آخر 10 مشاركات
متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لمن يهتف القلب -قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          لورا والدوق الأسباني (12) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree8992Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-19, 11:51 AM   #171

حلا المشاعر
 
الصورة الرمزية حلا المشاعر

? العضوٌ??? » 403837
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 481
?  نُقآطِيْ » حلا المشاعر is on a distinguished road
افتراضي


صباح الخير وأخيرا بعد طول انتظار تسجيل حضوووور

حلا المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 05:06 PM   #172

همهماتى

? العضوٌ??? » 381805
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » همهماتى is on a distinguished road
افتراضي

الساعه عشرة بتوقيت مصر تكون كم بتوقيت السعوديه👀؟

همهماتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 05:11 PM   #173

نورا كمال
 
الصورة الرمزية نورا كمال

? العضوٌ??? » 459278
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 148
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورا كمال is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🌹

نورا كمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 05:49 PM   #174

samam1

? العضوٌ??? » 358529
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » samam1 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور


samam1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 10:27 PM   #175

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور مبكر لحجز مقعد فى الصفوف الأولى

فى انتظارإبداعك يا كاتبتنا العزيزة

مساء الخير لكل الحضور 🌹🌹🌹


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 11:00 PM   #176

ليل سوسو
alkap ~
 
الصورة الرمزية ليل سوسو

? العضوٌ??? » 339241
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 499
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond reputeليل سوسو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
?? ??? ~
اعشق الهدوء! لأنه يأخذني لدنيا أعيشها بمفردي.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............اهلا ........اهلا........اهلا.

ليل سوسو غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 11:20 PM   #177

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخيرات والحلويات عليكم حبايبي

ان شاء الله هنزل المقدمة الآن


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 11:28 PM   #178

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أولا الرواية حصرية ولا أحلل نقلها



الزَّبَرجد / حجر كريم يُشبه الزُّمرُّد ، وهو معدن زجاجيّ شفّاف ، ألوانه كثيرة ، أشهرها : الأخضر المصريّ ، والأصفر القبرصيّ ، يستعمل في الزينة ، ويقال هو الزُّمُرُّد :- خاتم من زَبَرْجَد .


وهج الزَّبَرجد / هو المعنى المعنوي للأنثى حينما تقوى ... حينما تجد نفسها
هو المعنى الخاص لقدرة الرجل على اكتشاف وهجها وفهمها .



المقدمة



من بين كل التفاصيل اختر ما يُناسبك وتمعن به .
بعد أربعة أشهر

منتصف شهر شباط
الجو بارد والسماء لا تنذر بصحوة الصباح المعتادة ... أشعة الشمس محجوبة بخجل وسط السماء لتكون الغيمات الغير مستقرة بديلة عنها ..لسعات البرد لا توقف كل واحد عن عمله .. فقط لو انهمر المطر سيهرب كل واحد لمتجره ... عيناه تلتقطان ذلك الشاب الذي ينفخ بين كفيه بابتسامة مستمتعة وهو يتابع مباراة ما بحماس على هاتف صديقه , منزويان على أحد الأرصفة القريبة .... الشال الصوفي الذي يلفه العم عبد الكريم كي يقي نفسه هواء الصباح البارد ورغم ذلك ينظر للسماء كل بضعة دقائق بأمل المطر ولسانه يردد ( يا رب ) .
رغم استمتاع البعض من حوله بالجو البارد الا أنه لا يحبذه كثيرا ... لا يُحب الشتاء أبدا , جو يذكره بكل شيء بشع تلقاه في سنوات عمره السابقة ... !
البرد في الغربة ربما أقل وطأة من البرد بين أهله في سنوات صباه .. استمتاع والده بعقابه في أشد الأيام بردا , طرده خارجا .. لا يهمه أين ينام حتى لو نام على صدفة الدرج على الأسفلت لا يهتم ...!
هل جربت من قبل الشعور بالهُوَّة التي تتسع داخلك لتنهش بصمت … بتروي .. بصبر … تحدد هدفها جيدا .. والهدف أنت .. !
هُوَّة تتزود بماضيك … بأيامك … بكل ضربة سلسلة متينة سقطت على ظهرك ….. بكل سُباب يقصف رجولتك نصفين دون القدرة على الرد .. بكل خزي واجهته من الأعين المحيطة … بكل مرة أردت الحياة وكان الموت البارد من نصيبك … !

نصف نظرة أحاطت ما حوله ليمج من سيجارته الغالية على قلبه بتمهل شديد وبعدها رشفة من قهوته المُرة ليغمض عينيه لحظة يستمتع بما يرفع مزاجه للأقصى … متواضع المتطلبات أنت يا محمد … !
نظرة قاتمة مرت على محل لحلوى الأطفال في الجوار … نظرة شملت كل ما يحويه من أكياس متراصة وحلوى متفرقة وبراد خاص بالشوكولاة … كل شيء قد يتمناه طفل صغير حديث السن .. تفرحه قطعة حلوى او كيس رقائق الا أن تلك السعادة الصغيرة لم تكن من حظ أي منهم حتى بعد يوم عمل شاق … بعد جهد صعب حتى يُرضي والده .. يوم طويل من تنظيف المكان والذهاب هنا وهناك لتلبية الطلبات والتعرض للمزيد والمزيد من الإهانات، لم يكن من نصيبه حتى بعض العملات التي يستطيع بها شراء قطعة حلوى بل كانت لطمة على وجهه هي الجواب وما يعصر كرامته لتتساقط أمام عينيه في تلك اللحظة هو إعادته للأمر في كل مرة … كل مرة كان يطلب من جديد علّ بعض الأبوّة قد أذابت قطع الحجر الساكنة قلب والده … علّه يستجيب في مرة .. مرة واحدة يُخيب ظنه فيها ولكن ككل مرة نفس الإجابة المُهينة .. نفس الضرب القاسي المُهين لطفولته المبكرة وقتها .

كرات حارقة تحرق صدره بدلا من ذلك الدخان البائس الذي ينتشر من سيجارته … حريق الذكرى … إغماضة عين جلبت ذكريات سوداء لقلبه وعقله … ولعذابه .. الذكرى صامتة والألم ثابت يمتص منه فقط .. يرتوي منه.!

ازدرد ريقه ليهتف بنبرة خشنة جافة
" يا كامل .."

أتاه الشاب المسؤول عن الطلبات في المقهى القريب من متجره وقد غيَر عادته الصباحية باحتسائه القهوة هنا وليس في متجره ...وقف الشاب أمامه ليجيبه باهتمام
" نعم يا ( ريس ) محمد .."
رفع محمد نظراته الجامدة له ليخرج بعض الأوراق النقدية ليُعطيها له وقد زاد من نصيبه أكثر من حق مشروبه
" خذ يا بني ...والباقي لك "
أومأ الشاب ليهتف بترحاب وصدر واسع
" تسلم يا كبير .. "

نظر محمد حوله بلا اهتمام لتصطدم عيناه بمجموعة شباب جالسة في الجوار فيهز أحدهم رأسه بتحية ودودة ليردها محمد بمثلها بلا اهتمام وهو يتجاهل تلك الرغبة الساطعة في عيني الشاب بمصادقته بعدما أنقذه من براثن والده سابقا ليهتف فيه بعدها حينما عرض عليه الشاب مصادقته
( لقد أنقذتك وانتهى الأمر … إذا احتجت شيء تعرف مكاني فلن أخذلك .. غير ذلك لا أستطيع خدمتك ... حاول الاعتماد على نفسك )
لقد أتى للمكان الخطأ فمحمد لا يصلح للمصادقة والنصح فالمشاعر الإنسانية تجمدت منذ زمن ولا تتحرك سوى لوالدته وشقيقته فقط .

بعض الضجة في الجوار جعلته يعقد جبينه وأذنيه تنصتان بقوة لصوت أنثوي تظهر رنته بين الضجة ليقف من مكانه يُحاول استنباط ما يحدث وقد شبَّ القلق في قلبه على أنثى يضربها زوجها مغمورة في إحدى البيوت السكنية المتجاورة البسيطة المظهر .
اقترب شيئا فشيء من مكان وجود الصوت لتتسع عيناه وهو يراها تقف مواجهة لأشرف صاحب محل للثياب الأوروبية المستعملة فقد كان السوق يشمل مختلف أنواع التجارة وهي على ما يبدو تبحث عن رزقها .
رؤيتها من جديد تمثل له شيء غريب لم يمر في حياته من قبل ... صوتها .. حركة يديها .. انفعالها ... تضييق عينيها بشر لا تملكه ..وككل مرة لا يراها سوى في عراك هي ليست أهلا له .
كان المتجر جوار المقهى الذي يتناول قهوته فيه بين الحين والآخرقبل بداية يومه وكان الصباح الباكر يخط بدايته فمال هذه الفتاة تبدأ العراك منذ بداية الصباح ... !
كانت البدايات وكان في مزاج قاتم كعادته وكعادة بعض الذكريات التي تتدفق لعقله دون مقدمة .. فقط تأتي بتتابع مُغيظ لتسكب المزيد من القتامة والحزن داخل صدره الصديء .. وزادت ذكرى رؤيتها مرة من قبل قبل أسابيع ... مرة وحيدة الا أنها مؤثرة وقد كانت تواجه المعلم رجب بهيئته المغتاظة
" هذا أقل من حقي وأنت تعلم يا معلم .. لذا فزد المبلغ حتى يدوم العمل بيننا لأنه بهذا الوضع لن أتعامل معك من جديد ..انا لا أقبل أن يؤكل تعبي وعرقي وأنا واقفة لا أفعل شيء .."
وكان صوت الرجل حاد بلا لين وكأنه قرر اليوم أن يتعارك مع أحدهم
" هل تهدديني يا ست رؤيا ... !!!... لا عاش من يهدد المعلم رجب .. أي بضاعة تتحدثين عنها يا حلوة .. تلك الأشياء المهلهلة التي تأتي بها لنقذف بها في المخزن ولا ينظر لها أحد .. أفيقي جيدا يا رؤيا وتذكري أن لقمة عيشك معي فلا تتبتري عليها .. "

الدم يغلي في عروقها ... وجهها أحمر وعروقها نافرة وتكاد تنقض عليه لتأكله بأسنانها الا أنها في قرارة نفسها تعلم أنها مواجهة خاسرة لو فقدت أعصابها أكثر وضربت هذا الجلف الذي يشبه الباب بلا اختلاف ولكنه حقها ... حقها الذي تشقى كي تحصل عليه فلا تحتاج لأحد.
كزت على أسنانها لتهتف به
" وهل تنتظر مني الصمت على ما تقوله ... أقسم برب العزة إن ما أعطيتني حقي لأصرخ وأجمع كل من في السوق وأستنجد بهم بأنك تتحرش بي .."
اتسعت عينا الرجل للحظة مما أثبت لعينيها الثاقبتين توقعها بقلقه , لن تثق بخوفه ولكنه بالتأكيد لا يحتاج لسمعة سيئة لمكانه ورغم هذا وجدت القلق ينمحي من على وجهه في لحظة ليُشير بيده باحتقار وصوته يعلو
" اذهبي يا امرأة من هنا ... لأن صبري محدود وسأمزقك في اللحظة التالية .."
كادت تصرخ من جديد لولا صوته الجاف الذي أتى من خلفها يومها
" وهل من الرجولة أن تمد يدك على امرأة يا معلم رجب ...؟؟...."
صوت خشن ... جاف ... به نبرة غليظة رجولية لا تُنسى بالساهل لتلتفت تنظر له , تُقطب جبينها لوهلة تنظر للرجل الواقف أمامها بهيئة مميزة بذلك الجانب البري الذي يضج في عروقه ... سترته الجلدية تعلو قميص بلون هاديء وخامة عادية وقد استنتجتها فور نظرتها له ... رجل عابس ... قاتم كلون الشاي الذي تحبذه جارتها أم مسعود ومعروفة به في الحي
حاجبه الأيمن به علامة تمتد لجبينه وكأنها قديمة والأثر يأبى المفارقة .
ضيّقت عينيها لا تريد تهدئة غيظها ... لا تريد محو كرهها لكل الموقف الذي تقف فيه في تلك اللحظة لتهتف به بشفاه مُرتفعة
" وما دخلك أنت ...؟؟..."
اتسعت عينا المعلم رجب ليهتف بخشونة وهو يشير لها بازدراء
" أرأيت يا ريس محمد كم هي بلا حياء وكأنها لم تشهد لحظة تربية في بيتهم القذر .."
وقد أوشك محمد في تلك اللحظة على إنقاذ الرجل من فمها لو تركها عليه لكانت ابتلعته من شدة غيظها وحقدها ولكن صوته الخشن أتى صارم .. جاف .. بنظرة صاعقة ونبرة خفيضة جعلتها ولأول مرة تزم شفتيها ولا تستطيع الرد لوهلة
" أصمتي ..."
لتتسع عيناها بعد تلك الوهلة والغيظ يكاد يندلع من عينيها كسائل ساخن تناثر بلا رحمة على بشرة دقيقة وحساسة الا أن نظراته أوقفت غضبها ... ألجمته للحظة لترى تحذيره لها بأن تتدخل بصوتها الذي يُشبه صافرة الإسعاف ( السرينة ) لتزم شفتيها بغضب مكبوت وهي تقرأ تحذيره في عينيه ... فالمعلم رجب معروف بلسانه السليط وسمعته السيئة
" ريس محمد لا تتدخل في هذا الأمر ... أنا أعلم ( ديتها ) جيدا ... هيا يا امرأة من هنا .. وآخر مرة أراكِ بالقرب من متجري .... فقد توقفت عن التعامل مع النساء .. صحيح من يتعامل مع النساء مجنون .."

صرخت رؤيا وهي تكاد تنقض عليه
" يا رجل يا ظالم ... يا مفتري .... ما هذا الظلم يا ناس ... ؟؟.. مالي ومال أفكارك الغبية بأن ترفض النساء أو تكون منهن .... أنا أريد حقي هنا ...."

اتسعت عينا محمد وفي لحظة كان يجذبها من ذراعها كي تقف خلفه يمنع عنها بطش المعلم رجب الذي ترك مكانه ليهجم عليها في لحظة يرفع يده كي يضربها الا أن يده توقفت في الهواء وقد كانت قبضة محمد لها بالمرصاد .... محمد الذي أثبت للحي بأكمله خلال الشهور الماضية بأنه رجل بحق ... كلماته لا تتعد على الإصبع .. نظراته صارمة وسمعته مثل العملة الذهبية باختلاف والده الذي اشتهر في السوق بطبيعته القاسية الغليظة ولسانه المؤذي
" انتظريني في الخارج يا ست ( رؤيا ) ...."
رؤيا البالغة من العمر خمس وعشرون عاما أصبحت ( ست رؤيا ) الا أنها تتفهم طريقته حتى لا يتداول اسمها بالسوء كعلكة في فم الجميع ولكنها للأمانة في تلك اللحظة لا تعلم إن كانت تتفهمه أم لا فالغضب يمتزج بأنفاسها ويفوح بأقل حركة منها
" أنا ..."
هتفت بتردد غاضب ليوقفها صوته من جديد ذلك اليوم
" أخرجي .."
زفرت بقوة لتحث الخطى للخارج بغيظ وحنق يأكلانها رغما عنها ويديها ترتعش بقهر رغبة في نهش وجه ذلك الرجل الفاسق
فور خروجها ترك يد الرجل ليردف بهدوء جليدي
" أظن ليس من اللائق أن تمد يدك على امرأة فينتشر في السوق بأكمله أنك ضربت امرأة
في متجرك وأنت رجل لا تنقطع عن متجره قدم النساء ... فكما تعلم الشائعة لا تنتظر دقيقة
حتى تنتشر في السوق كعود ثقاب يُلقى على ( القشَ ) فما بالك بالحقيقة ..."

كان يتعامل معه وقتها بمفهومه ... بمفهوم السوق الذي بدأ يتخلل لمسامه والذي بالبطبع يسري مسرى الدم في الرجل الذي يقف أمامه ليطبق المعلم رجب شفتيه بغضب لحظة وكأنه
يسترجع الكلمات في رأسه مرارا وتكرارا الى أن قال بغضب مكبوت
" وهل يُرضيك ما فعلته تلك الفتاة الوقحة ....؟؟... لم يحدث ذلك داخل متجري من قبل
أن رفعت إحدى النساء صوتها عليَ ... لا فتاة تجوب الشوارع طوال اليوم والله وحده
يعلم ماذا تفعل ..! "
الإزدراء والغضب ملأ عيني محمد ليهمس من بين أسنانه باقتضاب غاضب
" تجوب الشوارع بحثا عن رزقها يا معلم ... وأنت خير من يعلم الحصول على الرزق
صعب تلك الأيام ..."
كاد مُحمد وقتها أن ينسى عمر الرجل ويهجم عليه مفرغا فيه كل سنوات غربته وكبته ... كل ضربة تلقاها ولم يكن أهلا لها وقتها وتعرض لأقصى أنواع العذاب الجسدي الذي لا يوازي النفسي بذرة ... كادت طبيعته المتحفظة الذي عُرف بها أن تنتهي وهو يرمي الرجل أرضا وينهال عليه ضربا الا أنه وبإرادة حديدية أكمل بهدوء
" من الأفضل أن تُعطي لها حقها وتتركها تذهب أفضل من الثرثرة التي ستنتشر في لحظة ... ما هو رأيك يا معلم ...؟؟...."
وقتها استطاع الحصول على حقها بسهولة وأعطاه لها وللغرابة أنها لم تشكره حتى بل هتفت بغيظ وهي تعدل حجابها الملفوف بدون هندمة
" رجل بغيض ..."
وها هي الآن تواجه أشرف الذي كما يبدو يستمتع برؤية غضبها الذي يندلع من عينيها ليهتف بخشونة
" ما الذي يحدث يا أشرف ..؟؟..."
لتلقي نظرة عليه بلا اهتمام وصوتها يأتي بهتاف ساخر
" هل أحضرت ( الفتوة ) الخاص بك كي يضربني ...؟؟..."
لتنمحي التسلية عن وجه اشرف لينهرها بغضب
" رؤيا احفظي لسانك .. ما زلت محتفظ بهدوئي معك لأنك امرأة ... أما عن محمد فهو لا يحتاج أن يكون فتوة فنظرته وحدها تكفي ..."
وقد كان يرمقها بالفعل ... نظرة جعلت جسدها يقشعر ولكن متى كانت رؤيا تهاب شيء
أو تتراجع عن حقها لأجل نظرة لا أهمية لها ورجل تراه كل مرة في عراك يُثبت مرة بعد مرة
كم هي سوقية بصوت يصم الآذن الا أنها لا تهتم ... لا تهتم لشيء

ازدردت ريقها بتوتر لم يخف على محمد الذي وضع يديه في جيبي بنطاله يتابع ما يحدث بصمت
" أعطني يا أشرف باقي حسابي حتى أذهب .. ما زال اليوم في بدايته وربما تمطر اليوم
فأتعطل ولا استطيع الذهاب لباقي التجار ..."
تنهد أشرف ليُخرج بعض الأوراق النقية يمدها لها فتأخذها فتبدأ بعدّها أمامه ببساطة ولسانها يردد بسخط
" كان من البداية يا أستاذ أشرف ... كل مرة تضطرني لأن أرفع صوتي والأمر لا يحتاج ..."
رفع محمد حاجبه والتواء طفيف لا يُرى يمر على جانب شفتيه ليضحك أشرف بخفة
ويردف بمرح
" أنتِ تتحولين حينما تغضبين يا رؤيا .... لهذا أتعمد إغاظتك وكل مرة تنساقين لغضبك ببساطة ..."
لا يعلم محمد سبب كرهه بساطة أشرف معها ولكن الفتاة لم تهتم بأي شيء قاله وقد عدّلت من حقيبتها الجلدية العادية بعدما وضعت بها نقودها لترفع رأسها تنظر لأشرف دونه
" بالإذن ... "
أتى صوت أشرف من خلفها
" لا تنسي البضاعة التي أوصيتك بها يا رؤيا ..."
" على عيني ..."
ردها البسيط والذي كما يبدو معتادة عليه جعل شيء غير مؤلوف يمر أمام عيني محمد القاتمتين يتحدث قبل أن يرد عليها أشرف
بشيء يثير غيظه
" من هذه الفتاة ...؟؟..."
كان يعرف شكلها ولا يعلم لماذا تثير لديه فضول لا يملكه ليسأل عن المزيد عنها
ابتسم أشرف بخبث ولأول مرة يجد محمد مهتم بأي شيء حتى لو كانت فتاة ليجيبه بمكر
" فتاة تعمل مع تجار الثياب ... تحضر لهم ما يطلبونه .. ثياب مُعينة تأتي بالطلب .. ولكن
أخبرني منذ متى وأنت تسأل على شيء ...؟؟..."
رمقه محمد من بين أهدابه ليجيبه باختصار
" اهتم بعملك يا أشرف ..."
لوى أشرف شفتيه ليُهمهم بسخرية غيورة
" طبعا لك أن تقول هذا فهيئتك وكأنك رجل ملاكمة خطر تجذب الأعين لك .... فلن تهتم بالسؤال عن الفتاة مرتين فستجد أفضل منها بالتأكيد ..."
هز محمد رأسه بإهمال ليتحرك مغادر المتجر دون أن يُريح أشرف برد .

..........................................

التواجد معه في مكان واحد يعد تعذيب نفسي لها .. أي حماقة فعلتها بنفسها ليقع
قلبها صريع هواه ...!! ألم تجد سوى فخامته كي تحبه وكأنها كان ينقصها جنون
في حياتها ... !!
منذ عملها معه وهي تنتظر الفرصة كي يراها ... يلحلظها ... تمر حتى من أمام مخيلته
ولكن لم يحدث شيء ... لم يحدث سوى الرسمية التامة في العمل ... الطريقة الجادة
التي ستصيبها بارتفاع ضغط الدم يوما ما .

" زَبرجد ... المرة القادمة سأراك تتحدثين مع نفسك بدل تلك التعبيرات التي تتغير كل لحظة فتوحي باشتباه في الجنون ... من رأيي أن يكون جنون صريح ...ألا يكفي اسمك الذي ما زلنا نحاول نطقه بطريقة صحيحة للآن ... لا أعلم بماذا كان يفكر والدك حينما اختاره لك "

لوت زبرجد شفتيها وهي تستمع لسخرية هديل التي لا تنتهي كلما رأتها صامتة
تنهدت بهدوء تخفي صراع مشاعرها عن الأعين .. أو ما تبقى منه ... !
لتردف بهدوء فاتر
" صباح الخير لك أيضا يا هديل ... كل ما في الأمر أنني أفكرفي موضوع الحلقة الجديدة فأتفاعل رغما عني ..."

رفعت هديل حاجبها بمكر لتسألها سريعا
" ما موضوع الحلقة الجديدة يا جد جد ...؟؟...."
اختصرت الاسم كما تفعل في أحيان كثيرة لتنفخ زبرجد بضيق نفخة كادت تودي بهديل وراء الشمس لتنطق بعدها من بين أسنانها
" أكملي الاسم للنهاية لو سمحت .. تعلمين كم يضايقني هذا الأمر ..."
رفعت هديل حاجبها لتردف ببساطة مُغيظة
" حسنا ست زبرجد نأسف للخطأ المطبعي ... والآن نعود لموضوعنا .. بماذا انتهت أبحاثك عن الموضوع الجديد للحلقة بغض النظر أننا لم ننتهِ بعد من بث الحلقة الحالية .."
تلعثمت زبرجد لتأخذ لحظات تفكر بإجابة وتتمتم بأشياء غير مفهومة لتبتسم هديل بتسلية وتقترب منها لتهمس بنبرة مؤامرة

" هل ضحكوا عليك وأخبروك أن من يكذب يذهب للملاهي يا زبرجد... تؤ تؤ .. إياكِ أن تصدقي كل الكلام الذي يقال ... "
زمت زبرجد شفتيها لتهمس بغيظ بعد أن ازدردت ريقها الجاف
" هديل توقفي عن تلك الطريقة فما زلنا في الصباح لم يصل اليوم لمنتصفه حتى .."
ابتسمت هديل بتسلية لتجيبها بمرح
" وأنت توقفي عن الاختباء واقتنصي فرصتك .. ربما سيفيدك لو أعطيتك بعض دروس من خبرتي المميزة في هذا الأمر ..."
أن تحب في صمت لهو أمر مبلوع لدرجة ما ... ولكن أن تكون مكشوفة بهذه الطريقة فهذا يندرج تحت بند الاختباء من الجميع وهي لن تستطيع الآن , لذا وبكل شجاعة راوغت في الأمر لتضيِق عينيها وتهمس بشراسة
" ما عقوبة من يقتل زميلته في العمل ...خاصة وأنها مُغيظة بدرجة لا توصف ؟؟..."

انطلقت ضحكات هديل المستمتعة لتتجاوزها هاتفة بحماس
" لن نصل لتلك المرحلة أعدك ... و ... من يشغل عقلك يتهنى به ..."
اتسعت عينا زبرجد بعض الشيء وكل شيء يتضح أمامها , فهديل لم تعد تلمح للأمر بإغاظة كما السابق بل بات كل شيء صريح بطريقة مغيظة ومحرجة لمشاعرها
...............................


في الداخل كانت تجلس مقابل هديل على الطاولة الصغيرة الخاصة بفريق الإعداد معه
هي وهديل وفلة وأيمن وحسام .. نظراتها رغما عنها تهرب لملامحه الوسيمة كل لحظة ..
وسامته القاتلة بعينيه الزرقاوتين وشعره البني اللامع بتصفيفة أنيقة , ذقنه بلونها الذي يشبه شعره مشذبة بعناية كي تليق به .. فمه المطبق بصرامة وتركيز ...وسيم أكثر من اللازم حتى يظن البعض أن داخله هادئ وراقي الا أن نظرته الحادة الصارمة تخالف ما يُظهر خاصة في عمله الذي أصبح كل عالمه بعدما حدث ... صرامته .. وهذا الحزن الدفين في عينيه والذي يسلب قلبها رغما عن أنفها ... يسلب كل مشاعرها تقريبا .
" زَبرجد .. ليس وقت شرود هنا ... نحن نعمل ..."
ضيقت عينيها عليه لتتمتم بخفوت
" يبدو أن القتل سيشمل شخص آخر ..."
رغم صوتها الهامس الذي لم يصل لأحد الا أن هديل ابتسمت وكأنها تتوقع ما تفوهت به , هديل التي تنهدت بقلب مغرم وهي تتذكر قصتها مع حازم .. كل حبها الذي وهبته إياه وهو استقبله بعد وقت طويل من الغباء ليقابلها بحب أكبر بعد ذلك ولكنها بعينين نافذتين ترى الطريق أمام زبرجد أصعب ... طريق وعر كله حزن وألم وحياة معقدة لا تظهر للعيان , فحازم رغم كل شيء بسيط وواضح ولكن قصي الظهير ... يا الله ....!

قصي الظهير المذيع الأكثر وسامة وشهرة .... صاحب أكبر متابعة على مواقع التواصل الإجتماعي وجيش غفير من النساء تتابعه وتهيم به ... كل هذا لا يأتي شعرة أمامه هو وأمام ما يحويه قلبه وعقله الوعر
تمتمت بحنان
" أعانك الله يا زبرجد ..."
لتنتبه على صوته الذي وجهه لزبرجد فبالإضافة الى أنها في فريق الإعداد الخاص بالبرنامج الا أنها مسؤولة التواصل الإجتماعي ومديرة أعماله لذا وجودها دائم معه على عكسهم .. فهي وفلة ما زالتا تحت الإختبار .. لم تحظ واحدة منهن بفرصة قوية للظهور أمام الشاشة , تنهدت هديل ونظراتها لا تفارق زبرجد فرغم اجتهادها وعمليتها المثيرة للإعجاب وربما الغيظ أحيانا الا أنها تشعر بفطنتها بأن الفتاة ليست سعيدة بعملها وتحبه ... !
" زَبرجد ... اتصلي بشام وأعطيني الهاتف .."
أومأت زبرجد لتنهض تمسد سترتها الطويلة بتصميمها البشع الذي جعل هديل تجعد
أنفها بغير رضا لتبعد عينيها عنها مع صوته الصارم الجدي
" هديل ... ما رأيك يكون هناك حلقة في الأسبوع تظهرين بها معي وكذلك فلة ... حلقة تشمل مشاكل الأنثى بشكل خاص وبعدها نرى ردة الفعل على مواقع التواصل الإجتماعي ونقرر ماذا سيكون النظام بناء عليه ..."

رفعت هديل حاجبها بتفكير لتهتف فلة بتوتر
" أنا .. أنا لا أستطيع الظهور .. لا أحب الظهور على الشاشة ..."
عقد قصي حاجبيه ليريح ذقنه على يديه المطبقتين فوق بعضهما حيث يرتكز بكوعيه على الطاولة الأنيقة .. ينظر للفتاة بتدقيق
رغم جسدها الممتليء الا أنها تشع جمال وحيوية وروح مرحة تجذب الكل لها
وهذا ما يريده ... التنوع .... فهو لا يهمه شهرته بقدر تميز ما يقدمه وهو يريد التجديد والتنوع للمشاهد
أجابها بهدوء
" بالعكس يا فلة ... أنت ستكونين مصدر اختلاف وحيوية للحلقة ...ولا تنسي أنك مذيعة متدربة والا لم تكن هناك فائدة من كل الفترة الطويلة السابقة ... عموما لن أنتظر رد الآن ... غدا صباحا سيكون رد كل منكما على مكتبي ...."

" شام على الهاتف .."
صوت زبرجد جعله يتمتم بجدية
" لقد انتهى الاجتماع ..."
انفض الجميع ليأخذ الهاتف منها ليهتف بحنان يقطر بكل حرف من حروفه
" صغيرتي الغالية .. كيف تبلين اليوم في الجامعة ..."
صوته ... حركاته ... نبرته الحنونة بإغراء غير عادي جعلها تغمض عينيها للحظة تستنشق بعض من هذا الحنان الذي لا يظهر سوى مع شام ... كل بوادر الحياة لا تظهر سوى مع شام
ولكنها بقلبها المغرم تراها بوادر كاذبة , ليست حقيقية وكأنه يتصنعها لأجل شقيقته
" هل هناك شيء يا زبرجد ....؟؟...."
انتفضت في وقفتها الساهمة بكل شيء فيه لتعض شفتيها بخجل داخلي وتنظر له بابتسامة مرتجفة بها بعض العملية لتهمس
" أردت سؤلك لو كنت تحتاج شيء آخر ..؟...."
هز رأسه بهدوء ليجيبها بعملية ونظرة ضيّقة
" لا شكرا لك ... بعدما أنهي اتصالي سأخبرك لو جد جديد .. يمكنك الذهاب لعملك ..."
تحركت لتخرج من المكتب , تمسد سترتها بضيق من غبائه فلو علم كيف تحبه لوضعها في قلبه متربعة , الا أنها كالعادة تفتقد للمواجهة ... !
اتجهت بخطواتها لمكتب فلة وهديل فقد أرادت شرب شيء ساخن مع فلة والتسلية معها قليلا فهي تحبها بشكل خاص تلك الفتاة الا أنها توقفت على مدخل الغرفة وهي تستمع لتوبيخ هديل فيها
" هل أنت مجنونة أم معاقة ذهنيا ..؟؟... منذ متى لا تريدين الظهور على الشاشة .. ألم تصدعي رأسي طوال الأربع سنوات دراسة بأنك تحلمين باليوم الذي ستظهرين فيه ببرنامجك الخاص ؟؟..."
رفعت فلة أنظارها لها لتكمل بنبرة بها تردد وشيء من الحزن
" لماذا لم تكملي كلامي ... لقد قلت وقتها حينما أفقد وزني الزائد وأكون كالمذيعات بشكلهن الرائع ولكن الآن ...."
توقفت عن إكمال كلامها لتتدخل زبرجد هاتفة برقة وصدق
" يا الهي يا فلة ... هل أنت غبية ..؟؟... أنت جميلة جدا جدا ... لك نموذج خاص بالشكل والثياب .. ببساطة مبهرة .. أنا حتى أغار من ذوقك العالي في اختياراتك ..."
رفعت هديل عينيها للسقف بسأم لتهتف بغيظ
" وها هي الغبية الأخرى أخبرتك برأيها ولو أنا في رأيي تخبر نفسها وتنصح نفسها أولا خاصة في ذوق الثياب هذا ..."
أطبقت زبرجد شفتيها بضيق ولم تجبها بشيء بل تجاهلت كل ما تفوهت به هديل لتوجه كلامها لفلة التي تنظر بضياع وحيرة كبيرة
" فلة ... الفرصة تأتي مرة واحدة ويجب أن تستغليها .... لا تتركي نفسك للعب دور غير دورك .. أنت ببساطة يمكنك تطويع حلمك ليناسبك ... اقتنصي الفرصة ..."
ربتت هديل على ذراغع فلة لتجذب انتباهها وتقول بهدوء جاد
" كما قالت جد جد ... اقتنصي الفرصة فربما لن تأتي مرة أخرى ... فرصة ظهورك في برنامج بثقل برنامج قصي خطوة ليست هينة أبدا ... فكري جيدا يا فلتي ..."

أومأت فلة برأسها لتتحرك متمتة بحيرة وكلمات كل واحدة منهما تتشابك داخل عقلها
بدوامة لا تجد لها إجابة الآن
" أنا سأذهب لإحضار كتب خاصة برباب شقيقتي ... تحتاجها اليوم وسآتي مرة أخرى .."

قالت هديل توصيها
" انتبهي لقيادتك فأنت لديك جاذبية خاصة للاصطدام ..."
عادت فلة خطوة لتهتف بها وهي تستند بذراعها على على إطار الباب
" هديل توقفي عن سماجتك المغيظة .."
ابتسمت لها هديل بلطف لتبادلها فلة الابتسام وتلوح بيدها وتغادر بينما زبرجد التي تقف متابعة لما يحدث بين الصديقتين توترت بمغادرة فلة لتهمس بتردد
" أنا سأذهب لاحتساء كوب شاي أو أي شيء ساخن ..."
أومأت لها هديل بتسامح لتبتسم بهدوء وهي تفهم زبرجد للغاية ,فالفتاة لا تريد ضغط منها أكثر وهي في الحقيقة لم تكن لتضغط ... هي أرادت تنبيهها فقط حتى لا تخسر سنوات عمرها من أجل لا شيء .

...............................

بناء حياة جديدة ليس شيء سهل أبدا ..!
خطوات وخطوات تكاد تفتقر حتى لطريقة ترتيبها الا أنها تحاول
ألا يضيف لها شرف المحاولة كما يقولون ... ؟
هي شاهيناز ... المرأة صاحبة الحياة المُعقدة والشخصية الأكثر تعقيدا , حديث الجميع
أينما حلت قدميها وكأنها حدث ... كل النظرات تتوجه لها بهمسات خفية
أنظروا لطليقة ياسين الصواف ...!
لقد سمعتها بأذنيها من قبل لتستدير للمرأتين اللتان تتهامسان عليها والفتاة العاملة في (الأتيليه ) تُريهم أحدث الثياب وأجملها وتثرثر كالعادة بمميزات كل قطعة وجمالها
على كل واحدة منهم .
همستها أتت باردة جريئة وربما فجة بعض الشيء لأذنيهما
" أخبريني ماذا تريدين أن تُريها في طليقة ياسين الصواف وأنا أريكِ ببساطة
ربما أخلع فستاني لتقيميني كما يجب ..."

لا تعلم لما اصفر وجه المرأتين حتى أصبح شاحبا يُحاكي الموت وهما تتلعثمان بكلمات
غير مفهومة قبل مغادرتهما المتعثرة بينما الفتاة العاملة تقف فاغرة شفتيها بعجب
والأخرى التي تساعدها همست من خلفها بلوم
" لقد غادرتا يا سيدة شاهيناز ..."
لم تجبها بشيء وقتها كالعادة فشاهيناز جيدة بإهمال ما تريد وكأنها لم تسمعه من الأساس
لتردف بصرامة
" عدلي الثياب وضعيها مكانها بعناية .."
ثم تحركت بخطواتها الأنثوية بل شديدة الأنوثة وصوت كعبي حذائها ذو الرقبة القصيرة يصدح في المكان , فستانها الصوفي الرمادي القصير الذي يصل لركبتيها انساب على جسدها
المُغري ليحدده بدقة وأنوثة ... جاذبية مفرطة لكل من يراها خاصة بشعرها الأسود الطويل
الذي يصل لخصرها فهي السمراء الفاتنة التي طلقها زوجها دون أن يتزوجها حقيقة ً ..!
كادت تشق ضحكتها الساخرة المكان ولكنها اكتفت بالابتسام المقتضب المتهكم وهي ترفع
هاتفها تضغط بأناملها حتى ظهرت صورها مع عمار في آخر مرة رأته منذ ثلاثة أيام في موعده المُحدد لزيارتها ... موعد رضيت به بلهفة وتردد فهي للآن ورغم كل شيء
تُحاول التعلم بكيفية أن تكون أم ولو أنها تشك بقدرتها ولكن أمام كل تعقيداتها كانت
ابتسامتها حقيقية للغاية وهي تنظر لصورته التي لم يختفِ منها التحفظ بصورة نهائية للآن .

............................................

كانت تقود بانتباه شديد , لا تريد أن تسخرمنها هديل أو تصيب سيارة والدها بإصابة جديدة فلا يعطيها لها مرة أخرى وقد وصمت بقيادتها السيئة أكثر من مرة .
يعلم الله كم حاولت بكل قوتها أن تتفادى أي شيء ولكن رغما عنها حدث الاصطدام الطفيف والذي كما يبدو لم يصب سيارتها بل أصاب سيارة شخص آخر لتتوقف بجزع , تهبط من السيارة ... كل أنظارها مُعلقة بما حدث للسيارة الأخرى لتضع يديها على شفتيها بقلق وبعدها تهتف بجزع وعيناها ترتفع لترى صاحبها

" أنا آسفة .. آسفـــــ ......."
" فلـــة...."
وكانت الدقة الراحلة التي ظنتها لن تعود
لقد كان رواد ....!

**********************************

قراءة ممتعة
سبحان الله ولا اله الا الله



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 27-12-19 الساعة 10:47 PM
hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 11:48 PM   #179

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 111 ( الأعضاء 46 والزوار 65)
‏hadeer mansour*, ‏الاف مكة, ‏اني عسوله, ‏ريهام سمير, ‏ebti, ‏basmah smile, ‏حسناء_, ‏Romance 18, ‏noha 3, ‏sosomaya, ‏هنا بسام, ‏Ayaomar, ‏hana133, ‏affx, ‏Nsro, ‏NoOoShy, ‏loulouys, ‏Better, ‏Menna23, ‏سارة عبده+, ‏أسيل33, ‏Mema11, ‏جنة سعيد, ‏همهماتى, ‏Dina66, ‏رانيا خالد, ‏sara osama, ‏Hya ssin, ‏gogo magdi, ‏Roro adam, ‏الاء ميراي, ‏عفة وحياء, ‏mansou, ‏Shadob, ‏ميمونة meryem, ‏princess sara, ‏جواهر الخليج, ‏MerasNihal+, ‏ليل سوسو, ‏sarascara, ‏جويريا, ‏almoucha, ‏hibatalrahmane, ‏samam1, ‏موضى و راكان

دانه عبد likes this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 11:54 PM   #180

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الف مبروك حبيبتي هدور ربنا يوفقك بروايتك وتكون احلى مما تتمنين




كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.