آخر 10 مشاركات
صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل]نور وظلال (اسرار حياتنا) للكاتبة زهرة سوداء اردنية(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          السجينة الحرة (54) -قلوب غربية-للكاتبةالرائعة: أمل العامري*كاملة&الروابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree8992Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-21, 11:21 PM   #5991

ام سليم المراعبه

? العضوٌ??? » 342138
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 568
?  نُقآطِيْ » ام سليم المراعبه is on a distinguished road
افتراضي


منتظرين الفصل اليوم 😘😘😘
MerasNihal likes this.

ام سليم المراعبه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-21, 11:32 PM   #5992

ساميرااا

? العضوٌ??? » 475598
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 499
?  نُقآطِيْ » ساميرااا is on a distinguished road
افتراضي

اللَّهُمّ صَل علَى مُحمَّدxوعلَى آل مُحمَّدْ كماصَلٌيت علَى إِبْرَاهِيمَ وعلَى آل إِبْرَاهِيمَ إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ
‏اللَّهُمَّ بارك علَى مُحمَّدْ وعلَى
‏آل مُحمَّدْ كما باركت علَى إِبْرَاهِيمَ و علَى آل إِبْرَاهِيمَ إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ

MerasNihal likes this.

ساميرااا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 01:00 AM   #5993

mariamsh94

? العضوٌ??? » 451515
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » mariamsh94 is on a distinguished road
افتراضي

في إنتظار الفصل 💜
MerasNihal likes this.

mariamsh94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 01:40 AM   #5994

ملاكي94

? العضوٌ??? » 113774
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 487
?  نُقآطِيْ » ملاكي94 is on a distinguished road
افتراضي

مبتىتطىظاولرقرغسىبتىبلن
MerasNihal likes this.

ملاكي94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 02:45 AM   #5995

nomo elma

? العضوٌ??? » 412030
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » nomo elma is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيراً

nomo elma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 03:02 AM   #5996

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور للفصل يا ديرو
MerasNihal likes this.

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 03:08 AM   #5997

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. مساكم جميل حبسباتي منزل الفصل حالا .. فصل مهم جدا ا .. هنزله على مشاركة واحدة لاني ينزل من الموبايل فمش لاحقة اقسم المشاهد

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 03:09 AM   #5998

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. الفصل الرابع والثلاثون ٢






هي رغبة قاتلة في رؤيتها من جديد ، رؤية عينيها بعدما اتضحت بعض الأمور في عينيه ، رغبة ملحة في أن يعرف المزيد عنها خاصة وهو يتذكر بعض الأشياء التي التقطها منها بلا فهم ، هي لغز كبير يحيره ! يده التي وضعها على جرس الباب لم تتوقف عن الإلحاح ليكون التجاهل من نصيبه فيقرر أن يقتحم الشقة بعدما فكر في الإستئذان أولا . الصمت المطبق قابله ، الانوار مغلقة سوى من ضوء خافت يُظهر تفاصيل البيت ، كل شيء مكانه تماما فقط الهدوء هو ما يُخيّم على المكان . تفحص المكان بعينيه ليلج للداخل ينادي " شاهينااااز ..." لكن الصمت كان حليفه ليتوقف مكانه يزفر نيران الغضب من بين شفتيه ، أين ذهبت . تحرك بخطوات واسعة غاضبة للخارج ليجذب باب الشقة بعنف خلفه ليخرج هاتفه حتى يجري اتصاله " زهير .... جد لي شاهيناز حتى لو كانت تحت الأرض ...." عصف صوته بغضب ليتحرك كي يغادر المكان . ............ بعد وقت كان يقف أمام شقيقته بعد ما فتحت له الباب ، ترمقه بغضب صامت وتتركه متجهة للداخل من جديد دون قول كلمة .

" أريام ...."


ناداها باحتياج لتتوقف مكانها تزم شفتيها بغضب ، كل مشاعرها هائجة وهي تشعر بالغضب الشديد نحوه لتستدير صارخة
" ماذا تريد يا سفيان … هل أتيت لتدعوني لعرسك القادم ..؟؟…"

لم يشعر بالمفاجأة بقولها ، لقد بات يتوقع كل شيء ، يلوم نفسه على تلك الثقة التي أعطاها لزيد وهو لم يكن يستحقها .

ازدرد ريقه ليتمتم بصعوبة
" بل أتيت أسألك لماذا تحملتِ وضع كهذا ..؟؟.. لماذا رضيتِ أن تعيشي مع رجل وهو يحب أخرى … جعلتِ العالم كله يظن أنكِ تعيشين في سعادة حقيقية … لماذا ...؟؟.."

ارتعشت شفتاها وشعورها بوجع أنوثتها يعاودها ، ذلك الجرح الذي لم يندمل ، رغم تخطيها له ولكنها الغصة لا تزول .

همست بصعوبة وهي تواجهه .. عيناها في عينيه
" لم أكن أعرف أنه يحبها … لقد ظننت أن هذه طبيعته .. لا يستطيع التعبير عن حبه كما يجب ، في البداية حاولت كثيرا أن أجله يفتح قلبه لي ، حاولت تغييره كما كنت أتخيل أنها عادة يمكن تغييرها فيصبح عاطفي أكثر لأصطدم بعد ذلك بما جعلني أرتطم بالواقع دون رحمة …. كان يتزوج سرا .. أي امرأة يقابلها وتعجبه يتزوجها .. شهر .. اثنان … الى أن يمل ويتركها وكنت أنا الواجهة البراقة … ابنة العم .. جالبة الحظ والورث …. كنت كالمجنونة وقتها … أتساءل لماذا يفعل ذلك … لماذا يتزوج بأخريات … لماذا تزوجني من الأساس إن كان لا يشعر نحوي بشيء … هل بسبب الميراث .. لا أعتقد … كان يمكننا التحايل على الأمر بأي طريقة .. أنا تزوجته لأنني أحببته ولكن لماذا تزوجني الى أن فهمت .."

كانت عينا شقيقها تتسعان كلما سردت عليه الواقع أكثر ، كلما أخبرته كم كان أحمق وهو يظن أنه صاحب الذكاء الأعلى في العالم .

فركت أناملها ، تستدير بعينيها عنه لتتابع بوجع
" ثرت في وجهه ، غضبت … صرخت … ابتعدت … لم أستطع تقبل ما فعله حتى عندما اعتذر وأخبرني أنها آخر مرة … لم أشعر بصدق اعتذاره … كان اعتذار باهت .. كاذب … لم يمس قلبه حتى …لم يشف جرح أنوثتي …"

هدر سفيان بغضب
" لماذا لم تخبريننِ ...؟؟؟.. لماذا صمتِ كل ذلك الوقت ..؟؟…"

دمعت عيناها لتهتف بقلب متلوع
" لأنه كان صديقك … كان قريب منك وكنت تبدو بإنسانيتك معه ، كنت تترك سفيان العملي ، رجل الأعمال لتصبح إنسان يضحك ويغضب ويشتكي معه …. أنتَ لم تكن مقرب من أحد سوى جدنا رحمه الله … لم تكن مقرب من والدنا بل كنت تتجنب أن تطيل الحديث معه لأجلي ، بسبب عضبك منه دوما لأجلي … هل أحرمك من صديقك الوحيد أيضا ..؟؟.."

انتفض قلبه بألم معها ، يقترب مع كل كلمة تقولها ، يزدرد ريقه بصعوبة ، يهتف بغضب مكبوت

" نعم كنت تخبرينني .ً… تطلبين مساعدتي ، فأنا يمكنني الحصول على صديق آخر ولكن لا يمكنني الحصول على شقيقة أخرى … لا يمكنني تعويضك يا أريام … "

انفجرت في البكاء لترتمي على صدره تهتف بقهر
" أنا غاضبة منك … غاضبة للغاية منك …."

احتضنها بقوة ولم يجبها بشيء ، يطبق فكيه بصمت غاضب لتهتف وهي تتشبث به
" لماذا فعلت ذلك ...؟؟... لماذا تزوجت شاهيناز وأنت لم تطلق ثريا ... ؟؟.... ألم تحبها أبدا لتوجعها بهذا الشكل ..."

أبتعدت عنه لتنظر له بعينين مشتعلتين
" لماذا فعلت مثلما فعل ... ؟؟.. استغللت تعلقها بك لتلفظها في النهاية ... أخبرني يا سفيان كيف تستطيعون فعل ذلك ...كيف تستطيعوا تطويع قلوبكم لما تريدون دون الاهتمام بأحد ...؟...."

تمتم بصعوبة وهو يرى عذابها متجسد في عينيها
" أنتِ لا تعرفين تفاصيل ما بيني وبينها يا أريام ..."

مالت شفتاها بشبه ابتسام مرير
" التفاصيل واضحة ... لا تحتاج لشرح ... التفاصيل مؤلمة .. دوما مؤلمة ...."

دوما أريام كانت لها مكانة خاصة في قلبه ، دوما يشعر أنه مسئول عنها فوالده لم يعطها اهتمام الأب أبدا وهذا كان يحزنه ليتخذ هو مكانة الأب والأم كلما استطاع فهو لم يكن الحنان ركن أساسي في حياته كذلك .

تنهد ليردف برفق
" سيكون كل شيء بخير .. أعدك بذلك ..."
نظرت له بصمت ليؤكد بحنان
" هل وعدتك بشيء من قبل ولم أنفذه ...؟؟..."

ابتلعت غصتها لتجيبه بخفوت
" لا .... لم تفعل ...."

اقترب مجددا ليربت على رأسها متمتما
" سأصلح كل شيء أعدك ... لن أجعلك تعيشي كل هذا وحدك من جديد ..."

تنحنح ليقول بشيء من الصرامة
" ستنتقلين للعيش معي من الغد حتى أطمئن عليك .... "

ظهر الاعتراض في عينيها ليردف سفيان بقوة
" لن أقبل أي اعتراض يا أريام ... مكانك معي ..."
تمتمت أريام بخفوت
".وشاهيناز ...؟...."
أجابها سفيان بهدوء
" لا تقلقي ..."


…………………….


الليل مع الخوف خلطة لا يُمكن تحمّلها , هي تجلس على هذا الكرسي البائس منذ ساعات , في هذا المكان القذر , تتلوّى ألما وخوفا ولا أحد يشعر بها , لا أحد يراها ولا يريحها شيء سوى تمتمتها بذكر الله لعلّها تنجو من تلك المصيبة .

دموعها جفّت من كثرة بكائها وقد أخذت صدمتها وابتلعتها ليعمل عقلها بلا توقف , حيرتها لا تنتهي ولكن رغما عنها خوفها يغلب حيرتها , فهي لا تستطيع الغرق في التفكير وهي في هذا المكان لا تعلم ماذا سيحدث لها , تموت قلقا وخوفا ولا تملك شيء تفعله سوى الانتظار .



أغمضت عينيها , تضغط شفتيها بقوة تحاول التحامل على نفسها فلا تنادي أحدهم حتى تستخدم دورة المياة , هي تخاف إصدار صوت هنا حتى لا ينتبهوا لها فيؤذونها , ربما انشغلوا في أي شيء ونسوها !



صوت صرير الباب أجفلها ليسقط قلبها رعبا وهي تنتظر القادم , ولم يكن سوى رجل آخر يحمل بيده شيء ملفوف في ورقة وكوب نحاسي به ماء كما يبدو .

مشطها بنظراته الفجّة ليبتسم ابتسامة جعلت أحشائها تتلوّى اشمئزازا وخوفا وهي تريد أن تغطّي نفسها عن عينيه , رغم ثيابها المغلقة بفستانها والسترة القماشية التي تعلوه ولكنها تشعر بنفسها عارية بتلك النظرات المخيفة لها .

أخفت ارتعاشها لتنظر له بحذر فيبادرها بالقول الساخر

" لقد أرسل لكِ كبيرنا هذا الطعام حتى تعلمي كم هو رجل ذو قلب حنون ...."

وهي لم تكن جائعة أو عطشة .... لقد كانت خائفة ... يا الله كم خائفة ... لم تخف هكذا أبدا وكأنها أمام وحش مُفترس ولكن الفرق هنا أنهم وحوش قد ينهشون جسدها وروحها ويتركونها فتات لن تستطيع تجميعه , شرفها , أمانتها التي تحافظ عليها , روحها البريئة كانت تعاني تلك اللحظة وهي تخشى قلوبهم الميتة .



ترك الرجل الشطيرة الملفوفة في ورقة بائسة والكوب على الكرسي الذي كان يحتله كمال اليوم ليعتدل ينظر لها بتمعن , يُقيّمها بعينيه باشتهاء مُقرف لتنكمش في جلستها وهي تراه يميل عليها يمرر أنامله على خصلات شعرها فتشعر بالغثيان يُداهمها , أنامله تهبط على ظهرها وذراعها وصوته يبعث في قلبها الرعب , يُحطم محاولة ثباتها , اشمئزازها يعلو ويعلو وهي تزدرد ريقها بخوف

" لولا توصيته بألا يقربك أحد اليوم ما كنتِ تجلسين هنا بلا شيء تفعلينه , كانت لتكون ليلة لا تُنسى وربما ما عدتِ ترغبين في الرحيل بعدها ...."

أي مجنون هذا ...؟؟

يا رب

تمتمت بها , تحاول التحكم في دموعها , أرادت أن تكون جليدية كقطعة رخام لا يظهر عليها شيء .

صوته البغيض يأتيها مُجددا وهو يهمس برغبة فجّة وأنامله تلامسها فوق قماش فستانها بينما هي تنكمش وتحاول الابتعاد عن ملامسته قدر استطاعتها

" لولا ثقتي بأنني لن أستطيع التوقف ما كنت لمستك من فوق قماش فستانك بل كنت عرفت لمسة جسدك كيف تكون ..."



انقبض قلبها بذعر لتتحرك يداها من ذلك القيد المؤلم حولهما , فلربما يحدث أي شيء وينفك العقد وتبتعد عن لمسات ذلك الرجل القذر .

مالت برأسها للأمام تمنع لمسته لصدرها لتهمس بتعثر

" أريد الذهاب لدورة المياه ...."

قبض يده وأنفاسه تزداد بشيء من هياج الرغبة ليتمتم بنزق

" إن فككت يديك وقدميكِ لا تفكري في الهرب فيوجد اثنان غيري بالخارج ....أي أنكِ محشورة معنا هنا الى أن نعرف ماذا سنفعل بك ِ"

أومأت برأسها بصمت لتقبض فكيها تتحمل اقترابه البغيض منها حتى يفك يديها وقدميها , لم يكن الألم ما يشغلها قدر اشمئزازها من اقترابه منها ولكنها تحملت لتنتهي رحلة عذابها وهو يهتف بجلافة

" هيا ولا تتأخري ...."

مسدت يديها أولا بألم لتقبض على حافتي كرسيها تُحاول النهوض وقد شعرت بدوار يُداهمها فجأة ولكنها تماسكت , لا يمكنها السقوط الآن , لن تسمح بقوتها أن تخذلها تلك اللحظة , ستتمسك وتقاوم لآخر رمق .

ودت لو التقطت شيء تضرب به رأسه ولكنها لم تجد وما أخبرها به عن وجود اثنين في الخارج أخافها فالرجل ضخم وربما لا يموت من ضربة منها ولكنها ستثير صمتهم لتحول رضوخهم لأمر رئيسهم بتمرد عليها وهي لا تريد هذا , هي تريد الاستفادة من ابتعادهم عنها تلك الليلة فربما يأتي رواد لإنقاذها .



ازدردت ريقها بألم وهي ترجو قدومه بعدما علمت تلك الأشياء عنه , خطواتها تحاول الثبات وهي تسير جواره الى دورة المياه في الخارج , تُبعد أفكارها عما عرفته الآن فيكفيها ما تعيشه من رعب تلك اللحظة .



..................................................


اليوم الثاني صباحا

الذهاب لنوران كان ضروريا ، أول مرة تذهب لها في بيتها ولكنها احتاجت رؤيتها بعيدا عن بيت العائلة ، احتاجت للفهم ،احتاجت للحديث كما تريد .
تلك الألغاز التي تحياها لا تريحها ، ألغاز تتشابك مع قلبها الذي بدأت دقاته تتوهج بحب وليد .
لم تستطع تجاهل الأمر أكثر ، اعترفت لنفسها بحبها له ، تحب كل شيء فيه .. شهامته ، قوته .. شخصه .. حتى كلامه القليل تكون متلهفة لسماعه .. مفاجئتها في كل مرة تتوقع فيها عراك يشتعل ، يسمعها حينها ويسألها ، لا يرضى بقشور الأمور .
كل ما فعله محمد لأجلها ولاجل شقيقتها يجعلها مغرمة به .. ممتنة له وذلك الأمان الغريب عليها يحيطها من كل جانب .

تنهدت وهي تقف أمام باب نوران ، تضغط جرس الباب لتفتح نوران بعد لحظات وهي ترتدي ثياب الصلاة لتتسع عيناها وهي تهتف بهلع

" رؤيا ... أنتِ بخير ..؟... هل حدث شيء لماما أو لمحمد ...؟..".
هزت رؤيا رأسها بنفي لتجيبها سريعا حتى تطمئن قلبها القلق
" أنا بخير. ... كلنا بخير الحمد لله .. لا تقلقي ..."

زفرت نوران براحة لتتدارك نفسها سريعا وتردف باعتذار ودود
" تعالي يا رؤيا ... أعتذر عن قلة ذوقي ولكنني خفت فهذه أول مرة تأتين لبيتي ..."

ثم هتفت بلوم
" أتعلمين أنني غاضبة الآن .. كان يجب أن تزوريني مع محمد ولكنه دوما يتهرب مني ليخبرني أن تجمعنا عند والدتنا أفضل .."

ابتسمت رؤيا لتجيبها وهي تخطو للداخل
" لا تغضبي يا نوران نحن لا نستطيع إغضابك يا حبيبتي ولكن كما تعلمين ما مررنا به كثير وليس هيّن .."

رددت نوران بتسامح
" حسنا لن أغضب لو أتيتما يوما لنتناول الغداء معا وماما ورضوى بالطبع معكما .."

جلست رؤيا على الأريكة الصغيرة لتجيبها بابتسامة متوترة
" بإذن الله .."

جلست نوران قريبا منها على الأريكة الكبيرة بلونها الياقوتي لترمقها بتمعن ، ترى توارها وأناملها التي تشبكها وتحررها وكأنها لا تجد وضع يريحها .

همست برفق
" ماذا بكِ يا حبيبتي ...؟؟..."

ازدردت رؤيا ريقها لتجيبها بتردد ولكن بوضوحها المعتاد
" امممم .. لا أعلم إن كان صحيحا وجودي هنا أو سؤالي الذي أود معرفة إجابته منكِ .... لكن في الحقيقة أنا مُتعبة ... متعبة للغاية وأحتاج للمعرفة .."

عقدت نوران حاجبيها بقلق لتقترب قليلا منها تسألها باهتمام
" أخبريني يا رؤيا ماذا حدث .. لقد تفتت قلبي قلقا...."

زفرت رؤيا لتعض شفتها هامسة برجاء سطع. في عينيها الكبيرتين
" أنا ... أنا أود سؤالك عن حياة محمد من قبل ... كيف كانت .. أريد.أن أعرف كل شيء عنه ..."

كانت مترددة في سؤالها ولكن رغبتها في المعرفة تلح عليها , ذلك الحُب الذي وُلد حديثا في قلبها يجعلها على حافة الرغبة في المعرفة , هي تريد التغلغل داخل ذلك الرجل أكثر , تريد ثبر أغوار نفسه حتى ما يعد باب داخله مُغلق أمامها !

وكانت نوران مُتفهمة للغاية وهي تبتسم بمودة لتجيبها بعد تنهيدة طويلة

" حقك أن تعرفي فأنا أعلم أن شقيقي بئر عميق لن يُخبرك شيء بسهولة ...."

هزت رؤيا رأسها بتأكيد لتعتدل نوران في جلستها لتُعدل جلستها مقابل رؤيا , تُثني قدميها تحتها وتردف بهدوء .

" لقد كانت حياتنا قاسية يا رؤيا , كان والدنا جحيمنا الذي نحياه كل يوم , لم يُعاملنا يوما كأب , لم يهتم بأحد منا أبدا ...."

اتسعت عينا رؤيا والصمت يلفها وهي تسمع نوران تتابع بصوتها الحزين والذكريات رغما عنها تأتيها بوجع لا يُنسى !



" كان يعد علينا أنفاسنا , حينما يدخل المنزل يكون كل منا أخرس كالمقعد الذي نحتله , صراخه على أمنا كان روتين يومي لا ينتهي ولا يهتم إن كنا معها ونسمعه أو لا , شتائمه لها كانت تُسمم قلوبنا ناحيته , كانت تُقهر مُحمد وهو طفل صغير يسمع أمه تُهان ولا يستطيع الدفاع عنها , كان يُعاقب مُحمد على أي شيء وكل شيء , حتى لو لعب الكرة مع أصدقائه يجب أن يُعاقب بالضرب المُبرح ...."



شهقت رؤيا لترفع يدها تُغطي فمها وتهمس بحزن

" يا الله ...."

لتمط نوران شفتيها بتوقع وتتابع بشبه ضحكة

" تلك الأشياء بالنسبة لنا كانت عادية للغاية , فحياتنا كانت سلسلة لا تنتهي من الإهانات والحرمان , لقد كان بخيل , يعد علينا لقمنا , ( اختنق صوتها قليلا لتهمس بابتسامة تُخفي دموع خلفها ) هناك الكثير من الأشياء لم أعرف مذاقها سوى بعد وفاته , كان يُحاسبنا على كل شيء وكانت لديه فكرة راسخة أن الأب من حقه أن يفعل كل شيء ... من حقه أن يسب أولاده ويضربهم ويُهينهم طالما هو يرى أن هذا لصالحهم من وجهة نظره ولا يجب أن يتأثر أي منهم أو يغضب أو يكرهه فهو أب وطاعته واجبة ...."



عقدت رؤيا حاجبيها بغضب لتردف من بين أسنانها

" تفكير غريب للغاية وكأنه يمحي حقكم في الحياة ...."

أومأت نوران بتأكيد لتكح مردفة بعد لحظة

" هذا ما كان يحدث تماما ...."



ازدردت ريقها لتهمس بخفوت مُتحشرج

" الدراسة بالنسبة لنا كان ترفيه يجب أن نقدّره ولا نطمع ... فحينما أردت أن أدخل الجامعة رفض وأرغمني على الجلوس في المنزل أما محمد فحكاية أخرى ...."

اعتدلت رؤيا في جلستها والحماس للمعرفة يعلو ملامحها لتهمس بخفوت

" ماذا حدث له ....؟؟...."

توقفت نوران قليلا تأخذ نفس مُحمل بصعوبة الذكرى , ذكرى مُقبضة ككل مرة تتذكرها فيها , يوم رحيل مُحمد البيت تاركا خلفه فراغ ووحشة لم تنتهِ سوى بعودته .

ازدردت ريقها لتهمس بصعوبة

" لقد رحل مُحمد وترك البيت ..."

اتسعت عينا رؤيا لتهتف بلا تصديق

" ماذا .....؟؟....."

أردفت نوران بهدوء

" لم يستطع تحمل ما يحدث له ولنا , رؤيته لأمه تُهان أمام عينيه كان قاسي وربما أكثر قسوة مما رأيناه في حياتنا كلها , تلك المرأة تحمّلت الكثير لأجلنا فقط كي نكون بخير وهو لم يستطع الدفاع عنها أمام جبروت والدنا , الأمر كان أكبر منه ....."

هزت رؤيا رأسها بشيء من البلاهة والعجب , أن تأتي فكرة الرحيل لصبي صغير لهو شيء مُخيف , ماذا لو حدث شيء سيء له ...!

لتسطع الفكرة في رأسها فورا

مَن أخبرك أنه لم يحدث له شيء سيء يا رؤيا ....؟؟

مَن أخبرك أنه استطاع التغلب على على العقبات التي مرّ بها ...؟؟... ربما شخصه الآن هو نتاج ما مرّ به !



ازدردت ريقها لتهمس بصعوبة

" لا أستطيع التخيل ...."

تنهدت نوران هامسة

" أنا أيضا ظللت في تلك الفترة الزمنية وقت طويل حتى أستطيع التصديق بأن أخي غادر وتركني , بأنني ربما لن أراه مُجددا , كنت أتعذب حينما أرى أمي ودموعها التي لا تجف على وجهها , ذلك الألم الذي نخر جذوره على روحها فلم يعُد شيء يُسعدها ولا شيء يُريحها ... "



هزت رأسها تحاول التماسك وتكملة الحديث بلا بكاء , تذكر نفسها بلا صوت أن تلك الفترة مرّت , مرّت بلا رَجعة بإذن الله وبأنهم لن يتفرقوا أبدا من جديد .

ازدردت ريقها بعد برهة صمت لتردف أمام نظرات رؤيا المُسلطة عليها باهتمام وتأثر

" ما يؤلم أكثر أن أبي لم يتأثر برحيل مُحمد وكأنه شعر بالراحة فالبيت قلّ فرد والمصاريف تقلّصت بالتأكيد فبالتالي مكسب له ...."



عقدت رؤيا حاجبيها لتهتف برفض لهذا المنطق

" أكيد لم يُفكر هكذا يا نوران ... ربما كان يُخفي حزنه جيدا بواجهته الصلبة ولكنه بالتأكيد كان حزين بداخله فولده رحل من بيته وهذا الأمر ليس هيّن ...."

ابتسمت نوران , ابتسامة صغيرة مُحمّلة بندوب الماضي التي لا تختفي ولكنها تختبئ في مكان صغير داخل قلبها , تذكرها بين وقت وآخر ما مرّت به في حياتها حتى تحمد الله على نعمه , وهي لم تكن جاحدة أو حاقدة يوما , هي رأت , رأت وجه والدها وهو يبتسم ويضحك بعد رحيل محمد , رأت جبروته الذي ازداد على والدتها وعليها والتحكم يتضاعف لتصبح جزء لا يتجزأ من البيت فلم تكن ترى الشارع حتى .



تنهدت لتهمس برفق

" ربما كان حزين بداخله ولم يظهره لنا ....."

الصمت أحيانا خير رفيق لما يدور في خلدنا فلا نستطيع قوله بكل بساطة وراحة , هناك ذكريات لا يُمكن ذكرها مهما كانت قرابتنا ومحبتنا لمن نبوح لهم , بل هي تختبئ داخلنا وربما نخرجها ذات يوم على الورق كمنقذ لنا من مشقة الغضب والألم وهي كتبت كثيرا من قبل وما زالت تكتب

تكتب ما تحلم به الآن

بيت سعيد وزواج تتمنى دوام سعادته

أن تكون عائلتها بخير وسعيدة وألا ترى فيهم مكروه .

تكتب كل ما يخطر على بالها

تكتب أحلامها وطموحها وما تتمناه لنفسها .

الورق يُلهمنا ويسمعنا دون أن يُراجعنا , يُريحنا بلا شروط ولا لوم !



همست رؤيا برقة

" ربما تجدي كلامي بلا أهمية ولكنكِ قوية للغاية , أن تمرّي بكل هذا وتكوني بمثل هذه الشخصية الجميلة المُحبة الصادقة لهي قوة كبيرة منكِ ...."

ضحكت نوران بخجل لتهتف بمرح تُخفي خجلها

" ليس لهذه الدرجة يا رؤيا .... هناك مَن يمر بأقسى مما مررنا به ... الحمد لله على نعمه التي لا تُعد وتُحصى ...."

ثم عدّلت من وضع ساقيها لتنزلهما على الأرض قائلة بهدوء

" لم يكن الأصح أن أخبرك أنا كل هذا ولكنني أعلم ان شقيقي لن يُخبرك بتلك الأشياء الآن , ربما يُخبرك بها يوما ما ولكن الآن سيجد صعوبة في قولها رغم حبه لكِ لكنني رأيت أنكِ يجب أن تعرفيها الآن حتى تري الصورة بشكل صحيح ..."



ثم هتفت بتذكر

" لقد أخذنا الكلام ولم أحضر شيء نشربه أو نأكله ... يا الله ما هذا الغباء الذي تلبسني فجأة ..؟..."

ثم نهضت سريعا لتتجه للمطبخ بهتاف معتذر

" سامحيني يا رؤيا على عدم انتباهي ..."

ولكن رؤيا قفزت خلفها تردف بمودة

" أنا لا أريد شيء يا نوران ... لا تفعلي شيء أرجوكِ .. أنا أتيت للحديث معك فقط ...."



ابتسمت نوران وهي تضع غلاية الماء في الكهرباء لتعد النسكافيه وتجيبها بحنان

" يمكننا الحديث ونحن نحتسي النسكافيه مع الكيك ... لقد أعددته أمس .. سيعجبك للغاية ..."

ابتسمت رؤيا وهي تفرك أناملها بشيء من التفكير , تعض شفتها بتردد وكأنها تود لو تقول شيء

الفضول سيقتلها وهي تقف تنتظر النسكافيه مع نوران لترحمها نوران وهي تردف بتسلية

" أنتِ تريدين معرفة ماذا حدث مع محمد في سفره أليس كذلك ...؟؟...."

هزت رؤيا رأسها بتأكيد لتجيبها نوران بابتسامة هادئة

" هو لم يخبر أي منا ماذا حدث معه , لم يخبرنِ ولم يخبر ماما بل دوما يقول بكل هدوء أنها فترة ومرّت ولا يجب تذكرها بل يجب أن ننساها ونبدأ من جديد ..."

غمزتها قائلة وهي تضع طبق الكيك على الحاجز الرخامي

" ربما عليكِ أن تكتشفي ماذا حدث معه بالفعل ...."

خبا الأمل في عيني رؤيا , فقد ودت لو علمت كل شيء يُخفيه داخله في سردابه العميق الذي لا يُفتح أبدا , ودت لو علمت كيفية التصرف معه الآن , هل تشفق عليه وتسامحه على ما قاله من قبل .. أم تغضب منه لأنه لم يثق بها أكثر حتى يتحدث معها ويُخبرها ما يشعر به ويفكر به بوضوح ..؟

تنهدت تنهيدة طويلة حزينة بصوت مسموع لتقترب منها نوران تهتف بمشاكسة مرحة

" لا تبتئسي هكذا سيتغير كل شيء للأفضل صدقيني , فقط حاولا أن تتقربا من بعضكما , تحدثا معا ولا تجعلينه يُغلق على نفسه أبوابه من جديد ..."

هزت رؤيا رأسها لتتمتم بحيرة

" سأحاول ..."

لم تكن تعلم أي خطوة ستبدأها معه ولكنها تيقنت من فكرة واحدة أنها تريد أن تتوغل داخله أكثر , تريد أن تطلق العنان لتلك الدقات المميزة داخلها فلا تحكمها بألف قيد وقيد في قلق وخوف , لقد كانت معركة صامتة وهي قررت خوْضها !



..............................................



عادت للبيت وهي مُحمّلة بنصف الحقيقة , قلبها يجعها وهي تتذكر ما عاناه هذا الرجل وهو شاب على يد أب لا يرحم ليقرر الفرار بقرار أهوج لم يكن يعرف نتائجه .

هي تتخيل ذلك التخبط الذي عاشه , إن كانت هي كانت تحيا في بيتها وكانت تتخبط هنا وهناك , تتعثر بمصائب ومسئولية أثقلت كاهلها , أحيانا لا تريد تذكر تلك المرحلة ولا تريد الحديث عنها حتى لا تلوم والدتها على شيء داخلها , تترحم عليها فقط وتدعو لها كثيرا وتقرأ لها القرآن , فكلما تعمقت بالذكرى تجد نفسها تغضب منها وهي لا تريد أن تغضب منها , لا تريد سوى ذكرى جيدة تسكن قلبها وعقلها حتى تشعر بالقليل من الراحة .

كان الهدوء سيد المكان ولا تعلم أين ذهبت رضوى وخالتها , وضعت حقيبتها على المقعد ومعه حقيبة بلاستيكية بها بعض الملخصات لرضوى حتى تبدأ في استذكار دروسها حتى لو لم تذهب تلك الفترة لمدرستها , لن تجعلها بعيدة كثيرا ولكنها ستسأل طبيبتها أولا فموعدها غدا على كل حال .

لقد أخبرت خالتها أنها ستخرج لتشتري بعض الأشياء ولك تخبرها أنها ستذهب لنوران , لا تريد لأحد أن يعلم سبب زيارتها لها , تريده أن يكون خيط خفي بينها وبينه دون معرفة بدايته .



" " أين كنتِ ...."

قفزت مُجفلة من صوته الخشن الذي فاجأها لتضع يدها على صدرها هامسة

" بسم الله الرحمن الرحيم ..."

اقترب محمد أكثر ليردف بغيظ

" هل رأيت عفريت أم ماذا ....؟؟...."

ازدردت رؤيا ريقها لتجيبه بهدوء بعدما هدّأت نفسها قليلا

" لا بالطبع ولكنك أجفلتني فلم أكن أعرف أنك هنا .... متى أتيت ..؟؟.. وأين خالتي ورضوى ....؟؟..."

رمقها بصمت لعدة لحظات في وقفته الثابتة وملامحه الرخامية الخشنة ليجيبها بجفاف

" ذهبتا معا لشراء الثياب ..."

فغرت رؤيا شفتيها لتهمس بلا تصديق

" ماذا ...؟؟... هل تقول الصدق ... رضوى وافقت على الخروج مع خالتي لشراء ثياب ....!..."

لمعة عينيها بالدموع أرجفت قلبه الغاضب منها لتميل نظرته بشيء من التأثر لحبها الخالص لشقيقتها ولكنه بعد ذلك تذكر فعلتها السوداء لتعود ملامحه كما كانت فيردف بهدوء

" لقد ألحت عليها والدتي كثيرا لتقنعها أنها تريد شراء بعض الأشياء لها ولا تستطيع الذهاب وحدها فصحتها لا تساعدها لترضخ رضوى للأمر الواقع حينما رأت حزن أمي برفضها ... "

هزت رأسها ونفس مرتعش يخرج من بين شفتيها , قلبها ينتفض تأثرا من تلك الخطوات التي تخطوها شقيقتها بين هذه العائلة الدافئة , لم تستطع التحكم في تلك الدمعة التي فرّت من عينها لترفع وجهها له من جديد وتهمس بعذوبة

" شكرا ...."

عقد محمد جبينه ليسألها بخشونة

" على ماذا تشكرينني ..؟؟..."

ازدردت ريقها لتجيبه بخفوت وعيناها تتصلان بعينيه

" على كل ما فعلته لنا ... اهتمامك برضوى وكل شيء يخصها.. الأمان الذي وجدناه بين جدران هذا البيت , الدفئ الذي غمرتنا به والدتك ... كل شيء يستحق الشكر ...."



رغم قلبه الذي نبض بوتيرة مختلفة , عيناه غامتا بنظرة خاصة .. لكنه أردف بجدية

" أنا لا أريدك أن تشكرينني .. أنا أريد أن أعرف أين كنتِ ...."

ارتبكت رؤيا لتهمس بتلعثم

" أنا .. أنا ذهبت كي أبتاع بعض الأشياء لرضوى خاصة بدراستها حتى تستذكر دروسها ...."

تمتم بجمود

" لماذا لم تخبريننِ ...؟؟..."

فركت رؤيا يديها لتجيبه بخفوت

" لقد أخبرت خالتي ...."

اقترب محمد بخطواته منها ليسألها بخشونة ورأسه يميل بالقرب منها حتى شعرت بعواصف عينيه السوداوين تصيبها

" هل أنتِ متزوجة من خالتك ...؟؟...."

اتسعت عيناها لتهمس بلوم

" محمد ....!!......"

الا أن محمد قبض على خصرها بيديه ككماشتين قويتين وأنفاسه تحرق وجهها بغضبها

" محمد سيكسر رأسك لو خرجتِ مجددا دون أن تُخبريه .... هل فهمتِ يا رؤيا ..؟؟... لقد أخبرتك من قبل هناك خطوط عريضة يجب أن تكون بيننا وإن كنت تفعلين تلك الأشياء لأنني لم أفعّل زواجي منكِ للآن ظنا منكِ أنكِ ستستطيعين الفكاك والرحيل من هنا ... إذا تكوني واهمة ... "



ارتجفت بين يديه تُخفي ابتسامة صغيرة أوشكت على الظهور لكنها تماسكت لتظهر بنظرة حزن ليعيد بصوت أعلى


" لا رحيل من هنا .... هل فهمتِ ...؟؟...."

أومأت برأسها كالمضطرة وكأنها تفعل ذلك لمراضاته حتى يصمت لكنها كانت ترقص من داخلها , رغم عقده التي تؤلمها ولكن تمسكه بها أسعدها للغاية .

همست بخفوت ناعم كدغدغة لقلبه وكأنها تُخبره أنها غاضبة منه لكن بنعومة

" حسنا ...."

هز محمد رأسه بنفس ملامحه التي لم تنفرج , لتتوقف نظراته للحظات على شفتيها المزمومتين فيبتلع ريقه برغبة واضحة ولكنه شدّ على ملامحه بمظهر لا يلين , لتهبط نظراته على فستانها القماشي بلونه الباذنجاني بتصميمه الذي يُظهر ثنايا جسدها الأنثوي رغم احتشامه فلا يلتصق عليها ولكن ذلك الحزام الذي تضم به خصرها فيظهر انسياب صدرها المخفي تحت قماش الفستان جعله يقبض فكيه بغيرة لم يكن يعلم أنه يملكها فشقيقته دوما ثيابها واسعة لا تحتاج لأي تعديل ولن ينكر أن رؤيا كذلك لولا تلك المرات القليلة التي ترتدي شيء أنثوي فيشعر بنار الغيرة تحرق قلبه رغما عنه لكنه يتماسك .

مدّ يده لعقدة حزامها ليفكها تحت نظراتها الحائرة ليهمس بخشونة

" لا ترتدي هذا الفستان بحزامه مرة أخرى ... ارتديه دون الحزام ...."

عقدت رؤيا حاجبيها ليتلبّسها مزاج مشاكس فتسأله بإلحاح

" لماذا ... الحزام خاص بالفستان وهو لائق ولا يعيبه شيء ..."

رفع يده يُربت على وجنتها ببطء يُخفي غيظه منها ليردف بنبرة مكتومة

" عيبه أنه يُظهر ارتفاع صدر سيادتك فيظهر للرائح والغادي حجم خصرك وصدرك وليلة كبيرة سيادتك , فلا تطيلي النقاش فأنا غاضب منكِ بالفعل بما يكفي ...."

زمت رؤيا شفتيها لتتمتم بغضب أنثوي

" حسنا يا محمد ولكنني لست موافقة على هذا الكلام ... "

تحولت لمسته لوجنتها لشيء آخر وهي تكمل طريقها لوجهها وصولا لشفتيها ليجيبها بخشونة

" ألف سلامة لسيادتك ...."

رفعت حاجبيها تُخفي عجبها لتعض شفتها وهي تشعر بقلبها الذي يهرول في صدرها بدقات جديدة عليها , هو الحُب الذي يجذب قلبها ويدفعها كأنه كرة مطاطية لا تثبت , هي هكذا في حضوره , قلبها لا يهدأ !

أنامله التي تمر على بشرة وجهها مرورا بشفتيها لينقذ شفتها السفلى من حصار أسنانها , يزدرد ريقه بصعوبة وهو يحجم رغبته في تقبيلها , قبلة واحدة تُهوّن عليه مشقّة اليوم ولكن غضبه منها لم يهدأ وشعوره لحظة معرفته بخروجها يعاوده , لقد شعر أنها تُنحّيه من حياتها , تضعه جانبا وهو لا يريد هذا ولن يسمح لها , إن كان القدر وضعها في طريقه المُتعرقل فيا مرحبا بها , هو الذي ابتعد عن النساء تماما أتت لتصبح جزء لا يتجزأ من حياته .

أبعد يده بصعوبة ليردف بخشونة بها شيء من الجفاف

" أنا خارج وربما أتأخر ... طمئني أمي حينما تعود ...."

تخطاها ليأخذ مفاتيحه من ذلك الجزء المتصل بالمرآة الدائرية المُعلقة في المرآة ليقف لحظة يعدل كنزته الزرقاء التي تفصل جذعه , يُمرر أنامله بين خصلات شعره القصير فيأتي سؤالها العاصف

" أين ستذهب ... ؟؟....."

رمقها في المرآة وهو يرفع حاجبه وجانب فمه يميل بتسلية ليتمتم

" سؤال زوجة أصيلة ...."

جملته أغاظتها لتضع يديها في خصرها تهتف بغضب

" محمد لا تسخر مني ..."

ابتعد عن المرآة لينظر لها مباشرة ويردف بلمعة خاصة

" أنا لا أسخر ... أنا أتكلم بجدية , أعجبني السؤال ولذا لن أرد عليه ..."

اتسعت عيناها بغضب مكتوم ليقترب منها يربت على وجنتها يتمتم بخفوت

" حينما أعود ... سأخبرك ... انتظريني ...."

تابعته بعينيها وهو يغادر لتهمس بغيظ

" حسنا يا محمد ...."



...............................................

كان الأمر اعتياديا والصحافة تنتظرها في صالة الخروج من المطار ولكن لم يكن من العادي أن تبدو بمظاهر الحزن وهي تتلقى الجميع ، نظارتها الشمسية الكبيرة التي تخفي عينيها وثيابها الغامقة وذلك المزاج البائس الذي رسم ملامحه على وجهها .
لتتوقف مع سؤال للصحفي
" سيدة نسرين .. هل يمكننا معرفة سبب السفر المفاجيء .. هل هو عمل جديد بدأتِ في تصويره في الخارج ...؟...."

أجابته نسرين بهدوء شديد
" لا ... للأسف لم يكن عمل جديد ..."
وكأن الصحفي شعر بمفاجأة تخبئها ، الخبر يناديه كما يقولون ولم يكن وحده بل اتى السؤال من أكثر من شخص
" إذا ما سبب السفر يا سيدة نسرين ..؟... فجمهورك الكبير يريدأن يطمئن عليكِ وعلى أخبارك ..."
كحت لتجيبه بصعوبة وما زالت نظارتها الكبيرة تُخفي عينيها
" لقد كنت مُتعبَة في حملي وسافرت كي أقوم بالفحوصات اللازمة كي نحتفظ بالجنين ولكن للأسف خسرناه ..."

ضجّ المكان بعد تصريحها وبدت ثابتة في مكانها لا تنوي الرحيل بينما مساعدتها ناولتها مناديل ورقية لتجفف عينيها من أسفل النظارة لتتابع بنبرة حزينة
" ربما البعض منكم لم يعلم بعد بزواجي من قصي الظهير الإعلامي المعروف ولكنه زوجي بالفعل وقد كنا سعداء بهذا الحمل ... نطير سعادة به ..."

انطلق سؤال أحدهما بخبث
" ولكن السيد قصي كان أعلن زواجه من فتاة من خارج الوسط قبل فترة ..."

هزت رأسها لتجيبه بضيق
" نعم ولكنهما انفصلا على الفور بسبب خلافات بينهما ...فكما تعلمون هي الفتاة التي تغني على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي تسمى زبرجد .."
رفعت يدها لتجفف عينيها مجددا فتبادرها صحفية حزنت لأجلها وصوتها لامس عاطفتها
" نحن جميعا نشعر بالحزن لخسارتكما يا سيدة شاهيناز ... عوضكما الله بالخير...."

هزت رأسها بامتنان لكن الرجل لم يعجبه هذا المسار من الحديث ليعيده مجددا للوجبة الساخنة التي يريدها
" هل حدث فقد الجنين بسبب حالة نفسية أم صعوبة العمل ... سامحيني في السؤال ولكن الجمهور يريد الإطمئنان على حالتك الصحية أيضا ..."

اختنق صوتها لتجيبه برحابة صدر رغم الحزن
" في الحقيقة الأمر حدث بسبب حالتي النفسية غير المستقرة وخوفي على زواجي ..."

علت الهمهمات بين الجميع لتحدث حالة من الفضول والحيرة والأسئلة التي يود الجميع إطلاقها لينطلق إحداهن
" عفوا يا سيدة نسرين .. لم نفهم .. كيف تخافين على زواجك ...؟؟..."
تنهدت لتجيبه بنبرة بدت مُتعبة
" لقد كنت متزوجة من قصي من فترة طويلة ولكننا لم نعلن للجمهور زواجنا ، لقد علم أصدقائنا والمقربون فقط ولكن قبل فترة حدث خلاف بيننا فقررنا الانفصال ولكن لم يحدث لتقترب تلك الفتاة من قصي ويقررا الزواج وأنا تأثرت بهذا الا أنني صمت احتراما لمشاعرهما وقررت الانفصال في هدوء رغم علمي بحملي ليحدث الخلاف بينهما بعد عقد القران على الفور فأقرر أنا تكملة الزواج لأجل طفلي الا أن طفلي رفض القدوم لهذه الحياة ..."

اختنق صوتها بآخر كلماتها بالدموع لتتدخل مساعدتها ترفع يدها في وجه الصحفيين وتهتف بغضب
" يكفي هذا ... السيدة نسرين مُتعبة بما فيه الكفاية وكانت من الدماثة بما يكفي لترد على أسئلتكم ..."

ثم أخذتها ليفتح حارسها الشخصي الباب ويُجلسها في مكانها بينما هي تحاول رفع يديها كي تخفي وجهها .

…………………….


وجودها هنا مع عمار كان بمثابة أمطار تروي أرضها القاحلة ، صغيرها الحبيب الذي يخفف عنها بنظرتها له ،هي تحتاجه أكثر مما يحتاجها خاصة بذلك العناق الذي يروي ظمأ طويل في قلبها .

نظرت له ولسعادته وحماسه وهو يتابع الأرانب والطيور التي تهتم بهم سعاد في هذا المكان الدافيء ... مزرعتها الصغيرة أو تلك الأرض على أطراف المدينة التي اشترتها من وقت طويل وأقامت عليها بيت من دور واحد ملحق به مسكن في الناحية الخلفية ، مميز بتصميمه المبهج وألوانه الخارجية التي تشبه جمال بيوت أهل النوبة لتترك الباقي في تصرف جميل وسعاد ... وقد كانت تعرف سعاد منذ وقت طويل ، كانت تساعدها في البيت وتثق بها لتحول مهامها لهذا المكان حتى يصبح ما هو عليه ، الطريق الممهد أمام البيت وعلى جانبيه زرع وأشجار وورود منسقة بطريقة رائعة ، تلك الأرض الممتدة أمامه لتتركها لجميل يشرف عليها مع عمله في العاصمة .
لم تكن تهتم بالأمر كثيرا ولكنها في تلك اللحظة ممتنة لهما وقد وجدت مكان تستريح فيه .

انحنى فمها وهي تتذكر تلك الجملة التي جعلتها تبتاع هذه الأرض
" دوما يا شاهيناز اجعلي لكِ مكان لا يعرفه الكثيرون ، مكان يكون لكِ وحدك ...خاص بكِ ..."

جملة قالها والدها ذات يوم في زمن بعيد وقد كانت صحيحة ، ربما هي الشيء الوحيد الصحيح الذي قاله في حياته .

والدها ..!

غصة تملأ حلقها وهي تتذكره ، لا تنكر أنها تود لو اطمأنت عليه ولكنها تتراجع في كل مرة ، لا تريد زعزعة ثباتها لو قرر اقتحام حياتها من جديد .

تنهدت بحزن لتبتسم وهي تسمع سؤال عمار عن الكتاكيت الصغيرة والتي يطلق. عليها اسم عصافير ولا يقتنع أبدا أنها كتاكيت .
" عماااار ..."
نادته كي ياتيها فأتى بملامح التذمر على وجهه
" نعم يا مامي ..."
كلما ناداها هكذا تشعر أنها ملكت هذا العالم بين يديها ، عالم أخضر نقي ودت لو عاشت فيه من البداية
لمعت عيناها بسعادة
" موعد دراستك يا بطل ... سيبدأ الدرس بعد عشر دقائق .. هيا بنا كي نستعد وأتأكد من إتمامك لواجبك كما أخبرت بابي صباحا ..."
تذكرت مكالمة ياسين صباحا كي يطمئن على عمار ليهاتفه بنفسه ويساله عن أحواله ودراسته وكل شيء ، أسئلة تفصيلية مهتمة لتشعر بالدموع تتجمع في عينيها وهي ترى هذا الحب من ياسين لولدها ، كانت تسمع جملة الأم هي مَن تُربي وتهتم وبدأت في تصديقها لذا أرادت أن تتوغل في حياة ابنها في كل تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة فمن الطبيعي ستنشغل مياس مع مولودها الجديد وقد اقترب موعد ولادتها وابنها سيحتاج من يهتم بكل تفاصيله ويتابع معه كل شيء ، هي لا تنكر دور مياس معه من قبل ولكن قلب الأم داخلها والذي ولد حديثا يود لو استأثر بحب خاص لنفسه مع الاحتفاظ بمكانة الجميع ، لا تود أن تكون مثل الجميع لديه أبدا .

تتذكر تلك اللحظة التي أعطاها فيها عمار الهاتف ليخبرها برغبة وألده في الكلام معها وسؤال ياسين الذي بادرها به
" أنتِ بخير يا شاهيناز ..؟..."
ابتسمت لتجيبه بهدوء
" بخير يا ياسين لا تقلق ..."

تابعت بشبه ابتسام
" شكرا لسؤالك …"

تابع معها الحديث عن عمار لتنهي معه الاتصال وتسمع صوت حسن الذي أتى
" مرحبا بأهل الدار …"

ابتسمت لتجيبه بيأس
" أتيت … ألم أخبرك ألا تأتي فأنا لا أحتاج لشيء …"

أجابها حسن وهو يضع بعض الحقائب البلاستيكية على الطاولة
" لقد أتيت لأرى عمار وليس لأجلك .."
ضحكت هاتفة
" حسنا اجلس تابع معه درسه الى أن أجهز شيء نأكله .."

…………………...

الحادية عشر ليلا


لا يحدث دوما ما نتمناه , أحيانا يحدث آخر شيء نتوقعه ولكنه حدث وانتهى الأمر .

تقف أمام مرآتها الطولية تنظر لهيئتها الأنثوية المميزة , تلك المنامة الحريرية بشورتها القصير وبلوزتها الناعمة معلقة بحمالات رفيعة على كتفيها , شعرها الأسود الكثيف حر على ظهرها وجانبي وجهها , وجهها خالي من مساحيق التجميل لتبدو أنعم وأصغر سنا .

تقف هنا منذ دقيقة تنظر لنفسها بصمت , لقد نام عمار بعدما قرأت معه قصة وامتد النقاش بينهما حول رواد الفضاء لتجد نفسها مرغمة على البحث على الإنترنت حتى تواكب شغفه , كادت تضحك وهي تجد امرأة أخرى غيرها تفعل ما لم تتوقعه أبدا , تتابع معه دروسه على الإنترنت وتتناقش معه وأحيانا تتصل بمياس تسألها على شيء لم تعرفه وللحقيقة كانت مياس متعاونة معها .

لن تُنكر أنها بداخلها الآن تتمنى لو تستحوذ على حُب ابنها بالكامل بشعور لم تجربه من قبل ليخبرها حسن أنّ هذا يُسمى حُب الأم الشديد ناحية أطفالها , رغم رغبتها بأن يُحبه الجميع ويُعامله جيدا ولكنها تود لو

تكون هي المميزة معه دوما .

تذكرت وجه حسن حينما سألته عن ترجمة شعورها لتلتوي شفتاه ويردف بسخرية مغيظة لها

" مبارك يا شاهيناز ... لقد أصبحت أم ..."

والغريب أن الجملة تكررت معها مرة أخرى اليوم حينما بدوار يصيبها فلم تستطع الثبات ليقترب حسن منها سريعا ويُجلسها على الأريكة , يهتم بحالها ويسألها عما تشعر به .

حمدت الله أن عمار كان منشغل وقتها لتتمتم بكلمات متفرقة عن شعورها بالتعب وكأن قدماها لا تستطيعان حملها , معدتها توجعها بطريقة غريبة عليها ليهز حسن رأسه ويبتعد عنها كي يخرج من البيت ينادي سعاد يتمتم لها بكلمات غير مفهومة لها لتريح رأسها على ظهر الأريكة بلا اهتمام فيقترب من جديد يردف بجدية معتادة .

" لقد أخبرت سعاد أن تأتي لكِ باختبار حمل ...."

اتسعت عيناها لتهز رأسها بنفي , روحها تتعلق بتلك اللحظة بمزيج لا تفهمه , هل تشعر بالمفاجأة أم السعادة أم الرفض .

لم تستطع قول شيء وقتها والصمت يلفها , يُخيّم على كل حواسها فلا تجد ما يقوله بينما حسن يدخل المطبخ كي يُحضر لها شيء تحتسيه .

الآن .. تقف أمام مرآتها تنظر لنفسها بتمعن , يدها ترتفع رغما عنها لتلامس بطنها من أسفل بلوزتها القصيرة , ارتعاشة صغيرة تصيبها فلا تعرف ما يجب عليها أن تشعر .

هل ستحمل طفل مرفوض من جديد ....؟؟.... هل ستعاني من جديد في تلك المتاهة التي خرجت منها قريبا ..؟؟

هي ... ستكون أم من جديد .... طفل لم يكن في الحسبان ... طفل لم يرده والده بل وأخبرها صراحة أنه لا يريد أطفال ولكن القدر كان له رأي آخر .

زفرت وهي تحيط جسدها بذراعيها , تفكر ماذا ستفعل فيما بعد ... ما هي خطواتها القادمة ...؟

بالتأكيد لن تظل هنا طوال العمر , ستعود لحياتها مجددا وربما تراه من جديد , ترى الرجل الذي لعب بقلبها الكرة , الرجل الذي جعلها تشعر بأنوثتها وقلبها الذي دقّ بحق معه ليصفعها فجأة دون سابق إنذار , صفعة مدوية هزّت عالمها بأكمله لينهار وكأن أعمدته كانت رماد !



صوت حركة بالخارج جعل عينيها تتسعان وقلبها ينتفض بخوف , مَن سيدخل البيت في هذا الوقت , فسعاد وزوجها والأولاد في الملحق الكبير في الجهة الخلفية بينما هي تمكث مع عمار هنا وحسن غادر منذ وقت طويل .

نظرت حولها لتلتقط هاتفها سريعا تتصل بعزيز وعيناها تبحثان تلقائيا عن شيء تدافع به عن نفسها وصغيرها , ارتعشت يدها وقلبها يتوقف على ذكر عمار لتجد نفسها بلا تفكير تركض لباب الغرفة تفتحه بلا مقدمات حتى تحمي صغيرها لتصطدم به .

وجدت نفسها محاصرة بذراعيه حول خصرها , يجذبها بقوة , دقات قلبها تركض بخوف وتفغر فمها بلا استيعاب للحظات , عقلها يحاول طمأنتها بأن هذا سفيان لا أحد آخر !



" أنت ...؟....."

تمتمت بها بنبرة خافتة , خرجت منها بصعوبة ليجيبها بهدوء أثار غيظها

" دوما ... أنا ...."

دفعته بقوة وصدرها يعلو ويهبط بغضب أعمى , تنظر له بعينيها السوداوين بهياج صامت وشعرها يهيج معها فتبعده عن وجهها بعنف , تتركه مكانه وتتجه لغرفة عمار المفتوح بابها تطمئن عليه فتجده غارق في نومه لتزفر براحة , ثم تعود له مجددا بغضب يحتل كيانها لتهتف بغضب

" كيف دخلت هنا ....؟؟..."

أمال سفيان رأسه ليجيبها بثقة

" سؤال غير موفق يا شاهيناز ... أنتِ تسألين سفيان التاجي ..."

هزت رأسها بيأس غاضب لتتركه وتتحرك ناحية غرفة المعيشة المعدة للجلوس ومشاهدة التلفاز, لم تكن ترى نظراته التي تتفحصها بكل انحناءة لها , تفصيلة مرئية وغير مرئية .

عيناه تتابعان خصلات شعرها الطويلة التي تصل لأسفل ظهرها , خصلات مجدولة من ليل عميق تجذب أنامله دوما ليقبض أنامله بعنف , منامتها القصيرة التي تُظهر أنوثها المُفرطة , ساقاها المديدتان تظهران أمام عينيه وهي تخطو بغضب للداخل , من أين أتت بهذه المنامة اللعينة الليلة ....؟

كانت مُغرية بأكثر مما يتحمّل , دوما كانت مميزة بثيابها , ذوقها العالي واختياراتها التي تناسبها , كانت دوما مهتمة بنفسها حتى لو لم تضع نقطة زينة واحدة على وجهها ولكنها تكون بهيئة مغرية دوما , رائحتها بعطر خاص لم يتعرّف عليه أبدا وكأنها تمزج أكثر من عطر معا لتخرج بخلطتها العجيبة المميزة .



توقفت في الغرفة لتردف بسخرية وهي تعقد ذراعيها , تواجهه بثبات وقد تحكمت في غضبها

" كيف تأتي لبيت عاهرة ليلا دون اتفاق مُسبق ....ألا تعلم أن الليل هو قوت العاهرات ....؟؟...."

نظراتها كانت لُغز محكوم بلا فرار ولا قدرة على حله .

كانت تنفث لهيب حروفها وكان يحترق مما قالت ليهتف بجمود

" لا تتحدثي هكذا ...."

مالت برأسها لتهمس بسؤال هادئ

" لماذا .... هل نسيت ما قلته لي ...؟؟.."

لتكمل بشبه ابتسام قاسي

" لقد أردت التسلية ليومين ولكن للأسف علقت ووقعت في فخ لم تكن تريده حينما وجدت أن المرأة العديمة الأخلاق التي أردت التسلية معها لن ترضى بما أردته منها ... "

عضت على شفتها من الداخل تكتم غيظها لتسأله بقهر مكبوت

" الغريب أنك فعلت الكثير كي تتزوجني ... أوهمتني بحب كاذب ... اقتربت من ابني وجعلته يُحبك وكل هذا لأجل شيء كان يُمكنك الحصول عليه من امرأة أخرى دون هذا التعب ..."



صمت سفيان لحظات يستمع لها , كل الأمور داخله معقدة , هو ببساطة رجل مُعقد

رجل عاش حياته لا يعرف معنى الخسارة , رجل حمّله الجميع مسئولياتهم ليصبح هو أساس العائلة , هو مصدر قوتها , انهياره مرفوض , مشاعره مدفونة داخل بئر عميق لا يُمكن نبشه حتى .

ازدرد ريقه , يضع يديه في جيبي بنطاله ليجيبها ببحة

" حبي لابنك لم يكن كذبا والا كان اكتشفه هو أولا .... علاقتي بعمار كانت عفوية لم أخطط لأي شيء فيها أبدا ...."

أبعدت وجهها جانبا لا تريد سماع هذه الأشياء ليُكمل ويحاول إبعاد عينيه عنها

" علاقتي معك معقدة .... حينما رأيتك أول مرة صُدمت , يومها تملكتني رغبة قوية اتجاهك , خطفتني وكأنني أول مرة أرى امرأة , لقد قاومت هذا الشعور داخلي فلم أرد يوما أن أسعى خلف أحد فأنا اعتدت أن أظهر رغبة في أي امرأة فقط وهي ترحب بكل بساطة , أما أنتِ فكان الأمر مختلف معكِ , لم تحاولِ ولا مرة أن تقتربي مني أو تجذبيني نحوك .... لم أستطع الصمت .... بحثت عنكِ لأصطدم بما عرفته ...."

تشنجت في وقفتها , جسدها كله يتجمد للحظة وهي ترى سيرتها الذاتية بصور حية أمام عينيها تلك اللحظة

تابع بنبرة محترقة

" علاقتك الغريبة بباسم بعدها زواجك بياسين الصواف وفجأة حملك فورا .... كل هذا كان مثير للريبة بالنسبة لي ... أن تحاول امرأة أن توقع برجل وبعد وفاته على الفور تتزوج شقيقه بفترة صغيرة , لأتساءل بداخلي ... هل كنتِ على علاقة بالشقيقين معا أم ماذا ...؟؟... الأقاويل كثيرة في ذلك الأمر ولم أصل للحقيقة للآن ..."



أجابته بحزن دفين وقسوة ظاهرة

" ولن تصل ..... لقد ذهبت الحقيقة مع مَن فارق الحياة ....."

ثم تابعت بتهكم

" الغريب أنك تقول الأقاويل كثيرة وقد مرت فترة طويلة على ما حدث .... هل ما زال أحدهم يتذكرني للآن ...؟؟...."



مالت شفتاه ليجيبها بخشونة

" سهر راشد .... تقريبا تُحبك أكثر من اللازم فقد سردت كل حكاياتك القديمة في النادي الذي كنت تذهبين اليه في السابق ..."

زادت قساوة عينيها , تقاوم طباعها الشرسة لتبدلها بسخرية باردة

" آه ... سهر ... تلك الفتاة النحيفة .. تذكرتها .... هل ما زالت غاضبة مما فعلته بها ... غريب أمرها ..."

عقد سفيان جبينه ليسألها بنبرة بها شيء من الضراوة

" وما الذي فعلته بها ...؟؟...."

أخفضت ذراعيها لتقترب خطوتين منه , تُبعد خصلات شعرها بأناملها فيظهر عنقها بذلك السلسال الصغير للغاية كفراشة ذهبية وبداية صدرها المُغري , ذراعيها الناعمين وبشرتها البرونزية .

تمتمت ببطء وقد تلبستها روح الماضي كي توجعه

" لقد جذبت خطيبها لي ليتركها ويهرع اليّ , لم يأخذ الكثير من الوقت كي يكون مثل الخاتم بإصبعي .. لتجلس هي تنوح حظها من بعدها وتتحدث عني كما ترى .... لا تريد الاعتراف أنه لم يكن يُحبها من الأساس حتى يتمسّك بها , فلم يعد لها مرة أخرى حتى بعدما لفظته من حياتي حينما مللت منه ..."



تحرك عرق غاضب في جبين سُفيان ... هل هذه نار تحرق قلبه تلك اللحظة ..؟؟

مَن هذه المرأة التي تزوجها ...؟؟... هو لا يعرف ... لم يعد يفهم .



تمتم بقسوة

" لماذا فعلتِ ذلك يا شاهيناز ...؟؟..."



كان سؤاله مع اقترابه خطوة منها لتظل خطواتان بينهما فيرى لمعة عينيها جيدا وهي تجيبه بغضب مكبوت

" لأنها كانت تنظر لي باحتقار ... تتحدث عني بالسوء وأنا لم أكن اقتربت منها حتى .... تُخبر صديقاتها أنني أتدلل وأفتعل الرقي وأنا فتاة فقيرة عديمة الأخلاق , فثيابي لم تكن تُعجبها ... أردت أن أُريها ماذا ستفعل عديمة الأخلاق حينما تضعها في رأسها ...."



كانت مُنفعلة , ذلك الانفعال المكبوت الذي يُظهر في تلاحق أنفاسها , عروقها نافرة لتتابع
" لا أحب أن يرميني أحد بشيء لم أفعله معها وعقابا لها جعلتها تُجَرِّبه .."

هز سفيان رأسه وهو يستقبل ذلك الجانب الذي لم يعرفه منه ، شراستها حينما تغضب .. وهي الآن غاضبة … غاضبة للغاية .

" هل لو أخبرتك أنني لن أتزوج ستعودين ..؟؟…."

" لا ….."

كانت إجابة سريعة .. واثقة .. لم تحتج لحظات للتفكير فيميل فمه بشبه ابتسام ويقترب خطوة أخرى فتظل خطوة بينهما ليردف ببحة شوق
" حسنا دعينا من أمر العودة الآن … ألن تخبريني تفاصيل الماضي ...؟؟؟…."

أجابته بثقة تخفي حزن عميق
" حينما يكون الحاضر لا يخصك والمستقبل تنازلت عنه فلا تسأل عن الماضي فربما يجرح رجولتك يا سيد سفيان فكما تعلم أنا امرأة سيئة السمعة …"

كانت في لحظة بين ذراعيه ، يقبض على خصرها بيديه ويردف بحزم
" لا تقولي تلك الأشياء مجددا …"
كانت تحاول دفع يديه وتجيبه بغضب
" لماذا … ألا تفكر هكذا حتى لو لسانك يرفض قولها عيناك تشككان في الأمر .. أردت أن أريحك فقط …"

رائحتها التي يحبها تغلغلت لأنفه ، ليقترب من خصلات شعرها فيتشممها بقوة يهمس بخشونة
" لقد اشتقت رائحتك .."
لم يكن يعلم أنه سيشتاق تلك الرائحة هكذا ، كالصائم يتلقى أول قطرة ماء في جوفه كان يتشممها بجوع وكانت تحاول إبعاده رغم ذلك الشيء الذي لم تفهمه يجذبها نحوه رغم غضبها ، لكنها كانت تسيطر عليه ، تبعد وجهها عنه فلا تتشمم رائحة عطره تلك اللحظة ، تعض شفتها بقوة ترفض الضعف لهذه الرائحة التي فعلت بها الأعاجيب .
جمعت قوتها لتدفعه بقوة هاتفة ، تنهر نفسها بداخلها ألا تضعف
" أخرج من هنا يا سفيان ولا تعود مجددا … لقد انتهت حكايتنا تماما .."

عدّل من قميصه وخصلات شعره التي سقطت على جبينه يعيدها للخلف مجددا ويجيبها بهدوء رغم لمعة الرعب في عينيه
" أنا سأغادر الآن … لكن تلك الترهات التي تتفوهين بها لا تقولينها مجددا …. لن ينتهي شيء … "

تحرك خطوتين ليردف بثبات
" لا تفكري في المغادرة … سيعرف أيضا فلا تتعبي نفسك …"

رمقته وهو يغادر بيتها بغيظ ، تعقد ذراعيها وتكز على أسنانها بقوة لتهتف بغضب
" تبا لك .."


…………………

كلما تذكر نظرة والدها له يتمنى لو انشقت الأرض وابتلعته ، الكل تجمع في لحظة ، والدتها ووالدها وشقيقتها وسقيقها ، صديقاتها ، الجميع كان يتقلب على جانبي القلق والخوف وهو كانت سكاكين تنغرز في قلبه رغما عنه كلما التقط عيناه بعيني والدها وصوت والدتها المنهار
" أنتَ السبب ... أنتَ السبب ..."
لا يعرف كيف صمد ليهتف من عمق قلبه
" سأعيدها ... أقسم بالله سأعيدها لو كانت حياتي الثمن ..."
الا أن صدى كلماته كان المزيد من الدموع واللوم ورفض لوجوده فهو السبب فيما حدث .
انقبضت ملامحه لتتضخم غصته أكثر وأكثر فيجد يد محمد تربت على ظهره ليقول بهدوء
" ستمر صدقني ... كل شيء يمر .. قل يا رب وتوكل على الله ..."

تمتم رواد بقلب منقبض
" يا رب ..."
رنين هاتفه الذي ينتظره أتاه ليفتحه سريعا يرد بلهفة
" نعم ..."
" تعجبني السرعة في الرد يا بشمهندس ...هل فكرت فيما اخبرتك إياه ..."
أغمض رواد عينيه بغضب ليتمتم بجمود
" نعم وافقت أن أسرق المصنع الذي أعمل به ..."
ليرد كمال ببطيء
" تؤ تؤ .. هي ليست سرقة .. هي استرداد حقوق فصاحب المصنع في الأساس لص سرقني فيما مضى والآن آن وقت استرداد الحقوق ..."

التوت شفتا رواد بتهكم ... هو بالتأكيد يعلم أن كل ما قاله محض هراء وكذب فكمال خبير في الإقناع كما فعل معه فيما مضى .

تمتم بلا تعبير
" نعم .. معك حق .."
ليردف كمال
" حسنا يا رواد .. عروسك في الحفظ والصون الى أن يتم الأمر لا تخف عليها .."

تمتم رواد بقسوة
" لو مُست منها شعرة سأهدم المعبد على من فيه ..."
ضحك كمال ليجيبه بتسلية
" لا تخف .. لم يقربها أحد ... للآن .. ولكنهم على وشك فكلما تأخرت كلما كان الخطر أكبر ..."

اشتدت عروق رواد بقوة ، غضب أعمى يحيط به لينتهي الاتصال على ضحكة كمال التي كانت سكاكين تنغرز في قلبه
فياتيه صوت محمد بجدية
" هل نتوكل على الله ...؟؟..."

نظر له رواد ليجيبه بتصميم
" توكلنا على الله ... سأذهب أنا وحسام والرجال اولا وأنت عليك الجزء الثاني ..."

عقد محمد حاجبيه ليردف
" لماذا لا آتي معك أنا وحسام يتولى جزء الشرطة ...."

مالت شفتا رواد بشبه ابتسام ليجيبه
" لأنني أثق بك ... أثق أنك ستأتيني في الوقت المناسب ..."

هز محمد رأسه لينطلق رواد متخفي كي يلحق بحسام. الذي ينتظره في ركن بعيد ليتبعه محمد بعد وقت كي يؤدي مهمته .

…………………….

حاصرهم على غفلة منهم ، لم يكن عدد الرجال كبير وكأن كمال لو يتوقع مداهمته وقد اتخذ من بيت عائلته القديم مخبأ له ، مكان لا يتوقع الكثيرون ولكن هو توقعه .
شيء تعلمه منه .. أن يفكر في آخر مكان قد يظن غيرك أنك تستخدمه … بيت قديم مهجور له مخزنين بالأسفل ودور علوي ، أتاه من قبل .. مرة واحدة ، استخدمه كمال مرة حينما كانت كل أماكنه مراقبة .

تولى حسام واثنين معه الرجال بالخارج ليقتحم رواد المخزن فيجدها ، تجلس على كرسي ، يداها وقدماها مقيدة ، رأسها يميل للجانب ونائمة لتفيق مفزوعة تنظر حولها بهلع الى أن سقطت عيناها عليه فتنفجر في البكاء هاتفة
" رواد .."

ركض عليها يفك قيدها بعينين دامعتين يهمس بألم
" أنا آسف …. أقسم بالله آسف … لم أكن أعلم أن كل هذا سيحدث … سامحيني يا حبيبتي …"

كانت تبكي .. لا تقول شيء ، تنظر له وتبكي ، قلبها يوجعها من الخوف والألم وكأنها نسيت حروف الكلمات حينما رأته ليحتل بكاءها الصدارة .
فك قيدها ليجذبها من خصرها كي تقف ، فتميل بتعب ، لا تستطيع الاعتدال على الفور وقد فقدت طاقتها تماما ليردف بقوة

" فلة … لا تفقدي الوعي الآن … أفيقي …"

صوت جلبة بالخارج نبهه ليوقفها خلفه ، يدعمها بذراعه ويستقبل ذلك الرجل الضخم الذي ابتسم بشراسة

" أهلا بالمحروس … رجالك مقيدين بالخارج … يبدو أنهم لم يتناولوا الطعام جيدا …"

لم يجبه رواد بينما يشدد من فلة خلفه ، لقد اعتمد على قوته البدنية واكتفى بالسلاح الذي يملكه حسام ليأتي من هو أضخم منه بكثير ونظراته غير مريحة .

" هل تريد أن تأخذ العروسة هكذا دون الاحتفال بها … كان يجب أن يحدث الاحتفال منذ أول يوم ولكن كمال واوامره البغيضة …"

نظر لفلة باشتهاء
" هيا يا عروس حتى يشهد عريسك مراسم الاحتفال فيتعلم …"

كانت لحظة من الجحيم يعيشها رواد بينما هي تتشبث بقميصه والرجل يقترب فيهمس رواد لفلة

" سأشغله واهربي …."

وفي لحظة كان ينقض عليه في معركة كان يعلم أنه الخاسر بها بينما فلة تحاول الهروب لتقف وهي تستمع لصوت رصاصة انطلقت فيتجمد جسدها ويسقط قلبها رعبا قبل أن تستدير .




قراءة ممتعة .. فصل فلة شمعة منورة 🤭🤗


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 03:51 AM   #5999

انوار الهدى.

? العضوٌ??? » 493190
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » انوار الهدى. is on a distinguished road
افتراضي

حقيقي انك مجرمه يا هدير كان ضروري يخلص الفصل عند هاللحظة😢
MerasNihal likes this.

انوار الهدى. متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 04:04 AM   #6000

ام رقية

? العضوٌ??? » 384421
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 366
?  نُقآطِيْ » ام رقية is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل خطيييييير ياديرو بمعنى الكلمة من نسرين واللعبة اللي هتنزل ع دماغ زبرجد انها من وجهة نظر الناس هتكون خطافة رجالة خطفت جوز الممثلة الكبيرة وتسببت في اجهاضها الموضوع بيكبر اما فلة ورواد خايفة جدا للي هيحصل بعد كدة ؟؟؟؟؟؟؟
MerasNihal likes this.

ام رقية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.