آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          عندما يموت الكلام ـ هانا برنارد ـ 460 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-19, 03:23 AM   #171

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
Rewitysmile10 الفصل السادس عشر ج2 رواية(لحن مفقود)


ترجلوا من السيارة والتعبير المسيطر على وجوههم متباين بين غموض جاسم وراحة تغريد وحيرة وتساؤل غنوة...التي أخذت تتفحص المكان من حولها بشيء من الرهبة حيث لم تستطع التكهن بماهية المكان الغامض الذي جلبهم إليه جاسم نظرت نحوه فوجدته يستنشق الهواء من حوله مغمضا عينيه نصف إغماضة وكأنه في حالة ثبات فكري وبالطبع لم يرد من يخرجه منها قط...ولكنه فيما يبدو قرر قطع هذا التأمل العميق بسؤاله الأجش لتغريد
(هل أبلغتِ عمار بموقعنا كي نتحرك سريعا ولا يضيع منا المزيد من الوقت؟)
هزت تغريد رأسها بالإيجاب وهي تبلغ جاسم بهدوء
(نعم أبلغته وهو تقريبا على وصول)
كانت غنوة تتنقل بأنظارها نحوهم لا تفقه شيء وكأنها هواء حولهم لا يرونه...لذلك وجهت لهم تساؤل غاضب وقد عبس وجهها
(هل يمكن أن أعلم ماذا سنفعل بعد ذلك؟؟؟فكل ما أراه حولي حاليا هي صحراء ولا أفهم ما علاقتها برحلتك المنتظرة ياجاسم!!)
ابتسم...حقا ابتسم نصف إبتسامة غامضة مدمدما بصوته الرخيم وخبث كلماته تلوح في الأفق
(لا تقلقي ياغنوة...أنها مفاجأة....كما أني أعلم أنك تعشقين المفاجأت...فلمَ كل هذا التحفز الغاضب المرسوم على ملامحك!!)
بالطبع تعشق المفاجأت وكيف لا تعشقها وهي منذ صغرها تنال أروع المفاجأت على الإطلاق سواء من والدها أو من أخيها عمار أو من أصدقائها....وحين أضحت شابة ازداد هذا العشق بفضل سامر الذي لم يتوانَ عن إبهارها كل فترة بمفاجأة تخطف قلبها وعقلها معا...لكن الوضع الأن مختلف تماما فلا تعلم لمَ هي مجزوعة من مفاجأة جاسم...يمكن أن يكون ذلك بسبب إعتقادها الراسخ بأن شخص كجاسم لاتخرج منه مفاجأت سارة أبدا....ولكن عمار قادم أليس كذلك؟؟..ولن يسمح بحدوث شيء سئ معها...رغم قناعتها الداخلية بأن جاسم أيضا لن يسمح بحدوث أمر سئ معها حتى لو كان هو مسببه سيمنعه عنها...فتلك القناعة ستظل راسخة بداخلها مهما مر من الزمن ومهما تغييرت حياته....ألا أنها في تلك النقطة لا تعلم لما تشعر بالخوف وعدم الثبات والتهديد...تخاف أن يتخلى عنها مثلما فعل سامر معها...تخاف أن تفقد مصدر أمانها وراحتها ومدافعها السري كما كانت تطلق عليه في صغرهم....
قاطع حبل أفكارها صوت جاسم الجهوري يخبرهم وهو يهم بإغلاق سيارته
(مارأيكم سأبلغ مجاهد أيضا كي يأتي ليكتمل شملنا؟)
(لااااا)
وكانت تلك صيحة إعتراض خرجت بلا إرادة من فم تغريد التي تشنج جسدها حين لفظ جاسم اسمه...حدق بها جاسم بإستغراب حائر وعدم الفهم ارتسم على ملامحه...فتسأل بجدية وهو يعقد حاجبيه
(لماذا؟؟...ماذا حدث؟)
إرتبكت وهي فتاة ليست من السهل أن ترتبك أمام أي شخص مهما كان قريب...وأيضا ليس سهلا عليها أن تشعر بذنب أخر يعلق في رقبتها...ذنب فتاة ترتكب فعل شائن في حق عائلتها حتى لو لم تكن مذنبة بشكل فعلي إلا أنها تعلم بداخلها بأن هناك خطأ تفعله بمشاعرها التي لا تقدم لها سوى الضلال...فمنذ فتحت عيناها على حبه وهي تشعر بانها تأهة داخل غرفة مظلمة ومهما حاولت لن تستطع لمس قبس الضوء لتبيد هذا الظلام البشع الذي بدأت تتأقلم عليه حقا في وقتها الحالي....
همهمت بتلعثم وتكاد تشعر بأن أطرفها تجمدت وأخفضت رأسها للأسفل خزيا
(لا...لم يحدث شيء...فقط...علمت بالمصادفة أنه....بالخارج مع خطيبته)
ظل جاسم يتفحصها لبضع لحظات...تغريد فتاته الغامضة التي يكاد يجزم بأنها حاليا تحاول أن تخفي عنه أمر ما إلا أنه متيقنا بأنها ستفعل المستحيل كي لا يستطيع معرفته...لذلك أخذ نفسا عميقا ثم حسم أمره وهو يخرج هاتفه قائلا بإقتضاب
(لابأس...سأخبره أيضا ليرى هل سيستطيع المجئ أم لا ولو على رغدة يجلبها معه لن توجد مشكلة في ذلك)
قفز قلب تغريد بين قدميها وشحب وجهها تماما إلا أنها أخذت عدة أنفاس لتهدأ من ضربات قلبها المتقافظة ثم رفعت رأسها فوجدت ان جاسم ابتعد حقا عنهم ليحدثه وغنوة تقدمت نحوها مربتة عليها تسألها بدهشة قلقة
(تغريد هل أنتِ بخير؟؟فأنتِ ترتجفين حبيبتي!)
نظرت نحو غنوة وحاولت رسم إبتسامة مطمئنة على ثغرها كي تطمئنها إلا أنها فشلت فخرجت إبتسامتها مرتجفة أيضا كحال جسدها....ابتلعت ريقها ثم تنفست عدة مرات وهي تجيب غنوة
(أنا بخير ياحبيبتي....فقط أشعر ببعض الإعياء منذ إستيقاظي صباحا...حتى أنه رافقني في الجامعة...فلم انتبه لمحاضراتي أيضا)
لامتها غنوة بتوبيخها الجاد وبعصبية لم تستطع كبحها
(هل تمزحين؟؟؟ولمَ لم ترتاحي في المنزل ما دمتِ تشعرين بالتعب؟؟؟بحق الله....لقد طالبتِ بالخروج أيضا يافتاة....ماذا أنتِ فاعلة بنفسك!)
كانت تغريد تتأملها مبتسمة فقد شعرت لوهلة بأنها تقف أمام غنوة السابقة...وليس ذلك الشبح الذي بدأوا يعتادوه منها بعد وفاة سامر....تنهدت تغريد بأسى ثم قالت بلا حيلة مستعطفة إياها وهي تبرم شفتيها بطريقة كوميدية
(ماذا تتوقعين مني فعله ياغنوة؟...لقد أردت استغلال فرصة عاطفتك تلك لنخرج سويا فنحن لم نفعلها منذ زمن بعيد...والخطأ هنا يقع عليكِ أنتِ فلو كنتِ تقومين بإخراجي بإستمرار لم أكن لأفعل هذا الأمر السئ في نفسي!!)
نظرت لها غنوة عاقدة حاجبيها كي تستوعب كلامها إلا أنها لم تلبث أن تمر ثواني حتى زينت إبتسامة مشرقة ثغر غنوة الوضاء....إبتسامة جعلت الهاتف يسقط من يد شخص بعيد عنهم ببضعة مترات قليلة شاء القدر أن يجعله يلتف ليرى أجمل إبتسامة قد يراها المرء على الإطلاق...إبتسامة اشتاق لطلتها...حد رغبته في أخذه إياها كي يحبسها داخل صندوق ذهبي ليريها إياها حين تخرج إليهم إحدى إبتساماتها المتكلفة أو المتذمتة....
رأت تحديقه بها فهربت الطلة وذهبت لعالمها السحري التي أتت منه...غير متوقعة تطفل أمثاله....عدل من هنادمه ثم مال بجسده لجلب هاتفه الساقط منه في غمرة تأمله الرائعة لها...نظر لهم فوجدها تتحاشى النظر نحوه منشغلة بالحديث مع تغريد...فتقدم نحوهم مرة أخرى ملاحظا إرتباكها الشهير الذي يظهر في حضرته فقط....حيث تحفز جسدها وكأنها على وشك الدخول لحرب ما...حرب غير متكافأة الأطراف....ولن تكون أبدا.
أخبرهم بهدوء
(مجاهد في الطريق إلى هنا ومعه رغدة....هيا ياتغريد اعلمي من عمار أين وصل حاليا؟..كي نتحرك حين يأتي مجاهد مباشرا)
وبآلية تامة هزت تغريد رأسها بطاعة وأخرجت هاتفها من جيب حقيبتها...وقلبها المسكين يقبع في جزء بعيد متسألا بحيرة وتعب عمَ اقترفه كي يعاقب بهذا الشكل القاسي...يعاقب على أمر لم يقصد أن يرتكبه إلا أن مالكته تلومه وستظل تلومه على ما اقترفه في حقها فهو فقط من يجلب لها الضعف وقلة الحيلة والتخاذل....ولكن في داخلها تقسم بأنها ستعاقبه....وستعمل على ذلك بكل ما أوتيت من قوة...ستفعل...حتى لو ذبحت ذلك القلب في المقابل ستفعل وبلا تردد....
************************************************** ************************************************** ************************************************** **********************
وضع كفه على خصرها ليتحركا سويا نحو سيارته بعد تناولهم الغداء وتحدثهم في مواضيع مختلفة محاولا إعطائها كامل تركيزه...كي لا يضل منها في منتصف الطريق بسبب فتاة أخرى...فتاة لا يعلم سر إحتلالها إياه بهذا الشكل المخزي....ولعل سبب ذلك شعوره نحوها بالمسئولية إلا أن هناك ما يخبره بصراحة في داخله بكذب هذا الإدعاء الضال.....
رن هاتفه فأخرجه من جيبه وهو ينظر للمتصل ببعض الإرتباك حتى أنفاسه ضاقت واختنقت...فهو لم يعتد أن يقوم بأمر ما من وراء ظهر صديقه....فهذا الأمر يشعره بالنذالة والبخاسة لنفسه....فيكاد لا يعرف نفسه حقا كما أنه لن يستطيع أن يرفع أنظاره في عيني صديقه مثلما كان يفعل دوما....فرغم كل شيء مجاهد يقدس الصراحة والوضوح...وجاسم حاليا لايتحمل صدمات أخرى في حياته...لذلك سيخبره عن كل شيء حدث معه ومع تغريد وعن هجومه على زميلها الأحمق ولكن سينتظر الوقت المناسب فقط...نعم هذا فقط ما سيفعله..ولكن لاحقا....
حسم أمره وفتح هاتفه مجيبا بهدوء وثبات رغم إرتباركه من داخله من أن يكون قد علم بأمر مقابلته مع تغريد اليوم...أو سؤاله عما أصاب أخته...الذي يعلم جيدا بمرضها وقلبه لم يطاوعه على تركها بهذا الشكل ولكن ما باليد حيلة...فهو لم يكن على استعداد ليضيع داخل المزيد من دهاليز الحيرة والتشتت التي أصبحوا رفقاءه المخلصين في تلك الفترة العويصة...
(مرحبا جاسم)
صمت ليستمع له ثم رد عليه هامسا بشرود
(نعم مع رغدة...تناولنا الغداء والآن سنرى إلى أين سنذهب؟)
استمع إلى اقتراح صديقه فانفرجت أساريره وهو يسأله ببشاشة
(حقا هل ذهبت لهناك؟؟...مع من؟؟)
استمع لمرافقين جاسم فعبس مرة أخرى حين ذكر اسم عمار...ذلك الاسم بمفرده كفيل بتبديل مزاجه تماما فما بالك بالشخص نفسه!!!
أخبره جاسم بإصرار أن يأتي فحاول التعليل بأي شيء ولكنه تذكر أمر ما فوافق على الفور على تلك الدعوة الرائعة من جاسم....وحالما أغلق الخط مع صديقه معطيا إياه وعدا بالمجئ وجد رغدة قد برمت شفتيها بسخط والشرر يتطاير من عينيها...وقبل إبلاغه إياها بأي شيء...صاحت فيه هادرة غير مبالية بمن حولهم
(ماهذا ألست معك؟؟؟فأين رأيي أيضا...فأنا لا أريد قضاء المتبقي من إجازتك مع أصدقائك بل أريدها معك أنت فقط...ولكن كيف نفعل ذلك وبمجرد مكالمة فقط من جاسم تهرع إليه بلا أي ذرة تفكير...وكأنه هو من يتحكم في حياتنا...وأنت لاتفعل سوى التلبية له صاغرا بل وسعيدا بذلك)
عبس مجاهد بشدة ونظر لها نظرة جعلتها ترتجف ولكن لا تراجع فهي تدافع عن حقها في حبيبها وعشقها وكل شيء لها أليس كذلك؟؟لذلك من حقها أن تفعل وتقول كل هذا وأكثر...بلهجة قاسية هدر بها مجاهد وأسنانه تصطك من شدة الغضب الذي تمكن منه بسبب هذرها
(صدقيني سأحاول ألا أرد عما تفوهتي به قبل قليل كي لا أتفوه بما قد يحزنك مني وإلى الأبد....ولكني لن أفعل...لأن ذلك لم يكن الهدف من وجودنا اليوم....ولكني سأذهب حاليا لمقابلة أصدقائي لنستمتع سويا بما تبقى من إجازتي ولو أردتي القدوم معي فسنتحرك حالا...وإذا لم تريدي سأقوم بإيقاف سيارة أجرة لكِ لتقوم بإيصالك لمنزلك لعلكِ تفكرين فيما تفوهتي به وبعقلانية وتفتح أكبر...والآن أريد أن أسمع قرارك وحالا)
كانت تنظر نحوه بعدم تصديق فتلك لم تكن المرة الأولى التى ترى فيها قسوة مجاهد...لقد رأتها من قبل ولكن لم تكن معها...رأتها ولكنها لم تختبرها قط....لذلك هي لم تستطع حتى أن تتفوه بقرارها بل نفذته على الفور متقدمة نحو سيارته جالسه في الكرسي المجاور له منتظرة قدومه بإختناق...وفكرة واحدة تدور في عقلها برهبة ألمتها عليها أن تكون أكثر حذرا أثناء تعاملها القادم مع مجاهد الذي فيما يبدو على وشك الضياع منها وللأبد تلك المرة....
************************************************** ************************************************** ************************************************** **************************
وصل الجميع لمقر الاجتماع المتفق عليه...وكان الظاهر على وجوههم هو التحفز التام والاستعداد لمخاطرة تجهل المسكينة غنوة كهنها...رغم أنها سألت أخيها مرة أخرى حين وصل إليهم عن مقصدهم إلا أنه لم ينطق ببنس حرف وكأن الحديث عن مقصدهم سر حربي أمنهم عليه جاسم وهم خير الأمناء على هذا السر الخطير.
اتفقوا على الصعود مرة أخرى لسياراتهم كي يذهبوا لوجهتهم المقصودة فكان هناك قرعة حظ من نصيب الفتاتين تغريد وغنوة فمع من ستكون كل منهم فوقع حظ غنوة للأسف مع جاسم الذي كان يستسرق النظر نحوها من فترة لأخرى وهي حائرة مرتبكة وكأنها أول مرة ترى هذا العالم الشاسع...وتغريد ستكون في سيارة عمار مما جعل مجاهد يتجمد...تغريد التي اكتفت برد سلامه بخفوت فاتر وها هي منشغلة تماما مع هذا العمار الذي لايزال يرغب في تحطيم فكه الأحمق ومحو ابتسامته الأكثر استفزازا في هذا العالم...صعد كل واحد منهم لسيارته وبجانبه فتاة وقاموا بعدل سيارتهم حتى أصبحوا مرصوفين بوضع أفقي وعلى صف واحد....
أمر جاسم غنوة بحزم قوي
(اربطي حزام الأمان خاصتك ياغنوة...فلا نريد خسائر فادحة في الأرواح هنا)
لفت نظرها نحوه بفزع وعينيها الرماديتين تتسع بوجل حذر...كانت ترتجف المسكينة بجانبه....حتى إرتعاشها وصل إليه رغم عدم إلتصاقهم ببعض...تقدم نحوها مما أجفلها وجعلها تتراجع بذعر للخلف...إلا أنه لم يقترب منها قط بل مد ذراعه وجلب حزام أمانها وتأكد من إغلاقه بقوة....ورغم عدم إقترابه منها للغاية إلا أنه استنشق عطرها الرقيق بعمق...عطر لم يستنشقه من قبل على أي امرأة...عطر خاص بها هي...عطر غنوة تعزف سيمفونيتها الخاصة برتم حزين هادئ متواري لن يستطيع أي كان استكشافه...ومن يكتشفه عليه أن يمتلك حاسة شم قوية....بل قوية للغاية مثلما يمتلك هو وكم يسعده هذا الأمر يسعده بشدة.....عاد لمكانه وقام بإدارة سيارته استعدادا لسباقهم نحو وجهتهم المقصودة...وفي سيارة عمار كان يمزح مع تغريد مخففا عنها حين لاحظ وجهها المريض...واعدا إياها بنصر قريب وأنهم حين يفوزا سيجلب لها كل ماتريده....مما دفع تغريد للمزاح معه بعفوية محببة وتضحك براحة وسعادة....ناسية أو متناسية صاحب النظرات النارية التي وقعت عيناه عليهم بلا قصد قبل لحظات....نظر نحوها بغضب جمّ ولو كانت تلك النظرات ساقطة على غيرها لأردته قتيلا....ولكن ليس هي...التي تعاملت بلا مبالاة غير مكترثة به هو شخصيا أو بفتاته الفاتنة التي تميل نحوه من حين لآخر كي تحاول تشجيعه على ما يبدو....
وبعد العد المتفق عليه.....انطلقت السيارات الثلاثة تعدو في الصحراء مبعثرة الرمال من حولها...وكأنها فرس جامح يأكل الصحراء بحوافره الحادة....والقلوب بداخلها تتقافز بين نشوة ووحشية وخشونة مسيطرة....وقلب آخر يكاد يقف هلعا من شدة جزعه... لف جاسم رأسه نحو غنوة الجالسة بجانبه وهاله ما رأه على وجهها فقد كانت شاحبة كالأموات وأنفاسها متلاحقة بسرعة غريبة وكأنها هي من تعدو في سباق مارثوني خاص بها...جسدها يرتجف وبقوة رغم حرصه على إغلاق النوافذ من حولهم...وهوى قلبه بين قدميه حين لاحظ شفتيها زرقاء وعيونها أصبحت كلون الدخان الداكن...ياإلهي...هي تعاني ولا تستطيع النطق بحرف واحد كي لاتوتره أثناء سباقه المتهور....وها هي متشبثه بكرسيها كي تثبت بمكانها مطبقة شفتيها الزقاء كي تمنع نفسها من الصراخ....وعلى حين غرة انسحب من السباق وهو يشد مكابح سيارته فتوقفت على الفور وبقوة كبيرة....لفت رأسها نحوه مرتعشة الشفتين هامسة بتلعثم حائر
(لماذا توقفت؟؟سيربحون هم السباق بهذا الشكل)
تفحصها جاسم بدقة ومد ذراعه بجانبه مخرجا زجاجة مياه باردة وقدمها لها هاتفا بلهجة لاذعة رغم قلقه عليها
(هيا...اشربي...فأنتِ تبدين كمن رأى شبح وعلى وشك الإصابة بذبحة صدرية)
بوهن تام وبلا معارضة تناولت منه زجاجة المياه تحاول فتحها بأناملها المرتعشة وعينيها الزائغتين وكأنها حقا ستصاب بذبحة صدرية....فتحت الزجاجة وتجرعتها بإرتعاش ولا تزال واقعة تحت تفحص جاسم لها...فقاطع الصمت بينهم بنبرته الساخرة بعض الشيء كي يخرجها من تلك الحالة
(لم أكن أعلم بأنك تمتلكين قلبا ضعيفا بهذا الشكل يا...غنوة....حقا لقد خيبتي أملي فيكِ)
تحفزت كل ملامحها واشتعلت عيناها مما دفع بصعود بعض الدماء إلى وجهها الذي كان شاحبا كالأموات....يعشق تعبيرها بتلك الطريقة وتحفزها الذي يشعل لديه فتيل من الرغبة الجامحة التي لن يملئها غيرها مهما حاول....ورغم إرتعاشها هذا هتفت بصوت مرتجف قليلا والسخرية ترتسم بهدوء على وجهها
(إذن فتلك مشكلتك ياجاسم....فأنت لا تعلم عني كل شيء فيما يبدو)
أرسلت له نظرات متحدية فبادلها تلك النظرات بأخرى أكثر تحدي منها...أرجع ظهره للخلف مسندا على كرسيه براحة ثم أرجع رأسه أيضا للخلف مغمضا عينيه براحة وهو يدمدم بثقة وثبات والتحدي يشع من نبرته الواثقة تلك
(أنا أعرف عنك كل شيء ياغنوة...وهنا حين أقول كل شيء فأنا أقصدها صدقيني...وإذا أردتي التأكد من ذلك فاختبريني)
تحفزت أكثر والإدرينالين يعود بقوة لجسدها الذي انتفض ولكن ليس خوفا منه بل غضبا....وغضب أعمى أيضا...ولمَ لا وهي تجلس أمام أكثر كائن استفزازي هذا العالم...وبتحدي تجلى على ملامحها تسألت بحدة متوقعة أنه سيخفق من أول سؤال...نعم جاسم لا يعلم عنها شيء...بالتأكيد لا يعلم...هي تثق في هذا الأمر...فجاسم كان لا يبالي سوى بعمله...عمله فقط...
(حسنا ياجاسم ما دمت تعلم كل شيء عن غنوة فأخبرني...ما لوني المفضل؟)
صمت عدة لحظات فابتسمت بإنتصار مهنئة نفسها على ربحها أول جولة لها إلا أن صوته الهادئ قاطع انتصارها هذا بقوله الواثق وهو يعتدل في جلسته متفحصا إياها
(لونك المفضل هو البنفسجي وكل مشتقاته)
اتسعت عيناها بعض الشيء وأرادت الإنكار إلا أن إجابته كانت صحيحة مائة بالمئة....فمن كثرة حبها في هذا اللون جعلت ديكور غرفتها وجزء من صالة الرقص الخاصة بها النصيب الأكبرمنه....
ابتلعت ريقها بوجل وهي تحاول الحفاظ على شعلة الانتصار بداخلها...فتسألت مرة أخرى
(وما موسيقتي المفضلة ياجاسم)
وقبل أي إجابة منه كان يدقق النظر لها وكأنه يخرج الإجابة من وجهها
(أنتي تحبين الموسيقى الكلاسيكية ياغنوة بالطبع وأكثر من حاز على إعجابك وعشقك له هي معزوفة بيتهوفن الرائعة)
تلك المرة انتفضت كالملسوع من أفعى سامة وعيونها تتسع بدهشة ممزوجة بالذهول التام...تسألت وشفتيها ترتجف مثل قلبها تماما...وهي ترمش بأهدابها بسرعة...
(من أين علمت كل هذا؟؟...من سامر أليس كذلك؟؟...بالطبع سيكون من سامر..أليس كذلك!!)
حرك رأسه نفيا...وهو يجيبها بهدوء واثق
(لا بالطبع لا....لم أعرفه من سامر)
سألته بيأس ضعيف...وهي تشعر بنفسها تفتح دهاليز واسعة هي في غنى عنها من هذا الجاسم...
(إذن من أين؟؟)
وقبل أن يجيبها بأي شيء جاءهم بوق سيارات قادم من الخارج فوجد أن عمار ومجاهد قد عادوا إليهم مرة أخرى....ترجل عمار من سيارته مفزوعا يتبعه مجاهد والفتاتين وتسألوا بهلع عما أصابهم خرج جاسم من سيارته مجيبا إياهم بهدوء
(لابأس كل شيء على ما يرام فغنوة تمكنت منها حالة إعياء خفيفة أثناء القيادة المتهورة فخرجت من السباق وكنت سأحصلكم في مكاننا لاتقلقوا...ولولا سوء الشبكة لأبلغتكم بهذا الأمرعلى الهاتف)
تقدم عمار نحو غنوة تتبعه تغريد ليتطمئنوا عليها..غنوة التي كانت تسبح في ملكوت خاص بها غير مستوعبة ما يحدث من حولها...ولكنها في نفس الوقت لاحظت أمرا هاما لم تكن منتبهة له طوال الفترة الماضية التي قضتها مع جاسم في سيارته بأنه كان يستفزها فقط كي يخرجها من حالة الهلع الرعبة التي أصابتها من سباقهم المتهور كما أدعى....جاسم من أنت حقا!!!!
************************************************** ************************************************** ************************************************** *************************
وصلوا أخيرا لموقعهم المنشود وكل منهم ترجل من سيارته يصحبهم حماسة تخص مكانهم المفضل...ولم تستطع غنوة في الوهلة الأولى أن تستوعب ماهية المكان الغامض التي أنساقت إليه بلا إرادة...والندم يلوح في أفق أفكارها على دعوة جاسم الغير محمودة التوابع على مايبدو...تحركوا ودخلوا مكان مساحته شاسعة يشبه المطار...وفكرة أخرى سريعة تمر بخاطرها هل سيسافروا لمكان ما؟؟ولكن كل أفكارها أحبطت بعدما علمت بماهية المكان وما نوع المغامرة التي يوشكوا على فعلها...اضطرب تنفسها وأصابها الجمود حين سمعت أثناء حديثهم بالصدفة البحتة بأن سامر كان دوما يشاركهم تلك المغامرة...وفي أخر مرة تواجدوا فيها هنا كان معهم أيضا...ظهر الحزن على وجوههم والغموض على وجه جاسم والاضطراب من نصيبها...فسامر الذي كان يشاركها بكل تفاصيل حياته لم يخبرها عن تلك المغامرة من قبل...فكيف أغفل سامر عن هذا الأمر!!!
دقق النظر فيها بتمعن فوجدها لاتزال على نفس وقفتها الواجمة...شاردة تحدق في الفراغ وكأن لايوجد أي شخص حولها...ويبدو على ملامحها الانزعاج...أخرجها من شرودها كف عمار التي امسكتها بحنان سائلا إياها بهدوء وحنان يختصها وحدها
(هل أصبحتِ أفضل الآن أم لايزال التعب مستمر؟)
أجفلت ورمشت بأهدابها عدة مرات ولوهلة شعرت بالتيه وكأنها تعيش في عالم منفصل عنهم...ألا أنها لم تجد سوى أن تطمئنه بثبات كاذب
(نعم أصبحت أفضل لاتقلق)
وبعد ساعة كاملة من التعليمات الصارمة تم تجهيز الملابس الخاصة بهم وهي تائهة ولا تعلم هل حقا ستشارك في هذا الجنون العابث...هي الغنوة التي كانت تعشق الأرض لتطوف عليها مثلما تشاء ووقتما تشاء...ستحلق الآن في عنان السماء والمتعة هنا تتلخص في جملة واحدة...سترتدي (الباراشوت) وتقفز من علو شاهق وتسبح في الهواء كحمامة لا تبغي سوى الحرية المطلقة وكفى...
ورغم روعة الفكرة وجنونها في نفس الوقت ألا أنها كانت مرتبكة مضطربة وكأن ما تفعله ليس من شيمها...فغنوة القديمة لم تكن لتخاطر تلك المخاطرة أو بمعنى أصح لم تكن لتجازف بهذا الشكل الفج...فهل يمكن أن يكون ذلك هو سبب إخفاء سامر للأمر عنها؟؟...ورغم بساطة الموضوع إلا أن الحيرة والتساؤل تملكها وبقسوة....حياة سامر كانت أمامها كتاب مفتوح فهو كان يخبرها دوما بكل شيء ليس فقط كحبيبة له بل كصديقة ورفيقة دربه...فلما لم يخبرها بهذا الأمر رغم بساطته؟؟فبالطبع لم تكن لتتشبث به مطالبة المجيء معه!!!لهذا فلما؟؟....لما ياسامر!!!!
(غنوة)
نداء جاسم الهادئ أخرجها من مستودع أفكارها القاتل....ألتفت نحوه متنهدة بثبات رغم اضطراب أنفاسها وتسألت بصوت مبحوح ومنخفض
(ماذا؟؟)
تأملها بضع ثوانٍ ثم همس بلا تعبير
(هل ستستطعين الصعود معنا أم تفضلين الجلوس في الهواء الطلق لحين إنتهائنا؟؟)
تنهدت للمرة لاتعلم عددها والحيرة تتجلى على ملامحها الرقيقة ممزوجة بالتوتر المتمثل في ضغطها على شفتيها الرقيقتين مرفرفة بأهدابها عدة مرات كعادتها حين تتوتر من شيء ما...ثم حسمت أمرها ورفعت رأسها له بإيباء مزيف وأجابته بخفوت هادئ
(لا سأذهب معكم بالطبع...أنها تجربة جديدة ومن الأفضل أن استمتع بها أليس كذلك؟؟)
تمعن النظر فيها متأملا إياها بشغف لو أنتبهت له غنوة لسقطت صريعة بين قدميه...أبعد عينيه عنها لاجما جموح أفكاره التي تدور حولها هي فقط...ثم عقد ذراعيه أمام صدره مردفا بثبات وكأنه يتحدث إلى طفلة صغيرة لم تتعلم من الحياة شيء بعد...رغم هول المصائب التي جعلتها الحياة تخوضها مجبرة....
(ليس كل ماهو جديد من الجيد تجربته ياغنوة...فهناك جديد قد يحمل الكثير من الأهوال ولو خاضته فتاة مثلك وتعاملت معه كفتاة غرة لحطمها هذا الشيء على الفور)
حبست أنفاسها والتشوش تمكن منها...ماذا يحدث معها!!...فبرغم حديثه الذي يصنف كحديثا عاديا ألا أنها تشعر بألم غير مبرر في قلبها الذي أخذ يتقافز بقوة بين ضلوعها التي تأن من قسوة الألم...
ازداد انعقاد حاجبيه حينما لاحظ جمودها أمامه وملامحها التي بهتت تماما...حاول الاستفسار عن سبب التغيير الذي أصابها فجأة ألا أن صوت خبيث جاء من خلفهم يهتف بحقد وغضب مكتوم يشوبه دلال زائف
(مرحبا حبيبي...لمعلوماتك...خاصمتك...� �مَ لم تخبرني عن تلك الرحلة الرائعة لأشاركك فيها...هل كنت لتفرط في حبيبتك تسنيم....ولولا دعوة رغدة وأخبارها لي عنها لم أكن لأعلم سوى بعد إنتهائكم)
تجمد جاسم حرفيا...تجمد وتشنج جسده تماما....وملامحه أصبحت كالرخام...وألتفت نحو تسنيم يواجهها بثبات...وغنوة توترت حين وجهت لها تسنيم تحية فاترة لا تحمل أي شكل من أشكال الترحيب...فانسحبت بهدوء كي ترتدي الملابس المخصصة لتلك المغامرة يصحبها عيون جاسم الملتهمة لكل تفصيلها...
رحب جاسم بتسنيم بفتور غاضب وخاصة أنه لم يعجبه البتة وجودها معهم....ولكن رغم كل شيء هي لاتزال خطيبته وستظل هكذا حتى إشعار آخر منه....
صعدوا جميعهم للطائرة التي سترتفع بهم لأعلى كي يقفزوا القفزة الحرة كما تسمى...والمدرب الخاص بهم يأكد على التعليمات بصرامة شديدة...ويكرر شرحها مرارا وتكرارا منبها على الوقت المناسب لشد (الباراشوت)الخاص بهم وطرق تجنب الهفوات الصغيرة التي قد تواجههم أثناء القفز....
ولم يكن زوج الكناري مستمعين لذلك فهم كانوا في وادٍ آخر غير واديهم...وهذا بالطبع ما رأته تغريد التي كانت تخطف النظر نحوهم كل فترة حيث كانوا ملتصقين ببعضهم البعض ولايفصلهم أنش واحد...ولولا مزاح عمار معها ومع غنوة ليخفف من رهبة غنوة التي تحاول بشجاعة ماهرة أن تخفيها عنهم إلا أنهم استشعروها لكانت انفجرت من الغيظ والألم...رفع مجاهد عينيه نحوها رغم صموده ووعده لنفسه بألا يفعل وأن يبتعد عن طريقها مادام أصبح قربه منها يجلب لها كل هذا الكم من الألم والحزن...فوجدها لاتزال تمزح مع عمار ورغم الحريق المستعار بداخله ورغبته الملحه في تحطيم فك هذا العمار ألا أنه تجمد وهو يلهي نفسه برغدة التي أقتربت منه حد الالتصاق غير مبالية بمن حولهم كي تحصل على مراضاته كما تدعي....لف وجهه مرة أخرى نحو تغريد ولكن تلك المرة آسرته عيناها التي كانت تراقبه بإنزعاج صلب...توتر جسده وتسمر تماما مأسورا بروعة عينيها اللامعة من الغضب ربما....فلم ينتبه لكف رغدة التي وضعتها على ذقنه النامية مقتربة منه لحد الخطر ثم قبلته على حين غرة قبلة طويلة بجانب فمه مباشرا أجفلت مجاهد قليلا....وابعدت وجه تغريد عنهم سريعا متمتمة من بين أنفاسها اللاهثة بحنق خانق
(قلة حياء ووقاحة)
ناغشها عمار بمزاحه العابث وهو يميل بوجهه مقتربا من أذنها
(ماذا حدث يادكتورة؟؟هل تتحدثين مع نفسك!! اثبتي فاللعبة لم تبدأ بعد)
ظهرت ابتسامة خاصة على ثغر تغريد البارع الحسن مسببة فتة أبهرت كل من حولها وأشلعت نار هوجاء في صدر مجاهد الذي حدق فيهم بغضب جم...ثم وجه نظراته تلك نحو جاسم الذي شاركهم الحديث غير مبالٍ بقرب عمار المريب من تغريد...كيف يفكر جاسم هل يعتقد بأن هذا العمار راهبا مثلا!!...
استقام المدرب معطيا الإشارة لقائد الطائرة بأن يتوقف...ثم تحدث بعملية جادة
(الآن سيتم فتح البوابة وسنقفز بالتتابع...هيا...من سيبدأ أولا؟)
تطوع عمار بالبدأ وهو يهدي تغريد وغنوة غمزة مشاكسة...اللتان ابتسما له بتشجيع وسعادة حقيقية...قفز عمار ثم تبعته تغريد التي ضربت كفها بكف أخيها هاتفة بحماس ولهفة حقيقية
(ألقاك بالأسفل أخي...ولاتتأخر علىّ فأنا لا أحب الانتظار)
هز جاسم برأسه موافقا وهو يشجعها بحنان أبهر غنوة الجالسة أمامه بتوتر وارتباك شديد....وبعد تغريد قفز مجاهد الذي لم ينطق ببنس كلمة لأي أحد وتبعته رغدة تليها تسنيم التي دعت جاسم قبل قفزتها أن يمسك بيدها كي يقفزوا معا فتعلل بأنه يفضل دوما النزول بمفرده...فلم تكرر طلبها وقفزت متوعدة في سرها بانتقام قريب...
بعد قفز الجميع تأمل جاسم غنوة وتفحصها وهي تجلس على مقعدها كطفلة صغيرة تفرك كفيها بتوتر وتنفسها يزداد سرعة هتف اسمها بهدوء فرفعت له أجمل عينين قد يراها المرء في حياته فهي حرفيا كانت تشبه عيون الهرة الصغيرة حين تريد كسب تعاطف البشر من حولها فتنظر له بتلك الطريقة المحببة....تأمل بعمق أكبر رمادية عينيها التي أخذت تختفي بالتدريج وحل محلها لون دخاني غائم يزينها خيوط سوداء شديدة القاتمة....
مد كفه لها داعيا إياها بصوت أجش كي يخفي تأثره عنها
(هيا غنوة دورك...ولأخر مرة إذا لم ترغبي في فعل ذلك فلا بأس أنتِ لستِ مجبرة هنا على أي شيء)
هزت رأسها نفيا وهي تبتلع ريقها بصعوبة هامسة بخفوت
(لا....أريد ذلك...وأرغب في تجربته صدقني...ولكنها رهبة أول مرة كما تعلم)
تعاطف معها واشفق حقا على محاولاتها الواهية لتثبت لهم بأنها قد أصبحت أفضل ولاتحتاج لهم حولها....ولكنها بحاجة إليهم....بحاجة إليهم الآن أكثر من أي وقت مضى....تنهد بقوة ثم ما لبث أن تحرك نحوها مادا كفه نحوها مرة أخرى داعيا إياها بصوت حاول إخراجه طبيعيا ولكنه لم يفلح فخرج منه شبه مهزوز
(هيا سأكون معكِ لا تقلقي...سأجعلك تنالين تجربة لم تناليها من قبل...أعدك)
أمعنت النظر قليلا نحو كفه الممدودة والامتنان يتجلى على ملامحها الشفافة...ولم تستغرق الكثير من التفكير وهي تمد له كفها الرقيقة واضعة إياها داخل كفه الخشن القاسي فقبض عليها بقوة خشنة حتى شعر بأنها كادت تتهشم بسبب قسوة كفه...استقامت وتقدمت معه نحو البوابة الضخمة محاولين التماسك أمام قوة الرياح التي كادت تطيح بهم بالفعل من شدتها....أنزل جاسم نظارته التي كانت موضوعة فوق رأسه وقامت غنوة بالمثل ثم أمسك كفها مرة أخرى ساحبا إياها خلفه وهو يتقدم بسرعة و....وبعد العد حلقوا سويا في السماء....
أغمضت غنوة عيناها وهي تشعر بأن تلك التجربة حقا لم تكن لتشعر بمثلها من قبل...مهما حاولت لم تكن لتتذوق طعم الحرية مثلما تفعل الآن...هي الغنوة التي تعشق التحليق ولطالما قامت به ولكن على مسرحها الخاص في صالة رقصها...أو ما تطلق عليها صومعتها الخاصة....معبدها ومحرابها المقدس التي تنال منه راحتها المنشودة...فكانت دوما حالما تشعر بأي شعور مهما كان تهرول إليها كي تخرجه فيها....ولكن تلك التجربة الفريدة من نوعها التي تخوضها الأن تشعرها بأنها حية وبأن تلك الحياة مهما قست عليك في أرضها ستجد بالتأكيد في سمائها البدع والعجائب التي لم تتوقع أن تراها من قبل....
من كان ليتخيل بأن يأتي يوم ويمسك بكف غنوة محلقا معها في عنان السماء....كم يريد وبشدة الآن خطفها والهروب بها في التو واللحظة مبتعدا بها عن الجميع....حتى يستأثر بها لنفسه...وتصبح له بلا قيود....وبلا إلتزامات...وبلا واجب عليه إتباعه أثناء التعامل معها....ولكن...وما أدراك ما يتبع كلمة لكن....
لكن ياعزيزي...لقد صدق أعظم الشعراء حين تغنى بقوله....ما كل ما يتمناه المرء يدركه....
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** *************************
هبطوا أخيرا وكل منهم منفصل عن الآخر إلا اثنان سقطوا سويا مثلما قفزوا سويا.....لقد ساعدها جاسم كثيرا أثناء الرحلة الممتعة وحقا جعلها تشعر بنشوة فريدة لم تكن لتتخيلها من قبل....ورغم صعوبة الأمر إلا أنه لم يجعلها تشعر بتلك الصعوبة بل على العكس كانت تشعر براحة رهيبة معه....ولا كأن حياتها تقع على المحك وقد تفقدها من أصغر خطأ قد يحدث معهم في الأعلى...ألم توضح سابقا بأنها تصبح مؤمنة تماما بأنها حين تتواجد مع جاسم تودع كل رهبة قد تستشعرها يوما....فاسم جاسم مرتبط معها دوما بالحماية والأمان....وكم يرهقها هذا الأمر وبشدة....
تخلص جاسم من غطاء رأسه المطاطي وتبعه بنظارته...فتشعث شعره بطريقة مبهرة أربكت غنوة...التي لم تراه بهذا المنظر العفوي من قبل....فجاسم يعني الرسمية والثبات والنظام وما يخالف ذلك يعد رفاهية لا يمتلكها...
قامت بالمثل وتخلصت من كل شيء يحكم رأسها....كانت تلهث من المجهود المضني الذي بذلوه وازدادت سرعة تنفسها...ولكنها حاولت تهدأت نفسها اللاهث من خلال تأمل المكان الشاسع المحاط بهم فلاحظت أنها لم تجد فيه فرد واحد وكأنهم كمن سقط في صحراء جرداء....تسألت بتلعثم حائر
(أين نحن؟؟؟وكيف سنعود إليهم؟)
حرك كتفيه بلا مبالاة وهو يخرج من حقيبته السوداء زجاجة مياه باردة وتجرعها دفعة واحدة...ثم رد بجدية بعدما هدأت أنفاسه قليلا
(نحن لن نعود)
نظرت له بلا فهم وعقدت حاجبيها بحيرة ثم تسألت بتوجس
(ماذا؟؟لم أفهم؟؟كيف لن نعود؟؟هل هنظل هنا إلى الأبد!!!)
تنهد واستلقى على الأرض غير مبالي بالرمال الموجودة تحته....وقال بهدوء استفزها
(غنوة...نحن لا نعود)
ازداد غضبها منه وتأججت تلك النار في عينيها الفاتنتين اللاتي اشتعلا من شدة الغضب....فتحفزت ملامحها وهي تصيح بغيظ ملوحة بذراعيها بنزق واضح...وهو جالس أمامها بسكون يختلس النظر نحوها والاستمتاع متمكن منه حد النشوى التي لم يتذوق مثلها من قبل...حتى مع أكثر النساء إغراءً لم يشعر مثلما يشعر حاليا معها...
(ماهذا!!! لم أفهم!!!كيف لن نعود؟؟..وأين الجميع؟...أريد العودة وحالا)
كان يتأملها بهدوء وكأن اشتعلها السابق لم يؤثر فيه قيد أنملة....وأردف بنفس هدوئه المستفز
(لمَ أنتِ غاضبة بهذا الشكل!!!فالموضوع لا يستحق كل هذا الغضب صدقيني)
ضربت قدميها في الأرض بغيظ وهي تتذمر ووجهها قد تضرج بالأحمر القاني من شدة غضبها اللذيذ
(كيف لا يستحق!!!هل تنوي أن تصيبني بالجنون أم ماذا!!!حقا كيف لا يستحق؟؟وأنت تخبرني بأننا لا نعود...حقا كيف تفكر!!!)
هز كتفيه مرة أخرى بلا مبالاة ثم أجابها بقلة حيلة وكأنه يأس من عدم فهمها وهو يستقيم إليها مرة أخرى
(لأننا حقا لانعود ياغنوة.....وقبل أن تصرخي في وجههي مرة أخرى....ما أقصده بأننا لا نعود أنهم هم من يعثروا علينا بسيارة مخصصة لتجميعنا....ولا تقلقي فنحن داخل نطاقهم وهم حاليا في طريقهم إلينا لنقلنا بفضل الجهاز المثبت في يد كل شخص لو لاحظتِ هذا الأمر)
رفعت يداها تتفحصها كي تتأكد من كلامه وبالفعل وجدت جهاز (gps)مثبت في معصمها لم تنتبه له من قبل....هدأت قليلا وشعرت بالذنب من معاملتها الفظة معه...فحاولت أن تغيير من فحوى حديثهم هامسة بخفوت مذنب
(بالمناسبة شكرا لك على تلك الرحلة الرائعة لقد تمتعت بها حقا....وستظل دوما من أفضل التجارب التي قمت بها على الإطلاق)
تأمل وجهها المضرج ولم ينطق بحرف حتى كادت تشعر بالخزى من إحراجه إياها بهذا الشكل المخزي...إلا أنه تكلم بعد فترة طويلة بهدوء لا يتناسب مع قوة مشاعره التي تعصف حاليا وبشدة داخله لها وإليها
(لا بأس ياغنوة....حين تريدي التجربة مرة أخرى فقط اطلبي وأنا سأنفذ على الفور...وحتى لو لم يكن هذا الأمر فقط...فأي شيء ترغبِ في فعله أخبريني فقط وأنا سأجعله طوع بنانك...كوني على ثقة في ذلك)
حركت رأسها موافقة وهي تتهرب من آسر عينيه مرتبكة ربما....ولكن كل ما تستشعره حاليا هو الخوف ولكن ليس منه بل من نفسها....ولا تعلم لمَ تشعر بهذا النوع من الخوف ولأول مرة في حياتها....
تأملها مرة أخرى وهي تبتعد بسرعة مرتبكة عنه والهواء من حولها يبعثر خصلاتها الناعمة في كل إتجاه...وهي تحاول السيطرة عليها ولكنها بالطبع تفشل في ترويضها....
كانت تبدو كلوحة...وليست أي لوحة....بل لوحة سريالية...لفنان عابث مجنون لايمتلك نمط معين في حياته....فوضع كامل جنونه في لوحة واحدة ....لوحة أصبحت من روعتها تنافس الواقع وتندمج حد الهوس بالخيال...ياإلهي...لقد فقد عقله بالتأكيد....عليه التريث وإلا سيحصد ما لايحمد عقباه في النهاية....
وأثناء غمرة إرتباك غنوة شردت بذهنها للبعيد حتى سطع سؤال مُلح في ذهنها فترجمته شفتيها تلقائيا وبلا أي إرادة من صاحبتها التي أندمجت في عالم آخر على ما يبدو غير عالمهم...
(ماذا أعطيك كي تبتعد عن حصاري بهذا الشكل وتتركني لحالي؟؟)
بهت جاسم....حقا بهت وتجمد مكانه....وهي بعد عدة ثوانٍ أجفلت حين استوعبت معنى سؤالها فاتسعت عيناها بذهول الذعر يرتسم على ملامحها....فحاولت أن تخرج من فمها تبرير واهٍ والتلعثم رفيقها الحالي
(لم....لم....لم أقصد هذا.....صدقني....لقد....كنت....شا� �دة....ولم انتبه....لما انطقه)
تجهم وجهه فازداد إرتباكها وأخذت تفرك كفيها بشدة ثم قال بثقة جادة بعد فترة أهلكت أعصاب غنوة فكان الرد غير متوقع منه كالعادة
(أريد عودتك....أريد غنوة القديمة)
تلك المرة ارتجفت كلها...وكان التشنج من نصيبها هي....ألا أنها لا تعلم لمَ لم تنهِ هذا الحوار منذ بدايته فتلقائيا تخوض شفتيها حديث آخر وكأنها خارج سيطرتها فأجابته بسرعة لم يكن يتوقعها منها
(ماتت....غنوة القديمة ماتت ياجاسم....حين فقدت تلك الغنوة مالكها هي أيضا أصبحت غنوة مفقودة....فلو تأملتها بعد هذا الفقد ستجد أنها حقا قد أصبحت كالغنوة التي لم يُكتمل عزفها ففقدت رونقها....ستجدها داخل لحن...نعم لحن قديم...ترك لفترة طويلة دون لمس فأهترئت أوراقه فدخل تلقائيا داخل قيد لحن مفقود)
وبما أن الحديث من بدايته يتسم بالجنون الخطر فقرر المجازفة...ورمى بأول أوراقه أمامها....متسألا بخشونة حاسمة
(وهل تلك الغنوة مستعدة للإنتقام ممن تسبب في فقدان مالكها؟؟...أم ستظل قابعة في الظلام منتظرة أن يأتي الحق لها وتحت قدميها بلا أي مجهود يذكر)
ازدادت لمعة عيناها وهي تشعر بأنها حقا تريد القصاص وبشدة ولكنها في نفس الوقت تخشاه....وتظل الحيرة والتردد ردائها الذهبي لترتديه حاصلة على لقب مشاركة ولكن في صمت....خفق قلبها بألم وشريط حياتها مع سامر يمر بقسوة أمام عينيها يذكرها بأنها أي إنسانة خاضعة هي....ولا تبالي سوى بنفسها وحسب.....
تسألت بخفوت مرتعش وهي تطأطأ برأسها أرضا
(وكيف ذلك!!!)
لم تسمع رده ولكن كل ما سمعته هو هدير أنفاسه العالي....فكان يبدو كمن يسيطر على أمر ضخم....ثم شعرت بلمسة من كفه على ذقنها...لمسة كانت كفيلة بإرسال القشعريرة لجسدها...فانتفضت بلا إرادة منها....رفع رأسها مرة أخرى متأملا روعة عينيها الفاتنتين مناجيا إياها من خلالهم وهي ترنحت حرفيا وكل ما كانت تريده وحسب هو الهروب من نظراته المتأملة إلا أنه لم يسمح لها...فأسرها بعمق تلك النظرات فشعرت بأنها كمن وضع تحت تأثير تعويذة فعالة.....حتى حسم جاسم أمره راميا في وجهها مجازفته الوحيدة معها...مراهنا بكل ما يملك عليها....
(بأن تتزوجيني)


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 09:54 PM   #172

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدهد٢٠٠ مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
مساء الفل لكل قُرائ الرواية الحلوين وكتابتها الجميلة واعتذر على التأخير بسبب عطل تليفوني الي توني صلحته
ونبدأ بالفصل الخامس عشر الي ابدعتي بالمقطع الاول الي هو حوار غنوة مع جاسم كان جداجدا جميل بس خايفة عليهم من العيون الحاشدة الي اكيد تكون عيون🐊🐊🐊السحلية واما عن مجاهد فهو راح يتحمل ذنب اثنين الاول الي هي تغريد لأنه تقرب منها هواي وتعامل بحرية متجاهل انها حالها حال البنات البقية ويمكن تحس بمشاعر غير المشاعر الي يحملها هو أو يظن أنه يحملها وأنها ما ترتبط بيه بأي صلة إخوة حقيقة فضلاً عن رغدة الي بالرغم من غباء شخصيتها الي يوجد مثلها هواي بالمجتمع بس مو عذر أنه يسبب بطرحها بالنهاية هي تحبه وضحت له بالرغم من خوفها من ألم كسرها انها راح تتفهم الانفصال بس هو نفاه وعقد السالفة اكثر مما هي معقدة واكازنوفا هل حاله دال على بداية وقوعه بحب يمكن يكون كعقاب على أفعاله الغير مبالية أو هو حب امتلاك من قبل شخصيته المريضة وما اعتقدت أن جنونه يوصل لدرجة تفكيره بالتخلص من معاذ ونجي لأحلى ثنائي الي احب فقط طرف واحد منه وهو معاذ والمشعوذة الي معاذ الوحيد الي برد قلبي كونه راح يكتشف شوي شوي الحقيقة وحلو وصفج لوالد المشعوذة وشلون أنه غرق بعالم أعماله لدرجة نسيانه للعلاقات وشلون تصير فضلا على أن لأي درجة وصل فسوق سامر وشاهي و زواجهم وشلون سامر يتعامل بحب مع غنوة وبنفس الوقت حياته مع شاهي متشوقة لأرف خطط جاسم المجنون مشكورة على الكتابة الجميلة والفصول الاجمل❤❤❤❤
هدهد اشتقت كتيير لتحليلك المميز لا تغيبي عنا بهذا الشكل فأنا أحب قراءة ما تستنتجيه من الفصول دمتِ بود حبيبتي وسعيدة بأن الفصل أعجبك😇😍😘💝


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-19, 08:01 PM   #173

هدهد٢٠٠

مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية هدهد٢٠٠

? العضوٌ??? » 434837
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 550
?  نُقآطِيْ » هدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond repute
افتراضي

😱😱😱😱😱😱شنو من خاتمة مستحييييييييل بليييز ولو نتعبج بس الفصل الجاي 😢😢لأن راح يتكسر قلبي من الشوق واعتقد انها راح شوي تنفعل بالبداية بس غنوة الجديدة اكيد يهمها الانتقام وخاصة مع اكبر مصدر امان لها يحميها أما عن الرحلة فأكيد ماراح نتوقع اقل من هذا من جاسم 😍😍واعتقد أن الثنائي الي راح يسقط سوا ثاني شي هم دكتورتنا والقبطان ويا ترا ليش اخفى سامر عن غنوة هذا الأمر يعني هو يريد غنوة بس تعرف حياته وهو مسالم ولطيف والولد الودود أما غير فعاليات فهي لغير شخصية أو يمكن اصلا هاي الرحلة يكون فيها غير سامر تسلمي على الفصل الجميل ❤❤❤


هدهد٢٠٠ غير متواجد حالياً  
التوقيع
قال الامام علي (عليه السلام)
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً
واعمل لآخرتك كانك تموت غداً❤
رد مع اقتباس
قديم 22-11-19, 08:03 PM   #174

هدهد٢٠٠

مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية هدهد٢٠٠

? العضوٌ??? » 434837
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 550
?  نُقآطِيْ » هدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسةبيجونيا مشاهدة المشاركة
هدهد اشتقت كتيير لتحليلك المميز لا تغيبي عنا بهذا الشكل فأنا أحب قراءة ما تستنتجيه من الفصول دمتِ بود حبيبتي وسعيدة بأن الفصل أعجبك😇😍😘💝
تعرفين انا بودي ما انقطع ويكون تعليقي مباشر بعد الفصل بس الظروف من امتحانات والقطاعات النت الدائمة وظروف البلد إضافة إلى الله يحفظ كل عزيز عندج توفى جدي بداية الأسبوع وكان أثره بقلوبنا ❤❤❤


هدهد٢٠٠ غير متواجد حالياً  
التوقيع
قال الامام علي (عليه السلام)
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً
واعمل لآخرتك كانك تموت غداً❤
رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 07:49 PM   #175

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدهد٢٠٠ مشاهدة المشاركة
تعرفين انا بودي ما انقطع ويكون تعليقي مباشر بعد الفصل بس الظروف من امتحانات والقطاعات النت الدائمة وظروف البلد إضافة إلى الله يحفظ كل عزيز عندج توفى جدي بداية الأسبوع وكان أثره بقلوبنا ❤❤❤
أعانك الله حبيبتي ووفقك دوما💝🌸
والبقاء لله ياغالية رحمه الله وجعل مثواه الجنة بإذن الله🙏ربي يقويكِ على فراقه ويجعلها آخر الأحزان إن شاء الله💙🙏


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 08:01 PM   #176

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدهد٢٠٠ مشاهدة المشاركة
😱😱😱😱😱😱شنو من خاتمة مستحييييييييل بليييز ولو نتعبج بس الفصل الجاي 😢😢لأن راح يتكسر قلبي من الشوق واعتقد انها راح شوي تنفعل بالبداية بس غنوة الجديدة اكيد يهمها الانتقام وخاصة مع اكبر مصدر امان لها يحميها أما عن الرحلة فأكيد ماراح نتوقع اقل من هذا من جاسم 😍😍واعتقد أن الثنائي الي راح يسقط سوا ثاني شي هم دكتورتنا والقبطان ويا ترا ليش اخفى سامر عن غنوة هذا الأمر يعني هو يريد غنوة بس تعرف حياته وهو مسالم ولطيف والولد الودود أما غير فعاليات فهي لغير شخصية أو يمكن اصلا هاي الرحلة يكون فيها غير سامر تسلمي على الفصل الجميل ❤❤❤
سلامتك حبيبتي من كسرة القلب😇الله يبعدها عنك😉💓وبالنسبة لنقطة سامر قام بإخفاء هذه المغامرة على غنوة فهو لم يكن يقصد ذلك بالطبع لأنك استنتجتيها هو يهمه أنها ترى منه الوجه اللطيف...لكن لما الشخص يمتلك شخصيتين بالطبع سيرتبك في المنتصف ولن بستطيع التوفيق بينهم وهذا يكون بلا إرادة منه....فهذه هي الفكرة التي أردت إيصالها من عدم إبلاغه إياها💝🌸
دومتي بود وأسعدني تحليلك كالعادة😊💝🌸مشكورة ياغالية😘😘💙😍


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-19, 01:03 AM   #177

غارقة بين ثنايا خواطري

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية غارقة بين ثنايا خواطري

? العضوٌ??? » 439245
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 805
?  نُقآطِيْ » غارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond reputeغارقة بين ثنايا خواطري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك mbc
افتراضي

راااااااااااااااااااااااا ئعة كروعة كاتبتها

غارقة بين ثنايا خواطري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 02:06 PM   #178

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غارقة بين ثنايا خواطري مشاهدة المشاركة
راااااااااااااااااااااااا ئعة كروعة كاتبتها
تسلمي حبيبتي وأشكرك على كلماتك الرائعة😘😘😇


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 06:20 PM   #179

هدهد٢٠٠

مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية هدهد٢٠٠

? العضوٌ??? » 434837
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 550
?  نُقآطِيْ » هدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسةبيجونيا مشاهدة المشاركة
أعانك الله حبيبتي ووفقك دوما💝🌸
والبقاء لله ياغالية رحمه الله وجعل مثواه الجنة بإذن الله🙏ربي يقويكِ على فراقه ويجعلها آخر الأحزان إن شاء الله💙🙏
امين يارب مشكورة عزيزتي❤❤❤


هدهد٢٠٠ غير متواجد حالياً  
التوقيع
قال الامام علي (عليه السلام)
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً
واعمل لآخرتك كانك تموت غداً❤
رد مع اقتباس
قديم 26-11-19, 05:42 PM   #180

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
افتراضي تنبيه 😇

حبيباتي اليوم لن أستطيع تنزيل الفصل وأتمنى أن تعذروني تلك الفترة لإنشغالي بمشروع في غاية الأهمية...وأعلم بأن اعتذراتي كثيرة خلال الفترة التي قررت فيها تنزيل أول رواية لي هنا على المنتدى....ولذلك أفكر بشكل جدي في إيقاف الرواية حتى انتهي من جزء لابأس به من ألتزاماتي...لأني سأكون حزينة للغاية لو أصابكم الملل مني أو لقبت بعدم الإلتزام وعدم المسئولية....وحقيقي دوما هيكون وجودي هنا معكم في المنتدى هو أروع شيء حدث في حياتي🌸💖💝دمتم بود وهشتاق لكم كالعادة....ولكن مؤقتا نتقابل الأسبوع المقبل بإذن الله💖🌸😊

همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.