آخر 10 مشاركات
السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-20, 12:28 AM   #301

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 رواية لحن مفقود(الفصل الثالث وثلاثون)


السلام عليكم ياحلوين...إليكم الفصل 33 من رواية لحن مفقود
في انتظار تعقيباتكم


الفصل الثالث وثلاثون
******************

"يبقى الحب كلمة , حتى يأتي شخص ويعطيها المعنى"
فيكتور هوغو

(غنوة)
ردت بتمهل شديد وإستكانة وهي تمرغ رأسها في صدره كي تحصل على وضع أكثر راحة..
(نعم)
شدد من إحتضانه إياها وهمس بخفوت وكأنه يخبرها سرا حربيا
(لقد أصبحت أعشق الآرائك...وبشدة)
شعر بإبتسامتها الصغيرة رغم عدم رؤيته لها...وكأنه يعيش حلم...حلم جميل سرعان ما سينقلب فوق رأسه ويقلب حياته رأسا على عقب...لطالما أمن أن كل ما يرتبط بغنوة يعد حلم لا أكثر...حتى وواقعه الملموس والحي يخبره وبقوة أنها لا تزال بين ذراعيه..ناعمة..عاطفية..راغبة وبشدة...
في أكثر أحلامه جموحا لم يظن بأنها قد تكون بتلك الروعة والعاطفة المتقدة...لم يظن أن تهديه قطعة من الجنة بعد فترة طويلة ومرهقة من الجفاف والتحفز...هل نجح في شفائها!!!...ربما...ولكنه يثق أن هناك حقيقة واحدة إذا أدركت مدى مرراتها لأنتكست حالتها آلاف المرات...ولن يستطيع وقتها أن يشفيها مهما فعل من أجلها...
حقيقة ستطفو على السطح قريبا...فمهما برع في إخفائها لن يستطيع أن يستمر لفترة أطول من ذلك...
تنهد بتعب...كمن يركض لمسافة كبيرة دون أن يحظي بأي قدر من الراحة...رفعت نفسها وأخذت تتطلع إليه برماديتها الملهكة...تتفحصه بإستكشاف حديث عليها...وفضول جعلها تدرك إلى أي مدى هي كانت في زمن ولى تفتش حوله بفضول...لطالما جذبها بحدة طباعه وتباعده...لم يكن نفورا ما جعلها تخشاه في الماضي بل إدراك لتمييزه عن غيره...
ابعدت شعرها عن وجهها وهمست بخفوت رقيق
(جاسم)
كان قد أغمض عيناه كي يتمتع بنشوة اللحظة فاكتفى بالغمغمة
(امممم)
ابتلعت ريقها ووجهها تشتد حمرته القانية...ثم همست بتساؤلها الذي يحمل في طياته الكثير من الحيرة المترقبة
(متى أحببتني ؟؟)
شدد من إمساكه بها يبثها الكثير ثم همس بهدوء يحمل بين طياته الكثير من العاطفة الموقدة
(منذ رأيتك أول مرة...حسنا يعتبر الأمر شاذا بطريقة ما حيث كنتِ مجرد طفلة صغيرة بعيون مشاغبة ومفعمة بالحياة وكأن الكون ملكك وحدك...وقتها أدركت أن تلك الفتاة الصغيرة أخذت دون إرادتي قطعة مني...وأنه لن يهدأ لي بالا حتى استردها من جديد ولكن بها هذه المرة)
ابتلعت ريقها بتوتر وأرجعت ببطء خصلاتها التي تقف حائل بين رؤيته بصورة واضحة...تأملت نظراته التي تتأملها في المقابل...فهمست باضطراب
(ولكن كيف ؟؟...لم أشعر بكل هذا طوال تلك السنوات....كنت بجانبي نعم...تدعمني وتقف معي حين أحتاج الدعم...ولكنك أبدا لم تظهر أي نوع من مشاعر متطرفة حتى أن علاقتك بي أندرجت تحت ستار الأخوة)
ابتسم بألم شديد ورد بمرارة يشوبها الكثير من الغضب
(هذا هو خطئي الوحيد يا غنوة...خطأ دفعت ثمنه غاليا...حين ظننت أنك تحتاجين للوقت كي تنضجي كفاية...حين أفترضت أن مشاعري إذا ظهرت على السطح قد تجزعك وتتسبب في هروبك مني...حين برعت في إيصال كل أنواع المشاعر إليك وفشلت في نقل مشاعري الحقيقية...صدقيني هذا الخطأ الفادح لا أزال أدفع ثمنه غاليا جدا حتى وقتنا هذا)
أدركت ما خلف كلماته...لقد أخطأ التقدير..ويبدو بأنه أدرك نتيجة أخطائه حين ذهبت هي وسامر معلنين عشقهم للجميع...يا إلهي...تكاد تتخيل حالته وقتها...من المؤسف أنها في ذلك الوقت لم تكن ترى ما يدور...لم تشعر...حزنت لإبتعاده عنها ولكنها لم تحاول قط أن تسأله عن السبب...وكأنها كانت خائفة...نعم كانت خائفة ولا تدرك ماهية خوفها!!
ارتعش جسدها بردة فعل تلقائية كلما تذكرت الماضي فأخذ جاسم يربت بهدوء على ظهرها هامسا بتروٍ
(هوني على نفسك يا غنوة...لا بأس..لقد مر...انظري فها أنتِ هنا معي ...بين أحضاني وكأنك لم تبتعدي يوما)
وما المقابل ياجاسم!!...سؤال سطع بداخله جعله يدرك الثمن وبقسوة مؤلمة...
شعر بكفها على ذقنه من جديد تخرجه من دوامة مؤلمة يشعر بها تكاد تبتلعه وبلا رحمة يوما ما...وكأنها بتلك الحركة تعطيه الكثير من التحفز...همست بلين وحنان
(نعم...لقد مر...هل أخبرك بسر لي أيضا؟؟..)
التمعت عيناه واشتعلت بطريقة مبهرة خطفت أنفاسها فأردفت هامسة وعيناها تتسع بترقب مثير وخاصة حين اعتدل وأصبح مشرفا عليها من علو
(أنا أيضا... أصبحت أعشق الآرائك)
************************************************** ************************************************** ************************************************** ***********************************************
أوقف السيارة أمام منزلها فكادت أن تترجل كي تختفي بفعلتها منه وإلى الأبد ربما...ولكنه أوقفها بإمساكه معصمها فالتفت نحوه بشراسة قاتلة لم تحرك فيه أي شيء...فهتف بصبر هادئ
(تغريد...فكري جيدا في حديثنا...بهدوء وعقلانية...سأترك لكِ المساحة التي تحتاجين كي تتأقلمي مع الأمر ولكن لا أعدك أن أكون صبورا أكثر من ذلك..يكفي فراق يا تغريد...حقا يكفي)
ابعدت كفه عنها بفظاظة وهي تكز على أسنانها...لا تدرك من تحارب...هو أم نفسها!!...ولكنها تعترف...هي خائفة وغير مصدقة بالمرة حقيقة أن مجاهد يكن لها أي نوع من المشاعر...هي حمقاء...تدرك ذلك...فلا تفسير آخر لأفعالها سوى هذا...هي من عاشت منذ مراهقتها متيمة به...تتمنى فقط أن يطالعها...أن يعطيها جزء ضئيل فقط من عشقه الذي كانت تراقبه متحسرة وهو يعطيه لغيرها...
عند تلك النقطة كادت الدموع أن تحتشد بقسوة في عينيها...هي خائفة أن تكون مجرد تحدي جديد يخوضه فتدفع الثمن بعدها غاليا....نعم هي من افتخرت ذات يوم بثقتها الجمة بنفسها ولكن حين يصبح الأمر عند مجاهد تنعدم تلك الثقة وكأنها لم تتصف بها يوما...
لم تتحمل وجوده أمامها أكثر...تحتاج لأن تنفرد بنفسها كي تلعق علقم خسارتها...وهي تكاد تتخيل كيف يراها الآن...بعدما كانت تتغنى بعدم مبادلته أي شيء كي تخرج من الأمر بأكبر قدر من الكرامة...كسر فعلتها وجعلها ترى رؤية العين مدى كذب إدعائها...ساخرا من محاولاتها الواهية وحربها الغير مبررة له...
فتحت باب السيارة بدون أن تضيف أي كلمة...وخرجت صافقة الباب وراءها والهواء الرطب يضرب جسدها بلا رحمة...وكأنه يرغب في ضم خسارتها...كم تحتاج لحضن والدتها حاليا كي تطمئن أن كل شيء على مايرام....حتى لو لم يكن كذلك...تحتاج إليها وبقوة...
رأها تتحرك بشبه إتزان نحو منزلها...فتنهد بتعب...ورفع كفيه ماسحا وجهه بعنف...يدرك ما تمر به...ويراعيه وبشدة....ولكنها ترفض أن تعطيه فرصة لإثبات نفسه ونواياه أمامها...
كم يمقت أن يراها متحفزة دوما أمامه وكأنها تقف في حضرة عدوها اللدود...يرغب في رؤيتها بلا دفاعات كما رأها حين كانت ذائبة بين ذراعيه وكأنهما عاشا في تلك الحياة من أجل تلك اللحظة فقط...
تغريد تمر بأسواء فترة حاليا...وهو يدرك أي حرب تخوضها...وأنها لا تملك بعد ما يجعلها تسلم رايتها له...فتاة بعنفوانها ورقتها وصلابتها لن تجعله ينال منها دون أن تثق أولا وتأتمنه على قلبها الغالي...وهو لم يمنحها بعد تلك الثقة وخاصة بعد فترة تخبطه التي ساعدت وبقسوة في إبعادها بتلك الطريقة...
ولكنه لن يهدأ له بالا حتى ينال قلبها ويساعده على تصديق عمق مشاعره نحوها حتى لو كان آخر شيء يقوم به في تلك الحياة...
أدار سيارته بعزم ولكن قبل تحركه قاطع وعيده رنين هاتفه...فرأى رقم والدته...تنهد بنزق من محاولات والدته كي يتراضى مع والده وخاصة بعد مرور شهور على خصامهما...ولكنها لا تدرك أنه أخذ الكثير من عناد والده مثلما يفعل هو معه...رد بهدوء
(مرحبا أمي...اشتقت إليك)
جاءه صوتها المعاتب والحزين
(نعم...هذا واضح...بدليل أني علمت من والدك بعودتك أخيرا من سفرك دون أن تأتي لرؤيتي حتى...هل هونت عليك يا مجاهد؟؟)
تنهد بقوة...ليس من جديد يا أمي...هتف بصبر كي يحاول مراضتها
(لا بالطبع ياحبيبتي...لم تهوني عليّ قط...أنا فقط أحتاج لمزيد من الوقت...ولكن أعدك أن أراكِ قريبا)
جاءه صوت والدته فاترا وكأنها تكبح رغبة عنيفة في توبيخه
(لا بأس يا مجاهد...ولكن أردت إخبارك قبل سعيك لبناء حياتك من جديد...عليك أن تصلح ما خربته في حياة أشخاص ليس لهم أي ذنب سوى أنهم آمنوك على حياتهم وأصبح ذنبهم الوحيد أنهم أعطوك الثقة والأمان)
شعر بصبره يكاد ينفد...فأخذ ينقر بعصبية فوق المقود وتسأل ببعض الحدة
(أمي..أرجوك...هل يمكن أن تخبريني بما يحدث دون أي خطابات تصف أي ابن نذل أنجبتيه!!!)
أكملت والدته بنفس اللهجة وإن شابها الكثير من العصبية
(رغدة يا مجاهد..والدتها توسلت لي حرفيا حتى أتحدث معك...منذ فسخك للخطبة وهي تعيش كالميتة حتى أنها دخلت المشفى في الفترة الماضية كثيرا بسبب حالاتها الصعبة...وهي حاليا تحتاج إليك كي تساعدها على الخروج مما هي فيه...كما تعلم أنت تدين لها بذلك على الأقل...طالما أنك كنت السبب الأول فيما أصابها)
اغمض عيناه بقوة...وتلاحقت أنفاسه بعنف...هل سيبالغ لو وصف بأنه يشعر بالجحيم داخله...نعم...هو يتحمل جزء لا بأس به من الذنب إتجاه رغدة...ولكنه أنقذها...فهل ستكون سعيدة إذا استمرت مع شخص يكن نحوها سرابا لا أكثر!!...
زفر بنزق...وهو يفكر بأنه حاليا يحتاج لصفاء عقله كي يستعيد تغريد...ودخول رغدة في الصورة حاليا لن يساعده أبدا...ولكن كما قالت والدته فهو للأسف يدين لها بذلك على الأقل...فما العمل!!!
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** *****************************
دخل قصرهم وكأن عفاريت الكون تعبث أمام وجهه حاليا...من بين أنفاسه الغاضبة أخذ يسب ويلعن...حتى شعر بأنه عليه أن يخرج تلك الطاقة المخزونة في داخله بطريقة ما...كي لا يذهب إليها في التو واللحظة ويخطفها عن حق ضاربا بكل شيء عرض الحائط...
صعد لغرفته السابقة والتي رحل عنها منذ زمن...يدرك بأن والده ليس في المنزل وذلك أمر جيد...فآخر ما يريده حاليا أن يشهد أي شخص لحظة إنفجاره وخذلانه...
فتح الباب بعنف ثم دخل الغرفة وبكل ما يحمله من طاقة أخذ يكسر كل ما تطاله يده...ضرب وضرب حتى أصبحت الغرفة في النهاية وكأنها أصابها إعصار كاسح ومدمر...
تلاحقت أنفاسه بوحشية برية...وأخذ ينظر بعنف للدماء التي غرقت كفيه بسبب تحطيمه العاصف...
لم يسبق وأن شعر بكل هذا الذل والمهانة كي يحصل على أمر ما...ولم يسبق له أن تحكم في نفسه بهذا الشكل كي لا يخسر ما يرغب في نيله....
هو لم يعد يعرف نفسه حقا...فرغب التناقض الشديد الذي يعيشه في حياته الموزعة بين شخصيتين أحدهما كازانوفا المتلاعب والآخر عمار الشريف والرجل الذي يرغب في بناء حياة أسرية سليمة...
وكل هذا من أجلها...لمَ هي !!...لا يدرك...ولكنه يدرك أنه بسببها عاش أشياء لم يتخيل على خوضها في يوم ما...كما أنه تحمل استهزاء أخيها الأكبر منه الذي جعله يعيش ساعات من جحيم وهو يتخيل حدوث الأسوء لها...
جلس على الأرض لعله يهدأ من أعصابه المنفلتة قليلا...من الجيد أنه لن يراها سوى وقت عقد القران...فهو حاليا وصل إلى ذروة تحمله...ولا يشعر بأنه يحمل بداخله أي طاقة حلم كي يتقبل المزيد دون إنفجار يضيع كل تعبه هدرا...
أخذ يتطلع أمامه بوجوم...شارد الذهن...ولم يقطع شروده سوى رنين هاتفه...لم يبالِ في البداية ولكنه ألح...فأخرجه من جيبه زافرا...وجد الاتصال منها مثلما توقع...فأخذ ينفث لهبا...لن يرد عليها لا الآن ولا في وقت قريب...يدرك نفسه جيدا حالما يسمع صوتها سيفجر الكثير ويسمعها الكثير وهو يحمل لها الأكثر...سيفعل بالطبع كل هذا ولكن حين يتم عقد القران فهو ليس بأحمق كي يجعل كل شقائه وتحمله يضيعا هباءً...
استمر رنينها عدة مرات وهو غير مبالي حتى وصل له صوت أزيز وصول رسالة ففتح هاتفه كي يقرأها فكانت كلماتها المتوسلة
"عمار...أرجوك...رد على إتصالاتي...أعرف أنك غاضب ولكن صدقني أنا لم أرغب بحدوث كل هذا...صدقني معاذ أخبرني أنه يرغب في المزاح معك لا أكثر...ولم أكن أظن أنه قد يتطرف بفعلته وبهذا الشكل"
رمى هاتفه بلا مبالاة واستقام بعنف...وهو يهمس بغضب
(ياله من مزاح!!...كم سيكون ممتعا أن أجعلكما تتذوقا مزاحي أيضا...وذلك وعد بأن يحدث قريبا...قريبا جدا)
خلع عنه بذلته التي تجعدت من تحركاته وتحرك نحو الحمام كي يحصل على شيء من الانتعاش حتى يكمل هذه الليلة على خير ودون أي تهور غاضب قد يكلفه الكثير..ولكن قبل دخوله تذكر أمر هام غفل عنه بسبب غضبه...ابنة سراج البلتاجي مرتبطة بهذا الأحمق المسمى معاذ...هل عليه القلق؟؟...ولكنها فيما يبدو أنها لا تعرفه بشكل يثير الريبة...فنظراتها كانت ودودة وهي تحاول أن تحول بينه وبين معاذ...زفر بقنوط وهو يفكر بأنه لا يحتاج حقا إلى عقبة أخرى تقف حائلا في وجه خططه...ولكنه مستعد...مستعد لفعل أي شيء مهما بلغ مقدار سوءه حتى يحصل عليها...ففي النهاية يمن أصبحت كالمرض الذي أصابه ولن يشفى سوى بها وحين يجد لنفسه ترياق آخر يحل محلها سيتخلص منها دون أي ذرة ندم...
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ********************************
أخذت رؤى تهدأ يمن المتوترة....وهي تشعر بالغضب والامتعاض من أفعال معاذ..ولكنها تدرك السبب...معاذ يتألم على فراق يمن...فكما أخبرها هي ليست أخته الصغرى بل هي ابنته...يا إلهي...بمرور الوقت معه تنبهر بقلبه ومقدار الحب والتمسك الذي يكنه لمن يهمه أمرهم...
تنهدت بصبر وهي تقول ليمن المرتبكة
(لا بأس...هو غاضب الآن ولكنه سرعان ما سيهدأ حين يدرك أن اليوم لا يتحمل أي خصام بينكما)
هزت يمن رأسها وهي تجيب بضيق
(أنتِ لا تعرفيه...هو ليس غاضب فحسب...أراهن أنه يكاد ينفجر حاليا من الغيظ...وعدم رده يؤكد لي حجم ضيقه...ولكن هل ألومه!!)
تحركت رؤى حتى جلست أمام المقعد الوثير الجالسة فوقه يمن...ثم أخذت تتفحص ملامحها البارعة الجمال ولكن شاحبة للغاية...منذ أشهر ومعاذ كان حاسما حين عرفها على عائلته وخصوصا يمن...تلك الفتاة الرائعة التي كانت تشعر بالغيرة الشديدة حين يتحدث عنها معاذ...ولكن حين اقتربت منها أدركت أي فتاة ذكية وموهبة هي فلم يكن الجمال وحده ما يميزها بل هناك رابط برئ يظهر بتجلٍ على وجهها الناعم...شعرت بالإنبهار حين وجدت أنها تمتلك نفس عين أخيها...يا إلهي...هي اكتشفت مؤخرا بأنها لا تعلم ما إحساس الإنتماء لعائلة بشكل حقيقي...ولكن معاذ جعلها تعيش هذا الأمر...وهي ستحمل له هذا الأمر إلى الأبد
منذ إعترافهما لبعضهما بأن كل منهما يحمل فيما أكثر من الإعجاب إتجاه الآخر والعلاقة بينهما تكاد تصل لحد الاستكشاف...كل منهما يرغب في معرفة الآخر وكل منهما يحاول الوصول لأعماق الآخر...
معاذ راعها كما لم يفعل غيره...ووقف بجانبها خلال أزمة والدها التي مرت وخرج منها والدها ولكنه لم يخرج من دوامته قط...حيث أكتفى بحبس نفسه في المنزل...يتحدث مع هذا وذلك كي يحاول العثور على ابنته الأخرى ولكن كل محاولاته ضاعت هباءً..فأصابه اليأس حتى أنه أصبح قليل الكلام ومنزوي على نفسه بطريقة مريبة...منذ خروجه من المشفى لم يتحدث معها...وهي أيضا لم تبدأ بالحديث ويبدو أنها لن تفعل أبدا...فيما يبدو أنهما أكتفيا من الحديث المؤلم والجارح...
تنهدت بقوة...وهمس ليمن برفق
(أظنه بالفعل كذلك...ولا يجب أن تلوميه...أخاك بالغ في مزاحه هذه المرة...ولا يجوز أن يلومه أحد على ضيقه وغضبه...ولكن مهما حدث لا تسمحي لأي كان أن يفسد يوم زفافك...حتى لو كان العريس نفسه)
هزت يمن رأسها بوجوم...وهي تشعر بالتبلد...لم تظن أن يتطور الأمر بتلك الصورة...فهي تشعر بالإنقباض في قلبها نتيجة جفاء عمار...بالتأكيد هو يراها الآن شريكة في الأمر...والله لن تلومه إذا لم يرغب بإتمام الزفاف وقد بلغ حجم سيطرته للذروة...لم تكن تظن أنه قد يتحمل كل تلك الأشياء بهذا الصبر والتحمل...هي شعرت بالصدمة حقا حين تقبل كل شيء من معاذ بمنتهى العملية وهي أكثر من يدرك أي شخص نزق يوجد بداخله...ولكنه لا يستحق ما ناله...مهما كانت المبررات هو لا يستحق تلك المعاملة...تريد أن تراضيه....فهي تشعر بالوجع لأجله ..وهي بالفعل غاضبه مما حدث وترغب في التخفيف عنه ولكنه لن يسمح لها...رغم كل ما مر بينهما لا يزال هناك حاجز بينهما...حاجز لا تدرك هل هو موجود حقا دون إرادة منهما أم إنه هو من يضعه بينهما!!!...ولكن عمار بارع حقا في حجب نفسه عنها....وكلما شعرت أنها أمسكت جزء خفي يعود بعدها مباشرا كي يبعده عنها وكأنه يلوم نفسه على سماحه لها بالإقتراب بهذا الشكل...
تسألت بحيرة ضائعة...هل يستحق الأمر المخاطرة بسبب فضولها وإتمام تلك الزيجة!!...نعم يستحق...عليها الاعتراف لنفسها على الأقل أن ما يجعلها تمم الأمر ليس الفضول فحسب بل وجود عضلة خائنة داخلها تصرخ باسمه...وكم يجعلها هذا تشعر بالألم الشديد وهي تتسأل عن سبب تسليم رايتها له هو فقط دون غيره...تنهدت بقوة...وهي تدعي بداخلها أن تمر هذه الليلة دون أي حروب مثلما تتوقع أن يحدث...
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ***********************
في المساء
وقف أمام البوابة الضاخمة لقاعة الزفاف...عدل من سترة حلته الأنيقة...وانتظر بحنق وصولها بعدما أخبره أخيها بصلف أنه سيأتي بها هو إليه...لم يرد على إتصالاتها المتعددة معاقبا إياها...نعم يشعر بالغضب الحارق...ومنها أيضا...
حدق بوجوم في السيارة التي وقفت أمامه..نزل من الباب الأمامي معاذ ينظر له بضيق شديد...وبدأت الحرب...فبمجرد تقدمه نحو السيارة تقدم معاذ من باب السيارة الخلفي يفتح هو الباب ليمن وتناول كفها مساعدا إياها على النزول...
عقد عمار حاجبيه بغضب وهو يفكر بإختناق مستنكر...لمَ لا يتزوجها هو أيضا!!!...
أخذ يتأمل عمار ببطء نزولها الهادئ من السيارة..تلتفت حولها بحثا عن شيء محدد حتى تلاقت عيناهما في لقاء صامت يحمل الكثير من العتاب والغضب والشوق والتأثر الشديد بمظرها الخلاب..حتى إنه حبس أنفاسه بسبب روعة ما تراه عينيه...تفحص بدقة فستانها الرائع الذي انسدل ببساطة حول قدها الرشيق...هذا الفستان الذي صمم خصيصا من أجلها ومن أجل أن يحدث في نفسه مثل هذا التأثر المبهر...حيث إنها استطاعت بجمالها الخلاب أن تجعل كل ما يحيط بها مجرد أشياء باهتة تضيف شيء لا بأس به من الكمال المحيط بها لا أكثر..فستانها ذات الشكل المميز باحتشامه حيث غطى ذراعيها بكمه المصنوع من التل الخفيف...ملفوف حول صدرها بعبث وينسدل في طبقات لا نهائية من التل الرائع...وما ميز الفستان عن حق وأضاف لمعة بريق كلما وقعت عيناه عليها هو حبيبات الؤلؤ التي زينت صدر الفستان وذراعيه وحتى الجزء المنسدل حول قدها توزعت فيه نفس الحبيبات بعشوائية محببة...شعرها مرفوع في تسريحة ملوكية عن حق ومزين بتاج ماسي...وفيما يبدو أن المزينة أدركت أي جمال فطري تمتلك فعملت ببراعة على إظهار رقة ونعومة ملامحها فلم تشوه جمالها الطبيعي قط بل عملت على إبرازه بطريقة مهلكة له في الوقت الحالي...
زفر أخيرا نفسه بعدما شعر بغصة في حلقه...وأخذ يتطلع من جديد في عينيها فوجد نظرة اعتذار وتوسل صارخ...فلم يستطع منع نفسه من التقدم نحوها...بحق الله إنه يومه الذي انتظره طويلا...فكيف يسمح لأي شخص من إفساد سعادته به وضياع نشوة حصوله عليها أخيرا!!...
وجد معاذ يمسك بكفيها يبثها الطمأنينة فهتف بسخرية لاذعة حينما أصبح على مقربة شديدة منهما
(لمَ لا تترك لي عروسي من هنا يا معاذ!!...فكما تعلم يستطيع العريس القيام بالكثير كي يهدأ عروسه...ألا تظن ذلك!!)
التف له معاذ ونظرة العدائية مملوءة في عينيه ويمن تنقل نظرها بينهما باضطراب شديد...ولكن قاطع حرب النظرات تلك تقدم رؤى التي لفت ذراعها حول ذراع معاذ في بادرة أجفلته وجعلته يتطلع نحوها بلوعة لم يستطع التحكم فيها...فضج وجهها بالحمرة القانية وكأنها أدركت معنى نظراته...في الفترة الأخيرة تفاجأ كلاهما من كم الانسجام الموجود بينهما...تلك الفترة التي عاشتها وهي تشعر لأول مرة بالسلام الحقيقي...سلام فشل والدها في زرعه فيها وخاصة منذ أن فقدت جزء من روحها ونفسها قبل أكثر من ثلاث سنوات مضت...لو أخبروها من قبل أن الشاب الشديد الوسامة والذي كانت تشعر نحوه بالكثير من الغيظ والكره والغضب أن يصبح هو فلكها وسلامها الوحيد في تلك الحياة لضحكت هازئة...لم تتغير معاملته قط منذ معرفته بتفاصيل حادثتها المفجعة بل كان أكثر تفهما وأكثر رقة حتى أنها أصبحت تتلذذ بجانبه بالشعور بضعف أنوثتها المهدورة والتي قمعتها فيما مضى كي تستمر في تلك الحياة بإيباء...
همست له بخفوت
(أترك المجال للعريس يا معاذ تكاد تخنقهما بحمايتك الزائدة لأختك الصغرى)
زفر بقوة وهو يقول بإنزعاج
(حسنا سأتركها له طبعا ولكن بعد عقد القران)
وصل له صوت عمار هاتفا بنزق حقيقي
(هل سأخطفها يامعاذ قبل عقد القران!!!...أريد أن أحظى ببضع دقائق معها هل ما أطلبه كثير يارجل!!)
حين استشعر والد عمار ويمن جو التوتر المحيط بالدائرة المجتمعة عند السيارة التي أوصلت العروس تقدم نحوهم متسألا بحيرة
(ماذا يحدث هنا؟؟...ولمَ تقفون بهذا الشكل؟؟...هيا لقد وصل المأذون منذ زمن)
ابتسم عمار بمكر قبل أن يلف برصانة لحماه المستقبلي ومصدر دعمه مع والدة يمن بالطبع...لقد استطاع أن يحتل مكانة كبيرة لديهما بمنتهى السهولة بسبب طيبة قلبهما حتى أنه بسبب ما قدماه له كان يشعر في بعض الأوقات بالاحتقار لذاته...ولكن هذا الشعور كان يختفي تماما حين تحتل صورة يمن تفكيره...فيقوده عزمه نحوها كي يسلك أكثر الطرق جموحا معها...فها هي تحصل على لقب الفتاة الوحيدة التي جرته للزواج منها ولم تستطع أي مما سبقتها أن تفعل..حيث إنه كان شديد الحرص في العالم الآخر ولم يسمح بإختلاط عالميه مهما حدث...
هز كتفه بضيق وهتف لوالد يمن بمناجاة بريئة
(وكيف أفعل يا عمي!!..معاذ خاطف عروسي ويخبرني حاليا أنه لن يسلمها لي سوى بعد عقد القران)
نظر لمعاذ نظرة عتاب فابعد عينيه عنه وهو يتنهد بقوة...مما جلب إبتسامة متهكمة ومنتصرة على شفتي عمار الذي يدرك جيدا أن معاذ رغم كل أفعاله لا يستطيع التفوه بحرف غير لائق أمام والده...هتف السيد رضوان مراضيا إياهم
(لا تحزن يا ولدي..فأنت اليوم تحصل على جوهرة بيتنا...ومعاذ لا يصدق أنه قد يأتي يوم لتذهب لبيت آخر فأعذره لذلك...وأنت يا معاذ..هيا لا تتصرف كالأطفال وأترك يمن قليلا...فهي لن ترحل للأبد)
تلقائيا ملأت الدموع عيني يمن وهي تنقل بصرها بين والدها وأخيها الذي يعد أباها الروحي في تلك الحياة...فمدت كفها تربت على كفه بحنان وهي تشعر بالكثير من الحزن لفراقها عنهم وعن بيتها الدافئ وغرفتها الأمنة...هل أخطأت بالقرار؟؟...ولكن هل كانت تمتلك زمام القرار من الأساس؟؟؟...لا تدرك حقا!!
عقد معاذ حاجبيه بضيق وهو يناظر والده بلوم...ثم هتف بصوت أجش
(أبي...أنا لا أتصرف كالأطفال...ولو كنت دقيقيا لأعدتهم هما الأطفال بالنسبة لي)
حسنا...ها هو معاذ يستغل فارق العمر بينهما من جديد وكأنه طفل في السادسة سيتزوج أخته الصغيرة وهي في الثالثة...فمعاذ يكبره بأربع لا أكثر ولكنه برع في استغلال هذا الأمر خلال الفترة الأخيرة وكأنه أقسم على عدم ترك أي خيط دون أن يجعله يعاني بسببه...
رد والده بصبر
(حسنا...لا يوجد أطفال هنا...بل أرى رجال عقلاء وفتيات رائعات حفظهن الله من كل سوء والآن هيا أترك أختك وتعال معي أرغب في مساعدتك لتعديل بعض الأمور...فوالدتك كما تعلم بالداخل تستقبل السيدات...هيا بنا)
سبقه والده كي يحثه على التقدم خلفه فربت ببطء على كف يمن القابعة على ذراعه واقترب منها مقبلا إياها بحنان شديد من جبهتها...وتركها على مضض لأكثر شخص مزعج في العالم والذي ينظر له بانتصار متهكم فالتهى عنه تماما فيكفي ما ذاقه المسكين اليوم...
قبل إلتحاقة بوالده نظر لرؤى الشادرة قليلا وهتف
(هاي...أين ذهبتِ؟؟)
رمشت بعينيها عائدة بتركيزها معه وقد أخذتها قبلته لأخته لمنطقة بعيدة جعلتها تدرك بقسوة بأنها لم تحظى في حياتها الحافلة هذه بأي شكل من أشكال الحنان..يا إلهي...حتى والدها كانت تشعر معه دوما بأنه يؤدي واجبه لا أكثر إتجاهها...ووالدتها...نفضت أفكارها بسرعة فهي لا تريد الغرق من جديد في دوامة الماضي العابثة فهو يكفيها...
همست براحة
(لم أذهب...أنا معك)
ابتسم...تلك الابتسامة الخلابة التي تجعل خفقاتها تفر من بين ضلوعها وبألم يجعلها تنهت وكأنها تعدو في سباق...لا يجوز أن يمتلك شخص واحد كل هذه الوسامة على الأرض...
تذكر مرة سألته بمنتهى الجدية عن سر وسامته فأجبها بعبث وبابتسامته المعهودة بأن والدته آية في الجمال وقد ورثت جمالها من جدتها التي كانت تقيم في المنصورة والتي تزوجت خلال الاحتلال الذي حدث في بلدها من رجل فرنسي فانتقلت من هنا صفة العين الزرقاء الذي ورثها هو ويمن لحسن الحظ...وإلا كانت يمن لتقيم الدنيا إذا لم تمتلك نفس لون عيني والدتهما...
زفرت بقوة...فوصل لها صوته الهادئ وكأنه قرأ أفكارها....نظرت لعينيه بتركيز فأدركت مذهولة بأنه بالفعل يقرأها وكأنها كتاب مفتوح...
(حسنا يا آنسة هل يمكنك الذهاب والجلوس على طاولة هادئة حتى أنهي مراسم عقد القران وأنضم إليك...ولكن كوني مهذبة كما عهدتك دوما)
حركت رأسها برفق...فتأملها بهدوء في فستانها الأزرق الخلاب والذي كان محتشما تماما هذه المرة وذلك لحسن حظه..ولكنها حشمة مخادعة فهو لم يستطع إخفاء فتناتها قط...ولكن مقارنة بالفستان الأسود الذي أصبح رفيق أحلامه والذي يجعله يستيقظ من نومه منتفضا ومستغفرا ربه على جرأة أحلامه...إلا إن هذا الفستان مناسب كثيرا لها ويليق عليها بطريقة تجعله لايريد أن يراها غيره فيه...ولكن الصبر وهو في تلك الأمور سيد الصبر...ولكن معها...هو أصبح غير واثق...
هتفت بمشاغبة وروحها الجديدة تفتنه وتجعله يرغب في كسر كل ما تربى عليه يوما ولكن خوفه عليها أصبح كخوفه على يمن فلن يسمح أن يصيبها سوء...
(حسنا ياسيدي سأجلس بهدوء على الطاولة ولكن لا أعدك أن أكون مهذبة فأنا أرى الكثير من الرجال الوسيمين الذين..)
قاطع حديثها إمساكه لذراعها بقوة فاتسعت عينيها مجفلة...هتف من بين أسنانه وقد كان على وشك الانفجار...فقشرة الهدوء الذي كان يحاول أن يتحلى بها على وشك الانشقاق...
(بل ستكونين حبيبتي...فأنا لا أرغب بقتل شخص آخر اليوم سوى العريس...أو أخبرك بأمر آخر...تعالي سأوصلك بنفسي للطاولة ثم سألحق بأبي والذي يبدو أمامي أنه انشغل بصديقه ولن يلاحظ غيابي لبضع دقائق أخرى)
أعقب حديثه بإمساكه لكفها بقوة وتحرك بثبات نحو قاعة الزفاف...رعشة قوية أجتاحتها حين شعرت بملمس كفه الدافئ والمحتوي بقوة كفها...لوهلة تمنت أن تظل كفها قابعة بين كفه للأبد...
خفق قلبها بقوة وهي تقر بأن معاذ رغم تقربهما الشديد خلال الفترة الماضية إلا إنه لم يتجوز أي حدود معها قط من بعد تلك الليلة التي سقط في نهايتها والدها وذهبا للمشفى سويا...حتى أنها تخيلت في وقت ما أنه اشمئز منها ولكنه بعدها محى أي شك قد يراودها بمعاملته إياها معاملة خاصة...حتى في العمل رغم الحدود الذي رسمها كلاهما ورغم الهمزات واللمزات التي أصبحت لا تفارقها حاليا إلا إنهما استطاعا خلق جو حيادي بينهما هناك...
والآن تدرك أن شخص بنزاهته لن يعرضها للأذى مهما حدث...ولكنه الآن غاضب وحزين لفراق أخته الصغرى والتي أخبرها كثيرا عنها حتى أنه عرفها عليها مؤخرا فأصبحا على الفور أصدقاء وقد أنبهرت بإنجازات يمن رغم صغر سنها وجمالها الذي يذهب العقول...تنهدت وهي تحفز نفسها بأنه دورها كي تحتوي جزء من ألمه مثلما برع هو في إحتواء الكثير من العقد بداخلها...ولا تدرك كيف!!ولكنها ستتبع حدسها وقلبها....
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************************
تقدم عمار بهدوء نحو يمن التي تلاحقت أنفاسها ترقبا....ورغم الغضب الأعمى الذي يستشعره حاليا ولكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من التعليق بسخرية
(حمدا لله أن معاذ ترككِ أخيرا...فوالله ظننت أنه سيدخلك السيارة من جديد ويعود بكِ لمنزلكم)
ابتسمت بإرتباك وهي تتطلع نحوه بتركيز... تحاول أن تستشف طريقة للتواصل معه وخاصة أنها تشعر بأنه على وشك الإنفجار...خائفة..نعم هي تكاد تموت هلعا أن تصبح هي ضحية هذا الإنفجار...فيكفي ما تتحمله حاليا من إنقباض شديد لا تدرك كهنه حتى هذه اللحظة...
أمسك كفها فأجفلت لوهلة ولكنها سكنت بثبات خادع...سمعت صوته وهو يهتف بخشونة
(حسنا لن نقضي اليوم في الخارج هيا لندخل...يا عروسي)
اتسعت عيناها بجزع حين لاحظت الرابط الطبي الملفوف حول كفيه فهتفت بقلق شديد
(ماذا حدث لكفيك!!!)
رد بإقتضاب شديد وهو يطالع كفه بوجوم
(إصابة صغيرة بسبب تهوري)
ازدردت ريقها بتوتر...وزفرت بقوة عليها التصرف بعقلانية وكفتاة راشدة رغم الرعب الذي ينهش جسدها المرتعش...هتفت ببطء رقيق
(هل أنت غاضب مني؟)
رمش بعينيه ببراءة خادعة ونفس الابتسامة الساخرة تزين شفتيه وهو يرد باستخفاف وفتور شديدين
(أنا!!...لمَ تقولين هذا يا يمني!!...ولماذا أغضب مثلا؟؟...هل لأنك تواطئتِ مع أخيك وجعلتوني أقضي ساعات كالجحيم أظن فيهم بأنك مخطوفة بسببي؟؟..لا ياحبيبتي...لا بأس لقد أعتدت على الأمر كما تعرفين)
لعقت شفتيها بتوتر...حسنا...هي تدرك أنه غاضب...ولكن بروده الظاهر غير مطمئن أبدا...فحاولت أن تهدأه بالقول الهامس
(أنت...أنت فهمت الموضوع بشكل خاطئ أنا لم أتواطأ مع معاذ...هو فقط أراد أن يمزح معك...اعترف أن هذه المرة بالغ كثيرا ولكن صدقني لم يقصد بالأمر سوءا)
لوهلة ظنت أنه لن يرد بسبب الجمود الذي احتل ملامحه وعينيه العشبية التي أصبحت شديدة القتامة...ولكنه هتف أخيرا بلا تعبير
(يمزح معي!!...حسنا...وأنا أيضا أحب المزاح بتلك الطريقة...لذلك أخبرتك لا بأس)
ثم أعقب نهاية حديثه بتحركه كي يدخل للقاعة وأكمل بنفس اللهجة
(والآن...هيا بنا...لقد تأخرنا)
اتبعته بإرتباك شديد...وخاصة من قربه منها بتلك الطريقة حيث وضع كفها على ذراعه متأبطا إياه...ولكن ما جعلها تشرد حقا وتهدأ قليلا هو مرأى إصبعه الذي تحرك دون شعوره على كفها في دوائر لا نهائية...تلك الحركة التي يفعلها بلا إرادة منه والتي كانت تجفلها في البداية وتجعلها تنظر له بغضب شديد فيبادلها النظر ببراءة حائرة...براءة حقيقة وليست تلك الساخرة التي يحاول التسلح خلفها كي لا يظهر الكثير من نفسه...
ورغم الخوف الشديد الذي يعتريها من القادم والألم الأشد وطأة بسبب فراقها لعائلتها إلا إنها تشعر نفسها كمن ابتلع الطعم وانتهى الأمر ولكنها لا تستطيع تحديد كهنه...فهذا العمار اجتاح حياتها وقلبها وقلب عالمها رأسا على عقب بصخبه وزرعه الفضول المترقب بداخلها إتجاهه...وكم سيكلفها هذا الكثير!!
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ********************************
أوقف السيارة في مرآب قريب من قاعة الزفاف...التف نحوها يتطلع إليها بإنبهار وقد سرقت أنفاسه حين رأها بعد تجهيزها...أخذ يتطلع لشعرها الذي رفعته في تسريحة رقيقة وزينته بورود صغيرة متناثرة فوقه برقه...وجهها كان ناعم ورقيق ولم تشوه بالزينة الصاخبة وكأنها تحتاج لزينة من الأساس...وأكثر ما سمره هو عينيها الحبيبتين فقد كانا فتنة عن حق وقد حددتهما بالسواد فبرزت دخانتهما بطريقة مهلكة...أما فستانها تلاحقت أنفاسه وهو يرى الفستان الطويل ذات اللون الذهبي الرقيق والذي ناسب لونه بشرتها الخمرية...
فك حزام الأمان بعجلة وأقام بالمثل مع حزامها...وجذبها بقوة من مرفقها قاضيا على شهقتها بين شفتيه...ولكن بعد ثوان أخذت تبادله عاطفته التي لن تنضب نحوها بعاطفة تماثله...وكاد الجنون أن يطيح به بأن يعود بها من جديد ويحبسها كي لا يرى غيره كل هذا الجمال الذي تمثل فيها وحدها...حين شعر بحاجته للهواء ابتعد عنها قليلا وثبت جبهته فوق جبهتها وأنفاسهما تتلاحق بسرعة مجنونة...
همس بعد فترة صمت طويلة بصوت أجش سببه العاطفة التي تغمره
(تبدين فاتنة...ولا أظن أني قد أتحمل أن يراك الآخرين بتلك الصورة)
ارتعش جسدها بقوة...وفتحت عينيها التي اغلقتهما منذ وقت طويل كي تستمتع بما يقدمه لها...
ورغم عدم استيعابها للشعور الذي يراودها بالإنتماء إليه وكأنه وطن هجرته منذ زمن كي تعود له في النهاية فتجد سكنها محفوظ لها ومصان بحماية مبهرة...ولكن عاطفته التي تغمرها تجعلها تتوه وتظل راغبة بالذهاب برفقته لعالمه....
عالم خالي من الحزن...وخالي من التفكير والرعب...عالم رغم غربته إلا إنها تتلهف له بطريقة لم تدركها في نفسها من قبل...
همست بخفوت
(لا بأس...سأحاول ألا ألفت إنتباه الأخرين)
صمتت ولكنها استكملت بعدها بجرأة صدمتها قبله
(يكفي أن ألفت نظر شخص واحد فقط)
اتسعت عيناه قليلا...وقد شعرت بالإطراء لنفسها لحصولها على ذهول شخص مثله..شخص كانت تظن في السابق أنه لا ينتمي لعالم الأحياء من الأساس...احتضنها بقوة فاغمضت عينيها تتنعم بأحضانه براحة عجيبة...وهمسه الأجش يصل لها بجانب أذنها
(ما رأيك بالعودة لشقتنا بدل تضيع ساعات لا فائدة منها في زفاف ممل كل ما سنفعله هو الوقوف بسماجة أمام المدعوين)
ابتسمت وردت بخفوت
(حسنا...هذا لن ينفع وأنت تدرك هذا...فرغم روعة الفكرة ورغبتي في تنفيذها في التو ولكنه زفاف أخي الأكبر ولا يجوز ان أتخلف عنه)
صمتت من جديد...تستجمع الكلمات فاستكملت بخفوت أشد
(كما أني أحتاج لهذا الأمر...أحتاج رؤية الناس...وقد اعتزلت عنهم لوقت طويل جدا...حتى أني أكاد أشعر بالنسيان في التعامل مع البشر)
ابتعد قليلا وأخذ يتطلع لوجهها ذات الملامح الناعمة..
ثم دوى صوته عميقا وقد أثرت فيها نبرته الجياشة
(أنتِ قوية يا غنوة...قوية جدا...حتى أني انبهرت من مدى ثباتك وقدرتك على تخطي الأمر...وحقا أنا فخور بكِ للغاية)
من حديثه أصابها الزهو وهي تدرك روعة أن يمدحها رجل كجاسم...رجل لم يعطيها طوال فترة معرفته بها سوى الانتقادات دوما...والآن أدركت ما كنت متلهفة إليه منه بشكل خاص...حيث كانت متلهفة وبقوة لمدحه وثنائه عليها...
حتى أنها أدركت لتوها حقيقة صادمة أنها لطالما كانت ترغب في رؤية الرضا في عينيه هو...حتى في الماضي حين كان يقف بجانبها ويساندها لم تكن عيناه مملوءة بالرضا مثل هذه اللحظة الرائعة...وليس الرضا فحسب الذي ظلل نظراته بل أعمق بكثير...كيف غفلت عن كل هذا!!...هل برع حقا في إخفاء الأمر عن الجميع في الماضي مثلما أخبرها!!...ولكن كيف لم تشعر!!!...ولمَ تشعر الآن بكل هذا وقد غفلت فيما مضى عن الشعور به!!!
تنهدت براحة وقد تسللت كلماته إلى أعماقها...أسبلت رموشها وردت بصوت مبحوح
(شكرا لك على كلماتك تلك...أنا حقا ممتنة لك)
لوهلة شعرت به يتجمد أمامها فرفعت عينيها إليه عاقدة حاجبيها بحيرة..ولكن سرعان ما انبسطت ملامحه وزينت ابتسامة خفيفة شفتيه وهو يقول بمداعبة رقيقة
(أخبرتك من قبل ألا تشكريني...أنا لا أريد شكرك أو إمتنانك يا غنوة بل أريد أشياء أخرى أعتقد بأنك أصبحتِ تدركيها مؤخرا)
اتسعت عيناها بشدة واحمر وجهها بالكامل...في كل مرة يشير فيها لعلاقتهما تشعر بالإرتباك الشديد ومشاعر كثيرة تجتاحها بلا رحمة كلما تذكرت تلك اللحظات...
شعرت بكفه تتلمس وجهها برقة وهمس بلطف
(هيا ننزل كي لا أنفذ رغبتي في التو واللحظة ضاربا بكل شيء عرض الحائط...حيث أنكِ تبدين شهية للغاية وجاهزة للافتراس)
ضغطت على شفتيها وقد انعقد لسانها...مهما بلغت جرأتها أمامه ولكنه يخرسها حرفيا بما تكنه لها نظراته...زفر بقوة فلفحت أنفاسه الساخنة وجهها وختم حديثه بقبلة سريعة على شفتيها أعقبه تحركه مترجلا من السيارة فبعث إليها نسمة باردة جعلت جسدها يزداد إرتعاشه...
شعرت به يفتح بابها فأخذت عدة أنفاس كي تهدأ من إنتفاضتها...مد كفه وأمسك مرفقها بهدوء يساعدها على النزول...فاستقامت على كعبي حذائها حتى أنها شعرت في البداية بالترنح ولكنه دعمها جيدا وقربها منه...
هاتفا بهدوء
(هل أنتِ جاهزة للدخول؟؟..أم ننتظر هنا حتى وصول والديّ وتغريد!!)
ردت ببطء
(أعتقد من الأفضل أن ننتظرهم عند باب الدخول...فيكفي أني تركتهم وجئت معك)
حسنا...فبعد فترة طويلة لهما صباحا أعادها لمنزل والديه وقد أخبرها أن تستعد كي يمر عليها ويذهبا سويا...
اغمض عينيه حين تذكر نظرة والدته المتفحصة وقتها حيث كانت تنظر له بتركيز وكأنها تخترق أعماقه وتكتشف ما يحدث معه...يريد أن يطمئنها بل يموت رغبة بذلك...ولكن لكل شيء مقابل...أليس كذلك!!
هتف بثبات
(حسنا لا بأس...سننتظر وصولهم أولا)
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************
في السيارة التي أخذت تقطع الطرق بسرعة والهواء البارد يلفح وجهها بقوة كأنه صفعات متتالية...صفعات تستحقها عن جدارة....لم يستطع أي شخص مهما بلغت مكانته أن يكشفها مثلما فعل...ولم يستطع أي كان أن يعري روحها مثلما فعل...وما حدث يشعرها بالمقت من نفسها...يا إلهي كم ترغب في الانتقام منه..ولكن كيف!!
أخرجها من تلك الدوامة سؤال والدها الهادئ لوالدتها
(هل تلاحظين التغيير الذي طرأ على جاسم؟؟...أشعر بأن حياته مع غنوة بدأت تأخذ منحناها الصحيح)
ردت والدتها بوجوم شديد
(نعم ألاحظ...وأتمنى ألا يخيب ظني في النهاية)
قال والدها
(هل تدركون أن جاسم أخذ الخطوة التي كنا نحاول مفاتحته فيها أنا وعز الدين...ورغم تبريراته الواهية آنذاك وقبل زواجه إلا إننا كنا شبه متأكدين أنه سيحافظ عليها...فوالدها كان شديد القلق عليها وعلى حالتها ورغب بشدة في الاطمئنان عليها...ونحن أيضا كنا نتحمل مسئوليتها فوق عاتقنا...ولكن الآن أشعر بالراحة قليلا وخاصة حين رأيتهما اليوم بعد جفاء الأشهر الماضية..فكدنا نفقد الأمل من جديد)
لم ترد والدتها وقد ظهر بوضوح كم الجهد الذي تبذله كي تظل هادئة...حيث كانت هذه المناسبة هي أول مناسبة يحضروها كعائلة منذ رحيل سامر قبل عامين...فالعائلة كانت في حداد غير معلن حتى والجميع يمارس حياته بشكل شبه طبيعي إلا أن نقص فرد منها جعل الحزن رفيقهم الأوحد طوال العامين الماضين...
زفرت بقوة وهي تؤكد لنفسها بأنها أيضا تتمنى أن يحظى جاسم بالراحة أخيرا...فجاسم عانى كثيرا ومن حقه أن ينال ما يرغبه كأقل شيء...ابتسمت بحنين وهي تتذكر اللحظات التي أخذ جاسم يلح بالاتصال فيها كي يطمئن على غنوة كل يوم وخلال فترة إقامتها في المنزل...وتحفيزه لها حتى تأخذ غنوة للخروج رغم ضيق وقتها وذلك كي تستطيع التعامل مع الناس من جديد وتستعيد ثقتها المفقودة...
كم يبهرها الحب الذي يكنه نحو غنوة دون غيرها...وكلما شاغبته بعبث بالأمر يصمت وكأن الأمر يحرجه...ابتسامة حزينة زينت شفتيها...جاسم يستحق...يستحق كل شيء جميل في تلك الحياة...يكفي ما ناله...وما يزال يناله..
لم تستطع التركيز في حديث والديها حتى أخرجها من شرودها مجفلة نداء والدها المتكرر باسمها...فردت وهي ترمش بعينيها
(نعم أبي)
قال والدها بحيرة
(تغريد أتحدث معكِ منذ وقت طويل وأنتِ في عالم آخر...ماذا بكِ؟؟)
ردت بهدوء مطمئن
(أنا بخير يا أبي...مرهقة فقط قليلا)
أعاد والدها السؤال
(كنت أسألك عن نتيجة اختبارتك النهائية..علمت من والدتك أنكِ ذهبت اليوم لرؤيتها...فماذا فعلتِ؟؟)
امتعضت ملامحها وهي تتذكر هذا الجزء الذي عملت طوال اليوم على تناسيه...تحاول تناسي الظلم الذي ألحق بها...لم تظن في يوم قط أن يخلط شهاب بين الحياة الخاصة والحياة العلمية...ولكنها الجانية لكل هذا ولا تستطيع أن تلومه أليس كذلك؟؟..ولكن ذلك لن يمنعها من محاولة التحدث معه كي تحاول إصلاح جزء من الضرر الذي وقع على كلاهما...
هتفت بهدوء وثبات زائف
(هناك خطأ في نتيجتي...سأحاول إصلاحها غدا وإذا لم يحدث سأبلغكم بالنتيجة حين أكون واثقة بشكل كامل من الأمر)
هز والده رأسه موافقا وبدبلوماسية شديدة تبادل معها أطراف الحديث وحاول عدة مرات الوصول للأمر الذي حدث معها وقد استشف بحنكة رجل أعمال أن للأمر علاقة بدكتور شهاب...حتى والدتها أكدت على ذلك..ولكن رحمها من الرد على أسئلتهما الملحة وصولهما أخيرا لقاعة الزفاف..
ترجلت بهدوء من السيارة تساوي فستانها الأبيض الشاحب والذي حدد تفاصيلها بخجل شديد...تدرك جيدا مقدار جاذبيتها...ولكنها ببساطة لا تبالي...وتدرك بأنها بأقل جهد تستطيع إخراج تلك الجاذبية على السطح..
زفرت بقنوط فلولا مقدار عمار لديها حيث اعتبرته دوما أخ ثالث عندها وصديق مخلص لم يكن ليخرجها أي شيء من المنزل اليوم...وخاصة بعد ما رأته وعاشته...
وما زاد من طمئنتها أن مجاهد لن يحضر زفاف عمار مهما حدث...فالتضارب بينهما شديد للغاية وخاصة في الأونة الأخيرة...وهي تدرك السبب..فعمار هو الشاهد الوحيد على لحظات خزيها الوحيدة والذي استطاع أن يربط الأمر بمجاهد دون مجهود يذكر...فرغم التشاوش الذي كانت تعيشه ذلك اليوم ولكنها استطاعت الشعور بغضبه إتجاه مجاهد بصورة واضحة...
حسنا..ستتعامل مع الأمر بثبات...وبعد إنقضاء تلك الليلة ستنزوي طويلا بغرفتها حتى تخرج كامل بؤسها وألمها الذي أصابها في هذا اليوم المشئوم...
وصلت رسالة مكتومة لهاتفها الموجود في حقيبتها الصغيرة فأخرجته وحالما تتطلعت للرسالة وقرأتها شحب وجهها للغاية وأخذت تتلفت حول نفسها بحثا عنه..حيث أرسل لها
"حبيبتي,
تبدين فاتنة كالعادة... لو أخبروني في الماضي أن الصغيرة تغريد تمتلك كل تلك الفتنة والأنوثة لضحكت بقوة....لا أدرك كيف غفلت عن الأمر طوال تلك الفترة ولكني ندمت وكما قولتِ من قبل أني كنت أعمى البصيرة فسامحيني على هذا حبيبتي...حسنا...نأتي للأمر الهام إياكِ أن تلفتي نظر أي شخص في هذا الزفاف وإلا إنني لن انتظر هذه المرة برحابة صدر رفضك للأمر...لا...فوالله سأتعامل تلك المرة بطريقتي وسأجعل أي أحمق ينظر لكِ يفهم بأي طريقة بأنك تخصيني أنا فقط..أحبك...
حبيبك الوحيد مجاهد"
زفرت بقوة حين لم تجد له آثرا...اغمضت عيناها بقوة وهي تهتف بداخلها متوسلة
(يا إلهي...لا تجعلني أراه...لا تجعلني أراه أرجوك)
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** *******************************
زوجتك ابنتي...وقبلت زواجها
بارك الله لهما وجمع بينهما في خير...
ارتعشت يمن حين استمعت لآخر كلمات صك ملكيتها لرجل آخر...رجل لا تدرك سر رغبتها الجامحة بالتعرف إليه...تلك الرغبة التي جعلتها ترتبط به رغم الخوف الغريزي الموجود نحوه...
تلقائيا مد كفه نحوها وأمسك كفها المرتجف فانتفضت مجفلة...شدها ببطء فاستقامت واقترب بتحفز خطر نحوها فتلاحقت أنفاسها بإضطراب شديد...
شعرت بأنفاسه قرب خدها فاغمضت عينيها بتلقائية حتى شعرت بقبلته الدامغة على خدها...قبلة شعرت بأنها أخدت وقت أكثر من اللازم...ولكنه أخيرا أبتعد فتنفست بصعوبة وقد كانت حابسة لأنفاسها طول فترة قربه منها...
بعد لحظات وجدت نفسها بين ذراعي معاذ فاحتضنته بقوة متسألة هل ستشعر بنفس هذا الأمان مع عمار في يوم ما...ثم احتضنت والديها بقوة وأخذ والدها يوصي عمار عليها فجلب الدموع تلقائيا لعينيها...فلا تعلم سر التأكد بأنه لن يحفظ تلك الأمانة...يا إلهي...إلى أي جهنم رمت نفسها!!!....
المتبقي من الزفاف كان شديد الهدوء وقد خطت الموسيقى الهادئة بين المدعوين حيث رفض العريس تشغيل موسيقى صاخبة مرعاة لصديقه المتوفي وتقديرا لأهله الذين جاءوا زفافه رغم صعوبة الأمر...ذلك الصديق الذي لم يخبرها عمار سوى أشياء بسيطة عنه وعن زواجه بأخته غنوة ووفاته ليلة زفافه على يد فتاة مجنونة والتي هربت بفعلتها ولم تحصل على عقابها...
أخته الرائعة التي اعتبرتها أخت أخرى لها وكأن كل منهما كانت في لهفة للحصول على أخت أخرى في حياتها...حيث لم تتركها غنوة طوال الفترة الماضية رغم إخبارها أنها لا تفضل الخروج كثيرا ولكنها كانت معها هي وتغريد تلك الفتاة التي شعرت بسببها لأول مرة بالغيرة على عمار ولكنها أدركت رغم جمالها ورقتها المتناهية أنها بالفعل أخت ثانية له بعد غنوة...
أخذت تتطلع نحو غنوة وهي جالسة في المقعد المخصص لها كعروس فوجدتها تقف بجانب زوجها...حسنا هي لا تزال تمتلكها الحيرة بسبب علاقاتهم المعقدة فأخته تزوجت من جديد من أخ زوجها المتوفي...تنهدت بقوة...حسنا هي أصبحت بائسة حقا حيث أصبحت تبحث عن أي شيء حولها كي تشتت تفكيرها عن العيون العشبية التي تكاد تلتهمها منذ عقد القران...
شعرت به يجلس بجانبها فالتفت نحوه بحذر...تراقب وجهه الساخر على الدوام وكأنه لا يبرع سوى في إخراج هذا الوجه...
سمعت صوته العابث يهتف
(والآن يا عروسي...هل لديك أي رغبة كي أحققها لكِ بما أن الليلة هي الليلة التي انتظرتها طويلا فيحق لكِ طلب أي شيء...ويفضل أن تسرعي كي لا أسحب عرضي الكريم هذا)
ارتعش قلبها ولكنها ردت بهدوء خادع
(حسنا...سأخبرك برغبتي لاحقا)
تفحص وجهها بتلك الطريقة الفجة وأخذ يتأمل كل أنش فيه ولكن الفرق الآن بأنها لا تستطيع أن تعبر عن سخطها وقد أصبحت زوجته...نظراته رغم معانيها المهينة ولكنها تحمل شيء غريب بداخلها...وكأنه يناديها بل يتوسلها أن ترى أبعد مما يظهر..
رد بعبث وقح
(حسنا...ولكن لا أعدك يا حبيبتي أن ألبي لكِ كل رغباتك)
احمر وجهها بقوة واستقامت ترحب بزملاء العمل الذين جاءوا للمباركة...والذين لم يستطيعوا إخفاء نظراتهم ما بين حاسد وحاقد ومذهول وناقم...
ببراعة أخذت ترحب بهم...فالنفوس لا تتغير مهما تغيرت الأزمان...ستظل ثابتة ومحفورة داخل الإنسان حتى يرحل من تلك الحياة فتترك أثارها أيضا داخل كل كيان تعامل معه في يوم ما....حتى لو بشكل عابر...
وصلت رسالة لهاتفه وكاد أن يتجاهلها ولكن شيء خفي حثه على رؤيتها...فأخرج الهاتف من جيب سرواله الأنيق فوجدها رسالة من رقم مجهول محتواها قصير ولكن يخفي بداخلها الكثير فقد كانت:"مبارك يا كازانوفا"
تلقائيا ذهبت عيناه نحو جاسم الذي يقف بثبات في زاوية ما بجانبه غنوة...وجهه كان غير مقروء وكالعادة أصابه بالإرتباك من عدم قدرته على تحديد ما يدور في خلده...ولكن جاسم لو أراد أن يفضح الأمر لتحدث منذ زمن بعيد ولكنه لم يفعل فمن هو إذن صاحب تلك الرسالة...فمهما كان فهو لا يبغى مباركته حقا...هذا شخص يرغب بالإنتقام من كازانوفا..
************************************************** ************************************************** ************************************************** **************************
(مرحبا جاسم)
التفت زوجين من العيون إليها...واحدة منهما نظرت نحوها بإندهاش منذهل وذلك لوجدها هنا...والآخرى نظرت نحوها بتحفز قلق يشوبه الكثير من الشراسة...
هتف جاسم وقد ارتسمت إبتسامة صغيرة يخصها فقط لتغريد وتلك الفتاة التي يشعر نحوها بأنها مثلها تماما
(رؤى...ماذا تفعلين هنا يا فتاة!!...ولمَ لم تخبريني بمجيئك لهنا!!)
هزت كتفيها وهي تجيبه براحة
(حسنا...لقد أردت مفاجأتك...عرفت بالصدفة قرابتك للعريس فقلت لن أخبرك... كي أحصل على لحظة مفاجأة للسيد جاسم العظيم)
التفت لغنوة الواجمة فأخذ جاسم يعرفهما على بعضهما فاقترب وقرب غنوة منه حتى أحتضنها تقريبا هاتفا
(حسنا...بما أنكِ هنا يامخادعة...أحب أن أعرفك على زوجتي غنوة...غنوة هذه أفضل سيدة أعمال في الوطن هنا رؤى البلتاجي وصديقة عزيزة جدا على قلبي)
تململت غنوة بين ذراعيه...وخاصة حين أجابته رؤى براحة سعيدة
(أنت تبالغ فقط يا سيد جاسم...أنا فقط صديقة...مرحبا أنا رؤى سعدت بمعرفتك)
مدت رؤى كفها نحو غنوة في بادرة سلام...تطلعت غنوة نحوها ببرود شديد وقد أصابها التبلد في مقتل...حثها جاسم بضغطه على ذراعها قائلا بلطف
(غنوة رؤى تتحدث معك)
مدت كفها أخيرا وهي تقول بفتور
(مرحبا...وأنا أيضا)
حسنا واضح على ملامحها أنها لم تسعد قط...تطلعت رؤى نحو جاسم فهز رأسه بخفة وكأنه يجيبها عن تسأولها...فأدركت أن هذه كانت زوجة أخيه الذي قتل على يد أختها المجنونة...كادت أن تضحك بهستريا بسبب معاملتها وكأنها تدرك بحدسها صلة القرابة التي تجمعها بدون إرادة بالمرأة التي قتلت زوجها السابق وكادت أن تقتلها معه...ابتسمت برصانة وهي تحاول الإنسحاب وخاصة بعدما أعطاها جاسم نظرة اعتذار ضمني فتقبلتها بصدر رحب...
كان جاسم يدرك جيدا أن تلك الفتاة تستطيع الحصول على ثقته...فرؤى رغم رفضها الشديد في بادئ الأمر لمساعدته ولكنه أدرك أنها كالبئر العميق الذي يستطيع أن يرمي بداخله الكثير دون أي خوف...وقدرها أكثر حين لم تخبر والدها أو أي مخلوق عن زيارته الأولى لها رغم الرفض القاطع منها آنذاك...
ابعد غنوة عنه وأخذ يتطلع للبرودة التي ارتسمت بقسوة على وجهها..فعبس وهو يتسأل بحدة
(غنوة...لمَ تحدثتِ معها بتلك الطريقة!!...أنتِ أحرجتيها للغاية ولكنها كانت أكثر تفهما منكِ وانسحبت دون أي إزعاج)
اشتعل وجهها ...وعلا صوتها قليلا وهي تهتف بضرواة
(أنا لست مضطرة للإعجاب بكل صديقاتك يا جاسم...كما أني لم أستلطفها...هذا يحدث كما تعلم ولا يوجد نقص بي بسبب هذا الأمر)
نظر لها بتفحص وهو يستشعر بغرابة الأمر...فقبل مجيء رؤى كانت تبدو عليها الراحة الشديدة والهدوء...
حتى أنها قبل دقائق كانت قد بدأت في تحريك قوامها ببطء رشيق وبلا إرادة منها حين استمعت لموسيقى مفضلة فلف ذراعه حول خصرها كي يمنعها من الحركة... وكان النقاش بينهما شديد اللطف...فهل مجيء رؤى هو ما سبب كل هذا الغضب!!..ولكن لماذا وهي لا تعرفها من الأساس!!..
هتف بخشونة مهددة
(إياكِ أن يعلو صوتك عليّ وبتلك الطريقة يا غنوة...فأنا لست متسامحا في أي شيء قد ينقص من قدري)
ردت باستخفاف وبنبرة أخف وطأة وقد أخرستها نبرته
(حقا...هذا واضح...ولكن لا بأس إذا حدث ما ينقص من قدري أنا أليس كذلك!!)
عقد حاجبيه أكثر..وأخذ يرمش بعينيه والحيرة تصيبه في مقتل...ينقص من قدرها !!!...متى حدث هذا!!!...
هتف بنزق
(ومتى أنقصت من قدرك؟؟...لا أفهم....لم يحدث أي شيء قد ينقص من قدرك أمامي!!)
غشت الدموع عينيها فازداد عبوسه...وهدرت بإيباء وهي تتحرك
(مادمت لا تجد أي شيء مما حدث الآن قد فعل ذلك..فأنت محق..ولن ألومك...سأذهب لاستراحة السيدات)
ولكن قبل أن تبتعد عنه أنش واحد قبض على ذراعها بقوة ألمتها...وتحرك وهو يسحبها خلفه...أخذت تحاول التملص منه...ولكنه أحكم إمساكها بحيث لم تستطع الإفلات منه قط...
خرج بها للحديقة الخلفية والتي كانت مضأة بشكل خافت...لفحها الهواء البارد فسرت رعشة على طول جسدها...
ابتعد بها مسافة كافية ولفها نحوه هاتفا بنزق حقيقي وصبر نافد
(حسنا...سنتحدث بهدوء وعقلانية...ودون أي مراوغة في الحديث ستجيبين عن سؤالي بإجابة مباشرة...ماذا حدث لكل هذا؟؟)
ظهر الضيق على ملامحها وكادت أن تتفوه بالحماقة ولكن نظرة التحذير في عينيه جعلتها تطبق فمها بقوة...زفرت بضيق وأخذت تستنشق الهواء الرطب من حولها لعله يهدأ من النار التي نشبت في صدرها حين سمعت اسمه مجردا من فم تلك الفتاة...حتى أن النظرات بينهما كانت شديدة التفاهم...يا إلهي...
فعقلها صور لها في غمرة إنسجامهم الواضحة بأنها تليق بجاسم بشدة...وكم قتلها هذا الأمر...ونهش روحها بلا رحمة..
هتف باسمها بصبر نافد فأجابت بلامبالاة رغم الاشتعال في عينيها الدخانية
(من هذه؟؟)
عقد حاجبيه وهو يجيب
(لقد أخبرتك أنها رؤى صديقة عزيزة)
هتفت باستهجان
(وهل هذا مناسب؟؟...أن تعرف زوجتك على صديقتك المتيمة)
لوهلة لم يستوعب الأمر...ولكن حين وصل له الإدراك اتسعت عيناه بصدمة...وكأنه اكتشف حقيقة لتوه فهتف بعدم تصديق
(يا إلهي...أنت تغارين)
لم يكن يتسأل بل كان يخبرها حقيقة واضحة وضوح الشمس...ترغرغت الدموع في عينيها من جديد وكادت أن تهرب من أمامه ولكنه أحكم الإمساك بها تلك المرة...وقربها بشدة من أحضانه...حاولت التملص بقوة من بين ذراعيه ولكنه هتف بصرامة
(اهدأي...وكفي عن التصرف كالأطفال)
هتفت بشراسة ووحشية
(أنا لست طفلة...وإياك أن تنعتني بهذا اللقب)
قهقه عاليا فخفق قلبها تأثرا من صوت ضحكته النادرة والتي فعلت بها الأعاجيب حيث استكان جسدها تماما بين ذراعيه...وأخذت تتأمل ضحكاته العالية والتي زادته قتنة فوق فتنته...فاتسعت عيناها بقوة...وهي تتسأل عن آخر مرة رأت فيها جاسم يبتسم حقا مثل الآن...
حالما انتهى غمز لها بشقاوة وكأنه مراهق في السادسة عشر من عمره...وهتف بمشاغبة
(حسنا يا نمرتي الشقية...بالطبع أنتِ لست طفلة قط...وأعتقد أني أثبت لك بأكثر من طريقة هذا الأمر...وثانيا رؤى هذه صديقة وليس هذا فحسب هي أيضا..)
قاطعته تلك المرة بقوة أكبر وقد أخذته على حين غرة أثناء تملصها الشديد حتى كادا يسقطا أرضا..
(ماذا أيضا!!...هااا..حبيبتك...أليس كذلك؟؟...والله لا استبعد أن تكون قد وعدتها بالزواج بعد أن تنتهي من الحمقاء التي تورطت معها في زواج لا تريد من خلفه سوى تحقيق الانتقام لأخيك)
تصلب جسده بالكامل...حتى وجهه أغلق التعبير تماما منه...فضغطت على شفتيها بقسوة وهي تدرك الآن معنى العبارة البشعة التي تفوهت بها في غمرة غيرتها الغاضبة...
اغمضت عيناها بندم وهي تلعن نفسها من الداخل...ماذا حدث لها كي تلقي على مسامعه هذا الحديث السيء...يا إلهي...إن الأمر أصبح في غاية الخطورة...
ففي الماضي حين كان يشاغبها سامر بتعدد معجباته أو كانت تقابل أي منهن كانت تتعمل مع الأمر بمرونة أكبر ولم تحاول أن تأذي سامر بأي لفظ بل كانت تعاتبه بهدوء كان يحسدها عليه ويخبرها بتسلية أن غيرتها مختلفة عن باقي الفتيات فكان ينتهي الأمر بسخرية منها على هذا الشيء المسمى بالغيرة...
ولكن الآن هي لا تعيشه فحسب...بل يكاد يحرقها بقسوة...وما زاد الطين بلة أنها تشعر بالتهديد من فقدان جاسم...يا إلهي...فتحت عيناها بفزع كي تحاول الاعتذار له...هي لن تتحمل هجرانه...
هي لم تتحول لبائسة فحسب بل وأيضا مثيرة للشفقة...
نظرت لوجهه المتجمد ككل مافيه حتى وصل لها صوته الخشن
(حقا ياغنوة!!...بعد كل ما أخبرتك به...لا تزال نظرتك إتجاهي تبهرني كالعادة)
ابتعد عنها ببطء فشعرت بالبرودة من جديد تجتاج كيانها وروحها...لا...لا تبتعد..
أضاف بجمود
(لم أكن سأضيف هذا الوصف الشيق بالمناسبة...بل كنت سأخبرك أنها تعد كتغريد بالنسبة لي وهي أيضا تتعامل معي كأخ أكبر حيث لم تحظ بواحد قط...ويبدو أن عادة الحكم على الأشخاص ومحاكمتهم سواء كنتِ تعرفيهم جيدا أو لا تعرفيهم لن تموت أبدا أليس كذلك!!)
هتفت بسرعة متلعثمة
(لا بالطبع لا...أنا فقط...)
قاطعها بقسوة عنيفة وقد ارتسمت الشراسة فوق وجهه
(أنا اعتقدت أني نجحت في توصيل الأمر لكِ...وصدقت حقا أنك أصبحتِ متأكدة من مشاعري...كما أني ظننت بأنكِ تدركين جيدا أن شخص مثلي لن يورط نفسه في زواج من أجل إنتقام أخيه...حتى لو أدعيت هذا الأمر في البداية كي تقبلي الزواج مني وتأتي للعيش بالقرب مني...ولكن إذا كانت هذه هي الصورة التي تريني فيها بعد كل شيء...فأنا لا أستطيع سوى الشعور بالشفقة عليكِ)
ابتعد عنها راحلا بعنف قاسٍ....وعاد للداخل فشهقت بعنف وكأن الهواء يدخل بصعوبة لرئتيها...وضعت كفها فوق قلبها المنتفض ألما وهي تهمس بإختناق
(ماذا فعلت بحماقتي!!..يا إلهي...ماذا فعلت؟؟؟)
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** **************************
حالما ابتعدت عن جاسم وغنوة وجدت معاذ منتظرا إياها عند طاولتها عاقدا ذراعيه فوق صدره...حبست أنفاسها تأثرا بسبب شكله وجماله الطاغي...كان يرتدي حلة أنيقة حددت طوله الفارع ورسمت دون مبالغة رشاقته الرياضية..
أبطأت من خطواتها كي تمنح نفسها فرصة تأملها...هذا التأمل الذي لن تمل منه أبدا...حتى إذا حفظت ملامحه عن ظهر قلب ستظل فرصة إملاء عينيها منه هي الأجمل على الإطلاق...
وصلت له فلاحظت عبوسه...وحين وقفت أمامه هتف بضيق
(من هذا؟؟)
تسألت بحيرة
(من؟؟)
رد بإمتعاض
(من كنت برفقته منذ لحظات)
حركت رأسها وهي تجيب بتلقائية مصححة
(تقصد برفقته هو وزوجته...إنه جاسم البداروي...بالتأكيد تعرفه فزوجته أخت زوج يمن)
لم ينفك عبوسه بل هتف وهو يكز على أسنانه
(بالتأكيد أعرف من هو يارؤى وأعرف أيضا صلة القرابة التي تربطنا به...ولكن سؤالي واضح من هذا بالنسبة لكِ؟؟..وكيف تعرفيه؟؟)
ضحكت برقة وهي تجيبه بهدوء رغم تقافز نبضات قلبها التي كادت تفضح السعادة التي تستشعرها في تلك اللحظة...
(هل كنت تعرف عني أني فتاة تعيش بين أربع جدران ولم تتعامل مع أي كان قط؟؟)
هتف بضيق مختنق
(حسنا أعرف بأنك فتاة عاملة يارؤى...ولكن هل كنت تتحدثين مع العملاء بكل هذه الأولفة والأريحة وكأنكما أصدقاء قدامى)
هزت كتفيها وهي تجيبه بعبث
(أنا لم أخبرك أنه عميل فقط يامعاذ)
اقترب منها بشراسة فابتعدت تلقائيا للخلف حتى أنها كادت تتعثر في غمرة إجفالها...ولكن ذراعه التي امتدت بتلقائية دعمتها ولم تسمح بسقوطها...فاستقامت شاهقة...
همس بإنفعال مكتوم وصبر نافد
(حسنا يارؤى...وماذا هو أيضا أبهريني؟؟)
رغم موقفه الغاضب ولكنها حقا رغبت بالإبتسام ولا تعلم سر هذه الرغبة في هذه اللحظة...
همست بخفوت وهي تلتف حولها فلاحظت أنه لم ينتبه إليهم أي شخص حيث أن الطاولة التي أختارها لها معاذ كانت في ركن قاصٍ كي يحجبها عن أي إزعاج ولكنها كانت تطل من زواية أخرى على مجلس العرسان الذين لم يكونا متواجدين لحسن الحظ...ورغم أن وقفتهما لم تحمل أي خطأ حيث كان هناك مسافة كافية بينهما...ولكنها تعد من أندر المرات التي اقتربت فيها من معاذ بهذا الشكل...
(أنه صديق عزيز يا معاذ...واعتبره أخ لي...هذا هو فقط صدقني)
كان يطالعها بوجوم شديد...ولا تزال كفه قابعة فوق ذراعها فدبت الحرارة أوصالها وأحمر وجهها وهي تضغط على شفتيها بتوتر وخاصة حين همس بعمق مس شغاف قلبها
(أنا فقط صديقك يارؤى...حسنا لن أقول أخيك فما أراك فيه أبعد ما يكون عن الأخوة ولكن كوني على ثقة بأني أرغب وبشدة في أن أصبح كل شيء في حياتك...ولن أسمح أن يحظى أي ذكر بأي صفة تخصني مهما كنتِ تعتبريه...ولكن يكفي أن تتعاملي مع هذا الصديق بحدود يارؤى...)
ثم أردف بهمس خافت جعل خفقاتها تهرب من بين أضلعها
(فأنا أغار على كل ما يخصني يارؤى وبغباء)
اتسعت عيناها بجذل...ولهثت بسرعة...فابتعد مسافة أكبر وهو يهتف بنبرة شبه عادية وهو يحاول التحكم في نبراته
(لمَ لم تخبريني عنه من قبل؟؟؟)
رمشت بسرعة وتسألت بغباء سببه نشوتها من اللحظة السابقة
(من؟؟؟)
زم شفتيه وأجابها
(هذا الجاسم....لمَ لم تخبريني بصداقتك معه؟؟)
لعقت شفتيها بإرتباك...وهي تهمس بداخلها...بالطبع سيمتلك معاذ الفضول إتجاهه...هتفت وهي تتنهد بتعب ووهن مصطنع كي تشتت تفكيره عن هذا الموضوع الذي سيعرضها لأسئلة لن تستطيع الإجابة عنها في الوقت الحالي
(لم تأتِ مناسبة يا معاذ...أو أغفلت عن ذكره لا أكثر...والآن من فضلك...أشعر بدوار شديد يامعاذ...هل يمكن أن تجلب لي كوبا من العصير؟؟)
وبالفعل أغلق معاذ الموضوع وحازت على إهتمامه بالكامل معها وحتى مداعباته الرقيقة لم تفارقها كي تصبح أفضل...فكادت أن تبتسم بخبث وهي تضيف معقبة بعاطفة شديدة على حديثه...
لا يا معاذ فأنت لا تغار فحسب على مايخصك بل وتحميه محافظا عليه بروحك المعطأة...وكم هي محظوظة لأنها أصبحت تخصك أنت دون غيرك...
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ***********************
تقدم بعصبية كي يدخل الصالة من جديد بعدما تهور النادل الغبي وسكب محتويات العصير على قميصه بالكامل أثناء الفقرة الأشد غباءً....تلك الفقرة التي يجعل العريس عروسه تحتسي من كوبه وهو يحتسي من كوبها...
بحق الله..لمَ لا يتناول كل منهما العصير بمفرده...ومن اخترع تلك العادة السخيفة!!
لم يرحم هذا النادل من براثينه سوى ضحكة المقهقه يمن الخلابة التي استمرت لعدة دقائق فلجمته من بداعتها وفتنتها المهلكة....زفر بقوة وهو يحسم أمره بأنه سيذهب لأخبرهم برغبته للرحيل...يكفي ما تحمله حتى الآن...
كان في طريقه إلى يمن كي يخبرها بقرراه ولكنه عقد حاجبيه وعبس بشدة حين استشعر ذبابات سلبية تفوح من مكانها...دقق النظر فوجد يمن لم تكن بمفردها بل كانت تقف أمامها فتاة رشيقة بفستان فادح لم ترتديه سوى لهدف واحد فقط وهو الإغراء...تلاحقت أنفاسه بذهول...واتسعت عيناه حتى كادت تخرج من محجريها...لم يستطع رؤية ملامح يمن وقد حجبتها الفتاة بالكامل...
هرع بسرعة نحوهما وحالما وصل إليهما وكأن الفتاة شعرت بوصوله فالتفت نحوه تناظره بتشفٍ وكره خالص..ولكن ذلك لم يمنعها من التقدم نحوه بإغراء فاسق هامسة بصوت كالفحيح وهي تزم شفتيها بطريقة مفجعة
(كيف حالك يا كازانوفا؟؟؟....اشتقت إلى أيامنا الماجنة...حبيبي)
تصلب مكانه ووجه واحد هو ما كان يهمه...وجه بعيد كل البعد عن وجه عشيقته السابقة الدميم...وجه بهت تماما وكأن الحياة سحبت منه بلا رحمة...وعينان يا إلهي تناظره كشخص قتل لتوه بل ذبح بلا رحمة فاتسعت عيناه بجحوظ فاقدة نور الحياة...
ولم يفك تجمده وتأمله المذهول لهذا الوجه المذبوح...سوى اقتراب وقح من الفتاة حد الالتصاق به بقرب شديد وتقبيلها شفتيه بقسوة مجنونة...

انتهى الفصل


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 12:35 AM   #302

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدهد٢٥٥ مشاهدة المشاركة
حبيبتي همسة تأكدي انج ما سببتي الملل وانج تكتبين اول شي لنفسج مو لأي أحد كلماتج رائعة فكبداية الج تعتبر جدا رائعة ويارب نشوفج اعلى واعلى وها بعدين انا ما اكفي😢 انتظرج دائما بالرغم من غلاظة دم كزنوفا وخباثة السحلية الي زين خلصنا من عدها جان انا ارتكبت بيها جريمة 😒🔪دمتي بخير وللافضل وراح كلش نشتاق الج قبل ابطالنا الحلوين عند النهاية ننتظرج أن شاء الله برواية ونجاح جديد💕💕💕
أشكرك هدهد حبيبتيوبالتأكيد أنا أكتب أول شي لي ولكن كتجربة أولى لعرض ما اكتبه أحب أن أعرف الأراء حتى لو سلبية كي أصحح أي خطأ وأتعلم في القادم بإذن الله


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 12:45 AM   #303

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدهد٢٥٥ مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل يجنننننن وصدق يعني اگول هذا اكثر فصل اتحمست وانا اقرا كل كلمة والثانية والإبتسامة ما فارقتني وما حبيت فيه غير معاذ😂😂😂
يا أنه ابن حلال برد لي گلبي من الناحيتين من ناحية انه ما مسخها واعترف لرؤى ومن ناحية الي سواه بكزنوفا😂😂لأني وللهسة ما استلطفته يستاهل
تغريد :اكثر شخص احبه بردتلي قلبي بمجاهد الاحمق بس طلع مو هين 😂والله يعينها على شهاب المجنون ليش ما يتقبل الانفصال بساطة ليش يطورها
غنوة وجاسم 💕💕💕💕😍كون دائما هيج وما اعتقد هي راح تعزل نفسها مرة ثانية بل اعتقد راح يخرج اعترافها بالحب لجاسم بعد ما تتضح لها الحقيقة وتعرف أن ماكو اي حق لسامر عدها
مشكورة على الفصل الحلو تسلمين ننتظر الفصل الجاي بحمااااي💕💕💕💕💕
هدهد تعليقك كالعادة يدخل السرور قلبي...يسلم رأيك وإن شاء الله يعجبك القادم


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 01:01 AM   #304

همسةبيجونيا
 
الصورة الرمزية همسةبيجونيا

? العضوٌ??? » 447118
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » همسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond reputeهمسةبيجونيا has a reputation beyond repute
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجيليك مشاهدة المشاركة
بالعكس حبيبتي روايتك لا تسبب المللل انها جميله جدا وخاصه قصه عمار ويمن
وقصه معاذ و رؤى احسها مختلفه جدا ورائعه جدا اتمنى ان لا تستعجلي في انهاء الروايه بسب شعورك اننا مللنا بالعكس انها رائعه جدا
سلمت يداكِ الجميله همستي حبيبتي ❤❤
وصدقيني لم اعرف ان هذه روايتك الاولى انتي مبدعه انها روايتك الاولى وهكذا اود ان اشاهد روايتك القادمه كيف ستكون اكيد ستكونين من الناجحين صدقني حتى الان انا مصدومة لاني علمت انها روايتك الاولى انك متقنه كل شيء في الروايه القصه الشخصيات الكتابه فلا تفقدي ثقتك بنفسك لانها روايه خرافيه قصتها مختلفه جدا
كل التشجيع مني اليكِ👍🏻👍🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻😍😍😍😍😍
والكثير من المحبه احب ان اهديها لكٍ
سابقى اتابع روايتكٍ كلها
🥰🥰🥰🥰🥰
اعلم اني كررتها اكثر من مره لكن صدقيني عندما علمت انها روايتك الاولى احس بالفخر اني اتابع روايتكِ
وعليكِ ان تحسي بالفخر فهذه روايتك الاولى وترتقين لمستوى كاتبات عالميات 😍😍😍😍
كل الحب والتقدير مني إليك ياجميلة
وأسعدني تشجعيك للغاية وشرف لي أن حصلت على إعجابك....أشكرك للغاية...وبالنسبة أن هذه الرواية هي الأولى لي فأنا أكتب منذ زمن ولكني لم أتجرأ لعرض أي شيء إلا حين تعرفت على منتدى روايتي فتحفزت بشدة كي أخوض التجربة بمجازفة....ولن أنكر أني منذ بداية الرواية وأنا أتعلم الكثير و لاأزال أفعل.. فأنا حقا ممتنة لكم أشكرك مرة أخرى وأسعدني وجودك جدا


همسةبيجونيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 04:47 AM   #305

Rosemary Baghdad

? العضوٌ??? » 351689
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » Rosemary Baghdad is on a distinguished road
افتراضي

مبين الخبرة بالاخير تكون اخت رؤى🤣

بس اتعجب كيف جاسم تركها تتحرك بحريتها؟

الحمدلله يمن اكتشفت زبالة عمار قبل ما عمار يدمرها ... كان ايدي ع قلبي انه يمن تدخل مغمضة العينين للمعركة... اتمنى يمن متصير غبية .. لازم تعرف ع شنو هي وافقت و شنو هو عمار...

صح كانت غلطة مجاهد انه دخل رغد بحياتة و بنفس الوقت حب وحدة اخرى, لكن امة الحمارة خلي تطلع من القصة هاي. يعني بالغصب تريد مجاهد يحب رغد؟ و رغدة خلي تخلي شوية كرامة لروحها و تنسى.

عباء غنوة لا تعليق...

معاذ و رؤى صراحة مثارو اهتماي لحد الان🤣.
ما اقرة روايات كاملة عادة لان بعض الكاتبات لو تختفي لو تتاخر بالتنزيل... بس روايتك حلوة و مشوقة و احب انه ملتزمة بالتنزيل

اتمنى انه متخيبين ظني 😭


Rosemary Baghdad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 06:01 AM   #306

هدهد٢٥٥

? العضوٌ??? » 458922
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » هدهد٢٥٥ is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا لا لاااا😭😭😭شنو هاي القفلة الي تخوف حرام عليكِ يا بنتي قفلة ولا بالاحلام شنو راح يكون رد كل شخص على هذا الموقف الي محد يحسد عمار عليه بكل تأكيد صراحة يستاهل لأنه ولآخر لحظة ظل يفكر بكل أنانية ودنائة يستاهل هذا الموقف شنو راح يكون رد يمن عليه بس هي لازم تستحمل لأن رغم كل الهواجس مالتها وافقت
جاسم وغنوة يلة عادي اجا الحب والغيرة تكمله بس كون تسرع وتصالحه جكد حلوين طالعين سوا😘
تغريد ومجاهد فالله يعين تغريد منا مجاهد توه يلة حس ومنا امه طلعت حيزبونة جديدة هو صح اتفق أخطأ بحق رغدة بس هو ما كمل الخطأ احسن من ما يرتبط بيها ويزيد تعاستها اكثر بس عجبي من أهله شنو سبب رفضهم لتغريد شابة وبنت عائلة معروفة عندهم صلة بيناتهم وياها وناجحة وذكية وجميلة ولا مجرد رغبة الأهل بأن يتحكمون بحياة ابنهم الوحيد
معاذ ورؤى هل يا ترى راح يجي يوم يكتشف معذا اسرار عائلة رؤى
تسلمين على كل شي حبيبتي همسة
ننتظرج على احر من الجمر 💕💕💕


هدهد٢٥٥ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 06:30 AM   #307

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

ايه القفلة الشريرة دي 😳😳
اتفضحت يا كازنوفا ولا فيها دخلة ولا نيلة تروح بقى تلم الاوضة اللي كسرتها
كلام جد بقى صعبانة عليا يمن موقف صعب ربنا ما يكتبه على حد
جاسم و غنوة 😍😍😍يستاهلو كل الحب والدلع اتسحلو في الرواية دي و معاهم كمان معاذ و رؤى 😍😍😍
متوقعتش أن تغريد ده حيبقى رد فعلها لما تعرف أن مجاهد بيحبها مستغرباها بصراحة
تسلم ايدك هموس فصل جميل


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 05:14 PM   #308

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

تنفست الصعداء من تخلصها منه ولكن في داخلها تتمنى لو أبدت رد فعل أجرأ من ذلك ولكنها تعلم بشكل جيد تبعات ذلك ...لقد قامت بتجربتها مرة والنهاية كانت كارثية فحين أنكر الرجل فعلته انتقل أصبع الاتهام اليها ...بأنها هي من تريد لفت الانظار إليها...نظرا لما تمتلكه من جمال باهر ....فمن الظلم ألا يلاحظ الجميع هذا الجمال...نظرية فاشلة لأشخاص لايستطيعون التفرقة بين الحق والباطل او بين الظالم والمظلوم.....وعن أي جمال يتحدثون هؤلاء الأشخاص فقد أصبح في هذا الزمن نقمة لمن امتلكها...

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 06:22 PM   #309

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

دوام الحال من المحال)
فلا تغرنك ياابن آدم بهرجة ألوان الحياة ...فتظن في غفلة منك بأنك سيد الأرض...ولا تستيقظ من تلك الغفلة إلا حين يهتز عرشك ويسحب البساط من تحت قدميك فتؤمن في وقتها بأنه حقا
(دوام الحال من المحال)


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 06:28 PM   #310

alyaa adel

? العضوٌ??? » 335340
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » alyaa adel is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

alyaa adel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.