آخر 10 مشاركات
1183 - كبرياء متشرد - د.ن ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1182 - وجهك وضوء القمر ( عدد جديد ) - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          مُعَلقّة بـ أسّتَار السّمَاءْ~ (3) *مميزة & مكتملة* سلسلة البَتلَاتْ الموءوُدة. (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          47 - تسرقين العمر - آن هامبسون (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          001- بعد كل هذا الحب - دار الكتاب العربي- حصرية لروايتي فقط ((كتابة& ورابط التحميل )) (الكاتـب : اسفة - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-19, 10:29 PM   #151

رنا رسلان

قاصة هالوين


? العضوٌ??? » 304310
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,154
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي


#مفيش اصعب من انك تفقد سندك اهلك في يوم والاصعب تعرف معني الموت وتشوفه قدامك زي حال وجد اللي اصبحت يتيمة بعدما فقدت والديها بسبب غرق السفينة ورغم معاملة زوجه عمها وابنها ضياء المتحرش ودارين الحقود الا انها لم تستسلم ومازالت متفائله خيرا
#تعمل من اجل دراستها ويصبرها صديقتها وتوأمها الروحي لمياء وشذي
#لمياء تعاني من اب ديوث عديم الرجوله وزوجه اب قاسية حسبي الله ونعم الوكيل فيهم مش عارفه انها كما تدين تدان وان ده ممكن يترد لها في اولادها
#وكله كوم ضربه لها عشان تركت العمل ولولا سرعة بديهتها كان تم الاعتداء عليها من مديرها
#انقاذ الجاره لها ووجدت لها عمل في مطعم ابن اخيها مش عارفه انا حاسه انه الشخص اللي اصبحت تعشقه وتراقبه في القطار
ويبدو هو الاخر معجب بيها
#بس انا حاسه ان مديرها مش هيسبها في حالها ومعاها دليل ادانته فهيحاول يأذيها
#اما دارين الحقود تتمني رجلا لا يجري ورائها وانما هي من تجري ورائه
امنيتها هتحقق قريب وهيكون الدكتور احمد اللي ادعي انقاذها وديه كانت خطة منه لينتقم منها ويربيها لانها السبب فيما حدث لاسعد
#نديم لا يريد زواج عادي يريد عشق ورغم الحاح والدته عليه للزواج وانقاذه لوجد من الموت
اما وجد لم تتذكره




رنا رسلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 07:28 AM   #152

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 12:23 PM   #153

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedman2010 مشاهدة المشاركة
#مفيش اصعب من انك تفقد سندك اهلك في يوم والاصعب تعرف معني الموت وتشوفه قدامك زي حال وجد اللي اصبحت يتيمة بعدما فقدت والديها بسبب غرق السفينة ورغم معاملة زوجه عمها وابنها ضياء المتحرش ودارين الحقود الا انها لم تستسلم ومازالت متفائله خيرا
#تعمل من اجل دراستها ويصبرها صديقتها وتوأمها الروحي لمياء وشذي
#لمياء تعاني من اب ديوث عديم الرجوله وزوجه اب قاسية حسبي الله ونعم الوكيل فيهم مش عارفه انها كما تدين تدان وان ده ممكن يترد لها في اولادها
#وكله كوم ضربه لها عشان تركت العمل ولولا سرعة بديهتها كان تم الاعتداء عليها من مديرها
#انقاذ الجاره لها ووجدت لها عمل في مطعم ابن اخيها مش عارفه انا حاسه انه الشخص اللي اصبحت تعشقه وتراقبه في القطار
ويبدو هو الاخر معجب بيها
#بس انا حاسه ان مديرها مش هيسبها في حالها ومعاها دليل ادانته فهيحاول يأذيها
#اما دارين الحقود تتمني رجلا لا يجري ورائها وانما هي من تجري ورائه
امنيتها هتحقق قريب وهيكون الدكتور احمد اللي ادعي انقاذها وديه كانت خطة منه لينتقم منها ويربيها لانها السبب فيما حدث لاسعد
#نديم لا يريد زواج عادي يريد عشق ورغم الحاح والدته عليه للزواج وانقاذه لوجد من الموت
اما وجد لم تتذكره
إحساسك بالمشاهد روووووووعة وتوقعاتك جميلة وناضجة أتمني يعجبك القادم إن الله وسعيدة جدا بمتابعتك ليه❤❤❤❤❤❤


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 12:24 PM   #154

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
Flower2

** الفصل الرابع **

"نديم تعالى حالاً ، فسومه وقعت مغشياً عليها ، ولا استطيع إفاقتها "
إجابها نديم مطمئناً أنه قادمٌ في الحال ، شاعراً بارتعاش يديه ، وقد تسرب الخوف إليه ، ناخراً دقات قلبه ، فتوجه مسرعاً لأكرم يطلب منه الرحيل بهدوء ، والاكتفاء بهذا القدر من التدريبات لليوم ..استشعر أكرم وجود خطب ما ، فترك ما يمسكه من اثقال ، واستأذن مدربه ، تاركاً الصالة الرياضة على عجلٍ مع نديم ، ليسأله داخل السيارة بقلقٍ " ماذا حدث يا نديم ، لتخرجنا مسرعين هكذا ..وما هذه السرعة التي تقود بها السيارة "
رد عليه نديم بارتباكٍ "سومه اغمي عليها وياسمه لا تعرف كيف تتصرف "
اغمض أكرم عينيه متألماً ولسان حاله يردد " استرها يا رب وارحمها برحمتك حتى نصل "

خرجت ياسمه مهرولةً من بوابة المنزل ، تلف حجابها كيفما اتفق ، بعد أن باءت كافة محاولاتها لإفاقة سومه بالفشل ، اتجهت نحو المنزل المجاور منزل السيد اكمل ، زوجته زارتهم حينما انتقلوا إلى هنا ، وذكرت أمامهم أن ابنتها طبيبة في عامها الأخير ، وبالتأكيد يمكنها مساعدتها حتى يأتي نديم ..لاحظت وجود شابةٍ محجبةٍ ، تعتلي سلالم المنزل المنشود صاعدةً ، فنادتها بعلو صوتها تستوقفها " لو سمحتي يا آنسة انتظري "
التفت اليها وجد متسائلة باستغراب " هل تناديني أنا .. اقصد هل تقصدينني أنا بندائك "
" نعم .. نعم أرجوك ألست ابنة السيد اكمل ..تابعة ملتقطة أنفاسها .. الطبيبة "
ردت وجد تستوضحها " تقصدين دارين ..لا أنا لست هي "
ردت ياسمه بتمني " هل هي بالأعلى ارجوك أنا احتاجها بشدةٍ "
اجابت وجد بأسف فالفتاة تبدو بحاجة شديدة لدارين " أنا آسفة .. أنا متأكدة انها ليست بالأعلى ..إنها في الجامعة منذ الصباح ولا تأتي ألا بوقتٍ متأخر "
ضربت ياسمه على فخذيها بيدها باكيه " يارب .. ماذا افعل الآن وأين اذهب ..عجل الله برجوعك يا أخي "
هدأتها وجد قائلةً " هدأي من روعك ، وأخبريني بما حدث قد استطيع مساعدتك "
أجابتها ياسمه من بين شهقاتها الباكية " أمي اغمي عليها ، حاولتُ افاقتها دون جدوى ، فظننت أن الدكتورة دارين تستطيع مساعدتي "
فكرتْ وجد ..دارين وتساعد في جملة واحدة لا يتفقان أبداً ..فسألتها باهتمام " منذ متى وأمك مغشيٌ عليها "
مسحت ياسمه دموعها قائلةً " منذ ما يقارب العشر دقائق "
دوت اشعارات التنبيه بعقل وجد ، تنبؤها بجدية الأمر وخطورته ، فشدت الفتاة من يديها قائلة " تعالي اريني اياها...هيا "
مشت معها مسرعةً وسألتها بعد دخولهم من البوابة " هل تعاني من اية أمراض مزمنة ..هل تعاني من السكر ،الضغط او اي مرض بالقلب "
"نعم انها تعاني من السكر والضغط العالي " اجابتها ياسمه بخوف .
ادخلتها ياسمه لبهو واسع لتجد والدة الفتاة ملقاة على الأرض بلا حراك .. فركعت وجد إلى جوارها ولاحظت أن العرق يتصبب منها ، ولاحظت انتفاضة يديها ، فأمسكت بهم لتجدهما باردتين كالثلج فسألت" هل لديك جهاز منزلي لقياس مستوى السكر أو لقياس ضغط الدم "
أسرعت ياسمه تجيبها ، مرحبةً بأية مساعدةً من وجد ، حتى وإن كانت لا تعرفها ، وإنما يكفيها شعورها بالارتياح إليها " نعم لدينا جهاز لقياس مستوى السكر سأجلبه لك حالاً "

بأيدين مهتزةٍ ، قامت وجد بالاتصال السريع بسيارة الإسعاف ، فلو صح ظنها ، فالسيدة الراقدة أمامها تعاني من غيبوبة انخفاض سكر الدم ، مثلما حدث لأبيها تماماً وأكد على ذلك الرقم الظاهر على شاشة جهاز الاختبار .. أغلقت وجد جفنيها بشدةٍ ترد كل هواجس الماضي .. لا مجال لها الآن ولا مكان لأية مشاعرٍ سلبية ..المهم أن تتمكن من مساعدة السيدة الغارقة في ظلمات الغيبوبة .. ففتحت عينيها ترمش عدة مرات تطرد دموعها حتى قالت بصوت مضطرب " اجلبي بعض السكر لو سمحت وبسرعةٍ "
عادت ياسمه سريعاً ، جالبةً معها علبة السكر ، ففتحت وجد فم سومه تضع حبيبات السكر تحت لسانها ، وطلبت من ياسمه أن تساعدها في رفع أمها لجعلها في وضع الجلوس ، فجعلتها تسند ظهرها عند مقدمة الاريكة خلفها ، ثم جمعت بعض الوسائد الصغيرة ووضعتها تحت قدميها .. اشارت عليها ياسمه قائلةً " الن يكون من الأفضل أن احلي كوب ماء بالكثير من السكر ونجعلها تشربه "
أجابتها وجد رافضةً وفسرت لها قائلةً " لا نستطيع إعطائها أي سوائل وهي في غيبوبة ، فلن تستطيع بلعه وقد يسبب انسداد في مجرى التنفس ..السكر تحت اللسان سيساعدها قليلاً في رفع نسبة السكر ببطء حتى تأتي سيارة الإسعاف .. والتي أتمنى أن لا تتأخر فكل دقيقة وهي في هذه الحالة خطر على حياتها "
ركعت ياسمه بجوار سومه تقبل يديها ودموعها تسيل مرددة " احفظها يا رب ونجيها لأجل حبيبك النبي "
انفطر قلب وجد على الفتاة ، وتصاعدت شهقات الدموع في حلقها ،والذكرى الحبيسة في أقصى عقلها ، تهاجمها بضراوة ، معيدة عليها صورة أبيها الغائب عن الوعي بذات الغيبوبة ، حتى فارق الحياة في عرض البحر ،فاختلطت عليها الصور والأشخاص ، وتضارب إدراكها بين الماضي الحاضر ، وكأن الراقد أمامها أبيها ، وضلت الذكرى مسارها في خضم الواقع ، فخرج ندائها لأبيها دون وعي منها خافتاً ، وفرت دمعةٌ ثقيلةٌ تسيل على خدها ، كانت لتراها ياسمه ، لولا اختراق صوت صافرات سيارة الإسعاف لسمعهما ، سامحةً لوجد أن تنتشل نفسها من متاهاتها ، عائدةً للواقع ، فأسرعت للخارج توجه المسعفين مفسرةً لهم حالة سومة الصحية ، قاموا بحملها ووضعها فوق السرير المتحرك ، ليدخلوها داخل سيارة الإسعاف ، في اللحظة التي توقفت فيها سيارة فضية اللون ، يقودها للمصادفة الغريبة ، نفس الشاب الذي انقذها البارحة ، نزل مندفعاً نحو السيدة المسنة يطمئن ، عليها دون ان ينتبه لها أو يلاحظها يتبعه شاب يمشي مسرعاً على يديه الاثنتين فاقداً للجزء السفلي من جسده.. أتسعت عينيها دهشة وذهولاً ثم اشاحت ببصرها سريعاً عنه كي لا تسبب له الحرج مرددة في سرها "سبحان الله ..ولا حول ولا قوة إلا بالله .. الحمد لله الذي عافني مما ابتلاك به ، وفضلني عن كثير ممن خلق تفضيلا "
تراجعت وجد للخلف ، مفسحةً الطريق لسيارة الإسعاف كي تذهب بالمريضة لأقرب مستشفى يتبعها الشابين بسيارتهم ، رافضين أخذ الفتاة الباكية معهم ، فاقتربت منها تواسيها بلطف قائلةً " لا تخافي على والدتك ..ستكون بخير إن شاء الله ، سيعطونها الكثير من المحاليل وينظمون لها مستوى السكر ، وستعود سالمة نهاية اليوم او غداً على الاكثر إن شاء الله"
أجابتها ياسمه من بين دموعها " إن شاء الله .. أنا آسفة اتعبتك معي ، وأقحمتك في الأمر دون سابق معرفة بيننا وحتى دون ان أعرف أسمك "
ابتسمت وجد بطيبةٍ وقالت " لا تقولي هذا ..فالناس لبعضها وأنا لم أفعل شيئاً .. أعادها الله لكم سالمةً بإذنه تعالى ..أنا وجد .. ابنة أخو السيد كامل وأنت "
" ياسمه "
مدت وجد كفها الأيمن تصافحها قائلةً " تشرفت بمعرفتك ياسمه وأتمنى أن نلتقي في ظروف افضل عما قريب ..هل يمكنني زيارة والدتك غداً لأطمئن عليها "
بدأت دموع ياسمه تهدأ باندماجها في الحديث مع وجد فقالت بصوت مبحوح " بالطبع يمكنك أن تزورينا في أي وقت "
اطمأنت وجد بأنها حققت هدفها المنشود من الحوار ، وهدأت ياسمه نوعاً ما ،الآن عليها أن تخمد النيران المستعرة في باطن عقلها ووجدانها ، قبل أن تطفح للسطح فتلتهم ثباتها ، وتهدم أسوار حمايتها المتداعية ، ختمت اللقاء بينهما مرددة بابتسامة ضعيفة " أستأذنك الآن فقد حان موعد ذهابي للعمل واتمنى لوالدتك الشفاء العاجل .. مع السلامة "
لم تمهل ياسمه وقتا للرد ، واستدارت مسرعةً تنهب الطريق بخطواتها ، هاربةً من ذلك الشعور الحارق الخانق دون ان تدري الى اي مكان تتجه ، أن توضع في ذات الموقف بعد كل هذا الوقت أمر مخيف وامتحان قاسي ومفاجئ لها .. خافت ان تفقد تماسكها وتنهار باكيةً ..
تدب فوق الأرض بقدميها ستستجير بصلابتها ..الصلابة تمنحها القوة تقنع عقلها انها في أمانٍ بعيداً عن رخاوة الماء وبرودته ، علَّ الذكرى أن تتوارى كما كانت .
ليس مسموح لها بتذكر التفاصيل وإلا ستنهار وتسقط ، والسقوط سيكون انفجاراً لكل ما تكبته بداخلها ..الصلابة يجب أن تبحث عن الصلابة .
أمسكت بهاتفها تشد عليه حتى ابيضت مفاصلها وبرزت عروق كفها ، صوت الرنين يصهل داخل أذنيها دون استجابةٍ من الطرف الأخر ، فعاودت الاتصال مرة اخرى دون أن تبرح مكانها حتى أجابتها لمياء بإرهاق واضح " وجد .. كيف حالك يا عزيزتي ؟ أعذريني لم أسمع الهاتف سوى الآن "
تحدثت وجد بأنفاس مسموعة خائفة
" لمياء انها تحيط بي من كل مكان ..لا أجد مكانا للهرب منها "
أجابتها لمياء بقلق ، تتذكر نفس الكلمات وتلك النبرات الخائفة ، حين حاول أحد الصحفيين فتح باب قضية الفساد المسبب لغرق المحروسة ، ولاحقها بكل مكان كي تروي له قصتها في تلك الليلة المشؤمة " أين انت حبيبتي .. وما الذي يحيط بك اخبريني "
"هالة ..هالة كبيرة سوداء تغلفني ..أحس اني محبوسة داخل شرنقة وجسدي يمتصها ، حواسي كلها وادراكاتي تتشرب سوداويتها ، والحرقة تكاد تشطر صدري ..أشعر أن طاقتي تنفذ مني يا لمياء"
تركت لمياء الرقعة المبللة من يديها ورمتها أرضا ،دخلت غرفتها مؤصدة بابها بالمفتاح ، عير مباليةٍ لصراخ زوجة أبيها ، على تركها الأرضية دون تجفيف ، ونادت وجد بصوت عالي حتى تشد انتباهها قائلةً "وجد اسمعني جيداً .. إياك أن تسمحي لتلك الطاقة السلبية أن تتمكن منك وإلا ستلتهمك حية .. قاومي .. وإياك أن تنهاري ..ركزي معي جيداً ..أنظري حولك وأخبريني أين أنت ؟"
" لا أعرف أين أنا ..كل ما حولي فراغ ، كيف وصلت الى هنا "
تزامنت صرخات وجد اليائسة مع الطرقات العنيفة على باب غرفة لمياء المغلقة وصوت زوجة أبيها الآمر ان تخرج حالاً ، هدأت لمياء من روعها وقالت بصوت آمر صلب " حركي قدميك واستديري للخلف واجري .. اجري يا وجد .. اجري ولا تفكري بأي شيء سوى ان تعطي الأوامر لجسمك لأن تتقدم قدم أمام الأخرى سعياً للركض ..(سمعت لمياء صوت أنفاس وجد تعلو زفراتها ، فأيقنت أنها بدأت بالركض فتهاوت على الأرض تستند للجدار ورائها والطرقات يشتد وقعها على الباب فواصلت قائلة ) " حدثيني يا وجد عن حياتنا المقبلة حدثيني عن المستقبل "
ردت وجد بصوت لاهث متسائلة " المستقبل..!!!"
فأجابتها لمياء باستماته " نعم المستقبل يا جوجو "
" المستقبل ..الحرية ..منزلنا الخاص أنا وأنت لنعيش فيه دون تحكم من احد .. ستعملين في إحدى الشركات الكبرى وتعتلين أعلى المناصب وأنا أحقق حلمي وأستكمل دراستي حتى أحصل على درجة الدكتوراه "
أكدت عليها لمياء " نعم يا عزيزتي نعم هذا هو ما سألتك عنه " بعيون دامعة وقلب متألم لبعد المسافات ببنها وبين رفيقة دربها وهي بهذه الحالة فلم تتمكن من أخذها لصدرها وتسكن روعها..
"لمياء .."
"ماذا"
"لقد تعبت .. وأرغب في الاستسلام ..أشعر أني مستنزفة نفسياً ، والمقاومة أصبحت ترهقني "
ذكرتها لمياء مشجعةً " ألم يكن هذا ما قولتيه يوم رفض عمك ان يساندك في استكمال دراستك ..انظري لنفسك اليوم لم يتبقى لك سوى بضعة أشهر وتتخرجين يا دكتورة وجد "
أجابتها وجد بأمل " دكتورة وجد ..أحب سماعها منك تنطقينها بثقل كأنك تحمليها كل ما مررت به خلال الأربع سنوات الماضية فتسيل تغرق عتمتي بنور الأمل "
" اسمع أصوات السيارات ..وأنفاسك تبدو هادئة الآن هذا يعني أنك عدت للشارع الرئيسي وتوقفت عن الركض "
وافقتها وجد " نعم لقد اختفت تلك الهالة والحرقة في صدري بدأت تهدأ "
"الحمد لله سأغلق الآن ، قبل ان تخترق قبضة زوجة أبي باب الغرفة ، وأنت رتلي القرآن أثناء سيرك كما تعودت وأكثري من الأذكار والتسابيح .. وليحميك الله " نصحتها لمياء قبل إغلاقها الهاتف ، فواصلت وجد سيرها تنفض عنها الطاقة السلبية ، تستبدلها بطاقةٍ أشد بيضا وقوة ..طاقة الدعاء والاستنجاد برحمة الله تعالى .

************************************
خرج نديم مسرعاً من سيارته ، يتبعه أكرم لداخل المستشفى ، غير مباليٍ بنظرات الاستغراب والشفقة من المارين به أو الجالسين في الأروقة ، فالأمر أصبح اعتيادي بالنسبة له ، وما يهمه الآن هو سلامة أمه والاطمئنان عليها ..انشغل نديم بإنهاء إجراءات الدخول في قسم الطوارئ ، تاركاً أكرم يتابع في ترقب ما يتم فعله لإنقاذ والدتهم ، وخلال دقائقٍ قليلةٍ خرج الطبيب المعالج فبادره نديم يسأله بقلقٍ وجزع
"كيف حال أمي يا دكتور ..أرجوك طمئني على حالتها الصحية "
أجابه الطبيب بابتسامه بشوشة مريحة
"لا تقلقوا على الوالدة ستكون بخير إن شاء الله .. لقد فقدت الوعي ، بسبب انخفاض نسبة السكر في دمها بصورة ملحوظة ، لقد حقناها بالجلوكاجون الذي سيساعدها على رفع نسبة السكر بصورة سريعة ، ويجعلها تسترد وعيها ..ثم سنضعها تحت الملاحظة لعدة ساعات ، وبعدها يمكنكم أخذها للمنزل فمن الجيد ما قمتم به من إسعافات أولية وسرعة نقلكم لها هنا "
سأله نديم مستفسرا " وهل هناك سبب محدد لكي ينخفض سكرها بهذا الشكل؟"
شرح له الطبيب بلهجة عملية في عجالة " الأمر له أسباب عديدة ، ولا تنسوا وضع سنها المتقدم في اعتباركم ، فربما نست الوالدة أخذ حصتها اليومية من الانسولين ، أو أنها أجهدت نفسها بالعمل وأهملت تناول كميات طعام مشبعة وصحية ..على العموم أرجو الانتباه لكل هذه الأمور ، فغيبوبة انخفاض السكر بالذات أضرارها قد تصل والعياذ بالله للموت "
انهى الطبيب حديثه وتركهم مغادراً ، فالتفت نديم لأكرم متنبها لصمت أخيه ، فهو أكثر من يعلم تعلق أكرم بأمه الى حد يصل للتعلق المرضي ، فانحنى أمامه جاثياً على ركبتيه يواسيه " أكرم ..لقد مر الأمر بسلام وسومه ستكون بخير حال إن شاء الله .. دعنا ندخل للاطمئنان عليها "
فنظر اليه أكرم بعيون تمتلأ دموعاً تأبى رجولته اعطائها اذناً بالهطول على خديه وقال بصوت مخنوق " لا أستطيع يا أخي ...لا أستطيع أن أراها ممددة على الفراش أمامي ، وأنا أعرف أنها كانت على وشك الموت بسببي ..بسبب خروجي اليوم من المنزل وتركها وحيدة مع ياسمه وأنت أعلم أنها لا تحسن التصرف وحدها ، خاصةً ونحن في مكان جديد علينا تماماً ولا نعرف فيه أحد "
ابتلع نديم غصة الالم في حلقه ومد يده يربت بها على كتف أكرم بحب أخوي خائفاً عليه من أن ينهار فناقشه بحكمة وهدوء قائلاً " أكرم اسمعني واعقل كلامي جيداً قبل ان تجيب ..هل نملك من أنفسنا شيء يا أخي ؟..إن أراد الله بنا خير او شر فلا راد لحكمه ، من فينا كان يعلم أن هذا قد يحدث لأمي بمجرد خروجنا .. أنت تعلم كم تكابر أمك في إظهار المرض والتعب ولا تسمح لأحد أن يشعر بضعفها ، أنا لا اعفي نفسي او اعفيك من خطيئة عدم الانتباه لها كما يلزم ، ولكن أنت لا ذنب لك أبداً فيما حدث فلا تحمل نفسك فوق طاقتها واحمد الله انه أرسل اليها من استطاع انقاذها في الوقت المناسب حتى وصولنا اليها ..هيا استغفر الله واحمده على نجاتها ودعنا نطمئن عليها ..هيا ..هيا يا رجل "
هز أكرم رأسه موافقاً ، وتبع أخاه يمشي على يديه دخولاً للغرفة ، فنظر نديم إليه مشجعاً أن يتقدم منها ليطمئن عليها ، فأطاعه متردداً خجلاً من نفسه ، ورفع جذعه فوق كرسي ألصقه له نديم بسرير سومه ، وخرج يطمئن ياسمه التي لم تكف عن الاتصال بهم منذ رفضوا اخدها معهم ..تأمل أكرم وجه أمه المتعب بتجعيداته المحببة إليه ، ثم تحرك كفيه تلقائياً محتضناً أصابع يديها ، ليرفعها لفمه مقبلاً ظهر يديها هامساً بحنان بالغ " أمي ..يا حب السمسم ..ردي عليَّ ..ردي على طفلك العاجز .. الناقص .. الذي ينسى عجزه ونقصه ، ويشعر بالكمال .. فقط .. لوجودك بقربه تدعمينه وتشدين من أزره ..أمي أنا لا شيء بدونك .. أمي (مع ندائه الأخير لم يتمالك نفسه فانفجر باكياً ) ردي علي يا أمي ..أتوسل إليك سأموت إن حدث لك مكروه "
انكفئ رأس أكرم فوق ذراع أمه باكياً فوصل لسمعه صوت أمه ضعيفاً واهناً وهي تردد " أطال الله عمرك وعمر أخيك يا ولدي وحفظكما من كل مكروه "
رفع رأسه مبتسماً من بين دموعه مقبلاً ليديها بشدة وهو يردد " أمي حمداً لله على سلامتك يا حبيبتي ..نديم ..يا نديم لقد استردت أمي وعيها "
اندفع نديم لداخل الغرفة ، منكباً على أمه مقبلاً رأسها مرددا " حمداً لله على سلامتك يا ست الكل ..هل أردت أن تمتحني غلاوتك لدينا يا أمي؟.. لماذا لم تخبرينا منذ الصباح أنك متعبة؟"
أجابته سومه بوهن " صدقني يا بني لم أشعر بنفسي إلا وأنا أتنفض مترنحةً وبعدها لم أشعر بشيء على الإطلاق"
فتوسلها نديم قائلا " أمي ..بالله عليك عديني أن لا تهجدي نفسك كثيراً ، والتزمي بمواعيد دوائك ..لقد مر الأمر بسلام هذه المرة والله وحده أعلم ما قد يحدث المرة القادمة "
"الأعمار بيد الله يا بني .. أعدني لمنزلي كي أرتاح أن أكره البقاء في المستشفيات " قالت سومه بضعف فرد عليها نديم واعدًا "بضعة ساعات فقط يا حبيبتي كي نطمئن عليك وبعدها سنعود للمنزل "
شبثت سومه يديها بكفي أكرم ومنحته ابتسامة خفيفة مطمئنة " أنا بخير يا أكرم ..لا تقلق على أمك يا حبيب أمك" فهز أكرم رأسه مصدقا على حديثها ، حتى وإن كان ادعاءاً منها فاحتمالية فقدانه لأمه أمراً لن يستطيع تحمله أو التأقلم معه مهما كانت قناعته أن الفراق سيحدث يوما ما .
★★★★★★★★★★★★★★★★
أنهت الدكتورة سارة فحصها الأخير للسيدة الحامل داخل عيادتها الخاصة ، بنظرات مطمئنة ، مؤكدة عليها ضرورة الانتباه لحالتها الصحية ، والانتظام في تناول كافه الأدوية التي أوصت بها في الروشتة العلاجية ، ثم ودعتها بابتسامة لطيفة .
سعيدة أنها استطاعت التفرغ أخيراً لتقوم بالإتصال بأخيها حمزة الذي أجابها بعد رنتين فقط من بدأ الاتصال هاتفاً بسعادةّ
"يا مساء الخيرات ..الدكتور سارة تحدثني بنفسها مرتين في أسبوع واحد ..لا هذا كثير على مسكينً مثلي !! ترى ما الذي سيحدث في الدنيا !!!"
فسألته مدعيةً قلة الفهم " وهل اعتبر هذا يا أخي العزيز توبيخٌ مبطن لي على قلة اتصالي بك "
لمعت عيناه بالمرح وأجابها بإستغراب لم ينطلي عليها " حاشى لله وهل أجرؤ على قول هذا ..الذكي يفهم دون سؤال يا توأمتي الفاتنة "
زمت سارة شفتيها بسخطٍ وقالت بعناد "حقاً ..ومن المفترض أن يسأل عن الأخر يا محترم .. أولا تذكر أنني التوأم الأصغر ، ألم تكن تتباهى دوماً أنك استطعت الخروج قبلي ، ثانياً أنا الفتاة والأحق بإتصالك لا العكس فلا تجادل لأنك الخاسر في النهاية وليس أنا "
أضاءت عيناه بلمعة مكر قائلاً " يا حضرة الطبيبة الموقرة ، أنا لست أكبر منك سوى بدقيقة واحدة فما ذنبي أنا إن كنت فشلتي في الخروج أولاً ، وأي فتاة هذه التي تتحدثين عنها أم نسيتي اسمك الحركي في المنزل قبل الزواج ياعم...... "
قاطعته سارة صارخة " إياك يا حمزة أن تنطقه ، وخاصة أمام أحمد زوجي ، حاول أن تتعقل وتعتقني من هذا الإسم الذي الصقته بي منذ سنوات ..فلو ذل لسانك به أمام زوجي وعلم به سيستغله أسوأ استغلال "
ابتسم حمزه بخبث متذكراً كيف لقبها بالعم فكري منذ كانوا في الثانوية بسبب كثرة استخدامها لعبارة " فكري منشغل بالدراسة " للتهرب منه في كل مرة يذهب إليها للتحدث معها في أي أمر تافه هرباُ من المذاكرة فاستغل الكلمة وأصبح يناديها بها نكاية بها فيثور غضبها.. رد عليها مرواغاً " دوماً تظلميني يا أختي العزيزة.. هل وجهت لك حديث أنا فقط كنت أنادي النادل أمامي بإسمه كي يأتيني بفنجان قهوة حتى اسمعي ....يا عم فكري ..يا فكري باشا أين ذهب هذا الرجل..لا أعرف ربما يكون فكره منشغل بالطلبات "
خبطت سارة بقبضتها على المكتب الخشبي الجالسة أمامه وقالت متوعدة بغضب" أيها اللئيم لو كنت أمامي الأن لكنت خنقتك ..لا لكنت غرزت أسناني في ذراعك حتى تتوسلني كي أعفو عنك فلا تنسى ما كنت أفعله بك قبل زواجي.."
فانفجر حمزه ضاحكا " إهدائي وتريثي يا أختاه ، فلو رأتك إحدى مريضاتك الأن لولت هاربة خوفها على نفسها وجنينيها من طبيبة تكشر عن أنيابها مثلك ..والأسوء لو رآك زوجك ، لن يصدق أنك سارة الوديعة العاقلة الي تزوجها ..هل تعلمين نصيحة مني أفضل وسيلة للهدوء فنجان قهوة ويكون من يد عم فكري"
رفعت سارة كفها الأيمن لوجهها بإستسلام تبرد حرارة غيظها من أخيها حمزة وهزت رأسها يائسة في إمكانية تعقله أو توفقه عن نطق تلك الكلمة المستفزة خلال هذه المكالمة فقررت الدخول في صلب الموضوع الذي هاتفته من أجله وقالت بلا مبالاة " حسنا يا أخي العزيز بما أنك لن تنهي سخافتك هذه ، وبما أنني لست متفرغة لها ، ولم تسألني حتى عن سبب اتصالي ، فسأخبرك أنا لماذا أتصلت بك .. فأنا أريد منك خدمة "
فبادرها حمزه ساخراً " اظهري على حقيقتك إذن يا دكتورة ، فاتصالك لم يكن للاطمئنان على شخصي الكريم إنما لأنك احتجتني ..هيا تفضلي بالشرح ولكن بسرعة فكما تعلمين وقتي مشغول وليس عندي وقت أضيعه مع عامة القوم أمثالك "
رفعت سارة حاجبيها بغيظ قائلة " عامة القوم أمثالي !!! ما شاء الله افتتحت مطعم واحد وأصبحنا في نظرك من العامة ماذا سيحدث إن افتتحت واحداً أخر ستدوس علينا وتقطع علاقتك بنا أم ماذا ..على العموم الخدمة لا تخصني إنها تخص الحاجة خديجة خالة أحمد زوجي "
طلت بذهنه على الفور صورة الحاجة خديجة السيدة الوقور الحنونة التي دوما ما تذكره بأمه فرد بجديةٍ " الحاجة خديجة لا تطلب إنها تأمر وبإذن الله أنفذ لها مطلبها "
عرفت سارة أن هذا سيكون جوابه ، فأخوها لا يتأخر أبداً عن تلبية مطلبٍ لأحد ، وليس الحاجة خديجة فقط ، رغم شقاوته المستفزة في الكثير من الأحيان ، حتى بعد وصوله لسن الثلاثين إلا أنه مثال للرجولة وطيبة القلب المتناهية .
فقالت بثقة " كنت أعلم أن هذا سيكون ردك فطمأنتها انك ستجيب طلبها إن شاء الله ..إنها تريدك أن تمنح إحدى الفتيات من معارفها عمل لديك في المطعم "
" إعتبريها نالت الوظيفة ..دعيها ترسلها للمطعم غدا وأنا سأرى الوظائف الشاغرة وامنحها واحدة ..لا تشغلي بالك إنه أمر بسيط " أجابها حمزة بحسم وواصل سائلاً بحنان أخوي " طمئنيني عن أحوالك أنت ؟هل كل شيء على ما يرام مع زوجك وعائلته ؟ هل تحتاجين لأي شيء "
فأجابته بصدق وحرارة " أنا بأفضل حال يا حمزه ، وسعيدة جدا مع أحمد ووالدته تتفاخر بي وبمهارتي كطبيبة بين صديقاتها في النادي "
فتمتم راضياً " الحمد لله " ..نادته سارة بتردد قائلةً " أخي .. أنت لم تسمح لي من قبل بقول هذه الكلمات لك ، ولكني حقاً ممتنة شاكرة لك كل ما فعلته لأجلي ، بداية من بعد موت والدينا ، ومن مساندتك لي لاستكمال دراستي ، وتخليك عن حلمك أنت في استكمال دراستك بكلية الهندسة ، كي توفر لي مصاريف الدراسة ، وبعدها تجهيزات الزواج ، كيف أرد لك كل ما فعلته معي يا أخي ..أخبرني "
صاح فيها حمزه غاضباً " سارة .. أنت أختي يا غبية وهذا حقك وحق الأخوة بيننا ..فلا تكبري الأمور وتعظميها أكثر مما ينبغي واعلمي أني سأبقى دوماً سندك ، مهما ضاقت بك الظروف ، فلا تترددي ولو لوهلة في اللجوء إلي حتى وإن كان زوجك ضابط شرطة وأخيك مجرد صاحب مطعم ...والأن اعتقيني من حديثك الممل هذا يا عم فكري فسيارتي مازالت معطلة وسيفوتني المترو ..مع السلامة "
" في حفظ الله يا أخي" أجابته سارة داعيةً له بعيون دامعة تأثراً بكرم أخلاقه معها وتفضيله المستمر لها على حساب نفسه ومستقبله ....
***********************************\\
صباح اليوم التالي....
جاهدت ياسمه لخفض صوتها قدر المستطاع وهي تتحدث مع والدتها سعاد على الهاتف حتى لا يحتد الخلاف بينهما أكثر فيصل لسمع نديم أو أكرم فأنبتها قائلةً
"أمي هل هذا وقته ..تريدين مني العودة للقرية وأترك أمي سومه بمفردها ، وهي متعبة هكذا ،لا يا أمي لا يصح ..ظننتك ستطلبين مني أن أبقى معها لأرعاها "
نهرتها سعاد بشدةٍ " اسمعي يا ياسمه ..لقد مللت من حججك الواهية ، في كل مرة اطالبك بالعودة للمنزل وقول كلمتك الأخيرة في موضوع زواجك من حميد ..لقد اعتقدت أن سومة ستقنعك ولكن يبدو أن ضرتي العزيزة تريد أن تخيب أملك وتشجعك على رفض الرجل "..
عارضتها ياسمه بدفاعية مطلقة عن سومه قائلة " أمي سومه لم تفعل اي من هذا ..بالعكس لقد تحدثت معي بتروي وحكمة وتناقشت معها في كافة الأمور التي تقلقني وبعدها أخبرتني انني الوحيدة من تقرر حياتي"
كزت سعاد على أسنانها غيظاً ، فسومة رغم أنها ضرتها ، إلا أنها استطاعت امتلاك قلب ياسمه ومعاملتها كابنتها التي لم تنجبها ، وفي الحقيقة ليست ياسمه فقط ، فكل افراد العائلة يعتبرونها أماً لهم فشددت من قولها وقالت بتهديد " يومان ..أمامك يومان فقط يا ياسمه وأجدك في منزلنا ، وإلا سأجعل أخاك محمد يأتي لأخذك بنفسه .. (ثم تلكأت وهي تكمل قولها ) وعلى العموم لا تجهدي نفسك بالتفكير كثيراً ، ففي الأساس أخوك وافق على العريس وطلب مني أن اجهزك للزفاف ، ولكني أردت أن تكون الموافقة نابعة منك بإرادتك لا إجباراً منا ، لكن يبدو انك لا تقدرين وضعك بعد الطلاق ، وألسنة الناس التي تنهش بأعراض الجميع لا تترك أحداً بحاله .. أراك بعد يومين يا ياسمه ، وأياك أن تفكري بتصغير مقام أخيك مع حميد ، بالشكوى لنديم ، فمنذ اللحظة التي اخذوا فيها حقهم من الميراث وافترقوا عنا منتقلين بعيداً ، أصبح لا سلطة لهم على اي قرار نتخذه "
أجابتها ياسمه بعدم تصديق " اخي وافق كهذا دون مشورتي .. هذا ليس من العدل يا أمي انتم دوما تتحكمون بحياتي ..زوجتموني أولاً برجل لم ارغبه زوجاً ، ولم تسألوني حتى ، واليوم تزوجوني بأخر حتى تتخلصون مني ومن لقب مطلقه ... "
كانت سعاد قد وصلت لنهاية المطاف مع ابنتها وبدأ صبرها ينفذ فواجهتها بوضوح قائلةً "وهل وجدنا من هو أفضل منه ..انت مطلقة يا ابنتي لأنك عاقر لا تنجبين ، فاحمدي الله على حظك الجيد ، الذي ساق إليك رجلاً مثله ، ليطلبك زوجة بعد موت زوجته الاولى لتربي طفله منها ، لذا لن يؤثر عليه امر إنجابك من عدمه وفوق كل هذا هو لا يكبرك سوى بأربع سنوات فقط ، فلا تكوني جاحدة للنعمة ، وتأكدي انك إن صممت على رفضك فسيكون خيارك الثاني هو الحاج ناجي"
صرخت لمياء بذهول " من..؟ الحاج ناجي..!!! ان ابنته الوسطى كانت زميلتي في المدرسة ..ألهذه الدرجة ترغبون بالتخلص عمني لأكمل بقية حياتي مع رجل في عمر أبي ..كيف تفعلو......"
قاطعتها سعاد شبه صارخة " إذن حكمي عقلك جيداً .. اختاري الأفضل لك قبل ان يمل حميد من تدللك وتكبرك عليه ويذهب لغيرك ..لقد سمعت ان هالة بنت الحاج عفيفي تسعى ورائه هذه الأيام ، وتشيع في القرية انه ينوي التقدم لخطبتها ..تعقلي ياحبيبة امك فحميد فرصة لن تتكرر بسهوله مع تقدمك بالعمر "
شعرت ياسمه بكلمات أمها الأخيرة تلكمها بعنف فقالت بإستسلام "حسنا يا امي سأفكر .."
انهت ياسمه حديثها مع امها باقتضاب ، ووقفت ترتكن بيديها على الحافة الرخامية ، التي تغطي خزائن المطبخ السفلية ، وعقلها منشغل بفكرةٍ واحدةٍ
"هل حقا سيسأم حميد من رفضها ويبحث عن أخرى ..وتلك ال" هالة" اصغر منها بكثير ولم يسبق لها الزواج ،على خلافها هي ستكون اختيار جيد له وستنجب له العدد الذي يرغبه من الأطفال ..ترى هل مازال يأمل في إنجاب ثلاثة أولاد وفتاة.؟ وابنه من زوجته الأجنبية ..أيعقل أن يكون سماه "أسر"..؟؟

قفزت ياسمه علي قدميها فزعا وأكرم يلقي عليها تحية الصباح بصوته الجهوري " صباح الخير يا قنفذة ..الساعة أصبحت التاسعة وأنا أتضور جوعا هيا أريد الفطوووووووور.."

بسطت ياسمه كفها فوق صدرها تتنفس بعمق كي تهدأ نبضات قلبها الهادرة قائلة "سامحك الله يا أكرم لقد كاد قلبي يتوقف من الفزع ..ألا تستطيع أن تناديني بهدوء لمرة واحدة في حياتك "
"وكيف أناديك بهدوء وأنا جائع وانا لم آكل منذ البارحة وأنت تقفين هنا تسرحين بأفكارك في عالمك الوردي "
صاحت ناظرة له بغضب وقالت " كنت أفكر أليس من أبسط حقوقي ان انشغل مع نفسي قليلا وأفكر "
وافقها قائلاً بهدوء .. " بالطبع هذا حقك .(ثم صاح فيها لائماً)ولكن يمكنك ان تنشغلي مع حالك كما تريدين ، وأنت مطلقة سراح يداك في نفس الوقت لتحضري طبق الفول بالزيت الحار او بعض الفلافل او حتى على ابسط تقدير لمعاق مسكين مثلي شطيرة جبن وكوب من الشاي "
رفعت ياسمه إحدى حاجبيها حنقاً ثم تلفتت حولها فوجدت حبة طماطم رمته بها غيظاً واتبعتها بحبة خيار ، فصرخ بها احتجاجاً "يا عمياء خلفك تماماً طبق تفاح كنت اقذفيني بواحدة أنا لا أحب الخضروات ومنها تكوني هدأت غيظك وأطعمتني "
كادت ياسمه ترميه بثمرة التفاح ، تصيبه في منتصف رأسه ، لولا ان دخل نديم المطبخ ، متجاهلاً كليهما في توق للحصول على فنجان القهوة الصباحي ، وبعد أن وضع قهوته على نار هادئة ، التفت إليهما فوجدهما يتراشقان بالنظرات المتحفزة ويهددان بعضهما بكلمات مبهمة صامتة فاستفسر قائلاً "هل قاطعت شيئا هنا .. مشاجرة مثلاً او تراشق بالطعام .."
أسرعت ياسمه قائلة " هو من بدأ يا أخي في استفزازي أقسم لك وقام بإفزاعي.."
فرد عليها أكرم ساخراً " وما ذنبي أنا إن كنت تقفين ساهمة في ملكوت اخر هل كنت سأشم على ظهر يدي أنك غير منتبهة "
صاحت به تتهمه " لقد فعلتها عمداً ..أنت تعلم أنني اختض من أقل صوت او حركة "
فرد عليها ببرود "جبانة "
" وقح "
" ضعيفة "
" سمج و....."
" اخرسا انتما الأثنين ...متى ستتعقلان ، من يراكما لا يصدق انكما في نفس العمر ، ولا يفصل بينكما سوى أسبوع واحد فكفا عن النقار وراعوا حق امكما المريضة في بعض الراحة "
عمت رائحة احتراق القهوة بعد ان فارت مطفأة النار تحتها ،فتنهد نديم يائساً
"حتى فنجان القهوة لا استطيع الحصول عليه بسببكما "
اجتاح ياسمه شعورا بالذنب اتجاه أخيها الأكبر ، لمعرفتها بإدمانه لفنجان قهوته الصباحي ، وتعكر مزاجه إن فوتها ، فاقتربت منه معتذرة " اعتذر لك يا أخي اذهب انت لتستريح وأنا سأعد لك افضل فنجان قهوة وأتي به اليك "
"سويه على نار هادئة " قالها نديم مدعياً الغضب و، غادرهم مخفياً ابتسامة ماكرة ، متيقناً بحصوله على فنجان قهوة ولا ألذ ،
باشرت ياسمه بتجهيز القهوة لنديم ، دون توجيه كلمه واحدة لأكرم ، الذي تسلق كرسيه أمام مائدة الطعام الصغيرة في المطبخ ، وجلس يدق بأصابعه فوق خشب الطاولة مراقباً ياسمه وهي تعد له بعض الشطائر ، بعد لحظات وضعت ياسمه أمام أكرم شطائر الجبن وكوباً من الشاي ، وصبت فنجاناً من القهوة لنديم ، وانسحبت من المطبخ باحثة عنه ، فوجدته في شرفة المنزل يقف مستنداً لسورها ، ساهماً والسيجارة في يده اليمنى يكاد رمادها المحترق يحرق أصابعه ، نبهته لوجودها قائلة " القهوة يا نديم "
إلتفت اليها باسماً وتمتم شاكراً وحين همت بالعودة للداخل نادها مستوقفاً وسألها "ياسمه كنت أريد ان أسألك عن الفتاة التي كانت تقف معك البارحة أمام سيارة الإسعاف ..من تكون ؟"
برقت عينا ياسمه فرحاً من سؤال أخيها ، آملةً أن تكون وجد نالت استحسانه وجذبته رؤيته لها ، فتلك أول مرة ترى نديم مهتماً بالسؤال عن امرأة ..والحق يقال ان الفتاة أكثر من رائعة بجمالها وخلقها ،
فاندفعت قائلة " إنها ابنة أخ السيد كامل صاحب هذا المنزل المقابل لنا ..إنها فتاة رائعة يا أخي ولولا مساعدتها لأمي لكانت تدهورت حالتها كثيراً بانتظار وصولكم .. لقد أخبرت أمي سومه عنها ، وأكدت لي انها ستتصل بالسيدة شادية زوجة عمها لتوصلها بها وتشكرها شخصياً .. ظننتك لم تفطن الى وجودها البارحة "
لم يفطن إليها..!! وهل غادرت زبردجية العينين تفكيره مذ رآها ؟!!
لم يتوقف عن التساؤل لحظة ، عن المقارنة والتدقيق ، عن البحث في ملف قديم احتفظ به ، جامعاً بعض قصاصات الورق والصور لوجد ، بعد تداول الصحافة والبرامج التليفزيونية أخبار نجاتها وإبراز قصتها ، بناء على ما ورد على لسان عمها في ذلك الوقت ، وذلك لرفض وجد التحدث بعد إنهيارها إثر فجيعتها جراء فقدان أبويها معاً خلال تللك الحادثة المشؤمة ، حاول موازنة الصور الباهتة لوجد الصغيرة بالفتاة التي قابلها ، مقدراً بحدسه وظنه التغيّرات البيولوجية والفيزيولوجية التي مرت بها خلال العشر سنوات الماضية ، فلاقت في نفسه قبولاً واسعاً أن تكون وجد هي نفسها تلك الفتاة ..
عاد لياسمه يسألها بأمل "هل تعرفين اسمها ؟ هل أخبرتك به "
أجابته مباشرة ودون مراوغة " وجد.. اسمها وجد أكمل "
وجد .. ثلاثة احرف أنارت أمام عينيه كمفرقعات ليلة عيد الميلاد .. صدحت بصدره كهزيم الرعد ، فدوى الأزيز ضارباً قلبه في مقتل ، حتى ارتجف فنجان القهوة بيده ، وكاد يسيل محتواه فوق أنامله فأعاده الى مكانه ، داعياً من الله ألا تكون ياسمه قد لاحظت ارتعاش يده ، فابتسم بوجهها سامحاً لها بالانصراف ومؤكداً عليها أثناء سيرها "ياسمه أحذرك ان تخبري سومه بأني سألتك عن وجد .. هل تفهمين ؟..لن تمرر الموضوع ابداً ويكفيني انها تستغل الوعكة التي مرت بها منذ البارحة وتبتزني عاطفياً من أجل زيارة لواحدة من فتياتها .."
قهقهت ياسمه قائلة بغمزة من عينيها " لن تكون سومة ان لم تستغل هذا الأمر أفضل استغلال .. اطمأن يا أخي لن اخبرها.."
عادت ياسمه للمطبخ تاركة نديم هائماً في عالم غير العالم ،افتر ثغره عن إبتسامة مشرقة تعلو محياه مردداً لنفسه " أخيراً يا وجد ..أخيراً وجدتك "
وجدت ياسمه أكرم مازال على حالته فوق كرسي المطبخ دون ان يمس طعامه فهتفت بضيق " ظننتك جائع والطعام أمامك كما هو "
إبتسم اكرم وهز رأيه قائلاً " تعلمين أني لا احب تناول الطعام وحيداً .. تعالي وشاركيني الفطور ..فأبسط الطعام يزداد حلاوة بالمشاركة وليس بالوحدة "
شعرت ياسمه بان غضبها منه يفقد حدته ..فمن يمكنه ان يظل غاضبا من أكرم في النهاية .. صحيح أنه يناكفها ويزعجها لكنه اقرب إليها من أي إنسان في الوجود ..
ردت معاندةً " شكراً لقد سددت شهيتي ،سأذهب لأرى أمي سومه حبيبتي وأنت تناول فطورك بمفردك عقاباً لك "
أجابها اكرم بأدب مصطنع مدعياً الحزن ويديه تزيح طبق الطعام جانباً دون اهتمام "حسنا ياسمه ، يمكنك الذهاب ، واتركيني أبتلع اللقيمات وحدي لعلي اغص بها فتختنق أنفاسي ، وأريحك من ثقل وجود معاق مثلي في الحياة "
دهشت ياسمه من جدية قوله وشدة تأثره فاندفعت قائلة "حفظك الله واطال عمرك يا أخي .. لا تحزن هيا دعنا نتناول الفطور ..إن لم يكن تعجبك الشطائر سأعد لك غيرها "
تناولت ياسمه الطبق المليء بالشطائر من أمام أكرم ولكنها لاحظت انها ليست ذات الشطائر التي حضرتها مسبقاً ، نظرت اليه باستغراب ، وحانت منها التفاتة لكوب الشاي فوجدته تبدل بآخر من البورسلين تفوح منه رائحة القهوة سريعة التحضير وتعلوها رغوة كثيفة من الكريمة ، ضمت ياسمه شفتيها تقاوم الابتسام لكنها فشلت بجدارة فأعلنت استسلامها وقالت بحنق " أيها الماكر ..ماذا أفعل بك ..تجعلني استاء منك وتزعجني ولا تترك لي مجالا لأتدلل عليك قليلا في الصلح .. وبعدها تستجدي عطفي بطريقة مبتذلة لكي أصالحك "
قال مبتسماً وقد عقد يديه أمامه فوق الطاولة " لا تفعلي شيئاً ..اجلسي فقط الى جواري وتناولي فطورك .. أنا اردت فقط ان اناغشك قليلاً ، لتخرجي ما تكبتيه داخلك بعد مشاحنتك مع أمك على الهاتف ..لقد سمعتك وانا أهم بالدخول للمطبخ وحديثك معها كان يتقاذف لسمعي بينما كنت وواقفاً في الخارج فصوتك كان عالياً حين احتد النقاش بينكما "
تهاوت ياسمه فوق مقعدها بتعب وقالت بسخرية " يبدو أنه لم يعد لدي اي اختيار فأخي المصون يخيرني ما بين حميد والحاج ناجي ذو الخمسة والخمسين عاما "
مد أكرم إليها بشطيرة أخذتها مجبرة ثم قال بعقلانية " أنا أتساءل لماذا ترفضين حميد بكل هذا العناد والإصرار رغم كل ما يخفيه قلبك بحقه منذ انفصلتما قبل زواجك "
حاولت ياسمه ابتلاع غصة المرارة في حلقها حتى احتقن وجهها غضباً فلم تدرك أنها فركت الشطيرة بين اصابعها قهراً " لأنه تخلي عني مسبقاً يا أكرم بمنتهى البساطة ودون أدنى محاوله للتمسك بي ،أخبرني انه يحلني من كل وعوده لأذهب وأتزوج غيره ، ثم ترك البلاد كلها وسافر غير آبه بشيء ..الآن تذكرني بعد ممات زوجته ..(سالت دموع عينيها تغرق وجهها وواصلت قائلة) الآن اصبح متيقناً أن اهلي سيوافقون عليه لأني اصبحت مطلقة ولا أستطيع الإنجاب ..يريد ان يأخذني كسيرة النفس بعد ان كان يناديني بأميرته "
هز اكرم رأسه مستوعبا حديثها موجوعاً بألمها فمال عليها ضاماً رأسها إلى كتفه مربتاً بحنو عليه وقال مؤازراً " ما عاش من يجعلك كسيرة وأنا ونديم على قيد الحياة . ..أنت اميرة الأميرات ولكن ربما كان مظلوماً ومازال يحبك ياسمه تحدثي معه اولاً قبل ان تحكمي عليه "
أجابته وهي تجهش بالبكاء "لا أريد ان أتألم مرة أخرى يا أكرم ، يكفيني ما لاقيته على يد عامر زوجي السابق ، لقد قتل كل مشاعر الانثى في داخلي ، قتل ياسمه المرأة ، وما اكونه الآن لا يعدو ان يكون خواء يسمع صداه بقلبي الذي جف كأوراق الخريف ..لا تغتر بضحكتي وبلاهتي ..في الحقيقة انا إنسانة فارغة يحق للجميع ان يبلورها كما يشاؤون "
شدد اكرم من ضمتها ونهرها قائلاً " كفي عن هذا الكلام ..كيف تصفين حالك هكذا ..أنت كنتِ وستظلين أشجع واصدق إنسانة قابلتها في حياتي ..(أمسك كتفيها بيده يرفعها لتواجهه وقال وعيناه تنظران لعينيها ) إياك ان تقللي من شأن ذاتك أمام نفسك ، فانت القاضية والمذنبة أمامها ، فإما ان تبرئ ساحتك وتعيشين بسلام داخلي ، فتنعكس ثقتك بنفسك أمام مرأى الجميع ، وإما ستجلدين ذاتك وتدني شأنها فلا يحترمك أحد ، أو يهابك لأنك ببساطة لم تقدرين نفسك حق تقدير .. هل فهمتي ؟"
هزت ياسمه رأسها موافقة ، وانفجرت في بكاء مرير ، قاطعه رنة جرس خجلة صدحت في أجواء المنزل تعلن قدوم أحدهم ، فأرغمتها على حبس دموعها والابتعاد عن أكرم ، كي تغسل وجهها مزيلة عنه أثار البكاء متسائلة عن هويه هذا الزائر الصباحي ..
نظرت وجد في ساعتها بإحراج وتردد بعد أن ضغطت على زر الجرس ، مازال الوقت مبكراً وقد يكون أهل المنزل مازالوا نائمين ، ولكن هذه فرصتها الوحيدة لكي تطمئن على السيدة سومه قبل ذهابها للجامعة ، فلن تعود قبل الحادية عشر ليلاً ، ولن يكون أيضاً وقتاً مناسبا للزيارة .. ستلقي السلام فقط من أمام الباب ولن تدخل ، هي فقط ستسأل سؤالاً بسيطاً و تطمأن به على صحة المريضة وتذهب على الفور وبهذا تكون أدت الواجب . يبدو ان لا احد سيفتح لها الباب رنة اخرى وإن لم يجيبها أحد سترحل وتأتيهم غداً في وقت مناسب ..
همت وجد بالالتفاف بنية المغادرة ، حين فتح الباب فجأة لتظهر أمامها ياسمه وراحت تلقي باعتذار تلو الأخر على تأخرها بفتح الباب فبادرتها وجد قائلة " لا بأس .أنا من يجب أن تتأسف لقد أتيت بوقت غير مناسب بالمرة "
"أبداً ..تفضلي لقد أرادت أمي ان تشكرك بنفسها وكانت ستتصل بمنزل عمك اليوم "
"لا داعي للشكر .. لقد كنت ذاهبة للجامعة فأردت أن أمر بسرعة لكي أطمأن على والدتك ..هل أصبحتْ بخير "
"إنها بخير والحمد الله ..هل سنقف لنتحدث هكذا عند الباب ، أرجوك ادخلي ستفرح أمي برؤيتك كثيراً "
"ولكن....(شدتها ياسمه للداخل معترضة )..أبداً لن ادعك تذهبي دون الدخول لقد التهيت بما حدث لأمي البارحة ، ولم أقم بشكرك كما يليق"
تقدمت وجد للداخل على استحياء حين وجدت انه لا مناص من الدخول .
بينما تتساءل "هل يمكن أن تلتقي بمنقذها هنا ..سيكون امراً جيداً لتبرر له وقاحة ضياء ذلك اليوم " ،جلست على طرف الأريكة صامتة خجلة ونظراتها مصوبة للأرضية المغطاة بسجاد كثيف الوبر تغوص فيه قدماها .. استأذنت منها ياسمه ، حتى تخبر أمها بوجودها ، بعد أن ضيفتها كوباً من العصير لم تقربه أو تنظر حتى لمحتواه متذكرة ما علمتها أمها من أداب الزيارة " تذكري يا وجدي أن لكل منزل حرمته فلا تطيلي النظر لأركان المنزل واجلسي باحترام ولا ترفعي عيناك عن الأرض إلا حين يحدثك أحد، واجب الضيافة كرم من المضيف ولكن ترفعي قدر المستطاع فرأيهم فيك يتبلور من أول لقاء "
ران على وجد القلق ، وقد أيقنت خطأ توقيت الزيارة ، فبدأت ساقيها بالاهتزاز من فرط التوتر حتى سمعت وقع خطوات تتقدم باتجاهها فرفعت رأسها لترى الوافدين عليها .. السيدة سومه تتكأ على عصا للمشي من جانب وتستند على ياسمه من الجانب الآخر ..فهبت وجد من جلستها تتقدم نحوهما قائلة باعتذار " أنا أعتذر بشدة يا سيدتي إن جعلتك تتركين سريرك لمقابلتي وأنت وفي هذا الوقت المبكر .. لقد أردت فقط الاطمئنان عليك والرحيل مباشرة ".. ثم نظرت بملامه لياسمه " لم يكن عليك اتعابها ..كان من الممكن ان أدخل انا لها "
ردت سومه بطيبة "سلمت لشبابك يا ابنتي ..أنا لا أرتاح في الرقاد ..وفي كل الأحوال كنت سآتي للجلوس هنا لقراءة القرآن بعد تأديتي لصلاة الضحى ، ويسعدني أن تشاركيني جلستي الصباحية وفنجان من القهوة "
"هذا شرف لي سيدتي .."أجابتها وجد
حين مالت سومه تهمس بضعة كلمات لياسمه التي ابتسمت بحماس واستأذنت من وجد لتعود للداخل مرة أخرى ...
جلست سومه على مقعدها المفضل بإرهاق متفحصة وجد ثم أردفت قائلة " لا أعرف كيف اشكرك يابنتي او أرد إليك جميل صنعك معي البارحة ، فلولا سرعة تصرفك لكنت بين يدى الله الان "
أجابتها وجد بأدب جم " حفظك الله من كل مكروه ..وأطال في عمرك سيدتي "
فكرت سومه ..الفتاة تدخل القلب ، ويبدو عليها حسن التربية والأدب ، وفوق كل هذا جمالها باهر ، وعائلتها معروفة يبدوا أن الله سيجازيك خيراً على صبرك يا سومه ..مؤكد حين يراها نديم الآن سيغير رأيه وستفتح شهيته للزواج ..
اعترضت سومه قائلة " لا أحب ان تنادي بسيدتي تلك ..اعتبريني الخالة سومه ..اتفقنا "
هزت وجد رأسها موافقة " نعم خالتي " .
بان السرور والراحة على وجه سومه بقدوم نديم ، تتبعه ياسمه ، تكاد تسبقه خطاه لرؤية وجد .
مرتدياً ملابس رياضية بيتية سوداء أظهرت وسامته وتناسق بنيته فتمتمت سومه في سرها قائلة " هداك الله يا ولدي وفرحتَ قلبي"
وصل نديم إليهم مقبلاً رأس أمه ثم مد يده ليسلم على وجد قائلاً " السلام عليكم "
ردت عليه وجد السلام بأطراف أصابعها تحرجا منه ، فظل يتأملها غير مصدق انها أخيراً أمامه ..وأنه وجدها فواقعية وجودها أمامه ترغمه على التمسك بها ، وعدم إفلات يديها ، رغم محاولتها البائسة لجذب يديها ، وتنبه سومه لمجريات هذا الحدث الجليل فولدها العنيد واقف امام الفتاة مشدوهاً بها .
"يا لسعدك يا سومه .. يبدو أن المنزل سيزين قريباً لاستقبال عروس نديم "
تنحنحت سومه فأطلق سراح أصابعها
قالت سومه موجهة حديثها لوجد " ابني نديم ثم التفت لنديم متمعنة به " نديم اقدم لك ...."
قاطعها نديم بصوت أجش ضاغطاً على كل كلمة ينطقها بحرارة "وجد أكمل الباهي "
قطبت وجد حاجبيها متفاجئة من معرفته لاسمها كاملاً فأكمل قائلا " لا تسعني كلمات الشكر لأوجهها لك على ما فعلتيه من أجل أمي "
رفعت بصرها نحوه وقالت بخجل
"ما فعلته لخالتي سومه لن يكون ابداً في حجم ما فعلته ، حين انقذت حياتي سابقاً ، فلا داعي للشكر .. وهذه فرصة جيدة لأعتذر لك عن وقاحة ابن عمي معك "
"لا تعتذري فلا ذنب لك في وقاحته, يبدو انه كان متوتراً من اجلك "
التقطت سومه أطراف الحديث مستمتعة بانجذاب بكرها الواضح لوجد وسألتها
"هل تعيشين مع والديك في نفس المنزل مع عمك "
إبتلعت وجد ريقها مكورة قبضتها بشدة وأجابت بصوت متألم " والديا توفيا في حادثة منذ عشر سنوات وانتقلت بعدها للعيش مع عائلة عمي "
ترحمت عليهما سومه بحزن "رحمهما الله وادخلهم فسيح جناته يا ابنتي العمر الطويل لك بإذن الله "
هبت وجد واقفة تستأذن في الرحيل ، حتى لا تتعرض لسؤال شخصي آخر ، فكاد نديم يستوقفها لولا أنقذه دخول ياسمه حاملة فناجين القهوة ..
بادرتها ياسمه بتكشيرة قائلة " لا تقولي أنك تنوين الذهاب لقد حضرت لك القهوة أشربيها أولاً ..أم ترغبين في جعلي أظل عانسا بقية حياتي * "
عادت وجد لمقعدها مرة أخرى بإستسلام متوترة إيان أي سؤال آخر عن والديها ..ناولتها ياسمه فنجان قهوتها فقبلته على مضض بابتسامة صغيرة
سألتها ياسمه بلطف " لم أعرف يا وجد في أي جامعة تدرسين أم انك انهيت دراستك بما أنك اخبرتني انك ذاهبة للعمل البارحة "
وبخت وجد نفسها ،على توترها الزائد عن الحد ، فلا تفقه سببا واضحاً لثورة أعصابها ربما لأنه مر وقت طويل .. طويل جداً منذ آخر مرة جلست في جو عائلي كهذا مع أناس يتباسطون في الحديث معها مثلهم ..أو ربما لأنظار نديم المسلطة عليها ، وكأنه يترصد كل حركه تقوم بها وكل نفس تتنفسه ، قررت وجد تجاهل نظرات نديم المراقبة لها ، وردت على ياسمه قائلة " أنا في عامي الأخير بكلية الصيدلة ..واعمل في إحدى الصيدليات في نهاية اليوم "
"ما شاء الله ..وفقك الله وراعاك يا ابنتي "
عقبت سومه بدعاء صادق من القلب وقالت بتفاخر ملحوظ مرتبة على كتف نديم " نديم ولدي ضابط بحري وقريباً سيكون قبطان"
تسارعت دقات قلب وجد فوضعت فنجانها على الصينية أمامها وتمتمت " ضابط بحرية "
انقبض صدرها بألم مفاجئ ثم رفعت انظارها إليه تتفرسه .. منذ وقعت عينيها عليه وهي متأكدة أنها قد قابلته سابقاً ، ولكن هل من المعقول أن يكون هو ..؟؟
بعد كل تلك السنوات ، هو بالأخص لم ترد ان تقابله يوماً ، ليس كرهاً أو نفوراً إنما رهبة وخوفاً ..
لا ترغب بأي محفز على التذكر لا تريد لتلك الشعلة الخامدة بداخلها ان تشتعل محرقة كل تماسكها المخلخل بالحاضر لتعيدها لعتمة الماضي ..
نظرت سومه لياسمه متسائلة بصمت عن تصلب نظرات وجد لنديم فهزت رأسها عاجزة عن الفهم ونديم يملأه الأمل أنها أخيراً تذكرته ، واجهته وجد بكلمات تكاد تسمع من شدة جفاف فمها "هل التقينا في الماضي ؟"
أجابها نديم بحشرجة " منذ عشر أعوام ، على سفينة الإنقاذ حين اقسمت لك ان انتشل جثث والديك وقد وفيت بعهدي اليك "
انسحبت الدماء من وجهها وبان عليها شحوب الأموات مرددة بهمس " أنت ..والداي ..الجثث "
اختنقت أنفاسٌ ، هي في الأساس مكتومة من شدة الألم ، ودارت بها الدنيا ، تصفعها ذكريات هبت من ثباتها عدواً ، دون سابق إنذار لتجتمع أمام عينيها واحدة تلو الأخرى كفيلم حركي قصير ..صراخ الركاب والغارقين ..والجثث في كل مكان ..آلام أمها وأخيها الميت في أحشائها
"وجد هل أنت بخير؟"
مفارقة أمها للحياة ..دموع سالت على خديها دون ان تشعر ..أبيها الذي قاوم حتى سرقته الغيبوبة من الحياة .. الأنفاس قاسية متحجرة في رئتيها ، لا تقوى على أخذها أو السماح لها بالخروج ..
تشبثت بصدرها فمثيراتها الحسية لعالمها الخارجي وعالمها الداخلي فارت بالألم
والألم حارق يلتهم ذاتها .. صراخ .. كل ما بداخلها يصرخ سالخاً عنها ثباتها وقوتها ، شرنقة الحماية تصدعت جوانبها فهالها عري روحها أمام أناس غريبين عنها ، ومن ليس غريب عنها في هذا العالم بعد والديها ، جسدها يختض بشدة والعرق يتفصد على وجهها . أما نديم فهاله ان يكون هذا هو رد فعلها على معرفتها لشخصه فهدر قلبه خوفاً عليها " وجد ماذا بك ..أخبريني "
الصور تتزاحم أمام عينيها دون انقطاع ، فتراجعت للخلف هرباً فلم تسعفها قدميها ، ومن شدة اختناق أنفاسها تهاوت على الأرض تضغط على صدرها بشدة بإحدى يديها والأخرى تستند بها كي لا تقع نهائياً ، مغمضة العينين تستنجد الأنفاس أن تتحرر من محبسها ..
"ألطف بها يا رب " رددتها سومه مأخوذة بحالة وجد المتألمة ..
انحنى نديم الى جوارها على الأرض منادياً آمراً " وجد انظري الي " طرقات تدق مسامع وعيها من بعيد بلا هوادة "وجد وجد ركزي معي "
القلب ..القلب خلاصها من السقوط في هاوية الماضي ، زحفت أصابعها تحت حجابها حتى لامست دفء السلسلة ..أمها ..أبيها ..هي ثلاثتهم مجتمعين معا داخل قلب السلسلة
وسيظلون دوماً مجتمعين في قلبها .
" وجد" صرخ بها نديم عالياً فاخترق ندائه صلابة قوقعتها ، وأثار انتباهها ، فطفقت تنظر إليه بعينين مطفأتين كظبي مقتول يجاهد أنفاسه الأخيرة .. بداخلها خراب ..خواء ،واشتعال ألم .. إنها تموت ، من شدة ما تعانيه من كبت ، وصراع ضد الوجع ، وصهيل الذكريات يصم أذنيها عن السمع ..
تجرأ نديم أخذاً وجهها بين كفيه ، مثبتاً إياه عينيه بعينها ، سارقاً منها بعض الاهتمام وصرخ بها قائلاً " اطلقي العنان لكل ما بداخلك يا وجد.. اطلقي سراح آلامك واسمحي لها بالخروج حتى تسطيعين التنفس "
وكأنها كانت في أمس الاحتياج لأمر باتر هكذا ،منذ عشر سنوات ، كي تستطيع أخيراً أن تنتزع سلطة الجمود عن كل دواخلها ..فكانت صرخة واحدة شقت ضلوع صدرها ، خرجت من رحم المعاناة ، كما المولود حديثاً حين يصرخ معلناً عن وجوده في وجه الحياة ، اتبعتها شهقات متقطعة حتى استطاعت التنفس بروية ثم تهاوت على الأرض دون حراك .....



التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 03-07-19 الساعة 01:05 PM
أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 02:39 PM   #155

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

انا حاليا ببكي انتظري اخذ نفسي وارجعلك

Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 03:21 PM   #156

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewitysmile23

اه طويلة على حال وجد قلبى عليها مؤلم الفقد مؤلم فقد الاسرة والاب والام والسند فى الحياة
تخلصت وجد من الالم فى صدرها وتهاوت اردا
لكن ستقف من جديد سوف تكون اقوى واشد بأثا
وجد انت الوجد والوجود والان وجدك نديم بعد مرور السنين


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 03:46 PM   #157

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
اه طويلة على حال وجد قلبى عليها مؤلم الفقد مؤلم فقد الاسرة والاب والام والسند فى الحياة
تخلصت وجد من الالم فى صدرها وتهاوت اردا
لكن ستقف من جديد سوف تكون اقوى واشد بأثا
وجد انت الوجد والوجود والان وجدك نديم بعد مرور السنين
حبيييييييييببببببببت ...حلوة قوي مقولتك ..وجد انت الوجد والوجود ..روووووووعة ..يسلم ذوقك وجمال تعليقك حبيبتي ❤❤❤❤❤


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 03:47 PM   #158

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة malak assl مشاهدة المشاركة
انا حاليا ببكي انتظري اخذ نفسي وارجعلك
قلبي انا إن شاءالله ما تبكي عيونك أبدا ياعمري😘❤❤❤


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 06:18 PM   #159

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

اوركيدا يا قلبي دموعي غرقتني
حالة وجد صعبة جدا جدا
ربي يعينها ويعين كل من فقد أحبابه


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-19, 08:55 PM   #160

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
اوركيدا يا قلبي دموعي غرقتني
حالة وجد صعبة جدا جدا
ربي يعينها ويعين كل من فقد أحبابه
حبيبتي كان لازم يحصل الإنهيار ده عشان وجد.تفوق وتطلع كل الكبت اللي جواها


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.