13-06-19, 11:42 PM | #1 | ||||
كنز سراديب الحكايات
| الفصل الاخير من الحكاية الاليمة ولدت امل في عائلة متشددة تجاه البنات .وكانت الفتاة الوحيدة بين 9 أولاد .والحقيقة ان أحداً لم يكن يرغب بوجود المسكينة حتى أنهم لم يقيموا احتفالاً بميلادها كما فعلوا احتفالاً بمن سبقوها .لم يكن بيد الأم أي حيلة لتخفف عن الصبية الناشئة حزنها عندما يصرخ والدها في وجهها بدون أدنى سبب . كبرت امل منبوذة في الأسرة فتاة بشخصية انطوائية وشعر ذهبي بضفائر طويلة وعينان عسليتان .كانت آية في الجمال وربما سيكون ذلك أحد أسباب تعاستها لاحقاً كبرت امل حتى وصلت إلى سن يجب ان تدخل في المدرسة الابتدائية ويمكننا القول ان ذلك كان مرفوضاً بشدة من قبل والدها وجدها واخوانها والجميع تقريباً ولما أدركت الأم ان مستقبل ابنتها يعتمد عليها قررت الرجوع إلى بيت أهلها إلى الأبد وما كان من الأب إلا ان وافق على مضض كانت المدرسة عالماً جديداً ومجهولاً بالنسبة للصبية امل بل وكان مرعباً لقلبها المحطم ...لم تستطع التأقلم لكن المدرسة بالنسبة لها كانت أرحم من الجلوس في المنزل وتلقي التعذيب النفسي والجسدي من اخوانها ووالدها المتوحش وسرعان ما أبدت الطفلة اهتماماً شديداً بالدراسة واكتشفت والدتها ذكائها الحاد وسرعة بديهتها وصفاء بصيرتها وتوقعت لها مستقبلاً باهراً كعالمة أو مفكرة 'لا أنصحك بالتأمل كثيراً يا أم خالد' وسرعان ما اتخذت حياة امل منعرجاً حاداً بدخولها المدرسة المتوسطة فقد كانت آية في الحسن والجمال إضافة إلى تفوقها في الدراسة وكان ذلك لعنة عليها وبسسب غيرة الفتيات والصبيان على حد سواء وكلماتهم الجارحة ازداد قوقعة امل لكنها لم تخبر أحداً بذلك وكتمت ذلك في أعماقها واكتست برداء البرود أما في الثانوية فقد بدا حلم الأم يتحقق فازت امل بجائزة أحسن اختراع علمي في مسابقة وطنية وكسبت الملايين من الأموال مقابل بيع اختراعها الذكي إلا ان المال الذي تعبت في الحصول عليه سنتين كاملتين استقر في جيوب اخوانها بالتساوي دون ان تحصل على قرش واحد .لا هي ولا والدتها ثارت ثائرتها وزحف الشر على معسكرات الخير في قلبها اعتكفت في معملها الضيق في القبو أربع سنوات كاملة دون ان يراها أحد أو أن تذهب إلى المدرسة لم يقلق عليها أحد سوى الأم المسكينة والحق ان ذلك كان لأول مرة في صالحها وبعد السنوات الأربع خرجت امل أخيراً من عزلتها خرجت في تابوت خشبي ونعش أبيض .لم ترتح حتى أتمت مخططاتها والحق ان جنازتها كانت من أغرب الجنائز إذ كان الفرح بادياً على معالم وجه كل فرد في أسرتها ما عدا الأم المفجوعة طبعاً وبعد أسبوع بدا مرض غريب ينتشر في قريتها رويداً رويداً ومات كل أفراد العائلة بل وهلكت القرية كلها ولولا تدخل الحكومة وأذكى أطباء لشمل الأمر البلد كله وبعد مداهمة القبو الذي مكثت فيه امل وجدوا أنها من اخترعت فيروساً قاتلاً بغرض الانتقام ووجدوا مذكرات تخصها ولكن الجزء الذي تنفطر له القلوب في كل الحكاية الأليمة هو ما كتبته امل قبل وفاتها بيوم واحد وهو الجزء الذي اسمته الفصل الأخير من الحكاية "لقد خلقت فتاة رقيقة بمشاعر من زجاج لم أكن أعلم ان الحياة بهذه القسوة للبنات أما للأولاد فلا .حطمتم زجاجي من أول أيام عمري .ماذا كان سيكلفكم لو اعتنيتم بي ولو لدقائق كل يوم هههه أعلم أنكم لن تخسروا فلساً واحداً أنتم من جنيتم على أنفسكم أبي اخواني خالد امير محمد احمد عماد مراد رامي تركي فهد الكل سأنتقم منكم ولو كان ذلك آخر ما أفعله لن أموت قبل ان أنتقم من كل من أذاني طوال حياتي 18 سنة والمفاجئات ستظهر واحدة تلو الأخرى تعاملكم بالمخدرات زواجك على أمي بضع مرات كل شيء سيكشف لقد ختمت الورقة بختم من دموعي أعلم ان أحداً لن ينتبه إليها لكنها دم قلبي ودليل على صدقي " وفعلاً بعد هلاك أهلها تم اكتشاف كل ما قام به أهلها وتم اكتشاف بضع جثث في المزرعة وقد تم قتلها والدها وأولاده همسة : امل لا ذنب لها في كونها فتاة امل والكثيرات من أمثالها لو أسعفتهم الأماني لتمنوا ان يكونوا غير ذلك لكن ما المشلكلة في ان تكون فتاة ليس هنالك مشكلة سوى في عقول بعض الناس وليس الذكر كالانثى ***** | ||||
18-06-19, 12:03 PM | #2 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| للاسف يبقى المجتمع الشرقي مهما تحضر او ادعى التحضر يرى ان الذكر افضل من الانثى بقسوتهم حولوا الخير الى الشر قصة معبرة فيها اسقاط لواقع وافكار للاسف مهما حاولنا ولكنها لاتتغير | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|