28-06-21, 02:19 PM | #5208 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام
| . الجزء الأول من الفصل الثامن والعشرون الألم قد يكون رفيق زائر أو دائم ولكن أبدا لا تجعله سيد ..! حينما سمعت ما قالته شام انتفضت مكانها أكثر ، انتفاضة قلق ورفض واشتياق ، والدها هنا .. أي حظ تملك ..! إنها تحتاجه .. تحتاجه للغاية ولكنها لا تريده أن يرى خيبتها ، وأي خيبة تملك .. إنها خيبة حياتها ، . " ألن تخرجي له ..؟؟..." كان سؤال شام مشفق وهي ترى الدم انسحب من وجهها ، اتساع عينيها وشحوب وجهها جعلها تنسى لومها لها منذ قليل لتفكر عن شكل العلاقة بين زبرجد ووالدها ! تمتمت زبرجد بخفوت " سأخرج له .." تحركت ببطيء من على الفراش لتقف بإرهاق ، تحاول أن تتوازن لتتحرك من تلك الغرفة التي تلقت حزنها وصراخها ووجعها حتى تقابل والدها . مسحت وجهها لتعدل منامتها وتأخذ نفس كي تهدأ قليلا قبل خروجها ، ثم خرجت له لتتركها شام بقلب قلق ولكنها شعرت أن تلك المقابلة تحتاج زبرجد مع والدها فقط كان مهيب كعادته ، يوتر من يراه لأول وهلة . وقفت أمامه تبعد عنه بضع خطوات لتهمس بنبرة أتت مبحوحة " مرحبا يا بابا .." نظر لها والدها بصمت ، يتمعن فيها ، في كل جزء منها ، يكبح اشتياقه لها بقوة ليتهكم بالقول " أهلا يا آنسة زبرجد ... آنسة .. أليس كذلك أم أنكِ أصبحت سيدة ..!...." أغمضت عينيها ، تبتلع سخريته الشديدة منها ، فهي التي اتخذت قرار ضد رغبته ونفذته. ، هي التي خرجت من عباءته لتحيا بالخذلان . أجابته بثبات " أنتَ تعلم يا بابا أننا أنهينا الزواج قبل الزفاف فلا داعي للسخرية .. لن تجدي .." ابتسم والدها ابتسامة صغيرة لاحت على وجهه ليردف بسخرية وهو ينهض من مكانه " هذا إن كنت زبرجد التي كبرتها بيدي ، ابنتي التي تعرف الصحx وااخطأ وتستطيع أن تفرق بينهما ، لا تلك التي وقفت في مواجهتي وكسرت كلمتي ونفذت ما في رأسها رغم أنه خطأ .." ازدردت ريقها تستمع لتقريعه له ليكمل بهدوء قاسي " تزوجتِ ... تزوجتِ يا زبرجد .. ارتحت الآن حينما أصبحت مطلقة قبل زفافك .. من سيرضى بك الآن وقد أصبح شرفك علكة في فم الناس ... هل نفعك الحب الآن ..؟؟..." دمعت عيناها وكلماته كخناجر تنغرس في قلبها لتجيبه بهمس"الحب ..!!.. أنتَ من تتحدث عن الحب با بابا ...؟ .. ألم يكسر الحب قلبك من قبل ..؟؟."وجعلنا نحيا في تعاسة لا تنتهي ، ألم يوجعك الحب أنتَ الآخر وجعل حياتنا سوداؤ وأنتـ تراني كوالدتي تماما يا بابا ..؟؟..جعلتني بلا صوت ولا رأي ولا هوية وانت تخاف أن أفعل مثلها وأتركك ..؟؟..." صوت الصفعة التي دوت في الأرجاء جعلها توشك على السقوط وهي تتلقى صفعتها منه ، صفعة كانت الأقسى بين كل ما حدث لها ، صوته الذي صرخ فيها " اخرسي .." قبضت يديها ومنعت نفسها من رفع أناملها تتحسس وجهها لترى شام تقترب بوجه شاحب وزعر تملّكها لتهز رأسها برفض ، لا تريدها معهم ، تلك المواجهة بينها وبين والدها ، مواجهة يجب أن تتم حتى لو كان الألم سيدها . " والدتك التي تتفاخرين بها الآن تركتكِ وهربت ... والدتك لم تنظر خلفها حتى ولم تتذكر أن لها ابنة يجب أن تهتم بها وتضحي من أجلها بل رأت نفسها فقط ... هل تعلمين لماذا ... لأنكِ مثلها بالفعل .. ليس لكِ عزيز .. أورثتكِ جيناتها الفاسدة .. لتصبحي ملطخة بالعار وقد وصمتِ بزواج لم يكتمل من رجل قذر .." كانت دموعها تنساب رغما عنها وأسهمه النافذة تصلها بقوة ، تصل قلبها الذي أحبه كعائلة وجعله مركز حياتها السابقة بأكملها ، والآن والدها يؤلمها ، يوجعها. لم ترفع يديها لتمسح وجهها بل أجابته بجمود ودموعها تنساب من عينيها " أتعلم يا بابا .. دوما كنت أتسائل ماذا ورثت منكَ أنت ...؟؟... " ازدردت ريقها لتظهر ابتسامة قاسية على وجهها وتتابع " لقد ورثت منكَ القسوة .. ميراث كنت أخبئه داخلي لسنوات حتى لا يسطع للأعين فأصبح مثلك ولكن كما يبدو فشلت .." أطبق شفتيه بقوة ليصمت وكله يهيج بغضب أعمى وكأنه يرى أخرى ، أخرى تركته رغم كل حبه لها ، أخرى لم تحبه كما يريد لتتقبله كما هو بل رفضت ، رفضت تلك الحياة تاركة ابنتها خلفها . فجأة قبض على ذراعها ليجذبها بقوة وهو يهتف بهياج " أنتِ تحتاجين لتربية من جديد ، سأربيكِ من جديد يا قليلة الحياء ، أقسم بالله لن تري الشارع مجددا طالما كل ما فعلته لأجلك ذهب هباء لتصبحي بلا أخلاق ولا أدب.. لقد كان خطئي من البداية حينما صمت على هروبك ، لن أجعلك تهربي مجددا .. لن يحدث .. .." لم تتوقع أن يحدث هذا ... لم تتوقع أن يصل الأمر الى هنا أن يجرها والدها رغما عنها فتجد نفسها مكبلة بلا حول ولت قوة ، والدها الذي أحبها طوال حياته لبتحول لآخر حينما فعلت ما يرفضه . " لا ... لا يا بابا ... لا تفعل هذا ... لا يا بابا أرجوك .." كانت ترجوه وهو يجذبها بقوة حتى تغادر معه بمنامتها ، لم يكن يرى شيء ، لقد تحكّم غضبه فيه والذكريات تأتي كأسواط من نار تضرب روحه التي لم تبرأ بعد رغم مرور السنوات ... وصوت ابنته يأتيه من البعيد بينما هو يردد " لن أتركك هنا ... لن أتركك لهم يبعدونك عني مجددا ..." لم تستطع مقاومته كما يجب بل بدت بين يديه كورقة بائسة بينما هو بدا كالمجنون وهو يدفعها أمامه ويتمسك بذراعها حينما تحاول الابتعاد ، حتى شام التي أتت كي تقف في وجهه لم يستمع لها وهو يهتف " ابتعدوا عنا .... ابتعدواا.." كل شيء كان جنوني وكأنها في عالم آخر، لا ذلك العالم الذي كانت تبدو فيه كفراشة طائرة وأصبح كقبو أسودx تبغضه . كان يجذبها من جديد وهو يفتح الباب حتى يخرجا ، يأخذها كما يريد ولكنه صدم بقصي أمامه ، وقف والدها للحظة في مواجهة قصي وقبضة يده تحكم. ذراعها بقوة ليتركها فجأة وترتفع قبضته ليلكم قصي الذي تلقى لكمته دون رد فعل بينما هي صرخت بقوة وشام رفعت يديها تغطي فمها بخوف على شقيقها بينما زبرجد شعرت بالعالم كله يدور من حولها ، قوتها نفذت تماما لتحاول المقاومة . " لن تأخذها من هنا ... مهما فعلت لن أتركها لك ..." هدر والدها بجنون " لقد تراجعت اول مرة عن قتلك ولكن تلك المرة لن اتراجع ... ليس لك دخل بها بعد الآن لقد طلقتها أيها القذر ... ابتعد قبل ان اقتلك .." " لن أبتعد .. ولن أتراجع .. لن تاخذها معك .. هي لا تريد أن تأتي معك فاستمع لها لمرة واحدة .." سخر والدها منه وهو يجذب يدها من جديد يحركها بقوة " أستمع لها ..!!..x بعدما فعلته وما فعلته بها أيها الخسيس ... لقد طلقتها قبل الزواج وامتلأت الصحف بالفضائح .. شوهت سمعتها وآذيتها ، ماذا تريد بعد ..؟؟... ابتعد من أمامي قبل ان أقتلك بحق .." لم يتزحزح قصي من مكانه وعيناه لا تتركها ، قلبه يعتصر بين أضلعها وهو يراها هكذا ، هو الغبي الذي أراد أن ينفذ لها ما تريد ولا يجبرها على شيء ، أراد إعطائها حريتها حتى تعود له حينما ينتهي كل شيء ، لم يرد جرحها أكثر بوضع لم تكن ترتضيه ولكنه يقر بغبائه ، ما فعله خطأ .. خطأ .. وها هو يدفع ثمنه غاليا . "،لن أتركها ... مهما فعلت .. لن أبتعد .. هي أمانتي حتى موتي .. لن أفرط بها .. لقد أردت إعطائها حريتها حتى لا أجبرها على شيء لا تريده ولكنني كنت مخطيء .." تابع قصي امام نظرات الآخر الرافضة " دعنا نتركها تقرر ... تبتعد عنك وعني لتلتقط أنفاسها اولا وتستعيد قوتها ... لا تحتجزها في قفص بعيد كما فعلت لسنوات فلم يعد يجدي ما فعلته .." لم يتأثر والدها بكلمة وقد مقاومتها حتى لا يغضب أكثر ليتركها فجأة وهو يلكم قصي من جديد ويهدر فيه بغضب " ابتعد من هنااا ... " لقد كانت قوتها تنهار ، رؤية والدها وهو يضرب قصي كانت تؤذيها رغما عنها ، وقصي الذي يستقبل الضربات بصدر رحب رغم قدرته على صدها ، لم تستطع رؤية هذا ... لم تستطع المقاومة أكثر لتحرر نفسها بعيدا عن كل ما يحدث وتسقط فاقدة الوعي وسط صرخاتهم الممتزجة " زبَرْجَد ..!!..." | ||||||
28-06-21, 02:20 PM | #5209 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام
| . العودة من مشوار الطبيبة النفسية جعلها على الحافة ، لقد تغذى عليها القلق والخوف .. نهش روحها حتى أصبحت دقاتها تجاور العواصف في هبوبها . لم تكد تخرج من الغرفة التي تمكث فيها مع شقيقتها. من أسبوع بعدما نامت حتى شعرت بدموعها تنساب من عينيها ،ودموع القهر والألم وقلة الحيلة ، التفكير يجعلها تجن ..ماذا لو لم تستجيب رضوى للعلاج لتعود كما كانت بكل ذكائها ونباهتها ..؟ لقد أرادت الإختلاء بنفسها بعيدا عن أي أحد الآن ، هي في ذلك الوقت الذي لا تريد فيه رؤية أحد او تبادل الحديث معه ، يكفي ما يفعله الجميع لأجلهما ولكن سؤال محمد الذي لم يخرج بعدما أوصلهما أوقف هروبها . " لماذا تبكين ..؟؟.." رفعت يديها تمسح وجهها بقوة لتجيبه بجمود " لا شيء .. أنا لا أبكي .." عقد محمد جبينه ليتهكم بالقول " وما الذي يتساقط من عينيكِ .. أمطار مثلا ..!..." رفعت عينيها له لتجد وجهه كما هو بلا لمحة مزح لتجيبه بغيظ مكبوت "لا يا محمد ليست أمطار .. أخبرتك لا شيء .." ثم حاولت المغادرة ليجذب يدها ..... تواجهه فيكون وجهها الصغير مقابل صدره وهو يميل ليقترب منها ، يهمس بتحذير صارم " ما زلت أتحدث معك يا رؤيا .." أغمضت عينيها للحظة لتجيبه بضيق " وانا لا أريد الحديث ... انا أريد أن أكون وحدي وأعذرني لا أستطيع أن أقدم مقابل لكرمك معي في هذا ...أنا أحتاج أن أكون وحدي .." تجمد محمد ليسألها " ماذا تقصدين ...؟؟..." كانت تود الصراخ في وجهه غيظا وغضبا من تلك المعاملة الرسمية ليذكرها كل لحظة أنه تزوجها يمن عليها بكرمه وعطائه ، هي لا تنكر شهامته ولكنها غاضبة ، غاضبة بقوة وكل شيء تفاقم داخلها بلا قدرة على إيقافه . " لا أقصد شيء .." ثم تابعت بنبرة ضائقة " هل يمكنني المغادرة الآن ...؟؟.." هز محمد رأسه بنفي لينظر في عينيها ، عيناها ليل واسع يحوي الأحلام كلها بينما هو يتمعن في بساطة ملامحها ، وجهها الصغير ككف يده ، فستانها القماشي الأسود الذي لم تغيرت للآن وحجابها الموضوع على رأسها بشكل مرتخي . رغم البساطة هناك شيء جذاب فيها ، كمغناطيس لا يقوى على صده ولكنه ينكره . " لا ... لا يمكنكِ المغادرة الا حينما أعرف ماذا حدث..؟؟.." قالها محمد ليتسائل بقلق مجددا " هل حدث شيء عند الطبيبة لا أعرفه ..؟؟... " هزت رأسها بنفي ليسألها من جديد " هل أغضبك أحد هنا ..؟؟..." اجابته سريعا بعرفان الفضل " لا .. لا .. خالتي تعاملنا كبناتها تماما ونوران كشقيقتي تدعمني بكل ما تستطيع ..." توقفت لتلمع عيناه فيميل قليلا بالقرب منها يسألها بهمس سرق دقاتها " إذا .. أنا السبب.. أليس كذلك...؟؟..." لم ترد ان تبدو كفناة لا تملك كرامة او حياء وتظهر كأنها ملهوفة على قربه وهو الذي قرر الزواج من البداية بطريقة معينة لأجل شقيقتها . هتفت بتوتر وخجل انتابها " لا بالطبع. لا ... أنا فقط قلقة قليلا .." ثم ابتعدت عنه بخطوات واسعة والتوتر يتملكها ، تتساءل بينها وبين نفسها خل لاحظ شيء أم أنها أصبحت تفكر أكثر من اللازم ! . | ||||||
28-06-21, 02:21 PM | #5210 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام
| . " انا جاهزة ..." قالتها لحسن وهي تخطو بفستانها لتقترب منه وهو يستند لسيارته ينتظرها ، لقدزكانت جميلة ، كاميرة في العقد الثالث من هذا الزمن ، رقيقة للغاية بثوب فضي _بلا أكمام ينساب على حناياها بنعومة تشبه نعومة ملامحها وشعرها المعقود بجديلة مختلفة ، لقد كانت مختلفة وبها دفيء غريب لا يفهمه . تنحنح حسن ليجيبها وهو يعتدل في وقوفه " تبدين جميلة للغاية .." ابتسمت له ابتسامة لطيفة دبلوماسية لتجيبه برقة " شكرا لك ..." " تفضلي .." مد يده لها لتأخذ مقعدها في سيارته ، لتتحرك بنفس ابتسامتها وتركب السيارة تطلع لما هو قادم ، ذلك الدكتور أراحها بشكل ما لتجد نفسها موافقة على مرافقته لتناول الطعام. تمتمت برقة " ارجو الا تكون مشغول أو متعب بسبب يوم العمل وتخرج مضطر لأنك أعطيت موعد ..." ضحك حسن ليرمقها بجانب عينيه وكأنه يتمتم ( هل هذه الفتاة مجنونة ..) ليجيبها بهدوء " لا تحملي همي .. انا في غاية السعادة لأنك وافقت على الخروج معي ...نحن في الخدمة يا أريام ..." ليتابع بمرح " بالمناسبة .. ما معنى اسم أريام ..؟؟.." هزت كتفها لتجيبه بتشكك " اممم .. لقد بحثت عنه من فترة قصيرة وعلمت أنه غزلان يدل على صفات الغزالة ... يعني .. شيء من هذا القبيل ..." هز حسن رأسه يدعم كلامها ليسألها " من اختار اسم أريام ..؟؟...." تنحنحت أريام لتجيبه بشجن " والدتي رحمها ..." تمتم حسن وهو ينتبه لقيادة السيارة " رحمها الله ... كان معها حق في اختيار الاسم حقيقةً...." لم تجبه أريام وهي تبتسم بشيء من الخجل ... لقد كان رجل متكلم ووسيم ، هيئته في بذلته السوداء مميزة ، ذكرها بآخر لا يحب ارتداء البذلات وكان يرتديهم مجبرا تنهدت بصمت لتنظر للطريق حولها وتقول بلطف " لماذا لم تحضر والدتك ..؟؟... إنها امرأة غاية في الجمال والمرح ..." هز حسن رأسه وكأنه يؤكد جنونها ليجيبها " هي تنام مبكرا ولا تحب السهر ، تقول أنه يؤثر على بشرتها فتركتها هي وبشرتها حتى يستريحا .." ابتسمت أريام ابتسامة واسعة تمنع ضحكتها من الظهور لتسأله بفضول " هل تحب عملك يا دكتور ..." كتم شتيمة كادت تنفلت منه غيظا من سائق سيارةأخرى ليجيبها بهدوء " سأخبرك شيء .... حينما أجلس مع مرضاي أعلم أن هذا العالم له أكثر من جانب أسود فأحمد الله على نعمه عليّ ، ودوما لدي شغف بأن أصل بالمريض لبر الأمان وهو ما يجعله يأتي لي ... الأمان ... " الأمان ..! الكلمة لامست قلبها ، جعلتها تفكر هل هي تفتقد الأمان أم تفتقد الحب ..؟أن أن فكرة الانتقام تتلاعب برأسها وتجعلها لا تستطيع التفكير او الوصول لما يريحها . تنهدت بصوت مسموع لتسمع حسن يردف بمرح " اقتربنا فلا داعي لتذكيري كل لحظة أنكِ لم تحبِ قيادتي ..." ضحكت قائلة " لا أبدا ... أنا من أتنهد كثيرا .." " أنتِ تفعلين ما تحبين ..." قالها بلباقة بها شيء من الإعجاب لتسبل أهدابها صامتة ، تنتظر وصولهما . .... لقد كان المكان اختيارها ، اختارته وهي تعلم لماذا اختارته ولكن رغم كل شيء كان المكان مبهج خاصة بذوقهم في الموسيقى . ازدردت ريقها لتنظر حولها بهدوء تبحث بعينيها عنه ولكنها لم تجده ، هل توقف عن المجيء هنا ، هل أصبح مستقيم بعدما طلقها ؟ ما هذه المزحة التي تحيا بها ..؟ اتسعت عيناها وذلك الخاطر يراودها رغما عنها . هل جعته ثريا يبتعد عن النساء وأصبح يقضي الوقت معها فقط ..؟ " هل هناك شيء ...؟؟..." سألها حسن بقلق لتتمتم بتوتر " ها ... لا شيء ... كنت أفكر فقط ..." اراح حسن ظهره على مقعده ليجيبها براحة " لا تفكري الآن بل اتركي نفسك على سجيتها .. انزعي من عقلك كل أفكاره ومخاوفه وافعلي ما يسعدك ..." ابتسمت لتسأله بمرح " هل تتخذني مريضة لديك الآن يا حسن ..؟؟..." ضحك ليجيبها " كلنا مرضى نفسيين يا أريام ... كل من ترينهم أمامك يحملون في قلوبهم الكثير ..." هزت رأسها بموافقة ليميل قليلا على الطاولة يهمس بمشاكسة " هل تريدين الرقص ..؟؟..." نظرت حولها لتجد بعض الشباب يرقصوا بابتهاج ... هي لم تاتِ لهذا المكان من قبل وقد تعجب حسن حينما أخبرته برغبتها ولكنه وافقها ، لقد أتت غيظا وغضبا ورغبة في قهره ولكنه لم يأتِ ... هل تفعل ما يسعدها فقط بعيدا عن زيد ...؟؟ ولا تفكر فيه تلك اللحظة . " هل يمكنني الرقص ..؟؟..." هز رأسه لينهض معها قائلا " تعالي ..." تحركت معه لتصل لمكان الرقص فيردف لها بصوت مرتفع " افعلي ما تريدين .. فقط لتلك الليلة .." أغمضت عينيها ، كانت بعيدة تماما عما حولها ، في مكان آخر ، مكان أجمل به الكثير من الحب والراحة والأمان . تحركت مع الموسيقى ، لم تكون حركات راقصة متمكنة ولكنها ناعمة ، أنثوية ، جعلت كل من حولها مأخوذ بها ، بتلك الرقيقة التي ترقص بطريقتها بعيدا عن إغواء النساء وكان هو ينظر لها ، لوجهها مغمض العينين وذلك الألم الذي ينسحب منه وهي تبتعد بنفسها بعيدا ، لقد كانت امرأة مختلفة . ازيز هاتفه المتواصل جعله ينظر له فيعقد جبينه بعجب .. لقد كان السيد نادر ، لم يكلمه من قبل ابدا ... ابتعد قليلا وعيناه لا تتركها ليجيب نادر فيأتي صوت نادر باختناق البكاء " لقد آذيت ابنتي ..." كان يحاول الرد عليه وإجابته ولكن الصوت مرتفع من حوله فكان يبحث بعينيه عن مكان يتحدث منه ليبتعد قليلا بينما أريام تتحرك وكأنها في عالم آخر ،لم تهتم من حولها أو ينظر لها لتتحرك براحة فتصطدم بمن اقترب منها لتفتح عينيها لاهثة فتجد زيْد ... لقد أتى . انتهى | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|