22-06-19, 08:06 AM
| #31 | ||||
|  الفصل الخامس الفصل الخامس:- ~~~~~~~~~~~~ - إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك .. وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان .. فإنتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي ! وأنظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغني .. وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيه فوق أغصان الشجر .. لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً .. وقلباً جديداً. __________________________ كما هى.... جالسة على السرير الصغير و كل ما يشغل بالها انها الان بلا سند و ان امانها و حمايتها المتمثلان فى والدتها تبخر فى الهواء عندما انتشلها ذلك الوحش الادمى من بين احضان والدتها ملقيا اياها فى براثن هؤلاء الذئاب بعض الناس تعتقد ان الاطفال لصغر سنهم لا يفقهون شيئا غافلين ان الاطفال هم اكثر الاشخاص شعورا بمن حولهم و حساسية لكل المشاعر بسبب مشاعرهم الرهيفة الكامنه بداخلهم و نقاء ارواحهم.. بنظرة للطرف الآخر يعلمون نوع مشاعرهم و خبايا ارواحهم و هذا بالضبط ما لاحظته جوليان عندما كانت فى منزل العائله الخاص بعامر و والده عندما اخذها المدعو بخالها الى هناك فهى حتى الان لم ترى نظرة واحده مليئة بالحنان و الحب من احدهم باتجاهها بل كانت مليئة بالكره و القسوة.... و بعضهم الجمووود و عندما اتت لهنا ولاحظت طبيعتهم ادركت كم المعاناه التى سوف تلاقيها و قد بدأتها من الان قلبت انظارها حولها تحاول اكتشاف المكان الكامنة به اقتربت من حافه الفراش و هى تحاول النزول من على السرير العالى و الامر الذى زاد صعوبة الموقف بنيتها الصغيرة و الضعيفه لذا عندما انقلبت نائمه على بطنها و هى تحاول ادلال قدميها للاسفل كان نصيبها سقطه قويه على مؤخرتها مما جعلها تحنق بفكرها الطفولى على السرير و هى تفكر هل السرير متفق معهم ايضا بكرهها...!! نظرت الى الغرفة و هى تلاحظ الفرق الشاسع بينها و بين غرفة الاخريات حيث تحتوى على سرير صغير و خزانه صغيرة و باب فى الزاوية ادركت انه الحمام و لا يوجد ما يميز هذه الغرفه الكئيبة الخاليه من الوان الحيا و الرفاهية سوة نافذة امتدت من الارض حتىةالسقف بطولها مع بعض الستائر البيضاء حتى الالعاب المحشوة التى لفتت انظارها لم تحظى بهاا كم اعجبتها الدمية الفروية الصغيرة الشبيهة بالارنب بالون الوردى... اقتربت بخطوات صغيرة و سريعه الى النافذة و عندما نظرت منها وضعت ايديها على وجهها بدهشة طفوليه ظريفة بما ترااه من جمال فى خيالها.. حيث و لحسن حظها ان النافذة كانت تطل على الحديقه الخلفية و المزينة بشكل ساحر و فائقة العنايه و الاهتمام للمنزل جلست على الارضيه و هى تضع يديها على خدها و مازال فمها مفتوحا بدهشه محببة و لطيفة و هى تراقب النافورة و الارجوحه الملونه بالاسفل و كم تمنت الان ان تقوم بتجربتهاا ناهيك عن منزل الطيور الذى خطف انظارها بجماله و بجمال الطيور الملونة بداخله تنهدت بهيام و هى تفكر ان المظهر الجمالى كان سيكتمل بوجود والدتها الحنونة... و لكن بالنهاية تدرك بخُلدها الطفولى ان طلبها شبه خيالى و مستحيل ما هو مستقبلها تجهله كل ما تعلمه انها فرد دخيل غير مرغوب به..... ________________________ دخل عامر الى الغرفة بغرض الاطمئنان على جوليان وجدها كما هى على جلستها اللطيفه لفتت انتباهه بتعابير وجهها و هو يتسائل بداخله عن الشئ العظيم الذى اثار انتباهها و دهشتها سار ببطء باتجاهها دون احداث صوت حتى وقف خلفها مباشرة و لم تقل دهشته بل ازدادت و هو يراها تراقب الارجوحه الساكنه و النافورة و التى يقف عليهاا عصفوراان لري ظمأهما _عامر بشئ من اللطف: بتتفرجى على اى انتظر منها ردا.... لا رد. خاطبها بنفس السؤال عده مرات حتى ظن انها تجمدت على جلستها كمحاولة اخيرة ناداها عامر بشئ من الحده حتى انتفضت فزعه و هى تضع يدها الصغيرة ناحية قلبها و التى شعرت بهروب دقاته _جوليان بخوف: مش عملت حاجه انا.. انا كنت عاوزة ابوس ليان بس هى زقتنى كده و قفت مقلده طريقة ليان بدفعها و اردفت: و بسببها انا جاتلى تعويرة و هى لا مش تزعقلي و بعدين اروح اشتكى لمامى و اوريها التعويره و هى تبوسها وقف يراقبها و هى تردف بالعديد من الكلمات الغير مرتبطه ببعضها و التى تدل على استياءها مما فعلته ليان و على عزمها بالشكوى الى والدتها _عامر بغلظة:مفيش ماما هنا انا مش قولتلك تنسيها و بعدين مامتك سافرت اصلا و مش عايزاكى و رمتك علينا و خرج من الغرفه بغضب تاركا خلفه قلب صغير محطم من كلماته الغليظه و شعور بالنبذ يسيطى على خلدها البرئ... ________________________ بمنزل سليم الرفاعى... كانت كما هى على وقفتها و هو يراقبهاا بنظرات غامضة _سليم بنبرة غامضة: طبعا انتى عارفه ظروف جوازنا عاملة ازاى و الصراحه مش انا الشخص اللى يتجوز واحده مش بتحبه و كارهاه صمت منتظرا منها ردة فعل على كلماته _ناردين بتهكم و سخريه مختلطة بالدموع: و انت فاكر ان كلامك ده هيشكل اى فرق حاليا ما خلاص اللى حصل حصل و وقت التراجع فاات و انا خلاص سلمت للامر الواقع فمتجيش دلوقتى تتراجع و تتكلم كلام ملوش لازمة _ سليم ببرود: يعنى انتى شايفة كده... تمام يبقى زى الشاطرة كده تروحي الاوضة بتاعتنا و تلبسي حاجه حلوة ما خلاص بقاا وقت التراجع فاات صعدت الى الغرفة و هى تشعر بالضياع هى من اختار لما الحزن نفضت جميع الافكار بداخلها و وضعت بخلدها ان هذه هي البداية الجديدة و يجب عليها تناسي الماضي ذهبت باتجاه الخزانه و انتقت احد ملابس النوم الفاخرة بملمسها الناعم و دلفت الى الحمام و اردته و نظرت الى المرآة متأملة مظهرها و الذى اقل ما يقال عنه انه مثير.. خرجت من الحمام و وجدته جالسه بملابس بيتيه منتظرا لها و هو يرمقها بنظرات غامضة و بها مزيج اخر من النظرات فشلت بفك شفرااته _اقترب منها بهدووء مردفا بصوت هامس كالفحيح و هو يلف احد خصلاتها الناعمه حول اصبعه مقتربا من اذنيهاا: من دلوقتى و اللحظه دى تنسي انك كنت متحوزة تنسي بنتك تنسي اهلك تنسي كل الناس و متفتكريش غيري انا بس... اناا و كان له ما اراد...... __________________________ نظرات مصدومة ممزوجه بالدموع و الشلل بالاطراف بل بجميع الحوااس كان هذا شعور جويرية زوجه طائع و هى ترااه مضجعا بالدماء النازفه من راسه و الذى كان حرفياا عبارة عن فتات من اللحم المفروم ممزوجا بدماء لشخص حاول جاهدا العيش بسلام مكونا عائلة دافئة و منزل سعيد فكانت نهايته تفكك العائلة و هدم المنزل و اندلااع حربا هددت سلام معيشته بلاا سبب منه بل بسبب بعض الاحقااد و التى ادت الى بناء بذور الكراهية و التى بالتأكيد مع مرور الوقت ستصبح شجرة سامقة يصعب التخلص منها كان صعبا بل فى غاية الصعوبة النظر الى حبيبها و رفيق الروح الى من قام باغداقها بكل الحب و الحنان و الرعاية ملقى على الارض بهذا الشكل اجهشت فى البكاء و هى حتى الان لا تصدق ما حدث تشغر كانها بكابوس رهيب ستستيقظ منه على قبلات ابنها صباحا و هو يوقظها مغيظا ابااه و الذى يمووت غيرة بهذا المنظر و ينتهى هذا الامر بصدح ضحكاتهم العالية محتضنين بعضهم البعض فى دفء تعلم الان اانها فقدته اغمضت عينيها و هى تحاول السيطرة على انهيارها ليس من اجلها بل من اجل شبلها الصغير و الذى ينظر الى والده.. بل جثته فارغا فاهه بصدمه سرعان ما تحولت الى غضب اسود جعلها تدرك ان بابنها شيئا غير طبيعى بالمرة نقل انظاره من على جثة والده الى القاتل و الذى نظر الى الجثة بشماتة و هو يبصق عليها مما زاد من غضبه و حقده و نزعه الانتقام التى تولدت بداخله رمقه بنظرات متفحصة شملته من رأسه الى اخمص قدميه و هو يحفظ شكله بعناية بداخله حتى تاكد من رسوخ صورته بعقله و حفظ بعض المميزات به التفت اليه القاتل و هو يتقدم منه و هو ينتوى رفع سلاحه الي وجهه مع ابتسامة خبيثة ادركها من نظرة عينااه تقدم ببطء و هو يمنى نفسه بداخله بالظفر بما انتوى اليه و لكن........ فجأة امتلأ المكان باصوات تبادل بطلقاات نارية و كأنها حرب و نشبت هنا التفت القاتل و من معه الى الخارج بسرعه شديدة و هم يتساءلون عما يحدث.... _تأكدت جويرية بخروجهم حتى التفتت الى ابنها و الذى لم يكن مربوطا بالحبال عندما جلبه الرجل و اردفت قائله: تميم تميم انت كويس تميم انتبه تميم من خضم افكاره و التى تعمق بسوادها حتى وجد ان الغرفة خالية و صوت اطلاق النار يرتفع _نظر الى والدته عندما لاحظ مناداتها و قال بصوت اسود مرتجف: نعم يا ماما _جويرية بسرعه و توتر و هى تخشي دلوف احدهم: تعالى فكنى بسرعة يا تميم قبل ما حد ييجى شكلهم اتلهو فى اللى بيحصل برة دى فرصتنا.. بسرعه يلااا _انتفض تميم مسرعا الى والدته و هو يحاول حل وثاقها حتى نجح اخيرا دلكت جويرية ذراعيها مكان الحبال و تقدمت بخطوات بطيئة مرتجفة من جثة زوجها و اجهشت بالبكاء و هى تحتضنه و تتمسح بدمائه علها تستشعر شيئا من دفئه اقترب منهما تميم و هو يحاول التماسك و لكن رغما عنه تساقطت عبراته و هو يقترب من ابيه و جلس بجانب و الدته و التى اخذت تقبل كل انش من ما تبقى من وجهه و تقبل جسده بهيستيرية اقترب من ابيه محتضنا ايااه بقوة و هو يعلم ان هذا هو اللقاء الاخير ابتعد عنه ثم اقترب من والدته و التى اصبحت متضجرة بالدماء و اخذ يهدأها و اقترب من والده و سحب سترته التى كان يرتديها و اعطاها لوالدته و التى اخذتها مخفية ما ظهر منها و هى تقوم بتعديل حجابها بانامل مرتجفة _تميم بهدوء: دلوقتى خلاص ما عدتش ينفع البكا و لو ينفع كنت قعدت هنا و بكيت بدل الدموع دم لكن خلاص ما عدتش اى حاجه نعملها و دلوقتى لازم نفكر نهرب من هنا ازااى _جويرية بتقرير:انا شوفت باب برة بس جانبي صغير اوى بس ينفع نستخدمه و كمان كويس ان الاوضة بتاعتنا دى قريبة منه _تميم بإستغراب : و انتى عرفتى منين _جويريةو هى تلملم اشياء زوجها من هاتف و سلاح و محفظة و اوراق و مال :شوفته امبارح لما خدونى عشان الحمام اللى اصلا كان حجه عشان اشوف المكان..يلا بسرعه التقطت يد ابنها و هما يخرجان من الغرفة بحذر و هم يرون الحرب القائمة بالخارج اسرعاا بالخطى حتى استطاعا الخروج من الباب زحفا على بطنهما نظرا لصغر حجمه بحجم النافذة.. ارتجف جسديهما بشدة و هما يخرجان الى الجليد بالخارج و اخذا بالركض السريع و هما يبتعدان عن مكان تواجد هذه العصابة الكبري حتى تناهى الى مسمعهما طلقات نارية كادت ان تصيب تميم و لكن اصابت والدته و التى وقفت امامه لحمايته و اخذت اكثر من ثلاث طلقات و الذى بكل تأكيد جعلوو تميم يوقن بووفااة والدته و التى نطقت بصوت مختنق و هى تبصق دماءا:اهرب يا تميم اهرب بسرعه و روح لجدك عزمى كلموا على تليفون ابوك اللى معايا او روح لحد.... ي س ا عدك تباطئت بأخر كلماتها و هى تلتقط انفاسها الاخيرة بصعوبة ثم تدلت رأسعا معلنا عن ذهاب روحها الى عادل السماوات... نظر اليها بضياع رغم ثباته و شجاعته لكن بالنهاية هو طفل فقد والده امام ناظريه بطريقة غيرآدمية و الان والدته رمقها بنظراات كسيرة اخيرة و احتضنها بقوة و هو يصرخ بكل قوته معلنا عن فقدانه للتحمل بل لكل اطعمة الحياة بدونهم ابتعد عنها جاذبا منها اشياء والده و سلسالها و جميع متعلقاتهم الشخصية و وضعهم بجيوب السترة و ارتداها مكملاا ركضه و شعر اخيرا ببعض الارتياح عندما وصل الى الطريق و حينما كان يكمل ركضه لم يشعر الا بضوء قوى ثم ظلااااام ... ظلااااام خيم على اعينه و روحه ظلام يجذبه ببطء الى اعماقه و هو يدرك ان هذا الظلام المؤقت لا شئ بالنسبة الى الظلام الدامس بداخله و الذى بكل تأكيد غير مؤقت... ________________________ * بسنت الشرقاوي * عاشقة الخيال # انا اسفه على التاخير و هحاول اعوضكم عن بارت تانى انهاردة اتمنى يعجبكم البارت و الاحداث دمتم سالمين 🙈💙💙💙 ٢٢/٠٦/٢٠١٩ | ||||
|
|
26-06-19, 01:23 PM
| #34 | ||||
| بجد بجد شكرا جزيلا على تشجيعكم ليا و عارفه اني مقصرة و مبنزلش كتير و اسفه جدا والله بس انا مبعرفش اكتب ع الفون و اللاب بتاعى بايظ و ههحاول اعوضكم بفصل طويل اوى ان شاءالله بس المعاد مش عارفة احتمال الخميس او قبله على ما اخلص كتابته دمتم سالمين ❤❤❤❤ | ||||
|
|
|
28-06-19, 10:24 AM
| #36 | ||||
| الفصل السادس الفصل السادس:- ---------------- - أنني أكبر، لكن هل نضجت بالقدر الذي يستحقه عمري.. لا أدري، كل ما أعرفه الآن أنها حياتي، وذلك ليس بشئ حديث. __________________________ - بأحد مُدن تركيا تحديدا بالعاصمة اسطنبول... نجد فتاه بشعر اسود قصير و عينان بنيتان تدور بالغرفه بحنق و هى تفكر بطريقة لإيقاظ كتلة الشعر الباندا الكسولة من بياتها.. نظرت اليها و هى تحمد ربها بسرها لانتهاء الدراسه مما يريحها من عناء ايقاظها كل يوم و التى تنتهى بافراغ جميع محتويات الثلج المتواجد بالبراد على ظهرها العارى فهى دائما ترتدى عند نومها منامه حريرية من سروال قصير اعلى الركبة و تيشيرت لاسفل الصدر و الذى عند نومها و بسبب تقلبها يرتفع عن ظهرها حتى بفصل الشتاء نظرت اليها بقلة حياة و هى تقلب شفتيها و ترفع اكتافها دليلا على نفاذ صبرها و هى تنظر الى الساعه و التى تشير الى الثالثه عصرا ثم اتجهت الى البراد و تقوم بإخراج كيس ملئ بالثلج التفتت اليها و هى تناظرها بمكر و استمتاع بالعرض القادم اقتربت منها و هى تجلس فوقها بما انها ذات نوم عميق اذا لن تتأثر بجلوسها وضعت كيس الثلج بجانبها على الفراش و هى تقوم بإزاحة الجزء العلوى من المنامه حتى انكشف كل ظهرها نظرت اليها بإستمتاع بعد اخذها لكيس الثلج مرة آخرى و هى تقوم بسكب محتويات الكيس على ظهرها منتظرة العرض اللذيذ من قزمتها.... __________________________ كانت العائلة متجمعة فى جلسة عائلية يقيمها الحاج رحيم كل اسبوع فبرغم بلوغه السبعين من عمره الا انه مازال محتفظا بهيبته و شموخه و بترابط العائلة كانت الفتيات يجلسن بعيدا عن احاديث الكبار بالخارج فى الحديقه _ نطقت سيرين ابنه راجى اخو عامر و التى تبلغ الخامس و العشرون من عمرها و هى تخاطب ليان و التى تبلغ الرابعة و العشرون: بقولك ايه يا لينو همهمت ليان و هى تضع بفمها بعض قطع الشيكولاته لتشجعها على استكمال الحديث _سيرين بتساؤل: هو مش المفروض ان جوليان خلصت الكلية بتاعتها مرجعتش ليه لحد دلوقتى _ نطقت سما اختها البالغه الواحد و العشرون و هى تقول بسخريه و ازدراء: من امتى الحب ده يا سيري مش دى اللى انتى كسرتيلها ايديها و روحتى قولتيلهم انها ضربتك _ سيرين بتبرير: انا مش بسأل حباً فيها انا بس مستغربة انها لما ترجع هتعد عند مين اصل انا عرفت ان طنط نادية اشترطت على عمو عامر انها متعدش عندها و حتى تيتا مش طايقاها كادت ليان ان ترد حتى انتفضو فزعين عندما دخل عليهم فارس و هو يرتدي احد اقنعته السخيفة و المخيفه _ فارس بسخرية و استمتاع: مادام خفتو كدة يبقا بتخططو لحاجه شريرة يا مجمع الاشرار انتو بخاف من تجمعاتكم اقسم بالله نظر الفتيات الى بعضهم البعض و ابتسامة خبيثة ترتسم على محياهن ثم وجهن انظارهن الى فارس و هما يقومون من مجالسهم سائرين بإتجاهه _ فارس بزعر و هو يتراجع الى الخلف عندما رأى نظراتهن التى لا تبشر بخير: اى فى ايه اتحولتو لمصاصات دماء و هتمصوا دمى لا دمى لا محلتيش الا هو انا اصلا امى و ابويا بيقولولى انت ماعندكش دم يبقا مش هتلاقو ثم ضحك بسماجه و هو ينتظر ردة فعلهم _ ليان و هى تقترب منه: فيرو يا حب انت عارف طبعا اننا بنحبك قد ايه و بندافع عنك صح ! _ يارا و هى اخت فارس بالثانيه و العشرون قالت ببطء: مين اللى بيخبي مصايبك ف البيت اكيد يارا حبيبتك طب بلاش مين اللى قفشك و انتا بتشرب سجاير ولا لما كلمت الهام ف التليفون و لا لما..... _قاطع فارس اياها بزعر و هو يصرخ بها: باااااس باااس كده بتسترى عليا امال لو فضحتينى كان اى اللى حصل _ سيرين منهية نقاشهم السخيف: سيبونا من حوارتكم دى نخش ف الجد بقا ثم التفتت الى فارس قائلة: بص بقا طبعا بما انك الرويتر بتاع البيت و عارف كل حاجه يبقا اكيد عارف جوليان بنت عمو عامر هترجع امتا و هتعد فين _حك فارس مؤخرة رأسه و هو يضحك بتوتر: ايه ده انا سامع ماما بتنادى ثم التفت و هو ينوى الرحيل قائلا بصياح: جايلك يا نبع الحنان. _ لحقت به يارا و هى تمسكه من الخلف قائلة: هقول لابيه ياسين... صمت تام من جهة فارس مع نظرات مذعورة كانت هى رده على ما قالته كاد ان يرد عليها و لكن ما جعله يتراجع عندما جاء الخدم يخبرهم بلزوم دخولهم... __________________________ فى احد الغرف ذات الطابع الفخم حيث المساحة الواسعه و النافذة التى تأخذ حائطا كاملا من اعلاه الى اسفله محاطا بستائر سوداء نجده على السرير الضخم و الذى يتسع لعشرة افراد نائما و من ملامحه الأرستقراطية نتبين انه يصارع احد كوابيسه و التى تلازمه منذ صغره و التى تجعله يتعايش مرة آخرى لاحداث يحاول جاهدا تناسيها و لكن هل للمرء النسيان و هو يفكر دائما بالانتقام انتفض من نومه بفزع و اقسي ملامح الكره و القسوة ترتسم على محياه و التى تتوعد بأقسي انواع العذاب و الانتقام قام من مكانه و هو يتجه الى الحمام و اللذى لا يقل فخامة عن الغرفة ببنيته الضخمه و طوله الفارع و الذى اكتسبه بحكم عمله و تمارينه الرياضية التى تساعده على تفريغ شحنات غضبه و التى قد تدمره قبل الآخرين سحب منشفه سوداء من الخزانه الملحقه بالحمام و هو ينوى اخذ حمام بارد علّه يستفيق مما هو فيه و من هذا الكابوس و الذى شعر لوهلة بالضعف بسببه كان ينزل سلم شقته و التى تعتبر من الدوبلكس ذات الطابقين فبرغم كونه الوريث الوحيد لجميع شركات والده و جده و القصور التى يملكها الا ان اكثر الاشياء التى يكرهها هى الاماكن الواسعه و التى تجد نفسك بها وحيدا مما يسمح له بتذكر كل تلك الاشياء التى يعانى منها نادى بصوته الجهورى و الذى لا يناسب شخصا بالتاسعة و العشرون من عمره: الفطار بسرعه يا ريهام عشان هتأخر على المديرية و عايز اعدى على جدى الاول ردت المدعوة ريهام برسمية بحته و هى امرأة باخامسة و الثلاثين من عمرها لم تتزوج لسبب مجهول و هى كانت ابنه احد العاملين بقصر عائلة " الأوباد " تقدمت ريهام و هى تضع باقى الافطار و كوب القهوة على طاولة الطعام... ________________________ انتفضت من نومها بفزع و شعرها يتطاير حولها حتى ركبتيها و هى تقوم برقصة الكنغر و التى تقوم بها كل يوم عند استيقاظها على يد شريكتها بالسكن _ قالت بذعر و هى توبخ صديقتها: ايتها اللعينه الحاقدة الكارهة للراحه و النوم الم احذرك بعدم ايقاظى بتلك الطريقة اللعينه _ ردت عليها ريتا بسخرية و بلكنتها البريطانية: عزيزتى ان هذه المحاضرة يتم القائها على كل يوم على مدار سبعة عشر سنه اى عقد و نصف ثم انى الاحظ ان اللعن قد ازداد عندك ام انا خاطئة قالت الاخيرة و هى تنظر اليها بنصف عين تأفأفت جوليان و هى تنفض شعرها الى الوراء بكبرياء تحركت من امام ريتا و نلاحظ ايضا الفرق الشاسع بالطول فريتا ذات قوام فرنسي من حيث الطول و الوزن بينما جوليان كانت ذات قامة قصيرة و بنيه ضعيفه و لكن رغم ذلك تمتلك جسد متناسق ذات قوام مهلك للقلوب و العقول فمن يراها يعتقدها صغيره بالسن بسبب طولها و لكن جسدها يشير الى انثى بالغة متكاملة الانوثه ذات عقل و جمال و بالأخص شعرها البرتقالى الاصهب المائل للاحمر و الذى يصل طوله الى ركبتيها تنهدت ريتا و هى تنظر اليها و تفكر بداخلها ان موعد سفرهما بعد يومان هى ستعود الى بريطانيا و جوليان الى مصر ادمعت عيناها و هى تدرك انها لن تراها مرة اخرى فهى تعتبرها اختها الصغرى مازالت تتذكر اول لقاء لهما حيث جلبتها احدى الخادمات الى المدرسة الداخلية و التى كانت هى بها ايضا ببريطانيا و السبب الذى تجهله لماذا اتت من مصر الى بريطانيا للدراسة كانت ببنيتها الضعيفة و هيئتها الفزعة مما جعلها محطا للتنمر و مجالا للسخرية مما اجبر ريتا على التقرب اليها و نزعة الحماية بداخلها تحركها بإتجاه الصغيرة المذعورة ذات الشعر الكثيف خرجت جوليان من الحمام ملتفة بالمنشفة الوردية خاصتها و هى تدندن _ نظرت اليها ريتا بيأس قائلة: الن تتركى عادتك السخيفة هذى ارتدى ملابسك بالحمام يا فتاه نظرت اليها جوليان بحنق طفولى و هي تكمل دندنتها و تجلب ملابسها من الخزانه _ قالت ريتا بعد نفاذ صبرها: حسنا ارتدى ملابسك بسرعة حتى نجلب الهدايا و نتنزه قليلا فموعد الطائرة بعد غدٍ صباحا و بالطبع سنعانى لايقاظ الاميرة _ جوليان بسخرية و هى تقول بداخلها: كأنى مستعجلة اوى عشان ارجع مصر و هدايا اى كمان اللى هجبها و لمين اصلا هما باعونى و عشان يريحو دماغهم رمونى فمدرسة داخلية برة مصر مع حتة خدامة و نسيو انى بنتهم كلهم غلطانين و كلهم السبب و للاسف وقت السماح فات نادتها ريتا عندما لاحظت سكونها و جمودها و نظراتها التى تحولت الى سوداء فأكثر ما كان يخيف ريتا هى تقلب الوان اعين جوليان من الرمادى للاسود للازرق للاخضر للعسلى او مزيجا منهم جميعا عند تحمسها او فرحتها الشديدة و للاسف لم ترَ هذا المزيج الا مرتان مرة عندما علمت بشفاء المعلمة و التى كانت تحبها جوليان و مرة عند تخرجها حيث كانت سعيده و فخورة بما حققته من نجاح.... __________________________ تجمعت العائلة كلها بالداخل عندما علمو برغبة الجد بقول شئ مهم _ اخذ الحاج رحيم نفسا عميقا قبل البدء ثم تنهد قائلا:طبعا كلكم عارفين ان عمكم عامر كان متجوز قبل ناديه و كان مخلف بنت.. بدأت الهمهمات و الهمسات تتعالى و هما يتسائلون عن مخزى الحديث الغير مطمئن _ ضرب بعصاته الارض بقوة طالبا الهدوء و اكمل قائلا: طبعا بما ان ابنى و مراتو طلعوا جبناء و هو معرفش يتحمل مسئوليه فعلته و مراتو شجعتو على ده فبعت بنته عند حد من قرايب امها برة مصر بس اللى عرفناه بعد كده ان كان ده كدب و ان هو بعتها مدرسة داخلى و طبعا كلكم شوفتو الخناقة الكبيرة اللى حصلت كل ده كلام مش مهم المهم بقا ان البنت خلصت دراستها و طبعا انا مش هفضل راميها برة مصر و تتلم على شلة فاسدة خصوصا انها طول عمرها برة مصر مع الاجانب محدش وجهها فالبنت هترجع بعد بكرا من تركيا و... _ قاطع كلماته انتفاضة عامر و هو يصيح بغضب قائلا: تركيا اى يا حاج انا باعتها تدرس ف بريطانيا ايه اللى وداها تركيا.. تعالت الهمهمات مرة اخرى حتى صاح الجد بهم بصراخ _ الحاج رحيم و هو يرمق ابنه بنظرات غاضبة مكملا حديثه : ما انت لو متابع كنت عرفت انها واخده منحها لتركيا تقضي اخر سنتين تدريب ليها ف تركيا صمت كان هو الرد على حديثه متسائلين اى منحة و اى تدريب هذا _ الحاج مقاطعا لعامر عندما لاحظ رغبته بالحديث: متسألنيش عن حاجة بنتك لما ترجع ابقا اسألها ثم التفت الى باقى ابناؤه مكملا: البنت هترجع بعد بكرة و طبعا لانى عارف اخلاق ولادى و احفادى ثم التفت الى زوجته قائلا: و مراتى قلبت زوجته وجهها بانزعاج و هى التى اعتقدت انها قد ارتاحت من تلك الجوليان _ اكمل الجد: ف هى هتعيش البيت الصغير اللى جنب الفيلا بتاعتى اللى كان بيعد فيها مُعين الله يرحمه و قبل ما اى حد يتكلم الحالة اللى هى فيها بسبب موت مُعين و انهم حطو السبب علي البنت الصغيرة من غير ذنب ف كتعويض ليها هتعيش هناك و معاها خدامه تساعدها مستقرة براحتها. _ تدخل فادي و هو الحفيد الاكبر للعائلة و يبلغ الثلاثين من عمره قائلا بحنق: بس انا يا جدى اللى كنت طالب البيت ده الاول و انت ما وافقتش هتديهولها هى ليه انا الاكبر هنا _الجد بغضب: انت هتناقشنى ولا اى يا فادى هو دا جزاتى عشان بعاملك كراجل كبير احترم سنك و بعدين خطيبتك بتشتكى منك ليه _ قلب وجهه بإنزعاج: يا جدى دى بت مايصة ف نفسها كده و انا ما بطيقهااش _تدخلت والدته و هى تصيح بغضب: انت ازاى تقول كده على بنت انطك منيرة _ قال فادى بلا مبالاة: دى انطك انتى مش انا.. _صاح الجد بنفاذ صبر: انتهى النقاش و شوفو حد من الشباب عشان يروح يجيبها من المطار بعد بكرة نظر الجميع الى بعضهم البعض مدركين تغير الاحوال من الان بالعائلة عند قدوم جوليان..... __________________________ *عاشقة الخيال * بسنت الشرقاوي - اسفة على التاخير يجماعة هحاول التزم بمواعيد النشر ان شاءالله و اتمنى البارت يعجبكم ارائكم و توقعاتكم و اتمنى تشيرو لينك الرواية دمتم سالمين 👌❤❤ | ||||
|
|
|
29-06-19, 08:18 PM
| #38 | |||||||||||
| نجم روايتي  
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 3 والزوار 4) موضى و راكان, Hayette Bjd, Doaa Ahmed Hafez موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . | |||||||||||
|
|
|
30-06-19, 11:27 AM
| #39 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي 
| مرت سنوات وكبر الصغار جوليان وحقدها على كل من نبذها وتميم وحقده الاسود على من قتلوا اهله بما ان تميم قال اروح المديريه يعني انه اصبح ضابط لكن لم افهم كلام الجد عن حالتها وان الصغير السبب بموت معين اي حاله ؟؟ جوليان طبيعيه وعاشت بالخارج ودرست وتفوقت هل هي المقصوده ؟؟ لم نعرف هل لها المزيد من الاخوه غير التوأم | |||||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
