آخر 10 مشاركات
للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          503 - الحب يصنع المعجزات - ميرندا لى - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نبض قلبي/للكاتبة دانة الحمادي (الكاتـب : اريجو - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-19, 08:03 PM   #1

الفضاء الواسع

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية الفضاء الواسع

? العضوٌ??? » 32358
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 620
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي فالصو *مكتملة *




بسم الله الرحمن الرحيم


كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد , تقبل الله طاعاتكم وقربكم إلى رضاه

عرض في رمضان في برنامج في واحدة من قنوات الفضاء رأي كاتبة قصة
لن أحدد القناة ولا أي شيء آخر .
ما يهمني هو رأيها , حيث ترى أن ما تكتبه تنفس فيه عن نفسها
حقيقة رأيها أخافني , فما يكتبه الإنسان هو له أو عليه , ويوم يموت المرء سيحاسب عما كتب , لذلك على الكتابة أن تكون وفق ما أمر به الله ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )


[cأعتذر عن عدم إكمال قصتي ( أعطني عقلك لأفكر به ) مع أنها مكتملة كتابة بخط اليد , وذلك لظروف انشغال المرء في زحمة الحياة مع العلم أن هذه الرواية عاصرت أحداثها بنفسي وبطلة الرواية هي الآن امرأة متزوجة بل لقد صارت جدة فبعد أن طلقها زوجها تحت تأثير السحر والخزعبلات وفقت في الزواج من رجل آخر وأنجبت وصارت أمًا ثم جدة .

اليوم أطل عليكم بقلمي المتواضع برواية قصيرة ــــــــــــــ نوعًا ما ـــــــــ بعنوان فالصو

كانت فكرة الرواية من الأفكار المطروقة فلا جديد في الفكرة , لكن المعالجة جاءت من زاوية جديدة ولا يملك من تقهره أفكاره وتغلبه إلا أن يحمل القلم فيخرج تلك الأفكار على شكل كلمات وعبارات وجمل قد تعجبكم وقد لا تعجبكم لكنه يتخلص من حالة الإلحاح المقلقة بعدما يفرغ ما في عقله وبداخله في شكل قصة أو أبيات شعر أو حتى خواطر منثورة وقد ارتاح بالي واطمأنت نفسي لما أخرجت ما بداخلهما في شكل قصة ( فالصو )
أتمنى ان تعجب قصتي كل الأذواق فأنا أنتقي كلماتي بعناية واضعة نصب عيني كل صاحب ذوق مهما كان ذوقه فلعلي أوفق في ذلك.

سأترككم مع القصة وسأفرح لو وجدت من ينقدني عليها
ولكم وعد مني أني سأنزل قصة طويلة لي مازلت أكتب أحداثها بل أني أعيش أحداثها وأغوص بداخل الكلمات غوصا
[/color][/font][/center]
فالصو ( قصة قصيرة ــــــــــــ نوعًا ما ــــــــ رومانسية اجتماعية )





الجزء الأول
ونحن أطفال صغار لم نكن نعرف أن ذلك اللهو الحلو بيننا وتلك المشاكسات كانت
هي بذور الحب الأولى الصغيرة التي ستنمو مع مرور الأيام وستكبر وستستوطن قلوبنا وتستعمرها سواء شعرنا بها أو لم نشعر . لكن العجيب في أمرنا أننا عندما نكبر نكابر وننكر حب قلوبنا وندعي عدم معرفتنا بذلك القديم الرابض في قلوبنا والذي اسمه حب الطفولة .
هي ابنة خالي ولكنها تربت معنا وفي بيتنا منذ نعومة أظافرها بعدما وافقت أمي الكفيفة على أن تضمها لأولادها بعد أن دفعت أمها حياتها ثمنًا لقدومها للحياة
رقية ابنة خالي ناصر الذي حزن لوفاة أمها ( زوجته ) حينًا من الدهر ثم لم يلبث أن سافر للدنمارك واستقر بها وتزوج هناك وأنجب وصارت له حياة مستقلة وكاملة .
كانت منذ صغرها تدفعني لمشاكستها , لست أعرف السبب الذي يجعلني ما إن أراها حتى تلتمع كل نجوم الشر بداخلي فبمجرد رؤيتها وهي تنظر لنا تلك النظرات البلهاء وهي تحتضن عروستها المهترئة يبدأ عقلي بحياكة مقالب متنوعة تكون رقية ضحيتها الأولى والوحيدة
في بادئ الأمر ومع بداية تلك المقالب كنت أبدو في الصورة البريء جدًا الذي لا دخل له بما يحدث
بعد ذلك انتبه الكبار لكون لي ضلع فيما يحدث مع تلك الصغيرة المسكينة رقية فبدؤوا بتوبيخي وأحيانًا أنال حظي من العقاب
رغم كل العقاب الذي كنت ألقاه ورغم التأنيب الذي ينزل على رأسي مثل زخات المطر الحارة إلا أن رؤية رقية وهي تنظر لنا بتلك العيون المتسعة وتلك البلادة وهي تحتضن عروستها المهترئة القبيحة توقظ مارد الشر بداخلي من جديد فلا أرعوي ولا أرتدع عن حياكة مقالب جديدة تكون رقية ضحيتها الأولى والوحيدة
وأبدأ بالتفكير وأنا جالس في مكاني أمام الجميع بحياكة مقلب جديد لها
حرصت على حياكة مقالب أكثر ذكاء تسليني ولا أقع في دائرة العقاب وأكون فيها أبعد ما أكون عن أن يمسكوا بي
المسكينة رقية كانت تجلس وحدها تفكر : كيف حدث معها ذلك ؟ بينما أنا أتلذذ برؤية كل تلك الحيرة مرسومة على وجهها , وبمجرد ما تراني أدخل للمكان تنظر لي تلك النظرات التي تعني أني مدان عندها فأكاد أن أستلقي على ظهري من الضحك لأن مقلبي أثمر
كنت وأنا أراها تنظر لي تلك النظرات أكاد أن أرى الدخاخين تخرج من فتحتي أنفها من شدة الغضب , هنا يتراقص قلبي من الفرح
حقيقة كان هذا أكبر أهدافي التي أحققها خلال اليوم الواحد
كبرنا أكثر وصارت رقية تتحاشاني تمامًا
في بدئ الأمر لم يكن ذلك ليعنيني , لكن ذات مرة لما توجهت لأخي الأصغر مباشرة متجاهلة وجودي في المكان ليشرح لها قاعدة الآي إن جي في الإنجليزي مع أن الجميع دون استثناء يعرف تمكني من اللغة الإنجليزية وضعف أخي الأصغر فيها, تلك المرة فقط حدث بداخلي شيء ما
وكأن أحدهم صفعني بيده الباردة على صفحة قلبي
شعرت بشعور ما
ضيق .............................ربما
شيء ما
وعلى سريري في تلك الليلة بدأت أفكار من نوع خاص ترد على ذهني
نوع جديد علي لأول مرة أشعر به ويخرج من هنا من المكان الذي هو عدو العقل الذي طالما تفنن في حياكة المقالب التي الهدف منها الإيقاع برقية
قررت وقتها التوقف تمامًا عن حياكة المقالب التي توقع برقية في العقاب
وفعلًا توقفت
لما كبرت رقية قليلًا وبدأت لمحات الأنوثة تظهر عليها لم تلفت نظري كامرأة
كانت صغيرة القامة جدًا , قصيرة جدًا , عظامها هشة وكأنها على وشك أن تنسحق تحت قبضة إصبعين فقط من أصابع يدي
لم تكن رقية وقتها تلك الأنثى التي تملأ عيني لكن بالمقابل كنت موقنًا أنه لم يعد هناك متسع لمزيد من المقالب التي كنت بارعًا فيها في حقها
ويقترن ذلك بشعور داخلي خفي جدًا يقول لي بصوت خافت استطعت تجاهله أن رقية تحتاج للحماية بدلًا من الأذية وعمل المقالب بها
في واقعي الذي كنت أعيشه ورقية في بيتنا وفي سن مراهقتي كانت رقية بالنسبة لي وفي نظري وسط بين كونها أخت وأنثى وامرأة كأي امرأة تستحق النظر إليها من رجل مثلي .
لم أنظر لرقية أبدًا بعيون رجل ينظر لامرأة
رقية كانت بالنسبة لي واحدة من المحارم التي ليست أخت لأحميها وأخاف عليها وأحن عليها ولا يمكن في يوم من الأيام أن تكون امرأ ة انظر إليها لعل وعسى
في تلك الفترة ( فترة المراهقة ) سافرت للندن لإكمال دراستي الجامعية بفضل ابتعاث بلدي لي فأنا طالب متفوق حصلت على نسبة 100 من 100 في الثانوية العامة مع تزكية خاصة مع جميع أساتذة مدرستي بل ومن مشرفي إدارة التعليم التي تتبعها مدرستي
لندن مدينة الضباب , البلد الذي طالما سحرني وأكثرت من القراءة حوله حتى شعرت وأنا أضع قدمي على أرض مطار هيثرو لأول مرة وكأنني فاتح عظيم سيخلد التاريخ دعسة قدمه الأولى على أرض ذلك المطار
وشعرت وكأنني قد امتلكت كل مفاتيح كنوز الدنيا
شعرت بأني عظيم لأن اجتهادي وتميزي أوصلاني لهذه المدينة مدينة أحلامي
استقررت هناك فأعجبني كل شيء في لندن وأكثر ما لفت نظري في تلك المدينة ومع وجود فورة الشباب مقترنًا بسني اليافع هو جيسكا
الفتاة التي كانت حلم الكثير والكثير والكثير من الطلبة في الجامعة
فتاة هي الأنوثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى
مستقلة بنفسها
ممشوقة القوام
شقراء
هادئة
معتدة برأيها
واثقة جدًا
جميلة
ملفتة للأنظار
يمكن أن نقول عنها الأنثى الكاملة
وكنت أنا الطالب العربي الذي لفت نظرها
وفزت بحبها ـــــــــــ أو هكذا هي قالت لي ــــــــــ
بالله عليكم ماذا يصنع شاب جامح شديد الطموح ومليء بالزهو بنفسه عندما يحصل على كل شيء في بلد كلندن ؟؟؟؟؟
حتى المرأة , المرأة الكاملة
حتى المرأة الكاملة حصلت عليها
امرأة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى
تزوجت من جيسكا وأي ظفر حزته لما تزوجت من جيسكا ؟؟؟؟؟
تزوجت من جيسكا زواجًا مدنيًا على الطريقة الأوربية المعروفة
وعندما علمت أمي وأخي وأختي وأبي بزواجي وصلتني تهنئاتهم بأشكال مختلفة بعضها مشجع لي وبعضها أحبطني لفترة من الوقت
شرط زواجنا نحن العرب بهؤلاء النساء الأجنبيات الشقراوات الكاملات الرائعات كان أن نجعل الانفتاح الذي نتمتع به هو سيد الموقف معهن
هو القاضي الذي يصدر قراراته في الأمور المشتركة بيننا
وهكذا عشنا نحن الثلاثة مع بعضنا البعض في حياتي مع جيسكا
نعم لقد كنا ثلاثة
أنا
وجيسكا
وعقلي المتفتح على الحياة
كل شيء في حياتنا مسموح وغير ممنوع مادام ليس فيه تهديد على حياتك
أن تمرح في الحياة مسموح به
أن تسرح فيها كيفما شئت مسموح أيضًا
أن تضحك مع هذا مسموح
أن تتكلم مع تلك مسموح أيضًا
أن تمكث خارج البيت لأيام وليالي مسموح
أن تكون طوال الوقت مع شخص غير زوجك مسموح
لابد من تقديم سلامة الفكر وانفتاح العقل على الحياة
مادامت الصورة تبقى كما هي بمسمياتها التي نحن سميناها بها
زوج
زوجة
حياة زوجية
شقة زوجية فخمة
أصدقاء مشتركون من رجال ونساء
بداخلي كثيرًا ما وجدت هذا السؤال يرعي في حقول قلبي الذابلة : هل مازلت أتمتع بشرقيتي ؟؟
هل حقًا أنا رجل عربي ؟
شرقي ؟
مسلم ؟؟؟؟
وأقر بداخل نفسي بأنني كذلك
أنا رجل عربي
شرقي
ومسلم
فلماذا لا تصيبني الغيرة عندما أرى جيسكا زوجتي بيد أحدهم وهو يراقصها وهو هائم بها ؟
بل لماذا أشعر بالزهو عندما تكون زوجتي بين يدي أحدهم وأنا أنظر لهما باسمًا , بل وأشجعها وابتسم لهذا الشخص وكأن التي بين يديه لا تعنيني ؟؟؟؟
لماذا لا يتمعر وجهي لما أرى جيسكا وهي ترتدي أقل الثياب وتظهر أماكن من جسدها ليس من المفترض أن يراها غيري ؟
لماذا لا أبالي بها لما تغيب عن البيت يوم أو يومين أو ثلاثة ثم لما تعود لا أسألها أين كنت ؟
وأجد الجواب يتجه نحو عقلي فورًا : لم يكن علي أن أحفل بشيء مما تفعله جيسكا أو يحدث مع جيسكا فأنا رجل متفتح العقل وحر في فكري
أنا رجل طردت شرقيتي خارج أسوار حياتي مع جيسيكا وأستعيدها فقط عندما أكون مع أهلي وكل من له علاقة بهويتي العربية الشرقية .
وهكذا , عندما أجلس مع نفسي وأبحث عن الغضب بداخلي أو الثورة أو أي رد فعل يخبرني أن جيسكا تخصني كرجل شرقي ولا أجد شيئًا أهنأ نفسي بقوة عن تخلصي من تخلف الرجل الشرقي بداخلي مع زوجتي جيسكا
زوجتي جيسكا تجري في عروقها دماء نبيلة , هكذا أخبرني والدها فجدها الأول كان واحد من اللوردات القدامى من الذين كسبوا لقبهم من تجارة السلاح , ووالدها بنفسه كان رجل أعمال بارز في أمريكا أكثر من بروزه في بريطانيا ومجال عمله هو صناعة اليخوت الجميلة ــــــــــــــــ أو أن هذه هي الصورة الظاهرة لنا ـــــ











الجزء الثاني

ذات مساء بينما كنت في شقتي التي أعيش بها في وسط لندن مع زوجتي جيسكا تلقيت مكالمة هاتفية من أمي
كان آخر اتصال لي معها من حوالي شهر

أخبرتني أمي أن رقية ابنة خالي ستأتي للندن كمبتعثة
حدث تشويش لعقلي
رقية
آه تلك الطفلة الصغيرة التي كنت أتلذذ بمشاكستها
وعادت بي الذاكرة لقبل عشر سنوات من الآن يوم كان عمري 18 سنة
يوم سفري من بلدي للندن
يوم وصلت لمطار هيثرو وذلك الشعور الذي تملكني
وقبل ذلك
يوم قررت أن رقية كانت تحتاج لحماية
وقبل ذلك
عادت ذاكرتي لتلك الليلة التي بت فيها ساهدًا أفكر في السبب الذي دفع رقية كي تذهب لأخي الأصغر مني سنًا ليشرح لها قاعدة الإي إن جي في اللغة الإنجليزية مع أن الجميع يعرف تمكني من اللغة وبراعتي فيها
بل ذهبت ذاكرتي لأبعد من ذلك فأخذت أتذكر المقالب التي كنت أجيد حياكتها ببراعة لتقع فيها رقية الطفلة الصغيرة التائهة التي تحتضن عروستها القبيحة المهترئة
وتنظر لي تلك النظرة التي كانت توقظ كل الشر بداخلي

رقية
كانت أمي تحدثني بينما عقلي يعمل
جمعت أجزاء من صور متفرقة لفتاة صغيرة
جسدها نحيل جدًا
يبدو ساعدها الدقيق من تدويرة كم فستانها القديم ذي القماش الصفيق
فستانها والتي كانت تحرص والدتي فيه على أن ترتدي بنطالًا من تحته ما كان يزيدها في نظري إلا قبحًا ورغبة في إيقاعها في أفخاخ مقالبي المبتكرة
صورة لفتاة صغيرة عيناها متسعتان تستجديني بهما ألا أؤذيها و يخرج منهما خوف كبير
صورة لفتاة لها ضفيرتين تخرج من جانبي جمجمة رأسها للخارج
صورة رقية الطفلة في ذهني صورة مشوشة يعلوها ضباب النسيان
أخبرتني أمي أنه علي أن أستقبلها وأقوم بدور راعٍ لها حتى تستقر في مهجع داخل سكن الطالبات في الجامعة التي ستلتحق بها
يعني علي أن أقوم بدور يشبه دور ولي أمر لها أو أخ أكبر لها
لا أعرف لماذا في تلك الليلة التي تلقيت فيها المكالمة شعرت بالضيق ؟؟؟
وعدت أمي خيرًا وأخبرتني أن رقية ستتصل بي بعد وصولها للندن وستتفق معي على مكان اللقاء
كنت أحسب أني سأستقبلها في المطار لكني علمت من أمي أنه ليس علي فعل ذلك ولكن سيكون دوري محصور في توفير نوع من الحماية والرعاية لها هنا في لندن
وفي الليل وبينما جيسكا ترقد قريبًا مني تطالع كتابًا فقدت الرغبة في إخبارها بأمر رقية و أمر مقدمها للبلاد
وفي مساء أحد الأيام وبينما جيسكا كانت تقيم حفلة راقصة داخل شقتنا الفخمة
تسللت خارج الشقة بهدوء بعدما تلقيت مكالمة من رقية تخبرني فيها أنها ستلتقيني في منطقة ( ........................ ) في لندن وهي منطقة مشهورة تقع في قلب لندن وقريبة من مكان سكني
خرجت من مبنى العمارة التي أقطن بها مشيًا على الأقدام فقرب المنطقة التي سألتقي فيها برقية يجعلني لا أحتاج لوسيلة مواصلات توصلني إليها إلا قدمي
وبينما كنت أمشي كان عقلي يعمل جاهدًا في تكوين صورة جديدة لرقية ابنة خالي تناسب كونها كبرت
لقد تركتها وعمرها ربما 13 أو 14 سنة
وها أنا ذي ألقاها بعد عشر سنوات كاملة
كيف يمكن أن يكون شكلها الخارجي الآن ؟
هل تغيرت ؟
هل كبرت ؟
هل مازالت بنفس الحجم الصغير الضئيل أو صارت أكبر وأقوى ؟؟؟
كنت أشعر بنوع من اللهفة مغلف بصباغ من الشعور بالثقل والقلق كوني سأكون مسؤول عن شخص ما وأنا وحتى بعد زواجي من جيسكا لم أكن مسؤولًا إلا على نفسي
شخص هو في ذهني رقيق جدًا
قابل للعطب
كثيرًا ما آذيته في طفولتنا وأوقعته في شر مقالبي السخيفة
واعتلت فمي الساخر بسمة كبيرة لفتت ــــــــــــــ دون أن أفطن ــــــــــــــ نظر الكثيرات من الإنجليزيات اللواتي يعجبهن اللون الخمري في الرجال والقامة الممشوقة الطويلة والجمال الشرقي
لكنني كنت مشغول الفكر
فقط أريد أن أرى رقية وما آل إليه حالها وانتهي من هذا الحمل الثقيل لأعرف ما نوع الحماية الذي سوف أوفره لها

وصلت للمنطقة المقصودة حيث تنتظم الكراسي الحديدية المطلية بطلاء أخضر لامع بعيدة عن بعضها بمسافات شتى في خط طولي يغطي مساحة 100 م تقريبًا .
وجلت بنظري أنظر للجالسين على تلك الكراسي التي تضيئها مصابيح أنيقة تعتليها

وأخيرًا ظننت أني وجدتها
كانت هناك آنسة تجلس وحدها
فتاة يبدو من بعيد لكل الناظرين لها أنها عربية ومسلمة لأنها الفتاة الوحيدة من صف كل أولئك الجالسين التي ترتدي خمار
كانت فتاة أنيقة ترتدي الخمار الأبيض الأنيق الملفوف على رأسها بعناية وأناقة وبراعة وتحته بلوزة أنيقة ثم بدا لي أنها ترتدي بنطال
كانت تنظر لشيء ما تحمله في يدها اليمنى لا يتبين لي من هنا ما هو ؟؟؟؟
وكانت تنظر لهذا الشيء الذي تحمله فنية ثم ترفع نظرها لتلتقط عيناها ما يحيط بها فنية أخرى ثم تعود لتنظر لذلك الشيء الذي بين يديها من جديد
تقدمت ناحيتها ببطء حتى صرت أقف إلى جوارها وبيننا مسافة قليلة تكفي للشخص أن يحافظ على مسافة الحماية لنفسه
ولما سقط ظلي عليها رفعت نظرها لتنظر لهذا الذي انتبهت له
لقد كانت هي
رقية
ولكن بنسخة 2018
تمسكت أنامل يدها اليسرى بحزام حقيبتها الأنيقة بينما أخذت يدها اليمنى تدس ذلك الشيء الذي كانت تحمله في يدها والذي تبين أنه هاتفها المحمول في جيب بلوزتها الفضفاضة الأنيقة
وكانت تفعل كل ذلك بينما هي تقف
قلت بضحكة كبيرة : رقية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وابتسم ذلك الوجه الجميل لي وقالت : عزام

لقد كانت هي رقية فعلًا
لم تمد يدها لمصافحتي بينما كنت أتوقع منها فعل ذلك

وبعد مرور حماس الثواني الأولى للقاء جاء الحرج
أنا بالنسبة لها ابن عمتها المتزوج والذي يكبرها بسنين عدة
وهي بالنسبة لي .....................................
هي بالنسبة لي الفتاة التي لم أتوقع أن تكون عليه أبدًا
كانت رقيقة جدًا
جميلة جدًا
كانت رقية قد صارت فتاة يافعة ممشوقة القوام رشيقة
ملامح وجهها جميلة وقد اكتسب وجهها الإشراق والبهاء المناسبين لشبابها الفتي
لكن ورغم أنها قد طالت إلا أنها ما تزال مخلوق أقصر مني بمراحل شتى

قالت وقد نفحتني بسمة حلوة : أنت على حالك , لم تتغير كثيرًا
قالت ذلك بينما بدأت تمشي للأمام متجهة نحو الشمال
وهكذا صرنا أنا وإياها نسير متجهين نحو الشمال
بدوت أطول منها قامة بكثير
أحسست بأنها فتاة بحاجة لعناية ورعاية وحماية وتأكدت أن تكون هي التي تسير نحو الداخل بينما أنا أسير بمحاذاة الرصيف
قلت لها ردًا على كلامها : فعلًا لم أتغير ؟
نظرت لي نظرة حذرة وقالت بتردد بعد أن اختفت تلك البسمة التي نفحتني إياها : في نظري أنت لم تتغير
قلت لها : أما أنت فقد تغيرت

توقع أن تصيبها لهفة الفتيات وحرصهن على معرفة مقدار تغيرهن وهل هو نحو الأفضل أو الأسوأ
لكن صمتها أثار فضولي
ولما التفتت إلتفاتة جانبية للفتاة التي تسير إلى جواري ومتشبثة بحقيبتها وكأنها تستمد منها قوة خفية ثار فضولي أكثر
قلت في نفسي : وكأنها خائفة , فمما هي تحتمي ؟ هل تحتمي بحقيبتها مني ؟؟
وتذكرت مقالبي الكثيرة التي أجدت نصبها لتقع رقية ابنة خالي في شراكها
رغم عني تراقص شبح بسمة على جوانب فمي
هنا جاءني شعور ما
والله لم أعرف ما اسمه حينها
ربما هو مزيج من الحنين
الشوق
لأيام طفولتنا الشقية
لكن تذكرت كذلك هروبها مني واستعانتها بأخي فانتابني شعور أخرى قضى على الشعور الأول وهزمه
جاءني نفس الشعور الذي جعلني أبات مسهدًا تلك الليلية التي لجأت فيها رقية لأخي خلاد ليشرح لها قاعدة الإي إن جي


ولما توقفت رقية عن السير وجدت أننا أنا وإياها قد صرنا في محطة لانتظار الباص




وداخل الباص
جلست رقية بجوار امرأة مسنة وجلست أنا خلفها
علمت أنها متوجهة للجامعة لتأكيد اسمها داخل سكنها وكان علي تنفيذًا لطلب أمي أن أكون معها كراع لها وولي لأمرها
وداخل الباص كان المنظر الوحيد الذي شد انتباهي وأدخلني دوامة التفكير هو رقية التي كانت تجلس في المقعد الذي أمامي
بدت لي قمة رأسها المغطاة بخمارها الأبيض الأنيق الذي يتناسب مع ألوان زيها الأنيق وفي نفس الوقت المحتشم
سمح لي ظهر الكرسي العالي ــــــــــــــــ نوعًا ما ــــــــــــــــ الذي تجلس هي عليه أن أرى قمة رأسها
هذا الرأس يحوي عقلها الذي أوصلها إلى لندن في ابتعاث خارجي لتنال شهادة الماجستير في قسم الإدارة العامة وتخصص العلاقات الخارجية
أحسست بفضول قوي أن أعرف أكثر عن رقية التي صارت أمام عيني الآن امرأة جميلة وشابة حلوة
لكنها طوال رحلة الباص كانت تجلس بأدب جم إلى جوار السيدة الإنجليزية المسنة وكانت المحطة الأولى هي وجهتنا أنا وإياها
لقد وصلنا للجامعة التي التحقت بها رقية
كان قسم سكن الطالبات فيه بعض الموظفات وهذا يعني أنه يمكنها إنهاء باقي الإجراءات بيسر وسهولة
أذهلتني قوة شخصيتها فقد كانت تنتقل من مكان لمكان لإكمال باقي إجراءات السكن الداخلي بكل اقتدار وتمكن وبراعة وكأنها كانت تعيش في هذه البلاد من زمن طويل
كانت لغتها الانجليزية مذهلة .
يا إلهي لماذا يتراقص قلبي الآن ؟
لماذا أشعر بال رح يغمر كل أخدود في قلبي وأنا أسمعها وهي تحدث الموظفة المسؤولة وتسألها أسئلة بكل هذا العمق والاقتدار ؟؟؟؟
وجدت نفسي ألتجأ للأريكة الكحلية التي عمرها وسط بين القدم والحداثة وممتدة على جوانب الفناء الكبير لهول الانتظار الشاسع في بهو تلك الجامعة العريقة
جلست واضعًا قدمي اليسرى على قدمي اليمنى بينما أخذت عيناي تراقبان رقية في كل ما تقوم به أو تتفوه به
هل كنت أطيل النظر إليها إعجابًا ؟؟؟؟؟؟
لا أعرف
هل أنا منبهر بما آل إليه حال ابنة خالي رقية ؟؟؟
لا أعرف
هل أنا متفاجئ ؟؟
أجل , هذه أُقِرُّ بها فأنا متفاجئ تمامًا من هذا الشخص الذي كان قبل سنوات مجرد شخص تنزل على رأسه عواقب كل مقالبي الداهية
شخص في طفولتنا لم تكن في خانة الأخت لأحميها وأحكي لها عن أسراري وليست في خانة الأنثى التي قد أدخلها لحياتي
لما أخبرتها الموظفة أنها يمكنها أن تبدأ مزاولة حقها المكتسب في التمتع بالعيش في المهجع الداخلي في سكن الجامعة منذ اللحظة تفاجأت
نظرت لي رقية تلك النظرة الحذرة ببسمة ــــــــــــــــ نوعًا ما ــــــــــــــــ متكلفة
قمت واقفًا على قدمي وتقدمت منها
قالت لي : شكرًا لك يا عزام , ستكون خالتي الآن ممتنة كوني التقيت بك وساعدتني في إتمام انتقالي إلى هنا
نفضت كتفيّ عني وقلت : أنا لم أفعل شيئًا
ثم خطر لي أن أسألها : هل يعني هذا أنك ستبيتين هنا منذ هذه الليلة ؟؟؟
قالت بعد أن انكمشت بسمتها وتلاشت وهي تنظر لأطراف أنامل يديها مرخية رأسها للأسفل : أجل
قلت : وحقائبك ؟؟ أين هي ؟؟؟
قالت : سيرسلون من يحضرها من أمانات المطار ( أنا لم أسافر للندن قط ولا أعرف هل في مطار لندن قسم خاص بأمانات الحقائب أو لا فلا تتفاجؤوا لو كان الوارد هنا يتعارض مع الحقائق لأولئك الناس الذين يعرفون وجربوا )

أحسست أني أريد منها أن تمد يدها للمصافحة عندما شعرت أنه قد انتهى دوري هنا لكنها لم تفعل
بينما وأنا أنظر لوجهها لاحظت غمازة ذقنها الحلوة
قلت : طيب أتمنى لك كل التوفيق هنا وأتمنى أن تزوريني في شقتي وتتعرفي على زوجتي جيسكا
نفحتني بسمة أخرى لا أظن أنها تعدت أسنانها
قالت : إن شاء الله
توجهت للداخل مع موظفة أخرى جاءت لتعلمها بمكان إقامتها
وظننت أنا أن دوري انتهى هنا





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-01-20 الساعة 12:05 PM
الفضاء الواسع غير متواجد حالياً  
التوقيع
المرء يعرف في الأنام بفعله/ وخصائص المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره / واعلم بأن الله بالغ أمره
لاتستغيب فتستغاب وربما / من قال شيئا قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها / مادمت في جد الكلام وهزله
وإذا الصديق أسى عليك بجهله / فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبه / من لا يساوي غرزة في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا / والدر مطمور بأسفل رمله
واعجب بعصفور يزاحم باشقا / إلا لطيشته وخفة عقله
إياك تجني سكرا من حنظل / فالشيء يرجع في المذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الملا / من يعمل المعروف يجز بمثله
رد مع اقتباس
قديم 13-06-19, 08:11 PM   #2

الفضاء الواسع

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية الفضاء الواسع

? العضوٌ??? » 32358
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 620
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجزء الثالث والأخير

في الليل وعلى فراشي جافاني النوم
لست أعرف السبب في ذلك فقد كانت هذه الليلة من الليالي التي أضيفت إلى ليالي المسهدة السابقة
كانت أول ليلة لي جافاني فيها النوم هي الليلة التي آلمني فيها لجوء رقية الطفلة لخلاد أخي ليشرح لها قواعد الإنجليش
تحاشيها لي وابتعادها عني سلب النوم وراحة الليل من عيني وفي ليلتي تلك قررت التخلي التام عن حياكة أي مقلب جديد لرقية مهما كانت درجة المتعة التي سوف أفتقدها
لكن , لماذا في هذه الليلة لا يأتيني النوم ؟
نظرت إلى جيسكا التي كانت منهمكة جدًا في قراءة كتاب
ولما ملت جيسكا من قراءة الكتاب أو أنها انتهت من الجزء المخصص للقراءة وجاءت لاجئة إلي أعطيتها بسمة رقيقة
لكن أيضًا تلك البسمة لم تفارق أسناني وتتعداها لمنطقة أخرى مني
وفي الثلث الأخير من الليل تلقيت مكالمة من أمي

أمي : ها طمئني يا عزام , هل التقيت برقية ؟
أنا : أجل يا أمي
أمي : هل هي بخير يا ابني ؟
أنا : اجل يا أمي
أمي : أتمنى أن تتفقدها وتتابع أخبارها أولًا بأول يا عزام , ليس من الضروري أن أفهمك ذلك فهذه قريبتك ومثل أختك تمامًا
هناك شعور ما .................................... خفي ..................... دب على قلبي كدبيب أطراف النمل
ربما هو ضيق
نزق
شيء مبهم لم أعرف أن أصفه بصفة ما
لكنه شعور مزعج
شعرت به لما قالت لي أمي عبارتها الأخيرة
أي جزء من كلامها الأخير ضايقني ؟؟؟؟
لست أعرف
قلت لها : سأبذل ما أقدر على فعله فلا تشغلي بالك
أمي : كيف لا أشعل بالي يا عزام ورقية لم تفارقني مطلقًا , ثم لما جاء موعد افتراقنا ياليتها فارقتني بزواج أو برحيل قريب , لا , بل كان عليها أن تفارقني لتبتعد آلاف الكيلومترات
عزام : ياه كل هذا الفقد تشعرينه تجاه رقية ؟؟؟
أمي : لأنك لا تعرف من هي رقية يا بني , فأنت عشت معظم أيامك بعيدًا عنا

آلمتني عبارتها هذه أيضًا
هل أمي تقرعني ؟
وهكذا اكتشفت أن فرحي بالحظو بجيسكا يقابله حزن بفقدي لأسرتي ودفء علاقتي بهم



بعد مضي ثلاثة أشهر
تلقيت مكالمة طارئة من أمي ملحة ومصرة حيث لم تتوقف عن طلبي طوال فترة نومي حتى رددت على الهاتف

أمي : عليك يا عزام التوجه للجامعة الآن
أنا متعجبًا : الجامعة ؟ أي جامعة يا أمي ؟؟؟؟
وورد لذهني جامعتي وأيام الذهاب إليها ولم يخطر ببالي أنها تقصد رقية
أمي : رقية تنتظرك في الجامعة يا عزام , هناك أمر ما
حاولت أن أحصل على معلومات أكثر من أمي لكنها أغلقت الخط فأغلقت على كل سبل زيادة المعرفة

ولما لبست ملابسي وتوجهت للخارج ارتحت أنني لم أصادف جيسكا
لا أعرف لماذا شعرت بهذا الشعور مع أن جيسكا لم تكن لتسألني عن شيء


لما وصلت لهول الجامعة حيث تركت رقية هناك في آخر لقاء لي معها بعد أول لقاء لي معها وجدت رقية تنتظرني على نفس الأريكة الكحلية التي جلست عليها مبهورًا بما تقوله وتعمله

لما رأتني أسرعت تقف وجاءت إلي وكأنها تطلب الحماية مني
قالت بعد أن بدأت تفرك أنامل يدها : أعتذر منك
سكتت وهي لا تزال تفرك أنامل يدها
نظرت لحقيبتيها اللتين كانتا إلى جوار الأريكة
قالت : ساترك المخدع , أرجوك ساعدني أن أجد سكنًا اشترك فيه مع فتاة أخرى قريب من الجامعة , هل يمكنك فعل ذلك ؟؟؟
ونظرًا لأني أعرف طبيعة الحياة هنا في لندن كنت مرتاحًا وواثقًا هذه المرة مما سأقول
قلت : ما تطلبينه لن يتوافق معك
نظرت لي بعيون متسعة دهشة
قلت : ما الذي حدث ؟
قالت : الفتاة التي تشاركني السكن كانت من جماعة الإيمو , وقد هددتني أنا ستلحق الأذى بي أينما انتقلت في سكن الجامعة , وقد نصحتني الفتيات هنا بمغادرة المكان فهذه الفتاة التي لن توقف تهديداتها إلا إذا فعلت أنا ذلك

فترة صمت
أنا متأكد أن ما قالت رقية صحيح تمامًا لكن أن أستاجر لها سكن مشترك فأنا هنا أعرضها لخطر آخر خاصة أنني لو فعلت ذلك فسأفعله في زمن قصير لن يمكنني من التأكد من أخلاقيات وسلوك الفتاة الشريكة

مثل هذه ا أمور تحتاج لوقت بحث طويل وقد يفلح فيها المرء وقد يخفق

لذلك لايوجد إلا حل واحد
قلت لها : مشاركتك لفتاة أخرى في مسكن خارجي خطر جسيم
سكتت وهي تنظر لي بعيون متسعة وقد عقد هذا الكلام لها لسانها بالكامل
يبدو أنها تثق تمامًا فيما أقول ولكن مازال هناك شيء ما يحول دون أن تظهر ذلك على وجهها وتكون على سجيتها تمامًا معي كوني ابن عمتها

قلت : اسمعي , ستأتين معي وتنزلي ضيفة عندي
كانت عيناها على أكبر اتساع لها رأيته حتى الآن
لم أفسح لها مجالًا لتعترض
قلت : يمكنك أن تعتبري هذا الوضع مؤقت حتى نجد حلًا آخر
قلت ذلك بينما أنا أنحني لألتقط الحقيبتين وأسير خارجًا من المكان

ولما لم ألحظ تقدمها التفتت لأنظر لها متسائلًا وأحثها على الحراك



كانت جيسكا هي جيسكا في استقبالها لرقية لكن رقية كانت محرجة جدًا جدًا في استقبال جيسكا لها في شقتنا الفخمة
الناظر لوجه جيسكا لا يقدر على قراءة أي شيء مما يعتمل بداخلها على وجهها
كانت جيسكا تكاد أن تنال جائزة الأوسكار على قدرتها البارعة أن تقول لوجهها لا علاقة لك بداخلي مطلقًا
وبالتالي لم أعرف هل هي مرحبة بوجود رقية أو أنها متضايقة من وجودها لكن بما أن لي النصف في شقتنا التي أسسناها معًا لم تكن تقدر أن تعترض لو تعلق الأمر بأنها تشعر بالضيق من وجود رقية
والذي ساعد في مرور هذا الأمر بسهولة هو رقية نفسها
رقية ومن يوم قدومها اعتصمت بالحجرة التي قدمناها لها
لم تخرج منها في وجودنا أنا وجيسكا معًا في البيت مطلقًا
وعندما استيقظ في الصباح تكون رقية قد ذهبت للجامعة وعندما أعود مساءًا تكون رقية قد أغلقت نور حجرتها وغطت في سبات عميق
مكالمات أمي التي كانت بعد ذلك كان محتواها هو الرضا عني فيما فعلت والدعاء لي بالهداية والستر
الهداية كلمة فقدت أبسط معنى لأول حرف فيها من أول يوم وطأت قدمي فيه أ رض لندن
وهكذا
مر عام كامل ورقية الحاضر الغائب في حياتي
نعم
حياتي أنا لأنني عندما أخرج من البيت وهي معتصمة في حجرتها لا علم لي بما يحدث إلى أن جاء ذلك اليوم

كانت جيسكا غير متواجدة في البيت
وكذلك كانت رقية ــــــــــــــ على حد علمي ــــــــــــــ غير موجودة أيضًا
عندما سمعت قرع الجرس
ولما توجهت نحو الباب لأفتحه وجدت رقية
تعجبت
وتذكرت أننا لم نمكن رقية من مفتاح للباب لأنها رفضت أخذ مفتاح تمام الرفض وكانت تحضر للبيت في أوقات وجودنا وتعتصم بحجرتها
طبعًا هناك أيام كنت أتغيب فيها عن البيت لمدة يوم أو يومين
لم أكن على علم كيف كانت رقية تصرّف فيه حالها

قلت : رقية
أفسحت لها الطريق لتدخل فهذا هو بيتها في آخر الأمر
لكنها لما دخلت لم تغادر منطقة المدخل إذ مدت أمامي خطاب
قالت : أرجو أن تقرأ هذا الخاطب
ولما بدأت أنظر إليه وجدته مكتوبًا بالروسية
قلت لها : خلفيتي الروسية ضعيفة جدًا
قالت : حسن يمكنني أن أقول لك أن هذا الخطاب يبين أنك ضحية
اتسعت عيني عجبًا وغضبًا
قلت : ماهذا الكلام ؟
قالت : أعرف أنك ستغضب ,لكن هذه هي الحقيقة , عليك أن تعلم أنك متزوج من فتاة والدها عضو في عصابة دولية وأنك جسر مرور لأسلحة تدخل البلاد بطريقة غير شرعية
كدت على وشك أن أدفع رقية بعيدًا عني من شدة غضبي لتلتصق بالجدار وتتأذى فالغضب يعمي بصيرة الإنسان
قلت : ما هذا الهراء الذي تقولينه ؟؟؟؟؟؟
أكدت لي أن ما تقوله صحيح
وفعلًا مرت أيام تالية التزمت فيها بالصمت حيال ما عرفت أمام جيسكا
تأكدت من البوليس المحلي للضاحية التي أعيش فيها من صحة ما تقوله رقية
قدمت أنا ورقية أوراق وبتعقبها تبين لنا صدق ما تقوله رقية
عرفت أن والد جيسكا كان يستخدمني عن طريق الصفقات التي كانت بيننا كجسر يدخل له السلاح للبلاد بطرق غير مشروعة وكانت جيسكا على علم بذلك بل كانت لها يد طويلة في هذا الباع
وبالاتفاق مع البوليس كانت جيسكا ستعلم بما انكشف لي عن طريق البوليس نفسه وليس عن طريقي أنا
بعد القبض على جيسكا ووالدها كشف لي البوليس كل الحقائق

هل يمكن لأحدنا أن يعيش حياة مزدوجة كالتي عشتها أنا ؟
كيف قدرت جيسكا أن تبهرني وتخدعني لأظن أنني الشاب العربي المحظوظ الذي ظفرت بها ؟؟؟؟؟
أحسست في أيام وليالٍ تلت القبض على جيسكا أنني شاب مغفل
بل أنا أكثر الشباب غفلة وبلهًا حتى أولئك الشباب الذين كنت أشفق عليهم وهم يبذلون جهودهم المتتابعة للظفر بجيسكا ويفشلون , حتى أولئك الشباب شعرت وأنا أفكر بهم أنني أغبي شخص أمامهم
بل أغبى من أصغر طفل صغير
كيف ظننت أنني ظفرت بمن ضحكت علي وجعلت مني طوال سنوات زواجنا جسر لتمرير السلاح المهرب لداخل البلاد ؟؟؟
ولذلك كانت تحرص جيسكا على عدم الإنجاب
بل إن الإنجاب كان من المواضيع التي أغلقنا الحديث والنقاش حولها منذ أمد بعيد
شعرت بعد معرفتي لكل تلك الأمور بأنني فالصو
لا أسوى ولا حتى علبة تنك قديمة صدئة مرمية على الطريق تركلها الأقدام في الهواء وتطوح بها كيفما اتفق
وهكذا في الوقت الذي كنت أظن أنني رجل شبه كامل لأنني أقدر أن أتخلص من شرقيتي وهويتي العربية أمام جمال الشقراوات لأظفر بهن وأنعم بالعيش معهن , في نفس هذا الوقت لم أكن إلا فالصو

عدت لبلدي في زيارة طويلة ومعي رقية
وهناك بين أهلي وناسي أسرت لي أختي نسيبة أن رقية تكن لي عاطفة قديمة جدًا تخبأها حتى عن نفسها
قالت لي : دفاترها تشهد

وهكذا كانت رقية التي جاءت لبيتي الهش الذي هو أهون من بيت عنكبوت كانت هي التي أذهبت به بأقل نفخة منها لأكتشف هويتي الحقيقية
عرفت أن كل تلك الأمور التي كانت تجول بداخلي فيما يتعلق برقيتي الصغيرة كانت بذور حب طفولي قديم رعته الأيام وتولت سقايته والعناية به
واليوم كان يوم تأمل نتيجة كبر تلك البذور وما تمخض عليه الحال

وبعد سنتين جاء موعد قطف أول الثمار حيث رزقت أنا وزوجتي رقية بأول أولاد
لنا
توأم , ولد وفتاة اسميتهما باسم والدي ووالدتي أميرة وفارس

لكن , هل يمكن للفالصو أن يكتسب قيمة ويتحول لشيء ثمين ؟
ربما
فقط هي أمي من ستخبرني بذلك






تمت بقلم الفضاء الواسع
[/font][/color]
[/color][/COLOR][/CENTER][/SIZE][/COLOR][/CENTER]


الفضاء الواسع غير متواجد حالياً  
التوقيع
المرء يعرف في الأنام بفعله/ وخصائص المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره / واعلم بأن الله بالغ أمره
لاتستغيب فتستغاب وربما / من قال شيئا قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها / مادمت في جد الكلام وهزله
وإذا الصديق أسى عليك بجهله / فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبه / من لا يساوي غرزة في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا / والدر مطمور بأسفل رمله
واعجب بعصفور يزاحم باشقا / إلا لطيشته وخفة عقله
إياك تجني سكرا من حنظل / فالشيء يرجع في المذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الملا / من يعمل المعروف يجز بمثله
رد مع اقتباس
قديم 18-06-19, 12:10 PM   #3

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم

عزيزتي قصتك ثلاث اجزاء
لذا سيتم نقلها لقسم الروايات القصيره ( النوفلات )
بالتوفيق


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 24-01-24, 09:42 PM   #4

حلقة مفقودة

? العضوٌ??? » 492968
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » حلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond reputeحلقة مفقودة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
افتراضي

مكتملة بالجمــال..

حلقة مفقودة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.