آخر 10 مشاركات
ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree8992Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-21, 02:43 AM   #5341

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


سيتم تنزيل الفصل الآن ... فصل مشبع إن شاء الله .... وكل عام وانتم بخير
MerasNihal and basma2003 like this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 02:44 AM   #5342

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الوهج الثامن والعشرون 2



هل كانت رؤيته مفاجأة لها ..؟؟
ربما
هي أتت اليوم خصيصا لرؤيته .. لقهره ولكنها بعدما قابلت خيبة عدم وجوده صمتت وتركت نفسها للمكان وللوقت ول حسن !
لم تفكر فيه لحظة وهي ترقص ... لقد كانت تترك عقلها بكل عبثه وأفكاره في الجانب لتحرر قلبها الندي للحياة .
لقد كان كما اعتادته .. وسيم الطلة ... عابث القسمات .. وللعجب .. كان حليق الذقن !
لقد كان يحب ذقنه ويخبرها دوما أنها سر جاذبيته .
" ماذا تفعلين هنا ..؟؟..."
قالها بحدة لتجيبه ولمعة شفتيها كالسنة اللهب
" وما علاقتك يا زيْد ... هذا الامر لا يخصك .. وجودي هنا أو عدم وجودي لا يخصك في شيء فلا تتدخل .."
زمجر بغضب مكبوت وهو يلحظ النظرات التي باتت مسلطة عليهما بفضول معروف وأجابها بخفوت حاد
" أنتِ ابنة عمي قبل أن تكوني زوجتي يا أريام ... كيف سمحتِ لنفسك ان تقفي وسط العالم لترقصي هكذا ... أنسيتِ ابنة من أنتِ ..."
انحنت شفتاها بإغراء مغيظ وهي تقترب قليلا منه لتهمس جواره
" لن أسبب فضيحة أكثر منك وأنت تبدل النساء اكثر من تبديل ساعة يدك فلا تتبجح بمباديء أنتَ لا تعرف عنها شيء ..."
صمت ينظر لها ، لقد كانت جميلة كما كانت دوما ... رقيقة بهيئة تشبه الاميرات كما عهدها ، حتى ذقنها الصغيرة الناعمة كان يحب تقبيلها حينما كانت زوجته بحق ، انخفضت نظراته لفستانها ليتذكر رقصها الذي رآه فور دخوله فيشتغل من جديد ليقبض على يدها ويقول بغضب
" تعالي معي كي نذهب من هنا ونتحدث في مكان آخر ..."
" لن اذهب معك لأي مكان .."
أجابته بعينين مشتعلتين لتتابع بامر
"أترك يدي ..."
ابتعدت بعينيها تبحث عن حسن لتجده ينهي اتصاله ويقترب لتتنفس الصعداء وتسمعه يردد بقوة محذرة
" هيا يا أريام من هنا ... هذا ليس مكانك ولا هذه أنتِ ..."
تمتمت بتصلب ووجهها قريب من وجهه حتى لفحته أنفاسها
" انتَ لا تعرف من أنا ..."
ليميل بالقرب منها حتى كادت شفتيه تلامسها
" ولا أنتِ تعرفين زيْد الحقيقي ... كل منا يا ابنة عمي لم يعرف الآخركما يجب .."
مع اقتراب حسن أردفت بنظرة محتقرة
" تكفيك معرفة ثريا يا ابن العم ...والآن ابتعد ..."
جذبت يدها من قبضته التي ارتخت قليلا ليهتف بعصبية
" أنتِ لا تفهمين شيء يا أريام ..."
ولكنه توقف تماما عن قول شيء وهو يرى حسن يقف أمامها ليردف بثبات
" هل يمكننا المغادرة الآن ...؟؟..."
هزت رأسها بابتسامة واسعة لتتحرك بانوثة خاصة أمام نظرات زيد المتسعة فيقترب بعد لحظة بفورة صحو.وكأنه بدأ يستعب ما يحدث أمامه
" من أنت ..؟؟..."
تصدت له اريام وحسن ثابت بردة فعل هادئة للغاية وهو يرى انفعال اريام المتوقع وتلك النظرة المنتقمة في عينيها
" وما دخلك أنت .. ليس لك اي علاقة بمن هو ولا ماذا يفعل معي ..."
هاج زيْد وجذبها من يدها بهتاف منفعل
" تعالي معي وتوقفي عن غبائك هذا ... "
تدخل حسن ليحاول فك قبضته عن ذراعها ليردف بهدوء
" ليس هناك داعي لكل هذا يا سيد زيد ... لا تنسى أنها تطلقت منك .. أي أن ما تفعله الآن إثارة بلبلة وفضائح لعائلتكم الكريمة .."
كان يردد جملة ( عائلتكم الكريمة ) بتهكم ليناظره زيْد بغيظ ليهتف بكِبْر
" هل تعرف من أنا يا هذا حتى تتحدث معي هكذا ...؟؟..."
أجابه حسن ببسمة هادئة
" بالطبع اعرف لا تحمل هم معرفتي ..."
تدخلت اريام ، تحث حسن على الذهاب
" هيا يا حسن ... زيد لديه الكثير من الأشياء التي سيفكر بها ونحن على عجلة من أمرنا .."
جذبت يد حسن وتحركت وحسن يسير معها بهدوء بينما زيد.ينظر في إثرها بعينين تندلع منهما النيران .


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 02:45 AM   #5343

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كم هو مؤلم أن تنظر لمن تحبهم وتشعر بأنهم خذلوك ، بأن الحب الذي كان يملأ قلبك ناحيتهم أصبح خيبة ووجع كلما نظرت لهم ، وها هي لا تستطيع النظر لكل. منهما ، والدها الذي شحب وجهه قلقا عليها وقصي الذي تشتد عروقه قلقا وغضبا وألما فلم يعد يملك الحق في اختطافها من هنا والذهاب بها بعيدا فيصبح هو وهي وحدهما دون ذلك الألم الذي سطّر حكايتهما .
اقتربت شام منها لتقول بلطف يشوبه التوتر
" لقد طمأننا الطبيب الحمد لله ، فقد تحتاجين للتغذية السليمة والابتعاد عن الضغط .."
تمتمت زبرجد مغمضة العينين
" لا أريد احد هنا ..."
" انا لن أتركك ..."
صوت قصي المشتد استفزها ، جعلها تصل لآخر رمق من صبرها لتفتح عينيها فيهيج اللون الزيتي فيهما لتهتف بقسوة
" بأي صفة ..؟... انت لا شيء في حياتي بعد الآن ... إياك ان تظن أنني سأغفر او انسى ... ستكون غبي لو ظننت هذا .. انا لن أنسى فاذهب وعش حياتك كما تريد ..."
جمد وجه قصي ليهتف بحدة
" ماذا تقصدين ...؟؟.."
اجابته بترفع وهي تحبس دموعها جيدا
" أقصد أنك لن تكون في حياتي بعد الآن ... لقد انتهينا ..."
تدخل والدها ليهتف بغصب
" منذ أول لحظة دخلت فيها حياتنا وهي تحولت لجحيم ... ابتعد عنها ..."
تدخلت زبرجد بنبرة باهتة
" أنا لن أعود معك يا بابا ..."
صفعته لها ما زالت تشق جدار روحها ليتناثر وجعها هنا وهناك ، لقد باتت وجودها مع والدها مؤذي لكلاهما ، لقد كانت تعلم أنه لن يتراجع أبدا وسيعود لمحاولته مجددا معها رغم ما حدث منذ قليل .
تمتمت بوجع وهي ترى عيناه تتسعان برفض واستنكار
" لقد بت تخلط بيني وبين والدتي ، بت تراني هي وكأنني وسيلة لتفريغ غضبك منها وأنا لن أتحمل هذا ... أنا لست هي ولن أستطيع أن أعود كما كنت ، لو ذهبت معك ستكون النهاية موتي ..."
وكأنه كبر عمرا على عمره ليتمتم ببهوت
" موتك ...!....."
لم ترد أذيته ولكنه اوجعها ، جعلها تشعر باليتم، فاصبحت بلا أم تحتضنها ولا أب يفهمها ، ، أصبحت بلا أحد !
" أنا مُتعبة ... كلما رأيتكما شعرت بروحي تنعصر ألما ..."
دمعت عينا شام لأجلها لتتدخل قائلة بحزم
" هي تحتاج للراحة يا عمي ... الطبيب طلب هذا .. رجاء لا تضغط عليها الآن وقد تم ما اردت بالفعل فلم تتزوج قصي وقد كنت رافض له .."
نظر لها نادر بعينين مائلتين حزنا ليردد داخله
" نعم .. حدث ما أردته ولكني خسرتها .."
قبض يده التي صفعتها بقوة وهو يفكر أنه أصبح آخر لم يعد يعرفه ، آخر يؤذي بلا لحظة تفكير .
نظر لها مرة أخرى وهي تغمض عينيها من جديد رفضا لرؤية أحد .
تحرك مغادرا دون قول شيء وهو يفكر في امر واحد ، هو يحتاج للحديث مع أحدهم علّ تلك النيران تخمد ولو قليلا .
اما الآخر كان يقف في صمت ، لا يستطيع الكلام ولا فعل شيء وهو يراها هكذا ، يرى روحها الموجوعة وملامحها التي فقدت بريقها وكأن وهجها خفت !
جسدها الذي فقد بعض وزنه لتظهر عظمتي ترقوتها أكثر ، شعرها المشعث حول ظهرها وبعض خصلاته تتمرد حول وجهها الجميل ، يا الله لقد اشتاق لملامسته ، تقبيله ، الشعور بانفاسها قريبة منه .. اي عذاب يعيشه الآن وهو بين نارين ، نار مسؤوليته ناحية صغيره ونار قلبه الذي لا يهدأ بعيدا عنها .
" اذهب انت ايضا ..."
قالتها بالم قاسي وكانها تستنكر وجوده ، لم تعد تريده هنا ، أنفاسها تضيق وقلبها يوجعها وهي ترى خيبتها مجسدة فيه .
اقترب ليجلس امامها على نفس الفراش ، يبعد مسافة جيدة عنها ، لقد أراد الشعور بقربها حتى ولو ملامستها محرمة .
لم يشعر بشقيقته وهي تغادر الغرفة وتترك بابها مفتوح لتقف أمامها تاهبا لأي شيء .
" تعلمين كم هو موجع ابتعادي عنكِ ..وكأن روحي تختنق كلما كنت بعيدا عنك ... في الماضي كنت أخشى الحب وأنتِ جواري ، والآن أخشى الموت وأنتِ بعيدة عني ..."
هل انتفضت لكلمته التي تعلم خوفه منها ..؟
نعم تالمت ولكن ألمها منه أكثر ، وجعها منه اقسى وقد جعلها تتذوق الخيبة بكل مفرداتها
همست تشدد على حروفها ووجهها يحمر غضبا
" وهل خشيت الموت وأنتَ تقبلها وتلامسها ..؟؟.. هل تعلم كم هو موجع ان تنهار حياتي بعدما خططت لكل شيء ، لقد اخترت فستان الزفاف .. رأيت حياتنا القادمة خطوة خطوة ... لينتهي كل شيء بخيبة وأنا أرى طفل سيولد في حياة ضائعة أكون أنا السبب فيها ...!!...."
قاطعها بحدة خافتة وهو ينظر لعينيها الزيتيتين بعشق خالص
" لن تكوني السبب في شيء لأنني لن أتخلى عن طفلي ، حياتي الخاصة لن تجعلني أنسى مسئوليتي ، لقد رضخت لرغبتك في الطلاق لأجلك ، لم أرد أن أوجعك أكثر ، ولكن كما يبدو أوجعتك اكثر مما توقعت ..."
اجابته بنبرة خافتة تعبا والما
" لقد انتهى كل شيء يا قصي ... أرجوك غادر .. انا أريد أن اكون وحدي ..."
نهض ينظر لها بصمت ، يروي ظمأه برؤياها ، يتملى من ملامحها الجميلة باشتياق يكاد يحرق داخله ليردف بخشونة واثقة
" لم ينتهِ شيء يا غصن البان ... أنا وأنتِ طريقنا واحد حتى لو عرقلتنا الظروف ...سأغادر الآن كي تستريحي .."
تابع وهو يتحرك ناحية الباب بينما زرقاويته تسرق منها النظرة الأخيرة
" سأعود لكِ .."
أغمضت عينيها بعد مغادرته وذلك الألم يتشعب في قلبها اكثر لتزفر بضيق ، فتحت عينيها وأخذت هاتفها لتطلب هديل وفور سماع صوتها قالت باحتياج
" هديل ... تعالي لي .."




hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 02:46 AM   #5344

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لقد مرَّ اليوم بسلام وقضت أجمل أوقاتها في الماء معه وهما يتضاحكان ويستمتعان معا ، لم تقضِ هذا الوقت الممتع من قبل بهذا الشكل ، هي تتذكر أنها سافرت أكثر من مرة مع صديقاتها لأماكن ساحلية ولكنها لم تكن تطيق أكثر من يوم او يومين وتتحجج بأي شيء وتعود ، لم تكن تشعر بذلك الدفيء ، دوما كانت تسمع صديقاتها في الدراسة يقصون حكاويهم عن البحر وتجمع العائلة معا ، الشجارات التي تحدث على الشطائر ، الضجيج الذي لا يهدأ وتلك السعادة الخالصة في السيارة صباحا وهم في طريقهم للبحر ، ذلك الحماس والإثارة التي تملأ صدورهم لا تختفي بمرور الزمن فكلما مرت الذكرى تطرق السعادة أبواب القلب ، ذكريات كانت تستمع لها فقط فلم تجرب أي منها يوما ، لم تجربها صغيرة ولم تجربها وهي كبيرة ولكنها الآن تجرب شيء آخر ، تجرب المشاركة ، الحب المعنوي ومقاسمة المشاعر مع آخر .
صفقت مع انتهاء الأغنية لتنظر لسفيان الذي ينظر لها بتمعن ، كانت ترتدي فستان أسود بقصة بسيطة وكم واحد بينما ذراعها الآخر عاري ، شعرها تركته حر كما تحبه دوما وكما يحبه هو ، فهو لا يحب التسريحات المعقدة ولا يفضلها .
" هل نرقص ...؟؟..."
اقترحت شاهيناز وهي تستمع للموسيقى. الهادئة حولها بحماس ، تحرك كتفيها حركات خفيفة تفاعلا معهم لينهض سفيان ويمد يده لها في دعوة أنيقة فتنهض معه بسعادة لتبدأ رقصتهما ، كانت تتحرك بين أحضانه بسلاسة وتناغم وقلبها يدق بقوة وذلك الحب الذي نما في قلبها يقفز بين أضلعها كطفل فرح بليلة العيد .
يده تجذب خصرها بين فينة وأخرى وابتسامته الصغيرة تزين وجهه وهو يحتويها بين ذراعيه لتنعم بذلك الشعور بأنها أنثى تميل بكل كيانها على صدر زوجها .
غمازتيه تظهران بعمق على وجنتيه لترفع نفسها وتقبل وجنته أثناء الرقص وهي تضحك لتهتف وسط تعجبه
" رغم أنني أملك غمازتين الا أنني أعشق خاصتيك .. "
جذبها ليغمر وجهه في عنقها يقبله بشغف وهو يشعر بشيء غريب ينتابه ، لا يريد لأحد ان يرى جمالها ولا تقربها منه هكذا ، رغم ان هذا الأمر طبيعي في هذا المكان ولكنه بات يرفضه ، ليجذب يدها ويهتف
" تعالي لنحتسي شيء ..."
تحركت معه تعقد جبينها متعجبة لتسأله بصوت مرتفع
" ماذا حدث ..؟؟..."
لم يجبها بشيء وهو يبتعد بها لطاولة بعيدة عن الضجيج قليلا فتجلس بحماس لم يفارقها وتتحرك في جلستها بحركات راقصة فينهرها بجمود
" شاهيناز توقفي ..."
توقفت بعجب لتهز رأسها بحيرة فيتنحنح ويردف بتردد
" لا ترقصي وأنتِ جالسة ...الشكل ليس لطيف .."
لمعت عيناها لتسأله بشبه ابتسام يحمل بين السخرية والتهكم
" هل أصبح الرقص في الجلوس يقلل من الشكل الإجتماعي أم ماذا ..؟؟..."
رمقها من بين أهدابه بصمت ليشير للنادل حتى يقترب فتهمس له
" لا تطلب خمر يا سفيان ..."
" منذ متى ...!...."
كان سؤال حقيقي به شيء من التهكم الذي أخفاه سريعا وهو يسألها حينما وجد صمتها
" ألم تشربِ الخمر من قبل ..؟؟..."
ازدردت ريقها لتجيبه بهدوء
" شربته من قبل مرتين او ثلاث وتوقفت تماما بعدها ، لم أحبه ..."
ارتفع حاجبه ليسألها بفضول
" هل كان تمرد ....؟؟..."
هزت كتفها لتجيبه بنبرة بها طيف جمود
" ربما ... لا أعلم .. فقد كان قبل وقت طوييل
.."
هز رأسه هزة طفيفة وأردف بثقة وهو يميل على الطاولة
" انا لا أحب الأشياء التي تذهب عقلي ، أنا أستطيع أن أدير هذا العالم بعقلي فكيف أذهبه بخمر ...لذا اطمئني أنا لا أشرب الخمر ..."
هزت رأسها دون إجابة وهي تنظر له بصمت ، تلك النظرة المتمعنة التي تريد ان تكتشف بها ما لا تراه ... لم تقل ما تشعر به تلك اللحظة بل تعاملت بطبيعية بها طيف جمود لم تستطع التخلص منه رغما عنها ، احتست عصير البرتقال حينما أحضره النادل وهي تتابع انشغاله في الرد على اتصال خاص بالعمل ، كانت تنظر حولها للمكان ، للطاولات المتراصة بأناقة والديكورات المبهجة وتلك الانوار الساطعة التي تضيء المكان ، بعض الأشياء تطرق عقلها بلا توقف .
الماضي الأسود لا يتركنا دوما لمستقبلنا الذي اخترناه بل يكون متعلق بأذيالنا كشبح يضرب أرواحنا من حين لآخر .
ذلك الماضي الذي فررنا منه بشهقة الموت ونحن نعايش الألم لحظة بلحظة أملا في مستقبل نلتقط فيه أنفاسنا
فليتوقف عن ضرباته فقد أوشكت أرواحنا على الإنسحاب .
ماضيها لا يتركها بل يظهر في كل وقت ، في لحظة غادرة ، ياتي ليوجع قلبها ويجعلها تشعر أن فكرة الجميع عنها كما هي ، فهي شاهيناز صاحبة الشائعات الكثيرة والتصرفات الغير مسئولة ، شاهيناز التي تحدث الكثيرون عن زواجها بياسين الصواف وقبلها علاقتها بشقيقه .
والدها الذي يملك سيرة شائكة وهي التي تمتنع عن الكلام عنه تقريبا .
كما يبدو
ماضينا لعنتنا في بعض الأحيان
لعنة توصمنا بلا فرار منها .
ابتسامة حزينة زينت شفتيها بتنهيدة يأس مما تشعر به لتسمع سؤاله الخشن
" ما الذي يضحك...؟؟..."
نظرت له لتجيب ببحة حزن وهي تهرب بعينيها بحركة سلسة
" لا شيء .. فقط تذكرت شيء من الماضي ..."
لم تكن تدرك وقع الكلمة عليه وهي التي قالتها بشرود لا يحمل أكثر من معنى ولكن بالنسبة له كان يحمل كل المعاني لتقبض انامله على كأسه حتى كاد يهشمه وهو يصمت ولا يجيب ، يرمقها وهي تحتسي مشروبها وتنظر حولها بمزاج مختلف ليجمد وهو يرى رجل الأعمال ثائر زيدان وهو يقترب منهما ليهتف بحفاوة
" السيدة شاهيناز هنا ..؟؟.. وأنا أتساءل لماذا المكان مضيء هكذا ..؟؟..."
ابتسمت له شاهيناز ابتسامة باردة لتجيبه بلباقة
" مرحبا يا سيد ثائر .. شكرا لك على ذوقك ولكنك لم تسلم على زوجي ..."
وضع ثائر يديه في جيبي بنطاله. ليبتسم لسفيان الذي شمخ برأسه بغرور متأصل وهو يسمع الآخر يردف بنبرة غير ودية
" أهلا بسفيان التاجي ثعلب السوق ..."
ضيق سفيان عينيه ليجيبه بجمود مترفع
" أهلا يا ثائر ..."
كان الجو مشحون ولم تكن تفهم لما لتحاول تلطيف الأجواء قائلة
" تفضل بالجلوس يا سيد ثائر ..."
"لا .... لقد اتيت كي أسلم عليكِ وأغادر .."
أجابها ثائر وهو ينظر لعينيها
تمتم سفيان من بين أسنانه بنبرة خفيضة
" اللهم طوّلك يا روح .."
أجابته شاهيناز بشيء من التوتر وهي تلحظ نظراته المسلطة عليها
" شكرا لك ... كيف حال السيدة نهلة لم أرها منذ مدة .."
رد ثائر ببساطة
" لقد انفصلنا الشهر الماضي ..."
شهقت شاهيناز لتهتف
" يا الله .. لقد كانت تحبك جدا ولا تترك سيرتك كلما كانت تختار الثياب من متجري ..."
لم تكد تسمع إجابة الرجل حتى نهض سفيان بعصبية مكبوتة وهو يقول بحدة
" نحن على عجلة من أمرنا يا ثائر ... هيا يا شاهيناز ..."
نهضت شاهيناز بوجوم لتردف بهدوء
" سعدت برؤيتك يا سيد ثائر .."
اجابها بابتسامة واسعة
" أنا الأسعد يا سيدة شاهيناز ..."
تمتم سفيان من بين أسنانه
" اذهبي للسيارة يا حبيبتي وأنا سألحق بكِ...."
هزت شاهيناز رأسها لتتحرك بثبات بينما هو يقترب من الآخر ليردف بتهديد صريح
" لو اقتربت منها حتى لسلام عابر ستجد مني ما لا يرضيك ... فاحذرني ...."
ثم تحرك مغادرا وثائر ينظر في إثره مقطب الجبين


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 02:46 AM   #5345

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


طريق العودة لم يكن أفضل ما يكون ، بقد كان غاضب .. تستطيع أن ارى هذا في كل حركة له ، في أنفاسه التي يزفرها بعلو غاضب .. منفعل .. ينظر أمامه للطريق القصير للفندق ولا ينظر لها وهي لم تنظر ولم تتحدث بل أمسكت هاتفها ترسل لمياس رسالة حتى تطمئن على عمار .
بعد دقيقتين كانت تصل معه للمكان لتترجل من السيارة بصمت وهو يلحق بها ، لم تكد تضع حقيبتها على الاريكة في الغرفة حتى بادرها بصوت غاضب .. قاسي
" من اين تعرفين هذا الرجل ...؟؟.."
قطبت جبينها والنبرة في سؤاله اوجعتها لتستدير له تجيبه بهدوء
" لقد تحدثنا أمامك وقلت أن زوجته كانت تأتي لتأخذ ثيابها من متجري
.."
صدرت منه ضحكة صغيرة ساخرة ليردف بجمود
" زوجته ..!! وهو كان ياتي ليعطي رأيه لزوجته أليس كذلك ..؟؟..."
صمتت لحظتين لتقترب منه وترفع يدها تهتف بقوة وعيناها تشتعلان بقسوة
" إياك ... إياك يا سفيان أن تتعامل معي هكذا أو تتحدث معي بتلك الطريقة ... "
لم يجب بشيء والغضب يلتهم داخله لتتحدث بجمود
" أنا أريد العودة للعاصمة ... لقد اختنقت .."
لم تنتظر إجابته لتتحرك في المكان تجمع أشيائها بينما هو يناظرها بصمت غامض .



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 02:47 AM   #5346

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اليوم الثاني

أجاب فاروق المرأة بشيء من الحرج وقد أتعبته بأسئلتها . هو يعرف تلك العينة جيدا ، من تأتي لتدير حديث تافه لتظهر جمالها وأذواقها المختلفة ، وهو يكره تلك النوعية ولا يحب تلك الاحاديث التافهة التي لا تجلب سوى الذنوب .
زفر. بضيق وهو يشيح بوجهه لينادي أحد العمال
" ربيع .. تعالى لترى ماذا تريد السيدة ..؟؟.."
هتفت السيدة بلهفة مفضوحة
" لا يا حاج فاروق ... أنا أريداستشارتك وأخذ رأيك أنت ..."
كتم فاروق تأففه ليهم بالرد عليها فيوقفه رد نوران التي ولجت للمكان بعدما سمعت جملة المرأة
" أنا يا حبيبتي يمكنني ان أخبرك بما هو الأفضل من الثياب .."
اقتربت لتأخذ ما تمسكه المرأة أمام نظرات زوجها المبتسمة لتخبرها بهدوء رسمته جيدا على وجهها
" هذا يناسبك .. اما الفستان الفاتح لا يصلح ..."
كانت تريد أن تخبرها أنه سيظهر جسدها الممتليء ولكنها لم ترضَ فهي لا تحب كسر الخاطر ولكن تلك المرأة تستحق كسر رقبتها وليس خاطرها فقط .
تمتمت المرأة باقتضاب
" شكرا لكِ ...سآتي في.د وقت آخر ..."
كزت نوران على أسنانها لتجييها ببسمة تكاد تقتلها
" حينما تأتين ستجدينني أيضا وساقدم لكِ مساعدتي ... لا تقلقي .."
رمقتها المرأة شذرا والغيظ يأكلها من طريقة نوران المترفعة لتزفر بضيق وتردف من بين أسنانها
" شكرا لك .."
بعد مغادرتها التوى فم فاروق بسبه بسمة متسلية لتردف نوران بغيظ بعد مغادرة العمال
"سعيد انت للغاية يا سيد فاروق بما فعلته تلك المرأة .."
اجابها فاروق وعيناه تقبلان عينيها الناعستين بالنظرات
" أنتِ تعرفين أنني لا يهمني أي امرأة غيرك .. أنتِ امرأتي وحبيبتي ..ليتك فقط لا تغيرين رأيك .."
تغيرت ملامحها لتهمس بلوم
" مرة أخرى يا فاروق ... !... أنت تعلم كم احبك وكم أنا سعيدة معك ... "
اقتربت أكثر منه لتهمس بحب
" حياتنا معا تحتاج لكل حبنا وصبرنا وقوتنا حتى نصل لبر الأمان معا ..."
" معك حق يا حبيبتي .."
اجابها بحنان ليسألها باهتمام
" لماذا أشعر أنكِ متغيرة تلك الايام وكأنك تحملين الهم ..."
تنهدت لتردف بتفكير
" يشغلني حال محمد ... لا اعرف ماذا يريد ولا ماذا سيفعل مع رؤيا .."
" أتركيه .. سيحل أمرَه بنفسه لا تقلقي عليه .."
قال لها بهدوء وعقل لتردف بغيظ
" هو لا يعرف صالحه يا فاروق ... يحتجز نفسه داخل قضبان الماضي ولا يخرج منها .."
زفر فاروق ليفكر أن النساء لا تترك الامور تسير وحدها بل لابد من وضع عقلها في كل شيء ، جذب يدها وقال بهدوء
" نوران .. محمد كبير بما يكفي حتى يجد ما يريحه وما يسعده .. اتركيه حتى يجد طريقه بنفسه .."
هزت رأسها بتفكير ليشغلها فاروق ببسمة
" هل نعود للبيت حتى ناكل أم اطلب طعام هنا .."
أجابته باهتمام
" بل سنعود لنتناول طعامي الاجمل كن كل أطعمة الخارج يا سيد فاروق .."
ضحك بتسلية
" حسنا .. هيا بنا يا زوجتي المصون .."

................................................

استقبلت رباب رواد بتوتر لتبتسم له فائلة
" مرحبا يا زوج شقيقتي الغالي ..."
ابتسم رواد لها بحنان ليجيبها
" أهلا بالطبيبة القادمة في العائلة .."
ابتسمت رباب لتجيبه بفخر
" انا أريد ان أكون طبيبة بيطرية ..."
ولج رواد للداخل ليشاكسها
" أها ... دكتورة بهائم إذن ..."
ضيقت عينيها بغيظ وأردفت وهي تتخصر
" لأفكارك .. الطبيب البيطري له فائدة كبيرة فتخيل أن تكون سبب في شفاء كائن لا يستطيع الشرح لك عن ألمه ... '"

ابتسم لها رواد ليردف بمرح
" حفظك الله لمرضاكِ القادمين يا رباب وجعل قلبك دوما عليهم .... "
" رواااااد....."
هتفت بغيظ ليضربها على رأسها بخفة ويردف
" أبيه رواد يا صغيرة ... فكوني مهذبة ..."
تابع باهتمام
" والآن أخبريني ... هل فلة مريضة حقا أم أنها تمزح كعادتها ..."
كحت لتجيبه بشيء من الحرج
" هي في الحقيقة أخبرتني أن أقول لك إن أتيت أنها مريضة ولن تستطيع الخروج اليوم فأنت لم تجب على هاتفك حينما اتصلت بك .."

أجابها بتوتر
" كنت مع عميل .... مريضة كيف ..؟؟... هل أحضر لها الطبيب ...؟؟..."
تمتمت رباب
" هي نائمة ...."
" هل معها أحد في غرفتها ...؟؟...."
سألها وهو يتوجه بخطواته ناحية الغرفة لتسير خلفه رباب وتجيبه بخجل
" لا ... هي نائمة بمفردها ..."
تركته يدخل لشقيقتها وركضت تخبر والدتها حتى لا تسمع وصلة التقريع المعتادة لو نسيت إخبارها .
حينما دخل الغرفة كانت هادئة وفلة تنام على فراشها منكمشة على نفسها قليلا تحيط بطنها بذراعها , تمتمت مغمضة العينين
" هل أحضرتِ المسكن الذي تبحثين عنه منذ ثلاث ساعات بلا فائدة ..؟؟..."
ضيق رواد عينيه قليلا لتصله الصورة واضحة وهو يتذكر نفس الحالة في بيت والده وشقيقته تتوجع وتسب الرجال في كل لحظة لأنهم لا يتوجعون مثلها .
ابتسم رواد وهو يقترب منها ليميل عليها جوار رأسها ويقبله بهمسة حنونة
" سلامة قلبك يا حبيبتي ..."
فتحت فلة عينين متسعتين بشيء من العجب وهي تتجمد في نومتها دون حراك لتهمس
" روااد!!...."
مرر رواد يده على شعرها المبعثر ليجيبها وهو ينحني ليجلس القرفصاء أمامها
" نعم رواد ... قلقت عليكِ وأتيت للاطمئنان عليكِ..."
حاولت الاعتدال جالسة لتهمس بحرج
" أنا بخير لا تقلق ... مجرد تعب بسيط ...."
نهض ليجلس جوارها فتبتعد حتى تترك له مكان ليحيط كتفيها بذراعه
" كان عليكِ إخباري يا فلة ... أنا زوجك ولا داعي للخجل بيننا ... لا تتحملي ألمك وحدك دون شكوى ..."
أسبلت أهدابها لتهمس بحرج فلأول مرة تتحدث معه في أمر كهذا
" أنا بخير يا رواد .."
قرّب رأسها ليقبل جانب صدغها ويجيبها بحب
" دوما بخير يا حبيبتي ... أخبريني هل أذهب لأحضر لكِ المسكن الذي تحتاجينه ..؟؟..."
رمشت بعينيها لتجيبه بتلعثم
" لا .. ستأتي به رباب بعد قليل ... "
" حسنا .. أريحي ظهرك على صدري حتى لا يؤلمك أكثر ..."
ساعدها في ذلك الاستلقاء وهي مستسلمة تماما لتصبح شبه نائمة على صدره بوضع معكوس فساقيها بعيدة عنه وذراعه يحيط ببطنها ليمرر يده عليها ببطئ أمام عينيها المتعجبتين لتهمس بسؤالها
" كيف علمت عن هذا ..؟؟...."
ضحك رواد بخفة ليردف بمرح
" لي شقيقة تود لو تخبر العالم كله عن ألمها وما تعانيه في هذه الأيام حتى يدركوا معاناتها ..."
ابتسمت فلة لتهمس بلطف
" صفية جميلة ..."
تمتم رواد وهو يمرغ أنفه في خصلات شعرها
" لكنها مشاغبة للغاية ...تتعب ماما بعنادها أحيانا .."
حركته الناعمة في رأسها جعلتها تغمض عينيها وشعور بالراحة يغمرها وكأنها في واحتها الآمنة , وصلت لبر أمانها ,من سيفعل كل المستحيل لراحتها وسعادتها , كم تحبه هذا الرجل , خاصة وهو يطل عليها بطلته الآسرة وخصلات شعره الذي استطالت لتصبح متمردة أحيانا على جبينه , هي في بعض الأوقات ترى أن رواد أكثر وسامة وجاذبية عنها ولكنها باتت تؤمن أن قلبيهما معلقان ببعضهما رغم كل الصعوبات التي تعثرهما عن الوصول .
لقد كانت في أسوأ حالاتها الآن فلم تكن ترتدي المنامة التي تحبها ولم تصفف شعرها كما يجب ,حتى زينة وجهها لم تضع شيء . يا الله ... ماذا سيقول عنها الآن وقد بدت أمامه كالمتشردين .

" تبدين جميلة جدا...."
صوته اخترق شرودها وأفكارها لتتمتم بغيظ
" أنتَ تعلم أنه ليس كذلك ...."
مرر رواد يده على بطنها ليهمس بحرارة
" لن أخبرك بشيء كاذب يا فلتي ... أنا أحكم مشاعري ولهفتي نحوك تلك اللحظة بلجام من سلاسل حتى لا ألتهمك ..."
شهقت فلة لتهتف بلوم وهي تتحرك من استلقائها المريح ولكنه أحكم ذراعيه حولها
" رواد كن مهذب ...."
ضحك رواد ليهمس بخفوت حار
" لا يمكن يا حبيبتي إن أصبحت مهذب معك لن ننجب أطفال وأنا أريد الكثير من الأطفال ألعب بهم ..."
" يا الله ...."
همست فلة بخجل لتقول بتحذير أنثوي
" حسنا أتركني أبتعد لأن ماما ستقتحم الغرفة بعد لحظتين على الأكثر ...."
تركها ليرفع ذراعيه باستسلام وضحكته تشق وجهه , هتف بمشاكسة
" أنا لم أفعل شيء بعد ...."
ابتسمت لتجيبه بوجه مُورَد
" أنتَ تعلم لو رأتك ماما قريب مني ستقيم الدنيا فوق رؤوسنا ...."
رمقها بتنهيدة طويلة
" وماذا لو لم تدخل علينا ...؟؟...."
أجابته برقة وهي تنهض لتقف معتدلة
" كنت ظللت كما أنا مستلقية على صدرك ... في الحقيقة كانت نومة مريحة للغاية ..."
حركت حاجبيها بمشاكسة وكأن الطاقة دبّت في جسدها وقد كانت منذ قليل في مزاج سوداوي تماما
ليهتف رواد بشراسة مفتعلة
" هكذا يا فلة ... سترين يا حبيبتي ..."
وقبل أن يفعل أي شيء كانت والدتها تقتحم الغرفة بهتاف مرحب وخلفها رباب بابتسامة متوترة
" يا أهلا وسهلا برواد ... أنرت البيت يا بني ..."
ابتسم رواد لينهض ويستقبل ترحابها بلباقة
" مرحبا يا خالتي ... البيت يشع نورا بأصحابه ..."
ضحكت والدتها لتهتف بافتعال
" أكرمك الله يا بني ... تلك الفتاة الثرثارة أخذت تتحدث عن أشياء كثيرة وفي النهاية أخبرتني أنك هنا ... معذرة على تأخري ..."
رفعت رباب عينيها للسقف لتتمتم
" لا أحد يقدرني في هذا البيت ... الصبر يا رب ..."
نظرت لها والدتها لتسألها بصرامة
" ماذا تقولين يا فتاة ...؟؟..."
هزت رباب كتفيها لتجيبها بابتسامة واسعة
" لا شيء يا ماما ... أدعو لكِ بالصبر علينا ..."
ضحكت فلة لتردف بلطف
" لا تهتمي لها يا ماما ... تلك الفتاة ثرثارة ومشاكسة ... اذهبي يا رباب لتكملي دراستك هيا .."
ضيقت رباب عينيها لتشير لها بحركة توعد لتجيبها
" هكذا إذن ... حسنا يا فلة ...."
كانت تتوعدها فهي أخّرت والدتها قصدا حتى تقضي بعض الدقائق مع رواد قبل اقتحام والدتها المكان , تنحنحت فلة لتردف بحلاوة
" اذهبي لتدرسي حتى تحضر لكِ ماما الحلوى والقهوة ..."
شهقت والدتها لتهتف
" يا للحرج ...!.... لم تحضر إحداكن شيء لرواد يحتسيه أو يشربه ,,,؟؟...,"
تدخل رواد بلطف وهو يأخذ مفاتيحه وهاتفه
" لا داعي يا خالتي .. أنا مغادر فلدي عمل ... أنا أتيت فقط للإطمئنان على فلة .. لقد قلقت عليها ..."
أجابته والدتها بشيء من التذمر
" لا تقلق يا حبيبي هي مثل القرد ... وأنت لن تغادر قبل تناول شيء ...هيا كي نجلس في الخارج وتتناول معنا الغداء ... عمك سيعود بعد قليل ... وأنت اذهبي لتوقظي شقيقك ..."
تمتمت رباب بتذمر وهي تغادر الغرفة
" ولماذا لا يستيقظ وحده حبيب قلب ماما ...؟؟..."
ضحك رواد ليتحرك مع فلة يلحقا والدتها التي ذهبت لتجهز الطعام كي تضعه على الطاولة
سألها بحنان
" هل ستستطيعين الجلوس في الخارج ...؟؟.."
نبض قلب فلة في صدرها لتهمس بنبرة مبحوحة
" سآخذ حبة مسكن ,..."
همس رواد بقلق
" لو مُتعبة أدخلي واستلقي وأنا سأغادر ... لنتناول الغداء معا في وقت آخر ..."
أجابته فلة بإرهاق ولكنه ممزوج بحب واشتياق لوجوده
" لا يا رواد أنا بخير لا تقلق ... سنتناول الغداء معا ... أنا أنتظر تلك الفرصة لنتجمع كلنا معا على طاولة واحدة ..."
اقتربت أكثر منه وهما يصلان لبهو شقتهما لتهمس برقة
" أحب أن أرى كم تشبه والدي وكم أنا محظوظة بك ..."
وقف مكانه ليميل ويقبل رأسها يجيبها بحب
" أنا المحظوظ بكِ يا فلة ... أنتِ واحتي المريحة بعد طول عناء ... أدامك الله لي حبيبة ورفيقة ..."
دمعت عيناها وارتعاشة طفيفة تصيب قلبها لتهمس برقة
" أنا أحبك يا رواد ... كلما تذكرت بدايتنا وما وصلنا له معا أعلم أنك قدري الجميل ... ليديم الله حياتنا معا في حب وراحة ..."
ضمها رواد ليهمس بضحكة مختنقة من كثر الانفعال وكأنه يسيطر على مشاعره بقوة
" لو دخلت والدتك علينا الآن ستطردني لا محالة ..."
ضحكت فلة وهي تتمسك بقميصه من الجانب , تشعر بالأمان وهي قريبة منه هكذا .
***********


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 02:48 AM   #5347

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الغربة
حطب يُشعل نيران لهفتنا للسكَن ... سَكن له صدر يحوي خوفنا وألمنا وحزننا وقلقنا !
ذلك الشعور المرير الذي تشعره حينما تكون بعيدا عن بيتك ... فماذا لو كنت بعيدا عن بيتك وعن أهلك
ماذا لو كان بينك وبينهم جدار سميك وخلفه رماد من أجسادهم بينما قلبك يهفو لعناق واحد منهم , عناق قد يعيد لك بعض من قوتك وأنت تعاني الوحدة والخوف والقلق ... قلبك ينبض بقوة وكأنه يركض خوفا مما سيحدث ومما تمر به , الدقائق تمر بطيئة عليك وقطعة منك تعاني وليس بيدك شيء لتخفف وتزيح عنها فهذا العالم أكثر قسوة من مجرد كلمة تخفف الألم .
لقد أصبح البشر جلادين وكأن في يديهما مصير البشر , يد تحمل الجنة ويد تحمل النار وهم من يقررون مصير كل واحد , لا رب رحيم سينظر في أمرنا يوم البعث .
أصبح الكل يرى الكل بعين النقص وكأن الكمال أصبح يتنقل من شخص لآخر ببساطة , نسي الجميع أن الكمال ليس له مكان في هذا العالم بل الكمال لله وحده .
وهي كانت تعاني , تعاني خوفها على شقيقتها , تعاني قلقها على مستقبلها , تتألم لتلك النظرة التي تراها في عين الجيران وكأن الكل رفع الحُكم على شقيقتها , وكأنها وباء يخشى الجميع اقترابها منهم .
اختنقت بدموعها وهي تنظر لباب غرفة الطبيبة الذي يخفي شقيقتها عن عينيها , الصمت يقتلها والقلق يحيا عليها , تضغط يديها في بعضهما حتى كادت أظافرها تجرح يدها ليعقد محمد جبينه باستنكار وهو الذي يتابعها منذ وقت وهي التي تمر عليها الدقائق ثقيلة ... ثقيلة للغاية .
اقترب ليجلس على الكرسي جوارها , يمد يده يحاول فض اشتباك يديها لترفع عينيها له تهمس بقلب متلوع
" هل يمكن الدخول لها الآن ...؟؟...:
نبض قلبه وهو يرى عينيها وذلك الرجاء الصامت بهما وكأنها تريد الانتهاء من كل هذا .
وضع ذراعه اليمين أعلى كرسيها والأخرى تمسك بيديها بينها , شعور غريب انتابه وأناملها تستقر بين يده وهي تائهة عنه .. بعيدة عن كل ما يدور داخله لتسمع إجابته الهادئة
" الطبيبة أخبرتنا أن نتركها معها قليلا اليوم .. اهدئي واطمئني يا رؤيا ..."
رفعت عينيها له ليرى الدموع تسكنها ليعقد جبينه يتحكم في تلك الرجفة التي أصابت جسده وهي قريبة منه هكذا , قرب مخيف له ليسمع صوتها المبحوح
" لا أستطيع يا محمد .. لا أستطيع .. قلبي يئن قلقا عليها وكأن مشطور نصفين , ومعها نصفه على الدوام.."
منذ وقت طويل لم تتحدث له هكذا .. لقد كانت منطوية الأيام الماضية ... ترد على الأسئلة الموجهة لها فقط وهو يتلقى نظرات والدته الناهرة وكأنها تخبره ببساطة أنه السبب وهو يتجاهل تلك النظرة , هو لا يستطيع تقديم شيء أكثر من هذا , ما تطلبه منه والدته بنظراتها لا يستطيع تنفيذه لها .
لقد تزوج من قبل وفشل , أراد حياة وأخذ غدر وذل ووجع .... لن يستطيع بناء حياة جديدة
لن يستطيع أن يبني أسرة ... وكيف يبني وهو من داخله رماد ... لم يترك والده به شيء يصلح لأحد .
تنهد ووجهها يسكن في عينيه ليملأه شعور الاحتياج , هو يحتاج رؤيته على الدوام , يحتاج أن يرى عينيها
بتلك البراءة دوما , هذا الحًب الذي تكنه لشقيقتها يروي داخله , يروي فقد سنوات من شعور العائلة والحب الغير مشروط ولكنه في لحظة يتراجع , يحجم هذا الشعور ويبرره بما يُرضيه .
يدها التي تتمسك بقميصه بين أناملها نيران لم يسبق له الشعور بها
نيران احتياج لامرأة ... امرأة بعينها
امرأة صغيرة .. بريئة ... تُعطي دون حساب !
وجد ذراعه تحيط بكتفيها دون تفكير ويردف بخشونة
" ستكون بخير ... دوما بداية الطريق صعبة ولكننا سنسير به لآخره وأنا أثق في رضوى ... هي قوية وستتحمل ...."
تمتمت رؤيا ورأسها تميل بحركة طفيفة لتستريح على صدره
" هل يمكن أن تكون بهذه القوة ...؟؟... تتعرض لما تعرضت له وتستطيع مواجهة كل هذه البشاعة وتصطدم بعدها ببشاعة العالم حولها ....!... هي رغم كل شيء صغيرة .. لن تستطيع أن تفهم أن عالمنا يحمل نفوس مريضة تضع نواقصها في معاملتها السيئة وكلماتهم الجارحة ....,"
" ستتعلم ... الحياة ستعلَمها ... ربما ستحيا الألم لفترة ولكنها ستتجاوزه بإذن الله ..."
أجابها بهدوء وأنامله تمر على ظهرها بحركة داعمة بدت لمن حولهم رومانسية للغاية ولكنها كانت ما يعرفه من اللطف كي يفعله لها .

انتبهت بعد لحظات من الشرود لما يفعله لتنكمش قليلا وتكح حرجا ... تترك أناملها قميصه على استحياء وهي تشعر بالخجل الشديد .... ماذا سيفكر بها الآن ...؟؟... كانت متوترة وخجلة ودقات قلبها مُهرولة في صدرها بشعور جديد تجربه .... شعور لم تترك لنفسها الفرصة حتى تفهمه أو تحلله ... فالخوف يحتل أركان قلبها !

الغد لا تعلم ماذا سيكون وضعها فيه .... تخشى الطمأنينة حتى لا تصطدم بتقلبات الحياة المؤلمة .
شعرت بيده تنقبض على ظهره كقبضة واحدة لترتجف هامسة
" لقد انكمش قميصك ...."
أجابها بخشونة وملامح ثابتة
" لا يهم ..."
رمشت بعينيها بحركة خطفت دقات من قلبه ليردد بانفعال مكتوم
" سأدخن في الخارج ...."
راقبت مغادرته ... جسده الفارع وطلته المميزة , دوما محمد يملك طلة خاصة به , يهتم بشكله رغم بساطة الثياب , جينز أسود بسيط وقميص أسود ... شعره الذي استطال قليلا وذقنه النابتة بشعيرات قصيرة مميزة ,
كل شيء فيه مختلف , تشعر أمامه أنها بسيطة , بسيطة للغاية .
ارتعشت شفتاها لتفكر بصمت
يجب أن تهتم بشكلها من بعد الآن .
هو بالتأكيد لا يراها مثل بقية الفتيات
نظرت حولها ... الفتاة الأنيقة التي تسجل مواعيد المرضى وثيابها العصرية وخصلات شعرها المصففة .
هل نظر لها محمد ...؟
عضت على أسنانها في صمت وفكرت أن محمد أصر على اختيار طبيبة معروفة كي تساعد شقيقتها دون الاهتمام بالمال .
أغمضت عينيها لتهمس بخفوت
" يا رب ..."
..............................

كانت تريد إغماض عينيها حتى تبتعد عن هنا ... لا تريد أن تتفاعل مع أحد ولا الحديث مع أحد
لقد أتت مجبرة حينما بكت رؤيا وهي تخبرها برفضها الحضور , لم تستطع إيلام رؤيا أكثر من هذا وهي التي تحمّلت لأجلها الكثير , لكنها رغم كل شيء لا تريد قول أي كلمة وبماذا سيفيد الحديث وقد انتهى كل شيء .

" حدثيني عن والدك يا رضوى ...."
لم تتوقع أن تطلب منها الطبيبة هذا ... لم تتوقع أن تسألها عن أكثر شخص تحبه ولا تملك الكثير من الذكريات معه .
تمتمت بخفوت
" لا أعلم هل ما أتذكره يكفي أن أتحدث عنه أم لا ...."
" أخبريني أي شيء ... هل تشبهينه في الشكل ...؟؟..."
أجابتها وهي تعقد ذراعيها حول جسدها وتنظر حولها للغرفة الأنيقة
" أنا ورؤيا نملك الكثير من ملامحه وكأنه أراد ترك شيء ثابت لنا ..."
ردت الطبيبة برقة
" يبدو أنك تحبينه ..."
أجابتها رضوى باقتضاب
" نعم ..."
" هل تريدين أن تنامي عليه .. ربما يكون أكثر راحة لكِ..."
أشارت لها على كرسي مرضاها لتهز رضوى رأسها برفض وتتمتم بغضب مكتوم
" أنا لا أحب هذا الشيء ... وأنا لست مريضة ..."
ابتسمت الطبيبة لتنهض وتتحرك كي تجلس على الكرسي أمامها
" لا يفترض أن نكون مرضى حتى نستريح .... ولكن كما تريدين .. هنا افعلي ما تحبين لن أفرض عليك شيء ..."
" هل يمكنني المغادرة ..؟؟..."
واجهتها رضوى بسؤال تحدي وهي تريد الفرار من هنا لتجيبها الطبيبة برقة واهتمام
" ولكنك لم تخبرينِ عن والدك ... لقد أثرتِ فضولي حوله ..."
زفرت رضوى وأجابتها بنبرة اشتياق
" الأمر لا يحتاج للفضول ... لقد كان رجل بسيط .. هاديء ... أتذكر قبلته قبل نومي كل ليلة ليهمس لي بحنان (اقرئي ما تحفظينه من القرآن قبل نومك )... وكنت أفعل .. كنت أقرأ الفاتحة والإخلاص والمعوذتين , وأنام .... وكأنني لم أنم من وقتها ...."
" لماذا ...؟؟...."
سألتها الطبيبة بهدوء لتنفعل رضوى بغضب حقيقي لم تستطع التحكم به
" وكأنك لا تعرفين ... أنتِ تعرفين كل شيء ... لقد أخبروك حكايتي فلا تكذبي علي ..."
أجابتها الطبيبة بهدوء
" أنا لم أقعل أنني لا أعرف ولكنني أريد سماعك ..."
" أنا لا أريد أن أقول شيء ... أنا أريد المغا\درة ...."
هزت الطبيبة رأسها لتنهض وتهمس لها بلطف
" حسنا يا رضوى كما تحبين ولكنني سأنتظرك المرة القادمة كي نتحدث عن والدتك ..."
لم تجبها رضوى وهي تنهض لتغادر بغضب فلم تكن تريد الرد عليها بأي كلمة ولكنها تحدثت عن والدها معها .
لن تتحدث معها من جديد عن أي شيء ... هكذا أخبرت نفسها وهي تواجه رؤيا في الخارج كي تعود للبيت .

............................................

حينما غادر رواد بيت فلة بابتسامة بها الكثير من السعادة والراحة ودخل السيارة كي يذهب للورشة حتى يتابع عمله وجد من يفتح بابه المجاور فجأة ليهتف بترحاب
" لقد طالت الغيبة يا بشمهندس ... ألا يلقبونك هكذا ....؟؟...."





انتهى


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 02:53 AM   #5348

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كل عام وأنتم بألف خير حبيباتي

الفترة دي فعلا حصل عقبات كتير يمكن أنا مش بقولها لاني مش بحب احكي مشاكلي لحد .... أحيانا كنت بفتح أكتب بعد الفجر أكتب كانت تقلب ببكاء .... الأيام العصيبة علينا جميعا ومن البداية قلت أنا ظروفي شوية صعبة لحد ما تستقر الأمور ... الحمد لله جبت لاب مستعمل عشان أقدر أنجز شوية ... وقلت للناس اللي حابب يكمل معايا يكمل واللي مش حابب براحته ... لن أجبر أحد على القراءة أبدا ... لكن مفيش داعي للسخرية مني .. مفيش داعي للاستهانة بتعبي ومجهودي ومحاولة التزامي .. لن أرد السخرية بسخرية أبدا ولن أرد الوجع بمثله ... بل أقول للجميع ... لو أردت اقرأ وإن لم ترد فهذه حريتك .... فأنا سأكمل الرواية حتى لو أصبحتن عشرة بإذن الله ... ودام صفاء النفس عليكن وكل عام وأنتن بخير


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 04:46 AM   #5349

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وانتي بخير يا هدير سنكون دائما بانتظارك هونها الله عليك ويسر لك أمورك فصل رائع سلمت يداكي 💙💙💙💙💙

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 04:47 AM   #5350

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا هدير
مقدرة تعبك
ما فيش حد بيتحكم في ظروفه
ربنا يهونها على الجميع

راجعة برتعليق على الشخصيات
بس حبيت اقولك تسلم ايدك
و كل سنة وانتي طيبة


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.