آخر 10 مشاركات
18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          416 - عصفورة النار - هيلين بروكـس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-19, 11:49 PM   #211

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
فصل مؤلم جدا
عادت ذكريات الماضي تقتحم حياة وجد 😭😭😭
لقد انهارت و دخلت فى صدمة نفسية قوية
اعتقد ان نديم سوف يساعدها
ويقف الى جانبها
تسلم ايدك ❤❤




زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 08:56 AM   #212

موني جابر
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 382135
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,404
?  نُقآطِيْ » موني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond repute
افتراضي

تطورات في الأحداث أبدأ بدارين وأمها الحرباء
الدكتور عامر ليس سهلا ويعلم عنها الكثير وهذا غريب لكونه جديدا نوعا ما بالجامعة ربما له علاقة بزميلها السابق الذي تسببت بشلله
هو يخطط للإيقاع بها وليس العكس في حين تخططا هي ووالدتها للإيقاع بأحمد الذي أعتقد أنه أيضا سيقتص منها لما فعلته بغيره سابقا لتلتف حول رقبتها عدة حبال وهي تستحق الحقيقة
نديم وسومة عائلة حقيقية تحتاج إليها وجد وإن بدأ الأمر بالمعاملة التعاطفية فلابد وأن يكون لها الأثر البالغ بحياة وجد المستقبلية
يسرى حب وجرح سابق لنديم سيكون لها كذلك دورا في القادم 😉
لمياء أخت حقيقية وحمزة رجل بمعنى الكلمة والمواجهة لابد قادمة بينهما سأنتظرها على أحر من الجمر
القادم بنبأ عن عواصف ولكن مشوقة بانتظارك إيمي ⁦❤️⁩
تحياتي لكلماتك المبهرة


موني جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 11:57 AM   #213

esoo As
 
الصورة الرمزية esoo As

? العضوٌ??? » 373476
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 686
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » esoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond reputeesoo As has a reputation beyond repute
افتراضي

سأكتفي عن كلمات المديح لأنها لم تعد كافية او وافية لحقك فعلاً بهتت كلماتي بجانب ماقرأت ..
فصل مؤلم وانتهى وانتِ ما رضيتي تخلي وجد تصحصح ههههههه.
كمية مشاعر رهيبة بثثتها عبر الأسطر لتتدفق وتصب في قلبي مباشر
وجع وجد الذي يتأجج ولايخمد بمرور السنين خرج على شكل موجة طموحات البحر الغادر..
حلمها بأهلها و هي عالقة هناك بعد عشر سنوات ولم تجد قارب النجاة لروحها الغارقة تتخبط في قاع المحيط ..
لم ينتشلها أحد ولم يساعدها أحد على النجاة بل تم وصفها بالمجنونة لأنها تتخبط من ألمها و ثقل الذكريات على عقلها وحواسها
...
نديم يعتقد أن ما دفعه ليتذكرها كل تلك السنوات و في كل مرة يرى لون البحر يتذكر عينيها لأنها أثارت حمية الرجل فيه فقط و هي فتاة مراهقة تطلب منه القسم والوعد لإنتشال جثتي والديها ..
لاهٍ عن ردات فعله ونبضاته التي تسرق في غفلة منه عند مرور اسمها على مسامعه
لحظة رؤيته لزبرجدية عينيها بعد عشر سنين وهو لم ينسى لونهما مطلقاً
ابتسامته بينه وبين نفسه لهفته السؤال عنها
لا اعتقد أن كل هذا أنها استفزت رجولته بضعفها و علمه بقصتها فقط
لكن إما أنه يتغافل بعد أن رأى كم هي مسكينة وضعيفة او غافل فعلاً عن تلك القطعة المركونة ايسر صدره..
.
سيصدم حين يعلم أنها محاربة شجاعة و مقاتلة مقدامة
تحارب أعدائها و أعداء نجاحها بيت عمها
تحارب الفقر و الجوع لأجل أن تحقق حلمها وتستقل عن وكر الأفاعي
تحارب كوابيسها و أسوأ ذكرى في حياتها و تعافر لأجل أن تعيش
تحارب الدنيا و تتمسك بذكرى والديها كي لا تقع ولا تنهار تعافر لتعيش حرة أبية دون الإحتياج لأحد
حتى دراستها توفر مالها من عرق جبينها لم تدع نفسها تحتاج حتى لمال أبيها الذي ينفق على دراسة ابنة عمها ورشاوي للدكاترة لتنجح ولبذخها لملابسها وتبذيرها الفاحش هي وأمها الشمطاء
تكد وتدرس وتعمل و تساعد و تقاوم

.
نديم مر بعلاقة مع الطبيبة يسرى و يبدو بدون علم سومة ولا يسرى تعرف عن اهل نديم شيئاً بما أنها لا أعلم من هي والدة نديم حتى!
هل نستطيع أن نقول عنها أنها علاقة عابرة !! ولم تكن بذلك العمق
يبدو أنها كانت زميلة له ايام الجامعة بما ان عمرها يقارب عمر نديم!

لكن نستشف من حديث نديم لنفسه أن يسرى كاللصقة هههههههههه
و بلمحة أمل بسيطة ستعود وتلتصق به وستتوهم بأنه يريد أن يعيد حبال الوصال بينهما دون مراعاة أنه ناداها لمهمة إنسانية بحتة

.
ايضاً هو متخبط ما بين فرحته للقاء وجد و خوفه عليها و شعوره بالذنب وإحباطه من ردة فعلها لتذكرها له بهذا الشكل إضافة إلى توتره وهو يراها بتلك الحالة عاجز عن فهم ما يحصل معها و ما يفعل لها وقلقه عليها
دفعه ليقول للمياء أنها مجرد أخت صغيرة لدرجة أن لمياء خاب أملها كما خاب أملنا وهي كانت تمني نفسها بمركز أكثر شاعرية من أخت وتتمنى لو جد الشخص الذي سيعوضها عن كل ما مرت به.

.

لمياء الأخت التي ولدت من رحم الأيام الصديقة المخلصة التي أبدت صديقتها وجد على عمل يوفر عليها عناء الحياة و الركض هنا وهناك و العمل لدى ذئاب بشرية تريد أن تنهش لحمها الغض ..
وصلت اللقمة إلى فمها كما يقال و العمل يبعد عنها خطوتين و وجد تبعد عنها بالكيلو مترات مع ذلك لم تدخر دقيقة تضيعها دون محاولتها الوصول اليها ضاربة براحتها وعملها عرض الحائط

حتى أنها سحبت من كنزهما الصغير الذي تدخرانه قرش فوق قرش ليحققا حلمهما الذي بات وشيكاً ...
فقط لأجل وجد لأنها تعلم أنها عزيزة النفس لن تقبل بإحسان أحد إليها
.
حمزة رجل المترو و قريبا صاحب العمل الذي ستعمل فيه لمياء
يبدو أن القدر سيبتسم لها اخيراً
حمزة بداية حياته كبداية حياة لمياء و وجد كان يتيماً بل ويزيد عنهما أنه لم يكافح لأجل أن يتعلم و يدخر لنفسه
بل كان يجاهد ليعلم اخته ويوفر لها كل ما تحتاجه مبدياً اياها على نفسه تاركاً التعليم و افرح و لأجل عينيها
مثال الرجل الشهم و النبيل لدرجة انه أصيب بالحرج البالغ لأنه سمع أشياء بسيطة عن حياة فتاة لا يعرفها و لكنها خصوصياتها
رغم ان الحاجة كانت تريد تبرير الموقف له فقط والفتاة لا تعلم ذلك

لو تعلم يا حمزة كم ستكون نادماً لو أنك رفضت مقابلة الفتاة مرة أخرى

فتاة المترو ورجل المترو كل أحد منهما يراقب الآخر فقط بالنظرات من بعيد لا أكثر وكل منهما لايعلم باهتمام الآخر نحوه

لا تعليق بدي على خسة و حقارة دارين و امها وطريقة تفكيرهما لانهما فاقتا ابشع الكلمات و معاني النذالة

سومة الأم الحنون و النبع الفائض من الحنان الذي تسقي منه كل من مر بها و هو عطش لدفىء الأم

وجدت وجد حضن امها الدافئ في عالمها الوهمي الأسود وهي تصارع امواج البحر الغادرة
ليضمها حضن سومة في عالمها الواقعي الأسود و هي تصارع امواج الحياة العاتية

أثقلت قلبي بالمشاعر لحال وجد و وصفك لها ولحلمها و كل حرف في الفصل اخترق صدري و تربع هناك
ثابري وإلى الأمام يا أوركيدا احسنتِ حقاً



رداً على سؤالك أجابت عنه الغالية ام محمود الله يحفظها
ما عندي صفحة ولا وقت للفيس اعلق للكاتبات هنا فقط على منصة روايتي
دمتي بخير وحب عزيزتي


esoo As غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 06:14 PM   #214

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة esoo as مشاهدة المشاركة
سأكتفي عن كلمات المديح لأنها لم تعد كافية او وافية لحقك فعلاً بهتت كلماتي بجانب ماقرأت ..
فصل مؤلم وانتهى وانتِ ما رضيتي تخلي وجد تصحصح ههههههه.
كمية مشاعر رهيبة بثثتها عبر الأسطر لتتدفق وتصب في قلبي مباشر
وجع وجد الذي يتأجج ولايخمد بمرور السنين خرج على شكل موجة طموحات البحر الغادر..
حلمها بأهلها و هي عالقة هناك بعد عشر سنوات ولم تجد قارب النجاة لروحها الغارقة تتخبط في قاع المحيط ..
لم ينتشلها أحد ولم يساعدها أحد على النجاة بل تم وصفها بالمجنونة لأنها تتخبط من ألمها و ثقل الذكريات على عقلها وحواسها
...
نديم يعتقد أن ما دفعه ليتذكرها كل تلك السنوات و في كل مرة يرى لون البحر يتذكر عينيها لأنها أثارت حمية الرجل فيه فقط و هي فتاة مراهقة تطلب منه القسم والوعد لإنتشال جثتي والديها ..
لاهٍ عن ردات فعله ونبضاته التي تسرق في غفلة منه عند مرور اسمها على مسامعه
لحظة رؤيته لزبرجدية عينيها بعد عشر سنين وهو لم ينسى لونهما مطلقاً
ابتسامته بينه وبين نفسه لهفته السؤال عنها
لا اعتقد أن كل هذا أنها استفزت رجولته بضعفها و علمه بقصتها فقط
لكن إما أنه يتغافل بعد أن رأى كم هي مسكينة وضعيفة او غافل فعلاً عن تلك القطعة المركونة ايسر صدره..
.
سيصدم حين يعلم أنها محاربة شجاعة و مقاتلة مقدامة
تحارب أعدائها و أعداء نجاحها بيت عمها
تحارب الفقر و الجوع لأجل أن تحقق حلمها وتستقل عن وكر الأفاعي
تحارب كوابيسها و أسوأ ذكرى في حياتها و تعافر لأجل أن تعيش
تحارب الدنيا و تتمسك بذكرى والديها كي لا تقع ولا تنهار تعافر لتعيش حرة أبية دون الإحتياج لأحد
حتى دراستها توفر مالها من عرق جبينها لم تدع نفسها تحتاج حتى لمال أبيها الذي ينفق على دراسة ابنة عمها ورشاوي للدكاترة لتنجح ولبذخها لملابسها وتبذيرها الفاحش هي وأمها الشمطاء
تكد وتدرس وتعمل و تساعد و تقاوم

.
نديم مر بعلاقة مع الطبيبة يسرى و يبدو بدون علم سومة ولا يسرى تعرف عن اهل نديم شيئاً بما أنها لا أعلم من هي والدة نديم حتى!
هل نستطيع أن نقول عنها أنها علاقة عابرة !! ولم تكن بذلك العمق
يبدو أنها كانت زميلة له ايام الجامعة بما ان عمرها يقارب عمر نديم!

لكن نستشف من حديث نديم لنفسه أن يسرى كاللصقة هههههههههه
و بلمحة أمل بسيطة ستعود وتلتصق به وستتوهم بأنه يريد أن يعيد حبال الوصال بينهما دون مراعاة أنه ناداها لمهمة إنسانية بحتة

.
ايضاً هو متخبط ما بين فرحته للقاء وجد و خوفه عليها و شعوره بالذنب وإحباطه من ردة فعلها لتذكرها له بهذا الشكل إضافة إلى توتره وهو يراها بتلك الحالة عاجز عن فهم ما يحصل معها و ما يفعل لها وقلقه عليها
دفعه ليقول للمياء أنها مجرد أخت صغيرة لدرجة أن لمياء خاب أملها كما خاب أملنا وهي كانت تمني نفسها بمركز أكثر شاعرية من أخت وتتمنى لو جد الشخص الذي سيعوضها عن كل ما مرت به.

.

لمياء الأخت التي ولدت من رحم الأيام الصديقة المخلصة التي أبدت صديقتها وجد على عمل يوفر عليها عناء الحياة و الركض هنا وهناك و العمل لدى ذئاب بشرية تريد أن تنهش لحمها الغض ..
وصلت اللقمة إلى فمها كما يقال و العمل يبعد عنها خطوتين و وجد تبعد عنها بالكيلو مترات مع ذلك لم تدخر دقيقة تضيعها دون محاولتها الوصول اليها ضاربة براحتها وعملها عرض الحائط

حتى أنها سحبت من كنزهما الصغير الذي تدخرانه قرش فوق قرش ليحققا حلمهما الذي بات وشيكاً ...
فقط لأجل وجد لأنها تعلم أنها عزيزة النفس لن تقبل بإحسان أحد إليها
.
حمزة رجل المترو و قريبا صاحب العمل الذي ستعمل فيه لمياء
يبدو أن القدر سيبتسم لها اخيراً
حمزة بداية حياته كبداية حياة لمياء و وجد كان يتيماً بل ويزيد عنهما أنه لم يكافح لأجل أن يتعلم و يدخر لنفسه
بل كان يجاهد ليعلم اخته ويوفر لها كل ما تحتاجه مبدياً اياها على نفسه تاركاً التعليم و افرح و لأجل عينيها
مثال الرجل الشهم و النبيل لدرجة انه أصيب بالحرج البالغ لأنه سمع أشياء بسيطة عن حياة فتاة لا يعرفها و لكنها خصوصياتها
رغم ان الحاجة كانت تريد تبرير الموقف له فقط والفتاة لا تعلم ذلك

لو تعلم يا حمزة كم ستكون نادماً لو أنك رفضت مقابلة الفتاة مرة أخرى

فتاة المترو ورجل المترو كل أحد منهما يراقب الآخر فقط بالنظرات من بعيد لا أكثر وكل منهما لايعلم باهتمام الآخر نحوه

لا تعليق بدي على خسة و حقارة دارين و امها وطريقة تفكيرهما لانهما فاقتا ابشع الكلمات و معاني النذالة

سومة الأم الحنون و النبع الفائض من الحنان الذي تسقي منه كل من مر بها و هو عطش لدفىء الأم

وجدت وجد حضن امها الدافئ في عالمها الوهمي الأسود وهي تصارع امواج البحر الغادرة
ليضمها حضن سومة في عالمها الواقعي الأسود و هي تصارع امواج الحياة العاتية

أثقلت قلبي بالمشاعر لحال وجد و وصفك لها ولحلمها و كل حرف في الفصل اخترق صدري و تربع هناك
ثابري وإلى الأمام يا أوركيدا احسنتِ حقاً



رداً على سؤالك أجابت عنه الغالية ام محمود الله يحفظها
ما عندي صفحة ولا وقت للفيس اعلق للكاتبات هنا فقط على منصة روايتي
دمتي بخير وحب عزيزتي
إسو الغاليه ..اعشقك واعشق كلماتك وتعليقك الذي انتظره علي احر من الجمر بعد نزول كل فصل ..انبهر بمدي تعمقك للأحداث ودواخل الشخصيات ..انبهر بمدي نضجك الفكري لتصرفات الأبطال ..كل كلمه تخطها اناملك وسام علي صدرى ..انا فخووووووووورة جدا بمتابعتك لي ..سلمت ذوقك وحلاوة تعبيراتك عزيزتي 😘😘😘😘😘


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 06:18 PM   #215

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موني جابر مشاهدة المشاركة
تطورات في الأحداث أبدأ بدارين وأمها الحرباء
الدكتور عامر ليس سهلا ويعلم عنها الكثير وهذا غريب لكونه جديدا نوعا ما بالجامعة ربما له علاقة بزميلها السابق الذي تسببت بشلله
هو يخطط للإيقاع بها وليس العكس في حين تخططا هي ووالدتها للإيقاع بأحمد الذي أعتقد أنه أيضا سيقتص منها لما فعلته بغيره سابقا لتلتف حول رقبتها عدة حبال وهي تستحق الحقيقة
نديم وسومة عائلة حقيقية تحتاج إليها وجد وإن بدأ الأمر بالمعاملة التعاطفية فلابد وأن يكون لها الأثر البالغ بحياة وجد المستقبلية
يسرى حب وجرح سابق لنديم سيكون لها كذلك دورا في القادم 😉
لمياء أخت حقيقية وحمزة رجل بمعنى الكلمة والمواجهة لابد قادمة بينهما سأنتظرها على أحر من الجمر
القادم بنبأ عن عواصف ولكن مشوقة بانتظارك إيمي ⁦❤️⁩
تحياتي لكلماتك المبهرة
مونى الجميلة اشكرك ياقلبي علي متابعتك الدؤبة للرواية كل اسبوع وتعليقك المميز عليها شكرا ياقلبي😍🥰🥰🥰🥰🥰😘😘


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 11:55 PM   #216

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
فصل مؤلم جدا
عادت ذكريات الماضي تقتحم حياة وجد 😭😭😭
لقد انهارت و دخلت فى صدمة نفسية قوية
اعتقد ان نديم سوف يساعدها
ويقف الى جانبها
تسلم ايدك ❤❤
حبببتي تعليقك مميز ككل مرة ..احببته كثيرا وسعدت به أكثر 😘😘😘😘


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 04:28 PM   #217

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
Bravo



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

دمعت عيناي من أجل وجد فقد استرجعت الماضي بآلامه وأوجاعه وكم تأثرت سومة وياسمة من أجلها... ونديم بالتأكيد في أعماقه متألم لأجلها ويلوم نفسه أيضا...
..........
بات الآن فضوليا لما وجد ليس لديها أرقام لعائلتها.... وعلم ان لولو هي نعم السند عليها...
قلبي عليك وجد....
........
كم أنت رائعة لولو تأثرت كثيرا بفعلتك وأنك تركتِ عملك من أجل وجد... سيعوضك الله خيرا بإذن الله....
.......
نديم أيقن الآن ان عائلتها تؤثر سلبيا عليها كما أخبرته صديقتها....
.......
دموووووع دموووووع يا الله تأثرت باحتضان سومة لوجد ستكون نعم الوالدة التي لم تلدها لها..... قلبي عليك وجد....
جميلتي أبدعتِ إيمان جعلتني أشعر بما يشعرونه....
........
يسرى تكون لنقل خطيبة نديم في الماضي صحيح؟؟؟ أو كانت تربطهم علاقة حب بينهما أعتقد ذلك....
........
دارين ذلك الدكتور سيجعلك تسيرين على الصراط تستحقين ذلك...
......
انت تلعبين بالنار دارين ان لعبت مع الدكتور عامر... فسيرتد عليك جميع أفعالك...
.......
تستحقين ما حدث لك دارين من الدكتور عامر...
يجب ان تفكري بأفعالك قبل ان تندمي أشد الندم لذلك...
.......
الحاجة خديجة تحدثت مع لمياء أمام حمزة.... وهو تأثر بداخله من أجلها... ووافق ان تعود لتقديم العمل... أشعر ان مقابلتهما ستكون صادمة لهما لأن حمزة هو نفسه الشخص التي كانت تنظر له لولو....
متحمسة لمقابلتهما...
.........
آآآآه كم أود ضربك وبشدة دارين المقيتة....
ماذا فعلت بك وجد... انت التي تغارين وتحقدين عليها وليس العكس وكم أتمنى من احمد ان يعرف حقيقتك انت ووالدتك المقيتة...
........
قلبي عليك وجد فلا زلت مغيبة عن الواقع المرير الذي عايشته في السابق ...
أتمنى ان تستفيقِ بسرعة وتتحسنِ ....
سومة ستكون لك السند وجد أشعر بذلك فهي متألمة من أجلك كثيرا....
......
وانتهى الفصل المبدع والمؤثر كثيرا...
بوركت يمناك المبهرة عليه حبيبتي إيمان"ما شاء تبارك الله" فقد جعلتني أشعر بجميع مشاعرهم وأحاسيسهم وكأنني معهم... في انتظار القادم بلهفة كبيرة جدا....
وفقك الله وسدد خطاك...
تحياتي وتقديري وقبلاتي لك ....
🌺🌷🌺🌷🌺




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 08:29 PM   #218

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

دمعت عيناي من أجل وجد فقد استرجعت الماضي بآلامه وأوجاعه وكم تأثرت سومة وياسمة من أجلها... ونديم بالتأكيد في أعماقه متألم لأجلها ويلوم نفسه أيضا...
..........
بات الآن فضوليا لما وجد ليس لديها أرقام لعائلتها.... وعلم ان لولو هي نعم السند عليها...
قلبي عليك وجد....
........
كم أنت رائعة لولو تأثرت كثيرا بفعلتك وأنك تركتِ عملك من أجل وجد... سيعوضك الله خيرا بإذن الله....
.......
نديم أيقن الآن ان عائلتها تؤثر سلبيا عليها كما أخبرته صديقتها....
.......
دموووووع دموووووع يا الله تأثرت باحتضان سومة لوجد ستكون نعم الوالدة التي لم تلدها لها..... قلبي عليك وجد....
جميلتي أبدعتِ إيمان جعلتني أشعر بما يشعرونه....
........
يسرى تكون لنقل خطيبة نديم في الماضي صحيح؟؟؟ أو كانت تربطهم علاقة حب بينهما أعتقد ذلك....
........
دارين ذلك الدكتور سيجعلك تسيرين على الصراط تستحقين ذلك...
......
انت تلعبين بالنار دارين ان لعبت مع الدكتور عامر... فسيرتد عليك جميع أفعالك...
.......
تستحقين ما حدث لك دارين من الدكتور عامر...
يجب ان تفكري بأفعالك قبل ان تندمي أشد الندم لذلك...
.......
الحاجة خديجة تحدثت مع لمياء أمام حمزة.... وهو تأثر بداخله من أجلها... ووافق ان تعود لتقديم العمل... أشعر ان مقابلتهما ستكون صادمة لهما لأن حمزة هو نفسه الشخص التي كانت تنظر له لولو....
متحمسة لمقابلتهما...
.........
آآآآه كم أود ضربك وبشدة دارين المقيتة....
ماذا فعلت بك وجد... انت التي تغارين وتحقدين عليها وليس العكس وكم أتمنى من احمد ان يعرف حقيقتك انت ووالدتك المقيتة...
........
قلبي عليك وجد فلا زلت مغيبة عن الواقع المرير الذي عايشته في السابق ...
أتمنى ان تستفيقِ بسرعة وتتحسنِ ....
سومة ستكون لك السند وجد أشعر بذلك فهي متألمة من أجلك كثيرا....
......
وانتهى الفصل المبدع والمؤثر كثيرا...
بوركت يمناك المبهرة عليه حبيبتي إيمان"ما شاء تبارك الله" فقد جعلتني أشعر بجميع مشاعرهم وأحاسيسهم وكأنني معهم... في انتظار القادم بلهفة كبيرة جدا....
وفقك الله وسدد خطاك...
تحياتي وتقديري وقبلاتي لك ....
🌺🌷🌺🌷🌺


عزيزتي الأسيرة بأفكارها والتي انتظر رأيها بعد كل فصل بفارغ الصبر
..ماذا يريد اي كاتب ان يري ثمار جهده سوى في كلمات وتقدير مميز كالذي اتلقاه منك كل اسبوع ..سلمت يداك أنت علي ما خطته انامالك في حقي ..شكرا جزيلا لمتابعتك المستمرة وتعليقك المميز لكل فصل ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-19, 10:01 AM   #219

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-19, 11:39 AM   #220

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس
أخذت ياسمه بيد سومه لتخرجها ، بعد أن أكد عليها نديم أن تجعلها ترتاح تماماً ، فقد اجهدت نفسها عصبياً وجسدياً الساعات الماضية بما يكفي ، وحالتها الصحية لا تحتمل مزيداً من هذا التوتر الممتلئة به الأجواء المحيطة بهم ..
اطمأنت يسرى أن المريضة قد ذهبت في سبات عميق ، بإنتظام ضربات قلبها ، ورتابة أنفاسها ، وتحركت تنوي مغادرة الغرفة فيقابلها نديم عند الباب ويرافقها للخارج بصمت مطبق حتى وصلت لسيارتها فبادرته سائلة
"ما صلتك بهذه الفتاه نديم ..مما فهمته أنها لا تمت لك بصلة أو قرابة "
نظر إليها نديم متفرساً إياها بشوق جاهدت عيناه إخفائه وعنفته كرامته على إظهاره بعد كل ما حدث بينهم فقسي في قوله
"لا أعتقد أن صلتي بها يخصك من بعيد أو من قريب يا دكتورة يسرى ..لقد طلبت منك خدمة وأنت أديتها على أكمل وجه ، والآن تفضلي ثمن ما ضيعناه من وقتك الثمين "
ومد يديه إليها بمظروف ورقي صغير ، يحتوي على مبلغ من المال ، يتجاوز بكثير ثمن ما يتقاضاه أكبر الأطباء شهرة ، تناولته منه بفضول مخرجة لفة من النقود الورقية فلوت فمها يأساً ، ورفعت حاجبها الأيمن إستغراباً وقالت مؤنبة " هل تظن يا نديم أنني وافقت على المجيء إلى هنا للمساعدة رغبة مني في بضعة أوراق نقدية مهما كانت قلتها أو كثرتها "
" اصمد نديم ..لا تهزك الملامة في قولها ، يكفيك ما عانيته من جراح لم تندمل حتى الآن " عنف نديم نفسه وإستقام قائلاً
"لا يهمني لأي سبب آخر جئت يا دكتورة ، ولا يهمني معرفة دوافعك "
إقتربت يسرى منه برجاء
"نديم أنا لم أنساك للحظة طوال هذين العامين الماضيين ..دوماً ما كنت أبحث عنك وعن أخبارك بنهم وشوق ، وأعلمُ جيداً أنك لم تنسى ما كان بيننا بكل تلك السهولة "
هاجمها نديم " ما كان بيننا !! وما الذي كان بيننا يا دكتورة ؟!!!..كل ما كان بيننا عبارة عن خداع ووهم كبير جعلتني أصدقه وأعيش به وله "
دافعت يسرى عن نفسها مبرئةً ساحتها
" أنا لم أخدعك يا نديم ، أنا وقعت بحبك دون أي إرادة مني أو سيطرة " ،
خبط نديم بكفيه على سقف سيارتها غاضباً وصرخ بها
"لم تخدعيني ..لقد سمحتي لي أن أتعرف عليك وأتعلق بك حتى أعترفت بحبك على الملأ طالباً منك الزواج ولم تخبريني أنك على ذمة رجل آخر ..ألا تسمي هذا خداع "
اندفعت قائلة بحرارة" أنا وزوجي لم يجمعنا الحب يوماً وكنا على وشك الطلاق حين تعرفت عليك خلال رحلتنا البحرية .. أنا لم أخدعك يا نديم أنا أحببتك بصدق ،عشت معك في فترة وجيزة ، كل ما حرمت منه من مشاعر الحب والعشق وما لم أشعر به في كل سنوات زواجي من رجل جامد الإحساس كزوجي "
أمسك يديها التي إرتفعت لوجهه تمسه قبل وصولها ضاغطاً على معصمها بعنف
" كان يجب أن تخبريني من أول لقاء ..من اللحظة التي شعرت فيها بشرارة التجاذب بيننا ، وأنا الوحيد حينها من يقرر إن كنت أريد الإستمرار في علاقة كهذه متحملاً كافة توابعها أو أرفض أن أكون طرفاً فيها .. لا أن تجعليني أصل معك إلى حد الهيام والتعلق بك طالباً منك الزواج وتأتيني قائلة أنك موافقة ولكن علي الإنتظار حتى تحصلي على الطلاق من زوجك "
نادته محاولة تبرير موفقها " نديم أنا .."
نديم كانت الذكريات تستنفذ طاقته وشعور الغدر السقيم ينهش بين الضلوع دون هوادة فأسقط يديها من قبضته بعنف وقاطعها ناهراً
" إصمتي يسرى ..لا أريد منك أي مبررات واهية فلا سبب في هذا العالم يجعلك تفعلين هذا بي وتسببين لي كل هذا الأذى ..انا أهديك ورودي وأنت في المقابل غرزت كل أشواكك بقلبي "
همست إليه بوله تبثه كل مشاعرها بهمسها
" نديم أنا أحبك ..أحبك كما لم أحب رجلاً بحياتي ..فكل الرجال في نظري بعدك نواقص وأنت وحدك الكامل .. أنت وحدك من أسرني وصرت بحبك موشومة ..لقد مات زوجي العام الماضي حبيبي ، ولم يعد هناك ما يفرقنا أو يعوق إرتباطنا ، لقد بحثت عنك كثيراً وأرسلت إليك مئات الرسائل دون إستجابة منك ، أنا متأكدة أنك ما زلت تهواني ، فمن يكن بداخله كل هذا الحب الذي شعرت به وأحسسته لن ينسى بهذه السهولة حبيبته .. فلا تكابر وتؤلم حالك ببعدك عني فحين يجمعنا بيت واحد ستنسى كل ما فات في غمرة سعادتنا الأبدية "

شبك نديم ذراعيه فوق صدره مستمعاً يشد أزر نفسه في مواجهتها حتى إنتهت ثم رسم على محياه إبتسامة باردة ورد عليها
" هل إنتهيت الآن .. أما أنه لديك أقوال أخرى ، لأنك لو كنت إنتهيت فلدي أنا كلمة أخيرة لك فاسمعيها جيداً ..أنا رجل ريفي تنخر رجولته في عقله وقلبه معاً ، ولا أرضى لنفسي أن أتطاول على حرمات الغير .. أنا رجل حر لا ينقصني جاه ولا مال حتى الهث وراء امرأة رجل أخر ، حبيبتي لابد أن تكون صادقة ، نقية ، لا مخادعة كاذبة ، لو أنك جئتني منذ البداية ، معترفة لحقيقة وضعك ربما كنت صدقت كافة أعذارك وقتها ، وساندتك لو كنتِ على حق ، وإنتظرتك بما يرضي الله حتى تصبحين حرة .. لكني سألت عن زوجك بعد أن أخبرتني الحقيقة أخيراً ، أوهمتني أنك تعيشين معه في جحيم لا يطاق ، ووجدته رجلاً لا عيب فيه يذكر ، وأنه يعشق الأرض التي تخطو قدميك عليها ، ولكنك إنسانة ناكرة للنعمة ومنافقة ، بدليل أنك عدت إليه تمرغين أنفك عند قدميه حباً واشتياقا بعد أن تيقنت من رفضي لك وإنفصالي عنك ، يا دكتورة أنت انتهيت من حياتي للأبد وهذا قراري النهائي "
تمسكت يسرى بقميصه تمنعه من التحرك أو الابتعاد عنها وصرخت به
" كاذب .. أنتَ ما زلت تكن لي المشاعر ..ولم تتحرر مني بعد .. بدليل أنك حدثتني طالباً مني المجيء لمساعدتك ..لأنك كنتَ مشتاقاً لي .. كنتَ راغباً في لقائي ..لا تنسى من أكون يا نديم يمكنني قرأتك ككتاب مفتوح "
أمسك نديم بمعصميها بقوة آلمتها يزيح كفيها عن قميصه " وأنا سعيد أنني طلبتك اليوم يا يسرى ..لأني الآن فقط تأكدت أن ما بداخلي لك إنطفأت ذروته وإنتهى ، مخلفاً ورائه رماد حرقته بسببك .. أنتِ فصل بحياتي إنتهى بكل أوهامه وأوجاعه فلا تحاولي فتحه من جديد .. ابحثي لنفسك عن ضحية أخرى تضخين فيها سمومك بعيداً عني ، فإن كنت أنتِ الدواء لعلتي ، فاطهر عندي أن أموت من أن أجعلك تنقذيني "
نفض يديها بعيداً عنه وتركها عائداً إلى منزله دون ذرة ندم او رغبة في الالتفات للوراء..

دخل نديم المنزل لاهثا تكاد طبول قلبه تشق عباب صدره ،لا يصدق أنه أخيراً إستطاع مواجهتها ،إستطاع أن يضع النقاط علي أخر حروف قصتها معه، لم يضعف أمامها أو يسلم شراع قلبه لها من جديد ، أحبها ..نعم أحبها كم لم يحب إمرأة ن قبل ،تمناها أن تقاسمه عسر ويسر أيامه القادمة ،ظنها سكنا له ومأوى لكافة أحلامه في إيجاد إمرأة تتحمله وتعتني بأمه وأخيه وتحن علي ياسمة في غيابه، صدق أنها المثلي ولم يفطن انها أسوأ اختيارات حياته ،لم يعلم أنها أذي ولكن رحمة الله به كانت أقرب إليه من مس شرها ..إستنشق أنفاسه عميقا حتي إمتلأ صدره عن أخر لافظاً أخر أنات الشوق إليها ،زافراً كل ما كنه بداخله وعاناه بسبهها طيلة عامين مطمساً خيبة أمله بها وقصته التي كادت أن تتكرر مثل أبيه تماماً الفرق الوحيد بينهما أنه لم يكن متزوجا بأخري ..
صعد نديم للطابق العلوي مناديا ياسمة التي أجابته من داخل المطبخ بالدور السفلي فطل عليها من أعلي السلالم سائلا عن مكان والدته فأجابته
"حاولت جعلها ترتاح بغرفتي ولكنها أصرت علي الإطمئنان علي أكرم والمكوث بغرفته ، لكننا لم نجد أكرم في الغرفة فأخبرتني أمي أنه بالتأكيد يرسم وصممت أن أتركها تنام قليلا علي فراش أكرم حالما ينهي عمله في المرسم طالبة مني ألا
أزعجه أو أناديه "
أكرم ..كيف غفل عنه في جملة الأحداث الماضية لابد أن حالته النفسية ساءت كثيراً برؤيته لوجد وندائها علي والديها وخاصه أمها ..فبالرغم من التصالح النفسي لأكرم مع حالته المرضية والجسمانية إلا أنه لا يحتمل أوجاع الأخرين خاصة أولئك الفاقدين لذويهم وأحبتهم ..عاد الي ياسمه قائلا
"حسنا ياسمه أرجوك ألا تنسي واجب الضيافة مع صديقة وجد سأذهب اليها الأن لنقل وجد في غرفة الضيوف هل جهزتها ..؟"
"نعم كل شئ تمام..هل أصعد اليك لأساعدك "
"لا تقلقي ..لا أظنني أحتاج للمساعدة أكملي ما تقومين أنت به "
طرق نديم عدة طرقات علي باب الغرفة قبل دخوله فوجد لمياء تهاتف شخصا علي هاتف وجد الذي تركه جوارها فإنتظر قليلا حتي أنهت المكالمة فبادرته قائله " لقد كنت أهاتف الدكتور عبدالعال مدير الصيدلية التي تعمل بها وجد وأخبرته بحالتها الصحية وتفهم الأمر جدا وطلب مني أن أجعلها ترتاح تماما ولا تزعج نفسها بالحضور حتي تتعافي "
"إذن فعبدالعال الاسم الثالث من الأربعة أسماء التي سجلتها وجد علي هاتفها هو صاحب العمل "فكر نديم في سره ..تري من تكون شذي..؟!!
أخبرها نديم بهدوء " لقد حضرنا غرفة أخري لترتاح فيها وجد حتي تستيقظ وسأنقلها اليها الأن..هلا ساعدتني "
"بالطبع ..بالطبع"
كانت وجد غائبة عن الوعي تماماً وإحتار نديم أن يحملها أم يسندها واقفة مع لمياء حتي الغرفة الأخري فسألها "هل تمانعين أن حملتها أسهل الي الغرفة الأخري ..سأدثرها بالملاءة وأحملها حتي لا أخدش حرمة جسدها إتفقنا "
هزت لمياء رأسها موافقة ولفت وجد جيداً بالملاءة حتي لا ينكشف منها شيئاً أمامه ثم سمحت لنديم بحملها فهاله مدي خفة وزنها وضألته جسمها بين يديه ..
إطمأنت لمياء علي أن وجد تنام براحة علي الفراش الجديد وإستطردت قائلة بحرج بالغ
"أستاذ نديم أرجوك أن تقبل اعتذاري مني وبالنيابة عن وجد ..لقد أثقلنا عليكم اليوم كثيراً..وأعدك بمجرد أن تفيق وجد سنرحل علي الفور "
أجابها نديم بجدية مؤنباً بحدة "أنسة لمياء لماذا تصرين علي إزعاجي بهذا الحديث التافه ..أنتم مرحب بكم هنا وحتي نطمئن علي وجد إعتبري المنزل منزلك .أنا هو المحرج من وجد أن يكون هذا نتاج لقائي لها وتذكرها لي "
إقتربت منه لمياء وقالت تواسيه
"وجد لم تنساك ياسيد نديم ..أذكر جيداً أنها حدثتني عنك وأخبرتني أنها تخصك بالدعاء دوماً ..هي إرتبطت بك بطيف ذكراك وبمروءتك معها تلك الليله ولكنها نسيت شكلك وهيئتك ..لا أعرف كيف أصف لك الأمر إنه إرتباط روحاني أكثر من كونه مادياً ملموسا ولذلك حين إصطدمت بواقع وجودك الفعلي أمامها مرة أخري لم تتمالك نفسها ممزقة كل الخيوط الواهية التي كانت تتمسك بها كي لا تنهار ..في الحقيقة وجد الفترة الماضية كانت واقعة تحت ضغط عصبي ونفسي كبير وكنت أخشي عليها من هذه اللحظة ..لقد كانت تقاوم كثيراً حتي أصبح الأمر فوق إحتمالها إعذرني فيما سأقوله ولكن ظهورك كان كالقشة التي قصمت ظهر وجد "
"أنت صديقة جيدة أنسة لمياء كونك إستطعت تفهم دواخل وجد بكل هذا الوضوح أكثر من الطبيبة نفسها "
"وهل الطبيبة عاشرت وجد طوال سنوات مثلي أو قاسمتها حلاوة ومرارة الأيام"
" أعتقد أن وجد إنسانة محظوظه بوجود صديقة مثلك في حياتها"
إبتسمت ساخرة "لو أنك قلت لي هذا في أول معرفتي بها ما صدقتك أبداً فأنا لم أمقت أحداً في حياتي مثلها لقد حولت حياتها جحيماً عند وصولها لمدرستنا "
" أثرت فضولي يا أنسة لمياء ،ما رأيك لو ندع وجد ترتاح وننزل معا لتناول فنجان قهوة في الأسفل"
نظرت لمياء بتردد لوجد الراقدة لا حول لها ولا قوة "أخاف أن تستيقظ في أي لحظة دون أن أكون الي جوارها "
طمأنها نديم "لا تقلقي أظنها لن تستيقظ الأن ،أنا فقط أريد أن أخرجك من حالة الخوف والتوتر الواضحة عليك وأن نكمل حديثنا بعيداً عن وجد كي لا نزعجها "
هزت لمياء رأسها موافقة وتتبعته لخارج الغرفة حتي غرفة الجلوس، نادي نديم ياسمه يسألها أن تعد لهما القهوة فإعترضت لمياء بخفوت "إعذرني أنا لا أشرب القهوة لو أمكن سأخذ كوب شاي "
إبتسمت ياسمة بلطف وسألتها "ما رأيك بقطعة كيك من صنع يدي مع الشاي ،لقد اتبعت وصفة جديدة "
همت لمياء بالإعتراض فتنحنح نديم محذراً وقاطعها "بالطبع ياعزيزتي سيكون الأمر رائعا وسأخذ قطعة لي أنا أيضاً"
عادت ياسمة للمطبخ متحمسة لجعلهم يتذوقون الكيكة التي لم تمسها منذ صنعتها البارحة ..
بمجرد أن غادرت ياسمة التفت نديم الي لمياء مفسراً " كانت ستحزن كثيراً لو رفضت عرضها ..فياسمة أختي فاشلة تماماً في إعداد الكيك رغم أنها تتبع الكثير من الوصفات ،لذا توجب علينا أنا وأخي بحكم رباط الأخوة بيننا أن نعلي من همتها وثقتها ونأكل ما تصنعه دون إعتراض أو توبيخ "
إبتسمت لمياء رغما عنها تخفي دموع عينيها تأثراً بهذا الترابط الأخوي والجو العائلي الحميم المحيط بهذا المنزل تسأل نفسها
"هل هكذا تكون العلاقة بين الإخوة ..لا ضغائن ولا مكر اً وخبث..فقط الحب الخالص والمودة"
أغمضت عينيها داعية "يارب أدخل في قلوبهم الرحمة والحب تجاه وجد وعوضها بهم عن أهلها فهي في أشد الحاجة إليهم والي عطفهم عليها "
سألها نديم بإهتمام حين رأها مغمضمة العينين "هل أنت بخير أنسه لمياء ..هل قلت شيئاً ضايقك"
فتحت لمياء عينيها تكاد دموعها تسيل "أبداً ..أنا فقط متأثرة بحلاوة علاقتك بأختك ..جعلكم الله دوماً يداً واحده وعزوة بعضكم البعض"
"أمين يارب العالمين ..حدثيني عن وجد أريد أن أعرف عنها كل شئ"
تأففت لمياء غير قادرة علي إفشاء أسرار وجد وعرض أمورها الشخصية أمامه
"إعذرني..لا أعتقد أنه من حقي أن أخبرك أي أمر يخص وجد ،هي وحدها من تقرر إن كانت تريد إخبارك عن نفسها أو لا"
أعجب نديم من وفاء هذه الفتاه لصديقتها وقال "بالطبع عندك حق ..ما رأيك لو تخبريني كيف أصبحتما صديقين لقد أثرت فضولي "
إعتدلت لمياء وقالت تتذكر أمراً مر عليه الكثير " وجد جاءت إلي مدرستنا فتاة جديدة لا تحدث أحداً من المفترض أن تسبقنا بعام في الدراسة ولكنها تأخرت عام ولا علم لدينا بالسبب رغم ذكائها وتفوقها الدراسي الواضح، دوماً تتخذ لنفسها أخر مقعد في حجرة الدراسة وتبقي طوال اليوم ساهمة ظننتها في البداية متعالية وتنأي عنا في برج عاجي ،فقررت أن أفتعل معها أي مشكلة حتي أضايقها وأخرجها عن شعورها وبالفعل يومها تشاجرت معها لأمر تافه لا أذكره الأن وكنت ألقي علي مسامعها من الكلمات الجارحة ما يذيب الجليد في الماء فهل تعرف ماذا كان ردة فعلها "
قطب نديم حاجبيه تساؤلاً وهر رأسه نافياً فواصلت " ولا أي شئ وقفت هكذا كالتمثال ساكنة لا تتحرك ولا تتفوه بكلمة حتي فرغت تماماً ثم قالت لي بمنتهي الهدوء "من الجيد أن تفرغي ما بداخلك من شحنات الغضب ولكن السئ في الأمر أن تجعليها تسيطر علي عقلك فتوجهيها نحو من لا يستحقها منك..أنا أسفة إن كنت سبباً في غضبك رغم جهلي عما إقترفته في حقك لتمقتيني إلي هذا الحد".. لحظتها شعرت وكأن أحد لطمني بقوة ملقياً فوق رأسي دلو من الماء البارد،لم أستطيع الرد عليها وأنا المعروفة بطول لساني أفحمتني بردها وإزداد تأنيبي لنفسي دفاعها عني أمام المدير رافضة أن تحملني ذنب ما حدث ومصرة أن كل ماحدث كان سوء تفاهم وأني لست مخطئة يومها مر الأمر ولم أعاقب ولكن إغتظت منها أكثر "
صمتت قليلاً حتي وضعت ياسمة صنية التقديم أمامها وناولتها كوب الشاي خاصتها وأكدت عليها أن تأكل حصتها كاملة من الكيك ثم إستأذنتها عائدة للمطبخ ،أكملت لمياء حديثها "ذهبت إليها اليوم التالي أخبرها بعنجهية أنه لا يهمني ما فعلته بحقي أمس،كانت تجلس في الفصل وحيدة كعادتها أثناء الفسحة المدرسية حين أخبرتها تلك الكلمات وجدتها تفتح حقيبتها وتخرج غدائها تضعه أمامي ثم طلبت مني بمنتهي البساطة أن أشاركها طعامها فتعاليت عليها رافضة وهممت بتركها فمسكت بيدي وشدتني لأجلس جوارها ودست الطعام بفمي قائلة" أنت لست إنسانة سيئة لميا، أنت حزينه ومتألمة وأنا أثق بحدسي تجاه الناس ،فكي عن هذه الغلظة التي تتظاهرين بها أمامي لقد رأيت في حمام المدرسة منذ أسبوع وأنت تبكين سراً وتمسكين كتفك متوجعه..أحكي لي ما بك ومما تعانين ولا تكابري"
سكتت لمياء تقضم قطعة من الكيك تلوكها في فمها فوجدتها تشبه المطاط في تماسكها ومكتومة بعض الشئ فأجبرت نفسها علي إبتلاعها وأتبعتها برشفة شاي كبيرة ،ضحك نديم علي منظرها وأشفق عليها قائلاً "لا تضغطي علي نفسك كثيراً ..إتركيها إن لم تعجبك"
أعادت الطبق إلي مكانه بإمتنان وأكملت "لا أعلم ما فعلته بي وجد ذلك اليوم وجعلتني أحكي لها كل شئ عن حياتي ،بعدها صرنا لا نفترق عن بعضنا تغير حالي كثيراً بسببها أصبحت أكثر إهتماماً بالدراسة وزرعت بداخلي بذرة الطموح لمستقبل أفضل لم أكن أهتم بإستكمال دراستي جعلتني أطمح لدخول الجامعة وساندتي كثيراً حين تحديت أهلي وأكملت تعليمي، لم أحتاجها يوماً إلا وجدتها جواري جنباً إلى جنب"
أعقب علي قصته بإبتسامة صغيرة " من الواضح أنكما مرتبطتان جداً ببعضكما"
سالت دمعه علي خدها حزناً علي صديقتها مسحتها بلطف " دوماً كانت تمازحني قائلة "الأرواح تتألف مع بعضها ألماً وأنا وأنت أكثر من تألموا في الحياة"
دهش من جدية قولها وسألها في فضول "هل كانت حياة وجد وحياتك صعبة إلي هذا الحد"
أجابت بكل صدق " مهما كان ما عانيناه فقد تخطيناه معا ممسكين بأيدي بعضنا وسوف نتغلب بإذن الله علي كل ما هو قادم "
إعتلت إبتسامة شفتيه وأجابها بتقدير حار "أنا واثق من هذا وأتمني أن تتأكدي أنني في الخدمة في أي وقت تحتاجينني فيه كصديق أو أخ أكبر..هل يمكنني سؤالك عن أمر ما "
"بالتأكيد تفضل أنا تحت أمرك "
"لماذا لا تدون وجد أي رقم لعمها وباقي أهلها علي هاتفها فأنا لم أجد سوى رقمك ورقم الدكتور عبد العال وأخر لشخصية تدعي شدي ثم رابع مدون بإسم زبون فقط "
نظرت اليه بشدة مترددة ما بين إخباره من عدمه لكنها إستشعرت صدق نواياه فتمنت من قلبها أن يكون لوجد نصيب فيه ليرحمها من قسوة الحياه التي تعيشها فأجابته "وجد تعيش وسط أهلها ولكنها منفصلة عنهم مادياً وحياتياً وليست علي وفاق معهم ، شذي إبنه عمها الصغرى ولدت بعد أربع أشهر من الحادثة وكانت السبب الرئيسي في تحسن حالة وجد النفسية وأصبحت كل شئ في حياة وجد ، أما الزبونة فهي الفتاه التي تصنع لها وجد مفرش السرير لكي تضمه في جهازها ..وجد مهارة جداً في أشغال التطريز والتريكو وتبيع أشغالها اليدوية منهم لتساعدها في توفير المال"
أنهت لمياء حديثها ووقفت علي قدميها منهيه الحديث بينهما إلي هذا الحد وإستأذنته "هل يمكنني العودة لغرفة وجد أرجوك أريد البقاء جوارها "
"بالطبع تفضلي "
إستقرت لمياء جوار وجد الغائبة في عالم أخر وتركها نديم لكي يطمأن علي سومه وأكرم ..



دخل نديم غرفة أكرم بهدوء لعلمه أن أمه تنام فيها فوجدها تركن رأسها علي ظهر السرير مغمضة العينين وتمسك بسبحتها تنقل حباتها الخرزية من إصبع لأخر تسبح عليها وتحمد الله فنادي عليها بلطف ينبهها لوجوده ففتحت عينيها سامحة لدموعها بالفرار علي صفحة وجهها الذي خطت عليه أفعال السنين ،جلس نديم عند قدميها يدلكها بحنو "لماذا تبكين ياحب السمسم رؤية دموعك تحرق قلبي فهل يرضيك حرقة قلبي حزناً عليك "
مسحت سومه دموعها وتنهدت "بعد الشر عليك ياولدى ،أنا فقط حزينة علي حال وجد..وحين جئت لرؤية أخيك لم أجده ، أعلم أنه بالأعلي في المرسم هارباً ،نفسي تعن قلقاً علي حاله..أتوسل إليك ياولدي لا أريد مفارقة الحياة وأنا أعلم أنه وحيد "
إقترب نديم أخذاً رأس أمه علي صدره متأثراً "أمي ..ما الذي ستقولينه.. أطال الله في عمرك ياقرة عيني ،لماذا تظنين أن أكرم فقط من سيتأذي برحيلك ..هل تظنين أنني لن أتأثر لن أضيع بعدك ،لا يغرنك كبر سني أو طولي وعرضي .أنا حتي يخط الشيب رأسي وينحني ظهري سأظل طفلك الذي لا يستغني أبداً عن حضنك أو دعواتك،صغيرك الذي يهفو لوضع رأسه علي ساقك لتهدهديه حتي ينام "
رفعت سومه رأسها ممسكة بوجهه بين يديها "يانور عيني وثمرة صبري أنت سيكون لك زوجتك التي ستعوضك غيابي وحناني ،ذريتك التي ستملأ عليك الدنيا ولكن هو من سيشعر به لو تألم من بعدى وكنت أنت غائب ،من ستهم بأموره الشخصية مثلي ، هل تظن أنني سعيدة وأنا أترجاك أن تذهب لتري هذه أو تلك ، صدقني ياولدي أنا أدعو الله ليل نهار أن يرزقك بإمرأة طيبه القلب عفيفة النفس خلوقة يميل إليها قلبك ويختارها هو ،تتقي الله فيك في غيابك وتتقي الله في أخيك ولا تجعله يشعر بالنقص والغربة وسط عائلتك وتعامله بما يرضي الله ..عدني ياولدي أن من سترتبط بها وتدخلها بيننا تثق أن بداخلها رحمه وتفهم لحالة أخيك"
قبل نديم رأس أمه واعداً بصوت مكتوم ككتمة دموع تأبي رجولته علي إفلاتها من محبسها ..
"ما هذا هل أترك الغرفة نصف ساعة لأجدكم إحتللتم غرفتي " فاجأهم أكرم بكلماته وهو ينزل متسلقاً السلم المعلق الذي يربط بين غرفته وسطوح المنزل المجهر ليكون مرسماً ويحتوي علي بعض الألات الرياضية ليكون في متناول أكرم التمرن اذا لم يسعفه الوقت بالذهاب
إلي الصالة الرياضية مع مدربه الخاص..
أجابه نديم بمكر "إنها فرصتي الذهبية حين وجدت أمي بمفردها فقررت أن أقتنص الفرصة وأتشرب من حنانها ودلالها وحدي دون أن يشاركني شخص ما بها "
نظر أكرم لأمه عابساً "هكذا ياحب السمسم تخونني معه وأنا الذي يسليك ويرعاكِ ليل نهار وأغدق عليك بحبي واهتمامي ، هل يضحكك كما أفعل أنا أو يمشط لك شعرك ويضفره ، كنت أعلم أنكم يامعشر النساء لا يهمكم سوى الرجل الوسيم وليس الذي يهتم بكم ويدللكم "
ضحك نديم ملأ فمه علي كلام أكرم واندساسه في حضن سومه من الجنب الأخر أخداً إياها لجانبه بعيداً عن نديم ، ربتت سومه علي ظهر أكرم وشدت نديم إليها أخذةً كلا الولدين تحت ذراعيها محتضنة كليهما داعية" حفظكم الله وأبعد عندكم كل شر وجعلكم عزوة لبعضكم وسند "
حاوط أكرم أمه بذراعه مشدداً عليها وناداها
"أمي.."
"نعم ياقلب أمك"
"لقد خفت كثيراً اليوم ودعيت الله أن يجعل يومي قبل يومك لأني لن أحتمل فقدانك ولن أحتمل الحياة من بعدك "
أعتدل نديم جالساً وقال" طيلة العمر لها ولك يا أكرم ما هذا الذي تقوله ..تتحدث وكأني سأرميك خارج حياتي وأتركك وحيداً "
"أنت تسافر بعيداً بالشهور يانديم وتتركنا أنا وأمك لا تعلم عنا شيئاً وزوجتك مهما كانت تحبك وتراضيك سأظل بالنسبة إليها حملاً ثقيلا ووجودي سيكون غير مرغوب فيه في مملكتها وبيتها "
إندفع نديم دون تفكير "ما عاشت ولا كانت من تشعرك بالغربة في بيتك أو لا تتقبل وجودك ..إسمع ياأكرم ..أنا لم أعتبرك يوما أخي فقط أن قطعة من روحي وكيان هذا المنزل أنت أساسه ..فلتذهب جميع نساء العالم للجحيم لا حاجة لي لزوجة إن لم تراك بعيني وتقدرك حق تقديرك "
وأكملت سومة مستلمة دفة الحديث
"يابني الحياة نعمه حلوة جديرة أن تحياها باسماً متفائلاً لا تدع ظنونك تنول من هناء بالك وراحتك ،الكون لن ينتهي بممات أحد أو رحيله ،إصنع أنت كونك الخاص ولونه بأفكارك وزينه بريشتك الحرة ،أنت وحدك من سيرسم الطريق الذي تريد السير فيه ودما تذكر أن الحياة عبارة عن مغامرة لا تجعل إعاقتك تخذلك عن الإستمتاع بها والخوض فيها حتي نهايتها أنت أقوي من الجميع بعقلك ورجاحة فكرك ،فالعقل محرك البدن فإستثمر كل جزء حي في جسدك وعش حياتك كما تحب غير منتظر مساعدة أو شفقة من أحد عليك الموت لن يكون نهاية لوجودي.. لأني ببساطه سأظل أضئ كشعلة صغيرة بقلبك طالما ستتذكري وغداً حين يتزوج أخيك سيأتيك بأخت صالحة تراعاك بعدي وستملأ ذريته حياتك بهجه ..كما وأني سأعمر واجلس فوق أنفاسكم هكذا حتي يصير عمري مائة عام فكفا عن هذا الحديث الماسخ ..لا أريد سماع كلمه واحدة عن الموت في هذا المنزل هيا دعونا ننزل لأسفل حتي نتناول الغداء فلابد أن ياسمه إنتهت من إعداده وأنت يانظيم فلتنادي صديقة وجد لتناول الغداء معنا لعل ياسمه تكون ضيفتها جيداً"
ضحك نديم قائلا "ضيفتها جيداً جداً وقدمت لها الشاي والكيك الذي خبزته البارحة ..كان يجب أن تري شكل لمياء وهي تمضغه أقسم أنني أشفقت علي الفتاه حينها"
"الحمدلله أن ياسمه ليست فاشله أيضاً في الطبخ والإ سيسوء وضعاً أمام الفتاه كثيراً " قال أكرم مازحاً
.................................................. ........
بعد عدة ساعات
فتحت وجد عينيها ببطء تحاول السيطرة علي حالة الخمول التي تفترش سائر أجزاء جسدها ،جفنيها ثقيلين كرأسها ،أغمضت عينيها تستجمع أفكارها وماهية المكان الذي ترفد داخله فصدمتها ذكريات ما حدث لدرجة جعلتها تنتفض جالساً فوق الفراش تدير رأسها يميناً ويساراً. لتصطدم بمرأي لمياء راكعة تصلي فهدأ خوفها ووضعت يديها فوق قلبها تهدأ من روعها ،لامست قدميها العارية بلاط الغرفة البارد فسرت قشعريرة في أوصالها ،حاولت أن تقف متوازنة بلا ترنح ولكنها فشلت ما إن إستقامت وافقة فكادت تقع فوق الفراش لولا أن أسندتها لمياء وهي تهلل فرحة بإفاقتها
"وجد ..حمدلله علي سلامتك ياحبيبتي ..هل أنت بخير ..إجلسي لا تجهدي نفسك حتي تستعيدي قواكِ "
"سألتها وجد بحشرجة " أشعر بالعطش الشديد ..أين أنا لمياء "
ساعدتها لمياء علي الجلوس وصبت لها كوب ماء ثم ناولته لها قائلة "نحن في منزل السيد نديم "
أخدت منها الكوب وإرتشفت منه بضع جرعات صغيرة تروي بها ظمأ حلقها حتي لا تغص بالماء ثم تناولت باقي الكوب بأكمله ،وضعته أمامها علي المنضدة الصغيرة المجاورة للسرير "نديم هذا بن السيدة سومه أليس كذلك؟"
أكدت لمياء عليها قولها "نعم ..هي تذكرين حدث لك قبل ساعات "
سألتها وجد بإستغراب وهي تحاول الوقوف مرة أخري ولكن ببطء حتي إستقامت واقفة تمسك بكف لمياء "قبل ساعات حتي نمت كل هذا الوقت ..يالله لقد تسببت بإزعاج الناس في بيوتهم ،كيف تركتيني أنام كل هذا الوقت يالمياء دون أن توقظيني ..إنتظري ..كيف وصلت أنت الي هنا ؟!!"
ربتت لمياء علي كتف وجد مهدئة وأجابتها "إهدي ياوجد ..إنهم أناس طيبون للغاية ولم يشعروني للحظة واحده أنهم متأففين منا ..أنا وصلت إلي هنا بعد أن إتصلت بك عشرات المرات دون أن تجيبي وفي النهاية رد علي السيد نديم وأخبرني أنك جئت لزيارتهم وعندما عرفك بنفسه أنهرت تماماً وفقدت الوعي ..لقد كانت حالتك سيئة للغاية وتصرخين مناديه أمك وأبيك حتي أنه أتي لك بطبيبة لتفحصك وهي من حقنتك بحقنه مهدئة نمت علي إثرها حتي إستيقظت الأن "
أحرقت الدموع مقلتيها متذكرة كم الألم المفاجئ الذي شعرت به في مواجهة كل ما كانت تهرب منه طيلة سنوات دفعة واحده دون أن تكون كيفت نفسها وعقلها علي الاستيعاب ،أخذت أنفاساً عميقة تطرد بها الدموع فلا هذا وقته ولا مكانه المناسب، عليها أن تخرج من هنا وتحفظ ما تبقي من كرامتها ،وكفاها ما تسببت به من إزعاج لأناس ليس لهم ذنب في تحمل حالتها البائسة وإنهيارها المخزي..
إلتفت إلي لمياء معدلة من هندامها ووضع حجابها المتهدل حول وجهها سائلة "هل تعلمين من هو السيد نديم "
ساعدتها لمياء في لف الطرحة وتثبيتها مجيبة "لقد أخبرني حين وصلت بهويته وكان متألماً من كونه السبب فيما حدث لك "
أخفت وجد وجهها بكفيها وقالت بصوت مكتوم" رباه ..كم أنا محرجه منه ومن أمه وأخته وأخيه ،أتمني لو تنشق الأرض وتبتلعني "
شدت لمياء كفي وجد عن وجهها وطمأنتها قائلة "لا تخافي ..إنهم عائلة محترمة ومتفهمين حالتك النفسية ووضعك ،لقد سعدت كثيراً بتعرفي عليهم وأحسنوا ضيافتي على أكمل وجه بطواعية وبشاشة وليس رياءً منهم أو إحساناً ..هل رأيت أكرم ،رغم كل ما يعانيه وإعاقته الغريبة إلا انه إنسان متسامح جدا مع حالته ومرح إلي أقصي حد"
تقدمت وجد عدة خطوات للأمام تنشط جسمها ببطء وترتدي حذائها "نعم رأيته ولكني لم أتحدث معه أنا....."
قاطعها طرقات خفيفة علي باب الغرفة ثم دخول ياسمة تحمل صينيه عليها بعض العصائر ومن خلفها الحاجه سومه متكأه علي عصاها ،ما إن شاهدوا وجد واقفه علي قدميها حتي تهللت أساريرهم وإندفعت ياسمه تضع ما تحمله وتحضن وجد "حمداً لله علي سلامتك ياوجد ،كيف تشعرين الأن ،قلقنا عليك كثيرا"
إحمر وجه وجد حرجاً من صدق كلمات ياسمة
"أنا بخير (رفعت أنظارها نحو الحاجة سومه وواصلت قولها )أنا في شدة الأسف والإحراج منكم ،أرجوكم سامحوني لما جعلتكم تعانوه اليوم بسببي"
جلست السيدة سومة علي الفراش ثم رتبت جوراها علي الفراش إشارة لوجد أن تجلس قربها فنفذت وجد ما أرادته سومه وجلست جوارها تفرك يديها توتراً وتنظر للأرض حرجها ،أخذت سومها كفيها الأقرب بين يديها قائلة "بنيتي أريدك من اليوم أن تعتبري هذا المنزل بيتك الثاني وأنا لن أقول آعتبريني في مقام أمك فلا أحد في العالم قد يحل محل الأم ولكن إتخذيني كخالتك أو كما تشائين فأنت سبحان مؤلف القلوب أصبحت عندي في غلاوة أبنائي كأنك من دمي ،إتفقنا"
نظرت إليها وجد بإمتنان ثم لا تصدق أن هناك أحد قد يحن عليها بعد والديها ،ثم إنحنت تقبل يد سومه "أشكرك ياخالتي سومه وأرجوك أوصلي إعتذاري لسيد نديم علي إنفعالي الميش أمامه هكذا ،فولدك رجل شهم وعلي قدر الثقة والوعد حماه الله لك وبارك في عمره ساندني وأنا في أشد لحظات حياتي يأساً وتحملني الأن وأنا في أشد حالاتي ضعفاً،كنت أتمني أن ألتقي به في ظروف أفضل وأشكره علي تنفيذ وعده لي "
"إعتبري شكرك قد وصل إليّ يا وجد " إلتفت وجد نحو مصدر الصوت متفاجئة بنديم الواقف علي مدخل الغرفة واضعاً يديه بجيبي بنطاله تشع منه الهيبة والجدية ،فلتت منها خفقة لا تدري لأي مستقر ذهبت ولا كيف ولت هرباً من صدرها إليه ، أو لماذا يحيرها إختلاف نظرتها إليه الأن ..عضت علي شفتيها إستحياءً واستطردت قائلة بتلعثم واضح "أنا ..أنا أقدر لك حسن صنيعك معي وأرجوك أن تسامحني علي الطريقة التي..."
قاطعها نديم بقوله "لا تعتذري كان يجب أن أمهد إليك أولا قبل أن أعرفك بنفسي هكذا ..والأن إخبريني كيف تشعرين "
خفضت رأسها للأرض وأجابته "أنا أشعر أني هادئة علي غير العادة كل مشاعري الأن مبهمة غير واضحة المعالم تطفو بعقلي بلا أي جاذبية ولا ترابط "
فسر نديم "ربما يكون بسبب المهدئ الذي أخذتيه ،إعطي لنفسك المساحة الكافية والوقت الكافي حتي تتصالحين مع ماضيكِ وذكرياتك ودوماً أنظري إلي الجانب المشرق لما يدور حولك حتي لا تظلي سجينه لحزنك فتخسري الكثير من الأمور الجميلة في حياتك،وكما أخبرتك أمي إعتبرينا من الأن عائلتك في أي وقت تحتاجين إلينا ستجدينا في خدمتك"
هزت وجد رأسها موافقة وردت "أشكرك ياسيد نديم "
إعترض نديم "نديم فقط ياوجد "
إختنقت وجد وبغصة الألم من طيبة أهل هذا المنزل الكرام وتزاحمت الدموع تعاندها في الهطول فتمسك بأخر ما تبقي من ضبط النفس لديها حتي لا تنهار أمامه مرة أخري ونهضت علي قدميها تستأذن الرحيل "إسمحوا لي بالإنصراف الأن والذهاب لمنزلي فقط تأخر الوقت "
حاولت سومه الإعتراض ولكن نديم أوقفها متفهماً حاجتها في الإنفراد بنفسها وموازنه أفكارها من جديد في هدوء فأجابها "كما تشائين دعيني أوصلك حتي باب منزلك "
"لا حاجة لذلك إنها بضعة خطواتك من منزلكم لمنزلي "
"لا تعترضي أرجوكِ سأنتظر بالأسفل ثم أوصل لمياء لمنزلها "
"أنا ؟؟لا لا تشغل بالك بي لست مضطر لإيصالي سأستقل المترو للمنزل " أجابته لمياء بثقة فإعترض مكتفاً ذراعيه فوق صدره رافضاً بمزاح" ومن قال لك أنني مضطر ياأنسة أنت وهي ،لا أريد أي إعتراض إنه أمر عسكري لقد صدر الفرمان من حضرتنا وأنتهي الأمر ..(ثم أشار إلي ياسمه )ياعسكري ياسمة عقلي هاتين الفتاتين وأخبريهم ما معني أن أصدر أمراً عسكرياً في هذا المنزل ، الحمد لله أن لا أحد من طاقمي رآكم تجادلوني هكذا وإلا كانت إهتزت سمعتي أمامهم"
ضمت ياسمه فمها تكتم ضحكاتها وإدعت الجدية بوقفتها المستقيمه ويديها الثابتتان علي جانبيها كالعسكري ثم أجابته " تحت أمرك ياحضرة الضابط نديم إنتظرهم أنت فقط بالأسفل وأنا سأجلبهم لك صاغرين مطيعين "



ما إن خرج نديم حتي إنفجرت ياسمه في الضحك وإلتفت إلي وجد ولمياء قائلة
"بعيداً عن وصلة المزاح هذه ولكن نديم لديه، حق الوقت تأخر ولا يجب أن نترككم تعودون لمنازلكم وحيدتان وخاصة لمياء فهي تسكن بعيداً عنا "
أكدت سومه علي قولها "نعم يابنات ياسمه لديها حق وأنا نفسي كنت سأطلب من نديم أن يفعل ذلك لو لم يبادر هو بعرضه "
نظرت لمياء لوجد تستشيرها فهزت رأسها موافقة
بعد عدة دقائق كانت وجد تقف أمام مدخل منزلها فإستأذنت لمياء من نديم أن تساعد وجد علي الصعود وفي طريقهما لأعلي أخبرتها لمياء أنها إتصلت بالدكتور عبدالعال وتفهم حالتها مانحاً إياها أجازة مفتوحة حتي تسترد كامل عافيتها ثم مدت يديها داخل حقيبتها مخرجة مبلغا من المال وضعته في كف وجد الذي نظرت إليها مستفهمه فأردفت لمياء قائله
"لقد حاولت أن أسدد اجرة الطبيبة التي جلبها السيد نديم لإجراء الكشف عليك ولكنه رفض تماماً وأثق جيداً أنك حين تفيقين مما أنت به الأن لن تستطيعي الراحة إلا بعد سداد أجرتها له ،أنا أعلم أنك أخذت راتبك كله لسداد مصاريف الجامعة علي أمل أن تحصلي علي أجرتك من صناعة المفرش الذي تصنعيه وليس معك أموال الأن "
"ولا أنت تملكين أي أموال الأن فمن أين أتيت بهذا المبلغ" سألتها وجد بإرتباك فأجابتها لمياء بتردد "لقد سحبت مبلغاً من المال الذي كنت أدخره "
همست وجد بذهول " هل جننت لمياء ألم نتعاهد أن لا نلمس هذا المال مهما كانت الظروف "
أجابت لمياء بحسم "وجد أنا أكثر إنسانه تعلم عزة نفسك الزائدة عن الحد وأنك لن تتحملي أن يصرف عليك شخص غريب هل لو كنت مكانك كنت ستتركيني ،إسمعي خذي المال الأن وحين نجني المزيد من المال سنضع مبلغ أخر بدلاً منه"
جادلتها وجد رافضة "لا ..لا أستطيع يالمياء ..خذ...."
قاطعتها لمياء "وجد هذا ليس وقتاً مناسباً للجدال الرجل ينتظرني بالأسفل "
تركتها لمياء ونزلت تهرول علي السلالم هرباً من عناد وجد وإنهاءً للجدال وحين خطت أول درجات السلم نادتها سائلة " وجد "
"ماذا .." أجابتها بتعب لتسألها لمياء بإهتمام
" هل أنت بخير ياوجد "
"لا يالمياء لست بخير أبداً (ثم أشارت نحو قلبها )،الألم هنا ينغز كالسكاكين (ثم إنتقل كفها علي صدرها مشيرة إليه)وهنا نيران الحزن تحرق جوفي "
صعدت لمياء إليها في لحظة "وجد حبيبتي .." إستوقفتها وجد بإشارة من يديها تصد إقترابها وأفهمتها بلطف وتوسل "لا يالمياء هذه المرة علي أن أخوض الأمر وحدي أعدك ستكون هذه إنتكاستي الأخيرة لابد أن أخرج نفسي بنفسي من هذه الظلمة التي أعيشها ، يجب أن أواجه كل شياطيني وأشباح الماضي حتي أنهي هذا الأمر"
"هل أنت واثقة ياوجد "
"واثقة كل الثقة يالمياء..هيا أسرعي ودعيني أطمأن عليك حين تصلين لمنزلك "
وقفت وجد علي السلالم تحاول جمع شتات نفسها قبل دخولها المنزل ،إنها في أشد الحاجة الليلة للمبيت في شقة والديها ،هل تأذن لها العقربة شادية لو سألتها ،بالطبع ستظن أنها تخطط للمكوث في الشقة،كيف تقنعها كم هي تتوق لإستنشاق روائح والديها في أشيائهم وإسترجاع ذكرياتها معهم ، ستحاول معها بشتي الطرق ..عقدت عزمها وتوكلت علي أرحم الراحمين ودست مفتاحها في الباب تفتحه لكنها فوجئت حين دخلت باجتماع كافة أفراد المنزل حول طاولة الطعام ووجود فرد غريب معهم ،من يكون هذا الشاب ،لا تعرف ولا تريد في الحقيقة أن تعرف ،تقدمت تلقي عليهم السلام بهدوء ملاحظة إمتعاض دارين لدي رؤيتها وتصلب وجهة شادية ،الوحيدة التي تهللت محياها لرؤيتها هي شذي التي قامت تجري إليها تحتضنها بشوق فتلقتها بين ذراعيها بمحبة خالصة مستنشقة رائحتها المحببة ،تهس في سرها "حضنك حنون ياشذي " نظرت شادية لدارين المغتاظة من مجي وجد المبكر عن موعدها ورأت أنه لا مفر من تقديمها لأكد الذي ينظر إليها بفضول غريب فقالت "دكتور أحمد أقدم لك وجد إبنه اخ زوجي ،إنها يتيمة ونحن من نرعاها منذ وفاة والديها " إلتفت أحمد نحو وجد التي إستقامت وافقة بعد تملصها من ذراعي أخت دارين الصغرى وقال بإحترام "تشرفت بلقائك أنسة وجد "
أجابته وجد بتلقائية "الشرف لي ..بعد إذنكم "
ثم واصلت سيرها نحو غرفتها لولا نادها ضياء علي باب غرفتها بعد أن لاحظ وجهها المتعب ومشيتها الغير متزنة "وجد هل أنت بخير ،تبدين متعبة ، كما وأنك مبكرة في وصولك للمنزل اليوم علي غير العادة "
تمسكت بمقبض الباب تستمد شيئاً من صلابته وسألته بضيق "هل بعثتك أمك لتستقص ،ألا يمكنني أن أشعر بالتعب مثل بقية الناس "
"وجد لم يرسلني أحد إليك ،لقد أردت الإطمئنان عليك بنفسي ،يبدو أنك لن تستطيعي يوماً فتح صفحة جديدة معي ،ألم تطلبي مني أن أكون الأخ الأكبر وأبن عمك عن حق ، وهذا ما أريد فعله معك ،لعلنا يوماً ما نتقابل في منتصف الطريق وتكنين لي بعضاً من المشاعر " قالها بحزن فأجابته وجد بأمل "حقاً ما تقول يأبن عمي ،أم إنها إحدى ألاعيبك حتي تتقرب مني "
أفهمها ضياء بيأس" يابنت عمي أنا لست إنسان سيء كما تريني ،أنا شاب تربي أن كل شئ متاح،الكثير من الفتيات كن يتلهفن علي إرضائي والتقرب مني ، لا رادع لأي شئ أريده أو أرغب فيه معهن ،أنت الوحيدة التي رفضتني وأصرت علي رفضي ،بعد حديثنا المرة الماضية تبين لي أن نظرتي للعالم المحيط خاطئة ، ومبدأي في الحياة لابد أن يتغير وأل ما علي أن أعدله هو طريقة تعاملي معك ،لأنك تستحقين الأفضل"
نظرت له وجد بشك "أتمني حقاً أن تكون صادقاً ياضياء ، أدعو لك الله أن يهديك ويسدد خطاك"
أكد عليها بصدق "ستريك الأيام ياوجد أني صادق "
رق قلب وجد إليه رغم خوفها أن تصدقه تماماً فيكون كاذباً..شعر ضياء أنه لا سبيل معها الليلة وأن أمامه الكثير كي يثبت صحة تغيره نحوها فطلب منها "أدخلي ياوجد واستريحى فوجهك يبدو عليه الإرهاق الشديد"
راقبته وجد والأمل ينضج داخلها أن يسمح لها بدخول شقة والديها التي حرمت عليها شاديه أن تخطوها منذ سكنت معهم وانفصل عنهم ضياء فيها وسألته برجاء "ضياء هل يمكنني أن أطلب منك معروف"
وجد تطلب منه هو خدمة .."بالطبع اطلبي وانا تحت أمرك "
إقتربت منه متوسله "أرجوك ياضياء دعني أبيت الليلة في شقة والداي ،أنا في مر الحاجة للتجول بين روائح ذكرياتهم "
تردد ضياء بإرتباك "ولكن ياوجد لو علمت أمي ستقيم الدنيا فوق رأسي ولن تقعدها فأنت تعلمين أنها تحرم عليك النزول للشقة "
ترقرقت الدموع بعينيها وترجته " أرجوك ياضياء لا تعيدني خائبة الرجي"
تألم قلبه عليها وتبين أنها في أصعب حالاتها ضعفاً وإن لم يساعدها اليوم سيفقد ثقتها فيه للأبد ولن تغير رأيها فيه فلان قلبه نحوها مخرجاً سلسلة مفاتيحه ونزع مفتاح الشقة مسلماً إياه لها ونبهها قائلا "وأنا لن أردك ياوجد وليحدث ما يحدث ،أسمعي أمي الأن ملهيه بضيافة الدكتور احمد ،حاولي أن تخرجي دون أن تراك أعتقد أنهم الأن في غرفة الجلوس ،أمكثي في الشقة حتي الصباح ثم إصعدي قبل أن يستيقظ أحد وأنا سأنهي السهرة هنا وأذهب لأبيت لدي أحد أصدقائي حتي الصباح "
شكرته وجد بإمتنان حار "شكراً لك ياضياء ،لن أنسي لك هذا ابداً "
"ضياء ..ضياء، أمي تسأل عنك " نادته شذي فإستأذن عائداً إلي مجالسة الضيف ثم إندفعت لوجد "جوجو أنا سعيدة جداً أنك حضرت اليوم قبل أن أنام لقد إشتقت لجلستنا المسائية معاً دعينا ندخل لقد أخبرتني أمي أن أغير ملابسي وأذهب للنوم "
أثنت وجد ركبتيها وجلست أمام شذي تسألها " شذي هل يمكنني ان أستودعك علي سر ولا تخبري به أحد ابداً"
تحمست شذي وقالت هامسة بإصرار "بالطبع"
"أنا وأنت الأن سأتسلل نزولاً إلي شقة أبي وأمكث فيها الليلة في حجرة والداي دون أن تدري أمك "
سألتها شذي ببراءة وتلقائية "وما عيب حجرتنا وأين سينام ضياء هل ستنامين معه في نفس الشقة ،هذا عيب كبير ياجوجو "
"شذي أنا بحاجة لإسترجاع ذكرياتي مع أبي وامي وكل ما يخصهم داخل غرفة في شقة ضياء ، وانت تعرفيني جيدا لا اقبل ابدأ ان ابقي في الشقة وضياء فيها لقد أخبرني أنه سيبيت عند أحد أصدقائه وأعطاني مفتاح شقته لذا ليس معه أخر يستطيع فتح الشقة به ..سأهاتفك في الصباح لكي تفتحي لي محبس الشقة من الداخل ولا تعلم أمك أين كنت..إتفقنا"
رفعت وجد كفها الأيمن في وجه شذي دلالة الإتفاق فخبط كف شذي الأيمن به موافقة وقالت "إتفقنا "
تسللت وجد بصمت للخارج الشقة فالجميع منشغل بالحديث في غرفة الجلوس ونزلت بهدوء نحو شقة والديها يهفو إليها قبلها بشوق غامر ..دست المفتاح ودخلت ثم أغلقت الباب دون إصدار أي صوت بالمفتاح ، نظرت في أرجاء الشقة تتحسر علي أيام عاشتها بين جدران هذه الشقة في عزوة والديها ،توجهت نحو الحمام تتوضأ حتي تصلي ما فاتها من فروض الصلاة وحين أنهت صلاتها توجهت مباشرة دون النظر حولها نحو غرفة بعينها ،غرفة والديها القديمة التي لملمت فيها شادية كل ما يتعلق بوالديها حتي تجدد كل شئ في الشقة مغيرة كافة معالمها القديمة وحولتها لأخري تليق بإبنها المحاسب، أمسكت بمفتاح الغرفة ولكنها لم تستطع أن تديره ،الألم يتفاقم بصدرها ، ألصقت جبينها بباب الغرفة تأخذ أنفاساً عميقة ثم أغمضت عينيها تستجمع شجاعتها ،عليها الدخول ،عليها توديع الماضي وإنتشال ذاتها من مرارة الرثاء علي نفسها ،والإعتراف أنها أصبحت وحيدة يتيمة حتي لو إستغرق منها الأمر عشر سنوات كاملة قبل أن تقدم علي هذه الخطوة ،أدارت المفتاح فإنفرج الباب كاشفاً عن ظلمة الغرفة، تحسست بيديها موضع زر الضوء فإنكشفت الغرفة أمامها ..
ساقتها قدماها نحو الدولاب القديم تخرج منه ألبومات الصور حامدة ربها أن أبيها كان بتحفظ بهذه الألبومات هنا وليس في بلاد الغربة والإ كانت ضاعت في مياه البحر المالحة ، تلمست أول البوم دون أن تحفته تهيأ نفسها للقادم ،لم تري صورة لوالديها منذ الحادثة ،كان يكفيها قلب السلسلة رفعت أصابعها تتحسسها ولكنها فوجئت بعدم وجودها ،أين إختفت ؟؟!!..هل تكون وقعت منها حين شددت علي الإمساك بها لحظة فقدانها الوعي ،يالله !!لو ضاعت تلك السلسلة لن تسامح نفسها يوما ،إنها الشي الوحيد الذي يجمع ثلاثتهم معاً..
تمتمت وجد بحزن "ويحك وجد ..كيف لم تشعري إن صدرك فارغ من دونها ..غداً ستذهب للبحث عنها وإعطاء نديم أجرة الطبيبة"
الأن ستودعهم كما يليق وتبكيهم من قلبها كما لم تفعل من قبل ،نظرت لأرفف الخزانة فوجدت بعض الملابس المكومة بلا تناسق لأبيها وامها ،ملابس قديمة جداً تفوح منها رائحة السنين ،ولكنها في النهاية تخص والديها ، ،شدتهم بحرص لحضنها ثم فردتهم جوارها ،يشد إنتباهها بعض القطع التي أسعفتها ذاكرتها بتذكرهم ،تحسست قماش الملابس بأصابعها برهبة المشتاق لأجساد سترتها تلك الملابس يوماً وحملت منهم رائحتهم ،وضعت يديها تكتم فمها ورغبتها بالبكاء تصاعدت نحو مقلتيها فتجمعت الدموع تملأ عينيها حتي ثقل جفنيها فأطبقتهم معتصرة ،سالت الدموع علي خديها حارة ،وتعالي نحيبها وهي تفتح البوم الذكريات ..صور وراء بعضها لأيام فنت ولحظات من السعادة ذهبت دون رجعة ،شددت من كتمتها لفمها حتي لا يسمعها أحد والدموع تغرق خديها حتي سالت علي رقبتها وبللت صدرها ،البوم أخر وأخر حتي وصلت لصورة تجمعها مع أبويها قبل العام بعام واحد في أخر إجازة سنوية لأبيها ، تقف بين أبيها وأمها ضاحكة وكلاهما يحتضنها بسعادة ملفتة للنظر فتهاوت دفاعاتها تماماً للحضيض وصار نحيبها يدمي القلب وهي تتوسل أرواحهم "سامحوني ،أنا السبب ،أنا من إقترح السفر بالباخرة ،سامحوني ..ليت كنت أنا من ماتت وليس أنتم ،(ملست بأصابعها فوق وجه والدها بالصورة وحدثته باكية) ياأبي إشتقت إليك حبيبي بحجم كل دقيقة مرت علي غيابك وكل يوم عشته بكنفك سعيدة راضيه في عزوتك..يامحاربي الجسور تعري ظهر إبنتك من بعدك وما عاد يسندني أحد ،بعدك صارت كل الألوان سوداء ،كاذب من يقول سأنساك وتلهيني الحياة ،وهبتني من قوتك وورثت عن الشجاعة والجلد وحافظت علي وعدي لك ومازلت أناضل في الدنيا بلا هوادة لكنك تركتني وحيدة في مهب ريح لا ترحم وتحت رعاية اخ من دمك لا يهمه أمري ولا يوجعه ألمي ،لا يسعد لفرحي ولا يواسيني في حزني وتعبي ،كُسر شموخي الذي كان يعلو بوجودك وذبحني الفراق ذبحاً ياأبي ...حزني عليك سيبقي أبد الدهر علتي التي لا دواء لها في عرف الأطباء"
مالت وهي تنوح حتي لامس خدها صورة أمها ويديها تتلمس جلباب قديم لها ..
"أمي رحلت ورحل معك كل الفرح وتركت لي حزن الدنيا وكأني كنت أفرح بك، أتعبني الفراق وإشتقت لوجهك المنير ،منذ رحيلك والذنب يرهقني، يقتلني ،ويزيد من لوعتي علي أخ صعدت روحى لرب السماء دون أن يري نور الدنيا، ماذا أفعل ياأمي دونك ،لقد ذبلت زهور قلبي من بعدك وضاع عطرها ،لو كان يرجعك بكائي لبكيتك عمري كله حتي تزهق روحي ،لفديتك أنت وأخي بدمي ،بروحي..أمي مرارة فقدك أنهكتني والنار بداخلي لا تنطفئ ولن تهد حتى ألقاك .."
ظلت في رقادها تبكي وتنوح عليهم حتي فقدت كل قواها وثقل جفنيها وإستسلمت للنعاس بعدما أفرغت كل ما في قلبها من أنين ..
"وجد ..بنيتي ..إستيقظي ياحبيبة أمك "
رفعت وجد رأسها من فوق ألبوم الصور لتري سوسن أمامها ببهاء يشبع النور من وجهها فهبت واقفة تملي عينيها برؤيتها إبتسمت لها بحب ثم رفعت يديها عالياً تفرد جناحين كبيرين وتقدمت من وجد تأخذها بحضنها وتضمها بجناحيها ،تشبثت بها وجد هاتفة "أمي ..إشتقتك..إشتقتك ياغالية ..خذيني معك لا تتركيني هنا ،لقد سئمت الحياة "
همست سوسن وهي تبتعد "أبيك يقرئك السلام ويسألك أن تظلي محافظة علي الوعد "
حاولت وجد أن تتمسك بها فلم تلتقط منها شيئاً كما لو كانت تتحول إلي صورة ضوئية فصرخت بها "أمي سامحيني ياأمي أرجوك الذنب يقتلني "
"وما ذنبك أنت في مشيئة الله " أجابتها دون أن تبهت إبتسامتها حتي إختفت تماماً..
هبت وجد من رقادها تحاول إلتقاط أنفاسها وهي تهمس بسعادة باكية "أمي ..أحمدك ياربي علي لطفك بي ورحمتك"
وفي خلال دقائق كان المؤذن يؤذن لصلاة الفجر
،جمعت وجد الألبومات وأخذتها معها بعد أن أعادت قطع الملابس المهلهلة لمكانها وأغلقت الغرفة ورائها، أخرجت هاتفها فوجدت عدة مكالمات فائتة من لمياء فأرسلت لها رسالة تطمئنها ثم ضغطت زر الإتصال بشذي لتفتح لها الباب فلم تجيبها من أول مرة فعاودت الإتصال حتي أجابتها ناعسة "جوجو "
"شذي إستيقظي وركزى معي أنا ساصعد الأن هيا قومي لتفتحي لي باب الشقة ولا تصدري صوتاً حتي لا يشعر بك أحد "
"حسناً لقد خرجت من الغرفة ثواني وأفتح لك الباب "
خرجت من الشقة تتلفت حولها حتي صعدت لأعلي فهمست لشذي
"الأن ياشذي إفتحي الباب ياعزيزتي "
فتحت لها شذي الباب فدخلت وجد بسرعة وإنطلقت قدميها نحو غرفتها وما إن أصبحت داخل الغرفة حتي أطلقت سراح أنفاسها المحبوسة وأخفت الألبومات تحت السرير فمنذ اليوم ستتأمل الصور داخلهم دون خوف أو تردد.....
مع حلول الساعة السادسة صباحاً رن هاتف شذي بإسم ضياء أخيها طالباً التحدث مع وجد فناولتها الهاتف قائلة "أخي ضياء يرغب في التحدث إليك "
رد وجد "ضياء "
فبادرها ضياء "وجد أريد مفتاح الشقة يجب أن أغير ملابسي وأحضر نفسي للعمل "
"حسنا ضياء ،سأبعث شذي به لك حالاً"
"بسرعة ياوجد عندي إجتماع هام اليوم في البنك ويجب أن أبكر في الذهاب "
" لحظات وستكون شذي أمامك ،أشكرك ياضياء فأنت لا تعلم مقدار ما فعلته بالأمس معي "
"ألم نتفق أن نبدأ صفحة جديدة ياوجد "
إنتهت وجد المكالمه ونادت علي شذي تسلمها المفتاح وطلبت منها أن تتسلل بهدوء لتسلمه لأخيها عند باب شقة أبيها فكان لها ما أرادت ..

أنهت وجد إرتداء ملابسها علي عجل بعد إنتهائها من تنظيف المطبخ والشقة من فوضي سهرة الليلة الماضية فشعرت أن قدميها تكاد لا تحملها من كثرة التعب فمنذ الفجر وهي تعمل بلا توقف ..عليها الأن الذهاب للسيدة سومة قبل ذهابها للجامعة ..خرجت من غرفتها فوجدت عمها جالساً يتناول فطوره وهاتفه علي أذنه يتحدث لشخص ولا تجاوره شادية كالعادة يبدو أن السهرة استمرت طويلاً البارحة، ألقت عليه السلام،وحين لاحظ عمها نيتها نادها منهياً حديثه مع الطرف الأخر علي الهاتف وأخبرها
"وجد زوجة عمك إشتكت لي منك سوء معاملتك لها وتبجحك في وجهها في الرد عليها ورفضك لمساعدتها في أعمال المنزل "
علمت وجد أن زوجة عمها لن تمرر شجارهم الأخير مرور الكرام أبداً ثم نظرت لعمها بجسارة ترد عليه قوله "ألم تسألها لماذا فعلت معها هذا أو ماذا فعلت هي بي لتوصلني لتلك الحالة"
غالطها عمها مدافعاً عن زوجته" مهما فعلت معك ياوجد لا يحق لك الرد عليها ،إنها في مقام امك ولها أفضال عليك "
عارضته وجد بقوة "زوجتك ياعمي لم ولن تكون أبداً في مقام أمي ،أما أفضالها عليّ فذكرني بها لعلي نسيتها"
تصلب وجه كامل مفكراً فالفتاه الصغيرة كبرت وصارت ترد عليه القول وتجادله ولابد أن يتعامل معها من قبضة من حديد وإلا سيجدها يوماً تطاول عليه وتتهمه هو الأخر أنه إستحوذ علي ميراثها فخبط بيده فوق المائدة وعنفها بقوة "تأدبي يأبنة أخي حين تتحدثين عن زوجة عمك وإياك أن تقللي من إحترامها أمامي ،يبدو أنك إنسانة ناكرة الجميل نسيت أنها لم تكن أبدا مضطرة للإعتناء بك طوال السنين الماضية لقد فتحت لك أبواب بيتها وإعتبرتك في مقام إبنتها ولم نبخل عليكي بأي شئ ،إحمدي الله أن لك بيتا يأويك وعائلة تحتمين تحت إسمها "
"ولكن ياعمي أنا لم أخطأ بحقها هي من ..."
قاطعها بقسوة "لا يهمني ما فعلته ولا أريد أن أسمع منك شيئاً فأنت لن تلقي الخطأ علي نفسك أبداً..من الأن فصاعداً لا أريد أن أسمع منها أي شكوي ضدك هل فهمتي وإلا حسابك سيكون معي أنا ياوجد ..يبدو أن أخي رحمه الله لم يحسن تربيتك ولم يعلمك يخبرك أن تشكري حسن صنيع الناس معك "
إبتعلت وجد إمتهان كرامتها ونظرت لعمها بملامة صامته تخبره " أبوايا ربياني جيداً ياعمي وأخبراني أن أقابل السيئة بالحسنة فمنذ شجارنا أنا وزجتك لم أتوقف عن تحضير الفطور لكم أو تنظيف المنزل بدليل أن وافقة علي قدماي منذ الفجر أنظف والمع أثار ما خلفته سهرتكم بالأمس دون أن يطلب مني أحد القيام بذلك..لقد رأيتني البارحة فهل كلفت خاطرك ان تسألني ما الذي أعانيه ..هل سألت نفسك يوما إذا ما كنت جائعة ،مريضة ،أحتاج شيئاً ، هل اخطر ببالك من الأساس ياعمي "
إرتبك كامل من مواجهتها المباشرة له وصاح بها "ما هذا الذي تقوليه ؟!!!هل قصرت في حقك ..هل جئتني تطلبين شيئا ورددتك .."
إستغربت رده المتحامل عليها وتسألت هل يصدق كذب ما يدعيه " إعذرني يا عمي لقد تأخرت علي محاضراتي وعلي الإسراع بالذهاب للجامعة ،مع السلامة "
قامت وجد من كرسيها دون السماح لعمها بالتعقيب علي حديثها وخرجت قبل أن يتفاقم الأمر بينهما تحلس دموع عينيها فلا فائدة من البكاء عليه وعلي قسوته فمهما كان هي ليست ابنته من دمه أو يهمه أمرها

.................................................. ...........
جلست لمياء في المترو متوترة وسعيدة في نفس الوقت فمنذ أخبرتها الحاجة خديجة البارحة حين وصلت للمنزل أن صاحب العمل السيد حمزة مازال موافقاً علي منحها الوظيفة أن ذهبت للعمل غداً وهي تحلق في سماء السعادة لم ينغص عليها سعادتها سوى قلقها علي وجد ولكنها حدثتها قبل خروجها من المنزل وشعرت من حديثها تصالحها النفسي مع ما حدث البارحة وفرحها بزيارة امها لها في المنام أزاحت من فوق كاهلها شعورها المستديم بالذنب اتجاه ما حدث لهم ، لا تعلم سبباً محدداً لإكتئابها ومزاجها السئ ،ربما للمعاملة السيئة التي تلقاها في المنزل أو خوفها من المقابلة والعمل الجديد ..تجولت بعينيها حول أركان المقطورة تبحث في الوجوه عن وجه إختفي صاحبه من فترة دون أمل في التلاقي ،قصة جميلة إنتهت حتي قبل أن تبدأ وإختفي بطلها دون أن يعشر بوجودها ،لكنه لم ينتهي داخلها ستظل تحافظ علي ذكراه وسيبقي رفيقاً لها في دنيا الخيال ...
تقدمت بخطي ثابتة نحو مدخل المطعم تحاول السيطرة علي إنفعالها وتوتر أعصابها ..المطعم رائع التصميم ذو إطلالة رائعة علي البحر إستغلها المصمم جيداً فجعل الحاجز بينها وبين المطعم عبارة عن جدران زجاجية شفافة تسهل علي الزبون الإستمتاع بمنظر البحر أثناء تناوله الطعام ،أما الجدارن الداخلية فألوانها المتناسقة والصورة المتناثرة فوقها تنم عن ذوق رفيع ،المكان بأكمله تفوح منه رائحة النظافة والطاولات نسقت في جلسات ومواضع مختلفة بطريقة راقية للغاية تكسوها شراشف زاهية الألوان تأسر النظر وتبعث بالسعادة والراحة النفسية للزبون تناسب الأفراد والعائلات كما تراصت طاولات أخري في شرفة تخص المطعم في الهواء الطلق ..وطاقم العمل يعمل كخلية النحل إستعداداً لإستقبال الزبائن وفتح المطعم في تمام العاشرة صباحاً ..لمحت إحدي النادلات بالقرب منها ترتدى زياً رسمياً خاص بالعمل وسالتها "لو سمحت ،أين يمكنني إيجاد السيد حمزة "
أشارت لها الفتاة أن تتبعها نحو الجزء المخصص للمكاتب في المطعم وشرحت لها "ثاني مكتب علي اليمين " ثم تركتها وعادت لمباشرة عملها ..
طرقت لمياء بلطف عدة طرقات حتي سمعت صوتا يأذن لها بالدخول فأخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب لتدخل متمتة "بسم الله ،توكلت علي الله "
. أنتهي الفصل


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.