هي تحارب الآن قبل ان يحاربوها.....ولا تدري بذلك تقتل نفسها دون ان تشعر
خُبث جورج دمرّها واشعل في قلبها الكره والحقد والأنانية
ولكن ها هي الآن خسرت نفسها والجميع!
.
.
.
.
ينظر لصورتها.....يحدّق لشعرها الناعم القصير....يركّز بناظريه على عينيها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة والمزيّنة بالكحل الأسود البارز لجمالهما.....ينظر لضحكتها....لصفاوتها...لصدقها. ....لبراءتها....
كيف لوّثها؟
كيف جعل منها وحش؟
كيف خدعها؟

لم يكن صادقًا حقًّا في حبه لها لم تكن إلا مخرجًا لنسيان حُبه الذي علّق في قلبه وذاكرته وجلب له مخارج الانتقام لمن اخذه منه غصبًا عنه
لم يعي انّ ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه ، لم يرضى ولم يقتنع بما عنده.....كان يريدها ان تكون مُلكاً بِلا القاب
وبلا قوانين!
وكأنه في زمن العبودية ....يجعلها عبده لهذا الحُب فقط!
خبيث.......علّقها به......واوقعها في ظلمات ذنبه!
ماذا حدث؟
أصبحت قويّة....رمت بتهديداته في الحائط
لتتلقاها وتجمعها اختها حصة
لتنظلم تلك المسكينة
بزواج فاشل من مشاري
ضحّت بنفسها من اجل سُمعة العائلة ولكن دلال
هربت من أجل ذاتها
وتركت اجمل طفلة له
اخذت منها الكثير.....حقًّا ورثت منها الكثير...
رمى بصورة دلال جانبًا!
ثم سحب صورة ابنته ايلاف
نظر لملامحها الحادة ، هي الطرف المظلوم بينهما
ظلموهما ولكن لا يعلمون
بل يعلمون ويتجاهلون
مسح على الصورة ......وهو مبتسم وبداخله غصة .....حُرم من ان يكون ابًّا لها...ابعدها عن خُبث اعماله...ابعدها لكي لا يستخدمونها الأعداء كنقطة ضعف .....ليهددوه بها.......ابعدها عن هويتها.....ووطنها.....ابعدها ....ليحميها...ويخسر لذّة الأبوّة.....اصبح غير قادر على لمسها وشم رائحتها ......اصبح محروم.....وبعد ان استوعب الأمر كله......بكى ندمًا عليه.....اخذ يغبط أخيه مراد...في تقبل ابنته له......واحتضانه لها.....وشم رائحتها....هو لا يستطيع ان يفعل كل هذا لا يستطيع ......
وضع الصور في حضنه
وتذكر حديث أخيه
: جورج...ايلاف مو مفروض تعرف كولشي....البنت بالموت...هدت وتقبلت طارق...آني أقول...لاحد يعلمها بشي....حتّى لا تتخبّل علينا ونخسرها....

جورج هز رأسه برضى
فاكمل : وآني وياك بنسافر عشان العلاج.....
كاد يتحدث ولكن وقف: لا تقول شي...باخذ بنتي....بهاليوم ....عشان سفرتنا...

ثم خرج وتركه يجول بذاكرته للوراء.......ليلقى نفسه ضعيف ما بين شخصيته الخبيثة السابقة.....
خسر كل اشيائه لم يبقى له سوى حُب أخيه
وذكريات الماضي المغلغلة بالندم!
.
.
.
.
.
أصبحت امام باب الشقة.....تشعر بارتجاف جسدها....وبذكريات طفولتها....التي غاصت ما بين ثنايا شقتهما في أكسفورد.....اشتاقت له لا تنكر......هو من ربّاها....هو من حاول ان يصحح اخطاؤها....ولكن مجروحة منه.....مقتولة من اكاذيبهما......ولكن تقبلت كل هذه الأمور.....كانت ستطرق الباب ولكن سُحبت يدها سريعًا
وانجر جسدها للشقة المجاورة بشكل سريع بعد ان كمكم ذلك الشخص فمها .....وسحبها بقوة إلى الشقة واغلق الباب

ثبتها على الحائط ونظر لعينها
: اششش.......
فتحت عينيها بذعر بعد ان ابعد يديه عنها: مااااااااااااااااكس؟......جن ّيييييييييييييييت!

ماكس يعلم ما فعله جنون ......ولكن ماذا يفعل لكي تسمعه ؟
ماذا يفعل ليجبرها على الانصات له
لم يجد إلا هذه الطريقة

تحدّث: محمد ...محمد مو ماكس....
تعلم انه قام بتغيير اسمه......بعد معرفته بأمور كثيرة من الإسلام.........
قامت بترتيب الجاكيت على جسدها فقالت: شتبي مني؟.....كيف تجرني كذا......خوفتني....
تحدث بهدوء: سوري.....بس....بلييييييييز......� �دي احكي معك.....
نور اشارت له بنرفزة من تصرفه: على موضوع خطبه وزواج....قلت لك ردي يا ممماككـ...محمد...

تنهد بضيق بلل شفتيه :why?
تأففت
حقًّا هي متوترة من الأجواء هذه...وهو يزيد همها ...اكثر
قالت: انسى اني بيوم جيت وعرضت عليك الزواج .....
تحدث منفعلا: انا ما ئول بدي يّاكي عشان ...ذاك اليوم....

نور بجدية: ماكس.....مستحيل ارتبط فيك ولا في غيرك....افهم هالشغلة....ومستحيل احب.....انت اكثر واحد المفروض تكون فاهم هالشي....
وكادت تخرج من الشقة ولكن اعترض طريقها: لكن انا بحبك....
نور بعصبية: مو مشكلتي ماكس مو مشكلتي...والحين وخر عن طريقي بروح لأمير.....
ماكس تنهد بضيق ثم فتح باب الشقة وخرج
فهم انّ لا مجال من ان يظفر بقلبها...عليه ان يتقبّل هذا الأمر ويخبأ حبها في قلبه...إلى ان يذوب....ويتلاشى
.
.
بينما هي شتمته ..لا ينقصها إلا الخوف.....
خرجت وطرقت باب شقة امير بلا تردد....
فتح لها الباب
: تفضلي
نظرت إليه تذكرته جيّدًا .....هزت رأسها ثم دخلت....
أشار لها: انتزري هون.....امير راح يجي....

نور جلست على الكنبة وهي تنظر له وهو جلس امامها وهو يقول: تذكرتيني؟

نور عقدت حاجبيها: دانيال؟
هز رأسه بنعم

فجأة انفتح الباب واتى أمير بجسده الهزيل....وشعره القصير....ونظراته الحزينة يتقدم لناحيتهما بضعف حالته الصحية....سقطت انظاره على نور
تجلّى الألم من جسده.....وفاضت عينيه الحزينتين دمعًا.......وفاض قلبه شوقًا.....اقترب بحذر منها...يريد ان يحتضنها....يشتم رائحتها....هو اقسم لو كان لديه ابنه من لحمه ودمه لن يحبها كثر ما يحب نور....
نور ابنته......ابنته......الحقيقية.. ..هناك مشاعر فيّاضة بالأبوة لناحيتها.....لا يستطيع ان ينكرها...لا يستطيع.....


بينما نور.....نظرت لتبهدل حالة وتردّي صحته....خفق قلبها......كيف آل به المرض إلى هذا الحال.....ازدردت ريقها....شعرت بشوقه لها....ولا تدري هل التمس شوقها له...اشتاقت له...كونه لم يتخلّى عنها واهداها الأمان....واشتاقت له لأنه يذكرها بوالدتها؟
إلى متى ستحاربه؟
إلى متى!

نهضت واقتربت منه
لم تتحمّل نظراته
رجفة كفيه
احتضنته.....شدّت عليه....وكأنه تخبره....انّ العالم ضيّق بأكاذيبهم.....العالم خانق....بتخطيطاتهم......وانها أصبحت متناقضة بسببهم......تحبه .....تحب ابوّته وحنيّته.....بكت بدموع.......ثم انسحبت عن احضانه وامسكت بيده
لتردف : كيف حالك؟
أمير طبطب على كتفها: هلأ صرت منيح....
شعرت بقساوتها من كلمته....شعرت بجنون افعالها في تلك الفترة......هو نادم...نادم وندمه مخيف...جدًّا....
قال: جلسي بنتي....
جلست بالقرب منه
فقال: طمنيني عليك....
تحدثت وهي تنظر لتعبه: بخير......تحسنت كثير لا تشيلين هم...
وضع الملف على الطاولة
فتحدث: رضيتي علي.؟....سامحتيني نور؟
نور لا تعرف كيف تجيبه
حقيقةً مُسامحته شيء....واشتياقها له شيء آخر!

حقيقةً هي مصدومة من شكله وحزنه الواضح
من الواضح انه خسر الكثير من وزنه
بشرته جافة ....لتنّم عن موتها المُبكر!
عينيه اصبحتا ناعستين قليلًا لتنّم عن شدّت بكاؤه
هل يُبكي ديانا ام يُبكيها ام يبكيهما هما الاثنتان طيلة الشهر الفائت؟

رحمت حاله كسر قلبها حقًّا هزت رأسها وسحبت يده لتقبلها
دانيال رقّ قلبه تنهد بضيق أمير استدعاه في اشد حاجته إليه
ولباه فأتى وبقي هنا معه لمدة الشهر التي قضّاها دون رؤيتها!
واخذ يشد من ازره وفهم منه كل شيء......
أمير طبطب على ظهره نور
فقال: نور......
نظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفي يديها: لبيه....

ابتسم لها فقال بلهجة سعودية : آسف....عارف هالآسف ما راح يسوي شي......بس صدقيني لو ادري راح يصير لك كذا......والله ما سويت كل هالاشياء......انا وقتها فكرت بقلبي مو بعقلي يا نور....وفكرت بأنانية......بس لو يرجع بي الزمن...ما اكرر هالغلط مرة ثانية ابد.....

نور عضّت على شفتيها ....لا تريد ان تتذكر ما حدث ....ولا تريد ان تتحدث عن الماضي....
تحدثت: صار اللي صار.....وحنا عيال اليوم.....

ابتسم لكلمتها فقال لكي يخرج نفسهما من هذه الكآبة: واضح ايلاف علمتك مصطلحات جديدة...
ضحكت بخفة
دانيال تدخل هنا سريعًا: هاا امير تبيني أقول لها انا ولا انت؟

نور نظرت بتعجب له
امير ابتسم فالتفت عليها: لا انا
نور بقلق: خير فيه شي؟
أمير هز رأسه: كل خير....
ثم سحب الملف فقال: هذي أملاك ديانا واملاكي.....حولتها باسمك....بس ابي منك توقعين عليها....بس.....

نور صُعقت......واقشعر جسدها من اسم والدتها.......فهمت تبقى هي الوريثة الوحيدة لوالدتها حسنًا ولكن ما بال املاكه؟
هل تُعتبر تعويضًا !؟

تحدث: بنتي......بدي يّاك تمسكي كل شي.....انا
وبنبرة سعودية: تعبان....ما اعرف ادير كل شي....بلقب.....متل هيك......وما بعرف....
عرفت ما سيقول
فخفق قلبها من جديد اقتربت منه وبصوت باكي: لا قول كذا امير....تكفى لا توجع قلبي...حرام عليك خلاص لا توجعني....راح تعيش....راح تعيش امير.....

ابتسم لها وطبطب عليها: الاعمار بيد الله....

نور بحشرجة صوتها: والنعم بالله بس لا قول كذا...وماله داعي تكتب املاكك باسمي...دانيال موجود يديرها هو....انا أصلا مـ...

قاطعها دانيال: الإدارة بكون تحت ايديني باشرافك يا نور......فقط راح تتحول الأملاك باسمك......

نور نظرت له: بس العقود.....وغيره ما راح تمر إلا بتوقيعي.....وكأن بابا امير...مو موجود اسم الله عليه....

ثم نظرت لأمير الذي خفق قلبه لكلمة(بابا)
كم اشتاق لها
كم هو نادم لِم فعله بها دون قصد او بقصد!
تحدثت: أمير....لا ....ما بوقع...كل شي باسمك...واوعدك انا بشرف على كل شي...خلاص بكون موجودة........

ودّ لو نادته من جديد(بابا) (يبه) تنهد: نور....تكفين وقعي....ما بعرف شو راح يصير ئلي....بدي اضمن لك شي......

نور بدموع: ما راح يصير شي....والله ما راح يصير شي....

دانيال ابتسم على تبدل حالها....وصف أمير له عن حالتها سابقا اشعل في فؤاده الخوف من مقابلتها اليوم واشعال حرب طاحنة هنا ولكن من الواضح انها بدأت تنظر للأمر بعينين مغايرتين لِم قبل....

أمير بجدية: املاك أمك راح تتحوّل باسمك....
نور شدّت على كفي يديه: موافقة بس املاكك لا........
سكت ونظر لدانيال ...ودانيال هز رأسه
فقال: تمام نور...بس تحطي ببالك راح نحتاج إلك كتير....

امير بهدوء: دانيال راح يشرح لك كل شي.....وبحلف إلك ......شفتي هالمصاري كلها بالحلال......أني مني...
قاطعته لا تريد ان يقسى على نفسه اكثر
حاله من الواضح لا يسمح ان يكون تحت ضغط كبير من اجل سلامة قلبه: مصدقتك مصدقتك امير.......

ابتسم لها ولم يمنع نفسه من احتضانها من جديد
شعرت بالضياع في حضنه .... ضياع جديد.....و.....جميل!

انحرجت من تواجد دانيال ابتعدت ثم قالت: لازم امشي....بالليل راح اجيك...
ثم قبلّت جبينه
وخرجت
دانيال ابتسم : ئلت إلك الئصيل عمره ما يتغيّر (قلت لك الأصيل عمره ما يتغيّر)
أمير بتفهم هز رأسه: تبقى مجروحة يا دانيال!
ثم نهض ليذهب لغرفته
.
.
نور....اخذت تتنفس بعمق...وبصوت مسموع.......وجه عابس...ذكّرها بوالدتها....بنفسها...بطغيانه� �......بحبها وكرهها له.......باشتياقها .....ازدردت ريقها.....ستحاول ان تسامحه ...ستحاول ان تخفف عنه......ستحاول ان......

هزت رأسها ومشت ....راكضة على الرصيف.....العالم مُتسع ولكن لا يسعها....الذكريات كثيرة .....وثقيلة .....النكران اصبح صعب....التقبّل بات سهلًا!
تشعر بأبوّته وهذا الأمر يخنقها...لماذا لا تشعر بهذا الشعور باتجاه يوسف؟
لماذا !؟
هل لأنها لم تُعطي نفسها مجالًا لتقبل الأمر.....لم تُعطي نفسها مجالًا للأخذ والعطا معه....
تنهدت وبكت ....اكثر.....ماذا تفعل؟ تخشى من ان تكون أنانية كما كانوا...هي لا تريد ان تصبح مثلهم ابدًا.......
رنّ هاتفها ....سحبته من مخبأ الجاكيت اجابت
: وينج انتي رديت الشقة ما شفتج؟

نور بصوت متحشرج: رحت عند امير....
سكتت ايلاف
أكملت نور: تغيّر ايلاف...تعبان.....انا قاسية....قاسية صرت مثلهم.....يا ايلاف.....مرض بسبتي ولا..
قاطعتها هنا ايلاف: اذكري ربج....اللي صار لها مقدّر ومكتوب.....وانتي مو مثل احد....انت تمثلين نفسج يا ام قلب طيّب....

نور بغصة: حسيت انه صدق ابوي هو....لم شفته عجزت انكر شعور اشتياقي له.....تتوقعين لشفت يوسف بحس كذا؟

ايلاف فهمت ما يجول بعقلها: كل شي حبه حبه يي (يجي) يا نور......لا تضغطين على نفسج.....
نور مسحت انفها بانهيار: يوسف مجروح مني بعد....وانا حيل مجروحة منه......بس ماحس اني مشتاقه له ايلاف....انا عاقّه كذا؟

ايلاف يبدو انّ نور دخلت في التخبط من جديد.....في الشتات.....في نوبات الهلع والوسوسة .......لا نور .....لا ..
تحدثت بانفعال: نوووووووور اصحي على نفسج......طبيعي اللي تحسين فيه.....طبيعي نور.....لأنج ما شفتيه من سنين ....نور لا ضغطين على نفسج تكفين ردي الشقة تكفين.....

نور : برجع برجع....باي...

ايلاف: انتظرج

مشت نور لطريق الشقة...مسحت دموعها وتفكر.....هل ستتنازل عن يوسف....هل ستقف امامه دون مشاعر .....هل سيبقى شعور انه رجل غريب عليها؟.....لماذا تشعر بالخوف منه حتّى!
ركضت في الشارع لتصل إلى الرصيف الآخر مشت بلا روح.....بلا عقل.....اقتربت من العمارة مرت في ممر ا ضيّق.....رفعت رأسها للسماء ....كانت السماء غائمة.....تنهدت بضيق وتمتمت باستغفار
وعبرت السلالم وهنا
توقف الزمن بها....
كان واقفًا كما اخبرتها ايلاف
يقف ينتظرها...ولكن لم تكن تخرج في تلك الأوان كثيرًا
فكان يلتقي بإيلاف ليسأل عنها
دققت بالنظر إليه هو الآخر تغيّر هزل
خسر وزن كثير......زاد بياض لحيته قليلًا
لا تدري ولكن هذا ما تراه
عينيه حزينتين كعينين امير
تنهدت مرة ومرتين
تشعر بالاختناق
تشعر بقساوتها عليهما....تشعر بالخوف من نفسها......
اشاحت بنظرها عنه
تحدثت بصوت مهزوز: تعال ادخل الشقة....
فجعتهُ
هل حان موعد اللقاء ؟
هل تقبلته؟
ام انها تظنه شخص آخر
لم يتزحزح من مكانه
وحينما أصبحت في منتصف السلالم التفت ورأته في مكانه فقالت
بغصة وحرقة وعيون دامعه: يبه تعال
تريد ان تختبر نفسها
هل تشعر بأبوّته؟
هل عادت مشاعر الحب لناحيته؟
شعرت بالحرقة
لا تشعر بذلك
تشعر فقط بالألم
تشعر انه غريب.....
ضغطت على نفسها اكثر تريد ان تفهم ذاتها تفهم هذا الشعور المخيف.....
نزلت لتقف امامه...لم يتحرك مصدومًا لكلمتها التي فلقت قلبه ...واوقفت عقله
سحبت يده ....حتى بها ارتجفت.....قالت بشفتين مرتجفتين: تعال يبه
تكررها بطريقة...باهتة......تكررها بوجع .....وحزن....
مشى معها بلا هدى....عقله مغيّب عن الواقع.....مشت.....معه تزدرد ريقها....خائفة....لا شعور حقيقي.....تشعر انه غريب.....تشعر انه ليس والدها
لماذا؟
هذا الشعور يقهرها...يحرقها ....يلهبها...لن تبوح به....لا تريد ان تلهبه اكثر......
وصلت الشقة فتحت الباب

تواجهت مع ايلاف: نور وينج...
ايلاف صُعقت حينا رأت يوسف خلف نور
تحمد لله انها لم تزيح الحجاب عن رأسها
نور: ادخل....

يوسف غير مستوعب الامر....
.
.
نور دخلت الغرفة وتركته
.
.

واستوعبت ايلاف فعلت نور
.
.



.
.
فقالت: حياك يا عم تفضل ....تفضل....

ثم جعلته يجلس على الكنبة في الصالة
نورة ليست طبيعية
شكلها....حديثها.....شعر برجفة يدها حينما مسكت بكف يده....اشتاق لها....ودّ لو احتضنها ولكن شعر باضطرابها....شعر انها تحاول ان تتماسك .....يشعر بنفورها قليلًا......مسح على رأسه عدّت مرات
.
.
دخلت ايلاف تحدثت وكأنها تهمس: نور.....
نهضت نور التي كانت جالسة على طرف السرير تهز بجسدها كالبندول ....رامية الجاكيت على الأرض والحجاب على السرير
نظرت لإيلاف المنصدمة من وجهها المحمر
: ايلاف...احسه مو ابوووووووووووي احسه مو ابوي......مسكت يده....ابي اشوف بحس بأمان...بدفا.....ما حسيت ....ما حسيت مثل ما احس ويّا امير......ايلاف....انا ضايعه....

ايلاف رقّ قلبها عليها احتضنتها وطبطبت عليها تحدثت: والله العظيم طبيعي....هو بعيد عنج سنين يا نور...وامير .....وياج على كثر السنين اللي بعيد فيها هو....

نور ابتعدت وأشارت كالمجنونة وهي تبكي وتحاول الا ترفع صوتها كي لا يسمع: بس ما كنت احب امير اول.....كنت اكرهه....ايلاف.....

ايلاف ابتسمت: بس حبتيه بعدين وعشتي معاه سنين ....طبطب عليج...وعاملج مثل بنته .......

نور غاب عقلها في جنون الذكريات: ابوي يوسف صح ابوي صح؟
ايلاف بدأت تخاف عليها: نوووور اذا ما تبين تشوفينه أقوله يي وقت ثاني......
نور بجنون: لالا...خليه ايلاف.....هو ابوي صح هو ابوي...
مسكت كفي يديها واخذت تهز برأسها: والله ابوج والله .....

نور بكت بقهر: ليش احس خايفة منه.....ليش احسه غريببببببببببب...

ايلاف احتضنتها من جديد: نور لا ضغطين على نفسج ......
ابتعدت بشكل مفاجئ عن حضن ايلاف
ثم ركضت لناحية الباب
ايلاف لم تستوعب جنون نور...تبعتها: نور......

جولي كانت تقدم الماء ليوسف.....وضعته على الطاولة ثم ذهبت للغرفة على خروج نور
الراكضة لناحيته وهي تبكي ...وصوت تنفسها مسموع لمسامعه
عندما رآها بهذا الحال نهض
وجه محمر....شعر مسدول على اكتافها ....صدرها يرتفع ويهبط كأنها راكضة لمسافات طويلة......كفي يديها ترتجفان بشكل ملحوظ
اقتربت منه وببكاء: احضني.....

ايلاف تعلم جنون افعالها...إلام تدل....حقًّا لا تلومها ولكن هي خائفة عليها
خائفة من ان تعود للوراء....من شدّت ضغطها على نفسها
همست: نور....
يوسف وقف كالصنم ينظر لها بندم.....بندم التخلّي عنها ...بندم الاستماع لوالده.....بندم قهره....وغضبه....
رفع يديه المرتجفتين مترددًا في تلبية طلبها
همست من جديد بضعف: احضني يبه....

ايلاف بكت بدموع
نور
تريد حضنه...تريد حضن يوسف السابق.....تريد يوسف.....الذي تعرفه....الذي طبطب على ظهرها حينما أتت لغرفته بعد رؤيتها لحلم مخيف....تريد ان تلتمس الأمان مثلما التمسته عندما هربت من ناصر وهو يتبعها بلعبته لضربها بعد ان كسرتها في احدى تلك الأيام الماضية......تريد ان تختبأ في مصدر امانها الحقيقي....تريد ان تعود للوطن.....للهدوء والسكينة.....
.
.

حينما لم تجد منه ردت فعل
رمت نفسها في حضنه.......مُتعبة تريد ان ترى وجهتها الحقيقية...تريد قرارها الأخير...البقاء في وطن .....حقيقي.....ليس به شوائب ليضطرب امنه.....
يوسف شدها اليه وبكى بصوت
همس: سامحيني بنتي سامحيني...

.
.
شدّت عليه ...اغمضت عينيها....شعور الغربة يزداد في حضنه....شعور الغرابة مسيطر على كيانها....خائفة من هذا الامر....كيف تشعر بالغربة وهو وطنها الأصلي؟....كيف تشعر بالغرابة ....وهو قريبها الحقيقي....جرّداها من حقيقة الأمور.....وادخلوها في أكاذيب حتى بها صدقتها من أعماق قلبها.....بكت في حضنه ليس شوقًا....خوفا من شعورها بالغربة معه....خوفًا من نفسها......
أصبحت تائهة بلا وطن...وبلا اب حقيقي.....مكتوب على جبينها ان تبقى مشرّدة هكذا....وهي في حضن اقرب الناس اليها....شعور مؤلم....ما تشعر به مؤلم

ايلاف عضّت على شفتيها
(طبيعي هذا الشعور يا نور...طبيعي )
كانت تكررها بداخلها عشرات المرات
تقسم انها شعرت بهذا الشعور حينما عادت للكويت واحتضنت والدتها ...ولكن مضت عدّت أيام وتجاهلت هذا الشعور وعادت كما كانت !
ولكن الآن لو عادت هل ستشعر بمثل ما تشعر به نور الآن!

.
.
.
ابتعدت وهي تهز برأسها يمينًا ويسارًا
تحدث بغصة: انت ابوي صح...

فُجع من كلمتها وخشي من انها بدأت تصدق تلك الكذبة التي القوها عليه
طوّق وجهها وتحدث بغصة: انتي بنتي بنتي يا نورة بنتي.....
بكت بقهر : ادري والله ادري.....
ثم أشار لصدره وهي تضربه بخفة : بس ماحس بالأمان هنا ماحس......احسك غريب علي غرييييييييييب.......
انسابت دموعه من عينيه بقهر: حسبي الله على من كان السبب....حسبي الله على من كان السب....
نور أسندت
جبينها على جبينه .....تلك العادة التي لا تتخلّى عنها حينما تتألم تبكي تحزن....تُنسد جبينها كما أسندته على جبين امير حينما ذهبت للُقياه في المستشفى قبل هروبها هنا ......تُسنده لتضع جزء من ثقلها عليه .......وتبكي براحة.....تلك الحركة التي اكتسبتها من والدتها الآن تفطر قلبها .....لأنها امطرت عليها ذكريات حارقة
اغمضت عينيها بكت وهي تكرر: يبه يبه ..........
الشعور مختلف عمّ في السابق
الحضن كذلك
وهذان الامران
يلوّحان بمعنيان لا ثالث لهما
الغربة
والتبعثر !
احتضنها من جديد فقال: اه يا نورة اه.....

شدّت عليه اكثر
ايلاف لم تتحمل ركضت للغرفة لا تريد ان ترى ضعفهما...تريد ان تترك لهما مسافة اكثر
تريد ان تعطي نور فرصة من ان تتغلب على ضعفها بنفسها
احتضنا لمدة دقيقتين ثم ابتعدت مسكت يده
بقلة حيلة: ما احس بشعوري الأولي ....بس بتبقى ابوي....اللي جرحني...وتخلّى عني....وتذكرني ....ما راح انسى انك تذكرتني......ما راح انسى....

أبا ناصر بدموع: سامحيني نورة......


نور شهقت ببكاء: انت اللي سامحني ما بصير لك نورة ....
بو ناصر شد على اكتفاها: الأيام كفيلة من انها تخليك نورة ...

نور هزت رأسها وكأنه تقول هذا الامر مستحيلًا
أجبرت نفسها على تقبيل يده: تعبت من نفسي يا بو نورة تعبت.....واحلف لك بالله اني مو نورة ....والله......

حزّ بخاطره حديثها...مُتعبه منه......من الأيام التي مرت فيها بسببه.....متعبه .....قبّل كف يدها وجبينها .....
طبطب على ظهرها : الله لا يسامحني ......على اللي سويته فيك....

تحدثت وهي تهز برأسها: و الله لا يسامحني على هالشعور.....

فهم شعورها.....تشعر انه غريب.....تشعر انه ليس والدها تفهم الوضع.....لا يريد ان يضغط عليها اكثر
: بمشي....
نور هزت رأسها: لا....خلك....تكفى لا تتركني مرة ثانية....

يوسف بمعنى عميق: انتي تعالي معي....
نور ببكاء: ماقدر ماقدر.....

تنهد واحتضنها من جديد وهي بقيت تبكي، قهرًا لشعوره الغريب، لشعوره الذي يفلق قلبها إلى نصفين
بكيت في حضنه تريد ان تلتمس وطنها ولكن لم تجده
تنهدت ثم نظرت لعينيه
: اتعبتك يابوي...اتعبتك ....عارفة والله....بس انتوا ما قصرتوا هديتوا حيلي....

شدّ عليها بقوة : الله لا يهد لك حيل....يا عين ابوك.....

نور ابتعدت عنه نظرت لوجهه وبعتب: طولت علي ....طوّلت ....كنت انتظرك لين تطلع الشمس احتريك تجي....
بكى وهو يمسح على خدها الأيمن بحنان ابوي مؤلم: طولت وانا بوك طوّلت وانهد حيلي انا بعد......

نور بهذيان: كنت أخاف انام لحالي......واقول فجأة بتدخل علي تقول لي قصة وما تقوم إلا لم انام......بس الواقع يا يوسف.....يقهر....كنت اشوف امير يسوي لي كذا.....كنت انقهر وابكي ابيك.......
عضّ على شفتيه لا يتحمل هذا العتاب لا يتحمل هذا الضعف
: مو بيدي .....مو بيدي يا نورة....كنت موجوع بالحيل.....قلبي كان مجروح...وانا بوك....والغيرة عمّت عيني....

نور بللت شفتيها ثم قالت : انا هنا من يوم ورايح...انا بحياتك يا يوسف حتى لو تخليت عني....
بو ناصر ابتسم وليطمئنها شد على يدها: اتخلّى عن روحي ولا اتخلّى عنك.....
ثم قال بندم: تعالي معاي....وطنك مشتاق لك......
هزت رأسها بوجع: ماقدر يبه....ما قدر....عطني فرصة اتقبل فيها الوضع.....
يوسف بتنهد: بنتظرك....بظل هنا...
نور شد على يده: لا.....ارجع السعودية......لا تتعب نفسك.....اوعدك....انا اللي اجيك.....تكفى ارجع.....مابي احس بعذاب الضمير...مابي اشوفك كذا تعبان بسبتي...مابي اصير انانية مثلكم!

تصيب وتُجرح فؤاده ......تضربه وتليّن قلبه
تحدث: ماقدر على فراقك....
نور ببكاء: اوعدك انا اجيك بالسعودية بس عطني فرصة......لا تظل هنا......جلستك لوحدك هنا بزيد تعبك...لا تمرض بسببي....ارجع وانا كل يوم اكلمك صوت وصورة اوعدك ....والله ياخذني لو ما وفيت بوعدي

مضغوطة......قلقه.....عقلها الاواعي هو من يتحدث
لن يضغط عليها...لن يُتعب قلبها....
هز رأسه بالموافقة
فاردفت: بحجز لك بعد ثلاثة أيام ترجع.....وتهتم في نفسك.....

لا تريده.....تريد ان تبعده لتختبر نفسها من جديد تريد متسع من الوقت .....لتقبله.....
قبّلت يده ......جبينه
هي حقًّا مقهورة من هذا الشعور ولكن هو متعب ....لابد ان يعود للديار....لابد ان يصبح ما بين ناسه واحبائه ليخففوا عنه....
نظرت لوجهه لتحفظ ملامحه...
ثم وضعت رأسها على صدره واغمضت عينها لتبكي لهذا الشعور غربتها وقهرها!
.
.
.
.
المغرب من يومنا الموعود

كانت في الصالة يحتضنها
وهو يهزئها: قسم بالله لو ما تهتمين لنفسك يا نوف لا اغضبك عليك

نوف نهضت كالمقروصة: يبه شالكلام....والله مهتمه والله....
بو خالد بعصبية: انا تارك لك الحبل مرخي من خوفي عليك ما ابي اضغط عليك بس من يوم ورايح لا...
الجازي بتأييد: أي يبه ...حيلك فيها....
بو خالد بحده: حتى انتي تصرفي معاك بيتغير
بندر ابتسم
خالد نظر لأخته
نوف انفجرت ضاحكه:ههههههههههههههههههه� �ههههههههههههه
حتى والدها رمقها بنظرات عميقه
فقالت الجازي: وش سويت
بو خالد : طوّل جنانك مع سيف...
الجازي بللت شفتيها وبهدوء: الليلة برجع معه ......
نوف شهقت : هأأأأأأأأأأ....من جدك؟
الجازي بهدوء: أي.....
بو خالد بجدية: حليتي المشكلة ....
الجازي لتنهي المسألة: أي الحمد لله...
خالد همس لها: متأكدة من قرارك
هزت برأسها نعم
وفجأة قال بو خالد: شوفي يا نويّف تروحين العرس هذا انتي تسمعين ......بس قبل اشوفك ماكله قدامي....
نوف بتأزم: طيب يبه
ثم التفت على بندر: بندروه.....خذ الأغراض اللي بالمطبخ روح ودها لعمتك......
بندر نهض : ان شاء الله
كان بالود ان يخبره برغبته ولكن الأوضاع ليست من صالحه
فنهض
بينما خالد قال: انا بطلع احلق وبرجع

هز والده رأسه
بينما نوف نهضت للمطبخ
فقال أبو خالد: زعلتي مني؟
الجازي ابتسمت له: لا يبه.....عارفة انك تحاتيني...وانا نسيت عن اقولك رايي....
بو خالد بجدية: بنتي....سيف ما في مثله.....بس الواحد يغلط....الانسان مو معصوم من الخطأ....ولو اني شايفة مو كفو والله ما خليتك ترجعين له حتى لو هو ولد اختي

الجازي وهي تطبطب على ابنها النائم: عارفة يبه عارفة....

تحدث : لو آذاك....ولو بس رفع صوته عليك......تعالي لي لا تخبين علي شي يا بوك....
الجازي نهضت وقبلت رأسه: الله يخليك لنا.....
بو خالد : هاتي عبد لله هاتيه...

سحبه من يد والدته وقبل: ياجعلني اشوفك معرس
ابتسمت ثم ذهبت هي الأخرى للمطبخ
.
.
.
وبشكل سريع ضربت بيدها على ظهر نوف الذي تشرب الماء
حتى شهقت: هأأأأأأأأأأأأأأ......

الجازي ضحكت بخفة ثم قالت: قلعتك......

نوف : يحوانة اوجعتيني...
بندر سحب الاكياس: الفاظك نوف يبيلها إعادة نظر ...
نوف بنرفزة: مالكم دخل......
بندر خرج من المطبخ.....
والجازي قالت: تعالي حطي لي ميك اب....
نوف بهدوء: بعد صلاة المغرب....ولا ؟
الجازي : عادي....
نوف بجدية اقتربت منها: صدق بترجعين لسيف؟
هزت رأسها
فقالت نوف: برضاك...مقتنعه؟
الجازي بنفس عميق: أي...
نوف بشك: اتحدااااااااك....
الجازي : لا تجلسين تتفلسفين على راسي وروحي جهزي الأغراض...
نوف ضحكت: طيب طيب ههههههههههههههه
ثم خرجت من المطبخ وبقيت نوف تفكر ماذا سيحدث الليلة؟
.
.

تحدثت بصوت عالٍ
: شيخوووووووووووه نزلي اخرتينا.....

شيخة نزلت وهي تركض على الدرج: يلا يمه...جيت....
سعود اتى: يمه خمس دقايق وترا بمشي...عزام متصل علي يبي اجيب له أغراض....
ام ناصر: جهزنا وانا امك....
شيخة بهدوء: يمه مستعجلين والله ....عمتي مشتطه حييييييل

سعود بتأفف: انطمي اخرتينا......
ام ناصر: ناصر راح .....

سعود : أي راح يشيك على الأوضاع....

ثم تحدث: يلا عاد تاخرت...
ام ناصر : خلاص يمه....هذا حنا جاهزين
ثم خرجا من المنزل وربكا السيارة
شيخة سحبت هاتفها من الحقيبة وارسلت لبندر
(كيف الأوضاع عندكم)
ولم تأخذ ست ثوانٍ حتى ارسل
(هههههههههه زحمة وشغل )
ابتسمت لترسل له
(عساك على القوة )
ثم نظرت للشوارع وهي مبتهجة من الداخل......رغم انّ بُعد ابيها ليس هيّن ولكن تشعر اليوم بتجدد طاقتها الإجابية ...وحبها للحياة
ولكن والدتها تشعر بالانهزام.....تشعر بالخوف على زوجها....تشعر من استبداد الماضي لحاضرهم......لا تستطيع ان تنكر غيرتها...من ديانا.....من خوفها لم قد يحدث فيما بعد......حتى وإن توفيت......سيرى يوسف بابنتها ذكريات شتّى......منها التي قهرته وعصفت به....ومنها التي اشعلت فتيل الحب فيه......تنهدت عدّت مرات مجروحة من الماضي...وخائفة من الحاضر والمستقبل!
.
.
.
منزل أبا سيف....مليء بالحركة......بالسعادة......بالح ب....
كانا في المطبخ....يرتّبا مع والدتهم بعض الاشياء
تحدثت ام سيف: قصي تراك زودتها طس حلّق وجيب ثيابك....نعنبوا التّح عليك من الصبح....والحين الساعة خمس ونص المغرب.....

قصي : ان شاء الله يمه....
ثم التفتت على عزام: وانت طس القصر شيّك على الأوضاع

تقصد (قصر الافراح) المكان الذي سيقام فيه حفل زواج ابنها
تحدث عزام: بيجي سعود وبنمشي معه.....
جسّار بجدية: قصي طس حلّق....ولا تبيني اوديك....ترا ما فيه وقت ...

دخل هنا سيف : السلام عليكم....
ردوا عليه السلام
فقالت ام سيف : ترا نظفت شقتك .....

عزام : عقبال شقتي ....
ام سيف بصوت عالي: آآآآآآآآآآآآآآمين انت بس اشّر....

عزام بلا مقدمات: ابي نوف بنت خالي غازي....

شهق جسّار هنا : اوييييييييييييييلي يا المتولّع....
قصي رمى عليه علبة المنديل وهو يضحك: هههههههههههههههههههه اميييييييييييي يا تبنننننن...

ام سيف بحده: تمزح هاااااااااااااااا؟
سيف اخذ يكركر بضحك عميق، ذات مغزى كبير

عزام : لا والله ما امزح

ام سيف بنص عين: افرح يعني؟
جسّار أجاب: لا نصّاب....كلام الليل يمحه النهار...
سيف : هههههههههههههههههههههه وحنا الحين الفجر يا حمـ.؟

قصي: ههههههههههه تركه عنك مصدوم من توأم النكبة فجأة قرر....
ام سيف بغضب: سكتوا....
وناظرت لسيف: من جدك ولا تلعب على راسي.....
عزام ضحك بخفة: ههههههههههههه والله من جدي خلاص خطبيها لي....
جسّار وضع يديه على خصره: وين اللي يقول يبي من برا العيلة.....
عزام حرّك رأسه: هوّنا يا العضيد....دهنا في مكبتنا.....

قصي : خذ لك.....من أي مسلسل سامعها؟

سيف بضحك: ههههههههههههه يمه لا توهقين البنت في هالمجنون...
عزام رمى عليه كرتون عصير فاضي: لا تدخل انتي...
جسّار : عزام صدق يعني معزّم...
عزام نظر لأمه: يمه أي ...معزم على نوف ....ابيها....كلمي خالي....

ام سيف فجأة بدأت تزغرط وتصفق بيديها بفرحة لا تسعها

فضحك جسّار: هبّلت بأمي يا كـ......
سيف ضحك هنا
وقصي قال: واضح زواجي مبارك ...الجازي بترجع لسيف...وانت نويت بتزوّج......

ام سيف بفرحه: باذن الله بعد العرس بكلم خالك...
ثم نظرت لجسّار: وانت عجل ......بنزوجكم مع بعض...
جسّار أشار لها بحذر: لالا يمه..... هدي اللعب اشوي....
سيف: هههههههههههه الحمد لله والشكر .....
قصي : خله محروم.....
عزام بضحكة: هههههههههههههه خذ بنت جيرانا.....

ام سيف بضحكة بسعادة: هههههههههههه وين اخذها البنت بخامس ابتدائي....
قصي بضحكة: هههههههههه صدقيني عقلها ثلاثينية جادةةةةةة

فجأة سمع سيف يقول: قص قص الفاظك حبيبي....لا تروح وطي....

جسّار مات ضحك هنا .....
ام سيف : قسم بالله يبيلكم إعادة تأهيل انتوا........
ثم قالت بحده: قصييييييييييي قوم طس حلّق ......قبل...لا
سيف نهض وهو يضحك: هدي يا الغالية بقوم اروح معه

ثم ضرب على كتف أخيه: قوم يلا.....
نهض قصي وهو يضحك
بينما والدتهم خرجت من المطبخ، لتصعد غرفتها وتتأهب لتزيّن!
فقال جسّار: من جدك....
عزام بابتسامة: والله من جدي ليش مصدوم....
جسّار لعب بحاجبيه: من الوناسة....
ثم حضن أخيه ليقول عزام: عقبالك يا الغالي.....
جسّار : الله يسمع منك يا العضيد...
.
.
فجأة وهما على هذا الحال دخل والدهم ليردف: وين اخوك قصي

عزام : راح مع سيف الحلّاق
بصدمة نظر للوقت: تو يروح هالمجنون؟

جسّار ضحك: ههههههههههههه متوتر الولد .......واضح عليه...
بو سيف: اسمعوا عجلوا علينا.......وخلكم معه لا يفشلنا...يجي القصر متأخر بعد...
عزام بضحكة خفيفة: هههههههههه لا ما يسويها يبه.....

بو سيف ابتسم رغما عنه: وانتوا تجهزوا ....ما بقى شي على صلاة المغرب.....ما نبي نتأخر....
جسّار : حاضر يبه حاضر
.
.
.

خرج أبا سيف وهما تبعاه
.
.
.

بدأت الترتيبات على ما هو متماشي مع العادات والتقاليد
امتلأ المكان برائحة السعادة والفرح
في هذه اللحظات نسوا آلامهم....نسوا خيباتهم ......وتناسوا امراضهم!
هنا تحققت الأماني والآمال، انزاحت الاثقال من على القلوب.....واجتمعت القلوب على المحبة والصفاء.....شعرت بالتعب...بالغثيان ...ولكن سعادتها تُجدد طاقتها آلافًا من المرات.....وقفت
امام المرآة بكامل زينتها
بفستانها الأبيض المنفوش...عاري الاكتاف بقصّة عريضة ممتلئة بالورود الصغيرة جدًا....ليرتسم على جسدها.....منسابًا إلى خصرها .....ومتفرعًا فيما بعد (بنفشته) الى الاسفل .....
بطنها برز قليلًا....ولكن لمن يدقق به يشعر ببروزه....
اخذت ترتيب احمر الشفاه....بعد ان شعرت انّ هناك جزء زائد منه يرتسم خارج اطار الشفتين!
قامت بتعديله.....ثم عادت بالنظر إلى نفسها
مررت يدها على بطنها
وابتسمت ...
ظنّت انها لن تعيش هذه الأيام....ظنّت انها ستبقى عالقة ما بين ضربٍ وعصيان
وستبقى متزوجة للأبد بقصي ولكن بالسر
لن تُنجب ولن تحبه ولن يحبها
ولكن جرت الأمور بما تمنته سرًا!
كانت تتمنى ان تحظى برجل يحبها....يعشقها....ينتشلها من ظلم وجور من حولها......وقصي فعل ذلك........تمتمت بالحمد ...وانقضت الساعات سريعًا .....ليأتي وقت الزفة والظهور امام الحضور....اتى الوقت المنتظر

حدثتها ام سيف: بشويش وانتي تمشين يا بنتي لا تخافين انا وراك
تشعر انها محظوظة لوجود ام سيف في حياتها ...اغدقت عليها حنان....وخوف اموي ....جعلها تتذكر فيه والدتها....وتطمئن انها ستعيش معها بمشاعر الحب والتقبل
مشت على الممر الطويل...وتوجّهت الأنظار لناحيتها.....
كانت ملفتة للنظر
لطول قامتها...وتناسق جسدها....وجمال شكلها ....كانت ملكة ......وستتربع على عرش احلامها...التي باتت تتعلّق في قصي....مشت ...على انغام.....الطمأنينة ...الأمان.....والحب الصادق.....كانت تكرر بداخلها الحمد والشكر ...لله عز وجل!


نوف همست لشيخة: ما شاء الله تجنن والله ...

شيخة : أي بسم الله عليها.....كيوت...
نوف رمقت شيخة لكلمتها الأخيرة
فقالت شيخة: خيييييييير
نوف بترفع: مابي اخرب كشختي ولا كان رديت.....
شيخة دفعتها قليلا: امشي امشي بس....خلينا نرقص في زاوية لحالنا
ضحكت نوف بخفة: ههههههههه قدام...

وهما تمشيان ....اصطدما في امرأة بسبب (ربشتهما_ حركاتهما العشوائية) شيخة بخجل
: اوه عذرا
نوف رفعت رأسها لتنظر لوجه المرأة: سوري.....
شيخة نظرت لنوف
ولكن المرآة لم تدع لهما مجالًا لحرب النظرات
قالت: اخبارك نوف؟
نوف عقدت حاجبيها
صافحتها: يا هلا والله...

تحدثت: شكلك ما عرفتيني...
شيخة اصبح وضعها كالحائط
ابتسمت باستخفاف على نوف لهذا الموقف المحرج

أكملت المرآة: انا غزل بنت عم سيف شفيك نسيتيني...

شعرت بالمغص في بطنها ابنت عم المجنون....تغيّرت كثيرًا عليها...ربما المرض ....غيّر من حالها ولكن ستبقى جميلة شامخة......خافت من ردت فعل الجازي لو رأتها
تحدثت: يا هلا ....والله غزل...اخبارك وش مسوية ...

غزل بابتسامة هادئة : الحمد لله....
سلمت هنا شيخة باحترام
وأخيرا انتبهت نوف لذلك الصغيرة التي تُمسكه
فقالت : عمري الحلو اخبارك....
تخبأ في ساق غزل
فقالت غزل: وين خالتي ام سيف اجل....
شيخة اجابت: بهذي الطاولة
وأشارت لها.....
غزل حملت ابن زوجها ....فقالت: عن اذنكم ....اجل ...
ثم ذهبت لناحيتهما
فقالت نوف بخوف: يمه يمه
شيخة قرصت يدها: هييييي العقل....شفيك....
نوف لا تريد ان تتحدث انها خائفة من ردت فعل الجازي فقالت: لا ولا شي...
شيخة بلا اهتمام : تعالي نعدّل بس اشكالنا....
نوف بتاييد: الحمامات قريبة ....هنا..
شيخة قالت: أي
.
.
.
قطعت عليهم بالسلام...والسؤال عن الحال...وتوجهّت انظار الجازي لها
صافحتها الجازي وهي ترمقها بنظرات ....لا تفسر
فقالت ام سيف وهي تعلم بكل شيء: هلا يمه غزل اخبارك...واخبار زيد وهالحلو...
غزل بهدوء: الحمد لله بخير خالتي.....
ام سيف حملت الصغير : حبيبي كبر...اخبارك يا الشيخ....
خبأ رأسه واسنده على صدرها سريعًا فضحكت بخفة: اوه ولدكم يستحي....
غزل ضحكت بخفة: يستحي وخاف...
ثم سقطت انظارها على عبد لله فقالت : الجازي ولدك...
الجازي كانت تنظر لها.....ليس بحقد ...او قهر...
لا
بنظرة كيف لها نست سيف وعاشت وسيف وقتها لم ينسى
هل حقًّا كان يتأنّب ضميريًّا لحالها
ابتمست مجاملة : أي عبد لله

غزل : ما شاء الله ......الله يخليه لكم
ام سيف قالت: تعالي غزل جلسي هنا....
غزل جلست وتبادلا اطراف الحديث وما زالت الجازي تحدّق بها ببهوت!
.
.
.
كانت تنظر للناس لفرحتهم وسعادتهم وابتهاجهم....توترت قليلًا ولكن كانت تأخذ هواء عميق ليهدأ من أنفاسها المضطربة
فجأة اقبلت عليها امرأة هي تعرفها جيّدًا وكيف تنساها؟
نهضت واقبلت عليها احتضنتها وهي تقوم: اففف الحمد لله جيتي فطوم ....والله توقعتك ما جين...
فاطمة قبلتها وسلّمت عليها: عمري مستحيل ما اجيك.....مبروك يا احلى عروس....
مهرة شدّت على يدها: الله يبارك فيك
ثم نظرت للصغير: حمادة عمري اخبارك؟
احمد الصغير اردفت : زين...
مهرة : حياتي...
فاطمة تحدثت: زوجي رجع من شغله ....وقلت إلا واجيك.....
مُهره : حبيبتي والله جيّتك هذي على عيني وراسي...
فاطمة : يسلم لي راسك يا الغالية...
مُهرة ابتسمت
لها وفاطمة نزلت لتستقر للجلوس
مُهره حينما نظرت لفاطمة لجارتها
تذكرت الموقف حينما نست المفاتيح وبقيت عندها إلى حين قدوم قصي
ابتسمت على هذه الذكرى....وهي تكرر الحمد على كل شيء!
.
.
.
في صالة الرجال......كان جالسًا متسمر كالخشبة خوفًا من ان يسقط العقال او الغترة
عزام اتى بجانبه : اووووخص عليك والله اصغر منا ....وسويتها.......
جسّار اتى من جانبه الايسر: لا تنسى بعد بصير أبو

عزام بهمس وبسخرية: قبل الدخلة!
جسّار مات ضحكًا
ولكزه قصي وهي يشد على اسنانه: جب انكتموا يا قليلين الادب......جب....
سيف اتى سلم على أخيه فقال: خير يأجوج ومأجوج.....قوموا شيكوا على العشاء.......

عزام : والله حافظين هالموال....ذكروني بعرسي ما سوي عشا عشان لا تسمعونه ....ها....
جسّار بضحكة: ههههههههههه ولا يهمك...
اتى هنا ناصر وسلّم على قصي وكذلك خالد
فقال بلا مقدمات لخالد وسعود الذي اتى متأخرا: هلا بالنسيب؟
وجه خالد امتلأ بالغرابة والتعجب
فضحك سيف بخفة
وقصي ابتسم
خالد: فاصل عقلك؟....من هالطق....
جسّار بهبل: لا اصبر ما بعد يحمّون الطيران......عشان تبدأ ليلتنا صح.....
قصي : انتبه تفشلنا برقصك اللي يلوّع الكبد
لم يرد عليه لأنّ
بندر اتى هنا وسلم على قصي وقطع حديثهم: منك المال ومنها العيال....
عزام سلم عليه: هلا بالنسيب...
سيف بضحكة: ههههههه عزام بلا سخافة.....
خالد تحدث: شفي اخوك مسطول؟
عزام: باذن الله بنصير نسايب....
ناصر ضحك هنا: هههههه قررت يعني ....؟
هز رأسه
بندر بدأ يستوعب: من بتاخذ؟
جسّار: اختك....
خالد بتفهي: نوف؟
قصي ضحك : هههههههه ياربي شكلك مرفوض عزام....

عزام ضحك: ههههههههههه والله هذا الواضح....
خالد بضحكة: ههههههه من جدّك؟
بندر ابتسم هنا: شاق الحلق....ونسايب....كأنه البنت قالت موافقة...اهجد ....اختي ما توافق على مجانين مثلك.....
جسّار: حاصل لها بس...
خالد رمق بنظرات: اخ فله .......اهجد...

سيف بجدية: أقول تحركوا بلا تجمع العرب تناظر....
بندر:من جدك عزام...
عزام بجدية: أي والله باذن الله امي بكلم خالي...
خالد ربت على كتفه: اللي مثلك ينشرا بماي الذهب....
عزام ابتسم: ما عليك زود يا النسيب...
ضحك جسّار: مصر نسيب...اصبر تقول رايها طيب....
سيف بجدية: حركوا يلا.......بينحط العشا...والشيخ بينزف....
قصي: طيب ابي اكل....
ناصر غمز له: مع زوجتك حبيبي...
سيف بضحكة خفيفة: نأجل الزفة يعني؟
قصي بانفعال: لا....
ماتوا ضحكً هنا على شكلك....
فقال جسّار وهو يغمز له: هدا اللعب خيو...
قصي كاد يضربه ولكن قال جسّار: حسبي الله عليك لا تفشلنا يا المرجوج....
ناصر ضحك: هههههههههه والله كلكم مشموخ عقلكم....
سيف أشار: يلا يلا....تعالوا...
.
.
.
بينما في زاوية أخرى كان أبا خالد يحدث أخيه .....
ابا ناصر اخبره عمّ حصل....واستبشر خيرًا.....واخبره انه سيعود بعد ثلاثة أيام
فقال أبا خالد : على كذا خلاص لرجعت نملك على بندر وشيخة.....حاس فيه هالمرجوج.....يبي يملك...
ضحك أبا ناصر بخفة: هههههههه اذا بنتي وافقة مع ليه....

بو خالد: الله يكتب لهم الي فيه الخير....ما طول عليك....بنزف قصي الحين....

أبا ناصر: مع السلامة وسلم على الكل
أبا خالد: الله يسلمك...
ثم اغلق الخط وبدأت مراسيم زفة قصي.....

وبقي يوسف في وحدته يفكر
سلطان لم كان في جامعته وهو في الشقة
اخذ يفكر كثيرًا من الواضح نور لن ترضى بقدومها إلى السعودية بهذه السهولة وهو لا يستطيع اجبارها على ذلك
وإلا ابتعدت عنه للأبد
.
.
.
عادت اليه ......لكي تُنهي المسألة من جذورها
تحدثت معه
مع وهي تقول
: مشعل .....رديت اهنيه عشان نتفق ونطلّق.....

مشعل بتنهد: دلال.....عن الينون....تراني راد من تعب.....الله يخليج....قصري الشر....وروحي عني....

دلال اعترضت طريقه، عقلها رافض فكرة البقاء معه....رافض وبشدة
تشعر انها غير مطمئنة للعيش مع بقية حياتها لذلك قالت
: مشعل ما اقدر والله اكمل معاك......
التفت مشعل
نظر لشكلها لذبول عينيها....لرجفة جسدها....
تحدث : ليششششششششش؟....شنو صاير ....ابي افهم.....ليش خذتي هالقرار....

لابد ان توجعه لابد ان تتجرّا وتنطق كلمتها التي نوت في القاها عليه
بينما هو استرسل : بعد هالعمر وهالعشرة.......وبعد ما عيالنا كبروا...وصاروا على وجه زواج....تبين تطلقين؟

دلال بكت
فصرخ: انااااااااااااااا مليت من موالج...ومن هالنكد.....مليت يا دلال والله ملّيت.....

دلال صرخت هنا بوجع: اناااااااااا خنتتتتتتتتتتتتتتتتتتك.......


توقف هنا......بلل شفتيه....ثم نظر لوجهها رمض عدّت مرات ثم ابتسم بسخرية....ثم عاد ينظر لها بوجه مكفهر حتى بها خافت من تغلّب احوالها في الثانية الواحدة
اقترب منها....وبشكل لم تتوقعه اكلمها كف حتى بها كادت تسقط ولكن جرها من طرف بدلتها لتصبح ما بين يديه انكمشت حول نفسها واخذ يهزها
بعنف وهو يتحدث بقهرررر: انتيييييييييييي مينونة تقولين لي جذه؟........ظنّج بطلقج يوم تجذبين بهالجذبة .........خلاص دلال واضح ينيتي انتي ما فيج عقل.......انقلعي فوق غرفتج......لا اجرم فيج والله.....

خافت لم تستطع ان تردف كلمة واحدة بكت......ثم قالت بعد ان دفعها وتصطدم بالجدار : طلققققققققققققققني تكفى.......

مشعل أشار لها: جهزي نفسج...من بكرا بروح عن دكتور نفساني...يشوف لج صرفة....

صرخت هنا دلال: انا مو مينونة.....

مشعل شد على شعره بقوة: خلااااااااااااص انا المينون هاااااااااااا انا.......
ثم ركض على عتبات الدرج ليتركها في معمعة الصراخ والبكاء والانهيار
دلال لم تعد القوية ....ولم تعد ذات الهيبة والشخصية
الذكريات اكلت ما تبقى منها من حياة....من مشاعر واحاسيس....بكت....إلى ان انفتح الباب ودخلت ابنتها لولوة
التي ركضت اليها
: يمه شفيج....
دلال ببكاء: خليه يطلقني يا لولوة خليه يطلقني ...
لولوة رقّ قلبها على والدتها احتضنتها: يمه الله يهديج ......ليش تبين الطلاق...
دلال أسندت
رأسها على صدر ابنتها وبكت: تعبت انا تعبت....
لولوة : خلاص يمه هدي قومي معاي قومي....
ثم ساعدتها على النهوض لتتجه بها لغرفتها وهي تبكي بصوت وانين موجع.....جعلت ابنتها تبكي معها خوفًا
سألتها: يمه تعبانه؟
لم تجيبها.....قرّبتها من السرير ...حتى استلقت وأغلقت باب الغرفة واخذت تنظر لها بحيرة وهي تكرر: يمه شفيج؟

دلال اغمضت عينيها ...لتهرب من الواقع بالنوم...لتهرب ....من صورة ايلاف...وجورج.....والآلام...ما تشعر به يؤلمها وبشدة.....شدّت على اللحاف....وسكنت أنفاسها بعد نصف ساعة لتغط في نوم ...وتترك الظنون والشكوك في نفوس من حولها!




.
.
الحياة.....تارة تُبكينا...تارة تُسعدنا ...وتارة تُلهينا
وتارة تُجبرنا على ما لا نريده...... هي معادلة منطقية
وفي بعض الحين تتجلّى في اللامنطقية.....ولكن نتقبلها
ونتعايش معها
بالإجبار وفي بعض الحين بالتقبل التدريجي
لا شيء يأتي بسهولة ....ولكن ربما جميع الأشياء تتبدل وتتغير وتتلاشى بمنتهى السهولة....
كتبدل الكره بالحُب.....ربما هذا امرٌ مستحيل
ولكن هذا ما حصل معها....

احبته....تشعر انها محظوظة حينما اجتمعت معه تحت سقفٍ واحد
مضت الثلاث الأيام معه كـ سرعت البرق مليئة بالدفيء والحُب
والطمأنينة....مليئة بالهدوء والراحة

جلست من نومها....وهي ترتدي ملبسًا يُبرز بطنها الصغير قليلًا
تحدثت بحب: قصي.....قوم......بسّك نوم الساعة عشر....

قصي مخبأ رأسه تحت الوسادة: تو الناس....والله بدري....
مُهره : بدري من عمرك حبيبي....
حينما قالت حبيبي....التفت بشكل سريع ونهض من السرير حتى بها ضحكت
فقال: عديها بالله...
مُهره خجلت لتردف: قوم اليوم ابي اروح المستشفى....
قصي بخوف: ليش شفيك....؟
مُهره بتلاعب: توقّع شفيني؟
قصي : مهروووووووه
مهره ضحكت هنا لتقول: ما تبي تعرف جنس الجنين
قصي بتذكر ضرب بيده على جبهته: الا...قومي قومي....
ضحكت مرةً أخرى : هههههههه بشويش طيب....
قصي نهض راكضًا لناحية الخلاء وهي نهضت لتسحب الورقة من الدولاب...
لو يعلم انّ النتيجة بيدها ...لخنقها.....
ضحكت من جديد على شكله وحماسه......لم تأخذ ست دقائق حتى به خرج
: يلا....

مُهره اقتربت منه وقالت: قصي انت بوعيك؟
قصي نظر لها بابتسامة بلهاء: هاااا.....
مُهره : متى اخر موعد كان لي...
قصي بتفكير: قبل زواجنا بيوم
مُهره مستمرة بالتلاعب: ورحت مع من المستشفى؟

قصي : مهروووووه شفيك روحي جهزي بلا اسالة الغباء ذي....
مُهره بضحكة: هههههههههههه تكفى جاوب
قصي: مع عمك...
رفعت له صورة صغيرة مربعة الشكل ملوّنه
قصي سحبه من يدها فقال : شنو ذا؟
مُهره بضحكة: ولدك ...
قصي عقد حاجبه واخذ يدقق في النظر ثم استوعب ليقول: حللللللللللللللللفي.....مُه� �ه : ههههههههههه واضح لسى خلايا عقلك نايمة...
قصي ضحك ثم احتضنها بقوة وهو يقول: ليششششش ما قلتي لي ....

مُهره : حبيت اسوي لك مفاجآة...
قصي بتفكير: بالله أي شهر انتي؟....كيف يتحدد؟

مُهره ماتت ضحك لأنها هي الأخرى كانت تظن انها في الشهر الثاني
ولكن حسبتها كانت خطأ .....والطبيبة الخاصة فيها في اخر زيارة لها صُعقت انها لم تعرف بأي شي
حتى مهره اخبرتها انها هي المخطئة لم تخبرها
ولكن في الواقع قد اخبرتها ولكن مُهره لم يكن عقلها معها

ضحكت وأشارت له: دخلت الرابع ....

قصي بفجعة: وبطنك كذا....
مُهره : ههههههههههه احسن صغير...شتبي يصير مترين قدام....
قصي : ههههههههه والله صادقة لم قالت لي انك ما تعرفين شي....شلون نراجع مع الدكتورة ولا قد سالتيها انتي باي شهر....

مُهره انحرجت وبتبرير: والله ماذكر قالت لي...يمكن قالت بس انا حسبت غلط.......وانتي بعد شلون ما تنتبه لاوراقي.....
قصي بضحك: هههههههههه واضح احنا الاثنين مفهين...
ثم اقترب منها وقبّل كفيها: مو مهم...عاد.....المهم بصير أبو بعد خمس شهور...
خجلت الجازي هنا: وانا ام...
قصي: احلى ام والله.....
مُهره بهدوء: وش بسميه....
قصي بتفكير : امممممم.....مادري سميه انتي
مُهره دون تفكير: صالح....
ابتسم كان يعلم انها ستردف باسم والدها لذلك لم يرد ان يغلق الباب في وجهها من هذا الطريق
ابتسم وحضنها وهو يردف : فديت صالح وامه...
ارخت مهره رأسها على كتفه
وهمست بطمأنينة حبهما: وخلي لنا ابوه
.
.
.
الحُب من طرف واحد....مزعج...ومُربك......ويؤو� � بنا بالانعزال اللامنتهي
حقًّا لا تشعر بأي مشاعر لناحيته....تشعر انّ قتل روحها....وعقلها وجسدها...
مُنذ ان أتت هنا هي تنام في غرفة والآخر في غرفة....
يحاول ان يكسر صمتهما....حاجزهما ...بحديث...بكلمة...بفعل بسيط...ولكن عجز....
يشعر انّ فعلًا الجازي التي كانت تتودد اليه بخجلها.....بحياؤها آنذاك
توفيت!
لم يعد قادر على كبح مشاعره لناحيتها...ولم يعد قادر على تقبل هذا البرود...هذه النظرات التي تقتله....
قبّل ابنه الصغير ووضعه في سريره
هي كانت المطبخ ......وهو دخل لغرفتها دون ان تلحظ...سمع
صوتها قادمة ...اخذ نفس عميق وكتمه بداخلها ونهض
دخلت وعندما رأته قالت: نام....
هز رأسه....
وهي دخلت ووضعت (رضاعة) ابنها على الكومدينة....
كانت تنتظر سيف ليخرج وهي الأخرى تستلقي قليلًا فهي لم تنم جيّدًا بسبب ارتفاع درجة حرارته
لم يفعل.....
بقي واقفًا
فقالت: سيف....معليش ..بنام....
اقترب منها .....ينجذب اليها ....بندم...وبحب...وباشتياق
تحدث بهمس يرعب قلبها : ماقدر؟
الجازي تفهمه.....ولكن لا تريد ان تجيبه
تحدثت: وش اللي ما تقدر....
اقترب اكثر وكانت ستهرب منه خطوة للوراء ولكن امسك كتفها
فقال: مشتاق لك....
حكّت جبينها ، فهمت رغبته....فهمت شعوره ....ولكن الى الآن هي غير مستعدة ان تكون قريبة منه
هي خائفة من ان يجرحها ...لذلك ستبتعد
: يكفي ...عاقبتني شهور...الجازي شهور....

الجازي نظرت لعينيه: انا ما عاقبتك يا سيف.....هي الأوضاع صارت كذا....انا ما خططت اني اعاقبك أصلا....
سيف هم باحتضانها ولكن ابتعدت
وهي ترتجف: تكفى.....سيف اطلع....

سيف نظر إليها لاضطراب تنفسها ....لرجفتها.....حولها الى شخص ضعيف متردد وخائفة وقلق....ماذا فعلت يا سيف بها؟ ماذا فعلت؟
ازدرد ريقه .....ونظر لها كيف تتردد في خطواتها لتعبر من جانبه...امسكها من جديد واغمضت عينيها
كانت ستتحدث ولكن احتضنها وقطع الحديث
شدّت على قبضة يدها
لا تريد ان تتنازل الآن.....هي غير مستعدة....هي تظن انها بحاجة للتفكير وإعادة النظر في الامر من جديد
ولكن هذا الامر يُبعدها من سيف لا يقربها
وسيف هيهات لن يبتعد بعد الآن
بكت بدموع وهي تهمس: سيف
تحدث بندم وعتاب وهي يشد عليها : احبك.....
ارتجفت شفتيها ....لا تحبذ رؤيته ضعيف ولكن لا تريد قربه
رفعت يديها في الهواء هل تبادله هذا الشعور؟
لا
هل تطبطب عليه
لتحاول
طبطبت على ظهره وهي تتنفس بعمق
وتطلبه من جديد: عطني وقت اكثر....

سيف شد عليها اكثر: لا تبتعدين يا الجازي....تكفين....اشوي .....محتاج لحضنك....محتاج لك.....كثير...
ازدردت ريقها....
بكت بدموع......ضعف الرجال....مخيف.....مُرعب...وهي لا تحبذه...ابدًا....ستحاول ان تتقبله....ستحاول الا تكسره بكلمات....لا تريد هذا الضعف...ولا تريد هذه اللهفة....ستغيّر من الحدود والحواجز.....ستحاول ان تنسى الجروح...ومسببها...ستحاول ان تعيش ليس من اجل عبد لله فقط ...بل من اجلها ايضًا....ستحاول.....
طبطبت على ظهره لتهمس: آسفة....اضعفتك....

همس هو الآخر: وآسف اني جرحتك......
الجازي شدّت عليه اكثر وبكت بصوت هنا....وسيف شد عليها وكأنه يقدم لها اعتذاره
بكى بلا صوت وبكت بصوت
كلّا منهما فهم وجع الآخر بهذا الحضن
وهي ايقنت انّ البُعد والعيش معه......شيء لن يقدم من علاقتهما بشيء....عليها ان تعطي نفسها فرصة ذهبية أخرى....وإن رفضها....هنا تستطيع ان تنسحب .....ولكن ترجو الا يحدث هذا الامر مطلقا
بينما سيف من المستحيل ان يتركها مرةً أخرى
ابتعد
قبّل جبينها ثم خرج من الغرفة
ليترك بها اثر ......اثر للنظر للأمور من جديد!
تنهدت ثم ذهبت لناحية ابنها لتمسح دموعه
وتقول: انا لك يا سيف لك!
.
.
.
احتضنتها....اصبحت لها كالاخت.....كالأم....كالمرشدة... .امسكت بيدها واخرجتها من قيعان التفكير المظلم....اخرجتها قبل أن تُصبح أنانية مثلهم
يعز عليها ان تفارقها الآن....ولكن هي فرحه من اجلها....فرحه من ....أجل سعادتها......قبّلت خديها...وجبينها......ابتسمت في وجهها
لتردف: لوصلتي دقي علي....طيب.....
طارق كان ينظر لهما.....تعجبه علاقة الاخوّة التي تربطهما
يعجبه تمسكهما ببعضهما البعض.....
اردفت :ان شاء الله
نظرت نور لطارق: هالله هالله فيها....ما اوصيك عليها....

طارق ابتسم وطوّق كف ايلاف بكفه: لا تحاتين ايلاف بعيوني....
ايلاف ابتسمت لها: لا تحاتيني نور.....
نور بتذكير: لا تنسين اتصلي على امك.....طيب...
هزت رأسها
وتقدم هنا امير ليصافح طارق: تروحون وترجعون بالسلامة.......
طارق ابتسم على مضض: الله يسلمك
ايلاف انحنت لسندرا قبلّت خدها وهي تقول: ديري بالج على ماما...
سندر هزت رأسها وحضنت ايلاف لتقول: لا تنسين جيبي لي لعبة...
ايلاف ابتسمت هنا: من عيوني...
نور احتضنت ايلاف من جديد ثم
قالت: حافظك ربي...
ايلاف ابتسمت لها ثم مشا عنهما ببطء
مشت مع طارق.....لتنعم بحياة جديدة......لتهرب من حقيقتها بلا وعي.......ذهبت مع ذلك الشخص الذي احبها واحبته تركت وراؤها حصة مشاري
رغبتهما في التخلّي عنها زادت من حبها لطارق...هي الآن تجد فيه الحياة
هي الآن سعيدة لا تريد سواه
احتضنت كفه.......وشكرت الله على نعمة تواجده في حياتها
بينما طارق
عدم معرفتها بالحقيقة افضل
ستهدم كيانها الحقائق...وستجعلها نسخة من نور...هو لا يريد ذلك...سيحاول ان يبعدها عن ضوضاء هذه الحقائق....لينعما براحة وسكينة.....بعد عودتهما من شهر العسل .....وعدها بان يزورا والدته .....وهي تحمست للأمر.....قبّل رأسها وقرّبها الى جانبه الى ان اصبحا على متن الطائرة ليذهبا بحُب لرؤية حياتهما الجديدة
والمليئة بمشاعرهما الحقيقية
.
.
بينما مُراد....كان هو واخيه على متن الطائرة....ينظر للأرض وللناس والمباني كيف بدأت تضمحل كلما زاد ارتفاعهما في السماء
ترك نور.....وترك ابنته أمانة عندها.....يعلم نور لن تستطع العودة للسعودية حينما يعود سيجدها.....وسيرى ابنته......او حتى لو عادت...لن تحرمه منها هو يثق بكلامها....ولكن يتمنّى لو تعود اليه...بحبها......ليمتزج بحبه لها....الحُب المتأخر الذي شعر به الآن....يمزقه بندم......لن ينسى انّ أخيه له يد في ذلك....ولكن لا يستطيع ان يلومه...ولا حتى يصرخ في وجهه.....نظر لأخيه الذي يحاول ان يغفى قليلًا ......ولكن رآه يحدّق في صورة ابنته ايلاف......رحم حاله.....ولكن من المستحيل ان يبادر في تقريب اوصال هذه الأبوّة....ايلاف لا تستحق ان تعيش في ازمة حقائق الماضي.......يعلم هذا الأمر مؤلم....ولكن ليس بيده شيء.......على أخيه ان يتقبل هذا الامر....وإلا سيحرق ابنته وسيدفنها ...لو ثقب كيس الحقائق.......ايلاف ليست قوية كـ نور.....ضعيفة.....للغاية.....إن عرفت لن تبقى على الحياة

وعليهما ان يبتعدا .....يبتعدا لكي لا يسببا المشاكل
سيساعد أخيه على العلاج.....ولكن لن يقربه من ابنته ابدًا!
.
.
.
مسك امير بسندرا....واحتضن بيده اليسرى نور
تحدث: راح تروحي له؟
هزت رأسها وهي تقول: بروح اشوفه....الليلة بيمشي....
أمير بتنهد: ما راح تروحي معه؟
نور بغصة: ما اقدر....احس مو مستعدة لهالشي....
أمير : بدّك ياني روح معك؟
هزت رأسها: لا.....
طبطب على ظهرها: خليني اوصلكم بعدين راح ارجع على الشقة...
هزت رأسها
وركبت معه السيارة
اخذت قرارها...لن تعود إلى السعودية الآن....هي ليست على استعداد تام لمواجهة عائلة كاملة....وفي الواقع هي لا تشعر انها تنتمي لذلك الوطن....تشعر انها اطمأنت هنا...لا تريد ان تزعزع امنها...ستكمل دراستها......ستعطي نفسها فرصة من تقبل كل الأشياء ثم....ستهذب هناك للزيارات فقط......

في خلال الثلاث أيام جبرت نفسها على التردد على زيارة يوسف...تريد ان تشعر بأبوّته...تريد ان تخفف من حمله.....
تواجهت ذات يوم مع سلطان.....واجبرها على الاستماع له
وفهمت وضع يوسف الصحي
وخفق قلبها
تشعر انّ نصف قلبها معلق بأمير...والنصف الآخر مجبور بالتعلق بيوسف
لا تريد ان تخسر احدهما
تريد تواجدهما في حياته رغم انهما سببا لها جراحات ثقيلة
ولكن تواجدهما مهم!

مسحت على شعر ابنتها....لن تنسى فرحته حينما رأى حفيدته لن تنسى ابدًا.....
لن تنسى فرحته حينما تأتي الى الشقة تجلس معه
يخبرها عن شيخة (الدلوعة)
وسعود المحب للمغامرات
وناصر العصبية
وتذكرت صفعته لها.....ولكن تفهمت الوضع....الآن وادركت ثقل ان يكون لك أخت تعيش في وحل هذا الانفتاح الغربي المخيف المزعزع والبعيد عن الدين......تفهمت كل شيء ....ولكن قبول الأشياء لا يأتي دفعة واحدة.....

اخذت تفكر كيف تخبره انها تريد ان يبقى معها....وتعلم سيقول لماذا لا تأتين معي؟
لا تريد ان تجرحه وتقول
لم يشفى جرحي منك
واشعر بالغربة معك
لا تريد
تشعر بالتناقض
ولكن تناقض مرحب به
وجميل
أوقف السيارة امير تحت عمارتهم
تحدث: نور وصلنا....
نور التفت عليه
ثم قالت: باليل برجع...
هز رأسه بتفهم ...
قبلّت كف يده ثم نزلت
ونظر لها...لتغيرها...لتقبلها له وتعلّقها فيه....يشعرانها تراه والدها الحقيقي...ولكن دوما ما يذكرها بيوسف...لا يريد ان يصبح انانيًا اكثر...ولكن بطرق تليّن فيها قلبها على يوسف...تنهد....حارب والده
عمه.....جميع عائلته ليظفر بديانا.....ونجح...ولكن النتائج أتت بعد سنوات بثقلها....كان شاب في ريعان شبابه....به حُب متأجج....يدفعه لارتكاب الحماقات....يدفعه بأن يكون انانيًا.....
ماذا نتج عن هذه الأنانية
انتحار
وظلم
وخوف!
هز رأسه بندم
ثم قال: الله يسامحني
.
.
.
بينما نور طرقت باب الشقة
فتح لها سلطان والقى السلام
ثم انحنى وحمل ابنتها وقبلها: اخبارك سندرا

سندرا بخجل منه: بخير....
سلطان تحدث : جبت لك حلوات كثير...
نور ابتسمت هنا...
سندرا بسعادة: وينهم؟
سلطان انزلها على الأرض: الحين اجيبهم
فقالت نور: وين ابوي؟
سلطان نظر لها ثم شتت ناظريه بهدوء: بالغرفة....
بينما هو ذهب لناحية الطاولة سحب كيسة الحلوات
واعطاها سندرا: خذي...
سندرا بفرح: الله كثير....
نور : بس ما ناكلهم كلهم في يوم واحد
سلطان ابتسم لسندرا: صحيح كل يوم بس وحده
هزت سندرا بالموافقة
ثم قال سلطان: انا رايح الجامعة....
هزت نور رأسها بينما هو خرج واغلق الباب
وتوجهت للباب سمعت صوت والدها يضحك وابتسمت
طرق الباب
وسمعته : سلطان يابوك بجي...
ثم قال: شيخوه عن الهبل سكري بس..عاد..
نور هنا فتحت الباب
عندما فهمت انه يحادث اختها
أخرجت رأسها لتقول: ادخل؟

فز قلبه وهو ممسك بهاتفه فقال: تعالي تعالي...
ثم حدث شيخة: اختك نورة جات...

شيخة ودّت لو تراها ...بها شعور ....مختلف....ومخيف....من ان يكون لها اخت........
سعود فجأة سحب الهاتف من اخته فقال: وينها؟
ضحك ناصر الجالس بالقرب من والدته التي تشرب الشاهي: بشويش كسرت اختك...
شيخة قرصت فخذ سعود: هات الجوال
يوسف تحدث: ترا بسكر على هالازعاج.....
نور اقتربت منه قبلت رأسه
وكذلك سندرا التي قالت: جدو من تكلم؟
سعود سمع صوتها: يبه هذي بنتها؟
سحب يوسف سندرا على رجليه ووضع الهاتف امامها: أي شوفها
صرخت هنا شيخة لتسحب الهاتف: ابييييييييييي اشوف

ام ناصر : شيخه عن الجنان...
ناصر : والله بقوم اكسر الجوال....
ضحك يوسف وهو يقول: بشويش على شيخة وراها ملكة ....وزواج....لا يعصب علينا بندر...
شيخة تلوّن وجهها فقالت ام ناصر بصوت عالٍ: ليتك قايل كذا من البداية عشان تهجد
ضحك يوسف وضحكت نور..بخفة....وهي تفرّك بيديها بقوة
سعود اردف عندما نظر سندرا: ما شاء الله ...الله يحفظها

شيخة أتت بالقرب منه ونظر اليها: عمري....ام خدود....حبيبتي....يبه تعرف عربي؟

ناصر (شرَق) في الشاهي ومات ضحكًا
وطبطبت على ظهره والدته وهي تضحك الأخرى
وسعود اردف: فشلتنا...هههههههههههههههه... ..

نور ضحكت لكلمة شيخة ....
بينما قال يوسف: ههههههههه أي....
سندرا نظرت له: جدو مين ذول؟
شيخة بهبل: اروح وطي على هالكلمة....
سعود ضرب على رأسها
فقال يوسف: هذا عمو سعود....وهذي عمتو شيخة

شيخة : يبه وش عمو وعمتو......سندرا انا يور انكل....
ناصر بضحك: ههههههههههههههههههههههههه موتي ام اللغة وش انكل.....
سعود: هههههههههههههه لا فالحة لا في دراسة ولا غيره....
شيخة بعصبية: كل تبن...
أبو ناصر: شيخهههه
شيخة : لبيههههههههههه اسفه اسفه...


ثم قال بجدية: نور شوفي اختك الهبلة وهذا اخوك سعود...
ثم ناولها الهاتف
شعرت بالخوف من ان تراهم وتجعلهم يرونها...تشعر بالتوتر
ولكن سحبته ثم قالت: هلا...
شيخة بهدوء: اخبارك نورة...
هي ليست نورة
تقسم انها ليست نورة ولكن قالت: بخير انتي اخبارك؟

نور : الحمد لله....ثم قالت اخبارك سعود؟
سعود تنحنح ثم قال: بخير....
اقترب منها والدها فقال: يلا سكروا...بجلس مع بنتي...بكرا انا عندكم باذن الله...
سعود بتفهم: طيب يبه....مع السلامة ودير بالك على نفسك....
يوسف : سلم على الكل....
ثم اغلق الخط ونظر لأبنته
وقبل حفيده من وجنتيها
فقال: اخبارك يبه اليوم

خائفة من عودتها ....للسعودية....خائفة من نفسها.....خائفة من كل شيء....
هزت رأسها
فقالت بصوت تكبت فيه بكاؤها: الليلة بتمشي؟

لا يدري كيف يفهمها...يشعر انها تريده ولا تريده .....يشعر انها مذبذبة ومضطربة.....طبطب على ظهرها
: تعالي معي....

نور بلا وعي: اوعدك الشهر الجاي .....ازورك هناك.....
ابتسم لها ......تحدث : يبه نورة....الليلة برجع....بس طمني قلبي لا روح.....سامحتيني....؟

سكتت لا تدري ....هل سامحتهُ
هل غفرت له الذنب الذي جعلها تتجرّع مرارة احداث اخلّت باتزانها....هل تكذب انها سامحته ليجعله يطمأن
وتجعل قلبها ينفر بقهر منها؟
ماذا تفعل...
هزت رأسها بنعم....
فقال: يا نورة...يعلم الله انه الوجع اللي ذقته وقتها......نحرني.......
ثم تنهد ليكمل: حبيت امك حب لا يعلم به الا الله.....حطيتها وسط قلبي وخليتها تتربّع بداخلها....بس شصار؟....جزاتني بهالجزا.......وقتلتني...

نور بكت بدموع هنا
فقال متوجع: حاولت أني ما اصدق هالشي ....عجزت .....صار ياكلني ....الغيرة......خوفي على شرف عيلتي......كل شي خلاني مجنون......رميتها وطردتها.......لقيتها محتمية بأمير.....وتجي تهددني ......وش تبيني اسوي وقتها....؟

بكت اكثر .....هل الآن يبرر تخليه عنها
هل يشرح شعوره ؟
اكمل: هددوني ....وانا في قمة غضبي....كنت راح ارتكب جريمة....بس تذكرت شيخة....سعود ...ناصر....منيرة........لين شفت نفسي مستسلم ...لهم....قالت تبيك...ما رفضت........كنت بس ابيها تبعد .....
نور بغصة: ليش ما سالت عني طيب؟

يوسف بعنين محمرتين: مادري...كنت مشتت ......كنت خايف......من سالفة انك مانتي بنتي.....كنت خايفة اكتشف العكس رغم كنت اؤمن بهالشي....انتي بنتي.....بس

وشد على كفي يديها: بس كنت جبان ....جبان يا نورة....
سندرا نظرت لهما: ليه تبكون؟

نور نظرت لوالدها مسحت دموعها سريعًا تحدثت
: لالا ما نبكي
يوسف مراعاة للطفلة نهض وقطع الحديث: ما نبكي....نطلع نروح للألعاب....
: سندرا نهضت هنا: أي أي جدو...
نور ابتسمت وسط احمرارا عينيها قالتك سندرا ماما روحي الصالة.....اشوي وبنجي

سندرا هزت رأسها وركضت وهي تقول: لا تتاخرون نبي الألعاب...
ابتسمت لها
اما نور نهضت ووقفت أمامه ، قلبها مضطرب
تحدثت حشرجة: لرجعت السعودية تكفى لا تنساني....

يوسف ابتسم لها طوّق وجهها بيديه: اموت ولا انساك يا بنتي......انتي قطعة مني...كيف انساك...كيف؟

كانت تود لو تقول (انت نسيتني سنين ....اخاف تنساني عمر )
ولكن لم تجرؤ على نطقها
فقال: انتي وعديني ترجعين لي....
نور هزت رأسها وهي تبكي: اوعدك ....اوعدك.....

أبا ناصر طبطب على اكتافها: وانا انتظرك....

نور اقتربت منه اكثر....حقًّا هي لا تريد عودته لا تريد ان تعيش بعيدًا عنه وعن امير...تريد ان تعيش بقربهما

وبقربه هو ......تريد ان تعوضّ الثلاثة عشر سنة الماضية....تريد ان تُمحي عن ذاكرتها .....جميع ما حدث
هي على غير استعداد من ذهابه
للتو ذهبت ايلاف
لا تريد ان يذهب......للتو وبخّت ماكس على رغبته بالزواج منها.....لم يبقى لها احد!

سيبقى امير....بوجعه...بحزنه.....بحنان ه.....وستبقى الذكريات خالدة في ذاكرته
هي تريد حياة أخرى
بجانبه
تريد ان يعوضها قبل ان يعود
تريد ان
لم تتحمل احتضنته وبكت
وشد عليها
وهي تكرر: تكفى لا تروح......اخاف تنساني....يبه......اخاف تنساني....
بكى هو الاخر: والله ما انساك.....والله.........

نور دفنت وجهها في كتفه: احضني يبه....ابي حنانك....ابي الوطن اللي فارقته من سنين......ابي هدوء....ابي تمسح من ذاكرتي.....كل شي.....خبيني في صدرك يبه......خبيني ما ابي اذكر شي ما ابي...
خشي عليها هنا ....وارتجف
قلبه شد عليها اكثر
لتكمل: لا تشوف عيالك وتنساني....تكفى يبه....حطني على بالك.....تذكرني....انا مستحيل انساك....بس انت لا تنساني....

تتخبط في الحديث وجسدها تزداد رجفته
ابعدها عنه قبّل جبينها
تحدث بهدوء ليبث السكينة في قلبها قال: ما فيه أبو ينسى ضناه.....ما نسيته طولة هالسنين يا نورة والله ما نسيتك....

احتضنته من جديد واحتضنها .....ورق قلبه عليها....خشي عليها ان تنهار وتتعاكس للوراء

بينما هي
الحُب
الحُضن
والدفيء
وجدتهما
هنا ما بين ثنايا صدره....وجدت وطنها...وجدت ارض غير ارضها الجدباء.....خضعت ....للشعور....للطمأنينة .....خضعت للاشتياق...بضياع وتخبط.....وخوف.....الجرح هنا....والدواء هنا......والذكريات الثقيلة......تقبلتهم.....تثبّت به.......لتتبعثر كل الأشياء....وتعود نورة....تعود وتنسلخ من كونها نور.....العاصية.....الغاضبة....ا لكارهة....تثبّت به لتزرع جذورها في الوطن الذي لفظها .....نثرت بذور الخوف ....واثبات الهوية....همست له برجاء
: لا تتركني يبه

بكى هو الآخر....وايقن انها عادت وتنازلت عن التهرب من شعورها......وان شعر انها تشعره انه غريب هناك....جزء بداخلها يرفض هذا الشعور وربه قتله الآن كان يؤمن انها ستعود لكونها نورة ابنت يوسف الناصي
وها هي عادت

سمعوا سندرا: تأخرتوااااااااااااااااااا اا


ابتعد هنا يوسف : يبه مسحي دموعك عشان بنتك....
هزت رأسها.....وتشبثّت به....خرجا معًا من الغرفة وحمل يوسف سندرا وامسك بيد ابنته وخرجا من الشقة

لا يريد ان يترك نور....هنا...لا يريد ان يجلسا هنا ويبكيا الى ان يحل الليل ويذهب للمطار....يريد ان تعود لرشدها...يريد ان يغيّر من نفسيتها يريد ام يفهمها انّه لن يتخلّى عنها مجددًا
قبّل رأسها وقربها اليه
وهي حضنت كفه
وحضنت ايامها الكئيبة وابعدتها عن عقلها الآن
تريد ان تحضا بدفئه.....بتذكر اجمل الأيام التي قضتها مع....ستتقبل كل شيء
ستعود بعد شهر إليه....ستبقى هناك لمدة شهر وستعود لأمير
لن تتخلّى عن امير
لن تُبعد ابنتها عن والدها وإن كان سببا في وجعها...فشعور البنت بالقرب من والدها شعور مهم ....يصقلها يثبّت جذورها....تستند عليه ان كثرت اوجاعها....ستبقى بحاجة اليه وإن اوجعها...وسيبقى هو والدها وإن تخلّى عنها في لحظة غضب
لا احد ينكر قرابة الثاني منهما ...شدّت على يديه
وقبلّت كتفه ...نظر اليها بحنان
ونظرت للأمام بتفاؤل من الأيام الجميلة القادمة
تنهدت وهي تهمس شاكرة الله على هذه اللحظة
رغم انها تعلم ما زالت مذبذبة وضائعة قليلا
ولكن شعور انّ هناك بداخلها جزء يريد بقاؤه
اثبتت لها انّها ما زالت نورة
وانتهت رحلة نور وكآبتها
وبدأت رحلة نورة وسعادتها.
.
.
.
تمت بحمد الله
بداية كتابتها : 2\5\2019
ختامها: 13\3\2020







شعور مخيف....متلوّن ما بين التردد والاقبال


ولكن لا تتم البدايات إلا بالنهايات

.
.
.

شعوري لا يوصف
حقًّا هفوات مختلفة بالنسبة لي

لم يكن ختمها سهلًا ابدًا

توقفت كثيرًا في مشاهد.....


خشيةً من انهاؤها!!!

راح اشتاق
لنور

ويوسف
وامير
نوف
شيخة
الجازي
الجميع
الجميع بلا استثناء
حتى جورج


.
.
.
ساشتياق لكم جميعًا
لردودكم

وتفاعلكم

اتمنى روايتي هذه تترك اثرا اجابيا في نفوسكم

اتمنى قدرت اوصل الفكرة بالشكل المطلوب وان لم تكن بالشكل المثالي!

اشكركم جميعًا بلا استثناء

اشكر كل من تابعني هنا او خلف الكواليس

اشكر كل من صديقاتي

فطوم.ه
فطوم.ع

شكرا لكم يا اجمل صدقتين
جدًا يسعدني تناقشكم معي حول الاحداث
وجدًا تسعدني ردات فعلكم


شكرا للجميع


محبتكم

شتات الكون

(زينب)









حسابي بالانستا والخاص للرواية :
lifelove1417


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-20, 12:50 PM   #65

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-20, 12:51 PM   #66

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 04:20 PM   #67

النصرة

? العضوٌ??? » 472733
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » النصرة is on a distinguished road
افتراضي

روورررررروووووعةً

النصرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-23, 12:42 AM   #68

توتووووووووووووت

? العضوٌ??? » 487145
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 206
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » توتووووووووووووت is on a distinguished road
افتراضي

روعه روعه روعه جددددددا

توتووووووووووووت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.