26-07-20, 11:36 PM
| #2824 | ||||
|  السلام عليكم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، عظم الله أجركم، وغفر لميتكم. اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر. | ||||
|  |
|
27-07-20, 01:10 AM
| #2829 | ||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام  
| . الفصل الخامس عشر الحُب ربما يكون سقْطَة لن تستطيع النهوض منها أو دفعة كي تلامس السحاب بأناملك التي ترتعش حماسا ! سقطت جالسة على الفراش وفي يدها الصورة ، عيناها متسعتان بعدم تصديق ... شعور غادر يتشعب داخلها رغما عنها ، لا يوجد بالصورة شيء خادش أو غريب ولكن تلك الابتسامة ... ذلك الارتياح ! الألم سيف غادر في القلب ينغرس أكثر وأكثر دون اهتمام بموتك ، والموْت جرّبته من قبل .... يوم وفاة والدتها ويوم اكتشافها لخيانته لها . أغمضت عينيها بعذاب لتسخر من نفسها .... لم تكن خيانة ... منذ متى كانت خيانة ....؟؟.... هو لم يُحبها من الأساس ... لقد كانت قذارة وهي انساقت لها بغباء القلب الأعمي . حتى الاعتذار عن كل ما فعله معها لم تستطع الحصول عليه ، أن تصلها إثباتات بزواج زوجها من أخريات وهي الغبية التي تعيش في غيْمة مشاعرها ، هي المرأة التي حينما تُحب تتفهم ، تكون نِعم المرأة الناعمة التي تكون سكَن لزوجها ، لم تظن يوما أنه لم يُحبها ، أنها كانت خطوة لشيء لا تعرفه . لقد كذبت على نفسها حينما قالت أن سببها الوحيد لمكوثها معه للآن هو خوفها من الفشل ، كذبت حينما أشهرت قلقها من نظرة والدها لها ، لم تذكر النصف الآخر من الحقيقة ، لم تقل أنها أرادت المعرفة ، أرادت أن تعلم لماذا فعل معها ما فعل . لماذا تزوجها ..؟؟ لماذا استغلّ قلبها ..؟؟ انسابت دمعتان من عينيها لتشهق كالعائد من الموت ، تطبق فكيها بقوة ، فليس هذا وقت الضعف ليس هذا وقت النواح على السنوات التي ذهبت هباءا لأجل رجل لا يستحق . صوت رنين هاتفها جعلها تجفل لتنتظر انتهاء مكالمته وبعدها تغلق الهاتف تماما ، لتنظر للهاتف للحظات بكره ، ببغض لكل ما عاشته وكل الذكريات تضرب عقلها وقلبها في آن واحد . الغضب وحش قاتل يقتات على أرواحنا هي غاضبة بل مقهورة نهضت بساقين رخوتين لتقف للحظات تستجمع نفسها وبعدها تتحرك لخزانة ثيابه في الجزء المخصص للثياب في الغرفة ، خزانة مفتوحة بتصميم حديث لتجذب كل ثيابه على الأرض ، تمسك قمصانه وتمزق أذرارها ، تحاول تقطيع كل شيء ولكن لا تستطيع ، القماش قاسي على أناملها ! تحركت بغير هدى ، عيناها كلوحة زجاجية من الدموع المتجمدة ، أنفاسها لاهثة في سباق رد الكرامة . الألم يعصف بكيانها ... بروحها القلب لعن الحب تلك اللحظة بكل اللعنات التي يعرفها تبحث عن مقص بأنامل مرتجفة .... تفتح جارور وتتركه مفتوح فلم تجد به ما تريد ... تفتح آخر بارتعاش .. بغضب ... بخيانة قاتلة. هل هذا هو الحُب ..؟؟ تلك النظرة التي رأتها في عينيه … تلك المشاعر المرسومة في عينيه … يا الله … ما هذا الألم القاسي ..! وجدت بغيتها لتتحرك بخطوات متخبطة نحو ثيابه من جديد لتأخذ ما تجده ، تُقطّع بالمقص ما تستطيع . هل هي من تقص الثياب أم قهرها وغضبها والظلم الذي ذاقته على يديه ! ترمي قميصه الذي بات كخرقة بالية لتلتقط آخر … وآخر … تلتقط بنطال … سترة قيمة من أغلى الماركات … وأخرى جلدية …. لم تكن ترى ما تفعل … هي تُدمّر ما تستطيع تدميره …. تقص القماش وكأنها تقص قلبه الظالم . كل شيء أصبح كخرق بالية حولها ، كل شيء أصبح بلا شكل أو معنى . المقص سقط من أناملها وجسدها يتجمد ، لا تقوى على الحركة تلك اللحظة بل جلست مكانها طويلا الى أن اقترب صوته الذي يهتف بغضب " أريااااام ….. أريااااااااااام …." لم تتحرك من مكانها وهي تشعر باقترابه أكثر وأكثر وكأنه بحث عنها في المنزل ليفقد صبره " أين أنتِ يا أرياااااام ...؟؟… هاتفك مغلق واضطررت للحضور لسيادتك حتى أبحث بنفسي … لم تستط……" توقفت كلماته وهو يرى الغرفة حوله والثياب الملقاة في أرضية الغرفة وصولا للجزء الخاص بالثياب … لم تكن ثياب بل كانت خرق مقطعة في كل مكان … وكأن خزانته بأكملها أصبحت في خبر كان ! يا الله تمتم بها وهو ينظر حوله بصدمة ليهتف بعدها " هل جننتِ يا أريام ...؟؟… هل جننتِ...؟؟… كيف تفعلين ذلك بثيابي ...؟؟…" انحنى يلتقط بعض القطع من الأرض ليقبض عليها بغضب ثم يرميها من جديد وينهض بوجه مكفهر يصرخ فيها وهي الجالسة تنظر له بهدوء شديد " أخبريني لماذا فعلت هذا الجنون ..؟؟…. ما الذي حدث لكل هذا ..؟؟… أم أنك استيقظت بمزاج سيء فقررت الإنتقام من ثيابي …!....." نظرت له بصمت للحظات …. طلته الأنيقة وثيابه وبذلته الكلاسيكية التي تناسب اجتماعه ، وسامته التي أحبتها فلم تعرف غيره يوما بينما هي كانت ترتدي منامة قطنية قصيرة وبلوزة ناعمة يعلوها مىزر مفتوح لم تغلقه اتقاء لتلك اللسعات البسيطة من البرد في ذلك الوقت من بداية الربيع .. شعرها مبعثر ليوحي بمدى ذلك الغضب الذي يندلع من عينيها . نهضت بصمت … تقترب من وقفته المتحفزة وتلك العصبية والغضب الذي أصابه مما حدث لثيابه الثمينة فلم يلحظ ما يدور داخلها تلك اللحظة ، لم يشعر بذلك القهر الذي احتفظت به لأشهر في قوة وتجاهل وتمثيل مُتقن حتى على شقيقها . لم ينتبه لكل هذا ولكن صوت صفعتها الذي رنّ في أرجاء الغرفة جعله يتصلب للحظة ووجهه يحمرّ غضبا شيئا فشيء ، وقبل أن ينطق بكلمة كانت تتحدث بنبرة قوية " هذا من أجل خيانات لي منذ بداية هذا الزواج البائس ، من أجل كذبك وحقارتك … هذا الزواج الذي لم يكن سوى كذبة حقيرة منك بأن تستعمل ابنة عمك لسبب لا يعلمْه سواك …" لم يكن يفهم أي شيء مما يحدث لقد كان انفجارها غريب فلم يقابله سوى مرة واحدة حينما علمت بزواجاته ليتذكر تلك المواجهة بينهما وهي تقف أمامه لتسأله ذلك السؤال صعب الإجابة " لماذا ...؟؟…" هو لم يكن يعرف لماذا ..؟؟ هو للآن لا يعلم إن كان أحبها أم لا ولكنه كان يحترمها ، ربما أراد كسْر تلك الحالة من الاحترام والمشاعر المجهولة ، فلم يكن يكرهها أبدا . لم يستطع إجابتها بل كان يقف بجمود وملامح مغلقة حتى مع تكرار سؤالها وصراخها به لم يستطع إجابتها ليأتي قرارها بعدها بتلك الحياة الأخوية … فلم يقربْها من يوْمها ، لم تستجب لأي مُحاولة منه لإعادة الحياة كما كانت ، بل كانت صلدة بعرق تاجي لا يلين ومع تلك القوة الصامتة كانت المظاهر الخادعة ، بزوجة ناجحة وحياة مستقرة وزوج مُخلص مُحب ، زوج ذكي يعرف كيْف يُخفي خياناته وحياته الأخرى السوداء حتى عن كل المقرّبين له ..سواها ! لقد وقف طويلا أمام معرفتها التي بدأت حتى قبل وصول تلك الرسائل والدلائل لها ، تعجب طويلا ليصل في النهاية .. لذلك الطريق المعبّد بالحُب ، حُبها له هو من أخبرها ، مَن كان الدليل الأول على خيانة محسوسة ، ذلك الشعور بالبعد ، بأنها تُحب سراب أو ربما نصف سراب ! وهو الآن يقف في حيّز المجهول أمام ثورة امرأة خمدت طويلا لتندلع فجأة ، ملامح جديدة تتشكّل وكأن المجهول أصبح يخصه وحده وهي تقف على جبل المعرفة ،تُحاسِب ! كل السنوات الماضية أتى وقت حسابها تلك اللحظة ! صوتها يهدر من جديد بحرقة وهي تضرب صدرها موضع القلب " هذا القلب غلبني يوْما وانتهى وقت الهزائم … لقد آن وقت الانتصار يا زيْد …" وهو الجاهل من جديد يهتف بحيرة وغضب مكبوت " أنا لا أفهم منكِ أي شيء … لا أعلم عمّا تتحدّثين .. كل هذا الجنون الذي أحدثتيه في الغرفة لا أعلم سببه … هل ستتحدثين بوضوح أم أغادر ..!....." ابتسمت عيناها تلك الابتسامة القاتلة ويدها.ترتفع بصورة ورقية قديمة تعرّف عليها فوْرا ليغيب اللون عن وجهه للحظات وبعدها يتحدث بتهكم كعادته " كل هذه الثورة بسبب صورة ليس لها معنى ..؟… صورة عائلية لا يوجد بها شيء …" أجابته بهدوء واضح " يوجد بها …. أنت …." كان يُشعل لفافة تبغه ليرفع حاجبه بحيرة ساخرة ويردف " تصلح لفوازير رمضان العام القادم …" لتبتسم رغم تلك الدموع المتحجرة في عينيها وتهتف بقوة " أتسخر يا زيْد ..!... لم أجن بعد حتى تسخر مني ولن أصل للجنون معك فاطمئن …" نفخ دخان تبغه بجمود ولم يرد لتتابع باحتراق وهي تتحرك في الغرفة الواسعة " الصورة يوجد داخلها زيْد الحقيقي …. زيْد الذي أحب مرة واحدة ولم يستطع الوصول لحبيبته فالجد لم يسمح والحبيبة كانت أكثر طمعا من أن تقبل بك …" اشتعلت عيناه ليهدر بعنف " اخرسي …" ولكن أريام لم تهتز … بل دفعت بقايا الثياب من على الفراش لتجلس على حافته تضع ساق على الأخرى تردف بثبات مثير " بل أنتَ مَن ستخرس …. أنا مَن ستتحدث فقط … سأقول ما تخفيه ولن تظهره يوما لأنك أجْبَن من الاعتراف بأنك لم تُحبنِ يوما … بأنك تزوجتني مرغما … وفي النهاية لن تخسر شيء بل ستحصل على ميراثك كامل وتستطيع الاستقلال بنفسك … " كان يستمع لها بصمت ، يقف باعتدال ، يمج من لفافة تبغه ببساطة ليشير لها بإصبعه أن تتابع ليضيف ببساطة " لقد أثرتِ فضولي …." لم تعر اهتمام لطريقته بل قالت بهدوء " كيف مثّلت الصداقة على سُفيان ..؟؟… كيف استطعت خداعي بالحُب وأنت غارق في حُب أخرى … امرأة أخرى باعتك في بداية الطريق من أجل الميراث ..!!... أم أن مقاييس الحُب اختلفت في هذا الزمَن ...؟…." نفث دخان تبغه ليجلس على كرسي بعيد .. يستند بكوعيه على ساقيه ، يشرد للحظة بينما لفافة تبغه بين إصبعيه يتساقط احتراقها على السجاد الثمين ولا يهتم بل أردف " أنا لم أكذب في صداقة شقيقك …لقد كان صديقي لسنوات " ضحكت بتسلية ، ضحكة مريرة بها قسوة كان سببا فيها " لا حقا هذه تصلح نكتة الموسم … صديقك الذي تُحب خطيبته ، صديقك الذي تزوجت شقيقته لتذيقها مرارة الدنيا وتتزوج عليها نساء بعدد شعر رأسك !.... أي صداقة لعينة تتحدث عنها ..!.... أي زمن هذا وأي عالم تعيش به !..." هتف بها بملامح مشتدة وقد بدأ يفقد صبره تماما " أنتِ من تعيشين في عالم الأوهام … عالم خيالي لا يوجد به تلك المثالية ولا المشاعر المرهفة الغبية … أنا لم أخن شقيقك يوْما بل لم أتحدث مع ثريا منذ عقد قرانها مع شقيقك … أما بالنسبة لما في قلبي فلا يحق لكِ التدخل به .. لقد توقفنا عن لعبة الزوج والزوجة منذ زمن …." كانت طعنة طعنة غادرة في صميم قلبها الدافيء ، قلب امرأة لم يستطع الكره الكامل ، قلب امرأة غاضب .. مُحترق … حاقد .. لكن رغم هذا أراد إعتذار … إنكار … شيء يُريحه بعد كل هذا الألم ! لقد كادت الدموع تغدر بها ولكنها لم تعطها الفرصة لتنهض فجأة لتقول وهي تتحرك اتجاه غرفة الثياب " معك حق …. قلبك الأسود لا يهمني في شيء …" كانت تبحث عن حقيبتها كي تجمع أغراضها لينهض خلفها بعينين مُتسعتين … قلبه بنبض بطريقة غريبة وهو يراها تجمع ثيابها بأنامل مرتعشة ، جسدها كان يرتجف بطريقة خفيّة ولكنه لاحظها .. فهمها .. فرغم البُعد كانت زوجته بحق ،أقرب اليه من أنفاسه . " ماذا تفعلين ...؟؟…" وضعت بعض الثياب في حقيبتها دون ترتيب لتجيبه بجمود " أخط النهاية لتلك المسرحية السخيفة … وبالتأكيد أنتظر ورقة طلاقي دون نقاش …" ردد "..الطلاق …!!...." صوته ونبرته أثارا ابتسامتها الساخرة … لتعتدل في وقفتها ، تنظر له بعمق ، تنظر لملامحه الحائرة بحزن لتردف بجدية " هل تظن أنني سأظل هنا لحظة واحدة بعد كل هذا … أنا لست امرأة تُكمل صورة أحد يا زيْد … أنا امرأة تستحق حياة كاملة مليئة بالمشاعر الغبية والأوهام …" أغمض عينيه للحظة ليقول بعدها بيأس " لقد كان حُب قديم يا أريام … هل ستحاسبينني على حُب قديم ...؟؟…" كادت تضحك .. بل تنفجر ضحكا وذلك الألم ينخر في روحها أكثر وأكثر لتجيبه بنبرة رغم ثباتها مليئة بالوجع " أنا لم أحاسبك على كل زيجاتك وخيانتك لي … لم أحاسبك على خداعي واللعب بمشاعري … هل سأحاسبك على حُبك يا زيْد … أنا أبتعد عن كل هذا …. أهرب من كل الضغائن والأفكار الملوثة التي تملأ أركان تلك العائلة …. واطمئن لن أخبر سفيان السبب لطلاقنا الآن .. ولكن إذا تأذى بأي شكل تأكد أنني لن أقف مكتوفة الأيدي .." انحنت شفتاه ليهمس بتهكم " سُفيان يتأذى ..!!... ألم أخبرك أنك بريئة أكثر من اللازم ..!.." استدارت من جديد تأخذ نفس مشبع بالبكاء لتردف بقوة خافتة " لن أنتظر طلاقي طويلا يا زيْد …" لم يستطع قوْل شيء … لم يستطع طلب الغفران منها ، ولا طلب فرصة جديدة معها وهو يعيش كل هذه الحيرة داخله … هو لم يكن يوْما رجل بطريق مستقيم حتى يستطيع قول أي شيء . رمقها مطولا … نظرة طويلة مررها عليها وهي تجمع أشيائها بتعثر ، جمالها الناعم يتحرك بألم ، صدره يؤلمه بطريقة لم يعتدها . تحرك مغادر الغرفة ليتركها وحدها تجمع ثيابها ليسقط كل شيء من يدها فور مغادرته وتسقط جالسة على الأرض تبكي بلا صوت … بكاء قد يُريح بعض من ألمها حتى تستطيع المغادرة من هنا . بقية الفصل على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t447054-284.html التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-07-20 الساعة 01:27 AM | ||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
8992Likes
.png)
العرض العادي
