وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة*

[هبة الله 4]

يابنات هى هدير قالت هتنزل الفصل امته

[nomo elma]

تسجيل حضوووووووور لكاتبتنا الجميلة وحشتيني اوي اوي اوي اوي
ووحشتنى سهرة الآحاد الحلوة بتاعتنا يا مررررراحب💃💃💃❤❤❤😘😘😘🥳🥳🥳

[amanad19]

تسلمى على الفصل روعه حبيبتى

[hadeer mansour]

. مساكم مسك وعنبر .. سيتم تنزيل الفصل الان

[hadeer mansour]

. بعد أسبوع

ان تحب فأنت تعيش بين الغيمات... بين زقزقة العصافير وبهجة الألوان، ولكن حينما تصطدم بواقع القلوب السوداء ، تتخبط ، لا تعرف كيف تقف من جديد ، الأيام تطرق واقعها على رأسك ومطلوب منك أن تقف في مواجهتها ، أن تتعامل وتكون على قدر من مسؤولية قرارك .
هي اتخذت قرارها بكامل إرادتها بعد وقت طويل من طمس إرادتها ولكنها تتساءل الآن لماذا هذا التخبط والغضب الذي يحتلها .
ذلك السؤال الذي تسأله لنفسها كل يوم
هل كانت سيئة لهذه الدرجة كي لا يحبها ..؟
هل كانت تملك عيوب العالم حتى يراها كالهواء فلم تؤثر في قلبه قيد أنملة ..؟؟
يا الله
كانت تسير في النادي بملل وشعور بالقتامة يحتلها ويجعلها فارغة من الداخل ، أم ربما فراغها يدعم من ذلك الشغور ..؟

غياب شاهيناز وشقيقها عنها تلك الفترة وانشغالهما بزواجهما جعلها تشعر بالوحدة وكأنها لا تملك ما تفعله.
نظرت حولها للوجوه المختلفة ، لتتوقف نظراتها على مجموعة أطفال تلعب مع بعضها بحركات مضحكة ، المناقشات بينهم مبهجة لأقصى درجة .
رمشت بعينيها وذلك التأثر يغيم على عينيها لترتفع أناملها تداعب بطنها باشتياق للشعور، لقد تمنت الأمومة، تمنتها بكل كيانها ولكن لم تحصل على شيء .
وسط وجعها الصامت أتى صوته بمشاكسة هادئة
" وانا أسأل نفسي منذ الصباح لماذا النادي يشع ضوء ... مرحبا يا أريام .."
تخليه عن أي ألقاب جعلها ترفع حاجبها قليلا لتجيبه ببسمة صغيرة
" أهلا يا دكتور .."
"وتبتسمين أيضا..!.. إذا لقد تصافت النفوس ولم تعد هناك أي ضغينة.."

ارتفع حاجبيها ببلاهة للحظة لتهمس بتساؤل
"ضغينة...!!..."
لتتمالك نفسها وتجيبه بهدوء
" لا .. لا يوجد ضغينة يا دكتور حسن .."
وضع حسن يديه في جيبي بنطاله ليأخذ نفس قوي يملأ رئتيه براحة ويجيبها بمرح ساخر استفزها
" والله هذا شيء يُحسب لكِ يا أريام ... فمعظم النساء لا تنسى بسهولة بل وتتمنع عن التعامل السلس بدلال مغيظ، هنيئا لك.."

همست داخلها دون صوت
" يا الله .."

ثم انتبهت له كليا لتسأله بفضول
" اعذرني في سؤالي يا دكتور... هل لديك ماضي سيء مع النساء لتكوّن هذه الفكرة عنهن... لأنك كما يبدو توقفت على طباع معينة ولم تر غيرها فهناك الكثير من النساء تنسى أساسا ماذا تناولت على الغداء خاصة من لديهن أطفال.."

كشر وجهه للحظة ليجيبها ببساطة
" لا ليس لدي ماضي ولكن لدي حاضر ..."

توقفت عن أسئلتها لتشعر أنه يعيش قصة حب ملهمة ولكنه أحبط تخيلاتها ليميل قليلا عليها يهمس بخشونة

" لدي والدتي التي لا تنسى أي خطأ أفعله حتى لو كان عرضا دون قصد مني ، فاتن لا تترك حقها أبدا ..."

ظهرت ابتسامة حقيقية على وجه أريام لتردف بنبرة بها شيء من الحنان
" لكنك بالتأكيد غال لديها جدا، لقد رأيت نظرتها لك حتى لو كانت تشاكسك بالكلام..."

أجابها حسن بصدق
" وهي أيضا أغلى ما أملك ، وجودها حولي يمثل لي العالم بأكمله..."

تنحنحت أريام لتجيبه وقد شعرت باشتياقها لوالدتها
" حفظها الله لك .."

كان اشتياقها لوالدتها في أوجه تلك اللحظة خاصة وعلاقتها بوالدها ضعيفة وأصبحت أسوأ بعد طلاقها ، كانت تحتاج لمن يجاورها تلك المرحلة الصعبة في حياتها، أن تجد راحتها وترمي كل الغضب والألم بعيدا عن روحها .

ابتسامة شجن ارتسمت على شفتيها في صمت لتسمعه يقول بنبرة مختلفة

" أعلم أنني لا أعرفك منذ زمن ولكنني أريد تناول العشاء معك في أي مكان تحبينه ، ربما لأعرفك أكثر ..."

اتسعت عيناها بمفاجأة من طلبه لتصمت وهي تشعر أنها أُخذت على حين غرة فلم تستعد ليبادرها من جديد بالقول الهاديء

" إن رفضت سأتفهم رفضك وأتقبله.. هو مجرد اقتراح مني لأكون صديق.. لو أحببت طبعا..."

لمعت عيناها فجأة لتجيبه بهدوء
" موافقة ولكن أنا سأختار المكان ..."

ابتسم حسن ليردف
" أي مكان تختارينه سنذهب له …"
……………….

[hadeer mansour]

لم تعرف يوما شعور أسوأ مما تعيشه الآن ، حتى في اختفاء والدتها من حياتهم ، كان سيء ولكنها كانت صغيرة ولم تكن تحيا ذلك الإستقرار بين والدها ووالدتها ، كلها كانت مشاحنات ومشاجرات وعدم رضى من والدتها ، لكن الآن بعدما سلّمت قلبها تماما له ، بعدما رسمت أحلامها الوردية حوله بتلك الحياة المليئة بالحب ، ذلك العشق الذي عرفته من عينيه ، كل شيء أصبح سراب واليوم ختام هذا السراب .
نظر لها في وقفتها المتشنجة امام غرفتها في ذلك الفندق الذي تستقر به ، ليرمق المكان من حوله بغير رضا ، فلم يكن سيرضى يوما أن تمكث زوجته هنا بعيدا عن عينيه .

رمقها بلهيبه الأزرق وهو يكاد يطبعها فوق صدره وفي قلبه ، ترتدي بنطال جينز وفوقه كنزة حريرية زرقاء بأكمام وعنق مفتوح قليلا ، شعرها مرفوع فوق رأسها بكعكة بسيطة ، ليظهر وجهها بعنقها بكل نعومته وجماله ، رغم حزنها اهتمت ألا تظهر بمظهر البائسة بل كانت ناعمة ، رقيقة ، تخطف أنفاسه كالعادة وهو مشتاق ، بل يموت اشتياق للقرب منهاx .
تنحنح ليكبح رغبته الجامحة بها ويردف بهدوء يخفي ذلك الألم الذي يستحكم به .
" جميلة يا غصن البان .."
لا تريد مغازلة ، لا تريد سماع صوته الرخيم ببحة تخصه وكأنها تحفظ نبراته .. وربما لا تريد رؤيته تلك اللحظة فقد استكفت من الألم .
لم تجب بشيء وهي تنظر لعينيه ، لقد كانت سمائها في وقت ما ، زرقاوية عينيه التي تخطف قلبها والآن باتت عذابها .

تمسكت بحقيبتها أكثر بصمت ليتابع بنبرة قاتمة
" ألن تغيري رأيك ..؟؟..."
هزت راسها بنفي صامت ليتابع قصي وهو يقبض يديه في جيبي بنطاله
" لا تريدين رؤيتي يا حبيبتي ...!..."
دمعت عيناها لتهتف بقسوة نابضة
" لا تقل حبيبتي ..."
ثم تحركت لتردف بجمود
" هيا كي نذهب .."
كانت تهم لإغلاق الباب ليجذبها من يدها فجأة لتصطدم به ليجذب وجهها بيده الأخرى ويقبلها ، قبلة تملكية وكأنه يترك كل اشتياقه بها ، خوفه عليها ، ورغبته بها ، لقد كان رجل يرغب بزوجته حد الموت وكل العوائق تقف بينهما .

أبعدته بقوة لتصرخ فيه
" ماذا تفعل ..؟؟..."
احتضن وجهها بين يديه ليجيبها بهمس مبحوح يغرق في الألم
" أنتِ أخبرتني ألا أقول حبيبتي ...ففعلت ..."

ازدردت ريقها لتجيبه بجمود ودمعتين تنسابان من عينيها
" آخر مرة ستفعلها ... لن يحق لك بعد الآن أي شيء ..هل فهمت ...؟..."

وكأنها لم تقل شيء ليداعب شفتها السفلية بإصبعه ويجيبها بخفوت
" هيا بنا ..."

[hadeer mansour]

. لقد كان هروب مستحب.
حينما أيقظها سفيان ليلا ليخبرها أنهما سيسافران الآن لمكان ساحلي حتى يقضيا فيه يومين لم تناقشه بل فرحت كثيرا بمفاجأته، خاصة وعمار أخبرها أنه سيقضي بعض الوقت مع لولي ابنة سيلين اللي تحزن حينما تأتي لقصر العائلة ولا تجده ، رغم خزن شاهيناز الطفيف ولكنها تفهمت رغبته الطفولية، بل وأخبرته أنه أفضل رجل رأته فهو يراعي شعور الجميع بحنان فطري .

نهضت لتُخرج رأسها من فتحة السيارة العلوية ليتطاير شعرها بجنون وسعادة تغمرها تلك اللحظة، شعور فريد وهي تهرب مع من تحب بعيدا عن كل شيء .
مَن تحب ..!
هي تحبه .. تحبه كما لم تحب من قبل بمشاعر جديدة وانثى جديدة تتعرف عليها لأول مرة
رمقها سفيان وهو يقود السيارة بابتسامة رجولية ، سعادتها أرضته للغاية خاصة وهو الآخر يهرب من الجميع ، يهرب من مواجهات حتمية ستحدث وتبريرات يجهزها من الآن حتى يقنع شاهيناز بما يريد فعله .
لم يتوقف كثيرا أمام رغبته بإقناعها ففي البداية أراد تمضية بعض الوقت والانتقال لخططه من جديد دون الإهتمام بشيء، ولكنه الآن لا يفكر في احتمالية رفضها .

" ستصابين بالبرد وأنا أريدك بكامل قوتك.."
صدح صوته بمرح لتبعد خصل شعرها عن وجهها وتميل للداخل هاتفة بحيرة
" ماذا تقول يا سفيان .. لم أسمع .."
أجابها سفيان وهو يجذب يدها ليقبل باطنها
" أقول أنك ستصابين بالبرد هكذا ... لفحات الهواء قوية عليك في هذا الليل .."

ابتسمت لتسأله برغبة خفية مرحة بدت كمشاكسة ودلال
" هل هذا خوف عليّ أم أنك تنظر لصالحك الشخصي فقط في قضاء عطلة ممتعة دون مرض يعطلها ..."

أجابها سريعا وهو ينتبه لسيارة مقابلة
" خائف عليكِ بالتأكيد حبيبتي .."

كلمة حبيبتي كانت لها كسيل وفير من سعادة غمرتها وكأنه أمطرها بقصيدة شعر في عشقها ، لم تنتبه لأن الكلمة عابرة ولم يهتم بمقصدها ، جل تفكيرها كان في الكلمة نفسها التي لم تسمعها منذ زمن ، حتى سفيان لم يخبرها ولا مرة أنه يحبها صراحة ، يتغزل بها ويخبرها كم هي جميلة ، كم يحب رؤيتها وكم يشتاق لها ، الكثير الكثير من الغزل والحب الملموس ولكن ذلك الحب الروحي لم تجربه بعد .
لم تشعر بنفسها وهي ترفع نفسها فجأة لتقبله على وجنته بقوة وكأنها تطبع شفتيها عليه لتجلس بعدها ضاحكة بقوة وقد
سقطت جالسة في مكانها من جديد لينظر لها سفيان نظرة خاصة ليردف بغيظ
" هل تتقبلين نتيجة فعلتك .. تقبلينني وأنا أقود السيارة ..!!.. "

ضحكت لتحرك حاجبيها بمشاكسة ليطبق فكيه بتوعد ويردف بصرامة مفتعلة
" شاهيناز اجلسي مكانك بأدب حتى نصل لوجهتنا سالمين .."

جلست مكانها وضحكتها لم تفارق شفيتها لتجيبه برقة
" حسنا سيد سفيان كما تريد ..."

هز رأسه بيأس من حلاوتها التي تؤثر به بقوة مثيرة للغيظ ، رغم أنه قابل أجمل منها الكثيرات ولكن شاهيناز تملك سحر خاص ، مزيج مختلف لم يقابله من قبل ،امراة مثيرة.. أحيانا بروح طفلة وأحيانا بمكر امرأة يحيره.

انتبه للطريق وهو يتنهد ليرمقها بجانب عينيه وهي تنظر للطريق بسعادة بادية على ملامحها .

[hadeer mansour]

. كان يقف أمام المرآة ينتهي من تجهيز نفسه برشة عطره الأخيرة وقد ارتدى شورت جينز وكنزة قطنية تلتصق بجذعه ونظارته الشمسية، انتهى تماما من كل شيء ليأخذ مفاتيحه وهاتفه ويناديها حتى لا يتأخرا

" شاهينااز ..."

خرجت بعد لحظات لتتسع عيناه والغضب يبدأ في الاشتعال في رأسه وهو يراها ترتدي ثوب سباحة من قطعتين وتلف حول خصرها شيء كشال ناعم يرفرف من حولها وخصلات شعرها الليلية تتوهج على ظهرها، لم ترفعها بعد.

" ما هذا الذي ترتدينه..؟..."
أشار لما ترتديه لتعقد حاجبيها بحيرة حقيقية
" ثوب سباحة ... ألن نسبح اليوم ...؟؟..."
إجابتها البسيطة أغاظته أكثر ليقترب وهو يهتف بغضب
" ثوب سباحة من قطعتين..؟؟... من أخبرك أنني سأوافق على شيء كهذا ... اذهبي يا شاهيناز وارتدي فوقها ثوب سباحة معقول..."

صمتت وهي تنظر له بتمعن دون رد، ذلك الشعور الغريب الذي يحتلها الآن وهي ترى غيرته المعلنة وهي التي لم تقصد إثارتها بل كانت تتعامل بطبيعية كعادتها في اختيار ثيابها بلا ضوابط معينة.

ازدردت ريقها لتجيبه بخفوت
" ليس معي ثوب سباحة مختلف... للأسف كلهم سواء..."

جذبها من خصرها ليهمس بغضب مكبوت
" لقد توقعت أن تفعلي شيء كهذا فأحضرت معي ثوب احتياطي لأن ما ترتدينه الآن لا يصلح إلا لشيء واحد... تعلمينه أليس كذلك...؟؟..."

رمشت بعينيها لتبحث في ملامحه عن افتعال غيرة وكأنها لا تصدق هذا الغضب الذي يلون ملامحه، الغيرة تعني الحب، الكثير من الحب... وهو يغار إذًا هناك حب!

تنهدت لتهمس برقة
" أنا معتادة على هذه الثياب يا سفيان ... أرتدي ما أريد عادة .."

داعب خصرها بأنامله ليردف بتملك لم يقصده
" يجب عليكِ تغيير هذا يا شاهيناز، أنتِ الآن امرأة متزوجة ولستِ حرة، وأنا لا أحب هذه الثياب..."
رفعت حاجبيها لتردف بترفع وشيء من الندّية
" غريب ... رغم أن أريام لا ترتدي ثياب مغلقة طوال الوقت ..."
ليجيبها بشبه ابتسام مغرور
" وأنتِ تعلمين أنني لا أوافق على ثيابها معظم الوقت... دوما أنوه على ثيابها لو كانت مفتوحة دون قصد..."

لا تعلم لماذا شعرت بالضيق من كلماته، وكأنه يخبرها ببساطة أن شقيقته تفعل ذلك دون قصد أما هي فلا.
رغم السعادة الأولية بغيرته ولكنها شعرت بالضيق لتبتعد عنه بهدوء وابتسامة عادية ترتسم على وجهها لتقول بثبات
" أنا سأغير ثيابي حتى لا نتأخر ويكون هناك وقت لسهرتنا ليلا.."

تركته ودخلت دورة المياه بعدما أخذت ثيابها ليقف مكانه بوجه متجهم، يضيع يديه في جيبي بنطاله وذلك الشعور البغيض يحتله، ما هذه الغيرة القاتلة ناحيتها ، حينما رآها أراد منعها من ارتداء أي ثوب سباحة مفتوح او مغلق ولكنه أحجم نفسه ، لم يرد أن يظهر كرجل غيور بجنون وهو الذي لم يعتد على هذا، رغم أنه كان يلوم على أريام بثيابها أحيانا ولكنه كان يشعر أنها طفلة متهورة أحيانا فلا تنتبه لما تفعل ولكن مع شاهيناز الأمر مختلف تماما، الشعور بالتملك يتعبه وكأنه أصبح رجل كهف فجأة وهو الذي لا يهتم بما ترتدي ثريا أو ما تفعله.

أغمض عينيه بضيق تلك اللحظة وهو يتذكر ثريا وما ينتظره، لقد أعطته مهلة صغيرة حتى يستعدا لزفافهما.

زفر بغضب مكتوم وهو ينتبه لشاهيناز التي خرجت تخبره بهدوء

" أنا جاهزة .."

رمقها من بين أهدابه ، يعطيها نظرة أخيرة غير راضية تماما، رغم ثوبها المغلق عن الأول كثيرا ويصل لمنتصف فخذيها وعليه شال ناعم يرفرف حولها .

" هيا بنا .."

قالها باقتضاب ليخرجا معا.

[hadeer mansour]

. ليت الدموع تخفف الوجع ، ليتها تخفف ألمنا حينما يستحكم روحنا فلا نجد متنفس ، دموعها لا تفعل شيء الا مضاعفة ألمها ، وكأن كل دمعة تذكرها كم أحبته وكم عشقته ، كم حلمت بذلك اليوم الذي سيجمعهما معا وأن تكون معه دوما ولكن كل شيء انتهى ، كل شيء أصبح سراب وقد حصلت على الطلاق الذي أصرت عليه ، هل الطلاق قاسي لهذه الدرجة
.؟؟
وكأن روحك تتخبط داخلك بحثا عن دفعة جديدة للحياة .
ربما يكون شعور وقتي ولكنه مؤلم .. مؤلم للغاية .
لقد رفض قصي ، رفض إصرارها على الطلاق ، أراد تأجيل الأمر أكثر من مرة ولكنها قالتها له

" لقد كسرت قلبي فلا تكسر روحي معها .."

ولم يستطع فعل شيء سوى الرضوخ لها ، حتى لو سيتألم مثلها وأكثر .
لقد أصبح الألم عادتها كما يبدو ، ألم موجع ينخر في الروح كسيف يبارز العدو !

ارتعشت ذقنها بموجة دموع جديدة لتفعل وضع الصامت حينما أتاها اتصال من فلة ، هي لا تستطيع الحديث عن شيء الآن وقد وصلت لآخر الطريق ولم يعد شيء يمكن أن يغير الواقع .
ربما غدا تلتقي معهن وتتحدث ولكن الآن سيكون الوقت الأخير للدموع !

" يكفي دموع يا زبرجد ... لقد بكيتِ بما يكفي .."

صوت شام الذي قاطع خلوتها لترمقها بصمت وهي تخفي مشاعرها ناحيتها ، تختلي بنفسها منذ أول لحظة انتقلت هنا بناء على رغبته القوية ورفضه العيش وحدها .
لقد هتفت في وجهه أكثرx من مرة

" وما دخلك أنت ..؟؟.. لا يحق لك بعد الآن التدخل في أي شيء يخصني .. سأدير حياتي كما اريد ولا أريد رؤيتك بعد الآن .."
ولكنه أجابها بثبات يحسد عليه
" أنا لن أختفي من حياتك يا زبرجد .. أنا دوما سأكون ضلع من حياتك حتى لو كرهتِ هذا ...."

تمتمت باختناق
" ربما كرهتك أنت ..."

لترتسم ابتسامة حزينة صغيرة على وجهه ويجيبها بخفوت قبل أن يرحل
" ليت الشعور بيننا متبادل ..."
أغمضت عينيها لتنساب دمعتان من عينيها فتزمجر شام برفض

" توقفي عن البكاء ..."

فتهتف فيها زبرجد دون قدرة على ضبط النفس أكثر من هذا
" وما دخلك انتِ .. لماذا تحشرين أنفك بشيء لا يخصك .. أنا هنا كأننؤ مستأجرة فلا تتدخلي فيما لا يعنيك وكأنكِ لا تعرفين. ما حدث ..."

أكملت زبرجد بحرقة أمام ملامح شام المغلقة
" من أنتِ حتى تطلبي مني أي شيء .. أنتِ شقيقته .. أي أنكِ أقرب شخص له ..x ستدافعين عن نذالته معي بالتاكيد دون أن تفكري مرتينx ..."

كانت صامتة تستمع لغضبها وقهرها ، تنظر لملامحها المنهكة رغم القوة التي ترسمها حولها ولكنها الآن في اقصى لحظات ضعفها وانفجارها .

أردفت شام بخفوت به حزن متأصل
" قصي ليس شقيقي .. قصي أبي ... لكنني اعتدت أن أرى كل الجوانب من حولي .. جانب الصح وجانب الخطأ .. ما عشته في حياتي ليس سهل أبدا .. لقد فقدت وطني .. بلدي ومسكني وعائلتي .. فقدت رؤية الشوارع التي تفرح عيناي في بلدي .. فقدت حضن امي وتفهم أبي وضجيج الدفيء لعائلتي .. لذا قصي هو أغلى ما لدي .. هو أبي وأمي وكل شيء .. لكنني رأيت حبك له ورأيت أثر الفقد ... هو أخطأ وأنا أعلم هذا رغم عشقه لكل أخطأ لكن البكاء لن يفيد ... لا تسجني نفسك في ضعفك وألمك ... قصي سيتحمل نتيجة خطأه وسيكمل حياته بالطريقة التي يراها صحيحة ... "

أخذت نفس لتكمل وهي ترى العذاب يتشكل في عيني زبرجد
" لذا أنا أخبرك أن تكملي حياتك بطريقتك ... لا توقفيها على ألم .. فالحياة لن تخلو من الألم .."

ثم تابعت قبل مغادرتها الغرفة
" وإن كنتِ لا تطيقين رؤيتي فاعلمي أنني هنا لأجل شقيقي كما تقولين فرغم كل شيء يحتاج للاطمئنان عليكِ ..."

لم تجبها زبرجد بل سكنت ملامحها في حزن وهي تستمع لمعاناة أخرى مختلفة ، معاناة عاش قصي مثلها بل أقوى وقد كان الأكبر الذي تحمل الغربة ليستطيع تحقيق أمان مادي لترحل آخر زهرة ياسمين في بلده ، والدته التي رحلت وهو غائب فلم يشبع منها ولم يستطيع الحزن كما يجب وقد انشغل بإجراءات الدفن وأن يأخذ شقيقته معه .

أغمضت زبرجد عينيها بشيء من التعب لهذا الحزن القاتم الذي يطبق على أنفاسها ، وذلك الاشتياق المر الذي يوجع قلبها .


صوت الباب جعلها تنتفض مكانها لتتسع عيناها وهي تتوقعه قصي اتى ليرى شقيقته ، وكأن قلبها هو من يوجهها ، اعتدلت مكانها متسعة العينين وقلبها يركض بجنون لتجد شام أمامها من جديد تقول بقلق

" والدك في الخارج يا زبرجد ..."






انتهى

شكرا يا بنات لاستحمالكم ووجودكم معايااحلى قراء ❤

[هبة الله 4]

واوووووو ابوها يا ادي النيله ياولاد و شهيناز صعبانه عليه اوى بجد