15-10-24, 02:14 AM | #7723 | ||||
| VERY BEAUTIFUL history i liked a lot توقفت رؤيا للحظة تنظر لشقيقتها بصمت لترتعش الإبتسامة على شفتيها وتلك الغصة تتوقف في حلقها ، تحاول إبتلاعها .. تمريرها وإبعاد الذنب عن عاتقيها ناحية شقيقتها ، لقد انغمست في العمل هنا وهناك .. كانت تضطر للسفر وحدها منذ الفجر للتجار حتى تستطيع الحصول على بضاعة جيدة تستطيع بيعها .. انشغلت رغما عنها حتى توفر لشقيقتها كل ما تحتاجه ولكنها نسيت أن والدتها أدخلت البيت شيطان على قدمين ، شيطان بث سمومه في بيت والدها حتى بات البيت سجن بقضبان عالية ، حوائطه محاطة بالنيران وهي التي لا تهدأ ، لا تستطيع الراحة كلما نظرت لشقيقتها الذابلة ، عقلها يفكر ويدبر حتى تنتهي من تلك العلقة القذرة التي التصقت بهن بفعل والدتها . توقفت مبهوتة وهي تراهما يجلسان جوار بعضهما ، والدتها تطعم هذا القذر الفاكهة التي أحضرتها مساء ، اشتعلت الدماء في عروقها ووجهها يتجمد ، القسوة ترتسم على ملامحها بقوة ، قسوة خالصة ! شعرت بيد شقيقتها تجذب يدها تحاول تهدئة ملامحها لترفع رؤيا يدها تربت على كتف شقيقتها بحنان لتسمع صوت والدتها " كُل يا عبده ... بالهناء يا حبيبي ..." ليضحك بسماجة " لقد شبعت يا امرأة ... ما عاد لدي متسع للمزيد ..." لتحاول من جديد بدلال " لأجل خاطري يا عبده ..." ليصدح صوت رؤيا الصلب بقسوة " لقد أخبرك عبده أنه شبع يا أم رؤيا ... ماذا حدث لأذنيكِ ؟؟ هل أصيبتا كقلبك ..؟؟ ..." احمر وجه والدتها بشيء من الغضب وهي تُخفض يدها بضيق لتعض شفتها بينما زوجها يرمق رؤيا بكره ونظراته تمر بها لتتوقف على الصغيرة المُرتجفة القلب جوارها ... تُحاول إخفاء جسدها خلف شقيقتها لتشعر بأن نظراته تهددها ... تُخبرها ببساطة أنها ليست حصينة منه ، أن تشبثها بشقيقتها ما هو الا ستار يستطيع فتحه على مصراعيه حينما يُريد ... أن حماية شقيقتها الواهية بأخذها معها في كل مكان لن تقف عائق أمامه حينما يُريد .... سيظل يستخدمها كما استخدمها دوما دون أن يشعر به أحد ... تلك الطفلة التي جذبت أنظاره منذ دخوله البيت بضحكتها ورقتها ... كانت مختلفة عن شقيقتها الشديدة .. فرؤيا صلبة .. حتى وجهها الصغير تستطيع بقوة قلبها بث القوة فيه بطريقة عجيبة .. وكأنها تنحت تعابيره من جديد .. قوتها تُقلقه رغما عنه فهو لا يتوقع أبدا ماذا يُمكنها فعله ... رؤيا المتزمتة جدا في ثيابها فلا تتخلى عن حجابها أمامه وكأنها تضعه مكانه فتخبره ببساطة أنت رجل غريب ولن تصبح كوالدي أبدا ! فكما يقولون هي ( ابنة السوق ) مرّت بالكثير وتعلمت الكثير لا أحد يتوقعها أو يعلم بماذا تفكر أو ماذا ستفعل ولكن الصغيرة الرقيقة .. فلا حول لها ولا قوة ... تجعله ينتشي بمجرد نظرة الخوف التي تطل من عينيها ... ارتجافتها واهتزاز جسدها حينما تصطدم بوجوده وهي وحدها فتكون فرصته لملامستها كما يريد دون أن يراه أحد ... رعبها حينما يذكر شقيقتها يُسعده .. يجعله يشعر بتسيده للموقف فهو يعلم جيدا مدى تعلقها بشقيقتها ... تتعلق بها كأنها الحياة بأكملها وهو لعب على هذا الوتر جيدا .. لقد قرر استغلال ما يستطيعه من هذا الزواج . " إلام تنظر يا عبد العظيم ...؟؟..." ارتبكت نظراته وهو يواجه نظراتها القاسية تلك اللحظة ليجيبها بكره وسخط يغطي على نظراته " وكأنك أميرة ساقطة من السماء .... الام سأنظر يا فتاة ... أنتِ كالرجل في البيت ...." ابتسامة صغيرة قاسية ارتسمت على شفتيها لتجيبة برفض صدر من شفتيها " تؤ تؤ ... لست رجل واحد ... بل مائة رجل .. فتذكر هذا جيدا .." تدخلت والدتها لتهتف بنزق " ما الذي يحدث معك يا رؤيا .. لماذا تدخلين علينا بعواصفك هكذا ...؟؟..." ميّلت رؤيا رأسها قليلا ترمق والدتها بغضب صامت .. فلو كانت هي التي تقسى في الحياة كل توفر لفمة العيش فتخرج باكرا تدور هنا وهناك بينما والدتها مستقرة في البيت ... كيف لها ألا تدرك بأن هناك شيء خطأ ... بأن ما يحدث حولها لا يمكن أن يكون طبيعي ... انطفاء رضوى لم يكن بسبب الدراسة .. فرضوى عاشقة لدراستها حتى وهي طفلة ... لم تتعبها يوما حتى تنهي واجباتها .... انطفاء رضوى الذي أتى رويدا رويدا حتى أعمى عيني شقيقتها الغارقة بالهموم لن يكون سوى لسبب قوي وهي لن تسأل من جديد ... بل ستتعامل هي كما يجب أن يحدث . أجابت والدتها بتهكم "أنا لم آتِ بعواصفي يا أمي ... أنتِ فقط أصبحتِ رقيقة القلب زيادة فبتِ ترين الأمور بمنظور مختلف ..." كانت تضرب تحت الحزام بقسوة دون أن تبالي لتسبل والدتها أهدابها ، بينما الآخر مد يده كي يأخذ حبة تفاح لتتحرك رؤيا بخطوات واثقة لتمد يدها تأخذ التفاحة من يده قبل أن يقربها من فمه لتردف بسخرية " لو زدت في الأكل يا عبد العظيم ستصاب بالإنتفاخ .. " احتقن وجهه بالغضب لتنظر لها والدتها برفض لما تفعل ولكن رؤيا لم تبالِ بها لتناول الطبق لرضوى وتخبرها بجدية "خذي هذا الطبق لغرفتنا .... أنتِ تحتاجين لتغذية ...هيا " هزت رضوى رأسها لتتحرك بخطى خائفة للغرفة لتتحرك رؤيا خطوة تتبعها ولكن صوت والدتها أوقفها " لقد عاد نجيب اليوم ومرّ علينا ظهرا ولكنني أخبرته أنكِ في السوق فأخبرني أنه سيمر غدا ..." تجمدت رؤيا مكانها للحظة ... تشعر بأن الخبر وقع في قلبها كحجر صلب استقر هناك ... شعور لا يجب أن تشعر به وخطيبها المزعوم قد وصل وربما سيتحدث معها عن الزواج .. لا تعلم ماذا يجب أن تفعل الآن ..؟؟ أخذت نفس لتقول بجمود دون أن تنظر لوالدتها " حسنا ... سأراه حينما أتفرغ له ..." ثم تركتهما وغادرت للغرفة خلف شقيقتها ليهدر صوت عبد العظيم بصوت خفيض وغضب حارق " هل يُعجبك ما تفعله ابنتك العانس معي ...؟؟... ماذا تظن نفسها ... أقسم بالله أحيانا أشعر بأنها رجل ... إنها ترتدي من سراويل الرجال بحق الله .... أنا ... عبد العظيم .. تتحدث معي هكذا .. دون احترام أو تربية ..." ربتت كريمة على كتفه تحاول تهدئته لتردف بلطف " أنت تعرف رؤيا جيدا ... لا تهتم لكلامها ولا ما تفعله .. ثم أن نجيب أتى وربما يكون الزواج قريبا وستأخذ معها رضوى ..." زمجر بغضب لينهض ، ينفض يدها بعيدا عنه " ابتعدي يا امرأة ... لقد انسدت شهيتي للحياة بأكملها بسببك وبسبب ابنتيكِ ...." ثم تحرك بخطوات غاضبة بجسده النحيف لتتبعه بلهفة وصوتها يردد دون توقف " توقف يا عبده بالله عليك ... لم يحدث شيء لكل هذا ... انتظر وسأجعلها تعتذر لك ...." ولكن آخر كلماتها ذهبت مع آخر خطواته وهو يغادر باب البيت لتقف بوجه غاضب تنظر في إثره وبعدها تتجه لغرفة ابنتيها الصغيرة فتفتحها دون استئذان لتنتفض رضوى الجالسة على الفراش مقابل شقيقتها التي تقطّع لها التفاح كي تأكله بينما رؤيا قست ملامحها وهي ترى ذعر شقيقتها الذي بدأ يهدأ حينما رأت والدتها لتزفر بضيق وتترك ما بيدها لتستدير تواجه غضب والدتها وصوتها العالي " ألن تتوقفي عن أسلوبك المنفر هذا يا رؤيا ...؟؟... هل انعدمت تربيتك لتلك الدرجة فبت تهبين بلسانك اللاذع في وجهي ووجه زوجي ..!... اسمعيني جيدا يا رؤيا ...." الا أن رؤيا أوقفتها تماما وهي تنهض تواجهها بملامح قاسية .. صلبة ... وكأنها قُدّت من الصخر لتقول بجمود " اسمعيني أنتِ يا أمي ... هذه الغرفة لا تدخليها مرة أخرى الا حينما تأذن إحدانا لكِ ... أما بالنسبة لزوجك المعدوم الرجولة فلم يرَ شيء مني بعد ... أنا رؤيا التي شربت من مرّ الدنيا حتى ارتوت ... رؤيا التي تعلّمت كيف تقف في وجه أقسى رجال السوق ... رؤيا التي تعلّمت الضرب بالمطواة حتى تدافع عن نفسها إذا اقتضى الأمر وصدقيني ... اقتضى الأمر كثيرا ولكنك لا تعلمين شيء كالعادة .... " ضربت رؤيا بيدها على جانب خشب السرير بقوة لا يُظهرها جسدها النحيف لتهدر بقسوة " رؤيا التي حرمت نفسها من كل شيء حتى تستطيع التكفل بهذا البيت ... التي أرغمت نفسها على القبول بزواج بائس بسببك ... كل هذا ... أنا .... وأنا لست ضعيفة ولا غبية ولا يوجد في قلبي ذرة حنان لأحد سوى لتلك الصغيرة ..( وأشارت على رضوى المبهوتة الملامح ) ... وصية أبي رحمه الله .. فلا تراهني على شيء .... إن كانت طريقتي لا تعجبك .. يمكنك أخذ زوجك والعيش بعيد عنا ..." اتسعت عينا والدتها لتهتف دون تصديق " هل تطرديني من بيتي يا رؤيا ... بعد كل هذا العمر تطرديني ..!!...." أجابتها رؤيا بهدوء " أولا هذا بيت والدي الذي ضاعت ذكرياته بدخول زوجك هذا البيت .... والدي الذي لم يعاملك دوما الا بالحُسنى ولكنك للأسف لم تستطيعِ العيش دون رجل من بعده ويا ليتك اخترت رجل بل اخترت شبيه رجل سببه في الحياة هو أذيتنا ... " هزت والدتها رأسها برفض لما تراه من الجانب الجديد لابنتها .. فرؤيا دوما متفهمة ... حنونة ... لا تشتكي .. تتحمل دون كلمة .. لم تأتِ يوما من السوق لتبكي أو تشكي ما يحدث هناك معها . ازدردت ريقها لتردف بخفوت ونبرة حزينة كي تغلف بها ما يحدث " لم أنتظر منكِ هذا يا رؤيا ... أنتِ ابنتي الكبيرة ..لا تقسي عليّ بهذا الشكل يا ابنتي .." لم تتأثر رؤيا ولم تجبها بشيء لتنظر لها والدتها بحزن وتنتقل نظراتها لرضوى الجالسة على الفراش بجمود ، تنظر لهما بعينين واسعتين وصمت يَخيّم عليها لتزدرد والدتها ريقها وتغادر بشهقة بكاء مكتومة لتهمس رضوى لشقيقتها " إنها تبكي يا رؤيا ..." زمت رؤيا شفتيها لتقول بهدوء دون الولوج لحديث يخص أمها " أنهي حبة الفاكهة وبعدها دروسك وأنا جالسة جوارك لن أتحرك …" ثم نظرت لإبريق الماء على الطاولة الصغيرة لتردف بحزم " هذا الماء سيكون هنا منذ هذه اللحظة … إن أردت الذهاب لأي مكان وأنا نائمة اسكبي عليّ منه ولا تتراجعي .. هل سمعتِ يا رضوى ...؟؟…" هزت رضوى رأسها سريعا لتزفر رؤيا بتعب … تجلس على الفراش وعقلها لا يهدأ هي لن تكتفي بهذا بالتأكيد لن تكتفي فقط قررت أخذ حقوقهما حتى لو لم تفصح رضوى للآن فعينيها تخبرها بوجود الخطأ وهي ستعرفه حتما ستعرفه ! [/color][/size][/QUOTE] | ||||
09-11-24, 12:08 AM | #7728 | |||||
| اقتباس:
j j j j j j j j | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|