آخر 10 مشاركات
مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1020 - فتاة الأحلام - جيسكا ستيل- ع د ن (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Breathless - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          رواية فقاعة ج 2 _ نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          سأبكي غداً -ليليان روث -عبير الجديدة -(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          2006- فارس الجزيرة الأستوائية - لينسى ستيفنز - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree8992Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-21, 02:38 AM   #5471

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع والعشرون الجزء الثاني


حينما صعد شقته كانت طاقته قاربت على النفاذ خاصة وقد اشتاق للمحة منها , هو يطمئن من هديل ولكنه يحتاج لرؤيتها , يحتاج لرؤية وجهها حتى يطمئن بحق , فكلما تذكر أنها تعرضت للضرب من والدها بسببه مرتين ينعصر قلبه وتظلم عيناه غضبا !
لقد سبّب لها الأذى , ذلك الأذى الذي لن تستطيع نسيانه بسهولة , هو يعلم كم هو قاسي ما تعرضت له حتى لو كان ضرب غير مُبرح ولكن قلبها انجرح , قلبها واجه قسوة لم يكن يتوقعها وهو السبب !

" أنتَ ملعون يا قصي ...."
تمتم بها وهو يفتح باب شقته , لا يعلم لماذا أتى هنا تحديدا فذلك المكان كان ينوي أن يكون استديو لزبرجد مستقبلا , ذلك المكان الذي احتوى غربته في أول سنواته هنا , رغم صغره ولكنه في مكان جيد ودافيء .
تنهد بتعب وهو يبحث عن مفتاح الإضاءة وتوقع رؤية الغبار يغطي المكان يضايقه ولكن سطعت الإضاءة فجأة فيغمض عينيه للحظة ليفتحهما بعد ذلك ويتفاجيء بنظافة المكان وتلك الرائحة العطرة فيه .

" توقعت أن تأتي هنا ..."

صوتها الذي اقترب مع هيئتها الأنثوية جعل جبينه ينعقد بغضب مكتوم
" توقعتِ.....؟......"
قالها بتهكم وهيئتها تبعث فيه غضب أهوج لا يعلم سببه , لم يتأثر لحظة بفتحة مئزرها التي تظهر صدرها بسخاء وهي تعقده حول خصرها ببساطة , لقد كانت مستعدة له .

" هل تراقبينني يا نسرين ...؟؟..."
أردف بجمود وملامحه تصبح رخامية مخيفة , الجليد يسكن زرقة عينيه
اقتربت بدلال لتقف قبالته في منتصف البهو وأجابته برقة وذراعها يرتفع لتلامس صدره فوق قميصه
" لا أستطيع مراقبتك يا قصي ... هل أنتَ طفل صغير لأفعل ...؟؟..."
" لم يكن لدي علم أنك تعملين حاليا في قراءة الفنجان والطالع ... ماذا حدث لذكائك يا نسرين .. "
أجابها بخشونة قاسية ليجذب يدها بعيدا عنه , يقبض على أناملها بقبضته وصوته يأتي بنبرة مُخيفة
" لم أعد قصي القديم ... الصديق , الوفي , الرجل الذي حفظ الجِميل ولم يتوقع السيء , الرجل الذي كان يعاملك كشقيقته , تعرفين عنه الكثير حتى تلك الشقة تعرفين مكانها ومعك مفتاحها ..."

ازدردت ريقها بخوف وهي تنظر له , لم يكن قصي الذي تعرفه , كان آخر يتغلغل الغضب داخله
" قصي .. أنتَ تفهم خطأ ... سأشرح لك ..."
هز رأسه برفض ليدفع يدها ويتمتم بجمود

" لا أريد سماع شيء ... أنتِ الآن والدة طفلي لا أكثر ولا أقل ... سأحترمك وأقدرك دوما , وطفلي سأحبه كما يستحق , سأوفر له حياة تريحه بإذن الله ... هذا ما أستطيع فعله ...."
" ماذا تقصد ....؟؟...."

هتفت بقلب ينتفض قلقا وغضبا فتأتي إجابة قصي هادئة وهو يبتعد خطوة ويستدير فيعطيها جانب جسده
" ما سمعته يا نسرين ... أنا لن أستطيع أن أكون زوج لكِ ... لم أركِ يوما زوجة لي .. لقد كنتِ صديقة وأصبحتِ أم طفلي وفقط ... أتمنى أن تفهمي مقصدي .. ولا تكرري وجودك حولي من جديد بتلك الهيئة لأنها لن تجدي ...."

زمت شفتيها بغضب حقيقي الآن وقد كسر عنفوان الأنثى داخلها , غرورها بأنها أنثى لا تقاوم فأتى رفضه كي يُخبرها أن ما حدث في الماضي لن يحدث مجددا !

" أي أنك تخبرني ببساطة أن أنجب لك الطفل وبعدها لا أمثل لكَ شيء وكأنني لا أملك حقوق عليك .."

انحنت شفتاه بيأس واستدار ينظر لها بثبات ليجيبها
" أنتِ لا تملكين أي حقوق يا نسرين لأن ما بيننا لم يكن زواج حقيقي .. إن كانت على الحقوق المادية فسأعطيها لكِ كاملة حينما نتطلق بعد ولادتك أما أي حقوق أخرى ستكون لطفلي فقط ..."

" أنتَ تظلمني هكذا يا قصي ... تقطع كل الخيوط بيننا , لقد حاولت مرارا أن أصل أي طريق بيني وبينك ولكنك الآن تُنهي كل شيء ..."
اختنق صوتها بينما تُكمل بخفوت
" وأنتَ تعلم أنني أحبك ...."
لمعت عيناه بتهكم
" لا ... في الحقيقة لم أكن أعلم أنكِ تُحبينني ... كنت أظن أننا صديقين يُكن كل منا للآخر مشاعر مميزة فأنتِ كنتِ أول من قابلته هنا , حتى بعدما حدث بيننا تحمّلت المسئولية واعتبرتها لحظة ضعف بين رجل وامرأة ناضجين بينهما عقد شرعي ولكن الحُب ... الحُب كان بعيد عن ذهني تماما ... لقد كان ذلك اليوم حينما ذهبتِ لزبرجد البيت كي تُخبرينها عن الزواج , ذلك اليوم علمت كل شيء ..."
" كل شيء تربطه بها وكأنّ العالم يدور من حولها فقط ....."
قذفت بها في وجهه بغضب حقيقي وقلبها يتلوّى قهرا بخيبتها , فما فعلته لم يُجدِ نفعا ... كل شيء تفعله لا يُجدي , حتى الليلة حينما ظنت أنها ستجذبه لأحضانها من جديد فشلت .
مال فمه بشبه بسمة حزينة
" العالم بالفعل يدور من حولها .. ولكنها هربت .. هل ارتحتِ الآن ..؟؟..."
ازدردت ريقها بكبرياء مُهشم
" وكأنك ستتركها إن فعلت ... أنتَ تُحبها ولا ترى أنثى غيرها ولكنني أتساءل لماذا اقتربت مني وأقمت علاقة جسدية معي وأنتَ تُحبها , أم أنك ككل الرجال لابد وأن تستغل كل الفرص ..."
ضيّق عينيه بنظرة ساخرة
" تعشقين دور الضحية للغاية وأنا أفكر ما المميز فيكِ حتى تكونين فنانة شهيرة تنظر لها الفتيات كقدوة...."
اتسعت عيناها بشراسة
" قصي أنت تهينني بهذا الكلام ..."

مال بالقرب منها ليهمس جوار أذنها
" منعا لسماع المزيد من الإهانات غادري تلك الشقة وأي مقابلة بيننا بعد ذلك ستكون في مكان عام من أجل طفلي والاطمئنان عليه ...."

تكدّر وجهها بغضب جنوني وردت
" مَن تظن نفسك حتى تتحدّث معي هكذا ... هل تعلم كم رجلا يتمنى إشارة واحدة مني حتى أرضى عنه , ولمعلوماتك أنتَ بجانبهم لا شيء ..."

خرجت منه ضحكة قصيرة ساخرة
" ارفعي يدك بإشارة لهم يا عزيزتي ولا تنظري للرجل الأقل فيهم فقدرك كبير وتستحقين الأفضل ..."

نظرت له بغضب أنثوي مُتفجّر
" حسنا يا قصي ... كما ترى ...."
ثم تحركت بخطوات غاضبة تكاد تفتك أرض شقته , غابت دقيقتين ارتدت فيهما ثيابهما سريعا وتحركت بخطوات سريعة ناحية الباب لتتوقف لحظة , نظرت له في وقفته يضع يديه في جيبي بنطاله بصمت مهيب , فاقتربت من جديد تتحدث بروية

" لقد أحببتك يا قصي ... وما حدث بيننا حدث رغما عنا ولكنني كنت أنتظر منك تفهما أكثر من هذا , كنت أنتظر أن تعطي لحياتنا فرصة لأجل طفلنا القادم ... ألا يستحق هذا الطفل فرصة منك لحياة مستقرة بين أب وأم يحاولان بناء حياة سعيدة ...؟...."
أجابها بهدوء وهو يحاول السيطرة على انفعالاته تلك اللحظة , لقاء يريد إنهاؤه جدا .
" أن يكبر بين أب وأم يكنان لبعضهما احترام ومعزة أفضل من أن يكبر بين أب وأم يعيشان في كذبة ويحاولان تصديقها , فالحب لا يأتي بالمحاولة يا نسرين ..."

لم تستطع قول شيء آخر وقد أخبرته نظرتها الأخيرة كل شيء وتجاهلها فغادرت بصمت أنثى تريد الحفاظ على كبريائها الذي لا تصدق إهداره !

..............................................



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 02:40 AM   #5472

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. xهتف مروان وهو يصف سيارته امام منزل الحاج رضوان
" انا أحب طعام خالتك ...طعام مميز بنكهة خاصة لا أعلم محتواها للآن ..."

ضحكت رفيف قائلة
" لا تقل ذلك الكلام أمام أمي ... نحن دوما نلقي الأشعار في طعامها حتى لو كان سيء .."

" والدتك طعامك جيد ولكن هذا مميز ، ثم أنا لن اقول رأيي لها بالتأكيد ... أنا لا أقدر على غضب والدتك يا حبيبتي فروحي فداء لكل ولوالدتك ..."

هزت رفيف رأسها بيأس منه وهمست
" كل هذا الكلام لن يجعلني أنسى أننا سنخرج معا الليلة وساختار أنا المكان دون سماع أي اعتراض منك ..."

ابتسم مروان في صمت ، فكلما دار حوار من هذا النوع بينهما يبتسم هكذا ويتعجب من نفسه ، لقد اصبح رجل آخر ... رجل دافيء ، يحيا تلك السعادة التي بها ضوضاء محبب وثرثرة نسائية تسحره ، لقد تغلغلت رفيف لكل حياته حتى أصبحت نصفه الذي لا يستطيع الاستغناء عنه ، معشوقته وحبيبته .

" بماذا شردت ...؟؟..."
همست بحيرة لينحني فمه بمكر ويجيب بخفوت
" أفكر هل تحتوي تلك الأصناف على فسفور ... أنا أريد أن أصبح أب ..."

ضحكت رفيف وأجابته قبل أن تهرب من أمامه للداخل
" أنتَ لا تحتاج لشيء يا حبيبي ... أنتَ مدرسة ..."
" تعالي هنا .."
هتف بها بمرح كي يشكرها على رأيها ولكنها كانت دخلت لخالتها .



.....................

هتفت زهرة وهي تخرج من المطبخ
" هيا يا فتيات توقفن عن الثرثرة وتحركن كي تأخذن الطعام .."
ضحكت جيهان واردفت بنعومة
" دقيقة اخرى وستقترب أمي بمغرفة المطبخ حتى تضرب كل واحدة فينا لو لم نتحرك الآن ..."
نهضت هدية هاتفة
" انا سأذهب اولا وأكون الأكثر اجتهادا ..."
ناداها حازم الذي يستمع لما يدور
" هل أساعدك يا حبيبتي فتتوفقين عليهن ..؟؟..."
هزت راسها ضاحكة
" تعالى يا حبيبي ...."
لوت رفيف شفتها هاتفة تغيظهما
" عصفورا الحب سيصيبا ماما بالغيظ في المطبخ .."

دافعت جيهان عن شقيقتها بتقريع هاديء
" ألا يساعدك مروان يا رفيف ويدللك ..؟... لا تكوني حانقة هكذا على الدوام .."

نظرت رفيف صوب مروان حيث يصلها صوته وهو يناقش نضال في أمر ما فتبتسم بحب أصبح يُخيم على نظراتها
" يساعدني ويدللني بالطبع ولكن لا أستطيع الاستغناء عن طباعي الشرسة كما تعلمين .. لن أكون رفيف وقتها ..، ولكن يمكنك الاطمئنان على هديل ، إنها في أيد أمينة ..."

ابتسمت جيهان وأجابتها بثقة
" أنا لا أقلق على هديل أبدا ولكن أقلق عليك لو سمعتك مياس حينما تأتي وأنتِ تحاولين مضايقة هديل حتى لو مزاحا ، ستأكلك مياس بأسنانها ..."

مازحتها لتضحك رفيف وتغمزها
" مياس حبيبتي فلا تقلقي ..."
ثم تابعت بمحبة
" وهديل حبيبتي أيضا وأحمد الله على تصالحها مع حازم فقد كانت حالته مريعة من دونها وهي أيضا كانت حزينة بدونه ، وجودهما معا بخير يجعلنا جميعا سعداء .."

هزت جيهان رأسها متمتمة
" أدام الله السعادة علينا جميعا ..."
...............

همست زهرة بجوار هديل
" أدخلي يا ابنتي لصديقتك حتى تخرج تتناول الطعام معنا ، لا يمكن أن نجتمع معا وهي في الداخل وحدها ..."
أجابتها هديل بهدوء
"لقد دخلت لها بالفعل ولكنها رفضت وأخبرتني أنها ستخرج قليلا كي تشم بعض الهواء ..."
زمت زهرة شفتيها بغير رضا لتهتف بحمائية
" لا يصح هذا الكلام يا هديل ، الفتاة ضيفة لدينا وتفقد بعض من وزنها ، هل تمزحين معي يا فتاة ..؟..."

ضحك حازم بتسلية
" وما دخل هديل يا خالتي ... الفتاة لا تريد تناول الطعام .."
هتفت زهرة بغضب
" طالما دخلت بيت الحاج رضوان أصبحت مسؤوليتنا ... والدك لن يرضيه هذا الكلام حينما يأتي ..."
تدخلت شقيقتها بضجر
" توقفي يا زهرة عن تقريع الفتاة ،x هل هي المسئولة عن إطعام العالم ..؟...لا تقلقي حينما تجوع الفتاة ستأكل .."
لوت زهرة شفتيها غير راضية ولم تجبها ليصدح صوت رنين الباب فتهتف
" هذا والدك اذهبي لتستقبليه ..."
هزت هديل رأسها مبتسمة
" لا يا ماما .. لقد أتت عصابتي الصغيرة ، لقد هاتفت فلة وألماس وأتيتا كي تأخذان زبرجد لتناول الطعام في الخارج ولكنك لم تصبرِ كي أخبرك .."

تمتمت الحاجة زهرة بشيء من الحرج
" أنا خائفة عليها يا هديل ولا أحب أن نقصر في حق ضيوفنا .."

اقتربت هديل لتقبل كتفها قبل خروجها
" أدامك الله فوق رؤوسنا يا امي ورزقك السعادة أنتِ وأبي .."
هتفت خالتها بنزق
" وانا ... الا أستحق دعوة كهذه يا ابنة شقيقتي ....!..."
لوت زهرة شفتيها بملل من طفولية شقيقتها لتضحك هديل وتقغز مقبلة خالتها بعدما التقطت غمزة حازم
" أنتِ خالتي الجميلة ووالدة زوجي وحبيبي ... أدامكم.جميعا بصحة وسعادة يا رب ..."

ثم هتفت قبل ان تختفي
" سأذهب للفتيات ..."

.................



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 02:45 AM   #5473

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثلاثون الجزء الاول

وهج الزبرجد

هل كانت رؤيته مفاجأة لها ..؟؟
ربما
هي أتت اليوم خصيصا لرؤيته .. لقهره ولكنها بعدما قابلت خيبة عدم وجوده صمتت وتركت نفسها للمكان وللوقت ول حسن !
لم تفكر فيه لحظة وهي ترقص ... لقد كانت تترك عقلها بكل عبثه وأفكاره في الجانب لتحرر قلبها الندي للحياة .
لقد كان كما اعتادته .. وسيم الطلة ... عابث القسمات .. وللعجب .. كان حليق الذقن !
لقد كان يحب ذقنه ويخبرها دوما أنها سر جاذبيته .
" ماذا تفعلين هنا ..؟؟..."
قالها بحدة لتجيبه ولمعة شفتيها كالسنة اللهب
" وما علاقتك يا زيْد ... هذا الامر لا يخصك .. وجودي هنا أو عدم وجودي لا يخصك في شيء فلا تتدخل .."
زمجر بغضب مكبوت وهو يلحظ النظرات التي باتت مسلطة عليهما بفضول معروف وأجابها بخفوت حاد
" أنتِ ابنة عمي قبل أن تكوني زوجتي يا أريام ... كيف سمحتِ لنفسك ان تقفي وسط العالم لترقصي هكذا ... أنسيتِ ابنة من أنتِ ..."
انحنت شفتاها بإغراء مغيظ وهي تقترب قليلا منه لتهمس جواره
" لن أسبب فضيحة أكثر منك وأنت تبدل النساء اكثر من تبديل ساعة يدك فلا تتبجح بمباديء أنتَ لا تعرف عنها شيء ..."
صمت ينظر لها ، لقد كانت جميلة كما كانت دوما ... رقيقة بهيئة تشبه الاميرات كما عهدها ، حتى ذقنها الصغيرة الناعمة كان يحب تقبيلها حينما كانت زوجته بحق ، انخفضت نظراته لفستانها ليتذكر رقصها الذي رآه فور دخوله فيشتغل من جديد ليقبض على يدها ويقول بغضب
" تعالي معي كي نذهب من هنا ونتحدث في مكان آخر ..."
" لن اذهب معك لأي مكان .."
أجابته بعينين مشتعلتين لتتابع بامر
"أترك يدي ..."
ابتعدت بعينيها تبحث عن حسن لتجده ينهي اتصاله ويقترب لتتنفس الصعداء وتسمعه يردد بقوة محذرة
" هيا يا أريام من هنا ... هذا ليس مكانك ولا هذه أنتِ ..."
تمتمت بتصلب ووجهها قريب من وجهه حتى لفحته أنفاسها
" انتَ لا تعرف من أنا ..."
ليميل بالقرب منها حتى كادت شفتيه تلامسها
" ولا أنتِ تعرفين زيْد الحقيقي ... كل منا يا ابنة عمي لم يعرف الآخركما يجب .."
مع اقتراب حسن أردفت بنظرة محتقرة
" تكفيك معرفة ثريا يا ابن العم ...والآن ابتعد ..."
جذبت يدها من قبضته التي ارتخت قليلا ليهتف بعصبية
" أنتِ لا تفهمين شيء يا أريام ..."
ولكنه توقف تماما عن قول شيء وهو يرى حسن يقف أمامها ليردف بثبات
" هل يمكننا المغادرة الآن ...؟؟..."
هزت رأسها بابتسامة واسعة لتتحرك بانوثة خاصة أمام نظرات زيد المتسعة فيقترب بعد لحظة بفورة صحو.وكأنه بدأ يستعب ما يحدث أمامه
" من أنت ..؟؟..."
تصدت له اريام وحسن ثابت بردة فعل هادئة للغاية وهو يرى انفعال اريام المتوقع وتلك النظرة المنتقمة في عينيها
" وما دخلك أنت .. ليس لك اي علاقة بمن هو ولا ماذا يفعل معي ..."
هاج زيْد وجذبها من يدها بهتاف منفعل
" تعالي معي وتوقفي عن غبائك هذا ... "
تدخل حسن ليحاول فك قبضته عن ذراعها ليردف بهدوء
" ليس هناك داعي لكل هذا يا سيد زيد ... لا تنسى أنها تطلقت منك .. أي أن ما تفعله الآن إثارة بلبلة وفضائح لعائلتكم الكريمة .."
كان يردد جملة ( عائلتكم الكريمة ) بتهكم ليناظره زيْد بغيظ ليهتف بكِبْر
" هل تعرف من أنا يا هذا حتى تتحدث معي هكذا ...؟؟..."
أجابه حسن ببسمة هادئة
" بالطبع اعرف لا تحمل هم معرفتي ..."
تدخلت اريام ، تحث حسن على الذهاب
" هيا يا حسن ... زيد لديه الكثير من الأشياء التي سيفكر بها ونحن على عجلة من أمرنا .."
جذبت يد حسن وتحركت وحسن يسير معها بهدوء بينما زيد.ينظر في إثرها بعينين تندلع منهما النيران .


...................................

كم هو مؤلم أن تنظر لمن تحبهم وتشعر بأنهم خذلوك ، بأن الحب الذي كان يملأ قلبك ناحيتهم أصبح خيبة ووجع كلما نظرت لهم ، وها هي لا تستطيع النظر لكل. منهما ، والدها الذي شحب وجهه قلقا عليها وقصي الذي تشتد عروقه قلقا وغضبا وألما فلم يعد يملك الحق في اختطافها من هنا والذهاب بها بعيدا فيصبح هو وهي وحدهما دون ذلك الألم الذي سطّر حكايتهما .
اقتربت شام منها لتقول بلطف يشوبه التوتر
" لقد طمأننا الطبيب الحمد لله ، فقد تحتاجين للتغذية السليمة والابتعاد عن الضغط .."
تمتمت زبرجد مغمضة العينين
" لا أريد احد هنا ..."
" انا لن أتركك ..."
صوت قصي المشتد استفزها ، جعلها تصل لآخر رمق من صبرها لتفتح عينيها فيهيج اللون الزيتي فيهما لتهتف بقسوة
" بأي صفة ..؟... انت لا شيء في حياتي بعد الآن ... إياك ان تظن أنني سأغفر او انسى ... ستكون غبي لو ظننت هذا .. انا لن أنسى فاذهب وعش حياتك كما تريد ..."
جمد وجه قصي ليهتف بحدة
" ماذا تقصدين ...؟؟.."
اجابته بترفع وهي تحبس دموعها جيدا
" أقصد أنك لن تكون في حياتي بعد الآن ... لقد انتهينا ..."
تدخل والدها ليهتف بغصب
" منذ أول لحظة دخلت فيها حياتنا وهي تحولت لجحيم ... ابتعد عنها ..."
تدخلت زبرجد بنبرة باهتة
" أنا لن أعود معك يا بابا ..."
صفعته لها ما زالت تشق جدار روحها ليتناثر وجعها هنا وهناك ، لقد باتت وجودها مع والدها مؤذي لكلاهما ، لقد كانت تعلم أنه لن يتراجع أبدا وسيعود لمحاولته مجددا معها رغم ما حدث منذ قليل .
تمتمت بوجع وهي ترى عيناه تتسعان برفض واستنكار
" لقد بت تخلط بيني وبين والدتي ، بت تراني هي وكأنني وسيلة لتفريغ غضبك منها وأنا لن أتحمل هذا ... أنا لست هي ولن أستطيع أن أعود كما كنت ، لو ذهبت معك ستكون النهاية موتي ..."
وكأنه كبر عمرا على عمره ليتمتم ببهوت
" موتك ...!....."
لم ترد أذيته ولكنه اوجعها ، جعلها تشعر باليتم، فاصبحت بلا أم تحتضنها ولا أب يفهمها ، ، أصبحت بلا أحد !
" أنا مُتعبة ... كلما رأيتكما شعرت بروحي تنعصر ألما ..."
دمعت عينا شام لأجلها لتتدخل قائلة بحزم
" هي تحتاج للراحة يا عمي ... الطبيب طلب هذا .. رجاء لا تضغط عليها الآن وقد تم ما اردت بالفعل فلم تتزوج قصي وقد كنت رافض له .."
نظر لها نادر بعينين مائلتين حزنا ليردد داخله
" نعم .. حدث ما أردته ولكني خسرتها .."
قبض يده التي صفعتها بقوة وهو يفكر أنه أصبح آخر لم يعد يعرفه ، آخر يؤذي بلا لحظة تفكير .
نظر لها مرة أخرى وهي تغمض عينيها من جديد رفضا لرؤية أحد .
تحرك مغادرا دون قول شيء وهو يفكر في امر واحد ، هو يحتاج للحديث مع أحدهم علّ تلك النيران تخمد ولو قليلا .
اما الآخر كان يقف في صمت ، لا يستطيع الكلام ولا فعل شيء وهو يراها هكذا ، يرى روحها الموجوعة وملامحها التي فقدت بريقها وكأن وهجها خفت !
جسدها الذي فقد بعض وزنه لتظهر عظمتي ترقوتها أكثر ، شعرها المشعث حول ظهرها وبعض خصلاته تتمرد حول وجهها الجميل ، يا الله لقد اشتاق لملامسته ، تقبيله ، الشعور بانفاسها قريبة منه .. اي عذاب يعيشه الآن وهو بين نارين ، نار مسؤوليته ناحية صغيره ونار قلبه الذي لا يهدأ بعيدا عنها .
" اذهب انت ايضا ..."
قالتها بالم قاسي وكانها تستنكر وجوده ، لم تعد تريده هنا ، أنفاسها تضيق وقلبها يوجعها وهي ترى خيبتها مجسدة فيه .
اقترب ليجلس امامها على نفس الفراش ، يبعد مسافة جيدة عنها ، لقد أراد الشعور بقربها حتى ولو ملامستها محرمة .
لم يشعر بشقيقته وهي تغادر الغرفة وتترك بابها مفتوح لتقف أمامها تاهبا لأي شيء .
" تعلمين كم هو موجع ابتعادي عنكِ ..وكأن روحي تختنق كلما كنت بعيدا عنك ... في الماضي كنت أخشى الحب وأنتِ جواري ، والآن أخشى الموت وأنتِ بعيدة عني ..."
هل انتفضت لكلمته التي تعلم خوفه منها ..؟
نعم تالمت ولكن ألمها منه أكثر ، وجعها منه اقسى وقد جعلها تتذوق الخيبة بكل مفرداتها
همست تشدد على حروفها ووجهها يحمر غضبا
" وهل خشيت الموت وأنتَ تقبلها وتلامسها ..؟؟.. هل تعلم كم هو موجع ان تنهار حياتي بعدما خططت لكل شيء ، لقد اخترت فستان الزفاف .. رأيت حياتنا القادمة خطوة خطوة ... لينتهي كل شيء بخيبة وأنا أرى طفل سيولد في حياة ضائعة أكون أنا السبب فيها ...!!...."
قاطعها بحدة خافتة وهو ينظر لعينيها الزيتيتين بعشق خالص
" لن تكوني السبب في شيء لأنني لن أتخلى عن طفلي ، حياتي الخاصة لن تجعلني أنسى مسئوليتي ، لقد رضخت لرغبتك في الطلاق لأجلك ، لم أرد أن أوجعك أكثر ، ولكن كما يبدو أوجعتك اكثر مما توقعت ..."
اجابته بنبرة خافتة تعبا والما
" لقد انتهى كل شيء يا قصي ... أرجوك غادر .. انا أريد أن اكون وحدي ..."
نهض ينظر لها بصمت ، يروي ظمأه برؤياها ، يتملى من ملامحها الجميلة باشتياق يكاد يحرق داخله ليردف بخشونة واثقة
" لم ينتهِ شيء يا غصن البان ... أنا وأنتِ طريقنا واحد حتى لو عرقلتنا الظروف ...سأغادر الآن كي تستريحي .."
تابع وهو يتحرك ناحية الباب بينما زرقاويته تسرق منها النظرة الأخيرة
" سأعود لكِ .."
أغمضت عينيها بعد مغادرته وذلك الألم يتشعب في قلبها اكثر لتزفر بضيق ، فتحت عينيها وأخذت هاتفها لتطلب هديل وفور سماع صوتها قالت باحتياج
" هديل ... تعالي لي .."



لقد مرَّ اليوم بسلام وقضت أجمل أوقاتها في الماء معه وهما يتضاحكان ويستمتعان معا ، لم تقضِ هذا الوقت الممتع من قبل بهذا الشكل ، هي تتذكر أنها سافرت أكثر من مرة مع صديقاتها لأماكن ساحلية ولكنها لم تكن تطيق أكثر من يوم او يومين وتتحجج بأي شيء وتعود ، لم تكن تشعر بذلك الدفيء ، دوما كانت تسمع صديقاتها في الدراسة يقصون حكاويهم عن البحر وتجمع العائلة معا ، الشجارات التي تحدث على الشطائر ، الضجيج الذي لا يهدأ وتلك السعادة الخالصة في السيارة صباحا وهم في طريقهم للبحر ، ذلك الحماس والإثارة التي تملأ صدورهم لا تختفي بمرور الزمن فكلما مرت الذكرى تطرق السعادة أبواب القلب ، ذكريات كانت تستمع لها فقط فلم تجرب أي منها يوما ، لم تجربها صغيرة ولم تجربها وهي كبيرة ولكنها الآن تجرب شيء آخر ، تجرب المشاركة ، الحب المعنوي ومقاسمة المشاعر مع آخر .
صفقت مع انتهاء الأغنية لتنظر لسفيان الذي ينظر لها بتمعن ، كانت ترتدي فستان أسود بقصة بسيطة وكم واحد بينما ذراعها الآخر عاري ، شعرها تركته حر كما تحبه دوما وكما يحبه هو ، فهو لا يحب التسريحات المعقدة ولا يفضلها .
" هل نرقص ...؟؟..."
اقترحت شاهيناز وهي تستمع للموسيقى. الهادئة حولها بحماس ، تحرك كتفيها حركات خفيفة تفاعلا معهم لينهض سفيان ويمد يده لها في دعوة أنيقة فتنهض معه بسعادة لتبدأ رقصتهما ، كانت تتحرك بين أحضانه بسلاسة وتناغم وقلبها يدق بقوة وذلك الحب الذي نما في قلبها يقفز بين أضلعها كطفل فرح بليلة العيد .
يده تجذب خصرها بين فينة وأخرى وابتسامته الصغيرة تزين وجهه وهو يحتويها بين ذراعيه لتنعم بذلك الشعور بأنها أنثى تميل بكل كيانها على صدر زوجها .
غمازتيه تظهران بعمق على وجنتيه لترفع نفسها وتقبل وجنته أثناء الرقص وهي تضحك لتهتف وسط تعجبه
" رغم أنني أملك غمازتين الا أنني أعشق خاصتيك .. "
جذبها ليغمر وجهه في عنقها يقبله بشغف وهو يشعر بشيء غريب ينتابه ، لا يريد لأحد ان يرى جمالها ولا تقربها منه هكذا ، رغم ان هذا الأمر طبيعي في هذا المكان ولكنه بات يرفضه ، ليجذب يدها ويهتف
" تعالي لنحتسي شيء ..."
تحركت معه تعقد جبينها متعجبة لتسأله بصوت مرتفع
" ماذا حدث ..؟؟..."
لم يجبها بشيء وهو يبتعد بها لطاولة بعيدة عن الضجيج قليلا فتجلس بحماس لم يفارقها وتتحرك في جلستها بحركات راقصة فينهرها بجمود
" شاهيناز توقفي ..."
توقفت بعجب لتهز رأسها بحيرة فيتنحنح ويردف بتردد
" لا ترقصي وأنتِ جالسة ...الشكل ليس لطيف .."
لمعت عيناها لتسأله بشبه ابتسام يحمل بين السخرية والتهكم
" هل أصبح الرقص في الجلوس يقلل من الشكل الإجتماعي أم ماذا ..؟؟..."
رمقها من بين أهدابه بصمت ليشير للنادل حتى يقترب فتهمس له
" لا تطلب خمر يا سفيان ..."
" منذ متى ...!...."
كان سؤال حقيقي به شيء من التهكم الذي أخفاه سريعا وهو يسألها حينما وجد صمتها
" ألم تشربِ الخمر من قبل ..؟؟..."
ازدردت ريقها لتجيبه بهدوء
" شربته من قبل مرتين او ثلاث وتوقفت تماما بعدها ، لم أحبه ..."
ارتفع حاجبه ليسألها بفضول
" هل كان تمرد ....؟؟..."
هزت كتفها لتجيبه بنبرة بها طيف جمود
" ربما ... لا أعلم .. فقد كان قبل وقت طوييل
.."
هز رأسه هزة طفيفة وأردف بثقة وهو يميل على الطاولة
" انا لا أحب الأشياء التي تذهب عقلي ، أنا أستطيع أن أدير هذا العالم بعقلي فكيف أذهبه بخمر ...لذا اطمئني أنا لا أشرب الخمر ..."
هزت رأسها دون إجابة وهي تنظر له بصمت ، تلك النظرة المتمعنة التي تريد ان تكتشف بها ما لا تراه ... لم تقل ما تشعر به تلك اللحظة بل تعاملت بطبيعية بها طيف جمود لم تستطع التخلص منه رغما عنها ، احتست عصير البرتقال حينما أحضره النادل وهي تتابع انشغاله في الرد على اتصال خاص بالعمل ، كانت تنظر حولها للمكان ، للطاولات المتراصة بأناقة والديكورات المبهجة وتلك الانوار الساطعة التي تضيء المكان ، بعض الأشياء تطرق عقلها بلا توقف .
الماضي الأسود لا يتركنا دوما لمستقبلنا الذي اخترناه بل يكون متعلق بأذيالنا كشبح يضرب أرواحنا من حين لآخر .
ذلك الماضي الذي فررنا منه بشهقة الموت ونحن نعايش الألم لحظة بلحظة أملا في مستقبل نلتقط فيه أنفاسنا
فليتوقف عن ضرباته فقد أوشكت أرواحنا على الإنسحاب .
ماضيها لا يتركها بل يظهر في كل وقت ، في لحظة غادرة ، ياتي ليوجع قلبها ويجعلها تشعر أن فكرة الجميع عنها كما هي ، فهي شاهيناز صاحبة الشائعات الكثيرة والتصرفات الغير مسئولة ، شاهيناز التي تحدث الكثيرون عن زواجها بياسين الصواف وقبلها علاقتها بشقيقه .
والدها الذي يملك سيرة شائكة وهي التي تمتنع عن الكلام عنه تقريبا .
كما يبدو
ماضينا لعنتنا في بعض الأحيان
لعنة توصمنا بلا فرار منها .
ابتسامة حزينة زينت شفتيها بتنهيدة يأس مما تشعر به لتسمع سؤاله الخشن
" ما الذي يضحك...؟؟..."
نظرت له لتجيب ببحة حزن وهي تهرب بعينيها بحركة سلسة
" لا شيء .. فقط تذكرت شيء من الماضي ..."
لم تكن تدرك وقع الكلمة عليه وهي التي قالتها بشرود لا يحمل أكثر من معنى ولكن بالنسبة له كان يحمل كل المعاني لتقبض انامله على كأسه حتى كاد يهشمه وهو يصمت ولا يجيب ، يرمقها وهي تحتسي مشروبها وتنظر حولها بمزاج مختلف ليجمد وهو يرى رجل الأعمال ثائر زيدان وهو يقترب منهما ليهتف بحفاوة
" السيدة شاهيناز هنا ..؟؟.. وأنا أتساءل لماذا المكان مضيء هكذا ..؟؟..."
ابتسمت له شاهيناز ابتسامة باردة لتجيبه بلباقة
" مرحبا يا سيد ثائر .. شكرا لك على ذوقك ولكنك لم تسلم على زوجي ..."
وضع ثائر يديه في جيبي بنطاله. ليبتسم لسفيان الذي شمخ برأسه بغرور متأصل وهو يسمع الآخر يردف بنبرة غير ودية
" أهلا بسفيان التاجي ثعلب السوق ..."
ضيق سفيان عينيه ليجيبه بجمود مترفع
" أهلا يا ثائر ..."
كان الجو مشحون ولم تكن تفهم لما لتحاول تلطيف الأجواء قائلة
" تفضل بالجلوس يا سيد ثائر ..."
"لا .... لقد اتيت كي أسلم عليكِ وأغادر .."
أجابها ثائر وهو ينظر لعينيها
تمتم سفيان من بين أسنانه بنبرة خفيضة
" اللهم طوّلك يا روح .."
أجابته شاهيناز بشيء من التوتر وهي تلحظ نظراته المسلطة عليها
" شكرا لك ... كيف حال السيدة نهلة لم أرها منذ مدة .."
رد ثائر ببساطة
" لقد انفصلنا الشهر الماضي ..."
شهقت شاهيناز لتهتف
" يا الله .. لقد كانت تحبك جدا ولا تترك سيرتك كلما كانت تختار الثياب من متجري ..."
لم تكد تسمع إجابة الرجل حتى نهض سفيان بعصبية مكبوتة وهو يقول بحدة
" نحن على عجلة من أمرنا يا ثائر ... هيا يا شاهيناز ..."
نهضت شاهيناز بوجوم لتردف بهدوء
" سعدت برؤيتك يا سيد ثائر .."
اجابها بابتسامة واسعة
" أنا الأسعد يا سيدة شاهيناز ..."
تمتم سفيان من بين أسنانه
" اذهبي للسيارة يا حبيبتي وأنا سألحق بكِ...."
هزت شاهيناز رأسها لتتحرك بثبات بينما هو يقترب من الآخر ليردف بتهديد صريح
" لو اقتربت منها حتى لسلام عابر ستجد مني ما لا يرضيك ... فاحذرني ...."
ثم تحرك مغادرا وثائر ينظر في إثره مقطب الجبين .


...............................

طريق العودة لم يكن أفضل ما يكون ، بقد كان غاضب .. تستطيع أن ارى هذا في كل حركة له ، في أنفاسه التي يزفرها بعلو غاضب .. منفعل .. ينظر أمامه للطريق القصير للفندق ولا ينظر لها وهي لم تنظر ولم تتحدث بل أمسكت هاتفها ترسل لمياس رسالة حتى تطمئن على عمار .
بعد دقيقتين كانت تصل معه للمكان لتترجل من السيارة بصمت وهو يلحق بها ، لم تكد تضع حقيبتها على الاريكة في الغرفة حتى بادرها بصوت غاضب .. قاسي
" من اين تعرفين هذا الرجل ...؟؟.."
قطبت جبينها والنبرة في سؤاله اوجعتها لتستدير له تجيبه بهدوء
" لقد تحدثنا أمامك وقلت أن زوجته كانت تأتي لتأخذ ثيابها من متجري
.."
صدرت منه ضحكة صغيرة ساخرة ليردف بجمود
" زوجته ..!! وهو كان ياتي ليعطي رأيه لزوجته أليس كذلك ..؟؟..."
صمتت لحظتين لتقترب منه وترفع يدها تهتف بقوة وعيناها تشتعلان بقسوة
" إياك ... إياك يا سفيان أن تتعامل معي هكذا أو تتحدث معي بتلك الطريقة ... "
لم يجب بشيء والغضب يلتهم داخله لتتحدث بجمود
" أنا أريد العودة للعاصمة ... لقد اختنقت .."
لم تنتظر إجابته لتتحرك في المكان تجمع أشيائها بينما هو يناظرها بصمت غامض .


.................................

اليوم الثاني

أجاب فاروق المرأة بشيء من الحرج وقد أتعبته بأسئلتها . هو يعرف تلك العينة جيدا ، من تأتي لتدير حديث تافه لتظهر جمالها وأذواقها المختلفة ، وهو يكره تلك النوعية ولا يحب تلك الاحاديث التافهة التي لا تجلب سوى الذنوب .
زفر. بضيق وهو يشيح بوجهه لينادي أحد العمال
" ربيع .. تعالى لترى ماذا تريد السيدة ..؟؟.."
هتفت السيدة بلهفة مفضوحة
" لا يا حاج فاروق ... أنا أريداستشارتك وأخذ رأيك أنت ..."
كتم فاروق تأففه ليهم بالرد عليها فيوقفه رد نوران التي ولجت للمكان بعدما سمعت جملة المرأة
" أنا يا حبيبتي يمكنني ان أخبرك بما هو الأفضل من الثياب .."
اقتربت لتأخذ ما تمسكه المرأة أمام نظرات زوجها المبتسمة لتخبرها بهدوء رسمته جيدا على وجهها
" هذا يناسبك .. اما الفستان الفاتح لا يصلح ..."
كانت تريد أن تخبرها أنه سيظهر جسدها الممتليء ولكنها لم ترضَ فهي لا تحب كسر الخاطر ولكن تلك المرأة تستحق كسر رقبتها وليس خاطرها فقط .
تمتمت المرأة باقتضاب
" شكرا لكِ ...سآتي في.د وقت آخر ..."
كزت نوران على أسنانها لتجييها ببسمة تكاد تقتلها
" حينما تأتين ستجدينني أيضا وساقدم لكِ مساعدتي ... لا تقلقي .."
رمقتها المرأة شذرا والغيظ يأكلها من طريقة نوران المترفعة لتزفر بضيق وتردف من بين أسنانها
" شكرا لك .."
بعد مغادرتها التوى فم فاروق بسبه بسمة متسلية لتردف نوران بغيظ بعد مغادرة العمال
"سعيد انت للغاية يا سيد فاروق بما فعلته تلك المرأة .."
اجابها فاروق وعيناه تقبلان عينيها الناعستين بالنظرات
" أنتِ تعرفين أنني لا يهمني أي امرأة غيرك .. أنتِ امرأتي وحبيبتي ..ليتك فقط لا تغيرين رأيك .."
تغيرت ملامحها لتهمس بلوم
" مرة أخرى يا فاروق ... !... أنت تعلم كم احبك وكم أنا سعيدة معك ... "
اقتربت أكثر منه لتهمس بحب
" حياتنا معا تحتاج لكل حبنا وصبرنا وقوتنا حتى نصل لبر الأمان معا ..."
" معك حق يا حبيبتي .."
اجابها بحنان ليسألها باهتمام
" لماذا أشعر أنكِ متغيرة تلك الايام وكأنك تحملين الهم ..."
تنهدت لتردف بتفكير
" يشغلني حال محمد ... لا اعرف ماذا يريد ولا ماذا سيفعل مع رؤيا .."
" أتركيه .. سيحل أمرَه بنفسه لا تقلقي عليه .."
قال لها بهدوء وعقل لتردف بغيظ
" هو لا يعرف صالحه يا فاروق ... يحتجز نفسه داخل قضبان الماضي ولا يخرج منها .."
زفر فاروق ليفكر أن النساء لا تترك الامور تسير وحدها بل لابد من وضع عقلها في كل شيء ، جذب يدها وقال بهدوء
" نوران .. محمد كبير بما يكفي حتى يجد ما يريحه وما يسعده .. اتركيه حتى يجد طريقه بنفسه .."
هزت رأسها بتفكير ليشغلها فاروق ببسمة
" هل نعود للبيت حتى ناكل أم اطلب طعام هنا .."
أجابته باهتمام
" بل سنعود لنتناول طعامي الاجمل كن كل أطعمة الخارج يا سيد فاروق .."
ضحك بتسلية
" حسنا .. هيا بنا يا زوجتي المصون .."

................................................

استقبلت رباب رواد بتوتر لتبتسم له فائلة
" مرحبا يا زوج شقيقتي الغالي ..."
ابتسم رواد لها بحنان ليجيبها
" أهلا بالطبيبة القادمة في العائلة .."
ابتسمت رباب لتجيبه بفخر
" انا أريد ان أكون طبيبة بيطرية ..."
ولج رواد للداخل ليشاكسها
" أها ... دكتورة بهائم إذن ..."
ضيقت عينيها بغيظ وأردفت وهي تتخصر
" لأفكارك .. الطبيب البيطري له فائدة كبيرة فتخيل أن تكون سبب في شفاء كائن لا يستطيع الشرح لك عن ألمه ... '"

ابتسم لها رواد ليردف بمرح
" حفظك الله لمرضاكِ القادمين يا رباب وجعل قلبك دوما عليهم .... "
" رواااااد....."
هتفت بغيظ ليضربها على رأسها بخفة ويردف
" أبيه رواد يا صغيرة ... فكوني مهذبة ..."
تابع باهتمام
" والآن أخبريني ... هل فلة مريضة حقا أم أنها تمزح كعادتها ..."
كحت لتجيبه بشيء من الحرج
" هي في الحقيقة أخبرتني أن أقول لك إن أتيت أنها مريضة ولن تستطيع الخروج اليوم فأنت لم تجب على هاتفك حينما اتصلت بك .."

أجابها بتوتر
" كنت مع عميل .... مريضة كيف ..؟؟... هل أحضر لها الطبيب ...؟؟..."
تمتمت رباب
" هي نائمة ...."
" هل معها أحد في غرفتها ...؟؟...."
سألها وهو يتوجه بخطواته ناحية الغرفة لتسير خلفه رباب وتجيبه بخجل
" لا ... هي نائمة بمفردها ..."
تركته يدخل لشقيقتها وركضت تخبر والدتها حتى لا تسمع وصلة التقريع المعتادة لو نسيت إخبارها .
حينما دخل الغرفة كانت هادئة وفلة تنام على فراشها منكمشة على نفسها قليلا تحيط بطنها بذراعها , تمتمت مغمضة العينين
" هل أحضرتِ المسكن الذي تبحثين عنه منذ ثلاث ساعات بلا فائدة ..؟؟..."
ضيق رواد عينيه قليلا لتصله الصورة واضحة وهو يتذكر نفس الحالة في بيت والده وشقيقته تتوجع وتسب الرجال في كل لحظة لأنهم لا يتوجعون مثلها .
ابتسم رواد وهو يقترب منها ليميل عليها جوار رأسها ويقبله بهمسة حنونة
" سلامة قلبك يا حبيبتي ..."
فتحت فلة عينين متسعتين بشيء من العجب وهي تتجمد في نومتها دون حراك لتهمس
" روااد!!...."
مرر رواد يده على شعرها المبعثر ليجيبها وهو ينحني ليجلس القرفصاء أمامها
" نعم رواد ... قلقت عليكِ وأتيت للاطمئنان عليكِ..."
حاولت الاعتدال جالسة لتهمس بحرج
" أنا بخير لا تقلق ... مجرد تعب بسيط ...."
نهض ليجلس جوارها فتبتعد حتى تترك له مكان ليحيط كتفيها بذراعه
" كان عليكِ إخباري يا فلة ... أنا زوجك ولا داعي للخجل بيننا ... لا تتحملي ألمك وحدك دون شكوى ..."
أسبلت أهدابها لتهمس بحرج فلأول مرة تتحدث معه في أمر كهذا
" أنا بخير يا رواد .."
قرّب رأسها ليقبل جانب صدغها ويجيبها بحب
" دوما بخير يا حبيبتي ... أخبريني هل أذهب لأحضر لكِ المسكن الذي تحتاجينه ..؟؟..."
رمشت بعينيها لتجيبه بتلعثم
" لا .. ستأتي به رباب بعد قليل ... "
" حسنا .. أريحي ظهرك على صدري حتى لا يؤلمك أكثر ..."
ساعدها في ذلك الاستلقاء وهي مستسلمة تماما لتصبح شبه نائمة على صدره بوضع معكوس فساقيها بعيدة عنه وذراعه يحيط ببطنها ليمرر يده عليها ببطئ أمام عينيها المتعجبتين لتهمس بسؤالها
" كيف علمت عن هذا ..؟؟...."
ضحك رواد بخفة ليردف بمرح
" لي شقيقة تود لو تخبر العالم كله عن ألمها وما تعانيه في هذه الأيام حتى يدركوا معاناتها ..."
ابتسمت فلة لتهمس بلطف
" صفية جميلة ..."
تمتم رواد وهو يمرغ أنفه في خصلات شعرها
" لكنها مشاغبة للغاية ...تتعب ماما بعنادها أحيانا .."
حركته الناعمة في رأسها جعلتها تغمض عينيها وشعور بالراحة يغمرها وكأنها في واحتها الآمنة , وصلت لبر أمانها ,من سيفعل كل المستحيل لراحتها وسعادتها , كم تحبه هذا الرجل , خاصة وهو يطل عليها بطلته الآسرة وخصلات شعره الذي استطالت لتصبح متمردة أحيانا على جبينه , هي في بعض الأوقات ترى أن رواد أكثر وسامة وجاذبية عنها ولكنها باتت تؤمن أن قلبيهما معلقان ببعضهما رغم كل الصعوبات التي تعثرهما عن الوصول .
لقد كانت في أسوأ حالاتها الآن فلم تكن ترتدي المنامة التي تحبها ولم تصفف شعرها كما يجب ,حتى زينة وجهها لم تضع شيء . يا الله ... ماذا سيقول عنها الآن وقد بدت أمامه كالمتشردين .

" تبدين جميلة جدا...."
صوته اخترق شرودها وأفكارها لتتمتم بغيظ
" أنتَ تعلم أنه ليس كذلك ...."
مرر رواد يده على بطنها ليهمس بحرارة
" لن أخبرك بشيء كاذب يا فلتي ... أنا أحكم مشاعري ولهفتي نحوك تلك اللحظة بلجام من سلاسل حتى لا ألتهمك ..."
شهقت فلة لتهتف بلوم وهي تتحرك من استلقائها المريح ولكنه أحكم ذراعيه حولها
" رواد كن مهذب ...."
ضحك رواد ليهمس بخفوت حار
" لا يمكن يا حبيبتي إن أصبحت مهذب معك لن ننجب أطفال وأنا أريد الكثير من الأطفال ألعب بهم ..."
" يا الله ...."
همست فلة بخجل لتقول بتحذير أنثوي
" حسنا أتركني أبتعد لأن ماما ستقتحم الغرفة بعد لحظتين على الأكثر ...."
تركها ليرفع ذراعيه باستسلام وضحكته تشق وجهه , هتف بمشاكسة
" أنا لم أفعل شيء بعد ...."
ابتسمت لتجيبه بوجه مُورَد
" أنتَ تعلم لو رأتك ماما قريب مني ستقيم الدنيا فوق رؤوسنا ...."
رمقها بتنهيدة طويلة
" وماذا لو لم تدخل علينا ...؟؟...."
أجابته برقة وهي تنهض لتقف معتدلة
" كنت ظللت كما أنا مستلقية على صدرك ... في الحقيقة كانت نومة مريحة للغاية ..."
حركت حاجبيها بمشاكسة وكأن الطاقة دبّت في جسدها وقد كانت منذ قليل في مزاج سوداوي تماما
ليهتف رواد بشراسة مفتعلة
" هكذا يا فلة ... سترين يا حبيبتي ..."
وقبل أن يفعل أي شيء كانت والدتها تقتحم الغرفة بهتاف مرحب وخلفها رباب بابتسامة متوترة
" يا أهلا وسهلا برواد ... أنرت البيت يا بني ..."
ابتسم رواد لينهض ويستقبل ترحابها بلباقة
" مرحبا يا خالتي ... البيت يشع نورا بأصحابه ..."
ضحكت والدتها لتهتف بافتعال
" أكرمك الله يا بني ... تلك الفتاة الثرثارة أخذت تتحدث عن أشياء كثيرة وفي النهاية أخبرتني أنك هنا ... معذرة على تأخري ..."
رفعت رباب عينيها للسقف لتتمتم
" لا أحد يقدرني في هذا البيت ... الصبر يا رب ..."
نظرت لها والدتها لتسألها بصرامة
" ماذا تقولين يا فتاة ...؟؟..."
هزت رباب كتفيها لتجيبها بابتسامة واسعة
" لا شيء يا ماما ... أدعو لكِ بالصبر علينا ..."
ضحكت فلة لتردف بلطف
" لا تهتمي لها يا ماما ... تلك الفتاة ثرثارة ومشاكسة ... اذهبي يا رباب لتكملي دراستك هيا .."
ضيقت رباب عينيها لتشير لها بحركة توعد لتجيبها
" هكذا إذن ... حسنا يا فلة ...."
كانت تتوعدها فهي أخّرت والدتها قصدا حتى تقضي بعض الدقائق مع رواد قبل اقتحام والدتها المكان , تنحنحت فلة لتردف بحلاوة
" اذهبي لتدرسي حتى تحضر لكِ ماما الحلوى والقهوة ..."
شهقت والدتها لتهتف
" يا للحرج ...!.... لم تحضر إحداكن شيء لرواد يحتسيه أو يشربه ,,,؟؟...,"
تدخل رواد بلطف وهو يأخذ مفاتيحه وهاتفه
" لا داعي يا خالتي .. أنا مغادر فلدي عمل ... أنا أتيت فقط للإطمئنان على فلة .. لقد قلقت عليها ..."
أجابته والدتها بشيء من التذمر
" لا تقلق يا حبيبي هي مثل القرد ... وأنت لن تغادر قبل تناول شيء ...هيا كي نجلس في الخارج وتتناول معنا الغداء ... عمك سيعود بعد قليل ... وأنت اذهبي لتوقظي شقيقك ..."
تمتمت رباب بتذمر وهي تغادر الغرفة
" ولماذا لا يستيقظ وحده حبيب قلب ماما ...؟؟..."
ضحك رواد ليتحرك مع فلة يلحقا والدتها التي ذهبت لتجهز الطعام كي تضعه على الطاولة
سألها بحنان
" هل ستستطيعين الجلوس في الخارج ...؟؟.."
نبض قلب فلة في صدرها لتهمس بنبرة مبحوحة
" سآخذ حبة مسكن ,..."
همس رواد بقلق
" لو مُتعبة أدخلي واستلقي وأنا سأغادر ... لنتناول الغداء معا في وقت آخر ..."
أجابته فلة بإرهاق ولكنه ممزوج بحب واشتياق لوجوده
" لا يا رواد أنا بخير لا تقلق ... سنتناول الغداء معا ... أنا أنتظر تلك الفرصة لنتجمع كلنا معا على طاولة واحدة ..."
اقتربت أكثر منه وهما يصلان لبهو شقتهما لتهمس برقة
" أحب أن أرى كم تشبه والدي وكم أنا محظوظة بك ..."
وقف مكانه ليميل ويقبل رأسها يجيبها بحب
" أنا المحظوظ بكِ يا فلة ... أنتِ واحتي المريحة بعد طول عناء ... أدامك الله لي حبيبة ورفيقة ..."
دمعت عيناها وارتعاشة طفيفة تصيب قلبها لتهمس برقة
" أنا أحبك يا رواد ... كلما تذكرت بدايتنا وما وصلنا له معا أعلم أنك قدري الجميل ... ليديم الله حياتنا معا في حب وراحة ..."
ضمها رواد ليهمس بضحكة مختنقة من كثر الانفعال وكأنه يسيطر على مشاعره بقوة
" لو دخلت والدتك علينا الآن ستطردني لا محالة ..."
ضحكت فلة وهي تتمسك بقميصه من الجانب , تشعر بالأمان وهي قريبة منه هكذا .
***********

الغربة
حطب يُشعل نيران لهفتنا للسكَن ... سَكن له صدر يحوي خوفنا وألمنا وحزننا وقلقنا !
ذلك الشعور المرير الذي تشعره حينما تكون بعيدا عن بيتك ... فماذا لو كنت بعيدا عن بيتك وعن أهلك
ماذا لو كان بينك وبينهم جدار سميك وخلفه رماد من أجسادهم بينما قلبك يهفو لعناق واحد منهم , عناق قد يعيد لك بعض من قوتك وأنت تعاني الوحدة والخوف والقلق ... قلبك ينبض بقوة وكأنه يركض خوفا مما سيحدث ومما تمر به , الدقائق تمر بطيئة عليك وقطعة منك تعاني وليس بيدك شيء لتخفف وتزيح عنها فهذا العالم أكثر قسوة من مجرد كلمة تخفف الألم .
لقد أصبح البشر جلادين وكأن في يديهما مصير البشر , يد تحمل الجنة ويد تحمل النار وهم من يقررون مصير كل واحد , لا رب رحيم سينظر في أمرنا يوم البعث .
أصبح الكل يرى الكل بعين النقص وكأن الكمال أصبح يتنقل من شخص لآخر ببساطة , نسي الجميع أن الكمال ليس له مكان في هذا العالم بل الكمال لله وحده .
وهي كانت تعاني , تعاني خوفها على شقيقتها , تعاني قلقها على مستقبلها , تتألم لتلك النظرة التي تراها في عين الجيران وكأن الكل رفع الحُكم على شقيقتها , وكأنها وباء يخشى الجميع اقترابها منهم .
اختنقت بدموعها وهي تنظر لباب غرفة الطبيبة الذي يخفي شقيقتها عن عينيها , الصمت يقتلها والقلق يحيا عليها , تضغط يديها في بعضهما حتى كادت أظافرها تجرح يدها ليعقد محمد جبينه باستنكار وهو الذي يتابعها منذ وقت وهي التي تمر عليها الدقائق ثقيلة ... ثقيلة للغاية .
اقترب ليجلس على الكرسي جوارها , يمد يده يحاول فض اشتباك يديها لترفع عينيها له تهمس بقلب متلوع
" هل يمكن الدخول لها الآن ...؟؟...:
نبض قلبه وهو يرى عينيها وذلك الرجاء الصامت بهما وكأنها تريد الانتهاء من كل هذا .
وضع ذراعه اليمين أعلى كرسيها والأخرى تمسك بيديها بينها , شعور غريب انتابه وأناملها تستقر بين يده وهي تائهة عنه .. بعيدة عن كل ما يدور داخله لتسمع إجابته الهادئة
" الطبيبة أخبرتنا أن نتركها معها قليلا اليوم .. اهدئي واطمئني يا رؤيا ..."
رفعت عينيها له ليرى الدموع تسكنها ليعقد جبينه يتحكم في تلك الرجفة التي أصابت جسده وهي قريبة منه هكذا , قرب مخيف له ليسمع صوتها المبحوح
" لا أستطيع يا محمد .. لا أستطيع .. قلبي يئن قلقا عليها وكأن مشطور نصفين , ومعها نصفه على الدوام.."
منذ وقت طويل لم تتحدث له هكذا .. لقد كانت منطوية الأيام الماضية ... ترد على الأسئلة الموجهة لها فقط وهو يتلقى نظرات والدته الناهرة وكأنها تخبره ببساطة أنه السبب وهو يتجاهل تلك النظرة , هو لا يستطيع تقديم شيء أكثر من هذا , ما تطلبه منه والدته بنظراتها لا يستطيع تنفيذه لها .
لقد تزوج من قبل وفشل , أراد حياة وأخذ غدر وذل ووجع .... لن يستطيع بناء حياة جديدة
لن يستطيع أن يبني أسرة ... وكيف يبني وهو من داخله رماد ... لم يترك والده به شيء يصلح لأحد .
تنهد ووجهها يسكن في عينيه ليملأه شعور الاحتياج , هو يحتاج رؤيته على الدوام , يحتاج أن يرى عينيها
بتلك البراءة دوما , هذا الحًب الذي تكنه لشقيقتها يروي داخله , يروي فقد سنوات من شعور العائلة والحب الغير مشروط ولكنه في لحظة يتراجع , يحجم هذا الشعور ويبرره بما يُرضيه .
يدها التي تتمسك بقميصه بين أناملها نيران لم يسبق له الشعور بها
نيران احتياج لامرأة ... امرأة بعينها
امرأة صغيرة .. بريئة ... تُعطي دون حساب !
وجد ذراعه تحيط بكتفيها دون تفكير ويردف بخشونة
" ستكون بخير ... دوما بداية الطريق صعبة ولكننا سنسير به لآخره وأنا أثق في رضوى ... هي قوية وستتحمل ...."
تمتمت رؤيا ورأسها تميل بحركة طفيفة لتستريح على صدره
" هل يمكن أن تكون بهذه القوة ...؟؟... تتعرض لما تعرضت له وتستطيع مواجهة كل هذه البشاعة وتصطدم بعدها ببشاعة العالم حولها ....!... هي رغم كل شيء صغيرة .. لن تستطيع أن تفهم أن عالمنا يحمل نفوس مريضة تضع نواقصها في معاملتها السيئة وكلماتهم الجارحة ....,"
" ستتعلم ... الحياة ستعلَمها ... ربما ستحيا الألم لفترة ولكنها ستتجاوزه بإذن الله ..."
أجابها بهدوء وأنامله تمر على ظهرها بحركة داعمة بدت لمن حولهم رومانسية للغاية ولكنها كانت ما يعرفه من اللطف كي يفعله لها .

انتبهت بعد لحظات من الشرود لما يفعله لتنكمش قليلا وتكح حرجا ... تترك أناملها قميصه على استحياء وهي تشعر بالخجل الشديد .... ماذا سيفكر بها الآن ...؟؟... كانت متوترة وخجلة ودقات قلبها مُهرولة في صدرها بشعور جديد تجربه .... شعور لم تترك لنفسها الفرصة حتى تفهمه أو تحلله ... فالخوف يحتل أركان قلبها !

الغد لا تعلم ماذا سيكون وضعها فيه .... تخشى الطمأنينة حتى لا تصطدم بتقلبات الحياة المؤلمة .
شعرت بيده تنقبض على ظهره كقبضة واحدة لترتجف هامسة
" لقد انكمش قميصك ...."
أجابها بخشونة وملامح ثابتة
" لا يهم ..."
رمشت بعينيها بحركة خطفت دقات من قلبه ليردد بانفعال مكتوم
" سأدخن في الخارج ...."
راقبت مغادرته ... جسده الفارع وطلته المميزة , دوما محمد يملك طلة خاصة به , يهتم بشكله رغم بساطة الثياب , جينز أسود بسيط وقميص أسود ... شعره الذي استطال قليلا وذقنه النابتة بشعيرات قصيرة مميزة ,
كل شيء فيه مختلف , تشعر أمامه أنها بسيطة , بسيطة للغاية .
ارتعشت شفتاها لتفكر بصمت
يجب أن تهتم بشكلها من بعد الآن .
هو بالتأكيد لا يراها مثل بقية الفتيات
نظرت حولها ... الفتاة الأنيقة التي تسجل مواعيد المرضى وثيابها العصرية وخصلات شعرها المصففة .
هل نظر لها محمد ...؟
عضت على أسنانها في صمت وفكرت أن محمد أصر على اختيار طبيبة معروفة كي تساعد شقيقتها دون الاهتمام بالمال .
أغمضت عينيها لتهمس بخفوت
" يا رب ..."
..............................

كانت تريد إغماض عينيها حتى تبتعد عن هنا ... لا تريد أن تتفاعل مع أحد ولا الحديث مع أحد
لقد أتت مجبرة حينما بكت رؤيا وهي تخبرها برفضها الحضور , لم تستطع إيلام رؤيا أكثر من هذا وهي التي تحمّلت لأجلها الكثير , لكنها رغم كل شيء لا تريد قول أي كلمة وبماذا سيفيد الحديث وقد انتهى كل شيء .

" حدثيني عن والدك يا رضوى ...."
لم تتوقع أن تطلب منها الطبيبة هذا ... لم تتوقع أن تسألها عن أكثر شخص تحبه ولا تملك الكثير من الذكريات معه .
تمتمت بخفوت
" لا أعلم هل ما أتذكره يكفي أن أتحدث عنه أم لا ...."
" أخبريني أي شيء ... هل تشبهينه في الشكل ...؟؟..."
أجابتها وهي تعقد ذراعيها حول جسدها وتنظر حولها للغرفة الأنيقة
" أنا ورؤيا نملك الكثير من ملامحه وكأنه أراد ترك شيء ثابت لنا ..."
ردت الطبيبة برقة
" يبدو أنك تحبينه ..."
أجابتها رضوى باقتضاب
" نعم ..."
" هل تريدين أن تنامي عليه .. ربما يكون أكثر راحة لكِ..."
أشارت لها على كرسي مرضاها لتهز رضوى رأسها برفض وتتمتم بغضب مكتوم
" أنا لا أحب هذا الشيء ... وأنا لست مريضة ..."
ابتسمت الطبيبة لتنهض وتتحرك كي تجلس على الكرسي أمامها
" لا يفترض أن نكون مرضى حتى نستريح .... ولكن كما تريدين .. هنا افعلي ما تحبين لن أفرض عليك شيء ..."
" هل يمكنني المغادرة ..؟؟..."
واجهتها رضوى بسؤال تحدي وهي تريد الفرار من هنا لتجيبها الطبيبة برقة واهتمام
" ولكنك لم تخبرينِ عن والدك ... لقد أثرتِ فضولي حوله ..."
زفرت رضوى وأجابتها بنبرة اشتياق
" الأمر لا يحتاج للفضول ... لقد كان رجل بسيط .. هاديء ... أتذكر قبلته قبل نومي كل ليلة ليهمس لي بحنان (اقرئي ما تحفظينه من القرآن قبل نومك )... وكنت أفعل .. كنت أقرأ الفاتحة والإخلاص والمعوذتين , وأنام .... وكأنني لم أنم من وقتها ...."
" لماذا ...؟؟...."
سألتها الطبيبة بهدوء لتنفعل رضوى بغضب حقيقي لم تستطع التحكم به
" وكأنك لا تعرفين ... أنتِ تعرفين كل شيء ... لقد أخبروك حكايتي فلا تكذبي علي ..."
أجابتها الطبيبة بهدوء
" أنا لم أقعل أنني لا أعرف ولكنني أريد سماعك ..."
" أنا لا أريد أن أقول شيء ... أنا أريد المغا\درة ...."
هزت الطبيبة رأسها لتنهض وتهمس لها بلطف
" حسنا يا رضوى كما تحبين ولكنني سأنتظرك المرة القادمة كي نتحدث عن والدتك ..."
لم تجبها رضوى وهي تنهض لتغادر بغضب فلم تكن تريد الرد عليها بأي كلمة ولكنها تحدثت عن والدها معها .
لن تتحدث معها من جديد عن أي شيء ... هكذا أخبرت نفسها وهي تواجه رؤيا في الخارج كي تعود للبيت .

............................................

حينما غادر رواد بيت فلة بابتسامة بها الكثير من السعادة والراحة ودخل السيارة كي يذهب للورشة حتى يتابع عمله وجد من يفتح بابه المجاور فجأة ليهتف بترحاب
" لقد طالت الغيبة يا بشمهندس ... ألا يلقبونك هكذا ....؟؟...."


..................................................


الفصل التاسع والعشرون الجزء الأول

لو أتاك الماضي طارقا أبواب حاضرك بقوة
هل ستفتح أبوابك له أم ستغلق أبوابك بكل قوة لديك...؟

لم يتوقع يوما أن يرى ماضيه متمثلا أمامه بكل بساطة ليتجمد للحظات ويتمتم ببهوت
" كمال ....!!...."
التوى فم كمال بسخرية وأجابه بهزة رأس واثقة
" نعم ... لم أستطع الخروج من السجن دون رؤيتك يا رواد ... تعلم كم كانت عِشرتنا قوية وأنا أصون العيش والملح جيدا ..."
لأول مرة منذ وقت طويل يشعر رواد بالخوف .... الخوف على من يحيطون به وما يملكه من كد وتعب
تعب كثيرا حتى يستطيع بناء حياة نظيفة بعدة عن الماضي بكل أخطائه .. لقد كان يسير في طريق
الإجرام بخطى ثابتة , لا تتراجع وكأنه معمي تماما لا يرى شيء .
أخطاء كلفته الكثير من غربة نهشت قلبه ليبتعد عن عائلته , حياة باهتة لا تحمل سوى لون الضياع
لقد انتكس ولكن نكسته لها عواقب ظنّ أنها انتهت بالتوبة !

" متى خرجت ...؟؟...."
خرج السؤال من رواد بصعوبة ويده تقبض على مقود السيارة بقوة , لا يستطيع التعامل مع الموقف وكأن عقله توقف قليلا عن التفكير !
" قبل وقت قليل ... لم أستطع الامتناع عن رؤيتك أكثر من هذا يا رواد ... لقد كنت ذراعي الأيمن يا فتى ..."
أجابه كمال ببساطة وابتسامة باردة تحتل وجهه لينطق رواد بغضب مكتوم
" لم أكن ...."
أكمل بقوة
" أنا لم أشترك معك في كل جرائمك ... لم أوافق على معظمها .. لقد أخطأت حينما تصورت أن أخذ الحق يكون بتلك الطريقة , أخطأت حينما وضعت يدي معك حتى آخذ حق أبي فرغما عني تلطخت يدي حتى لو حاولت بشق الأنفس ألا تتلطخ , فعالم الإجرام لا يمكن أن تكون فيه بثوب أبيض بلا بقع سوداء ولكنني تُبت .."

قاطعه كمال وهو يقترب منه قليلا يهمس بفحيح أسود
" وأخذ حق والدك وتسببت في سجني ... هل تظن أن يمر هذا مرور الكِرام يا رواد ...؟؟..."

لم يجبه رواد ووجهه يتجهم وروحه تختنق وكمال يتابع بحقد ملون بالسخرية
" لقد أصبحت مهندس مُحترم .. لك عمل خاص بك ... عائلة تحبك وخطيبة من عائلة جيدة .. تعشقك ..."

انتفض قلب رواد وكلماته تصفع خوفه بقوة .... فأسوأ أنواع الخوف .... أن تخاف على مَن تُحب !

" ماذا تقصد ....؟؟.."
سأله بنبرة لم يتعرف عليها وكمال يتشفى برؤية الخوف في عينيه , أمنيته التي عاش عليها طويلا
داخل قضبان زنزانته , لقد كانت ضربة رواد قوية , جعلته يُدرك مقدار غبائه جيدا
وهو شعور سيء على مَن مِثله أن يرى نتيجة غبائه بسهولة .

نطق كمال بتروَي وهو يستمتع بتلك الدقائق للغاية
" أقصد أنك حصلت على كل شيء بسهولة ... ألا تشعر بالشفقة عليّ وقد خسرت كل شيء ...؟؟..."
أجابه رواد بجمود
" ومَن أخبرك أنني حصلت على شيء بسهولة ... لقد مررت بالكثير حتى أكون هنا ...."
" ولكنك وصلت ...."
قالها كمال باستهانة ليُكمل بخبث
" أما أنا فخسرت كل شيء .."
نظر رواد أمامه بضيق وأردف بجدية لا يحتمل الموقف سواها
" هل تريد أن تخبرني أنك لا تملك المال يا كمال .... أعذرني .. لن أصدق هذا أبدا ..."

ضحك كمال وهتف
" وما نفع المال دون عائلة أو شخص يُحبك ... لقد جرَبت تلك المشاعر النادرة وبالتأكيد تعرف قدرها جيدا ..."
لم يستطع رواد أن يتحمّل حرب الأعصاب هذه ليهتف بغضب
" ماذا تريد يا كمال مباشرة دون حديث أعلم أنك لا تهتم له ..."
ضيّق كمال عينيه وأجابه بنبرة ثابتة , قوية
" أريدك في عمل معي ...."
اتسعت عينا رواد وهتف بلا تفكير
" مستحيييل ....."
هز كمال رأسه بابتسامة مستهينة وتنهد بطريقة مسرحية ليردف بهدوء
" تعلم أن كلمة مُستحيل كلمة كبيرة لا يمكن قولها بهذه السرعة .... ثم هذه الكلمة لم تكن في قاموسي أبدا كما تعلم ...."

أطبق رواد فكيه وقال من بين أسنانه
" يُمكنك وضعها في قاموسك من الآن ... مُستحيل ... مُستحيل أن أعود لهذا الطريق مرة أخرى أبدا ... لا يُمكن ... لقد تُبت وتعبت حتى أعود كما كنت .. كما ربَاني أبي وجعل مني رجل بحق ... لن أعود لهذا الطريق مهما حدث ..."
ابتسم كمال باستهانة لينظر حوله فتتوقف عيناه على بيت فلة فيقول ببساطة
" هل تُحب خطيبتك ...؟؟..."
لأول مرة ينتبه رواد أن يقف بسيارته أمام بيت فلة لتبهت ملامحه تماما وينظر في نفس الاتجاه ليشعر بروحه تنسحب منه
" ليس لك علاقة بها ... هل فهمت ...؟؟..."
نطقها رواد بتحذير قوي ليزفر كمال بقوة ويعود بانتباهه له
" فكّر جيدا يا رواد قبل أخذ قرارك .. قرارك سيترتب عليه حياتك القادمة ... إن كنت ستفوز أو ستخسر ..."
لم يُجبه رواد ووجه فلة المُبتسم يظهر في مخيلته تلك اللحظة
هل سيرى تلك الابتسامة مُجددا ..؟؟
فتح كمال باب السيارة ليردف بهدوء مُحذر
" سأنتظر قرارك ولكنني لا أستطيع الانتظار كثيرا كما تعلم ...."
ازدرد رواد ريقه وتابع مغادرته بروح مهزومة ... لقد كان في مواجهة قاسية مع ماضيه !

.......................................

ذراعه حول خصرها وهمسته المشتاقة
" الى أين يا ألماسة ...؟...."
صوته الحبيب القريب من أذنها جعلها تُغمض عينيها لحظة وقلبها الموجوع ينتفض بين أضلعها من جديد
استدار قليلا بجسده ليصبح مواجها لها وذراعه ما زال حول خصرها ليرفع وجهها بيده الأخرى حتى يرى عسل عينيها الذي اشتاقه
عيناها اللامعتان بدموع خفية جعلته يجعد جبينه بحيرة
" ماذا حدث يا ألماسة ... لماذا هذه الدموع ...؟؟..."
ازدردت ريقها لتهز رأسها بنفي تُنفي تُهمة البكاء عنها ولكن اختناق صوتها كان يُثبت الأمر عليها ,
صمتها أقلقه ليعقد جبينه بتساؤل فتخفض عينيها عن عينيه وأناملها تنقبض بارتعاش يفضح تأثرها ,
" تعالي معي ...."
أخبرها بصوت واثق وهو يجذب يدها كي تذهب معه لمكتبه أمام نظرات رنا والموظف الآخر .
فور دخولها معه وأغلق الباب خلفه نظر لها بتمعن , يتشرب جمالها الذي اشتاقه
وجودها بأكمله , حتى أنفاسها اشتاقها للغاية .
لاحظ ثيابها لأول مرة منذ وقعت عيناه عليها قبل قليل ... بنطالها الواسع بتصميمه الأنيق فيبرزانسياب جسدها الأنثوي وتلك الكنزة المبهجة بألوانها وحجابها الأبيض ليعقد جبينه بضيق قليلا وقد أبرزت الألوان جمالها المميز .
تمتم بخشونة ضائقة
" منذ متى ترتدين تلك السراويل يا ألماس ...؟؟..."
لم تفهم مقصده لتخفض عينيها وتنظر لثيابها بحيرة وتهمس ببديهية
" إنه بنطال واسع ومريح ... أحببت تصميمه ..."
" اممممم ...."
انتبهت لهمهمته غير الراضية فسألته

" ألم تعجبك ثيابي يا هارون ...؟؟... إنها مُحتشمة وواسعة عكس النساء هنا ...."
أجابها مع اقترابه أكثر منها بنبرة تخصها
" ليس لي علاقة بأي نساء أخريات ... لي علاقة بزوجتي فقط .. التي هي أنتِ بالمناسبة ..وتلك الثياب رغم احتشامها ورقيها الا أنها تظهر جمالك المميز ورغما عني أشعر بالضيق لهذا كشعور رجل يُحب زوجته وغار عليها ... مشاعر طبيعية جدا ...."
همست من بين أسنانها
" آه والدليل أنك لم تحاول الاتصال بي وتقف في الخارج تضحك مع تلك الفتاة ...."
ارتفع حاجبي هارون والصمت يخيم عليهما للحظات يرى الغضب يرتسم في عسل عينيها فتنحني شفتاه بشبه ابتسام مستمتع ... فالألماسة تغار !

" تغارين ...؟....."
تمتم بها ووجهه يقترب من وجهها بأنفاس مُشتعلة فتبتعد قليلا تجيبه بحزن ونبرة قوية
" بل الأكثر حزينة ... فأنا لا أستطيع النوم وأنتَ هنا تضحك وتتناقش وتتعامل بكل راحة , أما أنا فانعزلت حتى عن صديقاتي بشعور قاتم يُخيّم على قلبي ... أسأل نفسي كل لحظة .. هل ما فعلته خطأ ..؟؟.. هل حيرتي وقلقي وخوفي في محلها أم أنها محض ألم أضع نفسي فيه .!... هل الحُب كافي لاكتمال الحياة براحة دون عقبات ...؟؟؟...."

قاطعها مع اقترابه مُجددا ليحتضن وجهها بين كفيه ويجيبها بثقة رجل لن يتنازل عمن يُحب
" إن خلت الحياة من العقبات لن تكون حياة يا ألماسة ... الحياة تصبح حياة حقيقة حينما يمتزج فيها الحزن مع الفرح ... الألم مع الراحة ... هكذا هي الحياة .. ثم أنا لم أطلب أبدا حياة كلها سعادة معك يا ألماسة بل تحلو الحياة بحلاوة الصلح بعد الخصام ...."

نظرت له بحيرة شعت في عسل عينيها لتهمس بصدق
" أنا أحبك يا هارون ... لم أحب سواك ولم أعرف الحُب سوى معك .. لست بارعة في هذا الحديث ولكن هذا ما أشعر به تلك اللحظة , أريد أن أتحدث .. لقد تعبت من ذلك الضجيج داخلي وأن تائهة بين قلقي من القادم وسعادتي بحبي , تائهة بين جذوري بعاداتها القوية وبين تلك الحياة التي تأخذني لها , أنا لم أكن معتادة أبدا على الحفلات أو اللقاءات الهامة , رغم أن عائلتي لها أعمال مهمة وشراكة معكم ولكن حمزة وعيسى ورجال العائلة يتصدرون دوما تلك الأشياء , حتى حمزة لا يُحبها ولا يستسيغ تلك الحفلات .. يقول دوما أنها تضييع للوقت ووجوده مع بناته أهم ...."

قالت آخر جملة ببسمة ليضحك هارون ضحكة صغيرة ويتمتم
" حمزة وعقليته المختلفة رغم احترامي لها ولكن سأخبرك شيء يا ألماسة ... لو لم يجد حمزة بديل له لحضور الحفلات التي تخص رجال الأعمال كان سيضطر لحضورها فالعلاقات جزء مهم من العمل في السوق .."

هزت كتفها وكأنها تخبره ( لا أعرف ) فيجذب يدها بين يده لتختفي بين أنامله وتلك الإرتعاشة الناعمة في كل مرة يقترب ويلمسها فيها , ارتعاشة خجل وتأثر بينما هو لا يرتوي بتلك اللمسة الصغيرة , هو يريدها أن تصبح جزء منه , يختفي داخلها وتختفي داخله .
جلس على كرسيه ليجذبها تجلس على ساقه فتعترض بقوة
" هارون .. لا تفعل ذلك ..."
ابتسم يُشجعها وعيناه الخضراوان يُخفيان ذلك المكر المشع
" لن أقترب منك رغما عنكِ يا ألماسة..."
ميَلت رأسها بعدم تصديق ليهتف بخشونة
" ولن أحاول التأثير عليكِ صدقيني ..."
جذبها من خصرها حينما رأى التفكير في عينيها لتجلس مُجبرة وصوته يقترب من أذنها فوق حجابها
" ثقي بي يا ألماسة ..."
ازدردت ريقها وجسدها يتجمد فوق ساقه , تشعر أنها أصبحت قطعة من رخام لتمر يده على ظهرها بهدوء
" اهدئي يا حبيبتي .. لا تكوني مُتخشّبة هكذا ..."
زفرت بقوة لتهمس بخفوت ناعم
" أشعر بالخجل ..."
اقترب برأسه منها بهمسة خشنة بها بحة عشق ورغبة يتحكم بها بقوة
" تعلمين أنني أعشق خجلك ...؟...."
" ألا يُزعجك ..؟؟..."
سألته بقلق فيهز رأسه بنفي
" أنا أتفهم خجلك وطريقة تربيتك يا ألماسة , ما أغضب منه هو انغلاقك على نفسك , ذلك القلق الذي أراه في عينيك عن حياتنا القادمة وكأن كل الوقت الذي مرّ بيننا لم يكن كافيا لتطمئني , لتصدقي أنني لن أؤذيكِ أبدا .."

ابتسمت له برقة فيكمل بهدوء جاد به شيء من الرفق
" شيء آخر يا ألماسة ..."
هزت رأسها بتساؤل فيتابع بثبات
" والدتي ... والدتي مُختلفة ورغم اختلافها أنا أحبها وأحترمها .. لن أقبل بأي تطاول منكِ معها ولو أخبرتكِ شيء أزعجك في يوم ما أخبريني وأنا سأتعامل مع الأمر .."

ازدردت ريقها لتهمس بخجل
" أنا أخطأت يومها يا هارون , لا أعلم ماذا حدث لي يومها وكأنني كنت أخرى لا تعرف الأصول , لم يحق لي قول ما قلت لأنني لن أستطيع تغيير الكون كله وحدي ..."

ضيّق عينيه بسؤال جاد
" هل قالت والدتي شيء أغضبك يا ألماسة ...؟؟..."
هتفت بصدق
" لا ... لم تقل شيء , أنا من شعرت برفضها لي وكأنها ترفض هيئتي وشكلي وأنا أتفهم هذا ولكن رغم كل شيء غضبت , فأنا أعتز بنفسي جدا في الحقيقة ..."
ضحك هارون وهو يرى بسمتها الصغيرة
" وأنا أعتز بكِ يا حبيبتي وأعتز بشخصك وشكلك وتدينك ... أحب نفسي معك ...."
أوقفته لتهمس بتأثر
" أتعلم أن هذا أجمل تعبير للحب أسمعه .... أسعدني للغاية ... "
تنهد هارون بحب وذراعه يحيط بخصرها والآخر يستند على مكتبه
" أنا أعترف أنني أصبحت رجل أفضل يا ألماسة , رجل أهدأ .. رجل يدرك قيمة ما يملكه وما أصبح عليه , رجل أصبح أقرب لدينه وقد كان مسلم بالاسم فقط , ربما لست الأفضل ولكنني أحاول وأريد أن أصبح أفضل وأفضل وأنا معك ...."

دمعت عيناها لتهمس
" وأنا أيضا أريد أن أكون معك دوما ..."
" بلا قلق ولا خوف ولا تردد ....!...."
قالها بجدية وقد كان ضائق من ذلك التخبط الذي ظهر بقوة مع اقتراب عرسهم فألماس دوما قوية .
هزت رأسها بتأكيد لتهمس بمشاكسة
" فقط لا تشتكي من قوتي بعد ذلك ..."
قربها منه قليلا بعينين لامعتين بالمكر
" كوني كما أنتِ يا ألماسة , قوتك ممزوجة بحنانك وقلبك الفريد .. سيكون أجمل تكوين في العالم ..."
ميّلت رأسها وأجابته بهمس ناعم وقلبها يدق بين أضلعها بعنف
" وأنتَ أيضا لا تجعل قلبك يتغير أبدا ... دوما لا أهون عليك ...."
" إن هُنتِ على قلبي لن يكون على قيد الحياة وقتها يا ألماسة ..."
رفعت يدها تضعها على فمه بقوة
" لا تقل هذا يا حبيبي حفظك الله دوما لي ..."
ابتسم أسفل يدها وشاكسها بالقول
" ألن نختم تلك الإعترافات بحب من نوع آخر ...؟...."
هزت رأسها لتُبعد يدها هامسة بلوم مُفتعل
" لا فائدة ...."
ولكنها قبل أن تنهض جذبها لتصطدم به فيختطف شفتيها في قبلة مفاجأة خطفت دقات قلبها لترفع يديها تضعهما على صدره تُحاول إبعاده بضعف احتلّ كيانها , لقد كان يرتوي ولو بالنذر اليسير من حبها .
ابتعدت عنه هامسة ببعثرة بينما هو كان يلهث باشتياق مُتجدد فلم يرتوي , يا الله كم يُحبها , كم تقلب كيانه كلما كانت بالجوار .
" أنتَ كاذب ..."
ضحك بقوة لينهض ويأخذها في عناق يبعث الطمأنينة في قلبها
" لو تعلمين كم أشتاق وأحتاج لقربك لن تقولي هذا ... أنا ذائب ولست كاذب ..."
أراحت رأسها على صدره تُغمض عينيها للحظات تستمتع بتلك الراحة التي تبعثها دقات قلبه وابتسامتها تزين شفتيها .


........................................

بعد يومين

تابعها بعينيه وهي تتحرك برشاقة كي تحضر طاولة الفطور ، وتلك القبلة التي وضعتها على رأس شقيقتها بدعم حنون خطفت قلبه ، ابتسامتها المرتاحة الموجهة لوالدته ورفضها المشدد بأن تنهض اليوم لتفعل شيء لتلومها بالقول
" خالتي .. قدمك تؤلمك منذ الأمس ... لا تضغطي عليها اليوم واستريحي قليلا ..."
التفت لوالدته يسألها باهتمام
" قدمك تؤلمك يا أمي ..!... لماذا لم تخبرينِ حتى نذهب للطبيب ...؟؟...."
ابتسمت والدته بحنان وردت
" ألم بسيط يا محمد فلا تكبر الأمر ... زوجتك هي مَن تُهوّل الموضوع خوفا عليّ ....."
زوجتك ...!
كم غريبة الكلمة على أذنه وفي نفس الوقت لها تأثير مختلف .. مختلف للغاية وكأن نبضة ركضت سريعا عن قريناتها .
انتبه لنفسه ليتنحنح قائلا
" لا تُهملي صحتك يا أمي رجاء ... استريحي حتى أسأل عن طبيب جيد وأحجز عنده كي نطمئن عليك ..."
شهقت والدته رافضة
" طبيب ...!!.... إنه ألم بسيط يا بني لا يحتاج لطبيب ... لا تجعلوني أشعر أنني كبرت في السن ... أنا ما زلت بعافيتي وأستطيع فعل كل شيء وحدي .. فقط زوجتك قلبها ضعيف وتتأثر سريعا .."
مرة أخرى زوجتك .. !
رفع عينيه لها ينظر لها ، تضع براد الشاي والأكواب حوله وتهتف بمحبة
" يجب أن نستشير الطبيب يا خالتي واسمعي كلام محمد رجاء ولا تهملي صحتك ، نحن نحبك ونخاف عليك.... "
تمتمت خالتها بضيق مفتعل وسعادتها الخاصة باهتمامهما بها تظهر في عينيها ، أن ترى ثمرة تعبها في نظرة ولدها الخائفة عليها واهتمامهما بها وكأنها دُرتهما الخاصة في البيت !
" لا تكبرا الامر أنتما الاثنين حتى لا أنهض وأترككما معا ودعونا نتناول طعام الفطور الشهي الذي أعدته رؤيا .."

" كلي يا خالتي بالهناء ، جمعنا الله دوما في الخير .."
قالتها رؤيا وقلبها ينبض بتمني للسعادة فتجيبها خالتها
" أسعدكما الله يا ابنتي ورزقكما أيام جميلة تسر قلوبكم ..."
رمشت رؤيا بخجل والكلمات تشعرها بمعاني أخرى لا تعلم هل من حقها أن تشعر بها أم لا ..!
" هل تريدين شيء من الخارج يا رضوى ...؟؟..."
كسر محمد الصمت الذي يخيم على رضوى سوى من ابتسامة صغيرة ترد بها على الحديث الدائر حولها .
" شكرا لك ..."
التفتت لها رؤيا تحثها برقة
" لو تحتاجين شيء من الخارج أخبري محمد ... هل تريدين تلك القصص التي تحبين قراءتها ..؟؟..."
هزت رضوى رأسها برفض لتخفض رؤيا عينيها بشيء من الحزن ، فشقيقتها لا تستطيع تخطي ما حدث ، هي لا تلومها ولكنها تتمنى رؤية بسمة حقيقية على وجهها .
تدخلت خالتها بلطف قائلة
" لا تحملي هم يا رؤيا لو احتاجت رضوى شيء ستخبر محمد على الفور فهو بمثابة شقيقها الأكبر يا ابنتي ..."
" وأنا أنتظر ..."
رد محمد وعيناه تبثانها طمأنينة تحتاجها لتخفض عينيها بتنهيدة صامتة .
نهض محمد يأخذ مفاتيحه
" لو احتجتن شيء اخبريني يا امي...سفرتكن دائمة ..."
تمتمت والدته بلوم
" رؤيا ستخبرك ..."
هز محمد راسه وتحرك كي يغادر لترنو منه نظرة نحوها ، هيئتها البسيطة ، بنطالها الجينز وكنزتها البنية بأزاراها الكبيرة .
هو لا يحب اللون البني ، يبغضه ، دوما بشعر بانه قاتم وغير محبب ولكنه لم يكرهه عليها بل حانت منه بسمة صغيرة متسلية ، تلك الفتاة بوجه صغير ككف اليد تثير داخله الكثير من المشاعر الغريبة .
تنحنح ليخطو مغادرا فتلحقه على الباب هاتفة
" محمد ..."
التفت لها واسمه الذي بات سهلا على لسانها يسعده
" نعم .."
اجابها بخشونة وتلك الانتفاضة لقربها تزعجه قليلا
" اممممم ... محمد هل يمكنني ان اطلب منك شيء ...؟؟..."
" بالتأكيد .."
أجابها سريعا لترمش بعينيها بخجل وتجيبه بتردد
" انا اريد البحث عن عمل ..."
تجمد للحظة لتبرق عيناه بغضب صامت بث التوتر داخلها فيسألها بشيء من الحدة
" هل قصّرت معك في شيء ..؟؟..."
هزت رأسها بنفي لتتمتم سريعا
" لا .. ابدا ... ولكنني لم أعتد على الجلوس في البيت .."
ران صمت قليل بينهما ليردف بجدية خشنة
" حسنا اعتادي يا رؤيا على الراحة قليلا ... واهتمي بشقيقتك .."
زمت شفتيها ليتجاهل ضيقها البادي على وجهها ويقول مغادرا
" السلام عليكم .."
وتركها وغادر تعقد جبينها بتفكير .



.........................................


طرقت هديل باب زبرجد لتدخل بعدما سمحت لها بالدخول
" كيف حالك يا صديقتي ...؟؟...."
لقد أخذتها لبيت والدها رغم رفض زبرجد ولكن هديل أصرّت مُخبرة إياها أن جيهان تمكث في بيت والدها تلك الأيام لأنها في بداية الحمل ومُتعبة وهي تسكن جوار والدتها وستكون معها دوما .
أخبرتها أنها تحتاج لوقت حتى تقف على قدميها , تحتاج لأناس في وضع الحياد محبين يكونوا جوارها تلك الأيام حتى تستطيع التقاط أنفاسها , بعيدا عن الضغوطات حولها .
" بخير الحمد لله ..."
تمتمت زبرجد وهي تحتل الفراش في سكون صامت ولكن هديل لم تصمت لتهتف بحماس
" ماما تخبرك أن تستعدي لتتناولي الطعام معنا ولن تقبل بأي رفض , لقد علمت أنك تحبين الباستا بالدجاج وتعدها لكِ ..."
ابتسمت زبرجد ابتسامة ضعيفة لتهمس بخجل
" لا يوجد داع يا هديل أن تتعب نفسها هكذا ... سأتناول أي شيء ..."
أجابتها هديل بحب موجه لوالدتها
" ماما تجهز لكل منا ما يحبه من الطعام , هي تشعر بالسعادة هكذا ...."
" حفظها الله لكم ..."
قالتها زبرجد بصدق رغم ذلك الشعور القاتم الذي يحتل قلبها , الشعور بالوحدة وكم هو قاسي حينما يتشعب في فلبنا .
" زبرجد لا تكوني هكذا ... أنتِ قوية وستستطيعين النهوض من تلك الأزمة بإذن الله ...
أجابتها زبرجد بشبه ابتسام
" بإذن الله ... أنا فقط أحتاج لبعض الوقت حتى أستعيد نفسي بعدما حدث , وكأنني كنت في حلقة تدور سريعا ولا أستطيع اللحاق بما يحدث بها إضافة الى علاقتي بوالدي التي أصبحت أسوأ ما يكون ..."
حلست هديل جوارها لتحتضنها بحب
" والدك لن ينسى سريعا ما حدث , سيعود بعد وقت بالتأكيد حينما يشعر أنه أب جيد
فلا تخافي .."
صمتت زبرجد غير قادرة على مجاراتها في أمنيتها , هي لم تعد تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك ,
كل ما تعرفه أنها ستستعيد نفسها مهما حدث !
" تعالي لنغني معا ولكن تحملي صوتي النشاز .."
قالتها هديل لتبتسم زبرجد متمتمة
" أنا أحتاج للغناء ..."
فكرت هديل
" امممم .... اختاري أنتِ الأغنية ...."
أجابتها زبرجد
" دندني معي ..أنا أحب هذه الأغنية .."

لو من تقل الهم عليك فاض بيك
لو ليك أي شكوة متشتكيش واسمع نصايحي

ولو الدنيا مغلباك ومشقياك
ووخداك غسيل ومكواة
إلبسلها الوش الفرايحي

قول ع الجزمة الباتة اللي انت لابسها انها سينيه

مثل ع الدنيا في عز الفقر ان انت سعدت البيه
متخليش حد يقولك شايل طاجن ستك ليه


وبشوقك عيش بشوقك
ودماغك إملاها على ذوقك

وبشوقك عيش بشوقك
وساعتها هيمشي سوقك

لما تطبل فوق راسك اديها كمان تسقيف
وانشف كده وإصلب طولك متبينش ان انت ضعيف

متاكلش الجبنة البيضا لو كان نفسك في البلوبيف
واصرف كل اللي في جيبك دلع نفسك عيش صريف

احساسك قالك حاجة امشي وراه احساسك صادق
ده السكر لون الملح واحد حلو وواحد حادق

راحة البال اللي بجد ليها اصول ليها مبادئ
لو ساكن فوق السطح اعتبره سويت في احلى فنادق

خد يا ابني مني الكلمة دي
اصرف مافي الجيب اصرف مافي الجيب
واشحت بكرة عادي

ووسط دندنتها لم تكن تعرف أن أحدهم ينتظر في سيارته بقرب المنزل ينتظر رؤيتها أو لمحة من عينيها .

........................................

حينما صعد شقته كانت طاقته قاربت على النفاذ خاصة وقد اشتاق للمحة منها , هو يطمئن من هديل ولكنه يحتاج لرؤيتها , يحتاج لرؤية وجهها حتى يطمئن بحق , فكلما تذكر أنها تعرضت للضرب من والدها بسببه مرتين ينعصر قلبه وتظلم عيناه غضبا !
لقد سبّب لها الأذى , ذلك الأذى الذي لن تستطيع نسيانه بسهولة , هو يعلم كم هو قاسي ما تعرضت له حتى لو كان ضرب غير مُبرح ولكن قلبها انجرح , قلبها واجه قسوة لم يكن يتوقعها وهو السبب !

" أنتَ ملعون يا قصي ...."
تمتم بها وهو يفتح باب شقته , لا يعلم لماذا أتى هنا تحديدا فذلك المكان كان ينوي أن يكون استديو لزبرجد مستقبلا , ذلك المكان الذي احتوى غربته في أول سنواته هنا , رغم صغره ولكنه في مكان جيد ودافيء .
تنهد بتعب وهو يبحث عن مفتاح الإضاءة وتوقع رؤية الغبار يغطي المكان يضايقه ولكن سطعت الإضاءة فجأة فيغمض عينيه للحظة ليفتحهما بعد ذلك ويتفاجيء بنظافة المكان وتلك الرائحة العطرة فيه .

" توقعت أن تأتي هنا ..."

صوتها الذي اقترب مع هيئتها الأنثوية جعل جبينه ينعقد بغضب مكتوم
" توقعتِ.....؟......"
قالها بتهكم وهيئتها تبعث فيه غضب أهوج لا يعلم سببه , لم يتأثر لحظة بفتحة مئزرها التي تظهر صدرها بسخاء وهي تعقده حول خصرها ببساطة , لقد كانت مستعدة له .

" هل تراقبينني يا نسرين ...؟؟..."
أردف بجمود وملامحه تصبح رخامية مخيفة , الجليد يسكن زرقة عينيه
اقتربت بدلال لتقف قبالته في منتصف البهو وأجابته برقة وذراعها يرتفع لتلامس صدره فوق قميصه
" لا أستطيع مراقبتك يا قصي ... هل أنتَ طفل صغير لأفعل ...؟؟..."
" لم يكن لدي علم أنك تعملين حاليا في قراءة الفنجان والطالع ... ماذا حدث لذكائك يا نسرين .. "
أجابها بخشونة قاسية ليجذب يدها بعيدا عنه , يقبض على أناملها بقبضته وصوته يأتي بنبرة مُخيفة
" لم أعد قصي القديم ... الصديق , الوفي , الرجل الذي حفظ الجِميل ولم يتوقع السيء , الرجل الذي كان يعاملك كشقيقته , تعرفين عنه الكثير حتى تلك الشقة تعرفين مكانها ومعك مفتاحها ..."

ازدردت ريقها بخوف وهي تنظر له , لم يكن قصي الذي تعرفه , كان آخر يتغلغل الغضب داخله
" قصي .. أنتَ تفهم خطأ ... سأشرح لك ..."
هز رأسه برفض ليدفع يدها ويتمتم بجمود

" لا أريد سماع شيء ... أنتِ الآن والدة طفلي لا أكثر ولا أقل ... سأحترمك وأقدرك دوما , وطفلي سأحبه كما يستحق , سأوفر له حياة تريحه بإذن الله ... هذا ما أستطيع فعله ...."
" ماذا تقصد ....؟؟...."

هتفت بقلب ينتفض قلقا وغضبا فتأتي إجابة قصي هادئة وهو يبتعد خطوة ويستدير فيعطيها جانب جسده
" ما سمعته يا نسرين ... أنا لن أستطيع أن أكون زوج لكِ ... لم أركِ يوما زوجة لي .. لقد كنتِ صديقة وأصبحتِ أم طفلي وفقط ... أتمنى أن تفهمي مقصدي .. ولا تكرري وجودك حولي من جديد بتلك الهيئة لأنها لن تجدي ...."

زمت شفتيها بغضب حقيقي الآن وقد كسر عنفوان الأنثى داخلها , غرورها بأنها أنثى لا تقاوم فأتى رفضه كي يُخبرها أن ما حدث في الماضي لن يحدث مجددا !

" أي أنك تخبرني ببساطة أن أنجب لك الطفل وبعدها لا أمثل لكَ شيء وكأنني لا أملك حقوق عليك .."

انحنت شفتاه بيأس واستدار ينظر لها بثبات ليجيبها
" أنتِ لا تملكين أي حقوق يا نسرين لأن ما بيننا لم يكن زواج حقيقي .. إن كانت على الحقوق المادية فسأعطيها لكِ كاملة حينما نتطلق بعد ولادتك أما أي حقوق أخرى ستكون لطفلي فقط ..."

" أنتَ تظلمني هكذا يا قصي ... تقطع كل الخيوط بيننا , لقد حاولت مرارا أن أصل أي طريق بيني وبينك ولكنك الآن تُنهي كل شيء ..."
اختنق صوتها بينما تُكمل بخفوت
" وأنتَ تعلم أنني أحبك ...."
لمعت عيناه بتهكم
" لا ... في الحقيقة لم أكن أعلم أنكِ تُحبينني ... كنت أظن أننا صديقين يُكن كل منا للآخر مشاعر مميزة فأنتِ كنتِ أول من قابلته هنا , حتى بعدما حدث بيننا تحمّلت المسئولية واعتبرتها لحظة ضعف بين رجل وامرأة ناضجين بينهما عقد شرعي ولكن الحُب ... الحُب كان بعيد عن ذهني تماما ... لقد كان ذلك اليوم حينما ذهبتِ لزبرجد البيت كي تُخبرينها عن الزواج , ذلك اليوم علمت كل شيء ..."
" كل شيء تربطه بها وكأنّ العالم يدور من حولها فقط ....."
قذفت بها في وجهه بغضب حقيقي وقلبها يتلوّى قهرا بخيبتها , فما فعلته لم يُجدِ نفعا ... كل شيء تفعله لا يُجدي , حتى الليلة حينما ظنت أنها ستجذبه لأحضانها من جديد فشلت .
مال فمه بشبه بسمة حزينة
" العالم بالفعل يدور من حولها .. ولكنها هربت .. هل ارتحتِ الآن ..؟؟..."
ازدردت ريقها بكبرياء مُهشم
" وكأنك ستتركها إن فعلت ... أنتَ تُحبها ولا ترى أنثى غيرها ولكنني أتساءل لماذا اقتربت مني وأقمت علاقة جسدية معي وأنتَ تُحبها , أم أنك ككل الرجال لابد وأن تستغل كل الفرص ..."
ضيّق عينيه بنظرة ساخرة
" تعشقين دور الضحية للغاية وأنا أفكر ما المميز فيكِ حتى تكونين فنانة شهيرة تنظر لها الفتيات كقدوة...."
اتسعت عيناها بشراسة
" قصي أنت تهينني بهذا الكلام ..."

مال بالقرب منها ليهمس جوار أذنها
" منعا لسماع المزيد من الإهانات غادري تلك الشقة وأي مقابلة بيننا بعد ذلك ستكون في مكان عام من أجل طفلي والاطمئنان عليه ...."

تكدّر وجهها بغضب جنوني وردت
" مَن تظن نفسك حتى تتحدّث معي هكذا ... هل تعلم كم رجلا يتمنى إشارة واحدة مني حتى أرضى عنه , ولمعلوماتك أنتَ بجانبهم لا شيء ..."

خرجت منه ضحكة قصيرة ساخرة
" ارفعي يدك بإشارة لهم يا عزيزتي ولا تنظري للرجل الأقل فيهم فقدرك كبير وتستحقين الأفضل ..."

نظرت له بغضب أنثوي مُتفجّر
" حسنا يا قصي ... كما ترى ...."
ثم تحركت بخطوات غاضبة تكاد تفتك أرض شقته , غابت دقيقتين ارتدت فيهما ثيابهما سريعا وتحركت بخطوات سريعة ناحية الباب لتتوقف لحظة , نظرت له في وقفته يضع يديه في جيبي بنطاله بصمت مهيب , فاقتربت من جديد تتحدث بروية

" لقد أحببتك يا قصي ... وما حدث بيننا حدث رغما عنا ولكنني كنت أنتظر منك تفهما أكثر من هذا , كنت أنتظر أن تعطي لحياتنا فرصة لأجل طفلنا القادم ... ألا يستحق هذا الطفل فرصة منك لحياة مستقرة بين أب وأم يحاولان بناء حياة سعيدة ...؟...."
أجابها بهدوء وهو يحاول السيطرة على انفعالاته تلك اللحظة , لقاء يريد إنهاؤه جدا .
" أن يكبر بين أب وأم يكنان لبعضهما احترام ومعزة أفضل من أن يكبر بين أب وأم يعيشان في كذبة ويحاولان تصديقها , فالحب لا يأتي بالمحاولة يا نسرين ..."

لم تستطع قول شيء آخر وقد أخبرته نظرتها الأخيرة كل شيء وتجاهلها فغادرت بصمت أنثى تريد الحفاظ على كبريائها الذي لا تصدق إهداره !

..............................................


الفصل الثلاثون
بعد أسبوع

قيل ذات يوم أن العاشق لا ينتظر صبرا ....لقد صدقوا !

رؤيتها من جديد تُشبع قلبه الجائع , قلبه المتلهف لأجلها , لا يستطيع التركيز في شيء بعيد عنها , حتى البرنامج لولا فريق الإعداد ومساعدة فلة وهديل ما كان استطاع الظهور حتى وقد فقد كل تركيزه معها .

( آه يا زبرجد ما هذا الحب الذي يُعذبنا فلا أنا قادر على القرب منكِ ولا قادر على فقدك )

تمتم وقبضته تربت على موضع قلبه بتعب .
وكأن الشمس سطعت وسط سمائه ... ظهرت أمامه بهيئة بسيطة , ذيل حصانها يتأرجح معها في خطواتها , نظراتها تتحرك باستطلاع للمكان الجديد عليها فلم تكن تستكشفه وقت قدومها لهديل ليتوقف كل شيء على هيئته المستريحة على جانب سيارته .
كان مميز بهيئة أنيقة أكثر من اللازم في هذا المكان حيث المباني القديمة نوعا ما بذلك الطراز الدافئ لطبقة المجتمع المتوسطة ولكنها شعرت براحة غريبة في بيت هديل , راحة الحب الذي يملأ أ ركان المنزل وذلك التفاهم بين والدها ووالدتها , الحب الذي يشع من عيني والدتها لكل من حولها .
لقد تجمدت للحظة وخالتها زهرة تجهز لها طعام الفطور وتصر عليها كي تتناوله , مشاعر متخبطة أصابت قلبها والمرأة تتعامل معها كبناتها , حتى تجمعات الفتيات المميزة وشقيقتي هديل بصديقاتهن عادة يفعلنها في يوم من الأسبوع في بيت الحاج رضوان , لقد ضحكت أمس وخالتها زهرة تشاكس صديقات مياس وتخبرهن أنهن كن مجنونات وكل واحدة تحتاج مجلد لذكر تهورها فيما سبق .

أخذت نفس تُقوّي نفسها أكثر وتحاول أن تبتعد عن تلك الأفكار التي تُغرق نفسها داخلها حتى تنسى أنه يقف أمامها الآن .

" مرحبا يا زبَرجد ...."

هزت رأسها مجيبة إياه بخفوت
" بخير الحمد لله ...."

صمت قصي وعيناه تغرقان في بحور عينيها بوهجهما الزيتي الذي اشتاقه
" عيناكِ حياة ..."
أسدلت أهدابها بخجل وقد أخذها على حين غرة , لتركض دقاتها , تهرول بلا توقف
ازدردت ريقها , تردف بنبرة خشنة نوعا ما
" هذا الكلام لن يُجدي يا قصي ... لقد انتهى ما بيننا وأنا أتمنى لك السعادة بعيدا عني مع ابنك وأنا أحاول بناء حياتي من جديد ...."
لاحت شبه بسمة على جانب فمه وتلك النظرة التي يخصها بها من بين أهدابه , لو كانت تعلم ما يشعر به تلك اللحظة لفرت من أمامه هاربة
" الأيام الماضية كانت كالجحيم , رؤيتك روت داخلي يا زبَرجد .... غيابك قاسي لا أتحمله ..."
أطرقت برأسها صامتة , لم تجبه بشيء ووجوده بأكمله يُبعثر ما تحاول بنائه
تابع بهدوء يُغيّر مجرى الحديث
" ما تفعلينه على مواقع التواصل الاجتماعي تلك الأيام جيد للغاية ... أن تنشري صوتك لآذان الجمهور أولا ذكي للغاية ...."

تمتمت متهربة من عينيه
" أنا أشعر بالسعادة هكذا ..."
" وأنا أيضا ..."
ردد وعيناه تحتضنان ملامحها بنظرة اشتياق لا يستطيع منعها ليزفر بقوة ويردف
" سماع صوتك أصبح طقس ليلي .. على الأقل يجاورني شيء منكِ ...."

زمت شفتيها لتهمس بلوم
" قصي ...!....."

وضع يده في جيبه وأردف بهدوء
" أنا لا أحاول التأثير عليكِ يا زبَرجد , لقد كانت بيدي الفرصة وأنا وضعتها بين يديكِ لأجلك ولكن ليس معناه التخلي ... أنا لن أتخلّى ... الى أن تغادرني آخر أنفاسي لن أتخلّى ...."

هتفت به بوجه محمر غضبا
" توقف ..."
تابعت بغضب حقيقي
" توقف عن هذا الكلام , لم أكن أعلم أنك تملك تلك القسوة فأنت رجل متزوج الآن ولا يحق لك قول ما تقوله ..."

أجابها بتشدد
" هذا الزواج لن يستمر يا زبَرجد وأنتِ تعلمين , ما أفعله الآن أفعله لأجل طفلي فلا يمكنني التخلي عنه , لقد عاهدت نفسي دوما أن أحافظ على أطفالي وأفديهم بروحي لو تطلّب الأمر ..."

ازدردت ريقها وكلمة ( أطفالي ) تؤلمها للغاية , لقد كانت تحلم دوما أن تكون والدة أطفاله , أن تكون نصفه الثاني وسكنه الذي يتمنى ولكن كل شيء انتهى .
" لا يهمني ما تقوله .. لقد انتهى كل ما بيننا ولا أريد الحديث فيه مجددا ..."
نظر لها بصمت , يتفهم غضبها ولكن لا يستطيع مجاراته وفكرة رفضها وابتعادها تؤلمه
" هل تحدث معك والدك ...؟؟..."
سألها ببساطة متجاهلا ما تقوله لتزفر غضبا وتجيبه
" لقد أرسل لي رسالة ... أبي لن يتصل بي الآن ...."
" هل آلمك ..؟؟..."
سألها بنبرة متحشرجة غضبا وكلما تذكر تلك الصفعة القوية التي تلقتها من والدها يشعر بعروقه تنتفض , لو كان شخص آخر لكان قطّعه إربا ولكنه يدرك جيدا محبة زبرجد لوالدها رغم ما حدث بينهما .
ابتسمت بحزن لتجيبه
" منذ بداية حبي لك وأنا أتلقى الألم ... لقد اعتدت ...."
هل يمكنه تلقي إجابة أكثر وجعا من هذه !
أردف بينما يرفع عيناه للسماء بتعب وذلك الجو المتقلّب لا يريحه , وكأن الحياة تشاركه حياته
" لم أعتد أبدا أن أوجعك يا زبَرجد .... أنا أتمنى لو أنتزع كل الوجع من قلبك كي يسكن قلبي ولكن ما باليد حيلة ...."

دارت بوجهها تبتلع تلك الدموع التي تهدد تماسكها , تعقد ذراعيها حول صدرها وكنزتها الخضراء الممزوجة بالأبيض تضيق عليها فيتنحنح مُبعدا نظراته عنها فالنظر لها عذاب خالص
" سأخبرك شيء قبل مغادرتي يا زبرجد .... أنا لن أتخلى .."
ليتابع بينما يده تستقر على باب سيارته
" لقد أقسمت لكِ من قبل وأقسم لكِ مجددا ....أقسم برائحة ياسمين وطني الساكنة بين شفتيكِ لتكونين وطني القادم الذي لن أبارحه سوى بموتي...."
انتفض قلبها بسباق يُشبه سباقه وقد ولج لسيارته ليشملها بنظرة أخيرة , نظرة رجل يرحل مُرغما عنا زوجته التي يُحب .

..........................................
ظهرا

" ضعي لزوجك يا رؤيا ..." هتفت حماتها تحثها لتبتسم نوران بتسلية ، أسدلت رؤيا أهدابهاووضعت له في طبقه قطعة من صينية المعكرونة التي أعدتها بالدجاج ليتمتم محمد بهدوء " يكفي يا رؤيا .. أنا لا آكلها كثيرا ..." زمت شفتيها بحرج لتتدخل نوران بلطف " هو لا يأكل الدجاج عادة ولكن سيتذوقه اليوم لأجلك ..." ابتسمت رؤيا ابتسامة صغيرة لم تصل لعينيها لتجلس مكانها تسال شقيقتها بحنان " هل أضع لكِ مجددا يا رضوى ... أنتِ تحبينها ..." هزت رضوى رأسها برفض لتتمتم " شكرا ..." نظر محمد لهما بتمعن ، العباءة التي ترتديها رؤيا اليوم لم ترقه وقد كانت ضيقة لتظهر تقاسيم جسدها بطريقة خفية للأعين ولكن ظاهرة لعينيه . زفر بضيق لتهتف نوران بسلاسة " هل ستذهب لفاروق بعد الغداء ... ؟؟..." اومأ برأسه لتطلب منه " حسنا خذ الطعام له لأنه لم يستطع القدوم ..." تمتم بالحمد لله ونهض " انا انهيت طعامي بالفعل .. جهزي طعامه وأحضريه كي أعطيه له .." شهقت والدته " أنتَ لم تاكل شيء يا محمد .." تدخلت رؤيا بجمود " لم يعجبه الطعام يا خالتي ..." اجاب محمد بهدوء وهو يعطيها نظرة " أنا لا آكل كثيرا كما لاحظتِ الأيام الماضية .." لم ترد وأعطت شقيقتها انتباهها لتنهض نوران " ساعد لك الطعام ... تعالي معي يا رؤيا .." ثم همست داخلها " لقد آن الاوان لتدخلها ..."


" وأخيرا اعتذر شادي عما فعله وسامحه الجميع ...."
قاطعها عمار بحيرة
" كسف سامحه الجميع وقد أخطأ في حقهم ..."
تنهدت شاهيناز لتعتدل في استلقائها مُجيبة إياه
" لقد اعتذر منهم ..."
هتف عمار بسؤال آخر
" وهل لو اعتذر أي منا عن خطئه يسامحه الجميع ,....؟؟...."
" إن كان اعتذاره حقيقيا ...."
أجابته شاهيناز بهدوء وأناملها تتلاعب بخصلات شعره بحنان لتسمع سؤاله الجديد
"كيف أعلم أنه حقيقي ..."
اأجابته بنبرة صامتة وهي تميل على جانبها كي تصبح مشرفة عليه
" حينما يأتي الاعتذار من القلب يا عمار يكون له قمة فنحن جميعا نخطيء , لا أحد بلا أخطاء ولكن الفرق في الاعتذار والتوبة ..."

ضحكت متابعة
" هل تفهم شيء مما أقوله ..."
أشار لها أن بعضا مما تقوله يفهمه لتبتسم هامسة
لقد فهمته قريبا فهل سألوم عليك ...."”
تابعت بحنان جديد عليها
" شيء واحد فقط أريدك أن تفهمه جيدا ... من أخطأ واعتذر بصدق وفعل كل شيء من أجلنا حتى نتقبّل اعتذاره فهذا يكون اعتذاره صادق ويستحق منا أن نعطي له فرصة أخرى ...."

هز رأسه يحاول رسم صورة المتفهم أمامها ولكنه لم يكن يفهم كل شيء بسبب صغر سنه
ربما سيفهم غدا .

تمتم بنبرة واثقة
" أنا أفهم فلولي حينما تُغضبني وتعتذر مني أسامحها على الفور ..."
رفعت حاجبها بنظرة ماكرة لتجيبه بمشاكسة
" هي ستصالحك الآن وأنتَ ستصالحها غدا وتقبل الأيادي .. لا تقلق يا حبيبي .."
قطب جبينه بعدم فهم لتضحك قائلة
" لن أشرح لكَ الآن ... الآن سنحاول النوم فقط .. هيا يا سيد عمار ..."
اعتدل في نومته لتدندن له بأغنية يحبها بينما هو يُغمض عينيه ويحلم بعالم الفضاء الذي يعشقه .

........................

" نام ...؟؟...."
سألتها أريام وهي تطل عليها من الداخل لتومئ شاهيناز قائلة
" نام بعد تعب ..."
ابتسمت أريام وأردفت
" لم يعتد على البيت بعد لذا يأخذ وقت حتى ينام ...."
أومأت قائلة بينما تقترب لتجلس جوارها
" نعم .. هو مثلي لا يعتاد على الأماكن سريعا ...."
صمتت أريام لتردف بعد لحظات
" لقد اشتقت لكم الأيام الماضية , واشتقت لعمار للغاية , هذا الصغير بات يلتهم قلبي بحديثه معي .."
صمتت شاهيناز تنظر لها بتمعن
" ما الذي حدث معك يا أريام ...؟؟... "
تلعثمت أريام وفركت أناملها
" لم يحدث شيء ... أنا بخير ...."
" أرياااااام ....."
هتفت بها شاهيناز بنظرة عارفة متمعنة فيها لتزدرد أريام ريقها مُجيبة
" لقد تناولت العشاء مع حسن ..."
رفعت شاهيناز حاجبها لتتابع أريام بصعوبة
" وقابلت زيد ..."
هنا اتسعت عينا شاهيناز حتى شملت وجهها لتسارع أريام كاذبة
" لم أكن أعرف أنه سيذهب ..."
لم تستطع شاهيناز منع بسمتها من الظهور على شفتيها
" أنتِ كاذبة يا أريام ...."
هتفت أريام بغيظ
" كيف عرفتِ ...؟؟.. حتى حسن أخبرني ونحن نغادر المكان بكل ثقة ..."
قلدته قائلة
" لو أردتِ إغاظة زوجك السابق مرة أخرى أخبريني ... أنا في الخدمة ..."
ضحكت شاهيناز حتى وضعت يدها على فمها وأردفت بعدما هدأت قليلا
" حسن ذكي جدا ... قد يبدو لكِ غير مهتم ولا يلاحظ كل شيء ولكنه دقيق الملاحظة للغاية .. وفكرة أن تأخذيه كي تغيظي زيد ... فكرة سيئة حقيقة ... كيف خطرت على بالك ..؟؟..."
عضت أريام أصابع يدها
" أنا أشعر بالغيظ يا شاهيناز ... لقد أردت تفريغ غيظي في أي شيء .. أردت أن أرى نظرة القهر في عينيه وهو يراني سعيدة في حياتي ..."
ابتسمت شاهيناز بلطف لتجيبها بذكاء
" الفكرة أنكِ لست سعيدة ولا تعلمين ماذا تريدين حقا الآن .. فلو عاد لكِ زيد الآن لن ترضي به وقد جرح أنوثتك بشكل مُهين ولا تشعرين بالراحة وهو بعيد ... أنتِ حلك الوحيد أن تغرقي نفسك في العمل .. أي عمل تحبينه حتى تستطيعين تحديد ماذا تريدين في حياتك ..."
هزت أريام رأسها في تفكير لتسمع بعد لحظات صوت شقيقها وهو قادم من الخارج
" بماذا تتحدثان ... لا أستريح لتلك الجلسة النسائية المنفردة ... أشعر أنها تحمل في نهايتها الضحايا من الرجال ..."

ابتسمت له شاهيناز ابتسامة غير حقيقية لتستقبله بلطف
" حمد لله على سلامتك ... جيد أنك أتيت باكرا قليلا فقد تضورنا جوعا .."
ثم تابعت وهي تنهض تنفض ثيابها
" سأجهز طاولة الطعام ....هيا الحقا بي "

راقبها سفيان من بين أهدابه نصف المغلقة , ترتدي جينز ضيق وبلوزة ناعمة ظهرها عبارة عن خيوط متشابكة تظهر بإغراء من تحت شعرها الحر وهو يميل معها في كل حركة ليرتسم خصرها المميز أمام عينيه المشتاقتين , لم تضع زينة وجه مُبهرة وبدت وكأنها طبيعية لم تتعمد ارتداء شيء مُثير لتجذبه , هو يعلم ذوقها في الثياب , اهتمامها بالثياب حتى في البيت , لا تحب ارتداء أي شيء , بل تنتقي الألوان وترتدي ما يلائمها والعجيب أنى كل شيء يُلائمها في نظره .
تنحنح ليهتف

" سآتي خلفك ..."

ثم جلس قرب شقيقته بعدما قبل رأسها
" أخبريني ماذا يدور في عقلك ...؟؟...."

ابتسمت أريام تجيبه بتردد
" لا شيء لا تقلق ... أنا فقط أفكر في عمل أحبه حتى أبدأ به ... لا أريد أن أكون هكذا عاطلة بلا عمل ..."

ربت سفيان على ظهرها
" تعلمين أنني معك وأدعمك في أي شيء ... فكري جيدا وقرري وأخبريني وكل شيء سيتم كما تريدين يا حبيبتي ..."

احتضنته أريام هاتفة
" أنت الشقيق الأفضل في هذه الحياة .. أحبك يا سوفي ..."
أبعدها سفيان ونهض يتمتم بخشونة
" لا تدلليني مجددا يا فتاة حتى لا يسمعك شركائي في العمل ...."
ضحكت أريام لتهتف
" أين تذهب ..."
أجابها
" سأساعد شاهيناز ولا تأتي خلفي ..."

ضحكت , تهز رأسها بعجب من حال شقيقها الذي تحول لكنها سعيدة لأجله
...........................

اقترب منها يحتضنها من الخلف ليغمر وجهه بين خصلات شعرها فترتعش رغما عنها
" ألن ينتهي خصامك هذا ...؟؟...."
لم تُبعده بل تنهدت لتجيبه ببساطة وهي تقطع السلطة
" أنا لا أخاصمك ..."
" بلى .. تخاصمينني وخصام قاسي أيضا .. لم أكن أعلم أنك قاسية هكذا ..."
كان يلامسها باشتياق ... لقد كانت أيام كالجحيم وهي تبتعد عنه , تتجاهله وتتعامل معه بكل بساطة , تجيبه إن تحدث معها ولا شيء أكثر من هذا .
تركت ما بيدها لتجفف يديها بمحارم ورقية وتستدير بين ذراعيه , تجيبه بهدوء
" هذا ليس خصام يا سفيان .... هذا غضب .. لو خاصمتك فلن أتحدث معك أبدا ...."
رفع يديه يُبعد خصلات شعرها عن وجهها يهمس بخفوت
" أنتِ فهمتِ مقصدي خطأ يا شاهيناز ... غضبي وقتها كان غيرة عليكِ فأنتِ لم تنتبهِ كيف كان ينظر لك هذا الرجل ..."
رفعت حاجبها تجيبه بثقة
" ولن أنتبه ... أنت زوجي وأنت من أنتبه له فقط , لا تهمني نظرات أحد , فلو نظر لي جميع الرجال لن أهتم .."

مال يقبل جانب شفتيها
" وأنا أغار عليكِ ... أغار عليكِ بجنون ..."
ابتعدت عن مرمى شفتيه هامسة
" سفيان .. نحن لم ننهِ نقاشنا بعد ..."
" بلى انتهى , ومن الأفضل أن تخبري أريام أن تخرج لتتناول الطعام في الخارج على حسابي ..."
زفرت بغيظ تحاول الابتعاد عن قبلاته اللحوجة
" لن أخبرها شيء .. وستناول الطعام معا وأنتَ ستأخذ تلك الأطباق لتضعها في الخارج ...."
دفعته بحزم رغم ارتعاشة تأثرها ليغمزها
" قاسية ..."
ثم اختطف قبلة أخرى قبل أن يغادرها بينما هي تبتسم متنهدة
................................

لقد عادت منذ أيام ولكنها لم تقابل سفيان ولا تعلم هل علم بوجودها أم لا
لكنها قررت أن تأتي له اليوم كي ينهيان تلك المهزلة وتنتهي تلك القصة التافهة التي بدأها كي يلتفتا لحياتهما ومستقبلهما .
طرقت باب مكتبه لتدخل
" مرحبا يا ابن العم .. اشتقت لك ...."


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:57 AM   #5474

nomo elma

? العضوٌ??? » 412030
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » nomo elma is on a distinguished road
افتراضي

ربنا يوفقك حبيبتى بجد ربنا ميحرمناش منك وييسرلك كل أمورك فى عز الضغوط اللى فيها مع بنوتك (رزقك الله برها) بتنزلى لينا الفصل. إحساس بالتقدير لايوصف من الكاتبة المبدعة لينا كلنا فرحنى أوى😘😘😘 يارب دايماًمتوفقة ومبدعة🌹🤲💕🌹🤲💕
MerasNihal and homsaelsawy like this.

nomo elma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 04:37 AM   #5475

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

فصل مشبع بجد
مش عارفة استوعب طوووولة بال قصي
ما طلقش الحرباية ليه لحد الان
بس حبيت خطواته مع زبرجد
اما سفيان فالعد التنازلي خلص يا باشا و وصلت ثريا تفضح المستور

نوران
ايوه كده حركي الميه الراكدة اخوكي جبل جلييييييد جاي من القطب المتجمد
ازا كان حتى الاكل مش بيجامل فيه
الله يكن بعونك يا رؤيا
لا و مستغرب انها عايزة تشتغل
ده انت غريب بشكل

حبيت الفصل جدا
تسلمي يا ديرو

MerasNihal likes this.

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 04:54 AM   #5476

زهرة الحزن
 
الصورة الرمزية زهرة الحزن

? العضوٌ??? » 298238
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,105
?  نُقآطِيْ » زهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond repute
افتراضي

دودو الفصل كان جميل و انا حاسة اني بتشوي على النار من كثر شوقي للي جاي
و شاهي واضح صعب تغفر و المصيبة اللي جاية في الطريق مش اي مصيبة و واضح ان سفيان هيتجنن من نفسه 😂😂😂 و من شوقه ليها الذي لا ينضب او يقل
رؤيا دي محتاجة معجزة علشان اللي هي متجوزاه
دي محتاجة صبر ايوب
منتظرة الفصل القادم بشوق و سلمت يداك

MerasNihal likes this.

زهرة الحزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 05:24 AM   #5477

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك ديرو الفصل جميل يا قمر كالعادة حبيبتي
MerasNihal likes this.

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 08:45 AM   #5478

حورررررر

? العضوٌ??? » 481815
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » حورررررر is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جداااااااا
MerasNihal likes this.

حورررررر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 08:54 AM   #5479

redrose2014
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 300444
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 106
?  نُقآطِيْ » redrose2014 is on a distinguished road
افتراضي

حرام عليه سفيان لانه شهيناز مو لعبه بأيده يلعب فيها الى ان يزوج بنت عمه ياريت يصحه لنفسه واتمنى شهيناز تربيه اذا قرر يستمؤ بالطريق الي ماشي فيه
MerasNihal likes this.

redrose2014 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 09:11 AM   #5480

ايه التلباني

? العضوٌ??? » 478341
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » ايه التلباني is on a distinguished road
افتراضي

حبيبتي تسلمي 😍 ♥
MerasNihal likes this.

ايه التلباني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.